Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 3

‫الحضانة في مدونة األسرة باإلضافة إلى طابعها الشرعي المنسجم مع شريعة اإلسالمية فهي منسجمة مع إتفاقية الطفل التي

اعتمدتها‬
‫الجمعية العامة& لألمم المتحدة بتاريخ ‪ 20‬نوفمبر ‪ ، 1989‬و إنضم إليها المغرب بتاريخ ‪ 21‬يونيو ‪ ، 1993‬وموضوع الحضانة‬
‫يثير اشكاالت كتيرة على المستوى العملي حماية لمصلحة المحضون بدرجة األولى ‪ ،‬فالطفل يحتاج إلى رعاية خاصة من األبوين‬
‫نظرا لدورهما الفعال في تكوين شخصيته ‪ ،‬و غياب احدهما يؤتر سلبا ً على إستقرار وحسن تربيته خاصة عند إنحالل ميثاق‬
‫زوجية ‪ ،‬فيترتب عن دلك ضرورة توفير الرعاية الالزمة له من خالل خلق إطار قانوني ينضم أحكام الحضانة و هو األمر الدي‬
‫نصت عليه مدونة األسرة في المواد ما بين ‪ 163‬و ‪ 186‬التي جاءت بمجموعة من المستجدات تنصب أساسا على حماية حقوق‬
‫الطفل سواء على مستوى مستحقي الحضانة أو مدة الحضانة أو تكاليفها ‪ ،‬وهي كلها مستجدات حاول المشرع المغربي من خاللها أن‬
‫يبتعد قليال عن الشريعة اإلسالمية ويكون منسجما ً مع إتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الجمعية العامة لألمم المتحدة‪.‬‬
‫و الحضانة في األصل هي من واجبات الزوجين ما دامت العالقة الزوجية قائمة ‪ ،‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ ، 164‬حيت يكون‬
‫الطفل عاجزاً عن مباشرة مصالحه بنفسه وال يميز بين ما يضره وما ينفعه ‪ ،‬فائدة انحلت العالقة الزوجية انفردت األم بالحضانة‬
‫وأصبح األب مسموحة له بزيارة الطفل ساعات قليلة‪.‬‬
‫بانحالل الرابطة الزوجية‪ ،‬يجب البحت عن من يقوم بتربية األطفال والحفاض على مصالحهم ‪ ،‬سواء من بين األبوين أو ممن تراه‬
‫المحكمة& صالحا ً من أقارب المحضون أو غيرهم‪.‬‬

‫الشروط العامة للحضانة‬ ‫‪-I‬‬


‫تمتد الحضانة في البداية إلى األم‪ ،‬وفي حالة تعدر حدة اإلسناد تخول لألب أو ألم األم ‪ ،‬وطبقا ً للمادة ‪ 186‬من مدونة‬
‫األسرة يجب على المحكمة مراعاة مصلحة المحضون في تطبيق ما يتعلق بشروط إستحقاق الحضانة‪ ،‬أي أن يكون‬
‫الحاضن راشداً وأمينا ً قادراً على تربية المحضون‪.‬‬

‫سن الرشد القانوني‬ ‫‪-1‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫يشترط في الحاضن غير األبوين أن يكون راشدا لقيام بشؤون نفسه ليتسنى له تكليفه قانونا بالسهر على مصالح‬
‫غيرها ‪ ،‬والمقصود بسن الرشد القانوني هو البلوغ من العمر ‪ 18‬سنة شمسية كاملة‪ .‬فالحدن يكون في هده‬
‫الحالة متمتعا ً بأهليتي الوجوب واألداء دون عريض من عوارض األهلية ( كالجنون ) ألنه يصبح ادا حدث‬
‫عارض هو ذاته في حاجة إلى ولي أو وصي يدير شؤونه ‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى استحالة إسناد الحضانة‬
‫إليه طالما إنه يفتقر للعقل الذي هو مناط التكليف و أداة التفكير‪.‬‬

‫غير أن الرشد القانوني في الحاضن سواء كان األم أو األب ال يشترط إال إستثناء من القاعدة المدكورة أعاله‬
‫وذلك إنسجاماً& مع مقتضيات كل من المادتين ‪ 20‬و ‪ 21‬من مدونة األسرة التي تسمح بالزواج من لم يبلغ بعد‬
‫سن الرشد القانوني بشرط الحصول على ادن القاضي المكلف بالزواج وموافقة النائب الشرعي على الزواج‪.‬‬
‫فمدونة األسرة لم تتطرق بخصوص شروط الحضانة إال وجوب توفر الحاضن على الملكة العقلية‪ ،‬و لكن توفر‬
‫شرط العقل في الحاضن تقضي به القواعد العامة و بالتالي يجب أال يكون الحاضن مصابا ً بجنون ألن تسليم‬
‫‪.‬الصغير لغير العاقل تعرض له للخطر مادام المجنون أو المعتوه في حاجة ماسة لمن يحضنه‬

‫اإلستقامة واألمانة‬ ‫‪-2‬‬

‫يعني هدا الشرط أن ال يخشى من الحاضن على المحضون‪ ،‬أي يجب أن يكون الحاضن أمينا ً على المحضون‬
‫في نفسه وفي ماله‪ ،‬وبعبارة أخرى ليست الحضانة حفض المحضون في بدنه فحسب‪ ،‬بل حفدحو أيضا ً في‬
‫خلقه‪ ،‬فإذا اتضح أن الحاضن امراة فاسقة& أو تمارس الدعارة‪ ،‬وجب حرمانها من ممارسة& الحضانة ألن أحد‬
‫جوانب هذه األخيرة – أي األخالق – غير متوفر في هذه الحاالت‪ ،‬فالحضانة& تسقط إذا ثبت أن الحاضنة أو‬
‫طالبة الحضانة أدينت مثال من أجل جناية السرقة الموصوفة أو بسبب الخيانة الزوجية أو التحريض على‬
‫فتصریح األم‬ ‫الدعارة‪ ،‬أو غادرت المغرب إلى الخارج وترك المحضون لدى أسرتها بالمغرب مهمال‪.‬‬
‫الحاضنة في محضر الضابطة القضائية أنها تتعاطى الفساد والتحريض عليه يجعل شرط األمانة و اإلستقامة‬
‫غير متوفر لديها طبقا لما تنص عليه المادة ‪ 173‬من مدونة األسرة وبالتالي يبرر التصريح بسقوط الحضانة‪.‬‬
‫غير أنه غالبأ ما تنازل األم في هذه الحاالت عن حضانة أبنائها وأن تنازل من له حق الحضانة يلزمه‪ .‬فتنازل‬
‫األم عن حضانة أوالدها لوالدهم يكون في بعض األحيان مقابل تنازل األب عن متابعتها من أجل ارتكاب‬
‫جريمة الخيانة الزوجية‪ ،‬وفي هذا الصدد‪ ،‬قضت بعض المحاكم& بأن احتفاظ األم بالمحضون بعد هذا التنازل‬
‫يجعل المحتفظ به متبرعة باإلنفاق عليه وال يحق لها الرجوع على األب بما أنفقته‪.‬‬
‫القدرة على تربية المحضون‬ ‫‪-3‬‬
‫يالحظ أن المشرع جمع في هذا الشرط عدة شروط عندما استلزم في الحاضن أن يكون قادرا على تربية‬
‫المحضون وصيانته ورعايته دينا وصحة وخلقا وقادرا كذلك على مراقبة تمدرسه‪ ،‬فالقدرة على الحضانة‬
‫تتوافر عندما تتضح سالمة الحاضن جسميا وعقليا‪ ،‬أي قادرا على القيام بشؤون نفسه وشؤون المحضون‪ ،‬فال‬
‫‪،‬يكون أهال للحضانة إن كان الحاضن معتوها أو مصابا بمرض أو عاهة تمنعه من القيام بشؤون المحضون‬

‫وبخصوص شرط القدرة‪ ،‬سبق لمحكمة النقض أن قضت في أحد قراراتها بأن كبر السن اللجنة في (النازلة)‬
‫بدون عجز ال يبرر إسقاط الحضانة‬

‫كما أن الحاضن ملزم بالرعاية األخالقية للمحضون والمرتبطة أساسا باالستقامة واألمانة التي يجب أن تتوفر‬
‫في الحاضن ليربي الطفل عليها‪ ،‬خاصة وأن المادة ‪ 54‬من مدونة األسرة تفرض على اآلباء‪ :‬التربية على‬
‫… سلوك القويم وقيم النبل المؤدية إلى الصدق في القول وفي العمل‬

‫كذلك يجب على الحاضن أن يعتني بشؤون المحضون في التأديب والتوجيه المدرسي‪ ،‬ويجب أيضا على‬
‫الحاضن غير األم أن يراقب المحضون في المتابعة اليومية لواجباته الدراسية‪ .‬وفي حالة الخالف بين النائب‬
‫الشرعي والحاضن‪ ،‬يرفع األمر إلى المحكمة& للبت وفق مصلحة المحضون‪ ،‬ويعتبر التعليم حق من حقوق‬
‫الطفل‪ ،‬يضمنه الدستور المغربي”‪ ،‬وتنص عليه كذلك االتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الطفل وهذا ما كرسته‬
‫مدونة األسرة في مادتها ‪ 54‬عندما قضت بان الحقوق الواجية لألطفال على آبائهم‪ ” :‬التعليم…”‪ .‬فالعناية‬
‫بتمدرس الطقل تقع على عائق األبوين معا لما فيه مصلحة للمحضون حيث ال يمكن أن يقرر بشأن أحدهما‬

‫دون اآلخر‪ ،‬وذلك بصرف النظر عمن تثبت له الحضانة منهما وهذا ما يس&&تفاد من خالل الجم&&ع بين مقتض&&يات‬
‫الفقرتين األولى والثانية من المادة ‪ 169‬من مدونة األس&رة‪ .‬وفي ه&ذا الش&أن ذهبت إح&دى المح&اكم& إلى م&ا يلي‪:‬‬
‫«اعتبارا لمقتض&يات مدون&ة األس&رة ال&تي تفي&د ض&رورة تع&اون األب&وين على رعاي&ة أوالدهم&ا والح&رص على‬
‫تعليمهم وتفقتهم وتعاونها معا من أجل ما فيه مصلحة المحضون وحسن رعايته كل منهما بق&&در حال&&ه ووس&&عه و‬
‫من غير إفراط وال تفريطه‪.‬‬

‫مستحقو الحضانة وتربيتهم في ضوء مدونة األسرة‬


‫صاحب الحق في الحضانة‬
‫تقضي مدونة األسرة بأن األم هي األولى بالحضانة على أطفالها إذا انقضت العالقة& الزوجية بطالق أو بتطليق‪ ،‬ألن األم أقرب الناس‬
‫إلى المحضون وارحم من غيرها عليه وألجل ذلك تمارس األم الحضانة على ولدها وتستمر في ممارستها إلى حين بلوغ سن الرشد‬
‫‪.‬القانوني للذكر واألنثى على حد سواء‪ ،‬واليسقط حقها إال باألسباب التي نص عليها المشرع‬

‫غير أن المشرع خول الحق لألب في ممارسة الحضانة مباشرة بعد سقوطها عن األم بموجب شرعي أو بالوفاة‪ ،‬فاألب أصبح في‬
‫المرتبة الثانية بعد األم لممارسة الحضانة على أبنائه‪ ،‬ويعتبر تخويل هذا الحق لألب تطورا ملموسا في هذا المجال ولكن تنازل األب‬
‫‪.‬عن حضانة أبنائه لمطلقته يلزمه ولو تزوجت غير قريب من المحضون‬

‫وإذا أصبح األب في الوقت الحاضر أولى بحضانة أوالده بعد األم‪ ،‬فإن المشرع لم يهمل باقي أقارب المحضون من جهة أمه أو من‬
‫جهة أبيه ألن الترتيب الذي وضعته مدونة األسرة ماهو إال أمر اجتهادي ليس فيه نص صريح من الكتاب المقدس وال من السنة‬
‫النبوية الثابتة‪.‬‬
‫إسقاط الحضانة‬
‫هناك عدة أسباب تؤدي إلى سقوط الحضانة والبد أن يبين في الحكم موجب إسقاطها‪ ،‬كما أن إسقاط الحضانة قبل وجودها ال أثر له‬
‫‪.‬وال يلزم مسقطها‪ &،‬وعلى المحكمة& أن تقيم حجة التنازل عن الحضانة وبالتالي تتأكد من صفة المتنازلة وعالقتها بالمحضون‬
‫فالحكم& القاضي بإسقاط الحضانة تكون المحكمة قد استعملت في إصداره سلطتها التقديرية‪ ،‬وال رقابة لمحكمة النقض عليها في هذا‬
‫الشأن طالما كان استنتاجها مطابق للواقع و القانون‪ ،‬فالحكم القاضي بإسقاط الحضانة ليس نهائيا بل هو حكم يقبل اإلستئناف‪ ،‬والقرار‬
‫اإلستئنافي الصادر في الموضوع يقبل الطعن بالنقض أمام محكمة النقض‪ ،‬كما أن الحكم بإسقاط الحضانة ال يترتب عنه سقوط النفقة‬
‫قبل تنفيذه‪ ،‬بمعنى أن النفقة تبقى سارية إلى أن ينتقل المحضون إلى حضانة المطلوب‪.‬‬
‫فزواج الحاضنة بغير قريب محرم من المحضون يسقط حق األم في الحضانة على والدها ماذا إذا كانت وليا شرعيا‪،‬‬
‫ويالحظ أن ممارسة الحاضنة للتجارة أو الحرفة ال تعتبر من مسقطت الحضانة عن األم ألن مقتضيات المادة ‪ 173‬من المدونة‬
‫حددت شروط األهلية للحضانة على سبيل الحصر ولم تنص على أن تعاطي الحاضنة التجارة يعتبر من موانع ممارسة الحضانة‪،‬‬
‫‪،‬كما أن المادتين ‪ 174‬و ‪ 175‬حددتا الحاالت وال غيرها من المهن والحرف‬

‫وإذا كانت الحضانة ال تسقط مبدئيا بانتقال الحاضنة أو النائب الشرعي لإلقامة من مكان إلى آخر داخل المغرب‪ ،‬فإنها تسقط باالنتقال‬
‫إذا ثبت للمحكمة ما يوجب السقوط مراعاة لمصلحة المحضون وقبل مراعاة أية مصلحة أخرى ولو خصت الولي أو الحاضنة‪,‬‬
‫وبخصوص هذه المسألة‪،‬‬
‫مدة الحضانة‬
‫تنص مدونة األسرة على أن الحضانة تستمر إلى بلوغ سن الرشد القانوني للذكر واألنثي على حد السواء‪ ،‬أي أن انتهاء الحضانة‬
‫يكون ببلوغ المحضون ‪ 18‬سنة شمسية& كاملة‪ ،‬ويالحظ أن المشرع وحده بين سن الزواج وسن الرشد القانوني والسن الذي تنتهي به‬
‫الحضانة مادامت العالقة الزوجية قائمة‪ .‬أما إذا انتهت هذه العالقة‪ ،‬فيحق للمحضون الذي أتم الخامسة& عشر سنة أن يختار من‬
‫يحضنه من أبيه أو أمه‪ ،‬وإن كان المشرع في المادة ‪( 166‬فقرتها الثانية) لم يقيد اإلختيار في هذه الحالة صراحة بأي شرط‪ ،‬إال أنه‬
‫ينبغي أن يرتكز على مصلحة المحضون التي تقتضي أن يكون هذا اإلختيار مقترنا بحصول التوافق والتفاهم بين األب واألم‪ ،‬خاصة‬
‫فيما يتعلق بأداء مسؤوليتهما معا في تربية المحضون ورعايته وتوجيهه على الوجه المطلوب‪ ،‬وال مجال إلعمال تخيير القاصر‬
‫‪.‬المنصوص عليه في المادة ‪ 166‬من مدونة األسرة إذا كانت الحضانة ساقطة بقوة القانون‬

‫فالخيار المقرر للمحضون حسب هذه المادة في من يحضنه من أبيه أو أمه ال موجب لتطبيقه بالنسبة لألم التي سقطت حضانتها‬
‫بموجب شرعي‪ ،‬كما أن بلوغ المحضون سن اإلختيار ال يسقط حضانة أمه إن اختار االستمرار في حضانتها ولو تزوجت بغير‬
‫محرم‪ ،‬كذلك إن بلوغ المحضون ‪ 15‬سنة واختياره من يحضنه بعد ذلك ال ينهي حضانته بل تبقى تبعا لذلك أجرة الحضانة قائمة إذا‬
‫اختار المحضون غير والده‬
‫وفي غياب هذا التوافق‪ ،‬يتدخل القضاء للبت في هذه المسألة وفق المصلحة الفضلى للقاصر‪.‬‬

You might also like