Professional Documents
Culture Documents
Lit-HL-essay Example A Ar
Lit-HL-essay Example A Ar
Lit-HL-essay Example A Ar
دراسة كيفية عرض الكاتب نجيب محفوظ لبعض من الشخصيات في رواية ميرامار و وجهات نظرهم
المختلفة و تطورها و كيف تعكس التغيرات التي حدثت داخل المجتمع و مساهمة ذلك في نقل غايته
األدبية
يعد تيار الوعي من أمه التقنيات اليت يس تعني هبا الاكتب ليكشف لنا عن غور الشخصيات ،و تكل الاصية يف غاية المهية مع خشوص معقدة مثل
خشصية "منصور ابيه" .فاس تطاع الاكتب نيب حمفوظ أن يس تعرض الفاكر اليت متوج داخل عقل منصور من خالل تيار الوعي ،فريى القارئ طريقة تفكري
منصور و انفعالته اليت قد ل ترتسم عليه من الارج .فقد عرض ثنائية الظاهر و الباطن ،حيث مت وصف منصور من قبل الشخصيات الخرى بأنه هادئ ،
"اإنه أميلهم للصمت"1بيامن يتغلغل داخهل بغض و نقمة شديداتن تدفعانه اإىل حماوةل ارتاكب جرمية قتل “رسحان البحريي” .فتتكرر لكمة اجلحمي ويربز قاموس
مصطلحاته اليائس يف حواراته ادلاخلية“ :ووجدت رغبة طاغية تدفعين اإىل احلضيض" 2كمنا احلضيض غاية منشودة تطلب ذلاهتا ،أو كمنا اجلحمي أمسى أهداف
الإنسان الهنم اإيل السعادة” .اإضافة إاىل ذكل ،يكشف لنا تيار الوعي تصاعد املشاعر عند منصور ،عىل سبيل املثال“ :نظرت اإىل زهرة… فغبطهتا ،بل
حسدهتا!” 3غبطة حتولت بعد ذكل اإىل حسد ،فيضايه ذكل كرهه لرسحان اذلي يتدرج و يتصاعد اإىل هاجس ملح لقتهل.
يقودان ذكل اإىل حتليل أمعق لشخصية "منصور "اليت تتذلذ جبدل و تقريع اذلات .فاليانة عند منصور تتعارض مع مبادئه القومية ،و لكن حتت الضغط
أفىش ابرتباط زمالئه ابلنامتء الفكري ابملاركس ية اليت اكنت السلطات يف تكل احلقبة تعدها من اﶈرمات و توقع بأحصاهبا أشد العقاب ،و ظل يعاين من ومص
نفسه بصفة اليانة ذلكل ،ومن مث بدأت تتناىم دليه عوارض السادو-مازوخية من حيث بغضه لنفسه و احتقاره لها دلرجة رغبته يف إايقاع العقاب بتكل النفس
الآمثة لتتخلص من اإمثها و دنسها ،ولكن ضغفه مينعه من أن ينفث هذه املشاعر يف قتل ذاته ،و ابملقابل يسلط اكفة اهامتمه عىل رسحان فيسقط عليه تكل
الرغبة يف الانتقام و العقاب ،فيتصيد هل و ينتظره حىت يقع يف خيانة تضايه خيانته لزمالئه ليك يلقنه عقااب -عل و عىس يساعده ذكل من ختفيف ثقل كراهيته
ذلاته.
الرصاع ادلاخيل أحد العنارص الىت سامه تيار الوعي يف بناهئا ،مفن خالل املونولوج ادلاخيل اذلي يقاطع حوارات منصور مع درية " تكل احلبيبة القدمية من
أايم اجلامعة و اليت تزوجت أس تاذه و مثهل العىل" ،نرى أنه يريد أن يكسب حهبا ،و أن يزتوج مهنا دلرجة أنه يس متيل مشاعرها يف حاةل ضعفها و انكسارها
اإثر خسارة زوهجا ،و لكن عندما يصل اإيل خط الهناية ،اذلي يفصل ما بينه و بني سعادته اﶈمتةل ،يتجنب الوقوع يف الهاوية و أن يذعن اإىل رغبته… “ورمغ
ذكل أوشك الفيضان أن جيرف السد” 4فيعود منصور اإىل تيار من العذاب و النقمة عىل وضعه و ضعفه .
يعكس الارتداد و تداعي اذلاكرة حاةل منصور ابيه النفس ية .مفن خالل تشظي زمن الحداث يف الرواية نس بة اإيل الاسرتجاعات املتقطعة ،يشعر القارئ
حباةل من الفوىض واحلرية اليت توازي اضطراب منصور و تشتته.
ابلرمغ من أن هذه الاسرتجاعات تربر للقارئ ترصفات منصور الغريبة و شعوره ابليانة ،فهيي تربز ظاهرة الاغرتاب كذكل ،اذلي يتجسد يف عدة وجوه ،
ومهنا الاغرتاب ادليين اذلي ودل سببا لرفض ا�متع اﶈيط به "أرسته" هل لظهنم فيه الكفر أو الإحلاد نتيجة جملالفته هو و رفاقه للسائد حول الاعتقادات ادلينية يف
ا�متع ،و لكونه ساير ما اكن يسمى ابلشك املهنجي و مناقشة املسلامت .فيقع منصور يف أزمة املثقفني اليت تقوده اإىل اغرتابه الاجامتعي و النفيس و الفكري،
فال جيد من يعادهل يف العمل و الثقافة يف ا�متع ،أو من حيتوي تكل النفس التواقة للفهم و الاس تفسار ،فيشعر بأنه “يغرد خارج الرسب” فيتقوقع داخل ذاته
لرياه من حوهل " أنه يعيش يف ذاته عسري اللفة" 5كام وصفه عامر وجدي.
من خالل تيار وعي منصور ابيه اذلي مل خيل من التخيالت أيضا ،نرى أن دكتور فوزي "أس تاذه و مثهل العىل"بثابة البطل عند منصور ،فدامئا ما
يطرح منصور السؤال التايل لنفسه :ماذا لو اكن ادلكتور فوزي موجودا؟ ما قد يفعل؟ 6بل ختيهل جالسا عىل “الكنبة” يف شقة درية ؛حفسب معايريه ،ادلكتور
فوزي ينمتي اإىل الفئة املعتدةل :دليه أفاكر و مبادئ و يطبقها يف حياته .ابملقارنة ،منصور دليه مبادى ولكنه عاجز عن تطبيقها .مفن خالل تيار الوعي ،كشف لنا
الاكتب عن معايري منصور للبطوةل ،و أثر خشصية ادلكتور فوزي يف ترس يخ شعوره ابليانة.
متكن الاكتب من أن يعرض نظرة منصور للشخصيات الخرى يف البنس يون من خالل احلوار ادلاخيل .فرنى أنه ل يقميهم بنظرمه الاريج مثلام فعل
رسحان البحريي ،بل قميهم تبعا لطبيعة تفكريمه و ثقافهتم و مبادهئم .اتضح ذكل من خالل انطباعه السايس عن زهرة اليت اكنت “يف سن طالبة جامعية و اكن
ينبغي أن تكون كذكل” .7فمل ينظر اإىل جسدها و مفاتهنا اكلآخرين ،بل لفت انتباهه ما جيب أن تكون عليه "حقوقها مكواطنة" و اليت مل تنلها .فيظهر ذكل أن
منصور ليس شهوانيا أو ماداي ،بل مثقفا و صاحب مبادئ و قمي وحيرص عىل العمل .من خالل اإمعان الاكتب نيب حمفوظ يف التفاصيل املس توحاة من تيار
الوعي ،تكمتل فس يفساء خشصية منصور ابيه و يكمتل فهم القارئ لها اإىل حد كبري.
لعب الفضاء املاكين دورا هاما يف عرض الاكتب جملتلف الآراء يف الرواية ،فباس تحضار مفردات املاكن مثل ا إلسكندرية و بنس يون مريامار ،و التعظمي من
قميهتام من خالل الوصف ادلقيق ،يف قوهل (املبىن امجليل القامئ عىل الشاطئ) ،8يس تطيع أن خيلق الديب فضاء روائيا دليه معاين و دللت عديدة .بل مسي
نيب حمفوظ “اكتب املاكن” حلرفيته يف توظيف هذا العنرص .اس تخدم مدينة الاسكندرية (الكوزموبوليتانية) ،ليك تكون رمزا للتقاء احلضارات و خمتلف
الثقافات و الآراء و الافاكر ،فهيي بؤرة البنية الرسدية .كذكل ،امجليع ينطلق من بنس يون مريامار ،فهيي نقطة التقاهئم ؛ حيث جلأت لك الشخصيات اإيل
البنس يون هاربة من ماضهيا .فاكن ماكن اس تعراض ش ىت اليديولوجيات ،مفعال خاصية التبئري املاكين ،فميكننا وصفها كـ”بوتقة تنصهر فهيا خمتلف الثقافات
والداين”.
من العنارص اليت سامهت يف الكشف عن أعامق الشخصيات خاصية تعدد الصوت الرسدي .فقامت هذه التقنية ابختالق مساحة تسمح للك فرد من
نزلء البنس يون أن يعرب عن منظوره .فرنى أنه ابلرمغ من تكرار الحداث يف لك فصل ،اإل أن الشخصية اليت تقوم ابلرسد تضيف املزيد من الزمخ للحدث
بطرح رؤية خمتلفة أو زاوية رؤية ،وقضااي خمتلفة و وضع رشحية معينة من ا�متع حتت عدسة ادلراسة .ابلإضافة ،متنح هذه التقنية فرصة للقارئ أن يدخل يف
ذهن الشخصيات من خالل تيار الوعي ،اذلي حيتوى عىل مونولوج و هواجس و ارتدادات .عىل سبيل املثال ،من خالل فصل حس ين عالم ،مت عرض قضية
هامة من خالل شعوره ابلنقص لنه ليس كفؤ ليك يتسم بصفات الزوج املثايل عند ا�متع .فريى الاكتب رغبة حس ين يف أن يبقى “عازاب اإىل البد يك ل
{يرتطم} بلفظة ((ل)) مرة أخرى” ابلرمغ من ادعائه القوة .فيغذي ذكل الس ياق الاجامتعي و يضيف من زوااي قضية عالقة الرجل ابملرأة.
عالوة عىل ذكل ،يساعد تنوع الصوت الرسدي يف الكشف عن مكنون لك الشخصيات ،فريى القارئ أآراءمه عن بعض .مثال ،يتفق الغلبية أن طلبة
مرزوق خيفي شيئا ما و يظهر الارتباك عليه من الارج ،وادلليل عىل ذكل هو قول منصور“ :اسرتقت نظرات اإىل طلبة مرزوق مل يقرأ معانهيا أحد…تودده اإىل
الثورة بال اإميان ،وكنه مل يكن من السالةل اليت ش يدت قالعها من اللحم وادلماء” .9فيتضح لنا أن وضع أموال طلبة حتت احلراسة اكن هل أثرا كبريا عىل حياته،
دفعه أن يلجأ اإىل البنس يون و يتحاىش لك من يظن أنه ميكن أن ييش به للبوليس… قد تسامه هذه الرؤية الارجية يف اإبراز التناقض يف بعض الشخوص
5المصدر السابق
6المصدر السابق
7المصدر السابق
8المصدر السابق
9المصدر السابق
كذكل ،و ل س امي يف منصور ابيه .مفن رؤية الآخرين الارجية ملنصور ،ترسعوا يف وصفه بأنه هادئ مفن منظور حس ىن ،يرى أن “يف حتفظه ما يغري
بلمكة” ،10بيامن مشاعره ادلاخلية ،عىل النقيض متوج غضبا مثل الرباكن.
متكن الاكتب من طرح وضع املرأة و مهوهما و تطلعاهتا من خالل عرض خشصية زهرة بنحها مساحة رمزية يف الرواية و كامتن صوهتا الرسدي والاكتفاء
بعرض أآراء الآخرين عهنا بدل من أن تقدم يه نفسها و أحاسيسها بذاهتا .فيضايه ذكل وضع املرأة املهمشة يف ا�متع ،اليت مل متنح منصة تبوح من خاللها عن
مشاعرها و تبدي رأهيا .فالشخصيات الوحيدة اليت تنقل بيهنا الرسد اكنت ذكورية ،فمل يس تطع القارئ معرفة خشصية زهرة بنفس العمق اذلي حظي به مع
خشصية عامر وجدي مثال ، .فمل يتعرف القارئ عىل انامتء زهرة الس يايس حىت سألها حس ين عالم“ :و أنت اي زهرة ..حتبني الثورة؟”11
يف التام ،اس تطاع نيب حمفوظ أن يوظف العديد من التقنيات و الساليب لتيسري فهم القارئ ملراميه من خالل النقل الواقعي للحداث التارخيية اليت
جرت يف س ياق الرواية و تناوهل قضااي شائكة متس لك من الطبقات املتنوعة من قبل خمتلف الشخصيات يف النص .هكذا متكن الاكتب -و بنجاح -أن
يتواصل مع قرائه بتكل الطريقة السامية و الراقية اليت ميتاز به هذا العمل.
10المصدر السابق
11المصدر السابق
المصادر و المراجع
http://www.stob5.com/361649.html
https://www.albayan.ae/books/eternal-books/2016-07-08-1.2675351