Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 227

‫هذا الكتاب‬

‫يح اول ه ذا الكت اب جم ع م ا ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن‬


‫الكريم حول الركن الثاني من أركان اإليمان‪ ،‬وهو اإليمان بالرسل عليهم‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬والوحي الذي أنزله هللا عليهم‪.‬‬
‫ذلك أن اإليمان بالرسل عليهم السالم هو المقدمة التي تنطل ق منه ا‬
‫جميع المعارف الدينية سواء تلك التي ترتبط بالغيب‪ ،‬أو تلك التي ترتب ط‬
‫بالش هادة‪ ..‬فق د ش اء هللا أن يرب ط تعليم ه لعب اده وتربيت ه لهم وتع ريفهم‬
‫بحقائق أنفسهم وحقائق الوجود عبر هذه الوسيلة التي ال يمكن أن تتحق ق‬
‫من دون اإليمان بهم واإلذعان إليهم والتسليم لهم‪.‬‬
‫وله ذا امتأل الق رآن الك ريم ب ذكرهم وذك ر ه ديهم ومعان اتهم م ع‬
‫أقوامهم‪ ،‬ليكون ذلك عبرة للمعتبرين‪ ،‬وطريقا من طرق الهداية العظمى‪.‬‬
‫لكن ـ لألسف ـ وبس بب البع د عن المنهج الق رآني في التعام ل م ع‬
‫النبوة والوحي اإللهي‪ ،‬دخلت الكثير من التحريف ات واألس اطير إلى ه ذا‬
‫الركن من أركان اإليمان؛ فشوهت النب وة‪ ،‬ودنس معه ا اله دي المق دس‪،‬‬
‫ليمتلئ بمعان وقيم غريبة تتن اقض م ع م ا ورد في الق رآن الك ريم‪ ،‬وم ا‬
‫دلت عليه الفطرة السليمة‪.‬‬
‫ولهذا حرصنا في هذا الكتاب على إبعاد ك ل األح اديث ال تي ن رى‬
‫تأثيرها السلبي على تلك المعاني القرآنية السامية التي تمأل القلوب ش وقا‬
‫ومحب ة لتل ك الج واهر المقدس ة ال تي رض يها هللا تع الى ه داة ودع اة‬
‫ومعلمين لخلقه‪.‬‬
‫سنة بال مذاهب‬

‫(‪)5‬‬

‫الأنبياء‪ ..‬والهدي المقدس‬


‫الأحاديث والآثار الواردة حول الأنبياء والوحي المنزل عليهم‬

‫د‪ .‬نور الدين أبو لحية‬


‫‪www.aboulahia.com‬‬

‫الطبعة الأولى‬

‫‪ 1441‬ـ ‪2020‬‬

‫دار األنوار للنشر والتوزيع‬



‫فهرس المحتويات‬
‫‪6‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪11‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪11‬‬ ‫ما ورد حول األنبياء عليهم السالم‬
‫‪11‬‬ ‫أوال ـ األحاديث المقبولة حول النبوة وخصائصها‪:‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث النبوية‪:‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من أحاديث أئمة الهدى‪:‬‬
‫ثانيا ـ األحاديث المقبولة حول األنبياء المذكورين في القرآن الكريم‪28 :‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد حول آدم عليه السالم‪:‬‬
‫‪38‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد حول نوح عليه السالم‪:‬‬
‫‪42‬‬ ‫‪ .3‬ما ورد حول هود عليه السالم‪:‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪ .4‬ما ورد حول صالح عليه السالم‪:‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪ .5‬ما ورد حول إبراهيم عليه السالم‪:‬‬
‫‪57‬‬ ‫‪ .6‬ما ورد حول يعقوب ويوسف عليهما السالم‪:‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ .7‬ما ورد حول أيوب عليه السالم‪:‬‬
‫‪62‬‬ ‫‪ .8‬ما ورد حول يونس عليه السالم‪:‬‬
‫‪63‬‬ ‫‪ .9‬ما ورد حول موسى عليه السالم‪:‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪ .10‬ما ورد حول داود عليه السالم‪:‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪ .11‬ما ورد حول سليمان عليه السالم‪:‬‬
‫‪84‬‬ ‫‪ .12‬ما ورد حول يحي عليه السالم‪:‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪ .13‬ما ورد حول المسيح عليه السالم‪:‬‬
‫‪90‬‬ ‫ثالثا ـ األحاديث واآلثار المردودة حول األنبياء عليهم السالم‪:‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪ 1‬ـ ما ورد من التفاصيل حول األنساب‪:‬‬
‫‪90‬‬ ‫أ ـ ما ورد من الروايات حول كيفية تناسل البشر‪:‬‬
‫‪93‬‬ ‫ب ـ ما ورد حول نسب نوح عليه السالم وذريته‪:‬‬
‫‪97‬‬ ‫ج ـ ما ورد حول أنساب األنبياء عليهم السالم‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد من التفاصيل التي ال حاجة لها‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫أ ـ ما ورد حول إدريس عليه السالم‪:‬‬
‫‪104‬‬ ‫ب ـ ما ورد من التفاصيل حول العقوبات اإللهية‪:‬‬
‫‪105‬‬ ‫ج ـ ما ورد من التفاصيل حول تعيين الذبيح‪:‬‬
‫‪110‬‬ ‫ج ـ ما ورد من التفاصيل حول داود وطالوت‪:‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪ .3‬ما ارتبط من الروايات بالخرافة والدجل‪:‬‬
‫‪117‬‬ ‫أ ـ ما ورد من التفاصيل حول خلق آدم عليه السالم‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪120‬‬ ‫ب ـ ما ورد حول طول آدم عليه السالم‪:‬‬
‫‪121‬‬ ‫ج ـ ما ورد حول سفينة نوح عليه السالم‪:‬‬
‫‪124‬‬ ‫د‪ .‬ما ورد حول فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم‪:‬‬
‫‪127‬‬ ‫هـ‪ .‬ما ورد حول القوم الجبارين‪:‬‬
‫‪129‬‬ ‫و‪ .‬ما ورد من قصص األنبياء عليهم السالم مع الشيطان‪:‬‬
‫‪133‬‬ ‫‪ .4‬ما ورد من الروايات المسئية للقيم األخالقية‪:‬‬
‫‪133‬‬ ‫أ ـ ما ورد حول يعقوب عليه السالم‪:‬‬
‫‪135‬‬ ‫ب ـ ما ورد حول يوسف عليه السالم‪:‬‬
‫‪142‬‬ ‫ج ـ ما ورد حول أيوب عليه السالم‪:‬‬
‫‪149‬‬ ‫د ـ ما ورد حول داود عليه السالم‪:‬‬
‫‪152‬‬ ‫هـ ـ ما ورد حول سليمان عليه السالم‪:‬‬
‫‪164‬‬ ‫و ـ ما ورد حول يونس عليه السالم‪:‬‬
‫‪169‬‬ ‫ز ـ ما ورد حول موسى عليه السالم‪:‬‬
‫‪169‬‬ ‫المثال األول‪ :‬الروايات التي تصور حرصه على الحياة‪:‬‬
‫‪175‬‬ ‫المثال الثاني‪ :‬الروايات التي تصور حدته وغضبه‪:‬‬
‫‪181‬‬ ‫ح ـ ما ورد حول يحي عليه السالم‪:‬‬
‫‪183‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪183‬‬ ‫األحاديث واآلثار الواردة حول الهدي المقدس‬
‫‪185‬‬ ‫أوال ـ الهدى المقدس لموسى عليه السالم‪:‬‬
‫‪186‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث المقبولة‪:‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة‪:‬‬
‫‪236‬‬ ‫ثانيا‪ .‬الهدى المقدس لداود عليه السالم‪:‬‬
‫‪236‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث المقبولة‪:‬‬
‫‪245‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة‪:‬‬
‫‪255‬‬ ‫ثالثا‪ .‬الهدى المقدس للمسيح عليه السالم‪:‬‬
‫‪255‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث المقبولة‪:‬‬
‫‪280‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة‪:‬‬
‫‪326‬‬ ‫رابعا‪ .‬الهدي المقدس ألنبياء آخرين عليهم السالم‪:‬‬
‫‪326‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن آدم عليه السالم‪:‬‬
‫‪326‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن إبراهيم عليه السالم‪:‬‬
‫‪327‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن سليمان عليه السالم‪:‬‬
‫‪328‬‬ ‫‪ .3‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن إلياس عليه السالم‪:‬‬
‫‪329‬‬ ‫‪ .4‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن إشعيا عليه السالم‪:‬‬
‫‪330‬‬ ‫‪ .5‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن دانيال عليه السالم‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪330‬‬ ‫‪ .6‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن عزير عليه السالم‪:‬‬
‫‪331‬‬ ‫خامسا‪ .‬الهدي المقدس لحكماء اختلف في نبوتهم‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث واآلثار المقبولة عن الخضر عليه السالم‪:‬‬
‫‪331‬‬
‫‪331‬‬ ‫أ‪ .‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن الخضر عليه السالم‪:‬‬
‫‪340‬‬ ‫ب‪ .‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن الخضر عليه السالم‪:‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من األحاديث واآلثار المقبولة عن لقمان عليه السالم‪341 :‬‬
‫‪342‬‬ ‫أ‪ .‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن لقمان عليه السالم‪:‬‬
‫‪356‬‬ ‫ب‪ .‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن لقمان عليه السالم‪:‬‬
‫‪368‬‬ ‫سادسا‪ .‬ما ورد حول أتباع األنبياء عليهم السالم‪:‬‬
‫‪375‬‬ ‫هذا الكتاب‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‬
‫يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول‬
‫ال ركن الث اني من أرك ان اإليم ان‪ ،‬وه و اإليم ان بالرس ل عليهم الص الة والس الم‪،‬‬
‫والوحي الذي أنزله هللا عليهم‪.‬‬
‫ذلك أن اإليمان بالرس ل عليهم الس الم ه و المقدم ة ال تي تنطل ق منه ا جمي ع‬
‫المعارف الدينية سواء تلك التي ترتبط بالغيب‪ ،‬أو تل ك ال تي ترتب ط بالش هادة‪ ..‬فق د‬
‫ش اء هللا أن يرب ط تعليم ه لعب اده وتربيت ه لهم وتع ريفهم بحق ائق أنفس هم وحق ائق‬
‫الوجود عبر ه ذه الوس يلة ال تي ال يمكن أن تتحق ق من دون اإليم ان بهم واإلذع ان‬
‫إليهم والتسليم لهم‪.‬‬
‫ولهذا امتأل القرآن الكريم بذكرهم وذكر هديهم ومعاناتهم مع أقوامهم‪ ،‬ليك ون‬
‫ذلك عبرة للمعتبرين‪ ،‬وطريقا من طرق الهداية العظمى‪.‬‬
‫لكن ـ لألس ف ـ وبس بب البع د عن المنهج الق رآني في التعام ل م ع النب وة‬
‫والوحي اإللهي‪ ،‬دخلت الكثير من التحريفات واألساطير إلى هذا ال ركن من أرك ان‬
‫اإليم ان؛ فش وهت النب وة‪ ،‬ودُنس معه ا اله دي المق دس‪ ،‬ليمتلئ بمع ان وقيم غريب ة‬
‫تتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم‪ ،‬وما دلت عليه الفطرة السليمة‪.‬‬
‫ولهذا حرصنا في هذا الكت اب على إبع اد ك ل األح اديث ال تي ن رى تأثيره ا‬
‫الس لبي على تل ك المع اني القرآني ة الس امية ال تي تمأل القل وب ش وقا ومحب ة لتل ك‬
‫الجواهر المقدسة التي جعلها هللا تعالى وسائل لهداية خلقه‪.‬‬
‫فمن الضوابط التي رأينا ضرورة تطبيقها في هذا الكتاب‪:‬‬
‫أوال ـ البعد عن كل التفاصيل المؤرخة للرسل عليهم السالم إال ما ورد النص‬
‫عليه في القرآن الكريم أو كان قريبا منه‪ ..‬ذلك أن معظم تلك التفاصيل يتن اقض م ع‬
‫ما ورد في القرآن الكريم من البحث عن العبر‪ ،‬ال عن تفاصيل األحداث‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى أن أكثر تلك األحداث التفصيلية مأخوذة بشكل مباشر أو غ ير مباش ر عن أه ل‬
‫الكتاب الذين مألوا أخبار األنبياء كذبا وبهتانا‪ ..‬ولهذا كانت أمثال تلك األخبار مث ار‬
‫سخرية من ال ذين ال يؤمن ون باألدي ان‪ ،‬ويتخ ذون من تل ك الت واريخ المزيف ة م ادة‬
‫دسمة تعينهم على ذلك‪.‬‬
‫ثانيا ـ استبعاد كل األحاديث واآلثار التي تسيء إلى النبوة وتشوهها‪ ،‬وهو ما‬
‫جعل فريقا كبيرا من المسلمين‪ ،‬وخاصة من المتأثرين بالمدرس ة الس لفية‪ ،‬يعتق دون‬
‫عدم عصمة النبوة إال في مجال التبليغ‪ ،‬بل وصلت بهم الجرأة إلى اعتقاد جواز كفر‬
‫الرس ل وارتك ابهم الكب ائر قب ل نب وتهم‪ ،‬وه و م ا يخ الف م ا ورد عنهم في الق رآن‬
‫الكريم من الدعوة إلى االهتداء بهم‪ ،‬وليس ذلك إال لعصمتهم المطلقة‪.‬‬
‫ولهذا انبرى أئم ة اله دى لل رد على تل ك التحريف ات ال تي لحقت ه ذا ال ركن‬
‫األصيل من أركان العقي دة اإلس المية‪ ،‬ومن األمثل ة على ذل ك م ا روي عن اإلم ام‬
‫علي الرضا‪ ،‬والذي رويت عنه مناظرة طويلة م ع الق ائلين بالتخطئ ة‪ ،‬نس وقها هن ا‬
‫‪5‬‬
‫باختص ار‪ ،‬فق د س ئل ـ حس بما تنص الرواي ة ـ‪ :‬ي ا ابن رس ول هللا أتق ول بعص مة‬
‫َص ى آ َد ُم َربَّهُ‬ ‫(وع َ‬ ‫األنبي اء؟ ق ال‪ :‬بلى‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا تق ول في ق ول هللا ع ز وج ل‪َ :‬‬
‫َاضبًا فَظَ َّن أَن لَّن نَّ ْق ِد َر َعلَيْه)‪ ،‬وقول ه‬ ‫َب ُمغ ِ‬ ‫فَغ ََوى)وقوله عز وجل‪َ ( :‬و َذا النُّو ِن إِذ َّذه َ‬
‫(وظَ َّن داود أَنَّ َم ا فَتَنَّاه)‪ ،‬وقول ه‬ ‫ت بِ ِه َوهَ َّم بِهَا)‪ ،‬وقول ه في داود َ‬ ‫(ولَقَ ْد هَ َّم ْ‬ ‫في يوسف َ‬
‫ق أن ت َْخ َشاهُ)‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫اس َو ُ أ َح ُّ‬ ‫هَّللا‬
‫ك َما ُ ُم ْب ِدي ِه َوت َْخ َشى النَّ َ‬ ‫ْ‬
‫(وتُ ْخفِي فِي نَف ِس َ‬ ‫في نبيه محمد َ‬
‫فق ال اإلم ام الرض ا مخاطب ا من اظره‪( :‬ات ق هللا‪ ،‬وال تنس ب إلى أنبي اء هللا‬
‫﴿و َم ا يَ ْعلَ ُم‬ ‫الفواحش‪ ،‬وال تتأول كتاب هللا عز وجل برأيك‪ ،‬فإن هللا عز وج ل يق ول‪َ :‬‬
‫تَأْ ِويلَهُ إِاَّل هَّللا ُ َوالرَّا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم ﴾ [آل عمران‪]7 :‬‬
‫ثم راح يجيبه عن شبهاته‪ ،‬فق ال‪( :‬أم ا قول ه ع ز وج ل في آدم علي ه الس الم‪:‬‬
‫َصى آ َد ُم َربَّهُ فَ َغ َوى﴾ [طه‪ ،]121 :‬فإن هللا عز وجل خل ق آدم حج ة في أرض ه‬ ‫﴿ َوع َ‬
‫وخليفة في بالده‪ ،‬لم يخلقه للجنة‪ ،‬وكانت المعص ية من آدم في الجن ة ال في األرض‬
‫لتتم مقادير أمر هللا عز وجل‪ ،‬فلما أهب ط إلى األرض وجع ل حج ة وخليف ة‪ ،‬عص م‬
‫آل إِ ْب َرا ِهي َم َوآ َل ِع ْم َرانَ َعلَى ْال َع الَ ِمينَ ﴾‬ ‫﴿ن هَّللا َ اصْ طَفَى آ َد َم َونُوحًا َو َ‬ ‫بقوله عز وجل‪َّ :‬‬
‫َاض بًا فَظَ َّن أَ ْن لَ ْن‬ ‫َب ُمغ ِ‬ ‫ون إِ ْذ َذه َ‬
‫﴿و َذا النُّ ِ‬
‫[آل عمران‪ ..]33 :‬وأم ا قول ه ع ز وج ل‪َ :‬‬
‫نَ ْق ِد َر َعلَ ْي ِه﴾ [األنبياء‪ ]87 :‬إنما ظن أن هللا عز وجل ال يضيق عليه رزقه‪ ،‬أال تسمع‬
‫قول هللا عز وجل‪َ ﴿ :‬وأَ َّما إِ َذا َم ا ا ْبتَاَل هُ فَقَ د ََر َعلَ ْي ِه ِر ْزقَ هُ ﴾ [الفج ر‪ ]16 :‬أي ض يق‬
‫عليه‪ ،‬ولو ظن أن هللا تبارك وتعالى ال يقدر عليه لكان قد كفر‪ ..‬وأما قوله عز وجل‬
‫ت بِ ِه َوهَ َّم بِهَ ا ﴾ [يوس ف‪ ]24 :‬فإنه ا همت بالمعص ية‪ ،‬وهم‬ ‫﴿ولَقَ ْد هَ َّم ْ‬ ‫في يوس ف‪َ :‬‬
‫يوسف بعقابها إن أجبرته‪ ،‬لعظم ما داخله‪ ،‬فصرف هللا عنه عقابها)(‪)1‬‬
‫وهكذا راح يصرف عن داود عليه السالم تلك الموبقات العظيمة التي نس بتها‬
‫الروايات الكثيرة إليه‪ ،‬فقال ـ ردا عليها ـ‪( :‬إنا هلل وإنا إليه راجعون‪ ،‬لق د نس بتم نبي ا‬
‫من أنبي اء هللا إلى الته اون بص الته‪ ،‬ح تى خ رج في أث ر الط ير‪ ،‬ثم بالفاحش ة‪ ،‬ثم‬
‫بالقتل!)‪ ..‬ثم فسر ما وقع منه فقال‪( :‬إن داود إنما ظن أن ما خلق هللا عز وجل خلق ا‬
‫َص َما ِن‬ ‫هو أعلم منه‪ ،‬فبعث هللا عز وجل إلي ه الملكين فتس ورا المح راب‪ ،‬فق اال‪﴿ :‬خ ْ‬
‫اط (‬ ‫الص َر ِ‬ ‫ط َوا ْه ِدنَا إِلَى َس َوا ِء ِّ‬ ‫ق َواَل تُ ْش ِط ْ‬ ‫ْض فَاحْ ُك ْم بَ ْينَنَا بِ ْال َح ِّ‬
‫ضنَا َعلَى بَع ٍ‬ ‫بَغَى بَ ْع ُ‬
‫َّ‬
‫ال أكفِلنِيهَ ا َو َع زنِي فِي‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫اح َدة فق َ‬ ‫ٌ‬
‫ْجة َو ِ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫‪)22‬إِ َّن هَذا أ ِخي لهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ ن ْع َجة َولِ َي نع َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ﴾ [ص‪ ،]23 ،22 :‬فعجل داود عليه السالم على المدعى عليه‪ ،‬فقال‪﴿ :‬لَقَ ْد‬ ‫ْال ِخطَا ِ‬
‫ك إِلَى نِ َعا ِج ِه﴾ [ص‪ ،]24 :‬ولم يس أل الم دعي البين ة على ذل ك‪،‬‬ ‫ْجتِ َ‬ ‫ظَلَ َمكَ بِ ُس َؤا ِل نَع َ‬
‫ولم يقبل على المدعى عليه فيقول‪ :‬ما تقول؟ فك ان ه ذا خطيئ ة حكم ه‪ ،‬ال م ا ذهبتم‬
‫ض فَ احْ ُك ْم‬ ‫إليه‪ ،‬أال تسمع قول هللا عز وجل يقول‪﴿ :‬يَاداود إِنَّا َج َع ْلنَاكَ َخلِيفَةً فِي اأْل َرْ ِ‬
‫يل‬‫ض لُّونَ ع َْن َس بِ ِ‬ ‫يل هَّللا ِ إِ َّن الَّ ِذينَ يَ ِ‬‫ُضلَّكَ ع َْن َس بِ ِ‬ ‫ق َواَل تَتَّبِ ِع ْالهَ َوى فَي ِ‬ ‫اس بِ ْال َح ِّ‬‫بَ ْينَ النَّ ِ‬
‫ب﴾ [ص‪]26 :‬؟)(‪)2‬‬ ‫هَّللا ِ لَهُ ْم َع َذابٌ َش ِدي ٌد بِ َما نَسُوا يَوْ َم ْال ِح َسا ِ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ ،72 :‬وانظر‪ :‬قصص األنبياء عليهم السالم ‪ -‬الجزائري ‪ -‬ص ‪.15 - 13‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪ ،72 :‬وانظر‪ :‬قصص األنبياء عليهم السالم‪ ،‬الجزائري‪ ،‬ص ‪.15 - 13‬‬
‫‪6‬‬
‫وبناء على هذا‪ ،‬فقد استبعدنا الكث ير من األح اديث واآلث ار المش وهة للنب وة‪،‬‬
‫س واء تل ك ال تي وردت في المص ادر الس نية أو المص ادر الش يعية‪ ..‬وبم ا أنن ا ال‬
‫نستطيع أن نذكر وجه استبعادها جميع ا‪ ،‬فق د اقتص رنا على نم اذج منه ا تش ير إلى‬
‫غيرها‪.‬‬
‫وقد قسمنا الكتاب ـ بحسب ما يدل عليه عنوانه ـ إلى فصلين‪:‬‬
‫الفصــل األول‪ :‬ح ول األنبي اء عليهم الس الم واألح اديث واآلث ار ال واردة في‬
‫شأنهم‪ ،‬سواء ما ك ان من المقب ول أو الم ردود‪ ..‬وق د تش ددنا في ه ذا القس م كث يرا‪،‬‬
‫باعتباره من الغيب الذي ال يمكن التعرف عليه إال بواسطة المعصوم‪ ،‬وأدلة قطعية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حول الهدي المقدس ال ذي أوحي لألنبي اء عليهم الس الم‪ ،‬وق د‬
‫تساهلنا فيه كثيرا إلى الدرج ة ال تي قبلن ا فيه ا ب أكثر م ا ورد من ذل ك من أح اديث‬
‫وآثار لسببين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬أن معظم م ا ورد من تل ك المع اني من المقب ول في الق رآن الك ريم‪،‬‬
‫ويتوافق مع كل قيم الدين وحقائقه‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أن تل ك األح اديث واآلث ار تعم ق المعرف ة بالرس ل عليهم الس الم‪،‬‬
‫وتزيد في محبتهم‪ ،‬وتزيل الشبهات التي علقت بهم‪ ،‬ذلك أنها تبين أن دين هللا واحد‪،‬‬
‫وأن الهدي الذي تنزل على األنبياء عليهم السالم جميعا هو نفس الهدي ال ذي ت نزل‬
‫على رس ول هللا ‪ ،‬كم ا يش ير إلى ذل ك قول ه ‪( :‬األنبي اء إخ وة بن و‬
‫عالت(‪)1‬أمهاتهم شتى‪ ،‬ودينهم واحد)(‪)2‬‬
‫ولهذا استبعدنا الطريقة التقليدية ال تي اس تعملها من كتب وا في ه ذه الج وانب‪،‬‬
‫من الحديث عن الرسل عليهم السالم بالترتيب المعروف‪ ،‬والذي اقتبس وا أك ثره من‬
‫كتب أهل الكتاب‪ ،‬ثم الب دء في أنس اب الرس ل عليهم الس الم‪ ،‬وتفاص يل م ا حص ل‬
‫لهم‪ ..‬ألن ك ل ذل ك أو أك ثره من الغيب ال ذي نهين ا عن البحث عن ه‪ ،‬باإلض افة‬
‫لمصادمة الكثير منه لما يقوله العلم الحديث‪.‬‬
‫ذل ك أن الكث ير من تل ك األح داث مج رد رواي ات ش فوية ال تس تند للمنهج‬
‫التاريخي‪ ،‬ولذلك يصطدم الكثير منها بما يكتشفه علماء اآلثار والمؤرخون‪.‬‬

‫‪ )( 1‬علة‪ :‬يقال‪ :‬هم بنو عالت إذا كان أبوهم واحدا وأمهاتهم شتى الواحدة علة مثل جنات وجنة‪ .‬المصباح المنير‬
‫‪.2/583‬‬
‫‪ )(2‬ابن عساكر (‪)47/372‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬
‫ما ورد حول األنبياء عليهم السالم‬
‫نحاول في هذا الفصل جم ع م ا ورد في األح اديث المرتبط ة بالرس ل عليهم‬
‫السالم‪ ،‬مع تمييز المقبول الموافق للقرآن الكريم من المردود بسبب معارضته له‪.‬‬
‫وقد قسمناه إلى ثالثة مباحث‪:‬‬
‫أولها‪ :‬األحاديث المقبولة حول النبوة وخصائص ها‪ ،‬وهي األح اديث ال واردة‬
‫حول النبوة عموما‪ ،‬أو حول بعض األنبياء الذين لم تذكر أسماؤهم‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬األحاديث المقبولة حول األنبي اء الم ذكورين في الق رآن الك ريم‪ ،‬وق د‬
‫رتبناه بحسب الترتيب الوارد في القرآن والكتب المؤلفة في ذلك‪ ،‬مع العلم أن بعض‬
‫األنبي اء لم ت رد في حقهم أي أح اديث نبوي ة‪ ،‬فل ذلك نكتفي بم ا ورد في حقهم من‬
‫أحاديث أئمة الهدى أو اآلثار التي قد توضح ما يحتاج إلى التوضيح من خصائصهم‬
‫ووظائفهم المتوافقة مع القرآن الكريم‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬األح اديث واآلث ار الم ردودة ح ول األنبي اء الم ذكورين في الق رآن‬
‫الكريم‪ ،‬مع بيان أسباب ذلك‪.‬‬
‫أوال ـ األحاديث المقبولة حول النبوة وخصائصها‪:‬‬
‫األحاديث الواردة حول النبوة عموما محدودة جدا‪ ،‬وذلك ألن أكثر األح اديث‬
‫تعرف بالنبوة من خالل النماذج المذكورة في القرآن الكريم‪ ،‬باعتبارها ال ت دل على‬
‫ذلك النبي وحده‪ ،‬وإنما على النبوة عموما‪ ،‬ومن األحاديث الواردة في هذا‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث النبوية‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]1 :‬عن أبي ذ ّر ق ال‪ :‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬كم المرس لون؟ ق ال‪:‬‬
‫ثالثمائة وبضعة عشر ج ّما ً غفيراً وقال م رة‪ :‬خمس ة عش ر)‪ ،‬وفي رواي ة‪ :‬قلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬كم وفاء عدة األنبياء؟ قال‪ :‬مائة ألف وأربعة وعشرون ألف اً‪ ،‬الرُّ س ل من‬
‫ذلك ثالثمائة وخمسة عشر ج ّما ً غفيراً)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]2 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لم يبعث هللا عز وجل نبيا إال بلغ ة قوم ه)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]3 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا أراد هللا تع الى أن يبعث نبي ا نظ ر إلى‬
‫خير أهل األرض قبيلة فبعث خيرها رجال)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]4 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن األنبي اء ال ي تركون في قب ورهم بع د‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد (‪.)22342( )265 /5‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬كنز العمال (‪.)474 /11‬‬
‫‪ )(3‬ابن سعد‪ ،‬كنز العمال (‪.)474 /11‬‬
‫‪8‬‬
‫الصور)(‪)1‬‬ ‫أربعين ليلة ولكن يصلون بين يدي هللا تعالى حتى ينفخ في‬
‫[الحديث‪ ]5 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقع ده من‬
‫الجنة ثم يخير)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]6 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن ه ليس لن بي إذا لبس ألمت ه أن يض عها‬
‫حتى يقاتل)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]7 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما بعث هللا نبيا إال شابا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]8 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما بعث هللا نبي ا إال رعى الغنم‪ ،‬وأن ا كنت‬
‫أرعاها ألهل مكة بالقراريط)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]9 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬م ا ت وفى هللا ع ز وج ل نبي ا ق ط إال دفن‬
‫حيث يقبض روحه)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]10 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما قبض هللا تع الى نبي ا إال في الموض ع‬
‫الذي يحب أن يدفن فيه)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]11 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لم يقبر نبي إال حيث يموت)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]12 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من ن بي يم رض إال خ ير بين ال دنيا‬
‫واآلخرة)(‪)9‬‬
‫[الحــديث‪ ]13 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن هللا تع الى ح رم على األرض أن‬
‫تأكل أجساد األنبياء)(‪)10‬‬
‫[الحديث‪ ]14 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬م ا ك انت نب وة ق ط إال ك ان بع دها قت ل‬
‫وصلب)(‪)11‬‬
‫[الحـــديث‪ ]15 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ذك ر األنبي اء من العب ادة‪ ،‬وذك ر‬
‫الصالحين كفارة‪ ،‬وذكر الموت صدقة‪ ،‬وذكر القبر يقربكم من الجنة)(‪)12‬‬
‫[الحديث‪ ]16 :‬قال رسول هللا ‪( :‬األنبياء تنام أعينهم وال تنام قلوبهم)(‪)13‬‬
‫[الحديث‪ ]17 :‬عن صهيب‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ان رس ول هللا ‪ ‬إذا ص لى همس ش يئا‬
‫وال يخبرنا ب ه‪ ،‬ق ال‪( :‬أفطنتم لي)ق الوا‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪( :‬ذك رت نبي ا من األنبي اء أعطي‬

‫‪ )(1‬الحاكم في تاريخه‪ ،‬والبيهقي في حياة األنبياء‪ ،‬كنز العمال (‪.)474 /11‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬كنز العمال (‪.)474 /11‬‬
‫‪ )(3‬أحمد والنسائي‪ ،‬كنز العمال (‪.)475 /11‬‬
‫‪ )(4‬ابن مردويه والضياء‪ ،‬كنز العمال (‪.)475 /11‬‬
‫‪ )(5‬البخاري‪ ،‬كنز العمال (‪.)475 /11‬‬
‫‪ )(6‬ابن سعد‪ ،‬كنز العمال (‪.)475 /11‬‬
‫‪ )(7‬الترمذي‪ ،‬كنز العمال (‪.)475 /11‬‬
‫‪ )(8‬أحمد‪ ،‬كنز العمال (‪.)475 /11‬‬
‫‪ )(9‬ابن ماجة‪ ،‬كنز العمال (‪.)476 /11‬‬
‫‪ )(10‬أحمد وأبو داود‪ ،‬كنز العمال (‪.)476 /11‬‬
‫‪ )(11‬الطبراني والضياء‪ ،‬كنز العمال (‪.)476 /11‬‬
‫‪ )(12‬الديلمي‪ ،‬كنز العمال (‪.)477 /11‬‬
‫‪ )(13‬الديلمي‪ ،‬كنز العمال (‪.)477 /11‬‬
‫‪9‬‬
‫جنودا من قومه فقال‪ :‬من يكافئ هؤالء أم يقوم لهم؟)قال س ليمان كلم ة ش بيهة به ذه‬
‫فقيل له‪ :‬اخ تر لقوم ك بين إح دى ثالث‪ :‬بين أن أبس ط عليهم ع دوا من غ يرهم‪ ،‬أو‬
‫الجوع‪ ،‬أو الموت‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنت نبي هللا كل ذل ك إلي ك‪ ،‬فخ ر لن ا‪ ،‬فق ال في ص الته‪،‬‬
‫وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصالة‪ ،‬فقال‪ :‬أم ا ع د ٌو من غ يرهم فال‪ ،‬وأم ا الج وع‬
‫فال‪ ،‬ولكن الموت‪ ،‬فسلط عليهم ثالثة أيام فمات سبعون ألفا‪ ،‬فالذي ترون أني أق ول‪:‬‬
‫( )‬
‫ربي بك أقاتل‪ ،‬وبك أصاول‪ ،‬وال حول وال قوة إال بك) ‪1‬‬

‫[الحـــديث‪ ]18 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أوحى هللا إلى بعض أنبيائ ه عليهم‬
‫السّالم‪ :‬قل للّذين يتفقّهون لغير ال ّدين‪ ،‬ويتعلمون لغير العم ل‪ ،‬ويطلب ون ال ّدنيا لغ ير‬
‫اآلخرة يلبسون للنّاس مس وك الكب اش‪ ،‬وقل وبهم كقل وب ال ّذئاب‪ ،‬ألس نتهم أحلى من‬
‫ّ‬
‫ألتيحن لكم‬ ‫العسل‪ ،‬وأعمالهم أم ّر من الصّبر‪ :..‬إيّاي تخ ادعون‪ ،‬وبي تس تهزئون؟‪..‬‬
‫فتنة تذر الحليم منكم حيرانا)‬
‫[الحديث‪ ]19 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أوحى هللا إلى ن ب ّي من أنبيائ ه أن‪ :‬أخ بر‬
‫فالن الملك أنّي متوفّيه إلى كذا وكذا‪ ،‬فأتاه النب ّي فأخبره‪ .‬ف دعا هللا المل ك وه و على‬
‫سريره حتى س قط من الس رير‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا ربّ ! أجّل ني ح تى يش بّ طفلي‪ ،‬وأقض ي‬
‫أمري‪ .‬ف أوحى هللا إلى ذل ك الن ب ّي أن‪ :‬إئت فالن المل ك‪ ،‬فأعلم ه أنّي ق د أنس أت في‬
‫أجله‪ ،‬وزدت في عمره خمس عشرة سنة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]20 :‬عن أبي ذر قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬أنزل هللا على إب راهيم‬
‫عشرين صحيفة‪ ،‬قلت‪ :‬يارسول هللا م ا ك انت ص حف إب راهيم؟ ق ال‪ :‬ك انت أمث اال‬
‫كلها‪ ،‬وكان فيها‪ :‬أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع ال دنيا بعض ها إلى‬
‫بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظل وم‪ ،‬ف إني ال أرده ا وإن ك انت من ك افر‪،‬‬
‫وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثالث ساعات‪ :‬ساعة يناجي فيها ربه عز‬
‫وجل‪ ،‬وس اعة يحاس ب فيه ا نفس ه‪ ،‬وس اعة يتفك ر فيم ا ص نع هللا ع ز وج ل إلي ه‪،‬‬
‫وساعة يخلو فيها بح ظ نفس ه من الحالل‪ ،‬ف إن ه ذه الس اعة ع ون لتل ك الس اعات‪،‬‬
‫واستجمام للقلوب وتوزيع له ا‪ ،‬وعلى العاق ل أن يك ون بص يرا بزمان ه‪ ،‬مقبال على‬
‫شأنه‪ ،‬حافظا للسانه فإن من حسب كالمه من عمله قل كالمه إال فيم ا يعني ه‪ ،‬وعلى‬
‫العاقل أن يكون طالبا لثالث‪ :‬مرمة لمعاش‪ ،‬أو تزود لمعاد‪ ،‬أو تلذذ في غير محرم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول هللا فما كانت صحف موسى علي ه الس الم؟ ق ال‪ :‬ك انت ع برا كله ا‪،‬‬
‫وفيها‪ :‬عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار لم يضحك؟ ولمن يرى‬
‫الدنيا وتقلبها بأهله ا لم يطمئن إليه ا؟ ولمن ي ؤمن بالق در كي ف ينص ب؟ ولمن أيقن‬
‫بالحساب لم ال يعمل؟ قلت‪ :‬يا رسول هللا هل في أيدينا مما أنزل هللا علي ك ش ئ مم ا‬
‫)و َذ َك َر‬‫كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال‪ :‬يا أباذر اقرأ ﴿قَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن تَ زَ َّكى (‪َ 14‬‬

‫‪ )( 1‬السنن الكبرى للنسائي (‪)10375( )227 /9‬‬


‫‪ )(2‬التوحيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/287 :‬‬
‫‪10‬‬
‫)واآْل ِخ َرةُ خَ ْي ٌر َوأَ ْبقَى (‪)17‬إِ َّن‬ ‫صلَّى (‪)15‬بَ لْ تُ ْؤثِرُونَ ْال َحيَ اةَ ال ُّد ْنيَا (‪َ 16‬‬ ‫ا ْس َم َربِّ ِه فَ َ‬
‫سى﴾ [األعلى‪)1()]19 - 14 :‬‬ ‫ُف إِ ْب َرا ِهي َم َو ُمو َ‬ ‫صح ِ‬ ‫ُف ا ولَى (‪ُ )18‬‬ ‫ُ‬ ‫أْل‬ ‫هَ َذا لَفِي الصُّ ح ِ‬
‫‪ .1‬ما ورد من أحاديث أئمة الهدى‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]21 :‬سئل اإلمام علي عن معنى الوحي‪ ،‬فقال‪( :‬من ه وحي النب وة‪،‬‬
‫ومنه وحي االلهام‪ ،‬ومنه وحي االشارة‪ ،‬ومنه وحي أم ر‪ ،‬ومن ه وحي ك ذب‪ ،‬ومن ه‬
‫وحي تقدير‪ ،‬ومنه وحي خبر‪ ،‬ومنه وحي الرسالة‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فأما تفسير وحي النبوة والرسالة فهو قوله تعالى‪﴿ :‬إِنَّا أوْ َح ْينَا إِلَ ْيكَ َك َما أوْ َح ْينَا‬
‫وب‬ ‫ق َويَ ْعقُ َ‬ ‫يل َوإِ ْس َحا َ‬ ‫اع َ‬‫وح َوالنَّبِيِّينَ ِم ْن بَ ْع ِد ِه َوأَوْ َح ْينَ ا إِلَى إِ ْب َرا ِهي َم َوإِ ْس َم ِ‬ ‫إِلَى نُ ٍ‬
‫س َوهَارُونَ َو ُس لَ ْي َمانَ َوآتَ ْينَ ا داود زَ بُ ورًا ﴾ [النس اء‪:‬‬ ‫ُّوب َويُونُ َ‬ ‫َ‬
‫اط َو ِعي َسى َوأي َ‬ ‫َواأْل َ ْسبَ ِ‬
‫‪]163‬‬
‫﴿وأَوْ َحى َربُّكَ إِلَى النَّحْ ِل أَ ِن اتَّ ِخ ِذي ِمنَ‬ ‫وأم ا وحي االله ام فقول ه عزوج ل‪َ :‬‬
‫الش َجر َو ِم َّما يَعْر ُش ونَ ﴾ [النح ل‪ ،]68 :‬ومثل ه ﴿ َوأَوْ َح ْينَ ا إِلَى أ ِّمُ‬ ‫ْال ِجبَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ال بُيُوتً ا َو ِمنَ َّ ِ‬
‫ت َعلَ ْي ِه فَأ َ ْلقِي ِه فِي ْاليَ ِّم َواَل تَخَ افِي َواَل تَحْ َزنِي إِنَّا َرا ُّدوهُ‬ ‫ض ِعي ِه فَإِ َذا ِخ ْف ِ‬‫ُمو َسى أَ ْن أَرْ ِ‬
‫اعلُوهُ ِمنَ ْال ُمرْ َسلِينَ ﴾ [القصص‪]7 :‬‬ ‫ك َو َج ِ‬ ‫إِلَ ْي ِ‬
‫ب فَ أَوْ َحى‬ ‫وأما وحي االشارة فقوله عزوجل‪﴿ :‬فَخَ َر َج َعلَى قَوْ ِم ِه ِمنَ ْال ِمحْ َرا ِ‬
‫إِلَ ْي ِه ْم أَ ْن َسبِّحُوا بُ ْك َرةً َوع َِش يًّا ﴾ [م ريم‪ ]11 :‬أي أش ار إليهم لقول ه تع الى‪﴿ :‬أَاَّل تُ َكلِّ َم‬
‫اس ثَاَل ثَةَ أَي ٍَّام إِاَّل َر ْم ًزا﴾ [آل عمران‪]41 :‬‬ ‫النَّ َ‬
‫وأما وحي التقدير فقوله تعالى‪َ ﴿ :‬وأَوْ َحى فِي ُكلِّ َس َما ٍء أَ ْم َرهَا ﴾ [فصلت‪]12 :‬‬
‫اريِّينَ أَ ْن آ ِمنُ وا بِي‬ ‫ْت إِلَى ْال َح َو ِ‬ ‫﴿وإِ ْذ أَوْ َحي ُ‬ ‫وأم ا وحي األم ر فقول ه س بحانه‪َ :‬‬
‫َوبِ َرسُولِي﴾ [المائدة‪]111 :‬‬
‫س‬‫اطينَ اإْل ِ ْن ِ‬ ‫وأما وحي الكذب فقوله عزوجل‪َ ﴿ :‬ك َذلِكَ َج َع ْلنَا لِ ُكلِّ نَبِ ٍّي َع ُد ًّوا َش يَ ِ‬
‫ْض ُز ْخ رُفَ ْالقَ وْ ِل ُغ رُورًا َولَ وْ َش ا َء َربُّكَ َم ا فَ َعلُ وهُ‬ ‫ْض هُ ْم إِلَى بَع ٍ‬ ‫َو ْال ِجنِّ يُ و ِحي بَع ُ‬
‫فَ َذرْ هُ ْم َو َما يَ ْفتَرُونَ ﴾ [األنعام‪]112 :‬‬
‫وأما وحي الخبر فقوله سبحانه‪َ ﴿ :‬و َج َع ْلنَاهُ ْم أَئِ َّمةً يَ ْه ُدونَ بِأ َ ْم ِرنَ ا َوأَوْ َح ْينَ ا إِلَ ْي ِه ْم‬
‫ز َكا ِة َو َكانُوا لَنَا عَابِ ِدينَ ﴾ [األنبياء‪)2()]73 :‬‬ ‫صاَل ِة َوإِيتَا َء ال َّ‬
‫ت َوإِقَا َم ال َّ‬ ‫فِ ْع َل ْال َخ ْي َرا ِ‬
‫(إن رجال في بني إسرائيل عبد هللا أربعين‬ ‫[الحديث‪ ]22 :‬قال اإلمام الحسن‪ّ :‬‬
‫سنة‪ ،‬ثم قرّب قربانا فلم يُقبل منه‪ ،‬فقال لنفس ه‪ :‬وم ا أُوتيت إال من ك‪ ،‬وم ا ال ذنب إال‬
‫لك‪ ،‬فأوحى هللا تبارك وتعالى إليه‪ :‬ذ ّمك لنفسك أفضل من عبادتك أربعين سنة)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]23 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬الحجة االنبياء وأهل بيوتات االنبياء ح تى‬
‫تق وم الس اعة‪ ،‬الن كت اب هللا عزوج ل ينط ق ب ذلك‪ ،‬ووص ية هللا خ برت ب ذلك في‬
‫ت أَ ِذنَ هَّللا ُ‬‫العقب من البيوت التي رفعها هللا تبارك وتعالى على الناس فقال‪﴿ :‬فِي بُيُو ٍ‬
‫‪ )(1‬الخصال ج ‪ 104 :2‬ـ ‪..105‬‬
‫‪ )(2‬المحكم والمتشابه‪.21 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/500 :‬وأصول الكافي ‪.2/73‬‬
‫‪11‬‬
‫اس ُمهُ﴾ [الن ور‪ ،]36 :‬وهي بي وت االنبي اء والرس ل الحكم اء‬ ‫أَ ْن تُرْ فَ َع َويُ ْذ َك َر فِيهَ ا ْ‬
‫وأئمة الهدى‪ ،‬فهذا بيان عروة االيمان التي نجابه ا من نج ا قبلكم قبلكم‪ ،‬وبه ا ينج و‬
‫﴿ونُو ًح ا هَ َد ْينَا ِم ْن قَ ْب ُل‬ ‫من اتبع الهدى قبلكم‪ ،‬وقد قال هللا تب ارك وتع الى في كتاب ه‪َ :‬‬
‫وس ى َوهَ ارُونَ َو َك َذلِكَ نَجْ ِزي‬ ‫ُوس فَ َو ُم َ‬ ‫ُّوب َوي ُ‬ ‫َو ِم ْن ُذ ِّريَّتِ ِه دَا ُوو َد َو ُس لَ ْي َمانَ َوأَي َ‬
‫الص الِ ِحينَ (‪َ )85‬وإِ ْس َما ِعي َل‬ ‫َّ‬ ‫اس ُكلٌّ ِمنَ‬ ‫)و َز َك ِريَّا َويَحْ يَى َو ِعي َسى َوإِ ْليَ َ‬ ‫ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪َ 84‬‬
‫ض ْلنَا َعلَى ْال َع الَ ِمينَ (‪َ )86‬و ِم ْن آبَ ائِ ِه ْم َو ُذرِّ يَّاتِ ِه ْم‬ ‫س َولُوطً ا َو ُكاًّل فَ َّ‬ ‫َو ْاليَ َس َع َويُ ونُ َ‬
‫اط ُم ْستَقِ ٍيم (‪َ )87‬ذلِكَ هُدَى هَّللا ِ يَ ْه ِدي بِ ِه َم ْن‬ ‫ص َر ٍ‬ ‫َوإِ ْخ َوانِ ِه ْم َواجْ تَبَ ْينَاهُ ْم َوهَ َد ْينَاهُ ْم إِلَى ِ‬
‫ك ال ِذينَ آتَ ْينَ اهُ ُم‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫يَ َشا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َولَوْ أَ ْش َر ُكوا لَ َحبِطَ َع ْنهُ ْم َما َكانُوا يَ ْع َمل ونَ (‪)88‬أولَئِ َ‬
‫ُ‬
‫ْس وا بِهَ ا بِ َك افِ ِرينَ ﴾‬ ‫َاب َو ْال ُح ْك َم َوالنُّبُ َّوةَ فَإِ ْن يَ ْكفُرْ بِهَا هَؤُاَل ِء فَقَ ْد َو َّك ْلنَا بِهَا قَوْ ًما لَي ُ‬
‫ْال ِكت َ‬
‫[األنعام‪ ،]89 - 84 :‬فإنه وكل بالفضل من أهل بيته من االنبياء واالخوان والذرية)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]24 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن االنبياء بعثوا خاصة وعامة‪ ،‬فأما نوح‬
‫فإنه ارسل إلى من في االرض بنبوة عامة ورسالة عامة‪ ،‬وأما هود فإن ه ارس ل إلى‬
‫عاد بنب وة خاص ة‪ ،‬وأم ا ص الح فإن ه ارس ل إلى ثم ود قري ة واح دة وهي ال تكم ل‬
‫أربعين بيتا على ساحل البح ر ص غيرة وأم ا ش عيب فإن ه ارس ل إلى م دين وهي ال‬
‫تكمل أربعين بيتا‪ ،‬وأما إبراهيم نبوته بكونى ويا‪ ،‬وهي قري ة من ق رى الس واد فيه ا‬
‫مبدأ أول أمره‪ ،‬ثم هاجر منها‪ ،‬وليست بهجرة قتال‪ ،‬وذلك قول ه تع الى‪ ﴿ :‬إِنِّي َذا ِهبٌ‬
‫ين﴾ [الصافات‪ ]99 :‬فكانت هجرة إب راهيم علي ه الس الم بغ ير قت ال‪،‬‬ ‫إِلَى َربِّي َسيَ ْه ِد ِ‬
‫وأما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم‪ ،‬وأما يعقوب فكانت نبوته في أرض كنعان ثم‬
‫هبط إلى أرض مصر فتوفي فيها‪ ،‬ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنع ان‪،‬‬
‫والرؤيا التي رأى يوسف االحد عشر كوكبا والش مس والقم ر ل ه س اجدين‪ ،‬فك انت‬
‫نبوته في أرض مصر بدؤها‪ ،‬ثم كانت االسباط اثني عش ر بع د يوس ف‪ ،‬ثم موس ى‬
‫وهارون إلى فرعون ومالئ ه إلى مص ر وح دها‪ ،‬ثم إن هللا تع الى أرس ل يوش ع بن‬
‫نون إلى بني إس رائيل من بع د موس ى‪ ،‬نبوت ه ب دؤها في البري ة ال تي ت اه فيه ا بن و‬
‫إس رائيل‪ ..‬ثم ك انت أنبي اء كث يرون‪ :‬منهم من قص ه هللا عزوج ل على محم د ‪،‬‬
‫ومنهم من لم يقص ه علي ه‪ ..‬ثم إن هللا عزوج ل أرس ل عيس ى بن م ريم إلى ب ني‬
‫إسرائيل خاصة فكانت نبوته ببيت المقدس‪ ،‬وكان من بعده الحواريون اث ني عش ر‪،‬‬
‫فلم يزل االيمان يستسر في بقية أهله منذ رفع هللا عيس ى علي ه الس الم‪ ،‬وأرس ل هللا‬
‫تبارك وتعالى محمدا ‪ ‬إلى الجن واالنس عام ة‪ ،‬وك ان خ اتم االنبي اء‪ ،‬وك ان من‬
‫بعده االثني عشر االوصياء‪ ،‬منهم من أدركنا ومنهم من سبقنا‪ ،‬ومنهم من بقي‪ ،‬فهذا‬
‫أمر النبوة والرسالة‪ ،‬وك ل ن بي ارس ل إلى ب ني إس رائيل خ اص أوع ام ل ه وص ي‬
‫جرت به السنة‪ ،‬وكان االوص ياء ال ذين بع د محم د ‪ ‬على س نة أوص ياء عيس ى‪،‬‬

‫‪ )(1‬كمال الدين‪ 122 :‬ـ ‪..127‬‬


‫‪12‬‬
‫وك ان أميرالمؤم نين علي ه الس الم على س نة المس يح‪ ،‬وه ذا تبي ان الس نة وأمث ال‬
‫االوصياء بعد االنبياء)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]25 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬االنبياء على خمسة أنواع‪ :‬منهم من يسمع‬
‫الصوت مثل صوت السلسلة فيعلم ما عني به‪ ،‬ومنهم من ينبؤ في منامه مثل يوسف‬
‫وإبراهيم عليهما السالم‪ ،‬ومنهم من يعاين‪ ،‬ومنهم من ينكت في قلبه ويوقر في اذنه)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]26 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬إن هّللا أن زل كتاب ا على ن ب ّي من األنبي اء‪،‬‬
‫الض أن على‬‫وفيه‪ :‬إنّه يكون خلق من خلقي يلحسون ال ّدنيا بال ّدين؛ يلبس ون مس وك ّ‬
‫الذئاب‪ ،..‬أعمالهم أش ّد مرارة من الصّبر‪ ،‬وألس نتهم أحلى من العس ل‪،‬‬ ‫قلوب كقلوب ّ‬
‫وأعمالهم الباطنة أنتن من الجي ف‪ ..‬أ ف بي يغ ترّون؟ أم إيّ اي يخ ادعون؟‪ ..‬فبع ّزتي‬
‫ألبعثن عليهم فتنة تط أ في خطامه ا حتّى تبل غ أط راف األرض ت ترك الحليم‬ ‫ّ‬ ‫حلفت‬
‫حيرانا‪ ،‬يض ّل فيها رأي ذي ال رّأي وحكم ة الحكيم‪ ،..‬ألبّس هم ش يعا وأذي ق بعض هم‬
‫بأس بعض‪ ،..‬أنتقم من أعدائي بأعدائي ث ّم ّ‬
‫أعذبهم جميعا وال أبالي)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]27 :‬س أل بعض المالح دة اإلم ام الص ادق‪ :‬من أين أثبت أنبي اء‬
‫ورسال؟‪ ..‬فقال‪( :‬إنا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عن ا وعن جمي ع م ا خل ق‪،‬‬
‫وكان ذلك الصانع حكيما لم يجز أن يش اهده خلق ه وال يال مس وه‪ ،‬وال يباش رهم وال‬
‫يباشروه‪ ،‬ويحاجهم ويحاجوه‪ ،‬فثبت أن له سفراء في خلق ه ي دلونهم على مص الحهم‬
‫ومنافعهم وما به بق اؤهم‪ ،‬وفي ترك ه فن اؤهم‪ ،‬فثبت اآلم رون والن اهون عن الحكيم‬
‫العليم في خلقه‪ ،‬وثبت عند ذل ك أن ه ل ه مع برين‪ ،‬وهم االنبي اء وص فوته من خلق ه‪،‬‬
‫حكم اء م ؤدبين بالحكم ة‪ ،‬مبع وثين به ا‪ ،‬غ ير مش اركين للن اس في أح والهم على‬
‫مشاركتهم لهم في الخلق والتركيب‪ ،‬مؤيدين من عند الحكيم العليم بالحكمة وال دالئل‬
‫والبراهين والشواهد من إحياء الموتى وإبراء األكمه واالبرص‪ ،‬فال تخلو أرض هللا‬
‫من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقال الرسول ووجوب عدالته)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]28 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن هللا عز وجل مكن أنبياءه من خزائن‬
‫لطف ه وكرم ه ورحمته‪ ،‬وعلمهم من مخ زون علمه‪ ،‬وأف ردهم من جمي ع الخالئ ق‬
‫لنفسه‪ ،‬فال يشبه أخالقهم وأحوالهم أحد من الخالئق أجمعين‪ ،‬إذ جعلهم وسائل س ائر‬
‫الخلق إليه‪ ،‬وجعل حبهم وطاعتهم سبب رضاه‪ ،‬وخالفهم وإنك ارهم س بب س خطه‪،‬‬
‫وأمر كل قوم باتباع ملة رسولهم‪ ،‬ثم أبى أن يقبل طاع ة أح د إال بط اعتهم ومعرف ة‬
‫حقهم وحرمتهم ووق ارهم وتعظيمهم وج اههم عن د هللا‪ ،‬فعظم جمي ع أنبي اء هللا‪ ،‬وال‬
‫تنزلهم بمنزلة أحد من دونهم‪ ،‬وال تتصرف بعقلك في مقام اتهم وأح والهم وأخالقهم‬
‫إال ببي ان محكم من عن د هللا وإجم اع أه ل البص ائر ب دالئل تتحق ق به ا فض ائلهم‬
‫‪ )(1‬كمال الدين‪ 122 :‬ـ ‪..127‬‬
‫‪ )(2‬بصائر الدرجات‪..107 :‬‬
‫‪ )(3‬قرب اإلسناد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/389 :‬‬
‫‪ )(4‬توحيد الصدوق‪..253 :‬‬
‫‪13‬‬
‫ومراتبهم‪ ،‬وأنى بالوصول إلى حقيقة مالهم عندهللا؟ وإن قابلت أقوالهم وأفعالهم بمن‬
‫دونهم من الن اس أجمعين فق د أس ات ص حبتهم‪ ،‬وأنك رت مع رفتهم‪ ،‬وجهلت‬
‫خصوصيتهم باهلل‪ ،‬وسقطت عن درجة حقيقة االيمان والمعرفة‪ ،‬فإياك ثم إياك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]29 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬ألي شئ بعث هللا االنبي اء والرس ل إلى‬
‫الناس؟ فقال‪( :‬لئال يكون للناس على هللا حجة من بعد الرسل‪ ،‬ولئال يقولوا‪ :‬ماجاءن ا‬
‫من بشير وال نذير‪ ،‬ولتكون حجة هللا عليهم‪ ،‬أال تسمع هللا عزو جل يقول حكاية عن‬
‫خزنة جهنم واحتجاجهم على أهل النار باالنبياء والرسل‪﴿ :‬أَلَ ْم يَ أْتِ ُك ْم نَ ِذي ٌر (‪)8‬قَ الُوا‬
‫بَلَى قَ ْد َجا َءنَا نَ ِذي ٌر فَ َك َّذ ْبنَا َوقُ ْلنَ ا َم ا نَ َّز َل هَّللا ُ ِم ْن َش ْي ٍء إِ ْن أَ ْنتُ ْم إِاَّل فِي َ‬
‫ض اَل ٍل َكبِ ٍ‬
‫ير﴾‬
‫[الملك‪)2()]9 ،8 :‬‬
‫[الحديث‪ ]30 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن كان النب ّي من األنبياء ليُبتلى بالجوع‬
‫حتّى يموت جوعا‪ ..‬وإن كان النبي من األنبياء ليُبتلى بالعطش حتّى يموت عطش اً‪..‬‬
‫وإن كان النب ّي من األنبياء ليُبتلي بالعراء حتّى يم وت عريان اً‪ ..‬وإن ك ان الن ب ّي من‬
‫األنبياء ليُبتلى بالسّقم واألمراض حتّى تتلفه‪ ،‬وإن كان النب ّي لي أتي قوم ه فيق وم فيهم‬
‫يأمرهم بطاعة هللا‪ ،‬ويدعوهم إلى توحيد هللا وما معه مبيت ليلة‪ ،‬فما يتركون ه يف رغ‬
‫من كالمه واليستمعون إليه حتّى يقتلوه‪ ،‬وإنّم ا يبتلي هللا تب ارك وتع الى عب اده على‬
‫قدر منازلهم عنده)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]31 :‬سئل اإلمام الصادق‪( :‬أيكون الرجل مؤمنا قد ثبت له االيمان‬
‫ثم ينقله هللا بعد االيمان إلى الكفر؟ قال‪ :‬إن هللا هو العدل‪ ،‬وإنما بعث الرس ل لي دعوا‬
‫الناس إلى االيمان باهلل‪ ،‬وال ي دعوا أح دا إلى الكف ر‪ ،‬قلت‪ :‬فيك ون الرج ل ك افرا ق د‬
‫ثبت له الكفر عند هللا فينقله هللا بع د ذل ك من الكف ر إلى االيم ان؟ ق ال‪ :‬هللا عزوج ل‬
‫خلق الناس على الفطرة التي فطرهم هللا عليها‪ ،‬ال يعرفون إيمانا بشريعة‪ ،‬وال كف را‬
‫بجحود‪ ،‬ثم ابتعث هللا الرسل إليهم ي دعونهم إلى االيم ان باهلل حج ة هلل عليهم‪ ،‬فمنهم‬
‫من هداه هللا ومنهم من لم يهده)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]32 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬بعث هللا مائة ألف نبي وأربع ة وأربعين‬
‫ألف نبي ومثلهم أوصياء بصدق الحديث وأداء االمانة والزه د في ال دنيا‪ ،‬وم ا بعث‬
‫هللا نبيا خيرا من محمد ‪ ،‬وال وصيا خيرا من وصيه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]33 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪ :‬الي عل ة أعطى هللا عزوج ل أنبي اءه‬
‫ورسله المعجزة؟ فقال‪( :‬ليكون دليال على صدق من أتى به‪ ،‬والمعجزة عالمة هلل ال‬
‫يعطيها إال أنبياءه ورسله وحججه ليعرف به صدق الصادق من كذب الكاذب)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬مصباح الشريعة‪ ،‬ص‪..61‬‬


‫‪ )(2‬علل الشرايع‪..51 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،66 /11 :‬ومجالس المفيد ص‪.24‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع‪ 51 :‬ـ ‪..52‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)60 /11‬واالختصاص‪..‬‬
‫‪ )(6‬علل الشرائع‪..52 :‬‬
‫‪14‬‬
‫[الحديث‪ ]34 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى بعض أنبيائه‪ :‬ي ا ابن آدم!‬
‫اذك رني في غض بك‪ ،‬أذك رك في غض بي‪ ..‬فال أمحق ك فيمن أمح ق‪ ..‬وارض بي‬
‫إن انتص اري ل ك‪ ،‬خ ير من انتص ارك لنفس ك‪ ..‬وإذا ظلمت بمظلم ة‪،‬‬ ‫منتصرا‪ ..،‬ف ّ‬
‫فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك)(‪)1‬‬ ‫فارض بانتصاري لك‪ّ ..‬‬
‫إن رجال في ال زمن األول طلب ال دنيا‬ ‫[الحديث‪ ]35 :‬قال اإلم ام الص ادق‪ّ ( :‬‬
‫من حالل وحرام‪ ،‬فلم يقدر عليها‪ ،‬فأمره إبليس أن يبتدع دين ا‪ ،‬وي دعو الن اس إلي ه‪،‬‬
‫ففعل‪ ،‬فأجابه الناس‪ ،‬وأصاب دنيا‪ .‬ثم أراد التوبة‪ ،‬وربط نفسه في سلسلة‪ ،‬وق ال‪ :‬ال‬
‫أحلها حتى يتوب هللا علي‪ .‬فأوحى هللا إلى نب ّي زمانه‪ :‬ق ل لفالن‪ :‬وع ّزتي وجاللي‪..‬‬
‫لو دعوتني حتّى تنقطع أوصالك‪ ،‬ما استجبت لك‪ ..‬حتّى ت ر ّد من م ات على دعوت ه‬
‫إليه‪ ،‬فيرجع عنه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]36 :‬قال اإلمام الص ادق‪ّ :‬‬
‫(إن قوم ا من ب ني إس رائيل ق الوا لن بي‬
‫لهم‪ :‬ادع لنا ربك يمطر علين ا الس ماء إذا أردن ا‪ ،‬فس أل رب ه ذل ك فوع ده أن يفع ل‪،‬‬
‫فأمطر السماء عليهم كلما أرادوا‪ ،‬فزرعوا فنمت زروعهم وحسُنت‪ ،‬فلما حصدوا لم‬
‫يجدوا شيئا‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنم ا س ألنا المط ر للمنفع ة‪ ،‬ف أوحى هللا تع الى‪ :‬إنهم لم يرض وا‬
‫بتدبيري لهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]37 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬أوحى هللا تع الى إلى ن بي من األنبي اء‪:‬‬
‫قل للمؤمنين‪ :‬ال يلبس وا لب اس أع دائي‪ ..‬وال يطعم وا مط اعم أع دائي‪ ..‬وال يس لكوا‬
‫مسالك أعدائي‪ ..‬وال يشاكلوا بما شاكل أعدائي‪ ..‬فيكونوا أع دائي‪ ،‬كم ا هم أع دائي)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]38 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن نبيّ ا من األنبي اء ش كا إلى رب ه‬
‫القضاء‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أقضي بما لم تر عيني‪ ،‬ولم تسمع أذني؟ فأوحى هللا إلي ه‪ :‬إقض‬
‫بينهم بالبيّنات‪ ..‬وأضفهم إلى اسمي يحلفون به)‬
‫[الحــديث‪ ]39 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى بعض أنبيائ ه‪ :‬الخل ق‬
‫الحسن يميث الخطيئة‪ ،‬كما تميث ال ّشمس الجليد‪ ،‬والخلق ال ّسيّىء يفس د العم ل‪ ،‬كم ا‬
‫يفسد الخ ّ‬
‫ل العسل)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]40 :‬قال اإلم ام الص ادق‪ّ ( :‬‬
‫إن هللا أوحى إلى ن ب ّي من أنبي اء ب ني‬
‫إسرائيل‪ :‬إن أحببت أن تلقاني غ دا في حظ يرة الق دس فكن في ال ّدنيا وحي دا غريب ا‬
‫مهموما محزونا مستوحشا من النّاس‪ ،‬بمنزلة الطّير الوحدان ّي الّذي يطير في أرض‬
‫القفار ويأكل من رؤوس األشجار ويشرب من ماء العيون‪ ،‬فإذا ك ان اللّي ل أوى إلى‬

‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/140 :‬‬


‫‪ )(2‬المحاسن وعقاب األعمال‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/146 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/489 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع ومن ال يحضره الفقيه‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/170 :‬‬
‫‪ )(5‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/210 :‬‬
‫‪15‬‬
‫الطيور)(‪)1‬‬ ‫وكره وحده ولم يأو مع الطيور‪ ..‬استأنس بربّه واستوحش من‬
‫(إن فيما نزل به الوحي من الس ماء‪ :‬ل و‬ ‫[الحديث‪ ]41 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫أن ال بن آدم واديين‪ ،‬يسيالن ذهبا وفضّة‪ ،‬البتغى لهما ثالثا‪ ،‬يا ابن آدم! إنّم ا بطن ك‬ ‫ّ‬
‫بحر من البحور‪ ،‬وواد من األودية‪ ،‬ال يمأله شيء إاّل التّراب)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]42 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬عبد هللا ح بر من أحب ار ب ني إس رائيل‪،‬‬
‫ح تى ص ار مث ل الخالل‪ ،‬ف أوحى هللا إلى ن ب ّي زمان ه‪ :‬ق ل ل ه‪ :‬وع ّزتي وجاللي‬
‫وجبروتي‪ ..‬لو أنّك عبدتني حتّى تذوب‪ ،‬كما تذوب اإللية في الق در م ا قبلت ه من ك‪..‬‬
‫حتّى تأتيني من الباب الّذي أمرتك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]43 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن هللا بعث نبيا إلى أ ّمت ه‪ ،‬ف أوحى إلي ه‬
‫أن قل لقومك‪ :‬إنّه ليس من أهل قري ة وال ن اس ك انوا على ط اعتي‪ ،‬فأص ابهم فيه ا‬
‫سرّاء فتحوّلوا ع ّما أحبّ إلى ما أكره‪ ،‬إاّل تحوّلت لهم ع ّما يحبّون إلى ما يكره ون‪..‬‬
‫وليس من أه ل قري ة وال أه ل بيت ك انوا على معص يتي فأص ابهم فيه ا ض رّاء‪،‬‬
‫فتحوّلوا ع ّما أكره إلى ما أحبّ إاّل تحوّلت لهم ع ّم ا يكره ون إلى م ا يحبّ ون‪ ..‬وق ل‬
‫إن رحمتي سبقت غضبي فال يقنطوا من رحمتي فإنّه ال يتعاظم عندي ذنب أن‬ ‫لهم‪ّ :‬‬
‫إن لي س طوات عن د غض بي ال‬ ‫أغفره‪ ..‬وقل لهم‪ :‬ال يتعرّضوا معان دين لس خطي ف ّ‬
‫يقوم لها شيء من خلقي)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]44 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن هللا أوحى إلى بعض أنبيائ ه في‬
‫مملكة جبّار من الجبّارين أن‪ :‬إئت هذا الجبّار‪ ..‬فقل ل ه‪ :‬إنّي لم أس تعملك على س فك‬
‫لتكف عنّي أصوات المظل ومين‪ ..‬ف إنّي لن‬ ‫ّ‬ ‫ال ّدماء‪ ،‬واتّخاذ األموال‪ ..‬وإنّما استعملتك‬
‫أدع ظالمتهم‪ ،‬وإن كانوا كفّارا)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]45 :‬ق ال اإلم ام الك اظم‪(:‬م ا بعث هللا نبي ا ق ط إال ع اقال وبعض‬
‫النبيين أرجح من بعض‪ ،‬وما اس تخلف داود س ليمان ح تى اخت بر عقل ه‪ ،‬واس تخلف‬
‫داود س ليمان وه و ابن ثالث ة عش ر س نة‪ ،‬ومكث في ملك ه أربعين س نة‪ ،‬ومل ك‬
‫ذولقرنين وهو ابن اثني عشر‪ ،‬ومكث في ملكه ثالثين سنة)(‪)6‬‬
‫إن رجال في ب ني إس رائيل عب د هللا‬ ‫[الحــديث‪ ]46 :‬ق ال اإلم ام الك اظم‪ّ ( :‬‬
‫أربعين سنة‪ ،‬ثم قرّب قربانا فلم يقبل من ه‪ ،‬فق ال لنفس ه‪ :‬م ا أتيت إال من قبل ك‪ ،‬وم ا‬
‫الذنب إال لك‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬ذ ّمك لنفسك‪ ،‬أفضل من عبادتك أربعين سنة)(‪)7‬‬

‫[الحديث‪]47 :‬ـ قال اإلمام الكاظم عليه السّالم قال‪( :‬قال هّللا تعالى في بعض‬

‫‪ )(1‬عدة الداعي‪ ،‬واألمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/224 :‬‬


‫‪ )(2‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/239 :‬‬
‫‪ )(3‬عقاب األعمال‪ ،‬والمحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/86 :‬‬
‫‪ )(4‬عقاب األعمال‪ ،‬والمحاسن والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/136 :‬‬
‫‪ )(5‬عقاب األعمال‪ ،‬والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/168 :‬‬
‫‪ )(6‬المحاسن‪.193 :‬‬
‫‪ )(7‬إرشاد القلوب‪ ،‬والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/272 :‬‬
‫‪16‬‬
‫أف لكم! إنّي لم أغن الغن ّي لكرامته عل ّي‪ ،‬ولم أفقر الفق ير لهوان ه عل ّي‪ ،‬وإنّم ا‬
‫كتبه‪ّ :‬‬
‫ابتليت األغنياء بالفقراء‪ ..‬ولو ال الفقراء لم يستوجب األغنياء الجنّة)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]48 :‬ق ال اإلم ام الك اظم‪( :‬ك ان في ب ني إس رائيل رج ٌل ص الحٌ‪،‬‬
‫أن هللا تع الى ق د وقّتَ ل ك من العم ر ك ذا‬ ‫وكانت له امرأةٌ صالحةٌ‪ ،‬ف رأى في الن وم ّ‬
‫وكذا سنة‪ ،‬وجعل نصف عمرك في سعة‪ ،‬وجعل النصف اآلخ ر في ض يق‪ ،‬ف اختر‬
‫إن لي زوج ة ص الحة‬ ‫لنفسك إما النصف األول وإما النصف األخير‪ ،‬فقال الرج ل‪ّ :‬‬
‫وهي شريكي في المعاش فأُشاورها في ذلك وتعود إل ّي فأخبرك‪ ..‬فلما أصبح الرجل‬
‫قال لزوجته‪ :‬رأيت في النوم كذا وكذا‪ ،‬فقالت‪ :‬يا فالن‪ ..‬اختر النصف األول وتعجّل‬
‫العافية لع ّل هللا سيرحمنا‪ ،‬ويتم لنا النعمة‪ ،‬فلما كان في الليلة الثاني ة أتى اآلتي فق ال‪:‬‬
‫ما اخترت؟‪ ..‬فقال‪ :‬اخترت النصف األول‪ ،‬فقال‪ :‬ذل ك ل ك‪ ،‬ف أقبلت ال دنيا علي ه من‬
‫كل وجه‪ ،‬ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته‪ :‬قرابتك والمحتاجون فص لهم وب رّهم‪،‬‬
‫وج ارك وأخ وك فالن فهبهم‪ ..‬فلم ا مض ى نص ف العم ر وج از ح ّد ال وقت‪ ،‬رأى‬
‫إن هللا تع الى ق د ش كر ل ك ذل ك‪ ،‬ول ك تم ام‬ ‫الرجل الذي رآه أوال في الن وم‪ ،‬فق ال‪ّ :‬‬
‫عمرك سعة مثل ما مضى)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]49 :‬قال اإلمام الرضا‪( :‬أوحى هللا إلى نب ّي من األنبياء‪ :‬إذا أطعت‬
‫رضيت‪ ..‬وإذا رضيت باركت‪ ..‬وليس لبركتي نهاية‪ ..‬وإذا عص يت غض بت‪ ..‬وإذا‬
‫غضبت لعنت)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]50 :‬ق ال اإلم ام الرض ا‪ ..( :‬ف إن ق ال‪ :‬فلم وجب عليهم معرف ة‬
‫الرسل واالقرار بهم واالذعان لهم بالطاعة؟ قيل‪ :‬النه لما لم يكن في خلقهم وق واهم‬
‫ما يكملوا لمصالحهم وكان الصانع متعاليا عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن‬
‫إدراكه ظاهرا لم يكن ب د من رس ول بين ه وبينهم معص وم ي ؤدي إليهم أم ره ونهي ه‬
‫وأدبه ويقفهم على ما يكون به إح راز من افعهم ودف ع مض ارهم إذ لم يكن في خلقهم‬
‫ما يعرفون ب ه م ا يحت اجون إلي ه من افعهم ومض ارهم‪ ،‬فل و لم يجب عليهم معرفت ه‬
‫وطاعته لم يكن لهم في مجئ الرسول منفعة والسد حاجة‪ ،‬ولكان يك ون إتيان ه عبث ا‬
‫لغير منفعة وال صالح‪ ،‬وليس هذا من صفة الحكيم الذي أتقن كل شئ)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]51 :‬سئل اإلمام الرض ا‪ :‬لم اذا بعث هللا موس ى بن عم ران علي ه‬
‫السالم بيده البيضاء والعصا وآلة السحر؟ وبعث عيسى عليه السالم ب الطب؟ وبعث‬
‫محمدا ‪ ‬بالكالم والخطب؟‪ ..‬فقال‪( :‬إن هللا تب ارك وتع الى لم ا بعث موس ى علي ه‬
‫السالم كان االغلب على أهل عصره السحر‪ ،‬فأتاهم من عندهللا عزوج ل بم الم يكن‬
‫في وسع القوم مثله‪ ،‬وبما أبطل به سحرهم وأثبت ب ه الحج ة عليهم‪ ،‬وأن هللا تب ارك‬
‫وتعالى بعث عيسى في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب‪ ،‬فأت اهم‬
‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/390 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/492 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/132 :‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع‪ .95 :‬عيون االخبار‪..249 :‬‬
‫‪17‬‬
‫من عندهللا عزوج ل بم ا لم يكن عن دهم مثل ه‪ ،‬وبم ا أحي الهم الم وتى وأب رأ االكم ه‬
‫واالبرص بإذن هللا‪ ،‬وأثبت به الحجة عليهم‪ ،‬وإن هللا تبارك وتعالى بعث محم دا في‬
‫وقت كان االغلب على أهل عص ره الخطب والكالم والش عر؛ فأت اهم من كت اب هللا‬
‫عزوجل ومواعظه وأحكامه ما أبط ل ب ه ق ولهم وأثبت الحج ة عليهم)‪ ،‬فس ئل‪ :‬فم ا‬
‫الحج ة على الخل ق الي وم؟ فق ال‪( :‬العق ل تع رف ب ه الص ادق على هللا فتص دقه‪،‬‬
‫والكاذب على هللا فتكذبه)(‪)1‬‬
‫ثانيا ـ األحاديث المقبولة حول األنبياء المذكورين في القرآن الكريم‪:‬‬
‫وسنذكرهم هنا مرتبين بحسب ال ترتيب الق رآني‪ ،‬م ع العلم أن بعض األنبي اء‬
‫أمثال موسى وداود والمسيح عليهم السالم‪ ،‬سنذكر أح اديث أخ رى عنهم كث يرة في‬
‫الفصل الثاني‪ ،‬والمتعلق بالهدي المقدس الذي أوحي لهم‪.‬‬
‫وننبه إلى أننا ـ بسبب قلة األحاديث النبوية حول األنبي اء علي ه الس الم ـ فق د‬
‫مزجن ا األح اديث المرفوع ة إلى رس ول هللا ‪ ‬بالموقوف ة على أئم ة اله دى‪،‬‬
‫واألحاديث المروية في المصادر السنية باألحاديث المروية في المص ادر الش يعية‪،‬‬
‫والتفريق بينها سهل من خالل االطالع على مصادر األحاديث‪.‬‬
‫‪ .1‬ما ورد حول آدم عليه السالم‪:‬‬
‫وه و أول األنبي اء عليهم الس الم ـ كم ا ينص على ذل ك الق رآن الك ريم ـ‬
‫والتفاصيل الواردة بش أنه مح دودة ج دا‪ ،‬فل ذلك ك ان أك ثر م ا ذك ره المؤرخ ون أو‬
‫المحدثون عن التواريخ المرتبطة بشأنه من الغيب الذي نهينا عن الخوض فيه بدون‬
‫دليل‪.‬‬
‫ولهذا سنكتفي هنا بما ورد من األحاديث المقبولة التي ال عالقة له ا بالج انب‬
‫التاريخي مع التنبيه إلى األحاديث المردودة في هذا الجانب‪.‬‬
‫[الحــديث‪ ]52 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن آدم ق ال‪ :‬ي ا رب! س لطت عل ّي‬
‫الشيطان‪ ،‬وأجريته مني مجرى الدم‪ ،‬فقال‪ :‬ي ا آدم! جعلت ل ك ّ‬
‫أن من ه ّم من ذ ّريّت ك‬
‫بسيّئة لم تكتب عليه‪ ،‬ف إن عمله ا كتبت علي ه‪ ..‬ومن ه ّم بحس نة‪ ،‬ف إن ه و لم يعمله ا‬
‫كتبت له حسنة‪ ،‬وإن عملها كتبت له عشرا‪ ،‬قال‪( :‬ي ا رب! زدني)‪ .‬ق ال‪ :‬جعلت ل ك‬
‫أن من عمل منهم سيّئة ث ّم استغفر غفرت له)قال‪( :‬ي ا رب! زدني)‪ .‬ق ال‪ :‬جعلت لهم‬ ‫ّ‬
‫التّوبة ـ أو بسطت لهم التّوبة ـ حتّى تبلغ النّفس هذه ـ إش ارة إلى ال ترقوة ـ ق ال‪( :‬ي ا‬
‫رب! حسبي)(‪)2‬‬
‫فهذا الحديث يبين أن فضل هللا ورحمته بعباده ليس ت خاص ة بأم ة من األمم‪،‬‬
‫بل هي تشملهم جميعا‪.‬‬
‫[الحــديث‪ ]53 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن آدم س أل ربّ ه أن يجع ل ل ه وص يّا‬
‫ص الحا‪ ،‬ف أوحى هللا إلي ه‪:‬إنّي أك رمت األنبي اء ب النّبوّة‪ ..‬ث ّم اخ ترت خلقي‪ ..‬فجعلت‬

‫‪ )(1‬علل الشرائع‪ .52 :‬عيون االخبار‪..234 :‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/325 :‬‬
‫‪18‬‬
‫األوصياء)(‪)1‬‬ ‫خيارهم‬
‫وهذا الحديث يدل على أن سلس لة الهداي ة ال تنقط ع أب دا‪ ..‬س واء تحق ق ذل ك‬
‫بالنبوة أو اإلمامة والوالية‪.‬‬
‫(إن هللا ع ّز وج ّل حين أهب ط آدم علي ه‬ ‫[الحديث‪ ]54 :‬قال رس ول هللا ‪ّ :‬‬
‫السالم من الجنّة أمره أن يحرث بيده‪ ،‬فيأكل من ك ّدها بعد نعيم الجنّ ة‪ ،‬فجع ل يج أر‬
‫ويبكي على الجنّة‪ ،‬ث ّم إنّه سجد هلل سجدة‪ ،‬فلم يرفع رأسه ثالثة أيام ولياليها)(‪)2‬‬
‫فهذا الحديث يبين المعاناة التي صار يعانيها آدم عليه السالم بعد خروج ه من‬
‫الجنة‪ ،‬باإلضافة إلى عبادته الكثيرة هلل‪.‬‬
‫ض‬ ‫َ‬
‫اع ٌل فِي اأْل رْ ِ‬ ‫[الحــديث‪ ]55 :‬ق ال اإلم ام علي في قول ه تع الى‪ ﴿ :‬إِنِّي َج ِ‬
‫ك‬ ‫خَ لِيفَةً قَالُوا أَتَجْ َع ُل فِيهَا َم ْن يُ ْف ِس ُد فِيهَا َويَ ْسفِ ُ‬
‫ك ال ِّد َما َء َونَحْ نُ نُ َسبِّ ُح بِ َح ْم ِدكَ َونُقَ دِّسُ لَ َ‬
‫قَ ا َل إِنِّي أَ ْعلَ ُم َم ا اَل تَ ْعلَ ُم ونَ ﴾ [البق رة‪ ]30 :‬وق الوا‪ :‬إجعل ه من ا‪ ،‬فإنّ ا ال نفس د في‬
‫األرض‪ ،‬وال نسفك ال ّدماء‪ :‬قال هللا تعالى‪ :‬يا مالئكتي إنّي أعلم م ا ال تعلم ون‪ ..‬إنّي‬
‫أريد أن أخلق خلقا أجعل من ذ ّريّته أنبياء مرسلين‪ ،‬وعبادا صالحين‪ :‬أئ ّمة مهت دين‪..‬‬
‫أجعلهم خلفائي على خلقي في أرضي‪ ،‬ينه ونهم عن معاص ّي‪ ،‬وين ذرونهم ع ذابي‪،‬‬
‫ويه دونهم إلى ط اعتي‪ ،‬ويس لكون بهم طري ق س بيلي‪ ..‬وأجعلهم ح ّج ة لي ع ذرا‬
‫ونذرا)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]56 :‬س ئل اإلم ام علي‪ :‬ه ل ك ان في األرض خل ق من خل ق هللا‬
‫الس ماوات‬ ‫تعالى يعبدون هللا قبل آدم علي ه الس الم وذرّيت ه؟ فق ال‪( :‬نعم ق د ك ان في ّ‬
‫واألرض خلق من خلق هللا يق ّدس ون هللا‪ ،‬ويس بّحونه‪ ،‬ويعظّمون ه باللّي ل والنّه ار ال‬
‫يفترون))(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]57 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ان هللا تعالى خلق آدم عليه الس الم من أديم‬
‫الص الح والطّ الح)(‪ ،)5‬وه ذا ال‬ ‫األرض‪ ،‬فمنه السّباخ والمالح والطّيب‪ ،‬ومن ذرّيت ه ّ‬
‫يعني الجبر‪ ،‬بل هو موضح بالحديث التالي‪:‬‬
‫(إن هللا تعالى ل ّما خلق آدم عليه السالم ونفخ‬ ‫[الحديث‪ ]58 :‬قال اإلمام علي‪ّ :‬‬
‫﴿و َك انَ اإْل ِ ْن َس انُ َع ُج واًل ﴾ [اإلس راء‪:‬‬ ‫في ه من روح ه نهض ليق وم‪ ،‬فق ال هللا تع الى‪َ :‬‬
‫إن من أوالد آدم عليه السالم من يصير بفعل ه ص الحا‪ً،‬‬ ‫‪ ،]11‬وهذا عالمة للمالئكة‪ّ ،‬‬
‫أن‬‫أن من خلق من الطّيب ال يقدر على القبيح‪ ،‬وال ّ‬ ‫ومنهم من يكون طالحا ً بفعله‪ ،‬ال ّ‬
‫من خلق من السّبخة ال يقدر على الفعل الحسن)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]59 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن آدم عليه السالم ل ّما بنى الكعبة وط اف‬

‫‪ )(1‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬واألمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/86 :‬‬


‫‪ )(2‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ )(3‬علل الشرائع‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/85 :‬‬
‫‪ )(4‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ )(5‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪ )(6‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫‪19‬‬
‫بها قال‪ :‬اللّهم ّ‬
‫إن لك ّل عامل أجراً اللهم‪ ،‬وإنّي ق د عملت فقي ل ل ه‪ :‬س ل ي ا آدم فق ال‪:‬‬
‫اللهم اغفر لي ذنبي فقيل له‪ :‬قد غفر لك يا آدم فقال‪ :‬ولذريّتي من بعدي فقيل ل ه‪ :‬ي ا‬
‫آدم من باء منهم بذنبه هيهنا كما بؤت غفرت له)(‪)1‬‬
‫بهن آدم علي ه الس الم‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]60 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬الكلم ات ال تي تلقى ّ‬
‫ً‬
‫ربّ ه فت اب علي ه‪ :‬اللهم ال إل ه إالّ أنت س بحانك وبحم دك إني عملت س وءا وظلمت‬
‫نفسي‪ ،‬فاغفر لي إنّك أنت التّواب ال رّحيم‪ ،‬ال إل ه إال أنت س بحانك وبحم دك عملت‬
‫سوءاً وظلمت نفسي‪ ،‬فاغفر لي إنّك أنت خير الغافرين)(‪)2‬‬
‫إن أناس ا ً عن دنا‬
‫[الحديث‪ ]61 :‬سئل اإلمام الباقر عن خلق حواء‪ ،‬وقي ل ل ه‪ّ :‬‬
‫يقولون‪ :‬إن هللا خلق حواء من ضلع آدم األيسر األقصى‪ ،‬قال‪( :‬سبحان هللا ّ‬
‫إن هللا لم‬
‫يكن له من القدرة ما يخلق آلدم زوجته من غير ضلعه؟ وال يك ون لمتكلم أن يق ول‪:‬‬
‫ان آدم كان ينكح بعضه بعضاً؟)‪ ،‬ثم قال‪( :‬إن هللا تعالى لما خلق آدم وأم ر المالئك ة‬
‫فسجدوا ألقى عليه السّبات‪ ،‬ثم ابتدع له خلق حوّاء‪ ،‬فأقبلت تتحرك فانتب ه لتحركه ا‪،‬‬
‫فل ّما نظر إليها نظر إلى خلق حسن يش به ص ورته غ ير أنّه ا أن ثى‪ ،‬فكلّمه ا وكلمت ه‬
‫بلغته‪ ،‬فقال لها من أنت؟ فقال‪ :‬أنا خلق خلق ني هللا تع الى كم ا ت رى‪ ..‬فق ال آدم عن د‬
‫ذلك‪ :‬يا ربّ ما هذا الخلق الحسن الّذي قد آنسني قربه والنّظر اليه؟ فقال هللا تع الى‪:‬‬
‫يا آدم هذه أمتي حوّاء‪ ،‬أفتحبّ أن تكون معك فتؤنسك وتح ّدثك؟ فقال‪ :‬نعم يا ربّ لك‬
‫ي بذلك الحمد والشكر ما بقيت)(‪)3‬‬ ‫عل ّ‬
‫[الحديث‪ ]62 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬ل ّما ك ان الي وم ال ذي أخ بر هللا آدم علي ه‬
‫السالم أنّه متوفيه تهيّأ للموت وأذعن به‪ ،‬فهبط مل ك الم وت‪ ،‬فق ال آدم‪ :‬أش هد أن ال‬
‫إل ه إال هللا وح ده ال ش ريك ل ه‪ ،‬وأش هد أنّي عبدهللا وخليفت ه في أرض ه‪ ،‬ابت دأني‬
‫بإحسانه‪ ،‬وأسجد لي مالئكته وعلّمني األسماء كلّها‪ ،‬ثم أسكنني جنته ولم يكن جعلها‬
‫لي دار قرار وال منزل استيطان‪ ،‬وإنما خلقني ألسكن األرض الذي أراد من التقدير‬
‫والتدبير)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]63 :‬وهو حديث يذكر بعض التفاصيل التاريخي ة لكن ا س قناه هن ا‬
‫بناء على كونه ي ذكر بداي ة تحري ف العقائ د‪ ،‬ويتواف ق في ذل ك م ا ورد في الق رآن‬
‫(إن إبليس اللّعين ه و أوّل من ص وّر‬ ‫الكريم‪ ،‬ونص الحديث هو قول اإلم ام الب اقر‪ّ :‬‬
‫صورةً على مثال آدم علي ه الس الم ليفتن ب ه النّ اس ويض لّهم عن عب ادة هللا تع الى‪،‬‬
‫وكان و ّد في ولد قابيل‪ ،‬وكان خليفة قابيل على ول ده وعلى من بحض رتهم في س فح‬
‫الجبل يعظّمونه ويسوّدونه‪ ،‬فل ّما أن م ات و ّد ج زع علي ه إخوت ه وخلّ ف عليهم ابن ا ً‬
‫يقال له‪ :‬سواع فلم يغن غنا أبيه منهم‪ ،‬فأتاهم إبليس في صورة شيخ فقال‪ :‬ق د بلغ ني‬
‫م ا أص بتم ب ه من م وت و ّد وعظيمكم فه ل لكم ف ّي أن أص وّر لكم على مث ال و ّد‬
‫‪ )(1‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪ )(2‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ )(3‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫‪ )(4‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪20‬‬
‫صورةً تستريحون إليها وتأنسون بها؟ قالوا‪ :‬افعل‪ ،‬فعمد الخبيث إلى اآلن ك ف إذا ب ه‬
‫حتّى صار مثل الماء‪ ،‬ث ّم صوّر لهم صورةً مثال و ّد في بيته‪ ،‬فتدافعوا على الصّورة‬
‫يلثمونها ويضعون خ دودهم عليه ا ويس جدون له ا‪ ،‬وأحبّ س واع أن يك ون التعظيم‬
‫والسّجود ل ه‪ ،‬ف وثب على ص ورة و ّد‪ ،‬فح ّكه ا حتّى لم ي دع منه ا ش يئا ً وه ّم وا بقت ل‬
‫سواع‪ ،‬فوعظهم وقال‪ :‬أنا أقوم لكم بما كان يقوم به و ّد‪ ،‬وأنا ابن ه‪ ،‬ف ان قتلتم وني لم‬
‫يكن لكم رئيس‪ ،‬فمالوا إلى سواع بالطّاعة والتّعظيم‪ ،‬فلم يلبث سواع أن مات وخلّف‬
‫ابنا ً يقال له‪ :‬يغوث فجزعوا على سواع فأت اهم إبليس وق ال‪ :‬أن ا الّ ذي ص وّرت لكم‬
‫صورة و ّد‪ ،‬فهل لكم أن أجعل لكم مثال سواع على وج ه ال يس تطيع أح د أن يغيّ ره‬
‫قال‪ :‬فافعل‪ ،‬فعمد إلى عود فن ّج ره ونص به لهم في م نزل س واع‪ ،‬وإنّم ا س ّمي ذل ك‬
‫ألن إبليس عم ل ص ورة س واع على خالف ص ورة و ّد‪ ،‬فس جدوا ل ه‬ ‫العود خالف اً‪ّ ،‬‬
‫صنم أن تكيده كما كاد أبوك مثال و ّد‪،‬‬ ‫وعظّموه‪ ،‬وقالوا ليغوث‪ :‬ما نأمنك على هذا ال ّ‬
‫فوضعوا على البيت حرّاسا ً وحجّاباً‪ ،‬ثم كانوا يأتون الصّنم في يوم واحد ويعظّمون ه‬
‫أش ّد ما كانوا يعظّم ون س واعاً‪ ،‬فل ّم ا رأى ذل ك يغ وث قت ل الحرس ة والحج اب ليالً‬
‫وجع ل الص نم رميم اً‪ ،‬فلم ا بلغهم ذل ك أقبل وا ليقتل وه فت وارى منهم إلى أن طلب وه‬
‫ورأّسوه وعظّموه‪ ،‬ث ّم مات وخلّف ابنا ً يقال له‪ :‬يعوق فأتاهم إبليس‪ ،‬فقال‪ :‬ق د بلغ ني‬
‫موت يغوث وأنا جاعل لكم مثاله في شيء ال يقدر أحد أن يغيّره قالوا‪ :‬فافعل‪ ،‬فعم د‬
‫الخبيث إلى حجر جرع أبيض‪ ،‬فنقره بالحديد حتّى صوّر لهم مثال يغوث‪ ،‬فعظّم وه‬
‫أش ّد ما مضى‪ ،‬وبنوا عليه بيتا ً من حجر‪ ،‬وتبايعوا أن ال يفتحوا ب اب ذل ك ال بيت إالّ‬
‫في رأس ك ّل سنة‪ ،‬وسُميّت البيعة يومئذ‪ ،‬النّهم تب ايعوا وتعاق دوا علي ه‪ ،‬فاش ت ّد ذل ك‬
‫على يعوق‪ ،‬فعمد إلى ريطة وخلق فألقاها في الحاير ث ّم رماه ا بالنّ ار ليالً‪ ،‬فأص بح‬
‫والص نم والح رس وأرفض الص نم ملقى‪ ،‬فجزع وا وه ّم وا‬ ‫ّ‬ ‫القوم وقد احترق ال بيت‬
‫بقت ل يع وق‪ ،‬فق ال لهم‪ :‬إن قتلتم رئيس كم فس دت أم وركم فكفّ وا‪ ..‬فلم يلبث أن م ات‬
‫يعوق‪ ،‬خلّف ابن ا ً يق ال ل ه‪ :‬نس راً‪ ،‬فأت اهم إبليس فق ال‪ :‬بلغ ني م وت عظيمكم‪ ،‬فأن ا‬
‫جاعل لكم مثال يعوق في شيء ال يبلى‪ ،‬فقالوا‪ :‬افعل فعم د إلى ال ّذهب وأوق د علي ه‬
‫النّار حتّى صار كالماء‪ ،‬وعمل مثاالً من الطّين على صورة يعوق‪ ،‬ثم أفرغ ال ّذهب‬
‫فيه‪ ،‬ث ّم نصبه لهم في ديرهم‪ ،‬واشت ّد ذلك على نسر ولم يقدر على دخول تلك ال ّدير‪،‬‬
‫فانحاز عنهم في فرقة قليلة من إخوت ه يعب دون نس راً‪ ،‬واآلخ رون يعب دون ّ‬
‫الص نم‪،‬‬
‫حتّى مات نسر وظهرت نبّوة إدريس‪ ،‬فبلغ ه ح ال الق وم وأنّهم يعب دون جس ما ً على‬
‫وأن نسراً كان يعبد من دون هللا‪ ،‬فصار اليهم بمن معه حتى ن زل مدين ة‬ ‫مثال يعوق ّ‬
‫تشر وهم فيها‪ ،‬فهزمهم وقتل من قتل وه رب من ه رب‪ ،‬فتفرّق وا في البالد‪ ،‬أم روا‬
‫بالصّنم فحمل وألقي في البحر‪ ،‬فاتخذت ك ّل فرقة منهم صنما ً وس ّموها بأسمائهم‪ ،‬فلم‬
‫يزالوا بعد ذلك قرنا ً بعد قرن ال يعرفون إالّ تلك األسماء‪ ،‬ث ّم ظهرت نبوّة نوح علي ه‬
‫السالم‪ ،‬ف دعاهم إلى عب ادة هللا وح ده وت رك م ا ك انوا يعب دون من األص نام‪ ،‬فق ال‬
‫ق َون َْس رًا﴾‬ ‫بعض هم‪﴿ :‬اَل تَ َذر َُّن آلِهَتَ ُك ْم َواَل تَ َذر َُّن َو ًّدا َواَل ُس َواعًا َواَل يَ ُغ َ‬
‫وث َويَ ُع و َ‬
‫‪21‬‬
‫‪)1()]23‬‬ ‫[نوح‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]64 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن أمر هللا تع الى ذك ره ال يحم ل على‬
‫المقائيس‪ ،‬ومن حمل أمر هللا على المق ائيس هل ك وأهل ك‪ ،‬إن أول معص ية ظه رت‬
‫اإلبانة من إبليس اللعين حين أمر هللا تع الى ذك ره مالئكت ه بالس جود آلدم‪ ،‬فس جدوا‬
‫ك أَاَّل تَ ْس ُج َد إِ ْذ أَ َمرْ تُكَ قَ ا َل أَنَ ا‬
‫وأبى إبليس اللعين أن يسجد‪ ،‬فقال عز وجل‪َ ﴿ :‬ما َمنَ َع َ‬
‫َار َوخَ لَ ْقتَهُ ِم ْن ِطي ٍن﴾ [األعراف‪ ،]12 :‬فكان أول كفره قوله‪﴿ :‬‬ ‫خَ ْي ٌر ِم ْنهُ َخلَ ْقتَنِي ِم ْن ن ٍ‬
‫ار َوخَ لَ ْقتَ هُ ِم ْن ِطي ٍن﴾‬ ‫أَنَا َخ ْي ٌر ِم ْنهُ﴾ [األعراف‪ ،]12 :‬ثم قياس ه بقول ه‪﴿ :‬خَ لَ ْقتَنِي ِم ْن نَ ٍ‬
‫[األع راف‪ ،]12 :‬فط رده هللا ع ز وج ل عن ج واره ولعن ه وس ماه رجيم ا‪ ،‬وأقس م‬
‫بعزته ال يقيس أحد في دينه إال قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]65 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن آدم قام على ب اب الكعب ة فق ال‪ :‬الله ّم‬
‫أقلني عثرتي‪ ،‬واغفر ذنبي‪ ،‬وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها‪ ،‬فقال هللا تع الى‪:‬‬
‫قد أقلتك عثرتك‪ ،‬وغفرت ذنبك‪ ..‬وسأعيدك إلى ال ّدار الّتي أخرجتك منها)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]66 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن جبري ل ن زل على مح ّم د ‪ ‬يخ بره‬
‫عن ربّه فقال له‪ :‬يا مح ّمد! إنّي لم أترك األرض إاّل وفيه ا ع الم تع رف ب ه ط اعتي‬
‫وهداي‪ ..‬ويكون نجاة فيما بين قبض النّب ّي إلى خروج النّب ّي اآلخ ر‪ ..‬ولم أكن أت رك‬
‫إبليس يض ّل النّاس‪ ،‬وليس في األرض حجّة لي وداع إل ّي وهاد إلى سبيلي وع ارف‬
‫الس عداء ويك ون ح ّج ة لي على‬ ‫ب أمري‪ ..‬وإنّي قض يت لك ّل ق وم هادي ا أه دي ب ه ّ‬
‫األشقياء‪ ..‬لما انقضت نبوة آدم عليه السّالم واستكمل أيامه‪ ،‬أوحى هللا عز وج ّل إليه‬
‫أن‪ :‬ي ا آدم! ق د قض يت نبوّت ك‪ ،‬واس تكملت أيّام ك‪ ..‬فاجع ل العلم الّ ذي عن دك‪،‬‬
‫واإليمان‪ ،‬واالسم األك بر‪ ،‬وم يراث العلم وآث ار علم النب ّوة‪ ،‬في العقب من ذ ّريّت ك‪..‬‬
‫عند (هبة هللا)‪ ..‬فإني لن أقطع العلم واإليمان‪ ،‬وآث ار النّب وّة‪ ،‬من العقب من ذ ّريّت ك‪،‬‬
‫إلى ي وم القيام ة‪ ..‬ولن أدع األرض‪ ،‬إاّل وفيه ا ع الم يع رف ب ه دي ني‪ ،‬وتع رف ب ه‬
‫طاعتي‪ ،‬ويكون نجاة لمن يولد فيما بينك وبين نوح)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]67 :‬سئل اإلم ام الص ادق‪ :‬أيص لح الس جود لغ ير هللا؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فكيف أمر هللا المالئك ة بالس جود؟‪ ..‬فق ال‪ :‬إن من س جد ب أمر هللا فق د س جد هلل‬
‫فكان سجوده هلل إذ كان عن أمر هللا‪ ..‬ثم قال‪( :‬فأما إبليس فعب ٌد خلقه ليعبده ويوح ده‪،‬‬
‫وقد علم حين خلقه ما هو وإلى ما يصير‪ ،‬فلم يزل يعب ده م ع مالئكت ه ح تى امتحن ه‬
‫بسجود آدم‪ ،‬فامتنع من ذلك حسدا وشقاوة غلبت عليه فلعنه عند ذل ك‪ ،‬وأخرج ه عن‬
‫صفوف المالئكة‪ ،‬وأنزله إلى األرض مدحورا‪ ،‬فصار عدو آدم وولده بذلك السبب‪،‬‬
‫وما له من السلطنة على ولده إال الوسوسة والدعاء إلى غ ير الس بيل‪ ،‬وق د أق ر م ع‬

‫‪ )(1‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.66‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/289 :‬والعلل ص‪.31‬‬
‫‪ )(3‬معاني األخبار‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/54 :‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/99 :‬‬
‫‪22‬‬
‫بربوبيته)(‪)1‬‬ ‫معصيته لربه‬
‫إن آدم شكا إلى ربّه حديث النفس‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫[الحديث‪ ]68 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ ( :‬‬
‫أكثر من قول‪ :‬ال حول وال قوّة إاّل باهلل)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]69 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا ع ّز وج ّل إلى آدم علي ه‬
‫هن؟)ق ال‪:‬‬‫السّالم‪ :‬إنّي سأجمع لك الخير كلّه في أربع كلم ات‪ :‬ق ال‪( :‬ي ا رب! وم ا ّ‬
‫واح دة لي‪ ،‬وواح دة ل ك‪ ،‬وواح دة فيم ا بي ني وبين ك‪ ،‬وواح دة فيم ا بين ك وبين‬
‫أعلمهن!)فقال‪ :‬أ ّما الّتي لي‪ ،‬فتعب دني ال تش رك‬
‫ّ‬ ‫ّنهن لي حتى‬ ‫النّاس)قال‪( :‬يا رب! بي ّ‬
‫بي شيئا‪ ،‬وأ ّما الّتي لك‪ ،‬فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه‪ ،‬وأ ّما التي بيني وبين ك‪،‬‬
‫ّ‬
‫فعليك ال ّدعاء وعل ّي اإلجابة‪ ،‬وأ ّما الّتي بينك وبين النّاس‪ ،‬فترضى للنّاس ما ترض ى‬
‫لنفسك)(‪)3‬‬
‫الس الم ب البيت‪،‬‬‫[الحــديث‪ ]70 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬لم ا ط اف آدم علي ه ّ‬
‫وانتهى إلى (الملتزم)قال جبريل‪( :‬يا آدم! أق ّر لربك ب ذنوبك في ه ذا المك ان)فوق ف‬
‫آدم فقال‪( :‬يا رب! إن لكل عامل أجرا‪ ،‬وقد عملت فما أج ري؟)ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬ي ا‬
‫آدم! قد غفرت لك ذنبك‪ ،‬قال‪( :‬يا رب! ولولدي ـ أو ل ذ ّريّتي ـ ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬ي ا‬
‫آدم! من ج اء من ول دك إلى ه ذا المك ان‪ ،‬وأق ّر بذنوب ه وت اب كم ا تبت ث ّم اس تغفر‬
‫غفرت له)(‪)4‬‬
‫ّ‬
‫الجن؟‪..‬‬ ‫[الحديث‪ ]71 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬أكان إبليس من المالئك ة أم من‬
‫قال‪( :‬كانت المالئكة ترى أنّه منها‪ ،‬وكان هللا يعلم أنّه ليس منها‪ ،‬فل ّما أم ر ّ‬
‫بالس جود‬
‫كان منه الّذي كان)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]72 :‬قال اإلمام الصّادق‪( :‬أمر ابليس بالسّجود آلدم‪ ،‬فقال‪ :‬ي ا ربّ‬
‫وع ّزتك إن أعفيتنى من السّجود آلدم ألعبدك عبادة ما عبدك أحد ق طّ مثله ا ق ال هللا‬
‫ل جالله‪ :‬إنّى احبّ أن اطاع من حيث أُريد)(‪)6‬‬ ‫ج ّ‬
‫[الحديث‪ ]73 :‬قال اإلمام الصادق‪(:‬بكى آدم عليه الس الم على الجنّ ة حتّى‬
‫ص ار على خ ّدي ه مث ل النّه رين العظيمين من ال ّدموع‪ ،‬وق ال‪ :‬اللهم أقل ني ع ثرتي‬
‫وأع دني إلى ال ّدار الّ تي أخرجت ني منه ا‪ ،‬فق ال هللا ج ّل ثن اؤه‪ :‬ق د أقلت ك عثرت ك‬
‫وسأعيدك إلى ال ّدار الّتي أخرجتك منها)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]74 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان آدم عليه السالم إذا لم يأت ه جبري ل‬
‫يغت ّم ويحزن‪ ،‬فشكا ذلك إلى جبريل‪ ،‬فقال‪ :‬إذا وجدت شيئا ً من الحزن فقل‪ :‬ال ح ول‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،11/139 :‬واالحتجاج ص‪.184‬‬


‫‪ )(2‬المحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/272 :‬‬
‫‪ )(3‬من ال يحضره الفقيه‪ ،‬والمحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/318 :‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/324 :‬‬
‫‪ )(5‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ )(6‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪ )(7‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪23‬‬
‫باهلل)(‪)1‬‬
‫وال قوّة إال‬
‫[الحــديث‪ ]75 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن آدم علي ه الس الم اش تكى فاش تهى‬
‫فاكهة فانطلق هبة هللا يطلب له فاكهة فاستقبل جبريل فقال له‪ :‬أين تذهب يا هبة هللا‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن آدم يشتكي وإنه اشتهى فاكهة‪ ،‬قال ل ه‪ :‬ف ارجع ف إن هللا عزوج ل ق د قبض‬
‫روحه‪ ،‬قال‪ :‬فرجع فوجده قد قبضه هللا فغسلته المالئكة‪ ،‬ثم وضع وأم ر هب ة هللا أن‬
‫يتقدم ويصلي عليه‪ ،‬فتقدم فصلى عليه والمالئكة خلفه‪ ،‬وأوحى هللا عزوج ل إلي ه أن‬
‫يكبر عليه خمسا‪ ،‬وأن يسله وأن يسوي قبره‪ ،‬ثم قال‪ :‬هكذا فاصنعوا بموتاكم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]76 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ان ابن آدم حين قتل أخ اه لم ي در كي ف‬
‫يقتله حتى جاء ابليس فعلّمه‪ ،‬قال‪ :‬ضع رأسه بين حجرين ث ّم اشدخه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]77 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬لما م ات آدم وش مت ب ه إبليس وقابي ل‬
‫فاجتمع ا في االرض فجع ل إبليس وقابي ل المع ازف والمالهي ش ماتة ب آدم علي ه‬
‫السالم فكل ما كان في االرض من هذا الضرب الذي يتلذذ ب ه الن اس فإنم ا ه و من‬
‫ذاك)(‪)4‬‬
‫‪ .2‬ما ورد حول نوح عليه السالم‪:‬‬
‫وه و من األنبي اء الك رام الم ذكورين في الق رآن الك ريم‪ ،‬من دون أن ت ذكر‬
‫تفاصيل حياتهم على األرض‪ ،‬إال ما ارتبط ب دعوتهم وكيفي ة مواجه ة أق وامهم لهم‪،‬‬
‫لكن ا نج د م ع ذل ك األح اديث واآلث ار الكث يرة ال تي ت ذكر التفاص يل الدقيق ة عن ه‪،‬‬
‫وأكثرها مما ال يمكن قبوله‪.‬‬
‫ومن األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]78 :‬عن عب د هللا بن عم رو ق ال‪ :‬كنّ ا عن د رس ول هللا ‪ ،‬فج اء‬
‫إن صاحبكم ه ذا‬ ‫رجل من أهل البادية عليه جبّة سيجان مزرورة بال ّديباج فقال‪( :‬أال ّ‬
‫قد وضع ك ّل فارس ابن فارس)‪ ،‬فأخذ رسول هللا ‪ ‬بمجامع جبّته‪ ،‬وقال‪( :‬أال أرى‬
‫عليك لباس من ال يعقل!)ث ّم قال‪ّ :‬‬
‫(إن نب ّي هللا نوحا عليه السالم ل ّم ا حض رته الوف اة‬
‫قال البنه‪ :‬إنّي قاصّ عليك الوصيّة‪ :‬آمرك باثنتين‪ ،‬وأنهاك عن اثنتين‪ ،‬آمرك بال إله‬
‫فإن السّماوات السّبع‪ ،‬واألرضين السّبع‪ ،‬لو وضعت في كفّة ووضعت ال إل ه‬ ‫إاّل هللا ّ‬
‫الس بع واألرض ين‬ ‫الس ماوات ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫إاّل هللا في كفّ ة‪ ،‬رجحت ّ‬
‫بهن ال إل ه إاّل هللا ول و ّ‬
‫قصمتهن ال إله إاّل هللا وسبحان هللا‪ ،‬وبحمده‪ ،‬فإنّها صالة ك ّل‬
‫ّ‬ ‫كن حلقة مبهمة‬‫السّبع‪ّ ،‬‬
‫الش رك والك بر)‪ ،‬قي ل‪ :‬ي ا رس ول هللا ه ذا‬ ‫شيء‪ ،‬وبها ي رزق الخل ق‪ ،‬وأنه اك عن ّ‬
‫ال ّشرك قد عرفناه‪ ،‬فما الكبر؟ ق ال‪ :‬أن يك ون ألح دنا نعالن حس نتان لهم ا ش راكان‬
‫حسنان؟ قال‪( :‬ال)‪ ،‬قال‪ :‬هو أن يكون ألحدنا حلّة يلبسها؟‪ ،‬قال‪( :‬ال)‪ ،‬قال‪ :‬الكبر هو‬
‫أن يك ون ألح دنا دابّ ة يركبه ا؟ ق ال‪( :‬ال)‪ ،‬ق ال‪ ،:‬فه و أن يك ون ألح دنا أص حاب‬
‫‪ )(1‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.47‬‬
‫‪ )(2‬الخصال ج ‪.135 :1‬‬
‫‪ )(3‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.56‬‬
‫‪ )(4‬فروع الكافى ‪.200 :2‬‬
‫‪24‬‬
‫ق وغمص‬ ‫يجلسون إليه؟‪ .‬قال‪( :‬ال)‪ ،‬قيل يا رسول هللا‪ ،‬فم ا الك بر؟ ق ال‪( :‬س فه الح ّ‬
‫النّاس)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]79 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يجئ نوح عليه السالم وأمته‪ ،‬فيقول هللا‬
‫عزوجل ه ل بلغت؟ فيق ول‪ :‬نعم أي رب‪ ،‬فيق ول ألمت ه ه ل بلغكم؟ فيقول ون‪ :‬ال م ا‬
‫جاءنا من نبي‪ ،‬فيقول لنوح‪ :‬من يشهد لك؟ فيقول‪ :‬محم ٌد وأمته‪ ،‬فتشهد أن ه ق د بل غ‪،‬‬
‫اس َويَ ُك ونَ‬‫وهو قوله تع الى‪َ ﴿ :‬و َك َذلِكَ َج َع ْلنَ ا ُك ْم أُ َّمةً َو َس طًا لِتَ ُكونُ وا ُش هَدَا َء َعلَى النَّ ِ‬
‫هيدًا﴾ [البقرة‪)2()]143 :‬‬ ‫ال َّرسُو ُل َعلَ ْي ُك ْم َش ِ‬
‫وهذا ال يعني اقتصار المعنى على ذل ك؛ فاآلي ة الكريم ة ت ذكر الش هادة على‬
‫الناس جميعا‪ ،‬وليس على ق وم ن وح علي ه الس الم وغ يره فق ط‪ ،‬وق د ش رحنا مع نى‬
‫الشهادة ووظيفة األمة المرتبطة بها في كتاب [النبي الهادي]‪ ،‬وغيره‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]80 :‬عن ابن عمر قال‪ :‬قام رسول هللا ‪ ‬في الناس فأثنى على هللا‬
‫بما هو أهل ه‪ ،‬ثم ذك ر ال دجال فق ال‪( :‬إني ألن ذركموه‪ ،‬وم ا من ن بي إال وق د أن ذره‬
‫ح قومه)(‪)3‬‬ ‫قومه‪ ..‬لقد أنذره نو ٌ‬
‫[الحديث‪ ]81 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬مكث نوح عليه الس الم في قوم ه ي دعوهم‬
‫َصرْ ﴾ [القمر‪]10 :‬‬ ‫إلى هللا س ّراً وعالنية‪ ،‬فل ّما عتوا وأبوا قال‪ :‬ربّ ﴿أَنِّي َم ْغلُوبٌ فَا ْنت ِ‬
‫فأوحى هللا تعالى إليه أن اصنع الفلك‪ ،‬وأمره بغرس النّوى‪ ،‬ف ّمر عليه قوم ه فجعل وا‬
‫يضحكون ويسخرون ويقولون‪ :‬قد قعد غراس ا ً حتّى إذا ط ال وص ار ط واالً قطع ه‬
‫ونجره‪ ،‬فقالوا قد قعد نجّاراً‪ ،‬ث ّم ألّفه فجعل ه س فينة‪ ،‬فم رّوا علي ه فجعل وا يض حكون‬
‫ويسخرون ويقولون‪ :‬قد قعد مالّحا ً في أرض فالة حتّى فرغ منها)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]82 :‬قال اإلمام الباقر في تفسير قوله تع الى‪ُ ﴿ :‬ذرِّ يَّةَ َم ْن َح َم ْلنَ ا َم َع‬
‫وح إِنَّهُ َكانَ َع ْبدًا َش ُكورًا﴾ [اإلسراء‪( :]3 :‬إن نوحا كان إذا أص بح وأمس ى ق ال‪« :‬‬ ‫نُ ٍ‬
‫اللهم إني اشهدك أن ما أصبح أو أمسى بي من نعمة في دين أودنيا فمن ك وح دك ال‬
‫شريك لك‪ ،‬لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى ترضى وبعد الرضى)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]83 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن نوحا إنما سمي عبدا ش كورا الن ه ك ان‬
‫يقول إذا أصبح وأمسى‪ :‬اللهم إني أشهد أنه ما أمسى وأصبح بي من نعمة أو عافي ة‬
‫في دين أودينا فمنك وحدك ال شريك لك‪ ،‬لك الحمد والشكر به ا علي ح تى ترض ى‬
‫إلهنا)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]84 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬ك ان ن وح إذا أمس ى وأص بح يق ول‪« :‬‬
‫أمسيت أشهد أنه ما أمسى بي من نعمة في دين أودنيا فإنهما من هللا وحده ال ش ريك‬
‫‪ )(1‬أحمد (‪ )170 /2‬وقال أحمد شاكر‪ :‬إسناده صحيح ( ‪ )87 /8‬حديث (‪ .)6583‬والبخاري في األدب المفرد (‬
‫‪)81 ،80‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري (‪.)151 /5‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ‪.82 / 13‬‬
‫‪ )(4‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ )(5‬مجمع البيان ‪.396 :6‬‬
‫‪ )(6‬علل الشرائع‪.21 :‬‬
‫‪25‬‬
‫له‪ ،‬له الحمد بها علي والشكر كثيرا‪ ،‬فأنزل هللا‪ُ ﴿ :‬ذرِّ يَّةَ َم ْن َح َم ْلنَ ا َم َع نُ ٍ‬
‫وح إِنَّهُ َك انَ‬
‫كورًا﴾ [اإلسراء‪ ،]3 :‬فهذا كان شكره)(‪)1‬‬ ‫َع ْبدًا َش ُ‬
‫[الحديث‪ ]85 :‬قال اإلمام الصادق عن السفينة‪( :‬صنعها في ثالثين س نة‪ ،‬ثم‬
‫أمر أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين األزواج الثّماني ة الّ تي خ رج به ا آدم علي ه‬
‫السالم من الجنّ ة‪ ،‬ليك ون معيش ة لعقب ن وح علي ه الس الم في األرض‪ ،‬كم ا ع اش‬
‫عقب آدم عليه السالم)(‪)2‬‬
‫وقيمة هذا الحديث في تحديده األزواج بالحيوانات التي يحت اج إليه ا اإلنس ان‬
‫عادة في حياته دون غيره ا من الس باع والحيوان ات البري ة‪ ،‬وه و م ا ي دل على أن‬
‫الطوفان كان محدودا بقوم نوح عليه السالم‪ ،‬ولم يعم األرض جميعا‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]86 :‬قال اإلمام عل ّي‪( :‬ل ّما فرغ نوح من السّفينة‪ ،‬فكان ميعاده عليه‬
‫السالم فيما بينه وبين ربّه تعالى في إهالك قومه أن يفور التّنور ففار‪ ،‬فقالت امرأته‬
‫إن التّنور قد فار‪ ،‬فقام إليه فختمه بخاتمه‪ ،‬فقام الماء فأدخل من أراد أن يدخل ث ّم‬ ‫له‪ّ :‬‬
‫أتى إلى خاتمه فنزعه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]87 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬عاش نوح عليه السالم بع د النّ زول من‬
‫السّفينة خمسمائة سنة‪ ،‬ث ّم أتاه جبريل عليه السالم فقال‪ :‬يا نوح انّه قد انقضت نبوّتك‬
‫واستكملت أيامك‪ ،‬فيقول هللا تعالى‪ :‬ادفع م يراث العلم وآث ار علم النب وّة ال تي مع ك‬
‫إلى ابنك سام‪ ،‬فانّي ال أترك األرض إالّ وفيها عالم يعرف به ط اعتي ويك ون نج اة‬
‫فيما بين قبض النّب ّي وبعث النّب ّي اآلخر‪ ،‬ولم أكن أترك النّاس بغير ح ّج ة‪ ،‬وداع إل ّي‬
‫وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري‪ ،‬فإنّي قد قضيت أن أجعل لك ّل قوم هاديا ً أه دي ب ه‬
‫جة على األشقياء‪ ،‬فدفع نوح عليه السالم جميع ذلك ابنه سام)(‪)4‬‬ ‫السّعداء‪ ،‬ويكون ح ّ‬
‫‪ .3‬ما ورد حول هود عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]88 :‬قال رسول هللا ‪( :‬نصرت بالص با‪ ،‬وأهلكت ع اد بال دبور)‬
‫(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]89 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬حج رسول هللا ‪ ‬فلما أتى وادي عسفان‬
‫قال‪ :‬أي واد هذا؟‪ ..‬قيل‪ :‬ق ال ه ذا وادي عس فان‪ ..‬ق ال‪( :‬لق د م ر به ذا ن وح وه ود‬
‫وإب راهيم على بك ران لهم حم ر خطمهم اللي ف‪ ،‬أزرهم العب اء وأرديتهم النم ار‬
‫يحجون البيت العتيق)(‪)6‬‬
‫ً‬
‫[الحديث‪ ]90 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ل ّما بعث هللا هودا أسلم له العقب من ولد‬
‫‪ )(1‬تفسير القمى ‪337‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ )(2‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ )(3‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪ )(4‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.84‬‬
‫‪ )(5‬البخاري (‪ )1035‬و(‪ )3205‬و(‪.)3343‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو يعلى‪ ،‬قصص األنبياء (‪.)117 /1‬‬
‫‪26‬‬
‫س ام‪ ،‬وأ ّم ا اآلخ رون فق الوا‪ :‬من أش ّد منّ ا ق وّة‪ ،‬ف أهلكوا ب الرّيح العقيم‪ ،‬ووص ى‬
‫وبشرهم بصالح صلوات هللا عليهما)‬
‫[الحديث‪ ]91 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن هلل تعالى ري اح رحم ة وري اح ع ذاب‪،‬‬
‫فإن شاءهللا أن يجعل العذاب من الرياح رحمة فعل‪ ..‬ولن يجع ل الرحم ة من ال ريح‬
‫عذابا‪ ..‬وذلك أنه لم يرحم قوما قط أطاعوه وكانت ط اعتهم إي اه وب اال عليهم إال من‬
‫بعد تحولهم من طاعته‪ ..‬وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم هللا بعد ما قد ك ان‬
‫قدر عليهم العذاب وقضاه‪ ،‬ثم تداركهم برحمته فجع ل الع ذاب المق در عليهم رحم ة‬
‫فصرفه عنهم وقد أنزله عليهم وغشيهم‪ ،‬وذلك لما آمن وا ب ه وتض رعوا إلي ه‪ ..‬وأم ا‬
‫الريح العقيم فإنها ريح عذاب ال تلقح شيئا من االرحام وال شيئا من النبات)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]92 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬إن هلل جن ودا من الري اح يع ذب به ا من‬
‫يشاء ممن عصاه‪ ،‬ولكل ريح منها ملك موكل بها‪ ،‬فإذا أراد هللا أن يعذب قوما بنوع‬
‫من العذاب أوحى إلى الملك الموكل بذلك النوع من الريح التي يريد أن يعذبهم به ا‪،‬‬
‫فيأمر بها الملك فتهيج كما يهيج االسد المغضب‪ ،‬ولك ل ريح منهن اس م‪ ،‬أم ا تس مع‬
‫ت َع ا ٌد فَ َك ْي فَ َك انَ َع َذابِي َونُ ُذ ِر (‪)18‬إِنَّا أَرْ َس ْلنَا َعلَ ْي ِه ْم ِري ًح ا‬ ‫قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬ك َّذبَ ْ‬
‫اس َكأَنَّهُ ْم أَ ْع َجا ُز ن َْخ ٍل ُم ْنقَ ِع ٍر﴾ [القمر‪:‬‬
‫ع النَّ َ‬ ‫س ُم ْستَ ِم ٍّر (‪)19‬تَ ْن ِز ُ‬‫صرًا فِي يَوْ ِم نَحْ ٍ‬ ‫صرْ َ‬ ‫َ‬
‫‪ 18‬ـ ‪ ،]20‬وقال تعالى‪َ ﴿ :‬وفِي عَا ٍد إِ ْذ أَرْ َس ْلنَا َعلَ ْي ِه ُم ال رِّي َح ْال َعقِي َم (‪َ )41‬م ا تَ َذ ُر ِم ْن‬
‫َت َعلَ ْي ِه إِاَّل َج َعلَ ْت هُ َك ال َّر ِم ِيم ﴾ [ال ذاريات‪ ،]42 ،41 :‬وق ال‪ ﴿ :‬فَلَ َّما َرأَوْ هُ‬ ‫َش ْي ٍء أَت ْ‬
‫َارضٌ ُم ْم ِط ُرنَا بَلْ هُ َو َما ا ْستَ ْع َج ْلتُ ْم بِ ِه ِري ٌح فِيهَ ا‬ ‫َارضًا ُم ْستَ ْقبِ َل أَوْ ِديَتِ ِه ْم قَالُوا هَ َذا ع ِ‬ ‫ع ِ‬
‫ك‬‫ص بَحُوا اَل يُ َرى إِاَّل َم َس ا ِكنُهُ ْم َك َذلِ َ‬ ‫َع َذابٌ أَلِي ٌم (‪)24‬تُ َد ِّم ُر ُك َّل َش ْي ٍء بِ أ َ ْم ِر َربِّهَ ا فَأ َ ْ‬
‫ص ا ٌر فِي ِه نَ ا ٌر‬ ‫ص ابَهَا إِ ْع َ‬ ‫نَجْ ِزي ْالقَوْ َم ْال ُمجْ ِر ِمينَ ﴾ [األحقاف‪ ،]25 ،24 :‬وق ال‪﴿ :‬فَأ َ َ‬
‫ت ﴾ [البقرة‪ ]266 :‬وما ذكر من الرياح التي يعذب هللا بها من عصاه)(‪)2‬‬ ‫فَاحْ تَ َرقَ ْ‬
‫‪ .4‬ما ورد حول صالح عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]93 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن ص الحا بعث إلى قوم ه‪ ،‬فلبث فيهم‬
‫حتى بلغ عشرين ومائة سنة ال يجيبونه إلى خير‪ ،‬وكان لهم سبعون صنما يعب دونها‬
‫من دون هللا‪ ،‬فلما رأى ذلك منهم قال‪ :‬يا قوم إني قد بعثت إليكم‪ ،‬وقد بلغت عش رين‬
‫ومائة سنة وأنا أعرض عليكم أمرين‪ :‬إن ش ئتم فاس ألوني ح تى أس أل إلهي فيجيبكم‬
‫فيما تسألوني‪ ،‬وإن شئتم سألت آلهتكم فإن أج ابتني بال ذي أس ألها خ رجت عنكم فق د‬
‫ش نأتكم وش نأتموني‪ ،‬فق الوا‪ :‬ق د أنص فت ي ا ص الح فاتع دوا الي وم يخرج ون في ه‪،‬‬
‫فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم ثم قربوا طعامهم وشرابهم فأكلوا وش ربوا‪ ،‬فلم ا أن‬
‫فرغوا دعوه فقالوا‪ :‬يا صالح سل‪ ،‬فدعا صالح كب ير أص نامهم فق ال‪ :‬م ا اس م ه ذا؟‬
‫فأخبروه باسمه‪ ،‬فناداه باسمه فلم يجب‪ ،‬فقال صالح‪ :‬مال ه ال يجيب؟ فق الوا ل ه‪ :‬ادع‬

‫‪ )(1‬الروضة‪.92 :‬‬
‫‪ )(2‬الروضة‪.91 :‬‬
‫‪27‬‬
‫غيره‪ ،‬فدعاها كلها بأسمائها فلم يجبه واحد منهم! فقال‪ :‬يا قوم ق د ت رون ق د دع وت‬
‫أصنامكم فلم يجبني واحد منهم فاسألوني ح تى أدع و إلهي فيجيبكم الس اعة‪ ،‬ف أقبلوا‬
‫على أصنامهم فقالوا لها‪ :‬ما بالكن ال تجبن صالحا؟ فلم تجب‪ ،‬فق الوا‪ :‬ي ا ص الح تنح‬
‫عنا ودعنا وأص نامنا قليال‪ ،‬ق ال‪ :‬فرم وا بتل ك البس ط ال تي بس طوها‪ ،‬وبتل ك اآلني ة‬
‫وتمرغ وا في ال تراب‪ ،‬وق الوا له ا‪ :‬لئن لم تجبن ص الحا الي وم لنفض حن‪ ،‬ثم دع وه‬
‫فقالوا‪ :‬يا صالح تعال فسلها‪ ،‬فعاد فسألها فلم تجبه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إنما أراد صالح أن تجيب ه‬
‫وتكلمه بالجواب‪ ،‬فقال‪ :‬يا قوم هو ذا ترون قد ذهب النهار وال أرى آلهتكم تجيب ني‪،‬‬
‫فاسألوني حتى أدع و إلهي فيجيبكم الس اعة؛ فانت دب ل ه س بعون رجال من ك برائهم‬
‫وعظمائهم والمنظ ور إليهم منهم فق الوا‪ :‬ي ا ص الح نحن نس ألك‪ ،‬ق ال‪ :‬فك ل ه ؤالء‬
‫يرضون بكم؟ قالوا‪ :‬نعم فإن أجابوك هؤالء أجبناك‪ ،‬قالوا‪ :‬يا صالح نحن نسألك فإن‬
‫أجابك ربك اتبعناك وأجبناك وتابعك جميع أهل قريتنا‪ ،‬فقال لهم ص الح‪ :‬س لوني م ا‬
‫شئتم‪ ،‬فقالوا‪ :‬انطلق بنا إلى هذا الجبل ـ وجبل قريب ـ منه حتى نس ألك عن ده‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فانطلق وانطلقوا معه فلما انتهوا إلى الجبل قالوا‪ :‬يا صالح اسأل ربك أن يخ رج لن ا‬
‫الساعة من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء وب راء عش راء‪ ،‬ق ال‪ :‬ق د س ألتموني ش يئا‬
‫يعظم علي ويهون على ربي‪ ،‬فسأل هللا ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير من ه‬
‫العقول لما سمعوا صوته‪ ،‬واضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عن د المخ اص ثم‬
‫لم يفجأهم إال ورأس ها ق د طل ع عليهم من ذل ك الص دع‪ ،‬فم ا اس تتمت رقبته ا ح تى‬
‫اجترت ثم خرج سائر جسدها ثم استوت على االرض قائمة‪ ،‬فلما رأوا ذلك قالوا‪ :‬يا‬
‫صالح ما أسرع ما أجابك ربك! فسله أن يخرج لن ا فص يلها‪ ،‬ق ال‪ :‬فس أل هللا تع الى‬
‫ذلك فرمت به فدب حولها‪ ،‬فقال‪ :‬يا ق وم أبقي ش ئ؟ ق الوا‪ :‬ال انطل ق بن ا إلى قومن ا‬
‫نخبرهم ما رأينا ويؤمنوا بك‪ ،‬قال‪ :‬فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتى ارتد‬
‫منهم أربعة وستون رجال وقالوا‪ :‬سحر‪ ،‬وثبت الستة وق الوا‪ :‬الح ق م ا رأين ا‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فكثر كالم الق وم ورجع وا مك ذبين إال الس تة ثم ارت اب من الس تة واح د فك ان فيمن‬
‫عقرها)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]94 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬أيه ا الن اس إنم ا يجم ع الن اس الرض ى‬
‫والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واح د فعمهم هللا بالع ذاب لم ا عم وة بالرض ى‪،‬‬
‫فقال سبحانه‪﴿ :‬فَ َعقَرُوهَا فَأَصْ بَحُوا نَا ِد ِمينَ ﴾ [الشعراء‪ ،]157 :‬فما كان إال أن خ ارت‬
‫أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في االرض الخوارة)(‪)2‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫﴿ولق د أرْ َس لنَا إِلى ث ُم و َد‬‫[الحــديث‪ ]95 :‬ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫َص ُمونَ ﴾ [النم ل‪( :]45 :‬مص دق‬ ‫ص الِحًا أَ ِن ا ْعبُ دُوا هَّللا َ فَ إِ َذا هُ ْم فَ ِريقَ ِ‬
‫ان يَ ْخت ِ‬ ‫أَ َخ اهُ ْم َ‬
‫ص الِحًا ُمرْ َس ٌل ِم ْن َربِّ ِه﴾ [األع راف‪:‬‬‫ومك ذب‪ ،‬ق ال الك افرون منهم‪﴿ :‬أَتَ ْعلَ ُم ونَ أَ َّن َ‬
‫‪ ،]75‬قال المؤمنون‪﴿ :‬إِنَّا بِ َما أُرْ ِس َل بِ ِه ُم ْؤ ِمنُونَ ﴾ [األعراف‪ ،]75 :‬فق ال الك افرون‪:‬‬

‫‪ )(1‬الروضة ص ‪ 185‬ـ ‪.187‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)379 /11‬‬
‫‪28‬‬
‫﴿إِنَّا بِالَّ ِذي آ َم ْنتُ ْم بِ ِه َكافِرُونَ ﴾ [األعراف‪ ،]76 :‬وقالوا‪ :‬ي ا ص الح ائتن ا بآي ة إن كنت‬
‫من الصادقين‪ ،‬فجاءهم بناقة فعقروها وك ان ال ذي عقره ا أزرق أحم ر ول د الزن ا‪،‬‬
‫وأما قوله‪﴿ :‬لِ َم تَ ْستَ ْع ِجلُونَ بِال َّسيِّئَ ِة قَب َْل ْال َح َس نَ ِة﴾ [النم ل‪ ،]46 :‬ف إنهم س ألون قب ل أن‬
‫الس يِّئَ ِة قَ ْب َل ْال َح َس نَ ِة ﴾‬
‫ْجلُونَ بِ َّ‬
‫تأتيهم الناقة أن يأتيهم بعذاب أليم‪ ،‬فقال‪﴿ :‬يَاقَوْ ِم لِ َم تَ ْستَع ِ‬
‫َّ‬
‫[النمل‪ ]46 :‬يقول‪ :‬بالع ذاب قب ل الرحم ة‪ ..‬وأم ا ق ولهم‪﴿ :‬اطيَّرْ نَ ا بِ كَ َوبِ َم ْن َم َع كَ ﴾‬
‫[النمل‪ ]47 :‬فإنهم أصابهم جوع شديد فقالوا‪ :‬هذا من شؤمك وشؤم من معك أصابنا‬
‫ه ذا وهي الط يرة‪ ،‬ق ال‪﴿ :‬طَ ائِ ُر ُك ْم ِع ْن َد هَّللا ِ بَ لْ أَ ْنتُ ْم قَ وْ ٌم تُ ْفتَنُ ونَ ﴾ [النم ل‪ ]47 :‬أي‬
‫خيركم وشركم من عندهللا بل أنتم قوم تفتنون أي تبتلون‪ ..‬وقوله‪َ ﴿ :‬و َكانَ فِي ْال َم ِدينَ ِة‬
‫ُص لِحُونَ ﴾ [النم ل‪ ]48 :‬ك انوا يعمل ون في‬ ‫ض َواَل ي ْ‬ ‫تِ ْس َعةُ َر ْه ٍط يُ ْف ِس ُدونَ فِي اأْل َرْ ِ‬
‫اس ُموا بِاهَّلل ِ ﴾ [النم ل‪ ،]49 :‬أي تح الفوا ﴿لَنُبَيِّتَنَّهُ‬ ‫االرض بالمعاص ي‪ ..‬وقول ه‪﴿ :‬تَقَ َ‬
‫ص ا ِدقُونَ ﴾ [النم ل‪ :]49 :‬لنحلفن‬ ‫َوأَ ْهلَهُ ثُ َّم لَنَقُ ولَ َّن لِ َولِيِّ ِه َم ا َش ِه ْدنَا َم ْهلِ كَ أ ْهلِ ِه َوإِنَّا لَ َ‬
‫َ‬
‫لوليه منهم ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون لنفعل؛ فأتوا صالحا ليال ليقتلوه وعن د‬
‫صالح مالئكة يحرسونه فلما أت وه ق اتلتهم المالئك ة في دار ص الح رجم ا بالحج ارة‬
‫فأصبحوا في داره مقتلين‪ ،‬وأخذت قومه الرجفة‪ ،‬فأصبحوا في ديارهم جاثمين)(‪)1‬‬
‫ت ثَ ُم و ُد بِالنُّ ُذ ِر﴾‬‫[الحــديث‪ ]96 :‬ق ال اإلم ام الص ادق في قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬ك َّذبَ ْ‬
‫[القمر‪( :]23 :‬هذا لما كذبوا صالحا عليه السالم‪ ،‬وما أهلك هللا قوما قط ح تى يبعث‬
‫إليهم الرسل قبل ذل ك فيحتج وا عليهم‪ ،‬ف إذا لم يجيب وهم اهلك وا‪ ،‬وق د ك ان بعث هللا‬
‫صالحا عليه السالم فدعاها إلى هللا تعالى فلم يجيب وه وعت وا علي ه فق الوا‪ :‬لن ن ؤمن‬
‫حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عشراء‪ ،‬وكانت ص خرة يعظمونه ا وي ذبحون‬
‫عندها في رأس كل سنة ويجتمعون عندها‪ ،‬فقالوا له‪ :‬إن كنت كما تزعم نبيا رسوال‬
‫فادع هللا يخرج لنا ناقة منها‪ ،‬فأخرجه ا لهم كم ا طلب وا من ه‪ ،‬وأوحى هللا تع الى إلى‬
‫صالح أن قل لهم‪ :‬إن هللا جعل لهذه الناقة شرب يوم ولم شرب يوم‪ ،‬فكانت الناقة إذا‬
‫شربت يومها شربت الماء كله فيكون شرابهم ذلك اليوم من لبنها فيحلبونها فال يبقى‬
‫صغير وال كبير إال شرب من لبنها يومه ذلك‪ ،‬فإذا ك ان اللي ل وأص بحوا غ دوا إلى‬
‫مائهم فشربواهم ذل ك الي وم وال تش رب الناق ة‪ ،‬فمكث وا ب ذلك ماش اءهللا ح تى عت وا‬
‫ودبروا في قتلها فبعثوا رجال أحمر أشقر أزرق ال يعرف له أب ول د الزن ا يق ال ل ه‬
‫قدار ليقتلها‪ ،‬فلما توجهت الناقة إلى الماء ضربها ضربة ثم ض ربها اخ رى فقتله ا‪،‬‬
‫ومر فصيلتها حتى صعد إلى جبل فلم يبق منهم صغير وال كبير إال أكل منها‪ ،‬فق ال‬
‫لهم صالح عليه السالم‪ :‬أعصيتم ربكم إن هللا تعالى يقول‪ :‬إن تبتم قبلت توبتكم‪ ،‬وإن‬
‫لم ترجعوا بعثت إليكم العذاب في اليوم الثالث‪ ،‬فقالوا‪ :‬ي ا ص الح ائتن ا بم ا تع دنا إن‬
‫كنت من الص ادقين‪ ،‬ق ال‪ :‬إنكم تص بحون غ دا وج وهكم مص فرة‪ ،‬والي وم الث اني‬
‫محمرة‪ ،‬واليوم الثالث مسودة‪ ،‬فاصفرت وجوههم فقال بعضهم‪ :‬ياقوم قد ج اءكم م ا‬
‫قال صالح‪ :‬فقال العتاة‪ :‬ال نسمع ما يقول صالح ولو هلكنا‪ ،‬وك ذلك في الي وم الث اني‬
‫‪ )(1‬تفسير القمى‪.481 :‬‬
‫‪29‬‬
‫والثالث‪ ،‬فلما كان نصف الليل أتاهم جبري ل علي ه الس الم فص رخ ص رخة خ رقت‬
‫أس ماعهم‪ ،‬وقلقلت قل وبهم‪ ،‬فم اتوا أجمعين في طرف ة عين ص غيرهم وكب يرهم‪ ،‬ثم‬
‫أرسل عليهم نارا من السماء فأحرقتهم)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]97 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن صالحا عليه السالم غاب عن قوم ه‬
‫زمانا‪ ،‬وكان يوم غاب كهال حسن الجسم‪ ،‬وافر اللحية‪ ،‬ربعة من الرجال‪ ،‬فلما رجع‬
‫إلى قومه لم يعرفون‪ ،‬وكانوا على ثالث طبقات‪ :‬طبقة جاحدة ال ترجع أبدا‪ ،‬واخرى‬
‫ش اكة‪ ،‬واخ رى على يقين‪ ،‬فب دأ حين رج ع بالطبق ة الش اكة فق ال لهم‪ :‬أن ا ص الح‪،‬‬
‫فكذبوه وشتموه وزجروه وقالوا‪ :‬إن صالحا كان على غير صورتك وشكلك‪ ،‬ثم أتى‬
‫إلى الجاحدة فلم يسمعوا منه ونفروا من ه أش د النف ور‪ ،‬ثم انطل ق إلى الطبق ة الثالث ة‬
‫وهم أهل اليقين فقال لهم‪ :‬أنا صالح‪ ،‬فقالوا‪ :‬أخبرنا خبرا النشك أنك صالح‪ ،‬إنا نعلم‬
‫أن هللا تعالى لخالق يحول في أي صورة شاء‪ ،‬وقد اخبرنا وتدارسنا بعالمات صالح‬
‫علي ه الس الم إذا ج اء‪ ،‬فق ال‪ :‬أن ا ال ذي أتيتكم بالناق ة‪ ،‬فق الوا‪ :‬ص دقت وهي ال تي‬
‫نتدارس‪ ،‬فما عالمتها؟ قال‪ :‬لها شرب يوم ولكم شرب يوم معل وم‪ ،‬فق الوا‪ :‬آمن ا باهلل‬
‫وبما جئتنا به‪ ،‬قال عند ذلك الذين استكبروا وهم الشكاك والجحاد‪ :‬إنا بالذي آمنتم به‬
‫كافرون‪ ..‬قيل‪ :‬يا ابن رسول هللا ه ل ك ان ذل ك الي وم ع الم؟ ق ال‪ :‬هللا أع دل من أن‬
‫يترك االرض بالعالم‪ ،‬فلما ظهر صالح عليه السالم اجتمعوا عليه‪ ،‬وإنما مث ل علي‬
‫والقائم في هذه األمة مثل صالح عليه السالم)(‪)2‬‬
‫‪ .5‬ما ورد حول إبراهيم عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]98 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬يق ول‪( :‬م ا اتخ ذ هللا إب راهيم خليال إال‬
‫الطعامه الطعام‪ ،‬وصالته بالليل والناس نيام)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]99 :‬قال رسول هللا ‪ ‬ـ مخاطبا بعض قومه ـ‪( :‬أم ا علمت قص ة‬
‫إبراهيم الخليل‪ ،‬لما رفع في الملكوت قوّى هللا بصره ـ ل ّما رفعه دون السماء ـ ح تى‬
‫أبصر األرض ومن عليه ا ظ اهرين ومس تترين‪ ،‬ف رأى رجال وام رأة على فاحش ة‬
‫فدعا عليهما فهلكا‪ ،‬ث ّم رأى آخرين فدعا عليهما فهلكا‪ ،‬ثم رأى آخرين ف دعا عليهم ا‬
‫فهلكا‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬يا إبراهيم‪ ،‬أكفف دعوتك عن عبي دي وإم ائي‪ ..‬ف إنّي أن ا هللا‬
‫الغفور الرّحيم‪ ..‬ال تضرّني ذنوب عبادي‪ ،‬كما ال تنفعني طاعتهم‪ ..‬ولس ت أسوس هم‬
‫بشفاء الغيظ كسياستك‪ ..‬فاكفف دعوتك عن عبيدي وإمائي‪ ..‬فإنّما أنت عبد نذير‪ ،‬ال‬
‫شريك في المملكة‪ ،‬وال مهيمن عل ّي وال على عبادي‪ ..‬وعبادي بين خالل ثالث‪ :‬إ ّما‬
‫ت ابوا إل ّي فتبت عليهم وغف رت ذن وبهم‪ ،‬وس ترت عي وبهم‪ ..‬أو كففت عنهم ع ذابي‪،‬‬
‫لعلمي بأنّه سيخرج من أصالبهم ذ ّريّات مؤمن ون‪ ،‬ف أرفق باآلب اء الك افرين وأت أنّى‬
‫باأل ّمهات الكافرات‪ ،‬وأرفع عنهم عذابي‪ ،‬ليخ رج ذل ك الم ؤمن من أص البهم‪ ..‬ف إذا‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)385 /11‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)387 /11‬‬
‫‪ )(3‬علل الشرائع‪..23 :‬‬
‫‪30‬‬
‫إن الّ ذي‬
‫تزايل وا ح ّل بهم ع ذابي‪ ،‬وح اق بهم بالئي‪ ..‬وإن لم يكن ه ذا وال ه ذا‪ ،‬ف ّ‬
‫إن ع ذابي لعب ادي على حس ب جاللي‬ ‫أعددته له من عذابي أعظم م ّما تري ده ب ه‪ ..‬ف ّ‬
‫وكبريائي‪ ..‬يا إبراهيم! فخ ّل بي ني وبين عب ادي ف إنّي أرحم بهم من ك‪ ..‬وخ ّل بي ني‬
‫وبين عبادي‪ ،‬ف إنّي أن ا هللا الجبّ ار الحليم العاّل م الحكيم‪ ..‬أدبّ رهم بعلمي‪ ،‬وأنف ذ فيهم‬
‫قضائي وقدري)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]100 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬لم ا أراد هللا تب ارك وتع الى قبض روح‬
‫إبراهيم عليه السالم أهبط إليه ملك الموت فق ال‪ :‬الس الم علي ك ي ا إب راهيم !‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫وعليك السالم يا ملك الموت‪ ..‬أداع أم ناع؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ب ل داع ي ا إب راهيم ف أجب‪ ،‬ق ال‬
‫إبراهيم‪ :‬فهل رأيت خليال يميت خليله؟‪ ..‬فرجع ملك الموت حتى وق ف بين ي دي هللا‬
‫جل جالله‪ ،‬فقال‪ :‬إلهي‪ ..‬قد سمعت بما قال خليلك إبراهيم‪ ،‬فق ال هللا ج ل جالل ه‪ :‬ي ا‬
‫ملك الموت‪ ..‬اذهب إليه وق ل ل ه‪ :‬ه ل رأيت حبيب ا يك ره لق اء حبيب ه؟‪ ..‬إن الح بيب‬
‫يحب لقاء حبيبه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]101 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬لما اتخ ذ هللا إب راهيم خليال أت اه ببش ارة‬
‫الخلة ملك الم وت في ص ورة ش اب أبيض علي ه ثوب ان أبيض ان يقط ر رأس ه م اء‬
‫ودهنا‪ ،‬فدخل إبراهيم عليه السالم ال دار فاس تقبله خارج ا من ال دار‪ ،‬وك ان إب راهيم‬
‫عليه ‌السالم رجال غيورا وكان إذا خرج في حاجة أغلق بابه وأخذ مفتاح ه‪ ،‬فخ رج‬
‫ذات يوم في حاجة وأغلق بابه ثم رج ع ففتح باب ه ف إذا ه و برج ل ق ائم كأحس ن م ا‬
‫يكون من الرجال فأخذته الغيرة وق ال ل ه‪ :‬ي ا عبدهللا م ا أدخل ك داري؟ فق ال‪ :‬ربه ا‬
‫أدخلنيها‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬ربها أحق بها مني‪ ،‬فمن أنت؟ ق ال‪ :‬أن ا مل ك الم وت‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫ففزع إبراهيم عليه السالم وقال‪ :‬جئتني لتسلبني روحي؟ فقال‪ :‬ال ولكن اتخذ هللا عز‬
‫وجل عب دا خليال فجئت ببش ارته‪ ،‬فق ال إب راهيم‪ :‬فمن ه ذا العب د لعلي أخدم ه ح تى‬
‫أموت؟ قال‪ :‬أنت هو‪ ،‬قال‪ :‬فدخل على سارة فقال‪ :‬إن هللا اتخذني خليال)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]102 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن إبراهيم عليه السالم هو أول من حول‬
‫له الرمل دقيقا‪ ،‬وذلك أنه قصد صديقا له بمصر في قرض طعام فلم يجده في منزله‬
‫فكره أن يرجع بالحمار خاليا‪ ،‬فمال جرابه رمال فلم ا دخ ل منزل ه خلى بين الحم ار‬
‫وبين سارة استحياء منها ودخل البيت ونام‪ ،‬ففتحت سارة عن دقيق أج ود م ا يك ون‬
‫فخبزت وقدمت إليه طعاما طيبا‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬من أين لك ه ذا؟ فق الت‪ :‬من ال دقيق‬
‫الذي حملته من عند خليلك المصري‪ ،‬فق ال‪ :‬أم ا إن ه خليلي وليس بمص ري؛ فل ذلك‬
‫أعطي الخلة فشكر هلل وحمده وأكل)(‪)4‬‬
‫الس الم ملك وت‬‫[الحديث‪ ]103 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬لما رأى إبراهيم عليه ّ‬
‫السماوات واألرض‪ ،‬التفت فرأى رجال يرتكب معصية‪ ،‬فدعا علي ه فم ات‪ ،‬ثم رأى‬
‫‪ )(1‬االحتجاج‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/63 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،12/78 :‬والعلل ص‪ ،24‬أمالي الصدوق ص‪.118‬‬
‫‪ )(3‬علل الشرائع‪..23 :‬‬
‫‪ )(4‬تفسير القمى‪..141 :‬‬
‫‪31‬‬
‫آخر‪ ،‬فدعا عليه فمات حتى رأى ثالثة فدعا عليهم فماتوا‪ ،‬فأوحى هللا تعالى إليه‪ :‬ي ا‬
‫إن دعوتك مجاب ة‪ ،‬فال ت دع على عب ادي‪ ..‬ف إنّي ل و ش ئت لم أخلقهم‪ ..‬إنّي‬ ‫إبراهيم! ّ‬
‫خلقت خلقي على ثالثة أصناف‪ :‬عبدا يعبدني ال يشرك بي شيئا‪ ،‬فأثيبه‪ ..‬وعبدا يعبد‬
‫غيري‪ ،‬فلن يفوتني‪ ..‬وعبدا يعبد غيري‪ ،‬فأخرج من صلبه من يعبدني)(‪)1‬‬
‫الس الم خ رج مرت ادا‬ ‫(إن إبراهيم عليه ّ‬ ‫[الحديث‪ ]104 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫فتبع الصوت حتى أت اه فق ال‪:‬‬ ‫هّللا‬ ‫لغنمه وبقره مكانا للشتاء فسمع شهادة أن ال إله إاّل‬
‫يا عبد هّللا من أنت؟ أنا في هذه البالد مذ ما شاء ما رأيت أحدا يوحد غ يرك‪..‬‬
‫هّللا‬ ‫هّللا‬
‫قال‪ :‬أنا رجل كنت في سفينة قد غرقت‪ ،‬فنج وت على ل وح فأن ا ههن ا في جزي رة‪..‬‬
‫قال‪ :‬فمن أي ش يء معاش ك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أجم ع ه ذه الثم ار في الص يف للش تاء‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫انطلق حتى تريني مكانك‪ ..‬قال‪ :‬ال تستطيع ذلك‪ ،‬ألن بيني وبينه ا م اء بح ر‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫فكي ف تص نع أنت؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أمش ي علي ه ح تى أبل غ‪ ..‬ق ال‪ :‬أرج و ال ذي أعان ك أن‬
‫يعينني‪ ..‬فانطلق‪ ،‬فأخذ الرجل يمشي وإب راهيم يتبع ه‪ ،‬فلم ا بلغ ا الم اء أخ ذ الرج ل‬
‫ينظر إلى إبراهيم ساعة بعد ساعة وإبراهيم يتعجب منه حتى عبرا‪ ،‬فأتى ب ه كهف ا‪..‬‬
‫فقال‪ :‬ههنا مكاني‪ ..‬قال‪ :‬فلو دعوت هّللا وأ ّمنت أنا‪ ..‬ق ال‪ :‬أم ا إني أس تحيي من ربي‬
‫ولكن ادع أنت وأؤ ّمن أنا‪ ..‬قال‪ :‬وما حياؤك؟‪ ..‬قال‪ :‬أتيت الموضع الذي رأيتني فيه‪،‬‬
‫فرأيت غالما أجمل الناس‪ ،‬كأن خديه صفحتا ذهب‪ ،‬ل ه ذؤاب ة‪ ،‬م ع غنم وبق ر ك أن‬
‫عليهم ا ال دهن‪ ..‬فقلت‪ :‬من أنت؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أن ا إس ماعيل بن إب راهيم خلي ل ال رحمن‪،‬‬
‫فسألت هّللا أن يريني إبراهيم من ذ ثالث ة أش هر‪ ،‬وق د أبط أ عل ّي‪ ..‬ق ال‪ :‬فأن ا إب راهيم‬
‫خليل الرحمن فاعتنقا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]105 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إنما اتخذ هللا إبراهيم خليال ألنه لم يرد‬
‫أحدا‪ ،‬ولم يسأل أحدا قط غير هللا عز وجل)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]106 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إنما اتخذ هللا إبراهيم خليال النه لم يرد‬
‫أحدا‪ ،‬ولم يسأل أحدا قط غير هللا عز وجل)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]107 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إنما اتخذ هللا إب راهيم لك ثرة س جوده‬
‫على األرض)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]108 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬لم ا ج اء المرس لون إلى إب راهيم‬
‫جاءهم بالعجل فقال‪ :‬كلوا‪ ،‬فقالوا‪ :‬النا كل حتى تخبرنا ماثمنه فقال‪ :‬إذا أكلتم فقولوا‪:‬‬
‫بسم هللا‪ ،‬وإذا فرغتم فقولوا‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬قال فالتفت جبريل إلى أصحابه وكانوا أربعة‬
‫وجبريل رئيسهم فقال‪ :‬حق هلل أن يتخذ هذا خليال‪ ،‬ق ال أبوعبدهللا‪ :‬لم ا القي إب راهيم‬

‫‪ )(1‬علل الشرائع والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/63 :‬‬


‫‪ )(2‬دعوات الراوندي ‪.43 -42‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،12/4 :‬والعلل ص‪ ،23‬العيون ص‪.231‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع‪ .23 :‬العيون‪..231 :‬‬
‫‪ )(5‬علل الشرائع‪..23 :‬‬
‫‪32‬‬
‫عليه ‌ا لسالم في النار تلقاه جبريل في الهواء وهو يهوي فقال‪ :‬يا إبراهيم ألك حاجة؟‬
‫فقال‪ :‬أما إليك فال)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]109 :‬قال اإلمام الصادق‪ :‬إن هللا تبارك وتعالى اتخذ إبراهيم عليه‬
‫السالم عبدا قبل أن يتخ ذه نبي ا‪ ،‬وإن هللا اتخ ذه نبي ا قب ل أن يتخ ذه رس وال‪ ،‬وإن هللا‬
‫اتخذه رسوال قب ل أن يتخ ذه خليال‪ ،‬وإن هللا اتخ ذه خليال قب ل أن يجعل ه إمام ا‪ ،‬فلم ا‬
‫اس إِ َما ًم ا﴾ [البق رة‪ ،]124 :‬ق ال‪ :‬فمن عظمه ا‬ ‫ك لِلنَّ ِ‬ ‫اعلُ َ‬‫جمع له األشياء قال‪﴿ :‬إِنِّي َج ِ‬
‫َّ‬
‫ال اَل يَنَ ا ُل َع ْه ِدي الظالِ ِمينَ ﴾ [البق رة‪،]124 :‬‬ ‫ال َو ِم ْن ُذ ِّريَّتِي قَ َ‬ ‫في عين إبراهيم ﴿قَ َ‬
‫قال‪ :‬ال يكون السفيه إمام التقي)(‪)2‬‬
‫ب َسلِ ٍيم﴾‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫[الحديث‪ ]110 :‬قال اإلمام الصادق في قوله تعالى‪﴿ :‬إِذ َجا َء َربَّهُ بِقَل ٍ‬
‫[الصافات‪( :]84 :‬من كل ما سوى هللا‪ ،‬لم يتعلق بشيء غيره)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]111 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن إبراهيم عليه السالم كان ن ازال في‬
‫بادي ة الش ام‪ ،‬فلم ا ول د ل ه من ه اجر إس ماعيل علي ه الس الم‪ ،‬ثم أم ره أن يخ رج‬
‫إسماعيل عليه السالم وأمه عنها‪ ،‬فقال‪ :‬ي ا رب‪ ..‬إلى أي مك ان؟‪ ..‬ق ال‪ :‬إلى ح رمي‬
‫وأمني‪ ،‬وأول بقعة خلقتها من األرض وهي مكة‪ ..‬فأنزل هللا عليه جبرائيل بالبراق‪،‬‬
‫فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم عليه السالم وكان إب راهيم ال يم ر بموض ع حس ن‬
‫ع إال وقال‪ :‬يا جبرائيل‪ ..‬إلى ههنا إلى ههنا‪ ..‬فيق ول جبرائي ل‪:‬‬ ‫فيه شج ٌر ونخ ٌل وزر ٌ‬
‫ال‪ ،‬امض امض‪ ..‬حتى وافى به مكة‪ ،‬فوضعه في موضع البيت‪ ،‬وق د ك ان إب راهيم‬
‫عليه السالم عاهد سارة أن ال ينزل حتى يرجع إليها‪ ،‬فلما نزلوا في ذلك المكان كان‬
‫فيه شجرٌ‪ ،‬فألقت ه اجر على ذل ك الش جر كس اء ك ان معه ا فاس تظلوا تحت ه‪ ..‬فلم ا‬
‫سرحهم إب راهيم ووض عهم وأراد االنص راف عنهم إلى س ارة ق الت ل ه ه اجر‪ :‬ي ا‬
‫ع؟‪ ..‬فق ال إب راهيم‪:‬‬ ‫إب راهيم‪ ..‬لم ت دعنا في موض ع ليس في ه أنيسٌ وال م ا ٌء وال زر ٌ‬
‫الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم‪ ،‬ثم انصرف عنهم‪ ،‬فلما بلغ ك دى‬
‫ت ِم ْن ُذرِّ يَّتِي‬ ‫ـ وهو جبل ب ذي ط وى ـ التفت إليهم إب راهيم فق ال‪َ ﴿ :‬ربَّنَ ا إِنِّي أَ ْس َك ْن ُ‬
‫الص اَل ةَ فَاجْ َع لْ أَ ْفئِ َدةً ِمنَ النَّ ِ‬
‫اس‬ ‫ك ْال ُم َح ر َِّم َربَّنَ ا لِيُقِي ُم وا َّ‬‫ع ِع ْن َد بَ ْيتِ َ‬
‫بِ َوا ٍد َغي ِْر ِذي زَرْ ٍ‬
‫ت لَ َعلَّهُ ْم يَ ْش ُكرُونَ ﴾ [إبراهيم‪]37 :‬‬ ‫تَه ِْوي إِلَ ْي ِه ْم َوارْ ُز ْقهُ ْم ِمنَ الثَّ َم َرا ِ‬
‫ثم مض ى وبقيت ه اجر‪ ،‬فلم ا ارتف ع النه ار عطش إس ماعيل وطلب الم اء‪،‬‬
‫فقامت هاجر في ال وادي في موض ع المس عى فن ادت‪ :‬ه ل في ال وادي من أنيس؟‪..‬‬
‫فغاب إسماعيل عنها‪ ،‬فصعدت على الصفا‪ ،‬ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه‬
‫ماء‪ ،‬فنزلت في بطن الوادي‪ ،‬وسعت فلم ا بلغت المس عى غ اب عنه ا إس ماعيل‪ ،‬ثم‬
‫لمع لها السراب في ناحية الصفا‪ ،‬فهبطت إلى الوادي تطلب الماء‪ ،‬فلما غ اب عنه ا‬
‫إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا‪ ،‬فنظرت حتى فعلت ذلك س بع م رات‪ ،‬فلم ا ك ان‬

‫‪ )(1‬علل الشرائع‪ 23 :‬ـ ‪..24‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،12/12 :‬وأصول الكافي ‪.1/175‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،12/26 :‬ومجمع البيان ‪.8/449‬‬
‫‪33‬‬
‫في الشوط السابع وهي على المروة‪ ،‬نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الم اء من تحت‬
‫رجليه‪ ،‬فعدت حتى جمعت حوله رمال فإنه كان سائال فزمته بما جعلته حوله‪ ،‬فلذلك‬
‫سميت زمزم‪ ،‬وكان جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات‪.‬‬
‫فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطير والوحش على الم اء‪ ،‬فنظ رت ج رهم إلى‬
‫تعكف الطير على ذلك المكان‪ ،‬واتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وص بي ن ازلين في‬
‫ذلك الموضع قد استظال بشجرة وقد ظهر الماء لهما‪ ،‬فقالوا لهاجر‪ :‬من أنت؟‪ ..‬وم ا‬
‫شأنك وشأن هذا الصبي؟‪ ..‬قالت‪ :‬أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن وه ذا ابن ه‪ ،‬أم ره‬
‫هللا أن ينزلنا ههنا‪ ،‬فقالوا لها‪ :‬فتأذنين لنا أن نك ون ب القرب منكم؟‪ ..‬ق الت لهم‪ :‬ح تى‬
‫يأتي إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫فلما زارهم إبراهيم يوم الثالث قالت ه اجر‪ :‬ي ا خلي ل هللا‪ ..‬إن ههن ا قوم ا من‬
‫جرهم يسألونك أن تأذن لهم حتى يكون وا ب القرب من ا‪ ،‬أفت أذن لهم في ذل ك؟‪ ..‬فق ال‬
‫إبراهيم‪ :‬نعم‪ ،‬فأذنت هاجر لجرهم‪ ،‬فنزلوا بالقرب منهم وض ربوا خي امهم‪ ،‬فأنس ت‬
‫هاجر وإسماعيل بهم‪.‬‬
‫فلما زارهم إبراهيم في المرة الثالثة‪ ،‬نظر إلى كثرة الناس حولهم فس ر ب ذلك‬
‫سرورا شديدا‪ ،‬فلما ترعرع إسماعيل عليه السالم وكانت جرهم قد وهبوا إلسماعيل‬
‫كل واحد منهم شاة وشاتين وكانت هاجر واسماعيل يعيشان بها‪ ،‬فلما بل غ إس ماعيل‬
‫مبلغ الرجال أم ر هللا إب راهيم علي ه الس الم أن يب ني ال بيت فق ال‪ :‬ي ا رب‪ ..‬في أي ة‬
‫بقعة؟‪ ..‬قال‪ :‬في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاء له ا الح رم‪ ،‬فلم ت زل القب ة‬
‫التي أنزلها هللا على آدم قائمة حتى كان أيام الطوف ان أي ام ن وح علي ه الس الم‪ ،‬فلم ا‬
‫غرقت ال دنيا رف ع هللا تل ك القب ة وغ رقت ال دنيا إال موض ع ال بيت‪ ،‬فس ميت ال بيت‬
‫العتيق ألنه أعتق من الغرق‪.‬‬
‫فلما أمر هللا ع ز وج ل إب راهيم أن يب ني ال بيت‪ ،‬لم ي در في أي مك ان يبني ه‪،‬‬
‫فبعث هللا جبرائيل عليه السالم فخط له موضع ال بيت‪ ،‬ف أنزل هللا علي ه القواع د من‬
‫الجنة‪ ،‬فبنى إبراهيم البيت‪ ،‬ونقل إسماعيل الحجر من ذي ط وى فرفع ه في الس ماء‬
‫تسعة أذرع‪ ،‬ثم دله على موضع الحجر‪ ،‬فاستخرجه إب راهيم ووض عه في موض عه‬
‫الذي هو فيه اآلن‪ ،‬وجعل له ب ابين‪ :‬باب ا إلى المش رق‪ ،‬وباب ا إلى المغ رب‪ ،‬والب اب‬
‫الذي إلى المغرب يسمى المس تجار‪ ،‬ثم ألقى علي ه الش جر واألذخ ر‪ ،‬وعلقت ه اجر‬
‫على بابه كساء كان معها‪ ،‬وكانوا يكونون تحت ه‪ ،‬فلم ا بن اه وف رغ من ه حج إب راهيم‬
‫وإس ماعيل ون زل عليهم ا جبرائي ل ي وم التروي ة لثم ان من ذي الحج ة فق ال‪ :‬ي ا‬
‫إبراهيم‪ ..‬قم فارتو من الماء ألنه لم يكن بمنى وعرفات ماء‪ ،‬فسميت التروية ل ذلك)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]112 :‬قال اإلمام الصادق‪ :‬فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى‬
‫ي إِنِّي أَ َرى فِي ْال َمن َِام أَنِّي أَ ْذبَحُكَ فَا ْنظُرْ َم ا َذا‬
‫فاستشار ابنه وقال كما حكى هللا‪ ﴿ :‬يَابُنَ َّ‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،12/100 :‬وتفسير القمي ص‪.51‬‬
‫‪34‬‬
‫ت ََرى﴾ [الصافات‪ ،]102 :‬فقال الغالم كما ذكر هللا‪ :‬امض لما أم رك هللا ب ه‪﴿ ،‬يَ اأَبَ ِ‬
‫ت‬
‫ا ْف َعلْ َما تُ ْؤ َم ُر َستَ ِج ُدنِي إِ ْن َشا َء هَّللا ُ ِمنَ الصَّابِ ِرينَ ﴾ [الص افات‪ ،]102 :‬وس لما ألم ر‬
‫هللا وأقبل شيخ فقال‪ :‬ي ا إب راهيم م ا تري د من ه ذا الغالم؟!‪ ..‬ق ال‪ :‬أري د أن أذبح ه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬سبحان هللا‪ ..‬تذبح غالما لم يعص هللا طرفة عين‪ ،‬فقال إبراهيم‪ :‬إن هللا أم رني‬
‫بذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ربك ينه اك عن ذل ك‪ ،‬وإنم ا أم رك به ذا الش يطان‪ ،‬فق ال ل ه إب راهيم‪:‬‬
‫ويلك‪ ..‬إن الذي بلغني هذا المبلغ‪ ،‬هو الذي أم رني ب ه والكالم ال ذي وق ع في أذني‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ال وهللا ما أمرك بهذا إال الش يطان‪ ،‬فق ال إب راهيم‪ :‬ال وهللا ال أكلم ك‪ ،‬ثم ع زم‬
‫على ال ذبح فق ال‪ :‬ي ا إب راهيم‪ ..‬إن ك إم ام يقت دى ب ك‪ ،‬وإن ك إن ذبحت ه ذبح الن اس‬
‫أوالدهم‪ ،‬فلم يكلمه وأقبل على الغالم واستشاره في الذبح‪ ..‬فلم ا أس لما جميع ا ألم ر‬
‫هللا قال الغالم‪ :‬يا أبتاه‪ ..‬خمر أي أستر وجهي‪ ،‬وشد وث اقي‪ ،‬فق ال إب راهيم‪ :‬ي ا ب ني‬
‫الوثاق مع الذبح؟!‪ ..‬ال وهللا ال أجمعهما عليك اليوم‪ ،‬ف رمى ل ه بقرط ان الحم ار‪ ،‬ثم‬
‫أضجعه عليه‪ ،‬وأخذ المدية فوضعها على حلق ه ورف ع رأس ه إلى الس ماء‪ ،‬ثم انتحى‬
‫عليه المدية وقلب جبرائي ل المدي ة على قفاه ا‪ ،‬واج تر الكبش من قب ل ثب ير‪ ،‬وأث ار‬
‫الغالم من تحته‪ ،‬ووضع الكبش مكان الغالم‪ ،‬ونودي من ميسرة مسجد الخي ف‪﴿ :‬أَ ْن‬
‫ص َّد ْقتَ الرُّ ْؤيَ ا إِنَّا َك َذلِكَ نَجْ ِزي ْال ُمحْ ِس نِينَ (‪)105‬إِ َّن هَ َذا لَهُ َو‬ ‫يَاإِب َْرا ِهي ُم (‪)104‬قَ ْد َ‬
‫ْالبَاَل ُء ْال ُمبِينُ ﴾ [الصافات‪ ،]106 - 104 :‬ولحق إبليس ب أم الغالم حين نظ رت إلى‬
‫الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت‪ ،‬فقال لها‪ :‬م ا ش يخ رأيت ه؟‪ ..‬ق الت‪ :‬ذاك بعلي‪،‬‬
‫قال‪ :‬فوصيف رأيته معه؟‪ ..‬قالت‪ :‬ذاك ابني‪ ،‬ق ال‪ :‬ف إني رأيت ه وق د أض جعه وأخ ذ‬
‫المدي ة ليذبح ه‪ ،‬فق الت‪ :‬ك ذبت إن إب راهيم أرحم الن اس‪ ،‬كي ف ي ذبح ابن ه؟!‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫فورب السماء واألرض ورب هذا ال بيت لق د رأيت ه أض جعه وأخ ذ المدي ة‪ ،‬فق الت‪:‬‬
‫ولم؟‪ ..‬قال‪ :‬زعم أن ربه أمره بذلك‪ ،‬قالت‪ :‬فحق له أن يطيع ربه)(‪)1‬‬
‫‪ .6‬ما ورد حول يعقوب ويوسف عليهما السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]113 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬اش تد ح زن يعق وب علي ه الس الم على‬
‫يوسف‪ ،‬حتى تقوّس ظهره‪ ،‬وأدبرت الدنيا عن يعقوب وول ده ح تى احت اجوا حاج ة‬
‫َّس وا ِم ْن‬‫ي ْاذهَبُ وا فَتَ َحس ُ‬ ‫شديدة وفنيت م يرتهم‪ ،‬فعن د ذل ك ق ال يعق وب لول ده‪﴿ :‬يَ ابَنِ َّ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ح ِ إِ القوْ ُم الكافِرُونَ ﴾‬‫اَّل‬ ‫هَّللا‬ ‫ح هَّللا ِ إِنَّهُ اَل يَيْأَسُ ِم ْن َروْ ِ‬
‫يُوسُفَ َوأَ ِخي ِه َواَل تَيْأَسُوا ِم ْن َروْ ِ‬
‫[يوسف‪ ،]87 :‬فخرج منهم نف ر وبعث معهم بض اعة يس يرة وكتب معهم كتاب ا إلى‬
‫عزيز مص ر يتعطّف ه على نفس ه وول ده‪ ،‬وأوص ى ول ده أن يب دأوا ب دفع كتاب ه قب ل‬
‫البضاعة فكتب‪ :‬بسم هّللا الرحمن ال رحيم إلى عزي ز مص ر ومظه ر الع دل وم وفي‬
‫الكي ل من يعق وب بن إس حاق بن إب راهيم خلي ل هّللا ص احب نم رود ال ذي جم ع‬
‫إلبراهيم الحطب والن ار ليحرق ه به ا فجعله ا هّللا علي ه ب ردا وس الما وأنج اه منه ا‪،‬‬
‫أخبرك أيها العزيز إنّا أهل بيت قديم لم يزل البالء إلينا س ريعا من هّللا ليبلون ا ب ذلك‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،12/127 :‬وتفسير القمي‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫وإن مصائب تتابعت عل ّي منذ عشرين س نة‪ ،‬أوّله ا أنّ ه ك ان‬ ‫عند السرّاء والضرّاء‪ّ ،‬‬
‫لي ابن س ّميته يوسف‪ ،‬وكان سروري من بين ولدي‪ ،‬وق رّة عي ني‪ ،‬وثم رة ف ؤادي‪،‬‬
‫وإن اخوته من غ ير أم ه س ألوني أن أبعث ه معهم يرت ع ويلعب فبعثت ه معهم بك رة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫أن ال ذئب‬ ‫وأنهم جاؤوني عشاء يبك ون وج اؤوني على قميص ه ب دم ك ذب فزعم وا ّ‬
‫ابيض ت عين اي من الح زن‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫أكله‪ ،‬فاشت ّد لفقده حزني‪ ،‬وكثر على فراقه بكائي حتّى‬
‫وإنّه كان ل ه أخ وكنت ب ه معجب ا وعلي ه رفيق ا‪ ،‬وك ان لي أنيس ا‪ ،‬وكنت إذا ذك رت‬
‫وإن اخوته ذكروا لي‬ ‫يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري‪ّ ،‬‬
‫أنّك أيّها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به وإن لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا‬
‫من القمح من مص ر فبعثت ه معهم ليتم اروا لن ا قمح ا فرجع وا إل ّي فليس ه و معهم‪،‬‬
‫وذكروا أنّه سرق مكيال الملك‪ ،‬ونحن أهل بيت ال نسرق‪ ،‬وقد حبسته وفجعتني ب ه‪،‬‬
‫وقد اشتد لفراقه حزني حتّى تقوّس لذلك ظهري وعظمت به مص يبتي م ع مص ائب‬
‫فمن عل ّي بتخلي ة س بيله وإطالق ه من محبس ه وطيب لن ا القمح‪،‬‬ ‫متتابع ات عل ّي‪ّ ،‬‬
‫واسمح لنا في السعر‪ ،‬وعجل بسراح آل يعقوب‪.‬‬
‫فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه ن زل جبري ل على يعق وب‬
‫فقال‪ :‬يا يعقوب إن ربك يقول ل ك‪ :‬من ابتالك بمص ائبك ال تي كتبت به ا إلى عزي ز‬
‫مصر؟‪ ..‬قال يعقوب‪ :‬أنت بلوتني بها عقوبة منك وأدبا لي‪ ..‬قال هّللا ‪ :‬فهل كان يق در‬
‫على صرفها عنك أحد غ يري؟‪ ..‬ق ال يعق وب‪ :‬اللهم ال‪ ..‬ق ال‪ :‬أفم ا اس تحييت م ني‬
‫حين شكوت مصائبك إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو ما بك إلي؟!‪ ..‬فقال يعقوب‪:‬‬
‫أستغفرك يا إلهي وأتوب إليك وأشكو بثي وحزني إليك‪ ..‬فقال هّللا تبارك وتعالى‪ :‬ق د‬
‫بلغت بك يا يعقوب وبولدك الخاطئين الغاية في أدبي‪ ،‬ول و كنت ي ا يعق وب ش كوت‬
‫مصائبك إلي عند نزوله ا ب ك واس تغفرت وتبت إلي من ذنب ك لص رفتها عن ك بع د‬
‫تقريري إياها عليك‪ ،‬ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القن وط من رحم تي‪،‬‬
‫وأنا هّللا الجواد الكريم‪ ،‬أحب عبادي المستغفرين التائبين الراغبين إلي فيم ا عن دي‪..‬‬
‫يا يعقوب أنا راد إليك يوسف وأخاه‪ ،‬ومعيد إليك م ا ذهب من مال ك ولحم ك ودم ك‬
‫وراد إليك بصرك‪ ،‬ومقوم لك ظهرك‪ ،‬فطب نفسا‪ ،‬وق ر عين ا‪ ،‬وإن ال ذي فعلت ه ب ك‬
‫كان أدبا مني لك فاقبل أدبي‪..‬‬
‫ومض ى ول د يعق وب بكتاب ه نح و مص ر ح تى دخل وا على يوس ف في دار‬
‫ف لَنَ ا‬ ‫ض ا َع ٍة ُم ْز َج ا ٍة فَ أَوْ ِ‬ ‫المملكة فقالوا‪ ﴿ :‬يَاأَيُّهَا ْال َع ِزي ُز َم َّسنَا َوأَ ْهلَنَا الضُّ رُّ َو ِج ْئنَا بِبِ َ‬
‫ص َّد ْق َعلَ ْينَا﴾ [يوسف‪ ]88 :‬بأخينا ابن يامين‪ ،‬وهذا كتاب أبينا يعق وب إلي ك‬ ‫ْال َك ْي َل َوتَ َ‬
‫في أمره يسألك تخلية س بيله وأن تمن ب ه علي ه‪ ..‬فأخ ذ يوس ف كت اب يعق وب فقبل ه‬
‫ووضعه على عينيه وبكى وانتحب حتى بلت دموع ه القميص ال ذي علي ه‪ ،‬ثم أقب ل‬
‫ك أَل َ ْنتَ‬ ‫عليهم فقال‪ :‬هل علمتم ما فعلتم بيوسف من قب ل وأخي ه من بع د؟ ق الُوا‪﴿ :‬أَإِنَّ َ‬
‫ص بِرْ فَ إِ َّن هَّللا َ اَل‬
‫ق َويَ ْ‬‫ُوس فُ َوهَ َذا أَ ِخي قَ ْد َم َّن هَّللا ُ َعلَ ْينَ ا إِنَّهُ َم ْن يَتَّ ِ‬ ‫ال أَنَ ا ي ُ‬
‫يُو ُسفُ قَ َ‬
‫ُضي ُع أَجْ َر ْال ُمحْ ِسنِينَ (‪)90‬قَالُوا تَاهَّلل ِ لَقَ ْد آثَ َركَ هَّللا ُ َعلَ ْينَا َوإِ ْن ُكنَّا لَخَ ا ِطئِينَ (‪)91‬قَ ا َل‬ ‫ي ِ‬
‫‪36‬‬
‫‪)1()]92‬‬ ‫يب َعلَ ْي ُك ُم ْاليَوْ َم يَ ْغفِ ُر هَّللا ُ لَ ُك ْم َوه َُو أَرْ َح ُم الر ِ‬
‫َّاح ِمينَ ﴾ [يوسف‪- 90 :‬‬ ‫اَل ت َْث ِر َ‬
‫أن يوس ف‬ ‫[الحديث‪ ]114 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬لم ا ص رح إخ وة يوس ف‪ّ ،‬‬
‫إن إخ وتي‬ ‫في الجبّ ‪ ،‬أتاه جبريل عليه السّالم‪ ،‬فقال‪ :‬يا غالم! ما تصنع ههنا؟ فقال‪ّ :‬‬
‫ألقوني في الجبّ ‪ .‬قال‪ :‬أفتحبّ أن تخرج منه؟ قال‪ :‬ذاك إلى هللا ع ّز وج لّ‪ ،‬إن ش اء‬
‫أخرج ني‪ ،‬فق ال‪ :‬إن هللا تع الى يق ول ل ك‪ :‬أدع ني به ذا ال ّدعاء‪ ،‬حتّى أخرج ك من‬
‫بأن لك الحمد‪ ،‬ال إله إاّل أنت‬
‫الجبّ ‪ ،‬فقال له‪ :‬وما الدعاء؟ فقال‪ :‬قل‪ :‬اللهم إنّي أسألك ّ‬
‫ّ‬
‫الس ماوات واألرض‪ ،‬ذو الجالل واإلك رام أن تص لي على مح ّم د وآل‬ ‫المنّان‪ ،‬بديع ّ‬
‫مح ّمد‪ ،‬وأن تجعل لي م ّما أنا فيه فرجا ومخرجا)(‪)2‬‬
‫الس الم إلى يوس ف‬ ‫[الحديث‪ ]115 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬جاء جبري ل علي ه ّ‬
‫وهو في السجن‪ ،‬فقال له‪ :‬ي ا يوس ف! ق ل في دب ر ك ل ص الة‪ :‬اللهم! اجع ل لي من‬
‫أمري فرجا ومخرجا‪ ،‬وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث ال أحتسب)(‪)3‬‬
‫‪ .7‬ما ورد حول أيوب عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]116 :‬عن أنس بن مالك‪ ،‬أن رسول هللا ‪ ،‬ق ال‪( :‬إن أي وب ن بي‬
‫هللا لبث به بالؤه خمس عشرة س نة فرفض ه الق ريب والبعي د إال رجلين من إخوان ه‬
‫كانا من أخص إخوانه‪ ،‬قد كانا يغدوان إليه ويروح ان‪ ،‬فق ال أح دهما لص احبه ذات‬
‫يوم‪ :‬نعلم وهللا لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أح ٌد من الع المين فق ال ل ه ص احبه‪ :‬وم ا‬
‫ذاك؟ قال‪ :‬منذ ثماني عش رة س نة لم يرحم ه هللا فكش ف عن ه م ا ب ه فلم ا راح ا إلى‬
‫أيوب لم يصبر الرجل حتى ذكر له ذلك‪ ،‬فقال له أيوب‪ :‬ال أدري م ا تق ول غ ير أن‬
‫هللا يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان يذكران هللا فأرجع إلى بيتي‪ ،‬فأكفر عنهما‬
‫كراهية أن يذكر هللا إال في حق‪ ،‬وكان يخرج لحاجت ه‪ ،‬ف إذا قض ى حاجت ه أمس كت‬
‫امرأته بيده حتى يبلغ‪ ،‬فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى هللا إلى أي وب في مكان ه‬
‫أن اركض برجلك هذا مغتس ٌل بار ٌد وشرابٌ ‪ ،‬فاستبطأته فتلقته وأقبل عليها قد أذهب‬
‫هللا ما به من البالء وهو أحسن ما كان‪ ،‬فلما رأته قالت‪ :‬أي بارك هللا فيك ه ل رأيت‬
‫نبي هللا هذا المبتلى؟ وهللا على ذلك ما رأيت رجال أش به ب ه من ك إذ ك ان ص حيحا‪،‬‬
‫ق ال‪ :‬ف إني أن ا ه و‪ ،‬ق ال‪ :‬وك ان ل ه أن دران أن د ٌر للقمح وأن د ٌر للش عير‪ ،‬فبعث هللا‬
‫س حابتين‪ ،‬فلم ا ك انت أح دهما على أن در القمح أف رغت في ه ال ذهب ح تى ف اض‬
‫( )‬
‫وأفرغت األخرى في أندر الشعير الورق حتى فاض) ‪4‬‬

‫[الحديث‪ ]117 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن أيوب ابتلي سبع سنين من غير ذنب‪،‬‬
‫وإن األنبي اء ال ي ذنبون‪ ،‬ألنهم معص ومون مطه رون ال ي ذنبون وال يزيغ ون وال‬

‫‪ )(1‬تفسير العياشي ‪..190 /2‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/290 :‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/290 :‬‬
‫‪ )( 4‬المستدرك على الصحيحين (‪)4115( )635 /2‬‬
‫‪37‬‬
‫يرتكبون ذنبا صغيرا وال كبيرا‪ ..‬وإن أيوب من جميع ما ابتلي به لم تنتن له رائحةٌ‪،‬‬
‫وال قبحت له صورة‪ ،‬وال خرجت من ه م دة من دم وال قيح‪ ،‬وال اس تقذره أح ٌد رآه‪،‬‬
‫وال استوحش منه أح ٌد ش اهده‪ ،‬وال ت دود ش ي ٌء من جس ده‪ ..‬وهك ذا يص نع هللا ع ز‬
‫وجل بجميع من يبتليه من أنبيائه وأوليائه المكرمين عليه‪ ،‬وإنما اجتنبه الناس لفق ره‬
‫وضعفه في ظاهر أمره‪ ،‬لجهلهم بما له عند ربه تعالى ذكره من التأييد والفرج‪ ،‬وقد‬
‫قال النبي ‪ :‬أعظم الناس بالء االنبياء‪ ،‬ثم األمثل فاألمثل)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]118 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال أيوب النبي عليه السّالم حين دع ا‬
‫ربه‪ :‬يا رب كيف ابتليتني بهذا البالء الذي لم تبتل به أحدا؟ فو عزتك إن ك لتعلم أن ه‬
‫ما عرض لي أمران قط كالهما لك طاع ة إال عملت بأش دهما على ب دني‪ ..‬فن ودي‪:‬‬
‫ومن فعل ذلك ب ك ي ا أي وب؟‪ ..‬فأخ ذ ال تراب فوض عه على رأس ه‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬أنت ي ا‬
‫رب(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]119 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬إن هللا ع ز وج ل يبتلي الم ؤمن بك ل‬
‫بلية‪ ،‬ويميته بكل ميتة‪ ،‬وال يبتليه بذهاب عقل ه‪ ..‬أم ا ت رى أي وب كي ف س لط إبليس‬
‫على ماله وعلى ولده وعلى أهله وعلى كل شيء منه ولم يس لط على عقل ه؟‪ ..‬ت رك‬
‫له ليوحد هللا به)(‪)3‬‬
‫‪ .8‬ما ورد حول يونس عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]120 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ق ال هللا تع الى‪ :‬ال ينبغي لعب د لي أن‬
‫يقول‪ :‬أنا خير من يونس بن متى) (‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]121 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ك أني أنظ ر إلى ي ونس على ناق ة‬
‫خطامها ليف وعليه جبة من صوف وهو يقول‪ :‬لبيك! اللهم! لبيك) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]122 :‬قال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬
‫(إن داود الن بي علي ه الس الم ق ال‪ :‬ي ا‬
‫ربّ ‪ ..‬أخبرني بقريني في الجن ة ونظ يري في من ازلي‪ ،‬ف أوحى هللا تب ارك وتع الى‬
‫إن ذلك متّى أبا يونس‪ ،‬فاستأذن هللا في زيارته ف أذن ل ه‪ ،‬فخ رج ه و وس ليمان‬ ‫إليه‪ّ :‬‬
‫ابنه عليه السالم حتى أتيا موضعه‪ ،‬ف إذا هم ا ب بيت من س عف‪ ،‬فقي ل لهم ا‪ :‬ه و في‬
‫السوق‪ ،‬فسأال عنه فقيل لهما‪ :‬اطلباه في الحطّابين‪ ،‬فسأال عنه فقال لهم ا جماع ة من‬
‫الن اس‪ :‬نحن ننتظ ره اآلن يجيء‪ ..‬فجلس ا ينتظران ه إذا أقب ل وعلى رأس ه وق ٌر من‬
‫حطب‪ ،‬فق ام إلي ه الن اس ف ألقى عن ه الحطب وحم د هللا وق ال‪َ :‬من يش تري طيّب ا‬
‫بطيّب؟‪ ..‬فساومه واحد وزاده آخر حتى باعه من بعضهم‪ ،‬فسلّما عليه‪ ،‬فقال‪ :‬انطلقا‬
‫بنا إلى المنزل‪ ،‬واشترى طعاما بما كان معه‪ ،‬ثم طحنه وعجن ه في نق ير ل ه ثم أجّج‬
‫‪ )(1‬الخصال ‪.2/34‬‬
‫‪ )(2‬أمالي الشيخ الطوسي ‪..275 /2‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،12/341 :‬وفروع الكافي ‪.1/31‬‬
‫‪ )(4‬مسلم رقم ‪..166‬‬
‫‪ )(5‬الحاكم‪ ،‬كنز العمال (‪.)518 /11‬‬
‫‪38‬‬
‫ن اراً وأوق دها‪ ،‬ثم جع ل العجين في تل ك الن ار وجلس معهم ا يتح دث‪ ..‬ثم ق ام وق د‬
‫نض جت خبيزت ه‪ ،‬فوض عها في النق ير وفلقه ا وذ ّر عليه ا ملح ا‪ ،‬ووض ع إلى جنب ه‬
‫مطهرة ماء‪ ،‬وجلس على ركبتيه وأخذ لقمةً فلما رفعها إلى في ه ق ال‪ :‬بس م هللا‪ ،‬فلم ا‬
‫ازدردها قال‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬ثم فعل ذلك بأخرى وأخرى‪ ،‬ثم أخذ الماء فشرب منه فذكر‬
‫اسم هللا فلما وضعه قال‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬يا رب من ذا الذي أنعمت عليه وأوليت ه مث ل م ا‬
‫أوليتني؟‪ ..‬قد صححت بص ري وس معي وب دني وقوّيت ني ح تى ذهبت إلى ش جر لم‬
‫ُ‬
‫فاشتريت بثمنه‬ ‫أغرسه ولم أهت ّم لحفظه جعلته لي رزقا‪ ،‬وسقت إل ّي َمن اشتراه مني‬
‫طعاما لم أزرعه‪ ،‬وس ّخرت لي النار فأنضجته‪ ،‬وجعلتني آكله بشهوة أق وى ب ه على‬
‫طاعتك فلك الحمد‪ ،‬ثم بكى‪ ،‬قال داود‪ :‬يا بني‪ ..‬قم فانصرف بنا فإني لم أر عبدا ق ط‬
‫أشكر هلل من هذا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]123 :‬قال اإلمام الرضا‪ّ :‬‬
‫(إن يونس عليه السالم لم ا أم ره هللا بم ا‬
‫أمره‪ ،‬فأ َعلَم قومه فأظلّهم العذاب ففرّقوا بينهم وبين أوالدهم‪ ،‬وبين البهائم وأوالدها‪،‬‬
‫فكف هللا العذاب عنهم‪ ،‬فذهب يونس عليه السالم مغاضبا‬ ‫ّ‬ ‫ثم عجّوا إلى هللا وضجّوا‪،‬‬
‫فالتقمه الحوت‪ ،‬ثم لفظه وقد ذهب جلده وش عره‪ ،‬ف أنبت هللا علي ه ش جرةً من يقطين‬
‫فأظلته‪ ،‬فلما قوي أخذت في اليبس‪ ،‬فقال‪ :‬يا ربّ ‪ ..‬شجرة أظلّتني يبست‪ ،‬ف أوحى هللا‬
‫إلي ه‪ :‬ي ا ي ونس‪ ..‬تج زع لش جرة أظلّت ك‪ ،‬وال تج زع لمائ ة أل ف أو يزي دون من‬
‫العذاب؟!)(‪)2‬‬
‫‪ .9‬ما ورد حول موسى عليه السالم‪:‬‬
‫وقد ورد في حقه الكثير من األحاديث التي تتعلق بالهدي المق دس ال ذي ج اء‬
‫به‪ ،‬وسنذكرها في الفصل الثاني‪ ،‬ونكتفي هنا بهذه األحاديث‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]124 :‬قال رسول هللا ‪( :‬قال موسى‪ :‬يا رب علمني شيئا أذكرك‬
‫به وأدعوك به‪ ،‬قال‪ :‬يا موسى ال إله إال هللا‪ ،‬قال موسى‪ :‬ي ا رب‪ ،‬ك ل عب ادك يق ول‬
‫هذا‪ ،‬قال‪ :‬قل‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬قال‪ :‬ال إله إال أنت‪ ،‬إنما أريد شيئا تخصني به‪ ،‬قال‪ :‬ي ا‬
‫موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري‪ ،‬واألرضين السبع في كف ة‪ ،‬وال إل ه‬
‫إال هللا في كفة مالت بهن ال إله إال هللا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]125 :‬روي أن أعرابيا أتى رسول هللا ‪ ‬فأكرمه‪ ،‬فقال ل ه‪( :‬س ل‬
‫حاجتك)‪ ،‬قال‪ :‬ناقةٌ نركبها‪ ،‬وأعن ٌز يحلبها أهلي‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪( :‬أعج زتم أن‬
‫تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل)؟ قالوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ ،‬وم ا عج وز ب ني إس رائيل‪،‬‬
‫قال‪( :‬إن موسى عليه الس الم لم ا س ار بب ني إس رائيل من مص ر‪ ،‬ض لوا الطري ق‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ما هذا؟‪ ،‬فقال علماؤهم‪ :‬إن يوسف عليه السالم‪ ،‬لما حضره الموت أخذ علين ا‬
‫موثقا من هللا أن ال نخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا‪ ،‬ق ال‪ :‬فمن يعلم موض ع‬
‫ق بره؟‪ ،‬ق ال‪ :‬عج و ٌز من ب ني إس رائيل‪ ،‬فبعث إليه ا فأتت ه‪ ،‬فق ال‪ :‬دلي ني على ق بر‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/403 :‬وتنبيه الخواطر ‪.1/18‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/401 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )( 3‬السنن الكبرى للنسائي (‪)10913( )419 /9‬‬
‫‪39‬‬
‫يوسف‪ ،‬قالت‪ :‬حتى تعطيني حكمي‪ ،‬قال‪ :‬وما حكمك؟‪ ،‬قالت‪ :‬أكون معك في الجنة‪،‬‬
‫فكره أن يعطيها ذلك‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬أن أعطه ا حكمه ا‪ ،‬ف انطلقت بهم إلى بح يرة‬
‫موض ع مس تنقع م اء‪ ،‬فق الت‪ :‬أنض بوا ه ذا الم اء‪ ،‬فأنض بوه‪ ،‬فق الت‪ :‬احتف روا‪،‬‬
‫فاحتفروا‪ ،‬فاستخرجوا عظام يوس ف‪ ،‬فلم ا أقلوه ا إلى األرض‪ ،‬وإذا الطري ق مث ل‬
‫ضوء النهار)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]126 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ق ام موس ى الن بي خطيب ا في ب ني‬
‫إسرائيل فسئل أي الناس أعلم؟ فقال‪ :‬أنا أعلم‪ ،‬فعتب هللا علي ه‪ ،‬إذ لم ي رد العلم إلي ه‪،‬‬
‫فأوحى هللا إليه‪ :‬أن عبدا من عبادي بمجم ع البح رين‪ ،‬ه و أعلم من ك‪.‬ق ال‪ :‬ي ا رب‪،‬‬
‫وكيف به؟ فقيل له‪ :‬احمل حوتا في مكتل‪ ،‬فإذا فقدته فه و ثم‪ ،‬ف انطلق وانطل ق بفت اه‬
‫يوشع بن نون‪ ،‬وحمال حوتا في مكتل‪ ،‬ح تى كان ا عن د الص خرة وض عا رؤوس هما‬
‫وناما‪ ،‬فانسل الحوت من المكتل فاتخذ سبيله في البحر س ربا‪ ،‬وك ان لموس ى وفت اه‬
‫عجبا‪ ،‬فانطلقا بقية ليلتهما ويومهما‪ ،‬فلما أصبح قال موس ى لفت اه‪ :‬آتن ا غ داءنا‪ ،‬لق د‬
‫لقينا من سفرنا هذا نصبا‪ ،‬ولم يجد موسى مسا من النصب حتى جاوز المكان ال ذي‬
‫أمر به‪ ،‬فقال له فتاه‪( :‬أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الح وت وم ا أنس انيه‬
‫إال الشيطان)قال موسى‪( :‬ذلك ما كنا نبغي فارتدا على آثارهما قصص ا)فلم ا انتهي ا‬
‫إلى الصخرة‪ ،‬إذا رج ٌل مس جى بث وب‪ ،‬أو ق ال تس جى بثوب ه‪ ،‬فس لم موس ى‪ ،‬فق ال‬
‫الخضر‪ :‬وأنى بأرضك السالم؟ فقال‪ :‬أنا موسى‪ ،‬فقال‪ :‬موسى ب ني إس رائيل؟ ق ال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬هل أتبعك على أن تعلم ني مم ا علمت رش دا ق ال‪ :‬إن ك لن تس تطيع معي‬
‫ص برا‪ ،‬ي ا موس ى إني على علم من علم هللا علمني ه ال تعلم ه أنت‪ ،‬وأنت على علم‬
‫علمكه ال أعلمه‪ ،‬قال‪ :‬ستجدني إن ش اء هللا ص ابرا‪ ،‬وال أعص ي ل ك أم را‪ ،‬فانطلق ا‬
‫يمش يان على س احل البح ر‪ ،‬ليس لهم ا س فينةٌ‪ ،‬فم رت بهم ا س فينةٌ‪ ،‬فكلم وهم أن‬
‫يحملوهما‪ ،‬فعرف الخضر فحملوهما بغير نول‪ ،‬فجاء عص فورٌ‪ ،‬فوق ع على ح رف‬
‫السفينة‪ ،‬فنقر نقرة أو نق رتين في البح ر‪ ،‬فق ال الخض ر‪ :‬ي ا موس ى م ا نقص علمي‬
‫وعلمك من علم هللا إال كنقرة هذا العصفور في البح ر‪ ،‬فعم د الخض ر إلى ل وح من‬
‫ألواح السفينة‪ ،‬فنزع ه‪ ،‬فق ال موس ى‪ :‬ق و ٌم حملون ا بغ ير ن ول عم دت إلى س فينتهم‬
‫فخرقتها لتغرق أهلها؟ قال‪ :‬ألم أقل إنك لن تس تطيع معي ص برا؟ ق ال‪ :‬ال تؤاخ ذني‬
‫بما نسيت وال ترهقني من أمري عسرا ـ فكانت األولى من موسى نسيانا ـ فانطلق ا‪،‬‬
‫فإذا غال ٌم يلعب مع الغلم ان‪ ،‬فقلت ه الخض ر‪ ،‬فق ال موس ى‪ :‬أقتلت نفس ا زكي ة بغ ير‬
‫نفس؟ ق ال‪ :‬ألم أق ل ل ك إن ك لن تس تطيع معي ص برا؟‪ ..‬ح تى إذا أتي ا أه ل قري ة‬
‫استطعما أهلها‪ ،‬فأبوا أن يضيفوهما‪ ،‬فوجدا فيها جدارا يري د أن ينقض فأقام ه‪ ،‬ق ال‬
‫الخضر‪ :‬بيده فأقامه‪ ،‬فقال له موسى‪ :‬لو شئت التخذت عليه أج را‪ ،‬ق ال‪ :‬ه ذا ف راق‬
‫بيني وبينك‪ ..‬قال النبي ‪( :‬يرحم هللا موسى‪ ،‬لوددنا لو صبر حتى يقص علينا من‬

‫‪ )( 1‬رواه ابن حبان (‪)723( )195 /1( )3 - 1‬‬


‫‪40‬‬
‫( )‬
‫أمرهما) ‪1‬‬

‫[الحديث‪ ]127 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ليس الخبر كالمعاينة‪ ،‬قال هللا لموسى‪:‬‬
‫( )‬
‫إن قومك صنعوا كذا وكذا‪ ،‬فلما يبال‪ ،‬فلما عاين ألقى األلواح) ‪2‬‬

‫[الحديث‪ ]128 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬س أل موس ى رب ه عن س ت خص ال‪،‬‬


‫قال‪ :‬يا رب أي عبادك أتقى؟ قال‪ :‬الذي يذكر وال ينس ى‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أي عب ادك أه دى؟‬
‫قال‪ :‬الذي يتبع الهدى‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أي عب ادك أحكم؟ ق ال‪ :‬ال ذي يحكم للن اس كم ا يحكم‬
‫لنفسه‪ ،‬قال‪ :‬فأي عب ادك أعلم؟ ق ال‪ :‬ع ال ٌم ال يش بع من العلم‪ ،‬يجم ع علم الن اس إلى‬
‫علمه‪ ،‬قال‪ :‬فأي عبادك أعز؟ قال‪ :‬الذي إذا قدر غفر‪ ،‬قال‪ :‬فأي عبادك أغنى؟ ق ال‪:‬‬
‫الذي يرضى بما يؤتى‪ ،‬قال‪ :‬فأي عبادك أفقر؟ قال‪ :‬ص احبٌ منق وصٌ ‪ ،‬ق ال رس ول‬
‫هللا ‪( :‬ليس الغ نى عن ظه ر‪ ،‬إنم ا الغ نى غ نى النفس‪ ،‬وإذا أراد هللا بعب د خ يرا‬
‫جعل غناه في نفسه وتقاه في قلبه‪ ،‬وإذا أراد هللا بعبد شرا جعل فقره بين عينيه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]129 :‬قال رسول هللا ‪( :‬سأل موسى ربه قال‪ :‬رب‪ ،‬أي عبادك‬
‫أتقى؟ قال‪ :‬الذي يذكر هللا تعالى فال ينسى قال‪ :‬فأي عبادك أعز؟ قال‪ :‬الذي إذا ق در‬
‫عفا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]130 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن موس ى س أل رب ه‪ :‬أي أه ل الجن ة‬
‫أدنى منزلة؟ قال‪ :‬رج ٌل يجيء بعدما يدخل ـ يعني أهل الجن ة ـ الجن ة فيق ال‪ :‬ادخ ل‬
‫الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬كيف أدخل الجنة وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم؟ فيقول ل ه‪:‬‬
‫أترضى أن يكون لك من الجنة مثل ما ك ان لمل ك من مل وك ال دنيا؟ فيق ول‪ :‬نعم أي‬
‫رب‪ ،‬فيقال‪ :‬لك هذا ومثله ومثله ومثله‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬رضيت‪ ،‬فيقال ل ه‪ :‬إن ل ك‬
‫هذا وعشرة أمثاله‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب‪ ،‬رضيت‪ ،‬فيقال له‪ :‬لك مع هذا ما اشتهت نفس ك‬
‫ولذت عينك‪ ،‬وسأل ربه‪ :‬أي أهل الجنة أرفع منزلة؟ ق ال‪ :‬س أحدثك عنهم‪ ،‬غرس ت‬
‫أذن سمعت‪ ،‬وال خطر على قلب بشر‪،‬‬ ‫عين رأت‪ ،‬وال ٌ‬ ‫كرامتهم‪ ،‬وختمت عليها‪ ،‬فال ٌ‬
‫ُ‬
‫ومصداق ذلك في كتاب هللا تعالى‪﴿ :‬فَاَل تَ ْعلَ ُم نَ ْفسٌ َما أ ْخفِ َي لَهُ ْم ِم ْن قُ َّر ِة أَ ْعي ٍُن َج َزا ًء‬
‫ب َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ [السجدة‪)5()]17 :‬‬
‫ِ‬
‫[الحديث‪ ]131 :‬قال رسول هللا ‪( :‬رحم هللا أخي موسى استحيا فقال ذلك‪،‬‬
‫لو لبث مع صاحبه ألبصر أعجب األعاجيب)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]132 :‬قال رسول هللا ‪ ‬فيما يحكي عن هللا تعالى‪( :‬يا موسى! ل و‬
‫وعامريهن عندي‪ ،‬واألرضين السّبع عندي في كفّة‪ ،‬وال إل ه إاّل‬ ‫ّ‬ ‫أن السّماوات السّبع‬ ‫ّ‬

‫‪ )( 1‬رواه البخاري (‪ )122( )36 /1‬ومسلم (‪)2380( - 170 )1847 /4‬‬


‫‪ )( 2‬رواه ابن حبان (‪)6213( )63 /3( )3 - 1‬‬
‫‪ )( 3‬رواه ابن حبان (‪)6217( )64 /3( )3 - 1‬‬
‫‪ )( 4‬مكارم األخالق للخرائطي (ص‪)369( )129 :‬‬
‫‪ )( 5‬صحيح ابن حبان ‪)6216( )99 /14( -‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/284 :‬وتفسير البيضاوي ص‪.2/19‬‬
‫‪41‬‬
‫هللا في كفّة‪ ،‬مالت ّ‬
‫بهن ال إله إاّل‬
‫هللا)(‪)1‬‬
‫ي األعم ال‬ ‫[الحــديث‪ ]133 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ق ال موس ى‪ :‬ي ا رب! أ ّ‬
‫أفضل عندك؟ قال‪ :‬حبّ األطفال‪ ،‬ف إنّي فط رتهم على توحي دي‪ ،‬ف إن أمتّهم أدخلتهم‬
‫برحمتي جنّتي)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]134 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن هللا أوحى إلى موس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‬
‫أن‪ :‬احمل عظام يوسف من مصر‪ ،‬قبل خروجك منها‪ ،‬إلى األرض المق ّدسة بال ّشام‪،‬‬
‫فس أل عن ق بر يوس ف‪ ،‬فلم يعرف ه إال عج وز‪ ،‬وق الت‪ :‬ال أدل ك علي ه إال بحكمي‪.‬‬
‫فأوحى هللا إليه‪ :‬ال يكبر عليك أن تجعل لها حكمه ا‪ ،‬فق ال له ا موس ى‪ :‬ل ك حكم ك‪.‬‬
‫إن حكمي أن أكون معك في درجتك‪ ،‬التي تكون فيها في الجنة)(‪)3‬‬ ‫فقالت‪ّ :‬‬
‫[الحديث‪ ]135 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن موسى لما ناجى هللا ع ّز وج ّل ق ال‪:‬‬
‫يا رب أبعيد أنت مني فأناديك‪ ،‬أم قريب فأناجي ك؟؟ ف أوحى هللا ع ّز وج ّل إلي ه‪ :‬أن ا‬
‫جليس من ذكرني‪ .‬فقال موسى‪ :‬يا رب! إني أكون في ح ال أجلّ ك أن أذك رك فيه ا‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا موسى! اذكرني على كل حال)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]136 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن موس ى س أل ربّ ه فق ال‪ :‬إلهي‬
‫وسيّدي! إنه يأتي علي مجالس أع ّزك وأجلّك أن أذكرك فيه ا‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا موس ى! ّ‬
‫إن‬
‫ل حال)(‪)5‬‬ ‫ذكري حسن على ك ّ‬
‫[الحــديث‪ ]137 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬دع ا موس ى‪ ،‬وأ ّمن ه ارون‪ ،‬وأ ّمنت‬
‫المالئكة‪ ،‬فقال هللا تعالى‪ :‬قد أجبت دعوتكما!‪ ..‬ومن غزا في سبيل هللا‪ ،‬اس تجبت ل ه‬
‫كما استجبت لكما‪ ،‬إلى يوم القيامة)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]138 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن فيم ا ن اجى هللا ب ه موس ى علي ه‬
‫إن لي عبادا أبيحهم جنّتي‪ ،‬وأح ّكمهم فيها‪ ،‬قال‪ :‬يا رب! ومن هؤالء‪،‬‬ ‫السّالم أن قال‪ّ :‬‬
‫الذين تبيحهم جنتك‪ ،‬وتحكمهم فيها؟ قال‪ :‬من أدخل على مؤمن سرورا)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]139 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أوحى هللا إلى نجيّه موسى‪ :‬يا موس ى!‬
‫أحبّني‪ ..‬وحبّبني إلى خلقي‪ ..‬وحبّب خلقي إل ّي‪ ،‬قال‪ :‬يا ربّ إني أحبك‪ ،‬فكيف أحببك‬
‫إلى خلقك وأحبب خلقك إليك؟ قال‪ :‬اذكر لهم آالئي ونعم ائي عليهم‪ ،‬وبالئي عن دهم‬
‫ليحبّ وني‪ ..‬ف إنّهم ال ينك رون‪ ..‬إذ ال يعرف ون منّي إاّل ك ّل خ ير‪ ،‬فألن ت ر ّد آبق ا عن‬
‫بابي‪ ،‬أو ضااّل عن فنائي‪ ،‬خير لك من عبادة سنة‪ ،‬ص يام نهاره ا وقي ام ليله ا‪ ،‬ق ال‬
‫موسى‪ :‬ومن هذا العبد اآلبق من ك؟ ق ال‪ :‬العاص ي المتم رّد‪ ،‬ق ال‪ :‬فمن الض ا ّل عن‬
‫فنائك؟ قال‪ :‬الجاه ل بإم ام زمان ه تعرّف ه‪ ،‬والغ ائب عن ه بع د م ا عرف ه‪ ..‬والجاه ل‬
‫‪ )(1‬التوحيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/33 :‬‬
‫‪ )(2‬المحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/34 :‬‬
‫‪ )(3‬من ال يحضره الفقيه والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/127 :‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ ،‬والتوحيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/140 :‬‬
‫‪ )(5‬التهذيب‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/140 :‬‬
‫‪ )(6‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/173 :‬‬
‫‪ )(7‬الكافي‪ ،‬والمجالس‪ ،‬واألمالي وثواب األعمال‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/197 :‬‬
‫‪42‬‬
‫مرضاته)(‪)1‬‬ ‫بشريعة دينه‪ ،‬تعرّفه شريعته‪ ،‬وما يعبد به ربّه‪ ،‬ويتوصّل به إلى‬
‫[الحديث‪ ]140 :‬قال رسول هللا ‪( :‬في صحف موس ى‪ :‬ي ا عب ادي! إنّي لم‬
‫أخلق الخلق ألستكثر بهم من قلّ ة‪ ،‬وال آلنس بهم من وحش ة‪ ،‬وال ألس تعين بهم على‬
‫أن جميع خلقي من أه ل‬ ‫شيء عجزت عنه‪ ،‬وال لج ّر منفعة‪ ،‬وال لدفع مضرّة‪ ،..‬ولو ّ‬
‫الس ماوات واألرض‪ ،‬اجتمع وا على ط اعتي وعب ادتي‪ ،‬ال يف ترون عن ذل ك ليال‬ ‫ّ‬
‫ونهارا‪ ،‬ما زاد في ملكي شيء‪ ..‬سبحاني وتعاليت عن ذلك)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]141 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أوحى هللا تع الى إلى موس ى علي ه‬
‫السّالم‪ :‬يا موسى! خفني في سرائرك‪ ،‬أحفظك في عوراتك‪ ،‬واذكرني في س رائرك‬
‫لذاتك أذكرك عند غفالتك‪ ،‬واملك غضبك ع ّمن ملّكت ك أم ره‬ ‫وخلواتك وعند سرور ّ‬
‫أكف غضبي عنك‪ ،‬واكتم مكتوم س رّي وأظه ر في عالنيت ك الم داراة عنّي لع دوّك‬ ‫ّ‬
‫وعدوّي)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]142 :‬قال النبي ‪( :‬إن هللا عز وج ل ن اجى موس ى بن عم ران‬
‫عليه السالم بمائة ألف كلمة وأربعة وعشرين ألف كلمة في ثالثة أيام ولي اليهن‪ ،‬م ا‬
‫طعم فيها موس ى‪ ،‬وال ش رب فيه ا‪ ،‬فلم ا انص رف إلى ب ني إس رائيل‪ ،‬وس مع كالم‬
‫اآلدميين مقَتهم‪ ،‬لما كان وقع في مسامعه من حالوة كالم هللا عز وجل)(‪)4‬‬
‫َ‬
‫[الحديث‪ ]143 :‬عن أبي ذ ّر ـ في حديث طويل ـ عن رس ول هّللا ‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫قلت له‪ :‬يا رسول هّللا ! كم أنزل هّللا من كتاب؟ قال‪ :‬مائ ه كت اب وأربع ة كتب‪ :‬أن زل‬
‫هّللا تعالى على شيث خمسين صحيفة‪ ،‬وعلى إدريس ثالثين صحيفة‪ ،‬وعلى إب راهيم‬
‫عشرين صحيفة‪ ،‬وأنزل التوراة واإلنجيل والزبور والفرقان‪.‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول هّللا ! فما كانت صحف إبراهيم! ق ال‪ :‬ك انت أمث اال كله ا‪ :‬أيّه ا‬
‫الملك المغرور المبتلى! إنّي لم أبعثك لتجمع ال ّدنيا بعضها على بعض‪ ،‬ولكن بعثت ك‬
‫لتر ّد عنّي دعوة المظلوم وتنصره‪ ،‬فإنّي ال أر ّدها وإن ك انت من ك افر‪ ،‬وآليت على‬
‫نفسي أن أنصره‪ ،‬وأنتصر له م ّمن ظلم بحضرته ولم ينصره‪ ،‬وعلى العاقل ـ م ا لم‬
‫يكن مغلوبأن تكون له ساعات‪ :‬ساعة يناجي فيها ربّه تع الى‪ ،‬وس اعة يحاس ب فيه ا‬
‫نفسه‪ ،‬وساعة يتف ّكر فيها صنع هّللا ‪ ،‬وساعة يخلو فيه ا بح ظّ نفس ه من الحالل‪ ..‬ف ّ‬
‫إن‬
‫هذه السّاعة عون لتلك السّاعات‪ ،‬واستجمام للقلوب‪ ،‬وتفري غ له ا‪ ..‬وعلى العاق ل أن‬
‫يكون بصيرا بزمان ه‪ ،‬مقبال على ش انه‪ ،‬حافظ ا للس انه‪ ،‬فإنّ ه من حس ب كالم ه من‬
‫عمله ق ّل كالمه إاّل فيما يعنيه‪ ..‬وعلى العاقل أن يكون طالب ا لثالث‪ :‬مر ّم ة لمع اش‪،‬‬
‫وتز ّود للمعاد‪ّ ،‬‬
‫ولذة في غير محرّم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]144 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬ي ذكر وص ايا الخض ر لموس ى عليهم ا‬
‫‪ )(1‬المجالس‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/144 :‬‬
‫‪ )(2‬علل الشرائع‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/159 :‬‬
‫‪ )(3‬إرشاد القلوب‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/329 :‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/344 :‬ولخصال ‪.2/173‬‬
‫‪ )(5‬معاني األخبار‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪43‬‬
‫ّ‬
‫الس الم‪( :‬ي ا ط الب العلم إن القائ ل أق ل مالل ة من المس تمع‪ ،‬فال تم ل جلس اءك إذا‬
‫ح ّدثتهم‪ ،‬واعلم أن قلبك وعاء فانظر ما ذا تحشو به وعاءك؟)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]145 :‬قال رسول هللا ‪ ‬ي ذكر وص ايا الخض ر لموس ى عليهم ا‬
‫السّالم‪( :‬اعرف ال دنيا وانب ذها وراءك‪ ،‬فإنه ا ليس ت ل ك ب دار‪ ،‬وال ل ك فيه ا مح ل‬
‫قرار‪ ،‬وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا منها للمعاد)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]146 :‬قال رسول هللا ‪ ‬ي ذكر وص ايا الخض ر لموس ى عليهم ا‬
‫السّالم‪( :‬يا موسى وطّن نفس ك على الص بر تل ق الحلم‪ ،‬وأش عر قلب ك ب التقوى تن ل‬
‫العلم‪ ،‬ورضّ نفسك على الصبر تخلص من اإلثم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]147 :‬قال رسول هللا ‪ ‬ي ذكر وص ايا الخض ر لموس ى عليهم ا‬
‫السّالم‪( :‬يا موسى تف رغ للعلم إن كنت تري ده فإنم ا العلم لمن تف رغ ل ه‪ ،‬وال تك ونن‬
‫مكث ارا ب النطق تكن مه ذارا‪ ،‬إن ك ثرة المنط ق تش ين العلم اء‪ ،‬وتب دي مس اوئ‬
‫السخفاء‪ ،‬ولكن عليك ب ذي اقتص اد‪ ،‬ف إن ذل ك من التوفي ق والس داد‪ ،‬وأع رض عن‬
‫الجه ال‪ ،‬واحلم عن الس فهاء ف إن ذل ك فض ل الحلم اء وزين العلم اء‪ ،‬وإذا ش تمك‬
‫الجاهل فاسكت عنه سلما‪ ،‬وجانبه حزما‪ ،‬فإن ما بقي من جهل ه علي ك وش تمه إي اك‬
‫أكثر)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]148 :‬قال رسول هللا ‪ ‬ي ذكر وص ايا الخض ر لموس ى عليهم ا‬
‫السّالم‪( :‬يا ابن عمران ال تفتحن بابا ال تدري ما غلق ه‪ ،‬وال تغلقن باب ا ال ت دري م ا‬
‫فتحه‪ ..‬يا ابن عم ران من ال ينتهي من ال دنيا به ّمت ه وال تنقض ي فيه ا رغبت ه كي ف‬
‫يكون عابدا؟ ومن يحقر حاله ويتهم هّللا بما قضى له كيف يكون زاهدا؟‪ ..‬ي ا موس ى‬
‫تعلّم ما تعلّم لتعمل به وال تعلّم لتحدث ب ه فيك ون علي ك ب وره‪ ،‬ويك ون على غ يرك‬
‫نوره)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]149 :‬قال رسول هللا ‪( :‬رحم هللا أخي موسى استحيا فقال ذلك‪،‬‬
‫لو لبث مع صاحبه ألبصر أعجب األعاجيب)(‪)6‬‬

‫[الحديث‪ ]150 :‬قال اإلمام علي‪( :‬كن لما ال ترج و أرجى من ك لم ا ترج و‪،‬‬
‫ف إن موس ى بن عم ران خ رج يقتبس ألهل ه ن ارا‪ ،‬فكلم ه هللا تع الى فرج ع نبي ا‪،‬‬
‫وخرجت ملكة سبأ كافرة فأسلمت مع سليمان‪ ،‬وخرج سحرة فرعون يطلبون الع زة‬
‫لفرعون فرجعوا مؤمنين)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]151 :‬قال اإلمام علي في الخطبة القاصعة‪( :‬إن هللا سبحانه يختبر‬

‫‪ )(1‬منية المريد ‪ 47‬و‪..48‬‬


‫‪ )(2‬منية المريد ‪ 47‬و‪..48‬‬
‫‪ )(3‬منية المريد ‪ 47‬و‪..48‬‬
‫‪ )(4‬منية المريد ‪ 47‬و‪..48‬‬
‫‪ )(5‬منية المريد ‪ 47‬و‪..48‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/284 :‬وتفسير البيضاوي ص‪.2/19‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/92 :‬ومجمع البيان ‪.7/8‬‬
‫‪44‬‬
‫عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم‪ ،‬ولقد دخل موسى بن‬
‫عمران ومعه أخوه هارون عليهما السالم على فرع ون‪ ،‬عليهم ا م دارع الص وف‪،‬‬
‫وبأيديهما العصي‪ ،‬فشرطا له ـ إن أسلم ـ بقاء ملك ه ودوام ع زه‪ ،‬فق ال‪ :‬أال تعجب ون‬
‫من ه ذين يش رطان لي دوام الع ز وبق اء المل ك‪ ،‬وهم ا بم ا ت رون من ح ال الفق ر‬
‫وال ذل؟‪ ..‬فهال ألقي عليهم ا أس اورة من ذهب إعظام ا لل ذهب وجمع ه‪ ،‬واحتق ارا‬
‫للصوف ولبسه‪ ،‬ولو أراد هللا سبحانه بأنبيائه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز ال ذهبان‬
‫ومعادن العقيان ومغارس الجنان‪ ،‬وأن يحشر معهم ط ير الس ماء ووح وش األرض‬
‫لفعل‪ ،‬ولو فعل لسقط البالء‪ ،‬وبطل الجزاء‪ ،‬واضمحل األنب اء‪ ،‬ولم ا وجب للق ابلين‬
‫أجور المبتلين‪ ،‬وال استحق المؤمنون ثواب المحسنين)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]152 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬أملى هللا ع ز وج ل لفرع ون م ا بين‬
‫الكلمتين أربعين سنة‪ ،‬ثم أخذه هللا نكال اآلخرة واالولى‪ ،‬وك ان بين أن ق ال هللا ع ز‬
‫وج ل لموس ى وه ارون‪﴿ :‬قَ ْد أُ ِجيبَ ْ‬
‫ت َد ْع َوتُ ُك َم ا﴾ [ي ونس‪ ،]89 :‬وبين أن عرف ه هللا‬
‫االجابة أربعين سنة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]153 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬إن فيم ا ن اجى موس ى علي ه الس الم أن‬
‫قال‪ :‬يا رب هذا السامري صنع العجل‪ ،‬ف الخوار من ص نعه؟‪ ..‬ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬ي ا‬
‫موسى!‪ ..‬إن تلك فتنتي فال تفصحني عنها(‪)4())3‬‬
‫[الحديث‪ ]154 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن موس ى بن عم ران علي ه ّ‬
‫الس الم‬
‫حين أراد أن يفارق الخضر عليه السّالم قال له‪ :‬أوصني‪ ،‬فكان مما أوص اه أن ق ال‬
‫ل ه‪ :‬إي اك واللجاج ة‪ ،‬أو أن تمش ي في غ ير حاج ة أو أن تض حك من غ ير عجب‪،‬‬
‫واذكر خطيئتك‪ ،‬وإياك وخطايا الناس)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]155 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال الخضر لموس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ي ا‬
‫إن أصلح يوميك الّذي هو أمامك‪ ،‬فانظر أي يوم هو‪ ،‬وأعد له الج واب فإن ك‬ ‫موسى ّ‬
‫موقوف ومسؤول‪ ،‬وخذ موعظتك من الدهر فإن الدهر طويل قصير‪ ،‬فاعم ل كأنّ ك‬
‫ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في اآلخرة‪ّ ،‬‬
‫فإن ما هو آت من ال دنيا كم ا ه و ق د‬
‫ولّى منها)(‪)6‬‬
‫[الحـــديث‪ ]156 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ألقى هللا تع الى من موس ى على‬
‫فرعون وامرأته المحبة‪ ..‬وكان فرعون طويل اللحية‪ ،‬فقبض موسى عليها‪ ،‬فجهدوا‬
‫أن يخلصوها من يد موسى فلم يقدروا على ذلك ح تى خاله ا‪ ،‬ف أراد فرع ون قتل ه‪،‬‬
‫فقالت له امرأته‪ :‬إن هنا أمرا تستبين به هذا الغالم‪ ،‬ادع بجمرة ودينار فضعهما بين‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/141 :‬والنهج‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/128 :‬والخصال ‪.2/142‬‬
‫‪ )(3‬ال تفصحني عنها‪ :‬أي ال تسألني أن اظهر سببها‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/230 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(5‬أمالي الصدوق‪ ،‬ص‪..265‬‬
‫‪ )(6‬أصول الكافي ‪..459 /2‬‬
‫‪45‬‬
‫يديه ففعل فأهوى موسى إلى الجمرة‪ ،‬ووضع ي ده عليه ا فأحرقته ا‪ ،‬فلم ا وج د ح ر‬
‫النار وضع يده على لسانه‪ ،‬فأصابته لغثة)(‪)1‬‬

‫[الحديث‪ ]157 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن فرع ون لم ا وق ف على أن زوال‬
‫ملكه على يد موسى‪ ،‬أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نس به وأن ه من ب ني إس رائيل‪،‬‬
‫فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوام ل من ب ني إس رائيل‪ ،‬ح تى قت ل في طلب ه‬
‫نيفا وعشرين ألف مولود‪ ،‬وتعذر علي ه الوص ول إلى قت ل موس ى لحف ظ هللا تب ارك‬
‫وتعالى إياه)(‪)2‬‬

‫[الحديث‪ ]158 :‬سئل اإلمام الصادق عن قول هللا عز وج ل‪َ ﴿ :‬وفِرْ َع وْ نَ ِذي‬
‫اأْل َوْ تَا ِد﴾ [الفجر‪ ،]10 :‬ألي شيء سمي ذا األوتاد؟‪ ..‬قال‪( :‬ألنه كان إذا ع ذب رجال‬
‫بس طه على األرض على وجه ه‪ ،‬وم د يدي ه ورجلي ه فأوت دها بأربع ة أوت اد في‬
‫األرض‪ ،‬وربما بسطه على خشب منبسط فوتد رجليه ويديه بأربعة أوت اد‪ ،‬ثم ترك ه‬
‫على حاله حتى يموت‪ ،‬فسماه هللا عز وجل فرعون ذا األوتاد لذلك)(‪)3‬‬

‫[الحديث‪ ]159 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬نوم ة الغ داة مش ومة تط رد ال رزق‪،‬‬
‫وتصفر اللون وتغيره وتقبحه‪ ،‬وهو نوم كل مشوم‪ ..‬إن هللا تعالى يقس م األرزاق م ا‬
‫بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‪ ،‬وإياكم وتلك النومة‪ ،‬وكان المن والسلوى ينزل‬
‫على بني إسرائيل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس‪ ،‬فمن نام تلك الساعة لم ي نزل‬
‫نصيبه‪ ،‬وكان إذا انتبه فال يرى نصيبه‪ ،‬احتاج إلى السؤال والطلب)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]160 :‬سئل اإلمام الصادق عن قول هارون عليه السالم‪﴿ :‬يَ ْبنَ ُؤ َّم اَل‬
‫تَأْ ُخ ْذ بِلِحْ يَتِي َواَل بِ َر ْأ ِسي﴾ [ط ه‪ ،]94 :‬ولم يق ل‪ :‬ي ا ابن أبي؟‪ ..‬فق ال‪( :‬إن الع داوات‬
‫بين االخ وة أكثره ا تك ون إذا ك انوا ب ني عالت‪ ،‬وم تى ك انوا ب ني أم قلت الع داوة‬
‫بينهم‪ ،‬إال أن ينزغ الش يطان بينهم فيطيع وه‪ ..‬فق ال ه ارون ألخي ه موس ى‪ :‬ي ا أخي‬
‫الذي ولدته أمي ولم تلدني غير أم ه‪ ،‬ال تأخ ذ بلحي تي وال برأس ي‪ ،‬ولم يق ل‪ :‬ي ا ابن‬
‫أبي‪ ،‬ألن بني األب إذا كانت أمهاتهم شتى لم تس تبعد الع داوة بينهم‪ ،‬إال من عص مه‬
‫هللا منهم‪ ،‬وإنما تستبعد العداوة بين بني أم واحدة)(‪)5‬‬

‫[الحديث‪ ]161 :‬سئل اإلمام الرضا‪ :‬ألي علة أغرق هللا فرعون وقد آمن به‬
‫وأقر بتوحيده؟‪ ..‬فقال‪( :‬ألنه آمن عند رؤية البأس‪ ،‬واإليمان عند رؤي ة الب أس غ ير‬
‫مقبول‪ ،‬وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه‪ ،‬فلما غرق‬
‫ألقاه هللا تعالى على نجوة من األرض ببدن ه‪ ،‬ليك ون لمن بع ده عالم ة‪ ،‬فيرون ه م ع‬
‫تثقله بالحديد على مرتف ع من األرض‪ ،‬وس بيل الثقي ل أن يرس ب وال يرتف ع‪ ،‬فك ان‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/46 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/47 :‬وإكمال الدين ص‪.202‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/136 :‬والعلل ص‪.35‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/182 :‬والتهذيب ‪.1/174‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/219 :‬والعلل ص‪.34‬‬
‫‪46‬‬
‫ذلك آية وعالمة‪ ،‬ولعلة أخرى أغرقه هللا عز وج ل وهي أن ه اس تغاث بموس ى لم ا‬
‫أدرك ه الغ رق ولم يس تغث باهلل‪ ،‬ف أوحى هللا ع ز وج ل إلي ه‪ :‬ي ا موس ى!‪ ..‬لم تغث‬
‫فرعون ألنك لم تخلقه‪ ،‬ولو استغاث بي ألغثته)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]162 :‬قال اإلمام الرض ا‪( :‬إن رجال من ب ني إس رائيل قت ل قراب ة‬
‫له‪ ،‬ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من أسباط بني إسرائيل‪ ،‬ثم ج اء يطلب‬
‫بدمه‪ ،‬فقالوا لموسى عليه السالم‪ :‬إن سبط آل فالن قتلوا فالنا فأخبرنا من قتله‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ال أَ ُع و ُذ بِاهَّلل ِ أَ ْن أَ ُك ونَ ِمنَ ْال َج ا ِهلِينَ ﴾ [البق رة‪:‬‬ ‫ائتوني ببقرة‪ ،‬قالوا‪﴿ :‬أَتَتَّ ِخ ُذنَا هُ ُز ًوا قَ َ‬
‫ع لَنَ ا‬ ‫‪ ،]67‬ولو أنهم عمدوا إلى بقرة أجزأتهم ولكن شددوا فشدد هللا عليهم ﴿قَ الُوا ا ْد ُ‬
‫ارضٌ َواَل بِ ْك ٌر ﴾ [البقرة‪ ،]68 :‬يعني‬ ‫ك يُبَي ِّْن لَنَا َما ِه َي قَا َل إِنَّهُ يَقُو ُل إِنَّهَا بَقَ َرةٌ اَل فَ ِ‬ ‫َربَّ َ‬
‫ان بَ ْينَ َذلِ كَ ﴾ [البق رة‪ ]68 :‬ول و أنهم عم دوا إلى بق رة‬ ‫ال كب يرة وال ص غيرة ﴿ َع َو ٌ‬
‫ال إِنَّهُ‬ ‫أجزأتهم ولكن شددوا فشدد هللا عليهم‪﴿ ،‬قَالُوا ا ْد ُ‬
‫ع لَنَا َربَّكَ يُبَي ِّْن لَنَا َم ا لَوْ نُهَ ا قَ َ‬
‫ص ْف َرا ُء فَاقِ ٌع لَوْ نُهَا ت َُس رُّ النَّا ِظ ِرينَ ﴾ [البق رة‪ ،]69 :‬ول و أنهم عم دوا‬ ‫يَقُو ُل إِنَّهَا بَقَ َرةٌ َ‬
‫ع لَنَ ا َربَّكَ يُبَي ِّْن لَنَ ا َم ا ِه َي‬ ‫إلى بقرة ألجزأتهم ولكن شددوا فشدد هللا عليهم ﴿قَالُوا ا ْد ُ‬
‫ال إِنَّهُ يَقُو ُل إِنَّهَ ا بَقَ َرةٌ اَل َذلُ و ٌل‬‫إِ َّن ْالبَقَ َر تَ َشابَهَ َعلَ ْينَا َوإِنَّا إِ ْن َشا َء هَّللا ُ لَ ُم ْهتَ ُدونَ (‪)70‬قَ َ‬
‫ث ُم َسلَّ َمةٌ اَل ِشيَةَ فِيهَا قَالُوا اآْل نَ ِج ْئتَ بِ ْال َحقِّ﴾ [البق رة‪:‬‬ ‫ض َواَل تَ ْسقِي ْال َحرْ َ‬ ‫تُثِي ُر اأْل َرْ َ‬
‫‪ ،،]71 ،70‬فطلبوها فوجدوها عند فتى من بني إسرائيل‪ ..‬فقال‪ :‬ال أبيعه ا إال بملء‬
‫مس كها ذهب ا‪ ،‬فج اؤوا إلى موس ى علي ه الس الم فق الوا ل ه ذل ك‪ ،‬فق ال‪ :‬اش تروها‪،‬‬
‫فاشتروها وجاؤوا بها‪ ،‬فأمر بذبحها ثم أمر أن يضرب الميت بذنبها‪ ،‬فلما فعلوا ذلك‬
‫حيي المقتول‪ ،‬وق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا إن ابن عمي قتل ني دون من ي دعي علي ه قتلي‪،‬‬
‫فعلموا بذلك قاتله‪ ..‬فق ال لرس ول هللا موس ى علي ه الس الم بعض أص حابه‪ :‬إن ه ذه‬
‫البقرة لها نبأ فقال‪ :‬وما هو؟‪ ..‬قال‪ :‬إن فتى من ب ني إس رائيل ك ان ب ارا بأبي ه‪ ،‬وإن ه‬
‫اشترى بيعا فجاء إلى أبيه فرأى واألقاليد أي المفاتيح تحت رأس ه‪ ،‬فك ره أن يوقظ ه‬
‫فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬أحسنت‪ ،‬خذ هذه البقرة فهي لك عوض ا‬
‫لما فاتك‪ ،‬فقال له رسول هللا موسى عليه السالم‪ :‬انظروا إلى البر ما بلغ بأهله)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]163 :‬سئل أحد أئمة الهدى عن قول هللا تعالى‪﴿ :‬فَ ْ‬
‫اخلَ ْع نَ ْعلَ ْي كَ إِنَّكَ‬
‫س طُ ًوى﴾ [طه‪ ،]12 :‬وقيل له‪(:‬إن فقهاء الف ريقين يزعم ون أنه ا ك انت‬ ‫بِ ْال َوا ِد ْال ُمقَ َّد ِ‬
‫من إهاب الميتة)‪ ،‬فقال‪( :‬من قال ذلك فقد افترى على موس ى واس تجهله في نبوت ه‪،‬‬
‫إنه ما خال األمر فيها من خصلتين‪ :‬إما أن كانت صالة موسى فيه ا ج ائزة أو غ ير‬
‫جائزة‪ ،‬فإن كانت جائزة فيه ا فج از لموس ى أن يك ون يلبس ها في تل ك البقع ة‪ ،‬وإن‬
‫كانت مقدسة مطهرة‪ ،‬وإن كانت صالته غ ير ج ائزة فيه ا فق د أوجب أن موس ى لم‬
‫يعرف الحالل والحرام‪ ،‬ولم يعلم ما جازت الصالة فيه مما لم تجز وهذا كفر)‪ ..‬قيل‬
‫له‪ :‬فأخبرني عن التأويل فيهما‪ ،‬فقال‪( :‬إن موسى عليه السالم ك ان ب الواد المق دس‪،‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/131 :‬والعلل ص‪ ،31‬العيون ص‪.232‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/263 :‬والعيون ص‪.186‬‬
‫‪47‬‬
‫فقال‪ :‬يا رب‪ ..‬إني أخلصت لك المحبة مني‪ ،‬وغسلت قلبي عمن سواك ـ وكان شديد‬
‫اخلَ ْع نَ ْعلَ ْيكَ إِنَّكَ بِ ْال َوا ِد ْال ُمقَ َّد ِ‬
‫س طُ ًوى﴾ [ط ه‪:‬‬ ‫الحب ألهله ـ فقال هللا تبارك وتعالى‪﴿ :‬فَ ْ‬
‫‪ ]12‬أي انزع حب أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة‪ ،‬وقلبك من الميل إلى‬
‫من سواي مشغوال)(‪)1‬‬
‫‪ .10‬ما ورد حول داود عليه السالم‪:‬‬
‫وقد ورد في حقه الكثير من األحاديث التي تتعلق بالهدي المق دس ال ذي ج اء‬
‫به‪ ،‬وسنذكرها في الفصل الثاني‪ ،‬ونكتفي هنا بهذه األحاديث‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]164 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬وإن ش ئت ثلثت ب داود علي ه الس الم‬
‫صاحب المزامير‪ ،‬وقارئ أهل الجنة‪ ،‬فلقد كان يعمل سفائف الخوص بي ده‪ ،‬ويق ول‬
‫لجلسائه‪ :‬أيكم يكفيني بيعها؟‪ ..‬ويأكل قرص الشعير من ثمنها)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]165 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن داود عليه السالم لما وقف الموقف‬
‫بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم‪ ،‬فصعد الجب ل فأقب ل ي دعو‪ ،‬فلم ا قض ى نس كه أت اه‬
‫جبريل فقال له‪ :‬يا داود‪ ..‬يقول لك ربك‪ :‬لم صعدت الجب ل؟‪ ..‬ظننت أن ه يخفى علي‬
‫صوت من صوت؟!‪ ..‬ثم مضى به إلى البحر إلى جدة‪ ،‬فرسب ب ه في الم اء مس يرة‬ ‫ٌ‬
‫أربعين صباحا في البر فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا داود‪ ..‬يق ول ل ك‬
‫ربك‪ :‬أنا أسمع صوت هذه في بطن هذه الص خرة في قع ر ه ذا البح ر‪ ،‬فظننت أن ه‬
‫يخفى علي صوت من صوت؟!)(‪)3‬‬
‫وطبعا هذا من باب التعليم والت أديب اإللهي‪ ،‬وه و ال يع ني جه ل داود علي ه‬
‫السالم بذلك‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]166 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال داود النبي علي ه الس الم‪ :‬ألعب دن‬
‫هللا اليوم عبادة‪ ،‬وألقرأن قراءة لم أفعل مثلها قط‪ ،‬فدخل محرابه ففعل‪ ،‬فلما فرغ من‬
‫صالته إذا هو بضفدع في المحراب‪ ،‬فقال له‪ :‬ي ا داود‪ ..‬أعجب ك الي وم م ا فعلت من‬
‫عبادتك وقراءتك؟‪ ..‬فقال‪ :‬نعم‪ ..‬فقال‪ :‬ال يعجبنك‪ ،‬ف إني أس بح هللا في ك ل ليل ة أل ف‬
‫تسبيحة‪ ،‬يتشعب لي مع كل تسبيحة ثالثة آالف تحميدة‪ ،‬وإني ألكون في قع ر الم اء‬
‫فيصوت الطير في الهواء فأحسبه جائعا‪ ،‬فأطفو له على الماء ليأكلني وم ا لي ذنبٌ )‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]167 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن داود عليه السالم خرج ذات ي وم‬
‫يقرأ الزبور‪ ،‬وك ان إذا ق رأ الزب ور ال يبقى جب ٌل وال حج ٌر وال ط ائ ٌر وال س ب ٌع إال‬
‫ي عاب ٌد يق ال ل ه‬ ‫جاوبه‪ ،‬فما زال يمر حتى انتهى إلى جبل‪ ،‬فإذا على ذلك الجب ل ن ب ٌ‬
‫حزقيل‪ ،‬فلما سمع دوي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داود علي ه الس الم‪،‬‬
‫فقال داود‪ :‬يا حزقيل‪ ..‬أتأذن لي فأص عد إلي ك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬فبكى داود علي ه الس الم‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/65 :‬واالحتجاج ص‪.259‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/15 :‬والنهج ‪.1/293‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/16 :‬وفروع الكافي ‪.1/224‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،14/16 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫فأوحى هللا جل جالله إليه‪ :‬ي ا حزقي ل‪ ..‬ال تع ير داود وس لني العافي ة‪ ،‬فق ام حزقي ل‬
‫فأخذ بيد داود فرفعه إليه‪ ..‬فقال داود‪ :‬يا حزقيل‪ ..‬هل هممت بخطيئة قط؟‪ ..‬قال‪ :‬ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة هللا ع ز وج ل؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬فه ل‬
‫ركنت إلى ال دنيا ف أحببت أن تأخ ذ من ش هوتها ول ذتها؟‪ ..‬ق ال‪ :‬بلى‪ ،‬ربم ا ع رض‬
‫بقلبي‪ ،‬قال‪ :‬فماذا تصنع إذا ك ان ذل ك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أدخ ل ه ذا الش عب ف أعتبر بم ا في ه‪،‬‬
‫فدخل داود النبي علي ه الس الم الش عب‪ ،‬ف إذا س ري ٌر من حدي د علي ه جمجم ةٌ بالي ة‪،‬‬
‫وعظا ٌم فانيةٌ‪ ،‬وإذا لو ٌح من حديد فيه كتابةٌ‪ ،‬فقرأه ا داود علي ه الس الم ف إذا هي‪ :‬أن ا‬
‫أروى سلم ملكت ألف سنة‪ ،‬وبنيت ألف مدينة‪ ،‬فك ان آخ ر أم ري أن ص ار ال تراب‬
‫فراشي‪ ،‬والحجارة وسادتي‪ ،‬والديدان والحيات جيراني‪ ،‬فمن رآني فال يغتر بالدنيا)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]168 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ل و أخ ذت أح دا ي زعم أن داود علي ه‬
‫السالم يضع يده عليها لحددته حدين‪ :‬حدا للنبوة‪ ،‬وحدا لما رماه به)(‪)2‬‬
‫‪ .11‬ما ورد حول سليمان عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]169 :‬قال رسول هللا ‪( :‬قالت أم سليمان بن داود لسليمان عليه‬
‫السالم‪ :‬يا بني‪ ..‬إياك وكثرة النوم بالليل‪ ،‬فإن كثرة النوم بالليل تدع الرجل فقيرا يوم‬
‫القيامة)(‪)3‬‬
‫أن أحداً يجد إلى البقاء س لّما‪ ،‬أو ل دفع‬
‫[الحديث‪ ]170 :‬قال اإلمام علي‪( :‬لو ّ‬
‫ّ‬
‫الموت سبيال‪ ،‬لكان ذل ك س ليمان بن داود علي ه الس الم‪ ،‬ال ذي ُس خر ل ه مل ك الجن‬
‫واإلنس مع النبوة‪ ،‬وعظيم الزلفة‪ ،‬فلما استوفى طُعمته‪ ،‬واستكمل مدته‪ ،‬رمت ه قس ّي‬
‫الفناء بنبال الم وت‪ ،‬وأص بحت ال ديار من ه خالي ةً‪ ،‬والمس اكن معطلّ ةً‪ ،‬ورثه ا ق وم‬
‫آخرون)(‪)4‬‬
‫ّ‬
‫الجن‬ ‫[الحــديث‪ ]171 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬خ رج س ليمان يستس قي ومع ه‬
‫ق من‬‫واإلنس‪ ،‬فم ّر بنملة عرجاء ناشرة جناحها‪ ،‬رافعة يدها‪ ،‬وتقول‪ :‬اللهم‪ ..‬إنّ ا خل ٌ‬
‫خلقك‪ ،‬ال غنى بنا عن رزقك‪ ،‬فال تؤاخذنا بذنوب بني آدم واسقنا‪ ،‬فقال سليمان عليه‬
‫السالم لمن كان معه‪ :‬ارجعوا فقد شفع فيكم غيركم)‪ ،‬وفي رواية‪( :‬قد ُكفيتم بغيركم)‬
‫(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]172 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬قال سليمان عليه السالم‪ :‬أوتين ا م ا أُوتي‬
‫الناس وما لم يُؤتوا‪ ،‬و ُعلِّمنا ما علم الن اس وم ا لم يعلم وا‪ ،‬فلم نج د ش يئا أفض ل من‬
‫ق في الرض ى‬ ‫خشية هللا في المغيب والمشهد‪ ،‬والقصد في الغنى والفقر‪ ،‬وكلمة الح ّ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/25 :‬وإكمال الدين ص‪ ،289‬أمالي الصدوق ص‪.61‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/26 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/134 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،14/71 :‬والنهج ‪.1/341‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،14/73 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫حال)(‪)1‬‬ ‫والغضب‪ ،‬والتضرّع إلى هللا ع ّز وج ّل على ك ّل‬
‫صاَل ةَ َكان ْ‬
‫َت‬ ‫[الحديث‪ ]173 :‬سئل اإلمام الباقر عن قول هللا ع ّز وجلّ‪﴿ :‬إِ َّن ال َّ‬
‫َعلَى ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ِكتَابًا َموْ قُوتًا﴾ [النساء‪]103 :‬؟‪ ..‬فقال‪( :‬يع ني كتاب ا مفروض ا‪ ،‬وليس‬
‫يعني وقت فوتها‪ ،‬إن جاز ذلك الوقت ثم صالّها لم تكن صالة مؤداة‪ ،‬ولو كان ذل ك‬
‫ك ذلك‪ ،‬لهل ك س ليمان بن داود علي ه الس الم حين ص الّها بغ ير وقته ا‪ ،‬ولكن ه م تى‬
‫ذكرها صالها)‬
‫أن سليمان عليه السالم اشتغل ذات يوم بعرض‬ ‫(إن الجهّال يزعمون ّ‬ ‫ثم قال‪ّ :‬‬
‫الخيل ح تى ت وارت الش مس بالحج اب‪ ،‬ثم أم ر ب ر ّد الخي ل وأم ر بض رب س وقها‬
‫وأعناقها‪ ،‬وقال‪ :‬إنها شغلتني عن ذكر ربي‪ ،‬وليس كما يقولون‪ ،‬ج ّل نبي هللا سليمان‬
‫عليه السالم عن مثل هذا الفعل ألنه لم يكن للخي ل ذنبٌ فيض رب س وقها وأعناقه ا‪،‬‬
‫ألنها لم تعرض نفسها عليه ولم تشغله‪ ،‬وإنما عُرضت عليه وهي بهائم غير مكلّف ة)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]174 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كيف تنكر الناس قول اإلمام علي لم ا‬
‫قال‪ :‬لو شئت لرفعت رجلي هذه‪ ،‬فضربت بها صدر ابن أبي س فيان بالش ام فنكس ته‬
‫عن سريره‪ ،‬وال ينكرون تناول آصف وصي سليمان ع رش بلقيس وإتيان ه س ليمان‬
‫ب ه قب ل أن يرت د إلي ه طرف ه؟‪ ..‬أليس نبين ا ‪ ‬أفض ل األنبي اء‪ ،‬ووص يه أفض ل‬
‫األوصياء؟‪ ..‬أفال جعلوه كوصي سليمان عليه السالم؟‪َ ..‬ح َكم هللا بيننا وبين َمن جحد‬
‫حقنا وأنكر فضلنا)(‪)3‬‬
‫(إن سليمان بن داود علي ه الس الم ق ال‬ ‫[الحديث‪ ]175 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫إن هللا تبارك وتعالى قد وهب لي ملكا ال ينبغي ألحد من بعدي‪:‬‬ ‫ذات يوم ألصحابه‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫س ّخر لي الريح واإلنس والجن والطير والوحوش‪ ،‬وعلم ني منط ق الط ير‪ ،‬وآت اني‬
‫من ك ّل شيء‪ ،‬ومع جميع ما أُوتيت من ال ُملك م ا ت ّم لي س رور ي وم إلى اللي ل‪ ،‬وق د‬
‫أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعاله وأنظر إلى مم الكي‪ ،‬فال ت أذنوا ألح د‬
‫عل ّي لئال يرد عل ّي ما ين ّغص على يومي‪ ،‬قالوا‪ :‬نعم‪ ..‬فلما كان من الغد أخ ذ عص اه‬
‫بي ده‪ ،‬وص عد إلى أعلى موض ع من قص ره‪ ،‬ووق ف متكئ ا ً على عص اه ينظ ر إلى‬
‫ممالكه مسروراً بما أُوتي فرحا بما أُعطي‪ ،‬إذ نظر إلى شاب حسن الوج ه واللب اس‬
‫قد خرج عليه من بعض زوايا قصره‪ ،‬فلما بصر به سليمان عليه السالم قال له‪َ :‬من‬
‫أدخلك إلى ه ذا القص ر وق د أردت أن أخل و في ه الي وم؟‪ ..‬فب إذن َمن دخلت؟‪ ..‬فق ال‬
‫ق به م ني‪ ،‬ف َمن أنت؟‪..‬‬‫الشاب‪ :‬أدخلني هذا القصر ربه وبإذنه دخلت‪ ،‬فقال‪ :‬ربه أح ّ‬
‫قال‪ :‬أنا ملك الموت‪ ،‬قال‪ :‬وفيما جئت؟‪ ..‬قال‪ :‬جئت ألقبض روحك‪ ،‬قال‪ :‬امض لم ا‬
‫أُمرت به فهذا ي وم س روري‪ ،‬وأبى هللا ع ّز وج ّل أن يك ون لي س رو ٌر دون لقائ ه‪،‬‬
‫فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه‪ ..‬فبقي سليمان عليه الس الم متكئ ا‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/130 :‬والخصال ‪.1/114‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪.14/101 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/116 :‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫على عص اه وه و ميّت م ا ش اء هللا‪ ،‬والن اس ينظ رون إلي ه وهم يق ّدرون أن ه ح ّي‪،‬‬
‫إن س ليمان علي ه الس الم ق د بقي متكئ ا على‬ ‫فافتتنوا في ه واختلف وا‪ ،‬فمنهم من ق ال‪ّ :‬‬
‫عصاه هذه األيام الكث يرة‪ ،‬ولم يتعب ولم ينم ولم يأك ل ولم يش رب‪ ،‬إن ه لربن ا ال ذي‬
‫ٌ‬
‫واقف‬ ‫إن سليمان عليه السالم ساحرٌ‪ ،‬وإنه يرينا أنه‬ ‫يجب علينا أن نعبده‪ ،‬وقال قو ٌم‪ّ :‬‬
‫إن س ليمان ه و عب د‬ ‫ئ على عصاه‪ ،‬يسحر أعيننا وليس كذلك‪ ،‬فقال المؤمن ون‪ّ :‬‬ ‫متك ٌ‬
‫هللا ونبيه يدبّر هللا أمره بما شاء‪ ،‬فلما اختلفوا بعث هللا ع ّز وج ّل األرضة‪ ،‬ف دبّت في‬
‫عصاه‪ ،‬فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخ ّر سليمان عليه السالم من قص ره على‬
‫وجهه)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]176 :‬سئل اإلم ام الك اظم‪ :‬أيج وز أن يك ون ن بي هللا ع ّز وج ّل‬
‫بخيال؟‪ ..‬فقال‪( :‬ال)‪ ،‬فقيل له‪ :‬فقول سليمان‪َ ﴿ :‬ربِّ ا ْغفِ رْ لِي َوهَبْ لِي ُم ْل ًك ا اَل يَ ْنبَ ِغي‬
‫ك م أخو ٌذ‬ ‫أِل َ َح ٍد ِم ْن بَ ْع ِدي﴾ [ص‪ ،]35 :‬ما وجهه ومعناه؟‪ ..‬فقال‪( :‬ال ُمل ك ُملك ان‪ :‬مل ٌ‬
‫أخوذ من قِبَ ل هللا تع الى ذك ره‪ ،‬كمل ك آل‬ ‫ٌ‬ ‫كم‬ ‫بالغلبة والج ور وإجب ار الن اس‪ ،‬ومل ٌ‬
‫إبراهيم‪ ،‬وملك طالوت‪ ،‬وملك ذي القرنين‪ ،‬فقال سليمان عليه السالم‪﴿ :‬هَبْ لِي ُم ْل ًكا‬
‫أخوذ بالغلب ة والج ور وإجب ار‬ ‫ٌ‬ ‫اَل يَ ْنبَ ِغي أِل َ َح ٍد ِم ْن بَ ْع ِدي﴾ [ص‪ ]35 :‬أن يقول‪ :‬إنه م‬
‫الناس‪ ،‬فس ّخر هللا ع ّز وج ّل له الريح تجري بأمره رخا ًء حيث أصاب وجعل غدوها‬
‫شهرا ورواحها شهرا‪ ،‬وس ّخر هللا ع ّز وج ّل له الش ياطين ك ّل بنّ اء وغ وّاص‪ ،‬وعُلّم‬
‫أن ملك ه ال يش به مل ك‬ ‫منطق الطير‪ ،‬و ُم ّكن في األرض‪ ،‬فعلم الناس في وقته وبعده ّ‬
‫الملوك المختارين من قِبَل الناس والمالكين بالغلبة والجور)‬
‫ثم قال‪ :‬قد وهللا أُوتي رسول هللا ‪ ‬ما أُوتي س ليمان‪ ،‬وم ا لم ي ؤت س ليمان‪،‬‬
‫وما لم يؤت أح ٌد من األنبي اء‪ ،‬ق ال هللا ع ّز وج ّل في قص ة س ليمان‪﴿ :‬هَ َذا َعطَا ُؤنَ ا‬
‫ب﴾ [ص‪ ،]39 :‬وقال ع ّز وج ّل في قصة محمد ‪َ ﴿ :‬و َم ا‬ ‫فَا ْمنُ ْن أَوْ أَ ْم ِس ْك بِ َغي ِْر ِح َسا ٍ‬
‫آتَا ُك ُم ال َّرسُو ُل فَ ُخ ُذوهُ َو َما نَهَا ُك ْم َ‬
‫ع ْنه ُ فَا ْنتَه ُوا﴾ [الحشر‪)2()]7 :‬‬
‫[الحــديث‪ ]177 :‬س ئل اإلم ام الك اظم‪ :‬أخ برني عن الن بي ‪ ‬ورث النب يين‬
‫كلهم؟‪ ..‬قال‪ :‬نعم‪ ..‬قيل‪ :‬من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟‪ ..‬قال‪ :‬ما بعث هللا نبيا ً إال‬
‫إن عيسى بن مريم عليه السالم كان يح يي الم وتى ب إذن‬ ‫ومحمد ‪ ‬أعلم منه‪ ،‬قيل‪ّ :‬‬
‫هللا‪ ،‬قال‪ :‬ص دقت‪ ،‬وس ليمان بن داود علي ه الس الم ك ان يفهم منط ق الط ير‪ ،‬وك ان‬
‫رسول هللا ‪ ‬يقدر على هذه المنازل)(‪)3‬‬
‫‪ .12‬ما ورد حول يحي عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]178 :‬عن الحارث األشعري‪ ،‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬إن هللا ع ز‬
‫وجل أوحى إلى يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعم ل بهن وي أمر ب ني إس رائيل‬
‫أن يعملوا بهن فكأنه أبطأ بهن‪ ،‬ف أوحى هللا ع ز وج ل إلى عيس ى إم ا أن يبلغهن أو‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/137 :‬والعلل ص‪ ،36‬العيون ص‪.146‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/86 :‬ومعاني األخبار ص‪ ،100‬العلل ص‪.35‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/113 :‬وأصول الكافي ‪.1/226‬‬
‫‪51‬‬
‫تبلغهن فأتاه عيسى فقال‪ :‬إن هللا أمرك بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إس رائيل‬
‫أن يعمل وا بهن فإم ا أن تخ برهم وإم ا أن أخ برهم فق ال‪ :‬ي ا روح هللا ال تفع ل ف إني‬
‫أخاف إن س بقتني بهن أن يخس ف بي أو أع ذب ق ال‪ :‬فجم ع ب ني إس رائيل في بيت‬
‫المقدس حتى امتأل المسجد وقعدوا على الشرفات ثم خطبهم فقال‪ :‬إن هللا ع ز وج ل‬
‫أوحى إلي بخمس كلمات وأمر ب ني إس رائيل أن يعمل وا بهن أولهن‪ :‬أن ال يش ركوا‬
‫باهلل شيئا فإن مثل من أشرك باهلل كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو‬
‫ورق ثم أسكنه دارا فقال‪ :‬اعمل وارفع إلي فجعل العبد يرفع إلى غ ير س يده‪ ،‬ف أيكم‬
‫يرضى أن يكون عبده كذلك؟ فإن هللا عز وجل خلقكم ورزقكم فال تشركوا ب ه ش يئا‬
‫وإذا قمتم إلى الصالة فال تلتفتوا فإن هللا عز وجل يقبل بوجهه إلى وج ه عب ده م ا لم‬
‫يلتفت‪ ،‬وأمركم بالصيام‪ ،‬ومثل ذلك كمثل رجل في عصابة مع ه ص رة مس ك فكلهم‬
‫يحب أن يجد ريحها‪ ،‬وخل وف فم الص ائم عن د هللا أطيب من ريح المس ك‪ ،‬وأم ركم‬
‫بالصدقة‪ ،‬ومثل ذلك كمثل رجل أسره الع دو ف أوثقوه إلى عنق ه أو قرب وه ليض ربوا‬
‫عنقه فجعل يقول لهم‪ :‬هل لكم أن أفدي نفسي منكم فجعل يعطي القليل والكثير ح تى‬
‫فدى نفسه‪ ،‬وأمركم بذكر هللا كثيرا ومثل ذل ك كمث ل رج ل طلب ه الع دو س راعا في‬
‫أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه‪ ،‬وكذلك العبد ال ينجو من الشيطان إال‬
‫( )‬
‫بذكر هللا) ‪1‬‬

‫[الحــديث‪ ]179 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬بكى يح يى بن زكري ا علي ه الس الم‬
‫كثيرا‪ ،‬فقال له أبوه‪ :‬يا بني‪ ..‬إني سألت هللا تعالى أن يهبك لي لتق ّر عيني بك‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫إن على نيران ربنا مهالك ال يجوزها إال الب ّكاؤون من خشية هللا ع ّز وجلّ‪،‬‬ ‫يا أبت‪ّ ..‬‬
‫ل منها‪ ،‬فبكى زكريا عليه السالم)(‪)2‬‬‫وأتخوّف أن آتيها فأز ّ‬
‫[الحديث‪ ]180 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أفضي االمر بعد داني ال علي ه الس الم‬
‫إلى عزير عليه الس الم‪ ،‬وك انوا يجتمع ون إلي ه ويأنس ون ب ه ويأخ ذون عن ه مع الم‬
‫دينهم‪ ،‬فغيب هللا عنهم شخص ه مائ ة ع ام ثم بعث ه‪ ،‬وغ ابت الحجج بع ده واش تدت‬
‫البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا عليه السالم وترعرع فظهر وله‬
‫سبع سنين‪ ،‬فقام في الناس خطيبا فحمد هللا وأثنى عليه‪ ،‬وذكرهم بأيام هللا‪ ،‬وأخ برهم‬
‫أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب ب ني إس رائيل‪ ،‬وأن العاقب ة للمتقين‪ ،‬ووع دهم‬
‫الفرج بقيام المسيح عليه السالم بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]181 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬دعا زكريا عليه السالم ربه فقال‪ :‬هب‬
‫لي من لدنك وليا يرثني وي رث من آل يعق وب)فبش ره هللا تع الى بيح يى فلم يعلم أن‬
‫ذلك الكالم من عند هللا تعالى جل ذكره‪ ،‬وخاف أن يكون من الشيطان‪ ،‬فق ال‪ ﴿ :‬أَنَّى‬
‫﴿ربِّ اجْ َع لْ لِي آيَ ةً ﴾ [آل عم ران‪]41 :‬‬
‫يَ ُك ونُ لِي ُغاَل ٌم﴾ [آل عم ران‪ ]40 :‬وق ال‪َ :‬‬
‫‪ )( 1‬مسند أبي داود الطيالسي (‪)1257( )479 /2‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/167 :‬ومن خط الشهيد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)180 /14‬اكمال الدين‪ 91 :‬و‪.95‬‬
‫‪52‬‬
‫تعالى)(‪)1‬‬ ‫فأسكت فعلم أنه من هللا‬
‫[الحديث‪ ]182 :‬قال اإلمام الس جاد‪( :‬خرجن ا م ع الحس ين علي ه الس الم فم ا‬
‫نزل منزال وال ارتحل منه إال وذكر يحيى بن زكريا علي ه الس الم‪ ،‬وق ال يوم ا‪ :‬من‬
‫أن رأس يح يى بن زكري ا أُه دي إلى بغي من بغاي ا‬ ‫هوان الدنيا على هللا ع ّز وج ّل ّ‬
‫بني إسرائيل)(‪)2‬‬
‫‪ .13‬ما ورد حول المسيح عليه السالم‪:‬‬
‫وقد ورد في حقه الكثير من األحاديث التي تتعلق بالهدي المق دس ال ذي ج اء‬
‫به‪ ،‬وسنذكرها في الفصل الثاني‪ ،‬ونكتفي هنا بهذه األحاديث‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]183 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن عيس ى بن م ريم ق ام في ب ني‬
‫إسرائيل فقال‪ :‬ي ا معش ر الح واريين ال تح دثوا بالحكم ة غ ير أهله ا فتظلموه ا وال‬
‫تمنعوها أهلها فتظلموهم واألمور ثالثة‪ :‬أمر تبين رشده فاتبعوه وأمر تبين لكم غي ه‬
‫فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى هللا تعالى)(‪)3‬‬
‫الس الم بق بر يع ّذب‬
‫[الحديث‪ ]184 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬م ّر عيس ى علي ه ّ‬
‫صاحبه‪ ،‬ثم م ّر به من قابل‪ ،‬فإذا هو ليس يع ّذب فق ال‪ :‬ي ا رب! م ررت به ذا الق بر‬
‫يعذب‪ ،‬ومررت به الع ام‪ ،‬ف إذا ه و ليس يع ّذب؟ ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬ي ا‬ ‫عام أوّل وهو ّ‬
‫روح هللا! إنّه أدرك له ولد‪ ،‬فأصلح طريقا‪ ،‬وآوى يتيما‪ ،‬فغفرت له بما عمل ابنه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]185 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لما اجتمعت اليهود على عيس ى علي ه‬
‫السالم ليقتلوه بزعمهم أتاه جبريل عليه السالم فغ ّشاه بجناحه‪ ،‬وطمح عيسى ببصره‬
‫فإذا هو بكتاب في جناح جبريل‪( :‬اللهم إني أدعوك باسمك الواحد األع ّز‪ ،‬وأدع وك‬
‫اللهم باس مك الص مد‪ ،‬وأدع وك اللهم باس مك العظيم ال وتر‪ ،‬وأدع وك اللهم باس مك‬
‫الكبير المتعال الذي ثبّت أركانك كلها أن تكش ف ع ني م ا أص بحت وأمس يت في ه‪..‬‬
‫فلما دعا به عيسى عليه السالم أوحى هللا تع الى إلى جبري ل برفع ه‪ ،‬ثم ق ال رس ول‬
‫هللا ‪ :‬يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤالء الكلمات‪ ،‬فو الذي نفسي بيده م ا دع ا‬
‫بهن عب ٌد بإخالص دينه إال اهت ّز له الع رش‪ ،‬وإال ق ال هللا لمالئكت ه‪ :‬اش هدوا أني ق د‬
‫ّ‬
‫بهن‪ ،‬وأعطيته سؤله في عاجل دني اه وآج ل آخرت ه‪ ،‬ثم ق ال ألص حابه‪:‬‬ ‫استجبت له ّ‬
‫سلوا بها‪ ،‬وال تستبطئوا اإلجابة)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]186 :‬قال رسول هللا ‪( :‬قال الحواريون لعيسى عليه السّالم‪ :‬ي ا‬
‫روح هّللا من نج الس؟ ق ال‪ :‬من ي ذكركم هّللا رؤيت ه‪ ،‬ويزي د في علمكم منطق ه‪،‬‬
‫ويرغبكم في اآلخرة عمله)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)180 /14‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/175 :‬ومجمع البيان ‪.6/502‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ ،‬واألمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/37 :‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،14/388 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(6‬عوالي الآللي ‪.78 /4‬‬
‫‪53‬‬
‫[الحــديث‪ ]187 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ق ال عيس ى ابن م ريم علي ه ّ‬
‫الس الم‬
‫ليحيى بن زكريا عليه السّالم‪( :‬إذا قيل فيك ما فيك ف اعلم أن ه ذنب ذكرت ه فاس تغفر‬
‫هّللا منه‪ ،‬وإن قيل فيك ما ليس فيك فاعلم أنها حسنة كتبت لك لم تتعب فيها)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]188 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن عيسى ابن مريم علي ه ّ‬
‫الس الم ق ال‪:‬‬
‫ي ا معش ر الح واريين! الص الة جامع ة‪ ،‬فخ رج الحواري ون في هيئ ة العب ادة ق د‬
‫تض مرت البط ون‪ ،‬وغ ارت العي ون‪ ،‬واص فرت األل وان‪ ،‬فس ار بهم عيس ى علي ه‬
‫السّالم إلى فالة من األرض فقام على رأس جرثومة فحم د هّللا وأث نى علي ه ثم أنش أ‬
‫يتلو عليهم من آيات هّللا وحكمته فقال‪ :‬يا معش ر الح واريين! اس معوا م ا أق ول لكم‪،‬‬
‫إني ألجد في كتاب هّللا الم نزل ال ذي أنزل ه هّللا في اإلنجي ل أش ياء معلوم ة ف اعملوا‬
‫بها‪ ..‬قالوا‪ :‬ي ا روح هّللا وم ا هي؟‪ ..‬ق ال‪ :‬خل ق اللي ل لثالث خص ال‪ ،‬وخل ق النه ار‬
‫لسبع خصال‪ ،‬فمن مضى عليه الليل والنهار وه و في غ ير ه ذه الخص ال خاص مه‬
‫الليل والنهار ي وم القيام ة فخص ماه‪ ..‬خل ق اللي ل لتس كن في ه الع روق الف اترة ال تي‬
‫أتعبتها في نهارك‪ ،‬وتستغفر لذنبك الذي كس بته بالنه ار ثم ال تع ود في ه‪ ،‬وتقنت في ه‬
‫قنوت الصابرين‪ ،‬فثلث تنام‪ ،‬وثلث تقوم‪ ،‬وثلث تضرع إلى ربك‪ ،‬فه ذا م ا خل ق ل ه‬
‫الليل‪ ..‬وخلق النهار لتؤدي فيه الصالة المفروضة ال تي عنه ا تس أل وبه ا تخ اطب‪،‬‬
‫وتبر والديك‪ ،‬وأن تضرب في األرض تبتغي المعيش ة معيش ة يوم ك‪ ،‬وأن تع ودوا‬
‫فيه وليا هلل كيما يتغمدكم هّللا برحمته‪ ،‬وأن تش يعوا في ه جن ازة كيم ا تنقلب وا مغف ورا‬
‫لكم‪ ،‬وأن تأمروا بمعروف‪ ،‬وأن تنهوا عن منكر‪ ،‬فه و ذروة اإليم ان وق وام ال دين‪،‬‬
‫وأن تجاهدوا في س بيل هّللا تزاحم وا إب راهيم خلي ل ال رحمن في قبت ه‪ ،‬ومن مض ى‬
‫عليه الليل والنهار وهو في غير ه ذه الخص ال خاص مه اللي ل والنه ار ي وم القيام ة‬
‫فخصماه عند مليك مقتدر)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]189 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من أحب أن يك ون أك رم الن اس فليت ق‬
‫هّللا ع ز وج ل‪ ،‬ومن أحب أن يك ون أتقى الن اس فليتوك ل على هّللا ‪ ،‬ومن أحب أن‬
‫يكون أغنى الناس فليكن بما عند هّللا عز وجل أوثق منه بما في يده‪ ،‬ثم قال ‪ :‬أ ال‬
‫أنبئكم بشر الناس؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول هّللا ‪ .‬قال‪ :‬من أبغض الن اس وأبغض ه الن اس‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬أ ال أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول هّللا ‪ .‬قال‪ :‬ال ذي ال يقي ل ع ثرة‪،‬‬
‫وال يقبل معذرة‪ ،‬وال يغفر ذنبا‪ .‬ثم قال‪ :‬أ ال أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا‪ :‬بلى يا رسول‬
‫هّللا ‪ .‬قال‪ :‬من ال يؤمن شره وال يرجى خيره‪ ،‬وإن عيسى ابن مريم علي ه ّ‬
‫الس الم ق ام‬
‫في بني إسرائيل فقال‪ :‬يا ب ني إس رائيل ال تح دثوا بالحكم ة الجه ال فتظلموه ا‪ ،‬وال‬
‫تمنعوه ا أهله ا فتظلم وهم‪ ،‬وال تعين وا الظ الم على ظلم ه فيبط ل فض لكم‪ ..‬األم ور‬
‫ثالثة‪ :‬أمر تبين لك رشده فاتبعه‪ ،‬وأمر تبين لك غيه فاجتنبه‪ ،‬وأمر اختلف فيه ف رده‬
‫إلى هّللا عز وجل)(‪)3‬‬
‫‪ )(1‬أمالي الصدوق ‪.414‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار ‪ 207 /58‬عن الدر المنثور‪.‬‬
‫‪ )(3‬معاني األخبار ‪.196‬‬
‫‪54‬‬
‫[الحـــديث‪ ]190 :‬ق ال اإلم ام علي في بعض خطب ه‪( :‬وإن ش ئت قلت في‬
‫يتوس د الحج ر‪ ،‬ويلبس الخش ن‪ ،‬وك ان إدام ه‬ ‫ّ‬ ‫عيسى بن مريم عليه السالم‪ ،‬فقد كان‬
‫الج وع‪ ،‬وس راجه باللي ل القم ر‪ ،‬وظالل ه في الش تاء مش ارق األرض ومغاربه ا‪،‬‬
‫وفاكهته وريحانه ما تنبت األرض للبهائم‪ ،‬ولم تكن له زوجةٌ تفتنه‪ ،‬وال ول ٌد يُحزن ه‪،‬‬
‫ع يذلّه‪ ،‬دابته رجاله‪ ،‬وخادمه يداه)(‪)1‬‬ ‫وال ما ٌل يُلفته‪ ،‬وال طم ٌ‬
‫ثالثا ـ األحاديث واآلثار المردودة حول األنبياء عليهم السالم‪:‬‬
‫وهي كثيرة جدا‪ ،‬وفي ك ل من مص ادر الس نة والش يعة‪ ،‬هي مروي ة إم ا عن‬
‫رس ول هللا ‪ ‬أو عن أئم ة اله دى‪ ،‬وال ن رى ص حتها عنهم‪ ،‬ب ل نراه ا من ال دخن‬
‫الذي أصاب ذلك الهدي المقدس‪.‬‬
‫وسنذكر هنا نماذج عنها قد تكون دليال على غيرها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ ما ورد من التفاصيل حول األنساب‪:‬‬
‫وذلك لحاجتها للدق ة الش ديدة‪ ،‬وال تي ال تت وفر أس بابها‪ ،‬وال وس ائلها؛ فل ذلك‬
‫كانت نوعا من الرجم ب الغيب‪ ،‬وله ذا ال نقب ل من األنس اب إال م ا ورد النص علي ه‬
‫صريحا في النصوص القطعية‪ ،‬وما عدا ذلك ال يصح ذكره‪ ،‬وال مأل الكتب به‪.‬‬
‫وسنذكر هنا بعض النماذج على ذلك‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد من الروايات حول كيفية تناسل البشر‪:‬‬
‫وهي الروايات التي تتحدث عن كيفية بدأ تكاثر البش ر على األرض في زمن‬
‫آدم عليه السالم‪ ،‬وأن ذلك تم ـ بناء على أبدية تحريم الزواج بين األخوة ـ من خالل‬
‫إنزال حوريات من السماء ليتم التكاثر بين البشر‪.‬‬
‫وهي مروية في المصادر الشيعية‪ ،‬وقد وقع الخالف في اعتبارها بين علم اء‬
‫الشيعة بن اء على موافقته ا للق رآن الك ريم‪ ،‬ومخالفته ا ل ه‪ ،‬وال ذين ي رون مخالفته ا‬
‫ق لَ ُك ْم ِم ْن أَ ْنفُ ِس ُك ْم أَ ْز َوا ًج ا‬‫ي ذكرون أنه ا مخالف ة لقول ه تع الى‪َ ﴿ :‬و ِم ْن آيَاتِ ِه أَ ْن خَ لَ َ‬
‫لِتَ ْس ُكنُوا إِلَ ْيهَا﴾ [الروم‪ ،]21 :‬وقول ه‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا النَّاسُ اتَّقُ وا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي خَ لَقَ ُك ْم ِم ْن نَ ْف ٍ‬
‫س‬
‫ث ِم ْنهُ َما ِر َجااًل َكثِيرًا َونِ َس ا ًء َواتَّقُ وا هَّللا َ الَّ ِذي ت ََس ا َءلُونَ‬‫ق ِم ْنهَا َزوْ َجهَا َوبَ َّ‬ ‫َوا ِح َد ٍة َو َخلَ َ‬
‫بِ ِه َواأْل َرْ َحا َم إِ َّن هَّللا َ َكانَ َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا﴾ [النساء‪]1 :‬‬
‫ونرى أن هذا هو الصحيح‪ ،‬ذل ك أن تح ريم زواج اإلخ وة وألخ وات تح ريم‬
‫تشريعي وليس تحريما ً ذاتيا ً طبعياً‪ ..‬باإلض افة إلى أن ه ورد في الرواي ة عن اإلم ام‬
‫السجاد قوله ب زواج اب ني آدم علي ه الس الم من أختيهم ا ثم ق ال‪( :‬ثم ح رم هللا نك اح‬
‫االخوات بعد ذلك)‪ ،‬فسئل‪ :‬فأولداهما؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قيل له‪ :‬فهذا فع ل المج وس الي وم‪،‬‬
‫فقال‪( :‬إن المجوس إنما فعلوا ذلك بعد التحريم من هللا)‪ ،‬ثم قال‪( :‬ال تنك ر ه ذا أليس‬
‫هللا قد خلق زوجة آدم منه ثم أحلها له؟ فكان ذلك شريعة من ش رائعهم‪ ،‬ثم أن زل هللا‬
‫التحريم بعد ذلك)(‪)2‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/238 :‬والنهج ‪.1/293‬‬


‫‪ )(2‬االحتجاج‪.171 :‬‬
‫‪55‬‬
‫وس ئل اإلم ام الرض ا عن الن اس كي ف تناس لوا من آدم علي ه الس الم؟ فق ال‪:‬‬
‫(حملت حواء هابيل وأختا له في بطن‪ ،‬ثم حملت في البطن الثاني قابيل وأختا له في‬
‫بطن‪ ،‬فزوج هابيل التي مع قابيل وتزوج قابي ل ال تي م ع هابي ل‪ ،‬ثم ح دث التح ريم‬
‫بعد ذلك)(‪)1‬‬
‫وبناء على هذا؛ فإن الرواية الواردة في ذلك عن اإلمام الصادق‪ ،‬رواية غ ير‬
‫ص حيحة‪ ،‬باإلض افة إلى م ا تح وي علي ه من التفاص يل الكث يرة ال تي تتش ابه م ع‬
‫اإلسرائيليات‪ ،‬ونص الرواية ما روي عن معاوية بن عم ار ق ال‪ :‬س ألت أب ا عبدهللا‬
‫عن آدم أبي البشر أكان زوج ابنته من ابنه؟ فق ال‪ :‬مع اذ هللا‪ ،‬وهللا ل و فع ل ذل ك آدم‬
‫عليه السالم لما رغب عنه رسول هللا ‪ ‬وما ك ان آدم إال على دين رس ول هللا ‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬وه ذا الخل ق من ول د من هم ولم يكن إال آدم وح واء؟ ألن هللا تع الى يق ول‪:‬‬
‫ق ِم ْنهَا زَ وْ َجهَا َوبَ َّ‬
‫ث ِم ْنهُ َم ا‬ ‫اح َد ٍة َوخَ لَ َ‬
‫س َو ِ‬ ‫﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ُم الَّ ِذي خَ لَقَ ُك ْم ِم ْن نَ ْف ٍ‬
‫ِر َجااًل َكثِيرًا َونِ َسا ًء َواتَّقُوا هَّللا َ الَّ ِذي تَ َسا َءلُونَ بِ ِه َواأْل َرْ َح ا َم إِ َّن هَّللا َ َك انَ َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبً ا﴾‬
‫[النساء‪ ،]1 :‬فأخبرنا أن هذا الخلق من آدم وح واء‪ :‬فق ال‪ :‬ص دق هللا وبلغت رس له‬
‫وأنا على ذلك من الشاهدين‪ ،‬فقلت‪ :‬ففسر لي يا ابن رسول هللا‪ ،‬فقال‪( :‬إن هللا تب ارك‬
‫وتعالى لما أهب ط آدم وح واء إلى االرض وجم ع بينهم ا ول دت ح واء بنت ا فس ماها‬
‫عناقا‪ ،‬فكانت أول من بغى على وج ه االرض فس لط هللا عليه ا ذئب ا كالفي ل ونس را‬
‫كالحمار فقتالها‪ ،‬ثم ولد له أثر عناق قابيل بن آدم‪ ،‬فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجل‬
‫أظهر هللا عزوجل جنية من ولد الجان يقال لها جهانة في صورة إنس ية‪ ،‬فلم ا رآه ا‬
‫قابيل ومقها فأوحى هللا إلى آدم‪ :‬أن زوج جهانة من قابيل فزوجها من قابيل‪ ،‬ثم ول د‬
‫آلدم هابيل فلما أدرك هابيل ما يدرك الرجل أهبط هللا إلى آدم حوراء واس مها ت رك‬
‫الحواء‪ ،‬فلما رآها هابيل ومقه ا ف أوحى هللا إلى آدم‪ .‬أن زوج ترك ا من هابي ل ففع ل‬
‫ذلك‪ ،‬فكانت ترك الحوراء زوجة هابيل بن آدم)(‪)2‬‬
‫إلى آخر القصة الطويلة‪ ،‬والتي تذكر كيفية تناسل بني آدم وعالقة ذلك بالجن‬
‫والحور العين‪ ..‬وكلها مما يظهر عليه الطابع اإلسرائيلي ال ذي تس رب إلى مص ادر‬
‫األمة جميعا سنيها وشيعيها‪.‬‬

‫ب ـ ما ورد حول نسب نوح عليه السالم وذريته‪:‬‬


‫فقد قال ابن كثير يذكر بعض التفاصيل التي ذكرها الرواة عنه‪( :‬هو ن وح بن‬
‫المك بن متوشلخ بن خنوخ ـ وهو إدريس ـ بن ي رد بن مهاليي ل بن قينن بن أن وش‬
‫بن شيث بن آدم أبى البشر عليه السالم‪ ..‬وكان مولده بعد وفاة آدم بمائة س نة وس ت‬
‫وعشرين سنة‪ ،‬فيما ذكره ابن جرير وغيره‪ ..‬وعلى تاريخ أهل الكتاب المتقدم يكون‬
‫وست وأربعون سنة‪ ،‬وكان بينهما عشرة ق رون كم ا‬ ‫ٌ‬ ‫بين مولد نوح وموت آدم مائةٌ‬

‫‪ )(1‬قرب االسناد‪.161 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)226 /11‬‬
‫‪56‬‬
‫صحيحه)(‪)1‬‬
‫قال الحافظ أبو حاتم ابن حبان في‬
‫ي ك ان‬‫ثم ساق حديثا رفعه إلى رسول هللا ‪ ‬أن رجال قال‪ :‬يا رسول هللا أن ب ٌ‬
‫آدم؟ قال‪ :‬نعم مكل ٌم‪ ..‬قال‪ :‬فكم كان بينه وبين نوح؟ قال‪ :‬عشرة قرون)(‪)2‬‬
‫ثم ساق رواية أخرى عن ابن عباس قال‪( :‬كان بين آدم ون وح عش رة ق رون‬
‫كلهم على اإلس الم)(‪ ،)3‬وه ذا كل ه من التفاص يل ال تي ال نعلم م دى ص دقها‪ ،‬وهي‬
‫تتع ارض م ع أح اديث أخ رى كث يرة‪ ،‬ت ذكر أن االنح راف ب دأ من أوالد آدم علي ه‬
‫السالم المباشرين‪ ،‬كما يشير إلى ذلك القرآن الكريم‪.‬‬
‫وقد أقر ابن كثير أن ك ل ذل ك أو أك ثره م روي عن أه ل الكت اب‪ ،‬فق د س اق‬
‫حديثا يرفعونه إلى رسول هللا ‪ ،‬وهو (مكث نو ٌح عليه السالم في قومه ألف سنة ـ‬
‫يعني إال خمسين عاما ـ وغرس مائة س نة الش جر‪ ،‬فعظمت وذهبت ك ل م ذهب‪ ،‬ثم‬
‫قطعها ثم جعلها سفينة‪ ،‬ويمرون عليه ويس خرون من ه‪ ،‬ويقول ون‪ :‬تعم ل س فينة في‬
‫البر كيف تجري؟ قال‪ :‬سوف تعلمون‪ ..‬فلما فرغ ونبع الماء وصار الس كك خش يت‬
‫أم الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا فخرجت به إلى الجبل حتى بلغت ثلث ه‪ ،‬فلم ا‬
‫بلغها الماء خرجت به حتى استوت على الجبل‪ ،‬فلما بلغ الماء رقبته ا رفعت ه بي ديها‬
‫فغرقا‪ ،‬فلو رحم هللا منهم أحدا لرحم أم الصبى!)(‪)4‬‬
‫ديث غ ريبٌ ‪ ،‬وق د روي عن كعب األحب ار‬ ‫ثم عل ق علي ه بقول ه‪( :‬وه ذا ح ٌ‬
‫ومجاهد وغير واحد‪ ،‬ش بيهٌ له ذه القص ة‪ ،‬وأح رى به ذا الح ديث أن يك ون موقوف ا‬
‫متلقى عن مثل كعب األحبار)(‪)5‬‬
‫ومثل ذلك ما ورد من التفاص يل المرتبط ة ب أوالده واألنس اب المتعلق ة به ا‪،‬‬
‫وكلها مما ال دليل عليه‪ ،‬ولألسف فإن علم األنساب قائم عليه ا‪ ،‬م ع ع دم وج ود م ا‬
‫يدل عليها من المصادر المعصومة الموثوقة‪.‬‬
‫ومن األمثلة عنها م ا ع بر عن ه ابن كث ير بقول ه‪( :‬وأم ا ام رأة ن وح وهي أم‬
‫أوالده كلهم‪ :‬وهم حا ٌم وسا ٌم‪ ،‬ويافث‪ ،‬ويام‪ ،‬ويسميه أهل الكتاب كنعان وهو الذي ق د‬
‫غرق‪ ،‬وعابر‪ ،‬فقد ماتت قبل الطوفان‪ ،‬وقيل إنها غرقت مع من غرق‪ ،‬وكانت ممن‬
‫سبق عليه القول لكفرها‪ ..‬وعند أه ل الكت اب أنه ا ك انت في الس فينة‪ ،‬فيحتم ل أنه ا‬
‫كفرت بعد ذلك‪ ،‬أو أنها أنظرت ليوم القيامة)(‪)6‬‬
‫وقال‪( :‬وقد اختلف العلماء في عدة من كان معه في السفينة‪ :‬فعن ابن عب اس‪:‬‬
‫كانوا ثمانين نفس ا معهم نس اؤهم‪ ،‬وعن كعب األحب ار ك انوا اث نين وس بعين نفس ا‪..‬‬
‫‪ )(1‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/74 ،‬‬
‫‪ )(2‬قصص األنبياء البن كثير‪ ،1/74 ،‬وقد علق عليه ابن كثير بقوله‪( :‬وهذا على شرط مسلم ولم يخرجه)‬
‫‪ )(3‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/74 ،‬‬
‫‪ )( 4‬رواه بن جرير وابن أبى حاتم في تقسيريهما من طريق يعقوب بن محمد الزهري‪ ،‬عن قائ د م ولى عب د هللا‬
‫ابن أبي رافع‪ ،‬أن إبراهيم بن عب د ال رحمن بن أبي ربيع ة أخ بره أن عائش ة أم المؤم نين‪ ،‬أخبرت ه‪ .‬وس اق الح ديث‪،‬‬
‫قصص األنبياء البن كثير‪.1/105 ،‬‬
‫‪ )(5‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/105 ،‬‬
‫‪ )(6‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/100 ،‬‬
‫‪57‬‬
‫وقيل كانوا عشرة‪ ..‬وقيل إنما كانوا نوحا وبني ه الثالث ة وكنائن ه األرب ع ب امرأة ي ام‬
‫الذى انخزل وانعزل‪ ،‬وسلك عن طريق النجاة فما عدل إذ عدل)(‪)1‬‬
‫ب ل إنهم ي روون في ذل ك أح اديث عن رس ول هللا ‪ ،‬وأن ه ق ال‪( :‬س ا ٌم أب و‬
‫العرب‪ ،‬وحا ٌم أبو الحبش‪ ،‬ويافث أبو الروم)(‪)2‬‬
‫وفي حديث آخر عن أبي هريرة ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ول د لن وح‪ :‬س ا ٌم‬
‫وحا ٌم ويافث‪ ،‬فولد لسام‪ :‬العرب وفارس والروم والخير فيهم‪ ..‬وولد لي افث‪ :‬ي أجوج‬
‫ومأجوج والترك والصقالبة وال خير فيهم‪ ..‬وولد لحام‪ :‬القبط والبربر والسودان)(‪)3‬‬
‫وم ع مخالف ة الح ديث الص ريحة والواض حة لقول ه تع الى‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا النَّاسُ إِنَّا‬
‫خَ لَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن َذ َك ٍر َوأُ ْنثَى َو َج َع ْلنَا ُك ْم ُشعُوبًا َوقَبَائِ َل لِتَ َع َ‬
‫ارفُوا إِ َّن أَ ْك َر َم ُك ْم ِع ْن َد هَّللا ِ أَ ْتقَ ا ُك ْم﴾‬
‫[الحجرات‪ ،]13 :‬وذلك في اعتباره جنسا كامال من أجناس البش رية‪ ،‬ال خ ير في ه‪،‬‬
‫وهم من يطلق عليهم (ولد يافث)‪ ،‬ويقصد بهم يأجوج ومأجوج والترك والصقالبة‪.‬‬
‫ومع هذه المخالفة الصريحة إال أن ابن كثير التفت في تعليقه عليه إلى السند‪،‬‬
‫ولم يلتفت إلى تل ك المع اني الخط يرة‪ ،‬فق ال‪( :‬ال نعلم ي روى مرفوع ا إال من ه ذا‬
‫الوجه‪ ..‬تفرد به محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه‪ ،‬وقد ح دث عن ه جماع ةٌ من أه ل‬
‫العلم واحتملوا حديثه‪ ..‬ورواه غ يره عن يح يى بن س عيد مرس ال ولم يس نده‪ ،‬وإنم ا‬
‫جعله من قول سعيد‪ ..‬قلت‪ :‬وهذا الذي ذكره أبو عمر‪ ،‬هو المحفوظ عن سعيد قوله‪،‬‬
‫وهكذا روي عن وهب بن منبه مثله وهللا أعلم)(‪)4‬‬
‫بل إن ابن كثير ـ ومثل ه ك ل من أرخ وا لألنبي اء عليهم الس الم ـ يقع ون في‬
‫طامات عظيمة عندما يصورونهم بصورة ال تليق‪ ،‬بل يص ورون أن األنبي اء عليهم‬
‫السالم ليسوا رحمة للبشرية‪ ،‬وإنما سبب نقمتهم‪ ،‬فقد قال‪( :‬وقد ذك ر أن حام ا واق ع‬
‫امرأته في السفينة‪ ،‬فدعا عليه نو ٌح أن تشوه خلق ة نطفت ه‪ ،‬فول د ل ه ول ٌد أس ود وه و‬
‫كنعان بن حام جد السودان‪ ..‬وقيل بل رأى أباه نائم ا وق د ب دت عورت ه فلم يس ترها‬
‫وسترها أخواه‪ ،‬فلهذا دعا عليه أن تغير نطفته‪ ،‬وأن يكون أوالده عبيدا إلخوته)(‪)5‬‬
‫وهكذا نجد في هذه المصادر الكث ير من الخراف ات المبني ة على ه ذه األس س‬
‫الهشة‪ ،‬وهي تتقبل بك ل س هولة‪ ،‬ألن رواته ا ثق اة مفس رون للق رآن الك ريم‪ ،‬ورواة‬
‫للحديث الشريف‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك قول قتادة‪( :‬عمران األرض المقس م أربع ة وعش رون‬
‫ألف فرسخ في مثلها‪ ،‬فالسند والهند من ذلك اثن ا عش ر أل ف فرس خ في مثله ا‪ ،‬وهم‬
‫ولد حام بن نوح‪ ،‬والصين من ذلك ثماني ة آالف فرس خ في مثله ا‪ ،‬وهم ول د ي افث‪،‬‬
‫والروم من ذلك ثالثة آالف فرسخ في مثله ا‪ ،‬والع رب أل ف فرس خ في مثله ا‪ ،‬وهم‬
‫‪ ،)(1‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/100 ،‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذي‪ ،‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/108 ،‬‬
‫‪ )(3‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/109 ،‬‬
‫‪ )(4‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/109 ،‬‬
‫‪ )(5‬قصص األنبياء (‪.)110 /1‬‬
‫‪58‬‬
‫أكثر)(‪)1‬‬ ‫والروم جميعا من ولد سام بن نوح‪ ..‬والخراب‬
‫ومن األمثلة عن هذا في المصادر الشيعية ما ينسب إلى اإلمام العسكري أن ه‬
‫قال‪( :‬عاش نوح عليه الس الم ألفين وخمس مائة س نة‪ ،‬وك ان يوم ا في الس فينة نائم ا‬
‫فهبت ريح فكشفت عورته فضحك حام ويافث فزجرهما سام ونهاهما عن الضحك‪،‬‬
‫وكان كلما عطى سام شيئا تكشفه الريح كشفه حام ويافث‪ ،‬فانتبه ن وح علي ه الس الم‬
‫فرآهم وهم يضحكون‪ ،‬فقال‪ :‬ماهذا؟ فأخبره سام بما ك ان‪ ،‬فرف ع ن وح علي ه الس الم‬
‫ي ده إلى الس ماء ي دعو ويق ول‪ « :‬اللهم غيرم اء ص لب ح ام ح تى ال يول د ل ه إال‬
‫السودان‪ ،‬اللهم غير ماء صلب يافث » فغير هللا ماء صلبيهما‪ ،‬فجميع السودان حيث‬
‫كانوا من حام‪ ،‬وجميع الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج والص ين من ي افث حيث‬
‫كانوا‪ ،‬وجميع البيض سواهم من سام‪ ،‬وقال ن وح علي ه الس الم لح ام وي افث‪ :‬جع ل‬
‫ذريتكما خوال لذرية سام إلى ي وم القيام ة‪ ،‬الن ه ب ر بي وعققتم اني‪ ،‬فال زالت س مة‬
‫عقوقكم ا لي في ذريتكم ا ظ اهرة‪ ،‬وس مة ال بر بي في ذري ة س ام ظ اهرة م ا بقيت‬
‫الدينا)(‪)2‬‬
‫ج ـ ما ورد حول أنساب األنبياء عليهم السالم‪:‬‬
‫والتي ال دليل عليها سوى تلك الرواي ات الممتلئ ة بالغراب ة‪ ،‬ومن أمثلته ا م ا‬
‫ورد في نسب هود عليه السالم‪ ،‬وأنه (ه ود بن ش الخ بن أرفخش ذ بن س ام بن ن وح‬
‫عليه السالم‪ ..‬ويقال إن هودا هو عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن ن وح‪..‬ويق ال‬
‫هود بن عبد هللا بن رباح الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن س ام بن ن وح علي ه‬
‫السالم‪ ..‬وأنه من قبيلة يقال لهم عاد بن عوض بن سام بن نوح)(‪)3‬‬
‫فكل هذه التفاصيل التي ترد في كتب التفسير والحديث وغيرها‪ ،‬ال دليل يدل‬
‫عليها‪ ،‬باإلضافة إلى أنها تصرف عن الحقائق القرآنية‪.‬‬
‫ومثل ذلك م ا ورد ح ول ق وم ه ود علي ه الس الم‪ ،‬و(أنهم قبائ ل كث يرةٌ‪ :‬منهم‬
‫عا ٌد‪ ،‬وثمود‪ ،‬وجرهم‪ ،‬وطس ٌم‪ ،‬وجديس‪ ،‬وأميم‪ ،‬ومدين‪ ،‬وعمالق‪ ،‬وعبيلٌ‪ ،‬وجاس ٌم‪،‬‬
‫وقحطان‪ ،‬وبنو يقطن‪ ،‬وغيرهم‪ ..‬وأن إسماعيل بن إب راهيم عليهم ا الس الم أول من‬
‫تكلم بالعربية الفصيحة البليغة وكان قد أخذ كالم العرب من جرهم الذين نزلوا عن د‬
‫أمه هاجر بالحرم)(‪)4‬‬
‫وهكذا يذكرون أن صالح عليه السالم هو (صالح بن عبد بن ماس ح بن عبي د‬
‫بن حاجر بن ثمود بن عابر بن إرم بن سام بن نوح عليه السالم)‬
‫وي ذكرون أن إب راهيم علي ه الس الم ه و (إب راهيم بن ت ارح بن ن احور بن‬
‫س اروغ بن راع و بن ف الغ بن ع ابر بن ش الح بن أرفخش ذ بن س ام بن ن وح علي ه‬
‫السالم)‬
‫‪ )(1‬المنتظم في تاريخ الملوك واألمم (‪.)129 /1‬‬
‫‪ )(2‬علل الشرائع‪.22 :‬‬
‫‪ ،)(3‬قصص األنبياء البن كثير‪.>.1/120 ،‬‬
‫‪ ،)(4‬قصص األنبياء البن كثير‪.>.1/120 ،‬‬
‫‪59‬‬
‫وال يكتفون بذلك‪ ،‬بل يذكرون أن إخوت ه‪( :‬ه اران (أب و ل وط علي ه الس الم)‪،‬‬
‫وناحور)‪ ،‬وزوجات ه‪( :‬س ارة‪ ،‬وه اجر‪ ،‬وقنط ورا‪ ،‬وحج ون)‪ ،‬وأن من أبنائ ه غ ير‬
‫المذكورين في القرآن الكريم (مدين‪ ،‬وزمران‪ ،‬ويقشان‪ ،‬وسرج‪ ،‬ونشق‪)..‬‬
‫ويذكرون أن لوطا عليه السالم (وهو ابن أخ إبراهيم عليه السالم)‪ :‬ه و ل وط‬
‫بن هاران بن تارح بن ناحور بن س اروغ بن راع و بن ف الغ بن ع ابر بن ش الح بن‬
‫أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السالم‪ ..‬وأن زوجته‪ :‬فالهة‪.‬‬
‫ويذكرون أن شعيب عليه السالم‪ :‬هو ش عيب بن ن ويب بن عيف ا بن م دين بن‬
‫إبراهيم الخليل‪ ،‬ويقال أنه‪ :‬شعيب بن ضيفور بن عيفا بن ثابت بن مدين بن إب راهيم‬
‫الخليل‪.‬‬
‫ويذكرون أن موسى عليه السالم‪ :‬هو موسى بن عمران بن ق اهث بن ع ازر‬
‫بن الوي بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل‪.‬‬
‫وي ذكرون أن ه ارون علي ه الس الم‪ :‬وه و ه ارون بن عم ران بن ق اهث بن‬
‫عازر بن الوي بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل‪.‬‬
‫وي ذكرون أن إلي اس علي ه الس الم‪ :‬وه و إلي اس بن الع ازر بن الع يزار بن‬
‫هارون بن عمران بن ق اهث بن ع ازر بن الوي بن يعق وب بن إس حق بن إب راهيم‬
‫الخليل‪.‬‬
‫ويذكرون أن اليسع عليه السالم‪ :‬وهو اليسع بن عدي بن شوتم بن إف رائيم بن‬
‫يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل‪.‬‬
‫ويذكرون أن داوود عليه السالم‪ :‬وهو داوود بن إيشار بن عويد بن ع ابر بن‬
‫س لمون بن نحش ون بن عمين اذب بن أرم بن حص رون بن ف ارص بن يه وذا بن‬
‫يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل‪.‬‬
‫ويذكرون أن زكريا عليه السالم‪ :‬هو زكريا بن لدن بن مس لم بن ص دوق بن‬
‫حشبان بن داوود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن برخيا بن بلعاطة بن ن احور بن‬
‫شلوم بن بهناشاط بن غينامن بن رحبع ام بن س ليمان بن داوود بن إيش ار بن عوي د‬
‫بن عابر بن س لمون بن نحش ون بن عمين اذب بن أرم بن حص رون بن ف ارص بن‬
‫يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل‪.‬‬
‫ويذكرون أن المسيح عليه السالم‪ :‬هو المس يح عيس ى بن م ريم بنت عم ران‬
‫بن باشم بن أمون بن ميشا بن حزقيا بن احريق بن م وثم بن عزازي ا بن امص يا بن‬
‫ياوش ين احريهو بن يازم بن يهفاشاط بن ايش ا بن إي ان بن رحبع ام بن س ليمان بن‬
‫داوود بن إيشار بن عويد بن ع ابر بن س لمون بن نحش ون بن عمين اذب بن أرم بن‬
‫حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم الخليل‪.‬‬
‫وكل هذه المعلومات المرتبطة بأنس ابهم أو تفاص يل أبن ائهم وأس رهم مم ا لم‬
‫يدل الدليل عليه‪ ،‬ولذلك ك ان الموق ف الس ليم ه و رده ا‪ ،‬أو على األق ل التوق ف في‬
‫شأنها‪..‬‬
‫‪60‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من التفاصيل التي ال حاجة لها‪:‬‬
‫فهي باإلض افة إلى كونه ا ال تس تند ألدل ة علمي ة ص حيحة‪ ،‬نج دها ممل وءة‬
‫بالخرافة والدجل‪ ،‬وهو ما يص رف عن المع اني ال تي أراده ا الق رآن الك ريم‪ ،‬ومن‬
‫النماذج على ذلك‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد حول إدريس عليه السالم‪:‬‬
‫وه و من األنبي اء الك رام الم ذكورين في الق رآن الك ريم‪ ،‬من دون أن ت ذكر‬
‫يس َو َذا ْال ِك ْف ِل ُك ٌّل‬
‫يل َوإِ ْد ِر َ‬ ‫تفاصيل حياتهم على األرض‪ ،‬كما قال تع الى‪َ ﴿ :‬وإِ ْس َم ِ‬
‫اع َ‬
‫ِمنَ الصَّابِ ِرينَ (‪َ )85‬وأَ ْد َخ ْلنَاهُ ْم فِي َرحْ َمتِنَا إِنَّهُ ْم ِمنَ الصَّالِ ِحينَ ﴾ [األنبياء‪،]86 ،85 :‬‬
‫ص دِّيقًا نَبِيًّ ا (‪َ 56‬‬
‫)و َرفَ ْعنَ اهُ َم َكانً ا َعلِيًّ ا ﴾‬ ‫يس إِنَّهُ َك انَ ِ‬ ‫وق ال﴿ َو ْاذ ُك رْ فِي ْال ِكتَ ا ِ‬
‫ب إِ ْد ِر َ‬
‫[مريم‪]57 ،56 :‬‬
‫ولم ن ر من خالل بحثن ا في المص ادر الس نية والش يعية أي رواي ة يمكن‬
‫اعتبارها مقبولة وموافقة للقرآن الكريم موافقة تامة‪ ،‬ألن الكثير منها ي ذكر تفاص يل‬
‫كثيرة‪ ،‬وبعضها غ ريب ج دا‪ ،‬وس نذكر هن ا أمثل ة عن ذل ك من غ ير اعتباره ا من‬
‫األحاديث المقبولة‪.‬‬
‫وأوله ا م ا ذك ره المؤرخ ون لحيات ه أن اس مه (خن وخ)‪ ،‬ويس مونه (ه رمس‬
‫الهرامسة)وأنه في عمود نسب رسول هللا ‪ ،‬وأنه أول ب ني آدم أعطي النب وة بع د‬
‫آدم وش يث عليهم ا الس الم‪ ..‬وأن ه أول من خ ط ب القلم‪ ..‬وأن ه أدرك من حي اة آدم‬
‫ثالثمائة سنة وثماني سنين‪ ..‬وأنه المشار إليه في حديث رس ول هللا ‪ ‬عن دما س ئل‬
‫ي يخط به فمن واف ق خط ه ف ذاك)(‪ ..)1‬وغيره ا‬ ‫عن الخط بالرمل فقال‪( :‬إنه كان نب ٌ‬
‫من البيانات الكثيرة المرتبطة بحياته‪ ،‬والتي لم يدل الدليل عليها‪.‬‬
‫ومم ا يمكن إدراج ه في ه ذا الب اب م ا روي عن اإلم ام الب اقر من القص ة‬
‫الطويلة عن حياته‪ ،‬والتي ال يمكن الوثوق بما ورد فيها جميع ا‪ ،‬فق د نس ب إلي ه أن ه‬
‫قال‪( :‬كان نب ّوة إدريس عليه السالم أنه كان في زمنه ملك جبّار وأنّه ركب ذات يوم‬
‫في بعض نزهة‪ ،‬فم ّر بأرض خض رة نض رة لعب د م ؤمن فأعجبت ه‪ ،‬فس أل وزراءه‬
‫لمن هذه؟ فقالوا‪ :‬لفالن‪ ،‬فدعا به‪ ،‬فقال له‪ :‬أمتعني بأرضك هذه‪ ،‬فقال‪ :‬عيالي أح وج‬
‫إليها منك‪ ،‬فغضب الملك وانصرف إلى أهله‪ ..‬وكانت له ام رأة يش اورها في األم ر‬
‫إذا نزل به‪ ،‬فخرجت إلي ه ف رأت في وجه ه الغض ب‪ ،‬فق الت‪ :‬أيّه ا المل ك انّم ا يغتم‬
‫ويأسف من ال يقدر على التّغيير‪ ،‬ف ان كنت تك ره أن تقتل ه بغ ير حج ة‪ ،‬فأن ا أكفي ك‬
‫أمره وأصيّر أرضه بيدك بحجة لك فيها العذر عند أه ل مملكت ك‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا هي؟‪..‬‬
‫قالت‪ :‬أبعث أقواما ً من أصحابي حتى ياتوك ب ه‪ ،‬فيش هدون ل ك علي ه عن دك أنّ ه ق د‬
‫برئ من دينكم‪ ،‬فيجوز لك قتله وأخذ أرضه‪ ،‬ق ال‪ :‬ف افعلي وك ان أهله ا ي رون قت ل‬
‫المؤمنين‪ ،‬فأمرتهم بذلك‪ ،‬فشهدوا علي ه أنّ ه ب رئ من دين المل ك‪ ،‬فقتل ه واس تخلص‬
‫أرضه‪ ،‬فغضب هللا تع الى للم ؤمن ف أوحى إلى إدريس علي ه الس الم أن ائت عب دي‬
‫‪ ،)(1‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/71 ،‬‬
‫‪61‬‬
‫الجبار فقل له‪ :‬أما رضيت أن قتلت عبدي الم ؤمن ظلم ا ً ح تى استخلص ت أرض ه‪،‬‬
‫ألنتقمن له منك في اآلجل‪ ،‬وألسلبنّك‬
‫ّ‬ ‫فأحوجت عياله من بعده وأجعتهم‪ ،‬أما وع ّزتي‬
‫ّ‬
‫وألطعمن الكالب ولحمك‪ ،‬فقد غرّك حلمي‪.‬‬ ‫ملكك في العاجل‪،‬‬
‫فأتاه إدريس عليه السالم برسالة ربّه‪ ،‬وهو في مجلسه وحوله أصحابه‪ ،‬فق ال‬
‫الجبار‪ :‬اخرج عنّي يا إدريس‪ ،‬ثم أخ بر امرأت ه بم ا ج اء ب ه إدريس علي ه الس الم‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ال تهولنّك رسالة إدريس أنا أرسل إليه من يقتله وأكفيك أمره‪ ،‬وك ان إلدريس‬
‫عليه السالم أصحاب مؤمنون يأنسون به ويأنس بهم‪ ،‬ف أخبرهم ب وحى هللا ورس الته‬
‫إلى الجبّار‪ ،‬فخافوا على إدريس منه‪.‬‬
‫ثم بعثت ام رأة الجب ار أربعين رجالً ليقتل وا إدريس‪ ،‬ف أتوه فلم يج دوه في‬
‫مجلسه‪ ،‬فانصرفوا ورآهم أصحاب إدريس‪ ،‬فأحسّوا بأنّهم يريدون قتل إدريس علي ه‬
‫السالم‪ ،‬فتفرّقوا في طلب ه وق الوا ل ه‪ :‬خ ذ ح ذرك ي ا إدريس‪ ،‬فتنحّى عن القري ة من‬
‫يومه ذلك ومعه نفر من أصحابه‪ ،‬فل ّما كان في السّحر ناجى ربه‪ ،‬فأوحى هللا إليه أن‬
‫الس ماء على‬ ‫تن ّح عنه وخلّني وإياه‪ ،‬فق ال إدريس علي ه الس الم‪ :‬أس ألك أن ال تمط ر ّ‬
‫أهل هذه القرية‪ ،‬وإن خرجت وجهدوا وجاعوا‪ ،‬قال هللا تع الى‪ :‬إنّي ق د أعطيت ك م ا‬
‫سألته‪ ،‬فأخبر إدريس أص حابه بم ا س أل هللا من حبس المط ر عليهم وعنهم‪ ،‬وق ال‪:‬‬
‫اخرجوا من هذه القرية إلى غيرها من القرى‪ ،‬فتفرقوا وشاع الخبر بما سأل إدريس‬
‫عليه السالم ربّه‪.‬‬
‫وتنحّى إدريس إلى كه ف في جب ل ش اهق‪ ،‬وظه ر في المدين ة جب ار آخ ر‪،‬‬
‫فسلب مل ك األول وقتل ه وأطعم الكالب لحم ه ولحم امرأت ه‪ ،‬فمكث وا بع د إدريس لم‬
‫إن ال ذي ن زل بن ا‬ ‫تمطر السماء عليهم‪ ،‬فلما جهدوا ومشى بعضهم إلى بعض قالوا‪ّ :‬‬
‫مما ترون بسؤال إدريس عليه الس الم ربّ ه‪ ،‬وق د تنحّى عنّ ا وال علم لن ا بموض عه‪،‬‬
‫وهللا أرحم بن ا من ه‪ ،‬ف أجمعوا أم رهم على أن يتوب وا إلى هللا تع الى‪ ،‬فق اموا على‬
‫الرّم اد‪ ،‬ولبس وا المس وح‪ ،‬وحثّ وا على رؤوس هم التّ راب‪ ،‬وع ّج وا إلى هللا بالتّوب ة‬
‫واالستغفار والبكاء والتّضرع إليه‪.‬‬
‫ومض ى إدريس ح تى جلس على موض ع مدين ة الجبّ ار األول وهي ت لّ‪،‬‬
‫فاجتمع إليه الناس من أهل قريته‪ ،‬فقالوا مسّنا الجوع والجهد في هذه العشرين سنة‪،‬‬
‫فادع هللا تعالى لنا أن يمطر علينا‪ ،‬ق ال إدريس علي ه الس الم‪ :‬ال أدع وا حتّى ي أتيني‬
‫جبّاركم وجميع أهل قريتكم مشاة حفاة‪ ،‬فبلغ الجبار قول ه‪ ،‬فبعث إلي ه أربعين رج ا ًل‬
‫يأتوه بادريس‪ ،‬فأتوه وعنفوا به‪ ،‬فدعا عليهم فماتوا‪ ،‬فبل غ الجب ار الخ بر‪ ،‬فبعث إلي ه‬
‫إن الملك بعثنا إليك لن ذهب ب ك إلي ه‪ ،‬فق ال لهم‬ ‫خمسمائة رجل‪ ،‬فقالوا له‪ :‬يا إدريس ّ‬
‫إدريس عليه السالم‪ :‬انظروا إلى مصارع أصحابكم قالوا‪ :‬متنا بالجوع ف ارحم وادع‬
‫هللا أن يمطر علينا فقال‪ :‬حتّى يأتي الجبار‪ ،‬ثم إنهم س ألوا الجبّ ار أن يمض ي معهم‪،‬‬
‫فأتوه وقفوا بين يديه خاضعين‪ ،‬فقال إدريس عليه الس الم‪ :‬اآلن‪ ،‬فنعم‪ ..‬فس أل هللا أن‬

‫‪62‬‬
‫عليهم)(‪)1‬‬ ‫يمطر عليهم فاظلّتهم سحابة من السّماء‪ ،‬فارعدت وأبرقت وهطلت‬
‫ومن اآلث ار ال واردة في ذل ك‪ ،‬وال تي ن رى التوق ف فيه ا م ا ينس ب إلى ابن‬
‫عبّاس أنه قال‪( :‬كان إدريس النّب ّي صلوات هللا عليه يسيح النّهار ويص ومه‪ ،‬وي بيت‬
‫الص الح‬ ‫حيث ما جنّه اللّيل‪ ،‬ويأتيه رزقه حيث ما أفطر‪ ،‬وكان يصعد ل ه من العم ل ّ‬
‫مثل ما يصعد ألهل األرض كلّهم‪ ،‬فسأل مل ك الم وت ربّ ه في زي ارة إدريس علي ه‬
‫السالم وأن يسلّم عليه‪ ،‬فأذن له فنزل وأتاه‪ ،‬فقال‪ :‬إنّي أريد أن أصحبك‪ ،‬فأكون معك‬
‫فص حبه‪ ،‬وكان ا يس يحان النّه ار ويص ومانه‪ ،‬ف إذا جنّهم ا اللّي ل أتى إدريس فط ره‬
‫فيأكل‪ ،‬ويدعو ملك الموت إليه فيقول‪ :‬ال حاجة لي فيه‪ ،‬ثم يقومان يص لّيان وإدريس‬
‫يفتر وينام‪ ،‬وملك الموت يصلّي وال ينام وال يفتر‪ ،‬فمكث ا ب ذلك أيّ ام‪ ..‬ثم إنّهم ا م رّا‬
‫بقطيع غنم وكرم قد أينع‪ ،‬فقال ملك الموت‪ :‬هل ل ك أن تأخ ذ من ذل ك حمال‪ ،‬أو من‬
‫هذا عناقيد فتفطر عليه؟ فقال‪ :‬سبحان هللا أدعوك إلى ما لي فت أبى‪ ،‬فكي ف ت دعوني‬
‫إلى مال الغير؟‪ ..‬ثم قال إدريس عليه السالم‪ :‬قد صحبتني وأحسنت فيما بيني وبينك‬
‫من أنت؟ قال‪ :‬أن ا مل ك الم وت ق ال إدريس‪ :‬لي إلي ك حاج ة فق ال‪ :‬وم ا هي؟ ق ال‪:‬‬
‫تصعد بي إلى السّماء فاستأذن ملك الموت ربّه في ذلك‪ ،‬فأذن له فحمله على جناح ه‬
‫إن لي إليك حاجة أخرى ق ال‪:‬‬ ‫فصعد به إلى السّماء‪ ..‬ثم قال له إدريس عليه السالم‪ّ :‬‬
‫وما هي؟ قال‪ :‬بلغني من الموت ش دة ف أحبّ أن ت ذيقني من ه طرف ا ً ف انظر ه و كم ا‬
‫بلغني؟ فاستأذن ربّه له‪ ،‬فأخذ بنفسه ساعة ثم خلّى عنه فق ال ل ه‪ :‬كي ف رأيت؟ ق ال‪:‬‬
‫بلغني عنه شدة‪ ،‬وأنّه ألش ّد م ّما بلغني ولي إليك حاجة اُخ رى تري ني النّ ار فاس تأذن‬
‫ملك الموت ص احب النّ ار‪ ،‬ففتح ل ه‪ ،‬فلم ا رآه ا إدريس علي ه الس الم س قط مغش يّا ً‬
‫عليه‪ ..‬ثم قال له‪ :‬لي إليك حاجة اُخرى تريني الجنّ ة‪ ،‬فاس تأذن مل ك الم وت خ ازن‬
‫إن هللا تع الى‬ ‫الجنّة فدخلها فل ّما نظر إليها قال‪ :‬يا ملك الموت م ا كنت ألخ رج منه ا ّ‬
‫ت﴾ [آل عمران‪ ،]185 :‬وقد ذقت ه ويق ول‪َ ﴿ :‬وإِ ْن ِم ْن ُك ْم إِاَّل‬ ‫س َذائِقَةُ ْال َموْ ِ‬
‫يقول‪ُ ﴿ :‬كلُّ نَ ْف ٍ‬
‫﴿و َم ا هُ ْم ِم ْنهَ ا بِ ُم ْخ َر ِجينَ ﴾‬
‫ار ُدهَ ا﴾ [م ريم‪ ،]71 :‬وق د وردته ا ويق ول في الجنّ ة‪َ :‬‬ ‫َو ِ‬
‫[الحجر‪)2()]48 :‬‬
‫ب ـ ما ورد من التفاصيل حول العقوبات اإللهية‪:‬‬
‫ذلك أن الق رآن الك ريم وص فها بم ا يكفي للتنف ير عنه ا‪ ،‬والمبالغ ة في ذل ك‪،‬‬
‫تؤدي عكس المقصود منها‪:‬‬
‫ومن األمثلة عن ذلك ما يروى عن رسول هللا ‪ ‬أن ه ق ال‪( :‬م ا فتح هللا على‬
‫عاد من الريح التي أهلكوا بها إال مثل موضع الخاتم‪ ،‬فم رت بأه ل البادي ة فحملتهم‬
‫ومواش يهم فجعلتهم بين الس ماء واألرض‪ ،‬فلم ا رأى ذل ك أه ل الحاض رة من ع اد‬
‫الريح وما فيها قالوا هذا عارض ممطرنا‪ ،‬فألقت أه ل البادي ة ومواش يهم على أه ل‬
‫الحاضرة)(‪)3‬‬
‫‪ )(1‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪ ،71‬كمال الدين للصدوق ص‪.127‬‬
‫‪ )(2‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.77‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن عساكر والطبراني في الكبير‪ ،‬كنز العمال (‪.)41 /2‬‬
‫‪63‬‬
‫وقريب من ه ق ول بعض هم‪( :‬فل ّم ا غض ب هللا عليهم وعت وا على هللا‪ ،‬وك انوا‬
‫أصحاب األوثان يعبدونها من دون هللا‪ ،‬فأرسل هللا عليهم الريّح العقيم وانّم ا س ميت‬
‫العقيم ألنّها تلقحت بالعذاب‪ ،‬وعقمت عن الرّحمة‪ ،‬وطحنت تلك القصور والحصون‬
‫والمدائن والمصانع حتّى عاد ذلك كلّه رمالً دقيق ا ً تس فيه ال رّيح‪ ،‬وك ان تل ك ال رّيح‬
‫ترف ع الرّج ال والنّس اء‪ ،‬فتهب بهم ص عدا‪ ،‬ثم ت رمي بهم من الج ّو فيقع ون على‬
‫رؤوسهم من ّكسين)(‪)1‬‬
‫ج ـ ما ورد من التفاصيل حول تعيين الذبيح‪:‬‬
‫وهي الروايات التي تفسر قول ه تع الى حاكي ا عن إب راهيم علي ه الس الم بع د‬
‫ال إِنِّي َذا ِهبٌ إِلَى َربِّي َسيَ ْه ِدي ِن (‪َ )99‬ربِّ هَبْ لِي ِمنَ‬ ‫معاناته الشديدة مع قومه‪َ ﴿ :‬وقَ َ‬
‫َ‬
‫ي إِنِّي أ َرى‬ ‫الصَّالِ ِحينَ (‪)100‬فَبَ َّشرْ نَاهُ بِ ُغاَل ٍم َحلِ ٍيم (‪)101‬فَلَ َّما بَلَ َغ َم َعهُ ال َّسع َ‬
‫ْي قَ َ‬
‫ال يَابُنَ َّ‬
‫ت ا ْف َعلْ َما تُ ْؤ َم ُر َست َِج ُدنِي إِ ْن َش ا َء هَّللا ُ‬ ‫ال يَاأَبَ ِ‬
‫ك فَا ْنظُرْ َما َذا تَ َرى قَ َ‬ ‫فِي ْال َمن َِام أَنِّي أَ ْذبَ ُح َ‬
‫ِمنَ الصَّابِ ِرينَ ﴾ [الصافات‪]102 - 99 :‬‬
‫ومع أن هذه اآليات واضحة في الداللة على أن المقصود منه ا ه و إس ماعيل‬
‫عليه السالم إال أن الكثير من الروايات تتملص من تلك الدالل ة القرآني ة الواض حة‪،‬‬
‫لتنص على أن المراد هو إسحاق عليه السالم‪ ،‬كما تنص كتب أهل الكتاب‪.‬‬
‫وقد مهد الطبري للروايات التي استند لها في هذا القول بقوله‪..( :‬وك ان فيم ا‬
‫ذكر أن إبراهيم نذر حين بشرته المالئكة بإسحاق ولدا أن يجعله إذا ولدت ه س ارة هلل‬
‫ذبيحا‪ ،‬فلما بلغ إسحاق م ع أبي ه الس عي أري إب راهيم في المن ام‪ ،‬فقي ل ل ه‪ :‬أوف هلل‬
‫بنذرك‪ ،‬ورؤيا األنبياء يقين‪ ،‬فلذلك مضى لما رأى في المنام‪ ،‬وقال ل ه ابن ه إس حاق‬
‫ما قال)(‪)2‬‬
‫ثم ذكر من الروايات التي تدل على هذا رواية عن السدي‪ ،‬يق ول فيه ا‪( :‬ق ال‬
‫جبرائيل لسارة‪ :‬أبشري بول د اس مه إس حاق‪ ،‬ومن وراء إس حاق يعق وب‪ ،‬فض ربت‬
‫جبهتها عجبا‪ ..‬قالت سارة لجبريل‪ :‬ما آي ة ذل ك؟ فأخ ذ بي ده ع ودا يابس ا‪ ،‬فل واه بين‬
‫أص ابعه‪ ،‬ف اهتز أخض ر‪ ،‬فق ال إب راهيم‪ :‬ه و هلل إذن ذبيح‪ ،‬فلم ا ك بر إس حاق أتي‬
‫إبراهيم في النوم‪ ،‬فقيل له‪ :‬أوف بنذرك الذي نذرت‪ ،‬إن هللا رزقك غالم ا من س ارة‬
‫أن تذبحه‪ ،‬فقال إلسحاق‪ :‬انطلق نقرب قربانا إلى هللا‪ ،‬وأخ ذ س كينا وحبال ثم انطل ق‬
‫ي إِنِّي‬ ‫ال يَ ابُنَ َّ‬‫معه حتى إذا ذهب به بين الجبال قال له الغالم‪ :‬يا أبت أين قربانك؟ ﴿قَ َ‬
‫ت ا ْف َع لْ َم ا تُ ْؤ َم ُر َس تَ ِج ُدنِي إِ ْن‬ ‫ال يَ اأَبَ ِ‬ ‫أَ َرى فِي ْال َمن َِام أَنِّي أَ ْذبَحُكَ فَا ْنظُرْ َما َذا ت ََرى قَ َ‬
‫الص ابِ ِرينَ (‪[ ﴾)102‬الص افات‪ ]102 :‬فق ال ل ه إس حاق‪ :‬ي ا أبت أش دد‬ ‫َّ‬ ‫َشا َء هَّللا ُ ِمنَ‬
‫رباطي حتى ال أضطرب‪ ،‬واكفف عني ثيابك حتى ال ينتضح عليها من دمي شيء‪،‬‬
‫فتراه سارة فتحزن‪ ،‬وأسرع مر السكين على حلقي؛ ليكون أهون للم وت علي‪ ،‬ف إذا‬
‫أتيت سارة فاقرأ عليها مني السالم‪ ،‬فأقبل عليه إبراهيم يقبله وق د ربط ه وه و يبكي‬

‫‪ )(1‬قصص األنبياء للراوندي‪.1/86 ،‬‬


‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)74 /21‬‬
‫‪64‬‬
‫وإسحاق يبكي‪ ،‬حتى استنقع الدموع تحت خد إسحاق‪ ،‬ثم إنه جر السكين على حلقه‪،‬‬
‫فلم تحك السكين‪ ،‬وضرب هللا صفيحة من النحاس على حلق إسحاق‪ ،‬فلما رأى ذلك‬
‫ضرب به على جبينه‪ ،‬وحز من قفاه‪ ،‬فذلك قوله (فلم ا أس لما)يق ول‪ :‬س لما هلل األم ر‬
‫(وتله للجبين)فنودي يا إبراهيم (قد صدقت الرؤيا)بالحق ف التفت ف إذا بكبش‪ ،‬فأخ ذه‬
‫وخلى عن ابنه‪ ،‬فأكب على ابنه يقبله‪ ،‬وه و يق ول‪ :‬الي وم ي ا ب ني وهبت لي؛ فل ذلك‬
‫يقول هللا‪( :‬وف ديناه ب ذبح عظيم)فرج ع إلى س ارة فأخبره ا الخ بر‪ ،‬فج زعت س ارة‬
‫وقالت‪ :‬يا إبراهيم أردت أن تذبح ابني وال تعلمني!)(‪)1‬‬
‫وروى عن عبد هللا بن عمير قال‪( :‬قال موسى‪ :‬يا رب يقولون يا إله إب راهيم‬
‫وإسحاق ويعقوب‪ ،‬فبم قالوا ذلك؟ قال‪ :‬إن إبراهيم لم يعدل بي شيئا قط إال اخت ارني‬
‫عليه‪ ،‬وإن إسحاق جاد لي بالذبح‪ ،‬وهو بغير ذلك أجود‪ ،‬وإن يعقوب كلما زدته بالء‬
‫زادني حسن ظن)(‪)2‬‬
‫وروى عن عمرو بن أبي سفيان بن أس يد بن حارث ة الثقفي‪ ،‬أخ بره أن كعب ا‬
‫قال ألبي هريرة‪ :‬أال أخبرك عن إس حاق بن إب راهيم الن بي؟ ق ال أب و هري رة‪ :‬بلى‪،‬‬
‫قال كعب‪ :‬لما رأى إبراهيم ذبح إسحاق‪ ،‬قال الشيطان‪ :‬وهللا لئن لم أفتن عند ه ذا آل‬
‫إبراهيم ال أفتن أحدا منهم أبدا‪ ،‬فتمثل الش يطان لهم رجال يعرفون ه‪ ،‬فأقب ل ح تى إذا‬
‫خرج إبراهيم بإسحاق ليذبحه دخل على سارة امرأة إبراهيم‪ ،‬فق ال له ا‪ :‬أين أص بح‬
‫إبراهيم غاديا بإسحاق؟ قالت سارة‪ :‬غ دا لبعض حاجت ه‪ ،‬ق ال الش يطان‪ :‬ال وهللا م ا‬
‫لذلك غدا به‪ ،‬قالت سارة‪ :‬فلم غدا به؟ قال‪ :‬غدا به ليذبحه! قالت سارة‪ :‬ليس من ذلك‬
‫شيء‪ ،‬لم يكن ليذبح ابنه! قال الشيطان‪ :‬بلى وهللا! قالت سارة‪ :‬فلم يذبحه؟ قال‪ :‬زعم‬
‫أن ربه أمره بذلك؛ قالت سارة‪ :‬فهذا أحسن بأن يطيع ربه إن كان أمره بذلك‪ .‬فخرج‬
‫الشيطان من عند س ارة ح تى أدرك إس حاق وه و يمش ي على إث ر أبي ه‪ ،‬فق ال‪ :‬أين‬
‫أصبح أبوك غاديا بك؟ قال‪ :‬غدا بي لبعض حاجته‪ ،‬قال الشيطان‪ :‬ال وهللا ما غدا بك‬
‫لبعض حاجته‪ ،‬ولكن غدا بك ليذبحك‪ ،‬قال إسحاق‪ :‬ما كان أبي ليذبحني! ق ال‪ :‬بلى؛‬
‫قال‪ :‬لم؟ قال‪ :‬زعم أن ربه أمره بذلك؛ قال إس حاق‪ :‬فوهللا لئن أم ره ب ذلك ليطيعن ه‪،‬‬
‫قال‪ :‬فتركه الشيطان وأس رع إلى إب راهيم‪ ،‬فق ال‪ :‬أين أص بحت غادي ا بابن ك؟ ق ال‪:‬‬
‫غدوت به لبعض حاجتي‪ ،‬قال‪ :‬أما وهللا م ا غ دوت ب ه إال لتذبح ه‪ ،‬ق ال‪ :‬لم أذبح ه؟‬
‫قال‪ :‬زعمت أن ربك أمرك بذلك؛ قال‪ :‬هللا فوهللا لئن كان أمرني ب ذلك ربي ألفعلن؛‬
‫قال‪ :‬فلما أخذ إبراهيم إسحاق ليذبحه وسلم إسحاق‪ ،‬أعفاه هللا وفداه بذبح عظيم‪ ،‬ق ال‬
‫إبراهيم إلس حاق‪ :‬قم أي ب ني‪ ،‬ف إن هللا ق د أعف اك؛ وأوحى هللا إلى إس حاق‪ :‬إني ق د‬
‫أعطيتك دعوة أستجيب لك فيها؛ ق ال‪ ،‬ق ال إس حاق‪ :‬اللهم إني أدع وك أن تس تجيب‬
‫لي‪ ،‬أيما عبد لقيك من األولين واآلخرين ال يشرك بك شيئا‪ ،‬فأدخله الجنة (‪.)3‬‬
‫وروى عن أبي هريرة‪ ،‬عن كعب األحب ار أن ال ذي أم ر إب راهيم بذبح ه من‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)75 /21‬‬
‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)80 /21‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الطبري (‪.)81 /21‬‬
‫‪65‬‬
‫ابنيه إسحاق‪ ،‬وأن هللا لما فرج ل ه والبن ه من البالء العظيم ال ذي ك ان في ه‪ ،‬ق ال هللا‬
‫إلسحاق‪ :‬إني قد أعطيتك بصبرك ألمري دعوة أعطيك فيها ما سألت‪ ،‬فسلني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫رب أسألك أن ال تعذب عبدا من عبادك لقي ك وه و ي ؤمن ب ك‪ ،‬فك انت تل ك مس ألته‬
‫التي سأل(‪.)1‬‬
‫وقد حكى الطبري وغيره هذا القول عن أعالم السلف كابن عب اس وعب د هللا‬
‫بن مس عود وأبي هري رة وغ يرهم من الص حابة‪ ،‬باإلض افة ألك ثر من عش رة من‬
‫سادات التابعين(‪.)2‬‬
‫وبعد أن حكى األقوال المختلف ة في ه ذا عقب عليه ا مرجح ا بقول ه‪( :‬وأولى‬
‫القولين بالصواب في المفدي من اب ني إب راهيم خلي ل ال رحمن على ظ اهر التنزي ل‬
‫َظ ٍيم﴾ [الص افات‪]107 :‬‬ ‫ْح ع ِ‬‫﴿وفَ َد ْينَاهُ بِ ِذب ٍ‬ ‫ق ول من ق ال‪ :‬ه و إس حاق‪ ،‬ألن هللا ق ال‪َ :‬‬
‫فذكر أنه فدى الغالم الحليم الذي بشر به إبراهيم حين سأله أن يهب له ول دا ص الحا‬
‫الص الِ ِحينَ ﴾ [الص افات‪ ]100 :‬ف إذ ك ان‬ ‫َّ‬ ‫من الص الحين‪ ،‬فق ال‪َ ﴿ :‬ربِّ هَبْ لِي ِمنَ‬
‫المفدي بالذبح من ابنيه هو المبشر ب ه‪ ،‬وك ان هللا تب ارك اس مه ق د بين في كتاب ه أن‬
‫الذي بشر به هو إس حاق‪ ،‬ومن وراء إس حاق يعق وب‪ ،‬فق ال ج ل ثن اؤه‪﴿ :‬فَبَ َّش رْ نَاهَا‬
‫وب ﴾ [هود‪ ]71 :‬وك ان في ك ل موض ع من الق رآن‬ ‫ق يَ ْعقُ َ‬
‫ق َو ِم ْن َو َرا ِء إِ ْس َحا َ‬
‫ْحا َ‬
‫بِإِس َ‬
‫ذكر تبشيره إياه بولد‪ ،‬فإنما هو معني ب ه إس حاق‪ ،‬ك ان بين ا أن تبش يره إي اه بقول ه‪:‬‬
‫﴿فَبَ َّش رْ نَاهُ بِ ُغاَل ٍم َحلِ ٍيم﴾ [الص افات‪ ]101 :‬في ه ذا الموض ع نح و س ائر أخب اره في‬
‫غيره من آيات القرآن‪ .‬وبعد‪ :‬فإن هللا أخبر ج ل ثن اؤه في ه ذه اآلي ة عن خليل ه أن ه‬
‫بشره بالغالم الحليم عن مسألته إياه أن يهب له من الصالحين‪ ،‬ومعلوم أن ه لم يس أله‬
‫ذلك إال في حال لم يكن له فيه ولد من الصالحين‪ ،‬ألنه لم يكن ل ه من ابني ه إال إم ام‬
‫الصالحين‪ ،‬وغير موهم منه أن يكون سأل ربه في هبة ما قد كان أعطاه ووهبه ل ه‪.‬‬
‫فإذ كان ذلك كذلك فمعلوم أن الذي ذكر تعالى ذكره في هذا الموضع هو ال ذي ذك ر‬
‫في سائر القرآن أنه بشره به وذلك ال شك أنه إس حاق‪ ،‬إذ ك ان المف دي ه و المبش ر‬
‫به)(‪)3‬‬
‫وم ع ق وة األدل ة ال تي اس تدل به ا الق ائلون ب أن المف دى ه و إس ماعيل علي ه‬
‫الس الم‪ ،‬لدالل ة الق رآن الك ريم عليه ا إال أن الط بري‪ ،‬راح يفن دها م ع وض وحها‬
‫الشديد‪ ،‬فقال‪( :‬وأما الذي اعتل به من اعتل في أن ه إس ماعيل‪ ،‬أن هللا ق د ك ان وع د‬
‫إبراهيم أن يكون له من إسحاق ابن ابن‪ ،‬فلم يكن جائزا أن ي أمره بذبح ه م ع الوع د‬
‫الذي قد تقدم‪ ،‬فإن هللا إنما أمره بذبحه بعد أن بلغ معه السعي‪ ،‬وتلك حال غير ممكن‬
‫أن يكون قد ولد إلسحاق فيها أوالد‪ ،‬فكيف الواح د؟ وأم ا اعتالل من اعت ل ب أن هللا‬
‫َّ‬
‫الص الِ ِحينَ ﴾‬ ‫ق نَبِيًّ ا ِمنَ‬
‫﴿وبَ َّش رْ نَاهُ بِإِ ْس َحا َ‬
‫أتبع قص ة المف دي من ول د إب راهيم بقول ه َ‬
‫[الصافات‪ ]112 :‬ولو كان المفدي هو إسحاق لم يبشر به بعد‪ ،‬وقد ول د‪ ،‬وبل غ مع ه‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)82 /21‬‬
‫‪ )(2‬انظر‪ :‬تفسير الطبري (‪)79 /21‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الطبري (‪.)86 /21‬‬
‫‪66‬‬
‫السعي‪ ،‬فإن البشارة بنب وه إس حاق من هللا فيم ا ج اءت ب ه األخب ار ج اءت إب راهيم‬
‫وإسحاق بعد أن فدي تكرمة من هللا ل ه على ص بره ألم ر رب ه فيم ا امتحن ه ب ه من‬
‫الذبح‪ ،‬وقد تقدمت الرواية قبل عمن قال ذلك‪ .‬وأما اعتالل من اعتل بأن قرن الكبش‬
‫كان معلقا في الكعبة فغير مستحيل أن يكون حمل من الش ام إلى الكعب ة‪ .‬وق د روي‬
‫عن جماعة من أهل العلم أن إبراهيم إنما أمر ب ذبح ابن ه إس حاق بالش ام‪ ،‬وبه ا أراد‬
‫ذبحه)(‪)1‬‬
‫ج ـ ما ورد من التفاصيل حول داود وطالوت‪:‬‬
‫يل ِم ْن‬ ‫وهي الروايات المفسرة لقوله تع الى‪﴿ :‬أَلَ ْم تَ َر إِلَى ال َمإَل ِ ِم ْن بَنِي إِ ْس َرائِ َ‬
‫ْ‬
‫َس ْيتُ ْم إِ ْن‬
‫ال هَ لْ ع َ‬ ‫يل هَّللا ِ قَ َ‬‫ث لَنَ ا َملِ ًك ا نُقَاتِ لْ فِي َس بِ ِ‬ ‫بَ ْع ِد ُمو َسى إِ ْذ قَالُوا لِنَبِ ٍّي لَهُ ُم ا ْب َع ْ‬
‫يل هَّللا ِ َوقَ ْد أُ ْخ ِرجْ نَ ا ِم ْن‬ ‫ب َعلَ ْي ُك ُم ْالقِتَا ُل أَاَّل تُقَاتِلُوا قَ الُوا َو َم ا لَنَ ا أَاَّل نُقَاتِ َل فِي َس بِ ِ‬ ‫ُكتِ َ‬
‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ب َعلَ ْي ِه ُم القِتَ ا ُل ت ََولَّوْ ا إِاَّل قَلِياًل ِم ْنهُ ْم َوهَّللا ُ َعلِي ٌم بِالظالِ ِمينَ (‬ ‫َ‬
‫ارنَ ا َوأ ْبنَائِنَ ا فَلَ َّما ُكتِ َ‬ ‫ِديَ ِ‬
‫‪[ ﴾)246‬البقرة‪]247 ،246 :‬‬
‫وقد اختار هللا لهم ذلك الملك الحكيم القوي ال ذي يمكن ه أن ي ؤدي ه ذا ال دور‬
‫ث لَ ُك ْم طَالُوتَ َملِ ًك ا﴾ [البق رة‪:‬‬ ‫بأحسن وجه‪ ،‬قال تعالى‪َ ﴿ :‬وقَا َل لَهُ ْم نَبِيُّهُ ْم إِ َّن هَّللا َ قَ ْد بَ َع َ‬
‫‪]247‬‬
‫لكن بني إسرائيل لم يعجبهم اختيار هللا‪ ،‬فاعترضوا عليه‪ ،‬ق ال تع الى‪﴿ :‬قَ الُوا‬
‫ال﴾ [البق رة‪:‬‬ ‫ك ِم ْنهُ َولَ ْم يُ ْؤتَ َس َعةً ِمنَ ْال َم ِ‬ ‫ق بِ ْال ُم ْل ِ‬ ‫ك َعلَ ْينَا َونَحْ نُ أَ َح ُّ‬ ‫أَنَّى يَ ُكونُ لَهُ ْال ُم ْل ُ‬
‫‪]247‬‬
‫وقد رد هللا عليهم ب أن هللا ه و ال ذي اص طفاه‪ ،‬وف وق ذل ك آت اه من مقوم ات‬
‫اص طَفَاهُ‬ ‫ال إِ َّن هَّللا َ ْ‬ ‫الحاكم ما يستطيع أن يؤدي دوره بأحسن الوجوه‪ ،‬قال تع الى‪﴿ :‬قَ َ‬
‫اس ٌع َعلِي ٌم﴾‬ ‫َعلَ ْي ُك ْم َوزَا َدهُ بَ ْس طَةً فِي ْال ِع ْل ِم َو ْال ِج ْس ِم َوهَّللا ُ يُ ْؤتِي ُم ْل َك هُ َم ْن يَ َش ا ُء َوهَّللا ُ َو ِ‬
‫[البقرة‪]247 :‬‬
‫لكن بني إسرائيل ـ بطبعهم الجدلي ـ زاد اعتراضهم‪ ،‬وطلبوا آية من هللا ت دل‬
‫ال لَهُ ْم نَبِيُّهُ ْم إِ َّن آيَ ةَ ُم ْل ِك ِه‬
‫﴿وقَ َ‬ ‫على صدق نبيهم‪ ،‬فأعطاهم هللا ما طلبوا‪ ،‬قال تع الى‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫ُوت فِي ِه َس ِكينَةٌ ِم ْن َربِّ ُك ْم َوبَقِيَّةٌ ِم َّما ت ََركَ آ ُل ُمو َسى َوآ ُل هَ ارُونَ تَحْ ِمل هُ‬ ‫أَ ْن يَأْتِيَ ُك ُم التَّاب ُ‬
‫ْال َماَل ئِ َكةُ إِ َّن فِي َذلِكَ آَل يَةً لَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم ُم ْؤ ِمنِينَ (‪[ ﴾)248‬البقرة‪]248 :‬‬
‫ثم ذك ر هللا تع الى م ا مارس ه ط الوت م ع جن وده من أن واع االختب ار ح تى‬
‫وت بِ ْال ُجنُو ِد‬ ‫ص َل طَ الُ ُ‬ ‫يميزهم‪ ،‬فال يسير معه إلى المؤمن القوي‪ ،‬قال تعالى‪﴿ :‬فَلَ َّما فَ َ‬
‫ط َع ْم هُ فَإِنَّهُ ِمنِّي إِاَّل َم ِن‬ ‫ْس ِمنِّي َو َم ْن لَ ْم يَ ْ‬ ‫ب ِم ْن هُ فَلَي َ‬ ‫قَا َل إِ َّن هَّللا َ ُم ْبتَلِي ُك ْم بِنَهَ ٍر فَ َم ْن َش ِر َ‬
‫ا ْغتَ َرفَ ُغرْ فَةً بِيَ ِد ِه فَ َش ِربُوا ِم ْنهُ إِاَّل قَلِياًل ِم ْنهُ ْم﴾ [البقرة‪]249 :‬‬
‫وفي ذلك إشارة إلى العقل الكبير الذي كان يملكه طالوت‪ ،‬وال ذي ع رف أن ه‬
‫ال ينتصر على جالوت إال المؤمنين أصحاب العزائم القوية‪.‬‬
‫وك ان من أص حاب تل ك الع زائم ـ كم ا ي ذكر الق رآن الك ريم ـ داود‪ ،‬ال ذي‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)86 /21‬‬
‫‪67‬‬
‫اس تطاع أن يقت ل ج الوت‪ ،‬ويتس بب في هزيم ة ط الوت وجن وده‪ ،‬ق ال تع الى‪:‬‬
‫﴿فَهَ َز ُموهُ ْم بِإِ ْذ ِن هَّللا ِ َوقَت ََل دَا ُوو ُد َجالُوتَ َوآتَ اهُ هَّللا ُ ْال ُم ْل كَ َو ْال ِح ْك َم ةَ َو َعلَّ َم هُ ِم َّما يَ َش ا ُء‬
‫ض ٍل َعلَى‬ ‫ت اأْل َرْ ضُ َولَ ِك َّن هَّللا َ ُذو فَ ْ‬ ‫ْض لَفَ َس َد ِ‬ ‫ْض هُ ْم بِبَع ٍ‬‫اس بَع َ‬ ‫َولَ وْ اَل َد ْف ُع هَّللا ِ النَّ َ‬
‫ْال َعالَ ِمينَ ﴾ [البقرة‪]251 :‬‬
‫وتنتهي القصة القرآني ة به ذا‪ ..‬لكن المتعلقين بالرواي ات ـ لألس ف ـ أعط وا‬
‫الحق لإلسرائيليين في رفضهم لطالوت ـ شعروا أو لم يش عروا ـ ألنهم جعل وا من ه‬
‫ظالم ا مس تبدا‪ ،‬ب ل س اعيا لقت ل داود علي ه الس الم‪ ..‬وب ذلك ف إن من يق رأ القص ة‬
‫القرآني ة‪ ،‬ويفس رها بالقص ة اإلس رائيلية الش ك أن ه س يميل إلى موق ف اليه ود في‬
‫بغضهم لطالوت‪ ..‬وكيف ال يبغضونه‪ ،‬وهم يرون أنه يريد أن يقتل نبي ا من األنبي اء‬
‫الكرام‪.‬‬
‫وسنسوق القصة كم ا أوردوه ا‪ ،‬ون ترك الحكم بع دها للق ارئ ليكتش ف ذل ك‬
‫الص راع بين الس لفية والق رآن‪ ..‬وكي ف اس تطاعت الرواي ة أن تحطم ك ل المع اني‬
‫القرآنية الجميلة‪.‬‬
‫فقد ذكر مفسرو السلف ـ بألف اظ متش ابهة ومع ان متّفقة(‪)1‬ـ أن ه (ع بر النه ر‬
‫فيمن عبر مع طالوت أبو داود في ثالثة عشر ابنا وكان داود أصغرهم‪ ،‬فأتاهم ذات‬
‫فإن هللا جعل رزق ك‬ ‫يوم فقال‪ :‬يا أبتاه ما أرمي بقذافتي شيئا إاّل صرعته فقال‪ :‬أبشر ّ‬
‫في قذافتك‪ ،‬ثم أتاه م رّة أخ رى فق ال‪ :‬ي ا أبت اه لق د دخلت بين الجب ال فوج دت أس دا‬
‫إن ه ذا خ ير أعطاك ه‬ ‫رابضا فركبته وأخذت بأذنيه ولم يه ّمني‪ ،‬فقال‪ :‬أبشر يا بني ف ّ‬
‫هللا‪ .‬ثم أتاه يوما آخر فقال‪ :‬يا أبتاه إنّي ألمشي بين الجب ال فاس بّح فم ا يبقى جب ل إاّل‬
‫فإن هذا خير أعطاكه هللا‪ .‬ق الوا‪ :‬فأرس ل ج الوت إلى‬ ‫يسبّح معي‪ ،‬فقال‪ :‬أبشر يا بني ّ‬
‫ق‬ ‫طالوت أن ابرز ال ّي من يق اتلني ف إن قتل ني فلكم ملكي وإن قتلت ه فلي ملككم‪ ،‬فش ّ‬
‫ذلك على طالوت فنادى في عسكره من يقتل جالوت زوّجته ابن تي وناص فته ملكي‪،‬‬
‫فخاف الناس جالوت فلم يجبه أحد‪ .‬فسأل طالوت نبيّهم اشمويل ان ي دعوا هللا‪ ،‬ف دعا‬
‫إن ص احبكم‬ ‫هللا ع ّز وج ّل في ذلك‪ ،‬ف أتى بق رن في ه دهن‪ ،‬وتن ور من حدي د‪ ،‬فقي ل‪ّ :‬‬
‫الذي يقتل جالوت هو الذي يوضع ه ذا الق رن على رأس ه فيغلي ال دهن حتّى ي دهن‬
‫رأسه منه وال يسيل على وجهه يكون على رأس ه كهيئ ة إاّل كلي ل‪ ،‬وي دخل في ه ذا‬
‫التنور فيمل ؤه ال يتقلق ل في ه‪ ،‬ف دعا ط الوت ب ني إس رائيل فج رّبهم فلم يوافق ه منهم‬
‫إن في ول د أيش ا من يقت ل هللا ب ه ج الوت‪ ،‬ف دعا‬ ‫أح د‪.‬فأوص ى هللا تع الى إلى ن بيهم ّ‬
‫طالوت أيشا وقال‪ :‬أعرض عل ّي نبيك‪ ،‬فأخرج له اثني عشر رجال أمثال الس واري‪،‬‬
‫فجع ل يعرض هم على الق رن فال ي رى ش يئا فيق ول لرج ل منهم‪ :‬ب ادع عليهم جس م‬
‫ارجع فيردد عليه فأوحى هللا تعالى إليه إنا ال نأخذ الرجال على صورهم ولكنّا نأخذ‬
‫على صالح قلوبهم‪ ،‬فقال أليشا‪ :‬هل بقي لك ولد غيرهم؟ قال‪ :‬ال‪ .‬فق ال الن بي علي ه‬

‫‪ )(1‬انظر القصة بطولها في‪ :‬تفسير الطبري‪ ،851 /2 :‬وتاريخ الطبري‪ ..337 /1 :‬تفسير البغوي (‪)337 /1‬‬
‫السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير (‪ ،)164 /1‬وغيرها‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫إن ربّي‬ ‫الس الم‪ :‬ي ا ربّ إنّ ه زعم ّ‬
‫أن ال ول د ل ه غ يرهم‪ ،‬فق ال‪ :‬ك ذب‪ .‬فق ال الن ب ّي‪ّ :‬‬
‫إن لي ابن ا ص غيرا يق ال ل ه‪ :‬داود‪ ،‬اس تحييت أن‬ ‫ّ‬
‫كذبك‪ ،‬فقال‪ :‬صدق هللا ي ا ن بي هللا ّ‬
‫يراه الن اس لقص ر قامت ه وحقارت ه‪ ،‬فخلّفت ه في الغنم يرعاه ا وه و في ش عب ك ذا‪،‬‬
‫وكان داود عليه السالم رجال قصيرا مسقاطا مصفارا أزرق أمع د‪ .‬ف دعاه ط الوت‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬بل خرج طالوت إليه فوج د ال وادي ق د س ال بين ه وبين ال زرب ال تي ي ريح‬
‫إليها‪ ،‬فوجده يحمل شاتين شاتين يجيزهما السيل وال يخ وض بهم ا الم اء‪ ،‬فلم ا رآه‬
‫النب ّي عليه السالم قال‪ :‬هذا هو ال شك فيه هذا يرحم البهائم فهو بالناس أرحم‪ ،‬فدعاه‬
‫ووضع القرن على رأسه ففاض‪ ،‬فقال له طالوت‪ :‬هل لك أن تقتل جالوت وأزوج ك‬
‫ابنتي وأجري خاتمك في ملكي؟ قال‪ :‬نعم‪.‬قال‪ :‬وهل أنست من نفسك شيئا تق وى ب ه‬
‫على قتله؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أنا أرعى فيجيء األس د والنم ر وال ذئب فيأخ ذ ش اة وأق وم ل ه‬
‫وأفتح لحييه عنها وأخرقهما إلى قفاه‪ .‬فر ّده إلى عسكره‪ ،‬فم ّر داود بحج ر فن اده‪ :‬ي ا‬
‫داود احملني فإنّي حجر هارون الذي قتل بي مل ك ك ذا‪ ،‬فحمل ه في مخالت ه‪ .‬ثم م ّر‬
‫بحجر آخر فناده‪ :‬يا داود احملني فإنّي حجر موسى الذي قت ل بي مل ك ك ذا‪ ،‬فحمل ه‬
‫في مخالته‪ .‬فم ّر بحجر آخر فقال‪ :‬احملني فإنّي حجرك الذي تقتل بي ج الوت‪ ،‬وق د‬
‫خب أني هللا ل ك‪ ،‬فوض عها في مخالت ه‪ .‬فلم ا تص افوا القت ال وب رز ج الوت وس أل‬
‫المب ارزة‪ ،‬انت دب ل ه داود فأعط اه ط الوت فرس ا ودرع ا وس الحا‪ ،‬فلبس الس الح‬
‫وركب الف رس‪ ،‬فس ار قريب ا ثم انص رف فرج ع إلى المل ك‪ ،‬فق ال من حول ه‪ :‬جبن‬
‫إن هللا إن لم ينصرني ال يغ ني‬ ‫الغالم فجاء فوقف على الملك‪ ،‬فقال‪ :‬ما شأنك؟ فقال‪ّ :‬‬
‫عني السالح شيئا فدعني أقاتل كما أريد‪.‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فأخذ داود مخالت ه فتقلّ دها وأخ ذ‬
‫المقالع ومضى نحو ج الوت‪ ،‬وك ان ج الوت من أش ّد الن اس وأق واهم وك ان يه زم‬
‫الجيوش وحده وكان له بيضة فيها ثالث مائة من حديد‪ ،‬فلما نظر إلى داود ألقى في‬
‫قلبه فقال له‪ :‬أنت تبرز لي؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬وكان ج الوت على ف رس أبل ق علي ه الس الح‬
‫التام‪ .‬قال‪ :‬ف أتيتني ب المقالع والحج ر كم ا ت ؤتى الكالب؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ألنت ش ّر من‬
‫ّمن لحمك بين سباع األرض وط ير الس ماء‪ .‬ق ال داود‪ :‬أو‬ ‫الكلب‪ .‬قال‪ :‬ال جرم ألقس ّ‬
‫يقسم هللا لحمك‪ .‬ثم قال داود‪ :‬باسم إله إبراهيم وأخرج حجرا‪ ،‬ثم أخرج اآلخر وقال‪:‬‬
‫باس م إل ه إس حاق ووض عه في مقالع ه‪ ،‬ثم أخ رج الث الث وق ال‪ :‬باس م إل ه يعق وب‬
‫ووضعه في مقالعه فصار كلّها حج را واح دا‪ ،‬ودوّر المقالع ورم اه ب ه فس ّخر هللا‬
‫الريح حتّى أصاب الحجر أنف البيضة فخالط دماغه فخرج من قفاه وقتل من وراءه‬
‫ثالثين رجال‪ ،‬وهزم هللا سبحانه الجيش وخ ّر ج الوت ق تيال فأخ ذه فج رّه حتّى ألق اه‬
‫بين يدي طالوت)‬
‫هذا هو الشطر األول من القصة‪ ،‬وهو باإلضافة إلى الغرائب والعجائب التي‬
‫قد نغض الطرف عنها‪ ،‬يجعل هدف داود علي ه الس الم من جه اده في س بل هللا ه و‬
‫الحصول على تلك الهدية التي وعده بها طالوت‪ ،‬كما ذكر في الرواية‪( :‬ه ل ل ك أن‬
‫تقتل جالوت وأزوجك ابنتي وأجري خاتمك في ملكي)‬
‫‪69‬‬
‫وبهذا وحده ينهار كل ذلك البني ان ال ذي بن اه الق رآن الك ريم من تل ك القص ة‬
‫العظيم ة ال تي ته دف إلى بي ان ش روط نص ر هللا لعب اده من اإلخالص والتج رد‬
‫والصدق‪.‬‬
‫لكن الرواية ال تكتفي بذلك الهدم للمعنى القرآني‪ ،‬بل تضيف إليه هدم طالوت‬
‫نفس ه ال ذي يمث ل اص طفاء هللا‪ ..‬وك أن هللا خ دع ب ني إس رائيل حين اص طفى لهم‬
‫شخصا ال يصلح لحكمهم‪ ،‬وكأن بني إسرائيل ك انوا أعلم من هللا حين رفض وا ذل ك‬
‫االختيار اإللهي‪.‬‬
‫فقد جاء في الرواية‪ ..( :‬ففرح المسلمون فرحا شديدا وانص رفوا إلى المدين ة‬
‫س المين غ انمين والن اس ي ذكرون داود فج اء داود ط الوت‪ ،‬وق ال‪ :‬أنج ز لي م ا‬
‫وعدتني وأعطني امرأتي‪ ،‬فقال ل ه‪ :‬أتري د ابن ة المل ك بغ ير ص داق‪ .‬ق ال داود‪ :‬م ا‬
‫شرطت عل ّي صداقا وليس لي شيء‪ .‬قال‪ :‬ال أكلّفك إاّل ما تطي ق‪ ،‬أنت رج ل ح ربي‬
‫وفي جبالنا أع داء لن ا غل ف‪ ،‬ف إذا قتلت منهم م ائتي رج ل وجئت ني بغلفهم زوّجت ك‬
‫ابنتي‪ ،‬فأتاهم فجعل كلّما قتل منهم رجال نظم غلفته في خيطه حتّى نظم غلفهم فج اء‬
‫بها إلى طالوت فألقى إليه وقال‪ :‬ادفع إلى امرأتي‪ ،‬فزوّجه ابنت ه وأج رى خاتم ه في‬
‫ملكه)‬
‫وهكذا تحول داود عليه السالم من مجاهد في سبيل هللا ـ في الرؤي ة الس لفية ـ‬
‫إلى مجاهد في سبيل ابنة طالوت‪.‬‬
‫وال تكتفي الرواي ة به ذا‪ ،‬ب ل تض يف إلى ذل ك ش ناعات أخ رى‪ ،‬ال تق ل عن‬
‫السابقة‪ ،‬فتقول‪( :‬فمال الناس إلى داود وأحبّوه وأكثروا ذكره‪ ،‬فوجد طالوت من ذلك‬
‫وحسده فأراد قتله‪ ،‬فأخبر بذلك بنت طالوت رجل يقال له ذو المغنيين‪ ،‬فقالت لداود‪:‬‬
‫إنّك لمقتول الليلة‪ .‬قال‪ :‬ومن يقتلني؟ ق الت‪ :‬أبي‪ .‬ق ال‪ :‬وه ل ج زمت جزم ا؟ ق الت‪:‬‬
‫ح ّدثني من ال يكذب وال عليك لن تفوت الليل ة حتّى تنظ ر مص داق ذل ك‪ .‬فق ال‪ :‬لئن‬
‫كان أراد ذلك ما أستطيع خروج ا ولكن ائتي ني ب زق من خم ر‪ ،‬فأتت ه‪ ،‬فوض عه في‬
‫مضجعه على السرير‪ .‬وس ّجاه ودخل تحت السرير فدخل طالوت نصف الليل وأراد‬
‫أن يقتل داود فقال له ا‪ :‬أين بعل ك؟ فق الت‪ :‬ه و ن ائم على الس رير‪ ،‬فض ربه ض ربة‬
‫بالسيف فسال الخمر‪ ،‬فلما وج د ريح الش راب ق ال‪ :‬ي رحم هللا داود م ا أك ثر ش ربه‬
‫الخمر وخرج‪ ،‬فلما أصبح علم أنّه لم يفعل شيئا فقال‪ :‬إن رجال طلبت منه م ا طلبت‬
‫لخليق أن ال يدعني حتّى يدرك منّي ثأره‪ ،‬فش ّدد حجّابه وحرّاسه وأغلق دونه أبوابه‪.‬‬
‫ثم إن داود أتاه ليلة وقد ه دأت العي ون وأعمى هللا تع الى الحجب ة وفتح ل ه األب واب‬
‫فدخل عليه وهو نائم على فراشه فوضع سهما عند رأسه وسهما عند رجليه وس هما‬
‫عن يمينه وسهما عن شماله ثم خرج‪ .‬فلم ا اس تيقظ ط الوت أبص ر بالس هام فعرفه ا‬
‫ف عنّي‪،‬‬ ‫فقال‪ :‬يرحم هللا داود فهو خير منّي‪ ،‬ظفرت به فقصدت قتل ه وظف ر بي فك ّ‬
‫ولو شاء لوضع هذا السهم في حلقي‪ .‬وما أنا بالذي آمنه‪ .‬فلما كانت المقابلة أتاه ثانيا‬
‫فأعمى هللا الحجّاب فدخل عليه وهو نائم وأخذ إبريق طالوت الذي كان يتوض أ من ه‬
‫‪70‬‬
‫وكوزه الذي كان يشرب منه وقطع شعرات من لحيته وشيئا من هدب ثيابه ثم خرج‬
‫وهرب وتوارى‪ .‬فلما أصبح طالوت ورأى ذلك‪ ،‬سلّط على داود العيون وطلبه أش ّد‬
‫الطلب فلم يقدر عليه‪ ،‬ثم إن طالوت ركب يوما فوج د داود يمش ي في البريّ ة‪ ،‬فق ال‬
‫طالوت‪ :‬اليوم أقتل داود أنا راكب وهو ماش‪ ،‬وكان داود إذا فزع لم ي درك ف ركض‬
‫طالوت على أثره‪ ،‬فاشت ّد داود فدخل غارا فأوحى هللا تع الى إلى العنكب وت فنس جت‬
‫عليه بيتا‪ .‬فلما انتهى طالوت إلى الغار ونظر إلى بناء العنكبوت‪ ،‬قال‪ :‬لو كان دخ ل‬
‫هاهنا لخرق بناء العنكبوت فتركه ومضى‪ ،‬وانطلق داود وأتى الجبل م ع المتعبّ دين‬
‫فتعبّد فيه‪ .‬وطعن العلماء والعبّاد في طالوت في ش أن داود‪ ،‬فجع ل ط الوت ال ينه اه‬
‫أحد عن قتل داود إاّل قتل ه وأغ رى بقت ل العلم اء‪ ،‬فلم يكن يق در على ع الم في ب ني‬
‫إسرائيل فيطيق قتله إاّل قتله ولم يكن يحارب جيشا إاّل هزم)(‪)1‬‬
‫إلى آخر القصة الطويلة‪ ،‬والتي استطاع اليهود من خاللها أن ي دركوا ث أرهم‬
‫من طالوت‪ ،‬وأن يبينوا صواب موقفهم مقارنة بما اختاره لهم هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ .3‬ما ارتبط من الروايات بالخرافة والدجل‪:‬‬
‫فهي ال تكتفي بص رف األذه ان عن المع اني القرآني ة‪ ،‬والقيم النبوي ة فق ط‪،‬‬
‫وإنما توقع القارئ له ا في الخراف ة واألس طورة‪ ،‬أو تنح رف ب ه عن ال دين‪ ،‬نتيج ة‬
‫الشبهات التي تثيرها‪ ،‬ولذلك ك ان رده ا واجب ا حماي ة لل دين والعق ل‪ ،‬ومن األمثل ة‬
‫عنها‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد من التفاصيل حول خلق آدم عليه السالم‪:‬‬
‫ومن تل ك الرواي ات م ا رووه عن أبي بن كعب عن الن بي ‪ ‬ق ال‪( :‬إن آدم‬
‫ق‪ ،‬كثير شعر ال رأس‪ ،‬فلم ا وق ع بم ا‬ ‫عليه السالم كان رجال طواال؛ كأنه نخلةٌ سحو ٌ‬
‫وقع به بدت له عورته‪ ،‬وكان ال يراها قبل ذلك فانطلق هاربا‪ ،‬فأخذت برأسه شجرةٌ‬
‫من شجر الجنة‪ ،‬فقال لها‪ :‬أرسليني قالت‪ :‬لست مرسلتك قال‪ :‬فناداه ربه ع ز وج ل‪:‬‬
‫أمني تفر؟ قال‪ :‬أي رب ال؛ أستحييك‪ ،‬ق ال‪ :‬فن اداه‪ :‬وإن الم ؤمن يس تحيي رب ه ع ز‬
‫وج ل من ال ذنب إذا وق ع ب ه‪ ،‬ثم يعلم بحم د هللا أين المخ رج؛ يعلم أن المخ رج في‬
‫االستغفار‪ ،‬والتوبة إلى هللا عز وجل)(‪)2‬‬
‫ومنها ما روي عن ابن عباس‪ ،‬وابن مسعود‪ ،‬وغيرهما من أص حاب رس ول‬
‫هللا ‪ ‬ق الوا‪( :‬بعث هللا عزوج ل جبري ل في األرض ليأتي ه بطين منه ا‪ ،‬فق الت‬
‫األرض‪ :‬أعوذ باهلل منك أن تنقص مني أو تشينني‪ ،‬فرجع ولم يأخذ‪ ،‬وقال‪ :‬رب إنها‬
‫عاذت بك فأعذتها‪ ،‬فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها‪ ،‬فرجع فقال كما قال جبريل‪..‬‬
‫فبعث ملك الموت فعاذت منه‪ ،‬فقال‪ :‬وأنا أع وذ باهلل أن أرج ع ولم أنف ذ أم ره‪ ،‬فأخ ذ‬
‫من وجه األرض وخلط‪ ،‬ولم يأخذ من مكان واحد‪ ،‬وأخذ من تربة بيض اء وحم راء‬
‫‪ )(1‬جامع البيان‪ ،851 /2 :‬وتاريخ الطبري‪ ..337 /1 :‬تفسير البغوي ‪ -‬إحياء التراث (‪ )337 /1‬السراج المنير‬
‫في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير (‪)164 /1‬‬
‫‪ )( 2‬الزهد ألحمد بن حنبل (ص‪ )265( )43 :‬والبعث والنشور للبيهقي (ص‪ )175( )139 :‬والمستدرك على‬
‫الصحيحين (‪)3038( )288 /2‬‬
‫‪71‬‬
‫وسوداء‪ ،‬فلذلك خرج بنو آدم مختلفين‪ ..‬فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا الزبا‪..‬‬
‫ُوحي‬ ‫ين (‪)71‬فَإِ َذا َس َّو ْيتُهُ َونَفَ ْخ ُ‬
‫ت فِي ِه ِم ْن ر ِ‬ ‫ق بَ َشرًا ِم ْن ِط ٍ‬ ‫ثم قال للمالئكة‪ ﴿ :‬إِنِّي خَالِ ٌ‬
‫فَقَعُوا لَهُ َس ا ِج ِدينَ ﴾ [ص‪ ،]72 ،71 :‬فخلق ه هللا بي ده لئال يتك بر إبليس عن ه‪ ،‬فخلق ه‬
‫بشرا‪ ،‬فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة‪ ،‬فم رت ب ه المالئك ة‬
‫ففزع وا من ه لم ا رأوه‪ ،‬وك ان أش دهم من ه فزع ا إبليس‪ ،‬فك ان يم ر ب ه فيض ربه‪،‬‬
‫فيص وت الجس د كم ا يص وت الفخ ار يك ون ل ه صلص لة‪ ،‬ف ذلك حين يق ول‪ِ ﴿ :‬م ْن‬
‫ار﴾ [الرحمن‪ ،]14 :‬ويقول‪ :‬الم ر م اخلقت‪ ،‬ودخ ل من في ه وخ رج‬ ‫صا ٍل َك ْالفَ َّخ ِ‬
‫ص ْل َ‬‫َ‬
‫من دب ره‪ ،‬وق ال للمالئك ة‪ :‬ال ترهب وا من ه ذا ف إن ربكم ص م ٌد وه ذا أج وف‪ ،‬لئن‬
‫سلطت عليه ألهلكنه‪ ..‬فلما بلغ الحين الذي يريد هللا ع ز وج ل أن ينفخ في ه ال روح‪،‬‬
‫ق ال للمالئك ة‪ :‬إذا نفخت في ه من روحي فاس جدوا ل ه‪ ،‬فلم ا نفخ في ه ال روح ف دخل‬
‫الروح في رأسه عطس‪ ،‬فقالت المالئكة قل‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد هلل‪ ،‬فقال ل ه هللا‪:‬‬
‫رحمك ربك‪ ،‬فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجن ة‪ ،‬فلم ا دخلت ال روح‬
‫في جوفه اشتهى الطع ام‪ ،‬ف وثب قب ل أن تبل غ ال روح إلى رجلي ه عجالن إلى ثم ار‬
‫ق اإْل ِ ْن َسانُ ِم ْن ع ََج ٍل﴾ [األنبياء‪﴿ ]،37 :‬فَ َس َج َد‬ ‫الجنة‪ ،‬وذلك حين يقول هللا تعالى‪ُ ﴿ :‬خلِ َ‬
‫اج ِدينَ ﴾ [الحج ر‪،30 :‬‬ ‫الس ِ‬ ‫يس أَبَى أَ ْن يَ ُك ونَ َم َع َّ‬ ‫ْال َماَل ئِ َكةُ ُكلُّهُ ْم أَجْ َمعُونَ (‪)30‬إِاَّل إِ ْبلِ َ‬
‫‪)1()]31‬إلى آخر القصة الطويلة‪.‬‬
‫ومن تلك األحاديث واآلثار ما يتناقض مع األدلة التاريخية‪ ،‬وخاص ة من علم‬
‫اآلثار؛ فتلك الروايات تذكر أن تاريخ البشرية جميعا من مبتدئه إلى منتهاه ال يتعدى‬
‫سبعة آالف سنة‪ ،‬كما عبر عن ذلك أبو الحسن الماوردي (المتوفى‪450 :‬هـ)بقول ه ـ‬
‫تحت عنوان [الباب الخامس في مدة العالم وعدة الرس ل] ـ‪( :‬م دة ال دنيا من ابت داء‬
‫خلق العالم إلى انقضائه وفنائه سبعة آالف سنة على م ا ج اءت ب ه الت وراة المنزل ة‬
‫على موسى عليه السالم وذكره أنبياء بني إسرائيل‪ ،‬وقد وافق عليه من ق ال بتس يير‬
‫الكواكب‪ ،‬وأنها مسير الكواكب السبعة فسير كل كوكب منه ا أل ف س نة‪ ،‬وق د روي‬
‫عن رسول هللا ‪ ‬أنه قال‪( :‬ال دنيا س بعة آالف س نة أن ا في آخره ا ألف ا)وق ال ‪:‬‬
‫(بعثت والساعة كهاتين)‪ ،‬وجمع بين أصبعيه الوسطى والسبابة يعني أن الباقي منها‬
‫كزي ادة الوس طى على الس بابة‪ ،‬وروى س لمة بن عب د هللا الجه نى عن أبى مس جعة‬
‫الجهني عن أبي رحاب الجهني أنه قال للنبي ‪ ‬رأيتك على منبر فيه سبع درج ات‬
‫وأنت على أعالها فق ال‪( :‬ال دنيا س بعة االف س نة أن ا في آخره ا ألف ا)‪ ،‬وروى أب و‬
‫نضرة عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬بعد ص الة العص ر يق ول‪:‬‬
‫(أيها الناس إن الدنيا خضرة حل وة وأن هللا مس تخلفكم فيه ا فن اظر كي ف تعمل ون)‪،‬‬
‫وأخذ في خطبته إلى أن قال‪( :‬ألعرفن رجال منعت ه مهاب ة الن اس أن يتكلم بح ق إذا‬
‫رآه وشهده)ثم قال‪( :‬وقد أزف غروب الشمس أن مثل ما بقي من الدنيا فيم ا مض ى‬
‫منه كبقية يومكم هذا فيما مضى منه يوفى بكم س بعون أم ة ق د ت وفي تس ع وس تون‬
‫‪ )(1‬رواه السدي‪ ،‬قصص األنبياء البن كثير‪.1/39 ،‬‬
‫‪72‬‬
‫وأنتم آخرها)‪ ،‬فصارت ه ذه الم دة المق درة في عم ر ال دنيا س بعة آالف س نة متفق ا‬
‫عليها فيما تضمنته الكتب اإللهية ووردت به األنباء النبوية مع ما س لك ب ه المواف ق‬
‫من تس يير الك واكب الس بعة‪ ،‬وإن ك ان المع ول في المغيب على األنب اء الص ادقة‬
‫الصادرة عن عالم الغيوب الذي لم يش رك في غيب ه إال من أطلع ه علي ه من رس له‬
‫فخلق العالم في ستة أيام ابتداؤها يوم األحد وانقضاؤها يوم الجمعة)(‪)1‬‬
‫وك ل ه ذه النص وص ال تي أورده ا من األح اديث ال تي دلس ت على النب وة‪،‬‬
‫وأض يفت له ا في الف ترة ال تي س يطر فيه ا اليه ود وتالمي ذ اليه ود على الرواي ة‬
‫واألخبار‪ ،‬ولذلك ال تعتبر سندا دينيا وال تاريخيا‪ ،‬وهي مردودة جملة وتفصيال‪.‬‬
‫ب ـ ما ورد حول طول آدم عليه السالم‪:‬‬
‫هو ونسله من بعده‪ ،‬وهو ما يتنافى مع م ا دل علي ه العلم الح ديث‪ ،‬ومن تل ك‬
‫الرواي ات م ا روي عن أبي هري رة أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬خل ق هللا آدم وطول ه‬
‫ستون ذراعا‪ ،‬ثم قال‪ :‬اذهب فسلم على أولئك من المالئكة فاستمع ما يحيونك‪ ،‬فإنه ا‬
‫تحيتك وتحية ذريتك‪ .‬فقال السالم عليكم فقالوا‪ :‬الس الم عليكم ورحم ة هللا‪ ،‬ف زادوه‪:‬‬
‫ورحمة هللا فكل من يدخل الجنة على صورة آدم‪ ،‬فلم يزل الخلق ينقص ح تى اآلن)‬
‫(‪ ،)2‬وفي رواية‪( :‬خل ق هللا آدم وطول ه س تون ذراع ا‪ ،‬فلم ي زل الخل ق ينقص ح تى‬
‫اآلن)‬
‫وفي رواية‪( :‬فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطول ه س تون ذراع ا ً فلم‬
‫يزل الخلق ينقص حتى اآلن)(‪)3‬‬
‫والحديث يدل ـ كما يذكر شارحوه(‪)4‬ـ على أن كل ق رن يك ون ل ه أقص ر من‬
‫القرن الذي قبله‪ ،‬إلى انتهى تناقص الطول إلى هذه األمة واستقر األمر على ذلك‪.‬‬
‫وقد حسب بعضهم طول آدم ـ بناء على اختالف حساب الذراع ـ فق ال‪( :‬مم ا‬
‫ج اء ح ول ال ذراع في ملح ق الم وازين والمكايي ل واألط وال الت الي‪ :‬ال ذراع عن د‬
‫الحنفية يس اوي ‪ 46.375‬س نتيمترا‪ ..‬ال ذراع عن د المالكي ة يس اوي ‪ 53‬س نتيمترا‪..‬‬
‫الذراع عن د الش افعية والحنابل ة يس اوي ‪ 61.834‬س نتيمترا‪ ..‬وبع د إج راء معادل ة‬
‫رياضية بسيطة يتبين بان طول آدم (‪ 60‬ذراعا × ‪ 61.834‬سنتيمترا = ‪3710.04‬‬
‫سنتيمترا)‪ ،‬وهو ما يعادل (‪ 37.1004‬مترا)‪ .‬وبعبارة اخرى‪ ،‬يبل غ ط ول أدم علي ه‬
‫السالم حوالي سبعة وثالثين مترا (‪ 37‬مترا)‪.‬‬
‫أما عرضه (فإنه (‪ 7‬ذع × ‪ 61.834‬سم = ‪ 432.838‬سم)‪ ،‬وهو ما يعادل (‬
‫‪ 4.32838‬م)‪ .‬وبعبارة اخرى‪ ،‬يبلغ طول أدم عليه السالم ح والي أربع ة أمت ار (‪4‬‬
‫م)‪.‬‬
‫‪ )(1‬أعالم النبوة‪)1/53( :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري (‪ )3326‬ومسلم (‪.)2841‬‬
‫‪ )(3‬مسلم (‪.)7092‬‬
‫‪ )(4‬قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (‪( :)6/367‬أي أن كل قرن يكون نش أته في الط ول أقص ر من الق رن‬
‫الذي قبله‪ ،‬فانتهى تناقص الطول إلى هذه األمة واستقر األمر على ذلك)‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫وك ل ه ذا لم يثبت ب دليل قطعي من العلم‪ ،‬وال من النص وص القطعي ة‬
‫المتواترة‪ ،‬ولذلك فإن األرجح فيه أنه من األس اطير ال تي يردده ا اليه ود وغ يرهم‪،‬‬
‫والذين يهتمون ألمثال هذه القضايا الغريبة‪.‬‬
‫ج ـ ما ورد حول سفينة نوح عليه السالم‪:‬‬
‫وهي ال تختلف كثيرا عن تلك التفاصيل التي يهتم بإيراده ا الكت اب المق دس‪،‬‬
‫ومن أمثلتها ما ينسب إلى ابن عباس أنه قال‪ :‬قال الحواريون لعيس ى ابن م ريم‪ :‬ل و‬
‫بعثت لنا رجال شهد السفينة فحدثنا عنها! قال‪ :‬فانطلق بهم حتى انتهى بهم إلى كثيب‬
‫من تراب‪ ،‬فأخذ كفا من ذلك التراب بكفه‪ ،‬قال‪ :‬أتدرون ما هذا؟ ق الوا‪ :‬هللا ورس وله‬
‫أعلم‪ .‬قال‪ :‬هذا كعب حام بن نوح‪ .‬قال‪ :‬فضرب الك ثيب بعص اه‪ ،‬ق ال‪ :‬قم ب إذن هللا!‬
‫فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب‪ ،‬قال له عيسى‪ :‬هك ذا هلكت؟ ق ال‪ :‬ال‬
‫ولكن مت وأنا شاب‪ ،‬ولكني ظننت أنها الساعة‪ ،‬فمن ثم شبت‪ .‬قال‪ :‬حدثنا عن سفينة‬
‫نوح‪ .‬قال‪ :‬كان طولها ألف ذرع ومائتي ذراع‪ ،‬وعرضها س ت مائ ة ذراع‪ ،‬وك انت‬
‫ثالث طبقات‪ ،‬فطبقة فيها الدواب والوحش‪ ،‬وطبقة فيها اإلنس‪ ،‬وطبقة فيه ا الط ير‪.‬‬
‫فلما كثر أرواث الدواب‪ ،‬أوحى هللا إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل‪ ،‬فغم زه فوق ع من ه‬
‫خنزير وخنزيرة‪ ،‬فأقبال على الروث‪ .‬فلما وقع الفأر بجرز الس فينة يقرض ه‪ ،‬أوحى‬
‫هللا إلى نوح أن اضرب بين عيني األسد‪ ،‬فخرج من منخره س نور وس نورة‪ ،‬ف أقبال‬
‫على الفأر‪ ،‬فقال له عيسى‪ :‬كيف علم نوح أن البالد ق د غ رقت؟ ق ال‪ :‬بعث الغ راب‬
‫يأتيه بالخبر‪ ،‬فوجد جيفة فوقع عليها‪ ،‬ف دعا علي ه ب الخوف‪ ،‬فل ذلك ال ي ألف ال بيوت‬
‫قال‪ :‬ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقاره ا وطين برجليه ا‪ ،‬فعلم أن البالد‬
‫قد غرقت قال‪ :‬فطوقها الخضرة التي في عنقها‪ ،‬ودعا لها أن تكون في أنس وأم ان‪،‬‬
‫فمن ثم تألف البيوت‪ .‬قال‪ :‬فقلنا يا رسول هللا أال ننطلق به إلى أهلين ا‪ ،‬فيجلس معن ا‪،‬‬
‫ويحدثنا؟ قال‪ :‬كيف يتبعكم من ال رزق له؟ قال‪ :‬فقال ل ه‪ :‬ع د ب إذن هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬فع اد‬
‫ترابا(‪.)1‬‬
‫بل إن المحدثين يروون في هذا حديثا عن رسول هللا ‪،‬وأنه قال‪( :‬لما حمل‬
‫نو ٌح في السفينة من كل زوجين اثنين‪ ،‬قال أصحابه‪ :‬وكيف نطمئن؟ أو كيف تطمئن‬
‫المواشي ومعنا األسد؟ فسلط هللا عليه الحمى‪ ،‬فكانت أول حمى ن زلت في األرض‪..‬‬
‫ثم شكوا الفأرة‪ ،‬فقالوا‪ :‬الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعن ا‪ ..‬ف أوحى هللا إلى األس د‬
‫فعطس‪ ،‬فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها)(‪)2‬‬
‫وهذه الرواية ونظيراتها مادة دسمة يستعملها المنحرف ون عن األدي ان للتهكم‬
‫باإلسالم‪ ،‬خاصة عندما يجدون عقوال تصدق كل ه ذا‪ ،‬وتت وهم أنه ا ـ بفض ل ه ذه‬
‫الرواي ة ـ تتعلم الكث ير من العل وم المرتبط ة بالحي اة‪ ..‬باإلض افة لمعرفته ا بط ول‬
‫السفينة وعرضها وارتفاعها‪.‬‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري‪)312 /15( ،‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن أبي حاتم‪ ،،‬قصص األنبياء البن كثير‪ ،1/99 ،‬والعجيب أن ابن كث ير اكتفى بقول ه‪( :‬ه ذا مرس لٌ)‬
‫من دون أن يشتد في النكير عليها‪ ،‬مع خطورتها ووضوح كذبها‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫ومن الروايات التي ذكرت السفينة ما ينسب إلى ابن عباس‪ ،‬وأنه ق ال‪( :‬ك ان‬
‫أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب ال ذرة‪ ،‬وآخ ر م ا حم ل الحم ار‪ ،‬فلم ا أدخ ل‬
‫الحم ار وأدخ ل ص دره‪ ،‬تعل ق إبليس بذنب ه‪ ،‬فلم تس تقل رجاله‪ ،‬فجع ل ن وح يق ول‪:‬‬
‫ويحك ادخل! فينهض فال يستطيع‪ .‬حتى قال نوح‪ :‬ويح ك ادخ ل وإن ك ان الش يطان‬
‫معك! قال‪ :‬كلمة زلت عن لسانه‪ ،‬فلما قالها نوح خلي الشيطان سبيله‪ ،‬ف دخل ودخ ل‬
‫الشيطان معه‪ ،‬فقال له نوح‪ :‬ما أدخلك علي ي ا ع دو هللا؟ فق ال‪ :‬ألم تق ل‪ :‬ادخ ل وإن‬
‫كان الشيطان معك؟ قال‪ :‬اخرج عني يا عدو هللا! فق ال‪ :‬م ا ل ك ب د من أن تحمل ني!‬
‫فكان‪ ،‬فيما يزعمون‪ ،‬في ظهر الفلك(‪.)1‬‬
‫وهكذا تصور هذه الرواية الشيطان‪ ،‬وهو يحتال على نوح علي ه الس الم كم ا‬
‫احتال على أبيه من قبل‪ ،‬ومن العجب أن يصوروا الشيطان خائف ا من الطوف ان‪ ،‬أو‬
‫محتاجا ألن يركب الفلك‪ ،‬م ع أنهم ي روون أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪(:‬إن إبليس يض ع‬
‫عرشه على الماء‪ ،‬ثم يبعث سراياه‪ ،‬فأدناهم منه منزلة‪ ،‬أعظمهم فتنة‪ ،‬يجيء أحدهم‬
‫فيقول‪ :‬فعلت كذا وكذا‪ ،‬فيقول‪ :‬ما ص نعت ش يئا‪ ،‬ق ال‪ :‬ثم يجيء أح دهم فيق ول‪ :‬م ا‬
‫تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته‪ ،‬قال‪ :‬فيدنيه منه‪ ،‬ويقول‪ :‬نعم أنت)(‪)2‬‬
‫وفي رواية‪( :‬عرش إبليس على البحر‪ ،‬يبعث سراياه‪ ،‬فأعظمهم عنده منزل ة‪،‬‬
‫أعظمهم فتنة)(‪)3‬‬
‫ب ل إنهم ي روون عن رس ول هللا ‪ ‬أن (س فينة ن وح ط افت ب البيت وص لّت‬
‫خلف المقام ركعتين)(‪)4‬‬
‫ه ذه بعض الرواي ات ال تي رويت في كتب التفس ير والت اريخ لتحجب تل ك‬
‫الصورة الجميلة التي صور بها القرآن الكريم نوحا عليه السالم‪ ،‬وتضع ب دلها ه ذه‬
‫الخرافات واألساطير‪.‬‬
‫د‪ .‬ما ورد حول فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم‪:‬‬
‫مثلما شوهت الرواي ات قص ة ن وح علي ه الس الم بم ا ورد فيه ا من خراف ات‬
‫وأساطير‪ ،‬فكذلك فعلت بموسى عليه السالم‪ ،‬حيث تح ولت قص ته من قص ة داعي ة‬
‫ومخلص إلى قصة خرافية أسطورية تسلي أصحاب العقول البسيطة‪.‬‬
‫فمن الروايات في هذا‪ ،‬ويتشددون مع منكرها أو منتقدها قص ة ف رار الحج ر‬
‫بثوب موسى عليه السالم‪ ،‬ونصها هو (كانت بنو إسرائيل يغتس لون ع راة‪ ،‬وينظ ر‬
‫بعضهم إلى سواة بعض‪ ،‬وكان موسى يغتسل وحده‪ ،‬فقالوا‪ :‬وهللا ما يمنع موس ى أن‬
‫يغتسل معن ا إال أن ه آدر‪ ،‬ق ال‪ :‬ف ذهب م رة يغتس ل‪ ،‬فوض ع ثوب ه على حج ر‪ ،‬فف ر‬
‫الحجر بثوبه‪ ،‬قال‪ :‬فجمع موسى عليه السالم بإثره يقول‪ :‬ثوبي حجر‪ ،‬ث وبي حج ر‪،‬‬
‫حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موس ى فق الوا‪ :‬وهللا م ا بموس ى من ب أس‪ ،‬فق ام‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)314 /15‬‬
‫‪ )(2‬أحمد ‪ )14430( 3/314‬ومسلم ‪.)7207( 8/138‬‬
‫‪ )(3‬أحمد ‪ )14608( 3/332‬ومسلم ‪.)7209( 8/138‬‬
‫‪ )(4‬تفسير البغوي (‪)179 /4‬‬
‫‪75‬‬
‫الحجر حتى نظر إليه‪ ،‬قال‪ :‬فأخذ ثوبه‪ ،‬فطفق بالحجر ضربا)ق ال أب و هري رة‪ :‬وهللا‬
‫إن بالحجر ستة أو سبعة‪ ،‬ضرب موسى بالحجر(‪.)1‬‬
‫ومع أن الرواية تخلو من أي حكم تربوي أو توجيهي‪ ،‬ب ل هي لم ت زد س وى‬
‫أن تسيء لنبي هللا موسى عليه السالم بتصويره عريانا يراه بنو إس رائيل أجمع ون‪،‬‬
‫وكل ذلك لتنفي عنه تلك اآلف ة الخلقي ة ال تي اتهم وه به ا‪ ،‬وال تي فس ر الس لفية على‬
‫وس ى فَبَ رَّأَهُ هَّللا ُ ِم َّما‬
‫أساسها قوله تعالى‪﴿ :‬يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ وا اَل تَ ُكونُ وا َكالَّ ِذينَ آ َذوْ ا ُم َ‬
‫قَالُوا َو َكانَ ِع ْن َد هَّللا ِ َو ِجيهًا ﴾ [األحزاب‪ ،]69 :‬وكأن ب ني إس رائيل لم ي ؤذوا موس ى‬
‫عليه السالم إال بتلك التهمة التي ال قيمة لها‪.‬‬
‫إال أنها مع ذلك لقيت اهتماما كبيرا‪ ،‬فقد سئل بعض هم عنه ا‪ ،‬فق ال‪( :‬الح ديث‬
‫الذي سأل عنه السائل ح ديث ص حيح وارد في ص حيحي البخ اري ومس لم‪ ،‬الل ذين‬
‫هما أصح الكتب بعد كتاب هللا تعالى‪ ..‬والحديث مع كونه مما ق د ص ححه البخ اري‬
‫ومسلم‪ ،‬وكفى بتص حيحهما ثق ة؛ لش دة احتياطهم ا‪ ،‬وق وة ش رطهما في التص حيح؛‬
‫وألن األمة قد أجمعت على صحة كتابيهم ا‪ ،‬إال أح اديث يس يرة خ الف في ص حتها‬
‫بعض أئمة الح ديث؛ لكن لم يكن ه ذا الح ديث أح د تل ك األح اديث المختل ف فيه ا‪،‬‬
‫فإسناده من أصح األسانيد‪ ،‬فهو من نسخة التابعي الثقة الجليل هم ام بن منبّه(‪)2‬ال تي‬
‫كتبه ا عن أبي هري رة مباش رة‪ ،‬ح تى لقّب العلم اء ه ذه الص حيفة بـ (الص حيفة‬
‫الصحيحة)‪ ..‬وبذلك يتبيّن أنه ال مجال للتشكيك في صحة ه ذا الح ديث عن رس ولنا‬
‫‪ ،‬وال أدري لماذا تج رّأ ه ؤالء الفض الء على ه ذا الح ديث؟! فثب وت اللف ظ عن‬
‫النبي ‪ ‬ال شك فيه)(‪)3‬‬
‫وبعد أن أثبت صحة الحديث س ندا‪ ،‬راح يتكل ف إلثبات ه مع نى‪ ،‬فق ال‪( :‬وأم ا‬
‫المع نى فال أدري م ا المش كل في ه عن د ه ؤالء الفض الء؟! ولك ني س أحاول تفهُّ َم‬
‫اإلشكاالت المحتملة في الحديث‪ ،‬وأجيب عنها‪ .‬وال ذي ب دا لي منه ا إش كاالن فق ط‪،‬‬
‫هم ا‪ :‬األول‪ :‬أن في الح ديث إخب ارا عن أم ر غ ير معق ول‪ ،‬وه و ج ري الحج ر‪.‬‬
‫وجوابه‪ :‬أن هذا ال يستشكله إال من ال يؤمن بمعجزات األنبياء‪ ،‬وبخ وارق الع ادات‬
‫التي يجريها هللا تعالى على أيديهم‪ ،‬والتي ثبتت في القرآن الك ريم والس نة المطه رة‬
‫المتواطئة عليها‪ .‬فليس جري الحجر بأعجب من شق البحر‪ ،‬وال إحياء الموتى‪ ،‬وال‬
‫جع ل الن ار ب ردا وس الما‪ ،‬وغيره ا من معج زات األنبي اء الثابت ة في الق رآن قب ل‬
‫السنة!!‪ ..‬الثاني‪ :‬أن كشف العورة أم ٌر س ّي ٌء‪ ،‬وال يتمناه أح ٌد لنفسه‪ ،‬فكيف يق ّدره هللا‬
‫تعالى على موسى عليه السالم؟! وجوابه‪ :‬أن الح ديث بيّنَ أن س بب ذل ك ه و اته ام‬
‫بني إسرائيل لموسى علي ه الس الم بأن ه إنم ا ك ان يس تر عورت ه لمرض ه‪ ،‬وعلم هللا‬
‫‪ )(1‬البخاري (‪ ،)1/107‬مسلم (‪ ،)4/1841 ،1/267‬أحمد (‪)2/315‬‬
‫‪ )(2‬مع العلم أن هذا الرجل يهودي‪ ،‬وهو أخو وهب بن منبه‪ ،‬ومعق ل بن منب ه‪ ،‬وغيالن بن منب ه‪ ،‬ال ذين ت روى‬
‫عنهم الروايات اإلسرائيلية‪.‬‬
‫‪ )( 3‬حديث فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم‪ ،‬د‪ .‬الشريف حاتم بن عارف العوني‪ ،‬رقم الس ؤال ‪،174330‬‬
‫موقع األلوكة‪ ،‬المجلس العلمي‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫تع الى أن مفس دة ه ذه التهم ة على موس ى علي ه الس الم وعلى رس الته مفس دةٌ أش ُّد‬
‫وأعظم من مفس دة ظه ور ع ورة موس ى علي ه الس الم‪ ،‬وأن األذى ال ذي سيص يب‬
‫أخف من األذى الذي اتّهمه به قو ُمه‪ .‬وق د‬ ‫ّ‬ ‫موسى عليه السالم جراء انكشاف عورته‬
‫حكى هللا تعالى علينا في القرآن الكريم من سوء خلق بني إسرائيل ومن شدة عنادهم‬
‫وتل ّكؤهم عن الطاعة وسرعة انقالبهم ما ال نستغرب معه أن يكونوا قد بلغ وا ب أذى‬
‫موسى عليه السالم على هذا األم ر م ا يس توجب َد ْف َع ه عن ه‪ ،‬ول و بكش ف الع ورة‪.‬‬
‫ويبقى أن هذا ابتالء من جملة ابتالءات موسى عليه السالم‪ ،‬والتي بها وبغيره ا من‬
‫مراقي تشريف هللا تعالى له ومن الطاعة والتعظيم هلل تعالى كان موسى عليه السالم‬
‫عند هللا تعالى وجيها)(‪)1‬‬
‫ثم ق دم النص يحة لمن يتج رأ على رد ه ذا‪ ،‬فق ال‪( :‬وعلى الس ائل أن ينص ح‬
‫هؤالء اإلخوة الفضالء (إن شاء هللا)في هذا األمر‪ :‬ب أن ال يتج رؤوا على م ا ال علم‬
‫لهم ب ه‪ ،‬من تص حيح األح اديث وتض عيفها‪ ،‬وأنهم إن استش كلوا ح ديثا أو غمض‬
‫عليهم لفظُه أو معن اه فعليهم أن يس ألوا عن ه من أه ل العلم ال ذي ك ان معروف ا فيهم‬
‫بالعناية بالسنة وعلومها‪ ،‬وكان متخصصا في هذا العلم الشريف من علوم الشريعة‪.‬‬
‫فالكالم في السنة تص حيحا وتض عيفا وتوجيه ا عل ٌم تخصص ي في عل وم الش ريعة‪،‬‬
‫فليس كل عالم ش رعي ق ادرا على إج ادة الكالم في ه‪ ،‬فض ال عن غ يره ممن لم يكن‬
‫عالما شرعيا في أحد تخصصات الشريعة العديدة األخ رى‪ .‬ف إن وج د األخ الس ائل‬
‫أن ه ذه الجماع ة ال تنتص ح ل ه‪ ،‬وأنهم يك ررون الس خرية من الس نة الص حيحة‪،‬‬
‫فليحذرهم على إيمانه وعقله‪ :‬فإما أن يستبدلهم بجماعة خ ير منهم‪ ،‬أو أن يص احبهم‬
‫التحص ن من خطئهم ه ذا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫إذا كان محتاجا لص حبتهم‪ ،‬بش رط أن يك ون ق ادرا على‬
‫فيأخذ منهم ما صفا وطاب‪ ،‬ويتجنب منهم ما كدر وخبث‪ ،‬مع دوام نصحه لهم‪ ،‬ومع‬
‫عدم يأسه من قبولهم للنص يحة وت وبتهم‪ ،‬مهم ا ط ال ذل ك منهم‪ .‬والمهم ال ذي أؤك د‬
‫عليه‪ :‬أن ال يسمح لشبههم بالتسلل إليه‪ ،‬وأن تكون نجاتُه من بدع ة تُ ْف ِس ُد علي ه قلبَ ه‬
‫مق ّدمةً لديه على كل شيء؛ فال يعدل النجاةَ شيء! هذا كل ه إن تك رر منهم مث ل ه ذا‬
‫الخطأ ونحوه‪ ،‬أما إن كان ذلك منهم ن ادرا‪ ،‬فليكت ف بنص حهم‪ ،‬وال يتجنبهم‪ ،‬م ا دام‬
‫يستفيد منهم في زيادة إيمانه)(‪)2‬‬
‫هـ‪ .‬ما ورد حول القومـ الجبارين‪:‬‬
‫من اإلسرائيليات والخرافات المتعلقة بموسى عليه الس الم م ا نج ده في كتب‬
‫َّارينَ َوإِنَّا‬ ‫التفسير والتاريخ عند تفسير قوله تعالى‪﴿ :‬قَ الُوا يَا ُم َ‬
‫وس ى إِ َّن فِيهَ ا قَوْ ًم ا َجب ِ‬
‫َاخلُ ونَ ﴾ [المائ دة‪ ،]22 :‬فهم‬ ‫لَ ْن نَ ْد ُخلَهَا َحتَّى يَ ْخ ُرجُوا ِم ْنهَا فَ إِ ْن يَ ْخ ُر ُج وا ِم ْنهَ ا فَإِنَّا د ِ‬
‫يوردون عند تفسيرها قصة عوج بن عوق‪ ،‬وأنه كان طوله ثالثة آالف ذراع‪ ،‬وأن ه‬
‫كان يمسك الحوت‪ ،‬فيشويه في عين الشمس‪ ،‬وأن طوفان نوح لم يصل إلى ركبتيه‪،‬‬

‫‪ )(1‬حديث فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم‪.‬‬


‫‪ )(2‬حديث فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫وأنه امتنع عن ركوب السفينة مع نوح‪ ،‬وأن موسى كان طوله عشرة أذرع وعصاه‬
‫عشرة أذرع‪ ،‬ووثب في الهواء عشرة أذرع‪ ،‬فأصاب كعب عوج فقتله‪ ،‬فكان جسرا‬
‫ألهل النيل سنة‪.‬‬
‫وقد ق دم الط بري لتل ك الرواي ات بقول ه‪( :‬وه ذا خ بر من هللا ج ل ثن اؤه عن‬
‫جواب قوم موسى عليه السالم‪ ،‬إذ أمرهم ب دخول األرض المقدس ة‪ :‬أنهم أب وا علي ه‬
‫إجابته إلى ما أمرهم به من ذلك‪ ،‬واعتل وا علي ه في ذل ك ب أن ق الوا‪ ،‬إن في األرض‬
‫المقدسة التي تأمرنا بدخولها‪ ،‬قوما جب ارين ال طاق ة لن ا بح ربهم‪ ،‬وال ق وة لن ا بهم‪.‬‬
‫وسموهم جبارين‪ ،‬ألنهم كانوا لشدة بطشهم وعظيم خلقهم‪ ،‬فيما ذكر لن ا‪ ،‬ق د قه روا‬
‫سائر األمم غيرهم)(‪)1‬‬
‫ومن الروايات الواردة في هذا ما روي عن السدي في قصة ذكره ا من أم ر‬
‫موسى وبني إسرائيل‪ ،‬قال‪( :‬ثم أمرهم بالسير إلى أريحا‪ ،‬وهي أرض بيت المقدس‪،‬‬
‫فساروا‪ ،‬حتى إذا كانوا قريبا منهم‪ ،‬بعث موسى اث نى عش ر نقيب ا من جمي ع أس باط‬
‫بني إسرائيل‪ ،‬فساروا يريدون أن يأتوه بخبر الجبارين‪ ،‬فلقيهم رج ل من الجب ارين‪،‬‬
‫يقال له ع وج‪ ،‬فأخ ذ االث نى عش ر فجعلهم في حجزت ه‪ ،‬وعلى رأس ه حمل ة حطب‪،‬‬
‫وانطلق بهم إلى امرأته فقال‪ ،‬انظري إلى هؤالء القوم الذين يزعم ون أنهم يري دون‬
‫أن يقاتلونا!! فطرحهم بين ي ديها‪ ،‬فق ال‪ :‬أال أطحنهم ب رجلي؟ فق الت امرأت ه‪ :‬ال ب ل‬
‫خل عنهم حتى يخبروا قومهم بما رأوا! ففعل ذلك)(‪)2‬‬
‫﴿وبَ َع ْثنَا ِم ْنهُ ُم ْاثن َْي َع َش َر نَقِيبًا﴾ [المائ دة‪:]12 :‬‬
‫وروى عن مجاهد في قول هللا‪َ :‬‬
‫(من كل سبط من بني إسرائيل رجل‪ ،‬أرسلهم موسى إلى الجبارين‪ ،‬فوجدوهم يدخل‬
‫في كم أح دهم اثن ان منهم‪ ،‬يلق ونهم إلق اء‪ ،‬وال يحم ل عنق ود عنبهم إال خمس ة أنفس‬
‫بينهم في خشبة‪ ،‬ويدخل في شطر الرمانة إذا نزع حبها خمسة أنفس‪ ،‬أو أربعة)(‪)3‬‬
‫هذه نماذج عن بعض الخرافات التي شوهت به ا قص ة موس ى علي ه الس الم‬
‫لتتحول إلى أسطورة وخرافة‪ ،‬بدل أن تكون نورا وهداية‪.‬‬
‫و‪ .‬ما ورد من قصص األنبياء عليهم السالم مع الشيطان‪:‬‬
‫وهي كلها منافية للقرآن الكريم‪ ،‬وخاصة تلك التي تص ور الش يطان بص ورة‬
‫الناصح‪ ،‬لخالفها الواضح لقوله تعالى‪ ﴿ :‬إِ َّن ال َّش ْيطَانَ لَ ُك ْم َعد ٌُّو﴾ [فاطر‪]6 :‬‬
‫ومن األمثلة عن تلك الروايات ما ينسب لإلمام الباقر أنه قال‪( :‬إن نوحا عليه‬
‫السالم حين أمر بالغرس كان إبليس إلى جانبه‪ ،‬فلما أراد أن يغرس العنب قال‪ :‬ه ذه‬
‫الشجرة لي‪ ،‬فقال له نوح عليه السالم‪ :‬كذبت‪ ،‬فق ال إبليس‪ :‬فم الي منه ا؟ فق ال ن وح‬
‫عليه السالم‪ :‬لك الثلثان‪ ،‬فمن هناك طاب الطالء على الثلث)(‪)4‬‬

‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)171 /10‬‬


‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪ ،)172 /10‬وهو في تاريخ الطبري ‪.222 ،221 :1‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الطبري (‪.)174 /10‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع‪.163 :‬‬
‫‪78‬‬
‫وقريب من هذه الرواية ـ وهو ما يدل على أصلها اإلسرائيلي ـ م ا روي عن‬
‫وهب بن منبه أنه قال‪( :‬لما خرج نوح عليه السالم من السفينة غرس قضبانا ك انت‬
‫معه في السفينه من النخل واالعناب وسائر الثمار فأطعمت من ساعتها وكانت معه‬
‫حبلة العنب وكانت آخر شئ أخرج حبلة العنب فلم يجدها نوح علي ه الس الم‪ ،‬وك ان‬
‫إبليس قد أخذها فخبأها‪ ،‬فنهض نوح عليه الس الم لي دخل الس فينة فيلتمس ها فق ال ل ه‬
‫الملك الذي معه‪ :‬اجلس ي ا ن بي هللا س تؤتى به ا‪ ،‬فجلس ن وح علي ه الس الم فق ال ل ه‬
‫الملك‪ :‬إن لك فيها شريكا في عصيرها فأحس ن مش اركته‪ ،‬ق ال‪ :‬نعم ل ه الس بع ولي‬
‫ستة أسباع‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت محسن‪ ،‬ق ال ن وح علي ه الس الم‪ :‬ل ه الس دس‬
‫ولي خمسة أسداس‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت محس ن‪ ،‬ق ال ن وح علي ه الس الم‪ :‬ل ه‬
‫الخمس ولي االربعة االخماس‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن ف أنت محس ن‪ ،‬ق ال ن وح علي ه‬
‫السالم‪ :‬له الربع ولي ثالثة أرب اع‪ ،‬ق ال ل ه المل ك‪ :‬أحس ن ف أنت محس ن‪ ،‬ق ال‪ :‬فل ه‬
‫النصف ولي النصف ولي التصرف‪ ،‬قال له الملك‪ :‬أحسن فأنت محس ن‪ ،‬ق ال علي ه‬
‫السالم‪ :‬لي الثلث وله الثلثان فرضي‪ ،‬فما كان ف وق الثلث من طبخه ا فالبليس وه و‬
‫حظه‪ ،‬وما كان من الثلث فما دونه فهو لنوح عليه الس الم وه و حظ ه وذل ك الحالل‬
‫الطيب ليشرب منه)(‪)1‬‬
‫وقريب منها ما ينسب لإلمام الباقر أنه قال‪( :‬لما هب ط ن وح علي ه الس الم من‬
‫السفينة غرس غرسا فكان فيما غرس النخلة ثم رجع إلى أهله فج اء إبليس لعن ه هللا‬
‫فقلعها‪ ،‬ثم إن نوحا عليه السالم عاد إلى غرسه فوج ده على حال ه ووج د النخل ة ق د‬
‫قلعت ووجد إبليس عندها فأتاه جبريل عليه السالم فأخبره أن إبليس لعن ه هللا قلعه ا‪،‬‬
‫فقال نوح عليه السالم البليس لعنه هللا‪ :‬ما دعاك إلى قلعها فوهللا م ا غرس ت غرس ا‬
‫أحب إلي منه ا‪ ،‬ووهللا ال أدعه ا ح تى أغرس ها‪ ،‬وق ال إبليس لعن ه هللا‪ :‬وأن ا وهللا ال‬
‫أدعها حتى أقلعها‪ ،‬فقال له‪ :‬اجعل لي منها نصيبا‪ ،‬قال‪ :‬فجعل ل ه منه ا الثلث‪ ،‬ف أبى‬
‫أن يرضى فجعل له النصف فأبى أن يرضى وأبى نوح عليه السالم أن يزيده‪ ،‬فق ال‬
‫جبريل عليه السالم لنوح‪ :‬يا رسول هللا أحسن ف إن من ك االحس ان‪ ،‬فعلم ن وح علي ه‬
‫السالم أنه قد جعل هللا له عليها سلطانا فجعل نوح ل ه الثل ثين‪ ،‬فق ال أب وجعفر علي ه‬
‫السالم‪ :‬فإذا أخذت عصيرا فاطبخه حتى يذهبا الثلثان نصيب الشيطان فكل واشرب‬
‫حينئذ)(‪)2‬‬
‫وقريب منها م ا ينس ب لإلم ام الص ادق أن ه ق ال‪( :‬إن إبليس ن ازع نوح ا في‬
‫الكرم فأتاه جبريل عليه السالم فقال له‪ :‬إن له حق ا فأعط ه فأعط اه الثلث فلم ي رض‬
‫إبليس‪ ،‬ثم أعط اه النص ف فلم ي رض‪ ،‬فط رح جبري ل ن ارا ف أحرقت الثل ثين وبقي‬
‫الثلث‪ ،‬فقال‪ :‬ما أحرقت النار فهو نصيبه‪ ،‬وما بقي فهولك يا نوح)(‪)3‬‬

‫‪ )(1‬علل الشرائع‪..163 :‬‬


‫‪ )(2‬فروع الكافى ‪.189 :2‬‬
‫‪ )(3‬فروع الكافى ‪.189 :2‬‬
‫‪79‬‬
‫وقريب منها ما ينسب البن عباس أنه قال‪( :‬قال إبليس لنوح عليه السالم‪ :‬ل ك‬
‫عندي يد ساعلمك خصاال‪ ،‬قال نوح‪ :‬وما يدي عندك؟ قال‪ :‬دعوتك على قومك حتى‬
‫أهلكهم هللا جميع ا‪ ،‬فإي اك والك بر‪ ،‬وإي اك والح رص‪ ،‬وإي اك والحس د‪ ،‬ف إن الك بر‬
‫هوالذي حملني على أن تركت السجود آلدم فأكفرني وجعلني شيطانا رجيما‪ ،‬وإياك‬
‫والحرص فإن آدم أبيح له الجن ة ونهي عن ش جرة واح دة فحمل ه الح رص على أن‬
‫أكل منها‪ ،‬وإياك والحسد ف إن ابن آدم حس د أخ اه فقتل ه‪ ،‬فق ال ن وح‪ :‬ف أخبرني م تى‬
‫تكون أقدر على ابن آدم؟ قال‪ :‬عند الغضب)(‪)1‬‬
‫وقريب منها ما ينسب لإلمام الباقر أنه قال‪( :‬لما دعا ن وح علي ه الس الم رب ه‬
‫إن ل ك عن دي ي داً أري د أن‬‫ع ّز وج ّل على قومه‪ ،‬أتاه إبليس لعنه هللا فقال‪ :‬يا ن وح‪ّ ..‬‬
‫أكافيك عليها‪ ..‬فقال له نوح عليه السالم‪ :‬إنه ليبغض إل ّي أن يكون لك عندي ي ٌّد فم ا‬
‫ق أح د أغوي ه‪ ،‬فأن ا مس تري ٌح‬‫هي؟‪ ..‬قال‪ :‬بلى دعوت هللا على قومك فأغرقتهم فلم يب َ‬
‫قرن آخر وأغويهم‪ ..‬فقال له نوح عليه السالم‪ :‬ما الذي تريد أن تك افيني‬ ‫حتى ينسق ٌ‬
‫به؟‪ ..‬قال‪ :‬اذكرني في ثالث م واطن‪ ،‬ف إني أق رب م ا أك ون إلى العب د إذا ك ان في‬
‫إحداهن‪ :‬اذكرني إذا غضبتَ ‪ ،‬واذكرني إذا حكمتَ بين اثنين‪ ،‬واذكرني إذا كنت م ع‬
‫امرأة خاليا ً ليس معكما أحد)(‪)2‬‬
‫وقريب منها ما ينسب لإلمام الصادق أنه ق ال‪( :‬إن إبليس ك ان ي أتي األنبي اء‬
‫من ل دن آدم علي ه الس الم إلى أن بعث هللا المس يح علي ه الس الم يتح دث عن دهم‬
‫ويسائلهم‪ ،‬ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا علي ه الس الم‪ ،‬فق ال ل ه‬
‫يحيى‪ :‬يا أبا مرة‪ ..‬إن لي إليك حاجة‪ ،‬فقال له‪ :‬أنت أعظم قدرا من أن أردك بمس ألة‬
‫فسلني ما شئت‪ ،‬فإني غير مخالفك في أمر تريده‪ ..‬فقال يحيى‪ :‬يا أبا م رة‪ ..‬أحب أن‬
‫تعرض علي مص ائدك وفخوخ ك ال تي تص طاد به ا ب ني آدم‪ ،‬فق ال ل ه إبليس‪ :‬حب ا‬
‫وكرامة‪ ،‬وواعده لغد‪ ..‬فلما أصبح يح يى علي ه الس الم قع د في بيت ه ينتظ ر الموع د‬
‫وأغلق عليه الباب إغالق ا‪ ،‬فم ا ش عر ح تى س اواه من خوخ ة ك انت في بيت ه‪ ،‬ف إذا‬
‫وجه ه ص ورة وج ه الق رد‪ ،‬وجس ده على ص ورة الخ نزير‪ ،‬وإذا عين اه مش قوقتان‬
‫ق طوال عظم ا واح دا بال ذقن وال لحي ة‪ ،‬ول ه أربع ة‬ ‫طوال‪ ،‬وإذا أسنانه وفمه مشقو ٌ‬
‫أيد‪ :‬يدان في صدره ويدان في منكبه‪ ،‬وإذا عراقيبه قوادمه‪ ،‬وأصابعه خلف ه‪ ،‬وعلي ه‬
‫قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها خي وط معلق ة بين أحم ر وأص فر وأخض ر وجمي ع‬
‫األلوان‪ ،‬وإذا بيده جرسٌ عظي ٌم‪ ،‬وعلى رأسه بيض ةٌ‪ ،‬وإذا في البيض ة حدي دةٌ معلق ةٌ‬
‫شبيهةٌ بالكالب‪ ..‬فلما تأمل ه يح يى علي ه الس الم ق ال ل ه‪ :‬م ا ه ذه المنطق ة ال تي في‬
‫وسطك؟‪ ..‬فقال‪ :‬هذه المجوس ية‪ ،‬أن ا ال ذي س ننتها وزينته ا لهم‪ ..‬فق ال ل ه‪ :‬م ا ه ذه‬
‫الخيوط األلوان؟‪ ..‬قال له‪ :‬هذه جميع أصباغ النساء‪ ،‬ال ت زال الم رأة تص بغ الص بغ‬
‫حتى تقع مع لونها‪ ،‬فأفتتن الناس بها‪ ..‬فقال له‪ :‬فما هذا الجرس ال ذي بي دك؟‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)293 /11‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،11/318 :‬والخصال ‪.1/65‬‬
‫‪80‬‬
‫هذا مجمع كل لذة من طنب ور وبرب ط ومعزف ة وطب ل ون اي وص رناي‪ ،‬وإن الق وم‬
‫ليجلسون على شرابهم فال يستلذونه‪ ،‬فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخفهم‬
‫الط رب‪ ،‬فمن بين من ي رقص ومن بين من يفرق ع أص ابعه‪ ،‬ومن بين من يش ق‬
‫ثيابه‪ ..‬فقال له‪ :‬وأي األشياء أقر لعينك؟‪ ..‬قال‪ :‬النساء هن فخوخي ومصائدي‪ ،‬فإني‬
‫إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن‪..‬‬
‫فقال له يحيى عليه السالم‪ :‬فما هذه البيضة التي على رأسك؟‪..‬قال‪ :‬بها أتوقى دع وة‬
‫المؤمنين‪ ..‬قال‪ :‬فما هذه الحديدة التي أرى فيها؟‪ ..‬قال‪ :‬بهذه أقلب قلوب الص الحين)‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .4‬ما ورد من الروايات المسئية للقيم األخالقية‪:‬‬
‫فكل الروايات الواردة في هذا الباب مخالفة للقرآن الكريم‪ ..‬ومخالف للفط رة‬
‫الطاهرة لإلنسان الكامل‪ ..‬ومخالفة فوق ذلك لحي اة األنبي اء عليهم الص الة والس الم‬
‫الممتلئة بالعفاف والزهد واالنشغال باهلل عما سواه‪.‬‬
‫وس نذكر هن ا بعض النم اذج عن ذل ك‪ ،‬وكي ف أس اءت إليهم أمث ال تل ك‬
‫الروايات‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد حول يعقوب عليه السالم‪:‬‬
‫فمن الروايات ال تي يوردونه ا في قص ته م ا رووه عن الس دي‪ ،‬ق ال‪ :‬ت زوج‬
‫إسحاق امرأة فحملت بغالمين في بطن‪ ،‬فلما أرادت أن تضعهما اقتت ل الغالم ان في‬
‫بطنه ا‪ ،‬ف أراد يعق وب أن يخ رج قب ل عيص‪ ،‬فق ال عيص‪ :‬وهللا لئن خ رجت قبلي‬
‫ألعترضن في بطن أمي وألقتلنها‪ ،‬فتأخر يعقوب‪ ،‬وخرج عيص قبله‪ ،‬وأخذ يعقوب‬
‫بعقب عيص‪ ،‬فخرج فسمي عيصا ألنه عصى‪ ،‬فخرج قبل يعق وب‪ ،‬وس مي يعق وب‬
‫ألنه خرج آخذا بعقب عيص‪ ،‬وكان يعقوب أكبرهما في البطن‪ ،‬ولكن عيص ا خ رج‬
‫قبله‪ ،‬وكبر الغالمان‪ ،‬فكان عيص أحبهما إلى أبيه‪ ،‬وك ان يعق وب أحبهم ا إلى أم ه‪،‬‬
‫وكان عيص صاحب صيد‪ ،‬فلما كبر إسحاق‪ ،‬وعمي‪ ،‬قال لعيص‪ :‬ي ا ب ني أطعم ني‬
‫لحم صيد واقترب مني أدع ل ك ب دعاء دع ا لي ب ه أبي‪ ،‬وك ان عيص رجال أش عر‪،‬‬
‫وكان يعقوب رجال أجرد‪ ،‬فخرج عيص يطلب الص يد‪ ،‬وس معت أم ه الكالم فق الت‬
‫ليعقوب‪ :‬يا بني‪ ،‬اذهب إلى الغنم فاذبح منها ش اة ثم اش وه‪ ،‬والبس جل ده وقدم ه إلى‬
‫أبيك‪ ،‬وقل له‪ :‬أنا ابنك عيص‪ ،‬ففعل ذلك يعقوب‪ ،‬فلما جاء ق ال‪ :‬ي ا أبت اه ك ل‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫من أنت؟ قال‪ :‬أنا ابن ك عيص‪ ،‬ق ال‪ :‬فمس ه‪ ،‬فق ال‪ :‬المس مس عيص‪ ،‬وال ريح ريح‬
‫يعقوب‪ ،‬قالت أمه‪ :‬هو ابنك عيص فادع له‪ ،‬قال‪ :‬قدم طعامك‪ ،‬فقدم ه فأك ل من ه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬ادن مني‪ ،‬فدنا منه‪ ،‬فدعا له أن يجعل في ذريته األنبياء والملوك‪ ،‬وقام يعقوب‪،‬‬
‫وجاء عيص فقال‪ :‬قد جئتك بالصيد الذي أمرتني به‪ ،‬فقال‪ :‬يا ب ني ق د س بقك أخ وك‬
‫يعقوب‪ ،‬فغضب عيص وقال‪ :‬وهللا ألقتلنه‪ ،‬قال‪ :‬يا بني قد بقيت لك دع وة‪ ،‬فهلم أدع‬
‫لك بها‪ ،‬فدعا له فقال‪ :‬تكون ذريت ك ع ددا كث يرا ك التراب وال يملكهم أح د غ يرهم‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/173 :‬وأمالي الطوسي ص‪.216‬‬
‫‪81‬‬
‫وقالت أم يعقوب ليعقوب‪ :‬الحق بخال ك فكن عن ده خش ية أن يقتل ك عيص‪ ،‬ف انطلق‬
‫إلى خاله‪ ،‬فكان يسري بالليل ويكمن بالنهار‪ ،‬ولذلك سمي إسرائيل‪ ،‬وهو س ري هللا‪،‬‬
‫فأتى خاله وقال عيص‪ :‬أما إذ غلبتني على الدعوى فال تغلب ني على الق بر‪ ،‬أن أدفن‬
‫عند آبائي‪ :‬إبراهيم وإسحاق‪ ،‬فقال‪ :‬لئن فعلت لتدفنن معه‪ .‬ثم ان يعقوب ع هوى ابنة‬
‫خاله‪ -‬وكانت له ابنتان‪ -‬فخطب إلى أبيهم ا الص غرى منهم ا‪ ،‬فأنكحه ا إي اه على أن‬
‫يرعى غنمه إلى أجل مسمى‪ ،‬فلما انقضى األجل زف إليه أخته ا لي ا‪ ،‬ق ال يعق وب‪:‬‬
‫إنما أردت راحيل‪ ،‬فقال له خاله‪ :‬إنا ال ينكح فينا الصغير قبل الكبير‪ ،‬ولكن ارع لن ا‬
‫أيضا وأنكحها‪ ،‬ففعل فلما انقضى األجل زوجه راحيل أيضا‪ ،‬فجمع يعق وب بينهم ا‪،‬‬
‫فذلك قول هللا‪َ ﴿ :‬وأَ ْن تَجْ َمعُوا بَ ْينَ اأْل ُ ْختَي ِْن إِاَّل َما قَ ْد َسلَفَ ﴾ [النساء‪ ،]23 :‬يقول‪ :‬جمع‬
‫يعق وب بين لي ا وراحي ل‪ ،‬فحملت لي ا فول دت يه وذا‪ ،‬وروبي ل‪ ،‬وش معون وول دت‬
‫راحي ل يوس ف‪ ،‬وبني امين‪ ،‬وم اتت راحي ل في نفاس ها ببني امين‪ ،‬يق ول‪ :‬من وج ع‬
‫النفاس الذى ماتت فيه‪ .‬وقطع خال يعقوب ليعقوب قطيع ا من الغنم‪ ،‬ف أراد الرج وع‬
‫إلى بيت المقدس‪ ،‬فلما ارتحلوا لم يكن له نفقة‪ ،‬فقالت امرأة يعقوب ليوسف‪ :‬خ ذ من‬
‫أص نام أبي لعلن ا نس تنفق من ه فأخ ذ‪ ،‬وك ان الغالم ان في حج ر يعق وب‪ ،‬فأحبهم ا‬
‫وعطف عليهما ليتمهما من أمهما‪ ،‬وكان أحب الخلق اليه يوسف عليه الس الم‪ ،‬فلم ا‬
‫قدموا أرض الشام‪ ،‬ق ال يعق وب ل راع من الرع اة‪ :‬إن أت اكم أح د يس ألكم‪ :‬من أنتم؟‬
‫فقولوا‪ :‬نحن ليعقوب عبد عيص‪ ،‬فلقيهم عيص فق ال‪ :‬من أنتم؟ ق الوا‪ :‬نحن ليعق وب‬
‫عب د عيص‪ ،‬فك ف عيص عن يعق وب‪ ،‬ون زل يعق وب بالش ام‪ ،‬فك ان هم ه يوس ف‬
‫وأخوه‪ ،‬فحسده إخوته لما رأوا من حب أبيه له)(‪)1‬‬
‫ب ـ ما ورد حول يوسف عليه السالم‪:‬‬
‫ت بِ ِه َوهَ َّم بِهَ ا لَ وْ اَل أَ ْن َرأَى‬ ‫وهي الروايات المفسرة لقول ه تع الى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد هَ َّم ْ‬
‫بُرْ هَانَ ﴾ [يوسف‪ ،]24 :‬فقد فسرها رواة تلك اآلثار المستمدة من اليهود ـ كما فسروا‬
‫اليد والس اق والرج ل بالنس بة هلل تع الى ـ فجعل وا همه ا وهم ه واح دا‪ ..‬أي أن ه ه ّم‬
‫وأن ه ّمه به ا ك ان كه ّمه ا ب ه‪ ،‬ول وال أن ه رأى بره ان ربّ ه لفع ل‪ ،‬وق د‬ ‫بالمخالطة‪ّ ،‬‬
‫صانته عن ارتكاب الجريمة ـ بعد اله ّم بها ـ رؤية البرهان‪.‬‬
‫مع أنه كان يمكنهم أن يفس روها على مقتض ى اللغ ة وعلى مقتض ى عص مة‬
‫األنبياء بسهولة ويسر‪ ..‬ولذلك وجوه كثيرة‪ ،‬وبجميعها نطق العرب‪.‬‬
‫وأبسطها أن يقدروها (لوال أن رأى برهان ربّه له ّم بها)‪ ،‬ألن ذل ك ي دل على‬
‫عدم تحقّق الهم منه ل ّما رأى برهان ربّه‪.‬‬
‫و(برهان ربه)كما فس ره الق رآن الك ريم ه و تل ك الحجج اليقيني ة ال تي تجلّي‬
‫ك إِلَى فِرْ َع وْ نَ‬ ‫ان ِم ْن َربِّ َ‬ ‫ك بُرْ هَانَ ِ‬ ‫الحق وال تدع ريبا ً لمرتاب‪ ،‬كما قال تعالى‪﴿ :‬فَ َذانِ َ‬
‫اس قِينَ ﴾ [القص ص‪ ،]32 :‬وق ال‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا النَّاسُ قَ ْد َج ا َء ُك ْم‬ ‫َو َملَئِ ِه إِنَّهُ ْم َك انُوا قَوْ ًم ا فَ ِ‬
‫ص ا ِدقِينَ ﴾‬ ‫ان ِم ْن َربِّ ُك ْم﴾ [النس اء‪ ،]174 :‬وق ال‪ ﴿ :‬قُ لْ هَ اتُوا بُرْ هَ انَ ُك ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬ ‫بُرْ هَ ٌ‬
‫‪ )(1‬تاريخ الطبري (‪)319 /1‬‬
‫‪82‬‬
‫[البقرة‪]111 :‬‬
‫وهذا البره ان هن ا ه و (العلم المكش وف واليقين المش هود ال ذي يج ر النفس‬
‫اإلنسانية إلى طاعة ال تميل معها إلى معصية‪ ،‬وانقياد ال تصاحبه مخالف ة‪ ..‬ذل ك أن‬
‫إحدى أُسس العصمة هو العلم اليقين بنتائج المآثم وعواقب المخالف ة علم ا ً ال يغلب‪،‬‬
‫وانكش افا ً ال يقه ر‪ ،‬وه ذا العلم ال ذي ك ان يص احب يوس ف ه و ال ذي ص ّده ع ّمـا‬
‫اقترحت عليه امرأة العزيز)(‪)1‬‬
‫هذا هو تفسير القائلين بالعصمة المطلقة للهم وللبرهان‪ ..‬وهو تفس ير يتواف ق‬
‫مع القرآن الكريم كما يتوافق مع اللغة العربية‪ ..‬لكن رواة تل ك اآلث ار لم يلتفت وا إلى‬
‫هذه المعاني القرآنية واللغوي ة‪ ..‬فراح وا يفس رون اآلي ة بالرواي ات‪ ،‬ألن الرواي ات‬
‫والقصص هي الوحيدة التي يسمح عقلهم الخرافي بمرورها‪.‬‬
‫ولهذا نجد مفسرا كبيرا كالطبري عند تفسيره لآلي ة الكريم ة ينق ل الرواي ات‬
‫الكثيرة ال تي نقلت بع د ذل ك إلى كتب الت اريخ وقص ص األنبي اء‪ ..‬ومنه ا نقلت إلى‬
‫كتب العقائد لتنحرف بالصورة القرآنية ليوسف عليه السالم إلى الصورة اليهودية‪.‬‬
‫ومن تلك الروايات ما وراه عن السدي أنه قال‪ :‬قالت له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬ما أحسن‬
‫شعرك! ال‪ :‬هو أ َّول ما ينتثر من جسدي‪ .‬قالت‪ :‬يا يوسف‪ ،‬ما أحس ن وجه ك! ق ال‪:‬‬
‫هو للتراب يأكله‪ .‬فلم تزل حتى أطمعته‪ ،‬فه َّمت ب ه وهم به ا‪ ،‬ف دخال ال بيت‪ ،‬وغلَّقت‬
‫األبواب‪ ،‬وذهب ليح ّل سراويله‪ ،‬فإذا هو بصورة يعقوب قائ ًم ا في ال بيت‪ ،‬ق د عضَّ‬
‫على إصبعه‪ ،‬يقول‪( :‬يا يوسف ال تواقعها)‪ ،‬فإنما مثلك ما لم تواقعها مثل الط ير في‬
‫جو السماء ال يطاق‪ ،‬ومثلك إذا واقعتها مثله إذا م ات ووق ع إلى األرض ال يس تطع‬
‫أن يدفع عن نفسه‪ .‬ومثلك م ا لم تواقعه ا مث ل الث ور الص عب ال ذي ال يُعم ل علي ه‪،‬‬
‫ومثلك إن واقعتها مثل الثور حين يموت فيدخل النَّمل في أصل قرنيه ال يستطيع أن‬
‫ي دفع عن نفس ه‪ ،‬فرب ط س راويله‪ ،‬وذهب ليخ رج يش ت ُّد‪ ،‬فأدركت ه‪ ،‬فأخ ذت بم ؤخر‬
‫قميصه من خلفه فخرقته‪ ،‬حتى أخرجت ه من ه وس قط‪ ،‬وطرح ه يوس ف واش ت َّد نح و‬
‫الباب)(‪)2‬‬
‫ُ‬
‫وروى عن ابن إس حاق‪ ،‬ق ال‪( :‬أكبَّت علي ه ‪ -‬يع ني الم رأة ‪ -‬تطمع ه م رة‬
‫لذة من حاجة الرجال في جمالها وحسنها وملكها‪ ،‬وه و‬ ‫وتخيفه أخرى‪ ،‬وتدعوه إلى ّ‬
‫ق لها مما يرى من َكلَفها‬ ‫شاب مستقبل يجد من َشبق الرجال ما يجد الرجل ; حتى َر َّ‬
‫به‪ ،‬ولم يتخ َّوف منها حتى ه َّم بها وه َّمت به‪ ،‬حتى خلوا في بعض ب ُيوته)(‪)3‬‬
‫وروى عن ابن عباس‪ ،‬أنه سئل عن ه ّم يوسف ما بل غ؟ ق ال‪َ ( :‬ح ّل ال ِه ْمي ان‪،‬‬
‫وجلس منها مجلس الخاتن)(‪)4‬‬
‫وروى عن ابن أبي مليك ة‪ ،‬ق ال‪ :‬س ألت ابن عب اس‪ :‬م ا بل غ من ه ّم يوس ف؟‬
‫‪ )(1‬مفاهيم القرآن‪ 385 / 4 :‬ـ ‪.392‬‬
‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪ ،)33 /16‬ورواه في تاريخه ‪.173 :1‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الطبري (‪.)34 /16‬‬
‫‪ )(4‬تفسير الطبري (‪.)35 /16‬‬
‫‪83‬‬
‫رجليها)(‪)1‬‬ ‫قال‪( :‬استلقت له‪ ،‬وجلس بين‬
‫وبع د أن روى أمث ال ه ذا الغث اء عن جمي ع س لفهم ال ذين وكل وا لهم تفس ير‬
‫القرآن الكريم واس تنباط العقائ د من ه من أمث ال مجاه د وقت ادة وعكرم ة وغ يرهم‪..‬‬
‫طرح هذا اإلشكال الخطير‪ ،‬فقال‪( :‬فإن قال قائل‪ :‬وكيف يج وز أن يوص ف يوس ف‬
‫ي؟)(‪)2‬‬
‫بمثل هذا‪ ،‬وهو هلل نب ّ‬
‫ثم أجاب عليه بقوله‪( :‬قيل‪ :‬إن أهل العلم اختلفوا في ذلك‪ ،‬فقال بعض هم‪ :‬ك ان‬
‫من ابتلي من األنبي اء بخطيئ ة‪ ،‬فإنم ا ابتاله هللا به ا‪ ،‬ليك ون من هللا ع ز وج ّل على‬
‫َو َج ٍل إذا ذكره ا‪ ،‬فيج د في طاعت ه إش فاقًا منه ا‪ ،‬وال يتّك ل على س عة عف و هللا‬
‫ورحمت ه‪ ..‬وق ال آخ رون‪ :‬ب ل ابتالهم هللا ب ذلك‪ ،‬ليع رّفهم موض ع نعمت ه عليهم‪،‬‬
‫بصفحه عنهم‪ ،‬وتركه عقوبتَ ه علي ه في اآلخ رة‪ ..‬وق ال آخ رون‪ :‬ب ل ابتالهم ب ذلك‬
‫ليجعلهم أئمة ألهل الذنوب في َرجاء رحم ة هللا‪ ،‬وت رك اإلي اس من عف وه عنهم إذا‬
‫تابوا)(‪)3‬‬
‫وكع ادة الكث ير من المح دثين في الجم ع بين ط رحهم آلرائهم‪ ،‬ووص فها‬
‫بالسنية‪ ،‬ثم ذكر المخالفين لهم بغية التحذير منها‪ ،‬ورميها بالبدعة‪ ،‬فقد قال الط بري‬
‫بعدما ذكر إجابات أه ل العلم من الس لفية عن س ر تص رفات يوس ف علي ه الس الم‪:‬‬
‫(وأما آخرون ممن خالف أقوال السلف وتأ َّولوا القرآن بآرائهم‪ ،‬فإنهم ق الوا في ذل ك‬
‫أقواال مختلفة‪ .‬فقال بعضهم‪ :‬معناه‪ :‬ولقد همت الم رأة بيوس ف‪ ،‬وه َّم به ا يوس ف أن‬
‫أن يوس ف رأى‬ ‫يضربها أو ينالها بمكروه له ِّمها به مم ا أرادت ه من المك روه‪ ،‬ل وال ّ‬
‫برهان ربه‪ ،‬وكفَّه ذلك عما ه ّم به من أذاها ال أنه ا ارت دعت من قِبَ ل نفس ها‪ .‬ق الوا‪:‬‬
‫الس و َء َو ْالفَحْ َش ا َء﴾ [يوس ف‪:‬‬ ‫َص ِرفَ َع ْن هُ ُّ‬
‫والشاهد على صحة ذلك قول ه‪َ ﴿ :‬ك َذلِكَ لِن ْ‬
‫‪،]24‬قالوا‪ :‬فالسوء هُو ما كان ه َّم به من أذاها‪ ،‬وهو غ ير الفحش اء‪ ..‬وق ال آخ رون‬
‫منهم‪ :‬معنى الكالم‪ :‬ولقد همت به‪ ،‬فتناهى الخب ُر عنها‪ .‬ثم ابتدئ الخبر عن يوس ف‪،‬‬
‫فقيل‪( :‬وهم بها يوسف لوال أن رأى برهان ربه)‪ ،‬كأنهم وجَّهوا معنى الكالم إلى َّ‬
‫أن‬
‫أن يوس ف ل وال رؤيت ه بره ان رب ه له َّم به ا‪،‬‬ ‫يوسف لم يه ّم بها‪ ،‬وأن هللا إنما أخ بر َّ‬
‫ض ُل هَّللا ِ َعلَ ْي ُك ْم َو َرحْ َمتُ هُ‬
‫﴿ولَ وْ اَل فَ ْ‬
‫ولكن ه رأى بره ان رب ه فلم يه َّم به ا‪ ،‬كم ا قي ل‪َ :‬‬
‫ش ْيطَانَ إِاَّل قَلِياًل ﴾ [النساء‪)4()]83 :‬‬
‫اَل تَّبَ ْعتُ ُم ال َّ‬
‫ثم رد على هذه األقوال التنزيهية الجارية على وفق مقتض ى اللغ ة‪ ،‬ب ل على‬
‫مقتضى القرآن الكريم‪ ،‬فقال‪( :‬قال أبو جعف ر‪ :‬ويفس د ه ذين الق ولين‪ :‬أن الع رب ال‬
‫تقدم جواب لوال قبلها‪ ،‬ال تق ول‪( :‬لق د قمت ل وال زي د)‪ ،‬وهي تري د‪( :‬ل وال زي د لق د‬
‫قمت)‪ ،‬هذا مع خالفهما جميع أهل العلم بتأويل القرآن‪ ،‬الذين عنهم يؤخذ تأويله)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)35 /16‬‬


‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)37 /16‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الطبري (‪.)38 /16‬‬
‫‪ )(4‬تفسير الطبري (‪.)38 /16‬‬
‫‪ )(5‬تفسير الطبري (‪.)39 /16‬‬
‫‪84‬‬
‫ولست أدري من أين له هذا المعنى اللغوي‪ ،‬والذي قال به كبار علماء اللغ ة‪،‬‬
‫وهم أدرى بها‪ ،‬وأكثر تخصصا منه‪.‬‬
‫وبعد أن فسر الطبري الهم راح يفسر البرهان‪ ،‬فقال‪( :‬أما البره ان ال ذي رآه‬
‫يوسف‪ ،‬فترك من أجله مواقعة الخطيئة‪ ،‬فإن أهل العلم مختلفون فيه‪ ..‬فقال بعضهم‪:‬‬
‫نودي بالنهي عن مواقعة الخطيئة)(‪)1‬‬
‫ثم راح يسوق الروايات الدالة على ذلك(‪:)2‬‬
‫ومنها ما رواه عن ابن عباس‪ ،‬أنه ق ال‪( :‬ن ودي‪ :‬ي ا يوس ف‪ ،‬أت زني‪ ،‬فتك ون‬
‫كالطير َوقَع ريشه‪ ،‬فذهب يطير فال ريش له؟)‪ ،‬وروى عن ه‪( :‬لم يُ ْع ِط على الن داء‪،‬‬
‫عاض ا على أص بعه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا‬ ‫ًّ‬ ‫تمثال صورة وجه أبي ه‬ ‫َ‬ ‫حتى رأى برهان ربه‪ ،‬قال‪:‬‬
‫يوسف‪ ،‬تزني‪ ،‬فتكون كالطير ذهب ريشه؟)‪ ،‬وروى عنه‪( :‬ن ودي‪ :‬ي ا ابن يعق وب‪،‬‬
‫ال تكن كالطير إذا زنى ذهب ريشه‪ ،‬وبقي ال ريش له! فلم يطع على النداء‪ ،‬ففُ ِّزع)‪،‬‬
‫وروى عن ه‪( :‬ن ودي‪ :‬ي ا ابن يعق وب ال تك ون َّن كالط ائر ل ه ريش‪ ،‬ف إذا زنى ذهب‬
‫ريشه ـ أو قعد ال ريش له ـ فلم يُ ْع ِط على النداء شيئًا‪ ،‬حتى رأى برهان رب ه‪ ،‬ففَ ِرق‬
‫ففرَّ)‬
‫وروى عن قتادة قوله‪( :‬نودي يوسف فقي ل‪ :‬أنت مكت وب في األنبي اء‪ ،‬تعم ل‬
‫عمل السفهاء؟)‬
‫عاض ا على إص بعه يق ول‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫ال يعق وب‬
‫وروى عن الحس ن قول ه‪( :‬رأى تمث َ‬
‫يوسف! يوسف!)‬
‫وروى عن القاسم بن أبي بزة قوله‪( :‬نودي‪ :‬يا ابن يعقوب‪ ،‬ال تكونن ك الطير‬
‫ْرض للنداء وقع د‪ ،‬فرف ع رأس ه‪ ،‬ف رأى‬ ‫له ريش‪ ،‬فإذا زنى قَ َعد ليس له ريش‪ .‬فلم يُع ِ‬
‫ضا على إصبعه‪ ،‬فقام مرعوبًا استحياء من هللا‪ ،‬فذلك قول هللا‪( :‬لوال‬ ‫وجهَ يعقوب عا ًّ‬
‫أن رأى برهان ربه)‪ ،‬وجهَ يعقوب)‬
‫وروى عن سعيد بن جبير‪( :‬رأى تمث ال وج ه يعق وب‪ ،‬فخ رجت ش هوته من‬
‫عاض ا على أص ابعه‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫أنامله)‪ ،‬وروى عنه‪ ،‬أنه قال‪( :‬رأى صورةً فيها وجه يعقوب‬
‫فدفع في صدره‪ ،‬فخرجت شهوته من أنامله‪ .‬فكلُّ ولد يعقوب ُولِ َد له اثنا عشر رجال‬
‫إال يوسف‪ ،‬فإنه نقص بتلك الشهوة‪ ،‬ولم يولد له غير أحد عشر)‬
‫وهكذا أصبح إخوة يوسف ـ بالرؤية السلفية ـ أفضل من أخيهم‪ ،‬وأطهر من ه‪،‬‬
‫ألنه هم ولم يهموا‪ ،‬ولهذا أكرموا بالمزيد من الولد على خالفه‪.‬‬
‫بل إنهم يروون أنه رأي آي ات قرآني ة‪ ،‬وباللغ ة العربي ة‪ ،‬ولس ت أدري كي ف‬
‫رآها‪ ،‬وهل أنزلت عليه قبل أن تنزل على رسول هللا ‪ ..‬ولكن ألن العق ل الس لفي‬
‫يقبل كل شيء‪ ،‬فقد قبل هذه الروايات أيضا‪.‬‬
‫ومن تلك الرواي ات‪ :‬م ا وراه الط بري عن محم د بن كعب‪ ،‬أن ه ق ال‪( :‬رف ع‬

‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)39 /16‬‬


‫‪ )(2‬انظر هذه الروايات في تفسير الطبري (‪ ،)39 /16‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫﴿واَل تَ ْق َربُ وا‬ ‫يوسف رأسه إلى س قف ال بيت حين ه ّم‪ ،‬ف رأى كتابً ا في حائ ط ال بيت‪َ :‬‬
‫سبِياًل ﴾ [اإلسراء‪)1()]32 :‬‬ ‫ال ِّزنَا إِنَّهُ َكانَ فَا ِح َشةً َو َسا َء َ‬
‫وروى عن أبي صخر‪ ،‬ق ال‪ :‬س معت الق رظي يق ول في البره ان ال ذي رأى‬
‫يوس ف‪ :‬ثالث آي ات من كت اب هللا‪( :‬إِ َّن َعلَ ْي ُك ْم لَ َح افِ ِظينَ )اآلي ة‪[ ،‬س ورة االنفط ار‪:‬‬
‫(و َما تَ ُكونُ فِي َشأْ ٍن)اآلية‪[ ،‬سورة يونس‪ ،]61 :‬وقوله‪( :‬أَفَ َم ْن ه َُو قَائِ ٌم‬ ‫‪ ،]10‬وقوله‪َ :‬‬
‫ت)[سورة الرعد‪ .]33 :‬قال نافع‪ :‬سمعت أبا هالل يق ول مث ل‬ ‫س بِ َما َك َسبَ ْ‬ ‫َعلَى ُك ِّل نَ ْف ٍ‬
‫(وال تَ ْق َربُوا ِّ‬
‫الزنَا)(‪)2‬‬ ‫قول القرظي‪ ،‬وزاد آية رابعة‪َ :‬‬
‫وبعد أن أورد الطبري جميع هذه األقوال وغيرها‪ ،‬قال بورع بارد‪( :‬قال أب و‬
‫جعفر‪ :‬وأولى األقوال في ذل ك بالص واب أن يق ال‪ :‬إن هللا ج ل ثن اؤه أخ بر عن ه ِّم‬
‫يوسف وامرأة العزيز كل واحد منهما بصاحبه‪ ،‬ل وال أن رأى يوس ف بره ان رب ه‪،‬‬
‫وذلك آيةٌ من هللا‪ ،‬زجرته عن ركوب ما ه َّم به يوسف من الفاحشة‪ ،‬وجائز أن تكون‬
‫تلك اآلية صورة يعقوب‪ ،‬وجائز أن تكون ص ورة المل ك‪ ،‬وج ائز أن يك ون الوعي د‬
‫ي ذل ك‬ ‫في اآليات التي ذكرها هللا في القرآن على الزنا‪ ،‬وال حج ة للع ذر قاطع ة ب أ ِّ‬
‫ي‪ .‬والصواب أن يقال في ذلك م ا قال ه هللا تب ارك وتع الى‪ ،‬واإليم ان ب ه‪،‬‬ ‫كان من أ ٍّ‬
‫وترك ما عدا ذلك إلى عالمه)(‪)3‬‬
‫ج ـ ما ورد حول أيوب عليه السالم‪:‬‬
‫ُّوب إِ ْذ نَ ادَى َربَّهُ أَنِّي َم َّس نِ َي ُّ‬
‫الض رُّ‬ ‫تعالى‪﴿:‬وأَي َ‬
‫َ‬ ‫وكلها مما يرد في تفسير قوله‬
‫ض رٍّ َوآتَ ْينَ اهُ أَ ْهلَ هُ َو ِم ْثلَهُ ْم‬
‫َّاح ِمينَ (‪)83‬فَا ْست ََج ْبنَا لَهُ فَ َك َش ْفنَا َم ا بِ ِه ِم ْن ُ‬ ‫َوأَ ْنتَ أَرْ َح ُم الر ِ‬
‫َم َعهُ ْم َرحْ َمةً ِم ْن ِع ْن ِدنَا َو ِذ ْك َرى لِ ْل َعابِ ِدينَ ﴾ [األنبياء‪]84 ،83 :‬‬
‫ومن أمثلتها م ا رووه عن عب د ال رحمن بن جب ير‪ ،‬ق ال‪( :‬لم ا ابتلي ن بي هللا‬
‫أيوب عليه الس الم بمال ه وول ده وجس ده‪ ،‬وط رح في مزبل ة‪ ،‬جعلت امرأت ه تخ رج‬
‫تكسب علي ه م ا تطعم ه‪ ،‬فحس ده الش يطان على ذل ك‪ ،‬وك ان ي أتي أص حاب الخ بز‬
‫والشوي الذين كانوا يتصدقون عليها‪ ،‬فيقول‪ :‬اطردوا هذه المرأة التي تغشاكم‪ ،‬فإنها‬
‫تعالج صاحبها وتلمسه بيدها‪ ،‬فالناس يتقذرون طعامكم من أجل أنها تأتيكم وتغشاكم‬
‫على ذلك؛ وكان يلقاها إذا خرجت كالمحزون لم ا لقي أي وب‪ ،‬فيق ول‪ :‬لج ص احبك‪،‬‬
‫فأبى إال ما أتى‪ ،‬فوهللا لو تكلم بكلمة واحدة لكشف عنه كل ض ر‪ ،‬ولرج ع إلي ه مال ه‬
‫وولده‪ ،‬فتجيء‪ ،‬فتخبر أيوب‪ ،‬فيقول لها‪ :‬لقيك عدو هللا فلقنك هذا الكالم‪ ،‬ويلك‪ ،‬إنم ا‬
‫مثلك كمثل المرأة الزانية إذا جاء صديقها بشيء قبلته وأدخلته‪ ،‬وإن لم يأته ا بش يء‬
‫طردته‪ ،‬وأغلقت بابها عنه! لما أعطانا هللا المال والولد آمنا به‪ ،‬وإذا قبض ال ذي ل ه‬
‫منا نكفر به‪ ،‬ونبدل فيره! إن أقامني هللا من مرضي هذا ألجل دنك مئ ة‪ ،‬ق ال‪ :‬فل ذلك‬
‫َث ﴾ [ص‪)4()]44 :‬‬ ‫ض ْغثًا فَاضْ ِربْ بِ ِه َواَل تَحْ ن ْ‬ ‫ك ِ‬ ‫قال هللا‪َ ﴿ :‬و ُخ ْذ بِيَ ِد َ‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)48 /16‬‬
‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)48 /16‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الطبري (‪.)48 /16‬‬
‫‪ )(4‬تفسير الطبري (‪.)212 /21‬‬
‫‪86‬‬
‫وخط ورة ه ذه الرواي ة ليس في ص ورة البالء ال ذي ص ورت ألي وب علي ه‬
‫السالم فقط‪ ،‬بحيث طرح في المزابل ألجل المرض الذي حل ب ه‪ ،‬وإنم ا خطورته ا‬
‫في تلك الرعونة والقسوة التي صوروا بها أيوب عليه السالم‪ ،‬وهو يخاطب زوجت ه‬
‫التي نصحته أن يدعو هللا‪ ،‬فأجابها بذلك الفحش الذي ننزه أنبياء هللا عنه‪.‬‬
‫ومن الروايات ال تي رووه ا في ه ذا م ا رووه عن الحس ن‪ ،‬ق ال‪( :‬لق د مكث‬
‫أيوب عليه السالم مطروحا على كناسة لبني إسرائيل سبع سنين وأشهرا‪ ،‬م ا يس أل‬
‫هللا عز وجل أن يكش ف م ا ب ه‪ ..‬فم ا على وج ه األرض أك رم على هللا من أي وب‪،‬‬
‫فيزعمون أن بعض الناس‪ ،‬لو كان لرب هذا فيه حاجة ما صنع ب ه ه ذا! فعن د ذل ك‬
‫دعا)(‪)1‬‬
‫وخطورة هذه الرواية أيضا في تصويرهم أليوب عليه السالم‪ ،‬وكرامته على‬
‫هللا بسبب عدم دعائه‪ ،‬وهذا يتناقض مع ما ذكر في القرآن الكريم من ك ثرة دع وات‬
‫األنبياء هلل تعالى‪..‬‬
‫ومن الروايات الخطيرة في هذا ما رووه عن وهب بن منبه ـ م ع إق رار ابن‬
‫تيمية لهذه الرواية ـ أن أيوب لم يق ل تل ك الكلم ة ال تي ذكره ا الق رآن الك ريم عن ه‪،‬‬
‫وإنما قال بدلها‪( :‬رب ألي شيء خلقت ني ليت ني إذ كرهت ني لم تخلق ني ي ا ليت ني ق د‬
‫عرفت الذنب الذي أذنبت‪ ،‬والعمل الذي عملت‪ ،‬فصرفت به وجهك الكريم ع ني ل و‬
‫كنت أمتني ف ألحقتني بآب ائي الك رام‪ ،‬ف الموت ك ان أجم ل بي ألم أكن للغ ريب دارا‬
‫وللمسكين قرارا ولليتيم وليا ولألرملة قيم ا‪ ،‬إلهي أن ا عب دك إن أحس نت ف المن ل ك‬
‫وإن أسأت فبيدك عقوبتي‪ ،‬وجعلتني للبالء عرضا وللفتنة نصبا وق د وق ع علي بالء‬
‫لو سلطته على جبل لضعف عن حمله‪ ،‬فكيف يحمله ضعفي وإن قضاءك ه و ال ذي‬
‫أذلني وإن سلطانك هو الذي أسقمني وأنحل جسمي‪ ،‬ول و أن ربي ن زع الهيب ة ال تي‬
‫في صدري وأطلق لساني حتى أتكلم بملء فمي بم ا ك ان ينبغي للعب د أن يح اج عن‬
‫نفسه لرجوت أن يعافيني عند ذلك مما بي ولكنه ألقاني وتعالى عني فهو ي راني وال‬
‫أراه ويس معني وال أس معه فال نظ ر إلي فيرحم ني وال دن ا م ني وال أدن اني ف أدلي‬
‫بعذري وأتكلم ببراءتي وأخاصم عن نفسي)(‪)2‬‬
‫وخطورة هذه الكلمات ليس في مخالفتها للقرآن الكريم فقط‪ ،‬وإنما لتصويرها‬
‫أن أيوب عليه السالم يتعامل مع ربه بتلك الش دة‪ ،‬ب ل يتهم رحمت ه‪ ،‬ويطلب من ه أن‬
‫يدنو منه حتى يخاصم عن نفسه‪ ..‬ولست أدري من يخاصم؟‬
‫ُ‬
‫وهم ي روون أن هللا تع الى أجاب ه بخالف م ا ذك ره الق رآن الك ريم‪﴿ :‬ارْ كضْ‬
‫بِ ِرجْ لِ كَ هَ َذا ُم ْغت ََس ٌل بَ ِ‬
‫ار ٌد َو َش َرابٌ ﴾ [ص‪ ،]42 :‬وإنم ا أجاب ه بنزول ه على الغم ام‬
‫وخطابه له‪ ،‬قال وهبه بن منبه‪( :‬فلما قال ذلك أيوب وأصحابه عنده أظله غمام حتى‬
‫ظن أصحابه أنه عذاب أليم‪ ،‬ثم ن ودي ي ا أي وب إن هللا ع ز وج ل يق ول‪ :‬ه ا أن ا ق د‬

‫‪ )(1‬تاريخ الطبري (‪.)322 /1‬‬


‫‪ )(2‬تفسير البغوي ‪ -‬إحياء التراث (‪.)306 /3‬‬
‫‪87‬‬
‫دنوت منك ولم أزل منك قريبا ثم ف أدل بع ذرك وتكلم ببراءت ك وخاص م عن نفس ك‬
‫واش دد إزارك‪ ،‬وقم مق ام جب ار يخاص م جب ار إن اس تطعت‪ ،‬فإن ه ال ينبغي أن‬
‫يخاصمني إال جبار مثلي وال شبه لي لقد منتك نفسك يا أي وب أم را م ا تبلغ ه بمث ل‬
‫قوتك أين أنت مني ي وم خلقت األرض فوض عتها على أساس ها ه ل كنت معي تم د‬
‫بأطرافها وهل علمت بأي مقدار قدرتها أم على أي شيء وضعت أكنافه ا أبطاعت ك‬
‫حمل الماء األرض أم بحكمتك كانت األرض للماء غطاء أين كنت مني ي وم رفعت‬
‫السماء سقفا محفوظافي الهواء‪)1()..‬إلى آخر ما ذكره‪.‬‬
‫والعجيب أن ابن تيمي ة اس تدل به ذه القص ة على دن و هللا من خلق ه‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(‪..‬وقد جاء أيضا ً من حديث وهب بن منبه وغيره من االسرائيليات قرب ه من أي وب‬
‫عليه السالم وغيره من األنبياء عليهم السالم‪ .‬ولفظ ه ال ذي س اقه البغ وى أن ه أظل ه‬
‫غمام ثم نودى يا أيوب أنا هللا‪ ،‬يقول أنا قد دنوت منك أنزل منك قريبا)(‪)2‬‬
‫بل إن الرواي ات المش وهة لألنبي اء عليهم الس الم لم تكت ف به ذا‪ ،‬ب ل راحت‬
‫تصور أيوب عليه السالم بصورة الحريص على الدنيا‪ ،‬المتكالب على متاعه ا‪ ،‬فق د‬
‫رفعوا إلى رسول هللا ‪ ‬قوله‪( :‬بينما أيوب عليه الص الة والس الم يغتس ل عريان ا‪،‬‬
‫خر عليه جراد من ذهب‪ ،‬فجعل يحثي في ثوبه‪ ،‬قال‪ :‬فناداه ربه عز وجل‪ :‬يا أيوب‪،‬‬
‫ألم أكن أغنيتك؛ قال‪ :‬بلى‪ .‬يارب ولكن ال غنى بي عن بركاتك)(‪)3‬‬
‫ولس ت أدري م ا ج دوى أن يص ور الن بي عريان ا‪ ،‬ثم يص ور حرص ه على‬
‫الذهب‪ ،‬وكالهما تصويران يحرص اليهود على وصف األنبياء بهما‪.‬‬
‫والمشكلة في الحديث فوق ه ذا أن أي وب علي ه الس الم‪ ،‬وبع د أن س قط علي ه‬
‫جراد الذهب وهو عريان أخذ يحثي بثوبه؟‬
‫في مقابل هذه الصورة عن أيوب عليه السالم‪ ،‬وس بب بالئ ه‪ ،‬وكي ف تعام ل‬
‫معه‪ ،‬نرى المدرسة التنزيهية تنحى منحى مختلفا تماما‪ ،‬فهي تق رأ أي وب كم ا تق رأ‬
‫جمي ع األنبي اء عليهم الص الة والس الم من خالل الص ورة القرآني ة‪ ،‬ومن خالل‬
‫العصمة المطلقة لألنبياء عليهم الصالة والسالم‪.‬‬
‫وقد أورد الشريف المرتضى الش بهة ال تي يتعل ق به ا المخطئ ة ح ول أي وب‬
‫عليه السالم‪ ،‬فقال‪( :‬فإن قي ل‪ :‬فم ا ق ولكم في األم راض والمحن ال تي لحقت أي وب‬
‫عليه السالم أوليس قد نطق الق رآن بأنه ا ك انت ج زاء على ذنب في قول ه‪َ ﴿ :‬م َّس نِ َي‬
‫ب﴾ [ص‪ ،]41 :‬والعذاب ال يكون إال ج زاء كالعق اب واآلالم‬ ‫ال َّش ْيطَانُ بِنُصْ ٍ‬
‫ب َو َع َذا ٍ‬
‫الواقع ة على س بيل االمتح ان ال تس مى ع ذابا وال عقاب ا‪ ،‬أوليس ق د روى جمي ع‬
‫المفسرين أن هللا تعالى إنما عاقبه ب ذلك البالء لترك ه األم ر ب المعروف والنهي عن‬
‫المنكر وقصته مشهورة يطول شرحها؟)(‪)4‬‬

‫‪ )(1‬تفسير البغوي (‪.)303 /3‬‬


‫‪ )(2‬كتب ورسائل ابن تيمية في العقيدة ‪.5/464‬‬
‫‪ )(3‬أحمد ‪ .)8144( 2/314‬والبخاري ‪ .)278( 1/78‬النسائي ‪1/200‬‬
‫‪ )(4‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪88‬‬
‫ثم أجاب على هذه الشبهة بقوله‪( :‬أما ظاهر القرآن فليس ي دل على أن أي وب‬
‫عليه السالم عوقب بما نزل به من المضار‪ ،‬وليس في ظاهره شئ مما ظنه السائل‪،‬‬
‫ب‬
‫ص ٍ‬ ‫ُّوب إِ ْذ نَ ادَى َربَّهُ أَنِّي َم َّس نِ َي َّ‬
‫الش ْيطَانُ بِنُ ْ‬ ‫ألن ه تع الى ق ال‪َ ﴿ :‬و ْاذ ُك رْ َع ْب َدنَا أَي َ‬
‫ب ﴾ [ص‪ ]41 :‬والنص ب ه و التعب‪ ..‬والتعب ه و المض رة ال تي ال تختص‬ ‫َو َع َذا ٍ‬
‫بالعقاب‪ ،‬وقد تكون على سبيل االمتحان واالختبار‪ .‬وأما العذاب فه و أيض ا يج ري‬
‫مج رى المض ار ال تي يختص إطالق ذكره ا بجه ة دون جه ة‪ .‬وله ذا يق ال للظ الم‬
‫والمبتدئ بالظلم أنه معذب ومضر ومؤلم‪ ،‬وربم ا قي ل مع اقب على س بيل المج از‪.‬‬
‫وليس ت لفظ ة الع ذاب بجاري ة مج رى لفظ ة العق اب‪ ،‬ألن لفظ ة العق اب يقتض ي‬
‫ظاهره ا الج زاء ألنه ا من التعقيب والمعاقب ة‪ ،‬ولفظ ة الع ذاب ليس ت ك ذلك‪ .‬فأم ا‬
‫إضافته ذلك إلى الشيطان‪ ،‬وإنما ابتاله به فله وجه صحيح‪ ،‬ألنه لم يض ف الم رض‬
‫والسقم إلى الشيطان‪ ،‬وإنما أضاف إليه ما كان يستضر ب ه من وسوس ته ويتعب ب ه‬
‫من ت ذكيره ل ه م ا ك ان في ه من النعم والعافي ة والرخ اء‪ ،‬ودعائ ه ل ه إلى التض جر‬
‫والتبرم مما هو عليه‪ ،‬وألنه كان أيضا يوسوس إلى قوم ه ب أن يس تقذروه ويتجنب وه‬
‫ويستخفوه لما كان عليه من األمراض)(‪)1‬‬
‫ثم ذكر تلك الصورة البشعة التي لفقها المفسرون عنه‪ ،‬فق ال‪( :‬فأم ا م ا روي‬
‫في ه ذا الب اب عن جمل ة جهل ة المفس رين فمم ا ال يلتفت إلى مثل ه‪ ،‬ألن ه ؤالء ال‬
‫يزال ون يض يفون إلى ربهم تع الى وإلى رس له عليهم الس الم ك ل ق بيح ومنك ر‪،‬‬
‫ويق ذفونهم بك ل عظيم‪ .‬وفي روايتهم ه ذه الس خيفة م ا إذا تأمل ه المتأم ل علم أن ه‬
‫موض وع الباط ل مص نوع‪ ،‬ألنهم رووا أن هللا تع الى س لط إبليس على م ال أي وب‬
‫عليه السالم وغنمه وأهله‪ ،‬فلما أهلكهم ودم ر عليهم ورأى من ص بره علي ه الس الم‬
‫وتماسكه‪ ،‬قال إبليس لربه يا رب إن أي وب ق د علم أن ك س تخلف علي ه مال ه وول ده‬
‫فسلطني على جسده‪ ،‬فقال تعالى قد سلطتك على جس ده كل ه إال قلب ه وبص ره‪ ،‬ق ال‬
‫فأتاه فنفخه من لدن قرنه على قدم ه فص ار قرح ة واح دة‪ ،‬فق ذف على كناس ة لب ني‬
‫إسرائيل سبع سنين وأشهرا تختل ف ال دواب على جس ده‪ ،‬إلى ش رح طوي ل نص ون‬
‫كتابنا عن ذكر تفصيله‪ ،‬فمن يقبل عقله هذا الجهل والكفر كيف يوثق بروايت ه‪ ،‬ومن‬
‫ال يعلم أن هللا تع الى ال يس لط إبليس على خلق ه‪ ،‬وأن إبليس ال يق در على أن يق رح‬
‫األجساد وال يفعل األمراض كيف يعتمد روايته؟)(‪)2‬‬
‫ثم فس ر س بب البالء بحس ب م ا يلي ق بحقهم من العص مة‪ ،‬فق ال‪( :‬فأم ا ه ذه‬
‫األم راض العظيم ة النازل ة ب أيوب علي ه الس الم فلم تكن إال اختب ارا وامتحان ا‬
‫وتعريضا للثواب بالصبر عليها والعوض العظيم النفيس في مقابلتها‪ ،‬وهذه س نة هللا‬
‫تعالى في أصفيائه وأوليائه عليهم الس الم‪ .‬فق د روي عن الرس ول ‪ ‬أن ه ق ال وق د‬
‫سئل أي الناس أشد بالء فقال‪( :‬األنبياء ثم الصالحون ثم األمثل فاألمثل من الناس)‪،‬‬

‫‪ )(1‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.90‬‬


‫‪ )(2‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪89‬‬
‫فنظهر من صبره عليه السالم على محنته وتماسكه ما صار به إلى اآلن مثال‪ ،‬حتى‬
‫روي أنه كان في خالل ذلك كله ص ابرا ش اكرا محتس با ناطق ا بم ا ل ه في ه المنفع ة‬
‫والفايدة‪ ،‬وأنه ما سمعت له شكوى وال تفوه بتضجر وال تبرم‪ ،‬فعوضه هللا تعالى مع‬
‫نعيم اآلخرة العظيم الدائم أن رد عليه ماله وأهله وضاعف ع ددهم في قول ه تع الى‪:‬‬
‫﴿ َوآتَ ْينَاهُ أَ ْهلَهُ َو ِم ْثلَهُ ْم َم َعهُ ْم َرحْ َمةً ِم ْن ِع ْن ِدنَا َو ِذ ْك َرى لِ ْل َعابِ ِدينَ ﴾ [األنبي اء‪ ]84 :‬وفي‬
‫ب﴾ [ص‪:‬‬ ‫﴿و َوهَ ْبنَا لَهُ أَ ْهلَ هُ َو ِم ْثلَهُ ْم َم َعهُ ْم َرحْ َم ةً ِمنَّا َو ِذ ْك َرى أِل ُولِي اأْل َ ْلبَ ا ِ‬ ‫سورة ص َ‬
‫‪ ،]43‬ثم مسح ما به من العلل وشفاه وعافاه وأمره على ما وردت ب ه الرواي ة‪ ،‬ب أن‬
‫أركض برجلك األرض فظهرت له عين فاغتسل منها فتس اقط م ا ك ان على جس ده‬
‫رابٌ ﴾ [ص‪)1()]42 :‬‬ ‫من الداء‪ .‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬ارْ ُكضْ بِ ِرجْ لِكَ هَ َذا ُم ْغتَ َس ٌل بَ ِ‬
‫ار ٌد َو َش َ‬
‫ثم رد على ادعائهم لتلك األمراض المنفرة التي أصابت عليه الس الم‪ ،‬وال تي‬
‫جعلت محل استقذار من قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ف إن قي ل‪ ،‬أفتص ححون م ا روي أن الج ذام‬
‫أص ابه ح تى تس اقطت أعض اؤه؟ قلن ا‪ :‬إن العم ل المس تقذرة ال تي ينف ر من رآه ا‬
‫وتوحشه ك البرص والج ذام فال يج وز ش ئ منه ا على األنبي اء عليهم الس الم‪ ..‬ألن‬
‫النفور ليس بواقف على األمور القبيحة‪ ،‬بل قد يكون من الحسن والقبيح مع ا‪ .‬وليس‬
‫ينكر أن يكون أمراض أيوب عليه السالم وأوجاعه‪ .‬ومحنته في جس مه ثم في أهل ه‬
‫وماله بلغت مبلغا عظيم ا يزي د في الغم واأللم على م ا ين ال المج ذوم‪ ،‬وليس ننك ر‬
‫تزايد األلم فيه عليه السالم‪ ،‬وإنما ننكر ما اقتضى التنفير)(‪)2‬‬
‫وهذا هو الفهم السليم للنبوة واألنبياء‪ ..‬ألن األنبياء كلف وا ب أدوارهم التربوي ة‬
‫والدعوية مع أقوامهم ولهذا يستحيل عليهم أي آف ة أو م رض أو عل ة تجع ل الن اس‬
‫ينفرون منهم‪.‬‬
‫د ـ ما ورد حول داود عليه السالم‪:‬‬
‫خَص ِم إِ ْذ ت ََس َّورُوا‬ ‫ُ‬
‫﴿وهَ لْ أَتَ اكَ نَبَ أ ْال ْ‬ ‫وهي الرواي ات المفس رة لقول ه تع الى‪َ :‬‬
‫ْض نَا‬ ‫ان بَغَى بَع ُ‬ ‫ْ‬
‫خَص َم ِ‬ ‫ف‬‫اب (‪)21‬إِ ْذ َد َخلُوا َعلَى داود فَفَ ِز َع ِم ْنهُ ْم قَ الُوا اَل تَ َخ ْ‬ ‫ْال ِمحْ َر َ‬
‫الص َرا ِط (‪)22‬إِ َّن هَ َذا‬ ‫ط َوا ْه ِدنَا إِلَى َس َوا ِء ِّ‬ ‫ق َواَل تُ ْش ِط ْ‬ ‫ْض فَاحْ ُك ْم بَ ْينَنَا بِ ْال َح ِّ‬
‫َعلَى بَع ٍ‬
‫ب(‬ ‫ال أَ ْكفِ ْلنِيهَ ا َو َع َّزنِي فِي ْال ِخطَ ا ِ‬ ‫اح َدةٌ فَقَ َ‬ ‫أَ ِخي لَهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ نَ ْع َجةً َولِ َي نَ ْع َجةٌ َو ِ‬
‫ْض هُ ْم‬ ‫اج ِه َوإِ َّن َكثِ يرًا ِمنَ ْال ُخلَطَ ا ِء لَيَب ِْغي بَع ُ‬ ‫ك إِلَى نِ َع ِ‬ ‫ال لَقَ ْد ظَلَ َمكَ بِ ُس َؤا ِل نَع َ‬
‫ْجتِ َ‬ ‫‪)23‬قَ َ‬
‫ت َوقَلِي ٌل َم ا هُ ْم َوظَ َّن داود أَنَّ َم ا فَتَنَّاهُ‬ ‫الص الِ َحا ِ‬‫ْض إِاَّل الَّ ِذينَ آ َمنُ وا َو َع ِملُ وا َّ‬ ‫َعلَى بَع ٍ‬
‫ُس نَ‬ ‫َاب (‪)24‬فَ َغفَرْ نَ ا لَ هُ َذلِ كَ َوإِ َّن لَ هُ ِع ْن َدنَا لَ ُز ْلفَى َوح ْ‬ ‫فَا ْستَ ْغفَ َر َربَّهُ َو َخ َّر َرا ِكعًا َوأَن َ‬
‫ب (‪[ ﴾)25‬ص‪]25 - 21 :‬‬ ‫َمآ ٍ‬
‫فمع أن اآليات الواض حة في داللته ا من خالل ظ اهر ألفاظه ا‪ ،‬وهي تنس جم‬
‫تماما مع تلك الشفافية الروحية التي وصفه هللا بها‪ ..‬خاصة وأن هللا تعالى قدم ل ذلك‬
‫ال َم َع هُ ي َُس بِّحْ نَ‬‫بقول ه‪َ ﴿ :‬و ْاذ ُك رْ َع ْب َدنَا داود َذا اأْل َ ْي ِد إِنَّهُ أَ َّوابٌ (‪)17‬إِنَّا َس َّخرْ نَا ْال ِجبَ َ‬

‫‪ )(1‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.90‬‬


‫‪ )(2‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.90‬‬
‫‪90‬‬
‫ورةً ُكلٌّ لَهُ أَ َّوابٌ (‪[ ﴾)19‬ص‪]19 - 17 :‬‬ ‫)والطَّ ْي َر َمحْ ُش َ‬‫اق (‪َ 18‬‬ ‫بِ ْال َع ِش ِّي َواإْل ِ ْش َر ِ‬
‫وهي آي ات كريم ة تش ير إلى تل ك الش فافية‪ ،‬وتش ير معه ا إلى ذل ك التحلي ق‬
‫ال روحي الجمي ل ال ذي تج اوبت ل ه الكائن ات من حول ه‪ ،‬وال ذي لم يمنع ه من أداء‬
‫وظيفته المرتبطة بالرعية والخالفة عليها‪ ،‬ولذلك بمج رد أن تس ور ال رجالن علي ه‬
‫المحراب‪ ،‬وأخبره أولهما بالظلم الذي لحق به‪ ،‬سارع فانتص ر ل ه‪ ،‬مثلم ا فع ل قب ل‬
‫ذلك أخوه موسى عليه السالم حين سارع لنصرة المستضعف‪ ..‬وهنا عاتبه هللا ألن ه‬
‫لم يستمع للثاني من الخصمين‪..‬‬
‫ولكونه أوابا وصاحب روحانية عالية‪ ،‬فق د ت أثر ل ذلك العت اب ت أثرا ش ديدا‪،‬‬
‫وهوى ساجدا هلل بكل رقة وعبودية وخضوع‪.‬‬
‫ه ذه هي الدالل ة الظ اهرة للقص ة كم ا وردت في الق رآن الك ريم‪ ،‬وه ذا ه و‬
‫تفسير القائلين بالعصمة المطلقة له ا‪ ..‬وه و تفس ير يتواف ق م ع الق رآن الك ريم كم ا‬
‫يتواف ق م ع اللغ ة العربي ة‪ ..‬لكن المتعلقين بالرواي ات لم يلتفت وا إلى ه ذه المع اني‬
‫القرآنية واللغوية‪ ..‬فراحوا يفسرون اآليات الكريمة بالروايات والقصص‪..‬‬
‫ومن األمثلة عنها ما ذكره الطبري من روايات كثيرة قدم له ا بقول ه‪( :‬الق ول‬
‫ْج ةٌ َو ِ‬
‫اح َدةٌ فَقَ ا َل‬ ‫في تأويل قوله تعالى‪﴿ :‬إِ َّن هَ َذا أَ ِخي لَهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ نَع َ‬
‫ْج ةً َولِ َي نَع َ‬
‫ب﴾‪ ،‬وه ذا مث ل ض ربه الخص م المتس وّرون على داود‬ ‫أَ ْكفِ ْلنِيهَ ا َو َع َّزنِي فِي ْال ِخطَ ا ِ‬
‫محرابه له‪ ،‬وذلك أن داود كانت له فيما قيل‪ :‬تس ع وتس عون ام رأة‪ ،‬وك انت للرج ل‬
‫الذي أغزاه حتى قُتل امرأة واح دة; فلم ا قت ل نكح فيم ا ذك ر داود امرأت ه‪ ،‬فق ال ل ه‬
‫خي)يقول‪ :‬أخي على ديني)(‪)1‬‬ ‫أحدهما‪( :‬إِ َّن هَ َذا أَ ِ‬
‫ومن العجب أن الذين ينكرون الق ول بالمج از والكناي ة وغيره ا في ح ق هللا‬
‫تعالى حتى لو أدى ذل ك للتجس يم‪ ،‬ن راهم هن ا يفس رون [النعج ة] ب المرأة من ب اب‬
‫الكناية‪ ،‬يقول الطبري‪( :‬وإنما كنى بالنعجة ها هنا عن المرأة‪ ،‬والع رب تفع ل ذل ك‪،‬‬
‫ومنه قول األعشى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫قَد كنت َرائِ َدهَا َوشا ِة ُم َحا ِذ ٍر‪َ ...‬حذرًا يُقِلُّ ب َعينِ ِه إغفالهَا‬‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يعني بالشاة‪ :‬امرأة رجل يحذر الناس عليها‪ ،‬وإنم ا يع ني‪ :‬لق د ظلمت بس ؤال‬
‫امرأتك الواحدة إلى التسع والتسعين من نسائه)(‪)2‬‬
‫وبعد أن مهد الطبري بكل هذه التمهيدات‪ ،‬أص بح نص اآلي ة ـ كم ا ص ور ـ‬
‫يدل على أن النعجة ليست سوى امرأة‪ ،‬وأصبح ل داود علي ه الس الم تس عة وتس عين‬
‫امرأة‪ ..‬بموجب ذل ك‪ ..‬وف وق ذل ك لم تكف ه تل ك النس اء جميع ا‪ ،‬ف راح يض م ام رأة‬
‫أخرى لرجل آخر ال يملك غيرها‪.‬‬
‫بعد أن مهد لهذا‪ ،‬أخ ذ ي ذكر الرواي ات عن الس لف من أه ل العلم المعت برين‬
‫التي تفسر ذلك‪ ،‬وقد بدأها بما رواه عن ابن عباس أنه قال‪( :‬إن داود قال‪ :‬يا رب قد‬

‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)177 /21‬‬


‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)179 /21‬‬
‫‪91‬‬
‫أعطيت إبراهيم وإسحاق ويعقوب من الذكر ما لوددت أنك أعطيتني مثله‪ ،‬ق ال هللا‪:‬‬
‫إني ابتُليتهم بما لم أبتلك به‪ ،‬فإن شئت ابتُليت ك بمث ل م ا ابتُليتهم ب ه‪ ،‬وأعطيت ك كم ا‬
‫أعطيتهم‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال له‪ :‬فاعمل ح تى أرى بالءك; فك ان م ا ش اء هللا أن يك ون‪،‬‬
‫وطال ذلك عليه‪ ،‬فك اد أن ينس اه; فبين ا ه و في محراب ه‪ ،‬إذ وقعت علي ه حمام ة من‬
‫ذهب فأراد أن يأخذها‪ ،‬فطار إلى كوّة المح راب‪ ،‬ف ذهب ليأخ ذها‪ ،‬فط ارت‪ ،‬ف اطلع‬
‫ص لَّى هللا َعلَ ْي ِه َو َس لَّم من المح راب‪،‬‬ ‫من الك ّوة‪ ،‬فرأى امرأة تغتسل‪ ،‬ف نزل ن بي هللا َ‬
‫فأرسل إليها فجاءته‪ ،‬فس ألها عن زوجه ا وعن ش أنها‪ ،‬فأخبرت ه أن زوجه ا غ ائب‪،‬‬
‫الس رية أن يُ َؤ ِّمره على الس رايا ليهل ك زوجه ا‪ ،‬ففع ل‪ ،‬فك ان‬ ‫فكتب إلى أم ير تل ك َّ‬
‫يُصاب أصحابه وينجو‪ ،‬وربما نُصروا‪ ،‬وإن هللا ع ّز وج ّل لم ا رأى ال ذي وق ع في ه‬
‫داود‪ ،‬أراد أن يستنقذه; فبينما داود ذات يوم في محراب ه‪ ،‬إذ تس وّر علي ه الخص مان‬
‫من قبل وجهه; فلما رآهما وهو يقرأ فزع وس كت‪ ،‬وق ال‪ :‬لق د استض عفت في ملكي‬
‫ْض نَا‬ ‫ان بَغَى بَع ُ‬
‫َص َم ِ‬ ‫فخ ْ‬ ‫حتى إن الناس يس توّرون عل ّي مح رابي‪ ،‬ق اال ل ه‪( :‬ال تَخَ ْ‬
‫ْض)ولم يكن لنا بد من أن نأتيك‪ ،‬فاسمع منا; ق ال أح دهما‪( :‬إِ َّن هَ َذا أَ ِخي لَ هُ‬ ‫َعلَى بَع ٍ‬
‫اح َدةٌ فَقَ ا َل أَ ْكفِ ْلنِيهَ ا)يري د أن يتمم به ا مئ ة‪،‬‬ ‫ْج ةٌ َو ِ‬
‫(ولِ َي نَع َ‬ ‫تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ نَ ْع َجةً)أنثى َ‬
‫ب)قال‪ :‬إن دعوت ودعا كان أك ثر‪ ،‬وإن‬ ‫ويتركني ليس لي شيء ( َو َع َّزنِي فِي ْال ِخطَا ِ‬
‫ب)ق ال ل ه داود‪ :‬أنت‬ ‫(و َع َّزنِي فِي ْال ِخطَ ا ِ‬ ‫بطشت وبطش كان أشد مني‪ ،‬فذلك قول ه َ‬
‫(وقَلِي ٌل‬ ‫اج ِه)‪ ..‬إلى قوله َ‬ ‫ْجتِكَ إِلَى نِ َع ِ‬ ‫كنت أحوج إلى نعجتك منه (لَقَ ْد ظَلَ َمكَ بِ ُس َؤا ِل نَع َ‬
‫صلَّى هللا َعلَ ْي ِه َو َسلَّم‪ ،‬فنظر الملكان أحدهما إلى اآلخ ر حين ق ال‬ ‫َما هُ ْم)ونسي نفسه َ‬
‫ذلك‪ ،‬فتبسم أحدهما إلى اآلخر‪ ،‬فرآه داود وظن أنما فتن (فَا ْستَ ْغفَ َر َربَّهُ َوخَ َّر َرا ِك ًع ا‬
‫خضرة من دموع عينيه‪ ،‬ثم ش ّدد هللا له ملكه)(‪)1‬‬ ‫َاب)أربعين ليلة‪ ،‬حتى نبتت ال ُ‬ ‫َوأَن َ‬
‫بل إنه رفع ذلك إلى رسول هللا ‪ ،‬فق د روى عن أنس ق ال‪ :‬س معت رس ول‬
‫هللا ‪ ‬يقول‪(:‬إن داود النبي صلى هللا عليه وسلم حين نظ ر إلى الم رأة ف أهم‪ ،‬قط ع‬
‫على بني إسرائيل‪ ،‬فأوصى صاحب البعث‪ ،‬فقال‪ :‬إذا حضر العدو‪ ،‬فقرب فالن ا بين‬
‫ي دي الت ابوت‪ ،‬وك ان الت ابوت في ذل ك الزم ان يستنص ر ب ه‪ ،‬ومن ق دم بين ي دي‬
‫التابوت لم يرجع حتى يقتل أو يهزم عنه الجيش‪ ،‬فقت ل زوج الم رأة ون زل الملك ان‬
‫على داود يقصان عليه قص ته‪ ،‬ففطن داود فس جد‪ ،‬فمكث أربعين ليل ة س اجدا ح تى‬
‫نبت الزرع من دموعه على رأسه)(‪)2‬‬
‫هـ ـ ما ورد حول سليمان عليه السالم‪:‬‬
‫هَّللا‬
‫اس َعلى َم ا آتَ اهُ ُم ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫وهي الروايات المفسرة لقول ه تع الى‪﴿ :‬أ ْم يَحْ ُس ُدونَ الن َ‬
‫َظي ًم ا ﴾ [النس اء‪:‬‬ ‫اب َو ْال ِح ْك َم ةَ َوآتَ ْينَ اهُ ْم ُم ْل ًك ا ع ِ‬
‫ِم ْن فَضْ لِ ِه فَقَ ْد آتَ ْينَ ا آ َل إِ ْب َرا ِهي َم ْال ِكتَ َ‬
‫‪ ،]54‬فقد رووا أنّه كان لسليمان عليه السالم ألف امرأة‪ ،‬ثالثمائة مهري ة وس بعمائة‬
‫سرية‪ ..‬ورفعوا ذلك إلى رسول هللا ‪ ،‬فقد رووا عن ه أن ه ق ال‪( :‬أل ف ام رأة عن د‬

‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)181 /21‬‬


‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)187 /21‬‬
‫‪92‬‬
‫رجل‪ ،‬ومائة امرأة عند رجل أكثر أو تسع نسوة؟)(‪)3‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫﴿ولَقَ ْد فَتَنَّا ُس لَ ْي َمانَ َوألقَ ْينَ ا َعلَى ُكرْ ِس يِّ ِه‬
‫ومنها الروايات المفسرة لقوله تعالى‪َ :‬‬
‫َاب﴾ [ص‪ ،]34 :‬ومنها ما رووه عن وهب بن منبه ق ال‪( :‬س مع س ليمان‬ ‫َج َسدًا ثُ َّم أَن َ‬
‫بمدينة في جزيرة من جزائر البحر‪ ،‬يقال لها ص يدون‪ ،‬به ا مل ك عظيم الس لطان لم‬
‫يكن للناس اليه سبيل‪ ،‬لمكانه في البحر‪ ،‬وكان هللا قد آتى سليمان في ملكه سلطانا ال‬
‫يمتنع منه شيء في بر وال بحر‪ ،‬إنما ي ركب إلي ه إذا ركب على ال ريح‪ ،‬فخ رج إلى‬
‫تلك المدينة تحمله الريح على ظهر الماء‪ ،‬حتى نزل به ا بجن وده من الجن واإلنس‪،‬‬
‫فقتل ملكها واستفاء ما فيها‪ ،‬وأصاب فيما أصاب ابنة لذلك الملك لم ي ر مثله ا حس نا‬
‫وجماال‪ ،‬فاصطفاها لنفسه‪ ،‬ودعاها إلى اإلسالم فأسلمت على جف اء منه ا وقل ة ثق ة‪،‬‬
‫وأحبها حبا لم يحبه شيئا من نسائه‪ ،‬ووقعت نفسه عليها‪ ،‬فك انت على منزلته ا عن ده‬
‫ال يذهب حزنها‪ ،‬وال يرقأ دمعها‪ ،‬فقال لها‪ ،‬لما رأى ما بها وهو يشق عليه من ذل ك‬
‫ما يرى‪ :‬ويحك‪ ،‬ما هذا الحزن الذي ال يذهب‪ ،‬والدمع الذي ال يرق أ! ق الت‪ :‬إن أبي‬
‫أذكره وأذكر ملكه وما كان فيه وما أصابه‪ ،‬فيحزنني ذلك‪ ،‬ق ال‪ :‬فق د اب د ل ك هللا ب ه‬
‫ملكا هو أعظم من ملكه‪ ،‬وسلطانا هو أعظم من سلطانه‪ ،‬وهداك لإلسالم وه و خ ير‬
‫من ذل ك كل ه‪ ،‬ق الت‪ :‬إن ذل ك لك ذلك‪ ،‬ولك ني إذا ذكرت ه أص ابني م ا ق د ت رى من‬
‫الحزن‪ ،‬فلو أنك أم رت الش ياطين‪ ،‬فص وروا ص ورة أبي في داري ال تي أن ا فيه ا‪،‬‬
‫أراها بكرة وعشيا لرجوت أن يذهب ذلك حزني‪ ،‬وأن يسلي عني بعض ما أج د في‬
‫نفسي‪ ،‬فأمر سليمان الشياطين‪ ،‬فقال‪ :‬مثلوا لها صوره أبيها في دارها حتى ما تنك ر‬
‫منه شيئا‪ ،‬فمثلوه لها حتى نظرت إلى أبيه ا في نفس ه‪ ،‬إال أن ه ال روح في ه‪ ،‬فعم دت‬
‫إليه حين صنعوه لها فأزرته وقمصته وعممته وردت ه بمث ل ثياب ه ال تي ك ان يلبس‪،‬‬
‫مثل ما كان يكون فيه من هيئة‪ ،‬ثم كانت إذا خرج سليمان من دارها تغ دو علي ه في‬
‫والئدها حتى تسجد له ويسجدن له‪ ،‬كما كانت تصنع به في ملكه‪ ،‬وتروح كل عش ية‬
‫بمثل ذلك‪ ،‬ال يعلم سليمان بشيء من ذلك أربعين صباحا‪)..‬‬
‫هذا هو الجزء األول من القصة‪ ،‬وهو يظهر سليمان عليه الس الم بص ورة المتس لط‬
‫الظالم الجبار‪ ،‬ال ذي يتس لط على غ يره من المل وك‪ ،‬ثم يأس ر بن اتهم‪ ..‬ثم يطلب منهن أن‬
‫يتعاملن معه بلطف مع أنه هو الذي قتل والدهن‪ ..‬وكل هذا يقبله العق ل الس لفي بس هولة‪..‬‬
‫ألنه ال قيم ثابتة عنده‪ ..‬فالولي عنده ولي لكون هللا تواله فقط‪ ،‬أما األخالق فشأن آخر‪..‬‬
‫وكم ا أن الرواي ات تظه ر الص حابة أعظم وأحكم من رس ول هللا ‪ ،‬فق د‬
‫اجتهد الرواة هنا أيضا أن يجعلوا من صاحب سليمان عليه السالم أعلم وأحكم‪ ،‬وقد‬
‫ذكر ذلك وهب‪ ،‬وهو يحكي قص ة الجس د الملقى على الكرس ي‪ ،‬فق ال‪( :‬وبل غ ذل ك‬
‫آصف بن برخي ا‪ -‬وك ان ص ديقا‪ ،‬وك ان ال ي رد عن أب واب س ليمان أي س اعة أراد‬
‫دخول شيء من بيوته دخل‪ ،‬حاضرا كان سليمان أو غائبا‪ -‬فأت اه فق ال‪ :‬ي ا ن بي هللا‪،‬‬
‫كبرت سني‪ ،‬ودق عظمي‪ ،‬ونفد عمري‪ ،‬وقد حان منى ذهاب! وق د أحببت أن أق وم‬
‫‪ )(3‬الكشف والبيان عن تفسير القرآن (‪.)329 /3‬‬
‫‪93‬‬
‫مقاما قبل الموت أذكر فيه من مضى من أنبياء هللا‪ ،‬وأثني عليهم بعلمي فيهم‪ ،‬وأعلم‬
‫الناس بعض ما كانوا يجهلون من كثير من أمورهم‪ ،‬فقال‪ :‬افعل‪ ،‬فجم ع ل ه س ليمان‬
‫الناس‪ ،‬فقام فيهم خطيبا‪ ،‬فذكر من مضى من أنبياء هللا‪ ،‬فأثنى على كل نبي بما في ه‪،‬‬
‫وذكر ما فضله هللا به‪ ،‬ح تى انتهى الى س ليمان وذك ره‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا ك ان احمل ك في‬
‫صغرك‪ ،‬وأورعك في صغرك‪ ،‬وأفض لك في ص غرك‪ ،‬وأحكم أم رك في ص غرك‪،‬‬
‫وأبعدك من كل ما يكره في صغرك! ثم انصرف فوجد سليمان في نفس ه ح تى مأله‬
‫غضبا‪ ،‬فلما دخل سليمان داره أرسل إليه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا آص ف‪ ،‬ذك رت من مض ى من‬
‫أنبي اء هللا ف أثنيت عليهم خ يرا في ك ل زم انهم‪ ،‬وعلى ك ل ح ال من أم رهم‪ ،‬فلم ا‬
‫ذكرتني جعلت تثني علي بخير في صغري‪ ،‬وسكت عما س وى ذل ك من أم ري في‬
‫ك بري‪ ،‬فم ا ال ذي أح دثت في آخ ر أم ري؟ ق ال‪ :‬إن غ ير هللا ليعب د في دارك من ذ‬
‫أربعين صباحا في هوى امرأة‪ ،‬فقال‪ :‬في دارى! فق ال‪ :‬في دارك‪ ،‬ق ال‪ :‬إن ا هلل وإن ا‬
‫إليه راجعون! لقد عرفت أنك ما قلت إال عن شيء بلغك‪ ،‬ثم رجع س ليمان إلى داره‬
‫فكسر ذلك الصنم‪ ،‬وعاقب تلك المرأة ووالئ دها‪ ،‬ثم أم ر بثي اب الطه رة ف أتي به ا‪،‬‬
‫وهي ثياب ال يغزلها إال األبك ار‪ ،‬وال ينس جها اال األبك ار‪ ،‬وال يغس لها إال األبك ار‪،‬‬
‫وال تمسها امرأة ق د رأت ال دم‪ ،‬فلبس ها ثم خ رج إلى فالة من األرض وح ده‪ ،‬ف أمر‬
‫برماد ففرش له‪ ،‬ثم أقبل تائبا إلى هللا حتى جلس على ذلك الرماد‪ ،‬فتمعك فيه بثياب ه‬
‫تذلال هلل جل وعز وتضرعا إلي ه‪ ..‬فلم ي زل ك ذلك يوم ه ح تى أمس ى‪ ،‬يبكي إلى هللا‬
‫ويتضرع إليه ويستغفره‪ ،‬ثم رجع إلى داره‪ -‬وكانت أم ولد له يقال لها‪ :‬األمينة‪ ،‬كان‬
‫إذا دخل مذهبه‪ ،‬أو أراد إصابة امرأة من نسائه وضع خاتم ه عن دها ح تى يتطه ر‪،‬‬
‫وكان ال يمس خاتمه إال وهو طاهر‪ ،‬وكان ملكه في خاتم ه‪ ،‬فوض عه يوم ا من تل ك‬
‫األيام عندها كما كان يضعه ثم دخل مذهبه‪ ،‬وأتاها الشيطان ص احب البح ر‪ -‬وك ان‬
‫اسمه صخرا‪ -‬في صورة سليمان ال تنكر منه شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬خ اتمي ي ا أمين ة! فناولت ه‬
‫إياه‪ ،‬فجعله في يده‪ ،‬ثم خرج حتى جلس على س رير س ليمان‪ ،‬وعكفت علي ه الط ير‬
‫والجن واإلنس‪ ،‬وخرج سليمان فأتى األمينة‪ ،‬وقد غيرت حالته وهيئته عن د ك ل من‬
‫رآه‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمينة‪ ،‬خ اتمي! فق الت‪ :‬ومن أنت؟ ق ال‪ :‬أن ا س ليمان بن داود‪ ،‬فق الت‪:‬‬
‫كذبت‪ ،‬لست بسليمان بن داود‪ ،‬وقد جاء سليمان فأخذ خاتمه‪ ،‬وه و ذاك ج الس على‬
‫سريره في ملكه فعرف سليمان أن خطيئته قد أدركته‪ ،‬فخرج فجعل يقف على ال دار‬
‫من دور بني إسرائيل‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا سليمان بن داود‪ ،‬فيحثون علي ه ال تراب ويس بونه‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬انظروا إلى هذا المجنون‪ ،‬أي شيء يقول! يزعم أنه سليمان بن داود‪ ،‬فلما‬
‫رأى سليمان ذلك عمد إلى البحر‪ ،‬فكان ينقل الحيتان ألص حاب البح ر إلى الس وق‪،‬‬
‫فيعطونه كل يوم سمكتين‪ ،‬فإذا أمسى باع إحدى س مكتيه بأرغف ة وش وى األخ رى‪،‬‬
‫فأكلها‪ ،‬فمكث بذلك أربعين صباحا‪ ،‬عدة ما عبد ذلك ال وثن في داره‪ ،‬ف أنكر آص ف‬
‫بن برخيا وعظماء بني إسرائيل حكم ع دو هللا الش يطان في تل ك األربعين ص باحا‪،‬‬
‫فقال آصف‪ :‬يا معشر بني إسرائيل‪ ،‬هل رأيتم من اختالف حكم ابن داود م ا رأيت!‬
‫‪94‬‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أمهلوني حتى أدخل على نسائه فأسألهن‪ :‬هل أنكرن منه في خاصة‬
‫أمره ما أنكرنا في عامة أمر الناس وعالنيته؟ فدخل على نسائه فق ال‪ :‬ويحكن! ه ل‬
‫أنكرتن من أمر ابن داود م ا أنكرن ا؟ فقلن‪ :‬اش ده م ا ي دع ام رأة من ا في دمه ا‪ ،‬وال‬
‫يغتسل من جنابة‪ ،‬فقال‪ :‬إنا هلل وإنا اليه راجعون! ان هذا لهو البالء المبين‪ ،‬ثم خرج‬
‫إلى بني إسرائيل‪ ،‬فقال ما في الخاص ة أعظم مم ا في العام ة‪ ،‬فلم ا مض ى أربع ون‬
‫صباحا طار الشيطان عن مجلسه‪ ،‬ثم مر بالبحر‪ ،‬فقذف الخ اتم في ه‪ ،‬فبلعت ه س مكة‪،‬‬
‫وبصر بعض الصيادين فأخذها وقد عمل له سليمان صدر يومه ذلك‪ ،‬ح تى إذا ك ان‬
‫العشي أعطاه سمكتيه‪ ،‬فأعطى السمكة التي أخذت الخاتم‪ ،‬ثم خرج سليمان بسمكتيه‬
‫فيبيع ال تي ليس في بطنه ا الخ اتم باألرغف ة‪ ،‬ثم عم د إلى الس مكة األخ رى فبقره ا‬
‫ليشويها فاستقبله خاتمه في جوفها‪ ،‬فأخ ذه فجعل ه في ي ده ووق ع س اجدا هلل‪ ،‬وعك ف‬
‫عليه الطير والجن‪ ،‬وأقبل عليه الناس وعرف أن الذي دخل عليه لما كان أحدث في‬
‫داره‪ ،‬فرجع إلى ملكه‪ ،‬وأظهر التوبة من ذنب ه‪ ،‬وأم ر الش ياطين فق ال‪ :‬ائت وني ب ه‪،‬‬
‫فطلبته له الشياطين حتى أخذوه‪ ،‬فأتى ب ه‪ ،‬فج اب ل ه ص خرة‪ ،‬فأدخل ه فيه ا‪ ،‬ثم س د‬
‫عليه بأخرى‪ ،‬ثم أوثقها بالحديد والرصاص‪ ،‬ثم أمر به فقذف في البحر)(‪)1‬‬
‫هذه هي الرواية كما رواها وهب بن منبه‪ ،‬وهناك رواي ة قريب ة منه ا رواه ا‬
‫السدي‪ ،‬جاء فيها‪( :‬كان لسليمان مائة امرأة‪ ،‬وك انت ام رأة منهن يق ال له ا ج رادة‪،‬‬
‫وهي آثر نسائه عنده‪ ،‬وآمنهن عنده‪ ،‬وكان إذا أجنب أو أتى حاجة ن زع خاتم ه‪ ،‬وال‬
‫يأتمن عليه أحدا من الناس غيرها‪ ،‬فجاءته يوم ا من األي ام فق الت ل ه‪ :‬إن أخي بين ه‬
‫وبين فالن خصومة‪ ،‬وأنا أحب أن تقضي له إذا جاءك‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ولم يفعل‪ ،‬فابتلي‬
‫فأعطاها خاتمه‪ ،‬ودخل المحرج فخرج الشيطان في ص ورته‪ ،‬فق ال‪ :‬ه اتي الخ اتم‪،‬‬
‫فأعطته‪ ،‬فجاء حتى جلس على مجلس سليمان‪ ،‬وخرج سليمان بعد فسألها أن تعطيه‬
‫خاتمه‪ ،‬فقالت‪ :‬ألم تأخذه قبل؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬وخرج من مكانه تائها‪ ،‬قال‪ :‬ومكث الشيطان‬
‫يحكم بين الناس أربعين يوما‪)2()..‬‬
‫إلى آخر القصة ال تي فس روا به ا اآلي ات الكريم ة‪ ..‬وق د ان برى األم وي في‬
‫كتابه [تنزيه األنبياء عما نس ب إليهم حثال ة األغبي اء] ليزي ل الش به المرتبط ة به ا‪،‬‬
‫وسنذكر بتصرف ما قال لنرى ال دروس ال تي يس تلهمها الس لفية من تل ك الرواي ات‬
‫اإلسرائيلية‪.‬‬
‫وأول تنزي ه ب دأ ب ه ه و (قص ة التمث ال ال ذي ص نع له ا‪ ،‬وم ا قي ل أن ه حكم‬
‫ألخيه ا)‪ ،‬وق د خرجه ا األم ري وجهين‪ ،‬فق ال‪( :‬يتص ور فيه ا الج واز من وجهين‪:‬‬
‫أحدهما أن يكون صنع التمثال مباح ا ل ه كم ا ك ان مباح ا لعيس ى علي ه الس الم ق ال‬
‫ق ِمنَ الطِّي ِن َكهَ ْيئَ ِة الطَّ ْي ِر بِ إِ ْذنِي فَتَ ْنفُ ُخ فِيهَ ا فَتَ ُك ونُ طَ ْي رًا بِ إِ ْذنِي ﴾‬
‫تعالى‪َ ﴿ :‬وإِ ْذ ت َْخلُ ُ‬
‫[المائدة‪ ،]110 :‬فصح من هذه اآلية أن عيس ى علي ه الس الم ك ان يص ور التماثي ل‬

‫‪ )(1‬تاريخ الطبري (‪)499 /1‬‬


‫‪ )(2‬تاريخ الطبري (‪)500 /1‬‬
‫‪95‬‬
‫بإذن هللا‪ ،‬وكذلك سليمان عليه الس الم إذا ص ح أن ه لم يح رم علي ه فعل ه في ش رعه‬
‫يب‬ ‫واألظهر فيه أنه لم يح رم ب دليل قول ه تع الى‪ ﴿ :‬يَ ْع َملُ ونَ لَ هُ َم ا يَ َش ا ُء ِم ْن َم َح ِ‬
‫ار َ‬
‫َوتَ َماثِي َل ﴾ [سبأ‪ ]13 :‬والتماثيل قد تكون على ص ور األناس ي‪ ..‬وأم ا إن عب دت هي‬
‫صنما من غير أن يشعر به سليمان عليه السالم فال بأس عليه في ذلك‪ ،‬فإن األنبي اء‬
‫عليهم السالم عنوا بالظواهر‪ ،‬وأمر البواطن إلى هللا تعالى‪ ..‬وأما ق ولهم إنه ا طلبت‬
‫منه أن يحكم ألخيها على خصمه فقال لها‪ :‬نعم‪ ،‬فيجوز له أن يقولها وهو يضمر في‬
‫نفسه إذا كان الح ق ل ه‪ ،‬ال علي ه‪ ،‬ثم طيب نفس ها بنعم لك ون النس اء تطيب أنفس هن‬
‫بمثل هذه المشتبهات لضعف عقولهن وجهلهن بالحقائق‪ ،‬وال يج وز في حق ه س وى‬
‫هذا بدليل أنه لو أضمر في نفسه أن يحكم ل ه والحكم علي ه لوق ع في كب يرة محرم ة‬
‫وهي أن ينوي أن يحكم بالجور وحاشاه من ذلك وهو ال يجوز عليه ذلك كم ا تق دم)‬
‫(‪)1‬‬
‫ه ذه هي الش بهة األولى ال تي اس تطاع عقل ه الس لفي أن يتخلص منه ا بك ل‬
‫سهولة‪ ،‬بل استطاع أن يستخرج من خاللها سنية االحتيال على عقول النس اء‪ ،‬ول و‬
‫بالكذب مع اإلضمار في الباطن طبعا على عدم تنفيذ ما يعدهن به‪.‬‬
‫أما الشبهة الثانية‪ ،‬وهي (كون الشيطان يخلفه على كرسيه‪ ،‬ويحكم بالباطل)‪،‬‬
‫فقد أجاب عليها بقوله‪( :‬ليس على نبي هللا عليه الس الم ل و ص ح في ذل ك دقي ق وال‬
‫جليل من اإلثم‪ ،‬وهذا بمثابة عيسى عليه السالم حين عبد من دون هللا)(‪)2‬‬
‫هذا هو الوجه األول الذي فسرت به فتنة سليمان عليه السالم‪ ،‬وه و وإن لقي‬
‫قبوال من البعض إال أنه لقي رفضا من آخرين‪..‬‬
‫والوجه الثاني الذي لجأ إليه من أنك ر الوج ه األول ال يق ل نك ارة عن الوج ه‬
‫األول‪ ،‬وم ع ذل ك فق د أق ام أعالم الس لفية ال دنيا على من أنك ره‪ ،‬ألن راوي الوج ه‬
‫الثاني ليس الطبري فقط‪ ،‬وإنما راويه هم ا البخ اري ومس لم وهم ا ـ عن د الس لفية ـ‬
‫أك ثر حرم ة من الق رآن الك ريم نفس ه‪ ،‬باإلض افة إلى أن ال راوي المباش ر ل ه عن‬
‫رسول هللا ‪ ‬هو أبو هريرة‪ ،‬وال أحد من الس لفية يقب ل أي نق د ألبي هري رة‪ ،‬فه و‬
‫مثلهم األعلى‪ ،‬وسلفهم األول‪ ،‬حتى لو قال فيه رؤساؤهم من المحدثين ما قالوا‪.‬‬
‫والنص الذي يوردونه للداللة على الفتنة التي وقعت لسليمان عليه السالم هو‬
‫ّ‬
‫ألطوفن الليلة على مائ ة‬ ‫ما رووه عن رسول هللا ‪ ‬أنه قال‪( :‬قال سليمان بن داود‪:‬‬
‫امرأة ـ أو تسع وتسعين ـ كلهن يأتي بفارس يجاهد في س بيل هللا‪ .‬فق ال ل ه ص احبه‪:‬‬
‫قل‪ :‬إن شاء هللا‪ .‬فلم يقل‪ :‬إن شاء هللا‪ .‬فلم تحمل منهن إال ام رأة واح دة ج اءت بش ق‬
‫رجل‪ .‬وال ذي نفس محم د بي ده ل و ق ال‪ :‬إن ش اء هللا لجاه دوا في س بيل هللا فرس انا ً‬
‫أجمعون)(‪)3‬‬
‫وهم يس تدلون به ذا الح ديث في مواض ع كث يرة أهمه ا تل ك الق وة الغرائزي ة‬
‫‪ )(1‬تنزيه األنبياء عما نسب إليهم حثالة األغبياء (ص‪.)40 :‬‬
‫‪ )(2‬تنزيه األنبياء عما نسب إليهم حثالة األغبياء (ص‪.)40 :‬‬
‫‪ )(3‬صحيح البخاري (‪ ،)3424‬صحيح مسلم (‪ ،)1654‬سنن النسائي (‪ ،)3831‬مسند أحمد بن حنبل (‪)2/506‬‬
‫‪96‬‬
‫العظيمة التي ال يمكن تصورها‪ ،‬والتي وهبها هللا ـ في تص ورهم ـ لألنبي اء‪ ..‬ربم ا‬
‫هدية لهم على الجهود التي يقومون بها في الدعوة إلى هللا‪.‬‬
‫ولذلك نراهم يذكرون لألنبياء النساء الكثيرات كما في هذا الحديث‪ ،‬وإن كان‬
‫الخالف قد وقع في عدد نسوته بالضبط‪ ،‬ألن أبا هريرة أو رواة الحديث لم يضبطوا‬
‫عددهن جيدا‪ ،‬فمرة يذكرون أنهن مائة‪ ،‬وت ارة أنهن تس عون‪ ،‬وت ارة أنهن س بعون‪،‬‬
‫وتارة أنهن ستون‪.‬‬
‫وهم معذورون في ذلك‪ ،‬فلم يكن في ذلك الحين تسجيل لعقود ال زواج‪ ،‬وليس‬
‫هناك مكاتب لألحوال المدنية‪ ،‬ومع ذلك فقد حاول أعالم السلفية أن يجدوا حال لتلك‬
‫األعداد المتناقضة المتضاربة‪.‬‬
‫بل إن أكبر هيئة دينية في السعودية وهي اللجنة الدائمة للفتوى تولت التحقيق‬
‫في ذل ك‪ ،‬وق د نص وا على نت ائج التحقي ق‪ ،‬فق الوا ـ ردا على من رمى الح ديث‬
‫باالضطراب ـ‪( :‬الحديث المضطرب‪ :‬هو الذي روي من طرق مختلفة متس اوية في‬
‫الق وة‪ ،‬ولم يمكن ه الجم ع بينهم ا‪ ،‬أم ا إن ك ان بعض ها أق وى أو أمكن الجم ع فال‬
‫اضطراب‪ ،‬وعلى ه ذا فال يعت بر االختالف في ع دد النس اء في الح ديث المس ؤول‬
‫عنه اضطرابا يرد به الحديث ألمرين‪ :‬رجحان الرواية ال تي ذك ر فيه ا أن ع ددهن‬
‫تسعون‪ ،‬فقد قال البخاري في صحيحه‪ :‬قال شعيب وأبو الزناد‪ :‬تسعين‪ ،‬وهو أصح‪.‬‬
‫إمكان الجمع بين هذه الروايات‪ ،‬وقد ذهب إلى ذلك ابن حج ر رحم ه هللا في كتابت ه‬
‫على ه ذا الح ديث في الب اب ال ذي ذكرت ه في الس ؤال‪ ،‬ق ال رحم ه هللا‪( :‬فمحص ل‬
‫الروايات ستون وسبعون وتسعون وتسع وتسعون ومائة‪ ،‬والجم ع بينه ا أن الس تين‬
‫كن حرائر‪ ،‬وما زاد عليهن كن سراري أو بالعكس‪ ،‬وأما الس بعون فللمبالغ ة‪ ،‬وأم ا‬
‫التسعون والمائة فكن دون المائة وفوق التس عين‪ ،‬فمن ق ال‪ :‬تس عون‪ ،‬ألغى الكس ر‪،‬‬
‫ومن قال‪ :‬مائة‪ ،‬جبره‪ ،‬ومن ثم وقع التردد في رواية جعفر)(‪)2())1‬‬
‫وهكذا استطاع العقل السلفي أن يحل مشكلة العدد بكل س هولة‪ ..‬لكن المس ألة‬
‫األخرى التي عرضت لهم‪ ،‬وال تي وردهم الس ؤال بش أنها أخط ر‪ ،‬وص احبها ربم ا‬
‫يكون ق د اس تعمل عقل ه‪ ،‬فق د ق ال لهم س ائال‪ ..( :‬وال ريب في ص حة ه ذا الح ديث‬
‫باعتب ار ال رواة واإلس ناد‪ ،‬ولكن مفه وم الح ديث خالف للعق ل والش عور ص ريحا‪،‬‬
‫ومفهومه يعلن ويجهر أن النبي ‪ ‬ما قال هكذا كما نقل الراوي‪ ،‬بل ذكر الن بي ‪‬‬
‫من أباطيل وخرافات اليهود مثاال‪ ،‬وفهم الراوي أن النبي صلى هللا عليه وس لم قال ه‬
‫بيانا واقعيا؛ ألن كل إنسان إن حاسب في نفسه فوضح عليه أن فرض عدد األزواج‬
‫ستون ‪ ،60‬إن باشرهن سليمان عليه السالم في ساعة ‪ 6‬أزواج باش رهن ك ل اللي ل‬
‫بغير توقف متواليا عشر ساعة‪ ،‬فهل هذا ممكن عقال؟)(‪)3‬‬
‫لكن اللجنة الدائمة للفتوى بما لديها من عقول سلفية جبارة استطاعت أن تحل‬
‫‪ )(1‬فتح الباري (‪.460 / 6‬‬
‫‪ )(2‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)295 /4‬‬
‫‪ )(3‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)294 /4‬‬
‫‪97‬‬
‫هذه المشكلة أيض ا‪ ،‬وبك ل س هولة‪ ،‬فق د ق الوا جواب ا للس ائل‪( :‬دع وى مخالف ة ه ذا‬
‫الحديث للعقل الصريح دعوى باطلة؛ لبنائها على قي اس الن اس بعض هم على بعض‬
‫في الصحة‪ ،‬وقوة البدن‪ ،‬والقدرة على الجماع‪ ،‬وسرعة اإلنزال وبطئه‪ ،‬وهو قي اس‬
‫فاسد لشهادة الواقع بتف اوتهم فيم ا ذك ر وفي غ يره وخاص ة األنبي اء عليهم الص الة‬
‫والسالم بالنسبة لغيرهم‪ ،‬فق د أوت وا من ق وة الب دن والق درة على الجم اع م ع كم ال‬
‫العفة وضبط النفس‪ ،‬وكبح جماح الشهوة ما لم يؤت غيرهم‪ ،‬فك انت العف ة وص يانة‬
‫الفرج عن قضاء الوطر في الحرام مع القدرة على الجماع وقوة دواعيه معجزة لهم‬
‫عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وكان من السهل على أحدهم أن يطأ عش ر نس وة في س اعة‬
‫ومائة امرأة في عشر ساعات أو أقل‪ ،‬لتحقق االختص اص ب القوة‪ ،‬وإمك ان اإلن زال‬
‫في خمس دقائق أو أقل منها)(‪)1‬‬
‫وألن العقل السلفي ال يحن لشيء كما يحن لكثرة النقول‪ ،‬وخاص ة من األئم ة‬
‫الحفاظ البارعين‪ ،‬فقد نقلوا له ما يكبح جماح عقله عن التفكير‪ ،‬فذكروا له من أق وال‬
‫أعالم السلف والخلف ما يدل على إجماعهم على القوة الجبارة التي وهبت للنبي في‬
‫هذا الجانب‪..‬‬
‫ومن تلك النقول ما نقلوه عن العيني أنه قال‪( :‬وفيه ما كان هللا تعالى خص به‬
‫األنبي اء من ص حة البني ة وكم ال الرجولي ة‪ ،‬م ع م ا ك انوا في ه من المجاه دات في‬
‫العبادة‪ .‬والعادة ـ في مثل هذا لغيرهم ـ الض عف عن الجم اع‪ .‬لكن خ رق هللا تع الى‬
‫لهم العادة في أبدانهم‪،‬كما خرقها لهم في معجزاتهم وأحوالهم‪ ،‬فحصل لسليمان علي ه‬
‫الصالة والسالم من اإلطاقة أن يطأ في ليلة مائة‪ ...‬وليس في األخبار م ا يحف ظ في ه‬
‫صريحا ً غير هذا إال ما ثبت عن س يدنا رس ول هللا ‪ ‬أن ه أعطي ق وة ثالثين رجالً‬
‫في الجماع (‪ ...)2‬وكان إذا صلى الغداة دخل على نسائه فط اف عليهن بغس ل واح د‬
‫ثم يبيت عند ال تي هي ليلتها(‪ ،)3‬وذل ك ألن ه ك ان ق ادراً على توفي ة حق وق األزواج‬
‫وليس يقدر على ذلك غيره مع قلة األكل)(‪)4‬‬
‫أما م ا ورد في الح ديث من ذل ك الج زم من س ليمان علي ه الس الم‪ ،‬من غ ير‬
‫إرجاع األمر هلل‪ ،‬مع تذكير المالك أو غيره له‪ ،‬والذي قد يوهم بأن هبة الولد ليس ت‬
‫هلل‪ ،‬وإنما هي نتيجة الطواف ـ كم ا ورد في الح ديث ـ فق د اس تطاعوا حله ا أيض ا‪،‬‬
‫وبكل سهولة‪.‬‬
‫فقد نقلوا عن سلفهم الط بري قول ه‪( :‬إن النس يان على وجهين‪ :‬أح دهما‪ :‬على‬
‫وجه التضييع من العبد والتفريط‪ ..‬واآلخ ر‪ :‬على وج ه عج ز الناس ي عن حف ظ م ا‬
‫استحفظ ووكل به‪ ،‬وضعف عقله عن احتماله‪ ..‬فأما الذي يكون من العبد على وج ه‬
‫‪ )(1‬فتاوى اللجنة الدائمة (‪.)296 /4‬‬
‫‪ )(2‬رواه عبد الرزاق في مصنفه‪ )507 / 7( :‬رقم (‪ ،)14052‬وابن خزيمة في ص حيحه‪ )426 / 1( :‬رقم (‬
‫‪.)233‬‬
‫‪ )(3‬صحيح ابن خزيمة‪ )423 / 5( :‬رقم (‪)1225‬‬
‫‪ )(4‬عمدة القاري‪ 244 / 21( :‬ـ ‪.)245‬‬
‫‪98‬‬
‫ك منه لما أمر بفعله‪ .‬فذلك الذي يرغب العب د إلى هللا‬ ‫التضييع منه والتفريط‪ ،‬فهو تر ٌ‬
‫في تركه مؤاخذته به‪ ،‬وهو النسيان الذي عاقب هللا به آدم صلوات هللا عليه فأخرجه‬
‫من الجنة)(‪)1‬‬
‫ونقلوا عن العيني قوله‪( :‬قوله (فلم يقل إن شاء هللا)‪ :‬فلم يقل س ليمان إن ش اء‬
‫هللا بلس انه‪ ،‬ال أن ه غف ل عن التف ويض إلى هللا تع الى بقلب ه‪ ،‬فإن ه ال يلي ق بمنص ب‬
‫النبوة‪ .‬وإنما هذا كما اتفق لنبينا لما سئل عن الروح والخضر وذي القرنين فوع دهم‬
‫أن يأتي بالجواب غ داً جازم ا ً بم ا عن ده من معرف ة هللا تع الى‪ ،‬وص دق وع ده‪ ،‬في‬
‫تصديقه وإظهار كلمته‪ ،‬لكنه ذهل عن النطق به ا ال عن التف ويض بقلب ه‪ ،‬ف اتفق أن‬
‫يتأخر الوحي عنه ورمي بما رمي به ألجل ذلك)(‪)2‬‬
‫ونقلوا عن ابن الجوزي قوله في بيان فضل االستثناء‪( :‬وهذه الكلمة لما أهمل‬
‫ذكرها سليمان في قول ه (ألط وفن الليل ة على مائ ة ام رأة تل د ك ل ام رأة غالم اً)لم‬
‫يحصل له مقصوده‪ .‬وإذا أطلقت على لسان رج ل من ي أجوج وم أجوج فق ال (غ داً‬
‫يحف ر الس د إن ش اء هللا)نفعتهم فق در على الحف ر‪ ،‬ف إذا ف ات مقص ود ن بي بتركه ا‬
‫وحصل مراد كافر بقولها‪ ،‬فليُع رف ق درها‪ ،‬وكي ف ال وهي تتض من إظه ار عج ز‬
‫البشرية وتسليم األمر إلى قدرة الربوبية)(‪)3‬‬
‫ولو أن هؤالء جميعا تخلوا عن كبريائهم‪ ،‬وراحوا يبحثون في القرآن الك ريم‬
‫عن كيفية طلب األنبياء عليهم الصالة والسالم للولد‪ ،‬وهل كان ذل ك بالطريق ة ال تي‬
‫وردت في هذا الحديث‪ ،‬أم أنهم كانوا متواض عين ج دا أم ام ربهم س بحانه وتع الى‪،‬‬
‫يعلمون أن الول د وغ ير الول د هب ة من هللا ال يمكن ألح د أن ي زعم أن ه من دون هللا‬
‫يمكن أن ينال هذه الهبة العظيمة‪.‬‬
‫لو رجعوا إلى القرآن الكريم لوجدوا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬وبعد تل ك المعان اة‬
‫الشديدة التي واجهه بها قوم ه‪ ،‬وبع د بلوغ ه من الك بر عتي ا‪ ،‬يتوج ه إلى هللا بحي اء‬
‫عظيم يطلب منه أن يرزقه من الصالحين‪ ..‬ولم يحدد ال عددا وال نوع ا‪ ..‬يكفي فق ط‬
‫ال إِنِّي َذا ِهبٌ إِلَى َربِّي َس يَ ْه ِدي ِن (‬ ‫﴿وقَ َ‬ ‫أن يك ون من الص الحين‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪َ :‬‬
‫‪َ )99‬ربِّ هَبْ لِي ِمنَ الصَّالِ ِحينَ (‪)100‬فَبَ َّشرْ نَاهُ بِغ ٍم َحلِ ٍيم (‪[ ﴾)101‬الص افات‪99 :‬‬
‫اَل‬ ‫ُ‬
‫‪]101 -‬‬
‫وهكذا لو رجعوا إلى القرآن الك ريم لوج دوا زكري ا علي ه الس الم يق ف نفس‬
‫موقف جده إب راهيم علي ه الس الم‪ ،‬يطلب من هللا الول د بتواض ع وحي اء عظيم‪ ،‬ق ال‬
‫ال َربِّ هَبْ لِي ِم ْن لَ ُد ْنكَ ُذرِّ يَّةً طَيِّبَ ةً إِنَّكَ َس ِمي ُع‬ ‫ك َد َع ا زَ َك ِريَّا َربَّهُ قَ َ‬‫تع الى‪﴿ :‬هُنَالِ َ‬
‫ِّ‬
‫ب أن َ يُبَش رُكَ بِيَحْ يَى‬‫هَّللا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ُص لي فِي ال ِمحْ َرا ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ال ُّدعَا ِء (‪)38‬فَنَا َدت هُ ال َم ئِ َك ة َوهُ َو ق ائِ ٌم ي َ‬
‫َ‬ ‫اَل‬
‫ص ِّدقًا بِ َكلِ َم ٍة ِمنَ هَّللا ِ َو َسيِّدًا َو َحصُورًا َونَبِيًّا ِمنَ الصَّالِ ِحينَ ﴾ [آل عمران‪]39 ،38 :‬‬ ‫ُم َ‬
‫بل إن القرآن الكريم يشير إلى احترام أنبياء هللا لسنن هللا في الولد كاحترامهم‬
‫‪ )(1‬جامع البيان‪.)133 / 6( :‬‬
‫‪ )(2‬عمدة القاري‪ 242 / 21( :‬ـ ‪.)243‬‬
‫‪ )(3‬كشف المشكل من حديث الصحيحين‪.)332 / 1( :‬‬
‫‪99‬‬
‫لغيرهم من السنن‪ ،‬ولذلك لما بشرت المالئكة زكريا عليه السالم أجابهم‪َ ﴿ :‬ربِّ أَنَّى‬
‫يَ ُكونُ لِي ُغاَل ٌم َوقَ ْد بَلَ َغنِ َي ْال ِكبَ ُر َوا ْم َرأَتِي عَاقِ ٌر ﴾ [آل عمران‪]40 :‬‬
‫وهك ذا ل و رجع وا إلى الق رآن الك ريم لوج دوا س ليمان علي ه الس الم العب د‬
‫الشكور‪ ،‬وهو يلج أ إلى هللا ك ل حين‪ ،‬ال يغف ل عن ه أب دا‪ ..‬فكي ف يغف ل عن ه‪ ،‬وه و‬
‫يطلب ـ وفي ليلة واحدة ـ أن يرزق مائة ولد كلهم يعيش إلى أن يجاهد في سبيل هللا‪.‬‬
‫إن هذا التألي على هللا يستحيل على عوام الناس من المسلمين‪ ،‬فكيف يقع من‬
‫عبد شكور أواب ممتلئ بالطاعة هلل والعبودية هلل‪.‬‬
‫و ـ ما ورد حول يونس عليه السالم‪:‬‬
‫اص بِرْ لِ ُح ْك ِم َربِّكَ َواَل‬‫فمن الروايات التي ال تي يفس رون به ا قول ه تع الى‪﴿ :‬فَ ْ‬
‫ت إِ ْذ نَادَى َوهُ َو َم ْكظُو ٌم (‪)48‬لَوْ اَل أَ ْن تَد َ‬
‫َار َكهُ نِ ْع َم ةٌ ِم ْن َربِّ ِه لَنُبِ َذ‬ ‫ب ْالحُو ِ‬
‫اح ِ‬
‫ص ِ‬‫تَ ُك ْن َك َ‬
‫بِ ْال َع َرا ِء َوهُ َو َمذ ُمو ٌم (‪)49‬فَاجْ تَبَاهُ َربُّهُ فَ َج َعلَهُ ِمنَ الصَّالِ ِحينَ ﴾ [القلم‪ ،]50 - 48 :‬ما‬
‫ْ‬
‫رووه عن ابن عباس‪ ،‬قال‪( :‬بعثه هللا‪ ،‬يعني يونس إلى أه ل قريت ه‪ ،‬ف ردوا علي ه م ا‬
‫جاءهم به وامتنعوا منه‪ ،‬فلما فعلوا ذلك أوحى هللا إليه‪ :‬إني مرسل عليهم العذاب في‬
‫يوم كذا وكذا‪ ،‬فاخرج من بين أظهرهم‪ ،‬فأعلم قومه الذي وعده هللا من عذابه إياهم‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬ارمقوه‪ ،‬فإن خرج من بين أظه ركم فه و وهللا ك ائن م ا وع دكم‪ ،‬فلم ا ك انت‬
‫الليل ة ال تي وع دوا بالع ذاب في ص بحها أدلج ورآه الق وم‪ ،‬فخرج وا من القري ة إلى‬
‫ب راز من أرض هم‪ ،‬وفرق وا بين ك ل داب ة وول دها‪ ،‬ثم عج وا إلى هللا‪ ،‬فاس تقالوه‪،‬‬
‫فأقالهم‪ ،‬وتنظر يونس الخبر عن القرية وأهلها‪ ،‬حتى مر به مار‪ ،‬فقال‪ :‬ما فعل أه ل‬
‫القرية؟ فقال‪ :‬فعلوا أن نبيهم خرج من بين أظهرهم‪ ،‬عرفوا أنه ص دقهم م ا وع دهم‬
‫من العذاب‪ ،‬فخرجوا من قريتهم إلى براز من األرض‪ ،‬ثم فرق وا بين ك ل ذات ول د‬
‫وولدها‪ ،‬وعج وا إلى هللا وت ابوا إلي ه‪ ،‬فقب ل منهم‪ ،‬وأخ ر عنهم الع ذاب‪ ،‬ق ال‪ :‬فق ال‬
‫يونس عند ذلك وغضب‪ :‬وهللا ال أرجع إليهم كذابا أبدا‪ ،‬وع دتهم الع ذاب في ي وم ثم‬
‫رد عنهم‪ ،‬ومضى على وجهه مغاضبا)(‪)1‬‬
‫وهذا حديث خطير‪ ،‬فه و يص ور ي ونس علي ه الس الم بص ورة الغاض ب من‬
‫ربه‪ ،‬ألنه لم ينفذ العذاب عليهم‪ ..‬ويصورونه فوق ذلك بصورة الغليظ القاسي ال ذي‬
‫لم يفرح بإيمان قومه‪ ،‬بل يصورونه حزينا ألجل إيمانهم‪.‬‬
‫ومثله ما روي عن وهب بن منب ه‪ ،‬أن ه ق ال‪( :‬إن ي ونس بن م تى ك ان عب دا‬
‫صالحا‪ ،‬وكان في خلقه ضيق‪ ،‬فلما حملت عليه أثقال النب وة‪ ،‬وله ا أثق ال ال يحمله ا‬
‫إال قليل‪ ،‬تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل‪ ،‬فقذفها بين يديه‪ ،‬وخرج هاربا منه ا‪،‬‬
‫ْجلْ لَهُ ْم ﴾‬ ‫ص بَ َر أُولُ و ْال َع ْز ِم ِمنَ الرُّ ُس ِل َواَل ت َْس تَع ِ‬ ‫اص بِرْ َك َم ا َ‬ ‫يقول هللا لنبيه ‪﴿ :‬فَ ْ‬
‫ت﴾ [القلم‪ :]48 :‬أي ال‬ ‫ب ْال ُح و ِ‬ ‫ص ا ِح ِ‬ ‫ك َواَل تَ ُك ْن َك َ‬‫[األحقاف‪﴿ ]35 :‬فَاصْ بِرْ لِ ُح ْك ِم َربِّ َ‬
‫تلق أمري كما ألقاه)(‪)2‬‬

‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)512 /18‬‬


‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)513 /18‬‬
‫‪100‬‬
‫وقد علق الطبري على هذه الروايات وغيرها بقوله‪( :‬وهذا القول‪ ،‬أعني قول‬
‫من قال‪ :‬ذهب عن قومه مغاضبا لربه‪ ،‬أشبه بتأويل اآلية‪ ،‬وذل ك لدالل ة قول ه ﴿فَظَ َّن‬
‫أَ ْن لَ ْن نَ ْق ِد َر َعلَ ْي ِه﴾ [األنبياء‪ ]87 :‬على ذلك‪ ،‬على أن الذين وجهوا تأويل ذلك إلى أنه‬
‫ذهب مغاضبا لقومه‪ ،‬إنما زعموا أنهم فعلوا ذلك استنكارا منهم أن يغاضب ن بي من‬
‫األنبياء ربه‪ ،‬واستعظاما له‪ ،‬وهم بقيلهم أنه ذهب مغاضبا لقوم ه ق د دخل وا في أم ر‬
‫أعظم ما أنكروا‪ ،‬وذلك أن الذين قالوا‪ :‬ذهب مغاضبا لرب ه اختلف وا في س بب ذهاب ه‬
‫كذلك‪ ،‬فقال بعضهم‪ :‬إنما فعل ما فعل من ذلك كراه ة أن يك ون بين ق وم ق د جرب وا‬
‫عليه الخلف فيما وعدهم‪ ،‬واستحيا منهم‪ ،‬ولم يعلم السبب الذي دف ع ب ه عنهم البالء‪،‬‬
‫وقال بعض من قال هذا القول‪ :‬كان من أخالق قوم ه ال ذين ف ارقهم قت ل من جرب وا‬
‫عليه الكذب‪ ،‬عسى أن يقتلوه من أجل أنه وعدهم العذاب‪ ،‬فلم ي نزل بهم م ا وع دهم‬
‫من ذلك‪ ،‬وقد ذكرنا الرواية بذلك في سوره يونس‪ ،‬فكرهنا إعادته في هذا الموضع‪.‬‬
‫وقال آخرون‪ :‬بل إنم ا غاض ب رب ه من أج ل أن ه أم ر بالمص ير إلى ق وم لين ذرهم‬
‫بأسه‪ ،‬ويدعوهم إليه‪ ،‬فسأل ربه أن ينظره‪ ،‬ليتأهب للشخوص إليهم‪ ،‬فقيل له‪ :‬األم ر‬
‫أسرع من ذلك‪ ،‬ولم ينظر حتى شاء أن ينظر إلى أن يأخذ نعال ليلبسها‪ ،‬فقيل له نحو‬
‫القول األول‪ ،‬وكان رجال في خلقه ض يق‪ ،‬فق ال‪ :‬أعجل ني ربي أن آخ ذ نعال ف ذهب‬
‫مغاضبا‪ .‬وممن ذكر هذا القول عنه‪ :‬الحسن البصري)(‪)1‬‬
‫ثم حاول أن يبرر غضبه على ربه‪ ،‬فقال‪( :‬وليس في واحد من هذين الق ولين‬
‫من وصف نبي هللا يونس صلوات هللا عليه شيء إال وهو دون ما وصفه بما وص فه‬
‫الذين قالوا‪ :‬ذهب مغاضبا لقومه‪ ،‬ألن ذهاب ه عن قوم ه مغاض با لهم‪ ،‬وق د أم ره هللا‬
‫تعالى بالمقام بين أظهرهم‪ ،‬ليبلغهم رسالته‪ ،‬ويح ذرهم بأس ه‪ ،‬وعقوبت ه على ت ركهم‬
‫اإليمان به‪ ،‬والعمل بطاعتك ال شك أن فيه ما فيه‪ ،‬ولوال أنه قد كان ص لى هللا علي ه‬
‫وسلم أتى م ا قال ه ال ذين وص فوه بإتي ان الخطيئ ة‪ ،‬لم يكن هللا تع الى ذك ره ليعاقب ه‬
‫العقوبة التي ذكرها في كتابه‪ ،‬ويصفه بالصفة التي وصفه بها)(‪)2‬‬
‫وقد رد على هذه األقوال وغيرها الشريف المرتضى عن د االنتص ار لي ونس‬
‫َاض بًا‬‫َب ُمغ ِ‬‫﴿و َذا النُّو ِن إِ ْذ َذه َ‬ ‫عليه السالم‪ ،‬فقال‪( :‬ف إن قي ل فم ا مع نى قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫ك إِني كنت ِمنَ‬ ‫ت أَ ْن اَل إِلَ هَ إِاَّل أن ُس ب َْحان َ‬
‫َ‬ ‫تَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫فَظَ َّن أَ ْن لَ ْن نَ ْق ِد َر َعلَ ْي ِه فَنَ ادَى فِي ُّ‬
‫الظلُ َم ا ِ‬
‫الظَّالِ ِمينَ (‪)87‬فَا ْستَ َج ْبنَا لَهُ َونَ َّج ْينَاهُ ِمنَ ْال َغ ِّم َو َك َذلِكَ نُ ْن ِجي ْال ُم ْؤ ِمنِينَ (‪[ ﴾)88‬األنبي اء‪:‬‬
‫‪ ]88 ،87‬وما معنى غضبه وعلى من كان غضبه وكيف ظن أن هللا تعالى ال يق در‬
‫عليه؟ وذلك مما ال يظنه مثله؟ وكيف اعترف بأنه من الظالمين والظلم قبيح؟)(‪)3‬‬
‫ثم أجاب على ذلك بقوله‪( :‬قلنا أما من يونس عليه السالم خرج مغاضبا لرب ه‬
‫من حيث لم ينزل بقومه العذاب‪ ،‬فقد خ رج في االف تراء على األنبي اء عليهم الس الم‬
‫وس وء الظن بهم عن الح د‪ ،‬وليس يج وز أن يغاض ب رب ه إال من ك ان معادي ا ل ه‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪.)513 /18‬‬
‫‪ )(2‬تفسير الطبري (‪.)513 /18‬‬
‫‪ )(3‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪101‬‬
‫وجاهل بأن الحكمة في سائر أفعاله‪ ،‬وهذا ال يلي ق باتب اع األنبي اء علي ه الس الم من‬
‫المؤمنين فض ال عمن عص مه هللا تع الى ورف ع درجت ه‪ ،‬أقبح من ذل ك ظن الجه ال‬
‫وإضافتهم إليه عليه السالم أنه ظن أن ربه ال يقدر عليه من جهة القدرة ال تي يص ح‬
‫بها الفعل‪ .‬ويك اد يخ رج عن دنا من ظن باألنبي اء عليهم الس الم مث ل ذل ك عن ب اب‬
‫التمييز والتكلي ف‪ .‬وإنم ا ك ان غض به علي ه الس الم على قوم ه لبق ائهم على تكذيب ه‬
‫وإصرارهم على الكفر ويأس ه من إقالعهم وت وبتهم‪ ،‬فخ رج من بينهم خوف ا من أن‬
‫ينزل العذاب بهم وهو مقيم بينهم)(‪)1‬‬
‫ثم فسر قوله تعالى‪﴿ :‬فَظَ َّن أَ ْن لَ ْن نَ ْق ِد َر َعلَ ْي ِه﴾ [األنبياء‪ ،]87 :‬فقال‪( :‬معن اه أن‬
‫ال نضيق عليه المسلك ونشدد عليه المحنة والتكليف‪ ،‬ألن ذلك مم ا يج وز أن يظن ه‬
‫الن بي‪ ،‬وال ش بهة في أن ق ول القائ ل ق درت وق درت ب التخفيف والتش ديد معن اه‬
‫التض ييق‪ ،‬ق ال هللا تع الى‪َ ﴿ :‬و َم ْن قُ ِد َر َعلَ ْي ِه ِر ْزقُ هُ فَ ْليُ ْنفِ ْق ِم َّما آتَ اهُ﴾ [الطالق‪،]7 :‬‬
‫ق لِ َم ْن يَ َشا ُء َويَ ْق ِدرُ﴾ [الرع د‪ ]26 :‬أي يوس ع ويض يق‪،‬‬ ‫ْ‬
‫الرِّز َ‬ ‫وقال تعالى‪﴿ :‬هَّللا ُ يَ ْب ُسطُ‬
‫﴿وأَ َّما إِ َذا َم ا ا ْبتَاَل هُ فَقَ د ََر َعلَ ْي ِه ِر ْزقَ هُ ﴾ [الفج ر‪ ]16 :‬أي ض يق‪،‬‬ ‫وق ال تع الى‪َ :‬‬
‫والتضييق الذي قدره هللا عليه هو ما لحقه من الحص ول في بطن الح وت وم ا نال ه‬
‫في ذلك من المشقة الشديدة إلى أن نجاه هللا تعالى منها)(‪)2‬‬
‫ك‬‫ت أَ ْن اَل إِلَ هَ إِاَّل أَ ْنتَ ُس ب َْحانَ َ‬ ‫ومثل ذلك فسر قوله تع الى‪﴿ :‬فَنَ ادَى فِي ُّ‬
‫الظلُ َم ا ِ‬
‫ت ِمنَ الظَّالِ ِمينَ ﴾ [األنبي اء‪ ]87 :‬فه و على س بيل االنقط اع إلى هللا تع الى‬ ‫إِنِّي ُك ْن ُ‬
‫والخشوع له والخضوع بين يدي ه‪ ،‬ألن ه لم ا دع اه لكش ف م ا امتحن ه ب ه وس أله أن‬
‫ينجيه من الظلمات التي هي ظلمة البحر وظلمة بطن الحوت وظلمة الليل‪ ،‬فع ل م ا‬
‫يفعله الخاضع الخاش ع من االنقط اع واالع تراف بالتقص ير‪ ،‬وليس ألح د أن يق ول‬
‫كيف يعترف بأنه كان من الظالمين ولم يق ع من ه ظلم‪ ،‬وه ل ه ذا إال الك ذب بعين ه؟‬
‫وليس يجوز أن يك ذب الن بي علي ه الس الم في ح ال خض وع وال غ يره‪ ،‬وذل ك أن ه‬
‫يمكن أن يري د بقول ه إني كنت من الظ المين‪ ،‬أي من الجنس ال ذي يق ع منهم الظلم‪،‬‬
‫فيكون صدقا‪ ،‬وإن ورد على س بيل الخض وع والخش وع ألن جنس البش ر ال يمتن ع‬
‫منه وقوع الظلم)(‪)3‬‬
‫ثم أورد الشبهة التي يتعلق بها المخطئة‪ ،‬فق ال‪( :‬ف إن قي ل‪ :‬ف أي فائ دة في أن‬
‫يضيف نفسه إلى الجنس الذي يقع منهم الظلم إذا كان الظلم منتفيا عنه في نفسه؟)‬
‫ثم أجاب عليها بذكره لش فافية الرس ل وحساس ية أوراحهم وأدبهم العظيم م ع‬
‫هللا‪ ،‬فقال‪( :‬قلنا‪ :‬الفائدة في ذلك التطامن هلل تعالى والتخاضع ونفي التك بر والتج بر‪،‬‬
‫ألن من كان مجتهدا في رغبة إلى مال ك ق دير‪ ،‬فال ب د من أن يتطأط أ‪ ،‬ويجته د في‬
‫الخضوع بين يديه‪ ،‬ومن أكبر الخضوع أن يضيف نفسه إلى القبي ل ال ذي يخطئ ون‬
‫ويص يبون كم ا يق ول االنس ان‪ ،‬إذا أراد أن يكس ر نفس ه وينفي عنه ا دواعي الك بر‬
‫‪ )(1‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ )(2‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.142‬‬
‫‪ )(3‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫‪102‬‬
‫والخيالء‪ :‬إنما أنا من البشر ولست من المالئكة‪ ،‬وأنا ممن يخطئ ويصيب‪ .‬وه و ال‬
‫يريد إضافة الخطأ إلى نفسه في الحال‪ ،‬بل يكون الفايدة ما ذكرناها)(‪)1‬‬
‫ز ـ ما ورد حول موسى عليه السالم‪:‬‬
‫وقد طالته الكثير من التشويهات التي تتناس ب م ع القيم األخالقي ة والروحي ة‬
‫لألنبياء عليهم السالم‪ ،‬ومن األمثلة عنها‪:‬‬
‫المثال األول‪ :‬الروايات التي تصور حرصه على الحياة‪:‬‬
‫ومنها تل ك ال تي تص ور خوف ه من الم وت بع د وف اة ه ارون علي ه الس الم‪،‬‬
‫والرواية كما تنسب لعبد هللا بن مسعود‪ ،‬وغيره من أصحاب النبي ‪ ،‬وتقول‪( :‬إن‬
‫هللا تبارك وتعالى أوحى إلى موسى‪ ،‬أني مت وف ه ارون‪ ،‬ف أت ب ه جب ل ك ذا وك ذا‬
‫فانطلق موسى وهارون نحو ذلك الجب ل‪ ،‬ف إذا هم ا بش جرة لم ي ر مثله ا‪ ،‬وإذا هم ا‬
‫ببيت مبني‪ ،‬وإذا هما فيه بسرير عليه فرش‪ ،‬وإذا فيه ريح طيبة‪ ،‬فلما نظ ر ه ارون‬
‫إلى ذلك الجبل والبيت وما فيه أعجبه‪ ،‬فقال‪ :‬يا موس ى إني ألحب أن أن ام على ه ذا‬
‫السرير‪ ،‬قال له موسى‪ :‬فنم عليه‪ ،‬قال‪ :‬إني أخاف أن يأتي رب ه ذا ال بيت فيغض ب‬
‫علي‪ ،‬قال له موسى‪ :‬ال ترهب أنا أكفيك رب هذا ال بيت فنم‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا موس ى ب ل نم‬
‫معي‪ ،‬فإن جاء رب البيت غضب علي وعليك جميعا‪ ،‬فلما ناما أخذ هارون الموت‪،‬‬
‫فلما وجد حسه ق ال‪ :‬ي ا موس ى خ دعتني‪ ،‬فلم ا قبض رف ع ذل ك ال بيت وذهبت تل ك‬
‫الشجرة ورفع السرير إلى السماء‪ ،‬فلما رجع موسى إلى ب ني إس رائيل‪ ،‬وليس مع ه‬
‫هارون قالوا‪ :‬فان موسى قتل هارون وحسده لحب بني إسرائيل ل ه‪ ،‬وك ان ه ارون‬
‫أكف عنهم وألين لهم من موس ى‪ ،‬وك ان في موس ى بعض الغل ظ عليهم‪ ،‬فلم ا بلغ ه‬
‫ذل ك ق ال لهم‪ :‬ويحكم! ك ان أخي‪ ،‬أفترون ني أقتل ه! فلم ا أك ثروا علي ه ق ام فص لى‬
‫ركعتين ثم دعا هللا فنزل بالسرير حتى نظروا إليه بين السماء واألرض فص دقوه ثم‬
‫إن موسى بينما هو يمشي ويوشع فتاه إذا أقبلت ريح سوداء‪ ،‬فلما نظ ر إليه ا يوش ع‬
‫ظن أنها الساعة وال تزم موس ى‪ ،‬وق ال‪ :‬تق وم الس اعة وأن ا مل تزم موس ى ن بي هللا‪،‬‬
‫فاس تل موس ى من تحت القميص وت رك القميص في ي د يوش ع‪ ،‬فلم ا ج اء يوش ع‬
‫بالقميص أخذته بنو إسرائيل‪ ،‬وق الوا‪ :‬قتلت ن بي هللا! ق ال‪ :‬ال وهللا م ا قتلت ه‪ ،‬ولكن ه‬
‫استل مني‪ ،‬فلم يصدقوه وأرادوا قتله ق ال‪ :‬ف إذا لم تص دقوني ف أخروني ثالث ة أي ام‪،‬‬
‫فدعا هللا فأتي كل رجل ممن كان يحرسه في المنام‪ ،‬فأخبر أن يوشع لم يقتل موسى‪،‬‬
‫وأنا قد رفعن اه إلين ا‪ ،‬ف تركوه ولم يب ق أح د ممن أبى أن ي دخل قري ة الجب ارين م ع‬
‫موسى إال مات‪ ،‬ولم يشهد الفتح)(‪)2‬‬
‫فهذه األسطورة تصور أنبياء هللا الكرام‪ ،‬وهم خائفون وجلون من الموت إلى‬
‫الدرجة التي فاقوا فيها أدنى العوام من الناس‪.‬‬
‫ومنها الرواية التي تنسب إلى رسول هللا ‪ ‬وهي‪( :‬أرس ل مل ك الم وت إلى‬

‫‪ )(1‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.143‬‬


‫‪ )(2‬تاريخ الطبري‪)432 /1( ،‬‬
‫‪103‬‬
‫موسى‪ ،‬فلما جاءه صكه ففقأ عينه‪ ،‬فرجع إلى ربه‪ ،‬فقال‪ :‬أرسلتني إلى عب د ال يري د‬
‫الموت‪ ،‬فرد هللا إليه عينه‪ ،‬فقال‪ :‬ارجع إليه‪ ،‬فق ل ل ه‪ :‬يض ع ي ده على متن ث ور فل ه‬
‫بكل م ا غطت ي ده من ش عرة س نة‪ ،‬ق ال‪ :‬أي رب‪ ،‬ثم م اذا؟ ق ال‪ :‬ثم الم وت‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فاآلن‪ ،‬فسأل هللا أن يدنيه من األرض المقدسة رمية بحجر‪ ،‬قال رسول هللا ‪ :‬فل و‬
‫كنت ثم ألريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب األحمر)(‪)1‬‬
‫وقد لقي هذا الحديث ـ مع التشويهات العظيمة ال تي يحمله ا في ح ق األنبي اء‬
‫والمالئكة عليهم السالم ـ اهتماما كبيرا من لدن المحدثين في القديم والح ديث‪ ،‬ح تى‬
‫أنهم رووا عن أحمد بن حنبل‪ ،‬وإسحاق بن راهويه أنهما سئال عن ه ذا الح ديث في‬
‫جملة من أحاديث الصفات‪ ،‬فقال أحمد‪ :‬كل هذا صحيح‪ ،‬وقال إسحاق‪( :‬هذا ص حيح‬
‫وال يدفعه إال مبتدع أو ضعيف الرأي)(‪)2‬‬
‫بل إن الحافظ عبد الغني المقدسي جعل اإليمان بما في هذا الحديث من عقائ د‬
‫أهل الس نة‪ ،‬فمن أنك ره خ رج عنهم م ذؤوما م دحورا‪ ،‬فق ال‪ ..( :‬ون ؤمن ب أن مل ك‬
‫الموت أرسل إلى موسى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬فصكه ففقأ عينه‪ ،‬كما صح عن رس ول هللا‬
‫‪ ،‬وال ينكره إال ضال مبتدع أو ضعيف الرأي)(‪)3‬‬
‫وقد برروا لألس ف ك ل م ا ورد في ه حرف ا حرف ا‪ ،‬مم ا لم ي زد موس ى علي ه‬
‫السالم إال تشويها‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك قول ابن حبان‪( :‬ك ان مجيء مل ك الم وت‬
‫إلى موسى على غير الصورة التي كان يعرفه موسى ‪ -‬عليه السالم ‪ -‬عليها‪ ،‬وك ان‬
‫موسى غيورا‪ ،‬فرأى في داره رجال لم يعرفه‪ ،‬فشال يده فلطم ه‪ ،‬ف أتت لطمت ه على‬
‫فقء عينه التي في الصورة التي يتص ور به ا‪ ،‬ال الص ورة ال تي خلق ه هللا عليه ا‪...‬‬
‫ولـما كان من شريعتنا أن من فقأ عين ال داخل داره بغ ير إذن ه‪ ،‬أو الن اظر إلى بيت ه‬
‫بغير أمره‪ ،‬أنه ال جناح على فاعله‪ ،‬وال حرج على مرتكبه‪ ،‬لألخبار الجمة ال واردة‬
‫فيه‪ ...‬ك ان ج ائزا اتف اق الش ريعة بش ريعة موس ى‪ ،‬بإس قاط الح رج عمن فق أ عين‬
‫الداخل داره بغير إذنه‪ ،‬فكان استعمال موسى هذا الفع ل مباح ا ل ه‪ ،‬وال ح رج علي ه‬
‫في فعله‪ ،‬فلما رجع ملك الموت إلى ربه‪ ،‬وأخبره بما كان من موسى فيه‪ ،‬أمره ثانيا‬
‫بأمر آخر‪ ،‬هو أمر اختبار وابتالء‪ ،‬فلما علم موسى كليم هللا أن ه مل ك الم وت‪ ،‬وأن ه‬
‫جاءه بالرس الة من عن د هللا‪ ،‬ط ابت نفس ه ب الموت‪ ،‬ولم يس تمهل‪ ،‬وق ال‪ :‬اآلن‪ ،‬فل و‬
‫عرف موس ى في الم رة األولى أن ه مل ك الم وت‪ ،‬الس تعمل م ا اس تعمل في الم رة‬
‫األخرى عند تيقنه وعلمه به)(‪)4‬‬
‫بل إن بعضهم ـ وهو محم د بن أحم د العل وي ـ أل ف في ذل ك كتاب ا بعن وان‬
‫[توضيح طرق الرشاد لحسم مادة اإللح اد في ح ديث ص ك الرس ول المكلم موس ى‬
‫عليه السالم للملك الموكل بقبض أرواح العباد]‬
‫‪ )(1‬أحمد (‪ .)2/269‬والبخاري (‪ )2/113‬وفي (‪ )4/191‬ومسلم (‪ )7/99‬والنسائي (‪)4/118‬‬
‫‪ )(2‬انظر‪ :‬الشريعة‪ ،‬أبو بكر اآلجري‪ .)94 /2( ،‬التمهيد‪.)148 ،147 /7( ،‬‬
‫‪ )(3‬أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين‪ ،‬ص‪..533‬‬
‫‪ )(4‬صحيح ابن حبان (‪..)112 /14‬‬
‫‪104‬‬
‫وقد ح اول أن ي بين في ه أن المالك ال ذي فق أ موس ى علي ه الس الم ه و مالك‬
‫الموت‪ ،‬وأن عينه فقئت حقيقة‪ ،‬ولوال أن هللا ردها عليه لبقي أعور‪ ..‬يقول في ذل ك‪:‬‬
‫(إن ملك الموت جاء في صورة يمكن فقء البشر لعينها‪ ،‬والمعهود في مجيء الملك‬
‫للبشر هو مجيئه له على صورة البش ر‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬فَتَ َمثَّ َل لَهَ ا بَ َش رًا َس ِويًّا ﴾‬
‫[م ريم‪ ،]17 :‬وكم ا أفادت ه النص وص القرآني ة ال تي ذك ر فيه ا مجيء المالئك ة‬
‫إلبراهيم وللوط وداود‪ ،‬وك ذا نص وص األح اديث ال تي ذك ر فيه ا مجيء جبري ل ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬لنبينا ‪ ،‬وبه تبين أن فقأ العين هنا ه و على ظ اهره‪ ،‬وأن ه وق ع في‬
‫الص ورة البش رية ال تي ج اء مل ك الم وت عليه ا‪ ،‬وه و ممكن غ ير متع ذر إال في‬
‫الص ورة الملكي ة األص لية النوراني ة البعي دة عن ذل ك‪ ،‬إذ لم يعه د مجيء المالئك ة‬
‫للبشر فيها‪ .‬أما رؤية نبينا ‪ ‬لجبريل على صورته األصلية في السماء م رة‪ ،‬وبين‬
‫السماء واألرض أخرى‪ ،‬فهي خارج ة عن مجيء المل ك ال ذي علي ه م دار الح ديث‬
‫هنا‪ ،‬وبمجموع هذا الذي قررناه يكون قد ح ل استش كال ص ك موس ى لعين المل ك‪،‬‬
‫وحصول فقء عين الملك من أثره)(‪)1‬‬
‫ثم فسر دوافع موسى عليه السالم لفقء عين ملك الم وت‪ ،‬فق ال‪( :‬وعلى ه ذا‬
‫فإن موسى لما رأى رجال ال يعرفه قد دخ ل علي ه بغت ة‪ ،‬وق ال م ا ق ال‪ ،‬حمل ه حب‬
‫الحي اة على االس تعجال بدفع ه‪ ،‬ول وال ش دة حب الحي اة لت أنى وق ال‪ :‬من أنت وم ا‬
‫شأنك؟ ونحو ذلك‪ ،‬ووقوع الصكة وتأثيرها كان على ذاك الجسد العارض‪ ،‬ولم ين ل‬
‫الملك بأس‪ .‬فأما قوله في القصة‪( :‬فرد هللا عليه عينه)‪ ،‬فحاصله‪ :‬أن هللا تعالى أع اد‬
‫تمثيل الملك في ذاك الجسد الم ادي س ليما‪ ،‬ح تى إذا رآه موس ى ق د ع اد س ليما م ع‬
‫قرب الوقت‪ ،‬عرف ألول وهلة خطأه أول مرة)(‪)2‬‬
‫أما مسألة القصاص بين موسى عليه الس الم ومل ك الم وت‪ ،‬وكي ف لم يطلب‬
‫المالك القصاص من موسى عليه السالم‪ ،‬فقد أج ابوا عليه ا بق ولهم‪( :‬ومن ق ال‪ :‬إن‬
‫هللا لم يقتص لمل ك الم وت من موس ى‪ ،‬فه ذا دلي ل على جهل ه‪ ،‬ومن أخ بره أن بين‬
‫المالئكة وبين اآلدم يين قص اص؟! ومن ق ال‪ :‬إن مل ك الم وت طلب القص اص من‬
‫موس ى‪ ،‬فلم يقاصص ه هللا من ه‪ ،‬وق د أخبرن ا هللا تع الى أن موس ى قت ل نفس ا‪ ،‬ولم‬
‫يقاصص هللا منه لقتله!)(‪)3‬‬
‫أما القول بأن العين التي فقأها موسى عليه السالم (إنما هي تمثيل وتخييل‪ ،‬ال‬
‫حقيقة لها؛ ألن ما تنتقل المالئكة إليه من الصور ليس على الحقائق‪ ،‬وإنما هو تمثيل‬
‫وتخييل‪ ،‬فالجواب عنه‪ :‬أن هذا يقتض ي أن ك ل ص ورة رآه ا األنبي اء من المالئك ة‬
‫فإنما هي مجرد تمثيل وتخييل ال حقيقة لها‪ ،‬وهذا باطل‪ ،‬فإن النبي ‪ -‬صلى هللا علي ه‬
‫وسلم ‪ -‬قد رأى جبريل على صورته التي خلق عليها سادا عظم خلقه ما بين السماء‬

‫‪ )(1‬توضيح طرق الرشاد‪ ،‬ص‪ 196‬بتصرف‪.‬‬


‫‪ )(2‬األنوار الكاشفة‪ ،‬ص‪..215‬‬
‫‪ )(3‬أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين‪ ،‬ص‪.538‬‬
‫‪105‬‬
‫واألرض)(‪)1‬‬
‫والعجب من العقل الذي يورد أمثال هذه الرواي ات‪ ،‬وي دافع عنه ا جميع ا‪ ،‬ثم‬
‫هو نفسه يروي رواي ات أخ رى تناقض ها‪ ،‬ثم ي أمر عق ول الن اس ب أن تستس لم له ا‬
‫جميعا من غير كيف‪.‬‬
‫ومن تلك الروايات التي تكفي وحدها للرد عليهم ما رواه الشيخان عن عائشة‬
‫قالت‪( :‬كان رس ول هللا ‪ ‬وه و ص حيح يق ول‪ :‬إن ه لم يقبض ن بي ق ط ح تى ي رى‬
‫مقعده في الجنة‪ ،‬ثم يحيا أو يخير‪ .‬فلما اش تكى وحض ره القبض‪ ،‬ورأس ه على فخ ذ‬
‫عائشة‪ ،‬غشي عليه‪ ،‬فلما أفاق ش خص بص ره نح و س قف ال بيت‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬اللهم في‬
‫الرفيق األعلى‪ .‬فقلت‪ :‬إذا ال يجاورنا‪ ،‬فع رفت أن ه حديث ه ال ذي ك ان يح دثنا‪ ،‬وه و‬
‫صحيح)(‪)2‬‬
‫وفي رواية قالت‪ :‬سمعت رسول هللا ‪ ‬يقول‪( :‬ما من ن بي يم رض إال خ ير‬
‫بين الدنيا واآلخ رة‪ .‬وك ان في ش كواه ال ذي قبض في ه أخذت ه بح ة ش ديدة‪ ،‬فس معته‬
‫صدِّيقِينَ َوال ُّشهَدَا ِء َوالصَّالِ ِحينَ َو َحسُنَ‬ ‫يقول‪َ ﴿ :‬م َع الَّ ِذينَ أَ ْن َع َم هَّللا ُ َعلَ ْي ِه ْم ِمنَ النَّبِيِّينَ َوال ِّ‬
‫رفِيقًا﴾ [النساء‪ ،]69 :‬فعلمت أنه خير)(‪)3‬‬ ‫أُولَئِ َ‬
‫ك َ‬
‫المثال الثاني‪ :‬الروايات التي تصور حدته وغضبه‪:‬‬
‫والتي يوهمون أنها تخرجه عم ا تقتض يه األخالق من آداب وض وابط‪ ،‬ومن‬
‫أمثلته ا الرواي ات ال تي تص ور قتل ه للقبطي‪ ،‬م ع أن الق رآن الك ريم لم ي ذكر ه ذا‬
‫ليجرمه‪ ،‬وإنم ا ذك ره لي بين ق وة موس ى علي ه الس الم في نص رة الح ق‪ ..‬وليس في‬
‫النص المق دس م ا ي دل على معاتب ة هللا أو توبيخ ه‪ ..‬وم ا حص ل من موس ى علي ه‬
‫السالم من استغفار شيء طبيعي بالنسبة ألرواح األنبي اء الش فافة ش ديدة الحساس ية‬
‫التي تستغفر في كل حين‪ ،‬ولكل شيء‪ ،‬حتى لو لم يكن معصية‪.‬‬
‫ي‬ ‫ولهذا نرى شيخ األنبي اء نوح ا ً علي ه الس الم يق ول‪َ ﴿:‬ربِّ ا ْغفِ رْ لِي َولِ َوالِ َد َّ‬
‫ت َوال تَ ِز ِد الظَّالِ ِمينَ إِاَّل تَبَ اراً﴾ (ن وح‪:‬‬ ‫َولِ َم ْن َد َخ َل بَ ْيتِ َي ُم ْؤ ِمن ا ً َولِ ْل ُم ْؤ ِمنِينَ َو ْال ُم ْؤ ِمنَ ا ِ‬
‫‪)28‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ي َولِل ُم ؤ ِمنِينَ يَ وْ َم‬ ‫ْ‬
‫ويقتفيه إبراهيم عليه السالم ويقول‪َ ﴿:‬ربَّنَا اغفِرْ لِي َولِ َوالِ َد َّ‬
‫يَقُو ُم ْال ِح َسابُ ﴾ (ابراهيم‪)41:‬‬
‫ص يرُ﴾‬ ‫ك ْال َم ِ‬ ‫ك َربَّنَ ا َوإِلَ ْي َ‬ ‫وعلى أثرهم يقول النبي ‪َ ﴿:‬س ِم ْعنَا َوأَطَ ْعنَ ا ُغ ْف َرانَ َ‬
‫(البقرة‪)285:‬‬
‫ّ‬
‫والمنشأ الوحيد لهذا الطلب مرّة بعد أخرى هو وق وفهم على أن م ا ق اموا ب ه‬ ‫ُ‬
‫من األَعم ال والطاع ات وإن ك انت في ح د ذاته ا بالغ ة ح ّد الكم ال لكن المطل وب‬
‫والمترقّب منهم أكمل وأفضل منه‪.‬‬
‫وه ذا م ا فس ر ب ه منزه ة األنبي اء م ا ورد من ذل ك‪ ،‬فق د أورد الش ريف‬
‫‪ )(1‬أحاديث العقيدة المتوهم إشكالها في الصحيحين‪ ،‬ص‪.538‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ‪ 15 / 8‬ومسلم رقم (‪ )2444‬أحمد (‪)6/274‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ‪ 15 / 8‬ومسلم رقم (‪ )2444‬أحمد (‪)6/274‬‬
‫‪106‬‬
‫المرتضى اإلشكال الذي يورده المخطئة لألنبياء عليهم الص الة والس الم ح ول قت ل‬
‫موسى عليه السالم للقبطي‪ ،‬فقال‪( :‬فإن قيل‪ :‬فما الوجه في قتل موسى علي ه الس الم‬
‫للقبطي وليس يخلو من أن يكون مستحقا للقتل أو غير مستحق‪ ،‬فإن كان مستحقا فال‬
‫الش ْيطَا ِن﴾ [القص ص‪ ]15 :‬وقول ه‪:‬‬ ‫معنى لندمه عليه السالم‪ ،‬وقوله‪﴿ :‬هَ َذا ِم ْن َع َم ِل َّ‬
‫ت نَ ْف ِس ي فَ ا ْغفِرْ لِي﴾ [القص ص‪ ،]16 :‬وإن ك ان غ ير مس تحق فه و‬ ‫﴿ َربِّ إِنِّي ظَلَ ْم ُ‬
‫عاص في قتله‪ ،‬وما بنا حاجة إلى أن نق ول إن القت ل ال يك ون ص غيرة ألنكم تنف ون‬
‫الصغير والكبير من المعاصي عنهم عليهم السالم)(‪)1‬‬
‫ثم أجاب على ذلك بقول ه‪( :‬مم ا يج اب ب ه عن ه ذا الس ؤال إن موس ى علي ه‬
‫السالم لم يعتمد القتل وال أراده‪ ،‬وإنما اجتاز فاستغاث به رجل من شيعته على رجل‬
‫من عدوه بغى عليه وظلمه وقصد إلى قتله‪ ،‬ف أراد موس ى علي ه الس الم أن يخلص ه‬
‫من يده ويدفع عنه مكروهه‪ ،‬فأدى ذلك إلى القتل من غ ير قص د إلي ه‪ ،‬فك ل ألم يق ع‬
‫على سبيل المدافع ة للظ الم من غ ير أن يك ون مقص ودا فه و حس ن غ ير ق بيح وال‬
‫يستحق عليه العوض ب ه‪ ،‬وال ف رق بين أن تك ون المدافع ة من االنس ان عن نفس ه‪،‬‬
‫وبين أن يكون عن غيره في هذا الباب والشرط في األمرين أن يكون الض رر غ ير‬
‫مقصود‪ ،‬وأن يكون القصد كله إلى دفع المكروه والمنع من وقوع الضرر‪ .‬فإن أدى‬
‫ذلك إلى ضرر فهو غير قبيح)(‪)2‬‬
‫وق د رب ط الس بحاني في ال رد على المخطئ ة في ه ذا بين فع ل موس ى علي ه‬
‫السالم والواقع الذي ك ان يعيش ه‪ ،‬ألن للواق ع دورا كب يرا في التمي يز بين الجريم ة‬
‫وغيرها‪ ،‬فقال‪( :‬قب ل توض يح ه ذه النق اط نلفت نظ ر الق ارئ الك ريم إلى بعض م ا‬
‫ك انت الفراعن ة علي ه من األعم ال اإلجرامي ة‪ ،‬ويكفي في ذل ك قول ه س بحانه‪( :‬إِ َّن‬
‫َض ِعفُ طَائِفَ ةً ِم ْنهُ ْم يُ َذبِّ ُح أَ ْبنَ ا َءهُ ْم‬
‫األرض َو َج َع َل أَ ْهلَهَ ا ِش يَعا ً يَ ْست ْ‬
‫ِ‬ ‫فِرْ َع ونَ عَال فِي‬
‫ويَ ْستَحْ ي نِسا َءهُ ْم إِنَّهُ َكانَ ِمنَ ْال ُم ْف ِسدينَ )(‪ ،)1‬ولم يكن فرع ون قائم ا ً به ذه األعم ال‬
‫إالّ بعمالة القبطيين الذين كانوا أعضاده وأنص اره‪ ،‬وفي ظ ل ه ذه المناص رة ملكت‬
‫الفراعنة بني إسرائيل رجاالً ونسا ًء‪ ،‬فاستعبدوهم كما يعرب عن ذلك قوله س بحانه‪:‬‬
‫يل)‪ ..‬وعلى ذلك فقتل واح د من أنص ار‬ ‫َّدت بَنِي إِس َْرائِ َ‬ ‫ي أَ ْن َعب َّ‬
‫(وتِ ْلكَ نِ ْع َمةٌ تَ ُمنُّهَا َعلَ َّ‬
‫َ‬
‫الطغم ة األثيم ة ال تي ذبحت مئ ات ب ل آالف األطف ال من ب ني إس رائيل واس تحيوا‬
‫نساءهم‪ ،‬ال يعد في محكمة العق ل والوج دان عمالً قبيح ا ً غ ير ص حيح‪ ،‬أض ف إلى‬
‫أن القبطي المقتول كان بصدد قتل اإلسرائيلي لو لم يناصره موس ى كم ا يحكي‬ ‫ذلك ّ‬
‫ي ر ّد فع ل؛ ألنّ ه ك ان منتمي ا ً‬ ‫عنه قوله‪( :‬يقتتالن)‪ ،‬ولو قتل ه القبطي لم يكن لفعل ه أ ّ‬
‫للنظام السائد الذي لم يزل يستأصل بني إسرائيل ويريق دماءهم طوال سنين‪ ،‬فك ان‬
‫قتله في نظره من قبيل قتل اإلنسان الشريف أحد عبيده ألجل تخلّفه عن أمره)(‪)3‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك أيضا مما يتعلق بغضبه في الحق‪ ،‬ما فس روا ب ه قول ه‬
‫‪ )(1‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ )(2‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ )(3‬عصمة األنبياء للسبحاني‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪107‬‬
‫ال بِ ْئ َس َما خَ لَ ْفتُ ُم ونِي ِم ْن بَ ْع ِدي‬ ‫َض بَانَ أَ ِس فًا قَ َ‬ ‫﴿ولَ َّما َر َج َع ُمو َسى إِلَى قَوْ ِم ِه غ ْ‬ ‫تعالى‪َ :‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ال ا ْبنَ أ َّم إِ َّن القَ وْ َم‬‫س أ ِخي ِه يَ ُج رُّ هُ إِلَ ْي ِه قَ َ‬ ‫أَع َِج ْلتُ ْم أَ ْم َر َربِّ ُك ْم َوألقَى ا ل َوا َح َوأ َخ َذ بِ َرأ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت بِ َي اأْل َ ْعدَا َء َواَل تَجْ َع ْلنِي َم َع ْالقَ وْ ِم الظَّالِ ِمينَ‬ ‫ا ْستَضْ َعفُونِي َو َكادُوا يَ ْقتُلُونَنِي فَاَل تُ ْش ِم ْ‬
‫ك َوأَ ْنتَ أَرْ َح ُم الرَّا ِح ِمينَ ( ‪﴾)151‬‬ ‫(‪)150‬قَا َل َربِّ ا ْغفِرْ لِي وَأِل َ ِخي َوأَ ْد ِخ ْلنَا فِي َرحْ َمتِ َ‬
‫[األعراف‪]151 ،150 :‬‬
‫فق د رووا أن موس ى علي ه الس الم ألقى األل واح بش دة إلى أن تكس ر س تة‬
‫أسباعها‪ ،‬وق د رووا عن ابن عب اس‪(:‬ص ام موس ى أربعين يوم ا فل ّم ا ألقى األل واح‬
‫فتكسّرت صام مثلها فر ّدت عليه وأعيدت له في لوحين مكان الذي انكسر)(‪)1‬‬
‫م ع أن ه ليس في النص المق دس م ا ي دل على أي ش يء من ذل ك‪ ،‬وق د أورد‬
‫الشريف المرتضى قول المخطئ ة في اس تداللهم به ذا على معاص ي األنبي اء عليهم‬
‫السالم‪ ،‬فقال ـ م وردا ش بهتهم بص يغة تس اؤل ـ (م ا وج ه قول ه تع الى حكاي ة عن‬
‫ال ا ْبنَ أُ َّم إِ َّن ْالقَ وْ َم‬
‫س أَ ِخي ِه يَجُرُّ هُ إِلَ ْي ِه قَ َ‬ ‫ْ‬
‫اح َوأَخَ َذ بِ َرأ ِ‬ ‫موسى عليه السالم‪َ ﴿ :‬وأَ ْلقَى اأْل َ ْل َو َ‬
‫ت بِ َي اأْل َ ْعدَا َء َواَل تَجْ َع ْلنِي َم َع ْالقَوْ ِم الظَّالِ ِمينَ ﴾‬ ‫ا ْستَضْ َعفُونِي َو َكادُوا يَ ْقتُلُونَنِي فَاَل تُ ْش ِم ْ‬
‫[األعراف‪ ]150 :‬أوليس ظاهر هذه اآلية يدل على أن هارون علي ه الس الم أح دث‬
‫ما أوجب إيقاع ذلك الفعل منه؟ وبعد فما االعتذار لموسى عليه السالم من ذلك وهو‬
‫فعل السخفاء والمتسرعين وليس من عادة الحكماء المتماسكين؟)(‪)2‬‬
‫ثم أجاب على هذه الشبهة بقوله‪( :‬ليس فيما حك اه هللا تع الى من فع ل موس ى‬
‫وأخيه عليهما السالم ما يقتضي وقوع معصية وال قبيح من واح د منهم ا‪ ،‬وذل ك أن‬
‫موسى عليه السالم أقبل وهو غضبان على قومه لم ا أح دثوا بع ده مس تعظما لفعلهم‬
‫مفكرا منكرا ما كان منهم‪ ،‬فأخذ برأس أخيه وجره إليه كما يفعل االنسان بنفسه مثل‬
‫ذلك عند الغضب وشدة الفك ر‪ .‬أال ت رى أن المفك ر الغض بان ق د يعض على ش فيته‬
‫ويفتل أصابعه ويقبض على لحيته؟ فأجرى موسى عليه السالم أخاه هارون مج رى‬
‫نفسه‪ ،‬ألنه كان أخاه وش ريكه وحريم ه‪ ..‬وأم ا قول ه‪ :‬ال تأخ ذ بلحي تي وال برأس ي‪،‬‬
‫فليس يدل على أنه وقع على سبيل االستخفاف‪ ،‬بل ال يمتنع أن يك ون ه ارون علي ه‬
‫السالم خاف من أن يتوهم بنو إسرائيل لسوء ظنهم أنه منكر عليه معاتب له‪ ..‬وق ال‬
‫ق وم إن موس ى علي ه الس الم لم ا ج رى من قوم ه من بع ده م ا ج رى اش تد حزن ه‬
‫وجزعه‪ ،‬ورأى من أخيه هارون عليه السالم مثل ما كان علي ه من الج زع والقل ق‪،‬‬
‫أخذ برأسه إليه متوجعا له مسكنا له‪ ،‬كم ا يفع ل أح دنا بمن تنال ه المص يبة العظيم ة‬
‫فيجزع لها ويقلق منها)(‪)3‬‬

‫َس ْفنَا بِ ِه َوبِ د ِ‬


‫َار ِه‬ ‫ومن األمثلة المتعلقة بهذا م ا رووه تفس ير قول ه تع الى‪﴿ :‬فَخ َ‬
‫َص ِرينَ ﴾‬ ‫ُون هَّللا ِ َو َم ا َك انَ ِمنَ ْال ُم ْنت ِ‬ ‫ص رُونَهُ ِم ْن د ِ‬ ‫اأْل َرْ َ‬
‫ض فَ َم ا َك انَ لَ هُ ِم ْن فِئَ ٍة يَ ْن ُ‬
‫[القصص‪ ،]81 :‬فمع أن اآلية واضحة في أن هللا تعالى ه و ال ذي خس ف بق ارون‪،‬‬
‫‪ )(1‬الكشف والبيان عن تفسير القرآن (‪)287 /4‬‬
‫‪ )(2‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ )(3‬تنزيه األنبياء‪ ،‬ص‪.118‬‬
‫‪108‬‬
‫وهو الذي عاقبه بذلك إال أن السلفية يروون بأن موسى عليه الس الم ه و ال ذي فع ل‬
‫ذلك‪ ،‬وأنه كان قاسيا في عقابة لقارون‪ ،‬وأن هللا عاتبه على تلك القسوة‪.‬‬
‫فقد رووا عن عن ابن عب اس‪ ،‬ق ال‪( :‬لم ا ن زلت الزك اة أتى ق ارون موس ى‪،‬‬
‫فصالحه على كل ألف دينار دينارا‪ ،‬وكل ألف شيء ش يئا‪ ،‬أو ق ال‪ :‬وك ل أل ف ش اة‬
‫شاة [الطبري يشك] ق ال‪ :‬ثم أتى بيت ه فحس به فوج ده كث يرا‪ ،‬فجم ع ب ني إس رائيل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا بني إسرائيل‪ ،‬إن موسى قد أمركم بكل شيء فأطعتموه‪ ،‬وه و اآلن يري د أن‬
‫يأخذ من أموالكم‪ ،‬فقالوا‪ :‬أنت كبيرنا وأنت سيدنا‪ ،‬فمرنا بما شئت‪ ،‬فق ال‪ :‬آم ركم أن‬
‫تجيئوا بفالنة البغي‪ ،‬فتجعلوا لها جعال فتقذفه بنفسها‪ ،‬فدعوها فجع ل له ا جعال على‬
‫أن تقذفه بنفسها‪ ،‬ثم أتى موسى‪ ،‬فقال لموسى‪ :‬إن بني إسرائيل قد اجتمع وا لت أمرهم‬
‫ولتنهاهم‪ ،‬فخرج إليهم وهم في براح من األرض‪ ،‬فقال‪ :‬يا ب ني إس رائيل من س رق‬
‫قطعنا يده‪ ،‬ومن اف ترى جل دناه‪ ،‬ومن زنى وليس ل ه ام رأة جل دناه مائ ة‪ ،‬ومن زنى‬
‫وله ام رأة جل دناه ح تى يم وت‪ ،‬أو رجمن اه ح تى يم وت [الط بري يش ك] فق ال ل ه‬
‫قارون‪ :‬وإن كنت أنت؟ قال‪ :‬وإن كنت أن ا‪ ،‬ق ال‪ :‬ف إن ب ني إس رائيل يزعم ون أن ك‬
‫فجرت بفالنة‪ .‬قال‪ :‬ادعوها‪ ،‬فإن قالت‪ ،‬فهو كما قالت؛ فلما جاءت ق ال له ا موس ى‪:‬‬
‫يا فالنة‪ ،‬قالت‪ :‬يا لبيك‪ ،‬قال‪ :‬أنا فعلت بك ما يقول ه ؤالء؟ ق الت‪ :‬ال وك ذبوا‪ ،‬ولكن‬
‫جعلوا لي جعال على أن أقذفك بنفسي‪ ،‬فوثب‪ ،‬فسجد وهو بينهم‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬مر‬
‫األرض بما شئت‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا أرض خ ذيهم! فأخ ذتهم إلى أق دامهم‪ .‬ثم ق ال‪ :‬ي ا أرض‬
‫خذيهم‪ ،‬فأخذتهم إلى ركبهم‪ .‬ثم قال‪ :‬يا أرض خذيهم‪ ،‬فأخذتهم إلى حقيهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا‬
‫أرض خذيهم‪ ،‬فأخ ذتهم إلى أعن اقهم؛ ق ال‪ :‬فجعل وا يقول ون‪ :‬ي ا موس ى ي ا موس ى‪،‬‬
‫ويتضرعون إليه‪ .‬قال‪ :‬يا أرض خذيهم‪ ،‬فانطبقت عليهم‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬يا موسى‪،‬‬
‫يقول لك عبادي‪ :‬يا موسى‪ ،‬يا موس ى فال ت رحمهم؟ أم ا ل و إي اي دع وا‪ ،‬لوج دوني‬
‫قريبا مجيبا)(‪)1‬‬
‫ومن األمثل ة المتعلق ة به ذا م ا رووه عن عن أبي هري رة أن رس ول هللا ‪‬‬
‫قال‪( :‬نزل نبي من األنبياء(‪)2‬تحت ش جرة فلد َغ ْت هُ نمل ةٌ‪ ،‬ف أمر بجه ازه ف أُخرج من‬
‫تحتها‪ ،‬ثم أمر ببيتها فأُحرق بالنار‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬فهال نملةٌ واحدة؟)(‪)3‬وفي رواية‬
‫لمسلم‪( :‬فأوحى هللا إليه أفي أن قرصتك نملة أهلكت أمة من األمم تسبح؟)‬
‫وه ذه رواي ة خط يرة ال تتواف ق أب دا م ع رحم ة األنبي اء ولطفهم وأخالقهم‬
‫العالية‪ ..‬وقد ذكر القرآن الكريم ذلك التواضع الذي تواضع به س ليمان علي ه الس الم‬
‫أمام النملة‪ ،‬وما كان لموسى علي ه الس الم أن يختل ف عن س ليمان علي ه الس الم في‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ح ـ ما ورد حول يحي عليه السالم‪:‬‬
‫‪ )(1‬تفسير الطبري (‪)629 /19‬‬
‫‪ )(2‬روى الحكيم الترم ذي في الن وادر أن ه موس ى علي ه الس الم وب ذلك ج زم الكالب اذي في مع اني األخب ار‬
‫والقرطبي في التفسير‪ ،‬انظر‪ :‬فتح الباري البن حجر (‪)358 /6‬‬
‫‪ )(3‬أحمد (‪ )2/402‬والبخاري (‪ )4/75‬ومسلم (‪)7/43‬‬
‫‪109‬‬
‫ومن تلك الروايات ما رووه عن ابن عباس قال‪( :‬كنت في حلق ة في المس جد‬
‫نتذاكر فضائل األنبياء أيهم أفضل‪ ،‬فذكرنا نوحا وطول عبادته ربه‪ ،‬وذكرنا إبراهيم‬
‫خليل الرحمن‪ ،‬وذكرنا موسى مكلم هللا‪ ،‬وذكرنا عيسى بن مريم‪ ،‬وذكرنا رسول هللا‬
‫‪ ،‬فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا رسول هللا ‪ ،‬فقال‪( :‬ما تذكرون بينكم؟)‪ ،‬قلن ا‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬ذكرنا فضائل األنبياء أيهم أفضل‪ ،‬فذكرنا نوحا وط ول عبادت ه رب ه‪،‬‬
‫وذكرنا إبراهيم خليل الرحمن‪ ،‬وذكرن ا موس ى مكلم هللا‪ ،‬وذكرن ا عيس ى بن م ريم‪،‬‬
‫وذكرناك يا رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬فمن فضلتم؟)‪ ،‬فقلنا‪ :‬فضلناك يا رسول هللا‪ ،‬بعث ك هللا‬
‫إلى الناس كافة‪ ،‬وغفر لك ما تق دم من ذنب ك وم ا ت أخر‪ ،‬وأنت خ اتم األنبي اء‪ .‬فق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬ما ينبغي أن يكون أحد خيرا من يحيى بن زكريا)‪ ،‬قلن ا‪ :‬ي ا رس ول‬
‫هللا‪ ،‬وكيف ذاك؟ قال‪( :‬ألم تسمعوا كيف نعته في الق رآن ﴿يَ ايَحْ يَى ُخ ِذ ْال ِكتَ َ‬
‫اب بِقُ َّو ٍة‬
‫صبِيًّا (‪َ )12‬و َحنَانًا ِم ْن لَ ُدنَّا َوزَ َكاةً َو َكانَ تَقِيًّا (‪َ )13‬وبَ ًّرا بِ َوالِ َد ْي ِه َولَ ْم يَ ُك ْن‬ ‫َوآتَ ْينَاهُ ْال ُح ْك َم َ‬
‫ث َحيًّ ا (‪[ ﴾)15‬م ريم‪:‬‬ ‫وت َويَوْ َم يُ ْب َع ُ‬‫صيًّا (‪َ )14‬و َساَل ٌم َعلَ ْي ِه يَوْ َم ُولِ َد َويَوْ َم يَ ُم ُ‬ ‫َجبَّارًا َع ِ‬
‫الص الِ ِحينَ ﴾ [آل‬ ‫َّ‬ ‫ص ورًا َونَبِيًّ ا ِمنَ‬ ‫ص ِّدقًا بِ َكلِ َم ٍة ِمنَ هَّللا ِ َو َس يِّدًا َو َح ُ‬ ‫‪ُ ﴿ ]15 - 12‬م َ‬
‫عمران‪ ]39 :‬لم يعمل سيئة ولم يهم بها)(‪)1‬‬
‫ورووا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من أحد من ولد آدم إال قد أخط أ‪ ،‬أو‬
‫هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا)(‪)2‬‬
‫ورووا عن عب د هللا بن عم رو ق ال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ال ينبغي ألح د أن‬
‫يقول‪ :‬أنا خير من يحيى بن زكريا‪ ،‬ما هم بخطيئة‪ ،‬وال عملها)(‪)3‬‬
‫ورووا عن أبي هريرة قال‪ :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ك ل ب ني آدم يلقى هللا ي وم‬
‫القيامة بذنب‪ ،‬وقد يعذب ه علي ه إن ش اء أو يرحم ه‪ ،‬إال يح يى بن زكري ا‪ ،‬فإن ه ك ان‬
‫﴿ َسيِّدًا َو َحصُورًا َونَبِيًّا ِمنَ الصَّالِ ِحينَ ﴾ [آل عمران‪ .]39 :‬وأهوى النبي ‪ ‬إلى قذاة‬
‫من األرض فأخذها وقال‪( :‬ذكره مثل هذه القذاة)(‪)4‬‬
‫وغيره ا من الرواي ات المس يئة لرس ول هللا ‪ ،‬والمس يئة مع ه ليحي علي ه‬
‫السالم‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه البزار والطبراني‪ ،‬انظر‪:‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪)209 /8‬‬


‫‪ )(2‬أحمد [‪ ،]292 ،254 /1‬وأبو يعلى [ ‪ ،]418 /4‬برقم [‪ ]2544‬والحاكم في المستدرك [‪ ،]591 /2‬والحديث‬
‫سكت عنه الحاكم وقال الذهبي‪ :‬إسناده جيد‪.‬‬
‫‪ )(3‬رواه البزار‪ ،‬انظر‪ :‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪)209 /8‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني في األوسط‪ ،‬انظر‪ :‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪)209 /8‬‬
‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫األحاديث واآلثار الواردة حول الهدي المقدس‬
‫على عكس التشدد ال ذي اس تعملناه في الفص ل الس ابق‪ ،‬الرتباط ه باألح داث‬
‫التاريخية التي تحتاج إلى أدلة أقوى‪ ،‬وأكثر ثبوتا‪ ،‬وال تتنافى مع ما يقرره الت اريخ؛‬
‫فإننا في هذا الفصل نتساهل كثيرا‪ ،‬ألننا لن نعتمد المنهج الت اريخي المتش دد‪ ،‬وإنم ا‬
‫نراعي موافقة النصوص للقيم العقدية واألخالقية التي ورد بها القرآن الكريم‪.‬‬
‫وذلك العتقادنا أن األديان جميعا تحمل معان واحدة‪ ،‬وج اءت بقيم مش تركة‪،‬‬
‫واالختالف بينها ال يعدو بعض الفروع البسيطة‪.‬‬
‫ولذلك لم نر حرجا في قبول أي رواية ـ ح ديثا ك انت أو أث را ـ ت ذكر وحي ا‬
‫إليها لنبي من األنبياء ـ سواء سمي اسمه أم لم يس م ـ م ا دام ذل ك ال وحي في إط ار‬
‫المعاني والقيم التي جاء بها القرآن الكريم‪.‬‬
‫وال يهمنا إن كان ذلك ال وحي ورد في الكتب المقدس ة أو لم ي رد؛ ف وحي هللا‬
‫ألنبيائه أعظم وأكثر من أن يحصر في تلك المصادر‪.‬‬
‫بل إننا لم نر حرجا في قبول بعض النصوص التي تذكر مفردات أو عبارات‬
‫قرآني ة وردت في ال وحي اإللهي لس ائر األنبي اء عليهم الس الم‪ ،‬ألن الق رآن الك ريم‬
‫اس َم َربِّ ِه‬ ‫يش ير إلى بعض ذل ك في قول ه تع الى‪ ﴿ :‬قَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن تَ زَ َّكى (‪َ )14‬و َذ َك َر ْ‬
‫)واآْل ِخ َرةُ خَ ْي ٌر َوأَ ْبقَى (‪)17‬إِ َّن هَ َذا لَفِي‬ ‫صلَّى (‪)15‬بَلْ تُ ْؤثِرُونَ ْال َحيَ اةَ ال ُّد ْنيَا (‪َ 16‬‬ ‫فَ َ‬
‫ُف إِب َْرا ِهي َم َو ُمو َسى ﴾ [األعلى‪ 14 :‬ـ ‪]19‬‬ ‫صح ِ‬ ‫ُف اأْل ُولَى (‪ُ )18‬‬ ‫الصُّ ح ِ‬
‫وس ى (‬ ‫ُف ُم َ‬ ‫ص ح ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ومثل ه م ا ورد في قول ه تع الى‪ ﴿ :‬أ ْم ل ْم يُنَبَّأ بِ َم ا فِي ُ‬
‫ْ‬
‫ْس لِ ِ ن َس ا ِن‬ ‫إْل‬ ‫از َرةٌ ِو ْز َر أُ ْخ َرى (‪َ )38‬وأ ْن لي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫)وإِ ْب َرا ِهي َم الَّ ِذي َوفَّى (‪)37‬أَاَّل تَ ِز ُر َو ِ‬ ‫‪َ 36‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫)وأ َّن َس ْعيَهُ َسوْ فَ ي َُرى (‪)40‬ث َّم يُجْ زَ اهُ ال َجزَ ا َء ا وْ فى ﴾ [النجم‪36 :‬‬ ‫َ‬ ‫إِاَّل َما َس َعى (‪َ 39‬‬
‫ـ ‪]41‬‬
‫فاآليات الكريمة تشير إلى أن المعاني المذكورة في السورة ذك رت قب ل ذل ك‬
‫في ص حف إب راهيم وموس ى عليهم ا الس الم‪ ..‬وطبع ا ذل ك ال يع ني كونه ا بنفس‬
‫الصيغة‪ ،‬وإنما بالمعاني التي وردت بها‪.‬‬
‫وبناء على ه ذا‪ ،‬وبن اء على ك ون أك ثر الرواي ات مرتبط ة باله دي المق دس‬
‫لثالثة أنبياء وردت اإلشارة إلى كتبهم في القرآن الكريم‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫‪ .1‬موسى عليه السالم‪ :‬الذي آتاه هللا الصحف والتوراة‪ ،‬كما قال تع الى‪ ﴿ :‬إِنَّا‬
‫أَ ْن َز ْلنَا التَّوْ َراةَ فِيهَا هُدًى َونُو ٌر يَحْ ُك ُم بِهَا النَّبِيُّونَ الَّ ِذينَ أَ ْسلَ ُموا لِلَّ ِذينَ هَادُوا َوال َّربَّانِيُّونَ‬
‫ب هَّللا ِ َو َكانُوا َعلَ ْي ِه ُشهَدَا َء ﴾ [المائدة‪]44 :‬‬ ‫َواأْل َحْ بَا ُر بِ َما ا ْستُحْ فِظُوا ِم ْن ِكتَا ِ‬
‫‪ .2‬داود عليه السالم‪ :‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬وآتَ ْينَا دَا ُو َد زَ بُ ورًا ﴾ [اإلس راء‪،]55 :‬‬
‫‪111‬‬
‫الص الِحُونَ (‬ ‫ي َّ‬ ‫ُور ِم ْن بَ ْع ِد ال ِّذ ْك ِر أَ َّن اأْل َرْ َ‬
‫ض يَ ِرثُهَ ا ِعبَ ا ِد َ‬ ‫وقال‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد َكتَ ْبنَا فِي ال َّزب ِ‬
‫‪)105‬إِ َّن فِي هَ َذا لَبَاَل ًغا لِقَوْ ٍم عَابِ ِدينَ ﴾ [األنبياء‪]106 ،105 :‬‬
‫ً‬
‫ص ِّدقا لِ َما بَ ْينَ‬ ‫‪ .3‬المسيح عليه السالم‪َ ﴿ :‬وقَفَّ ْينَا َعلَى آثَ ِ‬
‫ار ِه ْم بِ ِعي َسى اب ِْن َمرْ يَ َم ُم َ‬
‫يَ َد ْي ِه ِمنَ التَّوْ َرا ِة َوآتَ ْينَاهُ اإْل ِ ْن ِجي َل فِي ِه هُدًى َونُو ٌر ﴾ [المائدة‪]46 :‬‬
‫فقد خصصنا الهدي المقدس لهؤالء األنبياء بعناوين خاص ة‪ ،‬ميزن ا فيه ا بين‬
‫ما ورد في األحاديث المرفوع ة إلى رس ول هللا ‪ ‬أو الموقوف ة على أئم ة اله دى‪،‬‬
‫وغيرها من اآلثار‪.‬‬
‫ثم خصصنا بعدها مبحثا خاصا بسائر األنبياء عليهم السالم لقل ة م ا ورد عن‬
‫الهدي المقدس المرتبط بهم‪.‬‬
‫ثم خصصنا مبحثا خاصا لحكماء اختالف في نبوتهم‪ ،‬وهما الخض ر ولقم ان‬
‫عليهما السالم‪ ،‬لالختالف الوارد في شأن نبوتهم ا‪ ،‬ولكونهم ا ذك را ب احترام عظيم‬
‫في القرآن الكريم‪ ..‬ولذلك اعتبرنا هديهما ـ حتى لو لم يصنفا ض من األنبي اء ـ مث ل‬
‫هدي سائر األنبياء عليهم السالم‪.‬‬
‫ثم ختمنا هذه المباحث جميع ا بمبحث قص ير ح ول بعض األح اديث ال واردة‬
‫في أتباع األنبياء عليهم السالم‪ ،‬مثل مريم وآسية امرأة فرعون ومؤمن آل فرعون‪..‬‬
‫وغيرهم‪.‬‬
‫ونحب أن ننب ه إلى أن ا قس منا ك ل مبحث من مب احث ه ذا الفص ل ـ بحس ب‬
‫مصدره ـ إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث الموافقة للقرآن الكريم‪ ،‬سواء رفعت إلى رس ول هللا‬
‫‪ ،‬أو كانت موقوفة على أئمة الهدى‪ ،‬باعتبارها جميعا من المرفوعات‪ ،‬كم ا نص‬
‫األئمة على ذلك في أحاديثهم الكثيرة‪.‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار الموافقة للقرآن الكريم‪ ،‬والتي قبلناها ـ م ع ع دم رفعه ا‬
‫وعدم وضع أرقام األح اديث عليه ا ـ ألج ل معانيه ا الص حيحة‪ ،‬ح تى ل و ص يغت‬
‫أحيانا صياغة ركيكة‪ ..‬وذلك ألنا رأينا تأثيرها وسالمة المعاني الواردة بها‪ ،‬ومعظم‬
‫هذه اآلثار مما ورد في المصادر السنية‪ ،‬ثم نقل بعدها إلى المصادر الشيعية‪ ،‬وله ذا‬
‫نجد نفس األثر في كال المصدرين‪ ،‬وقلما نجد انفراد أحدهما بأثر من اآلثار‪.‬‬
‫وننب ه ك ذلك إلى أنن ا قمن ا بالتص رف في بعض األح اديث بح ذف بعض‬
‫الكلمات‪ ،‬أو استبدالها بغيرها‪ ،‬وخاصة ما دل على التجس يم والتش بيه ونح وه‪ ،‬بن اء‬
‫على المعايير التي ذكرناها في مقدمة هذه السلسلة‪.‬‬
‫أوال ـ الهدى المقدس لموسى عليه السالم‪:‬‬
‫بن اء على المكان ة الخاص ة ال تي ت وفرت لموس ى علي ه الس الم في الق رآن‬
‫الكريم؛ فإن ا نج د اهتم ام كتب التفس ير والح ديث بإض افة الكث ير من المع اني ال تي‬
‫وردت في حقه عبر ما وصلهم من روايات وأحاديث‪.‬‬
‫وقد حاولن ا هن ا أن ننتقي منه ا م ا ن راه مقب وال موافق ا للق رآن الك ريم بغض‬
‫‪112‬‬
‫النظر عن مدى صحة ما أوردوه‪ ،‬وهل هو حقا وحي أوحي لموس ى علي ه الس الم‪،‬‬
‫أو لم يوح إليه بتلك الص يغة‪ ،‬وذل ك ألن اله دف ه و المع اني بح د ذاته ا‪ ،‬وهي من‬
‫المتفق عليها‪.‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث المقبولة‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]191 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ق ال هللا ع ز وج ّل لموس ى‪ :‬ي ا موس ى!‬
‫ّ‬
‫أوالهن‪ :‬ما دمت ال ترى ذنوب ك تغف ر‪ ،‬فال تش تغل‬ ‫احفظ وصيّتي لك بأربعة أشياء‪:‬‬
‫بعيوب غيرك والثّانية‪ :‬ما دمت ال ترى كن وزي ق د نف دت‪ ،‬فال تغت ّم بس بب رزق ك‪،‬‬
‫والثّالثة‪ :‬ما دمت ال ترى زوال ملكي‪ ،‬فال ترج أحدا غ يري‪ ،‬والرّابع ة‪ :‬م ا دمت ال‬
‫ترى ال ّشيطان ميتا‪ ،‬فال تأمن مكره)‬
‫[الحديث‪ ]192 :‬قال اإلمام السجّاد‪( :‬م ّر موسى برجل‪ ،‬وهو رافع يده ي دعو‬
‫فغاب في حاجته سبعة أيام‪ ،‬ثم رجع إليه وهو رافع يده إلى السماء ي دعو‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا‬
‫ربّ ‪ :‬هذا عبدك‪ ،‬رافع يديه إليك‪ ،‬يسألك حاجة‪ ،‬ويسألك المغفرة من ذ س بعة أي ام‪ ،‬ال‬
‫تستجيب له‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬يا موسى! لو دعاني حتّى تسقط ي داه‪ ،‬أو تنقط ع ي داه‪،‬‬
‫أو ينقطع لسانه لم أستجب له‪ ..‬حتّى يأتيني من الباب الّذي أمرته)(‪)1‬‬
‫الس الم‪ :‬ي ا رب! من‬‫[الحديث‪ ]193 :‬قال اإلمام السجّاد‪( :‬قال موسى علي ه ّ‬
‫أهلك‪ ،‬الذي تظلهم في ظل عرشك‪ ،‬ي وم ال ظ ل إال ظ ل عرش ك؟ ق ال‪ :‬ي ا موس ى!‬
‫الطّاهرة قلوبهم‪ ،‬والبريئة أيديهم‪ ..‬الّذين يذكرون جاللي ذكر آبائهم‪ ..‬الّ ذين يكتف ون‬
‫الص غير ب اللّبن‪ ..‬ال ذين ي أوون إلى مس اجدي كم ا ت أوي‬
‫بطاعتي كم ا يكتفي الول د ّ‬
‫النسور إلى أوكارها‪ ..‬الّذين يغضبون لمحارمي ـ إذا استحلّت ـ مثل النّمر إذا ح رد)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]194 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان فيما ناجى هللا به موس ى أن ق ال‪ :‬ي ا‬
‫موسى! أكرم السّائل ببذل يسير‪ ،‬أو بر ّد جميل‪ ..‬ألنّه يأتيك من ليس بإنس وال ّ‬
‫جان‪،‬‬
‫بل مالئكة من مالئكة الرّحمان‪ ..‬يبلونك فيما خوّلتك‪ ،‬ويسألونك م ّما نوّلتك‪ ..‬ف انظر‬
‫كيف أنت صانع يا ابن عمران)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]195 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬ن اجى موس ى ربّ ه فق ال‪ :‬ي ا ربّ ! من‬
‫لألطفال الص غار؟ فق ال هللا تع الى‪ :‬أم ا ترض اني لهم رازق ا وكفيال؟‪ .‬ق ال‪ :‬بلى ي ا‬
‫رب! فنعم الوكيل أنت‪ ،‬ونعم الكفيل!)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]196 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن فيما ناجى هللا به موسى عليه ّ‬
‫الس الم‪،‬‬
‫أن قال‪ :‬يا رب! هذا السامري ص نع العج ل‪ ،‬الخ وار من ص نعه؟ ف أوحى هللا إلي ه‪:‬‬

‫‪ )(1‬المحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/87 :‬‬


‫‪ )(2‬المحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/331 :‬‬
‫‪ )(3‬إرشاد القلوب‪ ،‬والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/191 :‬‬
‫‪ )(4‬األمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/49 :‬‬
‫‪113‬‬
‫عنها)(‪)1‬‬
‫تلك من فتنتي‪ ،‬فال تفحص‬
‫[الحــديث‪ ]197 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬مكت وب في الت وراة ال تي لم تغيّ ر‪ :‬إن‬
‫موسى سأل ربه فقال‪ :‬يا رب! أقريب فأناجيك أم بعيد فأناديك؟ فأوحى هللا ع ّز وج ّل‬
‫إليه‪ :‬يا موسى! أنا جليس من ذكرني‪ ،‬فقال موسى‪ :‬فمن في س ترك ي وم ال س تر إال‬
‫س ترك؟ ق ال‪ :‬الّ ذين ي ذكرونني ف أذكرهم‪ ،‬ويتح ابّون ف ّي ف أحبّهم‪ ..‬أولئ ك الّ ذين إن‬
‫أردت أن أصيب أهل األرض بسوء ذكرتهم‪ ،‬فدفعت عنهم بهم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]198 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬فيما ناجى هللا به موسى بن عمران علي ه‬
‫السّالم‪ :‬ي ا موس ى! أكتم س رّي في س ريرتك‪ ..‬وأظه ر في عالنيت ك الم داراة عنّي‪،‬‬
‫لعدوّي وعدوّك من خلقي‪ ..‬وال تستس بّ لي عن دهم بإظه ار مكت وم س رّي‪ ،‬فتش رك‬
‫عدوّك وعدوّي في سبّي)(‪)3‬‬

‫[الحــديث‪ ]199 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬ق ال موس ى‪ :‬ي ا رب! أوص ني‪ .‬ق ال‪:‬‬
‫أوصيك بك ـ ثالث مرات ـ قال‪ :‬يا رب! أوصني‪ .‬قال‪ :‬أوصيك بأ ّمك‪ ،‬قال‪ :‬يا رب!‬
‫أوصني‪ .‬قال‪ :‬أوصيك بأبيك‪ ،‬فكان يقال لذلك‪ :‬إن لألم ثلثي البّر‪ ،‬ولألب الثلث)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]200 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬في التوراة مكت وب فيم ا ن اجى هللا ع ز‬
‫وجل به موسى بن عمران عليه السالم‪ :‬يا موسى‪ ،‬خفني في سر أمرك أحفظ ك من‬
‫وراء عورتك‪ ،‬واذكرني في خلواتك وعند سرور لذاتك أذكرك عند غفالتك‪ ،‬واملك‬
‫غضبك عمن ملكتك عليه أك ف عن ك غض بي‪ ،‬واكتم مكن ون س ري في س ريرتك‪،‬‬
‫وأظه ر في عالنيت ك الم داراة ع ني لع دوي وع دوك من خلقي‪ ،‬وال تستس ب أي‬
‫تعرض للسب لي عندهم بإظهارك مكنون سري‪ ،‬فتشرك عدوك وعدوي في س بي)‬
‫(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]201 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬ش كا موس ى إلى رب ه الج وع في ثالث ة‬
‫صبًا﴾ [الكهف‪ ﴿ ،]62 :‬اَل تَّ ْ‬
‫خَذتَ َعلَ ْي ِه‬ ‫مواضع‪﴿ :‬آتِنَا َغدَا َءنَا لَقَ ْد لَقِينَا ِم ْن َسفَ ِرنَا هَ َذا نَ َ‬
‫خيْر فَقِيرٌ﴾ [القصص‪)6()]24 :‬‬
‫ي ِم ْن َ ٍ‬‫أَجْ رًا﴾ [الكهف‪َ ﴿ ،]77 :‬ربِّ إِنِّي لِ َما أَ ْنزَ ْلتَ إِلَ َّ‬
‫[الحديث‪ ]202 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬قال موسى بن عمران عليه السالم‪ :‬ي ا‬
‫رب‪ ..‬أوصني‪ ،‬قال‪ :‬أوصيك بي‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب أوصني‪ ..‬قال‪ :‬أوصيك بي ـ ثالث ا ـ‬
‫فقال‪ :‬يا رب أوصني‪ ..‬قال‪( :‬أوصيك بأمك‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا رب أوص ني‪ ..‬ق ال‪ :‬أوص يك‬
‫بأمك‪ ،‬قال‪ :‬أوصني‪ ..‬قال‪ :‬أوصيك بأبيك‪ ،‬قال‪ :‬فكان يق ال ألج ل ذل ك‪ :‬إن لألم ثلث ا‬
‫البر‪ ،‬ولألب الثلث)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]203 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬إن في الت وراة مكتوب ا‪ :‬ي ا موس ى إني‬
‫‪ )(1‬المحاسن‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/128 :‬‬
‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/140 :‬‬
‫‪ )(3‬المجالس والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/170 :‬‬
‫‪ )(4‬األمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/184 :‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/329 :‬وأمالي الصدوق ص‪.153‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/309 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/331 :‬وأمالي الصدوق ص‪.305‬‬
‫‪114‬‬
‫خلقتك واصطنعتك وقويتك وأمرتك بط اعتي ونهيت ك عن معص يتي‪ ،‬ف إن أطعت ني‬
‫أعنتك على طاعتي‪ ،‬وإن عص يتني لم أعن ك على معص يتي‪ ،‬ي ا موس ى ولي المن ة‬
‫عليك في طاعتك لي‪ ،‬ولي الحجة عليك في معصيتك لي)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]204 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان فيما ناجى هللا به موسى عليه السالم‬
‫على الطور أن‪ :‬يا موسى‪ ،‬أبلغ قومك أنه ما يتقرب إلي المتقرب ون بمث ل البك اء من‬
‫خشيتي‪ ،‬وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي‪ ،‬وما تزين لي الم تزينون‬
‫بمثل الزهد في الدنيا عما بهم الغنى عنه)‪ ،‬فقال موسى‪( :‬يا أك رم األك رمين‪ ..‬فم اذا‬
‫أثبتهم على ذلك؟)‪ ..‬فقال‪( :‬يا موسى‪ ،‬أما المتقربون إل ّي بالبكاء من خشيتي‪ ،‬فهم في‬
‫الرفيق األعلى ال يشركهم فيه أحد‪ ..‬وأما المتعبدون لي بالورع عن محارمي‪ ،‬ف إني‬
‫أفتش الناس عن أعمالهم‪ ،‬وال أفتش هم حي اء منهم‪ ..‬وأم ا المتقرب ون إلي بالزه د في‬
‫الدنيا‪ ،‬فإني أبيحهم الجنة بحذافيرها يتبوأون منها حيث يشاؤون)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]205 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬أوحى هللا تعالى إلى موسى عليه السالم‪:‬‬
‫أحببني وحببّني إلى خلقي)‪ ،‬قال موسى‪( :‬يا رب‪ ..‬إنك لتعلم أن ه ليس أح د أحب إل ّي‬
‫منك‪ ،‬فكيف لي بقلوب العباد؟)‪ ..‬فأوحى هللا إليه‪( :‬ف ذ ّكرهم نعم تي وآالئي‪ ،‬ف إنهم ال‬
‫يذكرون مني إال خيرا)‪ ،‬فقال موسى‪( :‬يا رب‪ ،‬رضيت بم ا قض يتَ ‪ ،‬ت ُميت الكب ير‪،‬‬
‫وتبُقي األوالد الصغار)‪ ،‬فأوحى هللا إلي ه‪( :‬أم ا ترض ى بي رازق ا وكفيال؟)‪ ..‬فق ال‪:‬‬
‫(بلى يا رب‪ ..‬نعْم الوكيل ونعْم الكفيل)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]206 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬قال موسى عليه السالم لربه‪ :‬أي عبادك‬
‫أبغض إليك؟‪ ..‬قال‪ :‬جيفة بالليل‪ ،‬بطال بالنهار)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]207 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن موسى بن عمران عليه الس الم حبس‬
‫عنه الوحي ثالثين صباحا‪ ،‬فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا‪ ،‬فقال‪ :‬ي ا رب‪ ،‬لم‬
‫حبس ت ع ني وحي ك وكالم ك‪ ،‬أل ذنب أذنبت ه؟‪ ..‬فه ا أن ا بين ي ديك ف اقتص لنفس ك‬
‫رضاها‪ ،‬وإن كنت إنما حبست ع ني وحي ك وكالم ك ل ذنوب ب ني إس رائيل فعف وك‬
‫القديم‪ ،‬فأوحى هللا إليه أن‪ :‬يا موس ى‪ ،‬ت دري لم خصص تك بوح يي وكالمي من بين‬
‫خلقي؟‪..‬فقال‪ :‬ال أعلمه يا رب‪ ،‬قال‪ :‬ي ا موس ى‪ ،‬إني اطلعت إلى خلقي إطالع ة‪ ،‬فلم‬
‫أر في خلقي أشد تواضعا من ك‪ ،‬فمن ثم خصص تك بوح يي وكالمي من بين خلقي‪..‬‬
‫فكان موسى عليه السالم إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده األيمن ب األرض وخ ده‬
‫األيسر باألرض)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]208 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬إن في الت وراة مكتوب ا‪ :‬ي ا موس ى! إنّي‬
‫خلقتك واصطفيتك وقوّيتك‪ ،‬وأمرتك بطاعتي‪ ،‬ونهيت ك عن معص يتي ف إن أطعت ني‬
‫‪ )(1‬امالى الصدوق‪ 185 :‬ـ ‪.186‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/349 :‬وثواب األعمال ص‪.166‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/352 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/354 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/357 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪115‬‬
‫أعنتك على طاعتي‪ ،‬وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي‪ ..‬ي ا موس ى! ولي المنّ ة‬
‫عليك في طاعتك لي‪ ،‬ولي الحجّة عليك في معصيتك لي)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]209 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى موسى عليه السالم‪ :‬م ا‬
‫يمنعك من مناجاتي؟‪ ..‬فقال‪ :‬يا رب‪ ..‬أجلّك عن المناجاة لخلوف فم الصائم‪ ،‬ف أوحى‬
‫هللا إليه‪ :‬يا موسى‪ ،‬لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]210 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬لم ا ص عد موس ى علي ه الس الم إلى‬
‫الطور فناجى ربه قال‪ :‬رب أرني خزائنك‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا موس ى‪ ،‬إن خزائ ني إذا أردت‬
‫ش يئا أن أق ول ل ه‪ :‬كن فيك ون‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا رب أي خلق ك أبغض إلي ك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال ذي‬
‫يتهمني قال‪ :‬و ِمن خلقك من يتهمك؟‪ ..‬قال‪( :‬نعم‪ ،‬الذي يستخيرني فأخير ل ه‪ ،‬وال ذي‬
‫أقضي القضاء له ـ وهو خير له ـ فيتهمني)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]211 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬في الت وراة مكت وب‪ :‬ابن آدم‪ ..‬تف رّغ‬
‫لعبادتي أمأل قلبك خوفا م ني‪ ،‬وإن ال تف رغ لعب ادتي أمألُ قلب ك ش غال بال دنيا‪ ،‬ثم ال‬
‫أسد فاقتك وأكلك إلى طلبها)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]212 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬فيما أوحى هللا ج ل وع ز إلى موس ى‬
‫بن عمران‪ :‬يا موسى‪ ،‬ما خلقت خلقا أحب إل ّي من عبدي المؤمن‪ ،‬وإني إنم ا ابتليت ه‬
‫لما هو خير له‪ ،‬وأعافيه لما هو خير له‪ ،‬وأنا أعلم بما يُصلح عب دي علي ه‪ ،‬فليص بر‬
‫على بالئي‪ ،‬وليشكر نعمائي‪ ،‬وليرض بقضائي‪ ،‬أكتبه في الصديقين عندي إذا عم ل‬
‫برضائي‪ ،‬وأطاع أمري)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]213 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬بينا موسى بن عمران يعظ أصحابه إذ‬
‫ق ام رج ل فش ق قميص ه‪ ،‬ف أوحى هللا ع ز وج ل إلي ه‪ :‬ي ا موس ى‪ ،‬ق ل ل ه‪ :‬ال تش ق‬
‫قميص ك‪ ،‬ولكن اش رح لي عن قلبك)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬م ّر موس ى بن عم ران برج ل من‬
‫أصحابه وهو ساجد‪ ،‬فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله‪ ،‬فقال له موسى‪ :‬لو‬
‫كانت حاجتُك بيدي لقضيتها لك‪ ،‬فأوحى هللا ع ز وج ل إلي ه‪( :‬ي ا موس ى‪ ،‬ل و س جد‬
‫حتى ينقطع عنقه ما قبلته‪ ،‬حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]214 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬ج اء إبليس إلى موس ى بن عم ران‬
‫عليه السالم وهو يناجي ربه‪ ،‬فقال له ملك من المالئكة‪ :‬ما ترجو منه وه و في ه ذه‬
‫الحال يناجي ربه؟‪ ..‬فق ال‪ :‬أرج و من ه م ا رج وت من أبي ه آدم وه و في الجنة)‪ ،‬ثم‬
‫قال‪( :‬إن قدرتم أن ال تُعرفوا فافعلوا‪ ،‬وما عليك إن لم يثن عليك الن اس‪ ،‬وم ا علي ك‬
‫أن تكون مذموما عند الناس‪ ،‬إذا كنت عند هللا محمودا‪ ،‬إن عليا ك ان يق ول‪ :‬ال خ ير‬

‫‪ )(1‬التوحيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/376 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/345 :‬وفروع الكافي ‪.1/180‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/356 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/357 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/349 :‬وأمالي الطوسي ص‪.149‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/352 :‬وروضة الكافي ص‪.128‬‬
‫‪116‬‬
‫في الدنيا إال ألحد رجلين‪ :‬رجل يزداد كل يوم إحسانا‪ ،‬ورجل يتدارك سيئته بالتوب ة‬
‫وأنّى له بالتوبة؟‪ ..‬وهللا لو سجد حتى ينقطع عنق ه م ا قب ل هللا من ه إال بواليتن ا أه ل‬
‫البيت)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]215 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا ع ّز وج ل إلى موس ى علي ه‬
‫ق شكري‪ ،‬فقال‪ :‬يا رب! كي ف أش كرك ح ق ش كرك‪،‬‬ ‫السّالم‪ :‬يا موسى! اشكرني ح ّ‬
‫وليس من ش كر أش كرك ب ه‪ ،‬إاّل وأنت أنعمت ب ه عل ّي؟ ق ال‪ :‬ي ا موس ى! اآلن‬
‫إن ذلك منّي)(‪)2‬‬‫شكرتني‪ ،‬حين قلت‪ّ :‬‬
‫الس الم ك ان ل ه جليس‬‫[الحديث‪ ]216 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن موسى عليه ّ‬
‫من أصحابه‪ ،‬قد وعى علما كثيرا‪ ،‬فغاب عنه‪ ،‬فلم يخبره أحد بحاله‪ ،‬حتى سأل عن ه‬
‫جبريل عليه السّالم‪ ،‬فقال له‪ :‬هو ذا على الب اب‪ ،‬ق د مس خ ق ردا؛ فف زع موس ى إلى‬
‫رب ه‪ ،‬وق ام إلى مص اّل ه‪ ،‬وق ال‪ :‬ي ا ربي! ص احبي وجليس ي‪ .‬ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬ي ا‬
‫موسى! لو دعوتني حتّى تنقطع ترقوتاك‪ ،‬ما استجبت لك في ه‪ ..‬إنّي كنت ق د ح ّملت ه‬
‫علما فضيّعه‪ ،‬وركن إلى غيره)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]217 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬بينا موسى يناجي ربّ ه‪ ،‬إذ رأى رجال‬
‫تحت ظ ّل عرش هللا‪ ،‬قال‪ :‬يا رب! من هذا الذي قد أظله عرش ك؟ ق ال‪ :‬ي ا موس ى!‬
‫هذا كان بارّا بوالديه‪ ..‬ولم يمش بالنّميمة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]218 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬فيما ناجى هللا به موسى‪ :‬يا موسى! ال‬
‫تركن إلى ال ّدنيا ركون الظالمين‪ ،‬وركون من اتّخذها أبا وأ ّما‪ ،‬يا موسى! ل و وكلت ك‬
‫إلى نفسك لتنظر لها‪ ،‬إذن لغلب علي ك حبّ ال ّدنيا وزهرته ا‪ ..‬ي ا موس ى! ن افس في‬
‫فإن الخير كاسمه‪ ..‬واترك من ال ّدنيا م ا ب ك الغ نى عن ه‪..‬‬ ‫الخير أهله‪ ،‬واسبقهم إليه‪ّ ،‬‬
‫وال تنظر بعينيك إلى ك ّل مفتون بها‪ ،‬وموك ل إلى نفس ه‪ ..‬واعلم ّ‬
‫أن ك ّل فتن ة ب دؤها‬
‫فإن مع ك ثرة الم ال ك ثرة ال ّذنوب ل واجب‬ ‫حبّ ال ّدنيا‪ ..‬وال تغبط أحدا بكثرة المال‪ّ ،‬‬
‫أن هللا راض عن ه‪ ..‬وال‬ ‫تغبطن أح دا برض ا النّ اس عن ه‪ ،‬حتّى تعلم ّ‬‫ّ‬ ‫الحق وق‪ ..‬وال‬
‫فإن طاعة النّاس ل ه واتّب اعهم إيّ اه على غ ير الح ق‪ّ،‬‬ ‫تغبطن أحدا بطاعة النّاس له‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫هالك له ولمن اتّبعه)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]219 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا تع الى إلى موس ى علي ه‬
‫إن ك ثرة‬‫السّالم‪ :‬يا موسى‪ ،‬ال تفرح بكثرة المال‪ ،‬وال تدع ذكري على ك ّل ح ال‪ ..‬ف ّ‬
‫وإن ترك ذكري يقسّي القلوب)(‪)6‬‬ ‫المال تنسي الذنوب‪ّ ،‬‬
‫[الحديث‪ ]220 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى موسى عليه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ي ا‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/339 :‬وأمالي الصدوق ص‪.395‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/138 :‬‬
‫‪ )(3‬منية المريد في آداب المفيد والمستفيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/149 :‬‬
‫‪ )(4‬األمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/185 :‬‬
‫‪ )(5‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/186 :‬‬
‫‪ )(6‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/188 :‬‬
‫‪117‬‬
‫فإن من قتل‬ ‫ق‪ّ ..‬‬ ‫موسى‪ ،‬قل للمأل من بني إسرائيل‪ :‬إيّاكم وقتل النّفس الحرام بغير ح ّ‬
‫منكم نفسا في ال ّدنيا‪ ،‬قتلته في النّار مئة ألف قتلة‪ ،‬مثل قتلة صاحبه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]221 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال هللا ع ّز وج ّل لموس ى بن عم ران‬
‫تحسدن النّاس على ما آتيتهم من فض لي‪ ..‬وال تم ّد ّن‬ ‫ّ‬ ‫عليه السّالم‪ :‬يا ابن عمران‪ ،‬ال‬
‫ّ‬
‫فإن الحاس د س اخط لنعم تي‪ ،‬ص ا ّد لقس مي ال ذي‬ ‫عينيك إلى ذلك‪ .‬وال تتبعه نفسك‪ّ ..‬‬
‫قسّمت بين عبادي‪ ..‬ومن يك كذلك فلست منه وليس منّي)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]222 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان فيم ا أوحى هللا إلى موس ى بن‬
‫عمران‪ :‬يا ابن عمران! لو رأيت الّذين يصلّون لي في ال ّدجى‪ ،‬وقد مثلت نفس ي بين‬
‫أعينهم‪ ،‬وهم يخاطبونني وقد جلّيت عن المشاهدة ـ ويكلّمون ني ـ وق د تع ّززت عن‬
‫الحضور)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]223 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬بينم ا موس ى يع ظ أص حابه‪ ،‬إذ ق ام‬
‫ق قميصك‪ ،‬ولكن‬ ‫رجل فشق قميصه‪ ،‬فأوحى هللا تعالى إليه‪ :‬يا موسى! قل له‪ :‬ال تش ّ‬
‫اشرح لي عن قلبك‪ ،‬ثم قال‪ :‬م ّر موسى عليه السّالم برجل من أصحابه وهو س اجد‪،‬‬
‫الس الم‪ :‬ل و ك انت حاجت ك في‬ ‫ثم انصرف من حاجته وهو ساجد‪ ،‬فقال موسى عليه ّ‬
‫يدي لقضيتها لك‪ .‬فأوحى هللا تعالى إليه‪ :‬يا موس ى! ل و س جد حتّى ينقط ع عنق ه م ا‬
‫قبلت منه‪ ،‬حتّى يتحوّل ع ّما أكره إلى ما أحبّ )(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]224 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬فيم ا أوحى هللا ع ّز وج ّل إلى موس ى‬
‫عليه السّالم أن‪ :‬يا موسى! أبلغ قومك أنّه ما تق رّب إل ّي المتقرّب ون بمث ل البك اء من‬
‫خشيتي‪ ،‬وما تعبّد لي المتعبّدون بمثل الورع عن محارمي‪ ،‬وما تزيّن لي الم تزيّنون‬
‫بمثل ال ّزهد في ال ّدنيا ع ّما بهم الغنى عنه)‪ ،‬فقال موس ى‪ :‬ي ا أك رم األك رمين! فم اذا‬
‫أثبتهم على ذلك؟ فق ال‪ :‬ي ا موس ى! أ ّم ا المتقرّب ون إل ّي بالبك اء من خش يتي فهم في‬
‫الرّفيع األعلى‪ ،‬ال يشاركهم فيه غيرهم‪ ..‬وأ ّما المتعبّدون لي ب الورع عن مح ارمي‪،‬‬
‫فإنّي أفتّش النّاس عن أعمالهم‪ ،‬وال أفتّشهم‪ ،‬حياء منهم‪ ..‬وأ ّما المتقرّبون إل ّي بال ّزه د‬
‫في ال ّدنيا‪ ،‬فإنّي أبيحهم الجنّة بحذافيرها‪ ،‬يتبوّأون منها حيث يشاؤون)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]225 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬ق ال هللا تع الى‪ :‬أوحى هللا تع الى إلى‬
‫موسى عليه السّالم‪ :‬يا موسى! كن خل ق الثّ وب‪ ،‬نق ّي القلب‪ ،‬حلس ال بيت‪ ،‬مص باح‬
‫اللّيل‪ ،‬تعرف في أهل السّماء‪ ،‬وتخفى على أهل األرض‪ ،‬يا موسى! إيّاك واللّجاجة‪،‬‬
‫المش ائين في غ ير حاج ة‪ ،‬وال تض حك من غ ير عجب‪ ،‬واب ك على‬ ‫ّ‬ ‫وال تكن من‬
‫خطيئتك)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬المحاسن‪ ،‬وعقاب األعمال‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/229 :‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/234 :‬‬
‫‪ )(3‬إرشاد القلوب واألمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/257 :‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/286 :‬‬
‫‪ )( 5‬ثواب األعمال‪ ،‬وإرشاد القلوب‪ ،‬ومكارم األخالق‪ ،‬والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/329 :‬‬
‫‪ )(6‬األمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/331 :‬‬
‫‪118‬‬
‫[الحديث‪ ]226 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬لم ا ص عد موس ى إلى الط ور فن اجى‬
‫ربّه‪ ،‬قال‪ :‬يا رب! أرني خزائنك‪.‬قال‪ :‬يا موسى‪ :‬إنّم ا خزائ ني‪ ،‬إذا أردت ش يئا‪ ،‬أن‬
‫أقول له‪ :‬كن‪ ،‬فيكون)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]227 :‬قال اإلمام الصادق لرجل ولدت له بنت‪ ،‬فرآه متسخطا لها‪:‬‬
‫(أرأيت لو أن هللا أوحى إلي ك‪ :‬إني أخت ار ل ك أو تخت ار لنفس ك‪ ،‬م ا كنت تق ول؟)‪..‬‬
‫قال‪ :‬كنت أقول‪ :‬يا رب تختار لي‪ ،‬قال‪( :‬فإن هللا قد اخت ار لك)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬إن الغالم‬
‫الذي قتله العالم حين كان مع موس ى علي ه الس الم في ق ول هللا‪﴿ :‬فَأ َ َر ْدنَ ا أَ ْن يُ ْب ِدلَهُ َما‬
‫ب رُحْ ًما﴾ [الكهف‪ ..]81 :‬فأبدلهما جارية ول دت س بعين‬ ‫َربُّهُ َما خَ ْيرًا ِم ْنهُ َز َكاةً َوأَ ْق َر َ‬
‫نبيّا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]228 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما ناجى هللا عز وجل به موسى‬
‫بن عمران عليه السالم أن قال له‪ :‬ي ا ابن عم ران‪..‬ك ذب من زعم أن ه يحب ني‪ ،‬ف إذا‬
‫جنه الليل نام عني‪ ،‬أليس كل محب يحب خل وة حبيب ه؟‪ ..‬ه ا أن ا ذا ي ا ابن عم ران‪،‬‬
‫مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم من قل وبهم‪ ،‬ومثلت عقوب تي بين‬
‫أعينهم‪ ،‬يخاطبوني عن المشاهدة‪ ،‬ويكلموني عن الحضور‪ ..‬يا ابن عمران‪ ،‬هب لي‬
‫من قلبك الخشوع‪ ،‬ومن بدنك الخضوع‪ ،‬ومن عينيك الدموع في ظُلَم الليل‪ ،‬وادعني‬
‫فإنك تجدني قريبا مجيبا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]229 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬في التوراة أربع مكتوبات وأرب ع إلى‬
‫جانبهن‪َ ( :‬م ْن أصبح على الدنيا حزيناً‪ ،‬أصبح على ربه س اخطا ً‪ ،‬و َم ْن ش كا مص يبة‬ ‫ّ‬
‫نزلت به‪ ،‬فإنما يشكو ربه‪ ،‬و َم ْن أتى غنيا ً فتضعضع له لشيء يصيبه منه‪ ،‬ذهب ثلثا‬
‫دينه‪ ،‬و َم ْن دخل من هذه األمة النار م ّمن قرأ الكتاب‪ ،‬هو ممن يتخذ آيات هللا هزواً‪..‬‬
‫واألربع ة إلى ج انبهن‪ :‬كم ا ت دين تُ دان‪ ،‬ومن مل ك اس تأثر‪ ،‬ومن لم يستش ر ين دم‪،‬‬
‫والفقر هو الموت األكبر)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]230 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن ملك الموت أتى موسى بن عمران‬
‫عليه السالم فسلم عليه‪ ،‬فقال‪ :‬من أنت؟‪ ..‬فقال‪ :‬أنا ملك الموت‪ ،‬ق ال‪ :‬م ا حاجت ك؟‪..‬‬
‫فقال ل ه‪ :‬جئت أقبض روح ك‪ ،‬فق ال ل ه موس ى‪ :‬من أين تقبض روحي؟‪ ..‬ق ال‪ :‬من‬
‫فمك‪ ،‬قال له موسى‪ :‬كيف وق د كلمت ربي ع ز وج ل؟‪ ..‬ق ال‪ :‬فمن ي ديك‪ ،‬فق ال ل ه‬
‫موسى‪ :‬كيف وقد حملت بهما التوراة؟‪ ..‬فقال‪ :‬من رجليك‪ ،‬فقال‪ :‬وكيف وق د وطئت‬
‫بهما طور سيناء؟‪ ..‬وع د أش ياء غ ير ه ذا‪ ،‬فق ال ل ه مل ك الم وت‪ :‬ف إني أُم رت أن‬
‫أتركك حتى تكون أنت ال ذي تري د ذلك‪ ..‬فمكث موس ى م ا ش اء هللا‪ ،‬ثم م ر برج ل‬
‫وهو يحفر قبرا‪ ،‬فقال له موسى‪ :‬أال أعينك على حفر هذا الق بر؟‪ ..‬فق ال ل ه الرج ل‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬فأعانه حتى حفر القبر‪ ،‬ولحد اللحد‪ ،‬فأراد الرجل أن يضطجع في اللحد لينظر‬
‫‪ )(1‬التوحيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/41 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/311 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/330 :‬وأمالي الصدوق ص‪.214‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،74/43 :‬واالختصاص ص‪.226‬‬
‫‪119‬‬
‫ري مكانه من الجنة ـ‬ ‫كيف هو فقال له موسى‪ :‬أنا أضطجع فيه‪ ،‬فاضطجع موسى فأ ُ َ‬
‫أو قال‪ :‬منزله من الجنة ـ فقال‪ :‬يا رب إقبض ني إلي ك‪ ،‬فقبض مل ك الم وت روح ه‪،‬‬
‫ودفنه في القبر‪ ،‬وسوى عليه التراب‪ ،‬قال‪ :‬وكان الذي يحف ر الق بر مل ك الم وت في‬
‫صورة آدمي‪ ،‬فلذلك ال ي ُعرف قبر موسى)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]231 :‬ق ال اإلم ام العس كري‪( :‬لم ا كلم هللا ع ز وج ل موس ى بن‬
‫عمران عليه السالم قال موسى‪ :‬إلهي‪ ،‬ما جزاء من شهد أني رس ولك ونبي ك وأن ك‬
‫كلمتني؟‪ ..‬قال‪ :‬يا موسى‪ ،‬تأتيه مالئكتي فتبشره بجنتي‪.‬‬
‫ق ال موس ى‪ :‬إلهي‪ ،‬فم ا ج زاء من ق ام بين ي ديك يص لي؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪،‬‬
‫أباهي به مالئكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا‪ ،‬ومن باهيت به مالئكتي لم أعذبه‪.‬‬
‫ق ال موس ى‪ :‬إلهي‪ ،‬فم ا ج زاء من أطعم مس كينا ابتغ اء وجهك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا‬
‫موسى‪ ،‬آم ر منادي ا ين ادي ي وم القيام ة على رؤوس الخالئ ق أن فالن بن فالن من‬
‫عتقاء هللا من النار‪.‬‬
‫قال موسى‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من وصل رحمه؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪ ،‬أنس يء ل ه‬
‫أجله‪ ،‬وأهوّن عليه سكرات الم وت‪ ،‬وينادي ه خزن ة الجن ة‪ :‬هلم إلين ا فادخ ل من أي‬
‫أبوابها شئت‪.‬‬
‫ف أذاه عن الن اس‪ ،‬وب ذل معروف ه لهم؟‪..‬‬ ‫قال موسى‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من ك ّ‬
‫قال‪ :‬يا موسى‪ ،‬تناديه النار يوم القيامة‪ :‬ال سبيل لي عليك‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما ج زاء من ذك رك بلس انه وقلبه؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪ ،‬أظل ه ي وم‬
‫القيامة بظل عرشي وأجعله في كنفي‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما ج زاء من تال حكمت ك س را وجه را؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪ ،‬يم ر‬
‫على الصراط كالبرق‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من صبر على أذى الن اس وش تمهم فيك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أعين ه‬
‫على أهوال يوم القيامة‪.‬‬
‫ق ال‪ :‬إلهي‪ ،‬فم ا ج زاء من دمعت عين اه من خش يتك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪ ،‬أقي‬
‫وجهه من حر النار‪ ،‬وأومنه يوم الفزع األكبر‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من ترك الخيانة حياء منك؟‪ ..‬قال‪ :‬يا موسى‪ ،‬له األم ان‬
‫يوم القيامة‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من أحب أه ل طاعتك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪ ،‬احرّم ه على‬
‫ناري‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من قتل مؤمنا متعمدا؟‪ ..‬قال‪ :‬ال أنظر إليه ي وم القيام ة‪،‬‬
‫وال أقيل عثرته‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى اإلسالم؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪ ،‬آذن‬
‫له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد‪.‬‬
‫‪ )1‬بحار األنوار‪ ،13/367 :‬والعلل ص‪.35‬‬
‫‪120‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من صلّى الصلوات لوقتها؟‪ ..‬قال‪ :‬أعطيه سؤله وأبيح ه‬
‫جنتي‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أبعث ه ي وم القيام ة‬
‫وله نور بين عينيه يتألأل‪.‬‬
‫قال‪ :‬إلهي‪ ،‬فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتس با؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا موسى‪،‬‬
‫أقيمه يوم القيامة مقاما ال يخاف فيه‪.‬‬
‫ق ال‪ :‬إلهي‪ ،‬فم ا ج زاء من ص ام ش هر رمض ان يري د ب ه الن اس؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا‬
‫موسى‪ ،‬ثوابه كثواب من لم يصمه)(‪)1‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة‪:‬‬
‫من اآلثار التي نرى عدم الحرج في قبولها‪ ،‬بناء على معانيها‪ ،‬اآلثار التالية‪:‬‬
‫[األثر‪ ]232 :‬عن عطاء بن يسار‪ ،‬قال‪ :‬لقيت عبد هللا بن عمرو بن العاص‪،‬‬
‫ٌ‬
‫لموصوف‬ ‫فقلت‪ :‬أخبرني عن صفة رسول هللا ‪ ‬في التوراة؟ قال‪( :‬أجل‪ ،‬وهللا إنه‬
‫في الت وراة ببعض ص فته في الق رآن‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا النَّبِ ُّي إِنَّا أَرْ َس ْلنَاكَ َش ا ِهدًا َو ُمبَ ِّش رًا‬
‫َونَ ِذيرًا﴾ [األحزاب‪ ،]45 :‬وحرزا لألميين‪ ،‬أنت عب دي ورس ولي‪ ،‬س ميتك المتوك ل‬
‫ليس بفظ وال غليظ‪ ،‬وال سخاب في األسواق‪ ،‬وال ي دفع بالس يئة الس يئة‪ ،‬ولكن يعف و‬
‫ويغفر‪ ،‬ولن يقبضه هللا حتى يقيم به الملة العوجاء‪ ،‬بأن يقولوا‪ :‬ال إل ه إال هللا‪ ،‬ويفتح‬
‫( )‬
‫بها أعينا عميا‪ ،‬وآذانا صما‪ ،‬وقلوبا غلفا) ‪2‬‬

‫[األثر‪ ]1 :‬روي أن موسى عليه السالم س أل رب ه‪ :‬أي عب ادك أحبّ إلي ك؟‪..‬‬
‫فقال‪ :‬الذي يذكرني وال ينساني‪ ،‬قال‪ :‬فأي عبادك أقضى؟‪ ..‬قال‪ :‬الذي يقضي بالحق‬
‫وال يتبع الهوى‪ ،‬قال‪ :‬ف أي عب ادك أعلم؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال ذي يبتغي علم الن اس إلى علم ه‪،‬‬
‫عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى‪ ،‬أو ترده عن ردى(‪.)3‬‬
‫[األثــر‪ ]2 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى‪ ..‬إن‬
‫انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري‪ ،‬اعبدني وقم بين يدي مقام العبد الحقير‪ ،‬ذ ّم‬
‫نفسك وهي أولى بالذم‪ ،‬وال تتطاول على ب ني إس رائيل بكت ابي‪ ،‬فكفى به ذا واعظ ا‬
‫لقلبك ومنيرا‪ ،‬وهو كالم رب العالمين جل وتعالى)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]3 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم‪( :‬ي ا موسى‪ ،‬م تى م ا‬
‫دعوت ني وج دتني‪ ،‬ف إني س أغفر ل ك على م ا ك ان من ك‪ ،‬الس ماء تس بّح لي َو َجال‪،‬‬
‫والمالئكة من مخافتي مشفقون‪ ،‬وأرضي تسبّح لي طمعا‪ ،‬وك ل الخل ق يس بّحون لي‬
‫داخرين)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]4 :‬روي أن هللا تعالى قال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موسى‪ ،‬أك رم‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/328 :‬وأمالي الصدوق ص‪.125‬‬
‫‪ )( 2‬رواه البخاري (‪)2125( )67 /3‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/282 :‬وتفسير البيضاوي ص‪.2/19‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪121‬‬
‫السائل إذا أتاك بر ّد جميل‪ ،‬أو إعط اء يس ير‪ ،‬فإن ه يأتي ك من ليس ب إنس وال ج ان‪،‬‬
‫مالئكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]5 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موسى‪ ،‬ال تنس ني‬
‫على كل حال‪ ،‬وال تفرح بكثرة المال فإن نس ياني يقس ي القل وب‪ ،‬وم ع ك ثرة الم ال‬
‫كثرة الذنوب)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]6 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬األرض مطيع ة‪،‬‬
‫والس ماء مطيع ة‪ ،‬والبح ار مطيع ة‪ ،‬فمن عص اني ش قي‪ ،‬فأن ا ال رحمن رحمن ك ل‬
‫زمان‪ ،‬آتي بالشدة بعد الرخاء‪ ،‬وبالرخاء بعد الشدة‪ ،‬وب الملوك بع د المل وك‪ ،‬وملكي‬
‫قائم دائم ال ي زول‪ ،‬وال يخفى عل ّي ش يء في األرض وال في الس ماء‪ ،‬وكي ف يخفى‬
‫ي ما مني مبتدؤه؟ وكيف ال يكون همك فيما عندي وإلي ترجع ال محالة؟)(‪)3‬‬ ‫عل ّ‬
‫[األثر‪ ]7 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم‪( :‬ي ا موسى‪ ،‬اجعل ني‬
‫حرزك‪ ،‬وضع عندي كنزك من الصالحات‪ ،‬وخفني وال تخف غيري إل ّي المص ير)‬
‫(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]8 :‬روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موسى‪ ،‬عج ل‬
‫ي في الصالة وال ترج غيري‪ ،‬اتخ ذني‬ ‫ّ‬
‫وتأن في المكث بين يد ّ‬ ‫التوبة‪ ،‬وأ ّخر الذنب‪،‬‬
‫جنّة للشدائد‪ ،‬وحصنا لمل ّمات األمور)(‪)5‬‬‫ُ‬
‫[األثر‪ ]9 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موسى‪ ،‬ن افس في‬
‫الخير أهله‪ ،‬فإن الخير كاسمه‪ ،‬ودع الشر لكل مفتون)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]10 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم‪( :‬ي ا موسى‪ ،‬اجع ل‬
‫لسانك من وراء قلب ك تس لم‪ ،‬وأك ثر ذك ري باللي ل والنه ار تغنم‪ ،‬وال تتب ع الخطاي ا‬
‫فتندم‪ ،‬فإن الخطايا موعدها النار)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]11 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موسى‪ ،‬ما أُري د‬
‫به وجهي فكثير قليله‪ ،‬وما أريد به غيري فقليل كثيره‪ ،‬وإن أصلح أيام ك ال ذي ه و‬
‫أمامك‪ ،‬فانظر أي يوم هو فأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول‪ ،‬وخ ذ موعظت ك‬
‫من الدهر وأهله فإن الدهر طويله قصير‪ ،‬وقصيره طويل‪ ،‬وك ل ش ئ ف ان‪ ،‬فاعم ل‬
‫كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطم ع ل ك في اآلخ رة ال محالة‪ ،‬ف إن م ا بقي من‬
‫الدنيا كما ولى منها‪ ،‬وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال‪ ،‬فكن مرتادا لنفسك)(‪)8‬‬
‫[األثــر‪ ]12 :‬روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا ابن عم ران‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪122‬‬
‫لعلك تفوز غدا ي وم الس ؤال‪ ،‬وهنال ك يخس ر المبطل ون‪ ..‬ي ا موس ى طب نفس ا عن‬
‫الدنيا وانطو عنها‪ ،‬فإنها ليست لك ولست لها‪ ،‬مالك ولدار الظ المين إال لعام ل فيه ا‬
‫بخير فإنها له نعم الدار)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]13 :‬روي أن هللا تعالى قال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى ال دنيا‬
‫وأهلها فتن بعضها لبعض‪ ،‬فكل مزين له ما هو فيه‪ ،‬والمؤمن زينت له اآلخرة فه و‬
‫ينظر إليها ما يفتر‪ ،‬قد حالت شهوتها بينه وبين ل ذة العيش فأدلجت ه بالأس حار كفع ل‬
‫ال راكب الس ابق إلى غايته‪ ،‬يظ ل كئيبا‪ ،‬ويمس ي حزينا‪ ،‬فط وبى له‪ ،‬ل و ق د كش ف‬
‫الغطاء ماذا يعاين من السرور؟!)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]14 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم‪( :‬ي ا موس ى ال تكن‬
‫جبارا ظلوما‪ ،‬وال تكن للظالمين قرينا‪ ..‬يا موسى ما عمر وإن ط ال م ا ي ذم آخ ره‪،‬‬
‫وما ضرك ما زوي عنك إذا حمدت مغبته)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]15 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم‪( :‬ي ا موس ى ص رخ‬
‫الكتاب إليك صراخا بما أنت إليه صائر‪ ،‬فكيف تقرد على هذا العيون‪ ،‬أم كيف يج د‬
‫قوم لذة العيش لوال التمادي في الغفل ة والتت ابع في الش هوات‪ ،‬ومن دون ه ذا ج زع‬
‫الصديقون؟!)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]16 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى م ر‬
‫عب ادي ي دعوني على م ا ك ان بع د أن يق روا بي إني أرحم ال راحمين‪ ،‬أجيب‬
‫المضطرين‪ ،‬وأكشف السوء‪ ،‬وأبدل الزمان‪ ،‬وآتي بالرخاء‪ ،‬وأش كر اليس ير‪ ،‬وأثيب‬
‫الكثير‪ ،‬وأغني الفقير‪ ،‬وأنا الدائم العزيز القدير)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]17 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬من لج أ إلي ك‬
‫وانض وى إلي ك من الخ اطئين فقل‪ :‬أهال وس هال‪ ،‬ب أرحب الفن اء ن زلت‪ ،‬بفن اء رب‬
‫العالمين‪ ،‬واستغفر لهم وكن كأحدهم‪ ،‬وال تستطل عليهم بما أنا أعطيتك فضله‪ ،‬وقل‬
‫لهم‪ :‬فليس ألوني من فض لي ورحم تي فإن ه ال يملكه ا أح د غ يري‪ ،‬وأن ا ذو الفض ل‬
‫العظيم)(‪)6‬‬
‫[األثــر‪ ]18 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬إني أن ا كه ف‬
‫الخ اطئين‪ ،‬وجليس المض طرين‪ ،‬وغ افر للم ذنبين‪ ،‬إن ك م ني بالمك ان الرضي‪،‬‬
‫فادعني بالقلب النقي‪ ،‬واللسان الصادق‪ ،‬وكن كما أمرتك‪ ،‬أط ع أم ري‪ ،‬وال تس تطل‬
‫على عبادي بما ليس منك مبتدؤه‪ ،‬وتقرب إلي فإني منك قريب)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]19 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى علي ه الس الم‪( :‬إني لم أس ألك م ا‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪123‬‬
‫يؤذيك ثقل ه وال حمله‪ ،‬إنم ا س ألتك أن ت دعوني فأجيب ك وأن تس ألني فأعطيك‪ ،‬وأن‬
‫تتقرب بما مني أخذت تأويله وعلي تمام تنزيله)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]20 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى انظ ر‬
‫إلى االرض فإنها عن قريب قبرك‪ ،‬وارفع عينيك إلى الس ماء ف إن فوق ك فيه ا ملك ا‬
‫عظيما‪ ،‬وابك على نفسك ما كنت في ال دنيا‪ ،‬وتخ وف العطب والمهال ك وال تغرن ك‬
‫زينة الدنيا وزهرتها‪ ،‬وال ترض ب الظلم وال تكن ظالم ا ف إني للظ الم بمرص د ح تى‬
‫أديل منه المظلوم)(‪)2‬‬
‫[األثــر‪ ]21 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى إن‬
‫الحسنة عشرة أضعاف‪ ،‬ومن السيئة الواحدة الهالك‪ ،‬ال تش رك بي‪ ،‬ال يح ل ل ك أن‬
‫تشرك بي‪ ،‬ق ارب وس دد‪ ،‬ادع دع اء الط امع ال راغب فيم ا عن دي‪ ،‬الن ادم على م ا‬
‫قدمت يداه‪ ،‬فإن سواد الليل يمحوه النه ار‪ ،‬ك ذلك الس يئة تمحوه ا الحس نة‪ ،‬وعش وة‬
‫الليل تأتي على ضوء النهار‪ ،‬وكذلك السيئة تأتي على الحسنة فتسودها)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]22 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موسى‪..‬ال يط ل‬
‫في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك‪ ،‬وقاسي القلب مني بعيد‪ ..‬ي ا موس ى‪..‬كن كمس رّتي‬
‫إن مس رّتي أن أُط اع فال أُعص ى‪ ،‬وأمت قلب ك بالخش ية‪ ،‬وكن َخلِ ق الثي اب‬ ‫فيك‪ ،‬ف ّ‬
‫جدي د القلب‪ ،‬تَخفى على أه ل األرض‪ ،‬وتُع رف في أه ل الس ماء‪ ،‬حلس ال بيوت‪،‬‬
‫الذنوب صياح‬ ‫وصحْ إل ّي من كثرة ّ‬ ‫ي قنوت الصابرين‪ِ ،‬‬ ‫مصباح الليل‪ ،‬واقنت بين يد ّ‬
‫المذنب الهارب من عدوّه‪ ،‬واستعن بي على ذلك فإنّي نِ ْع َم العون ونِ ْع َم المستعان)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]23 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موس ى‪..‬إنّي أن ا‬
‫هللا فوق العباد والعباد دوني‪ ،‬وك ٌل لي داخرون‪ ،‬فاتّهم نفسك على نفس ك‪ ،‬وال ت أتمن‬
‫ولدك على دينك‪ ،‬إالّ أن يكون ولدك مثلك يحبّ الصالحين)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]24 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موسى‪ ..‬متى ما‬
‫دعوتني ورجوتني‪ ،‬وإنّي س أغفر ل ك على م ا ك ان من ك‪ ،‬الس ماء تس بّح لي َو َجالً‪،‬‬
‫والمالئكة من مخافتي مشفقون‪ ،‬واألرض تسبّح لي طمعاً‪ ،‬وك ّل الخل ق يس بّحون لي‬
‫داخرين)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]25 :‬روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬علي ك بالص الة‬
‫الصالة‪ ،‬فإنّها منّي بمكان وله ا عن دي عه د وثي ق‪ ،‬وألح ق به ا م ا ه و منه ا زك اة‬
‫القربان من طيّب المال والطّعام‪ ،‬فإنّي ال أقبل اال الطيب يراد به وجهي‪ ،‬واقرن م ع‬
‫ذل ك ص لة األرح ام‪ ،‬ف إني أن ا هللا ال رحمن ال رحيم‪ ،‬وال رحم أن ا خلقته ا فض الً من‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/335 :‬والتحف ص‪.490‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬
‫‪124‬‬
‫رحمتي ليتعاطف بها العباد‪ ،‬ولها عن دي س لطان في مع اد اآلخ رة‪ ،‬وأن ا ق اطع من‬
‫قطعها‪ ،‬وواصل من وصلها‪ ،‬وكذلك أفعل بمن ضيّع أمري)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]26 :‬روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى! أنت‬
‫عبدي وأنا إلهك‪ ،‬ال تستذ ّل الحقير الفقير‪ ،‬وال تغبط الغ ن ّي بش يء يس ير‪ ..‬وكن عن د‬
‫ذكري خاشعا‪ ،‬وعند تالوته برحمتي طامعا‪ ،‬وأسمعني لذاذة التّوراة بص وت خاش ع‬
‫ّ‬
‫يطمئن إل ّي‪ ..‬واعبدني وال تش رك بي ش يئا‬ ‫إطمئن عند ذكري وذ ّكر بي من‬‫ّ‬ ‫حزين‪..‬‬
‫وتح ّر مسرّتي‪ ..‬إنّي أنا ال ّسيّد الكبير‪ ..‬إنّي خلقتك من نطفة من ماء مهين‪ ،‬من طين ة‬
‫أخرجتها من أرض ذليلة ممشوجة فكانت بش را فأن ا ص انعها خلق ا فتب ارك وجهي‪،‬‬
‫ي ال ّدائم الّذي ال أزول)(‪)2‬‬
‫وتق ّدس صنعي‪ .‬ليس كمثلي شيء وأنا الح ّ‬
‫[األثر‪ ]27 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬ي ا موس ى! كن إذا‬
‫دعوتني خائفا مشفقا وجال‪ ،‬وعفّر وجهك لي في التّ راب واس جد لي بمك ارم ب دنك‪،‬‬
‫ي في القي ام‪ ،‬ون اجني حين تن اجيني بخش ية من قلب وج ل‪ ،‬وأك ثر‬ ‫واقنت بين ي د ّ‬
‫ذكري باللّيل والنّه ار‪ ،‬وكن عن د ذك ري خاش عا‪ ،‬وأحي بت وراتي أيّ ام الحي اة وعلّم‬
‫الجهّال محامدي‪ ،‬وذ ّكرهم آالئي ونعم تي‪ ،‬وق ل لهم ال يتم ادون في غ ّي م ا هم في ه‬
‫ّ‬
‫فإن أخذي أليم شديد)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]28 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى! إذا‬
‫ي مق ام العب د الحق ير‬‫انقطع حبلك منّي لم يتّصل بحبل غيري‪ ،‬فاعب دني وقم بين ي د ّ‬
‫بالذ ّم وال تتطاول بكتابي على ب ني إس رائيل‪ ،‬فكفى به ذا‬ ‫الفقير‪ ،‬ذ ّم نفسك فهي أولى ّ‬
‫واعظا لقلبك‪ ،‬ومنيرا‪ ،‬وهو كالم ربّ العالمين ج ّ‬
‫ل وتعالى)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]29 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم‪( :‬ي ا موس ى‪ ،‬احف ظ‬
‫وصيتي لك بأربعة أشياء‪ :‬أوالهن‪( :‬ما دمت ال ترى ذنوبك تُغفر فال تشتغل بعي وب‬
‫غ يرك‪ ..‬والثاني ة‪ :‬م ا دمت ال ت رى كن وزي ق د نف دت‪ ،‬فال تغتم بس بب رزق ك‪..‬‬
‫والثالثة‪ :‬ما دمت ال ترى زوال ملكي فال ترج أح دا غ يري‪ ..‬والرابع ة‪ :‬م ا دمت ال‬
‫ترى الشيطان ميتا فال تأمن مكره)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]30 :‬روي أن موسى عليه السالم قال‪( :‬يا رب‪ ..‬دلني على عم ل إذا‬
‫أنا عملته نلت به رضاك‪ ،‬فأوحى هللا إلي ه‪ :‬ي ا ابن عم ران‪ ،‬إن رض ائي في ُكره ك‬
‫ولن تطيق ذلك‪ ،‬فخر موسى عليه الس الم س اجدا باكي ا فق ال‪ :‬ي ا رب‪ ..‬خصص تني‬
‫بالكالم ولم تكلم بشرا قبلي‪ ،‬ولم تدلني على عمل أنال به رضاك؟‪ ..‬فأوحى هللا إلي ه‪:‬‬
‫إن رضاي في رضاك بقضائي)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬


‫‪ )(2‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافى ص ‪ ،42‬بحار األنوار (‪)31 /77‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/344 :‬والخصال ‪.1/103‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/359 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫[األثر‪ ]31 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬ي ا موس ى‪ ،‬الفق ير‬
‫من ليس له مثلي كفيل‪ ،‬والم ريض من ليس ل ه مثلي ط بيب‪ ،‬والغ ريب من ليس ل ه‬
‫مثلي مؤنس‪ ..‬يا موسى‪ ،‬ال تعجبن بما أوتى فرعون وما مت ع ب ه‪ ،‬فإنم ا هي زه رة‬
‫الحياة الدنيا)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]32 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى علي ه الس الم‪( :‬أن اص عد الجب ل‬
‫لمناجاتي‪ ،‬وكان هناك جبال فتطاولت الجب ال‪ ،‬وطم ع ك ل أن يك ون ه و المص عود‬
‫عدا جبال صغيرا احتقر نفسه‪ ،‬وقال‪ :‬أنا أق ل من أن يص عدني ن بي هللا لمناج اة رب‬
‫العالمين‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪( :‬أن اصعد ذلك الجبل‪ ،‬فإنه ال يرى لنفسه مكانا)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]33 :‬روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم‪( :‬ي ا موس ى! من‬
‫أحبّني لم ينسني‪ ،‬ومن رجا معروفي أل ّح في مسألتي‪ ..‬ي ا موس ى! إنّي لس ت بغاف ل‬
‫عن خلقي‪ ،‬ولكنّي أحبّ أن تس مع مالئك تي ض جيج ال ّدعاء من عب ادي‪ ،‬وت رى‬
‫حفظتي تقرّب بني آدم‪ ،‬بما أنا مقوّيهم عليه‪ ،‬ومسبّبه لهم)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]34 :‬روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم‪( :‬يا موسى! قل لبني‬
‫الش كر‪ ،‬فيق ارعكم‬ ‫الس لب‪ ،‬وال تغفل وا عن ّ‬ ‫إسرائيل‪ :‬ال تبط رنّكم النّعم ة‪ ،‬فيع اجلكم ّ‬
‫ّ‬
‫الذلّ‪ ،‬وألحّوا في ال ّدعاء تشملكم الرّحمة باإلجابة‪ ،‬وتهنأكم النّعمة بالعافية)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]35 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬عجبت‬
‫لمن أيقن ب الموت كي ف يف رح وعجبت لمن أيقن بالحس اب كي ف يجم ع الم ال‪،‬‬
‫ّ‬
‫يطمئن‬ ‫وعجبت لمن أيقن بالقبر كيف يضحك وعجبت لمن أيقن ب زوال ال ّدنيا كي ف‬
‫إليها‪ ،‬وعجبت لمن أيقن ببقاء اآلخرة ونعيمها‪ ،‬كيف يستريح‪ ،‬وعجبت لمن هو عالم‬
‫باللّس ان وجاه ل ب القلب‪ ،‬وعجبت لمن ه و مطهّ ر بالم اء وغ ير ط اهر ب القلب‪،‬‬
‫وعجبت لمن اشتغل بعيوب النّاس وه و غاف ل عن عي وب نفس ه‪ ،‬وعجبت لمن يعلم‬
‫أن هّللا تعالى مطّلع عليه كيف يعص يه‪ ،‬وعجبت لمن يعلم أنّ ه يم وت وح ده وي دخل‬ ‫ّ‬
‫القبر وحده ويحاسب وحده كيف يستأنس بالنّاس ويقول هّللا تع الى ال إل ه إاّل هّللا حقّ ا‬
‫حقّا محّمد عبدي ورسولي)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]36 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ش هدت‬
‫نفسي لنفسي أن ال إله إاّل أنا وحدي ال شريك لي‪ ..‬من لم يرض بقضائي ولم يص بر‬
‫على بالئي ولم يشكر على نعمائي ولم يقن ع بعط ائي فليطلب ربّ ا س وائي وليخ رج‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/361 :‬والعدة ص‪.86‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/361 :‬والعدة ص‪.126‬‬
‫‪ )(3‬ع ّدة الداعي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/377 :‬‬
‫‪ )(4‬ع ّدة الداعي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/377 :‬‬
‫‪ )(5‬هذا الحديث وما بعده قطع من الحديث المع روف بـ [الح ديث القدس ّي]‪ ،‬وق د ق ال عن ه ص احب موس وعة‬
‫الكلمة‪( :‬رواه عدد من مح ّدثينا الكبار رحمهم هّللا ‪ ،‬باإلضافة إلى قوة المض مون في ّ‬
‫نص ه تكفي للدالل ة على ص حته)‬
‫[ موسوعة الكلمة‪ ،]1/405 :‬وقد وجدته مطبوعا ومخطوطا‪ ،‬منسوبا إلى اإلم ام علي‪ ،‬لكن لركاك ة بعض ألفاظ ه لم‬
‫نعتمد هذه النسبة‪.‬‬
‫‪126‬‬
‫سمائي)(‪)1‬‬ ‫من تحت‬
‫[األثر‪ ]37 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬من أص بح‬
‫حزين ا على ال ّدنيا فكأنّم ا أص بح س اخطا عل ّي ومن اش تكى مص يبة ن زلت ب ه إلى‬
‫غيري فقد شكاني)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]38 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬من دخ ل‬
‫على غن ّي فتواض ع ل ه من أج ل غنائ ه ذهب ثلث دين ه‪ ،‬ومن لطم وجه ه على ميّت‬
‫فكأنّما أخذ رمحا يقاتلني به‪ ،‬ومن كسر عودا على قبر ميّت فكأنّما هدم كعب تي بي ده‬
‫ي ب اب أدخل ه في جهنّم ومن لم يكن في‬ ‫ومن لم يبال من أين يأك ل لم أب ال ب ه من أ ّ‬
‫ال ّزيادة في دينه فهو في النّقصان‪ ،‬ومن كان في النّقصان فالموت خير له ومن عم ل‬
‫بما علم زدته علما إلى علمه)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]39 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫ز وجلّ)(‪)4‬‬‫من قنع استغنى ومن رضي بالقليل من ال ّدنيا فقد وثق باهّلل ع ّ‬
‫[األثر‪ ]40 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫من ترك الحسد استراح ومن اجتنب الحرام خلّص دين ه‪ ،‬ومن ت رك الغيب ة ظه رت‬
‫محبّته في القلوب‪ ،‬ومن اعتزل عن النّاس سلم منهم‪ ،‬ومن ق ّل كالمه كمل عقله ومن‬
‫رضي من هّللا بالقليل من الرّزق رضي هّللا عنه بالقليل من العمل)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]41 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫أنت بما تعلم ال تعم ل كي ف تطلب م ا ال تعلم‪ ..‬ي ا ابن آدم‪ ،‬أف نيت عم رك في طلب‬
‫ال ّدنيا فمتى تطلب اآلخرة)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]42 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫من أصبح حريصا على ال ّدنيا لم يزد من هّللا إال بعدا وفي اآلخرة إاّل جهدا وألزم هّللا‬
‫تعالى قلبه ه ّما ال ينقطع أبدا وفقرا ال ينال غناه أبدا وأمال ال ينال مناه أبدا)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]43 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫ك ّل يوم ينقص من عمرك وأنت ال تدري ويأتي ك ّل ي وم رزق ك من عن دي وأنت ال‬
‫تحمده فال بالقليل تقنع وال بالكثير تشبع)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]44 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫ما من يوم جديد إاّل ويأتيك من عندي رزق جديد‪ ..‬وما من ليلة إاّل ويأتيني مالئكتي‬
‫من عندك بعمل قبيح تأكل رزقي وتعص يني وأنت ت دعوني فأس تجيب ل ك‪ ،‬خ يري‬
‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/406 :‬‬
‫‪ )(8‬موسوعة الكلمة‪.1/407 :‬‬
‫‪127‬‬
‫إلي ك ن ازل وش رّك إل ّي ص اعد فنعم الم ولى أن ا وبئس العب د أنت تس ألني فأعطي ك‬
‫وأستر إليك سوءا بعد سوء وقبيحا بعد قبيح أنا أستحيي من ك وأنت ال تس تحيي منّي‬
‫وتنساني وتذكر غيري وتخاف النّاس وتأمن غضبي)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]45 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫ال تكن م ّمن يطلب التّوب ة بط ول األم ل ويرج و اآلخ رة بغ ير عم ل يق ول ق ول‬
‫ال ّزاهدين ويعمل عمل المنافقين إن أعطي ال يقن ع وإن من ع ال يص بر ي أمر ب الخير‬
‫الص الحين وليس منهم ويبغض‬ ‫ّ‬ ‫الش ّر وال ينهى عن ه ويحبّ‬ ‫وال يفعل ه وينهى عن ّ‬
‫المنافقين وهو منهم)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]46 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫م ا من ي وم جدي د إاّل واألرض تخاطب ك وتق ول‪ :‬ي ا ابن آدم تمش ي على ظه ري‬
‫ومص يرك في بط ني وت ذنب على ظه ري وتع ّذب في بط ني‪ ،‬ي ا ابن آدم أن ا بيت‬
‫الوحدة وأن ا بيت الوحش ة وأن ا بيت الظّلم ة وأن ا بيت العق ارب والحيّ ات وأن ا بيت‬
‫الهوان‪ ،‬فاعمرني وال تخربني)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]47 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫ما خلقتكم ألستكثر بكم من قلّ ة وال ألس تأنس بكم من وحش ة وال ألس تعين بكم على‬
‫أم ر عج زت عن ه وال ألج ل منفع ة وال ل دفع مض رّة ب ل خلقتكم لتعب دوني ط ويال‬
‫أن أوّلكم وآخ ركم وحيّكم وميّتكم‬‫وتشكروني كثيرا وتسبّحوني بك رة وأص يال‪ ،‬ول و ّ‬
‫وصغيركم وكبيركم وحرّكم وعب دكم وإنس كم وجنّكم اجتمعتم على ط اعتي لم ا زاد‬
‫أن أوّلكم وآخركم وحيّكم وميّتكم وصغيركم وكب يركم‬ ‫ذلك في ملكي مثقال ذرّة‪ ،‬ولو ّ‬
‫وح رّكم وعب دكم وإنس كم وجنّكم اجتمعتم على معص يتي م ا نقص ذل ك من ملكي‬
‫مثقال ذرّة)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]48 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬ومن جاه د‬
‫ي عن العالمين)(‪)5‬‬ ‫إن هّللا غن ّ‬
‫فإنّما يجاهد لنفسه ّ‬
‫[األثر‪ ]49 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا عبي د‬
‫ال ّدنانير وال ّدراهم‪ ،‬إنّي ما خلقت لكم ال ّدراهم وال ّدنانير إاّل لتأكلوا بها رزقي وتلبس وا‬
‫بها ثيابي وتنفقوا بها في سبيلي فأخذتم كتابي فجعلتموه تحت أق دامكم وأخ ذتم ال ّدنيا‬
‫فجعلتموها فوق رؤوسكم ورفعتم بيوتكم وخفضتم بي وتي وآنس تم بي وتكم وأوحش تم‬
‫بيوتي)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]50 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا عبي د‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/407 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/407 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬
‫‪128‬‬
‫قبيحا)(‪)1‬‬ ‫ال ّدنيا إنّما مثلكم كالقبور المجصّصة يرى ظاهرها مليحا وباطنها‬
‫[األثر‪ ]51 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫كما ال يغني المصباح فوق ال بيت عن الظّلم ة الداخل ة علي ه ك ذلك ال يغ ني كالمكم‬
‫الطّيّب مع أفعالكم الرّديّة)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]52 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫أخلص عملك وال تسألني فإنّي أعطيك أكثر م ّما يطلب السّائلون)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]53 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫إنّي لم أخلقكم عبثا وال جعلتكم سدى وال أنا بغافل ع ّما تعمل ون‪ .‬وإنّكم لن تن الوا م ا‬
‫والص بر على ط اعتي أيس ر‬ ‫ّ‬ ‫عندي إاّل بالصّبر على ما تكرهون في طلب رضائي؛‬
‫ر النّار وعذاب ال ّدنيا أيسر عليكم من عذاب اآلخرة)(‪)4‬‬ ‫عليكم من الصّبر على ح ّ‬
‫[األثر‪ ]54 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫كلّكم ض ا ّل إاّل من هديت ه وكلّكم م ريض إاّل من ش فيته وكلّكم فق ير إاّل من أغنيت ه‬
‫وكلّكم هال ك إاّل من أنجيت ه وكلّكم مس يء إاّل من عص مته فتوب وا إل ّي أرحمكم وال‬
‫تهتكوا أستاركم عند من ال يخفى عليه أسراركم)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]55 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫ال تلعنوا المخلوقين فترجع اللّعنة عليكم)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]56 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫استقامت سمواتي في اله واء بال عم د باس م من أس مائي‪ ،‬وال تس تقيم قل وبكم ب ألف‬
‫موعظة من كتابي)(‪)7‬‬
‫[األثــر‪ ]57 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا أيّه ا‬
‫النّاس كما ال يلين الحجر في الماء كذلك ال تفيد الموعظة في القلوب القاسية)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]58 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫كيف ال تجتنبون الحرام وال اكتساب اآلثام وال تخ افون النّ يران وال تتّق ون غض ب‬
‫الرّحمن! فلو ال مشايخ ر ّكع وأطفال رضّع وبهائم رتّع وشباب خ ّشع لجعلت السّماء‬
‫الس ماء قط رة‬ ‫فوقكم حديدا واألرض ص فرا والتّ راب جم ارا وال أن زلت عليكم من ّ‬
‫أنبت لكم من األرض حبّة وصببت عليكم العذاب صبّا)(‪)9‬‬ ‫ّ‬ ‫وال‬
‫[األثر‪ ]59 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/408 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/410 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/410 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/410 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/410 :‬‬
‫‪ )(8‬موسوعة الكلمة‪.1/410 :‬‬
‫‪ )(9‬موسوعة الكلمة‪.1/411 :‬‬
‫‪129‬‬
‫ق من ربّكم فمن شاء فليؤمن‪ ،‬ومن شاء فليكف ر‪ ،‬وإنّكم ال تحس نون إاّل‬ ‫قد جاءكم الح ّ‬
‫ّ‬ ‫اّل‬ ‫ّ‬ ‫اّل‬
‫بمن أحس ن إليكم وال تص لون إ لمن وص لكم وال تكلم ون إ لمن كلمكم‪ ،‬وال‬
‫تطعم ون إاّل لمن أطعمكم وال تنص فون إاّل لمن أنص فكم‪ ،‬وال تكرم ون إاّل لمن‬
‫أكرمكم‪ ،‬فليس ألحد على أحد فضل إنّما المؤمنون الّ ذين آمن وا باهّلل ورس وله الّ ذين‬
‫يحس نون إلى من أس اء إليهم‪ ،‬ويص لون إلى من قطعهم ويعط ون إلى من ح رمهم‪.‬‬
‫وينصفون من خانهم‪ ،‬ويكلّمون إلى من هاجر منهم ويكرّمون من أهانهم)(‪)1‬‬
‫[األثــر‪ ]60 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا أيّه ا‬
‫النّاس إنّما ال ّدنيا دار من ال دار له وم ال من ال م ال ل ه وله ا يجم ع من ال عق ل ل ه‬
‫وبها يفرح من ال يقين ل ه وعليه ا يح رص من ال تو ّك ل ل ه ويطلب ش هواتها من ال‬
‫معرفة له فمن أخذ نعمة زائلة وحياة منقطعة وشهوة فاني ة ظلم نفس ه وعص ى ربّ ه‬
‫ونسي آخرته وغرّته حياته)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]61 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫كما ال تهتدون السّبيل إاّل بال ّدليل فكذلك ال تهت دون طري ق الجنّ ة إاّل ب العلم وكم ا ال‬
‫تجتمعون المال إاّل بالتّعب وكذلك ال تدخلون الجنّة إاّل بالصّبر على العب ادة فتقرّب وا‬
‫فإن رضائي ال يفارقهم طرفة عين أب دا‬ ‫بالنّوافل واطلبوا رضائي برضاء المساكين ّ‬
‫فإن رحمتي ال تفارقهم طرفة عين أبدا)(‪)3‬‬ ‫وارغبوا في مجالستكم العلماء ّ‬
‫[األثر‪ ]62 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا موس ى‬
‫ق ما أقول إنّ ه من تكبّ ر على مس كين حش رته ي وم القيام ة على‬ ‫اسمع ما أقول والح ّ‬
‫صورة ذ ّرة تحت أقدام النّاس ومن تع ّرض بهتك ستر مسلم‪ ،‬أهتك ستره سبعين مرّة‬
‫ومن تواضع لعالم أو والديه رفعته في ال ّدارين ومن أه ان مؤمن ا مس لما لفق ره فق د‬
‫بارزني في المحاربة‪ ،‬ومن أحبّ مؤمنا من أجلي صافحته المالئكة في ال ّدارين في‬
‫ال ّدنيا سرّا وفي اآلخرة جهرا)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]63 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫أطيعوني بقدر ح وائجكم إل ّي‪ ،‬واعص وني بق در ص بركم على النّ ار‪ ،‬وت زوّدوا من‬
‫ال ّدنيا بق در مس كنكم فيه ا‪ ،‬وت زوّدوا لآلخ رة بق در مس كنكم فيه ا‪ ،‬وال تنظ روا إلى‬
‫آجالكم المتأ ّخرة وأرزاقكم الحاضرة وذنوبكم المستورة وك ّل ش يء هال ك إاّل وجهي‬
‫ولو خفتم من النّار كما خفتم من الفقر ألغنيتكم من حيث ال تحتسبون ولو رغبتم في‬
‫الجنّ ة كم ا رغبتم في ال ّدنيا ألس عدتكم في ال ّدارين وال تميت وا قل وبكم بحبّ ال ّدنيا‬
‫فزوالها قريب)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]64 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/411 :‬‬
‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/411 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/412 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/412 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/412 :‬‬
‫‪130‬‬
‫كم من سراج أطفأته ال ّريح؟ وكم من عابد أفسده العجب؟ وكم من فقير أفسده الفق ر؟‬
‫وكم من غ ن ّي أفس ده الغ نى وكم من ص حيح أفس دته العافي ة؟ وكم من ع الم أفس ده‬
‫العلم؟)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]65 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم‪،‬‬
‫إن ربحكم عن دي م ا ال عين رأت وال‬ ‫زارعوني ورابحوني واسألوني وع املوني ف ّ‬
‫أذن س معت وال خط ر على قلب بش ر‪ .‬وال تنف د خزائ ني وال ينقص ملكي وأن ا‬
‫الوهّاب)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]66 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫دينك لحمك ودمك‪ ،‬فإن صلح دينك صلح لحمك ودم ك وإن فس د دين ك فس د لحم ك‬
‫ودمك‪ ،‬فال تكن كالمصباح يضيء للنّاس ويحرق نفس ه بالنّ ار‪ ،‬وأخ رج حبّ ال ّدنيا‬
‫عن قلب ك ف إنّي ال أجم ع حبّي وحبّ ال ّدنيا في قلب واح د أب دا كم ا ال يجتم ع الم اء‬
‫فإن الرّزق مقس وم والح ريص‬ ‫والنّار في إناء واحد وارفق بنفسك في جمع الرّزق‪ّ ،‬‬
‫محروم والبخيل م ذموم والنّعم ة ال ت دوم واألج ل معل وم وخ ير الحكم ة خش ية هّللا‬
‫تعالى وخير الغنى القناعة وخير ال ّزاد التّقوى وش ّر صالحكم الكذب وش ّر نصيحتكم‬
‫النّميمة وما ربّك بظاّل م للعبيد)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]67 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا أيّه ا‬
‫الّذين آمنوا لم تقول ون م ا ال تفعل ون ولم تنه ون ع ّم ا ال تنه ون ولم ت أمرون بم ا ال‬
‫تعملون ولم تجمعون ما ال تأكلون ولم التّوبة يوما بعد يوم تؤ ّخرون وبعام بع د ع ام‬
‫تنتظرون ألكم من الموت أمان أم بأيديكم براءة من النّيران أم تحقّقتم الف وز بالجن ان‬
‫والس المة‬‫ّ‬ ‫أأنظرتكم النّعمة وغرّكم من هّللا تعالى ط ول اآلم ال فال تغ ّرنّكم ّ‬
‫الص حّة‬
‫فإن أيّامكم معلومة وأنفاسكم معدودة وسرائركم مكش وفة وأس تاركم مهتوك ة ف اتّقوا‬ ‫ّ‬
‫هّللا يا أولي األلباب وق ّدموا ما في أيديكم لما بين أيديكم)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]68 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫تق ّدم فإنّك في هدم عمرك ومن يوم خرجت من بطن أ ّمك تدنو في ك ّل يوم ق برك فال‬
‫تكن كالخشب الّذي يحرق نفسه بالنّار لغيره)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]69 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫ي ال أموت‪ ،‬إعمل بما أمرتك وانته ع ّما نهيتك حتّى أجعلك حيّا ال تموت)(‪)6‬‬ ‫أنا ح ّ‬
‫[األثر‪ ]70 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫أنا ملك ال أزول إذا قلت لشيء كن فيكون أطعني فيما أمرتك وانته ع ّما نهيت ك حتّى‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/412 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/413 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/413 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/413 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/414 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/414 :‬‬
‫‪131‬‬
‫فيكون)(‪)1‬‬ ‫تقول للشيء كن‬
‫[األثر‪ ]71 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫إذا كان قول ك مليح ا وعمل ك قبيح ا ف أنت رأس المن افقين وإن ك ان ظ اهرك مليح ا‬
‫وباطنك قبيحا فأنت أهلك الهالكين)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]72 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫الش هوات من‬ ‫وكف عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال يدخل جنّتي إاّل من تواضع لعظمتي وقطع نهاره بذكري‬
‫أجلي ويراخي الغ ريب ويواس ي الفق ير وي رحم المص اب ويك رم الي تيم ويك ون ل ه‬
‫كاألب الرّحيم ولألرامل كال ّزوج ال ّشفيق فمن كان هذه صفته يكون إن دع اني لبّيت ه‬
‫وإن سألني أعطيته)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]73 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫إلى كم تش كونني وإلى كم تنس ونني وإلى كم تكفرون ني ولس ت بظاّل م للعبي د‪ ،‬وإلى‬
‫متى تجحدون بنعم تي ورزقكم ي أتيكم في ك ّل ي وم من عن دي وإلى م تى تجح دون‬
‫بربوبيّتي وليس لكم ربّ غ يري وإلى م تى تجفون ني ولم أجفكم وإذا طلبتم الطّ بيب‬
‫ألبدانكم فمن يشفيكم عن ذن وبكم فق د ش كوتم وس خطتم قض ائي وإذا لم يج د أح دكم‬
‫قوت ثالثة أيّام فقال أنا بش ّر ولس ت بخ ير فق د جح د بنعم تي‪ ،‬ومن من ع ال ّزك اة من‬
‫صالة ولم يفرغ لها فقد غفل عنّي وإذا قال‬ ‫ّ‬
‫استخف بكتابي وإذا علم بوقت ال ّ‬ ‫ماله فقد‬
‫إن الخير من عندي وال ّش ّر من عند إبليس فق د جح د ربوبيّ تي وجع ل إبليس ش ريكا‬ ‫ّ‬
‫لي)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]74 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫اصبر وتواضع أرفعك واشكر لي أزدك واستغفر لي أغفر لك وادعني أس تجب ل ك‬
‫واسألني أعط ك وتص ّدق لي أب ارك ل ك في رزق ك وص ل رحم ك أزد في عم رك‬
‫الس المة في الوح دة‬ ‫الص حّة واطلب ّ‬‫وأنس ىء أجل ك واطلب منّي العافي ة بط ول ّ‬
‫زهد في التّوبة والعبادة في العلم والغنى في القناعة)(‪)5‬‬
‫واإلخالص في الورع وال ّ‬
‫[األثر‪ ]75 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫الش بع وكي ف تطلب جالء القلب م ع ك ثرة النّ وم وكي ف‬ ‫كيف تطمع في العبادة م ع ّ‬
‫تطمع في الخوف من هّللا تعالى مع خوف الفقر وكيف تطم ع في مرض اة هّللا تع الى‬
‫مع احتقار الفقراء والمساكين)(‪)6‬‬
‫[األثــر‪ ]76 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا أيّه ا‬
‫الكف عن األذى وال حس ب أرف ع من األدب وال‬ ‫ّ‬ ‫النّاس ال عقل كالتّدبير وال ورع ك‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/414 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/414 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/414 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/414 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/415 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/415 :‬‬
‫‪132‬‬
‫شفيع كالتّوبة وال عبادة كالعلم وال صالة إاّل مع الخشية وال فق ر إاّل م ع ّ‬
‫الص بر وال‬
‫عبادة كالتّوفيق وال قرين أزين من العقل وال رفيق أشين من الجهل)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]77 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫تفرّغ لعبادتي ألمأل قلبك غ نى وي ديك رزق ا وجس مك راح ة وال تغف ل عن ذك ري‬
‫فأمأل قلبك فقرا وبدنك تعبا وصدرك غ ّما وه ّما وجسمك سقما ودنياك عسرة)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]78 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫الموت يكشف أسرارك والقيامة تبلو أخبارك والكتاب يهتك أستارك فإذا أذنبت ذنب ا‬
‫صغيرا فال تنظر إلى صغره ولكن انظر إلى من عصيته وإذا رزقت رزقا قليال فال‬
‫تنظر إلى قلّته ولكن انظر إلى من رزقك)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]79 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪،‬‬
‫فإن مكري أخفى من دبيب النّمل على الصّفا في اللّيل ة الظّلم اء)‬
‫ال تأمن من مكري ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]80 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫هل أ ّديتم فرائضي كما أمرتكم وهل واسيتم المساكين بأموالكم وأنفسكم وهل أحسنتم‬
‫إلى من أساء إليكم وهل عفوتم ع ّمن ظلمكم وه ل وص لتم من قطعكم وه ل أنص فتم‬
‫من خانكم وهل كلّمتم من هاجركم وه ل أ ّدبتم أوالدكم وه ل س ألتم العلم اء من أم ر‬
‫دينكم ودنياكم فإنّي ال أنظر إلى صوركم وال إلى محاس نكم ولكن أنظ ر إلى قل وبكم‬
‫وأعمالكم وأرضى منكم بهذه الخصال)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]81 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫انظر إلى نفسك وإلى جميع خلقي فإن وج دت أح دا أع ّز إلي ك من نفس ك فاص رف‬
‫كرامتك إليه وإاّل فأكرم نفسك بالتّوبة والعمل الصّالح إن كانت عليك عزيزة)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]82 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا موس ى‬
‫بن عمران يا صاحب البيان إسمع كالمي ألوانا ألوانا إنّي أن ا هّللا المل ك ال ّديّان ليس‬
‫ق لوالدي ه بغض ب ال رّحمن ومقطّع ات‬ ‫بيني وبينك ترجمان‪ّ ،‬‬
‫بش ر آك ل الرّب ا والع ا ّ‬
‫النّيران)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]83 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫إذا وجدت قساوة في قلبك وسقما في بدنك أو حرمانا في رزق ك‪ ،‬ف اعلم أنّ ك تكلّمت‬
‫فيما ال يعنيك)(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/415 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(8‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪133‬‬
‫[األثر‪ ]84 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫ال يستقيم دينك حتّى يستقيم لسانك وقلبك وال يس تقيم قلب ك حتّى يس تقيم لس انك‪ ،‬وال‬
‫يستقيم لسانك حتّى تستحيي من ربّك‪ ،‬وإذا نظرت إلى عيوب النّاس ونسيت عيوب ك‬
‫فقد أرضيت ال ّشيطان وأغضبت الرّحمن‪ ،‬ي ا ابن آدم لس انك أس د إن أطلقت ه أهلك ك‬
‫وهالكك في طرف لسانك)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]85 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫إن ال ّشيطان لكم عد ّو مبين فاتّخذوه عدوّا‪ ،‬فاعملوا لليوم الّذي تحش رون في ه إلى هّللا‬
‫ّ‬
‫هّللا‬
‫تع الى فوج ا فوج ا وتقف ون بين ي دي ص فّا ص فّا وتق رأون الكت اب حرف ا حرف ا‬
‫وتس ألون ع ّم ا تعمل ون س رّا وجه را‪ ،‬ث ّم يس اق المتّق ون إلى الجن ان وف دا وف دا‬
‫والمجرمون إلى جهنّم وردا وردا كفاكم من هّللا وع دا ووعي دا‪ ،‬فأن ا هّللا ف اعرفوني‪،‬‬
‫وأنا المنعم فاش كروني‪ ،‬وأن ا الغفّ ار فاس تغفروني وأن ا المقص ود فاقص دوني‪ ،‬وأن ا‬
‫العالم بالسّرائر فاحذروني)(‪)2‬‬
‫بش ر ك ّل‬ ‫[األثر‪ ]86 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه الس الم قول ه‪ّ ( :‬‬
‫محسن بالجنّة‪ ،‬وك ّل مسيء هال ك خاس ر ومن ع رف هّللا فأطاع ه نج ا ومن ع رف‬
‫ق فاتّبع ه أمن ومن ع رف الباط ل فاتّق اه ف از‬ ‫ال ّشيطان فعصاه سلم ومن ع رف الح ّ‬
‫إن هّللا يهدي من‬ ‫ومن عرف ال ّدنيا فرفضها خلص ومن عرف اآلخرة فطلبها وصل ّ‬
‫يشاء وإليه تقلبون)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]87 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫إذا كان هّللا تعالى قد تكفّل لك برزق ك فط ول اهتمام ك لم اذا‪ ،‬وإذا ك ان الخل ق منّي‬
‫حقّا فالبخل لماذا وإذا كان إبليس عدوّا لي فالغفلة لماذا وإذا ك ان الحس اب والم رور‬
‫على الصّراط حقّا فجمع المال لم اذا وإن ك ان عق اب هّللا حقّ ا فالمعص ية لم اذا وإن‬
‫كان ثواب هّللا تعالى في الجنّة حقّ ا فاالس تراحة لم اذا وإن ك ان ك ّل ش يء بقض ائي‬
‫وقدري فالجزع لماذا)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]88 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫فإن البحر عمي ق عمي ق وخفّ ف‬ ‫فإن الطّريق بعيد بعيد وج ّدد السّفينة ّ‬
‫أكثر من ال ّزاد ّ‬
‫فإن النّاقد بصير بصير وأ ّخر نوم ك‬ ‫فإن الصّراط دقيق دقيق وأخلص العمل ّ‬ ‫الحمل ّ‬
‫إلى القبر وفخرك إلى الميزان وشهوتك إلى الجنّة وراحت ك إلى اآلخ رة ول ّذتك إلى‬
‫الح ور العين وكن لي أكن ل ك وتق رّب إل ّي باس تهانة ال ّدنيا وتب ّع د عن النّ ار لبغض‬
‫فإن هّللا ال يضيع أجر المحسنين)(‪)5‬‬
‫الفجّار وحبّ األبرار ّ‬
‫[األثـر‪ ]89 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/417 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/416 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/417 :‬‬
‫‪134‬‬
‫آدم! المال مالي وأنت عب دي وم ا ل ك إاّل م ا أكلت ف أفنيت وم ا لبس ت ف أبليت وم ا‬
‫تص ّدقت فأبقيت وما ذخرت فحظّك منه المقت وإنّما أنت على ثالثة أقسام فواحد لي‬
‫وواحد لك وواحد بيني وبينك فأ ّما الّذي لي فروحك وأ ّما الّذي لك فعملك وأ ّم ا الّ ذي‬
‫بيني وبينك فمنك ال ّدعاء ومنّي اإلجابة)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]90 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قول ه‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫الش جر بال ثم ر‬ ‫مثل العمل بال علم كمثل ال ّرعد بال مطر ومثل العلم بال عمل كمثل ّ‬
‫ومثل العلم بال زهد وخشية كالمال بال زك اة والطّع ام بال ملح وك زرع على ّ‬
‫الص فا‬
‫ومثل العلم عند األحمق كمثل ال ّد ّر والياقوت عند البهيمة ومثل القلوب القاسية كمثل‬
‫الحجر الثّابت في الماء ومثل الموعظة عند من ال يرغب فيه ا كمث ل المزم ار عن د‬
‫أهل القبور ومثل الصّدقة بالحرام كمثل من يغس ل الع ذرة ببول ه ومث ل ّ‬
‫الص الة بال‬
‫زكاة المال كمثل الجس د بال روح ومث ل العم ل بال توب ة كمث ل البني ان بال أس اس أ‬
‫فأمنوا مكر هّللا فال يأمن مكر هّللا إاّل القوم الخاسرون)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]91 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫بقدر ما يميل قلبك إلى ال ّدنيا أخرج محبّتي عن قلبك فإنّي ال أجمع حبّي وحبّ ال ّدنيا‬
‫في قلب واحد أبدا تجرّد لعبادتي وأخلص من الرّياء عملك حتّى ألبسك لباس محبّتي‬
‫ي وتفرّغ لذكري أذكرك عند مالئكتي)(‪)3‬‬ ‫أقبل إل ّ‬
‫[األثر‪ ]92 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‪..‬‬
‫اذكرني تذلّال أذكرك تفضّال‪ ..‬اذكرني بمجاهدة أذكرك بمشاهدة‪ ..‬اذك رني في ف وق‬
‫والص حّة أذك رك في ّ‬
‫الش ّدة‬ ‫ّ‬ ‫األرض أذك رك تحت األرض‪ ..‬اذك رني في النّعم ة‬
‫الص حّة والغن اء أذك رك‬‫والوحدة‪ ..‬اذكرني بالطّاعة أذكرك ب المغفرة‪ ..‬اذك رني في ّ‬
‫والص فاء أذك رك ب المإل األعلى‪ ..‬اذك رني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بالص دق‬ ‫في الفق ر والعن اء‪ ..‬اذك رني‬
‫باإلحسان إلى الفقراء أذكرك بالجنّة المأوى‪ ..‬اذكرني بالعبوديّة أذك رك بالرّبوبيّ ة‪..‬‬
‫اذكرني بالتّضرّع أذكرك بالتّكرّم‪ ..‬اذكرني بالتّلفّظ أذكرك بالتّلطّف‪ ..‬اذكرني ب ترك‬
‫ش ّدة الهالكة أذكرك بالنّجاة الكاملة)(‪)4‬‬‫ال ّدنيا أذكرك بنعيم البقاء‪ ..‬اذكرني في ال ّ‬
‫[األثر‪ ]93 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا بني آدم!‬
‫اذكروني أس تجب لكم‪ ،‬ادع وني بال غفل ة أس تجب لكم بال مهل ة‪ ،‬ادع وني ب القلوب‬
‫الخالية أستجب لكم بال ّدرجات العالية‪ ،‬ادعوني باإلخالص والتّق وى أس تجب بالجنّ ة‬
‫المأوى‪ ،‬ادعوني بالخوف والرّجاء أجعل لكم من ك ّل أمر فرج ا ومخرج ا‪ ،‬ادع وني‬
‫باألسماء العليا أستجب لكم ببلوغ المطالب األسنى‪ ،‬ادعوني في دار الخراب والفناء‬
‫أستجب لكم في دار الثّواب والبقاء)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/421 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/422 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/422 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/423 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/423 :‬‬
‫‪135‬‬
‫[األثر‪ ]94 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫كم تقول هّللا هّللا وفي قلبك غير هّللا ولسانك يذكر هّللا وتخ اف غ ير هّللا وترج و غ ير‬
‫إن االس تغفار م ع‬‫هّللا ول و ع رفت هّللا لم ا أه ّم ك غ ير هّللا وت ذنب وال تس تغفر ف ّ‬
‫اإلصرار توبة الكاذبين وما ربّك بظاّل م للعبيد)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]95 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫تريد وأريد وال يكون إاّل ما أريد‪ ،‬فمن قصدني عرفني‪ ..‬ومن عرفني أرادني‪ ..‬ومن‬
‫أرادني طلبني‪ ..‬ومن طلبني وجدني‪ ..‬ومن وجدني خدمني‪ ..‬ومن خ دمني ذك رني‪..‬‬
‫ومن ذكرني ذكرته برحمتي)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]96 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫ال يخلص عملك حتّى تذوق أربع موتات الموت األحمر والم وت األص فر والم وت‬
‫ف األذى‪ ،‬والم وت‬ ‫األس ود والم وت األبيض‪ :‬الم وت األحم ر احتم ال الجف اء وك ّ‬
‫األصفر الجوع واإلعسار‪ ،‬والموت األسود مخالفة النّفس والهوى‪ ،‬فال تتّب ع اله وى‬
‫فيضلّك عن سبيل هّللا ‪ ،‬والموت األبيض العزلة)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]97 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫مالئكتي يتعاقبون باللّيل والنّهار ليكتبوا عليك م ا تق ول وتفع ل من قليل ك وكث يرك‪،‬‬
‫ّ‬
‫والش مس‬ ‫فالسّماء تشهد بما رأت منك واألرض تشهد عليك بما عملت على ظهره ا‬
‫والقمر والنّجوم يشهدن عليك بم ا تق ول وتفع ل وأن ا مطّل ع على مخفيّ ات خط رات‬
‫فإن لك في الموت شغال شاغال وعن قليل أنت راحل وك ّل‬ ‫قلبك وال تغفل عن نفسك ّ‬
‫ما ق ّدمته من الخير وال ّش ّر حاصل بال زيادة ونقصان وتستوفي غدا م ا كنت ف اعال)‬
‫(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]98 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫إن الحالل ليس يأتيك إاّل قطرة قطرة‪ ،‬والحرام يأتيك كالسّيل فمن صفا عيش ه ص فا‬ ‫ّ‬
‫دينه)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]99 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم!‬
‫ال تفرح بالغنى فليس بمخلّد وال تجزع من الفقر فليس عليك حتما وواجبا‪ ،‬وال تقن ط‬
‫الذهب يجرّب بالنّار والمؤمن يجرّب بالبالء ّ‬
‫فإن الغن ّي عزي ز في ال ّدنيا‬ ‫فإن ّ‬
‫بالبالء ّ‬
‫إن اآلخ رة أبقى وأبهى)‬ ‫وذليل في اآلخرة والفقير ذليل في ال ّدنيا وعزيز في اآلخرة ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]100 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫الض عيف عن دك محبوس ا أك ثر من تس عة أيّ ام فق ل أع وذ باهّلل من‬
‫آدم‪ ،‬إذا رأيت ّ‬
‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/423 :‬‬
‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/423 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/423 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪136‬‬
‫غضب هّللا‬
‫)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]101 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫والض يف رس ولي ف إن منعت م الي من رس ولي فال‬ ‫ّ‬ ‫آدم‪ ،‬الم ال م الي وأنت عب دي‬
‫تطمع في جنّتي ونعمتي)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]102 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬المال مالي واألغنياء وكالئي والفقراء عيالي فمن بخل على عيالي أدخله النّار‬
‫وال أبالي)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]103 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬ثالثة واجبات عليك‪ :‬زكاة مالك وصلة رحمك وق رى ض يفك ف إذا لم تفع ل م ا‬
‫أوجبته عليك فإنّي أجزعك إجزاعا وأجعلك نكاال للعالمين)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]104 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫ق عيال ك لم أنظ ر إلي ك ولم أقب ل عمل ك ولم‬ ‫ق جارك كما ت رى ح ّ‬ ‫آدم‪ ،‬إذا لم تر ح ّ‬
‫أستجب دعاءك)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]105 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫ي فإنّي لم أغفل من سرائرك طرفة عين وإنّي عليم‬ ‫آدم‪ ،‬اذكر ذ ّل موقفك غدا بين يد ّ‬
‫بذات الصّدور)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]106 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫الس خاء من حس ن اليقين‪ ،‬واليقين من اإليم ان‪ ،‬واإليم ان من‬ ‫آدم! كن س خيّا ف ّ‬
‫إن ّ‬
‫الجنّة)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]107 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫فإن البخل من الكفر والكفر من النّار)(‪)8‬‬
‫آدم‪ ،‬إيّاك والبخل ّ‬
‫[األثر‪ ]108 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫ّ‬
‫الص فح‬ ‫آدم‪ ،‬اتّقوا من دعوة المظلومين فإنّها ال يحجبها عنّي شيء ول و ال أنّي أحبّ‬
‫والمغفرة لما ابتليت آدم ّ‬
‫بالذنب ث ّم رددته إلى الجنّة)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]109 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫أن العفو أحبّ شيء عندي لما ابتليت أحدا ّ‬
‫بالذنب)(‪)10‬‬ ‫آدم‪ ،‬لو ال ّ‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/424 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(8‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(9‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(10‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪137‬‬
‫[األثر‪ ]110 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬أعطيتك اإليمان والمعرفة عن غير سؤال وتضرّع فكي ف أبخ ل علي ك بالجنّ ة‬
‫والمغفرة مع سؤالك وتضرّعك)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]111 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬إذا اعتصم لي عبد هديته وإذا تو ّكل عل ّي كفيته‪ ،‬وإذا تو ّكل على غيري قطعت ه‬
‫أسباب السّماوات واألرض)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]112 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫الص الحين وغف رت‬ ‫آدم! أحسن خلقك مع النّ اس حتّى أحبّ ك كم ا حبّبت ك في قل وب ّ‬
‫ذنبك)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]113 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫إن ال ّدنيا الي وم ل ك‬
‫آدم‪ ،‬ال تحزن على ما فاتك من ال ّدنيا وال تفرح بما أوتيت منها ف ّ‬
‫وغدا لغيرك)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]114 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫فإن ذرّة من اآلخرة خير لك من ال ّدنيا وما فيها)(‪)5‬‬
‫آدم‪ ،‬أطلب اآلخرة ودع ال ّدنيا‪ّ ،‬‬
‫[األثر‪ ]115 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬أنت في طلب ال ّدنيا واآلخ رة في طلب ك‪ ،‬ي ا ابن آدم‪ ،‬تهيّ أ للم وت قب ل ورودك‬
‫ولو تركت ال ّدنيا ألحد من عبادي لتركتها لألنبياء حتّى ي دعوا عب ادي إلى ط اعتي‪،‬‬
‫ي ا ابن آدم‪ ،‬كم من غ ن ّي ق د جعل ه الم وت فق يرا‪ ،‬وكم من ض احك ق د ص ار باكي ا‬
‫بالموت؟ وكم من عبد بسطت له ال ّدنيا فطغى وترك طاعتي حتّى مات علي ه ودخ ل‬
‫النّار؟ وكم من عبد قترت عليه ال ّدنيا فصبر ومات ودخل الجنّة؟)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]116 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم! إذا أص بحت بين نعم تين عظيم تين ال ت دري أيّهم ا أعظم عن دك‪ :‬ذنوب ك‬
‫المستورة عن النّاس أو الثّناء الحسن من النّاس‪ ،‬ولو علم النّاس ما أعلم منك ما سلّم‬
‫عليك أحد من خلقي)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]117 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬أخلص‬
‫عملك من الرّياء والسّمعة فإنّك عب د ذلي ل ل ربّ جلي ل م أمور ألم ره وت زوّد فإنّ ك‬
‫ل مسافر)(‪)8‬‬ ‫مسافر وال ب ّد من ال ّزاد لك ّ‬
‫[األثر‪ ]118 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(8‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪138‬‬
‫آدم‪ ،‬خزائني ال تنفد أبدا ويميني مبسوطة بالعطايا أب دا وبق در م ا تنف ق أنف ق علي ك‬
‫وبقدر ما تمسك أمسك عليك)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]119 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫ن باهّلل تعالى ومن قلّة اليقين تبخل على المساكين)(‪)2‬‬ ‫آدم‪ ،‬خوف الفقر سوء الظّ ّ‬
‫[األثر‪ ]120 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫ك في كت ابي ومن لم يص ّدق أنبي ائي فق د جح د ربوبيّ تي‬ ‫آدم‪ ،‬من اهت ّم للرّزق فقد ش ّ‬
‫ومن جحد ربوبيّتي أكببته في النّار على وجهه)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]121 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم! اجعل قلبك موافقا للسانك ولسانك موافقا لعملك وعملك خالصا من غيري فإنّي‬
‫فإن قلب المنافق مخالف للسانه ولسانه لعمل ه وعمل ه لغ ير‬ ‫غيور ال أقبل إاّل خالصا ّ‬
‫هّللا )(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]122 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬ما تكلّمت بكلمة وال نظرت بنظرة وال خطوت بخطوة إاّل ومعك ملكان يكتب ان‬
‫لك أو عليك)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]123 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬م ا خلقتكم لتجمع وا ال ّدنيا بعض كم لبعض ب ل خلقتكم لتعب دوني عب ادة األذاّل ء‬
‫إن ال رّزق مقس وم والح ريص‬ ‫طويال وتشكروني جزيال وتسبّحوني بكرة وأصيال ف ّ‬
‫محروم والبخيل مذموم والحاسد مغموم والنّاقد ح ّ‬
‫ي قيّوم)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]124 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫يلو‬ ‫آدم‪ ،‬اخدمني فإنّي أحبّ من يخدمني فإنّك عبد ذليل عاجز وأن ا ربّ جلي ل ق و ّ‬
‫أن إخوتك وجدوا ريح ذنوبك لما جالسوك فذنوبك ك ّل ي وم في ال ّزي ادة وعم رك في‬ ‫ّ‬
‫النّقصان وال ته دم عم رك في الباط ل والغفل ة ف إن أردت المزي د فاص حب أرب اب‬
‫القلوب واحذر من أبناء ال ّدنيا وخالط المساكين)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]125 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬من انكسر مركبه وبقي على لوح من الخشب في وسط البحر ما يك ون ب أعظم‬
‫مصيبة منك ألنّك من ذنوبك على يقين)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]126 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬إنّي أتق رّب إلي ك بالعافي ة وبس تر على ذنوب ك وأنت تتب ّغض إل ّي بالمعاص ي‬
‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/425 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(8‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪139‬‬
‫اآلخرة)(‪)1‬‬ ‫وعمارتك ال ّدنيا وخرابك‬
‫[األثر‪ ]127 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬إذا لم تجالس المفلحين والصّالحين فمتى تفلح)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]128 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا موسى‬
‫بن عمران‪ ،‬اسمع ما أقول إنّه ما آمن باهّلل عبد حتّى يأمن النّ اس من ش رّه‪ ..‬ي أمنون‬
‫من ظلمه وكيده ومكره ونميمته وغيبته وبغيه وحسده ومض رّته وس رّه وعالنيت ه‪..‬‬
‫إن ذك ري لهم أن ألعنهم فمن‬ ‫وقل يا موسى للظّلم ة ال ت ذكروني ف إنّي ال أذك رهم ف ّ‬
‫شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]129 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬تضرّع لعبادتي‪ ،‬وإاّل أمأل قلبك فقرا ويديك سعيا وبدنك تعبا وصدرك ه ّم ا وال‬
‫أجيب دعاءك وأجعل دنياك عسرة ورزقك قليال)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]130 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم‪ ،‬أنا راض بصلواتك يوما فيوما فارض عنّي بقوتك يوما فيوما)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]131 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫فإن الرّزق مقسوم والحريص محروم والحاسد م ذموم والنّعم ة ال ت دوم)‬ ‫آدم‪ ،‬مهال ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]132 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ابن‬
‫فإن العقبة ك ؤود ك ؤود‪.‬‬ ‫فإن البحر عميق عميق وأكثر من ال ّزاد ّ‬ ‫آدم‪ ،‬استحكم سفينة ّ‬
‫إن العب د يعم ل في ال ّدنيا حتّى يدرك ه الم وت فين دم على م ا س لف من‬ ‫ي ا موس ى‪ّ ،‬‬
‫ال ّذنوب والخطاي ا ويس أل الرّجع ة إلى ال ّدنيا ليعم ل عمال ص الحا‪ ،‬ربّن ا أبص رنا‬
‫فأرجعنا نعمل صالحا إنّا موقنون)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]133 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬فو ع ّزتي‬
‫وجاللي! ال أر ّد أح دا أب دا‪ ..‬ي ا موس ى‪ ،‬من س رّني واتّقى منّي أعطيت ه الجنّ ة‪ ..‬ي ا‬
‫موسى‪ ،‬ال ّدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر وليس للم ؤمن فيه ا إاّل العب ادة واله ّم والغ ّم‪،‬‬
‫وفي اآلخرة الجنّة‪ ..‬يا موسى‪ ،‬القيام ة ي وم ش ديد ال يغ ني وال د عن ول ده ش يئا وال‬
‫مولود عن والده شيئا‪ ،‬كم من فقير قد ترك نق ده في ال ّدنيا وخ رج منه ا إلى اآلخ رة‬
‫مسرورا ومشكورا‪ ،‬وكم من غن ّي قد ترك مال ه في ال ّدنيا وخ رج منه ا إلى اآلخ رة‬
‫وهو فقير وحيد من ماله ونادم على عمله وجمع ماله لوارثه وكان أش ّد النّاس ع ذابا‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬


‫‪ )(2‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(3‬موسوعة الكلمة‪.1/428 :‬‬
‫‪ )(4‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(5‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(6‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪ )(7‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬
‫‪140‬‬
‫يكسبون)(‪)1‬‬ ‫يوم القيامة زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا‬
‫[األثر‪ ]134 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قول ه‪( :‬من لم‬
‫يؤمن بقضائي‪ ،‬ولم يصبر على بالئي‪ ،‬ولم يشكر نعمائي فليتّخذ ربّ ا س وائي‪ ..‬ومن‬
‫أصبح حزينا على ال ّدنيا‪ ،‬فقد أص بح س اخطا عل ّي‪ ..‬ومن تواض ع لغ ن ّي ألج ل غن اه‬
‫ذهب ثلثا دينه)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]135 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى عليه السالم قوله‪( :‬يا ابن آدم‬
‫ما من يوم جديد إال ويأتي فيه رزقك من عندي‪ ،‬وما من ليلة إاّل وتأتي المالئك ة من‬
‫ي صاعد)(‪)3‬‬ ‫عندك بعمل قبيح‪ ،‬خيري إليك نازل وشرّك إل ّ‬
‫[األثر‪ ]136 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموسى علي ه الس الم قول ه‪( :‬ي ا ب ني‬
‫آدم! أطيعوني بقدر حاجتكم إل ّي واعصوني بقدر صبركم على النّار‪ ،‬واعملوا لل ّدنيا‬
‫بقدر لبثكم فيها‪ ،‬وتزوّدوا لآلخرة بقدر مكثكم فيها)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]137 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬ي ا ب ني‬
‫آدم! زارع وني وع املوني وأس لفوني أربّحكم عن دي م ا ال عين رأت‪ ،‬وال أذن‬
‫سمعت وال خطر على قلب بشر)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]138 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم! أخرج حبّ ال ّدنيا من قلبك‪ ،‬فإنّه ال يجتمع حبّ ال ّدنيا وحبّي في قلب واحد أب دا)‬
‫(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]139 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم! اعمل بما أمرتك وانته ع ّما نهيتك‪ ،‬أجعلك حيّا ال تموت أبدا)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]140 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم! أكثر من ال ّزاد إلى طريق بعيد‪ ،‬وخفّف الحمل فالصّراط دقيق‪ ،‬وأخلص العم ل‬
‫فإن النّاقد بصير‪ ،‬وأ ّخر نومك إلى القبور‪ ،‬وفخرك إلى الم يزان ول ّذاتك إلى الجنّ ة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ي باالستهانة بال ّدنيا تبعد عن النّار)(‪)8‬‬
‫وكن لي أكن لك‪ ،‬وتقرّب إل ّ‬
‫[األثر‪ ]141 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬ي ا ابن‬
‫آدم! ليس من انكسر مركبه وبقي على لوحة في البح ر ب أعظم مص يبة من ك‪ ،‬ألنّ ك‬
‫من ذنوبك على يقين ومن عملك على خطر)(‪)9‬‬
‫[األثــر‪ ]142 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬عظّم‬

‫‪ )(1‬موسوعة الكلمة‪.1/426 :‬‬


‫‪ )(2‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(3‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(4‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(5‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(6‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(7‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(8‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪ )(9‬الكشكول‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/394 :‬‬
‫‪141‬‬
‫الحكمة‪ ،‬فإنّي لم أجعل الحكمة في قلب أح د‪ ،‬إاّل وأردت أن أغف ر ل ه‪ ..‬فلتعلمه ا‪ ،‬ث ّم‬
‫اعمل بها‪ ،‬ث ّم ابذلها‪ ،‬كي تنال كرامتي في ال ّدنيا واآلخرة)(‪)1‬‬
‫[األثــر‪ ]143 :‬روي أن هللا تع الى أوحى لموس ى علي ه الس الم قوله‪( :‬ق ل‬
‫لصاحب المال الكث ير ال يغ ت ّر بك ثرة مال ه وغن اه‪ ،‬ف إن اغ ت ّر فليطعم الخل ق غ داء‬
‫وعشاء‪ ،..‬وقل لصاحب العلم ال يغت ّر بكثرة علمه‪ ،‬فإن اغت ّر فليعلم أنّه متى يموت‪..‬‬
‫ر فليد فع الموت عن نفسه)(‪)2‬‬ ‫ي ال يغت ّر بقوّته‪ ،‬فإن اغت ّ‬
‫وقل لصاحب العضد القو ّ‬
‫[األثر‪ ]144 :‬روي أنه لما بعث هللا موسى وهارون إلى فرعون ق ال لهم ا‪:‬‬
‫(ال يروعكما لباسه فإن ناصيته بيدي‪ ،‬وال يعجبكما ما متع به من زهرة الحياة الدنيا‬
‫وزينة المسرفين‪ ،‬فلو ش ئت زينتكم ا بزين ة يع رف فرع ون حين يراه ا أن مقدرت ه‬
‫تعجز عنها‪ ،‬ولكني أرغب بكما عن ذلك فأزوي أي أنحي الدنيا عنكما وكذلك أفع ل‬
‫بأوليائي‪ ،‬إني الذودهم أي أدفعهم عن نعيمها‪ ،‬كم ا ي ذود ال راعي غنم ه عن مرات ع‬
‫الهلكة‪ ،‬وإني ألجنبهم سلوكها‪ ،‬كما يجنب الراعي الشفيق إبله من موارد الغرة‪ ،‬وما‬
‫ذاك لهوانهم علي‪ ،‬ولكن ليستكملوا نصيبهم من كرامتي س الما م وفرا‪ ..‬إنم ا ي تزين‬
‫لي أوليائي بالذل والخشوع والخوف الذي ينبت في قل وبهم فيظه ر على أجس ادهم‪،‬‬
‫فهو شعارهم ودثارهم الذي يستشعرون‪ ،‬ونجاتهم التي بها يفوزون‪ ،‬ودرجاتهم التي‬
‫ي أملون‪ ،‬ومج دهم ال ذي ب ه يفخ رون‪ ،‬وس يماهم ال تي به ا يعرف ون‪ ،‬ف إذا لقيتهم ي ا‬
‫موسى!‪ ..‬فاخفض لهم جناحك‪ ،‬وألن لهم جانبك‪ ،‬وذلل لهم قلبك ولس انك‪ ،‬واعلم أن ه‬
‫من أخاف لي أوليائي فقد بارزني بالمحاربة‪ ،‬ثم أنا الثائر لهم يوم القيامة)(‪)3‬‬

‫ثانيا‪ .‬الهدى المقدس لداود عليه السالم‪:‬‬


‫وهو من األنبياء الذين نجد اهتماما كب يرا من ل دن المح دثين ب ذكر م ا أوحي‬
‫إليهم‪ ،‬وذلك بسبب ذكره في الق رآن الك ريم‪ ،‬وذك ر بعض م ا أوحي إلي ه في ه‪ ،‬ومن‬
‫األحاديث واآلثار الواردة في هذا‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث المقبولة‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]233 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أوحى هللا إلى داود علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ي ا‬
‫إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأح ّكمه‪ ،‬قال داود عليه السّالم‪ :‬وم ا تل ك‬‫داود! ّ‬
‫ق تم رة‪ ،‬فق ال داود علي ه‬ ‫الحسنة؟ قال‪ :‬كربة ينفّسها عن مؤمن‪ ،‬بقدر تم رة‪ ،‬أو بش ّ‬
‫ق لمن عرفك أن ال يقطع رجاءه منك)(‪)4‬‬ ‫السّالم‪ :‬يا رب! ح ّ‬
‫[الحديث‪ ]234 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أوحى هللا إلى داود علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ي ا‬
‫إن العبد ليأتيني بالحسنة يوم القيامة فأح ّكمه بها في الجنّة‪ ،‬قال داود‪ :‬ي ا رب!‬
‫داود‪ّ ،‬‬
‫‪ )(1‬منية المريد في آداب المفيد والمستفيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/387 :‬‬
‫‪ )(2‬الغيبة للشهيد الثاني‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/391 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/49 :‬والعدة ص‪.113‬‬
‫‪ )(4‬عيون أخبار الرضا‪ ،‬ومعاني األخبار‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/196 :‬‬
‫‪142‬‬
‫وما هذا العبد الذي يأتيك بالحسنة يوم القيامة فتحكمه بها في الجنة؟ قال‪ :‬عبد مؤمن‬
‫سعى في حاجة أخيه المسلم‪ ،‬أحبّ قضاءها‪ ،‬قضيت أو لم تقض)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]235 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أوحى هللا عزوج ل إلى داود علي ه‬
‫السالم‪ :‬يا داود كم ا التض يق الش مس على من جلس فيه ا ك ذلك التض يق رحم تي‬
‫على من دخل فيها‪ ،‬وكما التضر الطيرة من ال يتطير منها كذلك ال ينجو من الفتن ة‬
‫المتطيرون‪ ،‬وكما أن أقرب الناس مني يوم القيامة المتواض عون ك ذلك أبع د الن اس‬
‫مني يوم القيامة المتكبرون)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]236 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ق ال هللا عزوج ل ل داود علي ه الس الم‪:‬‬
‫أحبني وحببني إلى خلقي‪ ،‬قال‪ :‬يارب نعم أنا أحب ك فكي ف أحبب ك إلى خلق ك؟ ق ال‪:‬‬
‫اذكر أيادي عندهم فإنك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني)(‪)3‬‬
‫الس الم‪ :‬ي ا داود!‬‫[الحديث‪ ]237 :‬قال اإلمام علي‪( :‬أوحى هللا إلى داود عليه ّ‬
‫تريد وأريد‪ ..‬وال يكون إال ما أريد‪ ..‬فإن سلّمت لما أريد أعطيت ك م ا تري د‪ ..‬وإن لم‬
‫تسلّم لما أريد أتعبتك فيما تريد‪ ..‬وال يكون إاّل ما أريد)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]238 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬وإن ش ئت ثلّثت ب داود علي ه الس الم‬
‫صاحب المزامير‪ ،‬وقارئ أهل الجنة‪ ،‬فلقد كان يعمل سفائف الخوص بي ده‪ ،‬ويق ول‬
‫لجلسائه‪ :‬أيّكم يكفيني بيعها؟‪ ..‬ويأكل قرص الشعير من ثمنها)(‪)5‬‬
‫الس الم‪ :‬م ا‬‫[الحــديث‪ ]239 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬أوحى هللا إلى داود علي ه ّ‬
‫اعتص م بي أح د من عب ادي‪ ،‬دون أح د من خلقي‪ ،‬ع رفت ذل ك من نيّت ه‪ ،‬ث ّم تكي ده‬
‫بينهن‪ ..‬وما اعتص م أح د‬ ‫ّ‬ ‫فيهن‪ ،‬إال جعلت له المخرج م ّما‬ ‫ّ‬ ‫السّماوات واألرض ومن‬
‫الس ماوات‬ ‫من عبادي‪ ،‬بأحد من خلقي‪ ،‬عرفت ذل ك من نيّت ه‪ ،‬إال قطعت ل ه أس باب ّ‬
‫ي واد هلك)(‪)6‬‬ ‫من يديه‪ ..‬وأسخت األرض من تحته‪ ..‬ولم أبال بأ ّ‬
‫الس الم في‬ ‫[الحديث‪ ]240 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬إن هللا أوحى إلى داود علي ه ّ‬
‫شأن قومه‪ :‬بلّغ قومك‪ :‬أنّه ليس من عبد منهم آمره بط اعتي فيطيع ني‪ ،‬إاّل ك ان حقّ ا‬
‫عل ّي أن أطيعه وأعينه على طاعتي‪ ..‬وإن سألني أعطيته‪ ..‬وإن دع اني أجبت ه‪ ..‬وإن‬
‫اعتص م بي عص مته‪ ..‬وإن اس تكفاني كفيت ه‪ ..‬وإن تو ّك ل عل ّي حفظت ه من وراء‬
‫عورته‪ ..‬وإن كاده جميع خلقي كنت دونه)(‪)7‬‬
‫(إن داود ق ال لس ليمان‪ :‬ي ا ب ني‪ ..‬إي اك‬ ‫[الحديث‪ ]241 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪ّ :‬‬
‫ً‬
‫فإن كثرة الضحك تترك العبد حقيرا ي وم القيام ة‪ ..‬ي ا ب ني‪ ..‬علي ك‬ ‫وكثرة الضحك‪ّ ،‬‬

‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬والمجالس‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/198 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)34 /14‬امالي الصدوق‪.183 :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)38 /14‬‬
‫‪ )(4‬التوحيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/55 :‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،14/15 :‬والنهج ‪.1/293‬‬
‫‪ )(6‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/78 :‬‬
‫‪ )(7‬ع ّدة الداعي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/133 :‬‬
‫‪143‬‬
‫فإن الندامة على ط ول الص مت م رة واح دة‪ ،‬خ ي ٌر من‬ ‫بطول الصمت إال من خير‪ّ ،‬‬
‫أن الكالم ك ان من فض ة ك ان ينبغي‬ ‫الندامة على كثرة الكالم م رات‪ ..‬ي ا ب ني‪ ..‬ل و ّ‬
‫للصمت أن يكون من ذهب)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]242 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان في بني إس رائيل عاب ٌد ف أُعجب ب ه‬
‫داود عليه السالم‪ ،‬ف أوحى هللا تب ارك وتع الى إلي ه‪ :‬ال يعجب ك ش ي ٌء من أم ره فإن ه‬
‫ُمرا ٍء)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]243 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬بينا داود عليه السالم جالسٌ وعنده ش اب‬
‫رث الهيئة يكثر الجلوس عنده ويطيل الصمت‪ ،‬إذ أتاه ملك الموت فسلّم عليه‪ ،‬وأح ّد‬ ‫ّ‬
‫ملك الموت النظر إلى الشاب‪ ،‬فقال داود عليه السالم‪ :‬نظرت إلى هذا؟‪ ..‬فقال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫إني أُم رت بقبض روح ه إلى س بعة أي ام في ه ذا الموض ع‪ .‬فرحم ه داود فق ال‪ :‬ي ا‬
‫شاب‪ ..‬هل لك امرأة؟‪ ..‬قال‪ :‬ال وما تزوجت قط‪ ،‬قال داود‪ :‬ف أت فالن ا ـ رجال ك ان‬
‫إن داود ي أمرك أن تزوج ني ابنت ك وت دخلها‬ ‫عظيم القدر في بني إسرائيل ـ فقل له‪ّ :‬‬
‫الليلة‪ ،‬وخذ من النفقة ما تحتاج إليه وكن عندها‪ ،‬فإذا مض ت س بعة أي ام فواف ني في‬
‫ه ذا الموض ع؛ فمض ى الش اب برس الة داود علي ه الس الم فزوّج ه الرج ل ابنت ه‬
‫وأدخلوها عليه وأقام عندها سبعة أيام‪ ،‬ثم وافى داود ي وم الث امن‪ ،‬فق ال ل ه داود‪ :‬ي ا‬
‫شاب‪ ..‬كيف رأيت ما كنت فيه؟‪ ..‬قال‪ :‬ما كنت في نعم ة وال س رور ق طّ أعظم مم ا‬
‫كنت فيه‪ ،‬قال داود‪ :‬اجلس فجلس‪ ،‬وداود ينتظ ر أن يُقبض روح ه‪ ،‬فلم ا ط ال ق ال‪:‬‬
‫انصرف إلى منزل ك فكن م ع أهل ك‪ ،‬ف إذا ك ان ي وم الث امن فواف ني ههن ا‪ ..‬فمض ى‬
‫الشاب ثم وافاه يوم الث امن وجلس عن ده‪ ،‬ثم انص رف أس بوعا آخ ر ثم أت اه وجلس‪،‬‬
‫فجاء ملك الم وت داود‪ ،‬فق ال داود ص لوات هللا علي ه‪ :‬ألس ت ح ّدثتني بأن ك أُم رت‬
‫بقبض روح هذا الشاب إلى سبعة أيام؟‪ ..‬قال‪ :‬بلى‪ ،‬فقال‪ :‬قد مض ت ثماني ة وثماني ة‬
‫إن هللا تعالى رحمه برحمتك له‪ ،‬فأ ّخر في أجل ه ثالثين س نة)‬ ‫وثمانية‪ ،‬قال‪ :‬يا داود‪ّ ،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]244 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬في حكمة آل داود‪ :‬يا ابن آدم كيف تتكلم‬
‫بالهدى وأنت التفيق عن الردى؟! يا ابن آدم أصبح قلبك قاس يا‪ ،‬ولعظم ة هللا ناس يا‪،‬‬
‫فلو كنت باهلل عالما وبعظمته عارفا لم تزل منه خائفا ولموعده راجيا‪ ،‬ويح ك كي ف‬
‫التذكر لحدك وانفرادك فيه وحدك؟!)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]245 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى داود علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ي ا‬
‫إن عبدي المؤمن‪ ،‬إذا أذنب ذنب ا ث ّم ت اب من ذل ك ال ّذنب‪ ،‬واس تحيا منّي عن د‬
‫داود! ّ‬
‫ذك ره‪ ،‬غف رت ل ه‪ ..‬وأنس يته الحفظ ة‪ ..‬وأبدلت ه حس نة‪ ..‬وال أب الي‪ ..‬وأن ا أرحم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/35 :‬وقرب اإلسناد ص‪.33‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/42 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،112 /4 :‬عن‪ :‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)36 /14‬االمالي‪.126 :‬‬
‫‪144‬‬
‫الرّاحمين)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]246 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا تع الى إلى داود علي ه‬
‫السالم‪ :‬إنك نِع َم العبد لوال أنك تأكل من بيت المال‪ ،‬وال تعمل بيدك شيئا‪ ،‬فبكى داود‬
‫عليه السالم ف أوحى هللا تع الى إلى الحدي د أن‪ :‬لِ ْن لعب دي داود‪ ،‬ف أالن هللا تع الى ل ه‬
‫الحديد‪ ،‬فكان يعمل ك ّل يوم درعا ً فيبيعها ب ألف درهم‪ ،‬فعم ل علي ه الس الم ثالثمائ ة‬
‫وستين درعا فباعها بثالثمائة وستين ألفا‪ ،‬واستغنى عن بيت المال)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]247 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال داود الن بي علي ه الس الم‪ :‬ألعب ّ‬
‫دن‬
‫وألقرأن قراءةً لم أفعل مثلها قطّ‪ ،‬فدخل محرابه ففعل‪ ،‬فل ّما فرغ من‬
‫ّ‬ ‫هللا اليوم عبادةً‪،‬‬
‫صالته إذا هو بضفدع في المحراب‪ ،‬فقال له‪ :‬ي ا داود‪ ..‬أعجب ك الي وم م ا فعلت من‬
‫عبادتك وقراءتك؟‪ ..‬فقال‪ :‬نعم‪ ..‬فقال‪ :‬ال يعجبنّك‪ ،‬ف إني أس بّح هللا في ك ل ليل ٍة أل ف‬
‫تسبيح ٍة‪ ،‬يتشعب لي مع ك ّل تسبيح ٍة ثالثة آالف تحميدة‪ ،‬وإني ألكون في قع ر الم اء‬
‫فيصوّت الطير في الهواء فأحسبه جائعا‪ ،‬فأطفو له على الماء ليأكلني وم ا لي ذنبٌ )‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]248 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن هللا أوحى إلى داود علي ه ّ‬
‫الس الم‬
‫أن‪ :‬اتّخذ وصيّا من أهلك‪ ..‬فإنّه قد سبق في علمي أن ال أبعث نبيّا إاّل وله وص ّي من‬
‫أهله‪ ،‬وكان لداود أوالد عدة؛ فأوحى هللا إليه‪ :‬يا داود! ال تعج ل‪ ،‬حتّى يأتي ك أم ري‬
‫فلم يلبث داود أن ورد علي ه خص مان يختص مان‪ ،‬في الغنم والك رم ف أوحى هللا إلى‬
‫داود‪ :‬اجمع ولدك‪ ..‬فمن قضى منهم بهذه القضيّة‪ ،‬فهو وصيّك‪ ،‬ثم إن سليمان قضى‬
‫إن القضاء في ه ذه القض يّة‬ ‫فيها قضاءه‪ ،‬فأوحى هللا إلى داود عليه السّالم‪ :‬يا داود! ّ‬
‫ما قضى به سليمان‪ ...‬يا داود! أردت أمرا وأردنا غيره)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]249 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا تعالى إلى داود عليه السّالم‪:‬‬
‫إن أولئ ك‬‫ال تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بال ّدنيا‪ ،‬فيص ّدك عن طري ق محبّ تي‪ ..‬ف ّ‬
‫إن أدنى ما أنا صانع بهم‪ :‬أن أن زع حالوة مناج اتي‬ ‫قطّاع طريق عبادي المؤمنين‪ّ ..‬‬
‫من قلوبهم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]250 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن داود سأل رب ه أن يري ه قض ية من‬
‫إن الّذي سألتني لم أطلع عليه أحدا من خلقي‬ ‫قضايا اآلخرة فأوحى هللا إليه‪ :‬يا داود! ّ‬
‫وال ينبغي أن يقضي به أحد غيري‪ ،‬فلم يمنعه أن عاد فسأل ذلك ثالث مرات‪ ،‬فأت اه‬
‫جبريل‪ ،‬فقال‪ :‬يا داود! لقد س ألت ربّ ك ش يئا لم يس أله أح د من خلق ه‪ ،‬وال ينبغي أن‬
‫إن أول‬‫يقضي به أحد غ يره‪ ،‬ق د أج اب هللا دعوت ك‪ ،‬وأعط اك م ا س ألت‪ .‬ي ا داود‪ّ :‬‬
‫خصمين يردان عليك غدا‪ ،‬القضية فيهما من قضايا اآلخرة‪ ..‬فلما أص بح داود علي ه‬

‫‪ )(1‬ثواب األعمال‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/50 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/13 :‬والفقيه ص‪.355‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/16 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/101 :‬‬
‫‪ )(5‬علل الشرائع والكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/149 :‬‬
‫‪145‬‬
‫السّالم‪ ،‬جلس في مجلس القضاء‪ ،‬فأتاه شيخ متعلق بشاب‪ ،‬وفي يد الشاب عنقود من‬
‫عنب‪ .‬فقال الشيخ‪ :‬يا نبي هللا! إن هذا دخل بس تاني‪ ،‬وخ رّب ك رمي‪ ،‬وه ذا العنق ود‬
‫أخذه بغير إذني‪ .‬فقال داود عليه السّالم للشاب‪ :‬ما تقول؟ فأق ّر الشاب أنه فع ل ذل ك‪،‬‬
‫فأوحى هللا إلى داود‪ :‬يا داود‪ ،‬إنّي كشفت لك قضيّة من قضايا اآلخرة‪ ،‬فقض يت به ا‬
‫الش يخ‬‫إن ه ذا ّ‬ ‫بين ال ّشيخ والغالم‪ ،‬لم يحتملها قلبك‪ ،‬ولم يرض بها قوم ك‪ ،‬ي ا داود‪ّ ،‬‬
‫اقتحم على أبي ه ذا الغالم في بس تانه فقتل ه‪ ،‬واغتص ب بس تانه‪ ،‬وأخ ذ من ه أربعين‬
‫ألف درهم‪ ،‬فدفنها في جانب بستانه‪ ..‬فادفع إلى ال ّشابّ سيفا‪ ،‬ومره أن يضرب عن ق‬
‫ال ّشيخ‪ ..‬وادفع إليه البستان‪ ،‬ومره أن يحفر في موضع كذا وكذا فيأخ ذ مال ه‪ ،‬فف زع‬
‫داود وجمع إليه علماء أصحابه‪ ،‬وأخبرهم بالخبر‪ ،‬وأمض ى القض ية على م ا أوحى‬
‫هللا ع ّز وجل إليه‪ .‬فعجب الناس‪ ،‬وتحدثوا حتى بلغ داود عليه السّالم‪ ،‬ف دعا رب ه أن‬
‫يرفع ذل ك‪ ،‬ففع ل‪ .‬ثم أوحى هللا تع الى إلي ه أن‪ :‬احكم بينهم بالبيّن ات‪ ..‬وأض فهم إلى‬
‫اسمي يحلفون به)(‪)1‬‬
‫(إن داود عليه السالم خ رج ذات ي وم‬ ‫[الحديث‪ ]251 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫يقرأ الزبور‪ ،‬وك ان إذا ق رأ الزب ور ال يبقى جب ٌل وال حج ٌر وال ط ائ ٌر وال س ب ٌع إال‬
‫بي عاب ٌد يُق ال ل ه‬‫جاوبه‪ ،‬فما زال يم ّر حتى انتهى إلى جبل‪ ،‬فإذا على ذلك الجب ل ن ٌّ‬
‫ي الجبال وأصوات السباع والطير علم أنه داود علي ه الس الم‪،‬‬ ‫حزقيل‪ ،‬فلما سمع دو ّ‬
‫فقال داود‪ :‬يا حزقيل‪ ..‬أتأذن لي فأص عد إلي ك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬فبكى داود علي ه الس الم‪،‬‬
‫فأوحى هللا ج ّل جالله إليه‪ :‬ي ا حزقي ل‪ ..‬ال تعيّ ر داود وس لني العافي ة‪ ،‬فق ام حزقي ل‬
‫فأخذ بيد داود فرفعه إليه‪ ..‬فقال داود‪ :‬يا حزقيل‪ ..‬هل هممت بخطيئة قطّ؟‪ ..‬قال‪ :‬ال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة هللا ع ّز وج لّ؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬فه ل‬
‫ركنت إلى ال دنيا ف أحببت أن تأخ ذ من ش هوتها ول ذتها؟‪ ..‬ق ال‪ :‬بلى‪ ،‬ربم ا ع رض‬
‫بقلبي‪ ،‬قال‪ :‬فماذا تصنع إذا كان ذلك؟‪ ..‬قال‪ :‬أدخل هذا الشعب فأعتبر بما فيه‪.‬‬
‫فدخل داود النبي علي ه الس الم الش عب‪ ،‬ف إذا س ري ٌر من حدي د علي ه جمجم ةٌ‬
‫بالية‪ ،‬وعظا ٌم فانيةٌ‪ ،‬وإذا لو ٌح من حديد فيه كتابةٌ‪ ،‬فقرأها داود عليه السالم فإذا هي‪:‬‬
‫أنا أروى سلم ملكت كثيرا‪ ،‬فكان آخر أم ري أن ص ار ال تراب فراش ي‪ ،‬والحج ارة‬
‫وسادتي‪ ،‬والديدان والحيّات جيراني‪ ،‬ف َمن رآني فال يغت ّ‬
‫ر بالدنيا)(‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫[الحديث‪ ]252 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ل و أخ ذت أح دا ي زعم أن داود علي ه‬
‫السالم يضع يده عليها لحددته ح ّدين‪ :‬ح ّداً للنبوة‪ ،‬وح ّداً لما رماه به)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]253 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا ع ز وج ل إلى داود علي ه‬
‫السالم‪ :‬إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي‪ ،‬فقال داود عليه السالم‪ :‬يا‬
‫ربّ ‪ ..‬وما تلك الحسنة؟‪ ..‬قال‪ :‬يدخل على عبدي المؤمن س روراً ول و بتم رة‪ ،‬فق ال‬

‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/201 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/25 :‬وإكمال الدين ص‪ ،289‬أمالي الصدوق ص‪.61‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/26 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪146‬‬
‫منك)(‪)1‬‬ ‫ق لمن عرفك أن ال ينقطع رجاؤه‬ ‫داود عليه السالم‪ :‬ح ّ‬
‫[الحديث‪ ]254 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا تعالى إلى داود عليه السالم‪:‬‬
‫ب ّشر فالنة بالجنة‪ ،‬وأعل ْمها أنها قرينتك في الجنة‪ ،‬فانطلق إليها فق رع الب اب عليه ا‪،‬‬
‫فخرجت وقالت‪ :‬هل نزل ف ّي شي ٌء؟‪ ..‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالت‪ :‬وما هو؟‪ ..‬قال‪ّ :‬‬
‫إن هللا تعالى‬
‫ك بالجنة‪ ،‬ق الت‪ :‬أو يك ون اس ٌم‬ ‫أوحى إل ّي وأخبرني أنك قرينتي في الجنة وأن أب ّشر ِ‬
‫وافق اسمي؟‪ ..‬قال‪ :‬إنك ألنت هي‪ ،‬قالت‪ :‬يا نبي هللا‪ ..‬ال أكذبك‪ ،‬ولكن ال أعرف من‬
‫ريرتك م ا‬
‫ِ‬ ‫نفسي ما وصفتني به‪ ..‬قال داود عليه السالم‪ :‬أخبريني عن ض ميرك ِوس‬
‫هو؟‪ ..‬قالت‪ :‬أما هذا فسأخبرك به‪ ،‬أخبرك أنه لم يصبني وج ٌع قطّ نزل بي كائن ا م ا‬
‫كان‪ ،‬وما نزل ض ٌّر بي وحاجة وجوع كائنا ما كان إال ص برت علي ه‪ ،‬وش كرت هللا‬
‫ت‪ ،‬ثم قال اإلمام الص ادق‪:‬‬ ‫ت ما بلغ ِ‬ ‫عليها وحمدته‪ ،‬فقال داود عليه السالم‪ :‬فبهذا بلغ ِ‬
‫وهذا دين هللا الذي ارتضاه للصالحين)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]255 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬في حكمة آل داود علي ه الس الم‪ :‬على‬
‫العاقل أن يكون عارفا ً بزمانه‪ ،‬مقبالً على شأنه‪ ،‬حافظا ً للسانه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]256 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال هللا ع ّز وج ّل لداود عليه السالم‪ :‬يا‬
‫داود‪..‬ب ّشر المذنبين‪ ،‬وأنذر الص ّديقين‪ ،‬قال‪ :‬كيف أُب ّشر المذنبين وأُنذر الص ّديقين؟‪..‬‬
‫قال‪ :‬يا داود‪ ..‬ب ّشر المذنبين أني أقبل التوبة وأعفو عن الذنب‪ ،‬وأن ذر الص ّديقين أن‬
‫ال يعجبوا بأعمالهم‪ ،‬فإنه ليس عب ٌد أنصبه للحساب إال هلك)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]257 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا ع ّز وج ّل إلى داود علي ه‬
‫السالم‪ :‬ما اعتصم بي عب ٌد من عبادي دون أح ٍد من خلقي ع رفت ذل ك من نيّت ه‪ ،‬ثم‬
‫تكيده السماوات واألرض و َمن فيهن‪ ،‬إال جعلت له المخرج من بينهن‪ ..‬وما اعتصم‬
‫عب ٌد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيّته‪ ،‬إال قطعت أسباب السماوات من‬
‫وأسخت األرض من تحته‪ ،‬ولم أبال بأي وا ٍد تهالك)(‪)5‬‬ ‫ْ‬ ‫يديه‪،‬‬
‫[الحــديث‪ ]258 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا عزوج ل إلى داود علي ه‬
‫السالم‪ :‬ما اعتصم بي عبد من عب ادي دون أح د من خلقي ع رفت ذل ك من نيت ه ثم‬
‫تكيده السماوات واالرض ومن فيهن إال جعلت له المخ رج من بينهن‪ ،‬وم ا اعتص م‬
‫عبد من عبادي بأحد من خلقي عرفت ذلك من نيته إال قطعت أسباب الس ماوات من‬
‫يديه وأسخت االرض من تحته‪ ،‬ولم أبال بأي واد تهالك)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]259 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا تب ارك وتع الى إلى داود‬
‫علي ه الس الم‪ :‬ق ل للجب ارين‪ :‬ال ي ذكروني‪ ،‬فإن ه الي ذكرني عب د إال ذكرت ه‪ ،‬وإن‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/35 :‬وأمالي الصدوق ص‪.359‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/39 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/39 :‬وأصول الكافي ‪.2/116‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،14/40 :‬وأصول الكافي ‪.2/214‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،14/41 :‬وأصول الكافي ‪.2/63‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)41 /14‬اصول الكافي ‪.63 :2‬‬
‫‪147‬‬
‫فلعنتهم)(‪)1‬‬ ‫ذكروني ذكرتهم‬
‫[الحديث‪ ]260 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن هللا تع الى أوحى إلى داود علي ه‬
‫الس الم‪ :‬إن العب اد تح ابوا بااللس ن‪ ،‬وتباغض وا ب القلوب‪ ،‬وأظه روا العم ل لل دنيا‪،‬‬
‫وأبطنوا الغش والدغل)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]261 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا تعالى إلى داود عليه السالم‪:‬‬
‫اذكرني في أيام سرائك حتى أستجيب لك في أيام ضرائك)(‪)3‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة‪:‬‬
‫من اآلثار التي نرى عدم الحرج في قبولها‪ ،‬بناء على معانيها‪ ،‬اآلثار التالية‪:‬‬
‫[األثر‪ ]145 :‬روي أن هللا تعالى قال لداود عليه السالم‪( :‬ي ا داود‪َ ..‬م ْن أحبّ‬
‫حبيبا ً ص ّدق قوله‪ ،‬و َم ْن رضي بحبيب رضي فعله‪ ،‬و َم ْن وثق بح بيب اعتم د علي ه‪،‬‬
‫و َم ْن اشتاق إلى حبيب ج ّد في السير إليه)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]146 :‬روي أن هللا تعالى ق ال ل داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪..‬ذك ري‬
‫للذاكرين‪ ،‬وجنتي للمطيعين‪ ،‬وحبي للمشتاقين‪ ،‬وأنا خاصة للمحبين)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]147 :‬روي أن هللا تعالى قال ل داود علي ه الس الم‪( :‬أه ل ط اعتي في‬
‫ضيافتي‪ ،‬وأهل ش كري في زي ادتي‪ ،‬وأه ل ذك ري في نعم تي‪ ،‬وأه ل معص يتي ال‬
‫وإن مرض وا فأن ا‬ ‫وإن دعوا فأنا مجيبهم‪ْ ،‬‬ ‫إن تابوا فأنا حبيبهم‪ْ ،‬‬ ‫أويسهم من رحمتي‪ْ ،‬‬
‫طبيبهم‪ ،‬أداويهم بالمحن والمصائب ألطهرهم من الذنوب والمعايب)(‪)6‬‬
‫أن هللا أوحى إلى داود علي ه الس الم‪َ ( :‬من أحبّ حبيب ا ً‬ ‫[األثــر‪ ]148 :‬روي ّ‬
‫ب اعتم د‬ ‫ب قب ل قول ه ورض ي فعل ه‪ ،‬و َمن وث ق بح بي ٍ‬ ‫ص ّدق قول ه‪ ،‬و َمن آنس بح بي ٍ‬
‫ب ج ّد في السير إليه)(‪)7‬‬ ‫عليه‪ ،‬و َمن اشتاق إلى حبي ٍ‬
‫أن هللا أوحى إلى داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬ذك ري‬ ‫[األثــر‪ ]149 :‬روي ّ‬
‫للذاكرين‪ ،‬وجنتي للمطيعين‪ ،‬وزيارتي للمشتاقين‪ ،‬وأنا خاصة للمطيعين)(‪)8‬‬
‫أن داود عليه السالم خرج مص حراً منف رداً‪ ،‬ف أوحى هللا‬ ‫[األثر‪ ]150 :‬روي ّ‬
‫إليه‪( :‬يا داود‪ ..‬ما لي أراك وح دانيا؟‪ ..‬فق ال‪ :‬إلهي‪ ..‬اش ت ّد الش وق م ني إلى لقائ ك‪،‬‬
‫ق‬‫وحال بيني وبينك خلق ك‪ ،‬ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬ارج ع إليهم‪ ..‬فإن ك إن ت أتني بعب ٍد آب ٍ‬
‫أثبتك في اللوح حميدا)(‪)9‬‬
‫أن هللا أوحى إلى داود علي ه الس الم‪َ ( :‬من انقط ع إل ّي‬ ‫[األثـــر‪ ]151 :‬روي ّ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)42 /14‬عن فالح السائل‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)37 /14‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)37 /14‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،74/42 :‬وعدة الداعي ص‪.186‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،74/42 :‬وعدة الداعي ص‪.186‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،74/42 :‬وعدة الداعي ص‪.186‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،14/40 :‬وإرشاد القلوب ‪.1/73‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار‪ ،14/40 :‬وإرشاد القلوب ‪.1/73‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار‪ ،14/41 :‬وإرشاد القلوب ‪.1/208‬‬
‫‪148‬‬
‫كفيته‪ ،‬و َمن سألني أعطيته‪ ،‬و َمن دعاني أجبته‪ ،‬وإنما أؤخر دعوته وهي معلّق ةٌ وق د‬
‫استجبتها حتى يتم قضائي‪ ،‬فإذا تم قضائي أنفذت ما سأل‪ ،‬ق ل للمظل وم‪ :‬إنم ا أؤخ ر‬
‫دعوتك وقد استجبتها لك على من ظلم ك لض روب كث يرة غ ابت عن ك‪ ،‬وأن ا أحكم‬
‫الحاكمين‪ :‬إما أن تك ون ق د ظلمت رجال ف دعا علي ك‪ ،‬فتك ون ه ذه به ذه ال ل ك وال‬
‫عليك‪ ،‬وإما أن تكون لك درجةٌ في الجنة ال تبلغها عندي إال بظلمه لك‪ ،‬ألني أخت بر‬
‫عبادي في أموالهم وأنفسهم)(‪)1‬‬
‫أن هللا أوحى إلى داود علي ه الس الم‪( :‬ربم ا أمرض ت‬ ‫[األثــر‪ ]152 :‬روي ّ‬
‫العب د فقلت ص الته وخدمت ه‪ ،‬ولص وته إذا دع اني في كربت ه أحبّ إل ّي من ص الة‬
‫المصلّين‪ ،‬ولربما صلّى العبد فأضرب بها وجهه وأحجب عني ص وته‪ ..‬أت دري من‬
‫ذلك يا داود؟‪ ..‬ذلك الذي يكثر االلتفات إلى ح رم المؤم نين بعين الفس ق‪ ..‬كم ركع ة‬
‫طويلة فيها بكا ٌء بخشية قد صالّها صاحبها ال تساوي عن دي ف تيالً حين نظ رت في‬
‫قلبه فوجدته أن سلّم من الصالة‪ ،‬وبرزت له ام رأةٌ وعرض ت علي ه نفس ها أجابه ا‪،‬‬
‫ٌ‬
‫مؤمن خانه)(‪)2‬‬ ‫وإن عامله‬
‫[األثر‪ ]153 :‬روي أن هللا تعالى قال لداود عليه السالم‪( :‬ي اداود اس مع م ني‬
‫ما أقول والحق أقول‪ ،‬من أتاني وهو يحبني أدخلته الجنة‪ ..‬ومن أتاني وهو مس تحي‬
‫من المعاصي التي عصاني بها غفرتها له‪ ،‬وأنسيتها حافظيه)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]154 :‬روي أن هللا تعالى قال لداود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬ص فني‬
‫ل شيء قدير)(‪)4‬‬ ‫لخلقي بالكرم والرّحمة‪ ،‬وأنّي على ك ّ‬
‫[األثر‪ ]155 :‬روي أن هللا تع الى ق ال ل داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬من ذا‬
‫ي فطردته عن باب إنابتي؟)(‪)5‬‬ ‫الّذي انقطع إل ّي فخيّبته؟ أو من ذا الّذي أناب إل ّ‬
‫[األثر‪ ]156 :‬روي أن هللا أوحى لداود علي ه الس الم مخاطب ا ب ني إس رائيل‪:‬‬
‫(م ا لكم ال تق ّدس ون هّللا وه و مص وّركم وخ القكم على أل وان ش تّى؟‪ ..‬م ا لكم ال‬
‫تحفظون طاعة هّللا آناء اللّيل والنّهار وال تطردون المعاص ي عن قل وبكم؟ ك أنّكم ال‬
‫أن دني اكم باقي ة ال ت زول وال تنقط ع‪ ،‬ولكم في الجنّ ة عن دي‪ ،‬أوس ع‬ ‫تموت ون‪ ،‬وك ّ‬
‫وأخصب ل و عقلتم وتف ّك رتم‪ ..‬وس تعلمون إذا حض رتم وص رتم إل ّي أنّي بم ا يعم ل‬
‫الخلق بصير سبحان خالق النّور)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]157 :‬روي أن هللا أوحى لداود علي ه الس الم‪( :‬أيّه ا النّ اس ال تغفل وا‬
‫رنّكم الحياة لبهجة ال ّدنيا ونضارتها)(‪)7‬‬‫عن اآلخرة‪ ،‬وال تغ ّ‬
‫[األثر‪ ]158 :‬روي أن هللا أوحى لداود علي ه الس الم مخاطب ا ب ني إس رائيل‪:‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/43 :‬والعدة ص‪.22‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/43 :‬والعدة ص‪.22‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)36 /14‬واالمالي‪.65 :‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)43 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)43 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)43 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)43 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪149‬‬
‫(يا بني إسرائيل‪ ..‬لو تف ّكرتم في منقلبكم ومعادكم‪ ،‬وذكرتم القيامة وم ا أع ددت فيه ا‬
‫للعاصين‪ ،‬ق ّل ض حككم‪ ،‬وك ثر بك اؤكم‪ ..‬ولكنّكم غفلتم عن الم وت‪ ،‬ونب ذتم عه دي‬
‫وراء ظهوركم‪ ،‬واستخففتم بحقّي‪ ،‬كأنّكم لس تم بمس يئين وال محاس بين‪ ..‬كم تقول ون‬
‫وال تفعل ون؟ وكم تع دون فتخلف ون؟ وكم تعاه دون فتنقض ون‪ ..‬ل و تف ّك رتم خش ونة‬
‫إن‬‫الثّ رى‪ ،‬ووحش ة الق بر وظلمت ه‪ ،‬لق ّل كالمكم‪ ،‬وك ثر ذك ركم‪ ،‬واش تغالكم بي‪ّ ..‬‬
‫الكم ال كم ال اآلخ رة‪ ،‬وأ ّم ا كم ال ال ّدنيا فمتغيّ ر وزائ ل‪ ..‬أال تتف ّك رون في خل ق‬
‫السّماوات واألرض‪ ،‬وما أعددت فيها من اآلي ات والنّ ذر‪ ،‬وحبس ت الطّ ير في ج ّو‬
‫السّماء يسبّحن ويسرحن في رزقي‪ ،‬وأنا الغفور الرّحيم‪ ..‬سبحان خالق النّور)(‪)1‬‬
‫[األثــر‪ ]159 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬ق ل لب ني‬
‫إسرائيل‪ :‬ال تجمعوا المال من الحرام‪ ،‬ف إنّي ال أقب ل ص لواتهم‪ ..‬واهج ر أب اك على‬
‫المعاصي‪ ،‬وأخاك على الحرام‪ ..‬واتل على بني إسرائيل نبأ رجلين‪ ،‬كان ا على عه د‬
‫إدريس‪ ،‬فجاءت لهما تجارة وقد فرضت عليهما ص الة مكتوب ة‪ ،‬فق ال الواح د‪ :‬أب دأ‬
‫بأمر هّللا ‪ ،‬وقال اآلخر‪ :‬أب دأ بتج ارتي‪ ،‬وألح ق أم ر هّللا ‪ ..‬ف ذهب ه ذا لتجارت ه وه ذا‬
‫الس حاب فنفخت وأطلقت ن ارا وأح اطت‪ ،‬واش تغل الرّج ل‬ ‫لص الته‪ ..‬ف أوحيت إلى ّ‬
‫بالسّحاب والظلمة‪ ،‬فذهبت تجارته وصالته‪ ،‬وكتب على باب ه‪ :‬انظ روا م اذا تص نع‬
‫ال ّدنيا والتّكاثر بصاحبه؟)(‪)2‬‬
‫[األثــر‪ ]160 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬إذا رأيت‬
‫ظالما قد رفعته ال ّدنيا فال تغبطه‪ ،‬فإنّه ال ب ّد له من أحد األم رين‪ :‬إ ّم ا أن أس لّط علي ه‬
‫ظالما أظلم منه فينتقم منه‪ ،‬وإ ّما أن ألزمه ر ّد التّبعات يوم القيامة)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]161 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬ل و رأيت‬
‫ص احب التّبع ات ق د جع ل في عنق ه ط وق من ن ار‪ ..‬فحاس بوا نفوس كم‪ ،‬وأنص فوا‬
‫النّاس‪ ،‬ودعوا ال ّدنيا وزينتها)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]162 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬ي ا أيّه ا الغاف ل‪ ..‬م ا‬
‫تصنع بدنيا يخرج منها الرّجل صحيحا ويرجع سقيما؟ ويخرج فيجبي جباي ة فيكبّ ل‬
‫بالحديد واألغالل؟ ويخرج الرّجل صحيحا فير ّد قتيال؟)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]163 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه السالم‪( :‬ويحكم‪ ..‬لو رأيتم الجنّة‬
‫وما أعددت فيها ألوليائي من النّعيم لما ذقتم دواء بشهوة؟‪ ..‬أين المش تاقون إلى لذي ذ‬
‫الض حك بك اء؟‪ ..‬أين الّ ذين هجم وا على‬ ‫الطّعام وال ّشراب؟‪ ..‬أين الّ ذين جعل وا م ع ّ‬
‫والش تاء؟‪ ..‬أنظ روا الي وم م ا ت رى أعينكم؟ فطالم ا كنتم‬ ‫ّ‬ ‫مس اجدي في ّ‬
‫الص يف‬
‫تسهرون والنّاس نيام فاستمعوا اليوم ما أردتم‪ ،‬فإني قد رض يت عنكم أجمعين‪ ..‬لق د‬
‫ّ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)43 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫كانت أعمالكم ال ّزاكية تدفع سخطي عن أهل ال ّدنيا‪ ..‬يا رضوان‪ ..‬اسقهم من ال ّشراب‬
‫اآلن‪ ،‬فيشربون وتزداد وجوههم نضرة‪ ..‬فيقول رضوان‪ :‬هل تدرون لم فعلت ه ذا؟‬
‫ألنّكم لم تقع وا في الح رام‪ ،‬ولم تغبط وا المل وك واألغني اء غ ير المس اكين‪ ..‬ي ا‬
‫رضوان‪ ..‬أظهر لعبادي ما أعددت لهم ثمانية ألف ضعف)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]164 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬من ت اجرني‬
‫فهو أربح التاجرين‪ ،‬ومن صرعته ال ّدنيا فهو أخسر الخاسرين)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]165 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه الس الم‪( :‬ويح ك ي ا ابن آدم‪ ،‬م ا‬
‫أقسى قلبك؟ أبوك وأ ّمك يموتان وليس لك عبرة بهما)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]166 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه الس الم‪( :‬ي ا ابن آدم‪ ..‬أال تنظ ر‬
‫إلى بهيمة ماتت فانتفخت وصارت جيفة‪ ،‬وهي بهيمة وليس لها ذنب‪ ،‬ول و وض عت‬
‫أوزارك على الجبال الرّاسيات له ّدتها)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]167 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه الس الم‪( :‬ي ا داود‪ ..‬وع ّزتي م ا‬
‫شيء أض ّر عليكم من أموالكم وأوالدكم‪ ،‬وال أش ّده في قل وبكم فتن ة منهم ا‪ ..‬والعم ل‬
‫ل شيء محيط‪ ..‬سبحان خالق النّور)(‪)5‬‬ ‫الصّالح عندي مرفوع‪ ،‬وأنا بك ّ‬
‫[األثر‪ ]168 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه السالم‪( :‬يا بني آدم‪ ..‬أنتم رهائن‬
‫الموت‪ ،‬اعملوا آلخرتكم‪ ،‬واشتروها بال ّدنيا‪ ..‬وال تكونوا كقوم أخ ذوها له وا ولعب ا‪..‬‬
‫أن من قارضني ت ّمت بضاعته‪ ،‬وتوفّر ربحها‪ ،‬ومن قارض ال ّشيطان ق رن‬ ‫واعلموا ّ‬
‫ق‪ ..‬غرّتكم أحسابكم؟ فم ا حس ب‬ ‫معه‪ ..‬ما لكم تتنافسون في ال ّدنيا‪ ،‬وتعدلون عن الح ّ‬
‫امرىء خلق من الطّين؟ إنّما الحسب عندي هو التّقوى؟)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]169 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه الس الم‪( :‬ثي اب العاص ين ثق ال‬
‫على األبدان‪ ،‬ووسخ على الوجه‪ ،‬ووسخ األب دان ينقط ع بالم اء‪ ،‬ووس خ ال ّذنوب ال‬
‫ينقطع إاّل بالمغفرة‪ ..‬طوبى للّذين كان باطنهم أحس ن من ظ اهرهم‪ ..‬ومن ك انت ل ه‬
‫ودائع فرح بها يوم اآلزف ة‪ ..‬ومن عم ل المعاص ي وأس رّها من المخل وقين لم يق در‬
‫على إسرارها منّي‪ ..‬قد أوفيتكم ما وع دتكم من طيّب ات ال رّزق ونب ات ال ب ّر وط ير‬
‫السّماء ومن جميع الثّمرات‪ ،‬ورزقتكم ما لم تكونوا تحتسبون)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]170 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه الس الم‪( :‬ب ني آدم‪ ..‬ال تس تخفّوا‬
‫فأستخف بكم في النّ ار‪ّ ..‬‬
‫إن أكل ة الرّب ا تقط ع أمع اؤهم وأكب ادهم‪ ..‬إذا ن اولتم‬ ‫ّ‬ ‫بحقّي‬
‫الصّدقات فاغسلوها بماء اليقين‪ ،‬فإنّي أبسط يميني قب ل يمين اآلخ ذ‪ ،‬ف إذا ك انت من‬
‫حرام حذفت بها في وجه المتص ّدق‪ ،‬وإن كانت من حالل قلت‪ :‬ابنوا ل ه قص ورا في‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)44 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫الجنّة‪ ..‬وليست الرّياسة رياسة الملك‪ ،‬إنّما الرّياس ة رياس ة اآلخ رة‪ ..‬س بحان خ الق‬
‫النّور)(‪)1‬‬
‫[األثــر‪ ]171 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬أت دري ي ا داود‪..‬‬
‫مسخت بني إسرائيل فجعلت منهم الق ردة والخن ازير‪ ،‬ألنّهم إذا ج اء الغ ن ّي بال ّذنب‬
‫العظيم ساهلوه‪ ،‬وإذا جاء المسكين بأدنى من ه انتقم وا من ه‪ ..‬وجبت لعن تي على ك ّل‬
‫متسلّط في األرض‪ ،‬ال يقيم الغ ن ّي والفق ير بأحك ام واح دة‪ ..‬إنّكم تتّبع ون اله وى في‬
‫ال ّدنيا‪ ..‬أين المف ّر منّي إذا تخلّيت بكم؟‪ ..‬كم ق د نهيتكم عن االلتف ات إلى ح رم‬
‫المؤمنين‪ ،‬وطالت ألسنتكم في أعراض النّاس‪ ..‬سبحان خالق النّور)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]172 :‬روي أن هللا أوحى لداود علي ه الس الم‪( :‬أفص حتم في الخطب ة‬
‫وقصّرتم في العمل‪ ،‬ولو أفصحتم في العمل وقصّرتم في الخطب ة لك ان أرجى لكم‪..‬‬
‫ولكنّكم عمدتم إلى آياتي فاتّخذتموها هزوا‪ ،‬وإلى مظالمي فاشتهرتم به ا‪ ،‬وعلمتم أن‬
‫ال هرب منّي‪ ،‬وأمنتم فجائع ال ّدنيا)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]173 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه السالم‪( :‬يا داود‪ ..‬اتل على ب ني‬
‫إسرائيل نبأ رجل دانت له أقطار األرض حتّى اس توى‪ ،‬وس عى في األرض فس ادا‪،‬‬
‫وحص ن الحص ون‪ ،‬وحبس األم وال‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫ق‪ ،‬وأظهر الباطل‪ ،‬وعم ر ال ّدنيا‪،‬‬ ‫وأخمد الح ّ‬
‫فبينما هو في غضارة دنياه‪ ،‬إذ أوحيت إلى زنبور يأك ل لحم ة خ ّده‪ ،‬وي دخل ليل دغ‬
‫المل ك‪ ..‬ف دخل ال ّزنب ور‪ ،‬وبين يدي ه س ّماره ووزراؤه وأعوان ه‪ ،..‬فض رب خ ّده‬
‫فتو ّرمت وتفجّرت منه أعين دما وقيحا‪ ،‬فيثر علي ه يقطع من لحم وجه ه‪ ،‬حتّى ك ان‬
‫ك ّل من يجلس عنده يش ّم منه نتنا عظيما‪ ،‬حتّى دفن جثّة بال رأس‪ ..‬فلو كان لآلدميّين‬
‫عبرة تردعهم لردعتهم‪ ،‬ولكن اشتغلوا بلهو ال ّدنيا ولعبهم‪ ..‬فذرهم يخوضوا ويلعب وا‬
‫حتّى يأتيهم أمري‪ ،‬وال أضيع أجر المحسنين‪ ..‬سبحان خالق النّور)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]174 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬ابن آدم‪ ..‬جعلت لكم‬
‫وإن الرّج ل منكم يس تأجر الرّج ل فيطلب حس ابه فترع د‬ ‫ال ّدنيا دالئل على اآلخرة‪ّ ..‬‬
‫فرائصه من أجل ذلك وليس يخاف عقوب ة النّ ار‪ ..‬وأنتم مك ثرون التّم رّد وتجعل ون‬
‫إن الظّالم ال يس تركم عل ّي ب ل اس تخفيتم على اآلدميّين‬ ‫المعاص ي في ظلم ال ّدجى‪ّ ،‬‬
‫وته اونتم بي‪ ،‬ول و أم رت قط رات األرض تبتلعكم نك اال‪ ،‬ولكن ج دت عليكم‬
‫باإلحسان فإن استغفرتموني تجدوني غفّارا‪ ،‬فإن تعصوني اتّك اال على رحم تي فق د‬
‫يجب أن يتّقى من يتو ّكل عليه‪ ..‬سبحان خالق النّور)(‪)5‬‬
‫[األثــــر‪ ]175 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬طلب الثّ واب‬
‫أن رجال أحض ر‬ ‫بالمخادعة يورث الحرمان‪ ،‬وحسن العمل يقرّب منّي‪ ..‬أ رأيتم ل و ّ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪152‬‬
‫سيفا ال نصل له أو قوس ا ال س هم ل ه أ ك ان ي ردع ع دوّه وك ذلك التّوحي د ال يت ّم إاّل‬
‫بالعمل‪ ،‬وإطعام الطّعام لرضاي)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]176 :‬روي أن هللا أوحى لداود عليه السالم‪( :‬من ف ّزع نفسه ب الموت‬
‫هانت عليه ال ّدنيا‪ ،‬ومن أكثر اله ّم واألباطيل اقتحم عليه الم وت من حيث ال يش عر‪..‬‬
‫إن هّللا ال يدع شابّا لشبابه وال شيخا لكبره‪ ،‬إذا ق ربت آج الكم ت وفّتكم رس لي وهم ال‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫يفرّطون‪ ..‬فالويل لمن توفته رسلي وهو على الفواحش لم يدعها‪ ،‬والويل ك ّل الوي ل‬
‫لمن كان ألحد قبله تبعة خردلة حتّى يؤ ّديها من حسناته)(‪)2‬‬
‫ّ‬
‫[األثـــر‪ ]177 :‬روي أن هللا أوحى ل داود علي ه الس الم‪( :‬واللي ل إذا أظلم‪،‬‬
‫ليخرجن المظالم ولتؤ ّدى‬ ‫ّ‬ ‫والصّبح إذا استنار‪ ،‬والسّماء الرّفيعة‪ ،‬والسّحاب المس ّخر‪،‬‬
‫والس عيد من‬ ‫ّ‬ ‫كائنة ما كانت من حسناتكم أو من سيّئات المظلوم تجعل على سيّئاتكم‪،‬‬
‫أخذ كتابه بيمينه وانصرف إلى أهله مضيء الوجه‪ ،‬وال ّشق ّي من أخ ذ كتاب ه بش ماله‬
‫ومن وراء ظهره وانصرف إلى أهله باس ر الوج ه بس را‪ ،‬ق د ش حب لون ه وورمت‬
‫قدماه‪ ،‬وخرج لسانه دالعا على صدره وغلظ شعره فصار في النّار محس ورا مبع دا‬
‫مدحورا وصارت عليه اللّعنة وسوء الحساب‪ ..‬وأن ا الق ادر الق اهر الّ ذي أعلم غيب‬
‫السّماوات واألرض وأعلم خائنة األعين وما تخفي الصّدور‪ ..‬وأنا السّميع العليم)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]178 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لداود عليه السالم قوله‪( :‬ق ل ألحب ار‬
‫بني إسرائيل ورهب انهم‪ :‬ح ادثوا من النّ اس‪ -‬األتقي اء‪ ،‬ف إن لم تج دوا تقيّ ا‪ ،‬فح ادثوا‬
‫إن للتّقى والعلم والعق ل ثالث‬ ‫العلم اء‪ ،‬ف إن لم تج دوا عالم ا‪ ،‬فح ادثوا العقالء‪ ،..‬ف ّ‬
‫ّ‬
‫منهن في خلق وأنا أريد هالكه)(‪)4‬‬ ‫مراتب‪ ،‬ما جعلت واحدة‬
‫[األثر‪ ]179 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لداود عليه السالم قوله‪( :‬القانع غ ن ّي‬
‫ولو جاع وعري‪ ،..‬ومن قنع استراح من أهل زمانه‪ ،‬واستطال على أقرانه)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]180 :‬روي أن هللا تعالى أوحى لداود عليه السالم قوله‪( :‬ذ ّكر عبادي‬
‫نعمائي وإحساني إليهم وحبّبني إليهم فإنّهم ال يحبّون إاّل من أحسن إليهم)(‪)6‬‬
‫ثالثا‪ .‬الهدى المقدس للمسيح عليه السالم‪:‬‬
‫وهو من األنبياء الذين نجد له الكثير من األحاديث والروايات ال تي ت ذكر م ا‬
‫أوحي إليه من هدي إلهي‪ ،‬وخاصة في كتب الزهد والمواعظ‪ ،‬ومن تلك األحاديث‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث المقبولة‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫الس الم‪ :‬ط وبى‬ ‫[الحديث‪ ]262 :‬قال اإلمام علي‪( :‬قال عيسى ابن مريم عليه ّ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)45 /14‬عن سعد السعود‪.‬‬
‫‪ )(4‬منية المريد في آداب المفيد والمستفيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/388 :‬‬
‫‪ )(5‬إرشاد القلوب‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/390 :‬‬
‫‪ )(6‬إرشاد القلوب‪ ،‬كنز الفوائد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/377 :‬‬
‫‪153‬‬
‫لمن كان صمته فكرا‪ ،‬ونظره عبرا‪ ،‬ووسعه بيته‪ ،‬وبكى على خطيئته‪ ،‬وسلم الن اس‬
‫من يده ولسانه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]263 :‬قال اإلمام علي‪( :‬قال عيسى ابن مريم عليه السّالم‪ :‬الدينار‬
‫داء الدين‪ ،‬والع الم ط بيب ال دين‪ ،‬ف إذا رأيتم الط بيب يج ر ال داء إلى نفس ه ف اتهموه‬
‫واعلموا أنه غير ناصح لغيره)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]264 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬مكتوب في اإلنجي ل‪ :‬ال تطلب وا علم م ا‬
‫إن العلم إذا لم يعم ل ب ه‪ ،‬لم ي زدد ص احبه إاّل‬
‫ال تعلمون‪ ،‬ول ّما تعملوا بم ا علمتم‪ ،‬ف ّ‬
‫كفرا‪ ،‬ولم يزدد من هّللا إاّل بعدا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]265 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ي ا‬
‫عيسى! هب لي من عينيك ال ّدموع‪ ،‬ومن قلب ك الخش وع‪ ..‬وقم على قب ور األم وات‬
‫فنادهم بالصّوت الرّفيع‪ ،‬لعلّك تأخذ موعظتك منهم‪ ،‬وق ل‪ :‬إنّي ال ح ق في الاّل حقين)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]266 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن هللا تع الى أوحى إلى عيس ى‪ :‬ي ا‬
‫عيسى! ما أكرمت خليقة بمثل ديني‪ ،‬وال أنعمت عليها بمثل رحمتي‪ ..‬اغسل بالم اء‬
‫منك م ا ظه ر‪ ،‬وداو بالحس نات م ا بطن‪ ،‬فإنّ ك إل ّي راج ع‪ ..‬ش ّمر فك ّل م ا ه و آت‬
‫قريب‪ ..‬وأسمعني منك صوتا حزينا)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]267 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان عيسى بن مريم يقول ألص حابه‪:‬‬
‫يا بني آدم‪ ..‬اهربوا من الدنيا إلى هللا‪ ،‬وأخرجوا قلوبكم عنها‪ ،‬فإنكم ال تصلحون له ا‬
‫وال تصلح لكم‪ ،‬وال تبقون فيه ا وال تبقى لكم‪ ،‬هي الخ ّداع ة الفجّاع ة‪ ،‬المغ رور َمن‬
‫ّ‬
‫اطمأن إليها‪ ،‬الهالك َمن أحبها وأرادها)(‪)6‬‬ ‫اغت ّر بها‪ ،‬المغبون َمن‬
‫[الحديث‪ ]268 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان عيسى بن مريم يقول ألص حابه‪:‬‬
‫(اتقوا ربكم‪ ،‬واخشوا يوما اليجزي وال د عن ول ده‪ ،‬وال مول ود ه و ج از عن وال ده‬
‫ش يئا‪ ،‬أين آب اؤكم؟ أين أمه اتكم؟ أين إخ وتكم؟ أين أخ واتكم؟ أين أوالدكم؟ دع وا‬
‫فأجابوا‪ ،‬واستودعوا الثرى‪ ،‬وجاوروا الموتى‪ ،‬وص اروا في الهلكى‪ ،‬وخرج وا عن‬
‫الدنيا‪ ،‬وفارقوا االحبة‪ ،‬واحتاجوا إلى ماقدموا واستغنوا عما خلفوا)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]269 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان عيسى بن مريم يقول ألص حابه‪:‬‬
‫(كم توعظ ون‪ ،‬وكم تزج رون‪ ،‬وأنتم اله ون س اهون‪ ،‬مثلكم في ال دنيا مث ل البه ائم‬
‫همتكم بط ونكم وف روجكم‪ ،‬أم ا تس تحيون ممن خلقكم وق د أوع د من عص اه الن ار‪،‬‬
‫ولس تم ممن يق وي على الن ار؟ ووع د من أطاع ه الجن ة ومجاورت ه في الف ردوس‬
‫‪ )(1‬الخصال ‪.295 /1‬‬
‫‪ )(2‬الخصال ‪.113 /1‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/388 :‬‬
‫‪ )(4‬إرشاد القلوب‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/332 :‬‬
‫‪ )(5‬األمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/333 :‬‬
‫‪ )(6‬أمالي الصدوق‪ 331 :‬و‪.332‬‬
‫‪ )(7‬أمالي الصدوق‪ 331 :‬و‪.332‬‬
‫‪154‬‬
‫أهله)(‪)1‬‬ ‫االعلى‪ ،‬فتنافسوا فيه‪ ،‬وكونوا من‬
‫[الحديث‪ ]270 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان عيسى بن مريم يقول ألص حابه‪:‬‬
‫أنص فوا من أنفس كم‪ ،‬وتعطف وا على ض عفائكم وأه ل الحاج ة منكم‪ ،‬وتوب وا إلى هللا‬
‫توب ة نص وحا‪ ،‬وكون وا عبي دا أب رارا‪ ،‬وال تكون وا ملوك ا جب ابرة‪ ،‬وال من العت اة‬
‫الفراعنة المتمردين على من قهرهم ب الموت‪ ،‬جب ار الجب ابرة رب الس ماوات ورب‬
‫االرضين‪ ،‬وإله االولين واآلخرين مالك ي وم ال دين‪ ،‬ش ديد العق اب‪ ،‬أليم الع ذاب‪ ،‬ال‬
‫ينجو منه ظالم‪ ،‬وال يفوته شئ‪ ،‬وال يعزب عنه شئ‪ ،‬وال يتوارى منه ش ئ‪ ،‬أحص ى‬
‫كل شئ علمه وأنزله منزلته في جنة أو نار)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]271 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان عيسى بن مريم يقول ألص حابه‪:‬‬
‫ابن آدم الضعيف! أين تهرب ممن يطلب ك في س واد ليل ك وبي اض نه ارك وفي كل‬
‫حال من حاالتك؟ قد أبلغ من وعظ‪ ،‬وأفلح من اتعظ)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]272 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬رُف ع عيس ى بن م ريم علي ه الس الم‬
‫بمدرعة صوف من غزل مريم‪ ،‬ومن نسج مريم‪ ،‬ومن خياطة مريم‪ ،‬فلما انتهى إلى‬
‫السماء نُودي‪ :‬يا عيسى‪ ..‬ألق عنك زينة الدنيا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]273 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫الس الم‪ :‬أن ا‬
‫ربّك وربّ آبائك األوّلين‪ ،‬إسمي واحد‪ ،‬وأنا األحد‪ ،‬المتفرّد بخل ق ك ّل ش يء‪ ،‬وك ّل‬
‫ي راجعون)(‪)5‬‬ ‫شيء من صنعي‪ ،‬وك ّل إل ّ‬
‫[الحــديث‪ ]274 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أنت المسيح بأمري‪ ،‬وأنت تخلق من الطّين كهيئة الطّير بإذني‪ ،‬وأنت تحيي الم وتى‬
‫بكالمي فكن إل ّي راغبا ومنّي راهبا‪ ،‬فلن تجد منّي ملجأ إاّل إل ّ‬
‫ي)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]275 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أوص يك وص يّة المتحنّن علي ك بالرّحم ة حين حقّت ل ك منّي الوالي ة بتحرّي ك منّي‬
‫المس رّة‪ ،‬فب وركت كب يرا وب وركت ص غيرا حيثم ا كنت‪ ،..‬أش هد أنّ ك عب دي وابن‬
‫أم تي‪ ،‬أنزل ني من نفس ك كه ّم ك‪ ،‬واجع ل ذك ري لمع ادك‪ ،‬وتق رّب إل ّي بالنّواف ل‪،‬‬
‫ل غيري فأخذلك)(‪)7‬‬ ‫وتو ّكل عل ّي أكفك‪ ،‬وال تو ّ‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحــديث‪ ]276 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫إن مس رّتي أن أط اع فال‬ ‫اصبر على البالء وارض بالقضاء وكن كمس رّتي في ك‪ ،‬ف ّ‬
‫أعصى)(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬أمالي الصدوق‪ 331 :‬و‪.332‬‬


‫‪ )(2‬أمالي الصدوق‪ 331 :‬و‪.332‬‬
‫‪ )(3‬أمالي الصدوق‪ 331 :‬و‪.332‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،14/338 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪155‬‬
‫[الحــديث‪ ]277 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أحي ذكري بلسانك‪ ،‬وليكن و ّدي في قلبك)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]278 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫تيقّظ في ساعات الغفلة‪ ،‬واحكم لي لطيف الحكمة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]279 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬كن‬
‫راهبا راغبا وأمت قلبك بالخشية)(‪)3‬‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحــديث‪ ]280 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫راع اللّيل لتحرّي مسرّتي‪ ،‬واظمأ نهارك ليوم حاجتك عندي)(‪)4‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]281 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫نافس في الخير جهدك تعرف بالخير حيثما توجّهت)(‪)5‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]282 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الص دور‬ ‫احكم في عبادي بنصحي وقم فيهم بعدلي‪ ،‬فقد أنزلت علي ك ش فاء لم ا في ّ‬
‫من مرض ال ّشيطان)‬
‫الس الم‪ :‬ال‬ ‫[الحديث‪ ]283 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫ل مفتون)(‪)6‬‬‫تكن جليسا لك ّ‬
‫[الحديث‪ ]284 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬حقّا‬
‫أقول ما آمنت بي خليقة إاّل خش عت لي‪ ،‬وال خش عت لي إاّل رجت ث وابي‪ ،‬فأش هدك‬
‫أنّها آمنة من عذابي ما لم تب ّدل أو تغيّر سنّتي)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]285 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬إبك‬
‫على نفسك بكاء من قد و ّدع األهل وقال ال ّدنيا وتركه ا ألهله ا‪ ،‬وك انت رغبت ه فيم ا‬
‫عند هّللا )(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]286 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ليّن‬
‫الكالم وأفش السّالم‪ ،‬يقظان إذا ن امت عي ون األب رار‪ ،‬ح ذرا من المع اد وال زالزل‬
‫شداد‪ ،‬وأهوال يوم القيامة حيث ال ينفع أهل وال ولد وال مال)(‪)9‬‬ ‫ال ّ‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]287 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫أكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطّالون)(‪)10‬‬

‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬


‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(9‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(10‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪156‬‬
‫[الحديث‪ ]288 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬كن‬
‫خاشعا صابرا فطوبى لك إن نالك ما وعد الصّابرون)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]289 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬رح‬
‫من ال ّدنيا يوم ا فيوم ا‪ ،‬وذق ألم ا ق د ذهب طعم ه فحقّ ا أق ول م ا أنت إاّل بس اعتك‬
‫ويومك‪ ،‬فرح من ال ّدنيا ببلغ ة وليكف ك الخش ن الجش ب‪ ،‬فق د رأيت إلى م ا يص ير‪،‬‬
‫ومكتوب ما أخذت وكيف أتلفت)(‪)2‬‬
‫الس الم‪ :‬إنّ ك‬
‫[الحــديث‪ ]290 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫مسؤول‪ ،‬فارحم الضّعيف كرحمتي إيّاك‪ ،‬وال تقهر اليتيم)(‪)3‬‬

‫[الحديث‪ ]291 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬إبك‬
‫الص لوات‪ ،‬وأس معني ل ذاذة نطق ك‬ ‫على نفس ك في الخل وات‪ ،‬وانقله ا إلى م واقيت ّ‬
‫فإن صنيعي إليك حسن)(‪)4‬‬ ‫بذكري‪ّ ،‬‬
‫[الحديث‪ ]292 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫الس الم‪ :‬كم‬
‫من أ ّمة قد أهلكتها بسالف ذنوب قد عصمتك منها)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]293 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫الس ماء وادع ني ف إنّي من ك ق ريب‪ ،‬وال‬ ‫أرفق بالضّعيف‪ .‬وارفع طرفك الكلي ل إلى ّ‬
‫ي وه ّمك ه ّم واحد‪ ،‬فإنّك متى تدعني كذلك أجبك)(‪)6‬‬ ‫تدعني إاّل متضرّعا إل ّ‬
‫[الحديث‪ ]294 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬إنّي‬
‫لم أرض بال ّدنيا ثوابا لمن كان قبلك‪ ،‬وال عقابا لمن انتقمت منه)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]295 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬إنّك‬
‫تفنى وأنا أبقى‪ ،‬ومنّي رزقك وعندي ميقات أجلك وإل ّي إيابك وعل ّي حسابك‪ ،‬فسلني‬
‫وال تسأل غيري فيحسن منك ال ّدعاء ومنّي اإلجابة)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]296 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫الس الم‪ :‬م ا‬
‫كثر البشر وأق ّل ع دد من ص بر‪ ،‬األش جار كث يرة وطيّبه ا قلي ل‪ ،‬فال يغ ّرنّ ك حس ن‬
‫شجرة حتّى تذوق ثمرتها)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]297 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ال‬
‫يغ ّرنّ ك المتم رّد عل ّي بالعص يان‪ ،‬يأك ل من رزقي ويعب د غ يري ث ّم ي دعوني عن د‬
‫الكرب فأجيبه ث ّم يرجع إلى ما ك ان علي ه‪ ،‬فعل ّي يتم رّد أم لس خطي يتع رّض؟ ف بي‬
‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(9‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪157‬‬
‫ملجأ)(‪)1‬‬ ‫حلفت آلخذنّه أخذة ليس له منجى وال دوني‬
‫[الحديث‪ ]298 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ق ل‬
‫والس حت تحت أحض انكم واألص نام في بي وتكم؛‬ ‫ّ‬ ‫لظلمة ب ني إس رائيل‪ :‬ال ت دعوني‬
‫فإنّي آليت أن أجيب من دعاني‪ ،‬وأن أجعل إجابتي لعنا عليهم حتّى يتفرّقوا)(‪)2‬‬
‫الس الم‪ :‬كم‬‫[الحديث‪ ]299 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫أجمل النّظر وأحسن الطّلب والقوم في غفلة ال يرجعون تخ رج الكلم ة من أف واههم‬
‫ال تعيها قلوبهم‪ ،‬يتعرّضون لمقتي ويتحبّبون إلى المؤمنين)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]300 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫ليكن لسانك في ال ّس ّر والعالني ة واح دا‪ ،‬وك ذلك فليكن قلب ك وبص رك‪ ،‬واط و قلب ك‬
‫ولسانك عن المحارم‪ ،‬وغضّ بصرك ع ّما ال خير فيه‪ ،‬فكم ن اظر نظ رة ق د زرعت‬
‫في قلبه شهوة ووردت به موارد الهلكة؟)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]301 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬كن‬
‫رحيما مترحّما‪ ،‬وكن كما تشاء أن تك ون العب اد ل ك‪ ،‬وأك ثر ذك ر الم وت ومفارق ة‬
‫فإن الغاف ل منّي بعي د‪ ،‬واذك رني‬ ‫فإن اللّهو يفسد صاحبه‪ ،‬وال تغفل ّ‬‫األهلين‪ ،‬وال تله ّ‬
‫بالصّالحات حتّى أذكرك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]302 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬تب‬
‫إل ّي بع د ال ّذنب‪ ،‬وذ ّك ر بي األوّابين‪ ،‬وآمن بي وتق رّب إلى المؤم نين‪ ،‬وم رهم أن‬
‫يدعوني معك‪ .‬وإيّاك ودع وة المظل وم‪ ،‬ف إنّي آليت على نفس ي أن أفتح له ا باب ا من‬
‫السّماء بالقبول وأن أجيبه ولو بعد حين)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]303 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أن صاحب السّوء يعدي وقرين السّوء يردي‪ ،‬واعلم من تقارن‪ ،‬واختر لنفس ك‬ ‫اعلم ّ‬
‫إخوانا من المؤمنين)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]304 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬تب‬
‫إل ّي‪ ،‬فإنّي ال يتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الرّاحمين‪ ..‬اعمل لنفس ك في مهل ة‬
‫من أجلك قبل أن ال تعمل لها‪ ،‬واعب دني لي وم ك ألف س نة م ّم ا تع ّدون؛ في ه أج زي‬
‫الس يّئة توب ق ص احبها‪ ،‬فامه د لنفس ك في مهل ة ون افس في‬ ‫بالحسنة أضعافها‪ّ ،‬‬
‫وإن ّ‬
‫العمل الصّالح‪ ،‬فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النّار)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]305 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪158‬‬
‫ازهد في الفاني المنقطع‪ ،‬وطأ رسوم منازل من ك ان قبل ك‪ ،‬وادعهم ون اجهم‪ ...‬ه ل‬
‫تحسّ منهم من أحد‪ ،‬وخذ موعظتك منهم‪ ،‬واعلم أنّك ستلحقهم في الاّل حقين)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]306 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ق ل‬
‫لمن تم رّد عل ّي بالعص يان وعم ل باألده ان ليتوقّ ع عقوب تي وينتظ ر إهالكي إيّ اه‬
‫سيصطلم مع الهالكين)(‪)2‬‬
‫الس الم‪ :‬م ا‬ ‫[الحديث‪ ]307 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫أكرمت خليقة بمثل ديني‪ ،‬وال أنعمت عليها بمثل رحمتي)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]308 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫ي راجع)(‪)4‬‬‫اغسل بالماء ما ظهر‪ ،‬وداو بالحسنات ما بطن‪ ،‬فإنّك إل ّ‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحــديث‪ ]309 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫أعطيتك ما أنعمت به عليك فيضا من غير تكدير‪ ،‬وطلبت منك قرضا لنفسك فبخلت‬
‫عليها لتكون من الهالكين)(‪)5‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]310 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫تزيّن بال ّدين وحبّ المساكين وص ّل على البق اع فكلّه ا ط اهر‪ ،‬وامش على األرض‬
‫هونا)(‪)6‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]311 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫ل آت قريب‪ ،‬واقرأ كتابي وأنت طاهر‪ ،‬وأسمعني منك صوتا حزينا)(‪)7‬‬ ‫ش ّمر فك ّ‬
‫الس الم‪ :‬ال‬ ‫[الحديث‪ ]312 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫خ ير في ل ذاذة ال ت دوم‪ ،‬وعيش عن ص احبه ي زول‪ ..‬ل و رأت عين اك م ا أع ددت‬
‫الص الحين ذاب قلب ك وزهقت نفس ك ش وقا إلي ه‪ ،‬فليس ك دار اآلخ رة دار‬ ‫ألولي ائي ّ‬
‫تجاور فيها الطّيّبون ويدخل عليهم فيها المالئكة المقرّبون وهم م ّما يأتي يوم القيام ة‬
‫من أهوالها آمن ون‪ ،‬دار ال يتغيّ ر فيه ا النّعيم وال ي زول عن أهلها‪ ..‬ن افس فيه ا م ع‬
‫المتنافسين‪ ،‬فإنّها أمنيّة المتّقين‪ .‬حسنة المنظر‪ ،‬ط وبى ل ك ي ا بن م ريم إن كنت له ا‬
‫من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنّات ونعيم‪ ،‬ال تبغي به ا ب دال وال تح ويال‪،‬‬
‫كذلك أفعل بالمتّقين)(‪)8‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]313 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫اه رب إل ّي م ع من يه رب من ن ار ذات لهب ون ار ذات أغالل وأنك ال‪ ،‬ال ي دخلها‬
‫روح وال يخرج منها غ ّم أبدا‪ ،‬قطع كقطع اللّيل المظلم من ينج منها يفز وليس ينجو‬
‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪159‬‬
‫من كان من اله الكين‪ ،‬وهي دار الجبّ ارين والعت اة الظّ المين وك ّل ف ظّ غلي ظ وك ّل‬
‫مختال فخور)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]314 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أحذرك نفس ك فكن بي‬ ‫بئست ال ّدار لمن ركن إليها‪ ،‬وبئس القرار دار الظّالمين‪ ،‬إنّي ّ‬
‫خبيرا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]315 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬كن‬
‫حيثما كنت على إقبالي‪ ،‬واش هد على أنّي خلقت ك وأنت عب دي وأنّي ص وّرتك وإلى‬
‫األرض أعيدك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]316 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬ال‬
‫يصلح لسانان في فم واحد‪ ،‬وال قلبان في صدر واحد‪ ،‬وكذلك األذهان)(‪)4‬‬
‫الس الم‪ :‬ال‬‫[الحديث‪ ]317 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫الش هوات الموبق ات‪ ،‬وك ّل‬ ‫بهن الهي ا‪ ،‬وافطم نفس ك عن ّ‬ ‫تستيقظن عاص يا‪ ،‬وال تش ّ‬
‫ّ‬
‫شهوة تباعدك منّي فاهجرها‪ .‬واعلم أنّك منّي بمك ان الرّس ول األمين فكن منّي على‬
‫أن دني اك موديت ك وأنّي آخ ذك بعلمي‪ ،‬وكن ذلي ل النّفس عن د ذك ري‪،‬‬ ‫حذر‪ .‬واعلم ّ‬
‫خاشع القلب حين تذكرني‪ ،‬يقظانا عند نوم الغافلين)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]318 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬هذه‬
‫نصيحتي إيّاك وموعظتي لك‪ ،‬فخذها منّي فإنّي ربّ العالمين)(‪)6‬‬
‫الس الم‪ :‬إذا‬ ‫[الحديث‪ ]319 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫صبر عبدي في جنبي ك ان ث واب عمل ه عل ّي وكنت عن ده حين ي دعوني‪ ،‬وكفى بي‬
‫منتقما م ّمن عصاني‪ ،‬أين يهرب منّي الظّالمون؟)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]320 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أطب الكالم‪ ،‬وكن حيثما كنت عالما متعلّما)(‪)8‬‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحــديث‪ ]321 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫إن فيه ا ش فاء‬ ‫أفض بالحسنات إل ّي حتّى يكون لك ذكرها عندي‪ ،‬وتمسّك بوصيّتي ف ّ‬
‫للقلوب)(‪)9‬‬
‫الس الم‪ :‬ال‬ ‫[الحديث‪ ]322 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬

‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬


‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(9‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪160‬‬
‫ذكري)(‪)1‬‬ ‫تأمن إذا مكرت مكري‪ ،‬وال تنس عند الخلوات‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]323 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫خلّص نفس ك ب الرّجوع إل ّي حتّى تنتج ز ث واب م ا عمل ه الع املون‪ ،‬أولئ ك يؤت ون‬
‫أجرهم وأنا خير المؤتين)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]324 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬كن‬
‫خليق ا بكالمي‪ ،‬ول دتك م ريم ب أمري المرس ل إليه ا روحي جبري ل األمين من‬
‫ل ذلك في سابق علمي)(‪)3‬‬ ‫مالئكتي‪ ،‬حتّى قمت على األرض حيّا تمشي‪ ،‬ك ّ‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]325 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫زكريّا بمنزلة أبيك وكفيل أ ّمك إذ يدخل عليها المحراب فيجد عندها رزقا‪ ،‬ونظيرك‬
‫يحيى من خلقه وهبته أل ّمه بعد الكبر من غ ير ق وّة به ا‪ ،‬أردت ب ذلك أن يظه ر له ا‬
‫ي أطوعكم وأش ّدكم خوفا منّي)(‪)4‬‬ ‫سلطاني وتظهر فيك قدرتي‪ ،‬أحبّكم إل ّ‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]326 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫تيقّظ وال تيأس من روحي‪ ،‬وسبّحني مع من يسبّحني‪ ،‬وبطيّب الكالم فق ّدسني)(‪)5‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]327 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫كيف يكف ر العب اد بي ونواص يهم في قبض تي وتقلّبهم في أرض ي‪ ،‬يجهل ون نعم تي‬
‫ويتولّون عدوّي‪ ،‬وكذلك يهلك الكافرون)(‪)6‬‬
‫إن‬‫الس الم‪ّ :‬‬ ‫[الحديث‪ ]328 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫ال ّدنيا سجن منتن الرّيح وحش فيها ما قد تذابح عليه الجبّ ارون‪ ،‬وإيّ اك وال ّدنيا فك ّل‬
‫نعيمها يزول وما نعيمها إاّل قليل)(‪)7‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]329 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس امعين‪ ،‬أس تجيب‬ ‫ابغني عند وسادك تجدني‪ ،‬وادعني وأنت لي محبّ فإنّي أسمع ّ‬
‫لل ّداعين إذا دعوني)(‪)8‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]330 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫خفني وخوّف بي عبادي‪ ،‬لع ّل المذنبين أن يمسكوا ع ّما هم عاملون به فال يهلكوا إاّل‬
‫وهم عاملون)(‪)9‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]331 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس بع والم وت الّ ذي أنت القي ه‪ ،‬فك ّل ه ذا أن ا خلقت ه‪ ،‬فإيّ اي‬ ‫ارهب ني رهبت ك من ّ‬

‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬


‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(9‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪161‬‬
‫فارهبون)(‪)1‬‬
‫إن‬‫الس الم‪ّ :‬‬ ‫[الحديث‪ ]332 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫الملك لي وبيدي وأنا الملك‪ .‬فإن تطعني أدخلتك جنّتي في جوار الصّالحين)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]333 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬إنّي‬
‫إن غضبت عليك لم ينفعك رضا من رض ي عن ك‪ ،‬وإن رض يت عن ك‪ ،‬لم يض رّك‬
‫غضب المغضبين)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]334 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي‪ ،‬واذك رني في مأل أذك رك في مأل خ ير من مأل‬
‫اآلدميّين)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]335 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫ادعني دعاء الغريق الحزين الّذي ليس له مغيث)(‪)5‬‬
‫الس الم‪ :‬ال‬ ‫[الحديث‪ ]336 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫تحلف بي كاذبا فيهت ّز عرشي غضبا‪ ،‬ال ّدنيا قصيرة العمر طويلة األمل‪ ،‬وعندي دار‬
‫خير م ّما تجمعون)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]337 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ق ل‬
‫ق وأنتم‬ ‫لظلمة بني إسرائيل‪ :‬كي ف أنتم ص انعون إذا أخ رجت لكم كتاب ا ينط ق ب الح ّ‬
‫تشهدون بسرائر قد كتمتموها وأعمال كنتم بها عاملين؟)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]338 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ق ل‬
‫لظلم ة ب ني إس رائيل‪ :‬غس لتم وج وهكم ودنّس تم قل وبكم‪ ،‬أبي تغ ترّون؟ أم عل ّي‬
‫تجترئون؟ وتطيّبون ب الطّيب أله ل ال ّدنيا وأج وافكم عن دي بمنزل ة الجي ف المنتن ة‬
‫كأنّكم قوم ميّتون)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]339 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ق ل‬
‫لهم‪ :‬قلّموا أظفاركم من كسب الح رام‪ ،‬وأص ّموا أس ماعكم عن ذك ر الخن ا‪ ،‬وأقبل وا‬
‫ي بقلوبكم فإنّي لست أريد صوركم)(‪)9‬‬ ‫عل ّ‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحــديث‪ ]340 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫سيّئة فإنّها لي سخط)(‪)10‬‬
‫افرح بالحسنة فإنّها لي رضا‪ ،‬وابك على ال ّ‬

‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬


‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(9‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(10‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪162‬‬
‫[الحديث‪ ]341 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫الس الم‪ :‬م ا‬
‫ال تحبّ أن يصنع بك فال تصنعه بغيرك‪ ،‬وإن لطم أحد خ ّدك األيمن فأعط ه األيس ر‬
‫ي بالمو ّدة جهدك وأعرض عن الجاهلين)(‪)1‬‬ ‫وتقرّب إل ّ‬
‫الس الم‪ :‬ذ ّل‬
‫[الحديث‪ ]342 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ‬
‫ألهل الحسنة وشاركهم فيها وكن عليهم شهيدا‪ ،‬وقل لظلمة بني إسرائيل‪ :‬ي ا إخ وان‬
‫السّوء والجلساء عليه إن لم تنتهوا أمسخكم قردة وخنازير)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]343 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬قل‬
‫لظلمة بني إسرائيل‪ :‬الحكمة تبكي فرقا منّي وأنتم بالضّحك تهجرون؟ أتتكم ب راءتي‬
‫أم ل ديكم أم ان من ع ذابي؟ أم تعرّض ون لعقوب تي؟ ف بي حلفت ألجعلنّكم مثال‬
‫للغابرين)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]344 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫أوصيك‪ ،‬يا ابن مريم البك ر البت ول‪ ،‬بس يّد المرس لين وحبي بي‪ ،‬فه و أحم د ص احب‬
‫الجمل األحمر والوج ه األقم ر المش رق الن ور الطّ اهر القلب ّ‬
‫الش ديد الب أس الح ي ّي‬
‫المتكرّم‪ ،‬فإنّه رحمة للعالمين سيّد ولد آدم ي وم يلق اني‪ ،‬أك رم ّ‬
‫الس ابقين عل ّي وأق رب‬
‫الص ابر في ذاتي المجاه د المش ركين‬ ‫المرسلين منّي‪ ،‬الع رب ّي األ ّم ّي ال ّديّان ب ديني ّ‬
‫ببدنه عن ديني أن تخبر به بني إسرائيل وتأمرهم أن يص ّدقوا به وأن يؤمنوا به وأن‬
‫الس الم‪ :‬إلهي! فمن ه و ح تى أرض يه‪ ،‬فل ك‬ ‫يطيعوه وينصروه)‪ ،‬ق ال عيس ى علي ه ّ‬
‫الرضا؟ ق ال‪ :‬ه و مح ّم د رس ول هّللا إلى النّ اس كافّ ة‪ ،‬أق ربهم منّي منزل ة وأوجبهم‬
‫عندي شفاعة‪ ،‬طوبى له من ن ب ّي‪ ،‬وط وبى أل ّمت ه إن هم لق وني على س بيله‪ .‬يحم ده‬
‫الس ماء‪ ،‬أمين ميم ون طيّب مطيّب خ ير الب اقين‬ ‫أه ل األرض ويس تغفر ل ه أه ل ّ‬
‫عندي‪ ..‬يكون في آخر ال ّزمان‪ ،‬إذا خرج أرخت السّماء عزاليه ا وأخ رجت األرض‬
‫زهرتها حتّى يروا البركة‪ ،‬وأب ارك لهم فيم ا وض ع ي ده علي ه‪ ،‬كث ير األزواج قلي ل‬
‫األوالد‪ ،‬يسكن م ّك ة موض ع أس اس إب راهيم‪ ..‬دين ه الحنيفيّ ة وقبلت ه م ّكيّ ة وه و من‬
‫حزبي وأنا معه‪ ،‬فطوبى له ث ّم طوبى له‪ ..‬له الكوثر والمقام األكبر في جنّات ع دن‪،‬‬
‫الش مس من‬ ‫يعيش أكرم معاش ويقبض شهيدا‪ ،‬ل ه ح وض أبع د من ب ّك ة إلى مطل ع ّ‬
‫رحيق مختوم‪ ،‬فيه آنية شبه نجوم السّماء وأكواب مثل مدر األرض ماؤه ع ذب في ه‬
‫من ك ّل شراب وطعم ك ّل ثمار في الجنّة‪ ،‬من شرب منه شربة لم يظم أ بع دها أب دا‪،‬‬
‫وذلك من قسمي له وتفضيلي إيّاه‪ ..‬أبعثه على فترة بينك وبينه يواف ق س رّه عالنيت ه‬
‫وقوله فعله‪ ،‬ال يأمر النّاس إاّل بما يبدأهم به‪ ،‬دينه الجهاد في عس ر ويس ر‪ ،‬تنق اد ل ه‬
‫البالد ويخضع له صاحب الرّوم على دينه ودين أبي ه إب راهيم‪ ..‬يس ّمي عن د الطّع ام‬
‫ويفشي السّالم ويصلّي والنّاس نيام‪ ..‬له ك ّل يوم خمس صلوات متواليات‪ ،‬ينادي إلى‬
‫ف قدمي ه في‬ ‫بالش عار ويفتح ب التّكبير ويختم بالتّس ليم‪ ،‬ويص ّ‬ ‫الص الة ن داء الجيش ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪163‬‬
‫تصف المالئكة أق دامها‪ ..‬ويخش ع لي قلب ه ورأس ه‪ ..‬النّ ور في ص دره‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الصّالة كما‬
‫ق حيثما كان‪ ،‬أص له ي تيم ض ا ّل بره ة من زمان ه‬ ‫ق على لسانه‪ ،‬وهو على الح ّ‬ ‫والح ّ‬
‫الس اعة‪ ،‬وي دي‬ ‫ع ّما يراد به‪ ،‬تنام عيناه وال ينام قلبه‪ ،‬ل ه ّ‬
‫الش فاعة وعلى أ ّمت ه تق وم ّ‬
‫فوق أيديهم إذا بايعوه‪ ،‬فمن نكث فإنّم ا ينكث على نفس ه ومن أوفى بم ا عاه د علي ه‬
‫وفيت له بالجنّة‪ ..‬فمر ظلمة بني إسرائيل أن ال يدرسوا كتبه وال يحرّفوا س ننه‪ ،‬وأن‬
‫فإن له في المقام شأنا من ال ّ‬
‫شأن)(‪)1‬‬ ‫يقرئوه السّالم ّ‬
‫[الحديث‪ ]345 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ك ّل‬
‫ما يقرّبك منّي فقد دللتك عليه‪ ،‬وك ّل ما يباعدك منّي فق د نهيت ك عن ه‪ ،‬فارت د لنفسك)‬
‫(‪)2‬‬
‫إن‬‫[الحديث‪ ]346 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ّ :‬‬
‫ال ّدنيا حلوة وإنّما استعملتك فيه ا لتطيع ني‪ ،‬فج انب منه ا م ا ح ّذرتك وخ ذ منه ا م ا‬
‫أعطيتك عفوا)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]347 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫انظر في عملك نظ ر العب د الم ذنب الخ اطىء‪ ،‬وال تنظ ر في عم ل غ يرك بمنزل ة‬
‫الرّبّ ‪ ،‬كن فيها زاهدا وال ترغب فيها فتعطب)(‪)4‬‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحــديث‪ ]348 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫اعقل وتف ّكر وانظر في نواحي األرض كيف كانت عاقبة الظّالمين)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]349 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬ك ّل‬
‫ق الم بين‪ ،‬فحقّ ا أق ول‪ :‬لئن‬ ‫ق‪ ،‬وأن ا الح ّ‬ ‫وص يّتي ل ك نص يحة‪ ،‬وك ّل ق ولي ل ك ح ّ‬
‫ي وال نصير)(‪)6‬‬ ‫عصيتني بعد ما أنبأتك ما لك من دوني من ول ّ‬
‫[الحديث‪ ]350 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم‪ :‬أذ ّل‬
‫أن‬ ‫إل ّي قلبك بالخشية‪ ،‬وانظر إلى من هو دونك وال تنظر إلى من ه و فوق ك‪ ،‬واعلم ّ‬
‫ل خطيئة أو ذنب هو حبّ ال ّدنيا‪ ،‬فال تحبّها فإنّي ال أحبّها)(‪)7‬‬ ‫رأس ك ّ‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]351 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫أن سروري أن تبص بص إل ّي‪ ،‬فكن‬ ‫أطب لي قلبك وأكثر ذكري في الخلوات‪ ،‬واعلم ّ‬
‫في ذلك حيّا وال تكن ميتا)(‪)8‬‬
‫الس الم‪ :‬ال‬ ‫[الحديث‪ ]352 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ‬
‫إن ال ّدنيا‬‫صحّة وال تغبط نفس ك‪ ،‬ف ّ‬ ‫تشرك بي شيئا‪ ،‬وكن منّي على حذر وال تغت ّر بال ّ‬

‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬


‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(5‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(6‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(7‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(8‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪164‬‬
‫الص الحات جه دك‪ ،‬وكن م ع الح ّ‬
‫ق‬ ‫كفيء زائل وما أقبل منها كما أدبر‪ ،‬فن افس في ّ‬
‫حيثما كان‪ ،‬وإن قطّعت وحرقت بالنّ ار‪ ،‬فال تكف ر بي بع د المعرف ة وال تك ّ‬
‫ونن م ع‬
‫شيء)(‪)1‬‬‫فإن ال ّشيء يكون مع ال ّ‬
‫الجاهلين‪ّ ،‬‬
‫الس الم‪:‬‬‫[الحديث‪ ]353 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫صبّ لي ال ّدموع من عينيك‪ ،‬واخشع لي بقلبك)(‪)2‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحــديث‪ ]354 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ‬
‫استغث بي في حاالت ال ّش ّدة‪ ،‬فإنّي أغيث المكروبين وأجيب المض طرّين وأن ا أرحم‬
‫الرّاحمين)(‪)3‬‬
‫الس الم يق ول‬‫[الحــديث‪ ]355 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان المس يح علي ه ّ‬
‫ألص حابه‪ :‬إن كنتم أحب ائي وإخ واني فوطن وا أنفس كم على الع داوة والبغض اء من‬
‫الناس‪ ،‬فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني‪ ،‬إنما أعلمكم لتعلموا‪ ،‬وال أعلمكم لتعجب وا‪ ،‬إنكم‬
‫لن تنالوا م ا تري دون إال ب ترك م ا تش تهون‪ ،‬وبص بركم على م ا تكره ون‪ ،‬وإي اكم‬
‫والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة‪ ،‬وكفى بها لصاحبها فتنة)(‪)4‬‬
‫الس الم يق ول‬ ‫[الحــديث‪ ]356 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان المس يح علي ه ّ‬
‫ألصحابه‪ :‬طوبى لمن يرى بعينه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي‪ ،‬ما أبعد م ا ق د‬
‫فات وأدنى ما هو آت! ويل للمغترين لو قد آزفهم ما يكرهون‪ ،‬وفارقهم ما يحب ون‪،‬‬
‫وجاءهم ما يوعدون وفي خلق هذا الليل والنهار معتبر‪ ،‬ويل لمن كانت الدنيا هم ه‪،‬‬
‫والخطايا عمله‪ ،‬كيف يفتضح غدا عند ربه؟)(‪)5‬‬
‫الس الم يق ول‬ ‫[الحــديث‪ ]357 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان المس يح علي ه ّ‬
‫ألصحابه‪ :‬ال تكثروا الكالم في غير ذكر هّللا ‪ ،‬فإن الذين يكثرون الكالم في غير ذكر‬
‫هّللا قاسية قلوبهم ولكن ال يعلمون‪ ،‬ال تنظروا إلى عيوب الناس ك أنكم رعاي ا عليهم‪،‬‬
‫ولكن انظروا في خالص أنفسكم فإنما أنتم عبيد مملوكون‪ ،‬إلى كم يس يل الم اء على‬
‫الجبل ال يلين؟)(‪)6‬‬
‫الس الم يق ول‬ ‫[الحــديث‪ ]358 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان المس يح علي ه ّ‬
‫ألصحابه‪ :‬إلى كم تدرسون الحكم ة ال يلين عليه ا قل وبكم؟! عبي د الس وء‪ ،‬فال عبي د‬
‫أتقياء‪ ،‬وال أحرار كرام‪ ،‬إنما مثلكم كمثل ال دفلى يعجب بزهره ا من يراه ا‪ ،‬وينف ر‬
‫من طعمها والسّالم)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]359 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬ق ال عيس ى ابن م ريم علي ه ّ‬
‫الس الم‪:‬‬
‫رأيت حجرا مكتوبا عليه‪ :‬اقلبني‪ ،‬فقلبته‪ ،‬فإذا على باطنه مكت وب‪ :‬من ال يعم ل بم ا‬
‫‪ )(1‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(2‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(3‬روضة الكافي ص‪ ،131‬أمالي الصدوق ص‪.308‬‬
‫‪ )(4‬أمالي المفيد ‪.129‬‬
‫‪ )(5‬أمالي المفيد ‪.129‬‬
‫‪ )(6‬أمالي المفيد ‪.129‬‬
‫‪ )(7‬أمالي المفيد ‪.129‬‬
‫‪165‬‬
‫علم)(‪)1‬‬ ‫يعلم مشؤوم عليه طلب ما ال يعلم‪ ،‬ومردود عليه ما‬
‫[الحديث‪ ]360 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال الحواريون لعيسى ابن مريم علي ه‬
‫السّالم‪ :‬يا معلم الخير أعلمنا أي األش ياء أش د؟ فق ال‪ :‬أش د األش ياء غض ب هّللا ع ز‬
‫وج ل‪ ..‬ق الوا‪ :‬فبم يتّقى غض ب هّللا ؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ب أن ال تغض بوا‪ ..‬ق الوا‪ :‬وم ا ب دء‬
‫الغضب؟‪ ..‬قال‪ :‬الكبر والتجبر ومحقرة الناس)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]361 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان المسيح عليه السّالم يقول‪:‬من كثر‬
‫عذب نفسه‪ ،‬ومن كثر كالم ه ك ثر س قطه‪ ،‬ومن ك ثر‬ ‫همه سقم بدنه‪ ،‬ومن ساء خلقه ّ‬
‫كذبه ذهب بهاؤه‪ ،‬ومن ال حى الرجال ذهبت مروءته)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]362 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬اجتم ع الحواري ون إلى عيس ى علي ه‬
‫السّالم فقالوا له‪ :‬يا معلم الخ ير أرش دنا‪ ،‬فق ال لهم‪ :‬إن موس ى كليم هّللا علي ه ّ‬
‫الس الم‬
‫أمركم أن ال تحلفوا باهلل تبارك وتعالى كاذبين‪ ،‬وأنا آمركم أن ال تحلفوا باهلل ك اذبين‬
‫الس الم أم ركم‬‫وال صادقين‪ ..‬قالوا‪ :‬يا روح هّللا زدنا‪ .‬فقال‪ :‬إن موسى ن بي هّللا علي ه ّ‬
‫أن ال تزنوا‪ ،‬وأنا آمركم أن ال تحدثوا أنفسكم بالزنى فض ال عن أن تزن وا‪ ،‬ف إن من‬
‫حدث نفسه ب الزنى ك ان كمن أوق د في بيت م زوّق فأفس د ال تزاويق ال دخان وإن لم‬
‫يحترق البيت)(‪)4‬‬
‫الس الم على‬‫[الحديث‪ ]363 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬مر عيسى ابن مريم عليه ّ‬
‫قوم يبكون‪ ،‬فقال‪ :‬عالم يبكي هؤالء؟‪ ..‬فقي ل‪ :‬يبك ون على ذن وبهم‪ ..‬ق ال‪ :‬فلي دعوها‬
‫يغفر لهم)(‪)5‬‬
‫الس الم‬‫[الحــديث‪ ]364 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬ق ال عيس ى ابن م ريم علي ه ّ‬
‫ألصحابه‪ :‬تعملون لل دنيا وأنتم ترزق ون فيه ا بغ ير عم ل‪ ،‬وال تعمل ون لآلخ رة وال‬
‫ترزقون فيها إال بالعمل‪ ،‬ويلكم علماء السوء! األجرة تأخذون والعمل ال تص نعون‪،‬‬
‫يوشك رب العمل أن يطلب عمله‪ ،‬ويوشك أن تخرج وا من ال دنيا إلى ظلم ة الق بر‪،‬‬
‫كيف يكون من أهل العلم من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دني اه؟ وم ا يض ره‬
‫أشهى إليه مما ينفعه)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]365 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان عيس ى ابن م ريم علي ه ّ‬
‫الس الم‬
‫يقول‪ :‬هول ال تدري متى يلقاك‪ ،‬ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك)(‪)7‬‬
‫الس الم على‬ ‫[الحديث‪ ]366 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬مر عيسى ابن مريم عليه ّ‬
‫قرية قد مات أهلها وطيرها ودوابها فقال‪ :‬أما إنهم لم يموتوا إال بسخطة‪ ،‬ولو م اتوا‬
‫متف رقين لت دافنوا‪ ،‬فق ال الحواري ون‪ :‬ي ا روح هّللا وكلمت ه ادع هّللا أن يح ييهم لن ا‬
‫‪ )(1‬مصباح الشريعة ‪.14‬‬
‫‪ )(2‬الخصال ‪.6 /1‬‬
‫‪ )(3‬أمالي الصدوق ‪.436‬‬
‫‪ )(4‬فروع الكافي ‪.542 /3‬‬
‫‪ )(5‬أمالي الصدوق ‪.401‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار ‪.320 /14‬‬
‫‪ )(7‬الزهد ‪.81‬‬
‫‪166‬‬
‫فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها‪ ..‬فدعا عيسى عليه السّالم ربه فن ودي من الج و‬
‫أن‪ :‬نادهم‪ .‬فقام عيسى عليه السّالم بالليل على شرف من األرض فقال‪ :‬يا أه ل ه ذه‬
‫القري ة‪ .‬فأجاب ه منهم مجيب‪ :‬لبي ك ي ا روح هّللا وكلمت ه‪ ..‬فق ال‪ :‬ويحكم م ا ك انت‬
‫أعمالكم؟‪ ..‬قال‪ :‬عبادة الطاغوت وحب الدنيا‪ ،‬مع خوف قليل‪ ،‬وأمل بعيد وغفل ة في‬
‫لهو ولعب‪ ..‬فقال‪ :‬كيف كان حبكم للدنيا؟‪ ..‬قال‪ :‬كحب الص بي ألم ه إذا اقبلت علين ا‬
‫فرحن ا وس ررنا‪ ،‬وإذا أدب رت عن ا بكين ا وحزن ا‪ ..‬ق ال‪ :‬كي ف ك انت عب ادتكم‬
‫للطاغوت؟‪ ..‬قال‪ :‬الطاعة ألهل المعاصي‪ ..‬قال‪ :‬كيف ك انت عاقب ة أم ركم؟‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية‪ ..‬فقال‪ :‬وما الهاوي ة؟‪ ..‬فق ال‪ :‬س جّين‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫وما س ّجين؟‪ ..‬قال‪ :‬جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة‪ ..‬قال‪ :‬فما قلتم وما قي ل‬
‫لكم؟‪ ..‬قال‪ :‬قلنا ردنا الى الدنيا فنزهد فيه ا‪ ..‬قي ل لن ا‪ :‬ك ذبتم‪ ..‬ق ال‪ :‬ويح ك كي ف لم‬
‫يكلم ني غ يرك من بينهم؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ي ا روح هّللا إنهم ملجم ون بلج ام من ن ار‪ ،‬بأي دي‬
‫مالئكة غالظ ش داد‪ ،‬وإني كنت فيهم ولم أكن منهم‪ ،‬فلم ا ن زل الع ذاب عم ني معهم‬
‫فأن ا معل ق بش عرة على ش فير جهنم‪ ،‬ال أدري أكبكب فيه ا أم أنج و منه ا‪ ..‬ف التفت‬
‫الس الم إلى الح واريين فق ال‪ :‬ي ا أولي اء هّللا أك ل الخ بز الي ابس ب الملح‬
‫عيسى علي ه ّ‬
‫الجريش‪ ،‬والنوم على المزابل‪ ،‬خير كثير مع عافية الدنيا واآلخرة)(‪)1‬‬
‫الس الم‪:‬‬ ‫[الحديث‪ ]367 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قيل لعيسى ابن م ريم عليهم ا ّ‬
‫كيف أصبحت؟ قال‪ :‬ال أملك نف ع م ا أرج و‪ ،‬وال أس تطيع دف ع م ا أح ذره‪ ،‬م أمورا‬
‫بالطاعة منهيا عن المعصية‪ ،‬فال أرى فقيرا أفقر مني)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]368 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬من أعجب بنفس ه هل ك ومن أعجب‬
‫برأيه هلك‪ ،‬وإن عيسى ابن مريم عليه السّالم ق ال‪ :‬داويت المرض ى فش فيتهم ب إذن‬
‫هّللا ‪ ،‬وأب رأت األكم ه واألب رص ب إذن هّللا ‪ ،‬وع الجت الم وتى ف أحييتهم ب إذن هّللا ‪،‬‬
‫وعالجت األحم ق فلم أق در على إص الحه‪ ..‬فقي ل‪ :‬ي ا روح هّللا وم ا األحم ق؟ ق ال‪:‬‬
‫المعجب برأيه ونفسه‪ ،‬الذي يرى الفضل كله له ال عليه‪ ،‬وي وجب الح ق كل ه لنفس ه‬
‫وال يوجب عليها حقا‪ ،‬فذلك األحمق الذي ال حيلة في مداواته)(‪)3‬‬
‫الس الم‪ :‬ي ا معش ر‬ ‫[الحــديث‪ ]369 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬ق ال المس يح علي ه ّ‬
‫الحواريين! ما يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه‪ ،‬خ ذوا العلم ممن عن ده‬
‫وال تنظروا إلى عمله)(‪)4‬‬
‫الس الم‬ ‫[الحــديث‪ ]370 :‬ق ال اإلم ام الرضا‪( :‬ق ال عيس ى ابن م ريم علي ه ّ‬
‫للحواريين‪( :‬يا بني إسرائيل ال تأسوا على ما فاتكم من دنياكم إذا سلم دينكم‪ ،‬كم ا ال‬
‫يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا سلمت دنياهم)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬أصول الكافي ‪ 319 -318 /2‬وتنبيه الخواطر ‪.141 /1‬‬


‫‪ )(2‬مصباح الشريعة ‪.168‬‬
‫‪ )(3‬االختصاص ‪.221‬‬
‫‪ )(4‬المحاسن ‪.230‬‬
‫‪ )(5‬أمالي الصدوق ‪.401‬‬
‫‪167‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة‪:‬‬
‫من اآلثار التي نرى عدم الحرج في قبولها‪ ،‬بناء على معانيها‪ ،‬اآلثار التالية‪:‬‬
‫[األثر‪ ]181 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬كم ا ت رك‬
‫لكم الملوك الحكمة فكذلك اتركوا لهم الدنيا)(‪)1‬‬
‫[األثــر‪ ]182 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ال يص يب أح د حقيق ة‬
‫اإليمان حتى ال يبالي من أكل الدنيا)(‪)2‬‬

‫[األثــر‪ ]183 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬معاش ر الح واريين إن‬
‫خشية هللا وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة ويباعدان من زهرة الدنيا)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]184 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬يا ابن آدم الضعيف اتق هللا‬
‫حيثما كنت وكل كسرتك من حالل واتخذ المسجد بيتا وكن في ال دنيا ض عيفا وع ود‬
‫نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسدك الصبر وال تهتم برزقك غ دا فإنه ا خطيئ ة تكتب‬
‫عليك)(‪)4‬‬

‫[األثر‪ ]185 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬أص ل ك ل خطيئ ة حب‬
‫الدنيا‪ ،‬ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويال)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]186 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬اع بروا ال دنيا وال‬
‫تعمروها‪ ،‬وحب الدنيا رأس كل خطيئة‪ ،‬والنظر يزرع في القلب الشهوة)(‪)6‬‬
‫[األثــر‪ ]187 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬حب ال دنيا أص ل ك ل‬
‫خطيئة والمال فيه داء كبير‪ ،‬قالوا‪ :‬وما داؤه قال‪ :‬ال يسلم من الفخر والخيالء‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫فإن سلم قال‪ :‬يشغله اصالحه عن ذكر هللا)(‪)7‬‬

‫[األثر‪ ]188 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ال تأخ ذوا ممن تعلم ون‬
‫األجر األمثل الذي أعطيتموني وي ا ملح األرض ال تفس دوا ف إن ك ل ش يء إذا فس د‬
‫فإنما يداوى بالملح وإن الملح إذا فسد فليس له دواء‪ ،‬واعلم وا أن فيكم خص لتين من‬
‫الجهل الضحك من غير عجب والصبيحة من غير سهر)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]189 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬بالقلوب الصالحة يعمر هللا‬
‫األرض وبها يخرب األرض إذا كانت على غير ذلك)(‪)9‬‬

‫[األثر‪ ]190 :‬روي أن المسيح عليه السالم كان إذا مر بدار وقد مات أهله ا‬

‫‪ )(1‬رواه ابن المبارك في الزهد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/201 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/201 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/201 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد والبيهقي في شعب االيمان‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن المبارك‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه الحكيم الترمذي‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪168‬‬
‫وقف عليها فقال‪( :‬ويح ألربابك الذين يتوارثون ك كي ف لم يعت بروا فعل ك ب اخوانهم‬
‫الماضين)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]191 :‬روي أن الحواريين فقدوا عيسى عليه السالم فخرجوا يطلبونه‬
‫فوجدوه يمشي على الماء فقال بعضهم‪ :‬ي ا ن بي هللا أنمش ي إلي ك ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬فوض ع‬
‫رجله ثم ذهب يضع األخرى فانغمس فقال‪ :‬هات يدك يا قصير اإليم ان ل و أن البن‬
‫آدم مثقال حبة أو ذرة من اليقين إذن لمشى على الماء)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]192 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كانت ولم أكن وتك ون وال‬
‫أكون فيها)(‪)3‬‬

‫[األثر‪ ]193 :‬روي أن امرأة مرت على عيسى عليه الس الم فق الت‪ :‬ط وبى‬
‫لثدي أرضعك وحجر حملك‪ ،‬فقال عيسى عليه السالم‪( :‬طوبى لمن قرأ كتاب هللا ثم‬
‫عمل بما فيه)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]194 :‬روي أن هللا أوحى إلى عيس ى علي ه الس الم‪( :‬إني وهبت ل ك‬
‫حب المساكين ورحمتهم تحبهم ويحبونك ويرضون ب ك إمام ا وقائ دا وترض ى بهم‬
‫صحابة وتبعا وهما خلقان‪ ..‬اعلم أن من لقيني بهم ا لقي ني ب أزكى األعم ال وأحبه ا‬
‫إلي)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]195 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬يا معشر الحواريين اتخذوا‬
‫المساجد مساكن واجعلوا بيوتكم كمنازل األضياف‪ ،‬فما لكم في الع الم من م نزل إن‬
‫أنتم اال عابري سبيل)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]196 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬بح ق أن أق ول لكم إن‬
‫أكناف السماء لخالية من األغني اء ول دخول جم ل في س م الخي اط أيس ر من دخ ول‬
‫غني الجنة)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]197 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬رأس الخطيئة حب الدنيا‬
‫والخمر مفتاح كل شر والنساء حبالة الشيطان)(‪)8‬‬
‫[األثــر‪ ]198 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إن للحكم ة أهال ف إن‬
‫وضعتها في غير أهلها أضعتها وإن منعتها من أهلها ضيعتها‪ ..‬كن ك الطبيب يض ع‬
‫الدواء حيث ينبغي)(‪)9‬‬
‫[األثــر‪ ]199 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ي ا ب ني إس رائيل إني‬
‫‪ )(1‬رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬الدر المنثور‪.2/202 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد في الزهد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن أبي شيبة وأحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه عبد هللا في زوائده‪ ،‬الدر المنثور‪.2/203 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪169‬‬
‫أعيذكم باهلل أن تكونوا عارا على أهل الكتاب‪ ..‬يا ب ني إس رائيل ق ولكم ش فاء ي ذهب‬
‫الداء وأعمالكم داء ال تقبل الدواء)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]200 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال ألحب ار ب ني إس رائيل‪( :‬ال‬
‫تكونوا للناس كالذئب السارق وكالثعلب الخدوع وكالحدأ الخاطف)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]201 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬يا معشر الحواريين أيكم‬
‫يستطيع أن يبني على موج البحر دارا قالوا‪ :‬يا روح هللا ومن يق در على ذل ك ق ال‪:‬‬
‫إياكم والدنيا فال تتخذوها قرارا)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]202 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬إنه ليس بنافعك أن تعلم ما‬
‫لم تعلم ولما تعمل بما قد علمت إن كثرة العلم ال تزيد إال كبرا إذا لم تعمل به)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]203 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬الزهد يدور في ثالثة أيام‪:‬‬
‫أمس خال وعظت به واليوم زادك فيه وغدا ال تدري ما لك فيه)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]204 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬األمر ي دور على ثالث ة‪:‬‬
‫أمر بان لك رشده فاتبعه وأمر بان لك غيه فاجتنبه وأم ر أش كل علي ك فكل ه إلى هللا‬
‫عز وجل)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]205 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬سلوني فإن قلبي لين وإني‬
‫صغير في نفسي)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]206 :‬روي أن المسيح عليه السالم مر بق وم فق ال‪ :‬اللهم اغف ر لن ا‬
‫ثالثا فقالوا‪ :‬يا روح هللا انا نريد أن نسمع من ك الي وم موعظ ة ونس مع من ك ش يئا لم‬
‫نسمعه فيما مضى فأوحى هللا إلى عيسى أن قل لهم‪( :‬إني من أغفر له مغفرة واح دة‬
‫أصلح له بها دنياه وآخرته)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]207 :‬روي أن المسيح عليه السالم كان إذا دعا القراء قام عليهم‪ ،‬ثم‬
‫قال‪( :‬هكذا اصنعوا بالقراء)(‪)9‬‬
‫[األثــر‪ ]208 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إن أحببتم أن تكون وا‬
‫أص فياء هللا ون ور ب ني آدم من خلق ه ف اعفوا عمن ظلمكم وع ودوا من ال يع ودكم‬
‫وأحسنوا إلى من ال يحسن إليكم‪ ،‬وأقرضوا من ال يجزيكم)(‪)10‬‬

‫[األثــر‪ ]209 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ي ا دار تخ ربين ويف نى‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه ابن أبي شيبة وأحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪ )(10‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/204 :‬‬
‫‪170‬‬
‫تسترح)(‪)1‬‬ ‫سكانك ويا نفس اعملي ترزقي ويا جسد انصب‬
‫[األثر‪ ]210 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال للحواريين‪( :‬بحق أقول لكم‬
‫إن أشدكم حبا للدنيا أشدكم جزعا على المصيبة)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]211 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬يا معشر الحواريين كلوا‬
‫خبز الشعير ونبات األرض والماء القراح وإياكم وخبز البر فإنكم ال تقومون بشكره‬
‫واعلموا أن حالوة الدنيا مرارة اآلخرة وأشد مرارة الدنيا حالوة اآلخرة)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]212 :‬روي أن المسيح عليه السالم ق ال‪( :‬ج ودة الثي اب من خيالء‬
‫القلب)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]213 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬إني ليس أحدثكم لتعجبوا‬
‫إنما أحدثكم لتعلموا)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]214 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كن كالطبيب العالم يضع‬
‫دواءه حيث ينفع)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]215 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬يا بني إس رائيل ته اونوا‬
‫بال دنيا تهن عليكم وأهين وا ال دنيا تك رم اآلخ رة عليكم‪ ،‬وال تكرم وا ال دنيا فته ون‬
‫اآلخرة عليكم فإن الدنيا ليست بأهل الكرامة وكل يوم تدعو للفتنة والخسارة)(‪)7‬‬
‫[األثـر‪ ]216 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ي ا معش ر الح واريين‬
‫تحبب وا إلى هللا ببغض أه ل المعاص ي وتقرب وا إلي ه ب المقت لهم والتمس وا رض اه‬
‫بسخطهم)‪ ،‬قالوا‪ :‬يا نبي هللا فمن نجالس؟ قال‪( :‬جالس وا من يزي د في عملكم منطق ه‬
‫ومن يذكركم هللا رؤيته ويزهدكم في الدنيا عمله)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]217 :‬روي أن هللا أوحى إلى المسيح عليه السالم‪( :‬عظ نفسك فإن‬
‫اتعظت فعظ الناس وإال فاستحي مني)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]218 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬بق در م ا تنص بون ههن ا‬
‫تستريحون ههنا‪ ،‬وبقدر ما تستريحون ههنا تنصبون ههنا)(‪)10‬‬
‫[األثر‪ ]219 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬ط وبى لمن خ زن لس انه‬
‫ووسعه بيته وبكى من ذكر خطيئته)(‪)11‬‬
‫[األثر‪ ]220 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬إذا تصدق أح دكم بيمين ه‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه في زوائده‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه عبد هللا بن أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابنه‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن المبارك وأحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/205 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(10‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(11‬رواه ابن المبارك وأحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪171‬‬
‫فليخفها عن شماله وإذا صام فليدهن وليمسح شفتيه من دهنه حتى ينظر إليه الن اظر‬
‫فال يرى أنه صائم وإذا صلى فليدن عليه س تر باب ه ف إن هللا يقس م الثن اء كم ا يقس م‬
‫الرزق)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]221 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال ألص حابه‪ :‬أرأيتم ل و أن‬
‫أحدكم أتى على أخيه المسلم وهو نائم وقد كشفت ال ريح بعض ثوب ه فق الوا‪ :‬إذا كن ا‬
‫نرده عليه قال‪( :‬ال بل تكشفون ما بقي)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]222 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬فكرت في الخلق فإذا من‬
‫لم يخلق كان أغبط عن دي ممن خل ق‪ ،‬وال تنظ روا إلى ذن وب الن اس ك أنكم أرب اب‬
‫ولكن انظروا في ذنوبكم كأنكم عبيد‪ ،‬والناس رجالن‪ :‬مبتلى ومعافى ف ارحموا أه ل‬
‫البالء واحمدوا هللا على العافية)(‪)3‬‬

‫[األثر‪ ]223 :‬روي أن المسيح عليه السالم مر والحواريون على جيفة كلب‬
‫فقالوا‪ :‬ما أنتن هذا فقال‪( :‬ما أشد بياض أسنانه)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]224 :‬روي أن المسيح عليه الس الم ق ال‪( :‬إن هللا يحب العب د يتعلم‬
‫المهنة يستغني بها عن الناس‪ ،‬ويكره العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة)(‪)5‬‬

‫[األثر‪ ]225 :‬روي أن إبليس قال للمس يح علي ه الس الم‪ :‬زعمت أن ك تح يي‬
‫الموتى فإن كنت كذلك ف ادع هللا أن ي رد ه ذا الجب ل خ بزا‪ ،‬فق ال ل ه عيس ى‪ :‬أوك ل‬
‫الناس يعيشون بالخبز قال‪ :‬فإن كنت كم ا تق ول فثب من ه ذا المك ان ف إن المالئك ة‬
‫ستلقاك‪ ،‬قال‪( :‬إن ربي أمرني أن ال أجرب نفسي؛ فال أدري هل يسلمني أم ال)(‪)6‬‬

‫[األثــر‪ ]226 :‬روي أن هللا أوحى إلى المس يح علي ه الس الم‪( :‬إن لم تطب‬
‫نفسك أن تصفك الناس بالزاه د في لم أكتب ك عن دي راهب ا فم ا يض رك إذا بغض ك‬
‫الناس وأنا عنك راض وما ينفعك حب الناس وأنا عليك ساخط)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]227 :‬روي أنه قيل للمس يح علي ه الس الم‪ :‬ب أي ش يء تمش ي على‬
‫الماء؟‪ ..‬قال‪ :‬باإليمان واليقين‪ ..‬ق الوا‪ :‬فان ا آمن ا كم ا آمنت وأيقن ا كم ا أيقنت‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فامشوا اذن‪ ،‬فمشوا معه فجاء الموج فغرق وا‪ ،‬فق ال لهم‪ :‬م ا لكم ق الوا‪ :‬خفن ا الم وج‬
‫ق ال‪ :‬أال خفتم رب الم وج‪ ..‬ف اخرجهم‪ ،‬ثم ض رب بي ده إلى األرض فقبض به ا ثم‬
‫بسطها‪ ،‬فإذا في احدى يدي ه ذهب وفي األخ رى م در فق ال‪ :‬أيهم ا أحلى في قل وبكم‬
‫قالوا‪ :‬الذهب قال‪ :‬فإنهما عندي سواء)(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد وابن أبي الدنيا‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد وابن أبي الدنيا‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/206 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/207 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/207 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/207 :‬‬
‫‪172‬‬
‫[األثر‪ ]228 :‬روي أن المسيح عليه السالم كان إذا ذكر عنده الساعة صاح‬
‫ويقول‪( :‬ال ينبغي البن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت)(‪)1‬‬

‫[األثر‪ ]229 :‬روي أن المسيح ويحيى عليهم ا الس الم يأتي ان القري ة فيس أل‬
‫عيسى عليه السالم عن شرار أهلها ويسأل يحيى عليه السالم عن خي ار أهله ا فق ال‬
‫له‪ :‬لم تنزل على شرار الناس قال‪( :‬إنما أنا طبيب أداوي المرضى)(‪)2‬‬
‫[األثــر‪ ]230 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬تعمل ون لل دنيا وأنتم‬
‫ترزقون فيها بغير عمل وال تعملون لآلخرة وأنتم ال ترزقون فيها إال بالعمل)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]231 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ويحكم األج ر تأخ ذون‬
‫والعمل تضيعون توشكون أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة الق بر وض يقه‪ ،‬وهللا ع ز‬
‫وجل ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم والصالة)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]232 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كيف يك ون من أه ل العلم‬
‫من دنياه آثر عنده من آخرته وهو في الدنيا أفضل رغبة)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]233 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كيف يك ون من أه ل العلم‬
‫من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]234 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كيف يك ون من أه ل العلم‬
‫من سخط واحتقر منزلته وهو يعلم أن ذلك من علم هللا وقدرته)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]235 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كيف يك ون من أه ل العلم‬
‫من اتهم هللا تعالى في قضاءه فليس يرضى بشيء أصابه)(‪)8‬‬

‫[األثر‪ ]236 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬كيف يك ون من أه ل العلم‬


‫من طلب الكالم ليتحدث ولم يطلبه ليعمل به)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]237 :‬روي أن المسيح عليه السالم مر بعقبة ومعه رجل من حواريه‬
‫فاعترضهم رجل فمنعهم الطريق وق ال‪ :‬ال أترككم ا تج وزان ح تى ألطم ك ل واح د‬
‫منكما لطمة‪ ،‬فحاواله فأبى إال ذاك‪ ،‬فقال عيس ى علي ه الس الم‪ :‬أم ا خ دي فالطم ه‪..‬‬
‫فلطمه‪ ،‬فخلى سبيله‪ ،‬وقال للحواري‪ :‬ال أدعك تجوز حتى ألطمك‪ ،‬فتمنع عليه‪ ،‬فلم ا‬
‫رأى عيسى ذاك أعطاه خده اآلخر فلطمه فخلى سبيلهما‪ ،‬فقال عيسى علي ه الس الم‪:‬‬
‫(اللهم إن كان هذا لك رضى فبلغني رضاك‪ ،‬وإن كان هذا سخطا فإنك أولى بالعفو )‬

‫‪ )(1‬رواه ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد وابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/207 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/208 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪173‬‬
‫(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]238 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬ليس كم ا أري د ولكن كم ا‬
‫تريد‪ ،‬وليس كما أشاء ولكن كما تشاء)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]239 :‬روي أن المسيح عليه الس الم ق ال‪( :‬إن الش يطان م ع ال دنيا‬
‫ومكره مع المال وتزيينه عند الهوى واستكماله عند الشهوات)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]240 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬اللهم إني أص بحت ال‬
‫أستطيع دفع ما أكره وال أملك نفع م ا ارج و وأص بح األم ر بي د غ يري وأص بحت‬
‫مرتهنا بعملي فال فقير أفقر م ني فال تش مت بي ع دوي وال تس يء بي ص ديقي وال‬
‫تجعل مصيبتي في ديني وال تسلط علي من ال يرحمني)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]241 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬إذا سلك بك س بيل البالء‬
‫فاعلم أنه سلك بك سبيل األنبياء والصالحين وإذا سلك بك سبيل أه ل الرخ اء ف اعلم‬
‫أنه سلك بك غير سبيلهم وخولف بك عن طريقهم)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]242 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إنم ا أبعثكم كالكب اش‬
‫تلتقطون خراف بني إسرائيل فال تكون وا كال ذئاب الض واري ال تي تخطت ف الن اس‬
‫وعليكم بالخرفان ما لكم تأتون عليكم ثياب الش عر وقل وبكم قل وب الخن ازير البس وا‬
‫ثياب الملوك ولينوا قلوبكم بالخشية)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]243 :‬روي أن المسيح عليه السالم ق ال‪( :‬ي ا ابن آدم اعم ل باعم ال‬
‫البر حتى يبلغ عملك عنان السماء فإن لم يكن حبا في هللا ما اغنى ذل ك عن ك ش يئا)‬
‫(‪)7‬‬

‫[األثر‪ ]244 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال للحواريين‪( :‬إن إبليس يري د‬
‫أن يبخلكم فال تقعوا في بخله)(‪)8‬‬

‫[األثــر‪ ]245 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ك ان واقف ا على ق بر ومع ه‬
‫الحواريون وصاحب القبر يدلى فيه فذكروا من ظلمة الق بر ووحش ته وض يقه فق ال‬
‫المسيح‪( :‬ق د كنتم فيم ا ه و أض يق من ه في أرح ام أمه اتكم ف إذا أحب هللا أن يوس ع‬
‫وسع)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]246 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬أك ثروا ذك ر هللا وحم ده‬
‫وتقديسه وأطيعوه فإنما يكفي أح دكم من ال دعاء إذا ك ان هللا تب ارك وتع الى راض يا‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/209 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابنه‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي شيبة وأحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪174‬‬
‫عليه أن يقول‪ :‬اللهم اغفر لي خطيئتي واصلح لي معيش تي وع افني من المك اره ي ا‬
‫إلهي)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]247 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال للحواريين‪( :‬بحق أقول لكم‪:‬‬
‫ما الدنيا تريدون وال اآلخرة)قالوا‪ :‬يا رسول هللا فسر لنا هذا فقد كن ا ن رى أن ا نري د‬
‫إح داهما‪ ،‬ق ال‪( :‬ل و أردتم ال دنيا ألطعتم رب ال دنيا ال ذي مف اتيح خزائنه ا بي ده‬
‫فأعطاكم‪ ،‬ولوأردتم اآلخرة أطعتم رب اآلخرة الذي يملكه ا فأعط اكم‪ ،‬ولكن ال ه ذه‬
‫تريدون وال تلك)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]248 :‬روي أن المسيح عليه السالم ق ال‪( :‬ت رج ببالغ ة وتيق ظ في‬
‫ساعات الغفلة واحكم بلطف الفطنة ال تكن حلسا مطروحا وأنت حي تتنفس)(‪)3‬‬

‫[األثر‪ ]249 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬اجعلوا كنوزكم في السماء‬
‫فإن قلب المرء عند كنزه)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]250 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إنم ا تطلب ال دنيا لت بر‬
‫فتركها أبر)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]251 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬وهللا ما س كنت ال دنيا في‬
‫قلب عبد إال التاط قلبه منها بثالث‪ :‬شغل ال ينفك عناه وفقر ال ي درك غن اه وأم ل ال‬
‫يدرك منتهاه‪ ..‬الدنيا طالبة ومطلوبة‪ ..‬فطالب اآلخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيه ا‬
‫رزقه وطالب الدنيا تطلبه اآلخرة حتى يجيء الموت فيأخذ بعنقه)(‪)6‬‬
‫[األثــر‪ ]252 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال‪( :‬كم ا توض عون ك ذلك‬
‫ترفعون وكما ترحمون كذلك ترحمون وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضي‬
‫هللا من حوائجكم)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]253 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬ليس اإلحسان أن تحس ن‬
‫إلى من أحسن إليك تلك مكافأة إنما اإلحسان أن تحسن إلى من أساء إليك)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]254 :‬روي أن المسيح عليه السالم مر بق وم فش تموه فق ال خ يرا‪،‬‬
‫ومر بآخرين فشتموه وزادوا فزادهم خيرا‪ ،‬فقال رجل من الح واريين‪ :‬كلم ا زادوك‬
‫شرا زدتهم خيرا كأنك تغريهم بنفسك‪ ،‬فقال‪( :‬كل إنسان يعطي ما عنده)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]255 :‬روي أن المسيح عليه السالم مر به خنزير فقال‪ :‬مر بسالم‪..‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/210 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/211 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/211 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد وابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪175‬‬
‫الشر)(‪)1‬‬
‫فقيل له‪ :‬يا روح هللا لهذا الخنزير تقول‪ ،‬قال‪( :‬أكره أن أعود لساني‬
‫[األثر‪ ]256 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬خذوا الحق من أهل الباطل‬
‫وال تأخذوا الباطل من أهل الحق كونوا منتقدي الكالم كي ال يجوز عليكم الزي وف)‬
‫(‪)2‬‬
‫[األثـر‪ ]257 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ي ا معش ر الح واريين‬
‫ارضوا بدنيء الدنيا مع سالمة الدين كما رضي أهل الدنيا بدنيء ال دين م ع س المة‬
‫الدنيا)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]258 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬أك ل الش عير م ع الرم اد‬
‫والنوم على المزابل مع الكالب لقليل في طلب الفردوس)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]259 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬ال يطيق عبد أن يكون له‬
‫ربان إن أرضى أحدهما أسخط اآلخر وإن أسخط أحدهما أرضى اآلخر‪ ،‬وك ذلك ال‬
‫يطيق عبد أن يكون له خادما للدنيا يعمل عمل اآلخرة‪ ،‬ال تهتموا بما ت أكلون وال م ا‬
‫تش ربون ف إن هللا لم يخل ق نفس ا أعظم من رزقه ا وال جس دا أعظم من كس وته‬
‫فاعتبروا)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]260 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ي ا ابن آدم إذا عملت‬
‫الحسنة فاله عنها فإنها عند من ال يضيعها وإذا عملت س يئة فاجعله ا نص ب عينك)‬
‫(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]261 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬من كان يظن أن حرص ا‬
‫يزيد في رزقه فليزد في طول ه أو في عرض ه أو في ع دد بنائ ه أو تغ ير لون ه‪ ..‬أال‬
‫فإن هللا خلق الخل ق فهي أ الخل ق لم ا خل ق ثم قس م ال رزق فمض ى ال رزق لم ا قس م‬
‫فليست الدنيا بمعطية أحدا شيئا ليس له وال بمانعة أحدا ش يئا ه و لكم‪ ،‬فعليكم بعب ادة‬
‫ربكم فإنكم خلقتم لها)(‪)7‬‬
‫[األث ــر‪ ]262 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إن كنتم إخ واني‬
‫وأصحابي فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]263 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬من تعلم وعمل وعلم فذلك‬
‫يدعى عظيما في ملكوت السماء)(‪)9‬‬

‫[األثر‪ ]264 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إن منعت الحكم ة أهله ا‬
‫‪ )(1‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الخرائطي‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد‪ ،‬الدر المنثور‪.2/212 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد والبيهقي‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬
‫‪176‬‬
‫جهلت وإن منحتها غير أهلها جهلت‪ ..‬كن كالطبيب المداوي إن رأى موضعا للدواء‬
‫وإال أمسك)(‪)1‬‬
‫[األثـر‪ ]265 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال للح واريين‪( :‬ي ا معش ر‬
‫الحواريين ال تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير فإن الخ نزير ال يص نع ب اللؤلؤة ش يئا وال‬
‫تعطوا الحكمة من ال يري دها ف إن الحكم ة خ ير من اللؤل ؤ ومن ال يري دها ش ر من‬
‫الخنزير)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]266 :‬روي أن المسيح عليه السالم قال‪( :‬ي ا علم اء الس وء جلس تم‬
‫على أبواب الجنة‪ ،‬فال أنتم تدخلونها وال تدعون المساكين يدخلونها‪ ..‬إن ش ر الن اس‬
‫عند هللا عالم يطلب الدنيا بعلمه)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]267 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬إن مث ل ح ديث النفس‬
‫بالخطيئة كمثل الدخان في البيت ال يحرقه فإنه ينتن ريحه ويغير لونه)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]268 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم جلس يوم ا م ع غلم ان من‬
‫الكتاب فأخذ طينا ثم قال‪ :‬أجعل لكم من هذا الطين طائرا قالوا‪ :‬أو تستطيع ذلك قال‪:‬‬
‫نعم بإذن ربي ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه ثم قال‪ :‬كن طائرا باذن‬
‫هللا فخرج يطير من بين كفيه وخرج الغلمان بذلك من أمره فذكروه لمعلمهم فأفش وه‬
‫في الناس(‪.)5‬‬
‫[األثــر‪ ]269 :‬روي أن دع اء المس يح علي ه الس الم ال ذي ك ان ي دعو ب ه‬
‫للمرضى والزمنى والعميان والمجانين وغيرهم قوله‪( :‬اللهم أنت إله من في السماء‬
‫وإله من في األرض ال إله فيهما غ يرك وأنت جب ار من في الس ماء وجب ار من في‬
‫األرض ال جبار فيهما غيرك أنت ملك من في السماء وملك من في األرض ال ملك‬
‫فيهما غيرك قدرتك في السماء كقدرتك في األرض وسلطانك في األرض كسلطانك‬
‫في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المن ير وملك ك الق ديم إن ك على ك ل ش يء‬
‫قدير)(‪)6‬‬
‫[األثــر‪ ]270 :‬روي أن اليه ود ك انوا يجتمع ون إلى المس يح علي ه الس الم‬
‫ويستهزئون به ويقولون له‪ :‬يا عيسى ما أكل فالن البارحة وما ادخ ر في بيت ه لغ د‪،‬‬
‫فيخبرهم فيسخرون منه‪ ،‬فمر ذات ي وم ب امرأة قاع دة عن د ق بر وهي تبكي فس ألها‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها‪ ،‬فصلى ركعتين ثم نادى‪ :‬يا فالنة ق ومي‬
‫بإذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر ثم نادى الثاني ة فانص دع الق بر ثم ن ادى الثالث ة‬
‫فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب‪ ،‬فقالت‪ :‬أماه ما حمل ك على أن أذوق ك رب‬

‫‪ )(1‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/213 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه عبد هللا بن أحمد في الزهد وابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/214 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/214 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي شيبة‪ ،‬الدر المنثور‪.2/214 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن جرير‪ ،‬الدر المنثور‪.2/214 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/215 :‬‬
‫‪177‬‬
‫الموت مرتين‪ ،‬يا أماه اصبري واحتسبي فال حاج ة لي في ال دنيا‪ ..‬ي ا روح هللا س ل‬
‫ربي أن يردني إلى اآلخرة وأن يهون علي ك رب الم وت‪ ،‬ف دعا رب ه فقبض ها إلي ه‬
‫فاستوت عليها األرض)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]271 :‬روي أن رجال صحب المسيح عليه السالم‪ ،‬فانطلقا فانتهيا إلى‬
‫شاطىء نهر فجلسا يتغديان ومعهما ثالثة أرغفة فأكال الرغيفين وبقي رغيف‪ ،‬فق ام‬
‫عيسى إلى النهر يشرب ثم رجع فلم يجد الرغيف‪ ،‬فق ال للرج ل‪ :‬من أك ل الرغي ف‬
‫قال‪ :‬ال أدري فانطلق معه فرأى ظبية معها خشفان فدعا أحدهما فأتاه فذبحه وش واه‬
‫وأكال ثم قال للخشف‪ :‬قم بإذن هللا فقام فقال للرجل‪ :‬أسألك بالذي أراك هذه اآلية من‬
‫أكل الرغيف قال‪ :‬ال أدري ثم انتهيا إلى البحر فأخذ عيس ى بي د الرج ل فمش ى على‬
‫الماء ثم قال‪ :‬أنشدك بالذي أراك هذه اآلية من أخذ الرغيف قال‪ :‬ال أدري‪ ..‬ثم انتهيا‬
‫إلى مفازة وأخذ عيسى ترابا وطين ا فق ال‪ :‬كن ذهب ا ب إذن هللا‪ ..‬فص ار ذهب ا فقس مه‬
‫ثالثة أثالث فقال‪ :‬ثلث لك وثلث لي وثلث لمن أخذ الرغيف‪ ،‬قال‪ :‬أن ا أخذت ه‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫فكله لك‪ ،‬وفارقه عيسى فانتهى إليه رجالن فأرادا أن يأخ ذاه ويقتاله ق ال‪ :‬ه و بينن ا‬
‫أثالثا فابعثوا أحدكم إلى القرية يشتري لنا طعاما فبعثوا أحدهم فقال الذي بعث‪ :‬ألي‬
‫شيء أقاسم هؤالء المال ولكن أضع في الطعام سما فاقتلهما‪ ،‬وقال ذانك‪ :‬ألي شيء‬
‫نعطي هذا ثلث المال ولكن إذا رجع قتلناه‪ ،‬فلما رجع إليهم قتلوه وأكال الطعام فماتا‪،‬‬
‫فبقي ذلك المال في المفازة وأولئك الثالثة قتلى عنده(‪.)2‬‬
‫[األثــر‪ ]272 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ط وبى‬
‫للمتراحمين‪ ،‬أولئك هم المرحومون يوم القيامة‪ ،‬طوبى للمصلحين بين الناس أولئ ك‬
‫هم المقربون يوم القيام ة‪ ،‬ط وبى للمطه رة قل وبهم‪ ،‬ط وبى للمتواض عين في ال دنيا‬
‫أولئك يرثون منابر الملك يوم القيامة‪ ،‬طوبى للمساكين ولهم ملكوت السماء‪ ،‬ط وبى‬
‫للمحزونين هم الذين يسرون‪ ،‬طوبى للذين يجوع ون ويظم أون خش وعا‪ ،‬هم ال ذين‬
‫يسقون)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]273 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬طوبى لل ذين‬
‫يعملون الخير أصفياء هّللا يدعون)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]274 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ط وبى‬
‫للمسبوبين من أجل الطهارة فإن لهم ملكوت السماء‪ ،‬ط وبى لكم إذا حس دتم وش تمتم‬
‫وقيل فيكم كل كلمة قبيحة كاذبة حينئ ذ ف افرحوا وابتهج وا ف إن أج ركم ق د ك ثر في‬
‫السماء)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]275 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا عبي د‬
‫‪ )(1‬رواه اسحق بن بشر وابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/216 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن عساكر‪ ،‬الدر المنثور‪.2/220 :‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪178‬‬
‫اليقين؟)(‪)1‬‬ ‫السوء تلومون الناس على الظن وال تلومون أنفسكم على‬
‫[األثر‪ ]276 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬يا عبيد الدنيا‬
‫تحبون أن يقال فيكم ما ليس فيكم‪ ،‬وأن يشار اليكم باألصابع)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]277 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬يا عبيد الدنيا‬
‫تحلق ون رؤوس كم وتقص رون قمص كم وتنكس ون رؤوس كم وال ت نزعون الغ ل من‬
‫قلوبكم؟!)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]278 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬يا عبيد الدنيا‬
‫مثلكم كمثل القبور المشيدة يعجب الناظر ظهره ا وداخله ا عظ ام الم وتى‪ ،‬ممل وءة‬
‫خطايا)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]279 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬يا عبيد الدنيا‬
‫إنما مثلكم كمثل السراج يضيء للناس ويحرق نفسه!)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]280 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ب ني‬
‫إسرائيل زاحموا العلماء في مجالسهم ولو جثوا على ال ركب ف إن هّللا يح يي القل وب‬
‫الميتة بنور الحكمة كما يحيي األرض الميتة بوابل المطر)(‪)6‬‬
‫[األثــر‪ ]281 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ب ني‬
‫إسرائيل قلة المنطق حكم عظيم‪ ،‬فعليكم بالصمت فإنه دعة حسنة وقل ة وزر‪ ،‬وخف ة‬
‫من الذنوب فحصنوا باب العلم فإن بابه الص بر‪ ،‬وإن هّللا يبغض الض حاك من غ ير‬
‫عجب‪ ،‬والمشاء إلى غير أرب)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]282 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فق ال‪( :‬إن هللا يحب‬
‫الوالي الذي يك ون ك الراعي ال يغف ل عن رعيت ه‪ ،‬فاس تحيوا هّللا في س رائركم كم ا‬
‫تستحيون الناس في عالنيتكم‪ ،‬واعلموا أن كلمة الحكم ة ض الة الم ؤمن‪ ،‬فعليكم به ا‬
‫قبل أن ترفع‪ ،‬ورفعها أن يذهب رواتها)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]283 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ص احب‬
‫العلم عظم العلم اء لعلمهم ودع من ازعتهم‪ ،‬وص غر الجه ال لجهلهم وال تط ردهم‪،‬‬
‫ولكن قربهم وعلمهم)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]284 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ص احب‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(8‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(9‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪179‬‬
‫عليها)(‪)1‬‬ ‫العلم اعلم أن كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ‬
‫[األثر‪ ]285 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ص احب‬
‫العلم إن كل معصية عجزت عن توبتها بمنزلة عقوبة تعاقب بها)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]286 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ص احب‬
‫العلم كرب ال تدري متى تغشاك فاستعد لها قبل أن تفجأك)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]287 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬أرأيتم ل و أن‬
‫أحدا مر بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن عورته أ كان كاشفا عنه ا أم ي رد على م ا‬
‫انكشف منها؟)‪ ،‬قالوا‪ :‬بل يرد على ما انكشف منها‪ ..‬قال‪( :‬كال بل تكشفون عنها!)‪،‬‬
‫فعرفوا أنه مثل ضربه لهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا روح هّللا وكيف ذاك؟‪ ..‬قال‪( :‬ذاك الرجل منكم‬
‫يطلع على العورة من أخيه فال يسترها)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]288 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬أعلمكم لتعلموا وال أعلمكم لتعجبوا بأنفسكم‪ ،‬إنكم لن تنالوا ما تريدون إال بترك‬
‫ما تشتهون‪ ،‬ولن تظفروا بما تأملون إال بالصبر على ما تكرهون)(‪)5‬‬
‫[األثــر‪ ]289 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬إي اكم‬
‫والنظرة فإنها تزرع في القلوب الشهوة‪ ،‬وكفى بها لصاحبها فتنة)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]290 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ط وبى لمن‬
‫جعل بصره في قلب ه ولم يجع ل قلب ه في نظ ر عين ه‪ ،‬ال تنظ روا في عي وب الن اس‬
‫كاألرب اب‪ ،‬وانظ روا في عي وبهم كهيئ ة عبي د الن اس‪ ،‬إنم ا الن اس رجالن‪ :‬مبتلى‬
‫ومعافى‪ ،‬فارحموا المبتلى‪ ،‬واحمدوا هّللا على العافية)(‪)7‬‬
‫[األثــر‪ ]291 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ب ني‬
‫إسرائيل أما تستحيون من هّللا ؟ إن أحدكم ال يسوغ له شرابه حتى يصفّيه من الق ذى‪،‬‬
‫وال يبالي أن يبلغ أمثال الفيلة من الحرام)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]292 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ألم تس معوا‬
‫أنه قيل لكم في التوراة صلوا أرحامكم‪ ،‬وكافئوا أرحامكم؟ وأنا أقول لكم‪ :‬ص لوا من‬
‫قطعكم‪ ،‬وأعط وا من منعكم وأحس نوا إلى من أس اء اليكم‪ ،‬وس لموا على من س بكم‪،‬‬
‫وأنصفوا من خاصمكم‪ ،‬واعفوا عمن ظلمكم‪ ،‬كما أنكم تحبون أن يعفى عن إساءتكم‬
‫فاعتبروا بعفو هّللا عنكم‪ ،‬أال ترون أن شمس ه أش رقت على األب رار والفج ار منكم‪،‬‬
‫وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين منكم؟ فإن كنتم ال تحب ون إال من أحبكم‬
‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(8‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪180‬‬
‫وال تحسنون إال إلى من أحسن إليكم وال تكافئوا إال من اعطاكم فما فض لكم إذا على‬
‫غيركم؟‪ ..‬قد يصنع هذا السفهاء الذين ليست عندهم فض ول وال لهم أحالم‪ ،‬ولكن إن‬
‫أردتم أن تكونوا أحباء هّللا وأص فياء هّللا فأحس نوا إلى من أس اء اليكم‪ ،‬واعف وا عمن‬
‫ظلمكم‪ ،‬وسلموا على من أعرض عنكم‪ ،‬اسمعوا قولي‪ ،‬واحفظوا وصيتي‪ ،‬وارع وا‬
‫عهدي كيما تكونوا علماء فقهاء)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]293 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن قل وبكم بحيث تك ون كن وزكم‪ ،‬فض عوا كن وزكم في الس ماء حيث ال يأكله ا‬
‫السوس‪ ،‬وال ينالها اللصوص)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]294 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن العبد ال يقدر على أن يخدم ربّين‪ ،‬وال محالة أن ه ي ؤثر أح دهما على اآلخ ر‬
‫وإن جهد‪ ،‬كذلك ال يجتمع لكم حب هّللا وحب الدنيا)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]295 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن شر الناس لرجل عالم آثر دنياه على علمه فأحبها وطلبها وجهد عليها ح تى‬
‫لو استطاع أن يجعل الناس في حيرة لفعل‪ ،‬وما يغني عن األعمى سعة نور الشمس‬
‫وهو ال يبصرها؟ كذلك ال يغني عن العالم علمه إذا هو لم يعمل ب ه‪ ،‬م ا أك ثر ثم ار‬
‫الشجر وليس كلها ينفع ويؤكل‪ ،‬وم ا أك ثر العلم اء وليس كلهم ينتف ع بم ا علم! وم ا‬
‫أوسع األرض وليس كلها تسكن! وما أكثر المتكلمين وليس كل كالمهم يصدق!)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]296 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬احتفظ وا من‬
‫العلماء الكذبة الذين عليهم ثياب الصوف‪ ،‬منكسي رؤوس هم إلى األرض‪ ،‬ي زورون‬
‫به الخطايا‪ ،‬يرمقون من تحت حواجبهم كما ترم ق ال ذئاب‪ ،‬وق ولهم يخ الف فعلهم‪،‬‬
‫وهل يجت نى من العوس ج العنب؟ ومن الحنظ ل ال تين؟ وك ذلك ال ي ؤثر ق ول الع الم‬
‫الكاذب إال زورا‪ ،‬وليس كل من يقول يصدق)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]297 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الزرع ينبت في السهل وال ينبت في الصفا‪ ،‬وك ذلك الحكم ة تعم ر في قلب‬
‫المتواضع وال تعمر في قلب المتك بر الجب ار‪ ..‬ألم تعلم وا أن ه من ش مخ برأس ه إلى‬
‫السقف شجه‪ ،‬ومن خفض برأسه عنه استظل تحته وأكنه‪ ،‬وكذلك من لم يتواضع هلل‬
‫خفضه‪ ،‬ومن تواضع هلل رفعه‪ ،‬إن ه ليس على ك ل ح ال يص لح العس ل في الزق اق‪،‬‬
‫وكذلك القلوب ليس على كل حال تعمر الحكمة فيها‪ ،‬إن الزق ما لم ينخرق أو يقحل‬
‫أو يتفل فسوف يكون للعسل وعاء‪ ،‬وكذلك القلوب ما لم تخرقه ا الش هوات ويدنس ها‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪181‬‬
‫للحكمة)(‪)1‬‬ ‫الطمع ويقسها النعيم فسوف تكون أوعية‬
‫[األثر‪ ]298 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الحريق ليقع في البيت الواحد فال يزال ينتقل من بيت إلى بيت حتى تح ترق‬
‫بيوت كثيرة إال أن يستدرك البيت األول فيهدم من قواعده فال تجد فيه الن ار معمال‪،‬‬
‫وكذلك الظالم األول لو يؤخذ على يديه لم يوجد من بعده إمام ظالم في أتمون ب ه كم ا‬
‫لو لم تجد النار في البيت األول خشبا وألواحا لم تحرق شيئا)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]299 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬من نظر إلى الحية تؤم أخاه لتلدغه ولم يحذره حتى قتلته فال يأمن أن يكون ق د‬
‫شرك في دمه‪ ،‬وكذلك من نظر إلى أخي ه يعم ل الخطيئ ة ولم يح ذره عاقبته ا ح تى‬
‫أحاطت به فال يأمن أن يكون قد شرك في إثمه‪ ،‬ومن قدر على أن يغير الظ الم ثم لم‬
‫يغيره فهو كفاعله‪ ،‬وكيف يهاب الظالم وقد أمن بين أظهركم ال ينهى وال يغير علي ه‬
‫وال يؤخذ على يديه‪ ،‬فمن أين يقصر الظالمون أم كي ف ال يغ ترون؟ فحس ب أح دكم‬
‫أن يقول‪ :‬ال أظلم ومن شاء فليظلم‪ ،‬ويرى الظلم فال يغيره‪ ،‬فلو ك ان األم ر على م ا‬
‫تقولون لم تعاقبوا مع الظالمين ال ذين لم تعمل وا بأعم الهم حين ت نزل بهم الع ثرة في‬
‫الدنيا؟)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]300 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويلكم يا عبيد‬
‫السوء كي ف ترج ون أن ي ؤمنكم هّللا من ف زع ي وم القيام ة وأنتم تخ افون الن اس في‬
‫طاعة هّللا ‪ ،‬وتطيعونهم في معصيته‪ ،‬وتفون لهم بالعهود الناقضة لعهده؟)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]301 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ال يؤمن هّللا من فزع ذلك اليوم من اتخذ العباد أربابا من دونه)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]302 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويلكم يا عبيد‬
‫السوء من أجل دنيا دنية وشهوة رديئة تفرطون في مل ك الجن ة وتنس ون ه ول ي وم‬
‫القيام ة! ويلكم ي ا عبي د ال دنيا من أج ل نعم ة زائل ة وحي اة منقطع ة تف رون من هّللا‬
‫وتكرهون لقاءه! فكيف يحب هّللا لق اءكم وأنتم تكره ون لق اءه؟ وإنم ا يحب هّللا لق اء‬
‫من يحب لقاءه‪ ،‬ويكره لقاء من يكره لقاءه‪ ،‬وكيف تزعمون أنكم أولي اء هّللا من دون‬
‫الناس وأنتم تفرون من الموت وتعتصمون بالدنيا؟ فماذا يغني عن الميت طيب ريح‬
‫حنوطه وبياض أكفانه وكل ذلك يكون في التراب‪ ،‬كذلك ال يغني عنكم بهجة دني اكم‬
‫التي زينت لكم‪ ،‬وكل ذلك إلى سلب وزوال‪ ،‬ماذا يغني عنكم نقاء أجس ادكم وص فاء‬
‫ألوانكم وإلى الموت تصيرون‪ ،‬وفي التراب تنسون‪ ،‬وفي ظلمة القبر تغمرون؟!)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪182‬‬
‫[األثر‪ ]303 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويلكم يا عبيد‬
‫ال دنيا تحمل ون الس راج في ض وء الش مس وض وؤها ك ان يكفيكم‪ ،‬وت دعون أن‬
‫تستضيئوا بها في الظلم ومن أجل ذلك سخرت لكم! كذلك استضأتم بنور العلم ألمر‬
‫الدنيا وقد كفيتموه وتركتم أن تستضيئوا به ألمر اآلخرة ومن أج ل ذل ك أعطيتم وه‪،‬‬
‫تقولون‪ :‬إن اآلخرة حق وأنتم تمهدون الدنيا‪ ،‬وتقولون‪ :‬إن الموت ح ق وأنتم تف رون‬
‫منه‪ ،‬وتقولون‪ :‬إن هّللا يسمع ويرى وال تخافون إحصاءه عليكم‪ ،‬فكي ف يص دقكم من‬
‫سمعكم فإن من كذب من غير علم أع ذر ممن ك ذب على علم وإن ك ان ال ع ذر في‬
‫شيء من الكذب؟)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]304 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الداب ة إذا لم ت ركب ولم تمتهن وتس تعمل لتص عب ويتغ ير خلقه ا‪ ،‬وك ذلك‬
‫القلوب إذا لم ترفق بذكر الموت ويتبعها دؤوب العبادة تقسو وتغلظ‪ ،‬م اذا يغ ني عن‬
‫البيت المظلم أن يوض ع الس راج ف وق ظه ره وجوف ه وحش مظلم؟ ك ذلك ال يغ ني‬
‫عنكم أن يكون نور العلم بأفواهكم وأجوافكم منه وحشة معطلة!)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]305 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬أس رعوا إلى‬
‫بيوتكم المظلمة فأنيروا فيه ا‪ ،‬ك ذلك فاس رعوا إلى قل وبكم القاس ية بالحكم ة قب ل أن‬
‫ترين عليها الخطايا فتكون أقسى من الحجارة)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]306 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬كي ف يطي ق‬
‫حم ل األثق ال من ال يس تعين على حمله ا؟ أم كي ف تح ط أوزار من ال يس تغفر هّللا‬
‫منها؟ أم كيف تنقى ثياب من ال يغسلها؟ وكيف ي برأ من الخطاي ا من ال يكفره ا؟ أم‬
‫كيف ينجو من غرق البحر من يعبر بغير سفينة؟ وكي ف ينج و من فتن ال دنيا من لم‬
‫يداوها بالجد واالجتهاد؟ وكيف يبلغ من يسافر بغير دليل؟ وكي ف يص ير إلى الجن ة‬
‫من ال يبصر معالم الدين؟ وكيف ينال مرضاة هّللا من ال يطيعه؟ وكيف يبصر عيب‬
‫وجهه من ال ينظر في المرآة؟ وكيف يس تكمل حب خليل ه من ال يب ذل ل ه بعض م ا‬
‫عنده؟)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]307 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إنه كما ال ينقص البح ر أن تغ رق في ه الس فينة وال يض ره ذل ك ش يئا ك ذلك ال‬
‫تنقصون هّللا بمعاصيكم شيئا وال تض رونه ب ل أنفس كم تض رون‪ ،‬وإياه ا تنقص ون‪،‬‬
‫وكما ال ينقص نور الشمس كثرة من يتقلب فيها بل به يعيش ويحي ا ك ذلك ال ينقص‬
‫هّللا كثرة ما يعطيكم ويرزقكم‪ ،‬بل برزقه تعيشون وبه تحي ون‪ ،‬يزي د من ش كره إن ه‬
‫شاكر عليم)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪183‬‬
‫[األثر‪ ]308 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ويلكم ي ا‬
‫أجراء السوء األجر تستوفون‪ ،‬والرزق تأكلون‪ ،‬والكسوة تلبسون‪ ،‬والمنازل تبن ون‪،‬‬
‫وعمل من استأجركم تفسدون؟! يوشك رب هذا العمل أن يط البكم فينظ ر في عمل ه‬
‫الذي أفسدتم فينزل بكم ما يخزيكم‪ ،‬ويأمر برقابكم فتجذ من أص ولها وي أمر بأي ديكم‬
‫فتقطع من مفاصلها‪ ،‬ثم يأمر بجثثكم فتجر على بطونه ا‪ ،‬ح تى توض ع على ق وارع‬
‫الطريق‪ ،‬حتى تكونوا عظة للمتقين‪ ،‬ونكاال للظالمين)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]309 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ويلكم ي ا‬
‫علماء السوء ال تحدثوا أنفسكم أن آجالكم تستأخر من أج ل أن الم وت لم ي نزل بكم‪،‬‬
‫فكأنه قد ح ل بكم ف أظعنكم‪ ،‬فمن اآلن ف اجعلوا ال دعوة في آذانكم‪ ،‬ومن اآلن الش فاء‬
‫كذلك أهل الدنيا يلتذون ببهجتها وأن واع م ا فيه ا‪ ،‬ف إذا ذك روا فج أة الم وت ك درها‬
‫عليهم وأفسدها)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]310 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن ك ل الن اس يبص ر النج وم ولكن ال يهت دي به ا إال من يع رف مجاريه ا‬
‫ومنازلها‪ ،‬وكذلك تدرسون الحكمة ولكن ال يهتدي لها منكم إال من عمل بها)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]311 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويلكم يا عبيد‬
‫الدنيا نقوا القمح وطيبوه‪ ،‬وأدقوا طحنه تجدوا طعمه‪ ،‬ويهنئكم أكله‪ ،‬كذلك فأخلص وا‬
‫اإليمان وأكملوه تجدوا حالوته وينفعكم غبه)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]312 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬لو وجدتم سراجا يتوقد بالقطران في ليلة مظلمة الستض أتم ب ه فلم يمنعكم من ه‬
‫ريح قطرانه‪ ،‬ك ذلك ينبغي لكم أن تأخ ذوا الحكم ة ممن وج دتموها مع ه وال يمنعكم‬
‫منه سوء رغبته فيها)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]313 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويلكم يا عبيد‬
‫ال دنيا ال كحكم اء تعقل ون‪ ،‬وال كحلم اء تفقه ون‪ ،‬وال كعلم اء تعلم ون‪ ،‬وال كعبي د‬
‫أتقي اء‪ ،‬وال ك أحرار ك رام‪ ،‬توش ك ال دنيا أن تقتلعكم من أص ولكم فتقلبكم على‬
‫وجوهكم‪ ،‬ثم تكبكم على من اخركم‪ ،‬ثم تأخ ذ خطاي اكم بنواص يكم وي دفعكم العلم من‬
‫خلفكم حتى يسلماكم إلى الملك الديان عراة فرادى فيجزيكم بسوء أعمالكم)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]314 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويلكم يا عبيد‬
‫ال دنيا أليس ب العلم أعطيتم الس لطان على جمي ع الخالئ ق فنب ذتموه فلم تعمل وا ب ه‪،‬‬
‫وأقبلتم على الدنيا تحكمون‪ ،‬ولها تمهدون‪ ،‬وإياها تؤثرون وتعمرون فحتى متى أنتم‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪184‬‬
‫نصيب؟)(‪)1‬‬ ‫للدنيا ليس هلل فيكم‬
‫[األثر‪ ]315 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ال تدركون شرف اآلخرة إال بترك ما تحب ون‪ ،‬فال تنتظ روا بالتوب ة غ دا‪ ،‬ف إن‬
‫دون غد يوما وليلة‪ ،‬قضاء هّللا فيهما يغدو ويروح)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]316 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن ص غار الخطاي ا ومحقراته ا لمن مكائ د إبليس يحقره ا لكم ويص غرها في‬
‫أعينكم‪ ،‬وتجتمع فتكثر وتحيط بكم)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]317 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن المدح ة بالك ذب والتزكي ة في ال دين لمن رأس الش رور المعلوم ة وإن حب‬
‫الدنيا لرأس كل خطيئة)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]318 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ليس ش يء أبل غ في ش رف اآلخ رة وأع ون على ح وادث ال دنيا من الص الة‬
‫الدائمة‪ ،‬وليس شيء أقرب إلى الرحمن منها‪ ،‬فدوموا عليها‪ ،‬واستكثروا منها‪ ،‬وك ل‬
‫عمل صالح يقرب إلى هّللا فالصالة أقرب إليه وآثر عنده)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]319 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن كل عمل المظلوم الذي لم ينتص ر بق ول وال فع ل وال حق د ه و في ملك وت‬
‫السماء عظيم‪ ،‬أيكم رأى نورا اسمه ظلمة أو ظلمة اسمها نور؟ كذلك ال يجتمع للعبد‬
‫أن يكون مؤمنا كافرا‪ ،‬وال مؤثرا للدنيا راغبا في اآلخرة‪ ،‬وهل زارع شعير يحص د‬
‫قمح ا أو زارع قمح يحص د ش عيرا؟ ك ذلك يحص د ك ل عب د في اآلخ رة م ا زرع‪،‬‬
‫ويجزى بما عمل)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]320 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الناس في الحكمة رجالن‪ :‬فرجل أتقنها بقوله وضيعها بس وء فعل ه‪ ،‬ورج ل‬
‫أتقنها بقوله وصدقها بفعله‪ ،‬وشتان بينهم ا! فط وبى للعلم اء بالفع ل‪ ،‬ووي ل للعلم اء‬
‫بالقول)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]321 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬من ال ينقي من زرعه الحشيش يك ثر في ه ح تى يغم ره فيفس ده‪ ،‬وك ذلك من ال‬
‫يخرج من قلبه حب الدنيا يغم ره ح تى ال يج د لحب اآلخ رة طعم ا‪ ،‬ويلكم ي ا عبي د‬
‫ال دنيا اتخ ذوا مس اجد ربكم س جونا ألجس ادكم‪ ،‬واجعل وا قل وبكم بيوت ا للتق وى وال‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪185‬‬
‫للشهوات)(‪)1‬‬ ‫تجعلوا قلوبكم مأوى‬
‫[األثر‪ ]322 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن أجزعكم على البالء ألشدكم حبا لل دنيا‪ ،‬وإن أص بركم على البالء ألزه دكم‬
‫في الدنيا)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]323 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ويلكم ي ا‬
‫علماء الس وء ألم تكون وا أموات ا فأحي اكم فلم ا أحي اكم متم؟ ويلكم ألم تكون وا أم يين‬
‫فعلمكم فلما علمكم نسيتم؟ ويلكم ألم تكونوا جفاة ففقهكم هّللا فلم ا فقهكم جهلتم؟ ويلكم‬
‫ألم تكونوا ضالال فهداكم فلما ه داكم ض للتم؟ ويلكم ألم تكون وا عمي ا فبص ركم فلم ا‬
‫بص ركم عميتم؟ ويلكم ألم تكون وا ص ما فأس معكم فلم ا أس معكم ص ممتم؟ ويلكم ألم‬
‫تكون وا بكم ا ف أنطقكم فلم ا أنطقكم بكمتم؟ ويلكم ألم تس تفتحوا فلم ا فتح لكم نكص تم‬
‫على أعقابكم؟ ويلكم ألم تكونوا أذلة فأعزكم فلما عززتم قهرتم واعت ديتم وعص يتم؟‬
‫ويلكم ألم تكون وا مستض عفين في األرض تخ افون أن يتخطفكم الن اس فنص ركم‬
‫وأيدكم فلما نصركم استكبرتم وتج برتم؟ في ا ويلكم من ذل ي وم القيام ة كي ف يهينكم‬
‫ويصغركم؟)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]324 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ويلكم ي ا‬
‫علم اء الس وء إنكم لتعمل ون عم ل الملح دين وت أملون أم ل ال وارثين وتطمئن ون‬
‫بطمأنينة اآلمنين‪ ،‬وليس أمر هّللا على ما تتمنون وتتخ يرون‪ ،‬ب ل للم وت تتوال دون‪،‬‬
‫وللخراب تبنون وتعمرون‪ ،‬وللوارثين تمهدون)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]325 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن موسى عليه ّ‬
‫الس الم ك ان ي أمركم أن ال تحلف وا باهلل ك اذبين‪ ،‬وأن ا أق ول‪ :‬ال‬
‫تحلفوا باهلل صادقين وال كاذبين)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]326 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الناس معافى ومبتلى‪ ،‬فاحمدوا هّللا على العافية‪ ،‬وارحموا أهل البالء)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]327 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن كل كلمة سيئة تقولون بها تعطون جوابها يوم القيامة)(‪)7‬‬
‫[األثــر‪ ]328 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا عبي د‬
‫الس وء إذا ق رب أح دكم قربان ه ليذبح ه ف ذكر أن أخ اه واج د علي ه فلي ترك قربان ه‬
‫وليذهب إلى أخيه فليرضه ثم ليرجع إلى قربانه فليذبحه)(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(8‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪186‬‬
‫[األثــر‪ ]329 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا عبي د‬
‫السوء إذا أخذ قميص أحدكم فليعط رداءه معه‪ ،‬ومن لطم خده منكم فليمكن من خ ده‬
‫اآلخر ومن سخر منكم ميال فليذهب ميال آخر معه)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]330 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ماذا يغني عن الجسد إذا كان ظاهره صحيحا وباطن ه فاس دا؟ وم ا يغ ني عنكم‬
‫أجسادكم إذا أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم؟ وما يغني عنكم أن تنق وا جل ودكم وقل وبكم‬
‫دنسة؟)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]331 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ال تكونوا كالمنخل يخرج الدقيق الطيب ويمس ك النخال ة‪ ،‬ك ذلك أنتم تخرج ون‬
‫الحكمة من أفواهكم ويبقى الغل في صدوركم)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]332 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ابدأوا بالشر فاتركوه‪ ،‬ثم اطلبوا الخير ينفعكم‪ ،‬فإنكم إذا جمعتم الخير م ع الش ر‬
‫لم ينفعكم الخير)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]333 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الذي يخ وض النه ر ال ب د أن يص يب ثوب ه الم اء وإن جه د أن ال يص يبه‪،‬‬
‫كذلك من يحب الدنيا ال ينجو من الخطايا)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]334 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬طوبى للذين يتهجدون من الليل‪ ،‬أولئك الذين يرثون النور ال دائم من أج ل أنهم‬
‫ق اموا في ظلم ة اللي ل على أرجلهم في مس اجدهم يتض رعون إلى ربهم رج اء أن‬
‫ينجيهم في الشدة غدا)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]335 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الدنيا خلقت مزرعة‪ ،‬يزرع فيها العباد الحلو والمر والشر والخير‪ ،‬والخ ير‬
‫له مغبة نافعة يوم الحساب‪ ،‬والشر له عناء وشقاء يوم الحصاد)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]336 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الحكيم يعت بر بالجاه ل والجاه ل يعت بر به واه‪ ،‬أوص يكم أن تختم وا على‬
‫أفواهكم بالصمت حتى ال يخرج منها ما ال يحل لكم)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]337 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إنكم ال تدركون ما تأملون إال بالصبر على ما تكرهون‪ ،‬وال تبلغون ما تريدون‬
‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(8‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪187‬‬
‫تشتهون)(‪)1‬‬ ‫إال بترك ما‬
‫[األثر‪ ]338 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬يا عبيد الدنيا كيف يدرك اآلخرة من ال تنقص شهوته من الدنيا وال تنقطع منه ا‬
‫رغبته)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]339 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ي ا عبي د ال دنيا م ا ال دنيا تحب ون‪ ،‬وال اآلخ رة ترج ون‪ ،‬ل و كنتم تحب ون ال دنيا‬
‫أك رمتم العم ل ال ذي ب ه أدركتموه ا‪ ،‬ول و كنتم تري دون اآلخ رة عملتم عم ل من‬
‫يرجوها)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]340 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬ي ا عبي د ال دنيا إن أح دكم يبغض ص احبه على الظن‪ ،‬وال يبغض نفس ه على‬
‫اليقين)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]341 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن أحدكم ليغضب إذا ذكر له بعض عيوبه وهي حق‪ ،‬ويفرح إذا مدح بم ا ليس‬
‫فيه)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]342 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن أرواح الشياطين ما عمرت في شيء ما عمرت في قل وبكم‪ ،‬وإنم ا أعط اكم‬
‫هّللا الدنيا لتعملوا فيها لآلخرة‪ ،‬ولم يعطكموها لتشغلكم عن اآلخرة‪ ،‬وإنما بسطها لكم‬
‫لتعلموا أنه أعانكم بها على العبادة‪ ،‬ولم يعنكم به ا على الخطاي ا‪ ،‬وإنم ا أم ركم فيه ا‬
‫بطاعته‪ ،‬ولم يأمركم فيها بمعصيته‪ ،‬وإنما أعانكم بها على الحالل ولم يح ل لكم به ا‬
‫الحرام‪ ،‬وإنما وسعها لكم لتواصلوا فيها ولم يوسعها لكم لتقاطعوا فيها)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]343 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن األجر محروص عليه‪ ،‬وال يدركه إال من عمل له)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]344 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الش جرة ال تكم ل إال بثم رة طيب ة‪ ،‬ك ذلك ال يكم ل ال دين إال ب التحرج عن‬
‫المحارم)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]345 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن ال زرع ال يص لح إال بالم اء وال تراب‪ ،‬ك ذلك اإليم ان ال يص لح إال ب العلم‬

‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬


‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(8‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪188‬‬
‫والعمل)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]346 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الماء يطفىء النار‪ ،‬كذلك الحلم يطفىء الغضب)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]347 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إنه ال يجتمع الماء والنار في إناء واح د ك ذلك ال يجتم ع الفق ه والعمى في قلب‬
‫واحد)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]348 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إنه ال يكون مطر بغير سحاب‪ ،‬كذلك ال يكون عمل في مرضاة ال رب إال بقلب‬
‫نقي)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]349 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الشمس نور كل شيء‪ ،‬وإن الحكمة نور كل قلب‪ ،‬والتقوى رأس كل حكمة‪،‬‬
‫والحق باب كل خير‪ ،‬ورحم ة هّللا ب اب ك ل ح ق‪ ،‬ومف اتيح ذل ك ال دعاء والتض رع‬
‫والعمل‪ ،‬وكيف يفتح باب بغير مفتاح؟!)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]350 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الرجل الحكيم ال يغرس شجرة إال شجرة يرضاها‪ ،‬وال يحمل على خيل ه إال‬
‫فرسا يرضاه‪ ،‬وكذلك المؤمن العالم ال يعمل إال عمال يرضاه ربه)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]351 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن الصقالة تصلح السيف وتجلوه‪ ،‬ك ذلك الحكم ة للقلب تص قله وتجل وه‪ ،‬وهي‬
‫في قلب الحكيم مثل الماء في األرض الميت ة تح يي قلب ه‪ ،‬كم ا يح يي الم اء األرض‬
‫الميتة‪ ،‬وهي في قلب الحكيم مثل النور في الظلمة يمشي بها في الناس)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]352 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬إن نق ل الحج ارة من رؤوس الجب ال أفض ل من أن تح دث من ال يعق ل عن ك‬
‫حديثك‪ ،‬كمثل الذي ينقع الحجارة لتلين‪ ،‬وكمثل ال ذي يص نع الطع ام أله ل القب ور‪،‬‬
‫ط وبى لمن حبس الفض ل من قول ه ال ذي يخ اف علي ه المقت من رب ه‪ ،‬وال يح دث‬
‫حديثا إاّل يفهم‪ ،‬وال يغبط امرءا في قوله حتى يستبين ل ه فعل ه‪ ،‬ط وبى لمن تعلم من‬
‫العلم اء م ا جه ل‪ ،‬وعلم الجاه ل مم ا علم‪ ،‬ط وبى لمن عظم العلم اء لعلمهم وت رك‬
‫منازعتهم‪ ،‬وصغر الجهال لجهلهم‪ ،‬وال يطردهم ولكن يقربهم ويعلمهم)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]353 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(4‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(5‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(6‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(7‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(8‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪189‬‬
‫لكم‪ :‬يا معشر الحواريين إنكم اليوم في الناس كاألحياء من الموتى فال تموتوا بموت‬
‫األحياء)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]354 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬يق ول هّللا‬
‫تبارك وتعالى‪ :‬يحزن عبدي المؤمن أن أصرف عنه الدنيا وذلك أحب ما يك ون إلي‬
‫وأقرب ما يكون مني‪ ،‬ويفرح أن أوسع علي ه في ال دنيا وذل ك أبغض م ا يك ون إلي‬
‫وأبعد ما يكون م ني‪ ،‬والحم د هلل رب الع المين‪ ،‬وص لّى هّللا على محم د وآل ه وس لّم‬
‫تسليما)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]355 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فق ال‪( :‬من ذا ال ذي‬
‫يبني على موج البحر دارا؟ تلكم الدنيا فال تتخذوها قرارا)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]356 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ال تتخ ذوا‬
‫الدنيا ربا فتتخذكم عبيدا‪ ،‬اكنزوا كنزكم عند من ال يضيعه‪ ،‬فإن ص احب ك نز ال دنيا‬
‫يخاف عليه اآلفة‪ ،‬وصاحب كنز هّللا ال يخاف عليه اآلفة)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]357 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا معش ر‬
‫الحواريين إني قد أكببت لكم ال دنيا على وجهه ا فال تنعش وها بع دي‪ ،‬ف إن من خبث‬
‫ال دنيا أن عص ي هّللا فيه ا‪ ،‬وإن من خبث ال دنيا أن اآلخ رة ال تن ال وال ت درك إال‬
‫بتركه ا‪ ،‬ف اعبروا ال دنيا وال تعمروه ا‪ ،‬واعلم وا أن أص ل ك ل خطيئ ة حب ال دنيا‪،‬‬
‫ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويال)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]358 :‬روي أن المسيح عليه السالم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬إن بطحت‬
‫لكم الدنيا وجلستم على ظهرها‪ ،‬فال ينازعنكم فيها إال الملوك والنساء‪ ،‬فأم ا المل وك‬
‫فال تنازعوهم للدنيا فإنهم لم يعرض وا لكم م ا ت ركتم دني اهم‪ ،‬وأم ا النس اء ف اتقوهن‬
‫بالصوم والصالة)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]359 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬ويل لصاحب‬
‫الدنيا كيف يموت ويتركها‪ ،‬ويأمنها وتغره‪ ،‬ويثق بها وتخذله‪ ،‬وي ل للمغ ترين كي ف‬
‫رهقهم ما يكرهون؟ وف ارقهم م ا يحب ون؟ وج اءهم م ا يوع دون؟ ووي ل لمن ال دنيا‬
‫همه‪ ،‬والخطايا أمله‪ ،‬كيف يفتضح غدا عند هّللا ؟)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]360 :‬روي أنه قيل للمسيح عليه الس الم‪ :‬علمن ا عمال واح دا يحببن ا‬
‫هّللا عليه‪ ،‬فقال‪( :‬أبغضوا الدنيا يحببكم هّللا )(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]361 :‬روي أن المسيح عليه السالم كوشف بالدنيا فرآها في ص ورة‬
‫‪ )(1‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(2‬تحف العقول ‪.513 -501‬‬
‫‪ )(3‬تنبيه الخواطر ‪.141 /1‬‬
‫‪ )(4‬تنبيه الخواطر ‪.137 /1‬‬
‫‪ )(5‬تنبيه الخواطر ‪.137 /1‬‬
‫‪ )(6‬تنبيه الخواطر ‪.137 /1‬‬
‫‪ )(7‬تنبيه الخواطر ‪.140 /1‬‬
‫‪ )(8‬تنبيه الخواطر ‪.142 /1‬‬
‫‪190‬‬
‫عجوز هتماء‪ ،‬عليها من كل زينة‪ ،‬فقال لها‪ :‬كم تزوجت؟ فقالت‪ :‬ال أحص يهم‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫وكلهم ماتوا أو كلهم طلقوك؟ قالت‪ :‬بل كلهم قتلت‪ ،‬فقال عيسى علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬بؤس ا‬
‫ألزواجك الباقين كيف ال يعتبرون بأزواجك الماض ين كي ف تهلكينهم واح دا واح دا‬
‫وال يكونون منك على حذر)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]362 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بم اذا نف ع‬
‫امرؤ نفسه؟ باعها بجميع ما في الدنيا ثم ترك ما باعها به ميراثا لغيره وأهلك نفسه‪،‬‬
‫ولكن طوبى المرىء خلص نفسه واختارها على جميع الدنيا)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]363 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬في الم ال‬
‫ثالث خصال‪ :‬يكسبه المرء من غير حل ه‪ ،‬وإن ه و كس به من حل ه منع ه من حق ه‪،‬‬
‫وإن هو وضعه في حقه شغله إصالحه عن عبادة ربه)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]364 :‬روي أن المسيح عليه السالم كان إذا مر ب دار ق د م ات أهله ا‬
‫وخلف فيها غيرهم يقول‪( :‬ويحا ألربابك ال ذين ورث وك كي ف لم يعت بروا ب إخوانهم‬
‫الماضين)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]365 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال‪( :‬ي ا دار تخ ربين ويف نى‬
‫سكانك‪ ،‬ويا نفس اعملي ترزقي‪ ،‬ويا جسد انصب تسترح)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]366 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا ابن آدم‬
‫الضعيف اتق ربك‪ ،‬واتق طمعك‪ ،‬وكن في الدنيا ضعيفا‪ ،‬وعن شهواتك عفيفا‪ ،‬عود‬
‫جسمك الصبر‪ ،‬وقلبك الفكر‪ ،‬وال تحبس لغد رزقا فإنها خطيئ ة علي ك‪ ،‬وأك ثر حم د‬
‫هّللا على الفقر فإن من العصمة أن ال تقدر على ما تريد)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]367 :‬روي أن المسيح عليه السالم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬الن وم على‬
‫الحصير وأكل خبز الشعير‪ ،‬في طلب الفردوس يسير)(‪)7‬‬
‫[األثر‪]368 :‬ـ روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ال يس تقيم‬
‫حب الدنيا واآلخرة في قلب مؤمن‪ ،‬كما ال يستقيم الماء والنار في إناء واحد)(‪)8‬‬
‫[األثــر‪ ]369 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬من علم‬
‫وعمل فذاك يدعى عظيما في ملكوت السماء)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]370 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬خ ذوا الح ق‬
‫من أهل الباطل‪ ،‬وال تأخذوا الباطل من أهل الحق‪ ،‬كونوا نقّاد الكالم فكم من ضاللة‬

‫‪ )(1‬تنبيه الخواطر ‪.154 /1‬‬


‫‪ )(2‬تنبيه الخواطر ‪.434 /2‬‬
‫‪ )(3‬تنبيه الخواطر ‪.437 /2‬‬
‫‪ )(4‬تنبيه الخواطر ‪.538 /2‬‬
‫‪ )(5‬تنبيه الخواطر ‪.539 /2‬‬
‫‪ )(6‬تنبيه الخواطر ‪.548 /2‬‬
‫‪ )(7‬تنبيه الخواطر ‪.549 /2‬‬
‫‪ )(8‬تنبيه الخواطر ‪.139 /1‬‬
‫‪ )(9‬منية المريد ‪.37‬‬
‫‪191‬‬
‫زخرفت بآية من كتاب هّللا ‪ ،‬كما زخرف الدرهم من نحاس بالفضة المموهة‪ ،‬النظ ر‬
‫إلى ذلك سواء‪ ،‬والبصراء به خبراء)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]371 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا معش ر‬
‫الح واريين لي إليكم حاج ة اقض وها لي‪ ..‬ق الوا‪ :‬قض يت حاجت ك ي ا روح هّللا ‪ .‬فق ام‬
‫فغسل أقدامهم‪ ..‬فقالوا‪ :‬كنا نحن أحق بهذا يا روح هّللا ‪ ..‬فقال‪ :‬إن أحق الناس بالخدمة‬
‫العالم‪ ،‬إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم‪ ..‬ثم ق ال‬
‫الس الم‪ :‬بالتواض ع تعم ر الحكم ة ال ب التكبر‪ ،‬وك ذلك في الس هل ينبت‬ ‫عيسى علي ه ّ‬
‫الزرع ال في الجبل)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]372 :‬روي أن المسيح عليه الس الم ص نع للح واريين طعام ا‪ ،‬فلم ا‬
‫أكلوا وضّأهم بنفسه‪ ،‬قالوا‪ :‬يا روح هّللا نحن أولى أن نفعله منك‪ ،‬قال‪ :‬إنما فعلت هذا‬
‫لتفعلوه بمن تعلّمون)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]373 :‬روي أنه قيل للمسيح عليه السالم‪ :‬من أ ّدب ك؟ ق ال‪ :‬م ا أ ّدب ني‬
‫أحد‪ ،‬رأيت قبح الجهل فجانبته)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]374 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم م ر م ع الح واريين على جيف ة‬
‫الس الم‪ :‬م ا أش د‬ ‫كلب فقال الحواريون‪ :‬ما أنتن ريح ه ذا الكلب! فق ال عيس ى علي ه ّ‬
‫بياض أسنانه!)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]375 :‬روي أن المسيح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬إذا ص ار‬
‫صائما أحدكم فلي دهن رأس ه ولحيت ه‪ ،‬ويمس ح ش فتيه ب الزيت لئال ي رى الن اس أن ه‬
‫صائم‪ ،‬وإذا أعطى بيمينه فليخف عن ش ماله‪ ،‬وإذا ص لى فل يرخ س تر باب ه ف إن هّللا‬
‫يقسم الثناء كما يقسم الرزق)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]376 :‬روي أن المسيح عليه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا معش ر‬
‫الح واريين تحبب وا إلى هّللا ببغض أه ل المعاص ي وتقرب وا إلى هّللا بالتباع د عنهم‪،‬‬
‫والتمسوا رضاه بسخطهم)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]377 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬تعملون للدنيا‬
‫وأنتم ترزق ون فيه ا بغ ير عم ل‪ ،‬وال تعمل ون لآلخ رة وأنتم ال ترزق ون فيه ا إال‬
‫بالعمل‪ ،‬وإنكم علماء السوء! األجر تأخذون‪ ،‬والعمل تض يعون! يوش ك رب العم ل‬
‫أن يطلب عمله‪ ،‬وتوشكون أن تخرجوا من الدنيا العريضة إلى ظلمة القبر وض يقه‪،‬‬
‫هّللا تعالى نهاكم عن الخطايا كما أمركم بالصيام والصالة‪ ،‬كيف يكون من أهل العلم‬

‫‪ )(1‬المحاسن ‪.229‬‬
‫‪ )(2‬أصول الكافي ‪.37 /1‬‬
‫‪ )(3‬تنبيه الخواطر ‪.91 /1‬‬
‫‪ )(4‬تنبيه الخواطر ‪.104 /1‬‬
‫‪ )(5‬تنبيه الخواطر ‪.125 /1‬‬
‫‪ )(6‬عدة الداعي ‪.220‬‬
‫‪ )(7‬تنبيه الخواطر ‪.554 /2‬‬
‫‪192‬‬
‫وقدرته؟)(‪)1‬‬ ‫من سخط رزقه‪ ،‬واحتقر منزلته‪ ،‬وقد علم أن ذلك من علم هّللا‬
‫[األثر‪ ]378 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬كي ف يك ون‬
‫من أهل العلم من اتهم هّللا فيما قضى له فليس يرضى شيئا أصابه؟)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]379 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬كي ف يك ون‬
‫من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته وهو مقبل على دني اه‪ ،‬وم ا يض ره أحب‬
‫إليه مما ينفعه؟)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]380 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬كي ف يك ون‬
‫من أهل العلم من يطلب الكالم ليخبر به وال يطلب ليعمل به؟)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]381 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬وي ل لعلم اء‬
‫الس وء تص لى عليهم الن ار)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬اش تدت مؤون ة ال دنيا ومؤون ة اآلخ رة‪ :‬أم ا‬
‫مؤونة الدنيا فإنك ال تمد يدك إلى شيء منها إال وجدت ف اجرا ق د س بقك إلي ه‪ ،‬وأم ا‬
‫مؤونة اآلخرة فإنك ال تجد أعوانا يعينونك عليها)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]382 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه‪ ،‬فقال‪( :‬احرز لسانك‬
‫لعمارة قلبك‪ ،‬وليسعك بيتك‪ ،‬واح ذر من الري اء وفض ول معاش ك واس تح من رب ك‬
‫واب ك على خطيئت ك وف ر من الن اس ف رارك من األس د واألفعى‪ ،‬فإنم ا ك انوا دواء‬
‫فصاروا اليوم داء‪ ،‬ثم الق هّللا تعالى متى شئت)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]383 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬مث ل ال دنيا‬
‫واآلخرة كمثل رجل له ضرتان‪ :‬إن أرضى أحدهما سخطت األخرى)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]384 :‬روي أنه قيل للمسيح عليه السالم‪( :‬قيل لعيسى ابن مريم عليه‬
‫السّالم‪ :‬كيف أصبحت يا روح هّللا ؟ قال‪ :‬أص بحت وربي تب ارك وتع الى من ف وقي‪،‬‬
‫والنار أمامي‪ ،‬والموت في طلبي‪ ،‬ال أملك ما أرج و وال أطي ق دف ع م ا أك ره‪ ،‬ف أي‬
‫فقير أفقر مني)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]385 :‬روي أن أنه بينما كان المسيح عليه السالم جالسا وشيخ يعم ل‬
‫بمسحاة ويثير به األرض فقال عيسى عليه السّالم‪ :‬اللهم ان زع عن ه األم ل‪ .‬فوض ع‬
‫الشيخ المسحاة واض طجع فلبث س اعة‪ ..‬فق ال عيس ى علي ه ّ‬
‫الس الم‪ :‬اللهم اردد إلي ه‬
‫األمل‪ .‬فقام فجعل يعمل‪ ..‬فسأله عيسى عن ذلك‪ ،‬فق ال‪ :‬بينم ا أن ا أعم ل إذ ق الت لي‬
‫نفسي‪ :‬إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير؟ ف ألقيت المس حاة واض طجعت‪ ،‬ثم ق الت لي‬

‫‪ )(1‬منية المريد ‪.48‬‬


‫‪ )(2‬منية المريد ‪.48‬‬
‫‪ )(3‬منية المريد ‪.48‬‬
‫‪ )(4‬منية المريد ‪.48‬‬
‫‪ )(5‬منية المريد ‪.48‬‬
‫‪ )(6‬مصباح الشريعة ‪.99‬‬
‫‪ )(7‬روضة الواعظين ‪ ،448 /2‬وتنبيه الخواطر ‪.146 /1‬‬
‫‪ )(8‬أمالي الشيخ الطوسي ‪.254 -253 /2‬‬
‫‪193‬‬
‫مسحاتي)(‪)1‬‬ ‫نفسي‪ :‬وهّللا ال بد لك من عيش ما بقيت‪ .‬فقمت إلى‬
‫[األثــر‪ ]386 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال في دعائ ه‪( :‬اللهم خ الق‬
‫النفس من النفس‪ ،‬ومخ رج النفس من النفس‪ ،‬ومخلص النفس من النفس‪ ،‬ف رج عن ا‬
‫وخلصنا من شدتنا)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]387 :‬روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬بح ق أق ول‬
‫لكم‪ :‬كما ينظر المريض إلى الطعام فال يلتذ به من شدة الوجع ك ذلك ص احب ال دنيا‬
‫ال يلتذ بالعبادة وال يجد حالوتها مع ما يجد من حالوة الدنيا‪ ..‬وبحق أق ول لكم‪ :‬كم ا‬
‫إن الدابة إذا لم تركب وتمتهن تصعبت وتغير خلقها كذلك القلوب إذا لم ترقق ب ذكر‬
‫الموت وبنصب العبادة تقسو وتغلظ‪ ..‬وبحق أقول لكم‪ :‬إن الزق إذا لم ينخرق يوشك‬
‫أن يكون وعاء العسل‪ ،‬كذلك القل وب اذا لم تخرقه ا الش هوات أو يدنس ها الطم ع أو‬
‫يقسها النعم فسوف تكون أوعية الحكمة)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]388 :‬روي أن المس يح علي ه الس الم وع ظ قوم ه‪ ،‬فق ال‪( :‬إح ذروا‬
‫الكذابة‪ ،‬الّذين يأتونكم بلب اس الحمالن‪ ،‬فهم في الحقيق ة ذئ اب خاطف ة‪ ..‬من ثم ارهم‬ ‫ّ‬
‫الش جرة الرّديّ ة أن‬ ‫الش جرة الطّيّب ة أن تثم ر ثم ارا رديّ ة‪ ،‬وال ّ‬
‫تعرفونهم‪ ..‬ال يمكن ّ‬
‫تثمر ثمارا صالحة)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]389 :‬روي أن هللا تعالى أوحى للمسيح عليه السالم قوله‪( :‬أاّل تدينوا‬
‫وأنتم خطّ اء في دان منكم بالع ذاب‪ ..‬ال تحكم وا ب الجور فيحكم عليكم بالع ذاب‪..‬‬
‫بالمكيال الّذي تكيلون يكال لكم‪ ،‬وبالحكم الّذي تحكمون يحكم عليكم)(‪)5‬‬
‫[األث ــر‪ ]390 :‬روي أن هللا تع الى أوحى للمس يح علي ه الس الم قوله‪( :‬ي ا‬
‫عيس ى! ج ّد في أم رك وال ته زل‪ ..‬ي ا بن الطّ اهرة البك ر البت ول! أن ا خلقت ك آي ة‬
‫للعالمين‪ ،‬فإيّاي فاعبد وعل ّي فتو ّكل وخذ الكتاب بقوّة‪ ..‬بلّغ من بين ي ديك أنّي أن ا هّللا‬
‫ال ّدائم الّذي ال أزول‪ ..‬ص ّدقوا النّب ّي األ ّم ّي صاحب الجمل والمدرعة‪ ..‬كالمه الق رآن‬
‫ودينه اإلسالم وأنا السّالم‪ ..‬طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيّامه وسمع كالمه)‪ ،‬ق ال‬
‫عيس ى‪ :‬ي ا رب! وم ا ط وبى؟ ق ال‪( :‬ش جرة في الجنّ ة تظ ّل الجن ان‪ ،‬أص لها من‬
‫رضوان‪ ،‬ماؤها من تسنيم‪ ،‬برده ب رد الك افور وطعم ه طعم ال ّزنجبي ل‪ ،‬من يش رب‬
‫من تلك العين شربة لم يظمأ بعدها أبدا)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]391 :‬روي أن هللا تعالى أوحى للمسيح عليه السالم قوله‪( :‬وي ل لمن‬
‫سمع العلم ولم يطلبه كيف يحشر مع الجهّال إلى النّار‪ ..‬وتعلّموا العلم وعلّم وه‪ ،‬ف ّ‬
‫إن‬
‫العلم إن لم يسعدكم لم يش قكم‪ ،‬وإن لم ي رفعكم لم يض عكم‪ ،‬وإن لم يغنكم لم يفق ركم‪،‬‬

‫‪ )(1‬تنبيه الخواطر ‪.280 /1‬‬


‫‪ )(2‬مهج الدعوات ‪.313‬‬
‫‪ )(3‬عدة الداعي ‪.96‬‬
‫‪ )(4‬ع ّدة الداعي ص ‪.152‬‬
‫‪ )(5‬عدة الداعي ص ‪.152‬‬
‫‪ )(6‬األمالي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/384 :‬‬
‫‪194‬‬
‫وإن لم ينفعكم لم يضرّكم‪ ..‬وال تقولوا نخاف أن نعلم وال نعم ل‪ ،‬ولكن قول وا نرج و‬
‫إن هّللا يقول يوم‬
‫ق على هّللا أن ال يخزيه‪ّ ..‬‬ ‫أن نعلم ونعمل‪ ..‬والعلم يشفع لصاحبه وح ّ‬
‫القيامة‪ :‬يا معشر العلماء‪ ،‬ما ظنّكم بربّكم؟‪ ..‬فيقولون‪ :‬ظنّن ا أن يرحمن ا ويغف ر لن ا‪..‬‬
‫فيقول تع الى‪ :‬إنّي ق د فعلت‪ ..‬إنّي اس تودعتكم حكم تي ال لش ّر أردت ه بكم ب ل لخ ير‬
‫أردته بكم‪ ،‬فادخلوا في صالح عبادي إلى جنّتي برحمتي)(‪)1‬‬
‫رابعا‪ .‬الهدي المقدس ألنبياء آخرين عليهم السالم‪:‬‬
‫بناء على قلة اآلثار الواردة حول الهدي المقدس لسائر األنبياء عليهم السالم ـ‬
‫عدا موسى وداود والمسيح عليهم السالم ـ فقد خصصنا هذا المبحث لآلث ار ال واردة‬
‫عنهم‪.‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن آدم عليه السالم‪:‬‬
‫من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫[األثر‪ ]392 :‬مما يروى في اآلثار أن (آدم عليه السالم ل ّما كثر ول ده وول د‬
‫ولده كانوا يتح ّدثون عنده وهو ساكت فقالوا يا أبه‪ :‬مالك ال تتكلم؟ فقال‪( :‬ي ا ب ن ّي ّ‬
‫إن‬
‫هللا ج ّل جالل ه ل ّم ا أخرج ني من ج واره عه د إل ّي وق ال‪ :‬أق ّل كالم ك ترج ع إلى‬
‫جواري)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]393 :‬روي أن آدم عليه السّالم أوصى ابنه شيثا بقول ه‪( :‬اعم ل به ا‬
‫وأوص بها بنيك من بعدك‪ :‬ال تركنوا الى الدنيا الفانية‪ ،‬فإني ركنت إلى الجنة الباقية‬
‫فما صحب لي وأخرجت منها‪ ..‬وإذا عزمتم على أمر فانظروا إلى عواقبه ف إني ل و‬
‫نظ رت في عاقب ة أم ري لم يص بني م ا أص ابني‪ ..‬وإذا نف رت قل وبكم من ش يء‬
‫فاجتنبوه فإني حين دنوت من الشجرة ألتناول منه ا نف ر قل بي فل و كنت امتنعت من‬
‫األكل ما أصابني ما أصابني)(‪)3‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن إبراهيم عليه السالم‪:‬‬
‫من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫[األثــر‪ ]371 :‬عن بك ر بن عب د هللا الم زني‪ ،‬ق ال‪( :‬لم ا ألقي إب راهيم علي ه‬
‫السالم في النار جأرت عامة الخليقة إلى ربها‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رب خليلك يلقى في الن ار‪،‬‬
‫فائذن لنا أن نطفئ عنه‪ ،‬قال‪( :‬هو خليلي ليس لي في األرض خلي ٌل غيره‪ ،‬وأنا رب ه‬
‫ليس له ربٌ غيري‪ ،‬فإن استغاثكم فأغيثوه‪ ،‬وإال فدعوه)‪.‬قال‪ :‬فجاء ملك القطر فقال‪:‬‬
‫يا رب خليلك يلقى في النار‪ ،‬فائذن لي أن أطفئ عنه بالقطر‪ ،‬ق ال‪( :‬ه و خليلي ليس‬
‫لي في األرض خلي ٌل غيره‪ ،‬وأنا ربه ليس له ربٌ غيري‪ ،‬فإن استغاثك فأغث ه‪ ،‬وإال‬
‫فدعه‪.‬فلما ألقي في النار دعا ربه‪ ،‬فقال هللا عز وجل‪﴿( :‬يا ن ار ك وني ب ردا وس الما‬
‫‪ )(1‬منية المريد في آداب المفيد والمستفيد‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/387 :‬‬
‫‪ )(2‬قصص األنبياء للراوندي‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار ‪ 452 /78‬ح ‪ 19‬عن الدرة الباهرة‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫على إب راهيم﴾ [األنبي اء‪ :،)]69 :‬ف بردت يومئ ذ على أه ل المش رق والمغ رب‪ ،‬فلم‬
‫( )‬
‫ينضج بها كرا ٌ‬
‫ع) ‪1‬‬

‫[األثر‪ ]394 :‬روي أن إبراهيم عليه السّالم قال لملك الموت‪ :‬هل تستطيع أن‬
‫تريني صورتك ال تي تقبض فيه ا روح الف اجر؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ال تطي ق ذل ك‪ ..‬ق ال‪ :‬بلى‪..‬‬
‫قال‪ :‬فأعرض عنّي‪ ..‬فأعرض عنه ثم التفت فإذا هو برجل أسود‪ ،‬قائم الشعر‪ ،‬منتن‬
‫ال ريح‪ ،‬أس ود الثي اب‪ ،‬يخ رج من فم ه ومن اخره لهب الن ار وال دخان‪ ،‬فغش ي على‬
‫إبراهيم ثم أفاق‪ ،‬فقال‪ :‬لو لم يلق الفاجر عند موته إال صورة وجهك كان حسبه(‪.)2‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن سليمان عليه السالم‪:‬‬
‫من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫أن (س ليمان بن داود علي ه الس الم م ّر في موكب ه ـ‬ ‫[األثــر‪]395 :‬ــ روي ّ‬
‫والجن واإلنس عن يمينه وعن شماله ـ بعاب ٍد من عبّاد ب ني إس رائيل‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫والطير تظلّه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وهللا يا ابن داود‪ ..‬لقد آتاك هللا ملكا ً عظيما‪ ،‬فسمعه سليمان فق ال‪ :‬لتس بيحةٌ في‬
‫إن م ا أُعطي ابن داود ي ذهب‪ّ ،‬‬
‫وإن‬ ‫ص حيفة م ؤمن خ ي ٌر مم ا أُعطي ابن داود‪ّ ،‬‬
‫التسبيحة تبقى)(‪)3‬‬
‫أن سليمان عليه السالم رأى عصفورا يقول لعصفورة‪:‬‬ ‫[األثر‪]396 :‬ـ روى ّ‬
‫لو شئت أخذت قبّة سليمان بمنقاري فألقيتها في البحر‪ ،‬فتبّس م س ليمان علي ه الس الم‬
‫من كالمه ثم دعاهما‪ ،‬وقال للعصفور‪ :‬أتطي ق أن تفع ل ذل ك؟‪ ..‬فق ال‪ :‬ال ي ا رس ول‬
‫ولكن الم رء ق د ي زيّن نفس ه ويعظّمه ا عن د زوجت ه‪ ،‬والمحبّ ال يُالم على م ا‬ ‫ّ‬ ‫هللا‪..‬‬
‫يقول‪ ،‬فقال سليمان عليه السالم للعصفورة‪ :‬لِ َم تبتعدين عنه وهو يحبك؟‪ ..‬فقالت‪ :‬ي ا‬
‫ع‪ ،‬ألن ه يحبّ معي غ يري‪ ،‬ف أثّر كالم العص فورة‬ ‫نبي هللا‪ ..‬إنه ليس محبّا ً ولكنه م ّد ٍ‬
‫في قلب سليمان‪ ،‬وبكى بكاء شديدا‪ ،‬ودعا هللا أن يفرغ قلبه لمحبته‪ ،‬وأن ال يخالطه ا‬
‫بمحبة غيره(‪.)4‬‬
‫أن س ليمان علي ه الس الم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ..‬إي اك‬ ‫[األثــر‪ ]397 :‬روى ّ‬
‫والمراء‪ ،‬فإنه ليست فيه منفعةٌ‪ ،‬وهو يهيّج بين اإلخوان العداوة)(‪)5‬‬
‫‪ .3‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن إلياس عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها ـ بشكل عام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]372 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان إلياس النبي علي ه الس الم‪ ،‬وك ان‬
‫من عبّ اد أنبي اء ب ني إس رائيل‪ ،‬يق ول في س جوده‪ :‬أت راك مع ذبي وق د أظم أت ل ك‬
‫‪ )( 1‬رواه أبو نعيم في الحلية (‪)19 /1‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)143 /6‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/83 :‬وتنبيه الخواطر ‪.1/129‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،14/95 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،14/134 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/12‬‬
‫‪196‬‬
‫هواجري؟‪ ..‬أتراك معذبي وقد عفرت لك في ال تراب وجهي؟‪ ..‬أت راك مع ذبي وق د‬
‫اجتنبت لك المعاصي؟‪ ..‬أتراك معذبي وقد أسهرت ل ك ليلي؟‪ ..‬ف أوحى هللا إلي ه‪ :‬أن‬
‫ارفع رأسك فإني غير معذبك‪ ،‬وإني إذا وعدت وعدا وفيت به)(‪)1‬‬
‫‪ .4‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن إشعيا عليه السالم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]373 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن إشعيا عليه السالم فقال‪( :‬هو ال ذي‬
‫بشر بي وبأخي عيسى بن مريم عليه السالم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]374 :‬قال اإلمام علي‪( :‬أوحى هللا تع الى جلت قدرت ه إلى إش عيا‬
‫عليه السالم إني مهلك من قومك مائة ألف أربعين ألفا من ش رارهم وس تين ألف ا من‬
‫خيارهم‪ ،‬فقال عليه الس الم‪ :‬ه ؤالء االش رار فم ا ب ال االخب ار؟ فق ال‪ :‬داهن وا أه ل‬
‫المعاصي فلم يغضبوا لغضبي)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]375 :‬مما قال ه اإلم ام الرض ا في االحتج اج على أرب اب المل ل‬
‫مخاطبا حبر النصارى‪ :‬يانص راني كي ف علم ك بكت اب ش عيا؟ ق ال‪ :‬أعرف ه حرف ا‬
‫حرفا‪ ،‬فقال له ولرأس الجالوت‪ :‬أتعرفان هذا من كالم ه‪( :‬ي اقوم إني رأيت ص ورة‬
‫راكب الحمار البسا جالبيب النور‪ ،‬ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر)؟‬
‫فقاال‪ :‬قد قال ذلك ش عيا‪ .‬ثم ق ال‪ :‬وق ال إش عيا الن بي فيم ا تق ول أنت وأص حابك في‬
‫الت وراة‪( :‬رأيت راك بين أض اء لهم ا االرض أح دهما على حم ار واآلخ ر على‬
‫جم ل)فمن راكب الحم ار؟ ومن راكب الجم ل؟ ق ال رأس الج الوت‪ :‬ال أعرفهم ا‪،‬‬
‫فخبرني بهما‪ ،‬قال‪ :‬أما راكب الحمار فعيسى وأما راكب الجم ل فمحم د ‪ ،‬أتنك ر‬
‫هذا من التوراة؟ قال‪ :‬ال ما أنكره‪ ..‬ثم قال الرض ا‪ :‬ه ل تع رف حيق وق الن بي علي ه‬
‫السالم؟ قال‪ :‬نعم إني به لعارف‪ ،‬قال‪ :‬فإنه قال وكتابكم ينطق ب ه‪( :‬ج اء هللا بالبي ان‬
‫من جبل فاران‪ ،‬وامتالت السماوات من تسبيح أحمد وأمت ه‪ ،‬يحم ل خيل ه في البح ر‬
‫كم ا يحم ل في ال بر‪ ،‬يأتين ا بكت اب جدي د بع د خ راب بيت المق دس)يع ني بالكت اب‬
‫القرآن‪ ،‬أتعرف هذا وتؤمن به؟ ق ال رأس الج الوت ق د ق ال ذل ك حيق وق الن بي وال‬
‫ننكر قوله)(‪)4‬‬
‫‪ .5‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن دانيال عليه السالم‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]376 :‬ق ال اإلم ام الس جّاد‪( :‬ل و يعلم الن اس م ا في طلب العلم‪،‬‬
‫لطلب وه ول و بس فك المهج‪ ،‬وخ وض اللجج‪ ،‬إن هللا أوحى إلى داني ال الن بي علي ه‬
‫ق أه ل العلم‪ ،‬التّ ارك االقت داء‬‫تخف بح ّ‬
‫ّ‬ ‫إن أمقت عبيدي إل ّي‪ ،‬الجاه ل المس‬ ‫السّالم‪ّ :‬‬
‫وإن أحبّ عبيدي إل ّي‪ ،‬التّق ّي الطّالب للثّ واب الجزي ل‪ ،‬المالزم للعلم اء‪ ،‬التّ ابع‬
‫بهم‪ّ ..‬‬
‫للحكماء‪ ،‬القابل عن الحكماء)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/393 :‬وأصول الكافي ‪.1/227‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)161 /14‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)161 /14‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)161 /14‬‬
‫‪ )(5‬الكافي‪ ،‬موسوعة الكلمة‪.1/149 :‬‬
‫‪197‬‬
‫‪ .6‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن عزير عليه السالم‪:‬‬
‫من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫[األثر‪ ]398 :‬روي أن عزي را ق ال‪ :‬ي ا رب إني نظ رت في جمي ع أم ورك‬
‫وأحكامها فعرفت عدلك بعقلي‪ ،‬وبقي ب اب لم أعرف ه‪ :‬إن ك تس خط على أه ل البلي ة‬
‫فتعمهم بعذابك وفيهم األطفال!‪ ..‬فأمره هّللا تعالى أن يخ رج إلى البري ة وك ان الح ر‬
‫شديدا‪ ،‬فرأى شجرة فاستظل بها ونام‪ ،‬فجاءت نمل ة فقرص ته ف دلك األرض برجل ه‬
‫فقت ل من النم ل كث يرا‪ ،‬فع رف أن ه مث ل ض رب‪ ..‬فقي ل ل ه‪ :‬ي ا عزي ر إن الق وم إذا‬
‫استحقوا عذابي قدرت نزوله عند انقضاء آجال األطفال فماتوا أولئك بآجالهم وهل ك‬
‫هؤالء بعذابي)(‪)1‬‬
‫خامسا‪ .‬الهدي المقدس لحكماء اختلف في نبوتهم‪:‬‬
‫ونقص د بهم حكيمين م ذكورين في الق رآن الك ريم‪ ،‬هم ا‪ :‬الخض ر ولقم ان‬
‫عليهما السالم؛ فكالهما أثنى عليه هللا تعالى‪ ،‬وأخبر عن علمه وحكمته‪ ،‬وق د وردت‬
‫في حقهما الكث ير من األح اديث واآلث ار ال تي ال ن رى حرج ا في قبوله ا بن اء على‬
‫موافقتها للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من األحاديث واآلثار المقبولة عن الخضر عليه السالم‪:‬‬
‫وهو من الحكماء الم ذكورين في الق رآن الك ريم‪ ،‬وفي قول ه تع الى‪﴿ :‬فَ َو َج دَا‬
‫َع ْبدًا ِم ْن ِعبَا ِدنَا آتَ ْينَاهُ َرحْ َمةً ِم ْن ِع ْن ِدنَا َوعَلَّ ْمنَاهُ ِم ْن لَ ُدنَّا ِع ْل ًم ا ﴾ [الكه ف‪ ،]65 :‬وق د‬
‫اتف ق على أن اس مه الخض ر‪ ،‬ولكن الخالف واق ع في نبوت ه‪ ،‬وفي ك ل م ا يرتب ط‬
‫بمولده ونسبه وحياته وغير ذلك‪ ..‬ونحن ال تهمنا كل تلك التفاصيل‪ ،‬ولذلك س نكتفي‬
‫هنا بما ورد في األحاديث واآلثار عن هديه الذي أثنى عليه القرآن الكريم‪.‬‬
‫أ‪ .‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن الخضر عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحـــديث‪ ]377 :‬ق ال الن بي ‪ ‬ذات ي وم ألص حابه‪( :‬أال أح دثكم عن‬
‫الخضر؟)‪ ..‬قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬بينا هو يمشي في سوق من أس واق ب ني‬
‫إسرائيل إذ بصر به مسكين‪ ،‬فقال‪ :‬تصدق علي ّبارك هللا في ك‪ ،‬ق ال الخض ر‪ :‬آمنت‬
‫باهلل‪ ،‬ما يقضي هللا يكون‪ ،‬ما عندي من شيء أعطيكه‪ ..‬قال المسكين‪ :‬بوج ه هللا لم ا‬
‫تصدقت عل ّي‪ ،‬إني رأيت الخير في وجهك‪ ،‬ورج وت الخ ير عن دك‪ ،‬ق ال الخض ر‪:‬‬
‫آمنت باهلل‪ ..‬إن ك س ألتني ب أمر عظيم م ا عن دي من ش يء أعطيك ه‪ ،‬إال أن تأخ ذني‬
‫فتبيعني‪ ،‬قال المسكين‪ :‬وهل يستقيم هذا؟‪ ..‬قال‪ :‬الح ق أق ول ل ك إن ك س ألتني ب أمر‬
‫عظيم‪ ،‬س ألتني بوج ه ربي ع ز وج ل‪ ،‬أم ا إني ال أخيب ك في مس ألتي بوج ه ربي‬
‫فبعني‪ ..‬فق ّدم ه إلى الس وق فباع ه بأربعمائ ة درهم‪ ،‬فمكث عن د المش تري زمان ا ال‬
‫يستعمله في شيء‪ ،‬فقال الخضر عليه السالم‪ :‬إنما ابتعت ني التم اس خ دمتي فم رني‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار ‪.286 /5‬‬
‫‪198‬‬
‫بعمل‪ ،‬قال‪ :‬إني أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير‪ ،‬قال‪ :‬لس ت تش ق عل ّي ق ال‪ :‬فقم‬
‫فانقل هذه الحجارة ـ وكان ال ينقلها دون ستة نفر في ي وم ـ فق ام فنق ل الحج ارة في‬
‫ساعته‪ ،‬فقال له‪ :‬أحسنت وأجملت وأطقت ما لم يطقه أحد‪.‬‬
‫ثم ع رض للرج ل س فر فق ال‪ :‬إني أحس بك أمين ا‪ ،‬ف اخلفني في أهلي خالف ة‬
‫حسنة‪ ،‬وإني أكره أن أش ق علي ك‪ ،‬ق ال‪ :‬لس ت تش ق علي‪ ،‬ق ال‪ :‬فاض رب من اللبن‬
‫شيئا حتى أرجع إليك‪ ،‬قال‪ :‬فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيد بناءه‪.‬‬
‫فقال له الرجل‪ :‬أسألك بوجه هللا م ا حس بك وم ا أم رك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬إن ك س ألتني‬
‫ب أمر عظيم‪ ،‬بوج ه هللا ع ز وج ل‪ ،‬ووج ه هللا ع ز وج ل أوقع ني في العبودي ة‪،‬‬
‫وسأُخبرك من أنا‪ ،‬أنا الخضر الذي سمعت به‪ ،‬سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي‬
‫شيء أعطيه‪ ،‬فسألني بوجه هللا عز وجل فأمكنت ه من رقب تي‪ ،‬فب اعني ف أُخبِرك َأن ه‬
‫من سئل بوجه هللا عز وجل فرد سائله وهو قادر على ذلك‪ ،‬وق ف ي وم القيام ة ليس‬
‫ققت علي ك‬ ‫لوجهه جلد وال لحم وال دم إال عظم يتقعقع (أي يصوّت)ق ال الرج ل‪ :‬ش ُ‬
‫ولم أعرف ك‪ ،‬ق ال‪ :‬ال ب أس أبقيت وأحس نت‪ ..‬ق ال‪ :‬ب أبي أنت وأمي احكم في أهلي‬
‫ومالي بما أراك هللا عز وجل‪ ،‬أم أخيّ رك ف أخلي س بيلك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬أحبُّ إل ّي أن تخلي‬
‫سبيلي‪ ،‬فأعبد هللا على سبيله‪ ،‬فقال الخضر عليه السالم‪ :‬الحمد هلل ال ذي أوقع ني في‬
‫العبودية فأنجاني منها)(‪)1‬‬

‫[الحديث‪ ]378 :‬قال اإلمام علي في ق ول هللا ع ز وجل‪َ ﴿ :‬و َك انَ تَحْ تَ هُ َك ْن ٌز‬
‫لَهُ َما ﴾ [الكهف‪( :]82 :‬كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب‪ :‬بسم هللا ال رحمن‬
‫ال رحيم‪ ،‬ال إل ه إال هللا‪ ،‬محم د رس ول هللا‪ ،‬عجبت لمن يعلم أن الم وت ح ق كي ف‬
‫يفرح؟!‪ ..‬عجبت لمن ي ؤمن بالق در كي ف يح زن؟!‪ ..‬عجبت لمن ي ذكر الن ار كي ف‬
‫يض حك؟!‪ ..‬عجبت لمن ي رى ال دنيا وتص رف أهله ا ح اال بع د ح ال كي ف يطمئن‬
‫إليها؟!)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]379 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء‪ ،‬وبقوتك التي قهرت بها ك ل‬
‫شيء‪ ،‬وخضع لها كل شيء‪ ،‬وذل له ا ك ل ش يء‪ ،‬وبجبروت ك ال تي غلبت به ا ك ل‬
‫شيء‪ ،‬وبعزتك التي ال يقوم لها شيء‪ ،‬وبعظمتك التي مألت ك ل ش يء‪ ،‬وبس لطانك‬
‫الذي عال كل ش يء‪ ،‬وبوجه ك الب اقي بع د فن اء ك ل ش يء‪ ،‬وبأس مائك ال تي مألت‬
‫أركان كل شيء‪ ،‬وبعلمك الذي أحاط كل شيء‪ ،‬وبنور وجه ك ال ذي أض اء ل ه ك ل‬
‫شيء‪ ،‬يا نور يا قدوس‪ ،‬يا أول األولين وي ا آخ ر اآلخ رين‪ ،‬اللهم اغف ر لي ال ذنوب‬
‫التي تهتك العصم‪ ،‬اللهم اغفر لي ال ذنوب ال تي ت نزل النقم‪ ،‬اللهم اغف ر لي ال ذنوب‬
‫التي تغير النعم‪ ،‬اللهم اغفر لي الذنوب ال تي تحبس ال دعاء‪ ،‬اللهم اغف ر لي ال ذنوب‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/322 :‬واعالم الدين‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/296 :‬ومعاني األخبار ص‪.61‬‬
‫‪199‬‬
‫أخطأتها)(‪)1‬‬ ‫التي تنزل البالء‪ ،‬اللهم اغفر لي كل ذنب أذنبته‪ ،‬وكل خطيئة‬
‫[الحــديث‪ ]380 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬اللهم إني أتقرب إليك بذكرك‪ ،‬وأستشفع ب ك إلى نفس ك‪ ،‬وأس ألك بج ودك أن‬
‫تدنيني من قربك‪ ،‬وأن توزعني شكرك‪ ،‬وأن تلهمني ذكرك‪ ،‬اللهم إني أسألك س ؤال‬
‫خاضع متذلل خاشع‪ ،‬أن تسامحني وترحمني وتجعل ني بقس مك راض يا قانع ا‪ ،‬وفي‬
‫جميع األحوال متواضعا)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]381 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬اللهم أسألك سؤال من اشتدت فاقته‪ ،‬وأنزل ب ك عن د الش دائد حاجت ه‪ ،‬وعظم‬
‫فيما عندك رغبته‪ ،‬اللهم عظم سلطانك‪ ،‬وعال مكانك‪ ،‬وخفي مكرك‪ ،‬وظهر أم رك‪،‬‬
‫وغلب قهرك‪ ،‬وجرت قدرتك‪ ،‬وال يمكن الفرار من حكومتك)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]382 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬اللهم ال أجد لذنوبي غافرا‪ ،‬وال لقبائحي س اترا‪ ،‬وال لش يء من عملي الق بيح‬
‫بالحسن مبدال‪ ،‬غ يرك ال إل ه إال أنت‪ ،‬س بحانك وبحم دك‪ ،‬ظلمت نفس ي‪ ،‬وتج رأت‬
‫بجهلي‪ ،‬وسكنت إلى قديم ذكرك لي‪ ،‬ومنّك علي)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]383 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قول ه‪( :‬اللهم م والي كم من ق بيح س ترته‪ ،‬وكم من ف ادح من البالء أقلت ه‪ ،‬وكم من‬
‫عثار وقيته‪ ،‬وكم من مكروه دفعته‪ ،‬وكم من ثناء جميل لست أهال له نشرته)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]384 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬اللهم عظم بالئي‪ ،‬وأفرط بي سوء حالي‪ ،‬وقصرت بي أعم الي‪ ،‬وقع دت بي‬
‫أغاللي‪ ،‬وحبسني عن نفعي بعد أملي‪ ،‬وخدعتني الدنيا بغرورها‪ ،‬ونفس ي بجنايته ا‪،‬‬
‫ومطالي يا سيدي فأسألك بعزتك أن ال يحجب عنك دعائي سوء عملي وفع الي‪ ،‬وال‬
‫تفضحني بخفي ما اطلعت عليه من سري‪ ،‬وال تعاجلني بالعقوبة على م ا عملت ه في‬
‫خل واتي‪ ،‬من س وء فعلي وإس اءتي‪ ،‬ودوام تف ريطي وجه التي‪ ،‬وك ثرة ش هواتي‬
‫وغفل تي‪ ،‬وكن اللهم بعزت ك لي في ك ل األح وال رؤوف ا‪ ،‬وعل ّي في جمي ع األم ور‬
‫عطوفا)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]385 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قول ه‪( :‬إلهي وربي من لي غ يرك أس أله كش ف ض ري والنظ ر في أم ري‪ ،‬إلهي‬
‫وم والي أج ريت علي حكم ا اتبعت في ه ه وى نفس ي‪ ،‬ولم أح ترس في ه من ت زيين‬
‫عدوي‪ ،‬فغرني بما أهوى وأسعده على ذلك القضاء‪ ،‬فتج اوزت بم ا ج رى علي من‬

‫‪ )(1‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬


‫‪ )(2‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(3‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(4‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(5‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(6‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪200‬‬
‫ذلك بعض ح دودك‪ ،‬وخ الفت بعض أوام رك‪ ،‬فل ك الحم د (الحج ة)علي في جمي ع‬
‫ذلك‪ ،‬وال حجة لي فيما جرى علي فيه قضاؤك‪ ،‬وألزمني حكمك وبالؤك‪ ،‬وقد أتيتك‬
‫يا إلهي بعد تقصيري وإسرافي على نفسي‪ ،‬معتذرا نادما منكسرا مستقيال منيبا مقرا‬
‫مذعنا معترفا ال أجد مفرا مما ك ان م ني‪ ،‬وال مفزع ا أتوج ه إلي ه في أم ري‪ ،‬غ ير‬
‫قبول ك ع ذري‪ ،‬وإدخال ك إي اي في س عة رحمت ك‪ ،‬اللهم فاقب ل ع ذري وارحم ش دة‬
‫ضري‪ ،‬وفكني من شد وثاقي)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]386 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬ي ا رب ارحم ض عف ب دني‪ ،‬ورق ة جل دي‪ ،‬ودق ة عظمي‪ ،‬ي ا من ب دأ خلقي‪،‬‬
‫وذكري وتربيتي وبري وتغذيتي‪ ،‬هبني البتداء كرمك‪ ،‬وسالف برك بي)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]387 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬إلهي وسيدي وربي أتراك معذبي بنارك بعد توحيدك‪ ،‬وبعد ما انط وى علي ه‬
‫قلبي من معرفتك‪ ،‬ولهج ب ه لس اني من ذك رك‪ ،‬واعتق ده ض ميري من حب ك‪ ،‬وبع د‬
‫صدق اع ترافي ودع ائي خاض عا لربوبيت ك‪ ..‬هيه ات أنت أك رم من أن تض يع من‬
‫ربيته‪ ،‬أو تبعّد من أدنيته‪ ،‬أو تشرد من آويته‪ ،‬أو تسلم إلى البالء من كفيته ورحمته‪،‬‬
‫وليت ش عري ي ا س يدي وإلهي وم والي‪ ،‬أتس لط الن ار على وج وه خ رت لعظمت ك‬
‫س اجدة‪ ،‬وعلى ألس ن نطقت بتوحي دك ص ادقة‪ ،‬وبش كرك مادح ة‪ ،‬وعلى قل وب‬
‫اعترفت بإلهيتك محققة‪ ،‬وعلى ضمائر ح وت من العلم ب ك ح تى ص ارت خاش عة‪،‬‬
‫وعلى جوارح س عت إلى أوط ان تعب دك طائع ة‪ ،‬وأش ارت باس تغفارك مذعن ة‪ ،‬م ا‬
‫هكذا الظن بك‪ ،‬وال أخبرن ا بفض لك عن ك‪ ،‬ي ا ك ريم ي ا رب وأنت تعلم ض عفي عن‬
‫قليل من بالء الدنيا وعقوباتها‪ ،‬وما يجري فيها من المكاره على أهلها‪ ،‬على أن ذلك‬
‫بالء ومكروه‪ ،‬قليل مكثه‪ ،‬يسير بقاؤه‪ ،‬قصير مدت ه‪ ،‬فكي ف احتم الي لبالء اآلخ رة‪،‬‬
‫وجليل وقوع المكاره فيه ا‪ ،‬وه و بالء تط ول مدت ه‪ ،‬وي دوم مقام ه‪ ،‬وال يخف ف عن‬
‫أهل ه‪ ،‬ألن ه ال يك ون إال عن غض بك وانتقام ك وس خطك‪ ،‬وه ذا م ا ال تق وم ل ه‬
‫الس ماوات واألرض‪ ،‬ي ا س يدي فكي ف لي وأن ا عب دك الض عيف ال ذليل‪ ،‬الحق ير‬
‫المسكين المستكين)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]388 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قول ه‪( :‬إلهي وربي وس يدي وم والي‪ ،‬ألي األم ور إلي ك أش كو‪ ،‬ولم ا منه ا أض ج‬
‫وأبكي‪ ،‬ألليم العذاب وش دته‪ ،‬أم لط ول البالء ومدت ه‪ ،‬فلئن ص يرتني للعقوب ات م ع‬
‫أعدائك‪ ،‬وجمعت بيني وبين أهل بالئك‪ ،‬وفرقت بيني وبين أحبائك وأوليائك‪ ،‬فهبني‬
‫يا سيدي وموالي وربي‪ ،‬صبرت على ع ذابك‪ ،‬فكي ف أص بر على فراق ك‪ ،‬وهب ني‬
‫صبرت على حر نارك‪ ،‬فكيف أص بر عن النظ ر إلى كرامت ك‪ ،‬أم كي ف أس كن في‬
‫النار ورجائي عفوك‪ ،‬فبعزتك يا س يدي وم والي أقس م ص ادقا لئن تركت ني ناطق ا‪،‬‬
‫‪ )(1‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(2‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(3‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪201‬‬
‫ألضجن إليك بين أهلها ض جيج اآلملين‪ ،‬وألص رخن إلي ك ص راخ المستص رخين‪،‬‬
‫وألبكين عليك بكاء الفاق دين‪ ،‬وألنادين ك أين كنت ي ا ولي المؤم نين‪ ،‬ي ا غاي ة آم ال‬
‫العارفين‪ ،‬يا غياث المستغيثين‪ ،‬يا حبيب قلوب الصادقين‪ ،‬ويا إله العالمين‪ ..‬أ فتراك‬
‫سبحانك يا إلهي وبحمدك‪ ،‬تسمع فيها صوت عبد مسلم‪ ،‬سجن فيه ا بمخالفت ه‪ ،‬وذاق‬
‫طعم ع ذابها بمعص يته‪ ،‬وحبس بين أطباقه ا بجرم ه وجريرت ه‪ ،‬وه و يض ج إلي ك‬
‫ضجيج مؤمل لرحمتك‪ ،‬ويناديك بلسان أهل توحي دك‪ ،‬ويتوس ل إلي ك بربوبيت ك‪ ،‬ي ا‬
‫موالي فكيف يبقى في العذاب وهو يرجو ما سلف من حلمك‪ ،‬أم كي ف تؤلم ه الن ار‬
‫وهو يأمل فضلك ورحمتك‪ ،‬أم كيف يحرقه لهيبها وأنت تسمع صوته وترى مكان ه‪،‬‬
‫أم كيف يشتمل عليه زفيرها وأنت تعلم ض عفه‪ ،‬أم كي ف يتغلغ ل بين أطباقه ا وأنت‬
‫تعلم صدقه‪ ،‬أم كيف تزجره زبانيتها وهو يناديك يا ربه‪ ،‬أم كي ف يرج و فض لك في‬
‫عتقه منها فتتركه فيه ا‪ ،‬هيه ات م ا ذل ك الظن ب ك‪ ،‬وال المع روف من فض لك‪ ،‬وال‬
‫مشبه لما عاملت به الموحدين من برك وإحسانك‪ ..‬فباليقين أقطع لو ال ما حكمت به‬
‫من تع ذيب جاح ديك‪ ،‬وقض يت ب ه من إخالد معان ديك‪ ،‬لجعلت الن ار كله ا ب ردا‬
‫وسالما‪ ،‬وما كان ألحد فيها مق را وال مقام ا‪ ،‬ولكن ك تقدس ت أس ماؤك‪ ،‬أقس مت أن‬
‫تمألها من الكافرين من الجنة والناس أجمعين‪ ،‬وأن تخلد فيها المعاندين‪ ،‬وأنت ج ل‬
‫ثناؤك قلت مبتدئا‪ ،‬وتطولت باإلنعام متكرم ا‪ ،‬أ فمن ك ان مؤمن ا كمن ك ان فاس قا ال‬
‫يستوون)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]389 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬إلهي وسيدي أسألك بالقدرة التي قدرتها‪ ،‬وبالقض ية ال تي حتمته ا وحكمته ا‪،‬‬
‫وغلبت من علي ه أجريته ا‪ ،‬أن تهب لي في ه ذه الليل ة وفي ه ذه الس اعة ك ل ج رم‬
‫أجرمته‪ ،‬وكل ذنب أذنبته‪ ،‬وكل قبيح أسررته‪ ،‬وكل جهل عملته‪ ،‬كتمته‪ ،‬أو أعلنت ه‪،‬‬
‫أخفيته‪ ،‬أو أظهرته‪ ،‬وكل سيئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين‪ ،‬الذين وكلتهم بحفظ ما‬
‫يك ون م ني‪ ،‬وجعلتهم ش هودا علي م ع ج وارحي‪ ،‬وكنت أنت ال رقيب علي من‬
‫ورائهم‪ ،‬والش اهد لم ا خفي عنهم‪ ،‬وبرحمت ك أخفيت ه‪ ،‬وبفض لك س ترته‪ ،‬وأن ت وفر‬
‫حظي من كل خير أنزلت ه‪ ،‬أو إحس ان فض لته‪ ،‬أو ب ر نش رته‪ ،‬أو رزق بس طته‪ ،‬أو‬
‫ذنب تغفره‪ ،‬أو خطأ تستره‪ ،‬يا رب يا رب يا رب)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]390 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬إلهي وسيدي وموالي‪ ،‬ومالك رقي‪ ،‬يا من بي ده ناص يتي‪ ،‬ي ا عليم ا بض ري‬
‫ومسكنتي‪ ،‬يا خبيرا بفقري وفاقتي‪ ،‬ي ا رب ي ا رب ي ا رب‪ ..‬أس ألك بحق ك وقدس ك‬
‫وأعظم ص فاتك وأس مائك‪ ،‬أن تجع ل أوق اتي من اللي ل والنه ار‪ ،‬ب ذكرك معم ورة‪،‬‬
‫وبخدمتك موص ولة‪ ،‬وأعم الي عن دك مقبول ة‪ ،‬ح تى تك ون أعم الي وأورادي كله ا‬
‫وردا واحدا‪ ،‬وحالي في خدمتك سرمدا)(‪)3‬‬
‫‪ )(1‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(2‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(3‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪202‬‬
‫[الحــديث‪ ]391 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬يا سيدي يا من عليه معولي‪ ،‬يا من إلي ه ش كوت أح والي‪ ،‬ي ا رب ي ا رب ي ا‬
‫رب‪ ..‬قو على خدمتك جوارحي‪ ،‬واشدد على العزيمة ج وانحي‪ ،‬وهب لي الج د في‬
‫خش يتك‪ ،‬وال دوام في االتص ال بخ دمتك‪ ،‬ح تى أس رح إلي ك في مي ادين الس ابقين‪،‬‬
‫وأس رع إلي ك في الب ارزين‪ ،‬وأش تاق إلى قرب ك في المش تاقين‪ ،‬وأدن و من ك دن و‬
‫المخلصين‪ ،‬وأخافك مخافة الموقنين‪ ،‬وأجتمع في جوارك مع المؤمنين)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]392 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬اللهم من أرادني بسوء فأرده‪ ،‬ومن كادني فكده‪ ،‬واجعلني من أحس ن عبي دك‬
‫نص يبا عن دك‪ ،‬وأق ربهم منزل ة من ك‪ ،‬وأخص هم زلف ة ل ديك‪ ،‬فإن ه ال ين ال ذل ك إال‬
‫بفض لك‪ ،‬وج د لي بج ودك‪ ،‬واعط ف علي بمج دك‪ ،‬واحفظ ني برحمت ك‪ ،‬واجع ل‬
‫لساني بذكرك لهجا‪ ،‬وقلبي بحبك متيما‪ ،‬ومن علي بحسن إجابت ك‪ ،‬وأقل ني ع ثرتي‪،‬‬
‫واغفر زلتي‪ ،‬فإنك قضيت على عب ادك بعبادت ك‪ ،‬وأم رتهم ب دعائك‪ ،‬وض منت لهم‬
‫اإلجابة‪ ،‬فإليك يا رب نصبت وجهي‪ ،‬وإليك يا رب مددت يدي‪ ،‬فبعزتك استجب لي‬
‫دعائي‪ ،‬وبلغني مناي‪ ،‬وال تقطع من فضلك رجائي‪ ،‬واكف ني ش ر الجن واإلنس من‬
‫أعدائي)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]393 :‬من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي‬
‫قوله‪( :‬يا سريع الرضا‪ ،‬اغفر لمن ال يملك إال الدعاء‪ ،‬فإنك فع ال لم ا تش اء‪ ،‬ي ا من‬
‫اسمه دواء‪ ،‬وذك ره ش فاء‪ ،‬وطاعت ه غ نى‪ ،‬ارحم من رأس مال ه الرج اء‪ ،‬وس الحه‬
‫البكاء‪ ،‬يا سابغ النعم‪ ،‬يا دافع النقم‪ ،‬يا نور المستوحشين في الظلم‪ ،‬يا عالم ا ال يعلم‪،‬‬
‫افعل بي ما أنت أهله)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]394 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬كان آخر ما أوصى به الخضر موس ى‬
‫بن عمران عليه السالم أن قال له‪ :‬ال تعيرن أح دا ب ذنب‪ ،‬وإن أحبّ األم ور إلى هللا‬
‫عزوجل ثالثة‪ :‬القصد في الجدة‪ ،‬والعفو في المق درة‪ ،‬والرف ق بعب اد هللا‪ ،‬وم ا رف ق‬
‫أحد بأحد في الدنيا إال رفق هللا ع ز وج ل ب ه ي وم القيام ة‪ ،‬ورأس الحكم مخاف ة هللا‬
‫تبارك وتعالى)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]395 :‬قال اإلمام الرضا‪( :‬لما قبض رس ول هّللا ‪ ‬ج اء الخض ر‬
‫الس الم فوق ف على ب اب ال بيت وفي ه علي وفاطم ة والحس ن والحس ين عليهم‬ ‫عليه ّ‬
‫ُ‬
‫السّالم‪ ،‬ورسول ‪ ‬قد سجّى بثوبه‪ ،‬فقال‪ :‬السّالم عليكم يا أهل بيت محم د ﴿ك لُّ‬ ‫هّللا‬
‫ار َوأُ ْد ِخ َل‬ ‫ت َوإِنَّ َما تُ َوفَّوْ نَ أُ ُج َ‬
‫ور ُك ْم يَ وْ َم ْالقِيَا َم ِة فَ َم ْن ُزحْ ِز َح ع َِن النَّ ِ‬ ‫س َذائِقَةُ ْال َموْ ِ‬
‫نَ ْف ٍ‬
‫ُور﴾ [آل عمران‪ ]185 :‬إن في هّللا خلف ا‬ ‫ع ْال ُغر ِ‬ ‫ْال َجنَّةَ فَقَ ْد فَا َز َو َما ْال َحيَاةُ ال ُّد ْنيَا إِاَّل َمتَا ُ‬
‫من كل هالك‪ ،‬وعزاء من كل مصيبة‪ ،‬ودركا من كل فائت فتوكلوا علي ه وثق وا ب ه‪،‬‬
‫‪ )(1‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(2‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(3‬الدعاء والزيارة‪ :‬ص ‪.123‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/294 :‬والخصال ‪.1/54‬‬
‫‪203‬‬
‫وأستغفر هّللا لي ولكم‪ ..‬فق ال أم ير المؤم نين‪ :‬ه ذا أخي الخض ر علي ه ّ‬
‫الس الم ج اء‬
‫يعزيكم بنبيكم ‪)1()‬‬
‫ب‪ .‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن الخضر عليه السالم‪:‬‬
‫من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫[األثر‪ ]399 :‬روي أن الخضر عليه الس الم ق ال في دعائه‪( :‬ي ا ش امخا في‬
‫عل ّوه‪ ،‬يا قريبا في دنوه‪ ،‬يا مدانيا في بعده‪ ،‬يا رؤوفا في رحمته‪ ،‬ي ا مخ رج النب ات‪،‬‬
‫يا دائم الثبات‪ ،‬يا محيي األموات‪ ،‬يا ظهر الالجين‪ ،‬يا ج ار المس تجيرين‪ ،‬ي ا أس مع‬
‫السامعين‪ ،‬يا أبصر الناظرين‪ ،‬يا صريخ المستصرخين‪ ،‬يا عماد من ال عماد له‪ ،‬ي ا‬
‫سند من ال سند له‪ ،‬يا ذخر من ال ذخر له‪ ،‬يا حرز من ال حرز له‪ ،‬يا كنز الضعفاء‪،‬‬
‫ي ا عظيم الرج اء‪ ،‬ي ا منق ذ الغ رقى‪ ،‬ي ا منجي الهلكى‪ ،‬ي ا مح يي الم وتى‪ ،‬ي ا أم ان‬
‫الخائفين‪ ،‬يا إله العالمين‪ ،‬يا صانع كل مصنوع‪ ،‬يا جابر كل كسير‪ ،‬يا ص احب ك ل‬
‫غريب‪ ،‬يا مؤنس كل وحيد‪ ،‬يا قريبا غير بعيد‪ ،‬يا شاهدا غير غائب‪ ،‬ي ا غالب ا غ ير‬
‫مغلوب‪ ،‬يا حي حين ال حي‪ ،‬يا محيي الموتى‪ ،‬يا حي ال إله إاّل أنت)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]400 :‬روي أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن‬
‫هذا الدعاء وهو‪( :‬بسم هللا‪ ،‬ما شاء هللا‪ ،‬ال ق وة إال باهلل‪ ،‬م ا ش اء هللا‪ ،‬ك ل نعم ة فمن‬
‫هللا‪ ،‬ما شاء هللا‪ ،‬الخير كله بيد هللا عزوجل‪ ،‬ما ش اء هللا‪ ،‬ال يص رف الس وء إال هللا)‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ .2‬ما ورد من األحاديث واآلثار المقبولة عن لقمان عليه السالم‪:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫وهو الذي ورد الثناء عليه وعلى موعظته في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ولَقَ ْد آتَ ْينَ ا لق َم انَ‬
‫ْال ِح ْك َمةَ أَ ِن ا ْش ُكرْ هَّلِل ِ َو َم ْن يَ ْش ُكرْ فَإِنَّ َم ا يَ ْش ُك ُر لِنَ ْف ِس ِه َو َم ْن َكفَ َر فَ إِ َّن هَّللا َ َغنِ ٌّي َح ِمي ٌد﴾‬
‫[لقمان‪]12 :‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫﴿وإِذ قَ ا َل لق َم انُ‬ ‫ْ‬ ‫كما ورد ذكر موعظته ال تي وعظه ا البن ه في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫ص ْينَا اإْل ِ ْن َس انَ‬ ‫)و َو َّ‬
‫َظي ٌم (‪َ 13‬‬ ‫الش رْ كَ لَظُ ْل ٌم ع ِ‬ ‫ي اَل تُ ْش ِر ْك بِاهَّلل ِ إِ َّن ِّ‬ ‫اِل ْبنِ ِه َوهُ َو يَ ِعظُهُ يَابُنَ َّ‬
‫اش ُكرْ لِي َولِ َوالِ َد ْيكَ إِلَ َّ‬
‫ي‬ ‫ص الُهُ فِي َع ا َمي ِْن أَ ِن ْ‬ ‫بِ َوالِ َد ْي ِه َح َملَ ْت هُ أُ ُّمهُ َو ْهنً ا َعلَى َو ْه ٍن َوفِ َ‬
‫ْس لَ كَ بِ ِه ِع ْل ٌم فَاَل تُ ِط ْعهُ َم ا‬ ‫ك َعلَى أَ ْن تُ ْش ِركَ بِي َم ا لَي َ‬ ‫)وإِ ْن َجاهَ دَا َ‬ ‫ص ي ُر (‪َ 14‬‬ ‫ْال َم ِ‬
‫ي َم رْ ِج ُع ُك ْم فَ أُنَبِّئُ ُك ْم بِ َم ا‬ ‫ي ثُ َّم إِلَ َّ‬ ‫يل َم ْن أَنَ َ‬
‫اب إِلَ َّ‬ ‫اح ْبهُ َما فِي ال ُّد ْنيَا َم ْعرُوفًا َواتَّبِ ْع َسبِ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫َو َ‬
‫ص ْخ َر ٍة أوْ فِي‬‫َ‬ ‫ال َحبَّ ٍة ِم ْن خَ رْ َد ٍل فَتَ ُك ْن فِي َ‬ ‫ْ‬
‫ك ِمثقَ َ‬ ‫ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُونَ (‪)15‬يَابُنَ َّ‬
‫ي إِنَّهَ ا إِ ْن تَ ُ‬
‫ي أَقِ ِم َّ‬ ‫ْ‬
‫الص اَل ةَ‬ ‫ف خَ بِ ي ٌر (‪)16‬يَ ابُنَ َّ‬ ‫ت بِهَ ا هَّللا ُ إِ َّن هَّللا َ لَ ِطي ٌ‬
‫ض يَ أ ِ‬ ‫ت أَوْ فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫الس َما َوا ِ‬ ‫َّ‬
‫ور (‬ ‫ُ‬
‫صابَكَ إِ َّن َذلِكَ ِم ْن ع َْز ِم اأْل ُم ِ‬ ‫ُوف َوا ْنهَ ع َِن ْال ُم ْن َك ِر َواصْ بِرْ َعلَى َما أَ َ‬ ‫َو ْأ ُمرْ بِ ْال َم ْعر ِ‬
‫ال‬‫ض َم َر ًح ا إِ َّن هَّللا َ اَل يُ ِحبُّ ُك َّل ُم ْختَ ٍ‬ ‫ش فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫اس َواَل تَ ْم ِ‬ ‫ك لِلنَّ ِ‬ ‫صعِّرْ خَ َّد َ‬‫)واَل تُ َ‬ ‫‪َ 17‬‬
‫ت‬ ‫ص وْ ُ‬ ‫ت لَ َ‬ ‫ص َوا ِ‬ ‫ص وْ تِكَ إِ َّن أَ ْن َك َر اأْل َ ْ‬ ‫ض ضْ ِم ْن َ‬ ‫ص ْد فِي َم ْش يِكَ َوا ْغ ُ‬ ‫)وا ْق ِ‬
‫ور (‪َ 18‬‬ ‫فَ ُخ ٍ‬
‫‪ )(1‬كمال الدين ‪.391 /2‬‬
‫‪ )(2‬مهج الدعوات ‪.311 -310‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/319 :‬والمهج ص‪.463‬‬
‫‪204‬‬
‫ير ﴾ [لقمان‪]19 - 13 :‬‬ ‫ْال َح ِم ِ‬
‫وقد وردت األحاديث والروايات تذكر وصايا أخرى للقمان علي ه الس الم‪ ،‬ال‬
‫نرى حرجا في قبولها بناء على عدم معارضتها للمعاني القرآنية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫أ‪ .‬ما ورد من األحاديث المقبولة عن لقمان عليه السالم‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]396 :‬قال النبي ‪( :‬حقا أقول‪ ،‬لم يكن لقم ان نبي ا‪ ،‬ولكن ه ك ان‬
‫عبدا كثير التفكر‪َ ،‬ح َسن اليقين‪ ..‬أحبّ هللا فأحبه‪ّ ،‬‬
‫ومن عليه بالحكمة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]397 :‬قال رسول هّللا ‪( :‬قال لقمان البنه وهو يعظه‪ :‬يا ب ني من‬
‫ذا الذي ابتغى هّللا عز وجل فلم يجده؟ ومن ذا الذي لجأ إلى هّللا فلم يدافع عنه؟ أم من‬
‫ذا الذي تو ّكل على هّللا فلم يكفه؟)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]398 :‬قال اإلمام علي‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال له‪ :‬يا‬
‫وض عُفت نيّت ه في طلب ال رزق‪ ،‬أن هللا تب ارك وتع الى‬ ‫بني‪ ،‬ليعتبر من قَصُر يقينه َ‬
‫خلقه في ثالثة أحوال من أمره‪ ،‬وأتاه رزق ه ولم يكن ل ه في واح دة منه ا كس ب وال‬
‫حيلة‪ ،‬أن هللا تبارك وتعالى سيرزقه في الحال الرابعة‪ ..‬أم ا أول ذل ك فإن ه ك ان في‬
‫رحم أمه‪ ،‬يرزقه هناك في قرار مكين حيث ال يؤذي ه ح ر وال ب رد‪ ،‬ثم أخرج ه من‬
‫ذلك وأجرى له رزقا من لبن أمه يكفيه به ويربيه وينعشه من غير حول به وال قوة‪،‬‬
‫ثم فُطم من ذلك فأجرى له رزق ا من كس ب أبوي ه برأف ة ورحم ة ل ه من قلوبهم ا ال‬
‫يملكان غير ذلك‪ ،‬حتى أنهما يؤثرانه على أنفسهما في أحوال كث يرة‪ ،‬ح تى إذا ك بر‬
‫وعقل واكتسب لنفسه‪ ،‬ضاق به أمره وظن الظنون بربه‪ ،‬وجح د الحق وق في مال ه‪،‬‬
‫وقتّ ر على نفس ه وعيال ه مخاف ة إقت ار رزق‪ ،‬وس وء يقين ب الخَ لَف من هللا تب ارك‬
‫وتعالى في العاجل واآلجل‪ ،‬فبئس العبد هذا يا بني)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]399 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬قي ل للعب د الص الح لقم ان‪ :‬أي الن اس‬
‫أفضل؟ قال‪ :‬المؤمن الغني‪ ،‬قيل‪ :‬الغ ني من الم ال؟ فق ال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن الغ ني من العلم‬
‫الذي إن احتيج إليه انتفع بعلمه‪ ،‬ف إن اس تغنى عن ه اكتفى‪ ،‬وقيل‪ :‬ف أي الن اس أش ر؟‬
‫قال‪ :‬الذي ال يبالي أن يراه الناس مسيئا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]400 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال‪ :‬يا‬
‫بني‪ ..‬إن أشد العُدم عُدم القلب‪ ،‬وإن أعظم المصائب مصيبة الدين‪ ،‬وأسنى المرزئ ة‬
‫(أي المصيبة)مرزئته‪ ،‬وأنفع الغنى غنى القلب‪ ،‬فتلبّث في ك ل ذل ك‪ ،‬وال زم القناع ة‬
‫والرضى بما قسم هللا‪ ،‬وإن السارق إذا سرق حبسه هللا من رزقه‪ ،‬وكان عليه إثم ه‪،‬‬
‫ولو صبر لنال ذلك وجاءه من وجهه)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/424 :‬ومجمع البيان ‪.8/315‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار ‪.433 /13‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/414 :‬والخصال ‪.1/60‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)421 /13‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/421 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫[الحديث‪ ]401 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن قال‪ :‬يا‬
‫بني‪ ..‬أخلص طاعة هللا حتى ال تخالطها بشيء من المعاصي‪ ،‬ثم زيّن الطاعة باتباع‬
‫أهل الحق‪ ،‬فإن طاعتهم متصلة بطاعة هللا تعالى‪ ،‬وزين ذلك بالعلم‪ ،‬وحصّن علم ك‬
‫بحلم ال يخالط ه حم ق‪ ،‬واخزن ه بلين ال يخالط ه جه ل وش ّدده بح زم ال يخالط ه‬
‫الضياع‪ ،‬وامزج حزمك برفق ال يخالطه العنف)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]402 :‬سئل اإلمام الصادق عن لقمان وحكمته التي ذكرها هللا ع ز‬
‫وجل‪ ،‬فقال‪( :‬أما وهللا ما أوتى لقمان الحكمة بحسب وال مال وال أه ل وال بس ط في‬
‫جسم وال جمال‪ ،‬ولكنه كان رجال قويا في أمر هللا‪ ،‬متورع ا في هللا‪ ،‬س اكتا‪ ،‬س كينا‪،‬‬
‫عميق النظر‪ ،‬طويل الفكر‪ ،‬حديد النظر‪ ،‬مستغ ٍن ب العبر‪ ،‬لم ينم نه ارا ق ط‪ ،‬ولم ي ره‬
‫أحد من الناس على بول وال غائط وال اغتسال لشدة تستّره وعموق نظ ره وتحفّظ ه‬
‫في أمره‪ ،‬ولم يضحك من شيء قط مخافة اإلثم‪ ،‬ولم يغضب قط‪ ،‬ولم يمازح إنس انا‬
‫قط‪ ،‬ولم يفرح لشيء إن أتاه من أمر الدنيا‪ ،‬وال حزن منها على ش يء قط‪ ،‬ولم يم ر‬
‫برجلين يختصمان أو يقتتالن إال أصلح بينهما‪ ،‬ولم يمض عنهما حتى تحاجزا‪ ..‬ولم‬
‫يسمع ق وال ق ط من أح د استحس نه إال س أل عن تفس يره وعمن أخ ذه‪ ..‬وك ان يك ثر‬
‫مجالسة الفقهاء والحكماء‪ ،‬وكان يغشى القضاة والملوك والسالطين‪ ،‬فيرثي للقض اة‬
‫مما ابتلوا به‪ ،‬ويرحم الملوك والسالطين لغرّتهم باهلل وطم أنينتهم في ذل ك‪ ،‬ويعت بر‬
‫ويتعلم ما يغلب به نفسه‪ ،‬ويجاهد به هواه‪ ،‬ويحترز به من الش يطان‪ ..‬وك ان ي داوي‬
‫العبَر‪ ..‬وك ان ال يظعن إال فيم ا يعني ه‪ ،‬فب ذلك أوتي‬
‫قلب ه ب التفكر‪ ،‬وي داري نفس ه ب ِ‬
‫الحكمة‪ ،‬و ُمنح العصمة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]403 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن هللا تبارك وتعالى أمر طوائف من‬
‫المالئكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة‪ ،‬فنادوا لقمان ـ حيث يس مع وال‬
‫ي راهم ـ فق الوا‪ :‬ي ا لقم ان‪ ،‬ه ل ل ك أن يجعل ك هللا خليف ة في الأرض‪ ،‬تحكم بين‬
‫الناس؟‪ ..‬فقال لقمان‪ :‬إن أمرني ربي بذلك فالسمع والطاع ة‪ ،‬ألن ه إن فع ل بي ذل ك‬
‫أعانني عليه وعلمني وعصمني‪ ،‬وإن هو خيّرني قبلت العافية‪ ،‬فق الت المالئك ة‪ :‬ي ا‬
‫لقمان ل َم؟‪ ..‬قال‪ :‬لأن الحكم بين الناس بأشد المنازل من الدين‪ ،‬وأك ثر فتن ا وبالء م ا‬
‫يُخذل وال يُعان‪ ،‬ويغشاه الظلم من كل مكان‪ ،‬وص احبه من ه بين أم رين‪ :‬إن أص اب‬
‫ي أن يسلم‪ ،‬وإن أخطأ أخطأ طريق الجنة‪ ،‬ومن يكن في الدنيا ذليال‬ ‫فيه الحق فبالحر ّ‬
‫وضعيفا‪ ،‬ك ان أه ون علي ه في المع اد من أن يك ون في ه حكم ا س ريّا ش ريفا‪ ..‬ومن‬
‫اختار الدنيا على اآلخرة يخس رهما كلتيهم ا‪ ،‬ت زول ه ذه وال ت درك تل ك‪ ..‬فتعجبت‬
‫المالئك ة من حكمت ه‪ ،‬واستحس ن ال رحمن منطق ه‪ ،‬فلم ا أمس ى وأخ ذ مض جعه من‬
‫الليل‪ ،‬أنزل هللا عليه الحكمة فغ ّشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم‪ ،‬وغطّاه بالحكمة‬
‫غطاء‪ ،‬فاس تيقظ وه و أحكم الن اس في زمان ه‪ ،‬وخ رج على الن اس ينط ق بالحكم ة‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/421 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪206‬‬
‫فيها)(‪)1‬‬ ‫ويبيّنها‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫[الحديث‪ ]404 :‬قال اإلمام الصادق في قول هللا تعالى‪َ ﴿ :‬وإِذ قَا َل لق َمانُ اِل ْبنِ ِه‬
‫ي اَل تُ ْش ِر ْك بِاهَّلل ِ إِ َّن ال ِّشرْ كَ لَظُ ْل ٌم َع ِظي ٌم﴾ [لقم ان‪( :]13 :‬وع ظ لقم ان‬‫َوهُ َو يَ ِعظُهُ يَابُنَ َّ‬
‫ق‪ ،‬وكان فيما وعظه به أن قال‪ :‬يا بني‪ ،‬إنك من ذ س قطت‬ ‫ابنه بآثار حتى تفطّر وانش ّ‬
‫إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت اآلخرة‪ ،‬فدا ٌر أنت إليها تسير أقرب إليك من دار أنت‬
‫عنها متباعد)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]405 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫(يا بني‪ ،‬جالس العلماء وازحمهم بركبتي ك‪ ،‬وال تج ادلهم فيمنع وك‪ ،‬وخ ذ من ال دنيا‬
‫بالغا‪ ،‬وال ترفضها فتكون عياال على الناس‪ ،‬وال تدخل فيها دخوال يض ّر بآخرت ك‪،‬‬
‫وصم صوما يقطع شهوتك‪ ،‬وال تصم صياما يمنع ك من الص الة ف إن الص الة أحب‬
‫إلى هللا من الصيام)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]406 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫(يا بني‪ ،‬إن الدنيا بحر عميق‪ ،‬قد هلك فيها عالم كثير‪ ،‬فاجعل سفينتك فيه ا اإليم ان‪،‬‬
‫واجعل شراعها التوكل‪ ،‬واجعل زادك فيها تقوى هللا‪ ،‬فإن نج وت فبرحم ة هللا‪ ،‬وإن‬
‫هلكت فبذنوبك)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]407 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫(يا بني‪..‬إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا‪ ،‬ومن عنى باألدب اهتم به‪ ،‬ومن اهتم به‬
‫تكلف علمه‪ ،‬ومن تكلف علمه اشت ّد له طلبه‪ ،‬ومن اشتد له طلبه أدرك منفعته فاتخذه‬
‫عادة‪ ،‬فإنك تُخلف في َسلَفك‪ ،‬وتنف ع ب ه من خلف ك‪ ،‬ويرتجي ك في ه راغب‪ ،‬ويخش ى‬
‫صولتك راهب)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]408 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫غلبن على‬ ‫(إي اك والكس ل عن العلم ب الطلب لغ يره‪ ،‬ف إن غلبت على ال دنيا فال تُ ّ‬
‫اآلخرة‪ ،‬فإذا فاتك طلب العلم في مظانه فق د ُغلبت على اآلخ رة‪ ،‬واجع ل في أيام ك‬
‫ولياليك وس اعاتك لنفس ك نص يبا في طلب العلم‪ ،‬فإن ك لم تج د ل ه تض ييعا أش د من‬
‫تركه‪ ،‬وال تمارين فيه لجوجا‪ ،‬وال تج ادلن فقيه ا‪ ،‬وال تع ادين س لطانا‪ ،‬وال تماش ين‬
‫ظلوما‪ ،‬وال تصادقنه‪ ،‬وال تؤاخين فاسقا‪ ،‬وال تص احبن متهم ا‪ ،‬واخ زن علم ك كم ا‬
‫تحزن ورقك)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]409 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫(يا بني‪ ،‬خف هللا خوفا ل و أتيت ي وم القيام ة ب بر الثقلين خفت أن يع ذبك‪ ،‬وارج هللا‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪207‬‬
‫لك)(‪)1‬‬ ‫رجاء لو وافيت القيامة بإثم الثقلين رجوت أن يغفر هللا‬
‫[الحديث‪ ]410 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫ق لوج د في ه ن وران‪ :‬ن ور للخ وف‪ ،‬ون ور‬ ‫(ي ا ب ني‪..‬ل و اس تخرج قلب الم ؤمن ُ‬
‫فش ّ‬
‫للرجاء‪ ،‬لو وزنا ما رجح أحدهما على اآلخر بمثقال ذرة‪ ،‬فمن يؤمن باهلل يصدق ما‬
‫قال هللا‪ ،‬ومن يص ّدق ما قال هللا يفعل ما أمر هللا‪ ،‬ومن لم يفعل ما أمر هللا لم يص ّدق‬
‫ما قال هللا‪ ،‬ف إن ه ذه األخالق يش هد بعض ها لبعض‪ ،‬فمن ي ؤمن باهلل إيمان ا ص ادقا‬
‫يعمل هلل خالصا ناصحا‪ ،‬ومن يعم ل هلل خالص ا ناص حا فق د آمن باهلل ص ادقا‪ ،‬ومن‬
‫يطع هللا خافه‪ ،‬ومن خافه فقد أحبه‪ ،‬ومن أحبه اتبع أمره‪ ،‬ومن اتب ع أم ره اس توجب‬
‫جنته ومرض اته‪ ،‬ومن لم يتب ع رض وان هللا فق د ه ان علي ه س خطه‪ ،‬نع وذ باهلل من‬
‫سخط هللا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]411 :‬قال اإلمام الصادق يذكر مواعظ لقمان عليه الس الم البن ه‪:‬‬
‫(يا بني‪ ،‬ال تركن إلى الدنيا‪ ،‬وال تشغل قلبك بها‪ ،‬فما خلق هللا خلق ا ه و أه ون علي ه‬
‫منه ا‪ ،‬أال ت رى أن ه لم يجع ل نعيمه ا ثواب ا للمطيعين‪ ،‬ولم يجع ل بالءه ا عقوب ة‬
‫للعاصين)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]412 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قيل للقمان‪ :‬ما الذي أجمعت علي ه من‬
‫حكمتك؟‪..‬قال‪ :‬ال أتكلف ما قد ُ‬
‫كفيته‪ ،‬وال أضيّع ما ُوليته)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]413 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان البن ه‪ :‬ي ا ب ني‪ ،‬لك ل ش يء‬
‫عالمة يُعرف بها ويشهد عليها‪ :‬وإن للدين ثالث عالمات‪ :‬العلم‪ ،‬وااليمان‪ ،‬والعم ل‬
‫به‪ ..‬ولاليمان ثالث عالمات‪ :‬االيمان باهلل وكتب ه ورس له‪ ..‬وللع الم ثالث عالم ات‪:‬‬
‫العلم باهلل‪ ،‬وبم ا يحب‪ ،‬وم ا يك ره‪ ..‬وللعام ل ثالث عالم ات‪ :‬الص الة‪ ،‬والص يام‪،‬‬
‫والزكاة‪ ..‬وللمتكلف ثالث عالمات‪ :‬ينازع من فوقه‪ ،‬ويقول ما ال يعلم‪ ،‬ويتعاطى ما‬
‫ال ين ال‪ ..‬وللظ الم ثالث عالم ات‪ :‬يظلم من فوق ه بالمعص ية‪ ،‬ومن دون ه بالغلب ة‪،‬‬
‫ويعين الظلمة‪ ..‬وللمنافق ثالث عالمات‪ :‬يخالف لسانه قلب ه‪ ،‬وقلب ه فعل ه‪ ،‬وعالنيت ه‬
‫سريرته‪ ..‬ولآلثم ثالث عالمات‪ :‬يخون‪ ،‬ويكذب‪ ،‬ويخالف ما يقول‪ ..‬وللمرائي ثالث‬
‫عالمات‪ :‬يكسل إذا كان وحده‪ ،‬وينشط إذا كان الناس عنده‪ ،‬ويتع رض في ك ل أم ر‬
‫للمحم دة‪ ..‬وللحاس د ثالث عالم ات‪ :‬يغت اب إذا غ اب‪ ،‬ويتمل ق إذا ش هد‪ ،‬ويش مت‬
‫بالمصيبة‪ ..‬وللمسرف ثالث عالمات‪ :‬يشتري ما ليس له‪ ،‬ويلبس ما ليس له‪ ،‬ويأكل‬
‫ما ليس له‪ ..‬وللكس الن ثالث عالم ات‪ :‬يت وانى ح تى يف رّط‪ ،‬ويف رّط ح تى يض يّع‪،‬‬
‫ويضيّع حتى يأثم‪ ..‬وللغافل ثالث عالمات‪ :‬السهو‪ ،‬واللهو‪ ،‬والنسيان)‬
‫ثم قال اإلمام‪( :‬ولكل واحدة من هذه العالمات ش عب يبل غ العلم به ا أك ثر من‬
‫ألف باب وألف باب وألف باب‪ ،‬فكن طالبا للعلم في آن اء اللي ل والنه ار‪ ،‬ف إن أردت‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/412 :‬وتفسير القمي ص‪.506‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/415 :‬وقرب اإلسناد ص‪.35‬‬
‫‪208‬‬
‫أن تقر عينك وتنال خير الدنيا واآلخرة‪ ،‬ف اقطع الطم ع مم ا في أي دي الن اس‪ ،‬و ُع ّد‬
‫نفسك في الموتى‪ ،‬وال تحدث لنفسك أنك فوق أح د من الن اس‪ ،‬واخ زن لس انك كم ا‬
‫تحزن مالك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]414 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫يا بني‪ ،‬إياك والض جر وس وء الخل ق وقل ة الص بر‪ ،‬فال يس تقيم على ه ذه الخص ال‬
‫ص احب‪ ،‬وأل زم نفس ك الت ؤدة في أم ورك وص بّر على مؤون ات اإلخ وان نفس ك‪،‬‬
‫وحسّن مع جميع الناس خلقك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]415 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫يا بني‪ ،‬إن َعدَمك ما تصل به قرابتك وتتفضل به على إخوان ك‪ ،‬فال يع دمنّك حس ن‬
‫الخلق وبسط البشر‪ ،‬فإنه من أحسن خلقه أحبه األخيار وجانبه الفج ار‪ ،‬واقن ع بقس م‬
‫هللا ليصفو عيشك‪ ،‬فإن أردت أن تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في أيدي الناس‪،‬‬
‫فإنما بلغ األنبياء والصديقون ما بلغوا بقطع طمعهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]416 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫يا بني‪ ..‬إن احتجت إلى سلطان فال تُكثر اإللح اح علي ه‪ ،‬وال تطلب حاجت ك من ه إال‬
‫في مواضع الطلب‪ ،‬وذلك حين الرضى وطيب النفس‪ ،‬وال تض جرن بطلب حاج ة‪،‬‬
‫وسله وح رّك إلي ه أص ابعك)‬ ‫فإن قضاءها بيد هللا ولها أوقات‪ ،‬ولكن ارغب إلى هللا ْ‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]417 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫ي ا ب ني‪ ..‬اح ذر الحس د فال يك ونن من ش أنك‪ ،‬واجتنب س وء الخل ق فال يك ونن من‬
‫طبعك‪ ،‬فإن ك ال تض ر بهم ا إال نفس ك‪ ،‬وإذا كنت أنت الض ار لنفس ك َكفيت ع دوك‬
‫أمرك‪ ،‬الن عداوتك لنفسك أضر عليك من عداوة غيرك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]418 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫ي ا ب ني‪ ..‬اجع ل معروف ك في أهل ه وكن في ه طالب ا لث واب هللا‪ ،‬وكن مقتص دا‪ ،‬وال‬
‫تمسكه تقتيرا‪ ،‬وال تعطه تبذيرا)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]419 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫يا بني‪ ..‬سيد أخالق الحكمة دين هللا تعالى‪ ،‬و َمثَل الدين كمثل ش جرة نابت ة فاإليم ان‬
‫باهلل ماؤها‪ ،‬والصالة عروقها‪ ،‬والزكاة ج ذعها‪ ،‬والت آخي في هللا ش عبها‪ ،‬واألخالق‬
‫الحس نة ورقه ا‪ ،‬والخ روج عن معاص ي هللا ثمره ا‪ ،‬وال تكم ل الش جرة إال بثم رة‬
‫طيبة‪ ،‬كذلك الدين ال يكمل إال بالخروج عن المحارم)(‪)7‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/416 :‬والخصال ‪.1/60‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫[الحديث‪ ]420 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابن ه أن ق ال‪:‬‬
‫يا بني‪ ..‬لكل ش يء عالم ة يع رف به ا‪ ،‬وإن لل دين ثالث عالم ات‪( :‬العف ة‪ ،‬والعلم‪،‬‬
‫والحلم)(‪)1‬‬

‫[الحديث‪ ]421 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان عليه السالم‪ :‬حملت الجندل‬
‫(أي الحجر)والحديد وكل حمل ثقي ل‪ ،‬فلم أحم ل ش يئا أثق ل من ج ار الس وء‪ ،‬وذقت‬
‫المرارات كلها فما ذقت شيئا أم ّ‬
‫ر من الفقر)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]422 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان عليه السالم‪ :‬يا بني ال تتخذ‬
‫الجاهل رسوال‪ ،‬فإن لم تصب عاقال حكيما يكون رسولك فكن أنت رسول نفسك‪ ..‬يا‬
‫بني اعتزل الشر يعتزلك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]423 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان البنه‪ :‬إذا س افرت م ع ق وم‬
‫فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم‪ ،‬وأكثر التبسّم في وجوههم‪ ،‬وكن كريم ا‬
‫على زادك‪ ،‬وإذا دعوك فأجبهم‪ ،‬وإذا اس تعانوا ب ك ف أعنهم‪ ،‬واغلبهم بثالث‪ :‬بط ول‬
‫الص مت‪ ،‬وك ثرة الص الة‪ ،‬وس خاء النفس بم ا مع ك من داب ة أو م ال أو زاد‪ ،‬وإذا‬
‫استشهدوك على الحق فاشهد لهم‪ ،‬وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك‪ ،‬ثم ال تعزم ح تى‬
‫تثبّت وتنظ ر‪ ،‬وال تُ ِجبْ في مش ور ٍة ح تى تق وم فيه ا وتقع د‪ ،‬وتن ام وتص لي وأنت‬
‫مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته‪ ،‬ف إن من لم يمحّض النص يحة لمن استش اره‪،‬‬
‫سلبه هللا تبارك وتعالى رأيه‪ ،‬ونزع عنه األمانة‪ ،‬وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش‬
‫معهم‪ ،‬وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم‪ ،‬وإذا تصدقوا وأعطوا قرض ا فأع ط معهم)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]424 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان البنه‪ :‬ي ا ب ني‪ ..‬اس مع لمن‬
‫عي‬
‫هو أكبر منك سنا‪ ،‬وإذا أمروك بأمر وسألوك فق ل‪ :‬نعم‪ ،‬وال تق ل‪ :‬ال‪ ،‬ف إن [ال] ٌّ‬
‫ولوم‪ ،‬وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا‪ ،‬وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا‪ ،‬وإذا‬
‫رأيتم شخصا واحدا فال تسألوه عن طريقكم وال تسترشدوه‪ ،‬فإن الشخص الواحد في‬
‫الفالت مريب‪ ،‬لعله أن يكون عينا للصوص‪ ،‬أو يكون هو الش يطان ال ذي يحيّ ركم‪،‬‬
‫واحذروا الشخصين أيضا إال أن تروا ما ال أرى‪ ،‬فإن العاقل إذا أبص ر بعين ه ش يئا‬
‫عرف الحق منه‪ ،‬والشاهد يرى ما ال يرى الغائب)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]425 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان البنه‪ :‬يا بني‪ ..‬إذا جاء وقت‬
‫الصالة فال تؤخرها لشيء‪ ،‬وصلّها واسترح منها‪ ،‬فإنها دَين‪ ،‬وص ّل في جماعة ولو‬
‫على رأس زج (أي الحديدة أسفل الرمح)‪ ،‬وال تن امن على دابت ك‪ ،‬ف إن ذل ك س ريع‬
‫في دبْرها (أي إتالفها)‪ ،‬وليس ذلك من فعل الحكماء إال أن تكون في محم ل يمكن ك‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/420 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/421 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/421 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/423 :‬وروضة الكافي ص‪.348‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/423 :‬وروضة الكافي ص‪.348‬‬
‫‪210‬‬
‫التم دد واالس ترخاء‪ ،‬وإذا ق ربت من الم نزل ف انزل عن دابت ك‪ ،‬واب دء بعلفه ا قب ل‬
‫نفس ك‪ ،‬وإذا أردت ال نزول فعلي ك من بق اع االرض بأحس نها لون ا‪ ،‬وألينه ا ترب ة‪،‬‬
‫ل قبل أن تجلس)(‪)1‬‬ ‫وأكثرها عشبا‪ ،‬وإذا نزلت فص ّ‬
‫[الحديث‪ ]426 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان البنه‪ :‬يا ب ني‪ ..‬إذا ارتحلت‬
‫فصلّ‪ ،‬وو ّدع االرض التي حللت بها‪ ،‬وسلم عليها وعلى أهلها‪ ،‬ف إن لك ل بقع ة أهال‬
‫من المالئكة‪ ،‬وإن استطعت أن ال تأكل طعاما حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل‪ ،‬وعليك‬
‫بقراءة كتاب هللا عز وجل ما دمت راكبا‪ ،‬وعليك بالتسبيح م ا دمت ع امال‪ ،‬وعلي ك‬
‫بالدعاء ما دمت خاليا‪ ،‬وإياك والسير من أول الليل‪ ،‬وعلي ك ب التعريس والدلج ة من‬
‫لدن نصف الليل إلى آخره‪ ،‬وإياك ورفع الصوت في مسيرك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]427 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ ب ه لقم ان ابنه قوله‪ :‬ي ا‬
‫بني‪ ،‬إن الناس قد جمعوا قبلك ألوالدهم‪ ،‬فلم يبق ما جمعوا‪ ،‬ولم يبق من جمعوا ل ه‪،‬‬
‫وإنما أنت عبد مستأجر قد أُمرت بعمل و ُوعدت عليه أجرا‪ ،‬فأوف عمل ك واس توف‬
‫أج رك‪ ،‬وال تكن في ه ذه ال دنيا بمنزل ة ش اة وقعت في زرع أخض ر‪ ،‬ف أكلت ح تى‬
‫سمنت‪ ،‬فكان حتفها عند سمنها‪ ،‬ولكن اجعل ال دنيا بمنزل ة قنط رة على نه ر ُج زت‬
‫عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]428 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ ب ه لقم ان ابنه قوله‪ :‬ي ا‬
‫بني‪ ،‬اعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي هللا ع ز وج ل عن أرب ع‪ :‬ش بابك فيم ا‬
‫أبليته‪ ،‬وعمرك فيما أفنيته‪ ،‬ومالك مما اكتسبته‪ ،‬وفيما أنفقته فتأهّب ل ذلك‪ ،‬وأع ّد ل ه‬
‫جوابا‪ ،‬وال تأس على ما فاتك من الدنيا‪ ،‬فإن قليل ال دنيا ال ي دوم بق اؤه‪ ،‬وكثيره ا ال‬
‫يؤمن بالؤه‪ ،‬فخذ ِح ْذرك‪ ،‬وج ّد في أم رك‪ ،‬واكش ف الغط اء عن وجه ك‪ ،‬وتع رّض‬
‫لمعروف ربك‪ ،‬وجدد التوبة في قلبك)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]429 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما وعظ لقمان ابنه‪ ،‬أنه قال ل ه‪:‬‬
‫(يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم‪ ،‬فإنك لن تجد له‬
‫تضييعا مثل تركه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]430 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬قال لقمان البنه‪ :‬للعالم ثالث عالمات‪:‬‬
‫العلم باهلل‪ ،‬وبما يحب‪ ،‬وما يكره)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]431 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬كان فيما أوصى ب ه لقم ان ابن ه نات ان‬
‫أن ق ال ل ه‪ :‬ي ا ب ني ليكن مم ا تتس لح ب ه على ع دوك فتص رعه المس امحة وإعالن‬
‫الرضى عنه‪ ،‬وال تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب ل ك‪ ..‬ي ا ب ني خ ف‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/423 :‬وروضة الكافي ص‪.348‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/423 :‬وروضة الكافي ص‪.348‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وأصول الكافي ‪.2/134‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وأصول الكافي ‪.2/134‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار ‪.433 /13‬‬
‫‪ )(6‬الخصال ‪ ،121 /1‬ح ‪.113‬‬
‫‪211‬‬
‫هّللا خوفا لو وافيته ببر الثقلين خفت أن يعذبك هّللا ‪ ،‬وارج هّللا رجاء لو وافيته ب ذنوب‬
‫الثقلين رجوت أن يغفر هّللا لك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]432 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬وعظ لقمان ابنه‪ ،‬فقال‪ :‬أنا منذ س قطت‬
‫إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت اآلخرة‪ ،‬فدار أنت إليها تسير أقرب من دار أنت منها‬
‫متباعد‪ ..‬يا بني ال تطلب من األمر م دبرا‪ ،‬وال ت رفض من ه مقبال‪ ،‬ف إن ذل ك يض ل‬
‫الرأي ويزري بالعقل)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]433 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬وعظ لقم ان ابن ه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا ب ني ليكن‬
‫مما تس تظهر ب ه على ع دوك ال ورع عن المح ارم‪ ،‬والفض ل في دين ك‪ ،‬والص يانة‬
‫لمروءتك‪ ،‬واإلكرام لنفسك أن تدنسها بمعاصي الرحمن ومس اوىء األخالق وق بيح‬
‫األفع ال‪ ،‬واكتم س رك‪ ،‬وأحس ن س ريرتك‪ ،‬فإن ك إذا فعلت ذل ك أمنت بس تر هّللا أن‬
‫يصيب عدوك منك عورة‪ ،‬أو يقدر منك على زلة‪ ،‬وال ت أمنن مك ره‪ ،‬فيص يب من ك‬
‫غرة في بعض حاالتك‪ ،‬وإذا استمكن من ك وثب علي ك ولم يقل ك ع ثرة‪ ،‬وليكن مم ا‬
‫تتس لح ب ه على ع دوك إعالن الرض ى عن ه‪ ،‬واستص غر الكث ير في طلب المنفع ة‪،‬‬
‫واستعظم الصغير في ركوب المضرة)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]435 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬وع ظ لقم ان ابن ه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا ب ني ال‬
‫تجالس الناس بغير طريقتهم‪ ،‬وال تحملن عليهم فوق طاقتهم فال ي زال جليس ك عن ك‬
‫نافرا‪ ،‬والمحمول عليه فوق طاقته مجانبا لك‪ ،‬فإذا أنت فرد ال صاحب ل ك يؤنس ك‪،‬‬
‫وال أخ لك يعضدك‪ ،‬ف إذا بقيت وحي دا كنت مخ ذوال وص رت ذليال‪ ،‬وال تعت ذر إلى‬
‫من ال يحب أن يقبل منك عذرا‪ ،‬وال يرى ل ك حق ا‪ ،‬وال تس تعن في أم ورك إال بمن‬
‫يحب أن يتخذ في قضاء حاجتك أجرا‪ ،‬فإنه إذا كان ك ذلك طلب قض اء حاجت ك ل ك‬
‫كطلبه لنفسه‪ ،‬ألنه بعد نجاحها لك كان ربحا في الدنيا الفانية‪ ،‬وحظ ا وذخ را ل ه في‬
‫الدار الباقية‪ ،‬فيجتهد في قضائها ل ك‪ ،‬وليكن إخوان ك وأص حابك ال ذين تستخلص هم‬
‫وتستعين بهم على أمورك أهل المروءة والكفاف والثروة والعقل والعف اف‪ ،‬وال ذين‬
‫إن نفعتهم شكروك‪ ،‬وإن غبت عن جيرتهم ذكروك)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]435 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬قيل للقم ان‪ :‬م ا ال ذي أجمعت علي ه من‬
‫حكمتك؟ قال‪ :‬ال أتكلف ما قد كفيته‪ ،‬وال أضيع ما وليته)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]436 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن ق ال‪ :‬ي ا‬
‫بني‪ ،‬إن تك في شك من الموت‪ ،‬فارفع عن نفسك النوم ولن تستطيع ذلك‪ ،‬وإن كنت‬
‫في شك من البعث فادفع عن نفسك االنتباه‪ ،‬ولن تس تطيع ذل ك‪ ،‬فإن ك إذا فك رت في‬
‫هذا علمت أن نفسك بيد غيرك‪ ،‬وإنما النوم بمنزلة الموت‪ ،‬وإنم ا اليقظ ة بع د الن وم‬
‫‪ )(1‬أمالي الصدوق ‪.531‬‬
‫‪ )(2‬بحار االنوار ‪.418 /13‬‬
‫‪ )(3‬بحار االنوار ‪.418 /13‬‬
‫‪ )(4‬بحار االنوار ‪.418 /13‬‬
‫‪ )(5‬قرب اإلسناد ‪.35‬‬
‫‪212‬‬
‫الموت)(‪)1‬‬‫بمنزلة البعث بعد‬
‫[الحديث‪ ]437 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن ق ال‪ :‬ي ا‬
‫بني‪ ..‬ال تقترب فيكون أبعد ل ك‪ ،‬وال تبع د فتُه ان‪ ،‬ك ل داب ة تحب مثله ا وابن آدم ال‬
‫يحب مثله؟‪ ،‬ال تنشر بزك إال عند باغيه‪ ،‬وكما ليس بين الكبش وال ذئب خلّ ة‪،‬ك ذلك‬
‫ليس بين البار والفاجر خلة من يقترب من ال زفت تعلّ ق‪ ،‬ك ذلك من يش ارك الف اجر‬
‫يتعلم من طُرُقه‪ ،‬من يحب المراء يُشتم‪ ،‬ومن يدخل مدخل الس وء يُتهم‪ ،‬ومن يق ارن‬
‫قرين السوء ال يسلم‪ ،‬ومن ال يملك لسانه يندم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]438 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان ابنه أن ق ال‪ :‬ي ا‬
‫بني صاحب مائة وال تعاد واحدا‪ ..‬يا ب ني إنم ا ه و خالق ك وخلقك‪ ،‬فخالق ك دينك‪،‬‬
‫وخلقك بين ك وبين الن اس‪ ،‬فال تبغض ن إليهم‪ ،‬وتعلم محاس ن االخالق‪ ..‬ي ا ب ني كن‬
‫عبدا للأخيار‪ ،‬وال تكن ولدا للأشرار‪ ..‬يا ب ني أد االمان ة تس لم دني اك وآخرتك‪ ،‬وكن‬
‫أمينا فإن هللا تعالى جل وعال ال يحب الخائنين‪ ..‬يا بني ال تر الن اس أن ك تخش ى هللا‬
‫وقلبك فاجر)(‪)3‬‬
‫ب‪ .‬ما ورد من اآلثار المقبولة عن لقمان عليه السالم‪:‬‬
‫من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن‬
‫الكريم‪:‬‬
‫[األثر‪ ]401 :‬روي أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني كما تنام ك ذلك‬
‫تموت‪ ،‬وكما تستيقظ كذلك تبعث)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]402 :‬روي أن لقم ان علي ه الس الم ق ال البنه‪( :‬ي ا ب ني ب ع دني اك‬
‫بآخرتك تربحهما جميعا‪ ،‬وال تبع آخرتك بدنياك تخسرهما جميعا)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]403 :‬روي أن لقمان عليه السالم ك ان يطي ل الجل وس وح ده فك ان‬
‫يمر به مواله فيقول‪( :‬يا لقمان‪ ،‬إنك تديم الجلوس وحدك فلو جلست مع الن اس ك ان‬
‫آنس ل ك‪ ،‬فيق ول لقم ان‪( :‬إن ط ول الوح دة أفهم للفك رة‪ ،‬وط ول الفك رة دلي ل على‬
‫طريق الجنة)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]404 :‬روي أنه قيل للقمان علي ه الس الم‪ :‬ألس ت كنت ت رعى الغنم‬
‫معن ا؟ فق ال‪ :‬نعم‪ ،‬قي ل له‪ :‬من أين اوتيت م ا أرى؟ ق ال‪ :‬ق در هللا وأداء االمان ة‪،‬‬
‫وصدق الحديث‪ ،‬والصمت عما ال يعنيني)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]405 :‬روي أنه قيل للقم ان علي ه الس الم‪( :‬أي الن اس ش ر؟)‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫(الذي ال يبالي أن يراه الناس مس يئا‪ ..‬وقي ل ل ه‪( :‬م ا أقبح وجه ك !)‪ ..‬ق ال‪( :‬تعيب‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/417 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/417 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/417 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)421 /13‬وتنبيه الخواطر ‪.80 :1‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)421 /13‬وتنبيه الخواطر ‪.80 :1‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/422 :‬وتنبيه الخواطر ‪.1/38‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪.)423 /13‬‬
‫‪213‬‬
‫النقش؟)(‪)1‬‬ ‫على النقش أو على فاعل‬
‫[األثر‪ ]406 :‬روي أن لقمان عليه السالم دخل على داود عليه الس الم وه و‬
‫يسرد الدرع‪ ،‬وقد ليّن هللا له الحديد كالطين‪ ،‬فأراد أن يسأله فأدركته الحكمة فسكت‪،‬‬
‫فلما أتمها لبسها‪ ،‬وقال‪ :‬نعم لبوس الحرب أنت‪ ،‬فقال‪ :‬الصمت حكم ة وقلي ل فاعل ه‪،‬‬
‫فقال له داود عليه السالم‪ :‬بحق ما سُميت حكيما)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]407 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬لأن يضر ب ك‬
‫الحكيم فيؤذيك خير من أن يدهنك الجاهل بدهن طيب)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]408 :‬يروى أنه قيل للقمان عليه السالم‪ :‬ألست عبد آل فالن؟‪ ..‬قال‪:‬‬
‫ق الح ديث‪ ،‬وأداء األمان ة‪ ،‬وت ركي م ا ال‬ ‫بلى‪ ،‬قيل‪ :‬فما بلغ بك ما نرى؟‪ ..‬قال‪ :‬ص ْد ُ‬
‫يعنيني‪ ،‬وغض ي بص ري‪ ،‬وكفّي لس اني‪ ،‬وعف تي في طعم تي‪ ،‬فمن نقص عن ه ذا‬
‫فهو دوني‪ ،‬ومن زاد عليه فهو فوقي‪ ،‬ومن عمله فهو مثلي)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]409 :‬يروى أن لقم ان علي ه الس الم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬ال ت ؤخر‬
‫التوبة فإن الموت ي أتي بغت ة‪ ،‬وال تش مت ب الموت‪ ،‬وال تس خر ب المبتلى‪ ،‬وال تمن ع‬
‫المعروف)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]410 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬كن أمينا تعش‬
‫غنيا‪ ..‬يا بني‪ ،‬اتخذ تقوى هللا تج ارة تأت ك األرب اح من غ ير بض اعة‪ ،‬وإذا أخط أت‬
‫خطيئة فابعث في أثرها صدقة تطفئها)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]411 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬إن الموعظ ة‬
‫تشق على السفيه‪ ،‬كما يشق الصعود على الشيخ الكبير)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]412 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬ال ت رث لمن‬
‫ظلمته‪ ،‬ولكن إرث لسوء م ا جنيت ه على نفس ك‪ ،‬وإذا دعت ك الق درة إلى ظلم الن اس‬
‫فاذكر قدرة هللا عليك)(‪)8‬‬
‫[األثـر‪ ]413 :‬ي روى أن لقم ان علي ه الس الم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬تعلّم من‬
‫العلماء ما جهلت‪ ،‬وعلّم الناس ما علمت)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]414 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬إن الدنيا بحر‬
‫عميق هلك فيها ناس كث ير‪ ،‬ت زود من عمله ا‪ ،‬واتخ ذ س فينة حش وها تق وى هللا‪ ،‬ثم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/425 :‬ومجمع البيان ‪.8/315‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،13/425 :‬ومجمع البيان ‪.8/315‬‬
‫‪ )(3‬تنبيه الخواطر ‪.26 :2‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/230‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/230‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/230‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/230‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/230‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار‪ ،13/426 :‬وتنبيه الخواطر ‪.2/230‬‬
‫‪214‬‬
‫تنجو)(‪)1‬‬ ‫اركب الفلك تنجو‪ ،‬وإني لخائف أن ال‬
‫[األثر‪ ]415 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬السفينة إيمان‪،‬‬
‫وشراعها التوكل‪ ،‬وسكانها الصبر‪ ،‬ومجاذيفها الصوم والصالة والزكاة‪ ..‬يا بني من‬
‫ركب البحر من غير سفينة غرق)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]416 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬أق ل الكالم‪،‬‬
‫واذكر هللا عزوجل في كل مكان‪ ،‬فإنه قد أنذرك وحذرك وبصرك وعلمك)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]417 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬اتع ظ بالن اس‬
‫قبل أن يتعظ الناس بك‪ ،‬واتعظ بالصغير قبل أن ينزل بك الكبير‪ ،‬واملك نفس ك عن د‬
‫الغضب حتى ال تكون لجهنم حطبا‪ ..‬يا بني الفق ر خ ير من أن تظلم وتطغى‪ ،‬وإي اك‬
‫وأن تستدين فتخون في الدين)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]418 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬إن هللا رهن‬
‫الناس بأعمالهم‪ ،‬فويل لهم مما كسبت أيديهم وأفئدتهم)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]419 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬ال ت أمن من‬
‫الدنيا والذنوب والشيطان فيها‪ ..‬ي ا ب ني إن ه ق د افتتن الص الحون من اآلولين فكي ف‬
‫ينجو منه اآلخرون؟)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]420 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬اجع ل ال دنيا‬
‫سجنك فتكون اآلخرة جنتك‪ ..‬يا بني إنك لم تكلف أن تش يل الجب ال‪ ،‬ولم تكل ف م اال‬
‫تطيقه‪ ،‬فال تحمل البالء على كتفك‪ ،‬وال تذبح نفسك بيدك)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]421 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬ال تج اورن‬
‫الملوك فيقتلوك‪ ،‬وال تطعهم فتكفر‪ ،‬وجاور المساكين‪ ،‬واخصص الفقراء والمساكين‬
‫من المسلمين‪ ،‬وكن لليتيم كاالب الرحيم)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]422 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬إن ه ليس ك ل‬
‫من قال‪ :‬اغفر لي غفر له‪ ،‬إنه ال يغفر إال لمن عمل بطاعة ربه)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]423 :‬يروى أن لقم ان علي ه الس الم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬الج ار ثم‬
‫الدار‪ ،‬والرفيق ثم الطريق‪ ..‬يا بني لو كانت البيوت على العمل ما جاور رجل ج ار‬
‫سوء أبدا‪ ،‬والوحدة خير من صاحب السوء‪ ،‬والص احب الص الح خ ير من الوح دة‪،‬‬
‫ونقل الحجارة والحديد خير من قرين السوء‪ ..‬يا بني إني نقلت الحجارة والحدي د فلم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)427 /13‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)427 /13‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)427 /13‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)427 /13‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪.)427 /13‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪.)427 /13‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪.)428 /13‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪.)428 /13‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار (‪.)428 /13‬‬
‫‪215‬‬
‫أجد شيئا أثقل من قرين السوء‪ ..‬يا بني إنه من يص حب ق رين الس وء ال يس لم‪ ،‬ومن‬
‫يدخل مداخل السوء يتهم‪ ،‬ومن ال يكف لسانه يندم)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]424 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬المحسن تكافأ‬
‫بإحسانه‪ ،‬والمسئ يكفيك مساويه‪ ،‬لو جهدت أن تفعل ب ه أك ثر مم ا يفعل ه بنفس ه م ا‬
‫قدرت عليه)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]425 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬من ذا ال ذي‬
‫عبد هللا فخذله؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم يجده؟ يا بني ومن ذا ال ذي ذك ره فلم ي ذكره؟‬
‫ومن ذا الذي توكل على هللا فوكله إلى غيره؟ ومن ذا ال ذي تض رع إلي ه ج ل ذك ره‬
‫فلم يرحمه؟)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]426 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬ش اور الكب ير‬
‫وال تستحي من مشاورة الصغير)(‪)4‬‬
‫[األثــر‪ ]427 :‬ي روى أن لقم ان علي ه الس الم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬إي اك‬
‫ومص احبة الفس اق فإنم ا هم ك الكالب‪ ،‬إن وج دوا عن دك ش يئا أكل وه‪ ،‬وإال ذم وك‬
‫وفضحوك‪ .‬وإنما حبهم بينهم ساعة)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]428 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬اس تكثر من‬
‫االصدقاء وال تأمن من االعداء‪ ،‬فإن الغل في صدورهم مثل الماء تحت الرماد)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]429 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬ال تخاصم في‬
‫علم هللا‪ ،‬ف إن علم هللا ال ي درك وال يحص ى‪ ..‬ي ا ب ني خ ف هللا مخاف ة ال تي أس من‬
‫رحمته‪ ،‬وارجه رجاء ال تأمن من مكره)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]430 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬انه النفس عن‬
‫هواها‪ ،‬فإنك إن لم تنه النفس عن هواها لن تدخل الجنة ولن تراها)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]431 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬إن ك من ذ ي وم‬
‫هبطت من بطن أمك استقبلت اآلخرة واستدبرت الدنيا‪ ،‬فإنك إن نلت مس تقبلها أولى‬
‫بك من مستدبرها)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]432 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬إياك والتج بر‬
‫والتكبر والفخر فتجاوز إبليس في داره‪ ..‬يا بني دع عنك التجبر والك بر‪ ،‬ودع عن ك‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)428 /13‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬
‫‪216‬‬
‫القبور)(‪)1‬‬ ‫الفخر‪ ،‬واعلم أنك ساكن‬
‫[األثر‪ ]433 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬اعلم أن ه من‬
‫جاور إبليس وقع في دار الهوان‪ ،‬ال يموت فيها وال يحيى‪ ..‬ي ا ب ني وي ل لمن تج بر‬
‫وتكبر‪ ،‬كيف يتعظم من خلق من طين‪ ،‬وإلى طين يع ود ثم ال ي دري إلى م ا يص ير‬
‫إلى الجنة فقد فاز‪ ،‬أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا وخاب؟)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]435 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬كيف ينام ابن‬
‫آدم والموت يطلبه؟ وكيف يغفل وال يغفل عنه؟)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]435 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬إن ه ق د م ات‬
‫أص فياء هللا عزوج ل وأحب اؤه وأنبي اؤه ص لوات هللا عليهم‪ ،‬فمن ذا بع دهم يخل د‬
‫فيترك؟)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]436 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬أحسن إلي من‬
‫أساء إليك‪ ،‬وال تكثر من الدنيا فإنك على غفلة منها‪ ،‬وانظر إلى ما تصير منها)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]437 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬ال تأك ل م ال‬
‫اليتيم فتفتضح يوم القيامة‪ ،‬وتكلف أن ترده إليه)(‪)6‬‬
‫[األثر‪ ]438 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬ل و أن ه أغ نى‬
‫أحد عن أحد الغنى الولد عن والده‪ ..‬يا بني ال يغرنك خبيث اللس ان فإن ه يختم على‬
‫قلبه‪ ،‬وتتكلم جوارحه وتشهد عليه)(‪)7‬‬
‫[األثر‪ ]439 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬ال تشتم الناس‬
‫فتك ون أنت ال ذي ش تمت أبوي ك‪ ..‬ي ا ب ني ال يعجب ك إحس انك‪ ،‬وال تتعظمن بعمل ك‬
‫الصالح فتهلك)(‪)8‬‬
‫[األثر‪ ]440 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬إن ك ل ي وم‬
‫يأتيك يوم جديد يشهد عليك عند رب كريم)(‪)9‬‬
‫[األثر‪ ]441 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬إنك مدرج في‬
‫أكفانك ومحل قبرك‪ ،‬ومعاين عملك كله‪ ..‬يا ب ني كي ف تس كن دار من أس خطته؟ أم‬
‫كيف تجاور من قد عصيته؟ يا بني عليك بم ا يعني ك‪ ،‬ودع عن ك م اال يعني ك‪ ،‬ف إن‬
‫القليل منها يكفيك‪ ،‬والكثير منها ال يعنيك)(‪)10‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)429 /13‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪ )(10‬بحار األنوار (‪.)430 /13‬‬
‫‪217‬‬
‫[األثر‪ ]442 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬ال تؤثرن على‬
‫نفسك سواها‪ ،‬وال ت ورث مال ك أع داءك‪ ..‬ي ا ب ني إن ه ق د أحص ي الحالل الص غير‬
‫فكيف بالحرام الكثير؟)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]443 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬اتق النظر إلى‬
‫ماال تملكه‪ ،‬وأط ل التفك ر في ملك وت الس ماوات واالرض والجب ال وم ا خل ق هللا‪،‬‬
‫فكفى بهذا واعظا لقلبك)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]444 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬اقب ل وص ية‬
‫الوالد الشفيق‪ ،‬وب ادر بعمل ك قب ل أن يحض ر أجل ك وقب ل أن تس ير الجب ال س يرا‪،‬‬
‫وتجمع الشمس والقم ر‪ ،‬وتغ ير الس ماء وتط وى‪ ،‬وت نزل المالئك ة ص فوفا خ ائفين‬
‫حافين مشفقين‪ ،‬وتكلف أن تجاوز الصراط‪ ،‬وتعاين حينئذ عملك وتوضع الم وازين‬
‫وتنشر الدواوين)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]445 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا ب ني‪ ،‬تعلمت س بعة‬
‫آالف من الحكمة فاحفظ منها أربعا ومر معي إلى الجنة‪ :‬احكم س فينتك ف إن بح رك‬
‫عميق‪ ،‬وخفف حملك فإن العقبة كؤود‪ ،‬وأكثر الزاد فإن السفر بعيد‪ ،‬وأخلص العم ل‬
‫فإن الناقد بصير)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]446 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البن ه‪( :‬ي ا ب ني‪ ،‬إن افتق رت‬
‫يومك فاجعل فقرك بينك وبين هللا‪ ،‬وال تح ّدث الناس بفقرك فته ون عليهم‪ ..‬ي ا ب ني‪،‬‬
‫من ال ي ُسخط نفسه ال يُرضى ربه‪ ،‬ومن ال يكظم غيظه يشمت عدوه)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]447 :‬يروى أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني‪ ،‬ال تعلّق قلب ك‬
‫برضى الناس ومدحهم وذمهم‪ ،‬فإن ذلك ال يحص ل ول و ب الغ اإلنس ان في تحص يله‬
‫بغاية قدرته)‪ ،‬فقال ولده‪ :‬م ا معن اه؟‪ ..‬أحب أن أرى ل ذلك مث اال أو فع اال أو مق اال‪..‬‬
‫فقال له لقمان‪ :‬أخرج أنا وأنت‪ ،‬فخرجا ومعهم ا بهيم ة فركبه ا لقم ان علي ه الس الم‬
‫وترك ولده يمشي وراءه‪ ،‬فاجت ازوا على ق وم فق الوا‪ :‬ه ذا ش يخ قاس ي القلب‪ ،‬قلي ل‬
‫الرحمة‪ ،‬يركب هو الدابة وه و أق وى من ه ذا الص بي وي ترك ه ذا الص بي يمش ي‬
‫وراءه‪ ،‬وإن ه ذا بئس الت دبير‪ ..‬فق ال لول ده‪ :‬س معت ق ولهم وإنك ارهم لرك وبي‬
‫ومشيك؟‪ ..‬فقال‪ :‬نعم‪ ..‬فقال‪ :‬اركب أنت يا ولدي حتى أمشي أنا‪ ،‬فركب ولده ومش ى‬
‫لقمان عليه السالم‪ ،‬فاجتازوا على جماعة أخرى فقالوا‪ :‬ه ذا بئس الوال د وه ذا بئس‬
‫الولد‪ ،‬أما أب وه فإن ه م ا أ ّدب ه ذا الص بي ح تى ي ركب الداب ة وي ترك وال ده يمش ي‬
‫ق باالحترام والركوب‪ ،‬وأم ا الول د فإن ه ع ق وال ده به ذه الح ال‪،‬‬ ‫وراءه‪ ،‬والوالد أح ّ‬
‫فكالهما أساءا في الفع ال‪ ..‬فق ال لقم ان علي ه الس الم لول ده‪ :‬س معتَ ؟‪ ..‬فق ال‪ :‬نعم‪..‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪.)431 /13‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪.)431 /13‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪.)431 /13‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪.)431 /13‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،13/432 :‬وكنز الكراجكي‪.‬‬
‫‪218‬‬
‫فقال‪ :‬نركب معا الدابة‪ ،‬فركب ا مع ا فاجت ازا على جماع ة فق الوا‪ :‬م ا في قلب ه ذين‬
‫الراك بين رحم ة‪ ،‬وال عن دهم من هللا خ ير‪ ،‬يركب ان مع ا الداب ة يقطع ان ظهره ا‬
‫ويحمالنها ما ال تطيق‪ ،‬لو ك ان ق د ركب واح د ومش ى واح د ك ان أص لح وأج ود‪،‬‬
‫فقال‪ :‬سمعتَ ؟‪ ..‬فقال‪ :‬نعم‪ ..‬فقال‪ :‬هات حتى نترك الدابة تمش ي خالي ة من ركوبن ا‪،‬‬
‫فساقا الدابة بين أيديهما وهما يمش يان فاجت ازا على جماع ة فق الوا‪ :‬ه ذا عجيب من‬
‫هذين الشخصين‪ ،‬يتركان دابة فارغة تمشي بغ ير راكب ويمش يان‪ ..‬وذموهم ا على‬
‫ذلك كما ذموهم ا على ك ل م ا ك ان‪ ،‬فق ال لول ده‪ :‬ت رى في تحص يل رض اهم حيل ةً‬
‫لمحت ال؟‪ ..‬فال تلتفت إليهم‪ ،‬واش تغل برض ى هللا ج ل جالل ه‪ ،‬ففي ه ش غل ش اغل‪،‬‬
‫وسعادة وإقبال في الدنيا‪ ،‬ويوم الحساب والسؤال)(‪)1‬‬
‫[األثر‪ ]448 :‬روي أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني اخ تر المج الس‬
‫على عينيك‪ ،‬فإن رأيت قوما يذكرون هّللا عز وجل فاجلس معهم فإنك إن ت ك عالم ا‬
‫ينفعك علمك ويزيدونك علما‪ ،‬وإن كنت جاهال علموك‪ ،‬ولعل هّللا أن يصلهم برحم ة‬
‫فتعمك معهم‪ ،‬وإذا رأيت قوما ال يذكرون هّللا فال تجلس معهم فإن ك إن ت ك عالم ا ال‬
‫ينفعك علمك‪ ،‬وإن تك ج اهال يزي دونك جهال‪ ،‬ولع ل هّللا أن يص لهم بعقوب ة فتعم ك‬
‫معهم)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]449 :‬روي أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني جالس العلم اء‪،‬‬
‫وزاحمهم بركبتك‪ ،‬فإن هّللا عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة كم ا يح يي األرض‬
‫بوابل السماء)(‪)3‬‬
‫[األثــر‪ ]450 :‬روي أن لقم ان علي ه الس الم ق ال البن ه‪( :‬أي ب ني ص احب‬
‫العلماء وجالسهم‪ ،‬وزرهم في بيوتهم‪ ،‬لعلك أن تشبههم فتكون منهم)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]451 :‬روي أن لقمان عليه السالم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني تعلم الحكم ة‬
‫تشرّف‪ ،‬فان الحكمة ت دل على ال دين‪ ،‬وتش رّف العب د على الح ر‪ ،‬وترف ع المس كين‬
‫على الغني‪ ،‬وتقدم الصغير على الكب ير‪ ،‬وتجلس المس كين مج الس المل وك‪ ،‬وتزي د‬
‫الشريف شرفا‪ ،‬والسيد سؤددا‪ ،‬والغني مجدا‪ ،‬وكي ف يظن ابن آدم أن يتهي أ ل ه أم ر‬
‫دينه ومعيشته بغير حكمة ولن يهيىء هّللا عز وجل أمر الدنيا واآلخرة إال بالحكمة؟!‬
‫ومثل الحكمة بغير طاعة مثل الجسد بال نفس‪ ،‬أو مثل الصعيد بال ماء‪ ،‬وال ص الح‬
‫للجسد بال نفس‪ ،‬وال للصعيد بغير ماء‪ ،‬وال للحكمة بغير طاعة)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]452 :‬روي أن لقمان عليه السالم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني ث ق باهلل ع ز‬
‫وجل ثم سل في الناس هل من أح د وث ق باهلل فلم ينج ه؟‪ ..‬ي ا ب ني توك ل على هّللا ثم‬
‫سل في الناس من ذا الذي توكل على هّللا فلم يكفه؟‪ ..‬يا بني أحسن الظن باهلل ثم س ل‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/433 :‬وفتح األبواب‪.‬‬
‫‪ )(2‬علل الشرائع ‪.394 /2‬‬
‫‪ )(3‬روضة الواعظين ‪.11‬‬
‫‪ )(4‬كنز الكراجكي ‪.66 /2‬‬
‫‪ )(5‬كنز الكراجكي ‪ 66 /2‬و‪.67‬‬
‫‪219‬‬
‫به؟)(‪)1‬‬ ‫في الناس من ذا الذي أحسن الظن باهلل فلم يكن عند حسن ظنه‬
‫[األثر‪ ]453 :‬روي أن لقمان عليه الس الم ق ال البن ه‪( :‬إي اك والحس د‪ ،‬فإن ه‬
‫يتبين فيك‪ ،‬وال يتبين فيمن تحسده)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]454 :‬روي أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني ال تحقرن أح دا‬
‫بخلقان ثيابه‪ ،‬فإن ربك وربه واحد)(‪)3‬‬
‫[األثر‪ ]455 :‬روي أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني ك ذب من ق ال‪:‬‬
‫إن الشر يطفأ بالشر‪ ،‬فإن كان ص ادقا فليوق د ن ارين‪ ،‬ثم لينظ ر ه ل تطفئ إح داهما‬
‫األخرى؟ وإنما يطفئ الخير الشر كما يطفىء الماء النار)(‪)4‬‬
‫[األثر‪ ]456 :‬روي أن لقمان عليه السالم ق ال البن ه‪( :‬ي ا ب ني ال ت دخل في‬
‫الدنيا دخوال يضر بآخرتك وال تتركها تركا تكون كال على الناس)(‪)5‬‬
‫[األثر‪ ]457 :‬روي أن لقمان عليه السالم قال البنه‪( :‬يا بني أحثك على ست‬
‫خصال‪ ،‬ليس منها خصلة إال وهي تقربك إلى رضوان هّللا عز وج ل‪ ،‬وتباع دك من‬
‫سخطه‪ :‬األولى‪ :‬أن تعبد هّللا وال تشرك به ش يئا‪ ..‬والثاني ة‪ :‬الرض ا بقض اء هّللا فيم ا‬
‫أحببت وكرهت‪ ..‬والثالثة‪ :‬أن تحب في هّللا وتبغض في هّللا ‪ ..‬والرابع ة‪ :‬تحب للن اس‬
‫ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك‪ ..‬والخامسة‪ :‬تكظم الغيظ وتحس ن إلى من‬
‫أساء اليك‪ ..‬والسادسة‪ :‬ترك الهوى ومخالفة الردى)(‪)6‬‬
‫سادسا‪ .‬ما ورد حول أتباع األنبياء عليهم السالم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]439 :‬قال اإلمام الصادق في قول هللا تعالى‪﴿ :‬فَ َوقَاهُ هَّللا ُ َسيِّئَا ِ‬
‫ت َم ا‬
‫ب﴾ [غافر‪( :]45 :‬أما لقد س طوا علي ه وقتل وه‪،‬‬ ‫آل فِرْ عَوْ نَ سُو ُء ْال َع َذا ِ‬ ‫َم َكرُوا َو َحا َ‬
‫ق بِ ِ‬
‫ولكن أتدرون ما وقاه؟‪ ..‬وقاه أن يفتنوه في دينه)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]440 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لما أسري بي مرت بي رائح ة طيب ة‪،‬‬
‫فقلت لجبريل‪ :‬م ا ه ذه الرائح ة؟‪ ..‬ق ال‪ :‬ه ذه ماش طة آل فرع ون وأوالده ا‪ ،‬ك انت‬
‫تمش طها ف وقعت المش طة من ي دها فق الت‪ :‬بس م هللا‪ ،‬فق الت بنت فرع ون‪ :‬أبي؟‪..‬‬
‫فق الت‪ :‬ال‪ ،‬ب ل ربي ورب ك ورب أبي ك‪ ،‬فق الت‪ :‬ألخ برن ب ذلك أبي‪ ،‬فق الت‪ :‬نعم‪،‬‬
‫فأخبرته فدعا بها وبولدها وقال‪ :‬من ربك؟‪ ..‬فقالت‪ :‬إن ربي وربك هللا‪ ،‬فأمر بتن ور‬
‫من نحاس فاحمي فدعا به ا وبول دها‪ ،‬فق الت‪ :‬إن لي إلي ك حاج ة‪ ،‬ق ال‪ :‬وم ا هي؟‪..‬‬
‫قالت‪ :‬تجمع عظامي وعظام ولدي فت دفنها‪ ..‬ق ال‪ :‬ذاك ل ك لم ا ل ك علين ا من ح ق‪،‬‬
‫فأمر بأوالده ا ف ألقوا واح دا واح دا في التن ور ح تى ك ان آخ ر ول دها وك ان ص بيا‬
‫مرضعا‪ ،‬فقال‪ :‬إصبري يا أماه إنك على الحق‪ ،‬فألقيت في التنور مع ولدها‪.‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار ‪.156 /71‬‬
‫‪ )(2‬كنز الكراجكي ‪.137 /1‬‬
‫‪ )(3‬روضة الواعظين ‪.455 /2‬‬
‫‪ )(4‬تنبيه الخواطر ‪.46 /1‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار ‪ 124 /73‬عن تنبيه الخواطر‪.‬‬
‫‪ )(6‬كنز الفوائد ‪.164 /2‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،13/163 :‬والمحاسن ص‪.219‬‬
‫‪220‬‬
‫وأما امرأة فرعون آسية فك انت من ب ني إس رائيل‪ ،‬وك انت مؤمن ة مخلص ة‪،‬‬
‫وكانت تعبد هللا سرا‪ ،‬وكانت على ذلك إلى أن قت ل فرع ون ام رأة حزبي ل‪ ،‬فع اينت‬
‫حينئذ المالئك ة يعرج ون بروحه ا لم ا أراد هللا تع الى به ا من الخ ير‪ ،‬ف زادت يقين ا‬
‫وإخالصا وتصديقا‪ ،‬فبينا هي كذلك إذ دخل عليه ا فرع ون يخبره ا بم ا ص نع به ا‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬الويل لك يا فرعون‪ ..‬ما أجرأك على هللا جل وعال؟‪..‬‬
‫فقال لها‪ :‬لعلك قد اعتراك الجنون الذي اعترى صاحبتك‪ ،‬فقالت‪ :‬ما اعتراني‬
‫جنون‪ ،‬لكن آمنت باهلل تعالى ربي ورب ك ورب الع المين‪ ،‬ف دعا فرع ون أمه ا فق ال‬
‫لها‪ :‬إن ابنتك أخذها الجنون‪ ،‬فاقسم لتذوقن الموت أو لتكفرن بإله موسى‪ ،‬فخلت بها‬
‫أمها فسألتها موافقة فرع ون فيم ا أراد‪ ،‬ف أبت وق الت‪ :‬أم ا أن أكف ر باهلل فال وهللا ال‬
‫أفعل ذلك أبدا‪ ،‬فأمر بها فرعون حتى مدت بين أربعة أوتاد‪ ،‬ثم الزالت تعذب ح تى‬
‫ماتت)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]441 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في القصة المعروفة بـ [قص ة أص حاب‬
‫األخدود]‪( :‬كان ملك فيمن كان قبلكم‪ ،‬وكان له ساحر‪ ،‬فلما كبر ق ال للمل ك‪ :‬إني ق د‬
‫كبرت‪ ،‬فابعث إلي غالما أعلمه السحر‪ ،‬فبعث إليه غالم ا يعلم ه‪ ،‬وك ان في طريق ه‬
‫إذا سلك راهب‪ ،‬فقعد إليه وسمع كالم ه‪ ،‬فك ان إذا أتى الس احر م ر ب الراهب وقع د‬
‫إليه‪ ،‬فإذا أتى الساحر ضربه‪ ،‬فشكا ذلك إلى الراهب‪ ،‬فقال‪ :‬إذا خشيت الساحر فقل‪:‬‬
‫حبسني أهلي‪ ،‬وإذا خشيت أهلك‪ ،‬فقل‪ :‬حبسني الساحر‪ ،‬فبينما هو ك ذلك إذ أتى على‬
‫دابة عظيمة قد حبست الناس‪ ،‬فقال‪ :‬اليوم أعلم‪ :‬الساحر أفضل‪ ،‬أم ال راهب أفض ل؟‬
‫فأخذ حجرا‪ ،‬فقال‪ :‬اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الس احر فاقت ل ه ذه‬
‫الدابة‪ ،‬حتى يمضي الناس‪ ،‬فرماها‪ ،‬فقتلها‪ ،‬ومضى الن اس‪ ،‬ف أتى ال راهب ف أخبره‪،‬‬
‫فقال له [الراهب]‪ :‬أي ب ني‪ ،‬أنت الي وم أفض ل م ني‪ ،‬وق د بل غ من أم رك م ا أرى‪،‬‬
‫وإن ك س تبتلى‪ ،‬ف إن ابتليت فال ت دل علي‪ ،‬وك ان الغالم ي برئ األكم ه واألب رص‪،‬‬
‫ويداوي الناس من سائر األدواء‪ ،‬فسمع جليس للملك ـ ك ان ق د عمي ـ فأت اه به دايا‬
‫كثيرة‪ ،‬فقال‪ :‬ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني‪ ،‬قال‪ :‬إني ال أشفي أحدا‪ ،‬إنما يش في‬
‫هللا عز وجل‪ ،‬فإن آمنت باهلل دعوت هللا فش فاك‪ ،‬ف آمن ب ه‪ ،‬فش فاه هللا‪ ،‬ف أتى المل ك‪،‬‬
‫فجلس إليه كما كان يجلس‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬من رد علي ك بص رك؟ ق ال‪ :‬ربي‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫ولك رب غ يري؟‪ ،‬ق ال‪ :‬ربي ورب ك [هللا]‪ ،‬فأخ ذه‪ ،‬فلم ي زل يعذب ه‪ ،‬ح تى دل على‬
‫الغالم‪ ،‬فجيء بالغالم‪ ،‬فقال له الملك‪ :‬أي بني‪ ،‬قد بلغ من س حرك م ا ت برئ األكم ه‬
‫واألبرص‪ ،‬وتفعل وتفعل؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬إني ال أشفي أحدا‪ ،‬إنما يش في هللا‪ ،‬فأخ ذه‪ ،‬فلم‬
‫يزل يعذب ه‪ ،‬ح تى دل على ال راهب‪ ،‬فجيء ب الراهب‪ ،‬فقي ل ل ه‪ :‬ارج ع عن دين ك‪،‬‬
‫فأبى‪ ،‬فدعا بالمنشار‪ ،‬فوضع المنشار على مفرق رأسه‪ ،‬فشقه ب ه ح تى وق ع ش قاه‪،‬‬
‫[ثم جيء بجليس الملك‪ ،‬فقيل له‪ :‬ارجع عن دينك‪ ،‬فأبى‪ ،‬فوضع المنش ار في مف رق‬
‫رأسه‪ ،‬فشقه به حتى وقع شقاه] ثم جيء بالغالم‪ ،‬فقيل ل ه‪ :‬ارج ع عن دين ك‪ ،‬ف أبى‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،13/164 :‬وعرائس المجالس ص‪.106‬‬
‫‪221‬‬
‫فدفعه إلى نفر من أصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا‪ ،‬فاصعدوا به الجب ل‪،‬‬
‫فإذا بلغتم ذروته‪ ،‬فإن رجع عن دينه‪ ،‬وإال فاطرحوه‪ ،‬فذهبوا به‪ ،‬فصعدوا به الجبل‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اللهم اكفنيهم بما شئت‪ ،‬فرجف بهم الجب ل فس قطوا‪ ،‬وج اء يمش ي إلى المل ك‪،‬‬
‫فقال له الملك‪ :‬م ا فع ل أص حابك؟ ق ال‪ :‬كف انيهم هللا‪ ،‬فدفع ه إلى نف ر من أص حابه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اذهبوا به فاحملوه في قرقور‪ ،‬وتوسطوا به البح ر‪ ،‬ف إن رج ع عن دين ه‪ ،‬وإال‬
‫فاقذفوه‪ ،‬فذهبوا به‪ ،‬فق ال‪ :‬اللهم اكف نيهم بم ا ش ئت‪ ،‬فانكف أت بهم الس فينة‪ ،‬فغرق وا‪،‬‬
‫وجاء يمشي إلى الملك‪ ،‬فقال له المل ك‪ :‬م ا فع ل أص حابك؟ ق ال‪ :‬كف انيهم هللا‪ ،‬فق ال‬
‫للملك‪ :‬إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به‪ ،‬قال‪ :‬ما هو؟ ق ال‪ :‬تجم ع الن اس في‬
‫صعيد واحد‪ ،‬وتصلبني على جذع‪ ،‬ثم خذ سهما من كنانتي‪ ،‬ثم ض ع الس هم في كب د‬
‫القوس‪ ،‬ثم قل‪ :‬بسم هللا رب الغالم‪ ،‬ثم ارم‪ ،‬فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني‪ ،‬فجمع الن اس‬
‫في صعيد واحد‪ ،‬وصلبه على جذع‪ ،‬وأخذ سهما من كنانته‪ ،‬ثم وضع السهم في كب د‬
‫القوس‪ ،‬ثم قال‪ :‬بسم هللا رب الغالم‪ ،‬ثم رماه‪ ،‬فوق ع الس هم في ص دغه‪ ،‬فوض ع ي ده‬
‫في صدغه‪ ،‬في موضع الس هم‪ ،‬فم ات‪ ،‬فق ال الن اس‪ :‬آمن ا ب رب الغالم‪ ،‬آمن ا ب رب‬
‫الغالم‪ ،‬آمنا برب الغالم‪ ،‬فأتي الملك‪ ،‬فقيل له‪ :‬أرأيت م ا كنت تح ذر؟ ق د وهللا ن زل‬
‫بك ح ذرك‪ ،‬ق د آمن الن اس‪ ،‬ف أمر باألخ دود ب أفواه الس كك‪ ،‬فخ دت‪ ،‬وأض رم فيه ا‬
‫النيران‪ ،‬وقال‪ :‬من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها ـ أو قيل له‪ :‬اقتحم ـ ففعلوا‪ ،‬ح تى‬
‫جاءت امرأة‪ ،‬ومعها ص بي له ا‪ ،‬فتقاعس ت أن تق ع فيه ا‪ ،‬فق ال له ا الغالم‪ :‬ي ا أم ه‪،‬‬
‫اصبري‪ ،‬فإنك على الحق)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]442 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة ال تي‬
‫حس نت خلقي ح تى لقيت م ا لقيت‪ ،‬فيج اء‬ ‫ق د افتتنت في حس نها‪ ،‬فتق ول‪ :‬ي ا ربّ ‪ّ ..‬‬
‫بمريم عليها السالم فيقال‪ :‬أنت أحسن أم هذه؟‪ ..‬قد حسّناها فلم تفتتن)(‪)2‬‬
‫(إن هللا تع الى ج ّل جالل ه أوحى إلى‬ ‫[الحــديث‪ ]443 :‬قال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬
‫عمران إني واهبٌ لك َذ َكرا مباركا يبرئ األكم ه واألب رص‪ ،‬ويح يي الم وتى ب إذن‬
‫هللا‪ ،‬وإني جاعله رسوالً إلى بني إسرائيل‪ ،‬فح ّدث عمران امرأته حنّة ب ذلك وهي أم‬
‫ت لَ كَ َم ا فِي‬ ‫مريم‪ ،‬فلما حملت كان حملها عند نفسها غالما‪ ،‬فقالت‪َ ﴿ :‬ربِّ إِنِّي نَ َذرْ ُ‬
‫ْس ال َّذ َك ُر َك اأْل ُ ْنثَى﴾‬
‫﴿ولَي َ‬
‫طنِي ُم َح َّررًا ﴾ [آل عم ران‪ ،]35 :‬فوض عت أن ثى فق الت‪َ :‬‬ ‫بَ ْ‬
‫إن البنت ال تكون رسوال‪ ،‬فلما أن وهب هللا لمريم عيسى بعد ذلك‬ ‫[آل عمران‪ّ ]36 :‬‬
‫شر هللا به عمران)(‪)3‬‬‫كان هو الذي ب ّ‬
‫[الحــديث‪ ]444 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬إن فاطم ة ض منت لعلي عم ل ال بيت‬
‫والعجين والخ بز وقم ال بيت‪ ،‬وض من له ا اإلم ام علي م ا ك ان خل ف الب اب‪ ،‬نق ل‬
‫الحطب‪ ،‬وأن يجيء بالطعام‪ ،‬فقال لها يوما‪ :‬يا فاطم ة‪ ..‬ه ل عن دك ش ي ٌء؟‪ ..‬ق الت‪:‬‬
‫والذي عظم حقك‪ ،‬ما كان عندنا منذ ثالث إال شي ٌء آثرتك به‪ ،‬قال‪ :‬أفال أخبرتني؟‪..‬‬
‫‪ )(1‬أحمد (‪ )6/16‬ومسلم (‪ )8/229‬والنسائي في الكبرى تحفة األشراف (‪)4969‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/192 :‬وروضة الكافي ص‪.228‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،14/203 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪222‬‬
‫قالت‪ :‬كان رسول هللا ‪ ‬نهاني أن أسألك شيئا‪ ،‬فقال‪ :‬ال تسألي ابن عم ك ش يئا‪ ،‬إن‬
‫جاءك بشيء عفوا وإال فال تسأليه‪ ،‬فخرج علي ه الس الم فلقي رجال فاس تقرض من ه‬
‫دينارا‪ ،‬ثم أقبل به وقد أمسى فلقي المقداد بن األسود‪ ،‬فق ال للمق داد‪ :‬م ا أخرج ك في‬
‫هذه الساعة؟‪ ..‬قال‪ :‬الجوع‪ ،‬والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين !‪ ..‬قال عليه السالم‪:‬‬
‫فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وسأؤثرك به‪ ،‬فدفعه إلي ه‪ ،‬فأقب ل فوج د رس ول‬
‫هللا ‪ ‬جالس ا وفاطم ة تص لي وبينهم ا ش ي ٌء مغطى‪ ،‬فلم ا ف رغت أحض رت ذل ك‬
‫الشيء‪ ،‬فإذا جفنةٌ من خبز ولحم قال‪ :‬يا فاطمة‪ ..‬أنى لك هذا؟‪ ..‬ق الت‪ :‬ه و من عن د‬
‫هللا‪ ،‬إن هللا يرزق من يش اء بغ ير حس اب‪ ..‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬أال أح دثك بمثل ك‬
‫ومثلها قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬مثل زكريا إذ دخل على مريم المحراب فوج د عن دها رزق ا‪،‬‬
‫قال‪ :‬يا م ريم‪ ..‬أنى ل ك ه ذا ق الت‪ :‬ه و من عن د هللا‪ ،‬إن هللا ي رزق من يش اء بغ ير‬
‫حساب‪ ،‬فأكلوا منها ش هرا‪ ،‬وهي الجفن ة ال تي يأك ل منه ا الق ائم علي ه الس الم وه و‬
‫عنده)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]445 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن هللا تع الى ج ل جالل ه أوحى إلى‬
‫عمران إني واهبٌ لك ذكرا مباركا يبرئ األكم ه واألب رص‪ ،‬ويح يي الم وتى ب إذن‬
‫هللا‪ ،‬وإني جاعله رسوال إلى بني إسرائيل‪ ،‬فحدث عمران امرأته حنة ب ذلك وهي أم‬
‫ت لَ كَ َم ا فِي‬ ‫مريم‪ ،‬فلما حملت كان حملها عند نفسها غالما‪ ،‬فقالت‪َ ﴿ :‬ربِّ إِنِّي نَ َذرْ ُ‬
‫ُ‬ ‫ْس َّ‬
‫الذ َك ُر َكاأْل ْنثَى﴾ [آل‬ ‫﴿ولَي َ‬ ‫طنِي ُم َح َّررًا﴾ [آل عمران‪ ،]35 :‬فوضعت أنثى فقالت‪َ :‬‬ ‫بَ ْ‬
‫عمران‪ ]36 :‬إن البنت ال تكون رسوال‪ ،‬فلم ا أن وهب هللا لم ريم عيس ى بع د ذل ك‬
‫كان هو الذي بشر هللا به عمران)(‪)2‬‬
‫[األثر‪ ]458 :‬روي عن ابن عباس قال‪( :‬أخذ فرعون امرأته آسية حين تبين‬
‫له إسالمها يعذبها لتدخل في دينه‪ ،‬فمر بها موسى وهو يعذبها فشكت إليه بإصبعها‪،‬‬
‫ف دعا هللا موس ى أن يخف ف عنه ا‪ ،‬فلم تج د للع ذاب مس ا‪ ،‬وإنه ا م اتت من ع ذاب‬
‫﴿ربِّ اب ِْن لِي ِع ْن دَكَ بَ ْيتً ا فِي ْال َجنَّ ِة﴾ [التح ريم‪:‬‬
‫فرعون لها‪ ،‬فقالت وهي في العذاب‪َ :‬‬
‫‪ ،]11‬وأوحى هللا إليها‪ :‬أن ارفعي رأسك‪ ،‬ففعلت فأريت ال بيت في الجن ة‪ ،‬ب نى له ا‬
‫من در فضحكت‪ ،‬فقال فرع ون‪ :‬انظ روا إلى الجن ون ال ذي به ا‪ ،‬تض حك وهي في‬
‫العذاب)(‪)3‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،14/198 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،14/203 :‬وقصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،13/164 :‬وعرائس المجالس ص‪.106‬‬
‫‪223‬‬
‫هذا الكتاب‬
‫يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول‬
‫ال ركن الث اني من أرك ان اإليم ان‪ ،‬وه و اإليم ان بالرس ل عليهم الص الة والس الم‪،‬‬
‫والوحي الذي أنزله هللا عليهم‪.‬‬
‫ذلك أن اإليمان بالرس ل عليهم الس الم ه و المقدم ة ال تي تنطل ق منه ا جمي ع‬
‫المعارف الدينية سواء تلك التي ترتبط بالغيب‪ ،‬أو تل ك ال تي ترتب ط بالش هادة‪ ..‬فق د‬
‫ش اء هللا أن يرب ط تعليم ه لعب اده وتربيت ه لهم وتع ريفهم بحق ائق أنفس هم وحق ائق‬
‫الوجود عبر ه ذه الوس يلة ال تي ال يمكن أن تتحق ق من دون اإليم ان بهم واإلذع ان‬
‫إليهم والتسليم لهم‪.‬‬
‫ولهذا امتأل القرآن الكريم بذكرهم وذكر هديهم ومعاناتهم مع أقوامهم‪ ،‬ليك ون‬
‫ذلك عبرة للمعتبرين‪ ،‬وطريقا من طرق الهداية العظمى‪.‬‬
‫لكن ـ لألس ف ـ وبس بب البع د عن المنهج الق رآني في التعام ل م ع النب وة‬
‫والوحي اإللهي‪ ،‬دخلت الكثير من التحريفات واألساطير إلى هذا ال ركن من أرك ان‬
‫اإليم ان؛ فش وهت النب وة‪ ،‬ودنس معه ا اله دي المق دس‪ ،‬ليمتلئ بمع ان وقيم غريب ة‬
‫تتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم‪ ،‬وما دلت عليه الفطرة السليمة‪.‬‬
‫ولهذا حرصنا في هذا الكت اب على إبع اد ك ل األح اديث ال تي ن رى تأثيره ا‬
‫الس لبي على تل ك المع اني القرآني ة الس امية ال تي تمأل القل وب ش وقا ومحب ة لتل ك‬
‫الجواهر المقدسة التي رضيها هللا تعالى هداة ودعاة ومعلمين لخلقه‪.‬‬

‫‪224‬‬

You might also like