Professional Documents
Culture Documents
الأنبياء والهدي المقدس
الأنبياء والهدي المقدس
()5
الطبعة الأولى
1441ـ 2020
4
المقدمة
يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول
ال ركن الث اني من أرك ان اإليم ان ،وه و اإليم ان بالرس ل عليهم الص الة والس الم،
والوحي الذي أنزله هللا عليهم.
ذلك أن اإليمان بالرس ل عليهم الس الم ه و المقدم ة ال تي تنطل ق منه ا جمي ع
المعارف الدينية سواء تلك التي ترتبط بالغيب ،أو تل ك ال تي ترتب ط بالش هادة ..فق د
ش اء هللا أن يرب ط تعليم ه لعب اده وتربيت ه لهم وتع ريفهم بحق ائق أنفس هم وحق ائق
الوجود عبر ه ذه الوس يلة ال تي ال يمكن أن تتحق ق من دون اإليم ان بهم واإلذع ان
إليهم والتسليم لهم.
ولهذا امتأل القرآن الكريم بذكرهم وذكر هديهم ومعاناتهم مع أقوامهم ،ليك ون
ذلك عبرة للمعتبرين ،وطريقا من طرق الهداية العظمى.
لكن ـ لألس ف ـ وبس بب البع د عن المنهج الق رآني في التعام ل م ع النب وة
والوحي اإللهي ،دخلت الكثير من التحريفات واألساطير إلى هذا ال ركن من أرك ان
اإليم ان؛ فش وهت النب وة ،ودُنس معه ا اله دي المق دس ،ليمتلئ بمع ان وقيم غريب ة
تتناقض مع ما ورد في القرآن الكريم ،وما دلت عليه الفطرة السليمة.
ولهذا حرصنا في هذا الكت اب على إبع اد ك ل األح اديث ال تي ن رى تأثيره ا
الس لبي على تل ك المع اني القرآني ة الس امية ال تي تمأل القل وب ش وقا ومحب ة لتل ك
الجواهر المقدسة التي جعلها هللا تعالى وسائل لهداية خلقه.
فمن الضوابط التي رأينا ضرورة تطبيقها في هذا الكتاب:
أوال ـ البعد عن كل التفاصيل المؤرخة للرسل عليهم السالم إال ما ورد النص
عليه في القرآن الكريم أو كان قريبا منه ..ذلك أن معظم تلك التفاصيل يتن اقض م ع
ما ورد في القرآن الكريم من البحث عن العبر ،ال عن تفاصيل األحداث ،باإلض افة
إلى أن أكثر تلك األحداث التفصيلية مأخوذة بشكل مباشر أو غ ير مباش ر عن أه ل
الكتاب الذين مألوا أخبار األنبياء كذبا وبهتانا ..ولهذا كانت أمثال تلك األخبار مث ار
سخرية من ال ذين ال يؤمن ون باألدي ان ،ويتخ ذون من تل ك الت واريخ المزيف ة م ادة
دسمة تعينهم على ذلك.
ثانيا ـ استبعاد كل األحاديث واآلثار التي تسيء إلى النبوة وتشوهها ،وهو ما
جعل فريقا كبيرا من المسلمين ،وخاصة من المتأثرين بالمدرس ة الس لفية ،يعتق دون
عدم عصمة النبوة إال في مجال التبليغ ،بل وصلت بهم الجرأة إلى اعتقاد جواز كفر
الرس ل وارتك ابهم الكب ائر قب ل نب وتهم ،وه و م ا يخ الف م ا ورد عنهم في الق رآن
الكريم من الدعوة إلى االهتداء بهم ،وليس ذلك إال لعصمتهم المطلقة.
ولهذا انبرى أئم ة اله دى لل رد على تل ك التحريف ات ال تي لحقت ه ذا ال ركن
األصيل من أركان العقي دة اإلس المية ،ومن األمثل ة على ذل ك م ا روي عن اإلم ام
علي الرضا ،والذي رويت عنه مناظرة طويلة م ع الق ائلين بالتخطئ ة ،نس وقها هن ا
5
باختص ار ،فق د س ئل ـ حس بما تنص الرواي ة ـ :ي ا ابن رس ول هللا أتق ول بعص مة
َص ى آ َد ُم َربَّهُ (وع َ األنبي اء؟ ق ال :بلى ،ق ال :فم ا تق ول في ق ول هللا ع ز وج لَ :
َاضبًا فَظَ َّن أَن لَّن نَّ ْق ِد َر َعلَيْه) ،وقول ه َب ُمغ ِ فَغ ََوى)وقوله عز وجلَ ( :و َذا النُّو ِن إِذ َّذه َ
(وظَ َّن داود أَنَّ َم ا فَتَنَّاه) ،وقول ه ت بِ ِه َوهَ َّم بِهَا) ،وقول ه في داود َ (ولَقَ ْد هَ َّم ْ في يوسف َ
ق أن ت َْخ َشاهُ)َ َ هَّللا
اس َو ُ أ َح ُّ هَّللا
ك َما ُ ُم ْب ِدي ِه َوت َْخ َشى النَّ َ ْ
(وتُ ْخفِي فِي نَف ِس َ في نبيه محمد َ
فق ال اإلم ام الرض ا مخاطب ا من اظره( :ات ق هللا ،وال تنس ب إلى أنبي اء هللا
﴿و َم ا يَ ْعلَ ُم الفواحش ،وال تتأول كتاب هللا عز وجل برأيك ،فإن هللا عز وج ل يق ولَ :
تَأْ ِويلَهُ إِاَّل هَّللا ُ َوالرَّا ِس ُخونَ فِي ْال ِع ْل ِم ﴾ [آل عمران]7 :
ثم راح يجيبه عن شبهاته ،فق ال( :أم ا قول ه ع ز وج ل في آدم علي ه الس الم:
َصى آ َد ُم َربَّهُ فَ َغ َوى﴾ [طه ،]121 :فإن هللا عز وجل خل ق آدم حج ة في أرض ه ﴿ َوع َ
وخليفة في بالده ،لم يخلقه للجنة ،وكانت المعص ية من آدم في الجن ة ال في األرض
لتتم مقادير أمر هللا عز وجل ،فلما أهب ط إلى األرض وجع ل حج ة وخليف ة ،عص م
آل إِ ْب َرا ِهي َم َوآ َل ِع ْم َرانَ َعلَى ْال َع الَ ِمينَ ﴾ ﴿ن هَّللا َ اصْ طَفَى آ َد َم َونُوحًا َو َ بقوله عز وجلَّ :
َاض بًا فَظَ َّن أَ ْن لَ ْن َب ُمغ ِ ون إِ ْذ َذه َ
﴿و َذا النُّ ِ
[آل عمران ..]33 :وأم ا قول ه ع ز وج لَ :
نَ ْق ِد َر َعلَ ْي ِه﴾ [األنبياء ]87 :إنما ظن أن هللا عز وجل ال يضيق عليه رزقه ،أال تسمع
قول هللا عز وجلَ ﴿ :وأَ َّما إِ َذا َم ا ا ْبتَاَل هُ فَقَ د ََر َعلَ ْي ِه ِر ْزقَ هُ ﴾ [الفج ر ]16 :أي ض يق
عليه ،ولو ظن أن هللا تبارك وتعالى ال يقدر عليه لكان قد كفر ..وأما قوله عز وجل
ت بِ ِه َوهَ َّم بِهَ ا ﴾ [يوس ف ]24 :فإنه ا همت بالمعص ية ،وهم ﴿ولَقَ ْد هَ َّم ْ في يوس فَ :
يوسف بعقابها إن أجبرته ،لعظم ما داخله ،فصرف هللا عنه عقابها)()1
وهكذا راح يصرف عن داود عليه السالم تلك الموبقات العظيمة التي نس بتها
الروايات الكثيرة إليه ،فقال ـ ردا عليها ـ( :إنا هلل وإنا إليه راجعون ،لق د نس بتم نبي ا
من أنبي اء هللا إلى الته اون بص الته ،ح تى خ رج في أث ر الط ير ،ثم بالفاحش ة ،ثم
بالقتل!) ..ثم فسر ما وقع منه فقال( :إن داود إنما ظن أن ما خلق هللا عز وجل خلق ا
َص َما ِن هو أعلم منه ،فبعث هللا عز وجل إلي ه الملكين فتس ورا المح راب ،فق اال﴿ :خ ْ
اط ( الص َر ِ ط َوا ْه ِدنَا إِلَى َس َوا ِء ِّ ق َواَل تُ ْش ِط ْ ْض فَاحْ ُك ْم بَ ْينَنَا بِ ْال َح ِّ
ضنَا َعلَى بَع ٍ بَغَى بَ ْع ُ
َّ
ال أكفِلنِيهَ ا َو َع زنِي فِي ْ ْ َ َ َ ٌ
اح َدة فق َ ٌ
ْجة َو ِ ً َ
)22إِ َّن هَذا أ ِخي لهُ تِ ْس ٌع َوتِ ْسعُونَ ن ْع َجة َولِ َي نع َ
َ َ َ َ
ب ﴾ [ص ،]23 ،22 :فعجل داود عليه السالم على المدعى عليه ،فقال﴿ :لَقَ ْد ْال ِخطَا ِ
ك إِلَى نِ َعا ِج ِه﴾ [ص ،]24 :ولم يس أل الم دعي البين ة على ذل ك، ْجتِ َ ظَلَ َمكَ بِ ُس َؤا ِل نَع َ
ولم يقبل على المدعى عليه فيقول :ما تقول؟ فك ان ه ذا خطيئ ة حكم ه ،ال م ا ذهبتم
ض فَ احْ ُك ْم إليه ،أال تسمع قول هللا عز وجل يقول﴿ :يَاداود إِنَّا َج َع ْلنَاكَ َخلِيفَةً فِي اأْل َرْ ِ
يلض لُّونَ ع َْن َس بِ ِ يل هَّللا ِ إِ َّن الَّ ِذينَ يَ ُِضلَّكَ ع َْن َس بِ ِ ق َواَل تَتَّبِ ِع ْالهَ َوى فَي ِ اس بِ ْال َح ِّبَ ْينَ النَّ ِ
ب﴾ [ص]26 :؟)()2 هَّللا ِ لَهُ ْم َع َذابٌ َش ِدي ٌد بِ َما نَسُوا يَوْ َم ْال ِح َسا ِ
)(1بحار األنوار ،ج ،11ص ،72 :وانظر :قصص األنبياء عليهم السالم -الجزائري -ص .15 - 13
)(2بحار األنوار ،ج ،11ص ،72 :وانظر :قصص األنبياء عليهم السالم ،الجزائري ،ص .15 - 13
6
وبناء على هذا ،فقد استبعدنا الكث ير من األح اديث واآلث ار المش وهة للنب وة،
س واء تل ك ال تي وردت في المص ادر الس نية أو المص ادر الش يعية ..وبم ا أنن ا ال
نستطيع أن نذكر وجه استبعادها جميع ا ،فق د اقتص رنا على نم اذج منه ا تش ير إلى
غيرها.
وقد قسمنا الكتاب ـ بحسب ما يدل عليه عنوانه ـ إلى فصلين:
الفصــل األول :ح ول األنبي اء عليهم الس الم واألح اديث واآلث ار ال واردة في
شأنهم ،سواء ما ك ان من المقب ول أو الم ردود ..وق د تش ددنا في ه ذا القس م كث يرا،
باعتباره من الغيب الذي ال يمكن التعرف عليه إال بواسطة المعصوم ،وأدلة قطعية.
الفصل الثاني :حول الهدي المقدس ال ذي أوحي لألنبي اء عليهم الس الم ،وق د
تساهلنا فيه كثيرا إلى الدرج ة ال تي قبلن ا فيه ا ب أكثر م ا ورد من ذل ك من أح اديث
وآثار لسببين:
أولهما :أن معظم م ا ورد من تل ك المع اني من المقب ول في الق رآن الك ريم،
ويتوافق مع كل قيم الدين وحقائقه.
ثانيهما :أن تل ك األح اديث واآلث ار تعم ق المعرف ة بالرس ل عليهم الس الم،
وتزيد في محبتهم ،وتزيل الشبهات التي علقت بهم ،ذلك أنها تبين أن دين هللا واحد،
وأن الهدي الذي تنزل على األنبياء عليهم السالم جميعا هو نفس الهدي ال ذي ت نزل
على رس ول هللا ،كم ا يش ير إلى ذل ك قول ه ( :األنبي اء إخ وة بن و
عالت()1أمهاتهم شتى ،ودينهم واحد)()2
ولهذا استبعدنا الطريقة التقليدية ال تي اس تعملها من كتب وا في ه ذه الج وانب،
من الحديث عن الرسل عليهم السالم بالترتيب المعروف ،والذي اقتبس وا أك ثره من
كتب أهل الكتاب ،ثم الب دء في أنس اب الرس ل عليهم الس الم ،وتفاص يل م ا حص ل
لهم ..ألن ك ل ذل ك أو أك ثره من الغيب ال ذي نهين ا عن البحث عن ه ،باإلض افة
لمصادمة الكثير منه لما يقوله العلم الحديث.
ذل ك أن الكث ير من تل ك األح داث مج رد رواي ات ش فوية ال تس تند للمنهج
التاريخي ،ولذلك يصطدم الكثير منها بما يكتشفه علماء اآلثار والمؤرخون.
)( 1علة :يقال :هم بنو عالت إذا كان أبوهم واحدا وأمهاتهم شتى الواحدة علة مثل جنات وجنة .المصباح المنير
.2/583
)(2ابن عساكر ()47/372
7
الفصل األول
ما ورد حول األنبياء عليهم السالم
نحاول في هذا الفصل جم ع م ا ورد في األح اديث المرتبط ة بالرس ل عليهم
السالم ،مع تمييز المقبول الموافق للقرآن الكريم من المردود بسبب معارضته له.
وقد قسمناه إلى ثالثة مباحث:
أولها :األحاديث المقبولة حول النبوة وخصائص ها ،وهي األح اديث ال واردة
حول النبوة عموما ،أو حول بعض األنبياء الذين لم تذكر أسماؤهم.
ثانيها :األحاديث المقبولة حول األنبي اء الم ذكورين في الق رآن الك ريم ،وق د
رتبناه بحسب الترتيب الوارد في القرآن والكتب المؤلفة في ذلك ،مع العلم أن بعض
األنبي اء لم ت رد في حقهم أي أح اديث نبوي ة ،فل ذلك نكتفي بم ا ورد في حقهم من
أحاديث أئمة الهدى أو اآلثار التي قد توضح ما يحتاج إلى التوضيح من خصائصهم
ووظائفهم المتوافقة مع القرآن الكريم.
ثالثها :األح اديث واآلث ار الم ردودة ح ول األنبي اء الم ذكورين في الق رآن
الكريم ،مع بيان أسباب ذلك.
أوال ـ األحاديث المقبولة حول النبوة وخصائصها:
األحاديث الواردة حول النبوة عموما محدودة جدا ،وذلك ألن أكثر األح اديث
تعرف بالنبوة من خالل النماذج المذكورة في القرآن الكريم ،باعتبارها ال ت دل على
ذلك النبي وحده ،وإنما على النبوة عموما ،ومن األحاديث الواردة في هذا:
.1ما ورد من األحاديث النبوية:
من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم:
[الحــديث ]1 :عن أبي ذ ّر ق ال :قلت :ي ا رس ول هللا ،كم المرس لون؟ ق ال:
ثالثمائة وبضعة عشر ج ّما ً غفيراً وقال م رة :خمس ة عش ر) ،وفي رواي ة :قلت :ي ا
رسول هللا ،كم وفاء عدة األنبياء؟ قال :مائة ألف وأربعة وعشرون ألف اً ،الرُّ س ل من
ذلك ثالثمائة وخمسة عشر ج ّما ً غفيراً)()1
[الحديث ]2 :قال رسول هللا ( :لم يبعث هللا عز وجل نبيا إال بلغ ة قوم ه)
()2
[الحديث ]3 :قال رسول هللا ( :إذا أراد هللا تع الى أن يبعث نبي ا نظ ر إلى
خير أهل األرض قبيلة فبعث خيرها رجال)()3
[الحــديث ]4 :ق ال رس ول هللا ( :إن األنبي اء ال ي تركون في قب ورهم بع د
)(1رواه أحمد (.)22342( )265 /5
)(2رواه أحمد ،كنز العمال (.)474 /11
)(3ابن سعد ،كنز العمال (.)474 /11
8
الصور)()1 أربعين ليلة ولكن يصلون بين يدي هللا تعالى حتى ينفخ في
[الحديث ]5 :قال رسول هللا ( :إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقع ده من
الجنة ثم يخير)()2
[الحديث ]6 :قال رس ول هللا ( :إن ه ليس لن بي إذا لبس ألمت ه أن يض عها
حتى يقاتل)()3
[الحديث ]7 :قال رسول هللا ( :ما بعث هللا نبيا إال شابا)()4
[الحديث ]8 :قال رسول هللا ( :ما بعث هللا نبي ا إال رعى الغنم ،وأن ا كنت
أرعاها ألهل مكة بالقراريط)()5
[الحديث ]9 :ق ال رس ول هللا ( :م ا ت وفى هللا ع ز وج ل نبي ا ق ط إال دفن
حيث يقبض روحه)()6
[الحديث ]10 :قال رسول هللا ( :ما قبض هللا تع الى نبي ا إال في الموض ع
الذي يحب أن يدفن فيه)()7
[الحديث ]11 :قال رسول هللا ( :لم يقبر نبي إال حيث يموت)()8
[الحديث ]12 :قال رسول هللا ( :ما من ن بي يم رض إال خ ير بين ال دنيا
واآلخرة)()9
[الحــديث ]13 :ق ال رس ول هللا ( :إن هللا تع الى ح رم على األرض أن
تأكل أجساد األنبياء)()10
[الحديث ]14 :قال رس ول هللا ( :م ا ك انت نب وة ق ط إال ك ان بع دها قت ل
وصلب)()11
[الحـــديث ]15 :ق ال رس ول هللا ( :ذك ر األنبي اء من العب ادة ،وذك ر
الصالحين كفارة ،وذكر الموت صدقة ،وذكر القبر يقربكم من الجنة)()12
[الحديث ]16 :قال رسول هللا ( :األنبياء تنام أعينهم وال تنام قلوبهم)()13
[الحديث ]17 :عن صهيب ،ق ال :ك ان رس ول هللا إذا ص لى همس ش يئا
وال يخبرنا ب ه ،ق ال( :أفطنتم لي)ق الوا :نعم ،ق ال( :ذك رت نبي ا من األنبي اء أعطي
[الحـــديث ]18 :ق ال رس ول هللا ( :أوحى هللا إلى بعض أنبيائ ه عليهم
السّالم :قل للّذين يتفقّهون لغير ال ّدين ،ويتعلمون لغير العم ل ،ويطلب ون ال ّدنيا لغ ير
اآلخرة يلبسون للنّاس مس وك الكب اش ،وقل وبهم كقل وب ال ّذئاب ،ألس نتهم أحلى من
ّ
ألتيحن لكم العسل ،وأعمالهم أم ّر من الصّبر :..إيّاي تخ ادعون ،وبي تس تهزئون؟..
فتنة تذر الحليم منكم حيرانا)
[الحديث ]19 :قال رسول هللا ( :أوحى هللا إلى ن ب ّي من أنبيائ ه أن :أخ بر
فالن الملك أنّي متوفّيه إلى كذا وكذا ،فأتاه النب ّي فأخبره .ف دعا هللا المل ك وه و على
سريره حتى س قط من الس رير ،فق ال :ي ا ربّ ! أجّل ني ح تى يش بّ طفلي ،وأقض ي
أمري .ف أوحى هللا إلى ذل ك الن ب ّي أن :إئت فالن المل ك ،فأعلم ه أنّي ق د أنس أت في
أجله ،وزدت في عمره خمس عشرة سنة)()2
[الحديث ]20 :عن أبي ذر قال :قال رسول هللا ( :أنزل هللا على إب راهيم
عشرين صحيفة ،قلت :يارسول هللا م ا ك انت ص حف إب راهيم؟ ق ال :ك انت أمث اال
كلها ،وكان فيها :أيها الملك المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع ال دنيا بعض ها إلى
بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظل وم ،ف إني ال أرده ا وإن ك انت من ك افر،
وعلى العاقل ما لم يكن مغلوبا أن يكون له ثالث ساعات :ساعة يناجي فيها ربه عز
وجل ،وس اعة يحاس ب فيه ا نفس ه ،وس اعة يتفك ر فيم ا ص نع هللا ع ز وج ل إلي ه،
وساعة يخلو فيها بح ظ نفس ه من الحالل ،ف إن ه ذه الس اعة ع ون لتل ك الس اعات،
واستجمام للقلوب وتوزيع له ا ،وعلى العاق ل أن يك ون بص يرا بزمان ه ،مقبال على
شأنه ،حافظا للسانه فإن من حسب كالمه من عمله قل كالمه إال فيم ا يعني ه ،وعلى
العاقل أن يكون طالبا لثالث :مرمة لمعاش ،أو تزود لمعاد ،أو تلذذ في غير محرم،
قلت :يا رسول هللا فما كانت صحف موسى علي ه الس الم؟ ق ال :ك انت ع برا كله ا،
وفيها :عجب لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ ولمن أيقن بالنار لم يضحك؟ ولمن يرى
الدنيا وتقلبها بأهله ا لم يطمئن إليه ا؟ ولمن ي ؤمن بالق در كي ف ينص ب؟ ولمن أيقن
بالحساب لم ال يعمل؟ قلت :يا رسول هللا هل في أيدينا مما أنزل هللا علي ك ش ئ مم ا
)و َذ َك َركان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال :يا أباذر اقرأ ﴿قَ ْد أَ ْفلَ َح َم ْن تَ زَ َّكى (َ 14
[الحديث]47 :ـ قال اإلمام الكاظم عليه السّالم قال( :قال هّللا تعالى في بعض
)(1الروضة.92 :
)(2الروضة.91 :
27
غيره ،فدعاها كلها بأسمائها فلم يجبه واحد منهم! فقال :يا قوم ق د ت رون ق د دع وت
أصنامكم فلم يجبني واحد منهم فاسألوني ح تى أدع و إلهي فيجيبكم الس اعة ،ف أقبلوا
على أصنامهم فقالوا لها :ما بالكن ال تجبن صالحا؟ فلم تجب ،فق الوا :ي ا ص الح تنح
عنا ودعنا وأص نامنا قليال ،ق ال :فرم وا بتل ك البس ط ال تي بس طوها ،وبتل ك اآلني ة
وتمرغ وا في ال تراب ،وق الوا له ا :لئن لم تجبن ص الحا الي وم لنفض حن ،ثم دع وه
فقالوا :يا صالح تعال فسلها ،فعاد فسألها فلم تجبه ،فقالوا :إنما أراد صالح أن تجيب ه
وتكلمه بالجواب ،فقال :يا قوم هو ذا ترون قد ذهب النهار وال أرى آلهتكم تجيب ني،
فاسألوني حتى أدع و إلهي فيجيبكم الس اعة؛ فانت دب ل ه س بعون رجال من ك برائهم
وعظمائهم والمنظ ور إليهم منهم فق الوا :ي ا ص الح نحن نس ألك ،ق ال :فك ل ه ؤالء
يرضون بكم؟ قالوا :نعم فإن أجابوك هؤالء أجبناك ،قالوا :يا صالح نحن نسألك فإن
أجابك ربك اتبعناك وأجبناك وتابعك جميع أهل قريتنا ،فقال لهم ص الح :س لوني م ا
شئتم ،فقالوا :انطلق بنا إلى هذا الجبل ـ وجبل قريب ـ منه حتى نس ألك عن ده ،ق ال:
فانطلق وانطلقوا معه فلما انتهوا إلى الجبل قالوا :يا صالح اسأل ربك أن يخ رج لن ا
الساعة من هذا الجبل ناقة حمراء شقراء وب راء عش راء ،ق ال :ق د س ألتموني ش يئا
يعظم علي ويهون على ربي ،فسأل هللا ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير من ه
العقول لما سمعوا صوته ،واضطرب الجبل كما تضطرب المرأة عن د المخ اص ثم
لم يفجأهم إال ورأس ها ق د طل ع عليهم من ذل ك الص دع ،فم ا اس تتمت رقبته ا ح تى
اجترت ثم خرج سائر جسدها ثم استوت على االرض قائمة ،فلما رأوا ذلك قالوا :يا
صالح ما أسرع ما أجابك ربك! فسله أن يخرج لن ا فص يلها ،ق ال :فس أل هللا تع الى
ذلك فرمت به فدب حولها ،فقال :يا ق وم أبقي ش ئ؟ ق الوا :ال انطل ق بن ا إلى قومن ا
نخبرهم ما رأينا ويؤمنوا بك ،قال :فرجعوا فلم يبلغ السبعون الرجل إليهم حتى ارتد
منهم أربعة وستون رجال وقالوا :سحر ،وثبت الستة وق الوا :الح ق م ا رأين ا ،ق ال:
فكثر كالم الق وم ورجع وا مك ذبين إال الس تة ثم ارت اب من الس تة واح د فك ان فيمن
عقرها)()1
[الحــديث ]94 :ق ال اإلم ام علي( :أيه ا الن اس إنم ا يجم ع الن اس الرض ى
والسخط وإنما عقر ناقة ثمود رجل واح د فعمهم هللا بالع ذاب لم ا عم وة بالرض ى،
فقال سبحانه﴿ :فَ َعقَرُوهَا فَأَصْ بَحُوا نَا ِد ِمينَ ﴾ [الشعراء ،]157 :فما كان إال أن خ ارت
أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في االرض الخوارة)()2
َ َ ْ َ ْ َ َ
﴿ولق د أرْ َس لنَا إِلى ث ُم و َد[الحــديث ]95 :ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الىَ :
َص ُمونَ ﴾ [النم ل( :]45 :مص دق ص الِحًا أَ ِن ا ْعبُ دُوا هَّللا َ فَ إِ َذا هُ ْم فَ ِريقَ ِ
ان يَ ْخت ِ أَ َخ اهُ ْم َ
ص الِحًا ُمرْ َس ٌل ِم ْن َربِّ ِه﴾ [األع راف:ومك ذب ،ق ال الك افرون منهم﴿ :أَتَ ْعلَ ُم ونَ أَ َّن َ
،]75قال المؤمنون﴿ :إِنَّا بِ َما أُرْ ِس َل بِ ِه ُم ْؤ ِمنُونَ ﴾ [األعراف ،]75 :فق ال الك افرون:
[الحديث ]117 :قال اإلمام الباقر( :إن أيوب ابتلي سبع سنين من غير ذنب،
وإن األنبي اء ال ي ذنبون ،ألنهم معص ومون مطه رون ال ي ذنبون وال يزيغ ون وال
[الحديث ]127 :قال رسول هللا ( :ليس الخبر كالمعاينة ،قال هللا لموسى:
( )
إن قومك صنعوا كذا وكذا ،فلما يبال ،فلما عاين ألقى األلواح) 2
[الحديث ]150 :قال اإلمام علي( :كن لما ال ترج و أرجى من ك لم ا ترج و،
ف إن موس ى بن عم ران خ رج يقتبس ألهل ه ن ارا ،فكلم ه هللا تع الى فرج ع نبي ا،
وخرجت ملكة سبأ كافرة فأسلمت مع سليمان ،وخرج سحرة فرعون يطلبون الع زة
لفرعون فرجعوا مؤمنين)()7
[الحديث ]151 :قال اإلمام علي في الخطبة القاصعة( :إن هللا سبحانه يختبر
[الحديث ]157 :قال اإلم ام الص ادق( :إن فرع ون لم ا وق ف على أن زوال
ملكه على يد موسى ،أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نس به وأن ه من ب ني إس رائيل،
فلم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوام ل من ب ني إس رائيل ،ح تى قت ل في طلب ه
نيفا وعشرين ألف مولود ،وتعذر علي ه الوص ول إلى قت ل موس ى لحف ظ هللا تب ارك
وتعالى إياه)()2
[الحديث ]158 :سئل اإلمام الصادق عن قول هللا عز وج لَ ﴿ :وفِرْ َع وْ نَ ِذي
اأْل َوْ تَا ِد﴾ [الفجر ،]10 :ألي شيء سمي ذا األوتاد؟ ..قال( :ألنه كان إذا ع ذب رجال
بس طه على األرض على وجه ه ،وم د يدي ه ورجلي ه فأوت دها بأربع ة أوت اد في
األرض ،وربما بسطه على خشب منبسط فوتد رجليه ويديه بأربعة أوت اد ،ثم ترك ه
على حاله حتى يموت ،فسماه هللا عز وجل فرعون ذا األوتاد لذلك)()3
[الحديث ]159 :قال اإلمام الص ادق( :نوم ة الغ داة مش ومة تط رد ال رزق،
وتصفر اللون وتغيره وتقبحه ،وهو نوم كل مشوم ..إن هللا تعالى يقس م األرزاق م ا
بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ،وإياكم وتلك النومة ،وكان المن والسلوى ينزل
على بني إسرائيل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ،فمن نام تلك الساعة لم ي نزل
نصيبه ،وكان إذا انتبه فال يرى نصيبه ،احتاج إلى السؤال والطلب)()4
[الحديث ]160 :سئل اإلمام الصادق عن قول هارون عليه السالم﴿ :يَ ْبنَ ُؤ َّم اَل
تَأْ ُخ ْذ بِلِحْ يَتِي َواَل بِ َر ْأ ِسي﴾ [ط ه ،]94 :ولم يق ل :ي ا ابن أبي؟ ..فق ال( :إن الع داوات
بين االخ وة أكثره ا تك ون إذا ك انوا ب ني عالت ،وم تى ك انوا ب ني أم قلت الع داوة
بينهم ،إال أن ينزغ الش يطان بينهم فيطيع وه ..فق ال ه ارون ألخي ه موس ى :ي ا أخي
الذي ولدته أمي ولم تلدني غير أم ه ،ال تأخ ذ بلحي تي وال برأس ي ،ولم يق ل :ي ا ابن
أبي ،ألن بني األب إذا كانت أمهاتهم شتى لم تس تبعد الع داوة بينهم ،إال من عص مه
هللا منهم ،وإنما تستبعد العداوة بين بني أم واحدة)()5
[الحديث ]161 :سئل اإلمام الرضا :ألي علة أغرق هللا فرعون وقد آمن به
وأقر بتوحيده؟ ..فقال( :ألنه آمن عند رؤية البأس ،واإليمان عند رؤي ة الب أس غ ير
مقبول ،وقد كان فرعون من قرنه إلى قدمه في الحديد قد لبسه على بدنه ،فلما غرق
ألقاه هللا تعالى على نجوة من األرض ببدن ه ،ليك ون لمن بع ده عالم ة ،فيرون ه م ع
تثقله بالحديد على مرتف ع من األرض ،وس بيل الثقي ل أن يرس ب وال يرتف ع ،فك ان
[الحــديث ]179 :ق ال اإلم ام الص ادق( :بكى يح يى بن زكري ا علي ه الس الم
كثيرا ،فقال له أبوه :يا بني ..إني سألت هللا تعالى أن يهبك لي لتق ّر عيني بك ،فق ال:
إن على نيران ربنا مهالك ال يجوزها إال الب ّكاؤون من خشية هللا ع ّز وجلّ، يا أبتّ ..
ل منها ،فبكى زكريا عليه السالم)()2وأتخوّف أن آتيها فأز ّ
[الحديث ]180 :قال اإلمام الصادق( :أفضي االمر بعد داني ال علي ه الس الم
إلى عزير عليه الس الم ،وك انوا يجتمع ون إلي ه ويأنس ون ب ه ويأخ ذون عن ه مع الم
دينهم ،فغيب هللا عنهم شخص ه مائ ة ع ام ثم بعث ه ،وغ ابت الحجج بع ده واش تدت
البلوى على بني إسرائيل حتى ولد يحيى بن زكريا عليه السالم وترعرع فظهر وله
سبع سنين ،فقام في الناس خطيبا فحمد هللا وأثنى عليه ،وذكرهم بأيام هللا ،وأخ برهم
أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب ب ني إس رائيل ،وأن العاقب ة للمتقين ،ووع دهم
الفرج بقيام المسيح عليه السالم بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول)()3
[الحديث ]181 :قال اإلمام الصادق( :دعا زكريا عليه السالم ربه فقال :هب
لي من لدنك وليا يرثني وي رث من آل يعق وب)فبش ره هللا تع الى بيح يى فلم يعلم أن
ذلك الكالم من عند هللا تعالى جل ذكره ،وخاف أن يكون من الشيطان ،فق ال ﴿ :أَنَّى
﴿ربِّ اجْ َع لْ لِي آيَ ةً ﴾ [آل عم ران]41 :
يَ ُك ونُ لِي ُغاَل ٌم﴾ [آل عم ران ]40 :وق الَ :
)( 1مسند أبي داود الطيالسي ()1257( )479 /2
)(2بحار األنوار ،14/167 :ومن خط الشهيد.
)(3بحار األنوار ( ،)180 /14اكمال الدين 91 :و.95
52
تعالى)()1 فأسكت فعلم أنه من هللا
[الحديث ]182 :قال اإلمام الس جاد( :خرجن ا م ع الحس ين علي ه الس الم فم ا
نزل منزال وال ارتحل منه إال وذكر يحيى بن زكريا علي ه الس الم ،وق ال يوم ا :من
أن رأس يح يى بن زكري ا أُه دي إلى بغي من بغاي ا هوان الدنيا على هللا ع ّز وج ّل ّ
بني إسرائيل)()2
.13ما ورد حول المسيح عليه السالم:
وقد ورد في حقه الكثير من األحاديث التي تتعلق بالهدي المق دس ال ذي ج اء
به ،وسنذكرها في الفصل الثاني ،ونكتفي هنا بهذه األحاديث:
[الحــديث ]183 :ق ال رس ول هللا ( :إن عيس ى بن م ريم ق ام في ب ني
إسرائيل فقال :ي ا معش ر الح واريين ال تح دثوا بالحكم ة غ ير أهله ا فتظلموه ا وال
تمنعوها أهلها فتظلموهم واألمور ثالثة :أمر تبين رشده فاتبعوه وأمر تبين لكم غي ه
فاجتنبوه وأمر اختلف عليكم فيه فردوا علمه إلى هللا تعالى)()3
الس الم بق بر يع ّذب
[الحديث ]184 :قال رس ول هللا ( :م ّر عيس ى علي ه ّ
صاحبه ،ثم م ّر به من قابل ،فإذا هو ليس يع ّذب فق ال :ي ا رب! م ررت به ذا الق بر
يعذب ،ومررت به الع ام ،ف إذا ه و ليس يع ّذب؟ ف أوحى هللا إلي ه :ي ا عام أوّل وهو ّ
روح هللا! إنّه أدرك له ولد ،فأصلح طريقا ،وآوى يتيما ،فغفرت له بما عمل ابنه)()4
[الحديث ]185 :قال رسول هللا ( :لما اجتمعت اليهود على عيس ى علي ه
السالم ليقتلوه بزعمهم أتاه جبريل عليه السالم فغ ّشاه بجناحه ،وطمح عيسى ببصره
فإذا هو بكتاب في جناح جبريل( :اللهم إني أدعوك باسمك الواحد األع ّز ،وأدع وك
اللهم باس مك الص مد ،وأدع وك اللهم باس مك العظيم ال وتر ،وأدع وك اللهم باس مك
الكبير المتعال الذي ثبّت أركانك كلها أن تكش ف ع ني م ا أص بحت وأمس يت في ه..
فلما دعا به عيسى عليه السالم أوحى هللا تع الى إلى جبري ل برفع ه ،ثم ق ال رس ول
هللا :يا بني عبد المطلب سلوا ربكم بهؤالء الكلمات ،فو الذي نفسي بيده م ا دع ا
بهن عب ٌد بإخالص دينه إال اهت ّز له الع رش ،وإال ق ال هللا لمالئكت ه :اش هدوا أني ق د
ّ
بهن ،وأعطيته سؤله في عاجل دني اه وآج ل آخرت ه ،ثم ق ال ألص حابه: استجبت له ّ
سلوا بها ،وال تستبطئوا اإلجابة)()5
[الحديث ]186 :قال رسول هللا ( :قال الحواريون لعيسى عليه السّالم :ي ا
روح هّللا من نج الس؟ ق ال :من ي ذكركم هّللا رؤيت ه ،ويزي د في علمكم منطق ه،
ويرغبكم في اآلخرة عمله)()6
62
عليهم)()1 يمطر عليهم فاظلّتهم سحابة من السّماء ،فارعدت وأبرقت وهطلت
ومن اآلث ار ال واردة في ذل ك ،وال تي ن رى التوق ف فيه ا م ا ينس ب إلى ابن
عبّاس أنه قال( :كان إدريس النّب ّي صلوات هللا عليه يسيح النّهار ويص ومه ،وي بيت
الص الح حيث ما جنّه اللّيل ،ويأتيه رزقه حيث ما أفطر ،وكان يصعد ل ه من العم ل ّ
مثل ما يصعد ألهل األرض كلّهم ،فسأل مل ك الم وت ربّ ه في زي ارة إدريس علي ه
السالم وأن يسلّم عليه ،فأذن له فنزل وأتاه ،فقال :إنّي أريد أن أصحبك ،فأكون معك
فص حبه ،وكان ا يس يحان النّه ار ويص ومانه ،ف إذا جنّهم ا اللّي ل أتى إدريس فط ره
فيأكل ،ويدعو ملك الموت إليه فيقول :ال حاجة لي فيه ،ثم يقومان يص لّيان وإدريس
يفتر وينام ،وملك الموت يصلّي وال ينام وال يفتر ،فمكث ا ب ذلك أيّ ام ..ثم إنّهم ا م رّا
بقطيع غنم وكرم قد أينع ،فقال ملك الموت :هل ل ك أن تأخ ذ من ذل ك حمال ،أو من
هذا عناقيد فتفطر عليه؟ فقال :سبحان هللا أدعوك إلى ما لي فت أبى ،فكي ف ت دعوني
إلى مال الغير؟ ..ثم قال إدريس عليه السالم :قد صحبتني وأحسنت فيما بيني وبينك
من أنت؟ قال :أن ا مل ك الم وت ق ال إدريس :لي إلي ك حاج ة فق ال :وم ا هي؟ ق ال:
تصعد بي إلى السّماء فاستأذن ملك الموت ربّه في ذلك ،فأذن له فحمله على جناح ه
إن لي إليك حاجة أخرى ق ال: فصعد به إلى السّماء ..ثم قال له إدريس عليه السالمّ :
وما هي؟ قال :بلغني من الموت ش دة ف أحبّ أن ت ذيقني من ه طرف ا ً ف انظر ه و كم ا
بلغني؟ فاستأذن ربّه له ،فأخذ بنفسه ساعة ثم خلّى عنه فق ال ل ه :كي ف رأيت؟ ق ال:
بلغني عنه شدة ،وأنّه ألش ّد م ّما بلغني ولي إليك حاجة اُخ رى تري ني النّ ار فاس تأذن
ملك الموت ص احب النّ ار ،ففتح ل ه ،فلم ا رآه ا إدريس علي ه الس الم س قط مغش يّا ً
عليه ..ثم قال له :لي إليك حاجة اُخرى تريني الجنّ ة ،فاس تأذن مل ك الم وت خ ازن
إن هللا تع الى الجنّة فدخلها فل ّما نظر إليها قال :يا ملك الموت م ا كنت ألخ رج منه ا ّ
ت﴾ [آل عمران ،]185 :وقد ذقت ه ويق ولَ ﴿ :وإِ ْن ِم ْن ُك ْم إِاَّل س َذائِقَةُ ْال َموْ ِ
يقولُ ﴿ :كلُّ نَ ْف ٍ
﴿و َم ا هُ ْم ِم ْنهَ ا بِ ُم ْخ َر ِجينَ ﴾
ار ُدهَ ا﴾ [م ريم ،]71 :وق د وردته ا ويق ول في الجنّ ةَ : َو ِ
[الحجر)2()]48 :
ب ـ ما ورد من التفاصيل حول العقوبات اإللهية:
ذلك أن الق رآن الك ريم وص فها بم ا يكفي للتنف ير عنه ا ،والمبالغ ة في ذل ك،
تؤدي عكس المقصود منها:
ومن األمثلة عن ذلك ما يروى عن رسول هللا أن ه ق ال( :م ا فتح هللا على
عاد من الريح التي أهلكوا بها إال مثل موضع الخاتم ،فم رت بأه ل البادي ة فحملتهم
ومواش يهم فجعلتهم بين الس ماء واألرض ،فلم ا رأى ذل ك أه ل الحاض رة من ع اد
الريح وما فيها قالوا هذا عارض ممطرنا ،فألقت أه ل البادي ة ومواش يهم على أه ل
الحاضرة)()3
)(1قصص األنبياء للراوندي ،ص ،71كمال الدين للصدوق ص.127
)(2قصص األنبياء للراوندي ،ص.77
)(3رواه ابن عساكر والطبراني في الكبير ،كنز العمال (.)41 /2
63
وقريب من ه ق ول بعض هم( :فل ّم ا غض ب هللا عليهم وعت وا على هللا ،وك انوا
أصحاب األوثان يعبدونها من دون هللا ،فأرسل هللا عليهم الريّح العقيم وانّم ا س ميت
العقيم ألنّها تلقحت بالعذاب ،وعقمت عن الرّحمة ،وطحنت تلك القصور والحصون
والمدائن والمصانع حتّى عاد ذلك كلّه رمالً دقيق ا ً تس فيه ال رّيح ،وك ان تل ك ال رّيح
ترف ع الرّج ال والنّس اء ،فتهب بهم ص عدا ،ثم ت رمي بهم من الج ّو فيقع ون على
رؤوسهم من ّكسين)()1
ج ـ ما ورد من التفاصيل حول تعيين الذبيح:
وهي الروايات التي تفسر قول ه تع الى حاكي ا عن إب راهيم علي ه الس الم بع د
ال إِنِّي َذا ِهبٌ إِلَى َربِّي َسيَ ْه ِدي ِن (َ )99ربِّ هَبْ لِي ِمنَ معاناته الشديدة مع قومهَ ﴿ :وقَ َ
َ
ي إِنِّي أ َرى الصَّالِ ِحينَ ()100فَبَ َّشرْ نَاهُ بِ ُغاَل ٍم َحلِ ٍيم ()101فَلَ َّما بَلَ َغ َم َعهُ ال َّسع َ
ْي قَ َ
ال يَابُنَ َّ
ت ا ْف َعلْ َما تُ ْؤ َم ُر َست َِج ُدنِي إِ ْن َش ا َء هَّللا ُ ال يَاأَبَ ِ
ك فَا ْنظُرْ َما َذا تَ َرى قَ َ فِي ْال َمن َِام أَنِّي أَ ْذبَ ُح َ
ِمنَ الصَّابِ ِرينَ ﴾ [الصافات]102 - 99 :
ومع أن هذه اآليات واضحة في الداللة على أن المقصود منه ا ه و إس ماعيل
عليه السالم إال أن الكثير من الروايات تتملص من تلك الدالل ة القرآني ة الواض حة،
لتنص على أن المراد هو إسحاق عليه السالم ،كما تنص كتب أهل الكتاب.
وقد مهد الطبري للروايات التي استند لها في هذا القول بقوله..( :وك ان فيم ا
ذكر أن إبراهيم نذر حين بشرته المالئكة بإسحاق ولدا أن يجعله إذا ولدت ه س ارة هلل
ذبيحا ،فلما بلغ إسحاق م ع أبي ه الس عي أري إب راهيم في المن ام ،فقي ل ل ه :أوف هلل
بنذرك ،ورؤيا األنبياء يقين ،فلذلك مضى لما رأى في المنام ،وقال ل ه ابن ه إس حاق
ما قال)()2
ثم ذكر من الروايات التي تدل على هذا رواية عن السدي ،يق ول فيه ا( :ق ال
جبرائيل لسارة :أبشري بول د اس مه إس حاق ،ومن وراء إس حاق يعق وب ،فض ربت
جبهتها عجبا ..قالت سارة لجبريل :ما آي ة ذل ك؟ فأخ ذ بي ده ع ودا يابس ا ،فل واه بين
أص ابعه ،ف اهتز أخض ر ،فق ال إب راهيم :ه و هلل إذن ذبيح ،فلم ا ك بر إس حاق أتي
إبراهيم في النوم ،فقيل له :أوف بنذرك الذي نذرت ،إن هللا رزقك غالم ا من س ارة
أن تذبحه ،فقال إلسحاق :انطلق نقرب قربانا إلى هللا ،وأخ ذ س كينا وحبال ثم انطل ق
ي إِنِّي ال يَ ابُنَ َّمعه حتى إذا ذهب به بين الجبال قال له الغالم :يا أبت أين قربانك؟ ﴿قَ َ
ت ا ْف َع لْ َم ا تُ ْؤ َم ُر َس تَ ِج ُدنِي إِ ْن ال يَ اأَبَ ِ أَ َرى فِي ْال َمن َِام أَنِّي أَ ْذبَحُكَ فَا ْنظُرْ َما َذا ت ََرى قَ َ
الص ابِ ِرينَ ([ ﴾)102الص افات ]102 :فق ال ل ه إس حاق :ي ا أبت أش دد َّ َشا َء هَّللا ُ ِمنَ
رباطي حتى ال أضطرب ،واكفف عني ثيابك حتى ال ينتضح عليها من دمي شيء،
فتراه سارة فتحزن ،وأسرع مر السكين على حلقي؛ ليكون أهون للم وت علي ،ف إذا
أتيت سارة فاقرأ عليها مني السالم ،فأقبل عليه إبراهيم يقبله وق د ربط ه وه و يبكي
)(1انظر القصة بطولها في :تفسير الطبري ،851 /2 :وتاريخ الطبري ..337 /1 :تفسير البغوي ()337 /1
السراج المنير في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير ( ،)164 /1وغيرها.
68
إن ربّي الس الم :ي ا ربّ إنّ ه زعم ّ
أن ال ول د ل ه غ يرهم ،فق ال :ك ذب .فق ال الن ب ّيّ :
إن لي ابن ا ص غيرا يق ال ل ه :داود ،اس تحييت أن ّ
كذبك ،فقال :صدق هللا ي ا ن بي هللا ّ
يراه الن اس لقص ر قامت ه وحقارت ه ،فخلّفت ه في الغنم يرعاه ا وه و في ش عب ك ذا،
وكان داود عليه السالم رجال قصيرا مسقاطا مصفارا أزرق أمع د .ف دعاه ط الوت،
ويقال :بل خرج طالوت إليه فوج د ال وادي ق د س ال بين ه وبين ال زرب ال تي ي ريح
إليها ،فوجده يحمل شاتين شاتين يجيزهما السيل وال يخ وض بهم ا الم اء ،فلم ا رآه
النب ّي عليه السالم قال :هذا هو ال شك فيه هذا يرحم البهائم فهو بالناس أرحم ،فدعاه
ووضع القرن على رأسه ففاض ،فقال له طالوت :هل لك أن تقتل جالوت وأزوج ك
ابنتي وأجري خاتمك في ملكي؟ قال :نعم.قال :وهل أنست من نفسك شيئا تق وى ب ه
على قتله؟ قال :نعم ،أنا أرعى فيجيء األس د والنم ر وال ذئب فيأخ ذ ش اة وأق وم ل ه
وأفتح لحييه عنها وأخرقهما إلى قفاه .فر ّده إلى عسكره ،فم ّر داود بحج ر فن اده :ي ا
داود احملني فإنّي حجر هارون الذي قتل بي مل ك ك ذا ،فحمل ه في مخالت ه .ثم م ّر
بحجر آخر فناده :يا داود احملني فإنّي حجر موسى الذي قت ل بي مل ك ك ذا ،فحمل ه
في مخالته .فم ّر بحجر آخر فقال :احملني فإنّي حجرك الذي تقتل بي ج الوت ،وق د
خب أني هللا ل ك ،فوض عها في مخالت ه .فلم ا تص افوا القت ال وب رز ج الوت وس أل
المب ارزة ،انت دب ل ه داود فأعط اه ط الوت فرس ا ودرع ا وس الحا ،فلبس الس الح
وركب الف رس ،فس ار قريب ا ثم انص رف فرج ع إلى المل ك ،فق ال من حول ه :جبن
إن هللا إن لم ينصرني ال يغ ني الغالم فجاء فوقف على الملك ،فقال :ما شأنك؟ فقالّ :
عني السالح شيئا فدعني أقاتل كما أريد.قال :نعم ،فأخذ داود مخالت ه فتقلّ دها وأخ ذ
المقالع ومضى نحو ج الوت ،وك ان ج الوت من أش ّد الن اس وأق واهم وك ان يه زم
الجيوش وحده وكان له بيضة فيها ثالث مائة من حديد ،فلما نظر إلى داود ألقى في
قلبه فقال له :أنت تبرز لي؟ قال :نعم .وكان ج الوت على ف رس أبل ق علي ه الس الح
التام .قال :ف أتيتني ب المقالع والحج ر كم ا ت ؤتى الكالب؟ ق ال :نعم ،ألنت ش ّر من
ّمن لحمك بين سباع األرض وط ير الس ماء .ق ال داود :أو الكلب .قال :ال جرم ألقس ّ
يقسم هللا لحمك .ثم قال داود :باسم إله إبراهيم وأخرج حجرا ،ثم أخرج اآلخر وقال:
باس م إل ه إس حاق ووض عه في مقالع ه ،ثم أخ رج الث الث وق ال :باس م إل ه يعق وب
ووضعه في مقالعه فصار كلّها حج را واح دا ،ودوّر المقالع ورم اه ب ه فس ّخر هللا
الريح حتّى أصاب الحجر أنف البيضة فخالط دماغه فخرج من قفاه وقتل من وراءه
ثالثين رجال ،وهزم هللا سبحانه الجيش وخ ّر ج الوت ق تيال فأخ ذه فج رّه حتّى ألق اه
بين يدي طالوت)
هذا هو الشطر األول من القصة ،وهو باإلضافة إلى الغرائب والعجائب التي
قد نغض الطرف عنها ،يجعل هدف داود علي ه الس الم من جه اده في س بل هللا ه و
الحصول على تلك الهدية التي وعده بها طالوت ،كما ذكر في الرواية( :ه ل ل ك أن
تقتل جالوت وأزوجك ابنتي وأجري خاتمك في ملكي)
69
وبهذا وحده ينهار كل ذلك البني ان ال ذي بن اه الق رآن الك ريم من تل ك القص ة
العظيم ة ال تي ته دف إلى بي ان ش روط نص ر هللا لعب اده من اإلخالص والتج رد
والصدق.
لكن الرواية ال تكتفي بذلك الهدم للمعنى القرآني ،بل تضيف إليه هدم طالوت
نفس ه ال ذي يمث ل اص طفاء هللا ..وك أن هللا خ دع ب ني إس رائيل حين اص طفى لهم
شخصا ال يصلح لحكمهم ،وكأن بني إسرائيل ك انوا أعلم من هللا حين رفض وا ذل ك
االختيار اإللهي.
فقد جاء في الرواية ..( :ففرح المسلمون فرحا شديدا وانص رفوا إلى المدين ة
س المين غ انمين والن اس ي ذكرون داود فج اء داود ط الوت ،وق ال :أنج ز لي م ا
وعدتني وأعطني امرأتي ،فقال ل ه :أتري د ابن ة المل ك بغ ير ص داق .ق ال داود :م ا
شرطت عل ّي صداقا وليس لي شيء .قال :ال أكلّفك إاّل ما تطي ق ،أنت رج ل ح ربي
وفي جبالنا أع داء لن ا غل ف ،ف إذا قتلت منهم م ائتي رج ل وجئت ني بغلفهم زوّجت ك
ابنتي ،فأتاهم فجعل كلّما قتل منهم رجال نظم غلفته في خيطه حتّى نظم غلفهم فج اء
بها إلى طالوت فألقى إليه وقال :ادفع إلى امرأتي ،فزوّجه ابنت ه وأج رى خاتم ه في
ملكه)
وهكذا تحول داود عليه السالم من مجاهد في سبيل هللا ـ في الرؤي ة الس لفية ـ
إلى مجاهد في سبيل ابنة طالوت.
وال تكتفي الرواي ة به ذا ،ب ل تض يف إلى ذل ك ش ناعات أخ رى ،ال تق ل عن
السابقة ،فتقول( :فمال الناس إلى داود وأحبّوه وأكثروا ذكره ،فوجد طالوت من ذلك
وحسده فأراد قتله ،فأخبر بذلك بنت طالوت رجل يقال له ذو المغنيين ،فقالت لداود:
إنّك لمقتول الليلة .قال :ومن يقتلني؟ ق الت :أبي .ق ال :وه ل ج زمت جزم ا؟ ق الت:
ح ّدثني من ال يكذب وال عليك لن تفوت الليل ة حتّى تنظ ر مص داق ذل ك .فق ال :لئن
كان أراد ذلك ما أستطيع خروج ا ولكن ائتي ني ب زق من خم ر ،فأتت ه ،فوض عه في
مضجعه على السرير .وس ّجاه ودخل تحت السرير فدخل طالوت نصف الليل وأراد
أن يقتل داود فقال له ا :أين بعل ك؟ فق الت :ه و ن ائم على الس رير ،فض ربه ض ربة
بالسيف فسال الخمر ،فلما وج د ريح الش راب ق ال :ي رحم هللا داود م ا أك ثر ش ربه
الخمر وخرج ،فلما أصبح علم أنّه لم يفعل شيئا فقال :إن رجال طلبت منه م ا طلبت
لخليق أن ال يدعني حتّى يدرك منّي ثأره ،فش ّدد حجّابه وحرّاسه وأغلق دونه أبوابه.
ثم إن داود أتاه ليلة وقد ه دأت العي ون وأعمى هللا تع الى الحجب ة وفتح ل ه األب واب
فدخل عليه وهو نائم على فراشه فوضع سهما عند رأسه وسهما عند رجليه وس هما
عن يمينه وسهما عن شماله ثم خرج .فلم ا اس تيقظ ط الوت أبص ر بالس هام فعرفه ا
ف عنّي، فقال :يرحم هللا داود فهو خير منّي ،ظفرت به فقصدت قتل ه وظف ر بي فك ّ
ولو شاء لوضع هذا السهم في حلقي .وما أنا بالذي آمنه .فلما كانت المقابلة أتاه ثانيا
فأعمى هللا الحجّاب فدخل عليه وهو نائم وأخذ إبريق طالوت الذي كان يتوض أ من ه
70
وكوزه الذي كان يشرب منه وقطع شعرات من لحيته وشيئا من هدب ثيابه ثم خرج
وهرب وتوارى .فلما أصبح طالوت ورأى ذلك ،سلّط على داود العيون وطلبه أش ّد
الطلب فلم يقدر عليه ،ثم إن طالوت ركب يوما فوج د داود يمش ي في البريّ ة ،فق ال
طالوت :اليوم أقتل داود أنا راكب وهو ماش ،وكان داود إذا فزع لم ي درك ف ركض
طالوت على أثره ،فاشت ّد داود فدخل غارا فأوحى هللا تع الى إلى العنكب وت فنس جت
عليه بيتا .فلما انتهى طالوت إلى الغار ونظر إلى بناء العنكبوت ،قال :لو كان دخ ل
هاهنا لخرق بناء العنكبوت فتركه ومضى ،وانطلق داود وأتى الجبل م ع المتعبّ دين
فتعبّد فيه .وطعن العلماء والعبّاد في طالوت في ش أن داود ،فجع ل ط الوت ال ينه اه
أحد عن قتل داود إاّل قتل ه وأغ رى بقت ل العلم اء ،فلم يكن يق در على ع الم في ب ني
إسرائيل فيطيق قتله إاّل قتله ولم يكن يحارب جيشا إاّل هزم)()1
إلى آخر القصة الطويلة ،والتي استطاع اليهود من خاللها أن ي دركوا ث أرهم
من طالوت ،وأن يبينوا صواب موقفهم مقارنة بما اختاره لهم هللا تعالى.
.3ما ارتبط من الروايات بالخرافة والدجل:
فهي ال تكتفي بص رف األذه ان عن المع اني القرآني ة ،والقيم النبوي ة فق ط،
وإنما توقع القارئ له ا في الخراف ة واألس طورة ،أو تنح رف ب ه عن ال دين ،نتيج ة
الشبهات التي تثيرها ،ولذلك ك ان رده ا واجب ا حماي ة لل دين والعق ل ،ومن األمثل ة
عنها:
أ ـ ما ورد من التفاصيل حول خلق آدم عليه السالم:
ومن تل ك الرواي ات م ا رووه عن أبي بن كعب عن الن بي ق ال( :إن آدم
ق ،كثير شعر ال رأس ،فلم ا وق ع بم ا عليه السالم كان رجال طواال؛ كأنه نخلةٌ سحو ٌ
وقع به بدت له عورته ،وكان ال يراها قبل ذلك فانطلق هاربا ،فأخذت برأسه شجرةٌ
من شجر الجنة ،فقال لها :أرسليني قالت :لست مرسلتك قال :فناداه ربه ع ز وج ل:
أمني تفر؟ قال :أي رب ال؛ أستحييك ،ق ال :فن اداه :وإن الم ؤمن يس تحيي رب ه ع ز
وج ل من ال ذنب إذا وق ع ب ه ،ثم يعلم بحم د هللا أين المخ رج؛ يعلم أن المخ رج في
االستغفار ،والتوبة إلى هللا عز وجل)()2
ومنها ما روي عن ابن عباس ،وابن مسعود ،وغيرهما من أص حاب رس ول
هللا ق الوا( :بعث هللا عزوج ل جبري ل في األرض ليأتي ه بطين منه ا ،فق الت
األرض :أعوذ باهلل منك أن تنقص مني أو تشينني ،فرجع ولم يأخذ ،وقال :رب إنها
عاذت بك فأعذتها ،فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها ،فرجع فقال كما قال جبريل..
فبعث ملك الموت فعاذت منه ،فقال :وأنا أع وذ باهلل أن أرج ع ولم أنف ذ أم ره ،فأخ ذ
من وجه األرض وخلط ،ولم يأخذ من مكان واحد ،وأخذ من تربة بيض اء وحم راء
)(1جامع البيان ،851 /2 :وتاريخ الطبري ..337 /1 :تفسير البغوي -إحياء التراث ( )337 /1السراج المنير
في اإلعانة على معرفة بعض معاني كالم ربنا الحكيم الخبير ()164 /1
)( 2الزهد ألحمد بن حنبل (ص )265( )43 :والبعث والنشور للبيهقي (ص )175( )139 :والمستدرك على
الصحيحين ()3038( )288 /2
71
وسوداء ،فلذلك خرج بنو آدم مختلفين ..فصعد به فبل التراب حتى عاد طينا الزبا..
ُوحي ين ()71فَإِ َذا َس َّو ْيتُهُ َونَفَ ْخ ُ
ت فِي ِه ِم ْن ر ِ ق بَ َشرًا ِم ْن ِط ٍ ثم قال للمالئكة ﴿ :إِنِّي خَالِ ٌ
فَقَعُوا لَهُ َس ا ِج ِدينَ ﴾ [ص ،]72 ،71 :فخلق ه هللا بي ده لئال يتك بر إبليس عن ه ،فخلق ه
بشرا ،فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة ،فم رت ب ه المالئك ة
ففزع وا من ه لم ا رأوه ،وك ان أش دهم من ه فزع ا إبليس ،فك ان يم ر ب ه فيض ربه،
فيص وت الجس د كم ا يص وت الفخ ار يك ون ل ه صلص لة ،ف ذلك حين يق ولِ ﴿ :م ْن
ار﴾ [الرحمن ،]14 :ويقول :الم ر م اخلقت ،ودخ ل من في ه وخ رج صا ٍل َك ْالفَ َّخ ِ
ص ْل ََ
من دب ره ،وق ال للمالئك ة :ال ترهب وا من ه ذا ف إن ربكم ص م ٌد وه ذا أج وف ،لئن
سلطت عليه ألهلكنه ..فلما بلغ الحين الذي يريد هللا ع ز وج ل أن ينفخ في ه ال روح،
ق ال للمالئك ة :إذا نفخت في ه من روحي فاس جدوا ل ه ،فلم ا نفخ في ه ال روح ف دخل
الروح في رأسه عطس ،فقالت المالئكة قل :الحمد هلل ،فقال :الحمد هلل ،فقال ل ه هللا:
رحمك ربك ،فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجن ة ،فلم ا دخلت ال روح
في جوفه اشتهى الطع ام ،ف وثب قب ل أن تبل غ ال روح إلى رجلي ه عجالن إلى ثم ار
ق اإْل ِ ْن َسانُ ِم ْن ع ََج ٍل﴾ [األنبياء﴿ ]،37 :فَ َس َج َد الجنة ،وذلك حين يقول هللا تعالىُ ﴿ :خلِ َ
اج ِدينَ ﴾ [الحج ر،30 : الس ِ يس أَبَى أَ ْن يَ ُك ونَ َم َع َّ ْال َماَل ئِ َكةُ ُكلُّهُ ْم أَجْ َمعُونَ ()30إِاَّل إِ ْبلِ َ
)1()]31إلى آخر القصة الطويلة.
ومن تلك األحاديث واآلثار ما يتناقض مع األدلة التاريخية ،وخاص ة من علم
اآلثار؛ فتلك الروايات تذكر أن تاريخ البشرية جميعا من مبتدئه إلى منتهاه ال يتعدى
سبعة آالف سنة ،كما عبر عن ذلك أبو الحسن الماوردي (المتوفى450 :هـ)بقول ه ـ
تحت عنوان [الباب الخامس في مدة العالم وعدة الرس ل] ـ( :م دة ال دنيا من ابت داء
خلق العالم إلى انقضائه وفنائه سبعة آالف سنة على م ا ج اءت ب ه الت وراة المنزل ة
على موسى عليه السالم وذكره أنبياء بني إسرائيل ،وقد وافق عليه من ق ال بتس يير
الكواكب ،وأنها مسير الكواكب السبعة فسير كل كوكب منه ا أل ف س نة ،وق د روي
عن رسول هللا أنه قال( :ال دنيا س بعة آالف س نة أن ا في آخره ا ألف ا)وق ال :
(بعثت والساعة كهاتين) ،وجمع بين أصبعيه الوسطى والسبابة يعني أن الباقي منها
كزي ادة الوس طى على الس بابة ،وروى س لمة بن عب د هللا الجه نى عن أبى مس جعة
الجهني عن أبي رحاب الجهني أنه قال للنبي رأيتك على منبر فيه سبع درج ات
وأنت على أعالها فق ال( :ال دنيا س بعة االف س نة أن ا في آخره ا ألف ا) ،وروى أب و
نضرة عن أبي سعيد الخدري قال :سمعت رسول هللا بعد ص الة العص ر يق ول:
(أيها الناس إن الدنيا خضرة حل وة وأن هللا مس تخلفكم فيه ا فن اظر كي ف تعمل ون)،
وأخذ في خطبته إلى أن قال( :ألعرفن رجال منعت ه مهاب ة الن اس أن يتكلم بح ق إذا
رآه وشهده)ثم قال( :وقد أزف غروب الشمس أن مثل ما بقي من الدنيا فيم ا مض ى
منه كبقية يومكم هذا فيما مضى منه يوفى بكم س بعون أم ة ق د ت وفي تس ع وس تون
)(1رواه السدي ،قصص األنبياء البن كثير.1/39 ،
72
وأنتم آخرها) ،فصارت ه ذه الم دة المق درة في عم ر ال دنيا س بعة آالف س نة متفق ا
عليها فيما تضمنته الكتب اإللهية ووردت به األنباء النبوية مع ما س لك ب ه المواف ق
من تس يير الك واكب الس بعة ،وإن ك ان المع ول في المغيب على األنب اء الص ادقة
الصادرة عن عالم الغيوب الذي لم يش رك في غيب ه إال من أطلع ه علي ه من رس له
فخلق العالم في ستة أيام ابتداؤها يوم األحد وانقضاؤها يوم الجمعة)()1
وك ل ه ذه النص وص ال تي أورده ا من األح اديث ال تي دلس ت على النب وة،
وأض يفت له ا في الف ترة ال تي س يطر فيه ا اليه ود وتالمي ذ اليه ود على الرواي ة
واألخبار ،ولذلك ال تعتبر سندا دينيا وال تاريخيا ،وهي مردودة جملة وتفصيال.
ب ـ ما ورد حول طول آدم عليه السالم:
هو ونسله من بعده ،وهو ما يتنافى مع م ا دل علي ه العلم الح ديث ،ومن تل ك
الرواي ات م ا روي عن أبي هري رة أن رس ول هللا ق ال( :خل ق هللا آدم وطول ه
ستون ذراعا ،ثم قال :اذهب فسلم على أولئك من المالئكة فاستمع ما يحيونك ،فإنه ا
تحيتك وتحية ذريتك .فقال السالم عليكم فقالوا :الس الم عليكم ورحم ة هللا ،ف زادوه:
ورحمة هللا فكل من يدخل الجنة على صورة آدم ،فلم يزل الخلق ينقص ح تى اآلن)
( ،)2وفي رواية( :خل ق هللا آدم وطول ه س تون ذراع ا ،فلم ي زل الخل ق ينقص ح تى
اآلن)
وفي رواية( :فكل من يدخل الجنة على صورة آدم وطول ه س تون ذراع ا ً فلم
يزل الخلق ينقص حتى اآلن)()3
والحديث يدل ـ كما يذكر شارحوه()4ـ على أن كل ق رن يك ون ل ه أقص ر من
القرن الذي قبله ،إلى انتهى تناقص الطول إلى هذه األمة واستقر األمر على ذلك.
وقد حسب بعضهم طول آدم ـ بناء على اختالف حساب الذراع ـ فق ال( :مم ا
ج اء ح ول ال ذراع في ملح ق الم وازين والمكايي ل واألط وال الت الي :ال ذراع عن د
الحنفية يس اوي 46.375س نتيمترا ..ال ذراع عن د المالكي ة يس اوي 53س نتيمترا..
الذراع عن د الش افعية والحنابل ة يس اوي 61.834س نتيمترا ..وبع د إج راء معادل ة
رياضية بسيطة يتبين بان طول آدم ( 60ذراعا × 61.834سنتيمترا = 3710.04
سنتيمترا) ،وهو ما يعادل ( 37.1004مترا) .وبعبارة اخرى ،يبل غ ط ول أدم علي ه
السالم حوالي سبعة وثالثين مترا ( 37مترا).
أما عرضه (فإنه ( 7ذع × 61.834سم = 432.838سم) ،وهو ما يعادل (
4.32838م) .وبعبارة اخرى ،يبلغ طول أدم عليه السالم ح والي أربع ة أمت ار (4
م).
)(1أعالم النبوة)1/53( :
)(2رواه البخاري ( )3326ومسلم (.)2841
)(3مسلم (.)7092
)(4قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (( :)6/367أي أن كل قرن يكون نش أته في الط ول أقص ر من الق رن
الذي قبله ،فانتهى تناقص الطول إلى هذه األمة واستقر األمر على ذلك).
73
وك ل ه ذا لم يثبت ب دليل قطعي من العلم ،وال من النص وص القطعي ة
المتواترة ،ولذلك فإن األرجح فيه أنه من األس اطير ال تي يردده ا اليه ود وغ يرهم،
والذين يهتمون ألمثال هذه القضايا الغريبة.
ج ـ ما ورد حول سفينة نوح عليه السالم:
وهي ال تختلف كثيرا عن تلك التفاصيل التي يهتم بإيراده ا الكت اب المق دس،
ومن أمثلتها ما ينسب إلى ابن عباس أنه قال :قال الحواريون لعيس ى ابن م ريم :ل و
بعثت لنا رجال شهد السفينة فحدثنا عنها! قال :فانطلق بهم حتى انتهى بهم إلى كثيب
من تراب ،فأخذ كفا من ذلك التراب بكفه ،قال :أتدرون ما هذا؟ ق الوا :هللا ورس وله
أعلم .قال :هذا كعب حام بن نوح .قال :فضرب الك ثيب بعص اه ،ق ال :قم ب إذن هللا!
فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب ،قال له عيسى :هك ذا هلكت؟ ق ال :ال
ولكن مت وأنا شاب ،ولكني ظننت أنها الساعة ،فمن ثم شبت .قال :حدثنا عن سفينة
نوح .قال :كان طولها ألف ذرع ومائتي ذراع ،وعرضها س ت مائ ة ذراع ،وك انت
ثالث طبقات ،فطبقة فيها الدواب والوحش ،وطبقة فيها اإلنس ،وطبقة فيه ا الط ير.
فلما كثر أرواث الدواب ،أوحى هللا إلى نوح أن اغمز ذنب الفيل ،فغم زه فوق ع من ه
خنزير وخنزيرة ،فأقبال على الروث .فلما وقع الفأر بجرز الس فينة يقرض ه ،أوحى
هللا إلى نوح أن اضرب بين عيني األسد ،فخرج من منخره س نور وس نورة ،ف أقبال
على الفأر ،فقال له عيسى :كيف علم نوح أن البالد ق د غ رقت؟ ق ال :بعث الغ راب
يأتيه بالخبر ،فوجد جيفة فوقع عليها ،ف دعا علي ه ب الخوف ،فل ذلك ال ي ألف ال بيوت
قال :ثم بعث الحمامة فجاءت بورق زيتون بمنقاره ا وطين برجليه ا ،فعلم أن البالد
قد غرقت قال :فطوقها الخضرة التي في عنقها ،ودعا لها أن تكون في أنس وأم ان،
فمن ثم تألف البيوت .قال :فقلنا يا رسول هللا أال ننطلق به إلى أهلين ا ،فيجلس معن ا،
ويحدثنا؟ قال :كيف يتبعكم من ال رزق له؟ قال :فقال ل ه :ع د ب إذن هللا ،ق ال :فع اد
ترابا(.)1
بل إن المحدثين يروون في هذا حديثا عن رسول هللا ،وأنه قال( :لما حمل
نو ٌح في السفينة من كل زوجين اثنين ،قال أصحابه :وكيف نطمئن؟ أو كيف تطمئن
المواشي ومعنا األسد؟ فسلط هللا عليه الحمى ،فكانت أول حمى ن زلت في األرض..
ثم شكوا الفأرة ،فقالوا :الفويسقة تفسد علينا طعامنا ومتاعن ا ..ف أوحى هللا إلى األس د
فعطس ،فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها)()2
وهذه الرواية ونظيراتها مادة دسمة يستعملها المنحرف ون عن األدي ان للتهكم
باإلسالم ،خاصة عندما يجدون عقوال تصدق كل ه ذا ،وتت وهم أنه ا ـ بفض ل ه ذه
الرواي ة ـ تتعلم الكث ير من العل وم المرتبط ة بالحي اة ..باإلض افة لمعرفته ا بط ول
السفينة وعرضها وارتفاعها.
)(1تفسير الطبري)312 /15( ،
)(2رواه ابن أبي حاتم ،،قصص األنبياء البن كثير ،1/99 ،والعجيب أن ابن كث ير اكتفى بقول ه( :ه ذا مرس لٌ)
من دون أن يشتد في النكير عليها ،مع خطورتها ووضوح كذبها.
74
ومن الروايات التي ذكرت السفينة ما ينسب إلى ابن عباس ،وأنه ق ال( :ك ان
أول ما حمل نوح في الفلك من الدواب ال ذرة ،وآخ ر م ا حم ل الحم ار ،فلم ا أدخ ل
الحم ار وأدخ ل ص دره ،تعل ق إبليس بذنب ه ،فلم تس تقل رجاله ،فجع ل ن وح يق ول:
ويحك ادخل! فينهض فال يستطيع .حتى قال نوح :ويح ك ادخ ل وإن ك ان الش يطان
معك! قال :كلمة زلت عن لسانه ،فلما قالها نوح خلي الشيطان سبيله ،ف دخل ودخ ل
الشيطان معه ،فقال له نوح :ما أدخلك علي ي ا ع دو هللا؟ فق ال :ألم تق ل :ادخ ل وإن
كان الشيطان معك؟ قال :اخرج عني يا عدو هللا! فق ال :م ا ل ك ب د من أن تحمل ني!
فكان ،فيما يزعمون ،في ظهر الفلك(.)1
وهكذا تصور هذه الرواية الشيطان ،وهو يحتال على نوح علي ه الس الم كم ا
احتال على أبيه من قبل ،ومن العجب أن يصوروا الشيطان خائف ا من الطوف ان ،أو
محتاجا ألن يركب الفلك ،م ع أنهم ي روون أن رس ول هللا ق ال(:إن إبليس يض ع
عرشه على الماء ،ثم يبعث سراياه ،فأدناهم منه منزلة ،أعظمهم فتنة ،يجيء أحدهم
فيقول :فعلت كذا وكذا ،فيقول :ما ص نعت ش يئا ،ق ال :ثم يجيء أح دهم فيق ول :م ا
تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته ،قال :فيدنيه منه ،ويقول :نعم أنت)()2
وفي رواية( :عرش إبليس على البحر ،يبعث سراياه ،فأعظمهم عنده منزل ة،
أعظمهم فتنة)()3
ب ل إنهم ي روون عن رس ول هللا أن (س فينة ن وح ط افت ب البيت وص لّت
خلف المقام ركعتين)()4
ه ذه بعض الرواي ات ال تي رويت في كتب التفس ير والت اريخ لتحجب تل ك
الصورة الجميلة التي صور بها القرآن الكريم نوحا عليه السالم ،وتضع ب دلها ه ذه
الخرافات واألساطير.
د .ما ورد حول فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم:
مثلما شوهت الرواي ات قص ة ن وح علي ه الس الم بم ا ورد فيه ا من خراف ات
وأساطير ،فكذلك فعلت بموسى عليه السالم ،حيث تح ولت قص ته من قص ة داعي ة
ومخلص إلى قصة خرافية أسطورية تسلي أصحاب العقول البسيطة.
فمن الروايات في هذا ،ويتشددون مع منكرها أو منتقدها قص ة ف رار الحج ر
بثوب موسى عليه السالم ،ونصها هو (كانت بنو إسرائيل يغتس لون ع راة ،وينظ ر
بعضهم إلى سواة بعض ،وكان موسى يغتسل وحده ،فقالوا :وهللا ما يمنع موس ى أن
يغتسل معن ا إال أن ه آدر ،ق ال :ف ذهب م رة يغتس ل ،فوض ع ثوب ه على حج ر ،فف ر
الحجر بثوبه ،قال :فجمع موسى عليه السالم بإثره يقول :ثوبي حجر ،ث وبي حج ر،
حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موس ى فق الوا :وهللا م ا بموس ى من ب أس ،فق ام
)(1تفسير الطبري (.)314 /15
)(2أحمد )14430( 3/314ومسلم .)7207( 8/138
)(3أحمد )14608( 3/332ومسلم .)7209( 8/138
)(4تفسير البغوي ()179 /4
75
الحجر حتى نظر إليه ،قال :فأخذ ثوبه ،فطفق بالحجر ضربا)ق ال أب و هري رة :وهللا
إن بالحجر ستة أو سبعة ،ضرب موسى بالحجر(.)1
ومع أن الرواية تخلو من أي حكم تربوي أو توجيهي ،ب ل هي لم ت زد س وى
أن تسيء لنبي هللا موسى عليه السالم بتصويره عريانا يراه بنو إس رائيل أجمع ون،
وكل ذلك لتنفي عنه تلك اآلف ة الخلقي ة ال تي اتهم وه به ا ،وال تي فس ر الس لفية على
وس ى فَبَ رَّأَهُ هَّللا ُ ِم َّما
أساسها قوله تعالى﴿ :يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُ وا اَل تَ ُكونُ وا َكالَّ ِذينَ آ َذوْ ا ُم َ
قَالُوا َو َكانَ ِع ْن َد هَّللا ِ َو ِجيهًا ﴾ [األحزاب ،]69 :وكأن ب ني إس رائيل لم ي ؤذوا موس ى
عليه السالم إال بتلك التهمة التي ال قيمة لها.
إال أنها مع ذلك لقيت اهتماما كبيرا ،فقد سئل بعض هم عنه ا ،فق ال( :الح ديث
الذي سأل عنه السائل ح ديث ص حيح وارد في ص حيحي البخ اري ومس لم ،الل ذين
هما أصح الكتب بعد كتاب هللا تعالى ..والحديث مع كونه مما ق د ص ححه البخ اري
ومسلم ،وكفى بتص حيحهما ثق ة؛ لش دة احتياطهم ا ،وق وة ش رطهما في التص حيح؛
وألن األمة قد أجمعت على صحة كتابيهم ا ،إال أح اديث يس يرة خ الف في ص حتها
بعض أئمة الح ديث؛ لكن لم يكن ه ذا الح ديث أح د تل ك األح اديث المختل ف فيه ا،
فإسناده من أصح األسانيد ،فهو من نسخة التابعي الثقة الجليل هم ام بن منبّه()2ال تي
كتبه ا عن أبي هري رة مباش رة ،ح تى لقّب العلم اء ه ذه الص حيفة بـ (الص حيفة
الصحيحة) ..وبذلك يتبيّن أنه ال مجال للتشكيك في صحة ه ذا الح ديث عن رس ولنا
،وال أدري لماذا تج رّأ ه ؤالء الفض الء على ه ذا الح ديث؟! فثب وت اللف ظ عن
النبي ال شك فيه)()3
وبعد أن أثبت صحة الحديث س ندا ،راح يتكل ف إلثبات ه مع نى ،فق ال( :وأم ا
المع نى فال أدري م ا المش كل في ه عن د ه ؤالء الفض الء؟! ولك ني س أحاول تفهُّ َم
اإلشكاالت المحتملة في الحديث ،وأجيب عنها .وال ذي ب دا لي منه ا إش كاالن فق ط،
هم ا :األول :أن في الح ديث إخب ارا عن أم ر غ ير معق ول ،وه و ج ري الحج ر.
وجوابه :أن هذا ال يستشكله إال من ال يؤمن بمعجزات األنبياء ،وبخ وارق الع ادات
التي يجريها هللا تعالى على أيديهم ،والتي ثبتت في القرآن الك ريم والس نة المطه رة
المتواطئة عليها .فليس جري الحجر بأعجب من شق البحر ،وال إحياء الموتى ،وال
جع ل الن ار ب ردا وس الما ،وغيره ا من معج زات األنبي اء الثابت ة في الق رآن قب ل
السنة!! ..الثاني :أن كشف العورة أم ٌر س ّي ٌء ،وال يتمناه أح ٌد لنفسه ،فكيف يق ّدره هللا
تعالى على موسى عليه السالم؟! وجوابه :أن الح ديث بيّنَ أن س بب ذل ك ه و اته ام
بني إسرائيل لموسى علي ه الس الم بأن ه إنم ا ك ان يس تر عورت ه لمرض ه ،وعلم هللا
)(1البخاري ( ،)1/107مسلم ( ،)4/1841 ،1/267أحمد ()2/315
)(2مع العلم أن هذا الرجل يهودي ،وهو أخو وهب بن منبه ،ومعق ل بن منب ه ،وغيالن بن منب ه ،ال ذين ت روى
عنهم الروايات اإلسرائيلية.
)( 3حديث فرار الحجر بثوب موسى عليه السالم ،د .الشريف حاتم بن عارف العوني ،رقم الس ؤال ،174330
موقع األلوكة ،المجلس العلمي.
76
تع الى أن مفس دة ه ذه التهم ة على موس ى علي ه الس الم وعلى رس الته مفس دةٌ أش ُّد
وأعظم من مفس دة ظه ور ع ورة موس ى علي ه الس الم ،وأن األذى ال ذي سيص يب
أخف من األذى الذي اتّهمه به قو ُمه .وق د ّ موسى عليه السالم جراء انكشاف عورته
حكى هللا تعالى علينا في القرآن الكريم من سوء خلق بني إسرائيل ومن شدة عنادهم
وتل ّكؤهم عن الطاعة وسرعة انقالبهم ما ال نستغرب معه أن يكونوا قد بلغ وا ب أذى
موسى عليه السالم على هذا األم ر م ا يس توجب َد ْف َع ه عن ه ،ول و بكش ف الع ورة.
ويبقى أن هذا ابتالء من جملة ابتالءات موسى عليه السالم ،والتي بها وبغيره ا من
مراقي تشريف هللا تعالى له ومن الطاعة والتعظيم هلل تعالى كان موسى عليه السالم
عند هللا تعالى وجيها)()1
ثم ق دم النص يحة لمن يتج رأ على رد ه ذا ،فق ال( :وعلى الس ائل أن ينص ح
هؤالء اإلخوة الفضالء (إن شاء هللا)في هذا األمر :ب أن ال يتج رؤوا على م ا ال علم
لهم ب ه ،من تص حيح األح اديث وتض عيفها ،وأنهم إن استش كلوا ح ديثا أو غمض
عليهم لفظُه أو معن اه فعليهم أن يس ألوا عن ه من أه ل العلم ال ذي ك ان معروف ا فيهم
بالعناية بالسنة وعلومها ،وكان متخصصا في هذا العلم الشريف من علوم الشريعة.
فالكالم في السنة تص حيحا وتض عيفا وتوجيه ا عل ٌم تخصص ي في عل وم الش ريعة،
فليس كل عالم ش رعي ق ادرا على إج ادة الكالم في ه ،فض ال عن غ يره ممن لم يكن
عالما شرعيا في أحد تخصصات الشريعة العديدة األخ رى .ف إن وج د األخ الس ائل
أن ه ذه الجماع ة ال تنتص ح ل ه ،وأنهم يك ررون الس خرية من الس نة الص حيحة،
فليحذرهم على إيمانه وعقله :فإما أن يستبدلهم بجماعة خ ير منهم ،أو أن يص احبهم
التحص ن من خطئهم ه ذا، ّ إذا كان محتاجا لص حبتهم ،بش رط أن يك ون ق ادرا على
فيأخذ منهم ما صفا وطاب ،ويتجنب منهم ما كدر وخبث ،مع دوام نصحه لهم ،ومع
عدم يأسه من قبولهم للنص يحة وت وبتهم ،مهم ا ط ال ذل ك منهم .والمهم ال ذي أؤك د
عليه :أن ال يسمح لشبههم بالتسلل إليه ،وأن تكون نجاتُه من بدع ة تُ ْف ِس ُد علي ه قلبَ ه
مق ّدمةً لديه على كل شيء؛ فال يعدل النجاةَ شيء! هذا كل ه إن تك رر منهم مث ل ه ذا
الخطأ ونحوه ،أما إن كان ذلك منهم ن ادرا ،فليكت ف بنص حهم ،وال يتجنبهم ،م ا دام
يستفيد منهم في زيادة إيمانه)()2
هـ .ما ورد حول القومـ الجبارين:
من اإلسرائيليات والخرافات المتعلقة بموسى عليه الس الم م ا نج ده في كتب
َّارينَ َوإِنَّا التفسير والتاريخ عند تفسير قوله تعالى﴿ :قَ الُوا يَا ُم َ
وس ى إِ َّن فِيهَ ا قَوْ ًم ا َجب ِ
َاخلُ ونَ ﴾ [المائ دة ،]22 :فهم لَ ْن نَ ْد ُخلَهَا َحتَّى يَ ْخ ُرجُوا ِم ْنهَا فَ إِ ْن يَ ْخ ُر ُج وا ِم ْنهَ ا فَإِنَّا د ِ
يوردون عند تفسيرها قصة عوج بن عوق ،وأنه كان طوله ثالثة آالف ذراع ،وأن ه
كان يمسك الحوت ،فيشويه في عين الشمس ،وأن طوفان نوح لم يصل إلى ركبتيه،
[الحــديث ]199 :ق ال اإلم ام الب اقر( :ق ال موس ى :ي ا رب! أوص ني .ق ال:
أوصيك بك ـ ثالث مرات ـ قال :يا رب! أوصني .قال :أوصيك بأ ّمك ،قال :يا رب!
أوصني .قال :أوصيك بأبيك ،فكان يقال لذلك :إن لألم ثلثي البّر ،ولألب الثلث)()4
[الحديث ]200 :قال اإلمام الباقر( :في التوراة مكت وب فيم ا ن اجى هللا ع ز
وجل به موسى بن عمران عليه السالم :يا موسى ،خفني في سر أمرك أحفظ ك من
وراء عورتك ،واذكرني في خلواتك وعند سرور لذاتك أذكرك عند غفالتك ،واملك
غضبك عمن ملكتك عليه أك ف عن ك غض بي ،واكتم مكن ون س ري في س ريرتك،
وأظه ر في عالنيت ك الم داراة ع ني لع دوي وع دوك من خلقي ،وال تستس ب أي
تعرض للسب لي عندهم بإظهارك مكنون سري ،فتشرك عدوك وعدوي في س بي)
()5
[الحديث ]201 :قال اإلمام الباقر( :ش كا موس ى إلى رب ه الج وع في ثالث ة
صبًا﴾ [الكهف ﴿ ،]62 :اَل تَّ ْ
خَذتَ َعلَ ْي ِه مواضع﴿ :آتِنَا َغدَا َءنَا لَقَ ْد لَقِينَا ِم ْن َسفَ ِرنَا هَ َذا نَ َ
خيْر فَقِيرٌ﴾ [القصص)6()]24 :
ي ِم ْن َ ٍأَجْ رًا﴾ [الكهفَ ﴿ ،]77 :ربِّ إِنِّي لِ َما أَ ْنزَ ْلتَ إِلَ َّ
[الحديث ]202 :قال اإلمام الباقر( :قال موسى بن عمران عليه السالم :ي ا
رب ..أوصني ،قال :أوصيك بي ،فقال :يا رب أوصني ..قال :أوصيك بي ـ ثالث ا ـ
فقال :يا رب أوصني ..قال( :أوصيك بأمك ،ق ال :ي ا رب أوص ني ..ق ال :أوص يك
بأمك ،قال :أوصني ..قال :أوصيك بأبيك ،قال :فكان يق ال ألج ل ذل ك :إن لألم ثلث ا
البر ،ولألب الثلث)()7
[الحديث ]203 :قال اإلم ام الب اقر( :إن في الت وراة مكتوب ا :ي ا موس ى إني
)(1المحاسن ،موسوعة الكلمة.1/128 :
)(2الكافي ،موسوعة الكلمة.1/140 :
)(3المجالس والكافي ،موسوعة الكلمة.1/170 :
)(4األمالي ،موسوعة الكلمة.1/184 :
)(5بحار األنوار ،13/329 :وأمالي الصدوق ص.153
)(6بحار األنوار ،13/309 :وتفسير العياشي.
)(7بحار األنوار ،13/331 :وأمالي الصدوق ص.305
114
خلقتك واصطنعتك وقويتك وأمرتك بط اعتي ونهيت ك عن معص يتي ،ف إن أطعت ني
أعنتك على طاعتي ،وإن عص يتني لم أعن ك على معص يتي ،ي ا موس ى ولي المن ة
عليك في طاعتك لي ،ولي الحجة عليك في معصيتك لي)()1
[الحديث ]204 :قال اإلمام الباقر( :كان فيما ناجى هللا به موسى عليه السالم
على الطور أن :يا موسى ،أبلغ قومك أنه ما يتقرب إلي المتقرب ون بمث ل البك اء من
خشيتي ،وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي ،وما تزين لي الم تزينون
بمثل الزهد في الدنيا عما بهم الغنى عنه) ،فقال موسى( :يا أك رم األك رمين ..فم اذا
أثبتهم على ذلك؟) ..فقال( :يا موسى ،أما المتقربون إل ّي بالبكاء من خشيتي ،فهم في
الرفيق األعلى ال يشركهم فيه أحد ..وأما المتعبدون لي بالورع عن محارمي ،ف إني
أفتش الناس عن أعمالهم ،وال أفتش هم حي اء منهم ..وأم ا المتقرب ون إلي بالزه د في
الدنيا ،فإني أبيحهم الجنة بحذافيرها يتبوأون منها حيث يشاؤون)()2
[الحديث ]205 :قال اإلمام الباقر( :أوحى هللا تعالى إلى موسى عليه السالم:
أحببني وحببّني إلى خلقي) ،قال موسى( :يا رب ..إنك لتعلم أن ه ليس أح د أحب إل ّي
منك ،فكيف لي بقلوب العباد؟) ..فأوحى هللا إليه( :ف ذ ّكرهم نعم تي وآالئي ،ف إنهم ال
يذكرون مني إال خيرا) ،فقال موسى( :يا رب ،رضيت بم ا قض يتَ ،ت ُميت الكب ير،
وتبُقي األوالد الصغار) ،فأوحى هللا إلي ه( :أم ا ترض ى بي رازق ا وكفيال؟) ..فق ال:
(بلى يا رب ..نعْم الوكيل ونعْم الكفيل)()3
[الحديث ]206 :قال اإلمام الباقر( :قال موسى عليه السالم لربه :أي عبادك
أبغض إليك؟ ..قال :جيفة بالليل ،بطال بالنهار)()4
[الحديث ]207 :قال اإلمام الباقر( :إن موسى بن عمران عليه الس الم حبس
عنه الوحي ثالثين صباحا ،فصعد على جبل بالشام يقال له أريحا ،فقال :ي ا رب ،لم
حبس ت ع ني وحي ك وكالم ك ،أل ذنب أذنبت ه؟ ..فه ا أن ا بين ي ديك ف اقتص لنفس ك
رضاها ،وإن كنت إنما حبست ع ني وحي ك وكالم ك ل ذنوب ب ني إس رائيل فعف وك
القديم ،فأوحى هللا إليه أن :يا موس ى ،ت دري لم خصص تك بوح يي وكالمي من بين
خلقي؟..فقال :ال أعلمه يا رب ،قال :ي ا موس ى ،إني اطلعت إلى خلقي إطالع ة ،فلم
أر في خلقي أشد تواضعا من ك ،فمن ثم خصص تك بوح يي وكالمي من بين خلقي..
فكان موسى عليه السالم إذا صلى لم ينفتل حتى يلصق خده األيمن ب األرض وخ ده
األيسر باألرض)()5
[الحديث ]208 :قال اإلمام الب اقر( :إن في الت وراة مكتوب ا :ي ا موس ى! إنّي
خلقتك واصطفيتك وقوّيتك ،وأمرتك بطاعتي ،ونهيت ك عن معص يتي ف إن أطعت ني
)(1امالى الصدوق 185 :ـ .186
)(2بحار األنوار ،13/349 :وثواب األعمال ص.166
)(3بحار األنوار ،13/352 :وقصص األنبياء.
)(4بحار األنوار ،13/354 :وقصص األنبياء.
)(5بحار األنوار ،13/357 :وكتاب الحسين بن سعيد.
115
أعنتك على طاعتي ،وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي ..ي ا موس ى! ولي المنّ ة
عليك في طاعتك لي ،ولي الحجّة عليك في معصيتك لي)()1
[الحديث ]209 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى موسى عليه السالم :م ا
يمنعك من مناجاتي؟ ..فقال :يا رب ..أجلّك عن المناجاة لخلوف فم الصائم ،ف أوحى
هللا إليه :يا موسى ،لخلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك)()2
[الحديث ]210 :قال اإلم ام الص ادق( :لم ا ص عد موس ى علي ه الس الم إلى
الطور فناجى ربه قال :رب أرني خزائنك ،ق ال :ي ا موس ى ،إن خزائ ني إذا أردت
ش يئا أن أق ول ل ه :كن فيك ون ..ق ال :ي ا رب أي خلق ك أبغض إلي ك؟ ..ق ال :ال ذي
يتهمني قال :و ِمن خلقك من يتهمك؟ ..قال( :نعم ،الذي يستخيرني فأخير ل ه ،وال ذي
أقضي القضاء له ـ وهو خير له ـ فيتهمني)()3
[الحديث ]211 :قال اإلمام الص ادق( :في الت وراة مكت وب :ابن آدم ..تف رّغ
لعبادتي أمأل قلبك خوفا م ني ،وإن ال تف رغ لعب ادتي أمألُ قلب ك ش غال بال دنيا ،ثم ال
أسد فاقتك وأكلك إلى طلبها)()4
[الحديث ]212 :قال اإلمام الصادق( :فيما أوحى هللا ج ل وع ز إلى موس ى
بن عمران :يا موسى ،ما خلقت خلقا أحب إل ّي من عبدي المؤمن ،وإني إنم ا ابتليت ه
لما هو خير له ،وأعافيه لما هو خير له ،وأنا أعلم بما يُصلح عب دي علي ه ،فليص بر
على بالئي ،وليشكر نعمائي ،وليرض بقضائي ،أكتبه في الصديقين عندي إذا عم ل
برضائي ،وأطاع أمري)()5
[الحديث ]213 :قال اإلمام الصادق( :بينا موسى بن عمران يعظ أصحابه إذ
ق ام رج ل فش ق قميص ه ،ف أوحى هللا ع ز وج ل إلي ه :ي ا موس ى ،ق ل ل ه :ال تش ق
قميص ك ،ولكن اش رح لي عن قلبك) ،ثم ق ال( :م ّر موس ى بن عم ران برج ل من
أصحابه وهو ساجد ،فانصرف من حاجته وهو ساجد على حاله ،فقال له موسى :لو
كانت حاجتُك بيدي لقضيتها لك ،فأوحى هللا ع ز وج ل إلي ه( :ي ا موس ى ،ل و س جد
حتى ينقطع عنقه ما قبلته ،حتى يتحول عما أكره إلى ما أحب)()6
[الحــديث ]214 :قال اإلم ام الص ادق( :ج اء إبليس إلى موس ى بن عم ران
عليه السالم وهو يناجي ربه ،فقال له ملك من المالئكة :ما ترجو منه وه و في ه ذه
الحال يناجي ربه؟ ..فق ال :أرج و من ه م ا رج وت من أبي ه آدم وه و في الجنة) ،ثم
قال( :إن قدرتم أن ال تُعرفوا فافعلوا ،وما عليك إن لم يثن عليك الن اس ،وم ا علي ك
أن تكون مذموما عند الناس ،إذا كنت عند هللا محمودا ،إن عليا ك ان يق ول :ال خ ير
[األثر ]1 :روي أن موسى عليه السالم س أل رب ه :أي عب ادك أحبّ إلي ك؟..
فقال :الذي يذكرني وال ينساني ،قال :فأي عبادك أقضى؟ ..قال :الذي يقضي بالحق
وال يتبع الهوى ،قال :ف أي عب ادك أعلم؟ ..ق ال :ال ذي يبتغي علم الن اس إلى علم ه،
عسى أن يصيب كلمة تدله على هدى ،أو ترده عن ردى(.)3
[األثــر ]2 :روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا موس ى ..إن
انقطع حبلك مني لم يتصل بحبل غيري ،اعبدني وقم بين يدي مقام العبد الحقير ،ذ ّم
نفسك وهي أولى بالذم ،وال تتطاول على ب ني إس رائيل بكت ابي ،فكفى به ذا واعظ ا
لقلبك ومنيرا ،وهو كالم رب العالمين جل وتعالى)()4
[األثر ]3 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم( :ي ا موسى ،م تى م ا
دعوت ني وج دتني ،ف إني س أغفر ل ك على م ا ك ان من ك ،الس ماء تس بّح لي َو َجال،
والمالئكة من مخافتي مشفقون ،وأرضي تسبّح لي طمعا ،وك ل الخل ق يس بّحون لي
داخرين)()5
[األثر ]4 :روي أن هللا تعالى قال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا موسى ،أك رم
)(1بحار األنوار ،13/328 :وأمالي الصدوق ص.125
)( 2رواه البخاري ()2125( )67 /3
)(3بحار األنوار ،13/282 :وتفسير البيضاوي ص.2/19
)(4بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(5بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
121
السائل إذا أتاك بر ّد جميل ،أو إعط اء يس ير ،فإن ه يأتي ك من ليس ب إنس وال ج ان،
مالئكة الرحمن يبلونك كيف أنت صانع فيما أوليتك)()1
[األثر ]5 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم( :يا موسى ،ال تنس ني
على كل حال ،وال تفرح بكثرة المال فإن نس ياني يقس ي القل وب ،وم ع ك ثرة الم ال
كثرة الذنوب)()2
[األثر ]6 :روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :األرض مطيع ة،
والس ماء مطيع ة ،والبح ار مطيع ة ،فمن عص اني ش قي ،فأن ا ال رحمن رحمن ك ل
زمان ،آتي بالشدة بعد الرخاء ،وبالرخاء بعد الشدة ،وب الملوك بع د المل وك ،وملكي
قائم دائم ال ي زول ،وال يخفى عل ّي ش يء في األرض وال في الس ماء ،وكي ف يخفى
ي ما مني مبتدؤه؟ وكيف ال يكون همك فيما عندي وإلي ترجع ال محالة؟)()3 عل ّ
[األثر ]7 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم( :ي ا موسى ،اجعل ني
حرزك ،وضع عندي كنزك من الصالحات ،وخفني وال تخف غيري إل ّي المص ير)
()4
[األثر ]8 :روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا موسى ،عج ل
ي في الصالة وال ترج غيري ،اتخ ذني ّ
وتأن في المكث بين يد ّ التوبة ،وأ ّخر الذنب،
جنّة للشدائد ،وحصنا لمل ّمات األمور)()5ُ
[األثر ]9 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم( :يا موسى ،ن افس في
الخير أهله ،فإن الخير كاسمه ،ودع الشر لكل مفتون)()6
[األثر ]10 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم( :ي ا موسى ،اجع ل
لسانك من وراء قلب ك تس لم ،وأك ثر ذك ري باللي ل والنه ار تغنم ،وال تتب ع الخطاي ا
فتندم ،فإن الخطايا موعدها النار)()7
[األثر ]11 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم( :يا موسى ،ما أُري د
به وجهي فكثير قليله ،وما أريد به غيري فقليل كثيره ،وإن أصلح أيام ك ال ذي ه و
أمامك ،فانظر أي يوم هو فأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول ،وخ ذ موعظت ك
من الدهر وأهله فإن الدهر طويله قصير ،وقصيره طويل ،وك ل ش ئ ف ان ،فاعم ل
كأنك ترى ثواب عملك لكي يكون أطم ع ل ك في اآلخ رة ال محالة ،ف إن م ا بقي من
الدنيا كما ولى منها ،وكل عامل يعمل على بصيرة ومثال ،فكن مرتادا لنفسك)()8
[األثــر ]12 :روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا ابن عم ران
)(1بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(2بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(3بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(4بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(5بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(6بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(7بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(8بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
122
لعلك تفوز غدا ي وم الس ؤال ،وهنال ك يخس ر المبطل ون ..ي ا موس ى طب نفس ا عن
الدنيا وانطو عنها ،فإنها ليست لك ولست لها ،مالك ولدار الظ المين إال لعام ل فيه ا
بخير فإنها له نعم الدار)()1
[األثر ]13 :روي أن هللا تعالى قال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا موس ى ال دنيا
وأهلها فتن بعضها لبعض ،فكل مزين له ما هو فيه ،والمؤمن زينت له اآلخرة فه و
ينظر إليها ما يفتر ،قد حالت شهوتها بينه وبين ل ذة العيش فأدلجت ه بالأس حار كفع ل
ال راكب الس ابق إلى غايته ،يظ ل كئيبا ،ويمس ي حزينا ،فط وبى له ،ل و ق د كش ف
الغطاء ماذا يعاين من السرور؟!)()2
[األثر ]14 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم( :ي ا موس ى ال تكن
جبارا ظلوما ،وال تكن للظالمين قرينا ..يا موسى ما عمر وإن ط ال م ا ي ذم آخ ره،
وما ضرك ما زوي عنك إذا حمدت مغبته)()3
[األثر ]15 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه الس الم( :ي ا موس ى ص رخ
الكتاب إليك صراخا بما أنت إليه صائر ،فكيف تقرد على هذا العيون ،أم كيف يج د
قوم لذة العيش لوال التمادي في الغفل ة والتت ابع في الش هوات ،ومن دون ه ذا ج زع
الصديقون؟!)()4
[األثــر ]16 :روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا موس ى م ر
عب ادي ي دعوني على م ا ك ان بع د أن يق روا بي إني أرحم ال راحمين ،أجيب
المضطرين ،وأكشف السوء ،وأبدل الزمان ،وآتي بالرخاء ،وأش كر اليس ير ،وأثيب
الكثير ،وأغني الفقير ،وأنا الدائم العزيز القدير)()5
[األثــر ]17 :روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :من لج أ إلي ك
وانض وى إلي ك من الخ اطئين فقل :أهال وس هال ،ب أرحب الفن اء ن زلت ،بفن اء رب
العالمين ،واستغفر لهم وكن كأحدهم ،وال تستطل عليهم بما أنا أعطيتك فضله ،وقل
لهم :فليس ألوني من فض لي ورحم تي فإن ه ال يملكه ا أح د غ يري ،وأن ا ذو الفض ل
العظيم)()6
[األثــر ]18 :روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :إني أن ا كه ف
الخ اطئين ،وجليس المض طرين ،وغ افر للم ذنبين ،إن ك م ني بالمك ان الرضي،
فادعني بالقلب النقي ،واللسان الصادق ،وكن كما أمرتك ،أط ع أم ري ،وال تس تطل
على عبادي بما ليس منك مبتدؤه ،وتقرب إلي فإني منك قريب)()7
[األثر ]19 :روي أن هللا تعالى قال لموسى علي ه الس الم( :إني لم أس ألك م ا
)(1بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(2بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(3بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(4بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(5بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(6بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
)(7بحار األنوار ،13/335 :والتحف ص.490
123
يؤذيك ثقل ه وال حمله ،إنم ا س ألتك أن ت دعوني فأجيب ك وأن تس ألني فأعطيك ،وأن
تتقرب بما مني أخذت تأويله وعلي تمام تنزيله)()1
[األثر ]20 :روي أن هللا تعالى قال لموسى علي ه الس الم( :ي ا موس ى انظ ر
إلى االرض فإنها عن قريب قبرك ،وارفع عينيك إلى الس ماء ف إن فوق ك فيه ا ملك ا
عظيما ،وابك على نفسك ما كنت في ال دنيا ،وتخ وف العطب والمهال ك وال تغرن ك
زينة الدنيا وزهرتها ،وال ترض ب الظلم وال تكن ظالم ا ف إني للظ الم بمرص د ح تى
أديل منه المظلوم)()2
[األثــر ]21 :روي أن هللا تع الى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :ي ا موس ى إن
الحسنة عشرة أضعاف ،ومن السيئة الواحدة الهالك ،ال تش رك بي ،ال يح ل ل ك أن
تشرك بي ،ق ارب وس دد ،ادع دع اء الط امع ال راغب فيم ا عن دي ،الن ادم على م ا
قدمت يداه ،فإن سواد الليل يمحوه النه ار ،ك ذلك الس يئة تمحوه ا الحس نة ،وعش وة
الليل تأتي على ضوء النهار ،وكذلك السيئة تأتي على الحسنة فتسودها)()3
[األثر ]22 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم( :يا موسى..ال يط ل
في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك ،وقاسي القلب مني بعيد ..ي ا موس ى..كن كمس رّتي
إن مس رّتي أن أُط اع فال أُعص ى ،وأمت قلب ك بالخش ية ،وكن َخلِ ق الثي اب فيك ،ف ّ
جدي د القلب ،تَخفى على أه ل األرض ،وتُع رف في أه ل الس ماء ،حلس ال بيوت،
الذنوب صياح وصحْ إل ّي من كثرة ّ ي قنوت الصابرينِ ، مصباح الليل ،واقنت بين يد ّ
المذنب الهارب من عدوّه ،واستعن بي على ذلك فإنّي نِ ْع َم العون ونِ ْع َم المستعان)()4
[األثر ]23 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم( :يا موس ى..إنّي أن ا
هللا فوق العباد والعباد دوني ،وك ٌل لي داخرون ،فاتّهم نفسك على نفس ك ،وال ت أتمن
ولدك على دينك ،إالّ أن يكون ولدك مثلك يحبّ الصالحين)()5
[األثر ]24 :روي أن هللا تعالى قال لموسى عليه السالم( :يا موسى ..متى ما
دعوتني ورجوتني ،وإنّي س أغفر ل ك على م ا ك ان من ك ،الس ماء تس بّح لي َو َجالً،
والمالئكة من مخافتي مشفقون ،واألرض تسبّح لي طمعاً ،وك ّل الخل ق يس بّحون لي
داخرين)()6
[األثر ]25 :روي أن هللا تعالى ق ال لموس ى علي ه الس الم( :علي ك بالص الة
الصالة ،فإنّها منّي بمكان وله ا عن دي عه د وثي ق ،وألح ق به ا م ا ه و منه ا زك اة
القربان من طيّب المال والطّعام ،فإنّي ال أقبل اال الطيب يراد به وجهي ،واقرن م ع
ذل ك ص لة األرح ام ،ف إني أن ا هللا ال رحمن ال رحيم ،وال رحم أن ا خلقته ا فض الً من
[الحديث ]291 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :إبك
الص لوات ،وأس معني ل ذاذة نطق ك على نفس ك في الخل وات ،وانقله ا إلى م واقيت ّ
فإن صنيعي إليك حسن)()4 بذكريّ ،
[الحديث ]292 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ
الس الم :كم
من أ ّمة قد أهلكتها بسالف ذنوب قد عصمتك منها)()5
[الحــديث ]293 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
الس ماء وادع ني ف إنّي من ك ق ريب ،وال أرفق بالضّعيف .وارفع طرفك الكلي ل إلى ّ
ي وه ّمك ه ّم واحد ،فإنّك متى تدعني كذلك أجبك)()6 تدعني إاّل متضرّعا إل ّ
[الحديث ]294 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :إنّي
لم أرض بال ّدنيا ثوابا لمن كان قبلك ،وال عقابا لمن انتقمت منه)()7
[الحديث ]295 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :إنّك
تفنى وأنا أبقى ،ومنّي رزقك وعندي ميقات أجلك وإل ّي إيابك وعل ّي حسابك ،فسلني
وال تسأل غيري فيحسن منك ال ّدعاء ومنّي اإلجابة)()8
[الحديث ]296 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ
الس الم :م ا
كثر البشر وأق ّل ع دد من ص بر ،األش جار كث يرة وطيّبه ا قلي ل ،فال يغ ّرنّ ك حس ن
شجرة حتّى تذوق ثمرتها)()9
[الحديث ]297 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ
الس الم :ال
يغ ّرنّ ك المتم رّد عل ّي بالعص يان ،يأك ل من رزقي ويعب د غ يري ث ّم ي دعوني عن د
الكرب فأجيبه ث ّم يرجع إلى ما ك ان علي ه ،فعل ّي يتم رّد أم لس خطي يتع رّض؟ ف بي
)(1روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(2روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(3روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(4روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(5روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(6روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(7روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(8روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(9روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
157
ملجأ)()1 حلفت آلخذنّه أخذة ليس له منجى وال دوني
[الحديث ]298 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :ق ل
والس حت تحت أحض انكم واألص نام في بي وتكم؛ ّ لظلمة ب ني إس رائيل :ال ت دعوني
فإنّي آليت أن أجيب من دعاني ،وأن أجعل إجابتي لعنا عليهم حتّى يتفرّقوا)()2
الس الم :كم[الحديث ]299 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ
أجمل النّظر وأحسن الطّلب والقوم في غفلة ال يرجعون تخ رج الكلم ة من أف واههم
ال تعيها قلوبهم ،يتعرّضون لمقتي ويتحبّبون إلى المؤمنين)()3
[الحــديث ]300 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
ليكن لسانك في ال ّس ّر والعالني ة واح دا ،وك ذلك فليكن قلب ك وبص رك ،واط و قلب ك
ولسانك عن المحارم ،وغضّ بصرك ع ّما ال خير فيه ،فكم ن اظر نظ رة ق د زرعت
في قلبه شهوة ووردت به موارد الهلكة؟)()4
[الحديث ]301 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :كن
رحيما مترحّما ،وكن كما تشاء أن تك ون العب اد ل ك ،وأك ثر ذك ر الم وت ومفارق ة
فإن الغاف ل منّي بعي د ،واذك رني فإن اللّهو يفسد صاحبه ،وال تغفل ّاألهلين ،وال تله ّ
بالصّالحات حتّى أذكرك)()5
[الحديث ]302 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :تب
إل ّي بع د ال ّذنب ،وذ ّك ر بي األوّابين ،وآمن بي وتق رّب إلى المؤم نين ،وم رهم أن
يدعوني معك .وإيّاك ودع وة المظل وم ،ف إنّي آليت على نفس ي أن أفتح له ا باب ا من
السّماء بالقبول وأن أجيبه ولو بعد حين)()6
[الحــديث ]303 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
أن صاحب السّوء يعدي وقرين السّوء يردي ،واعلم من تقارن ،واختر لنفس ك اعلم ّ
إخوانا من المؤمنين)()7
[الحديث ]304 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :تب
إل ّي ،فإنّي ال يتعاظمني ذنب أن أغفره وأنا أرحم الرّاحمين ..اعمل لنفس ك في مهل ة
من أجلك قبل أن ال تعمل لها ،واعب دني لي وم ك ألف س نة م ّم ا تع ّدون؛ في ه أج زي
الس يّئة توب ق ص احبها ،فامه د لنفس ك في مهل ة ون افس في بالحسنة أضعافهاّ ،
وإن ّ
العمل الصّالح ،فكم من مجلس قد نهض أهله وهم مجارون من النّار)()8
[الحــديث ]305 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
)(1روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(2روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(3روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(4روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(5روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(6روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(7روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(8روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
158
ازهد في الفاني المنقطع ،وطأ رسوم منازل من ك ان قبل ك ،وادعهم ون اجهم ...ه ل
تحسّ منهم من أحد ،وخذ موعظتك منهم ،واعلم أنّك ستلحقهم في الاّل حقين)()1
[الحديث ]306 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :ق ل
لمن تم رّد عل ّي بالعص يان وعم ل باألده ان ليتوقّ ع عقوب تي وينتظ ر إهالكي إيّ اه
سيصطلم مع الهالكين)()2
الس الم :م ا [الحديث ]307 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ
أكرمت خليقة بمثل ديني ،وال أنعمت عليها بمثل رحمتي)()3
[الحــديث ]308 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
ي راجع)()4اغسل بالماء ما ظهر ،وداو بالحسنات ما بطن ،فإنّك إل ّ
الس الم:[الحــديث ]309 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
أعطيتك ما أنعمت به عليك فيضا من غير تكدير ،وطلبت منك قرضا لنفسك فبخلت
عليها لتكون من الهالكين)()5
الس الم: [الحــديث ]310 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
تزيّن بال ّدين وحبّ المساكين وص ّل على البق اع فكلّه ا ط اهر ،وامش على األرض
هونا)()6
الس الم: [الحــديث ]311 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
ل آت قريب ،واقرأ كتابي وأنت طاهر ،وأسمعني منك صوتا حزينا)()7 ش ّمر فك ّ
الس الم :ال [الحديث ]312 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ
خ ير في ل ذاذة ال ت دوم ،وعيش عن ص احبه ي زول ..ل و رأت عين اك م ا أع ددت
الص الحين ذاب قلب ك وزهقت نفس ك ش وقا إلي ه ،فليس ك دار اآلخ رة دار ألولي ائي ّ
تجاور فيها الطّيّبون ويدخل عليهم فيها المالئكة المقرّبون وهم م ّما يأتي يوم القيام ة
من أهوالها آمن ون ،دار ال يتغيّ ر فيه ا النّعيم وال ي زول عن أهلها ..ن افس فيه ا م ع
المتنافسين ،فإنّها أمنيّة المتّقين .حسنة المنظر ،ط وبى ل ك ي ا بن م ريم إن كنت له ا
من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنّات ونعيم ،ال تبغي به ا ب دال وال تح ويال،
كذلك أفعل بالمتّقين)()8
الس الم: [الحــديث ]313 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
اه رب إل ّي م ع من يه رب من ن ار ذات لهب ون ار ذات أغالل وأنك ال ،ال ي دخلها
روح وال يخرج منها غ ّم أبدا ،قطع كقطع اللّيل المظلم من ينج منها يفز وليس ينجو
)(1روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(2روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(3روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(4روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(5روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(6روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(7روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
)(8روضة الكافي ص ،131أمالي الصدوق ص.308
159
من كان من اله الكين ،وهي دار الجبّ ارين والعت اة الظّ المين وك ّل ف ظّ غلي ظ وك ّل
مختال فخور)()1
[الحــديث ]314 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
أحذرك نفس ك فكن بي بئست ال ّدار لمن ركن إليها ،وبئس القرار دار الظّالمين ،إنّي ّ
خبيرا)()2
[الحديث ]315 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :كن
حيثما كنت على إقبالي ،واش هد على أنّي خلقت ك وأنت عب دي وأنّي ص وّرتك وإلى
األرض أعيدك)()3
[الحديث ]316 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ
الس الم :ال
يصلح لسانان في فم واحد ،وال قلبان في صدر واحد ،وكذلك األذهان)()4
الس الم :ال[الحديث ]317 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ
الش هوات الموبق ات ،وك ّل بهن الهي ا ،وافطم نفس ك عن ّ تستيقظن عاص يا ،وال تش ّ
ّ
شهوة تباعدك منّي فاهجرها .واعلم أنّك منّي بمك ان الرّس ول األمين فكن منّي على
أن دني اك موديت ك وأنّي آخ ذك بعلمي ،وكن ذلي ل النّفس عن د ذك ري، حذر .واعلم ّ
خاشع القلب حين تذكرني ،يقظانا عند نوم الغافلين)()5
[الحديث ]318 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه السّالم :هذه
نصيحتي إيّاك وموعظتي لك ،فخذها منّي فإنّي ربّ العالمين)()6
الس الم :إذا [الحديث ]319 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى عليه ّ
صبر عبدي في جنبي ك ان ث واب عمل ه عل ّي وكنت عن ده حين ي دعوني ،وكفى بي
منتقما م ّمن عصاني ،أين يهرب منّي الظّالمون؟)()7
[الحــديث ]320 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
الس الم:
أطب الكالم ،وكن حيثما كنت عالما متعلّما)()8
الس الم:[الحــديث ]321 :قال اإلم ام الص ادق( :أوحى هللا إلى عيس ى علي ه ّ
إن فيه ا ش فاء أفض بالحسنات إل ّي حتّى يكون لك ذكرها عندي ،وتمسّك بوصيّتي ف ّ
للقلوب)()9
الس الم :ال [الحديث ]322 :قال اإلمام الصادق( :أوحى هللا إلى عيسى علي ه ّ
[األثــر ]183 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :معاش ر الح واريين إن
خشية هللا وحب الفردوس يورثان الصبر على المشقة ويباعدان من زهرة الدنيا)()3
[األثر ]184 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :يا ابن آدم الضعيف اتق هللا
حيثما كنت وكل كسرتك من حالل واتخذ المسجد بيتا وكن في ال دنيا ض عيفا وع ود
نفسك البكاء وقلبك التفكر وجسدك الصبر وال تهتم برزقك غ دا فإنه ا خطيئ ة تكتب
عليك)()4
[األثر ]185 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :أص ل ك ل خطيئ ة حب
الدنيا ،ورب شهوة أورثت أهلها حزنا طويال)()5
[األثــر ]186 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :اع بروا ال دنيا وال
تعمروها ،وحب الدنيا رأس كل خطيئة ،والنظر يزرع في القلب الشهوة)()6
[األثــر ]187 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :حب ال دنيا أص ل ك ل
خطيئة والمال فيه داء كبير ،قالوا :وما داؤه قال :ال يسلم من الفخر والخيالء ،قالوا:
فإن سلم قال :يشغله اصالحه عن ذكر هللا)()7
[األثر ]188 :روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال( :ال تأخ ذوا ممن تعلم ون
األجر األمثل الذي أعطيتموني وي ا ملح األرض ال تفس دوا ف إن ك ل ش يء إذا فس د
فإنما يداوى بالملح وإن الملح إذا فسد فليس له دواء ،واعلم وا أن فيكم خص لتين من
الجهل الضحك من غير عجب والصبيحة من غير سهر)()8
[األثر ]189 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :بالقلوب الصالحة يعمر هللا
األرض وبها يخرب األرض إذا كانت على غير ذلك)()9
[األثر ]190 :روي أن المسيح عليه السالم كان إذا مر بدار وقد مات أهله ا
[األثر ]193 :روي أن امرأة مرت على عيسى عليه الس الم فق الت :ط وبى
لثدي أرضعك وحجر حملك ،فقال عيسى عليه السالم( :طوبى لمن قرأ كتاب هللا ثم
عمل بما فيه)()4
[األثر ]194 :روي أن هللا أوحى إلى عيس ى علي ه الس الم( :إني وهبت ل ك
حب المساكين ورحمتهم تحبهم ويحبونك ويرضون ب ك إمام ا وقائ دا وترض ى بهم
صحابة وتبعا وهما خلقان ..اعلم أن من لقيني بهم ا لقي ني ب أزكى األعم ال وأحبه ا
إلي)()5
[األثر ]195 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :يا معشر الحواريين اتخذوا
المساجد مساكن واجعلوا بيوتكم كمنازل األضياف ،فما لكم في الع الم من م نزل إن
أنتم اال عابري سبيل)()6
[األثر ]196 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :بح ق أن أق ول لكم إن
أكناف السماء لخالية من األغني اء ول دخول جم ل في س م الخي اط أيس ر من دخ ول
غني الجنة)()7
[األثر ]197 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :رأس الخطيئة حب الدنيا
والخمر مفتاح كل شر والنساء حبالة الشيطان)()8
[األثــر ]198 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :إن للحكم ة أهال ف إن
وضعتها في غير أهلها أضعتها وإن منعتها من أهلها ضيعتها ..كن ك الطبيب يض ع
الدواء حيث ينبغي)()9
[األثــر ]199 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :ي ا ب ني إس رائيل إني
)(1رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب اإليمان ،الدر المنثور.2/202 :
)(2رواه أحمد في الزهد ،الدر المنثور.2/203 :
)(3رواه أحمد ،الدر المنثور.2/203 :
)(4رواه أحمد ،الدر المنثور.2/203 :
)(5رواه أحمد ،الدر المنثور.2/203 :
)(6رواه ابن أبي شيبة وأحمد ،الدر المنثور.2/203 :
)(7رواه أحمد ،الدر المنثور.2/203 :
)(8رواه عبد هللا في زوائده ،الدر المنثور.2/203 :
)(9رواه أحمد ،الدر المنثور.2/204 :
169
أعيذكم باهلل أن تكونوا عارا على أهل الكتاب ..يا ب ني إس رائيل ق ولكم ش فاء ي ذهب
الداء وأعمالكم داء ال تقبل الدواء)()1
[األثر ]200 :روي أن المسيح عليه السالم قال ألحب ار ب ني إس رائيل( :ال
تكونوا للناس كالذئب السارق وكالثعلب الخدوع وكالحدأ الخاطف)()2
[األثر ]201 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :يا معشر الحواريين أيكم
يستطيع أن يبني على موج البحر دارا قالوا :يا روح هللا ومن يق در على ذل ك ق ال:
إياكم والدنيا فال تتخذوها قرارا)()3
[األثر ]202 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :إنه ليس بنافعك أن تعلم ما
لم تعلم ولما تعمل بما قد علمت إن كثرة العلم ال تزيد إال كبرا إذا لم تعمل به)()4
[األثر ]203 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :الزهد يدور في ثالثة أيام:
أمس خال وعظت به واليوم زادك فيه وغدا ال تدري ما لك فيه)()5
[األثر ]204 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :األمر ي دور على ثالث ة:
أمر بان لك رشده فاتبعه وأمر بان لك غيه فاجتنبه وأم ر أش كل علي ك فكل ه إلى هللا
عز وجل)()6
[األثر ]205 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :سلوني فإن قلبي لين وإني
صغير في نفسي)()7
[األثر ]206 :روي أن المسيح عليه السالم مر بق وم فق ال :اللهم اغف ر لن ا
ثالثا فقالوا :يا روح هللا انا نريد أن نسمع من ك الي وم موعظ ة ونس مع من ك ش يئا لم
نسمعه فيما مضى فأوحى هللا إلى عيسى أن قل لهم( :إني من أغفر له مغفرة واح دة
أصلح له بها دنياه وآخرته)()8
[األثر ]207 :روي أن المسيح عليه السالم كان إذا دعا القراء قام عليهم ،ثم
قال( :هكذا اصنعوا بالقراء)()9
[األثــر ]208 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :إن أحببتم أن تكون وا
أص فياء هللا ون ور ب ني آدم من خلق ه ف اعفوا عمن ظلمكم وع ودوا من ال يع ودكم
وأحسنوا إلى من ال يحسن إليكم ،وأقرضوا من ال يجزيكم)()10
[األثــر ]209 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :ي ا دار تخ ربين ويف نى
[األثر ]223 :روي أن المسيح عليه السالم مر والحواريون على جيفة كلب
فقالوا :ما أنتن هذا فقال( :ما أشد بياض أسنانه)()4
[األثر ]224 :روي أن المسيح عليه الس الم ق ال( :إن هللا يحب العب د يتعلم
المهنة يستغني بها عن الناس ،ويكره العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة)()5
[األثر ]225 :روي أن إبليس قال للمس يح علي ه الس الم :زعمت أن ك تح يي
الموتى فإن كنت كذلك ف ادع هللا أن ي رد ه ذا الجب ل خ بزا ،فق ال ل ه عيس ى :أوك ل
الناس يعيشون بالخبز قال :فإن كنت كم ا تق ول فثب من ه ذا المك ان ف إن المالئك ة
ستلقاك ،قال( :إن ربي أمرني أن ال أجرب نفسي؛ فال أدري هل يسلمني أم ال)()6
[األثــر ]226 :روي أن هللا أوحى إلى المس يح علي ه الس الم( :إن لم تطب
نفسك أن تصفك الناس بالزاه د في لم أكتب ك عن دي راهب ا فم ا يض رك إذا بغض ك
الناس وأنا عنك راض وما ينفعك حب الناس وأنا عليك ساخط)()7
[األثر ]227 :روي أنه قيل للمس يح علي ه الس الم :ب أي ش يء تمش ي على
الماء؟ ..قال :باإليمان واليقين ..ق الوا :فان ا آمن ا كم ا آمنت وأيقن ا كم ا أيقنت ،ق ال:
فامشوا اذن ،فمشوا معه فجاء الموج فغرق وا ،فق ال لهم :م ا لكم ق الوا :خفن ا الم وج
ق ال :أال خفتم رب الم وج ..ف اخرجهم ،ثم ض رب بي ده إلى األرض فقبض به ا ثم
بسطها ،فإذا في احدى يدي ه ذهب وفي األخ رى م در فق ال :أيهم ا أحلى في قل وبكم
قالوا :الذهب قال :فإنهما عندي سواء)()8
)(1رواه ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد ،الدر المنثور.2/206 :
)(2رواه أحمد وابن أبي الدنيا ،الدر المنثور.2/206 :
)(3رواه أحمد ،الدر المنثور.2/206 :
)(4رواه أحمد وابن أبي الدنيا ،الدر المنثور.2/206 :
)(5رواه أحمد ،الدر المنثور.2/206 :
)(6رواه أحمد ،الدر المنثور.2/207 :
)(7رواه أحمد ،الدر المنثور.2/207 :
)(8رواه أحمد ،الدر المنثور.2/207 :
172
[األثر ]228 :روي أن المسيح عليه السالم كان إذا ذكر عنده الساعة صاح
ويقول( :ال ينبغي البن مريم أن تذكر عنده الساعة فيسكت)()1
[األثر ]229 :روي أن المسيح ويحيى عليهم ا الس الم يأتي ان القري ة فيس أل
عيسى عليه السالم عن شرار أهلها ويسأل يحيى عليه السالم عن خي ار أهله ا فق ال
له :لم تنزل على شرار الناس قال( :إنما أنا طبيب أداوي المرضى)()2
[األثــر ]230 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :تعمل ون لل دنيا وأنتم
ترزقون فيها بغير عمل وال تعملون لآلخرة وأنتم ال ترزقون فيها إال بالعمل)()3
[األثــر ]231 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :ويحكم األج ر تأخ ذون
والعمل تضيعون توشكون أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة الق بر وض يقه ،وهللا ع ز
وجل ينهاكم عن المعاصي كما أمركم بالصوم والصالة)()4
[األثر ]232 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :كيف يك ون من أه ل العلم
من دنياه آثر عنده من آخرته وهو في الدنيا أفضل رغبة)()5
[األثر ]233 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :كيف يك ون من أه ل العلم
من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه)()6
[األثر ]234 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :كيف يك ون من أه ل العلم
من سخط واحتقر منزلته وهو يعلم أن ذلك من علم هللا وقدرته)()7
[األثر ]235 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :كيف يك ون من أه ل العلم
من اتهم هللا تعالى في قضاءه فليس يرضى بشيء أصابه)()8
)(1رواه ابن المبارك وابن أبي شيبة وأحمد وابن عساكر ،الدر المنثور.2/207 :
)(2رواه أحمد ،الدر المنثور.2/208 :
)(3رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(4رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(5رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(6رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(7رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(8رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(9رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
173
()1
[األثر ]238 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :ليس كم ا أري د ولكن كم ا
تريد ،وليس كما أشاء ولكن كما تشاء)()2
[األثر ]239 :روي أن المسيح عليه الس الم ق ال( :إن الش يطان م ع ال دنيا
ومكره مع المال وتزيينه عند الهوى واستكماله عند الشهوات)()3
[األثــر ]240 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :اللهم إني أص بحت ال
أستطيع دفع ما أكره وال أملك نفع م ا ارج و وأص بح األم ر بي د غ يري وأص بحت
مرتهنا بعملي فال فقير أفقر م ني فال تش مت بي ع دوي وال تس يء بي ص ديقي وال
تجعل مصيبتي في ديني وال تسلط علي من ال يرحمني)()4
[األثر ]241 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :إذا سلك بك س بيل البالء
فاعلم أنه سلك بك سبيل األنبياء والصالحين وإذا سلك بك سبيل أه ل الرخ اء ف اعلم
أنه سلك بك غير سبيلهم وخولف بك عن طريقهم)()5
[األثــر ]242 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :إنم ا أبعثكم كالكب اش
تلتقطون خراف بني إسرائيل فال تكون وا كال ذئاب الض واري ال تي تخطت ف الن اس
وعليكم بالخرفان ما لكم تأتون عليكم ثياب الش عر وقل وبكم قل وب الخن ازير البس وا
ثياب الملوك ولينوا قلوبكم بالخشية)()6
[األثر ]243 :روي أن المسيح عليه السالم ق ال( :ي ا ابن آدم اعم ل باعم ال
البر حتى يبلغ عملك عنان السماء فإن لم يكن حبا في هللا ما اغنى ذل ك عن ك ش يئا)
()7
[األثر ]244 :روي أن المسيح عليه السالم قال للحواريين( :إن إبليس يري د
أن يبخلكم فال تقعوا في بخله)()8
[األثــر ]245 :روي أن المس يح علي ه الس الم ك ان واقف ا على ق بر ومع ه
الحواريون وصاحب القبر يدلى فيه فذكروا من ظلمة الق بر ووحش ته وض يقه فق ال
المسيح( :ق د كنتم فيم ا ه و أض يق من ه في أرح ام أمه اتكم ف إذا أحب هللا أن يوس ع
وسع)()9
[األثر ]246 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :أك ثروا ذك ر هللا وحم ده
وتقديسه وأطيعوه فإنما يكفي أح دكم من ال دعاء إذا ك ان هللا تب ارك وتع الى راض يا
)(1رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(2رواه أحمد ،الدر المنثور.2/209 :
)(3رواه ابنه ،الدر المنثور.2/210 :
)(4رواه ابن أبي شيبة وأحمد ،الدر المنثور.2/210 :
)(5رواه أحمد ،الدر المنثور.2/210 :
)(6رواه أحمد ،الدر المنثور.2/210 :
)(7رواه أحمد ،الدر المنثور.2/210 :
)(8رواه أحمد ،الدر المنثور.2/210 :
)(9رواه أحمد ،الدر المنثور.2/210 :
174
عليه أن يقول :اللهم اغفر لي خطيئتي واصلح لي معيش تي وع افني من المك اره ي ا
إلهي)()1
[األثر ]247 :روي أن المسيح عليه السالم قال للحواريين( :بحق أقول لكم:
ما الدنيا تريدون وال اآلخرة)قالوا :يا رسول هللا فسر لنا هذا فقد كن ا ن رى أن ا نري د
إح داهما ،ق ال( :ل و أردتم ال دنيا ألطعتم رب ال دنيا ال ذي مف اتيح خزائنه ا بي ده
فأعطاكم ،ولوأردتم اآلخرة أطعتم رب اآلخرة الذي يملكه ا فأعط اكم ،ولكن ال ه ذه
تريدون وال تلك)()2
[األثر ]248 :روي أن المسيح عليه السالم ق ال( :ت رج ببالغ ة وتيق ظ في
ساعات الغفلة واحكم بلطف الفطنة ال تكن حلسا مطروحا وأنت حي تتنفس)()3
[األثر ]249 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :اجعلوا كنوزكم في السماء
فإن قلب المرء عند كنزه)()4
[األثر ]250 :روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال( :إنم ا تطلب ال دنيا لت بر
فتركها أبر)()5
[األثر ]251 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :وهللا ما س كنت ال دنيا في
قلب عبد إال التاط قلبه منها بثالث :شغل ال ينفك عناه وفقر ال ي درك غن اه وأم ل ال
يدرك منتهاه ..الدنيا طالبة ومطلوبة ..فطالب اآلخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل فيه ا
رزقه وطالب الدنيا تطلبه اآلخرة حتى يجيء الموت فيأخذ بعنقه)()6
[األثــر ]252 :روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال( :كم ا توض عون ك ذلك
ترفعون وكما ترحمون كذلك ترحمون وكما تقضون من حوائج الناس كذلك يقضي
هللا من حوائجكم)()7
[األثر ]253 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :ليس اإلحسان أن تحس ن
إلى من أحسن إليك تلك مكافأة إنما اإلحسان أن تحسن إلى من أساء إليك)()8
[األثر ]254 :روي أن المسيح عليه السالم مر بق وم فش تموه فق ال خ يرا،
ومر بآخرين فشتموه وزادوا فزادهم خيرا ،فقال رجل من الح واريين :كلم ا زادوك
شرا زدتهم خيرا كأنك تغريهم بنفسك ،فقال( :كل إنسان يعطي ما عنده)()9
[األثر ]255 :روي أن المسيح عليه السالم مر به خنزير فقال :مر بسالم..
[األثر ]264 :روي أن المسيح علي ه الس الم ق ال( :إن منعت الحكم ة أهله ا
)(1رواه ابن أبي الدنيا ،الدر المنثور.2/212 :
)(2رواه الخرائطي ،الدر المنثور.2/212 :
)(3رواه ابن أبي الدنيا والبيهقي في الزهد ،الدر المنثور.2/212 :
)(4رواه ابن عساكر ،الدر المنثور.2/213 :
)(5رواه ابن عساكر ،الدر المنثور.2/213 :
)(6رواه ابن عساكر ،الدر المنثور.2/213 :
)(7رواه ابن عساكر ،الدر المنثور.2/213 :
)(8رواه ابن عساكر ،الدر المنثور.2/213 :
)(9رواه أحمد والبيهقي ،الدر المنثور.2/213 :
176
جهلت وإن منحتها غير أهلها جهلت ..كن كالطبيب المداوي إن رأى موضعا للدواء
وإال أمسك)()1
[األثـر ]265 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال للح واريين( :ي ا معش ر
الحواريين ال تطرحوا اللؤلؤ إلى الخنزير فإن الخ نزير ال يص نع ب اللؤلؤة ش يئا وال
تعطوا الحكمة من ال يري دها ف إن الحكم ة خ ير من اللؤل ؤ ومن ال يري دها ش ر من
الخنزير)()2
[األثر ]266 :روي أن المسيح عليه السالم قال( :ي ا علم اء الس وء جلس تم
على أبواب الجنة ،فال أنتم تدخلونها وال تدعون المساكين يدخلونها ..إن ش ر الن اس
عند هللا عالم يطلب الدنيا بعلمه)()3
[األثر ]267 :روي أن المس يح علي ه الس الم ق ال( :إن مث ل ح ديث النفس
بالخطيئة كمثل الدخان في البيت ال يحرقه فإنه ينتن ريحه ويغير لونه)()4
[األثــر ]268 :روي أن المس يح علي ه الس الم جلس يوم ا م ع غلم ان من
الكتاب فأخذ طينا ثم قال :أجعل لكم من هذا الطين طائرا قالوا :أو تستطيع ذلك قال:
نعم بإذن ربي ثم هيأه حتى إذا جعله في هيئة الطائر نفخ فيه ثم قال :كن طائرا باذن
هللا فخرج يطير من بين كفيه وخرج الغلمان بذلك من أمره فذكروه لمعلمهم فأفش وه
في الناس(.)5
[األثــر ]269 :روي أن دع اء المس يح علي ه الس الم ال ذي ك ان ي دعو ب ه
للمرضى والزمنى والعميان والمجانين وغيرهم قوله( :اللهم أنت إله من في السماء
وإله من في األرض ال إله فيهما غ يرك وأنت جب ار من في الس ماء وجب ار من في
األرض ال جبار فيهما غيرك أنت ملك من في السماء وملك من في األرض ال ملك
فيهما غيرك قدرتك في السماء كقدرتك في األرض وسلطانك في األرض كسلطانك
في السماء أسألك باسمك الكريم ووجهك المن ير وملك ك الق ديم إن ك على ك ل ش يء
قدير)()6
[األثــر ]270 :روي أن اليه ود ك انوا يجتمع ون إلى المس يح علي ه الس الم
ويستهزئون به ويقولون له :يا عيسى ما أكل فالن البارحة وما ادخ ر في بيت ه لغ د،
فيخبرهم فيسخرون منه ،فمر ذات ي وم ب امرأة قاع دة عن د ق بر وهي تبكي فس ألها،
فقالت :ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها ،فصلى ركعتين ثم نادى :يا فالنة ق ومي
بإذن الرحمن فاخرجي فتحرك القبر ثم نادى الثاني ة فانص دع الق بر ثم ن ادى الثالث ة
فخرجت وهي تنفض رأسها من التراب ،فقالت :أماه ما حمل ك على أن أذوق ك رب
)(1المحاسن .229
)(2أصول الكافي .37 /1
)(3تنبيه الخواطر .91 /1
)(4تنبيه الخواطر .104 /1
)(5تنبيه الخواطر .125 /1
)(6عدة الداعي .220
)(7تنبيه الخواطر .554 /2
192
وقدرته؟)()1 من سخط رزقه ،واحتقر منزلته ،وقد علم أن ذلك من علم هّللا
[األثر ]378 :روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه ،فقال( :كي ف يك ون
من أهل العلم من اتهم هّللا فيما قضى له فليس يرضى شيئا أصابه؟)()2
[األثر ]379 :روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه ،فقال( :كي ف يك ون
من أهل العلم من دنياه عنده آثر من آخرته وهو مقبل على دني اه ،وم ا يض ره أحب
إليه مما ينفعه؟)()3
[األثر ]380 :روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه ،فقال( :كي ف يك ون
من أهل العلم من يطلب الكالم ليخبر به وال يطلب ليعمل به؟)()4
[األثر ]381 :روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه ،فقال( :وي ل لعلم اء
الس وء تص لى عليهم الن ار) ،ثم ق ال( :اش تدت مؤون ة ال دنيا ومؤون ة اآلخ رة :أم ا
مؤونة الدنيا فإنك ال تمد يدك إلى شيء منها إال وجدت ف اجرا ق د س بقك إلي ه ،وأم ا
مؤونة اآلخرة فإنك ال تجد أعوانا يعينونك عليها)()5
[األثر ]382 :روي أن المسيح عليه السالم وعظ قومه ،فقال( :احرز لسانك
لعمارة قلبك ،وليسعك بيتك ،واح ذر من الري اء وفض ول معاش ك واس تح من رب ك
واب ك على خطيئت ك وف ر من الن اس ف رارك من األس د واألفعى ،فإنم ا ك انوا دواء
فصاروا اليوم داء ،ثم الق هّللا تعالى متى شئت)()6
[األثر ]383 :روي أن المسيح عليه السالم وعظ قوم ه ،فق ال( :مث ل ال دنيا
واآلخرة كمثل رجل له ضرتان :إن أرضى أحدهما سخطت األخرى)()7
[األثر ]384 :روي أنه قيل للمسيح عليه السالم( :قيل لعيسى ابن مريم عليه
السّالم :كيف أصبحت يا روح هّللا ؟ قال :أص بحت وربي تب ارك وتع الى من ف وقي،
والنار أمامي ،والموت في طلبي ،ال أملك ما أرج و وال أطي ق دف ع م ا أك ره ،ف أي
فقير أفقر مني)()8
[األثر ]385 :روي أن أنه بينما كان المسيح عليه السالم جالسا وشيخ يعم ل
بمسحاة ويثير به األرض فقال عيسى عليه السّالم :اللهم ان زع عن ه األم ل .فوض ع
الشيخ المسحاة واض طجع فلبث س اعة ..فق ال عيس ى علي ه ّ
الس الم :اللهم اردد إلي ه
األمل .فقام فجعل يعمل ..فسأله عيسى عن ذلك ،فق ال :بينم ا أن ا أعم ل إذ ق الت لي
نفسي :إلى متى تعمل وأنت شيخ كبير؟ ف ألقيت المس حاة واض طجعت ،ثم ق الت لي
[األثر ]394 :روي أن إبراهيم عليه السّالم قال لملك الموت :هل تستطيع أن
تريني صورتك ال تي تقبض فيه ا روح الف اجر؟ ..ق ال :ال تطي ق ذل ك ..ق ال :بلى..
قال :فأعرض عنّي ..فأعرض عنه ثم التفت فإذا هو برجل أسود ،قائم الشعر ،منتن
ال ريح ،أس ود الثي اب ،يخ رج من فم ه ومن اخره لهب الن ار وال دخان ،فغش ي على
إبراهيم ثم أفاق ،فقال :لو لم يلق الفاجر عند موته إال صورة وجهك كان حسبه(.)2
.2ما ورد من اآلثار المقبولة عن سليمان عليه السالم:
من اآلثار التي ن رى قبوله ا ـ بش كل ع ام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن
الكريم:
أن (س ليمان بن داود علي ه الس الم م ّر في موكب ه ـ [األثــر]395 :ــ روي ّ
والجن واإلنس عن يمينه وعن شماله ـ بعاب ٍد من عبّاد ب ني إس رائيل، ّ والطير تظلّه،
فقال :وهللا يا ابن داود ..لقد آتاك هللا ملكا ً عظيما ،فسمعه سليمان فق ال :لتس بيحةٌ في
إن م ا أُعطي ابن داود ي ذهبّ ،
وإن ص حيفة م ؤمن خ ي ٌر مم ا أُعطي ابن داودّ ،
التسبيحة تبقى)()3
أن سليمان عليه السالم رأى عصفورا يقول لعصفورة: [األثر]396 :ـ روى ّ
لو شئت أخذت قبّة سليمان بمنقاري فألقيتها في البحر ،فتبّس م س ليمان علي ه الس الم
من كالمه ثم دعاهما ،وقال للعصفور :أتطي ق أن تفع ل ذل ك؟ ..فق ال :ال ي ا رس ول
ولكن الم رء ق د ي زيّن نفس ه ويعظّمه ا عن د زوجت ه ،والمحبّ ال يُالم على م ا ّ هللا..
يقول ،فقال سليمان عليه السالم للعصفورة :لِ َم تبتعدين عنه وهو يحبك؟ ..فقالت :ي ا
ع ،ألن ه يحبّ معي غ يري ،ف أثّر كالم العص فورة نبي هللا ..إنه ليس محبّا ً ولكنه م ّد ٍ
في قلب سليمان ،وبكى بكاء شديدا ،ودعا هللا أن يفرغ قلبه لمحبته ،وأن ال يخالطه ا
بمحبة غيره(.)4
أن س ليمان علي ه الس الم ق ال البن ه( :ي ا ب ني ..إي اك [األثــر ]397 :روى ّ
والمراء ،فإنه ليست فيه منفعةٌ ،وهو يهيّج بين اإلخوان العداوة)()5
.3ما ورد من األحاديث المقبولة عن إلياس عليه السالم:
من األحاديث التي نرى قبولها ـ بشكل عام ـ بس بب ع دم معارض تها للق رآن
الكريم:
[الحديث ]372 :قال اإلمام الصادق( :كان إلياس النبي علي ه الس الم ،وك ان
من عبّ اد أنبي اء ب ني إس رائيل ،يق ول في س جوده :أت راك مع ذبي وق د أظم أت ل ك
)( 1رواه أبو نعيم في الحلية ()19 /1
)(2بحار األنوار (.)143 /6
)(3بحار األنوار ،14/83 :وتنبيه الخواطر .1/129
)(4بحار األنوار ،14/95 :وقصص األنبياء.
)(5بحار األنوار ،14/134 :وتنبيه الخواطر .2/12
196
هواجري؟ ..أتراك معذبي وقد عفرت لك في ال تراب وجهي؟ ..أت راك مع ذبي وق د
اجتنبت لك المعاصي؟ ..أتراك معذبي وقد أسهرت ل ك ليلي؟ ..ف أوحى هللا إلي ه :أن
ارفع رأسك فإني غير معذبك ،وإني إذا وعدت وعدا وفيت به)()1
.4ما ورد من األحاديث المقبولة عن إشعيا عليه السالم:
[الحديث ]373 :سئل رسول هللا عن إشعيا عليه السالم فقال( :هو ال ذي
بشر بي وبأخي عيسى بن مريم عليه السالم)()2
[الحديث ]374 :قال اإلمام علي( :أوحى هللا تع الى جلت قدرت ه إلى إش عيا
عليه السالم إني مهلك من قومك مائة ألف أربعين ألفا من ش رارهم وس تين ألف ا من
خيارهم ،فقال عليه الس الم :ه ؤالء االش رار فم ا ب ال االخب ار؟ فق ال :داهن وا أه ل
المعاصي فلم يغضبوا لغضبي)()3
[الحديث ]375 :مما قال ه اإلم ام الرض ا في االحتج اج على أرب اب المل ل
مخاطبا حبر النصارى :يانص راني كي ف علم ك بكت اب ش عيا؟ ق ال :أعرف ه حرف ا
حرفا ،فقال له ولرأس الجالوت :أتعرفان هذا من كالم ه( :ي اقوم إني رأيت ص ورة
راكب الحمار البسا جالبيب النور ،ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر)؟
فقاال :قد قال ذلك ش عيا .ثم ق ال :وق ال إش عيا الن بي فيم ا تق ول أنت وأص حابك في
الت وراة( :رأيت راك بين أض اء لهم ا االرض أح دهما على حم ار واآلخ ر على
جم ل)فمن راكب الحم ار؟ ومن راكب الجم ل؟ ق ال رأس الج الوت :ال أعرفهم ا،
فخبرني بهما ،قال :أما راكب الحمار فعيسى وأما راكب الجم ل فمحم د ،أتنك ر
هذا من التوراة؟ قال :ال ما أنكره ..ثم قال الرض ا :ه ل تع رف حيق وق الن بي علي ه
السالم؟ قال :نعم إني به لعارف ،قال :فإنه قال وكتابكم ينطق ب ه( :ج اء هللا بالبي ان
من جبل فاران ،وامتالت السماوات من تسبيح أحمد وأمت ه ،يحم ل خيل ه في البح ر
كم ا يحم ل في ال بر ،يأتين ا بكت اب جدي د بع د خ راب بيت المق دس)يع ني بالكت اب
القرآن ،أتعرف هذا وتؤمن به؟ ق ال رأس الج الوت ق د ق ال ذل ك حيق وق الن بي وال
ننكر قوله)()4
.5ما ورد من األحاديث المقبولة عن دانيال عليه السالم:
[الحــديث ]376 :ق ال اإلم ام الس جّاد( :ل و يعلم الن اس م ا في طلب العلم،
لطلب وه ول و بس فك المهج ،وخ وض اللجج ،إن هللا أوحى إلى داني ال الن بي علي ه
ق أه ل العلم ،التّ ارك االقت داءتخف بح ّ
ّ إن أمقت عبيدي إل ّي ،الجاه ل المس السّالمّ :
وإن أحبّ عبيدي إل ّي ،التّق ّي الطّالب للثّ واب الجزي ل ،المالزم للعلم اء ،التّ ابع
بهمّ ..
للحكماء ،القابل عن الحكماء)()5
[الحديث ]378 :قال اإلمام علي في ق ول هللا ع ز وجلَ ﴿ :و َك انَ تَحْ تَ هُ َك ْن ٌز
لَهُ َما ﴾ [الكهف( :]82 :كان ذلك الكنز لوحا من ذهب فيه مكتوب :بسم هللا ال رحمن
ال رحيم ،ال إل ه إال هللا ،محم د رس ول هللا ،عجبت لمن يعلم أن الم وت ح ق كي ف
يفرح؟! ..عجبت لمن ي ؤمن بالق در كي ف يح زن؟! ..عجبت لمن ي ذكر الن ار كي ف
يض حك؟! ..عجبت لمن ي رى ال دنيا وتص رف أهله ا ح اال بع د ح ال كي ف يطمئن
إليها؟!)()2
[الحــديث ]379 :من أدعية الخض ر علي ه الس الم ال تي ذكره ا اإلم ام علي
قوله( :اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء ،وبقوتك التي قهرت بها ك ل
شيء ،وخضع لها كل شيء ،وذل له ا ك ل ش يء ،وبجبروت ك ال تي غلبت به ا ك ل
شيء ،وبعزتك التي ال يقوم لها شيء ،وبعظمتك التي مألت ك ل ش يء ،وبس لطانك
الذي عال كل ش يء ،وبوجه ك الب اقي بع د فن اء ك ل ش يء ،وبأس مائك ال تي مألت
أركان كل شيء ،وبعلمك الذي أحاط كل شيء ،وبنور وجه ك ال ذي أض اء ل ه ك ل
شيء ،يا نور يا قدوس ،يا أول األولين وي ا آخ ر اآلخ رين ،اللهم اغف ر لي ال ذنوب
التي تهتك العصم ،اللهم اغفر لي ال ذنوب ال تي ت نزل النقم ،اللهم اغف ر لي ال ذنوب
التي تغير النعم ،اللهم اغفر لي الذنوب ال تي تحبس ال دعاء ،اللهم اغف ر لي ال ذنوب
[الحديث ]421 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان عليه السالم :حملت الجندل
(أي الحجر)والحديد وكل حمل ثقي ل ،فلم أحم ل ش يئا أثق ل من ج ار الس وء ،وذقت
المرارات كلها فما ذقت شيئا أم ّ
ر من الفقر)()2
[الحديث ]422 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان عليه السالم :يا بني ال تتخذ
الجاهل رسوال ،فإن لم تصب عاقال حكيما يكون رسولك فكن أنت رسول نفسك ..يا
بني اعتزل الشر يعتزلك)()3
[الحديث ]423 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان البنه :إذا س افرت م ع ق وم
فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم ،وأكثر التبسّم في وجوههم ،وكن كريم ا
على زادك ،وإذا دعوك فأجبهم ،وإذا اس تعانوا ب ك ف أعنهم ،واغلبهم بثالث :بط ول
الص مت ،وك ثرة الص الة ،وس خاء النفس بم ا مع ك من داب ة أو م ال أو زاد ،وإذا
استشهدوك على الحق فاشهد لهم ،وأجهد رأيك لهم إذا استشاروك ،ثم ال تعزم ح تى
تثبّت وتنظ ر ،وال تُ ِجبْ في مش ور ٍة ح تى تق وم فيه ا وتقع د ،وتن ام وتص لي وأنت
مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته ،ف إن من لم يمحّض النص يحة لمن استش اره،
سلبه هللا تبارك وتعالى رأيه ،ونزع عنه األمانة ،وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش
معهم ،وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم ،وإذا تصدقوا وأعطوا قرض ا فأع ط معهم)
()4
[الحديث ]424 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان البنه :ي ا ب ني ..اس مع لمن
عي
هو أكبر منك سنا ،وإذا أمروك بأمر وسألوك فق ل :نعم ،وال تق ل :ال ،ف إن [ال] ٌّ
ولوم ،وإذا تحيرتم في طريقكم فانزلوا ،وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا ،وإذا
رأيتم شخصا واحدا فال تسألوه عن طريقكم وال تسترشدوه ،فإن الشخص الواحد في
الفالت مريب ،لعله أن يكون عينا للصوص ،أو يكون هو الش يطان ال ذي يحيّ ركم،
واحذروا الشخصين أيضا إال أن تروا ما ال أرى ،فإن العاقل إذا أبص ر بعين ه ش يئا
عرف الحق منه ،والشاهد يرى ما ال يرى الغائب)()5
[الحديث ]425 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان البنه :يا بني ..إذا جاء وقت
الصالة فال تؤخرها لشيء ،وصلّها واسترح منها ،فإنها دَين ،وص ّل في جماعة ولو
على رأس زج (أي الحديدة أسفل الرمح) ،وال تن امن على دابت ك ،ف إن ذل ك س ريع
في دبْرها (أي إتالفها) ،وليس ذلك من فعل الحكماء إال أن تكون في محم ل يمكن ك
)(1بحار األنوار ،13/420 :وقصص األنبياء.
)(2بحار األنوار ،13/421 :وقصص األنبياء.
)(3بحار األنوار ،13/421 :وقصص األنبياء.
)(4بحار األنوار ،13/423 :وروضة الكافي ص.348
)(5بحار األنوار ،13/423 :وروضة الكافي ص.348
210
التم دد واالس ترخاء ،وإذا ق ربت من الم نزل ف انزل عن دابت ك ،واب دء بعلفه ا قب ل
نفس ك ،وإذا أردت ال نزول فعلي ك من بق اع االرض بأحس نها لون ا ،وألينه ا ترب ة،
ل قبل أن تجلس)()1 وأكثرها عشبا ،وإذا نزلت فص ّ
[الحديث ]426 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان البنه :يا ب ني ..إذا ارتحلت
فصلّ ،وو ّدع االرض التي حللت بها ،وسلم عليها وعلى أهلها ،ف إن لك ل بقع ة أهال
من المالئكة ،وإن استطعت أن ال تأكل طعاما حتى تبدأ فتتصدق منه فافعل ،وعليك
بقراءة كتاب هللا عز وجل ما دمت راكبا ،وعليك بالتسبيح م ا دمت ع امال ،وعلي ك
بالدعاء ما دمت خاليا ،وإياك والسير من أول الليل ،وعلي ك ب التعريس والدلج ة من
لدن نصف الليل إلى آخره ،وإياك ورفع الصوت في مسيرك)()2
[الحديث ]427 :قال اإلمام الصادق( :كان فيما وعظ ب ه لقم ان ابنه قوله :ي ا
بني ،إن الناس قد جمعوا قبلك ألوالدهم ،فلم يبق ما جمعوا ،ولم يبق من جمعوا ل ه،
وإنما أنت عبد مستأجر قد أُمرت بعمل و ُوعدت عليه أجرا ،فأوف عمل ك واس توف
أج رك ،وال تكن في ه ذه ال دنيا بمنزل ة ش اة وقعت في زرع أخض ر ،ف أكلت ح تى
سمنت ،فكان حتفها عند سمنها ،ولكن اجعل ال دنيا بمنزل ة قنط رة على نه ر ُج زت
عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر)()3
[الحديث ]428 :قال اإلمام الصادق( :كان فيما وعظ ب ه لقم ان ابنه قوله :ي ا
بني ،اعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي هللا ع ز وج ل عن أرب ع :ش بابك فيم ا
أبليته ،وعمرك فيما أفنيته ،ومالك مما اكتسبته ،وفيما أنفقته فتأهّب ل ذلك ،وأع ّد ل ه
جوابا ،وال تأس على ما فاتك من الدنيا ،فإن قليل ال دنيا ال ي دوم بق اؤه ،وكثيره ا ال
يؤمن بالؤه ،فخذ ِح ْذرك ،وج ّد في أم رك ،واكش ف الغط اء عن وجه ك ،وتع رّض
لمعروف ربك ،وجدد التوبة في قلبك)()4
[الحديث ]429 :قال اإلمام الصادق( :كان فيما وعظ لقمان ابنه ،أنه قال ل ه:
(يا بني اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب العلم ،فإنك لن تجد له
تضييعا مثل تركه)()5
[الحديث ]430 :قال اإلمام الصادق( :قال لقمان البنه :للعالم ثالث عالمات:
العلم باهلل ،وبما يحب ،وما يكره)()6
[الحديث ]431 :قال اإلمام الصادق( :كان فيما أوصى ب ه لقم ان ابن ه نات ان
أن ق ال ل ه :ي ا ب ني ليكن مم ا تتس لح ب ه على ع دوك فتص رعه المس امحة وإعالن
الرضى عنه ،وال تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب ل ك ..ي ا ب ني خ ف
224