Professional Documents
Culture Documents
المعاد والرحمة والعدالة
المعاد والرحمة والعدالة
يحاول هذا الكتاب جمع م ا ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم
حول اإليمان بالمعاد ،وه و من األرك ان األساس ية الك برى لل دين ،وال ذي ال
يرتبط بالحقائق العقدية فقط ،وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية.
وق د رأين ا من خالل م ا ورد في الق رآن الك ريم من اآلي ات المرتبط ة
بالمعاد ،أنها تحوي ـ بس بب مزجه ا بين المع ارف العقدي ة والقيم الس لوكية ـ
قيم تين كب يرتين اعتبرن ا ك ل واح دة منهم ا ض ابطا من الض وابط الك برى
لألحاديث المقبولة:
أوالهما :أن المع اد مرتب ط بالدرج ة األولى بالعدال ة اإللهي ة ،ول ذلك
ينتصر هللا تعالى فيه للمظلومين على الظالمين ،وينال كل عامل جزاء عمل ه،
حسنا كان أو قبيح ا ،وله ذا ُوض عت الم وازين والص راط ،وفُ رق بين ج زاء
المؤمنين وغيرهم ،بل على أساس ذلك كانت الجن ة درج ات تتف اوت بحس ب
أعمال الصالحين ،والنار دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين.
ثانيهما :أن المعاد مرتبط بالرحمة اإللهية ،ولذلك ك ان المع اد ـ ابت داء
من الموت ـ هو المحل الذي يس عد في ه المؤمن ون ،ويلق ون من عظيم العناي ة
اإللهية ما يملؤهم محبة له.
وبن اء على ه ذا؛ فق د قبلن ا ك ل األح اديث ال تي تص ور بعض مظ اهر
رحمة هللا تعالى بعباده الصالحين إما ح ال الم وت ،أو عن د ال برزخ ،أو عن د
النشر والحشر ،أو عند الجزاء ،لم ا لتل ك األح اديث من ت أثير ترب وي كب ير؛
فهي ت رغب في األعم ال الص الحة ،مثلم ا ت رهب العدال ة اإللهي ة من
االنحرافات ،وما تعلق بها.
سنة بال مذاهب
()6
الطبعة الأولى
1441ـ 2020
4
المقدمة
يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول
اإليمان بالمعاد ،وهو من األركان األساسية الكبرى للدين ،والذي ال يرتبط بالحقائق
العقدية فقط ،وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية.
وقد رأينا من خالل ما ورد في القرآن الك ريم من اآلي ات المرتبط ة بالمع اد،
أنها تحوي ـ بسبب مزجها بين المعارف العقدية والقيم الس لوكية ـ قيم تين كب يرتين
اعتبرنا كل واحدة منهما ضابطا من الضوابط الكبرى لألحاديث المقبولة:
أوالهما :أن المعاد مرتبط بالدرجة األولى بالعدالة اإللهية ،ولذلك ينتص ر هللا
تعالى فيه للمظلومين على الظالمين ،وينال ك ل عام ل ج زاء عمل ه ،حس نا ك ان أو
قبيحا ،ولهذا ُوضعت الموازين والصراط ،وفُرق بين جزاء المؤمنين وغ يرهم ،ب ل
على أساس ذل ك ك انت الجن ة درج ات تتف اوت بحس ب أعم ال الص الحين ،والن ار
دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين.
ولهذه القيم ة دور كب ير في ال ترهيب من ع ذاب هللا ال ذي ي نزل ب المنحرفين
والمحرفين ،ولهذا فقد جعلنا من الضوابط األساسية لألحاديث التي نرى قبولها عدم
تعارضها مع تلك الزواجر التي وردت في القرآن الكريم ،والتي تحذر من التقصير
والتفريط في العمل الص الح ،وتس اوي بين األمم جميع ا في ذل ك ،كم ا ق ال تع الى:
ب َمن يَ ْع َملْ سُو ًءا يُجْ زَ بِ ِه َوالَ يَ ِج ْد لَهُ ِمن دُو ِن هّللا ِ ْس بِأ َ َمانِيِّ ُك ْم َوال أَ َمانِ ِّي أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ
﴿لَّي َ
صيرًا﴾ [النساء]123: َولِيًّا َوالَ نَ ِ
وهكذا اآليات القرآنية الكثيرة التي تبين أن العدالة والرحمة اإللهية متناسقتان
متكاملت ان ،ال يع ارض أح دهما اآلخ ر ،على خالف م ا ت وهم ب ه تل ك األح اديث
المردودة ،والتي تصور أن الرحمة تقضي على العدال ة ،ب ل تقض ي على ك ل القيم
التي جاءت النصوص المقدسة لتقريرها ،وتثبيتها ،وتربية المؤمن عليها.
ومن األمثلة على ذلك م ا ورد في ه ذا المش هد الق رآني من مش اهد القيام ة،
ين ( اب ْاليَ ِم ِ
ت َر ِهينَةٌ ( )38إِاَّل أَصْ َح َ والذي عبر عنه قوله تعالىُ ﴿ :كلُّ نَ ْف ٍ
س بِ َما َك َسبَ ْ
ت يَتَ َسا َءلُونَ (َ )40ع ِن ْال ُمجْ ِر ِمينَ (َ )41ما َسلَ َك ُك ْم فِي َسقَ َر ( )42قَ الُوا )39فِي َجنَّا ٍ
ض ينَط ِع ُم ْال ِم ْس ِكينَ (َ )44و ُكنَّا نَ ُخوضُ َم َع ْالخَائِ ِ ك نُ ْ صلِّينَ (َ )43ولَ ْم نَ ُ ك ِمنَ ْال ُم َ لَ ْم نَ ُ
(َ )45و ُكنَّا نُ َك ِّذبُ بِيَ وْ ِم ال دِّي ِن (َ )46حتَّى أَتَانَ ا ْاليَقِينُ ( )47فَ َم ا تَ ْنفَ ُعهُ ْم َش فَا َعةُ
ال َّشافِ ِعينَ ([ ﴾)48المدثر]48 - 38 :
فاآليات الكريمة أخ برت أن ال ذين ال يص لون ..أي ليس لهم تواص ل روحي
باهلل ..وال ذين ال يطعم ون المس كين ..أي ليس لهم أي تواص ل ورحم ة ب المجتمع..
هؤالء وغيرهم ال تنفعهم شفاعة الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة لهم.
وهكذا نرى القرآن الكريم يح ذرنا من ذل ك الي وم الخط ير ال ذي ال تنف ع في ه
﴿واتَّقُ ْ
وا يَوْ م ا ً الَّ أمثال تلك الشفاعات التي تذكرها تلك الرواي ات ،كم ا ق ال تع الىَ :
س َشيْئا ً َوالَ يُ ْقبَ ُل ِم ْنهَا َشفَا َعةٌ َوالَ ي ُْؤخَ ُذ ِم ْنهَا َع ْدلٌ﴾ (البقرة،)48 : تَجْ ِزي نَ ْفسٌ عَن نَّ ْف ٍ
5
يع يُطَاعُ﴾ (غافر)18 : وقالَ ﴿ :ما لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن َح ِم ٍيم َواَل َشفِ ٍ
وهكذا نج د الق رآن الك ريم يص رح بغض ب هللا ولعنت ه وعقاب ه الش ديد على
ذنوب كثيرة نراها هينة سهلة عند أولئك الذين ضربوا الق رآن بالح ديث ..وض ربوا
الدين وقيمه بما شرعوه ألنفسهم من شرائع الهوى.
ُ
﴿و ْي ٌل لِ ُكلِّ هُ َم َز ٍة ل َم زَ ٍة ()1فاهلل تعالى أخبر عن الهمز واللمز وعقوبته ،فقالَ :
الَّ ِذي َج َم َع َمااًل َو َع َّد َدهُ ( )2يَحْ َس بُ أَ َّن َمالَ هُ أَ ْخلَ َدهُ (َ )3كاَّل لَيُ ْنبَ َذ َّن فِي ال ُحطَ َم ِة ()4
ْ
ك َم ا ْال ُحطَ َم ةُ ( )5نَ ا ُر هللا ْال ُموقَ َدةُ ( )6الَّتِي تَطَّلِ ُع َعلَى اأْل َ ْفئِ َد ِة ( )7إِنَّهَ ا َو َم ا أَ ْد َرا َ
ص َدةٌ ( )8فِي َع َم ٍد ُم َم َّد َد ٍة ([ ﴾)9الهمزة]9 - 1 : َعلَ ْي ِه ْم ُم ْؤ َ
﴿و َم ْن يَ ْقتُ لْوأخ بر عن عقوب ة القت ل العم د ،وأنه ا الخل ود في جهنم ،فق الَ :
َظي ًماب هللا َعلَ ْي ِه َولَ َعنَهُ َوأَ َع َّد لَهُ َع َذابًا ع ِ ُم ْؤ ِمنًا ُمتَ َع ِّمدًا فَ َجزَا ُؤهُ َجهَنَّ ُم خَالِدًا فِيهَا َوغ ِ
َض َ
([ ﴾)93النساء]93 :
وهك ذا ل و تأملن ا الق رآن جميع ا ..ب ل مع ه الكث ير من الس نة ،لوج دنا فيهم ا
نصوصا كثيرة تملؤنا بالمهابة ومن خشية هللا ومن الخوف من تعدي حدود هللا ،كما
اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَّقُ ونَ ﴾
ك ُح دُو ُد هللا فَاَل تَ ْق َربُوهَ ا َك َذلِكَ يُبَيِّنُ هللا آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ ق ال تع الى﴿ :تِ ْل َ
[البقرة]187 :
ت بِ ْدعًا ِمنَ الرُّ س ُِل َو َم ا وقد أورد المفسرون في تفسير قوله تعالى﴿ :قُلْ َما ُك ْن ُ
ين﴾ي َو َم ا أَنَ ا إِاَّل نَ ِذي ٌر ُمبِ ٌ وحى إِلَ َّ أَ ْد ِري َم ا يُ ْف َع ُل بِي َواَل بِ ُك ْم إِ ْن أَتَّبِ ُع إِاَّل َم ا يُ َ
[األحق اف ]9 :عن أم العالء ق الت :ط ار لن ا عثم ان بن مظع ون في الس كنى حين
اقترعت االنصار على سكنى المهاجرين .فاشتكى فمرضناه حتى ت وفي ،ثم جعلن اه
في أثوابه ،فدخل علينا رسول هللا ،فقلت :رحمة هللا عليك أبا الس ائب ،فش هادتي
عليك لقد أكرمك هللا ،قال :وما يدريك؟ قلت :ال أدري وهللا ،قال :أم ا ه و فق د ج اءه
اليقين ،إني ألرجو له الخ ير من هللا ،وهللا م ا أدري وأن ا رس ول هللا مايفع ل بي وال
بكم .قالت أم العالء :فوهللا ال أزكي احدا بعده(.)1
وقد ورد في الحديث تصوير لبعض مشاهد العدل في أداء الحقوق لمستحقيها ي وم
القيامة ،وذلك حين سأل رس ول هللا الص حابة ،فق ال(:أت درون من المفلس؟) ،فق الوا:
(المفلس فين ا من ال درهم ل ه وال مت اع) ،فق ال (:إن المفلس من أم تي من ي أتي ي وم
القيامة بصالة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل م ال ه ذا وس فك دم ه ذا
وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما
عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)()2
فعدالة هللا المطلقة تقتضي أن ال يضيع أي حق من الحقوق مهما كان ،ول ذلك ق ال
رسول هللا ( :من كانت عنده مظلمة ألخيه فليتحلله منها ،فإن ه ليس ث َّم دين ار
وال درهم من قبل أن يؤخذ ألخيه من حسناته ،فإن لم يكن له حسنات أخذ من
)(1رواه أحمد 6/436وفي 6/436والبخاري 2/91 :وفي 3/238و.9/44
)(2رواه مسلم رقم ( ،)2581والترمذي رقم ()2420
6
()1 سيئات أخيه فطرحت عليه)
ب ل إن النص وص أخ برت بعدال ة هللا الش املة للحيوان ات ح تى يقتص للش اة
الجم اء من الش اة القرن اء ( ،)2وفي الح ديث القدس ي عن الجن ة ،يق ول هّللا تع الى:
(وعزتي وجاللي ال يجاوزني اليوم ظلم ظالم)( ،)3وهو ما ينص عليه قوله تع الى﴿:
اب َم ْن َح َم َل ظُ ْلماً﴾ (طـه)111 : َوقَ ْد َخ َ
هذه هي األحاديث التي تتوافق مع القرآن ،ومع العقول ،ومع الفطرة ومع قيم
العدالة اإللهية التي تزن مثاقيل الذر ..وهي التي ال يص ح أن ي روى غيره ا معه ا،
ألن مثل ذلك مثل تلك المرأة التي ذكرها الق رآن الك ريم ،فق الَ ﴿ :والَ تَ ُكونُ ْ
وا َك الَّتِي
ت غ َْزلَهَا ِمن بَ ْع ِد قُ َّو ٍة أَن َكاثًا تَتَّ ِخ ُذونَ أَ ْي َمانَ ُك ْم َدخَ الً بَ ْينَ ُك ْم أَن تَ ُك ونَ أُ َّمةٌ ِه َي أَرْ بَىض ْ نَقَ َ
ِم ْن أُ َّم ٍة إِنَّ َما يَ ْبلُو ُك ُم هّللا ُ بِ ِه َولَيُبَيِّن ََّن لَ ُك ْم يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َما ُكنتُ ْم فِي ِه ت َْختَلِفُون﴾ [النحل]92:
ثانيهما :أن المعاد مرتبط بالرحم ة اإللهي ة ،ول ذلك ك ان المع اد ـ ابت داء من
الموت ـ هو المحل الذي يسعد فيه المؤمن ون ،ويلق ون من عظيم العناي ة اإللهي ة م ا
يملؤهم محبة له.
وبناء على هذا؛ فقد قبلنا كل األحاديث التي تص ور بعض مظ اهر رحم ة هللا
تعالى بعباده الصالحين إما حال الموت ،أو عند البرزخ ،أو عند النشر والحش ر ،أو
عند الجزاء ،لما لتلك األح اديث من ت أثير ترب وي كب ير؛ فهي ت رغب في األعم ال
الصالحة ،مثلما ترهب العدالة اإللهية من االنحرافات ،وما تعلق بها.
وقد قسمنا الكتاب بحسب مراحل المعاد إلى ثالثة أقسام:
األولى :مرحلة الموت والبرزخ.
الثانية :مرحلة المعاد والمحكمة اإللهية.
الثالثة :مرحلة الجزاء اإللهي.
وقد خصصنا كل مرحلة من المراح ل بفص ل خ اص به ا ،يجم ع األح اديث
الواردة فيها من المصادر السنية والشيعية ،سواء ما روي عن رسول هللا أو م ا
روي عن أئمة الهدى ،والذي نرى أنه من رواياتهم عن رسول هللا ،كم ا أش رنا
إلى ذلك في األجزاء السابقة.
وقد ختمنا الكتاب بفصل خ اص بنم اذج عن األح اديث الم ردودة ال تي ن رى
تعارضها مع القرآن الكريم ،مع بيان سبب ردها.
8
الض الِّينَ ( )92فَنُ ُز ٌل ِم ْن َح ِم ٍيم َّ ب ْاليَ ِمي ِن (َ )91وأَ َّما إِ ْن َكانَ ِمنَ ْال ُم َك ِّذبِينَ ِم ْن أَصْ َحا ِ
ك ْال َع ِظ ِيم ( اس ِم َربِّ َين ( )95فَ َس بِّحْ بِ ْ ق ْاليَقِ ِ (َ )93وتَصْ لِيَةُ َج ِح ٍيم ( )94إِ َّن هَ َذا لَه َُو َح ُّ
[ ﴾)96الواقعة 83 :ـ ]96
.4أن صورة الموت تختلف باختالف األعمال والمراتب ،وقد ذكر هللا تعالى
كيفي ة وف اة الطي بين ،فق ال ﴿ :الَّ ِذينَ تَت ََوفَّاهُ ُم ْال َماَل ئِ َك ةُ طَيِّبِينَ يَقُولُ ونَ َس اَل ٌم َعلَ ْي ُك ُم
ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ بِ َما ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾ [النحل]32 :
ومثل ذلك ما أشار إليه القرآن الكريم من أنواع التكريم والتبجيل ال تي يلقاه ا
المؤمن في المواقف المختلفة من طرف المالئكة ،كم ا ق ال تع الى﴿ :إِ َّن الَّ ِذينَ قَ الُوا
اس تَقَا ُموا تَتَنَ َّز ُل َعلَ ْي ِه ُم ْال َماَل ئِ َك ةُ أَاَّل تَخَ افُوا َواَل تَحْ زَ نُ وا َوأَب ِْش رُوا بِ ْال َجنَّ ِة َربُّنَا هَّللا ُ ثُ َّم ْ
الَّتِي ُك ْنتُ ْم تُو َع ُدونَ ( )30نَحْ نُ أَوْ لِيَا ُؤ ُك ْم فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َر ِة َولَ ُك ْم فِيهَ ا َم ا
ور َر ِح ٍيم﴾ [فص لت- 30 : تَ ْشتَ ِهي أَ ْنفُ ُس ُك ْم َولَ ُك ْم فِيهَ ا َم ا تَ َّد ُعونَ ( )31نُ زُاًل ِم ْن َغفُ ٍ
]32
وبخالفهم المنحرف ون ال ذين ذك ر هللا تع الى ص ورة م وتهم ،والمعان اة ال تي
ض ِربُونَ ُو ُج وهَهُ ْم يعانونها عنده ،فقالَ ﴿ :ولَوْ تَ َرى إِ ْذ يَت ََوفَّى الَّ ِذينَ َكفَرُوا ْال َماَل ئِ َكةُ يَ ْ
ْس بِظَاَّل ٍم ت أَ ْي ِدي ُك ْم َوأَ َّن هَّللا َ لَي َ ق (َ )50ذلِ كَ بِ َم ا قَ َّد َم ْ اب ْال َح ِري َِوأَ ْدبَا َرهُ ْم َو ُذوقُوا َع َذ َ
لِ ْل َعبِي ِد﴾ [األنفال]51 ،50 :
ك بِأَنَّهُ ْم قَالُوا لِلَّ ِذينَ َك ِرهُوا َما نَ َّز َل هَّللا ُ َس نُ ِطي ُع ُك ْم فِي وقال في مشهد آخرَ ﴿ :ذلِ َ
ارهُ ْم ( )26فَ َك ْيفَ إِ َذا تَ َوفَّ ْتهُ ُم ْال َماَل ئِ َكةُ يَضْ ِربُونَ ُو ُج وهَهُ ْم ْض اأْل َ ْم ِر َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم إِ ْس َر َ
بَع ِ
ض َوانَهُ فَأَحْ بَ طَ أَ ْع َم الَهُ ْم ﴾ َوأَ ْدبَا َرهُ ْم (َ )27ذلِكَ بِأَنَّهُ ُم اتَّبَعُوا َما أَسْخَ طَ هَّللا َ َو َك ِرهُ وا ِر ْ
[محمد]28 - 26 :
ت َو ْال َماَل ئِ َك ةُ ت ْال َم وْ ِ وقال في مشهد آخرَ ﴿ :ولَوْ تَ َرى إِ ِذ الظَّالِ ُمونَ فِي َغ َم َرا ِ
ون بِ َم ا ُك ْنتُ ْم تَقُولُ ونَ َعلَى هَّللا ِ اب ْالهُ ِ بَا ِسطُو أَ ْي ِدي ِه ْم أَ ْخ ِرجُوا أَ ْنفُ َس ُك ُم ْاليَوْ َم تُجْ َزوْ نَ َع َذ َ
ق َو ُك ْنتُ ْم ع َْن آيَاتِ ِه تَ ْستَ ْكبِرُونَ ﴾ [األنعام]93 : َغ ْي َر ْال َح ِّ
تاش طَا ِ ت غَرْ قً ا (َ )1والنَّ ِ از َع ا ِ وجم ع بين المش هدين في قول ه تع الىَ ﴿ :والنَّ ِ
ت َس ْبقًا ([ ﴾)4النازعات]4 - 1 : ت َس ْبحًا ( )3فَالسَّابِقَا ِ نَ ْشطًا (َ )2والسَّابِ َحا ِ
فمن األقوال الواردة في تفسير اآليات الكريم ة م ا روي عن اإلم ام علي أن ه
ت ن َْش طاً] هي اشطَا ِ ت غَرْ قاً] هي المالئكة تنزع أرواح الكفّار،و[النَّ ِ ازعَا ِ قالَ [( :والنَّ ِ
ت َّ
ا،و[الس ابِ َحا ِ المالئكة تنش ط أرواح الكفّار ،م ا بين األظف ار والجل د حتّى تخرجه
ت َس بْقاً] هي الس ابِقَا ِ َس بْحاً]المالئك ة تس بح ب أرواح المؤم نين الس ماء واألرض[ ،فَ َّ
المالئكة تسبق بعضها بعضا ً بأرواح المؤمنين إلى هللا تعالى)()1
بن اء على ه ذا س نذكر في ه ذا المبحث م ا ورد في األح اديث ح ول الم وت
وأحوال الموتى ،وأضفنا إليها ما ورد حول كيفية التعامل مع الموتى ،بغض النظ ر
عن األحوال التي يكونون عليها.
)(1كنز العمال 545 :2ح.4686
9
.1ما ورد من المواعظ المرتبطة بالموت:
وقد قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين:
أ ـ المواعظ النبوية المرتبطة بالموت:
من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم:
[الحديث ]1 :قال رسول هللا ( :الموت ،الموت ،جاء الموت بما فيه ،ج اء
بالروح والراحة والكرّة المباركة إلى جنة عالية ،أله ل دار الخل ود ال ذين ك ان له ا
سعيهم ،وفيها رغبتهم ،وجاء الموت بما فيه ،جاء بالشقوة والندامة والكرّة الخاس رة
إلى نار حامية ،ألهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم)()1
[الحديث ]2 :سئل رسول هللا :أي المؤم نين أكيس؟ ق ال( :أك ثرهم ذك را
للموت ،وأشدهم له استعدادا)()2
[الحــديث ]3 :جاء جبري ل علي ه الس الم إلى الن بي فق ال( :يامحم د عش
ماشئت فانك ميت ،واحبب من شئت فانك مفارقه ،واعمل ماشئت فانك مالقيه)()3
[الحــديث ]4 :ق ال رس ول هللا ( :ش يئان يكرههم ا ابن آدم :يك ره الم وت
ل للحساب)()4 والموت راحة للمؤمن من الفتنة ،ويكره قلّة المال وقلّة المال أق ّ
اك ،فتم نى [الحــديث ]5 :دخ ل رس ول هللا على رج ل يع وده وه و ش ٍ
ك محسنا ً تزدد إحس انا إلى ّ
تتمن الموت ..فإنك إن ت ُ الموت ،فقال رسول هللا ( :ال
خر لتستعتب ،فال تمنّوا الموت)()5 إحسانك ،وإن كنت مسيئا ً فتؤ ّ
[الحديث ]6 :قال اإلم ام علي( :ك ان ض حك الن بي التبس م ،فاجت از ذات
يوم بفئة من األنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بمأل أفواههم ،فقال :ياهؤالء من
صر به الخير عمله ،فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور ،وإذك روا غرّه منكم أمله وق ّ
الموت فإنه هادم اللذات)()6
﴿و َك انَ تَحْ تَ هُ َك ْن ٌز
[الحديث ]7 :سئل رس ول هللا عن ق ول هللا ع ّزوج لَّ :
لَهُ َما﴾ [كهف ،]82 :وما ذلك الكنز الذي أقام الخضر الجدار عليه؟ ..فقال ( :علم
م دفون في ل وح من ذهب ،مكت وب في ه :وعجب ا ً لمن أيقن بالحس اب غ داً ثم ه و ال
يعمل)()7
ً
[الحديث ]8 :قال رسول هللا ( :اعمل عمل من يظن أنه يموت غدا)()8
[الحــديث ]9 :ق ال رس ول هللا ( :إن مل ك الم وت إذا ن زل لقبض روح
الفاجر نزل ومعه سفود من ن ار) ،فس ئل :يارس ول هللا فه ل يص يب ذل ك أح داً من
)(1بحار األنوار ،6/126 :وكتاب الحسين بن سعيد.
)(2بحار األنوار ()267 /71
)(3بحار األنوار ()267 /71
)(4بحار األنوار ،6/128 :والخصال .1/37
)(5بحار األنوار ،6/128 :وأمالي الطوسي ص.245
)(6أمالي الطوسي ،ص .522
)(7الجعفريات.237 :
)(8الجعفريات.163 :
10
اُمتك؟ قال( :نعم حاكما ً جائراً ،وآكل مال اليتيم ،وش اهد ال زور ،وإن ش اهد ال زور
يدلع لسانه في النار كما يدلع لسانه في االناء)()1
[الحــديث ]10 :ج اء رج ل إلى رس ول هللا فق ال :م ا لي يارس ول هللا ال
أحب الموت؟ فقال له :ألك م ال؟ ق ال :نعم ،ق ال :فق ّدمت ه ،ق ال :ال ،ق ال :فمن ثم ال
تحبّ الموت ألن قلب الرجل عند متاعه)()2
[الحديث ]11 :قال رس ول هللا ( :أك ثروا من ذك ر ه ادم الل ذات) ،فقي ل:
يارسول هللا وما هادم اللذات؟ قال ( :الم وت ف ان أكيس المؤم نين أك ثرهم ذك راً
للموت ،وأحسنهم للموت استعداداً)()3
[الحــديث ]12 :ق ال رس ول هللا :إذا دعيتم إلى الجن ائز فأس رعوا فان ه
تذكرة اآلخرة)()4
[الحديث ]13 :قال رسول هللا ( :أديموا ذكر هادم اللذات) ،قالوا :يارسول
هللا وما هادم اللذات؟ قال( :الموت فانه من أك ثر ذك ر الم وت س لى عن الش هوات،
ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات ،ومن هانت عليه المص يبات س ارع
في الخيرات)()5
ق الحياء) ،قالوا :وم ا[الحديث ]14 :قال رسول هللا ( :استحيوا من هللا ح ّ
يبيتن أحدكم إال وأجلُ ه بين عيني ه،
ّ نفعل يا رسول هللا؟ ..قال( :فإن كنتم فاعلين ،فال
وليحف ظ ال رأس وم ا وعى ،والبطن وم ا ح وى ،ولي ذكر الق بر والبلى ،و َمن أراد
اآلخرة فليدع زينة الحياة الدنيا)()6
[الحديث ]15 :أتى رجل النبي فقال :م ا لي ال أحبّ الم وت؟ ..فق ال ل ه:
(ألك مالٌ؟) ..قال( :نعم ،قال( :فق ّدمته؟) ..ق ال( :ال ،ق ال( :فمن ثَ ّم ال تحب الم وت)
()7
ب ـ مواعظ أئمة الهدى المرتبطة بالموت:
من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى:
ما ورد عن اإلمام علي:
[الحديث ]16 :قال اإلمام علي( :من أكثر من ذكر الم وت رض ي من ال دنيا
باليسير)()8
صيبَكَ ِمنَ ال ُّد ْنيَا ﴾ [الحديث ]17 :قال اإلمام علي في قوله تعالىَ ﴿ :واَل تَ ْن َ
س نَ ِ
[القصص :]77 :أي التنس صحتك وقوتك ،وفراغك وشبابك ،ونشاطك وغن اك أن
)(1الجعفريات.146 :
)(2الجعفريات.211 :
)(3الجعفريات.199 :
)(4الجعفريات.33 :
)(5مسند زيد بن علي.386 :
)(6بحار األنوار ،6/131 :وقرب اإلسناد ص.13
)(7بحار األنوار ،6/127 :والخصال .1/10
)(8نهج البالغة ج 2ص .227
11
االخرة)()1
تطلب به
[الحديث ]18 :سئل اإلمام علي( :بماذا أحببت لقاء هللا؟) ..قال( :لما رأيته قد
أن ال ذي أكرم ني به ذا ليس ينس اني اختار لي دين مالئكته ورسله وأنبيائ ه ،علمت ّ
فأحببت لقاءه)()2
أن[الحــديث ]19 :تب ع اإلم ام علي جن ازةً ،فس مع رجالً يض حك ،فق ال( :ك ّ
أن ال ذي ن رىق فيها على غيرنا وجب ،وك ّ وكأن الح ّ
ّ الموت فيها على غيرنا ُكتب،
من األموات سفر ع ّما قليل إلينا راجعون ،نب ّؤوهم أجداثهم ونأكل ت راثهم ،ق د نس ينا
ك ّل واع ظ وواعظ ة ،ورمين ا بك ل جائح ة ،وعجبت لمن نس ي الم وت وه و ي رى
الموت ..و َمن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير)()3
[الحديث ]20 :من خطبة لإلمام علي ذكر فيها ملك الم وت( :ه ل تحسّ ب ه
إذا دخل م نزال؟ ..أم ه ل ت راه إذا ت وفّى أح دا؟ ..ب ل كي ف يت وفّى الج نين في بطن
أمه؟ ..أيلج عليه من بعض جوارحها؟ ..أم الروح أجابته بإذن ربها؟ ..أم ه و س ٌ
اكن
معه في أحشائها؟ ..كيف يصف إلهه َمن يعجز عن صفة مخلوق مثله؟)()4
[الحديث ]21 :نادى اإلمام علي أهل القبور من المؤم نين والمؤمن ات فق ال:
الس الم عليكم ورحم ة هللا وبركات ه ..نخ بركم بأخبارن ا أم تخبرون ا بأخب اركم؟..
أزواجكم قد تزوجوا وأموالكم قسمها وراثكم ،و ُح ِشر في اليتامى أوالدكم ،والمنازل
ال تي ش يدتم وب نيتم س كنها أع داؤكم ،فم ا أخب اركم؟) .فأجاب ه مجيب( :ق د تم زقت
األكفان وانتشرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت األحداق على الخ دود ،وتن ازلت
المناخر واألفواه بالقيح والصديد ،وما قدماه وجدناه وما أنفقناه ربحن اه ،وم ا خلفن اه
خسرناه ،ونحن مرتهنون باألعمال ،ونرجو من هللا الغفران بالكرم واالمتنان)()5
[الحديث ]22 :عن كميل بن زياد قال :خرجت مع علي بن أبي ط الب فلم ا
أش رف على الجب ان التفت إلى المق برة فق ال( :ي ا أه ل القب ور ياأه ل البلى ياأه ل
قس مت األم وال وأيتمت األوالد، الوحش ة م ا الخ بر عن دكم ف ّ
إن الخ بر عن دنا ،ق د ّ
واستبدل باألزواج ،فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم؟) ثم التفت إلي فقال( :ياكميل
إن خير الزاد التقوى ،ثم بكى وقال لي :ياكمي ل الق بر لو أذن لهم في الجواب لقالواّ :
صندوق العمل ،وعند الموت يأتيك الخبر)()6
[الحديث ]23 :قال اإلم ام علي( :اك ثروا ذك ر الم وت عن دما تن ازعكم الي ه
أنفسكم من الشهوات ،وكفى بالموت واعظاً ،وكان رسول هللا كث يراً م ا يوص ي
أصحابه بذكر الموت ،فيقول :أكثر وا ذكر الم وت ،فان ه ه ادم الل ذات ،حائ ل بينكم
[الحديث ]71 :قال اإلمام الصادق( :مكتوبٌ في التوراة :نُحْ نا لكم فلم تبك وا،
أن هلل س يفا ً ال ين ام وه و جهنم ،أبن اء األربعين
وشوّقناكم فلم تشتاقوا ،أعلم القتّالين ّ
ع قد دنا حصاده ،أبناء الس تين م اذا ق ّدمتم وم اذا أوفوا للحساب ،أبناء الخمسين زر ٌ
أ ّخرتم؟ ..أبناء السبعين ع ّدوا أنفسكم في الموتى ،أبناء الثمانين تُكتب لكم الحس نات،
وال تُكتب عليكم الس يئات ،أبن اء التس عين أنتم أُس راء هللا في أرض ه) ،ثم ق ال( :م ا
يقول كريم أسر رجالً؟ ..ماذا يصنع به؟) ..قيل له :يطعمه ويسقيه ويفعل ب ه ،فق ال:
(ما ترى هللا صانعا ً بأسيره؟)()4
2ـ ما ورد حول صفة الموت وأصناف الموتى:
وقد قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين:
أ ـ األحاديث النبوية حول صفة الموت وأصناف الموتى:
من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم:
ما ورد في المصادر السنية:
[الحديث ]72 :سئل رسول هللا :متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ ق ال:
(إذا عاين)()5
[الحديث ]73 :قال رسول هللا ( :موت الفجأة أخ ذة أس ف للك افر ورحم ة
)(1بحار األنوار ()267 /71
)(2بحار األنوار ،6/13 :ومعاني األخبار ص.58
)(3بحار األنوار ،6/133 :ومصباح الشريعة.
)(4بحار األنوار ،6/136 :وروضة الواعظين.
)(5ابن ماجه ()1453
21
للمؤمنين)()1
[الحــديث ]74 :ق ال رس ول هللا ( :من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه ومن
كره لقاء هللا كره هللا لق اءه) ،قي ل :ي ا ن بي هللا أكراهي ة الم وت؟ ق ال( :ليس ك ذلك،
ولكن المؤمن إذا بشر برحمة هللا ورض وانه وجنت ه أحب لق اء هللا ف أحب هللا لق اءه،
وإن الكافر إذا بشر بعذاب هللا وسخطه كره لقاء هللا فكره هللا لقاءه)()2
[الحديث ]75 :ق ال رس ول هللا ( :من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه ،ومن
كره لقاء هللا كره هللا لقاءه ،قيل :ي ا رس ول هللا كلن ا يك ره الم وت؟ ق ال( :ليس ذل ك
كراهية الموت ،ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البش ير من هللا فليس ش يء أحب إلي ه
من أن يكون قد لقي هللا فأحب هللا لقاءه .وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ما هو
صائر إليه من الشر ،أو ما يلقى من الشر فكره لقاء هللا فكره هللا لقاءه)()3
[الحديث ]76 :قال رسول هللا ( :قال هللا عز وجل :إذا أحب عب دي لق ائي
أحببت لقاءه ،وإذا كره لقائي كرهت لقاءه)()4
[الحديث ]77 :قال رسول هللا ( :من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه ،ومن
كره لقاء هللا كره هللا لقاءه)()5
[الحديث ]78 :قال رسول هللا ( :إن شئتم أنبأتكم ما أول م ا يق ول هللا ع ز
وجل للمؤمنين يوم القيامة ،وما أول ما يقولون له؟ قلنا :نعم يا رس ول هللا ،ق ال :إن
هللا عز وجل يقول للمؤمنين :ه ل أحببتم لق ائي؟ فيقول ون :نعم ي ا ربن ا ،فيق ول :لم؟
فيقولون :رجونا عفوك ومغفرتك فيقول :قد وجبت لكم مغفرتي)()6
[الحــديث ]79 :ق ال رس ول هللا ( :إذا ش خص البص ر وحش رج الص در
واقشعر الجلد وتش نجت األص ابع فعن د ذل ك من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه ومن
كره لقاء هللا كره هللا لقاءه)()7
[الحديث ]80 :قال رسول هللا ( :اثنان يكرههم ا ابن آدم الم وت والم وت
خير للمؤمنين من الفتنة ،ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب)()8
[الحديث ]81 :قال رسول هللا ( :تحفة المؤمن الموت)()9
[الحديث ]82 :عن سلمان أن النبي ع اد رجال من األنص ار فوض ع ي ده
على جبينه فقال( :كيف تجدك؟) فلم يجبه ،فقيل :ي ا رس ول هللا ،إن ه عن ك مش غولٌ.
فقال( :خلوا بيني وبينه) ،فخرج الناس فرفع يده ،فأشار المريض أن أعد ي دك حيث
)(1الكافي.2/444:
)(2الكافي.2/444:
26
فبكى له أبواب السماء والبوابون لفق ده ويقول ون :ي ارب ق د ك ان لعب دك ه ذا عم ل
صالح وكنا نسمع حالوة صوته بالذكر للقرآن ،ويقولون :اللهم ابعث لنا مكانه عب دا
يسمعنا ما كان يسمعنا ،ويصنع هللا مايشاء ،فيص عد ب ه إلى عيش رحب ب ه مالئك ة
الس ماء كلهم أجمع ون ،ويش فعون ل ه ويس غفرون ل ه ،ويق ول هللا تب ارك وتع الى:
رحمتي علي ه من روح ،ويتلق اه أرواح المؤم نين كم ا يتلقى الغ ائب غائب ه ،فيق ول
بعضهم لبعض :ذروا هذه الروح حتى تفيق فقد خ رجت من ك رب عظيم ،وإذا ه و
استراح أقبلوا عليه يسائلونه ويقول ون :مافع ل فالن وفالن؟ ف إن ك ان ق دمات بك وا
واسترجعوا ويقولون :ذهبت به أمه الهاوية فإن ا هلل وإن ا إلي ه راجع ون ،فيق ول هللا:
ردوها عليه ،فمنها خلقتهم وفيها اعيدهم ،ومنه ا اخ رجهم ت ارة اخ رى ،ف إذا حم ل
سريره حملت نعشه المالئكة واندفعوا به اندفاعا والش ياطين س ماطين ينظ رون من
بعيد ليس لهم عليه سلطان وال سبيل ،فإذا بلغوا ب ه الق بر ت وثبت إلي ه بق اع االرض
كالر ياض الخضر ،فقالت ك ل بقع ة منه ا :اللهم اجعل ه في بط ني ،فيج اء ب ه ح تى
يوضع في الحفرة التي قضاها هللا له ،فإذا وضع في لحده مثل له أبوه وامه وزوجته
وولده وإخوانه ،فيقول لزوجته :مايبكيك؟ قال :فتقول ،لفقدك ،تركتنا معولين ،فتجئ
صورة حس نة ،فيق ول :م ا أنت؟ فيق ول :أن ا عمل ك الص الح ،أن ا ل ك الي وم حص ن
حصين وجنة وسالح المرهللا ،فيقول :أما وهللا لو علمت أنك في هذا المكان لنصبت
نفسي لك ،وما غرني مالي وولدي ،فيقول :يا ولي هللا ابشر بالخير ،فوهللا إنه ليسمع
خفق نعال القوم إذا راجع وا ،ونفض هم أي ديهم من ال تراب إذا فرغ وا ،ق د رد علي ه
روحه وما علموا ،فتقول له االرض :مرحب ا ي ا ولي هللا ،مرحب ا ب ك ،أم ا وهللا لق د
كنت احبك وأنت على متني ،فأنا لك الي وم أش د حب ا إذا أنت في بط ني ،أم ا وع زة
ربي ال حسنن جوارك وال بردن مضجعك ،وال وسعن مدخلك ،إنما أنا روض ة من
رياض الجنة ،أوحفرة من حفر النار ،ثم يبعث هللا إليه ملك ا فيض رب بجناحي ه عن
يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فيوسع له من كل طريقة أربعين فرس خا
نورا ،فإذا قبره مستدير بالنور)()1
ب ـ أحاديث أئمة الهدى حول أصناف الموتى:
من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى:
ما ورد عن اإلمام علي:
[الحــديث ]94 :ق ال اإلم ام علي( :لم ا أراد هللا تب ارك وتع الى قبض روح
إبراهيم علي ه الس الم أهب ط هللا مل ك الم وت ،فق ال :الس الم علي ك ي ا إب راهيم ق ال:
وعليك الس الم يامل ك الم وت أداع أم ن اع؟ ق ال :ب ل داع ي ا إب راهيم؟ ف أجب ،ق ال
إبراهيم :فهل رأيت خليال يميت خليله؟ قال :فرجع ملك الموت حتى وق ف بين ي دي
هللا جل جالله فقال :إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم ،فقال هللا جل جالله ياملك
الموت إذهب إليه وقل له :هل رأيت حبيبا يكره لق اء حبيب ه؟ إن الح بيب يحب لق اء
)(1بحار األنوار ،208/ 8 :عن :االختصاص.
27
حبيبه)1().
[الحــديث ]95 :ق ال اإلم ام علي لمن ادعى التن اقض بين قول ه تع الى ﴿ :قُ لْ
س ِحينَ ت الَّ ِذي ُو ِّك َل بِ ُك ْم﴾ [الس جدة ]11 :وقول ه﴿ :هَّللا ُ يَتَ َوفَّى اأْل َ ْنفُ َك ْال َموْ ِ يَتَ َوفَّا ُك ْم َملَ ُ
ُس لُنَا َوهُ ْم اَل يُفَرِّ طُ ونَ ﴾ [األنع ام،]61 : َموْ تِهَ ا ﴾ [الزم ر ،]42 :وقول ه﴿ :ت ََوفَّ ْت هُ ر ُ
وقوله﴿ :الَّ ِذينَ تَ َوفَّاهُ ُم ْال َماَل ئِ َكةُ ظَالِ ِمي أَ ْنفُ ِس ِه ْم﴾ [النساء ،]97 :وقوله﴿ :الَّ ِذينَ تَتَ َوفَّاهُ ُم
ْال َماَل ئِ َك ةُ طَيِّبِينَ يَقُولُ ونَ َس اَل ٌم َعلَ ْي ُك ُم﴾ [النح ل( :]32 :إن هللا تب ارك وتع الى ي دبر
االمور كيف يشاء ،ويوكل من خلقه من يش اء بم ا يش اء ،أم ا مل ك الم وت ف إن هللا
عزوجل يوكله بخاصته من يشاء من خلقه ،ويوكل رس له من المالئك ة خاص ة بمن
يشاء من خلقه تبارك وتعالى والمالئكة الذين سماهم هللا عزوجل وكلهم بخاصة من
يشاء من خلقه ،إنه تبارك وتعالى يدبر األمور كيف يشاء ،وليس ك ل العلم يس تطيع
صاحب العلم أن يفسره لكل الناس ،ألن منهم القوي والضعيف ،وألن منه ما يط اق
حمله ،ومنه ما ال يطاق حمل ه إال من يس هل هللا ل ه حمل ه وأعان ه علي ه من خاص ة
أوليائه ،وإنما يكفيك أن تعلم أن هللا المح يي المميت ،وأن ه يت وفى االنفس على ي دي
من يشاء من خلقه من مالئكته وغيرهم)()2
[الحــديث ]96 :ق ال اإلم ام علي( :إن العب د إذا دخ ل حض رته أت اه ملك ان
اسمهما منكر ونكير ،فأول ما يسأالنه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن ولي ه ،ف ان أج اب
عذباه ،فقال له الرجل لمن عرف ربه ونبيه ولم يع رف ولي ه؟ فق ال: نجا وان عجز ّ
ُض لِ ِل هللاُ فَلَ ْن ت َِج َد لَ هُ َس بِيال﴾ ذل ك ال ﴿و َم ْن ي ْ
مذب ذب ال إلى ه ؤالء وال إلى ه ؤالء َ
سبيل له)()3
[الحديث ]97 :قال اإلمام علي( :دعا نبي من األنبي اء على قوم ه ،فقي ل ل ه:
أسلّط عليهم عدوهم؟ فقال :ال ،فقيل له :فالجوع؟ فقال :ال ،فقيل له :م ا تري د؟ فق ال:
ل العدد ،فأرسل عليهم الطاعون)()4 موت دفيق يحزن القلب ويق ّ
[الحديث ]98 :قال اإلمام علي( :موت األبرار راحة ألنفسهم ،وموت الفجار
راحة للعالم)()5
[الحديث ]99 :سئل اإلمام علي بم اذا أحببت لق اء هللا؟ ق ال( :لم ا رأيت ه ق د
اختار لي دين مالئكته ورس له وأنبيائ ه علمت أن ال ذي أكرم ني به ذا ليس ينس اني
فأحببت لقاءه)()6
[الحــديث ]100 :قي ل لإلم ام علي :ص ف لن ا الم وت ،فق ال( :على الخب ير
سقطتم ،هو أحد ثالثة اُمور يرد علي ه :ام ا بش ارة بنعيم األب د ،وإم ا بش ارة بع ذاب
)(1أمالي الصدوق..208/
)(2بصائر الدرجات.483/
)(3الكافي.3/255:
)(4تفسير العياشي ()1/354
)(5الكافي (.8/284
)(6أمالي الطوسي.432/
)(7روضة الواعظين.370/
36
[الحديث ]136 :قال اإلمام الصادق( :اللهم بارك لي في الموت .اللهم أع ني
على الموت .اللهم أعني على سكرات الموت .اللهم أعني على غم القبر .اللهم أعني
على ضيق القبر .اللهم أعني على ظلمة الق بر .اللهم أع ني على وحش ة الق بر .اللهم
أعني على أهوال يوم القيامة .اللهم بارك لي في طول يوم القيامة .اللهم زوجني من
الحور العين)()1
[الحديث ]137 :قال رجل لإلمام الصادق :خلقنا للفناء! فقالَ ( :م ْه يا ابن أخ،
خلقنا للبقاء ..وكيف تفنى جنة ال تبيد ،ونار ال تخمد ،ولكن قل :إنما نتح رك من دار
إلى دار)()2
ما ورد عن اإلمام الرضا:
(إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثالث ة [الحديث ]138 :قال اإلمام الرضاّ :
مواطن( :يوم يولد ويخرج من بطن أمه ف يرى ال دنيا ،وي وم يم وت فيُع اين اآلخ رة
وأهلها ،ويوم يُبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا ،وقد سلّم هللا ع ّز وج ّل على
يحيى عليه السالم في هذه المواطن الثالثة وآمن روعت ه ،فق الَ ﴿ :و َس اَل ٌم َعلَ ْي ِه يَ وْ َم
ث َحيًّا﴾ [مريم ،]15 :وقد سلّم عيسى بن مريم عليه السالم وت َويَوْ َم يُ ْب َع ُ
ُولِ َد َويَوْ َم يَ ُم ُ
وتت َويَ وْ َم أَ ُم ُ الس اَل ُم َعلَ َّ
ي يَ وْ َم ُولِ ْد ُ ﴿و َّ
على نفسه في هذه الثالثة الم واطن ،فق الَ :
حيًّا﴾ [مريم)3()]33 : ث َ َويَوْ َم أُ ْب َع ُ
[الحــديث ]139 :ق ال اإلم ام الرض ا( :لم ا حض رت الحس ن بن علي الوف اة
بكى ،فقيل :يا ابن رس ول هللا ،أتبكي ومكان ك من رس ول هللا مكان ك ال ذي أنت
به ،وقد ق ال في ك رس ول هللا م ا ق ال ،وق د حججت عش رين حجّ ةً ماش ياً ،وق د
قاسمت ربك مالك ثالث مرات حتى النع ل والنع ل؟ ..فق ال( :إنم ا أبكي لخص لتين:
لهول المطّلع ،وفراق األحبة)()4
[الحــديث ]140 :قي ل لإلم ام الرض ا :م ا ب ال ه ؤالء المس لمين يكره ون
الموت؟ ..قال( :ألنهم جهلوه فكرهوه ،ولو عرفوه وك انوا من أولي اء هللا ع ّز وج ّل
أن اآلخرة خي ٌر لهم من الدنيا) ،ثم قال( :ما بال الص بي والمجن ون ألحبّوه ،ولعلموا ّ
يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي لأللم عنه؟) ..ثم أجاب( :لجهلهم بنفع ال دواء)،
ق االس تعداد ،فه و إن َمن اس تع ّد للم وت ح ّ ق نبياًّ ،
ثم قال( :والذي بعث محمداً بالح ّ
أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج ،أم ا إنهم ل و عرف وا م ا ي ؤ ّدي إلي ه الم وت من
النعيم ،الس تدعوه وأحبّوه أش ّد م ا يس تدعي العاق ل الح ازم ال دواء ل دفع اآلف ات
واجتالب السالمة)()5
[الحــديث ]141 :س ئل اإلم ام الرض ا :العين ن ور مركب ة أم ال روح تبصـر
)(1تهذيب األحكام ()3/93
)(2علل الشرائع.1/11/
)(3بحار األنوار ،6/158 :والعيون ص ،142الخصال .1/35
)(4بحار األنوار ،6/160 :وأمالي الصدوق ص ،133العيون ص.168
)(5بحار األنوار ،6/156 :ومعاني األخبار ص.84
37
األشياء من منظرها؟ ..فقال( :العين شحمة وهو البي اض والس واد والنظ ر لل روح،
دليله أنك تنظر فيه ف ترى ص ورتك في وس طه ،واإلنس ان ال ي رى ص ورته إال في
ماء ،أو مرآة ،وما أشبه ذلك) ،قيل له :فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة،
والنظر ذاهب؟ قال( :كالشمس طالعة يغشاها الظالم) ،قيل :أين تذهب الروح؟ قال:
(أين يذهب الضوء الطالع من ال ُك َّوة في البيت إذا ُس َّدت الك وة ؟) قي ل :أوض ح لي،
ث في الجسد ،بمنزلة الش مس دارتُه ا قال( :الروح مسكنها في الدماغ ،وشعاعها ُم ْنبَ ٌّ
في السماء وشعاعها منبسط في األرض ،ف إذا غ ابت ال دائرة فال ش مس ،وإذا قط ع
الرأس فال روح)()1
ما ورد عن سائر األئمة:
[الحديث ]142 :قيل لإلمام السجاد :ما الموت ؟ فقال( :للم ؤمن ك نزع ثي اب
وأغالل ثقيل ة ،واإلس تبدال ب أفخر الثي اب وأطيبه ا روائح، ٍ َو ِسخَ ٍة قَ ِملَ ٍة وفَ ِّ
ك قي و ٍد
وأوطأ المراكب ،وآنس المن ازل ،وللك افر كخل ع ثي اب ف اخرة ،والنق ل عن من ازل
أنيسة ،واإلستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ،وأوحش المنازل ،وأعظم العذاب)()2
[الحــديث ]143 :ق ال اإلم ام الس جاد في دعائ ه لحمل ة الع رش والمالئك ة:
(وملك الموت وأعوان ه ،ومنك ر ونك ير ،وروم ان فَتَّان القب ور ،والط ائفين ب البيت
المعمور ،ومالك والخزنة ،ورضوان وسدنة الجنان)()3
[الحديث ]144 :من دعاء اإلمام الس جاد عن د ختم الق رآن( :اللهم ص ل على
محمد وآله ،وهَ ِّو ْن ب القرآن عن د الم وت على أنفس نا ك رب الس ياق ،وجه د األنين،
وترادف الحشارج ،إذا بلغت النفوس ال تراقي ،وقي ل من راق ،وتجلى مل ك الم وت
هم وحش ِة الف راق ،ودافَ
لقبضها من حجب الغيوب ،ورماها عن قوس المناي ا بأس ِ
لها من ُذعاف الموت كأسا ً مسمومة المذاق ،ودنا من ا إلى اآلخ رة رحي ل وانطالق،
وصارت األعم ال قالئ د في األعن اق ،وك انت القب ور هي الم أوى إلى ميق ات ي وم
التالق)()4
[الحديث ]145 :دخل اإلمام الكاظم على رجل قد غرق في سكرات الم وت،
وهو ال يجيب داعيا ً فقالوا له :يا ابن رسول هللا ،وددنا لو عرفنا كيف ح ال ص احبنا
وكيف يموت؟ فقال( :إن الموت هو المصفاة :يصفي المؤم نين من ذن وبهم ،فيك ون
ألم يصيبهم كفارةَ آخر ِو ْز ٍر عليهم ،ويصفي الكافرين من حسناتهم فتكون آخ ر آخر ٍ
لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم ،هي آخر ث واب حس نة تك ون لهم ..أم ا ص احبكم فق د
نقي كم ا ينقى ث وبصفِّي من اآلثام تصفيةً ،وخلص ح تى َ نُخل من الذنوب نخالً ،و ُ
من الوسخ ،وصلح لمعاشرتنا أهل البيت ،في دارنا دار األبد)()5
)( 1رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ،الترغيب والترهيب4/345 :
)(2رواه أبو داود ،الترغيب والترهيب4/346 :
)(3رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجة ،الترغيب والترهيب4/346 :
)( 4رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجة ،الترغيب والترهيب4/346 :
)(5رواه أبو يعلى وابن حبان ،الترغيب والترهيب4/346 :
)(6رواه البزار ،الترغيب والترهيب4/346 :
)(7رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة ،الترغيب والترهيب4/373 :
)(8رواه الطبراني في الكبير ،الترغيب والترهيب4/373 :
)(9رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه ،الترغيب والترهيب4/375 :
)(10رواه البخاري ومسلم ،الترغيب والترهيب4/360 :
42
[الحديث ]178 :مرض رجل من األنصار فأتاه النبي يعوده فوافقه وه و
في الموت ،فقال ( :كيف تجدك؟) ..قال :أجدني أرجو رحمة ربّي ،وأتخ وف من
ذنوبي ،فقال النبي ( :ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن ،إالّ أعطاه هللا
رجاءه وآمنه م ّما يخافه)()1
إن في ق راءة يس [الحديث ]179 :قال رسول هللا ( :يا عل ّي ..اقرأ يس ،ف ّ
عشر بركات :ما قرأها جائع إال شبع ،وال ظامي إالّ رُوي ،وال ع ار إالّ ُكس ي ،وال
أع زب إالّ ت زوج ،وال خ ائف إالّ أمن ،وال م ريض إالّ ب ريء ،وال محب وس إالّ
أُخرج ،وال مسافر إالّ أُعين على سفره ،وال قرأها رجل ض لّت ل ه ض الّة إالّ ر ّده ا
هللا عليه ،وال مسجون إال أُخ رج ،وال م دين إالّ أ ّدى دين ه ،وال قُ رأت عن د ميت إالّ
خفّف عنه تلك الساعة)()2 ُ
(إن هللا يقبل توب ة عب ده م ا لم يغرغ ر،[الحديث ]180 :قال رسول هللا ّ :
توبوا إلى ربّكم قبل أن تموتوا ،وبادروا باألعمال الزاكي ة قب ل أن تش غلوا ،وص لوا
الذي بينكم وبينه بكثرة ذكركم إياه)()3
[الحديث ]181 :قال رسول هللا ( :كلُّ أحد يم وت عطش ان إالّ ذاك ر هللا)
()4
[الحديث ]182 :ق ال رس ول هللا ( :ناب ذوا( )5عن د الم وت) ،فقي ل :كي ف
ننابذ؟ ..قال ( :قولوا﴿ :قُلْ يَاأَيُّهَا ْال َك افِرُونَ ( )1اَل أَ ْعبُ ُد َم ا تَ ْعبُ ُدونَ (َ )2واَل أَ ْنتُ ْم
عَابِ ُدونَ َما أَ ْعبُ ُد (َ )3واَل أَنَا عَابِ ٌد َم ا َعبَ ْدتُ ْم (َ )4واَل أَ ْنتُ ْم عَابِ ُدونَ َم ا أَ ْعبُ ُد ( )5لَ ُك ْم
ي ِدين ([ ﴾)6الكافرون)6()]6 - 1 :
ِدينُ ُك ْم َولِ َ ِ
فإن من كان [الحديث ]183 :قال رسول هللا ( :لقّنوا موتاكم ال إله إالّ هللاّ ،
إن ش دائد الم وت وس كراته آخر كالمه :الإله إالّ هللا دخل الجنّة ،قيل :يا رس ول هللا ّ
تشغلنا عن ذلك ،فنزل جبريل عليه السالم ،وقال( :ي ا محم د ..ق ل لهم ح تى يقول وا
اآلن في الصحة :ال إله إالّ هللا ع ّدة للموت)()7
إن بعض [الحـــديث ]184 :أُتي رس ول هللا فقي ل ل ه :ي ا رس ول هللاّ ..
أصحابك ثقيل لِ َما به ،فقام وقمنا معه ح تى دخ ل علي ه ،فأص ابه مغم ًى علي ه ال
يعقل شيئاً ،والنساء يبكين ويص رخن ويص حن ،ف دعاه رس ول هللا ثالث م رات
فلم يجبه ،فقال ( :اللهم هذا عبدك إن كان قد انقض ى أجلُ ه ورزقُ ه وأث ره ،ف إلى
جنّتك ورحمتك ،وإن لم ينقض أجله ورزقه وأثره فعجّل شفاءه وعافيته)فق ال بعض
)(1بحار األنوار ،78/239 :ومجالس المفيد ص.89
)(2بحار األنوار ،78/240 :ودعوات الراوندي.
)(3بحار األنوار ،78/240 :ودعوات الراوندي.
)(4بحار األنوار ،78/240 :ودعوات الراوندي.
)(5المنابذة :المكاشفة والمقاتلة ،ولع ل الم راد المكاش فة م ع الش يطان أو م ع الك افرين ،بإظه ار العقائ د الحقّة
والتبرّ ئ منهم ومن عقائدهم ،بحار األنوار.78/242 :
)(6بحار األنوار ،78/241 :ودعوات الراوندي.
)(7بحار األنوار ،78/241 :ودعوات الراوندي.
43
وطن للش هادة ،فلم يرزقه ا ٍ القوم :يا رسول هللا ..عجبا ً ل ه وتعرُّ ض ه في غ ير م
حتى يُقبض على فراشه ،قال رسول هللا ( :و َمن الشهيد من أُمتي؟) ،فقالوا :أليس
(إن شهداء أُ ّمتيهو الذي يُقتل في سبيل هللا مقبالً غير مدبر؟ ..فقال رسول هللا ّ :
إذاً لقلي ل ..الش هيد ال ذي ذك رتم ،والطعين والمبط ون ،وص احب اله دم والغ رق،
والم رأة تم وت جُمع اً) ،ق الوا( :وكي ف تم وت جُمع ا ً ي ا رس ول هللا؟) ..ق ال :
(يعترض ولدها في بطنها)()1
[الحديث ]185 :ق ال رس ول هللا ( :أم يران وليس ا ب أميرين( :)2ليس لمن
تبع جنازة أن يرجع حتى تُدفن ،أو ي ؤُذن ل ه ..ورج ل يح ّج م ع ام رأة ،فليس ل ه أن
ينفر حتى تقضي نسكها)()3
[الحــديث ]186 :ك ان الن بي إذا تب ع جن ازة غلبت ه كآب ة ،وأكثَ َر ح ديث
النفس ،وأقَ ّل الكالم(.)4
[الحديث ]187 :ق ال رس ول هللا ( :من اس تقبل جن ازة أو رآه ا فق ال :هللا
أكبر ،هذا ما وعدنا هللا ورسوله ،وصدق هللا ورسوله ..اللهم ..زدنا إيمان ا ً وتس ليماً،
الحمد هلل الذي تع ّزر بالقدرة ،وقهر العباد بالموت ،لم يب ق في الس ماء َملَ ك إالّ بكى
رحمة لصوته)()5
[الحديث ]188 :قال رسول هللا ( :من أحبّ لق اء هللا أحبّ هللا لق اءه ،ومن
كره لقاء هللا كره هللا لقاءه ،فقيل له :إنا لنكره الموت؟ ..فق ال ( :ليس ذل ك ،ولكن
المؤمن إذا حضره الموت بُ ّشر برض وان هللا وكرامت ه ،فليس ش يء أحبّ إلي ه ممّا
وإن الك افر إذا حض ره الم وت ب ُّش ر بع ذاب أمامه ،فأحبّ لقاء هللا وأحبّ هللا لقاءهّ ،
هللا ،فليس ش يء أك ره إلي ه ممّا أمام ه ،ك ره لق اء هللا فك ره هللا لق اءه ،وبقيّة عم ر
المؤمن نفيسة)()6
[الحــديثُ ]189 :س ئل الن بي عن رج ل يُ دعى إلى وليم ة وإلى جن ازة،
أيّهم ا أفض ل وأيّهم ا يجيب؟ ..فق ال( :يجيب الجن ازة فإنّه ا ت ذ ّكر اآلخ رة ،ولي دع
الوليمة فإنّها تذ ّكر الدنيا الفانية)()7
[الحديث ]190 :كان اإلمام الحسن جالس ا ً ومع ه أص حاب ل ه فم ّر بجن از ٍة،
فقام بعض القوم ولم يقم اإلمام الحسن ،فل ّما مضوا بها قال بعضهم :أال قمت عاف اك
هللا ،فقد كان رسول هللا يقوم للجنازة إذا مرّوا بها ،فقال اإلمام الحسن( :إنّما ق ام
ي وك ان المك ان ض يّقاً ،فق ام رسول هللا مرّة واحدة ،وذاك أنّه م ّر بجن ازة يه ود ّ
)(1بحار األنوار ،78/245 :ودعائم اإلسالم .1/225
)( 2اي يلزم إطاعتهما وقبول ما يأمران به ،وليسا بأميرين [منصوبين من قبل االمام على الخص وص ،أو ليس ا
بأميرين] عامين ،يلزم إطاعتهما في أكثر األمور ،بحار األنوار ()260 /81
)(3بحار األنوار ،78/260 :والخصال .1/26
)(4بحار األنوار ،78/266 :ودعوات الراوندي.
)(5بحار األنوار ،78/266 :ودعوات الراوندي.
)(6بحار األنوار ،78/267 :ودعوات الراوندي.
)(7بحار األنوار ،78/267 :ودعوات الراوندي.
44
سه)()1
رأ َ رسول هللا وكره أن تعلو
[الحديث ]191 :قال رسول هللا ( :إذا مات أحدكم وس وّيتم علي ه ال تراب،
فليقم أحدكم عند قبره ،ث ّم ليقل :يا فالن بن فالنة ..فإنّه يسمع وال يجيب ،ث ّم يقول :ي ا
فالن بن فالنة ..الثانية فيستوي قاعداً ،ث ّم ليقل يا فالن بن فالنة ..فإنّه يقول :أرش دنا
وأنرحمك هللا ..فيقول :اذكر ما خ رجت علي ه من ال ّدنيا :ش هادة أن ال إل ه إال هللاّ ،
محم داً عب ده ورس وله ،وأنّك رض يت باهلل رب اً ،وباإلس الم دين اً ،وبمحم د نبي اً،
فإن منكراً ونكيراً يتأخر ك ّل واحد منهما ،فيقول :انطل ق فم ا يقع دنا وبالقرآن إماماًّ ،
عند هذا ،وقد لُقّن حجّته؟)()2
[الحــديث ]192 :ق ال رس ول هللا ( :و َمن دخ ل المق ابر وق رأ س ورة يس
خفّف هللا عنهم يومئذ ،وكان له بعدد َمن فيها حسنات)()3
[الحديث ]193 :ق ال رس ول هللا ( :إذا ق رأ الم ؤمن آي ة الكرس ي وجع ل
حرف ملك ا ً يس بّح ل ه إلى ي وم ٍ ثواب قراءته ألهل القبور ،جعل هللا تعالى له من كل
القيامة)()4
ي
فإن الصالة عل َّ[الحديث ]194 :قال رسول هللا ( :أكثروا الصالة عل ّيّ ..
ر في الجنة)()5 نو ٌر في القبر ،ونو ٌر على الصراط ،ونو ٌ
[الحديث ]195 :قال اإلمام الباقر :كان غالم من اليهود يأتي النبي كث يراً
حتى استخفّه وربما أرسله في حاجة ،وربما كتب له الكت اب إلى ق وم ،فافتق ده أيام ا ً
فسأل عنه ،فقال له قائل :تركتُه في آخر يوم من أيام ال ّدنيا ،فأتاه الن بي في ن اس
من أص حابه ،وك ان برك ة ال يك اد يكلّم أح داً إال أجاب ه ،فق ال :ي ا فالن ..ففتح
عينيه ،وقال :لبيّك يا أبا القاسم ،قال :اشه ْد أن ال إل ه إالّ هللا وأني رس ول هللا؛ فنظ ر
الغالم إلى أبيه فلم يقل له ش يئاً ،ثم ن اداه رس ول هللا الثاني ة وق ال ل ه مث ل قول ه
األ ّول ،فالتفت الغالم الى أبيه فلم يقل له شيئاً ،ثم ناداه رسول هللا الثالثة ،ف التفت
أن ال إل هالغالم إلى أبيه ،فقال أبوه :إن شئت فقل وإن شئت فال ،فقال الغالم :أش ه ُد ّ
إالّ هللا وأنّك مح ّمد رسول هللا ،ومات مكانه ،فقال رسول هللا ألبيه :أُخ رج عنّا،
ثم قال ألصحابه( :غسّلوه وكفنوه وآت وني ب ه أُص لّي علي ه) ،ثم خ رج وه و يق ول:
(الحمد هلل الذي أنجى بي اليوم نسمةً من النّار)()6
[الحديث ]196 :قال رسول هللا ( :لقّنوا موتاكم ال إل ه إالّ هللا ،فإنّه ا ته دم
الذنوب) ،فقالوا :يا رسول هللا ،فمن قال في صحته؟ ..فقال ( :ذلك أه دم وأه دم،
إن ال إله إالّ هللا أنس للمؤمن في حياته ،وعند موته ،وحين ي ُبعث)()7 ّ
)(1بحار األنوار ،78/272 :وقرب اإلسناد ص.42
)(2بحار األنوار ،31 /79 :والمنتهى.
)(3بحار األنوار ،79/63 :وعدة الداعي.
)(4بحار األنوار ،79/64 :وتنبيه الخواطر.
)(5بحار األنوار ،64 /79 :ودعوات الراوندي.
)(6أمالي الصدوق ،ص.239
)( 7بحار األنوار ،78/236 :وثواب األعمال ص.3
45
[الحديث ]197 :قال رسول هللا ( :قال جبريل عليه السالم :يا محمد ..لو
تراهم حين يُبعثون ،هذا مبيضٌّ وجهه ويُنادي :ال إله إالّ هللا وهللا أكبر ،وهذا مس و ّد
وجهه ينادي :يا وياله يا ثبوراه)()1
ب ـ أحاديث أئمة الهدى حول كيفية التعامل مع الموتى:
من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى:
[الحديث ]198 :قال اإلمام علي( :إذا صلّى على الم ؤمن أربع ون رجالً من
المؤمنين ،واجتهدوا في الدعاء له استجيب لهم)()2
ي، [الحديث ]199 :كان اإلمام علي إذا أراد الخل وة بنفس ه أتى ط رف الغ ر ِّ
مشرف على النجف ،فإذا رج ٌل ق د أقب ل من البري ة راكب ا ً ٌ فبينما هو ذات يوم هناك
ّ
على ناق ٍة وق ّدامه جنازةٌ ،فحين رأى عليا ً قصده ح تى وص ل إلي ه وس لم علي ه ،ف ر ّد
عليه السالم وقال( :من أين؟) ..قال :من اليمن ،قال( :وما هذه الجنازة التي معك؟)،
ق ال :جن ازة أبي ألدفن ه في ه ذه األرض ،فق ال ل ه اإلم ام علي( :لِ َم لم تدفن ه في
أرضكم؟) ،قال :أوصى بذلك ،وقال :إنه يُدفن هن اك رج ٌل ي دعى في ش فاعته مث ل
ربيعة ومضر ،فقال له( :أتعرف ذلك الرجل؟) ،قال :ال ،قال( :أنا وهللا ذل ك الرج ل
ـ ثالثا ً ـ فادفن فقام ودفنه)()3
[الحديث ]200 :قال اإلمام الحسن البنه القاسم( :قم يا بن ّي..ف اقرأ عن د رأس
صفًّا﴾ [الصافات ]1 :تستت ّمها ،فقرأ فلمّا بل غ﴿ :أَهُ ْم أَ َش ُّد خَ ْلقً ا أَ ْم ت َأخيكَ ﴿ :والصَّافَّا ِ
َم ْن َخلَ ْقنَا﴾ [الصافات ]11 :قضى الفتى ..فل ّما ُسجّي وخرجوا أقبل علي ه يعق وب بن
آنجعفر فقال له :كنّا نعه د الميت إذا ن زل ب ه الم وت يُق رأ عن ده﴿ :يس (َ )1و ْالقُ رْ ِ
ْال َح ِك ِيم ﴾ [يس ]2 ،1 :فص رت تأمرن ا بالص افات؟ ..فق ال( :ي ا ب ن ّي ،لم تُق رأ عن د
مكروب من الموت قطّ ،إالّ عجّل هللا راحته)()4
[الحــديث ]201 :لم ا حض رت اإلم ام الحس ن الوف اة اس تدعى أخ اه اإلم ام
ق بربي ،فإذا قض يت نح بي فغ ّمض ني الحسين فقال له( :يا أخي ..إني مفارقك والح ٌ
وغسّلني وكفّني ،واحملني على س ريري إلى ق بر ج دي رس ول هللا ،ألُج دد ب ه
عهداً ،ثم ردني إلى قبر أمي فاطمة فادفني هناك)()5
[الحديث ]202 :كان اإلمام السجاد يقول عن د الم وت( :اللهم ارحم ني فإنّك
كريم ..اللهم ارحمني فإنّك رحيم) ،فلم يزل يرددها حتى توفي(.)6
أدركت عكرمة عن د الم وت لنفعتُ ه)، ُ [الحديث ]203 :قال اإلمام الباقر( :لو
ّ
قيل لإلمام الصادق :بم اذا ك ان ينفع ه؟ ..ق ال( :يلقن ه م ا أنتم علي ه ،فلم يدرك ه أب و
[الحديث ]232 :عن ابن عباس قال( :فلما دخل الن بي المس جد األقص ى
قام يصلي ،فالتفت ،ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه)()3
[الحديث ]233 :قال رسول هللا ( :ما من رجل ي زور ق بر أخي ه ويجلس
عنده إال استأنس به ورد عليه حتى يقوم)()4
إن ط ريقي على [الحــديث ]234 :س ئل رس ول هللا ( :ي ا رس ول هللا! ّ
الموتى ،فهل من كالم أتكلم به إذا مررت عليهم؟) ،فقال( :قل السّالم عليكم ي ا أه ل
القبور من المسلمين والمؤمنين ،أنتم لنا سلف ،ونحن لكم تب ع ،وإنّا إن ش اء هللا بكم
الحقون) ،فقيل له( :يا رسول هللا؛ يسمعون؟) ،قال( :يسمعون ،ولكن ال يس تطيعون
أن يجيبوا) ،ثم قال( :يا أبا رزين؛ أال ترضى أن ير ّد عليك من المالئكة)()5
[الحديث ]235 :قال رسول هللا ( :ما من أحد يم ّر على قبر أخيه الم ؤمن
كان يعرفه في الدنيا يسلّم عليه إال عرفه ورد عليه السالم)()6
[الحديث ]236 :وقف رسول هللا على مصعب بن عمير حين رج ع من
أح د ،فوق ف علي ه وعلى أص حابه ،فق ال( :أش هد أنكم أحي اء عن د هللا ،ف زوروهم،
وسلّموا عليهم ،فو الذي نفسي بيده ال يسلّم عليهم أحد إال ر ّدوا عليه إلى يوم القيامة)
()7
[الحديث ]237 :قال رسول هللا ( :ما من رجل يزور ق بر أخي ه ،ويجلس
عنده ،إال استأنس ور ّد عليه ،حتى يقوم)()8
[الحــديث ]238 :س ألت ام رأة رس ول هللا ق الت :تبتلى ه ذه األم ة في
ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ
ت فِي قبورها ،فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة ،قال﴿ :يُثَب ُ
ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َ
ر ِة﴾ [إبراهيم)9()]27 :
)(1المستدرك ()2/595
)(2رواه مسلم ()172
)(3رواه أحمد ()167 / 4
)( 4رواه ابن أبي الدنيا في القبور وابن عبد البر في التمهيد ،إتحاف السادة المتقين للزبيدى ج 10ص ..365
)(5خرّ جه العقيلي في (الضعفاء) ()1191 /4
)( 6قال ابن رجب :رواه ابن عبد البر ،أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور ،ص.81 /
)(7رواه الحاكم ()248 /2
)(8ابن أبي الدنيا في كتاب (القبور) ،وكتاب (من عاش بعد الموت) ،رقم ()41
)(9رواه البزار ،الترغيب والترهيب.4/364 :
52
[الحديث ]239 :قال رسول هللا ( :إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عن ه
أصحابه ،وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملك ان فيقعدان ه فيق والن ل ه :م ا
كنت تقول في هذا النبي محم د؟ فأم ا الم ؤمن فيق ول :أش هد أن ه عب د هللا ورس وله،
فيقال له :انظر إلى مقعدك من النار أبدلك هللا به مقع دا من الجن ة ،فيراهم ا جميع ا،
وأما الكافر أو المن افق فيق ول :ال أدري كنت أق ول م ا يق ول الن اس في ه ،فيق ال :ال
دريت وال تليت ثم يض رب بمطرق ة من حدي د ض ربة بين أذني ه فيص يح ص يحة
يسمعها من يليه إال الثقلين)()1
[الحديث ]240 :قال رس ول هللا ( :أم ا فتن ة ال دجال فإن ه لم يكن ن بي إال
حذر أمته ،مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه ك ل م ؤمن ،فأم ا فتن ة الق بر ف بي يفتن ون
وعني يسألون فإذا كان الرجل الص الح أجلس في ق بره غ ير ف زع وال مش عوف ثم
يقال له فما كنت تقول في اإلسالم؟ فيقال :م ا ه ذا الرج ل ال ذي ك ان فيكم؟ فيق ول:
محمد رسول هللا جاء بالبينات من عند هللا فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظ ر
إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له :انظ ر إلى م ا وق اك هللا ،ثم تف رج ل ه فرج ة إلى
الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ،فيقال له :ه ذا مقع دك منه ا ،ويق ال :على اليقين
كنت ،وعليه مت وعليه تبعث إن شاء هللا ،وإذا ك ان الرج ل الس وء أجلس في ق بره
فزعا مشعوفا فيقال له :فما كنت تقول؟ فيقول :سمعت الناس يقولون قوال فقلت كم ا
قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة ،فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له :انظ ر إلى م ا
صرف هللا عنك ،ثم يفرج ل ه فرج ة قب ل الن ار فينظ ر إليه ا يحطم بعض ها بعض ا،
ويقال :هذا مقعدك منها ،على الشك كنت ،وعليه مت ،وعلي ه تبعث إن ش اء هللا ،ثم
يعذب)()2
[الحــديث ]241 :ق ال رس ول هللا ( :تع وذوا باهلل من ع ذاب الق بر ..إن
الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له :ي ا ه ذا من رب ك وم ا دين ك
ومن نبي ك؟ ..ويأتي ه ملك ان فيجلس انه ،فيق والن ل ه :من رب ك؟ فيق ول :ربي هللا،
فيقوالن له :وما دينك؟ فيقول :ديني اإلسالم ،فيقوالن له :ما ه ذا الرج ل ال ذي بعث
فيكم؟ فيق ول :ه و رس ول هللا ،فيق والن ل ه :وم ا ي دريك ؟ فيق ول :ق رأت كت اب هللا
ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا
ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ
وآمنت وصدقت ،فذلك قول ه﴿ :يُثَب ُ
َوفِي اآْل ِخ َر ِة ﴾ [إبراهيم ،]27 :فينادي من اد من الس ماء :أن ص دق عب دي فافرش وه
من الجنة ،وألبسوه من الجنة ،وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتي ه من روحه ا وطيبه ا،
ويفسح ل ه في ق بره م د بص ره ،وإن الك افر تع اد روح ه في جس ده ،ويأتي ه ملك ان
فيجلسانه فيقوالن :من ربك؟ فيقول :هاه ه اه ال أدري :فيق والن :م ا دين ك؟ فيق ول:
هاه هاه ال أدري ،فيقوالن ل ه :م ا ه ذا الرج ل ال ذي بعث فيكم؟ فيق ول :ه اه ه اه ال
أدري فينادي مناد من السماء :أن قد ك ذب فافرش وه من الن ار ،وألبس وه من الن ار،
)(1أحمد )8831(2/372
)(2البعث والنشور للبيهقي 1/146ح()188
)(3سنن أبي داود 4/269ح()4878
)(4رواه البخاري حديث.1386 /
)(5رواه البخاري حديث.1386 /
)(6رواه ابن حبان والحاكم ()1/290،210
)(7رواه أحمد ()3/120
)(8أي تمت وطالت..
59
به)()1
يقولون ما ال يفعلون ،ويقرءون كتاب هللا وال يعملون
[الحــديث ]265 :ق ال رس ول هللا ( :م ررت على نس اء ورج ال معلقين
بثديهن فقلت :من هؤالء يا جبريل؟ فقال هؤالء الهمازون واللمازون وذلك قوله عز
ز ٍة﴾ [الهمزة)2()]1 : وجلَ ﴿ :و ْي ٌل لِ ُك ِّل هُ َم َز ٍة لُ َم َ
[الحديث ]266 :قال رسول هللا في حديث الرجل الذي غل الث وب( )3في
بعض مغازي ه( :وال ذي نفس ي بي ده إن الش ملة [ث وب] ال تي أخ ذها ي وم خي بر من
المغانم ،لم تصبها المقاسم ،لتشتعل عليه نارا)()4
[الحديث ]267 :قال رسول هللا في اإلخبار عن عقوب ة اللص وص( :لق د
جيء بالن ار ،وذلكم حين رأيتم وني ت أخرت مخاف ة أن يص يبني من لفحه ا ،وح تى
رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في الن ار؛ ك ان يس رق الح اج بمحجن ه (،)5
فإن فطن له قال :إنما تعلق بمحجني ،وإن غفل عنه ذهب به)()6
[الحــديث ]268 :عن س عد بن األط ول ق ال :م ات أخي وت رك ثالث مائ ة
دينار ،وت رك ول دا ص غارا ،ف أردت أن أنف ق عليهم ،فق ال لي رس ول هللا ( :إن
أخاك محبوس بدينه ،فاذهب فاقض عنه) .قال :فذهبت فقضيت عنه ،ثم جئت فقلت:
يا رسول هللا ،قد قضيت عنه ولم يب ق إال ام رأة ت دعي دين ارين ،وليس ت له ا بين ة.
قال( :أعطها ،فإنها صادقة)()7
[الحديث ]269 :قال رسول هللا ( :إن ضغطة الق بر على الم ؤمن كض مة
األم الشفيقة يديها على رأس ابنها ،يشكو إليها الصداع ،وضرب منكر ونك ير علي ه
كالكحل في العين ..ولكن ويل للشاكين الكافرين أولئك الذين يض غطون في قب ورهم
ضغطا ً يقبض على الصخر)()8
ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية:
[الحــديث ]270 :س ئل رس ول هللا عن أوّل مل ك ي دخل في الق بر على
الميّت قبل منك ر ونك ير ،فق ال رس ول هللا :مل ك يتألأل وجه ه كالش مس اس مه:
رومان يدخل على الميّت ،ث ّم يق ول ل ه :اكتب م ا عملت من حس نة وس يّئة ،فيق ول:
ي شيء أكتب؟ أين قلمي ودواتي ومدادي؟ فيقول :ريقك م دادك وقلم ك إص بعك، بأ ّ
ي ش يء أكتب وليس معي ص حيفة؟ ق ال :ص حيفتك كفن ك ف اكتب، فيق ول :على أ ّ
فيكتب ما عمله في الدنيا خيرا ،وإذا بل غ س يّئاته يس تحي من ه ،فيق ول ل ه المل ك :ي ا
خ اطئ م ا تس تحي من خالق ك حين عملت ه في ال دنيا فتس تحي اآلن ،ف يرفع المل ك
)(1رواه البيهقي في شعب اإليمان ،صحيح الجامع ()128
)(2رواه البيهقي في شعب اإليمان.5/2301 ،
)(3الغلول :هو أخذ الغازي شيئا من الغنيمة دون عرضه على ولي األمر لقسمته.
)(4البخاري ( )4234ومسلم ()115
)(5المحجن :عصا معوجة الرأس.
)(6رواه مسلم ()904
)(7رواه أحمد ( )16776وابن ماجه ()2/82
)(8السيرة الحلبية.2/673:
60
العمود ليضربه ،فيقول :ارفع عنّي حتّى أكتبها ،فيكتب فيها جميع حسناته ،وس يئاته
ي شيء أختم؟ وليس معي خاتم ،فيقول :اختمها ث ّم يأمره أن يطوي ويختم ،فيقول :بأ ّ
ْ َ
ان أل َز ْمنَ اهُبظفرك وعلّقها في عنقك إلى يوم القيامة كما قال هللا تع الىَ ﴿ :و ُك َّل إِ ْن َس ٍ
شورًا ﴾ [اإلسراء)1()]13 : طَائِ َرهُ فِي ُعنُقِ ِه َونُ ْخ ِر ُج لَهُ يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة ِكتَابًا يَ ْلقَاهُ َم ْن ُ
وهذا الحديث يصور ما يحصل بص ورة تقريبي ة ،ألن ه ال يمكن لمن في ه ذا
العالم أن يعرف حقيقة ما يجري في ذلك العالم بكل دقة ،والغ رض ال ذي س قناه من
أجله هو في قول الملك لإلنسان( :يا خ اطئ م ا تس تحي من خالق ك حين عملت ه في
الدنيا فتستحي اآلن)
وهذه الكتابة تشبه ما يطالب به المحقق ون في المب احث المج رمين من كتاب ة
جرائمهم ،وتوضيحها بكل دقة ،ليكون االعتراف مقدمة للجزاء والعقوبة.
ولألسف ،فإن البعض من النقاد ال ينظرون للمعاني التي تحويه ا أمث ال ه ذه
األحاديث ،وإنما يتعجبون من الكتابة على الكفن ،ونحو ذلك ،بل إن بعض هم يش كل
على الحديث بأنه لو حصلت تلك الكتابة ،لرأيناها في الكفن ..وهذا من ع دم فهم م ا
يجري في ذلك العالم ،وكيفيته.
[الحديث ]271 :قال رس ول هللا في وص يته لقيس بن عاص م( :ي ا قيس،
إن مع العز ذالً ،وإن مع الحياة موتاً ،وإن مع الدنيا آخ رة ،وان لك ّل ش يء حس يباً،
وعلى كل شيء رقيباً ،وإن لكل حسنة ثواباً ،ولك ّل سيئة عقابا ،وإن لكل أجل كتاب اً،
حي وتدفن معه وأنت ميت ،فإن وإنه -يا قيس -البد لك من قرين ،يدفن معك وهو ُّ
كان كريم ا ً أكرم ك ،وإن ك ان لئيم ا ً أس لمك ،ثم ال يحش ر إال مع ك ،وال تحش ر إال
مع ه ،وال تس أل إال عن ه ،وال تبعث إال مع ه ،فال تجعل ه إال ص الحاً ،فإن ه إن ك ان
صالحا ً لم تأنس إال به ،وإن كان فاحشا ً لم تستوحش إال منه وهو عملك)()2
[الحديث ]272 :قال رسول هللا ( :إذا أُخرجوا من قبورهم خ رج م ع ك ّل
ل إنسان يصحبه في قبره)()3 ألن عمل ك ّ إنسان عمله الذي كان عمله في دار الدنياّ ،
[الحــديث ]273 :لم ا أس ري ب النبي م ر على ش يخ قاع د تحت ش جرة
وحوله أطفال ،فقال رسول هللا :من هذا الشيخ يا جبريل؟ قال :هذا أبوك إبراهيم
عليه السالم قال :فما ه ؤالء االطف ال حول ه؟ ق ال( :ه ؤالء أطف ال المؤم نين حول ه
يغذوهم) ()4
ّ
[الحديث ]274 :قال رسول هللا لبعض أصحابه( :كيف أنت إذا أتاك فتانا
الق بر؟) ..فق ال :ي ا رس ول هللا ،م ا فتّان ا الق بر؟ ..ق ال( :ملك ان فظّان غليظ ان،
أصواتهما كالرعد القاصف ،وأبص ارهما ك البرق الخ اطف ،يط آن في أش عارهما،
ويحفران بأنيابهما فيسأالنك ،قال :وأنا على مثل هذه الحال؟ ..قال( :وأنت على مثل
)(1الشيرازي ،رياض السالكين ،ج ،2ص ..67 - 66
)(2بحار األنوار.175/77 :
)(3البرهان.87 / 4 :
)(4األمالي( ،ص )270
61
أكفيهما)()1
حالك هذه) ،قال :إذن
إن سعد بن معاذ ق د م ات ،فق ام ُ
[الحديث ]275 :أتي رسول هللا فقيل لهّ :
رسول هللا وقام أصحابه معه ،فأمر بغسل س عد وه و ق ائ ٌم على عض ادة الب اب،
فلما أن ُحنّط و ُكفّن وحُمل على سريره ،تبع ه رس ول هللا بال ح ذاء وال رداء ،ثم
كان يأخذ يمنة السرير م رةً ويس رة الس رير م رةً ح تى انتهى ب ه إلى الق بر ،ف نزل
رسول هللا حتى لحّده وس ّوى اللبن عليه ،وجعل يقول( :ناولوني حجرا ،ناولوني
ترابا رطبا) ،يس ّد به ما بين اللبن ،فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره ،ق ال
ّ
ولكن هللا يحبّ عب دا إذا رس ول هللا ( :إني ألعلم أن ه س يبلى ويص ل البلى إلي ه،
عمل عمال أحكمه) ،فلما أن سوّى الترب ة علي ه ق الت أم س عد( :ي ا س عد ،هنيئ ا ل ك
إن س عدا ق دالجنة) ،فقال رسول هللا ( :يا أم س عد م ه ،ال تج زمي على رب ك ،ف ّ
أصابته ضمة) ،فرجع رس ول هللا ورج ع الن اس فق الوا ل ه :ي ا رس ول هللا ،لق د
رأيناك صنعت على سعد م ا لم تص نعه على أح د ،إن ك تبعت جنازت ه بال رداء وال
(إن المالئكة كانت بال رداء وال حذاء فتأس يّت به ا) ،ق الوا :وكنت حذاء ،فقال ّ :
تأخذ يمنة السرير مرة ،ويسرة السرير مرة ،ق ال( :ك انت ي دي في ي د جبري ل آخ ذ
حيث يأخذ) ،قالوا :أمرت بغسله ،وص لّيت على جنازت ه ولحّدت ه في ق بره ،ثم قلت:
(إن سعدا قد أصابته ضمة) ،فقال ( :نعم ،إنه كان في خلقه مع أهله سوء)()2 ّ
[الحديث ]276 :قال رسول هللا ( :م ّر عيسى بن مريم علي ه الس الم بق بر
يُعذب صاحبه ،ثم م ّر به من قابل فإذا ه و ليس يّع ذب ،ق ال :ي ا ربّ ،م ررت به ذا
القبر عام أول فكان صاحبه يُعذب ،ثم مررت به العام فإذا هو ليس يُعذب؟ ..فأوحى
هللا ع ّز وج ّل إلي ه( :ي ا روح هللا ،إن ه أدرك ل ه ول ٌد ص الحٌ ،فأص لح طريق اً ،وآوى
يتيماً ،فغفرت له بما عمل ابنه)()3
[الحديث ]277 :قال رسول هللا ( :ضغطة الق بر للم ؤمن كف ارةٌ لم ا ك ان
منه من تضييع النعم)()4
[الحديث ]278 :خاطب رس ول هللا ق بر س عد فمس حه بي ده ،واختلج بين
كتفيه ،فقيل له :يا رسول هللا ،رأيناك خاطبت واختلج بين كتفيك ،وقلت :س عد يُفع ل
به هذا ،فقال( :إنه ليس من مؤمن إال وله ضمة)()5
[الحــديث ]279 :ق ال رس ول هللا َ ( :من ص لّى عل ّي م رةً ص ليت علي ه
عشراً ..ومن صلّى علي عشراً صلّيت عليه مائة ..فليك ثر ام ر ٌؤ منكم الص الة عل ّي
أو فليقلّ)()6
)(1المفيد في اإلختصاص.349/
)(2تفسير االمام العسكري 346 /ح ،228بحار األنوار.6/228 ،
)(3نهج البالغة خطبة ،83 :بحار األنوار.243 /6 ،
64
)1()]170 ف َعلَ ْي ِه ْم َواَل هُ ْم يَحْ زَ نُونَ ﴾ [آل عمران،169 : ِم ْن َخ ْلفِ ِه ْم أَاَّل َخوْ ٌ
[الحــديث ]288 :ق ال اإلم ام علي( :إن العب د إذا ادخ ل حفرت ه أت اه ملك ان
اسمهما :منكر ونك ير ،ف أول من يس أالنه عن رب ه ،ثم عن نبي ه ،ثم عن ولي ه ،ف إن
أجاب نجا ،وإن عجز عذباه ،فقال ل ه رج ل :م ا لمن ع رف رب ه ونبي ه ولم يع رف
ولي ه؟ فق ال :مذب ذب ال إلى ه ؤالء ،وال إلى ه ؤالء ،ومن يض لل هللا فلن تج د ل ه
سبيال ،ذلك ال سبيل له)()2
[الحديث ]289 :قال اإلمام علي( :إن ابن آدم إذا ك ان في آخ ر ي وم من أي ام
الدنيا وأول يوم من أيام اآلخرة ُمثِّ َل له ماله وولده وعمل ه ،فيلتفت إلى مال ه فيق ول:
وهللا إني كنت عليك حريص ا ً ش حيحا ً فم ا لي عن دك؟ فيق ول :خ ذ م ني كفن ك.ق ال:
فيلتفت إلى ُول ده فيق ول :وهللا إني كنت لكم محب ا ً وإني كنت عليكم حاني ا ً فم اذا لي
عندكم؟ فيقولون :نؤدي ك إلى حفرت ك نواري ك فيه ا ..فيلتفت إلى عمل ه فيق ول :وهللا
ي لثقيالً فماذا عندك؟ فيقول :أنا قرين ك في ق برك إني كنت فيك لزاهداً وإن كنت عل َّ
ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على رب ك ،ف إن ك ان هلل ولي ا أت اه أطيب الن اس
ريحا ،وأحسنهم منظرا ،وأزينهم رياشا ،فيقول :ابشر بروح من هللا وريح ان وجن ة
نعيم ،قد قدمت خير مقدم ،فيقول :من أنت؟ فيق ول :أن ا عمل ك الص الح ،ارتح ل من
الدنيا إلى الجنة ،وإنه ليعرف غاسله ،ويناشد حامله أن يعجله ،فإذا ادخ ل ق بره أت اه
ملكان وهما فتانا القبر ،يجران أشعارهما ،ويبحث ان االرض بأنيابهم ا ،وأص واتهما
كالرعد القاصف ،وأبصارهما كالبرق الخ اطف ،فيق والن ل ه :من رب ك ومن نبي ك
وما دينك؟ فيقول :هللا ربي ،ومحمد نبيي ،واالس الم دي ني ،فيق والن :ثبت ك هللا فيم ا
ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا
ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ
تحب وترضى ،وهو قول هللا﴿ :يُثَب ُ
ضلُّ هَّللا ُ الظَّالِ ِمينَ َويَ ْف َع ُل هَّللا ُ َما يَ َش ا ُء﴾ [إب راهيم ،]27 :فيفس حان ل ه َوفِي اآْل ِخ َر ِة َويُ ِ
في قبره مد بص ره ،ويفتح ان ل ه باب ا إلى الجن ة ،ويق والن ل ه :نم قري ر العين ن وم
ص َحابُ ْال َجنَّ ِة يَوْ َمئِ ٍذ خَ ْي ٌر ُم ْس تَقَ ًّرا َوأَحْ َس نُ َمقِياًل ﴾ الش اب الن اعم ،وه و قول ه﴿ :أَ ْ
[الفرقان ،]24 :وإذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح خل ق هللا رياش ا ،وأنتن ه ريح ا،
فيقول له :أبشر بنزل من حميم ،وتصلية جحيم ،وإنه ليعرف غاسله ،ويناش د حامل ه
أن يحبسه ،فإذا دخل قبره أتياه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه ،ثم قاال ل ه :من رب ك؟
ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول :ال أدري فيقوالن له :ما دريت وال ه ديت ،فيض ربانه
بمرزبة ضربة ما خلق هللا دابة إال وتذعر لها ما خال الثقلين ،ثم يفتحان ل ه باب ا إلى
النار ،ثم يقوالن له :نم بشر حال ،فهو من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتى أن
دماغ ه يخ رج من بين ظف ره ولحم ه ،ويس لط هللا علي ه حي ات االرض وعقاربه ا
وهوامها فتنهشه حتى يبعثه هللا من قبره ،وإنه ليتمنى قي ام الس اعة مم ا ه و في ه من
الشر)()3
)(1رسالة المحكم والمتشابه.84 :
)(2بحار األنوار ()233 /6
)(3الكافي.3/231:
65
[الحديث ]290 :قال اإلمام علي( :إن الميت إذا أدخ ل ق بره أت اه ملك ا الق بر
يج ران اش عارهما ويخ دان األرض باق دامهما ،أص واتهما كالرع د القاص ف،
وأبصارهما كالبرق الخاطب ،فيقوالن :من ربك وم ا دين ك ومن نبي ك؟ فيق ول :هللا
ربي وديني االسالم ،ونبي محمد ،فيقوالن له :ثبتك هللا فيما تحب وترضى ،إلى
أن قال :وان كان لرب ه ع دواً ،فان ه يأتي ه أقبح من خل ق هللا زي اً ،إلى أن ق ال :ف اذا
أدخل القبر أتاه ممتحنا الغبر فألقيا عنه أكفانه ،فيقوالن له :من ربك وم ا دين ك ومن
نبيك؟ فيق ول :ال أدري ،فيق والن ،ال دريت وال ه ديت ،فيض ربان يافوخ ه بمرزب ة
معها ضربة ما خلق هللا ع ّزوج ّل من دابة إالّ وتذعر له ا م ا خال الثقلين ،ثم يفتح ان
له بابا ً إلى النار)()1
[الحـــديث ]291 :روي أن اإلم ام علي ك ان قريب ا من الجب ل بص فين،
فحضرت صالة المغرب فأمعن بعيدا ،ثم أذن ،فلم ا ف رغ عن أذان ه إذا رج ل مقب ل
نحو الجبل ،أبيض الرأس واللحية والوج ه ،فق ال :الس الم علي ك ي ا أم ير المؤم نين
ورحمة هللا وبركاته ،مرحبا بوص ي خ اتم النب يين ،وقائ د الغ ر المحجلين ،واالع ز
المأمون ،والفاضل الفائز بثواب الصديقين ،وسيد الوصيين ،فقال له اإلمام :وعلي ك
السالم ،كيف حالك؟ فقال :بخير أنا منتظر روح القدس ،وال أعلم أحدا أعظم في هللا
عز وجل اسمه بالء وال أحسن ثوابا منك ،وال أرفع عن د هللا مكان ا ،اص بر ي ا أخي
على ما أنت فيه ح تى تلقى الح بيب ،فق د رأيت أص حابنا م ا لق وا ب االمس من ب ني
إسرائيل ،نشروهم بالمناشير ،وحملوهم على الخشب ،ولو تعلم ه ذه الوج وه الترب ة
الشائهة ـ وأومأ بيده إلى أهل الشام ـ م ا اع د لهم في قتال ك من ع ذاب وس وء نك ال
القصروا ،ولو تعلم هذه الوجوه المبيضة ـ وأومأ بيده إلى أهل العراق ـ ماذا لهم من
الث واب في طاعت ك ل ودت أنه ا قرض ت بالمق اريض ،والس الم علي ك ورحم ة هللا
وبركات ه ..ثم غ اب من موض عه ،فق ام عم ار بن ياس ر ،وأب والهيثم بن التيه ان،
وأبوأيوب االنصاري ،وعبادة بن الصامت ،وخزيمة بن ثابت ،وهاش م الم ر ـ وق د
كانوا سمعوا كالم الرجل ـ فقالوا :يا أميرالمؤمنين من هذا الرج ل؟ فق ال لهم اإلم ام
علي( :ه ذا ش معون وص ي عيس ى علي ه الس الم ،بعث ه هللا يص برني على قت ال
أعدائه) ،فقالوا له :فداك آباؤنا وامهاتنا ،وهللا لننصرنك نصرنا لرس ول هللا ،وال
يتخلف عنك من المهاجرين واالنصار إال شقي)()2
ما ورد عن اإلمام السجاد:
ٌ ّ
[الحديث ]292 :قال اإلمام السجاد( :إن القبر روضة من ري اض الجن ة ،أو
حفرة ٌ من حفر النيران)()3
[الحديث ]293 :قال اإلمام الس جاد( :أش د س اعات ابن آدم ثالث س اعات:
الساعة التي يعاين فيها ملك الموت ،والساعة التي يقوم فيها من قبره ،والساعة التي
)(1الكافي.3/232 :
)(2مجالس المفيد ،ص 60ـ .62
)(3بحار األنوار ،6/214 :وتفسير القمي.
66
يقف فيه ا بين ي دي هللا تب ارك وتع الى ،فإم ا إلى جن ة وإم ا إلى ن ار) ،ثم ق ال( :إن
نج وت ي ا ابن آدم عن د الم وت ف أنت أنت وإال هلكت ،وإن نج وت ي ا ابن آدم حين
توضع في قبرك فأنت أنت وإال هلكت ،وإن نجوت حين يُحمل الناس على الصراط
فأنت أنت وإال هلكت ،وإن نجوت حين يق وم الن اس ل رب الع المين ف أنت أنت وإال
هلكت)()1
[الحديث ]294 :عن سعيد بن المسيب قال :كان علي بن الحسين يعظ الن اس
يزهدهم في الدنيا ،ويرغبهم في أعمال اآلخرة بهذا الكالم في ك ل جمع ة في مس جد
الرسول وحفظ عنه وكتب ،وكان يقول( :أيها الناس اتق وا هللا واعلم وا أنكم إلي ه
ت ِم ْن ُس و ٍء تَ َو ُّد لَ وْضرًا َو َم ا َع ِملَ ْ
ت ِم ْن َخي ٍْر ُمحْ َ س َما َع ِملَ ْ ترجعون فـ ﴿تَ ِج ُد ُكلُّ نَ ْف ٍ
وف بِال ِعبَ ا ِد ﴾ [آل عم ران: ْ أَ َّن بَ ْينَهَ ا َوبَ ْينَ هُ أَ َم دًا بَ ِعي دًا َويُ َح ِّذ ُر ُك ُم هللا نَ ْف َس هُ َوهللا َر ُء ٌ
..]30ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه ،ابن آدم إن أجلك أسرع ش ئ إلي ك،
قد أقبل نح وك حثيث ا يطلب ك ،ويوش ك أن ي دركك ،وك أن ق د أوفيت أجل ك ،وقبض
الملك روحك ،وصرت إلى منزل وحيدا ف رد إلي ك في ه روح ك ،واقتحم علي ك في ه
ملكاك منكر ونكير لمساءلتك ،وشديد امتحانك.
ُ
وإن أول ما يسأالنك عن ربك ال ذي كنت تعب ده ،وعن نبي ك ال ذي أرس ل أال ّ
إليك ،وعن دينك ال ذي كنت ت دين ب ه ،وعن كتاب ك ال ذي كنت تتل وه ،وعن إمام ك
الذي كنت تتواله ،ثم عن عمرك فيما أفنيت ه ،ومال ك من أين اكتس بته وفيم ا أتلفت ه،
فخذ حذرك وانظر لنفسك ،وأع ّد للجواب قبل االمتح ان والمس اءلة واالختب ار؛ ف إن
تك مؤمنا تقيا عارفا ب دينك ،متبع ا للص ادقين ،موالي ا الولي اء هللا لق اك هللا حجت ك،
وأنط ق لس انك بالص واب فأحس نت الج واب ،فبش رت بالجن ة والرض وان من هللا
والخيرات الحسان واس تقبلتك المالئك ة ب الروح والريح ان وإن لم تكن ك ذلك تلجلج
لسانك ،ودحضت حجتك ،وعييت عن الجواب وبش رت بالن ار ،واس تقبلتك مالئك ة
العذاب ،بنزل من حميم وتصلية جحيم.
واعلم ي ا ابن آدم أن من وراء ه ذا م اهو أعلم وأفظ ع وأوج ع للقل وب ي وم
ع لَهُ النَّاسُ َو َذلِكَ يَوْ ٌم َم ْشهُو ٌد ﴾ [هود ،]103 :ويجمع هللا فيه ك يَوْ ٌم َمجْ ُمو ٌ القيامة ﴿ َذلِ َ
االولين واالخرين ذلك يوم ينفخ في الصور وتبعثر فيه القبور ،ذلك ﴿يَ وْ َم اآْل ِزفَ ِة إِ ِذ
ع ﴾ [غ افر]18 : يع يُطَ ا ُ اظ ِمينَ َما لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن َح ِم ٍيم َواَل َشفِ ٍ َاج ِر َك ِ ْالقُلُوبُ لَدَى ْال َحن ِ
ذلك يوم ال تقال فيه عثرة ،وال تؤخذ من أحد فيه فدية ،وال تقبل من أحد فيه معذرة،
وال الحد فيه مستقبل توبة ،ليس إال الجزاء بالحسنات ،والجزاء بالسيئات ،فمن كان
من المؤم نين عم ل في ه ذه ال دنيا مثق ال ذرة من خ ير وج ده ومن ك ان عم ل من
المؤمنين في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده.
فاحذروا أيها الناس من المعاصي والذنوب فق د نه اكم هللا عنه ا وح ذركموها
في الكتاب الصادق والبيان الناطق وال تأمنوا مكرهللا وش دة أخ ذه عن د م ا ي دعوكم
)(1بحار األنوار ،ج ،6ص ..159
67
إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات والل ذات في ه ذه ال دنيا ف إن هللا يق ول﴿ :إِ َّن
ْص رُونَ ﴾ [األع راف: ان تَ َذ َّكرُوا فَ إِ َذا هُ ْم ُمب ِ الش ْيطَ ِف ِمنَ َّ الَّ ِذينَ اتَّقَوْ ا إِ َذا َم َّس هُ ْم طَ ائِ ٌ
،]201فأشعروا قلوبكم ـ هلل أنتم ـ خوف هللا ،وتذكروا ماقد وعدكم هللا في م رجعكم
إليه من حسن ثوابه ،كما قد خوفكم من ش ديد العق اب ،فإن ه من خ اف ش يئا ح ذره،
ومن حذر شيئا نكله ،فال تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا فتكونوا
ت أَ ْن الس يِّئَا ِ من الذين مك روا الس يئات ،وق د ق ال هللا تع الى ﴿ :أَفَ أ َ ِمنَ الَّ ِذينَ َم َك رُوا َّ
ْث اَل يَ ْش ُعرُونَ ( )45أَوْ يَأْ ُخ َذهُ ْم فِي يَ ْخ ِسفَ هللا بِ ِه ُم األرض أَوْ يَأْتِيَهُ ُم ْال َع َذابُ ِم ْن َحي ُ
وف َر ِحي ٌم﴾ ف فَ إِ َّن َربَّ ُك ْم لَ َر ُء ٌ تَقَلُّبِ ِه ْم فَ َم ا هُ ْم بِ ُم ْع ِج ِزينَ ( )46أَوْ يَأْ ُخ َذهُ ْم َعلَى تَخَ ُّو ٍ
[النحل 45 :ـ ]47
فاحذروا ما قد حذركم هللا ،واتعظوا بما فعل بالظلمة في كتابه ،وال ت أمنوا أن
ينزل بكم بعض ما تواعد ب ه الق وم الظ المين في الكت اب ،تاهلل لق د وعظتم بغ يركم،
وإن السعيد من وعظ بغيره ،ولقد أسمعكم هللا في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من
َت ظَالِ َمةً َوأَ ْن َش أْنَا بَ ْع َدهَا قَوْ ًم ا ص ْمنَا ِم ْن قَرْ يَ ٍة َكان ْ ﴿و َك ْم قَ َأهل القرى قبلكم حيث قالَ :
ض وا َوارْ ِج ُع وا ض ونَ ( )12اَل تَرْ ُك ُ َرينَ ( )11فَلَ َّما أَ َحسُّوا بَأْ َسنَا إِ َذا هُ ْم ِم ْنهَ ا يَرْ ُك ُ آخ ِ
إِلَى َما أ ْت ِر ْفتُ ْم فِي ِه َو َم َسا ِكنِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْس أَلُونَ ( )13قَ الُوا يَا َو ْيلَنَ ا إِنَّا ُكنَّا ظَ الِ ِمينَ ()14 ُ
صيدًا خَا ِم ِدينَ ﴾ [األنبياء 11 :ـ ،]15وأيم هللا ك َد ْع َواهُ ْم َحتَّى َج َع ْلنَاهُ ْم َح ِ ت تِ ْل َ فَ َما زَ الَ ْ
إن هذه لعظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم ،ثم رجع إلى الق ول من هللا في الكت اب
ب َربِّكَ لَيَقُ ولُ َّن ﴿ولَئِ ْن َم َّس ْتهُ ْم نَ ْف َح ةٌ ِم ْن َع َذا ِ على أه ل المعاص ي وال ذنوب ،فق الَ :
يَا َو ْيلَنَا إِنَّا ُكنَّا ظَالِ ِمينَ ﴾ [األنبياء ،]46 :ف إن قلتم أيه ا الن اس :إن هللا إنم ا ع نى به ذا
ازينَ ْالقِ ْس طَ لِيَ وْ ِم ْالقِيَا َم ِة فَاَل تُ ْ
ظلَ ُم َض ُع ْال َم َو ِ ﴿ون َ
أهل الشرك فكيف ذاك وهو يقولَ :
اس بِينَ ﴾ [األنبي اء: نَ ْفسٌ َش ْيئًا َوإِ ْن َك انَ ِم ْثقَ ا َل َحبَّ ٍة ِم ْن خَ رْ د ٍَل أَتَ ْينَ ا بِهَ ا َو َكفَى بِنَ ا َح ِ
]47؟
واعلم وا عب اد هللا أن أه ل الش رك ال تنص ب لهم الم وازين ،وال تنش ر لهم
الدواوين وإنما تنشر الدواوين الهل االسالم ،ف اتقوا هللا عب اد هللا واعلم وا أن هللا لم
يختر هذه الدنيا وعاجلها الحد من أوليائ ه ،ولم ي رغبهم فيه ا وفي عاج ل زهرته ا،
وظاهر بهجتها ،وإنما خلق ال دنيا وخل ق أهله ا ليبل وهم أيهم أحس ن عمال الخرت ه،
وأيم هللا لقد ضرب لكم فيه ا االمث ال ،وص رف االي ات لق وم يعقل ون ،فكون وا أيه ا
المؤمنون من القوم الذين يعقلون وال قوة إال باهلل ،وازهدوا فيم ا زه دكم هللا في ه من
عاجل الحياة الدنيا فإن هللا يقول وقوله الحق﴿ :إِنَّ َما َمثَ ُل ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َك َما ٍء أَ ْن َز ْلنَاهُ ِمنَ
ت األرض ات األرض ِم َّما يَأْ ُك ُل النَّاسُ َواأْل َ ْن َع ا ُم َحتَّى إِ َذا أَخَ َذ ِ اختَلَطَ بِ ِه نَبَ ُ ال َّس َما ِء فَ ْ
َت َوظَ َّن أَ ْهلُهَا أَنَّهُ ْم قَا ِدرُونَ َعلَ ْيهَا أَتَاهَا أَ ْم ُرنَ ا لَ ْياًل أَوْ نَهَ ارًا فَ َج َع ْلنَاهَ ا ُز ْخ ُرفَهَا َوا َّزيَّن ْ
ت لِقَ وْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ﴾ [ي ونس،]24 : ص ُل اآْل يَ ا ِ س َك َذلِكَ نُفَ ِّ ص يدًا َك أ َ ْن لَ ْم تَ ْغنَ بِ اأْل َ ْم ِ َح ِ
فكونوا عبادهللا من القوم الذين يتفكرون ،وال تركنوا إلى الدنيا فإن هللا قد قال لمحمد
نبيه والصحابهَ ﴿ :واَل تَرْ َكنُوا إِلَى الَّ ِذينَ ظَلَ ُموا فَتَ َم َّس ُك ُم النَّا ُر َو َما لَ ُك ْم ِم ْن دُو ِن هللا
68
صرُونَ ﴾ [ه ود ،]113 :وال تركن وا إلى زه رة الحي اة ال دنيا وم ا ِم ْن أَوْ لِيَا َء ثُ َّم اَل تُ ْن َ
فيه ا رك ون من اتخ ذها دار ق رار وم نزل اس تيطان ،فإنه ا دار قلع ة وبلغ ة ،ودار
عمل ،فتزودوا االعمال الصالحة منها قبل أن تخرجوا منها ،وقب ل االذن من هللا في
خرابها ،فكأن قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثه ا ..وأس أل
هللا لنا ولكم العون على تزود التقوى ،والزهد فيه ا ،جعلن ا هللا وإي اكم من الزاه دين
في عاجل زهرة الحياة الدنيا ،والراغبين العاملين الجل ثواب اآلخرة فإنم ا نحن ب ه
وله)()1
ما ورد عن اإلمام الباقر:
[الحديث ]295 :سئل اإلمام الباقر :أص لحك هللا من المس ؤلون في قب ورهم؟
قال( :من محض االيمان ومن محض الكف ر) ،قي ل :فبقي ة ه ذا الخل ق؟ ق ال( :يلهى
وهّللا عنهم ما يعبأ بهم) ،قيل :وعم يس ألون؟ ق ال( :عن الحج ة القائم ة بين أظه ركم
فيقال للمؤمن :م ا تق ول في فالن بن فالن؟ فيق ول :ذاك إم امي ،فيق ول :نم أن ام هللا
عينيك ،ويفتح له باب من الجنة فما يزال يتحفه من روحها إلى ي وم القيام ة ،ويق ال
للكافر :ما تقول في فالن بن فالن؟ قال :فيقول :قد سمعت به وما أدري ما هو فيقال
ل ه :ال دريت ،ق ال :ويفتح ل ه ب اب من الن ار فال ي زال يتحف ه من حره ا إلى ي وم
القيامة)()2
[الحديث ]296 :سئل اإلم ام الب اقر عن زي ارة القب ور ،فق ال( :إذا ك ان ي وم
الجمعة فزرهم ،فإنه من ك ان منهم في ض يق وس ع علي ه م ا بين طل وع الفج ر إلى
طلوع الشمس يعلمون بمن أتاهم في كل يوم ،فإذا طلعت الشمس كانوا س دى ،قلت:
فيعلمون بمن أتاهم فيفرحون به؟ قال :نعم ويستوحشون له إذا انصرف عنهم) ()3
[الحديث ]297 :قال اإلمام الب اقر( :من أتم ركوع ه لم يدخل ه وحش ة الق بر)
()4
[الحديث ]298 :قال اإلمام الباقر( :ال يسأل في الق بر إال من محض االيم ان
محضا ،أو محض الكفر محضا) ،قيل :فسائر الناس؟ فقال( :يلهى عنهم) ()5
[الحديث ]299 :قال اإلمام الباقر( :أتى رجل سلمان الفارسي فقال :ح دثني،
فسكت عنه ،ثم عاد فسكت ،ف أدبر الرج ل وه و يق ول ويتل و ه ذه اآلي ة ﴿ :إِ َّن الَّ ِذينَ
ك يَ ْل َعنُهُ ُمب أُولَئِ َ
اس فِي ْال ِكتَا ِ
ت َو ْالهُدَى ِم ْن بَ ْع ِد َما بَيَّنَّاهُ لِلنَّ ِ
يَ ْكتُ ُمونَ َما أَ ْن َز ْلنَا ِمنَ ْالبَيِّنَا ِ
هَّللا ُ َويَ ْل َعنُهُ ُم الاَّل ِعنُونَ ﴾ [البقرة ]159 :فقال ل ه :أقب ل ،إن ا ل و وج دنا أمين ا لح دثناه،
ولكن أعد لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فس أالك عن رس ول هللا ،ف إن ش ككت
أو التويت ضرباك على رأسك بمطرقة معهما تصير منه رمادا ،قال :فقلت :ثم مه؟
)(1الكافي ()3/130
)(2بحار األنوار ،6/262 :والكافي .1/65
)(3رواه الشيخ الطوسي في التهذيب()1/466
)(4الكافي :ج 3ص ..230
)(5الكافي :ج 1ص .67
)(6الشيعة في أحكام الشريعة ()2/66
)(7الشيعة في أحكام الشريعة ()2/66
)(8الشيعة في أحكام الشريعة ()2/66
)(9الشيعة في أحكام الشريعة ()2/66
71
الدين)()1 عليه ،ويقال إن هذا بعمل ابنك فالن ،وبعمل أخيك فالن ،أخوه في
(ست خصال ينتفع بها المؤمن من بع د ّ [الحديث ]314 :قال اإلمام الصادق:
ومصحف يُقرأ في ه ،وقليبٌ يحف ره ،وغ رسٌ يغرس ه، ٌ موته :ول ٌد صال ٌح يستغفر له،
وصدقة ماء يجريه ،وسنّة ٌ حسنة ٌ ي ُؤخذ بها بعده)()2
[الحديث ]315 :قال اإلمام الصادق( :إذا دخل الم ؤمن ق بره ك انت الص الة
عن يمينه والزكاة عن يساره ،والبر مطل علي ه ،ويتنحى الص بر ناحي ة ،ق ال :ف إذا
دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته ق ال الص بر للص الة والزك اة وال بر :دونكم
صاحبكم ،فإن عجزتم عنه فأنا دونه) ()3
[الحــديث ]316 :قال اإلم ام الص ادق( :إن المؤم نين إذا أخ ذوا مض اجعهم
أصعد هللا بأرواحهم إليه ،فمن قضى له عليه الموت جعل ه في ري اض الجن ة كن وز
رحمته ،ونور عزته ،وإن لم يقدر عليها الموت بعث بها مع أمنائه من المالئك ة إلى
االبدان التي هي فيها) ()4
[الحــديث ]317 :ذك ر اإلم ام الص ادق أرواح المؤم نين ،فق ال( :يلتق ون..
ويتساءلون ويتعارفون حتى إذا رأيته قلت :فالن) ()5
[الحديث ]318 :سئل اإلمام الصادق عن أرواح المؤمنين والكافرين ،فق ال:
(أرواح المؤم نين في حج رات في الجن ة ،ي أكلون من طعامه ا ،ويش ربون من
شرابها ،وي تزاورون فيه ا ،ويقول ون :ربن ا أقم لن ا الس اعة لتنج ز لن ا م ا وع دتنا..
وأرواح الكف ار في حج رات الن ار ،ي أكلون من طعامه ا ،ويش ربون من ش رابها
ويتزاورون فيها ،ويقولون :ربنا ال تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا) ()6
[الحديث ]319 :قال اإلمام الصادق( :إذا مات العب د الم ؤمن دخ ل مع ه في
وأطيبهن ريح اً،
ّ ّ
وأبهاهن هيئ ة، أحسنهن وجهاً،
ّ ست صور ،فيهن صورة هي قبره ُ
ُ ُ
وأنطقهن صورة ،قال :فيقف ص ورة عن يمين ه ،وأخ رى عن يس اره ،وأخ رى بين ّ
ّ
أحسنهن فوق رأس ه ،ف إن يديه ،وأُخرى خلفه ،وأُخرى عند رجليه ،ويقف التي هي
أتى عن يمينه ،منعته التي عن يمينه ،ث ّم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست ،قال:
أحسنهن صورة من أنتم جزاكم هللا عني خ يراً؟ فتق ول ال تي عن يمين العب د: ّ فتقول
أنا الصالة ،وتقول التي عن يساره :أنا الزكاة ،وتق ول ال تي بين يدي ه ،أن ا الص يام،
وتقول التي خلفه ،أنا الحج والعمرة ،وتقول التي عند رجليه :أنا بر من وص لت من
إخوانك ،ث ّم يقلن :من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً ،وأطيبنا ريحاً ،وأبهانا هيئة ،فتق ول:
أنا الوالية آلل مح ّمد) ()7
)(1الترمذي ()3332
)(2البخاري ( ،)4760ومسلم ()2806
)(3الترمذي ( ،)3142وأحمد ()2/354
)(4البخاري ( ،)6522ومسلم ( ،)2861والنسائي ( 4/115ـ )116
)(5البخاري ( ،)6532ومسلم ()2863
)(6الطبراني ()256 / 20
)(7البزار كما في كشف األستار ()3430
)(8أبو يعلى ()6025 / 415 / 10
)(9مسلم ()2878
81
إليه عمرو بن معدي كرب فقال له النبي ( :أسلم يا عم رو يؤمن ك هللا من الف زع
األكبر) ،قال :يا محمد وما الفزع األكبر؟ ف إني ال أف زع فق ال( :ي ا عم رو إن ه ليس
كما تظن وتحسب ،إن الن اس يص اح بهم ص يحة واح دة فال يبقى ميت إال نش ر وال
حي إال مات إال ما شاء هللا ،ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينش ر من م ات ويص فون
جميعا ،وتنشق السماء ،وتهد األرض ،وتخر الجبال هدا ،وترمى النار بمثل الجب ال
شررا فال يبقى ذو روح إال انخلع قلبه وذكر دينه وشغل بنفسه إال ما شاء هللا ،ف أين
أنت يا عمرو من هذا؟ قال :أال إني أسمع أم را عظيم ا ،ف آمن باهلل ورس وله ،وآمن
معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم)()1
[الحديث ]356 :قال رسول هللا ( :يعرق الناس ي وم القيام ة ح تى ي ذهب
في األرض عرقهم سبعين ذراعا ،فإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم)()2
[الحديث ]357 :ق ال رس ول هللا ( :ت دنو الش مس ي وم القيام ة من الخل ق
حتى تكون منهم كمقدار الميل ..فيكون الن اس على ق در أعم الهم في الع رق ،فمنهم
من يك ون إلى كعبي ه ،ومنهم من يك ون إلى ركبتي ه ،ومنهم من يك ون إلى حقوي ه،
ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً) ،وأشار رسول هللا بيده إلى فيه(.)3
وه ذا ال يع ني أن الم راد بالش مس في ه ذا الح ديث هي ه ذه الش مس ال تي
نعرفها ،وإنما هو مثل تقريبي ،فالكون حينذاك يختلف تماما عن الصورة التي ن راه
ات َوبَ َر ُزوا هَّلِل ِ
او ُ بها اليوم ،كما قال تعالى﴿ :يَوْ َم تُبَ َّد ُل اأْل َرْ ضُ َغ ْي َر اأْل َرْ ِ
ض َو َّ
الس َم َ
َّار﴾ [إبراهيم]48 :ْال َوا ِح ِد ْالقَه ِ
[الحديث ]358 :قال رسول هللا ( :يبعث كل عبد على ما مات عليه)()4
[الحديث ]359 :قال رسول هللا في رجل وقص ته ناقت ه وه و مح رم م ع
النبي في حجة الوداع( :اغسلوه بماء وس در ،وكفن وه في ث وبين ،وال تحنط وه،
وال تخمروا رأسه ،فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) ()5
[الحديث ]360 :قال رس ول هللا ( :ال يكلم أح د في س بيل هللا ـ وهللا أعلم
بمن يكلم في سبيله ـ إال جاء يوم القيامة وجرحه يثعب ،اللون لون دم ،وال ريح ريح
مسك) ()6
[الحــديث ]361 :ق ال رس ول هللا ( :إذا جم ع هللا األولين واآلخ رين ي وم
القيامة ،يرفع لكل غادر لواء ،فقيل :هذه غدرة فالن بن فالن) ()7
[الحديث ]362 :قال رس ول هللا ( :يحش ر المتك برون ي وم القيام ة أمث ال
الص غرُ ،مثِّل بالنمل ة الص غيرة أو ب رأس النمل ة أو الهب ا َءة المنبثّة في اله واء ويمكن
)(1قد ٌر ضئيل ج ‚ًًّدا ،بالغ ِّ
رؤيتها في شعاع ال ّشمس الداخل من النافذة.
)(2رواه الترمذي ( ،)2492وأحمد ( ،)6677( )179 /2والبخاري في (األدب المفرد) ()557
)(3رواه البزار كما في (مجمع الزوائد) ()337 /10
)(4البخاري في األدب المفرد ،والترمذي وحسنه ،انظر :المشكاة ()5112
)(5رواه البخاري ( ،)1474ومسلم ()1040
)(6رواه أبو داود ( ،)1626والترمذي ( ،)650والنسائي ( ،)97 /5وابن ماجه ()1502
)(7رواه الطبراني ( ،)17546( )333 /20والبزار كما في (مجمع الزوائد) ()99 /3
)(8تفسير الطبري ()7/358
83
من األزد يقال له :ابن اللتبية على الصدقة ،فجاء فقال :هذا لكم وهذا أهدي لي؛ فقام
رسول هللا على المنبر فقال( :ما بال العامل نبعثه فيجيء فيق ول :ه ذا لكم وه ذا
أهدي لي .أفال جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إلي ه أم ال؟ وال ذي نفس محم د
بيده ال يأتي أحد منكم منها بشيء إال جاء به يوم القيامة على رقبته إن كان بعيرا له
رغاء ،أو بقرة لها خوار ،أو شاة تيعر) ،ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال:
(اللهم هل بلغت) ثالثا()1
[الحديث ]370 :قال رسول هللا ( :قال لي جبري ل :ي ا محم د ،ل و ت راهم
حين يخرجون من قبورهم ينفض ون ال تراب عن رؤس هم ،ه ذا يق ول:ال إل ه إال هللا
والحمد هلل ،يَ ْبيَضُّ وجهه ،وهذا يقول :يا حسرتاه على ما فرطت في جنب هللا)()2
[الحديث ]371 :قال رسول هللا َ ( :من وقّر ذا شيبة في اإلس الم ،آمن ه هللا
من فزع يوم القيامة)()3
2ـ أحاديث أئمة الهدى حول النشر والحشر:
من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى:
ما ورد عن اإلمام علي:
[الحــديث ]372 :روي أن رجال أتى اإلمام علي ،فق ال :ي ا أم ير المؤم نين،
إني قد شككت في كتاب هللا المنزل ،فقال له اإلمام :ثكلتك أم ك ،وكي ف ش ككت في
كتاب هللا المنزل ،فقال الرجل :ألني وجدت الكتاب يك ذب بعض ه بعض ا ،فكي ف ال
أشك فيه ،فقال ل ه اإلم ام( :إن كت اب هللا ليص دق بعض ه بعض ا ،وال يك ذب بعض ه
بعضا ولكنك لم ترزق عقال تنتفع به ،فهات ما شككت فيه من كتاب هللا ع ز وج ل)
()4
ثم عرض له الرجل ما توهمه من تعارضات ،فق ال ل ه اإلم ام علي( :قُ ُّدوسٌ
َربُّنَا قُ ُّدوس ،تبارك وتعالى علواً كبيراً ،نشهد أنه هو الدائم الذي ال ي زول وال نش ك
فيه ،وليس كمثله شئ وه و الس ميع البص ير ،وأن الكت اب ح ق والرس ل ح ق ،وأن
الثواب والعقاب حق ..فإن رزقت زيادة إيمان أو حرمته ف إن ذل ك بي د هللا ،إن ش اء
رزقك وإن شاء حرمك ذلك .ولكن سأعلمك ما شككت فيه وال قوة إال باهلل)
ً
ص فّا اَل ومن إجاباته عليها قوله( :وأما قول ه ﴿ :يَ وْ َم يَقُ و ُم ال رُّ و ُح َو ْال َماَل ئِ َك ةُ َ
ص َوابًا﴾ [النبأ ]38 :وقولهَ ﴿ :وهَّللا ِ َربِّنَ ا َم ا ُكنَّا ال َ يَتَ َكلَّ ُمونَ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَهُ الرَّحْ َمنُ َوقَ َ
ْض َويَ ْل َعنُ
ْض ُك ْم بِبَع ٍ ُم ْش ِر ِكينَ ﴾ [األنع ام ،]23 :وقول ه ﴿ :ثُ َّم يَ وْ َم ْالقِيَا َم ِة يَ ْكفُ ُر بَع ُ
ار﴾ [ص،]64 : َاص ُم أَ ْه ِل النَّ ِق تَخ ُ ض ُك ْم ﴾ [العنكبوت ،]25 :وقوله﴿ :إِ َّن َذلِكَ لَ َح ٌّ بَ ْع ُ
ت إِلَ ْي ُك ْم بِ ْال َو ِعي ِد﴾ [ق ،]28 :وقول هْ ﴿ :اليَ وْ َم ال اَل ت َْختَ ِ
ص ُموا لَ َد َّ
ي َوقَ ْد قَ َّد ْم ُ وقوله﴿ :قَ َ
ن َْختِ ُم َعلَى أَ ْف َوا ِه ِه ْم َوتُ َكلِّ ُمنَا أَ ْي ِدي ِه ْم َوت َْش هَ ُد أَرْ ُجلُهُ ْم بِ َم ا َك انُوا يَ ْك ِس بُونَ ﴾ [يس،]65 :
)(1صحيح البخاري برقم ( )7174 ،2597وصحيح مسلم برقم ()1832
)(2المحاسن.1/34/
)(3بحار األنوار ،302/ 7 :عن :الكافي .2/658
)(4الصدوق في التوحيد.254:
84
فإن ذلك في موطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم ،الذي كان مقداره خمسين أل ف
سنة ،يجمع هللا عز وجل الخالئق يومئذ في مواطن ،ويكلم بعضهم بعضا ،ويستغفر
بعضهم لبعض ،أولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا .ويلعن أه ل المعاص ي
الرؤساء واألتباع الذين بدت منهم البغضاء ،وتع اونوا على الظلم والع دوان في دار
ال دنيا ،المس تكبرين والمستض عفين ،يكف ر بعض هم ببعض ويلعن بعض هم بعض ا.
والكفر في هذه اآلية ال براءة ،يق ول :ي برأ بعض هم من بعض ،ونظيره ا في س ورة
ون ِم ْن قَ ْب ُل ﴾ [إب راهيم ،]22 :ثم ت بِ َم ا أَ ْش َر ْكتُ ُم ِإبراهيم قول الش يطان ﴿ :إِنِّي َكفَ رْ ُ
يجتمعون في موطن آخر يبكون فيه ،فلو أن تلك األصوات بدت ألهل الدنيا ألذهلت
جميع الخلق عن معائش هم ،ولتص دعت قل وبهم إال م ا ش اء هللا ،فال يزال ون يبك ون
ال دم ..ثم يجتمع ون في م وطن آخ ر فيس تنطقون في ه فيقول ون :وهللا ربن ا م ا كن ا
مش ركين ،فيختم هللا تب ارك وتع الى على أف واههم ،ويس تنطق األي دي واألرج ل
والجل ود ،فتش هد بك ل معص ية ك انت منهم ..ثم يرف ع عن ألس نتهم الختم فيقول ون
لجلودهم :لم ش هدتم علين ا ق الوا أنطقن ا هللا ال ذي أنط ق ك ل ش ئ ..ثم يجتمع ون في
موطن آخر فيستنطقون ،فيفر بعضهم من بعض ،ف ذلك قول ه ع ز وج ل﴿ :يَ وْ َم يَفِ رُّ
ْال َمرْ ُء ِم ْن أَ ِخي ِه (َ )34وأُ ِّم ِه َوأَبِي ِه ﴾ [عبس ،]35 ،34 :فيستنطقون فـ﴿ :اَل يَتَ َكلَّ ُم ونَ
ص َوابًا ﴾ [النب أ ،]38 :فيق وم الرس ل ص لى هللا عليهم ال َ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَهُ ال رَّحْ َمنُ َوقَ َ
ُ
فيشهدون في هذا الموطن ،فذلك قوله﴿ :فَ َك ْيفَ إِ َذا ِج ْئنَا ِم ْن ُك ِّل أ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِج ْئنَ ا بِ َ
ك
َعلَى هَؤُاَل ِء َش ِهيدًا﴾ [النس اء ،]41 :ثم يجتمع ون في م وطن آخ ر ،يك ون في ه مق ام
محمد ،وهو المقام المحمود ،فيثني على هللا تبارك وتعالى بم ا لم يثن علي ه أح د
قبله ،ثم يثني على المالئك ة كلهم ،فال يبقى مل ك إال أث نى علي ه محم د ،ثم يث ني
على الرس ل بم ا لم يثن عليهم أح د قبل ه ثم يث ني على ك ل م ؤمن ومؤمن ة ،يب دأ
بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين ،فيحمده أهل السماوات واألرض ..ثم يجتمع ون
في م وطن آخ ر وي دال بعض هم من بعض .وه ذا كل ه قب ل الحس اب ف إذا أخ ذ في
الحساب شغل كل إنسان بما لديه)()1
ُ
[الحــديث ]373 :ق ال اإلم ام علي في وص ف ه ول ي وم القيام ة( :ختِم على
األف واه فال تكلّم فتكلّمت األي دي ،وش هدت األرج ل ،ونطقت الجل ود بم ا عمل وا فال
يكتمون عند هللا حديثاً)()2
[الحديث ]374 :قال اإلمام علي في صفة يوم القيامة( :يجتمعون في م وطن
يستنطق فيه جميع الخلق ،فال يتكلّم أحد إالّ من أذن له الرحمن وق ال ص واباً ،فيق ام
ك الرسول فيُسأل فذلك قوله لمحمد ﴿ :فَ َك ْيفَ إِ َذا ِج ْئنَا ِم ْن ُكلِّ أُ َّمة بِ َش ِهيد َو ِج ْئنَ ا بِ َ
َعلَى ه ُؤالَ ِء َش ِهيداً﴾ [النساء ]41 :وهو الشهيد على الش هداء ،والش هداء هم الرس ل)
()3
)(1الصدوق في التوحيد.254:
)(2تفسير العياشي ،242 /1بحار األنوار ،281 /3 ،البرهان .370 /1
)(3تفسير العياشي ،242 /1بحار األنوار ،281 /3 ،البرهان .370 /1
85
[الحديث ]375 :قال اإلمام علي في قوله تع الى﴿ :الَّ ِذينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُ ْم ُمالَقُ وا
والظن منهم يقين)()4 ّ َربِّ ِه ْم﴾ [البقرة( :]46 :يوقنون أنّهم مبعوثون،
[الحــديث ]376 :ق ال اإلم ام علي( :وأمّا احتجاج ه على الملح دين في دين ه
إن الملح دين أق رّوا ب الموت ولم يق رّوا بالخ الق ،ف أقرّوا ب أنّهم لم وكتابه ورسله ،ف ّ
َ
آن ال َم ِجي ِد ( )1بَلْ ع َِجبُوا أ ْن َج ا َءهُ ْم ُم ْن ِذ ٌر ْ ْ
يكونوا ث ّم كانوا ،قال هللا تعالى﴿ :ق َوالقُرْ ِ
ال ْال َكافِرُونَ هَ َذا َش ْي ٌء َع ِجيبٌ ( )2أإِ َذا ِم ْتنَا َو ُكنَّا تُ َرابًا َذلِكَ َرجْ ٌع بَ ِعي ٌد ﴾ [ق:
َ ِم ْنهُ ْم فَقَ َ
ْ ْ
ب لَنَا َمثَاًل َون َِس َي خَ لقَهُ قَا َل َم ْن يُحْ ِي ال ِعظَا َم َو ِه َي ض َر َ ﴿و َ ،]3 - 1وكقوله ع ّز وجلَّ :
َر ِمي ٌم ( )78قُلْ يُحْ يِيهَا الَّ ِذي أَ ْن َشأهَا أ َّو َل َم َّر ٍة ﴾ [يس ،]79 ،78 :ومثله قوله تع الى:
َ َ
ب ير﴾ [الحجُ ﴿ ]8 :كتِ َ ب ُمنِ ٍ اس َم ْن ي َُجا ِد ُل فِي هَّللا ِ بِ َغي ِْر ِع ْل ٍم َواَل هُدًى َواَل ِكتَا ٍ ﴿ َو ِمنَ النَّ ِ
ير ﴾ [الحج ]4 :ف ر ّد هللا تع الى ب الس َِّع ِ ضلهُ َويَ ْه ِدي ِه إِلَى َع َذا ِ ُّ َعلَ ْي ِه أَنَّهُ َم ْن تَ َواَّل هُ فَأنَّهُ يُ ِ
َ
عليهم ما ي ّدلهم على صفة ابتداء خلقهم وأوّل نشئهم﴿ :يَاأَيُّهَ ا النَّاسُ إِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ
ب
طفَ ٍة ثُ َّم ِم ْن َعلَقَ ٍة ثُ َّم ِم ْن ُمضْ َغ ٍة ُمخَ لَّقَ ٍة َو َغي ِْر ب ثُ َّم ِم ْن نُ ْ
ث فَإِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن تُ َرا ٍ ِمنَ ْالبَ ْع ِ
ُمخَ لَّقَ ٍة لِنُبَيِّنَ لَ ُك ْم َونُقِ رُّ فِي اأْل َرْ َح ِام َم ا ن ََش ا ُء إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ّمًى ثُ َّم نُ ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْفاًل ثُ َّم
لِتَ ْبلُ ُغوا أَ ُش َّد ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُتَ َوفَّى َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُ َر ُّد إِلَى أَرْ َذ ِل ْال ُع ُم ِر لِ َك ْياَل يَ ْعلَ َم ِم ْن بَ ْع ِد
ِع ْل ٍم َش ْيئًا﴾ [الحج ]5 :فأقام سبحانه على الملح دين ال دليل عليهم من أنفس هم ،ث ّم ق ال
َت ِم ْن ت َوأَ ْنبَت ْ ت َو َربَ ْ ض هَا ِم َدةً فَإِ َذا أَ ْنزَ ْلنَا َعلَ ْيهَا ْال َما َء ا ْهتَ َّز ْ ﴿وت ََرى اأْل َرْ َ مخبراً لهمَ :
ق َوأَنَّهُ يُحْ ِي ْال َم وْ تَى َوأَنَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء يج (َ )5ذلِ كَ بِ أ َ َّن هَّللا َ هُ َو ْال َح ُّ ج بَ ِه ٍ ُك ِّل زَ وْ ٍ
ور﴾ [الحج- : ث َم ْن فِي ْالقُبُ ِ ْب فِيهَ ا َوأَ َّن هَّللا َ يَ ْب َع ُ الس ا َعةَ آتِيَ ةٌ اَل َري َ قَ ِدي ٌر (َ )6وأَ َّن َّ
اح فَتُثِ ي ُر َس َحابًا فَ ُس ْقنَاهُ إِلَى بَلَ ٍد َميِّ ٍ
ت ﴿وهَّللا ُ الَّ ِذي أَرْ َس َل الرِّ يَ َ ،﴾ ]7وق ال س بحانهَ :
ض بَ ْع َد َموْ تِهَ ا َك َذلِكَ النُّ ُش ورُ﴾ [ف اطر ،]9 :فه ذا مث ال أق ام هللا ع ّز فَأَحْ يَ ْينَا بِ ِه اأْل َرْ َ
وج ّل لهم به الح ّجة في إثبات البعث والنشور بعد الم وت ..وأمّا ال ر ّد على الدهريّة
أن الدهر لم يزل أبداً على حال واحدة ،وأنّه م ا من خ الق وال م دبّر الذين يزعمون ّ
﴿وقَالُوا َما ِه َي إِاَّل َحيَاتُنَ ا وال صانع وال بعث وال نشور ،قال هللا تعالى حكاية لقولهَ :
ُّ ُ اَّل
ك ِم ْن ِعل ٍم إِن ه ْم إِ يَظنونَ ﴾
ُ ْ ْ وت َونَحْ يَ ا َو َم ا يُ ْهلِ ُكنَ ا إِاَّل ال َّد ْه ُر َو َم ا لَهُ ْم بِ َذلِ َ ال ُّد ْنيَا نَ ُم ُ
[الجاثيةَ ﴿ ]24 :وقَالُوا أَإِ َذا ُكنَّا ِعظَا ًم ا َو ُرفَاتً ا أَإِنَّا لَ َم ْبعُوثُ ونَ خَ ْلقً ا َج ِدي دًا ( )49قُ لْ
ُور ُك ْم فَ َس يَقُولُونَ َم ْن ي ُِعي ُدنَا صد ِ ُكونُوا ِح َجا َرةً أَوْ َح ِديدًا ( )50أَوْ َخ ْلقًا ِم َّما يَ ْكبُ ُر فِي ُ
قُ ِل الَّ ِذي فَطَ َر ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة ﴾ [اإلسراء ،]51 ،49 :ومثل هذا في القرآن كثير ،وذلك
ر ٌّد على من كان في حي اة الرس ول يق ول ه ذه المقال ة ،ومن أظه ر ل ه االيم ان
وأبطن الكفر والشرك ،وبقوا بعد رسول هللا وكانوا س بب هالك االُمّة ،ف ر ّد هللا
ب ثُ َّم ِم ْن ث فَإِنَّا خَ لَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن تُ َرا ٍ ب ِمنَ ْالبَ ْع ِ تعالى بقوله﴿ :يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ
طفَ ٍة ثُ َّم ِم ْن َعلَقَ ٍة ثُ َّم ِم ْن ُمضْ َغ ٍة ُم َخلَّقَ ٍة َو َغي ِْر ُمخَ لَّقَ ٍة لِنُبَيِّنَ لَ ُك ْم َونُقِ رُّ فِي اأْل َرْ َح ِام َم ا نُ ْ
نَ َشا ُء إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ّمًى ثُ َّم نُ ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْفاًل ثُ َّم لِتَ ْبلُ ُغوا أَ ُش َّد ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُتَ َوفَّى َو ِم ْن ُك ْم َم ْن
﴿وتَ َرى يُ َر ُّد إِلَى أَرْ َذ ِل ْال ُع ُم ِر لِ َك ْياَل يَ ْعلَ َم ِم ْن بَ ْع ِد ِع ْل ٍم َش ْيئًا﴾ [الحج ،]5 :وقول هَ :
)(4تفسير العياشي ،44 /1تفسير البرهان ،95 /1بحار األنوار.42 /7 ،
86
يج﴾
ج بَ ِه ٍ ت َوأَ ْنبَت ْ
َت ِم ْن ُك ِّل زَ وْ ٍ ت َو َربَ ْض هَا ِم َدةً فَ إِ َذا أَ ْن َز ْلنَ ا َعلَ ْيهَ ا ْال َم ا َء ا ْهتَ َّز ْ
اأْل َرْ َ
[الحج ،]5 :وما جرى مجرى ذلك في القرآن ،فهذا كلّه ر ّد على الدهرية والمالح دة
م ّمن أنكر البعث والنشور)()1
ً
[الحديث ]377 :قال اإلمام علي( :إذا كان يوم القيامة أهبط هللا ريحا منتن ة،
يتأذى به ا أه ل الجم ع ،ح تى إذا ه ّمت أن تمس ك بأنف اس الن اس ن اداهم من ا ٍد :ه ل ّ
تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟ ..فيقولون :ال ،فق د آذتن ا وبلغت منّا ك ّل مبل غ،
فيُقال :هذه ريح الزناة الذين لقوا هللا بالزنا ثم لم يتوبوا ،فالعنوهم لعنهم هللا ،فال يبقى
في الموقف أح ٌد إال قال :اللهم العن الزناة)()2
[الحديث ]378 :قال اإلمام علي( :إذا كان يوم القيامة بعث هللا تبارك وتعالى
الناس من حفرهم غرالً مهالً (أي مسرعين) جُرداً ُمرداً في ص عيد واح د ،يس وقهم
الن ور وتجمعهم الظلم ة ح تى يقف وا على عقب ة المحش ر ،ف يركب بعض هم بعض ا ً
ويزدحمون دونها فيُمنعون من المضي فتشت ّد أنفاس هم ،ويك ثر ع رقهم وتض يق بهم
هول من أهوال يوم القيامة؛ ٍ أمورهم ،ويشت ّد ضجيجهم ،وترتفع أصواتهم ،وهو أول
فيأمر هللا تعالى ملَكا ً من المالئكة فينادي فيهم :يا معشر الخالئق ،أنصتوا واستمعوا
منادي الجبّار ،فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم ،فتنكسر أصواتهم عند ذل ك ،وتخش ع
أبصارهم ،وتض طرب فرائص هم ،وتف زع قل وبهم ،ويرفع ون رؤوس هم إلى ناحي ة
الصوت مهطعين إلى الداعي ،فعند ذلك يقول الكافر :هذا يوم َع ِسر ،فيق ول هللا ع ّز
وج ّل الحكم العدل عليهم ،فيقول( :أنا هللا ال إله إال أن ا الحكم الع دل ال ذي ال يج ور،
اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي ،ال يُظلم اليوم عندي أح ٌد ،الي وم آخ ذ للض عيف من
الق وي بحقّه ،ولص احب المظلم ة بالمظلم ة بالقص اص من الحس نات والس يئات،
وأثيب على الهبات ،وال يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظال ٌم وألحد عنده مظلم ة ،إال
مظلمة يهبه ا لص احبها وأثيب ه عليه ا ،وآخ ذ ل ه به ا عن د الحس اب ،فتالزم وا أيه ا
الخالئق واطلبوا مظالمكم عند َمن ظلمكم بها في الدنيا ،وأنا شاهد لكم عليهم ،وكفى
بي شهيدا)()3
ق األرض عن أحد ي وم القيام ة إالّ [الحديث ]379 :قال اإلمام علي( :ال تنش ّ
زة)()4 وملكان آخذان بضبعه يقوالن :أجب ربّ الع ّ
وتقض ت َّ [الحــديث ]380 :ق ال اإلم ام علي( :حتّى إذا تص رّمت االُم ور،
الدهور ،وأزفَ النشور ،أخ رجهم من ض رائح القب ور ،وأوك ار الطي ور ،وأوج رة
ص ُموتاً، السباع ،ومطارح المهالكِ ،س َراعا ً إلى أم ر ِه ،مهطعين إلى َمع ادهَ ،رعيال ُ
عوض ر ُ قياما ً صُفوفاً ،ينفذهم البص ر ،ويس معهم ال ّداعي ،عليهم لَب وسُ اإلس تكانةَ ،
اإلستسالم والذلة ،قد ضلَّت الحيلُ ،وانقطع األمل ،وهَوت األفئدة كاظمةً ،وخش عت
)(1رسالة المحكم والمتشابه ،37 :بحار األنوار.43 /7 ،
)(2بحار األنوار ،217/ 7 :عن :المحاسن ص.108
)(3بحار األنوار ،269/ 7 :عن :روضة الكافي ص.104
)(4أمالي الصدوق ،المجلس ،336 /64بحار األنوار.106 /7 ،
87
ع لزب ر ِة ال داعي ت األس ما ُ رع َد ِ األصوات مهيمنة ،وأل َج َم العرقُ ،وعظم ال َّشفقُ ،واُ ِ
ل الثواب)()1 ونكال العقاب ،ونوا ِ ِ إلى فصل الخطاب ،ومقايض ِة الجزا ِء،
ّ
[الحـــديث ]381 :ق ال اإلم ام علي( :ف اتّعظوا عب اد هللا ب العبر النواف ع،
واعتبروا باآلي السواطع ،وازدج رُوا بالنُّذر البوال غ ،وانتفع وا بال ّذكر والمواع ظ،
فكأن ق د َعلِقَت ُكم مخ البُ المنيّة ،وانقطعت منكم عالئ ق االُمنيَّ ِة ،ودهمتكم مفظع ات ّ
الورْ ِد المورود ،فك ّل نفس معها سائق وش هيد ،س ائق يس وقها االُمور ،والسياقةُ إلى ِ
إلى محشرها ،وشاهد يشهد عليها بعملها)()2
[الحـــديث ]382 :ق ال اإلم ام علي( :وذل ك ي وم يجم ع هللا في ه األوّلين
واآلخرين ،لنقاش الحساب وج زاء األعم ال ،خض وعاً ،قيام اً ،ق د ألجمهُ ُم الع رق،
ورجفت بهم األرض ،فأحسنهم حاال من وجد لقدميه موضعاً ،ولنفسه متّسعاً)()3
إن السعداء بالدنيا غداً هم اله اربون منه ا [الحديث ]383 :قال اإلمام عليّ ( :
اليوم ،إذا رجفت الراجفة ،وحقّت بجالئلها القيامة ،ولح ق بك ّل منس ك أهل ه ،وبك ّل
معبود َعبَ َدتُهُ ،وبك ّل مطاع أهل طاعته ،فلم يجز في عدله وقسطه يومئذ خرق بصر
في اله واء ،وال همسُ ق دم في األرض إالّ بحقّه ،فكم حُجّة ي وم ذاك داحض ة،
وعالئق عذر منقطعة ،فَتَح َّر من أمرك ما يقُو ُم به ع ذرك ،وتثبت ب ه حجّت ك ،و ُخ ذ
وتيس ر لس فرك ،وش ّم ب رق النج اة ،وارح ل مطاي ا ّ م ا يبقى ل ك ممّا ال تبقى ل ه،
التشمير)()4
[الحديث ]384 :قال اإلمام علي لمن سأله عن كيفية التوفيق بين قوله تعالى:
ص َوابًا﴾ صفًّا اَل يَتَ َكلَّ ُمونَ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَ هُ ال رَّحْ َمنُ َوقَ ا َل َ ﴿يَوْ َم يَقُو ُم الرُّ و ُح َو ْال َماَل ئِ َكةُ َ
[النب أ ]38 :وقول هَ ﴿ :وهَّللا ِ َربِّنَ ا َم ا ُكنَّا ُم ْش ِر ِكينَ ﴾ [األنع ام ،]23 :وقول ه﴿ :ثُ َّم يَ وْ َم
ق ض ُك ْم﴾ [العنكبوت ،]25 :وقوله﴿ :إِ َّن َذلِكَ لَ َح ٌّ ْض َويَ ْل َعنُ بَ ْع ُ
ض ُك ْم بِبَع ٍ ْالقِيَا َم ِة يَ ْكفُ ُر بَ ْع ُ
ت إِلَ ْي ُك ْمي َوقَ ْد قَ َّد ْم َُص ُموا لَ َد َّ ال اَل ت َْخت ِ ار﴾ [ص ،]64 :وقول ه﴿ :قَ َ َاص ُم أَ ْه ِل النَّ ِ تَخ ُ
﴿اليَوْ َم ن َْختِ ُم َعلَى أَ ْف َوا ِه ِه ْم َوتُ َكلِّ ُمنَا أَ ْي ِدي ِه ْم َوت َْش هَ ُد أَرْ ُجلُهُ ْم
بِ ْال َو ِعي ِد﴾ [ق ،]28 :وقولهْ :
بِ َما َك انُوا يَ ْك ِس بُونَ ﴾ [يس( :]65 :إن ذل ك في م وطن غ ير واح د من م واطن ذل ك
اليوم ،الذي كان مقداره خمسين ألف سنة ،يجم ع هللا ع ز وج ل الخالئ ق يومئ ذ في
م واطن ،ويكلم بعض هم بعض ا ،ويس تغفر بعض هم لبعض ،أولئ ك ال ذين ك ان منهم
الطاع ة في دار ال دنيا ،ويلعن أه ل المعاص ي الرؤس اء واألتب اع ال ذين ب دت منهم
البغضاء ،وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا ،المستكبرين والمستض عفين،
يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا .والكفر في هذه اآلية البراءة ،يقول :يبرأ
ت بِ َم ا بعض هم من بعض ،ونظيره ا في س ورة إب راهيم ق ول الش يطان﴿ :إِنِّي َكفَ رْ ُ
أَ ْش َر ْكتُ ُمو ِن ِم ْن قَ ْبلُ﴾ [إبراهيم ،]22 :ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فيه ،فلو أن
نهج البالغة :خطبة ،83بحار األنوار.112 /7 ، )(1
نهج البالغة :خطبة ،85بحار األنوار.113 /7 ، )(2
نهج البالغة :خطبة ،102بحار األنوار.113 /7 ، )(3
بهج البالغة ،223 :بحار األنوار.115 /7 ، )(4
88
تلك األص وات ب دت أله ل ال دنيا ألذهلت جمي ع الخل ق عن معائش هم ،ولتص دعت
قل وبهم إال م ا ش اء هللا ،فال يزال ون يبك ون ال دم ..ثم يجتمع ون في م وطن آخ ر
فيستنطقون فيه فيقولون :وهللا ربنا ما كن ا مش ركين ،فيختم هللا تب ارك وتع الى على
أفواههم ،ويستنطق األيدي واألرجل والجلود ،فتشهد بك ل معص ية ك انت منهم ..ثم
يرف ع عن ألس نتهم الختم فيقول ون لجل ودهم :لم ش هدتم علين ا ق الوا أنطقن ا هللا ال ذي
أنطق كل شئ ..ثم يجتمعون في موطن آخر فيس تنطقون ،فيف ر بعض هم من بعض،
ف ذلك قول ه ع ز وج ل﴿ :يَ وْ َم يَفِ رُّ ْال َم رْ ُء ِم ْن أَ ِخي ِه (َ )34وأُ ِّم ِه َوأَبِي ِه﴾ [عبس،34 :
ص َوابًا﴾ [النب أ،]38 : ال َ ،]35فيستنطقون فـ﴿ :اَل يَتَ َكلَّ ُمونَ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَهُ الرَّحْ َمنُ َوقَ َ
فيقوم الرسل صلى هللا عليهم فيشهدون في هذا الموطن ،فذلك قوله﴿ :فَ َك ْيفَ إِ َذا ِج ْئنَ ا
ك َعلَى هَ ؤُاَل ِء َش ِهيدًا﴾ [النس اء ،]41 :ثم يجتمع ون في ِم ْن ُك ِّل أُ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِج ْئنَ ا بِ َ
موطن آخر ،يكون فيه مقام محمد ،وهو المقام المحم ود ،فيث ني على هللا تب ارك
وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله ،ثم يثني على المالئكة كلهم ،فال يبقى ملك إال أث نى
عليه محمد ،ثم يث ني على الرس ل بم ا لم يثن عليهم أح د قبل ه ثم يث ني على ك ل
مؤمن ومؤمنة ،يب دأ بالص ديقين والش هداء ثم بالص الحين ،فيحم ده أه ل الس ماوات
واألرض ..ثم يجتمعون في م وطن آخ ر وي دال بعض هم من بعض .وه ذا كل ه قب ل
الحساب فإذا أخذ في الحساب شغل كل إنسان بما لديه)()1
[الحديث ]385 :قال اإلمام علي لمن سأله عن كيفية التوفيق بين قوله تعالى:
َاظ َرةٌ ﴾ [القيامة ]23 ،22 :وقوله﴿ :اَل تُ ْد ِر ُكهُ ض َرةٌ ( )22إِلَى َربِّهَا ن ِ ﴿ ُوجُوهٌ يَوْ َمئِ ٍذ نَا ِ
(إن ذل ك في موض ع ينتهي في ه ْص ا َر﴾ [األنع امّ :]103 : ك اأْل َب َ ْص ا ُر َوهُ َو يُ ْد ِر ُ اأْل َب َ
أولياء هللا ع ّز وج ّل بعدما يفرغ من الحساب إلى نهر يس ّمى الحيوان ،فيغتسلون في ه
ويشربون منه ،فتنضر وجوههم إشراقاً ،فيذهب عنهم ك ّل قذى ووعث ،ث ّم ي ؤمرون
بدخول الجنّة ،فمن هذا المقام ينظرون إلى ربّهم كيف يثيبهم ،ومنه ي دخلون الجنّة،
﴿س اَل ٌم َعلَ ْي ُك ْم ِط ْبتُ ْم فَا ْد ُخلُوهَ ا ف ذلك ق ول هللا ع ّز وج ّل من تس ليم المالئك ة عليهمَ :
خَالِ ِدينَ ﴾ [الزمر ،]73 :فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنّة ،والنظر إلى ما وعدهم ربّهم،
فذلك قوله﴿ :إِلَى َربِّهَا نَ ا ِظ َرةٌ﴾ [القيام ة ،]23 :وإنّم ا يع ني ب النظر إلي ه النظ ر إلى
ْص ا َر﴾ [األنع ام: ك اأْل َب َ ثوابه تبارك وتعالى ..وأ ّما قوله ﴿اَل تُ ْد ِر ُكهُ اأْل َب َ
ْصا ُر َوهُ َو يُ ْد ِر ُ
]103يعني يحيط بها)()2
اس َرة﴾ٌ ﴿و ُو ُج وهٌ يَوْ َمئِ ٍذ بَ ِ [الحــديث ]386 :ق ال اإلم ام علي في قول ه تع الىَ :
[القيامة :]24 :أى كالحة شديدة العبوس﴿ ،تَظُ ُّن أَ ْن يُ ْف َع َل بِهَ ا ف اقِ َرة﴾ [القيام ة]25 :
ٌ َ
أى تتوقع أرباب تلك الوجوه أوتوقن أن يفعل بها داهية عظيمة تكس ر قف ار الظه ر،
ت التَّ َراقِ َي﴾ [القيامة ]26 :أى اذا بلغت النفس الترقوة ،وقولهَ ﴿ :وقِي َل وقوله﴿ :إِ َذا بَلَ َغ ِ
ق﴾ [القيامة ،]27 :أى يقال له :من يرقيك مم ا ب ك؟ يع نى ه ل من ط بيب؟.. َم ْن َرا ٍ
)(1بحار األنوار ،117 /7 ،التوحيد.260 :
)(2بحار األنوار ،117 /7 ،التوحيد.260 :
89
﴿وظَ َّن أَنَّهُ ْالفِ َراقُ﴾ [القيام ة ]28 :أى أيقن أن ال ذى ن زل ب ه ف راق ال دنيا وقول هَ :
اق﴾ [القيام ة ]29 :أى الس ِ الس ا ُ
ق بِ َّ ت َّ َّ ْ
﴿والتَف ِ
ومحابها وعلم بمفارقة االحب ة ،وقول هَ :
التوت شدة فراق الدنيا بشدة خوف اآلخ رة ،أو الت وت اح دى س اقيه ب االخرى عن د
الموت ،والمساق المصير ،وقوله﴿ :يَتَ َمطَّى ﴾ [القيامة ]33 :أى يتبخ تر افتخ ارا في
مشيته اعجابا بنفسه)()1
[الحديث ]387 :سئل اإلمام علي :أخبرني عن الناس يحش رون ي وم القيام ة
عراة؟ قال( :بل يحشرون في أكفانهم) ،قيل :أنى لهم األكف ان ،وق د بليت؟ ق ال( :إن
الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم) ،قيل :فمن مات بال كفن؟ قال( :ستر هللا عورت ه بم ا
يشاء من عنده) ،قيل :أفيعرضون صفوفاً؟ قال( :نعم ،هم يومئذ عشرون ومائة ألف
صف في عرض األرض)()2
ما ورد عن اإلمام الباقر:
ق اأْل َ َّو ِل بَلْ
[الحديث ]388 :سئل اإلمام الباقر عن قوله تعالى ﴿ :أَفَ َعيِينَا بِ ْالخَ ْل ِ
ق َج ِدي ٍد﴾ [ق ،]15 :فقال( :تأويل ذل ك أن هللا ع ز وج ل إذا أف نى س ِم ْن َخ ْل ٍهُ ْم فِي لَ ْب ٍ
هذا الخلق وهذا العالم ،وأسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار الن ار ج دد هللا عزوج ل
عالما غير هذا الع الم ،وج دد خلق ا من غ ير فحول ة وال ان اث يعبدون ه ويوحدون ه،
وخلق لهم أرضا غير هذه االرض تحملهم ،وسماء غ ير ه ذه الس ماء تظلهم ،لعل ك
ترى أن هللا عزوجل إنم ا خل ق ه ذا الع الم الواح د وت رى أن هللا عزوج ل لم يخل ق
بشرا غيركم؟ بلى وهللا لقد خلق هللا تبارك وتعالى أل ف أل ف ع الم وأل ف أل ف آدم،
أنت في آخر تلك العوالم وأولئك اآلدميين)()3
[الحديث ]389 :قال اإلم ام الب اقر( :لق د خل ق هللا عزوج ل في االرض من ذ
خلقه ا س بعة ع المين ليس هم من ول د آدم ،خلقهم من أديم االرض فأس كنهم فيه ا
واحدا بعد واحد مع عالمه ،ثم خلق هللا عزوج ل آدم أب ا البش ر ،وخل ق ذريت ه من ه،
وال وهللا ما خلت الجنة من أرواح المؤم نين من ذ خلقه ا ،وال خلت الن ار من أرواح
الكفار والعصاة منذ خلقها عزوجل ،لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيام ة وص ير هللا
أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجن ة ،وص ير أب دان أه ل الن ار م ع أرواحهم في
النار أن هللا تبارك وتعالى ال يعبد في بالده ،وال يخل ق خلق ا يعبدون ه ويوحدون ه؟ !
بلى وهللا ،ليخلقن هللا خلقا من غير فحولة وال إناث ،يعبدونه ويوحدونه ويعظمون ه،
ويخل ق لهم أرض ا تحملهم وس ماء تظلهم ،أليس هللا عزوج ل يق ول ﴿ :يَ وْ َم تُبَ َّد ُل
ات ﴾ [إب راهيم ]48 :وق ال هللا عزوج ل ﴿ :أَفَ َعيِينَ ا او ُ ض َو َّ
الس َم َ اأْل َرْ ضُ َغ ْي َر اأْل َرْ ِ
ج ِدي ٍد﴾ [ق)4()]15 : س ِم ْن َخ ْل ٍ
ق َ ق اأْل َ َّو ِل بَلْ هُ ْم فِي لَ ْب ٍ
بِ ْالخَ ْل ِ
ما ورد عن اإلمام الصادق:
)(1بحار األنوار ،117 /7 ،التوحيد.260 :
)(2تفسير نور الثقلين ،1/619في كتاب االحتجاج عن االمام الصادق
)(3بحار األنوار ()374 /8
)(4بحار األنوار ()319 /54
90
[الحديث ]390 :س ئل اإلم ام الص ادق( :عن الميت يبلى جس ده ؟ ق ال :نعم،
حتى ال يبقى له لحم وال عظم ،إال طينته التي خلق منها فإنها ال تبلى ،تبقي في القبر
مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة)()1
[الحديث ]391 :قال اإلمام الصادق(:إذا أراد هللا عز وج ل أن يبعث الخل ق،
أمطر السماء على األرض أربعين صباحا ً فاجتمعت األوصال ونبتت اللحوم)()2
[الحديث ]392 :سأل بعض المالحدة اإلمام الصادق :أنى له ب البعث والب دن
قد بلى ،واألعضاء قد تفرقت ،فعضو ببلدة يأكلها س باعها ،وعض و ب أخرى تمزق ه
هوامها ،وعضو قد صار ترابا ً بني به مع الطين حائ ط ؟ ق ال( :إن ال ذي أنش أه من
غير شئ ،وصوره على غير مثال كان سبق إلي ه ،ق ادر أن يعي ده كم ا ب دأه) ،ق ال:
أوض ح لي ذل ك ،ق ال( :إن ال روح مقيم ة في مكانه ا ،روح المحس ن في ض ياء
وفسحة ،وروح المسئ في ضيق وظلمة ،والبدن يص ير تراب ا ً كم ا من ه خل ق ،وم ا
تق ذف ب ه الس باع واله وام من أجوافه ا ،مم ا أكلت ه ومزقت ه ،ك ل ذل ك في ال تراب
محفوظ عند من اليعزب عن ه مثق ال ذرة في ظلم ات األرض ،ويعلم ع دد األش ياء
ووزنها ،وإن ت راب الروح انيين بمنزل ة ال ذهب في ال تراب ،ف إذا ك ان حين البعث
مطرت األرض مطر النش ور ،ف تربو األرض ثم تمخض ه مخض الس قاء ،فيص ير
ت راب البشـر كمص ير ال ذهب من ال تراب إذا غس ل بالم اء ،والزب د من اللبن إذا
مخض ،فيجتمع تراب كل قالب إلى قالبه ،فينتقل ب إذن هللا الق ادر إلى حيث ال روح،
فتعود الصور بإذن المصور كهيئتها ،وتلج الروح فيها ،فإذا قد اس توى ال ينك ر من
نفسه شيئاً)()3
[الحديث ]393 :سئل اإلمام الص ادق :أفتتالش ى ال روح بع د خ روج الميت
عن قالبه أم هو باق؟ فقال( :بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور؛ فعند ذل ك تبط ل
األشياء وتفنى ،فال حس وال محسوس ،ثم أعيدت األشياء كما بدأها م دبرها ،وذل ك
أربع مائة سنة يسبت فيها الخلق ،وذلك بين النفختين)()4
ثانيا ـ ما ورد حول العدالة الخاصة بالموقف:
وهي األحاديث الموافقة لما ورد في القرآن الك ريم من ذك ر تجلي ات العدال ة
المرتبطة بالمحكمة اإللهي ة ال تي تق ام في أرض المحش ر ،ومن المع ارف القرآني ة
المرتبطة بهذا ،والتي نحاكم األحاديث إليها:
.1أن األعم ال تع رض على العب اد قب ل وزنه ا وحس ابهم عليه ا ،كم ا ق ال
صفًّا لَقَ ْد ِج ْئتُ ُمونَا َك َما خَ لَ ْقنَا ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة بَ لْ َز َع ْمتُ ْم أَلَّ ْن ك َُرضُوا َعلَى َربِّ َ تعالىَ ﴿ :وع ِ
ُ ُ ْ ْ
ض َع ال ِكتَابُ فت ََرى ال ُمجْ ِر ِمينَ ُمش فِقِينَ ِم َّما فِي ِه َويَقول ونَ َ ْ نَجْ َع َل لَ ُك ْم َموْ ِعدًا (َ )48و ُو ِ
صاهَا َو َو َج دُوا َم ا َع ِملُ وا يرةً إِاَّل أَحْ َ يرةً َواَل َكبِ َ ص ِغ َب اَل يُغَا ِد ُر َال هَ َذا ْال ِكتَا ِ
يَا َو ْيلَتَنَا َم ِ
)(1الكافي.3/251:
)(2أمالي الصدوق.243/
)(3اإلحتجاج (.2/77
)(4اإلحتجاج..2/77/
91
﴿و ُك َّل إِ ْن َسا ٍن أَ ْلزَ ْمنَاهُ طَائِ َرهُظلِ ُم َربُّكَ أَ َحدًا﴾ [الكهف ،]49 ،48 :وقالَ : اضرًا َواَل يَ ْ َح ِ
ك ْ
ك َكفَى بِنَف ِس َ ْ ْ ْ ْ
فِي ُعنُقِ ِه َونُ ْخ ِر ُج لَهُ يَوْ َم القِيَا َم ِة ِكتَابً ا يَلقَ اهُ َم ْن ُش ورًا ( )13اق َرأ ِكتَابَ َ
ك َح ِسيبًا ﴾ [اإلسراء ،]14 ،13 :وقال﴿ :يُنَبَّأ ُ اإْل ِ ْن َسانُ يَوْ َمئِ ٍذ بِ َما قَ َّد َم َوأ َّخ َر﴾
َ ْاليَوْ َم َعلَ ْي َ
[القيامة ،]13 :وقد قال اإلمام الباقر في تفسيرها( :بما ق ّدم من خير وشر ،وما أخّر
تن به ا من بع ده ،ف إن ك ان ش ّراً ك ان علي ه مث ل وزرهم وال سن من ُس نّة ليس ّ م ّما َّ
ينقص من وزرهم شيء .وإن كان خيرا كان له مثل أجرهم وال ينقص من أج ورهم ً
شيء)()1
والقراءة كما تفسرها النصوص المقدسة ليست مج رد ش رح ووص ف مثلم ا
نقرأ الكتب في الدنيا؛ فليست تلك الكتب حروفا وكلمات ،ب ل ه و نفس ه العم ل ي راه
اض رًا ﴾ صاحبه حاضرا مثلما فعله أول مرة ،كما قال تعالىَ ﴿ :و َو َجدُوا َما َع ِملُوا َح ِ
[الكهف]49:
س وهكذا أشارت آيات أخرى إلى هذا المعنى كقوله تعالى ﴿ :يَوْ َم تَ ِج ُد ُك لُّ نَ ْف ٍ
ت ِمن ُس َو ٍء ﴾ [آل عم ران ،]30:وقول ه: ض رًا َو َم ا َع ِملَ ْ ت ِم ْن َخ ْي ٍر ُّمحْ َ َّما َع ِملَ ْ
ت ت نَ ْفسٌ َّما قَ َّد َم ْ ت ﴾ [التك وير ،]14:وقول ه تع الىَ ﴿ :علِ َم ْ ض َر ْ ت نَ ْفسٌ َّما أَحْ َ ﴿ َعلِ َم ْ
ُ
ت ﴾ [االنفطار ،]5:وقوله تعالى﴿ :يُنَبَّأ ا ِإلن َسانُ يَوْ َمئِ ٍذ بِ َما قَ َّد َم َوأَ َّخ َر ﴾ [القيامة: َوأَ َّخ َر ْ
]13
.2من تجليات العدالة اإللهية في أرض المحشر ،وقب ل الحس اب والم وازين
أو أثناءهما توفير الشهود على األعمال ،إما مطلقا ،أو حسب طلب العامل ال ذي ق د
ار ﴿ويَوْ َم يُحْ َش ُر أَ ْع دَاء هَّللا ِ إِلَى النَّ ِ يشك في أي شيء ُكتب في كتابه ،كما قال تعالىَ :
ْصا ُرهُ ْم َو ُجلُو ُدهُ ْم بِ َما َك انُوا فَهُ ْم يُوزَ ُعونَ َحتَّى إِ َذا َما َجاؤُوهَا َش ِه َد َعلَ ْي ِه ْم َس ْم ُعهُ ْم َوأَب َ
ق ُك َّل َش ْي ٍء َوهُ َو يَ ْع َملُونَ َوقَالُوا لِ ُجلُو ِد ِه ْم لِ َم َش ِهدتُّ ْم َعلَ ْينَا قَالُوا أَنطَقَنَ ا هَّللا ُ الَّ ِذي أَنطَ َ
خَ لَقَ ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة َوإِلَ ْي ِه تُرْ َج ُع ونَ َو َم ا ُكنتُ ْم ت َْس تَتِرُونَ أَ ْن يَ ْش هَ َد َعلَ ْي ُك ْم َس ْم ُع ُك ْم َوال
ْص ا ُر ُك ْم َوال ُجلُ و ُد ُك ْم َولَ ِكن ظَنَنتُ ْم أَ َّن هَّللا َ ال يَ ْعلَ ُم َكثِ يرًا ِّم َّما تَ ْع َملُ ونَ َو َذلِ ُك ْم ظَنُّ ُك ُم أَب َ
خَاس ِرينَ ﴾ [فصلت]23 – 19: الَّ ِذي ظَنَنتُم بِ َربِّ ُك ْم أَرْ دَا ُك ْم فَأَصْ بَحْ تُم ِّم ْن ْال ِ
ومن أعظم الش هادات ال تي ذكره ا الق رآن الك ريم ش هادة هللا ،وبه ا يكتفي
المؤمنون ،ويستحيون من أن يطلبوا معها شهيدا آخر ،وقد قال تع الى ـ ي بين مح ل
ص اهُ هَّللا ُ َون َُس وهُ شهادته وعظمتها ـ ﴿ :يَ وْ َم يَ ْب َعثُهُ ُم هَّللا ُ َج ِمي ًع ا فَيُنَبِّئُهُ ْم بِ َم ا َع ِملُ وا أَحْ َ
َوهَّللا ُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [المجادلة ،]6 :وقال﴿ :قُلْ أَيُّ َش ْي ٍء أَ ْكبَ ُر َش هَا َدةً قُ ِل هَّللا ُ
ْض الَّ ِذي ن َِع ُدهُ ْم أَوْ َش ِهي ٌد بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُك ْم﴾ [األنع ام ،]19 :وق الَ ﴿ :وإِ َّما نُ ِريَنَّكَ بَع َ
نَت ََوفَّيَنَّكَ فَإِلَ ْينَ ا َم رْ ِج ُعهُ ْم ثُ َّم هَّللا ُ َش ِهي ٌد َعلَى َم ا يَ ْف َعلُ ونَ ﴾ [ي ونس ،]46 :وق ال ﴿ :قُ لْ
ت هَّللا ِ َوهَّللا ُ َش ِهي ٌد َعلَى َم ا تَ ْع َملُ ونَ ﴾ [آل عم ران،]98 : ب لِ َم تَ ْكفُرُونَ بِآيَا ِ يَاأَ ْه َل ْال ِكتَا ِ
ت ك ال َّس َما َوا ِ يز ْال َح ِمي ِد ( )8الَّ ِذي لَهُ ُم ْل ُ وقالَ ﴿ :و َما نَقَ ُموا ِم ْنهُ ْم إِاَّل أَ ْن ي ُْؤ ِمنُوا بِاهَّلل ِ ْال َع ِز ِ
ض َوهَّللا ُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [البروج]9 ،8 : َواأْل َرْ ِ
)(1تفسير القمي ،ج ،2ص..397
92
وقد أخ بر هللا تع الى أن المؤم نين يكتف ون بش هادة هللا ،وال يطلب ون غيره ا،
قال﴿:وإِ ْذ قَ ا َل َ ومن األمثلة على ذلك ما قصه علينا من قصة المسيح عليه السالم ،إذ
الُون ِ قَ َ هَّللا اس اتَّ ِخ ُذونِي َوأُ ِّم َي إِلَهَ ْي ِن ِم ْن د ِ يس ى ا ْبنَ َم رْ يَ َم أَأَ ْنتَ قُ ْلتَ لِلنَّ ِ هَّللا ُ يَا ِع َ
ت قُ ْلتُ هُ فَقَ ْد َعلِ ْمتَ هُ تَ ْعلَ ُم َم ا فِي ق إِ ْن ُك ْن ُْس لِي بِ َح ٍّ ك َما يَ ُكونُ لِي أَ ْن أَقُو َل َما لَي َ ُسب َْحانَ َ
ت لَهُ ْم إِاَّل َم ا ْ
ب (َ )116م ا قُل ُ ْ َ
ك إِنَّكَ أ ْنتَ َعاَّل ُم ال ُغيُ و ِ َ
نَ ْف ِس ي َواَل أ ْعلَ ُم َم ا فِي نَف ِس َ
ْ
ت فِي ِه ْم فَلَ َّما تَ َوفَّ ْيتَنِي ت َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا َم ا ُد ْم ُ أَ َمرْ تَنِي بِ ِه أَ ِن ا ْعبُدُوا هَّللا َ َربِّي َو َربَّ ُك ْم َو ُك ْن ُ
يب َعلَ ْي ِه ْم َوأَ ْنتَ َعلَى ُكلِّ َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [المائدة]117 ،116 : ُك ْنتَ أَ ْنتَ ال َّرقِ َ
ومنها ش هادة األنبي اء ،كم ا ق ال تع الى﴿ :فَ َك ْي فَ إِ َذا ِج ْئنَ ا ِم ْن ُك لِّ أُ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد
َّس و َل لَ وْ َص ُوا الر ُ ك َعلَى هَ ؤُاَل ِء َش ِهيدًا ( )41يَوْ َمئِ ٍذ يَ َو ُّد الَّ ِذينَ َكفَ رُوا َوع َ َو ِج ْئنَا بِ َ
تُ َس َّوى بِ ِه ُم اأْل رْ ضُ َواَل يَ ْكتُ ُمونَ َ َح ِديثًا ﴾ [النس اء ،]42 ،41 :وق ال عن المس يح هَّللا َ
ب إِاَّل لَي ُْؤ ِمن ََّن بِ ِه قَب َْل َموْ تِ ِه َويَوْ َم ْالقِيَا َم ِة يَ ُكونُ َعلَ ْي ِه ْم عليه السالمَ ﴿ :وإِ ْن ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ
ت لَهُ ْم إِاَّل َما أَ َمرْ تَنِي بِ ِه أَ ِن ا ْعبُ دُوا َش ِهيدًا ﴾ [النساء ،]159 :وقال حاكيا عنهَ ﴿ :ما قُ ْل ُ
يب ت فِي ِه ْم فَلَ َّما تَ َوفَّ ْيتَنِي ُك ْنتَ أَ ْنتَ ال َّرقِ َ ت َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا َم ا ُد ْم ُ هَّللا َ َربِّي َو َربَّ ُك ْم َو ُك ْن ُ
َعلَ ْي ِه ْم َوأَ ْنتَ َعلَى ُكلِّ َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [المائدة]117 :
وربما يك ون ه ذا الن وع من الش هود مرتبط ا ب الكتب العام ة ،وخاص ة تل ك
الكتب التي تؤرخ لألمم ،كما نص على ذلك قوله تعالىَ ﴿ :وتَ َرى ُك َّل أُ َّم ٍة َجاثِيَةً ُك لُّ
ق َعلَ ْي ُك ْم أُ َّم ٍة تُ ْدعَى إِلَى ِكتَابِهَا ْاليَوْ َم تُجْ َزوْ نَ َم ا ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ ونَ ( )28هَ َذا ِكتَابُنَ ا يَ ْن ِط ُ
ق إِنَّا ُكنَّا نَ ْستَ ْن ِس ُخ َما ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾ [الجاثية]29 ،28 : بِ ْال َح ِّ
ُ
ث ِم ْن ُكلِّ أ َّم ٍة َش ِهيدًا ثُ َّم اَل ي ُْؤ َذنُ لِلَّ ِذينَ ﴿ويَوْ َم نَ ْب َع ُ
وهو ما دل عليه قوله تعالىَ :
ُ
َكفَرُوا َواَل هُ ْم يُ ْستَ ْعتَبُونَ ﴾ [النح ل ،]84 :وق الَ ﴿ :ونَ َز ْعنَ ا ِم ْن ُك ِّل أ َّم ٍة َش ِهيدًا فَقُ ْلنَ ا
ض َّل َع ْنهُ ْم َما َكانُوا يَ ْفتَرُونَ ﴾ [القصص]75 : ق هَّلِل ِ َو َ هَاتُوا بُرْ هَانَ ُك ْم فَ َعلِ ُموا أَ َّن ْال َح َّ
ومنها شهادة كل من له عالقة بالعمل أو الش خص ال ذي يري د الش هادة ل ه أو
علي ه ،كم ا ق ال تع الى عن ش هادة األرض ال تي م ارس عليه ا العام ل عمل ه﴿ :إِ َذا
ال اإْل ِ ْن َس انُ َم ا لَهَ ا ( ت اأْل َرْ ضُ أَ ْثقَالَهَا (َ )2وقَ َ ت اأْل َرْ ضُ ِز ْلزَ الَهَا (َ )1وأَ ْخ َر َج ِ ُز ْل ِزلَ ِ
ِّث أَ ْخبَا َرهَا ( )4بِأ َ َّن َربَّكَ أَوْ َحى لَهَا﴾ [الزلزلة]5 - 1 : )3يَوْ َمئِ ٍذ تُ َحد ُ
.3من تجليات العدال ة اإللهي ة في أرض المحش ر م ا وض عه هللا تع الى من
قوانين ترتبط بحساب عباده على أعمالهم ،ومساءلتهم عليها ،بحسب الظروف ال تي
أتيحت لهم ،واإلمكانيات التي كانت في طاقتهم ،وإتاحة الفرص ة لهم ،ليجيب وا على
م ا يط رح عليهم من أس ئلة ،واالعت ذار بم ا يرون ه من مع اذير ،ب ل يمكنهم أثن اء
الحساب أن يستدعوا من شاءوا من الشهود ،أو ممن يرضى بالدفاع عنهم.
وطبعا ،فإن العدالة المطلق ة في اآلخ رة تس تدعي دراس ة ك ل قض ية ،وبك ل
تفاصيلها ،والحيثيات المحيطة بها ،وتعالج القضايا جمعيا ،وبكل سرعة ،وليس مثل
محاكم الدنيا التي تتسم بالبطء والضعف الشديد ،وال ذي ق د يس تغله المخ ادعون في
ت س َم ا َك َس بَ ْ ي هَّللا ُ ُك َّل نَ ْف ٍ
التفلت من أحكامها ،وقد قال تعالى مشيرا إلى ذلك﴿ :لِيَجْ ِز َ
93
ت اَلس بِ َم ا َك َس بَ ْ ﴿اليَوْ َم تُجْ زَى ُك لُّ نَ ْف ٍ ب﴾ [إبراهيم ،]51 :وقالْ : إِ َّن هَّللا َ َس ِري ُع ْال ِح َسا ِ
ب﴾ [غافر]17 : ظُ ْل َم ْاليَوْ َم إِ َّن هَّللا َ َس ِري ُع ْال ِح َسا ِ
ففي هاتان اآليتان الكريمتان إشارة إلى كل ذلك؛ فالحساب اإللهي يش مل ك ل
النفوس ،وبكل ما كسبت أي ديها ،وفي نفس ال وقت يك ون س ريعا ،ال كمح اكم ال دنيا
القاصرة الضعيفة.
باإلضافة إلى ذلك؛ فالحس اب اإللهي في ذل ك الموق ف ـ وبن اء على العدال ة
المطلقة ـ ال يستند للعلم اإللهي فقط ،بل يستند ف وق ذل ك لك ل أولئ ك الش هود ال ذين
سبق ذكرهم ،وال ذين ال يمكن خ داعهم أو رش وتهم ،بخالف محاكم ات ال دنيا ال تي
يمكن أن يخ ادع فيه ا المتهم المحكم ة والقض اة ،ب ل ق د يتمكن من إغ رائهم بم ا
يرغبون فيه من متاع الحياة الدنيا.
وقد أشار القرآن الكريم إلى محاولة المج رمين فع ل ذل ك في اآلخ رة ،مثلم ا
كانوا يفعلونه في ال دنيا ،كم ا ق ال تع الى﴿ :فَ ْاليَوْ َم ال ي ُْؤ َخ ُذ ِم ْن ُك ْم فِ ْديَ ةٌ َوال ِمنَ الَّ ِذينَ
ص يرُ﴾ (الحدي د )15:أي ل و ج اء أح دكم س ْال َم ِ َكفَرُوا َم أْ َوا ُك ُم النَّا ُر ِه َي َم وْ ال ُك ْم َوبِ ْئ َ
اليوم بملء األرض ذهبا ً ومثله معه ليفتدي به من عذاب هّللا ما قبل منه.
ومثل ه ذك ر الق رآن الك ريم ي أس المج رم من اس تعمال ه ذه الوس يلة؛ فق ال:
احبَتِ ِه َوأَ ِخي ِه ( ص ِ ب يَوْ ِمئِ ٍذ بِبَنِي ِه (َ )11و َ صرُونَهُ ْم يَ َو ُّد ْال ُمجْ ِر ُم لَوْ يَ ْفتَ ِدي ِم ْن َع َذا ِ ﴿يُبَ َّ
ض َج ِميعًا ثُ َّم يُ ْن ِجي ِه﴾ [المعارج- 11 : صيلَتِ ِه الَّتِي تُ ْؤ ِوي ِه (َ )13و َم ْن فِي اأْل َرْ ِ َ )12وفَ ِ
]14
وهكذا ذكر القرآن الكريم مسؤولية كل شخص في ذلك العالم عن نفسه ،وأنه
اخ َشوْ ا يَوْ ًم ا اَل يَجْ ِزي ال ينفعه إال عمله ،كما قال تعالى ﴿ :يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم َو ْ
از ع َْن َوالِ ِد ِه َش ْيئًا ﴾ [لقمان]33 : َوالِ ٌد ع َْن َولَ ِد ِه َواَل َموْ لُو ٌد ه َُو َج ٍ
وهك ذا؛ ف إن من مقتض يات العدال ة اإللهي ة في ذل ك الموق ف أال يحاس ب
الشخص إال على ما عملت يده ،أو كان له سبب فيه؛ فال يحاسب على ما هو خ ارج
ت َو َعلَ ْيهَ ا َم ا عن قدرته ،كما قال تعالى﴿ :اَل يُ َكلِّفُ هَّللا ُ نَ ْفسًا إِاَّل ُو ْس َعهَا لَهَ ا َم ا َك َس بَ ْ
ت﴾ [البقرة ،]286 :وقال ﴿ :اَل يُ َكلِّفُ هَّللا ُ نَ ْفسًا إِاَّل َما آتَاهَا﴾ [الطالق]7 : ا ْكتَ َسبَ ْ
وهكذا فإنه ال يحاسب على ما عمل غيره ،إن لم يكن له عالق ة ب ه ،كم ا ق ال
ع ُم ْثقَلَةٌ إِلَى ِح ْملِهَ ا اَل يُحْ َم لْ ِم ْن هُ َش ْي ٌء از َرةٌ ِو ْز َر أُ ْخ َرى َوإِ ْن تَ ْد ُ تعالىَ ﴿:واَل ت َِز ُر َو ِ
ض َّل َولَوْ َكانَ َذا قُرْ بَى﴾ [فاطر ،]18 :وقالَّ ﴿ :م ِن ا ْهتَ دَى فَإِنَّ َم ا يَ ْهتَ دي لِنَ ْف ِس ِه َو َمن َ
ث َر ُس والً ﴾ از َرةٌ ِو ْز َر أُ ْخ َرى َو َما ُكنَّا ُم َع ِّذبِينَ َحتَّى نَ ْب َع َ ضلُّ َعلَ ْيهَا َوالَ ت َِز ُر َو ِ فَإِنَّ َما يَ ِ
[اإلسراء]15:
.4من تجليات العدالة اإللهية في أرض المحشر تلك الموازين الكث يرة ال تي
توزن بها األعم ال وأص حابها ،بع د تل ك المراح ل الكث يرة الطويل ة ال تي يم ر به ا
اإلنسان ،سواء في حياته الدنيا ،أو في حياة البرزخ ،أو بع د تل ك المواق ف الطويل ة
في أرض المحشر.
94
وْم ْال ِق َيا َم ِة َفال تُ ْ
ظ َل ُم َن ْفسٌ ط ِل َي ِازينَ ْال ِق ْس َ
َض ُع ْال َم َو ِ
وقد أشار إلى هذا قوله تعالىَ ﴿:ون َ
اس ِبينَ ﴾ (االنبياء)47: ال َحبَّ ٍة ِم ْن خَرْ د ٍَل َأ َت ْينَا ِب َها َو َك َفى ِبنَا َح ِ
َشيْئاً َو ِإ ْن َكانَ ِم ْث َق َ
فهذه اآلية الكريمة لم تصف الميزان إال بالدقة العالية ،وكون ه ال يبخس أح دا
حقا من حقوقه ،كما أنها ذكرت أنه ال يوجد ميزان واح د ،ب ل م وازين متع ددة ،أي
أن لك ل ش يء ميزان ه الخ اص ب ه ..فللص بر ميزان ه ..وللك رم ميزان ه ..ولإليم ان
ميزانه ..وغير ذلك ،مثلما نجد في الدنيا الم وازين المختلف ة لك ل المق ادير المش كلة
للبناء الكوني أو الجسدي أو غيرهما.
وهكذا ورد في القرآن الكريم وصف الميزان بكون ه يخض ع لمع ايير الح ق،
ت ق فَ َم ْن ثَقُلَ ْوأنه على أساسها يكون التمييز ،كم ا ق ال تع الىَ ﴿:و ْال َو ْزنُ يَوْ َمئِ ٍذ ْال َح ُّ
ازينُ هُ فَأُولَئِ كَ هُ ُم ت َم َو ِ ك هُ ُم ْال ُم ْفلِحُونَ ﴾ (ألعراف ،)8:وقال ﴿:فَ َم ْن ثَقُلَ ْ ازينُهُ فَأُولَئِ َ َم َو ِ
ْال ُم ْفلِحُونَ ﴾ (المؤمنون)102:
ازينُ هُ فَأُولَئِ كَ الَّ ِذينَ ت َم َو ِ وبخالف ه من خفت موازين ه ،ق ال تع الىَ ﴿:و َم ْن خَ فَّ ْ
ازينُ هُ ت َم َو ِ ظلِ ُمونَ ﴾ (ألعراف ،)9:وقالَ ﴿:و َم ْن َخفَّ ْ خَ ِسرُوا أَ ْنفُ َسهُ ْم بِ َما َكانُوا بِآياتِنَا يَ ْ
َسرُوا أَ ْنفُ َسهُ ْم فِي َجهَنَّ َم خَالِ ُدونَ ﴾ (المؤمنون)103: فَأُولَئِكَ الَّ ِذينَ خ ِ
وبذلك فإن الوص ف ال ذي وص ف هللا تع الى ب ه الم يزان ال عالق ة ل ه بتل ك
التصورات واألخيلة ال تي اعتبره ا بعض هم أص ال من أص ول العقائ د ،فوض ع في
صفات الميزان كونه ذا كفتين ..وكل كفة لها حجم معين.
بناء على هذا سنستعرض ما ورد من األحاديث الموافقة للقرآن الكريم ح ول
هذه المرحلة ،والتي قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين:
1ـ األحاديث النبوية حول العدالة الخاصة بالموقف:
من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم:
أ ـ ما ورد في المصادر السنية:
[الحديث ]394 :قال رسول هللا ( :نعم الشىء اإلمارة لمن أخ ذها بحقه ا،
وبئس الشىء اإلمارة لمن أخذها بغير حقها ،فتكون عليه حسرة يوم القيامة)()1
[الحديث ]395 :قال رسول هللا ( :ما جلس قوم مجلسا ق ط لم ي ذكروا هللا
إال كان عليهم حسرة يوم القيامة)()2
[الحديث ]396 :قال رسول هللا ( :ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا هللا
فيه إال كان عليهم ترة ،وما من رجل مش ى طريق ا فلم ي ذكر هللا ع ز وج ل إال ك ان
عليه ترة ،وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر هللا عز وج ل إال ك ان علي ه ت رة)
()3
[الحديث ]397 :قال رسول هللا ( :حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوج د
)(1المعجم الكبير للطبرانى.5/138 :
)(2قال الهيثمى :رواه الطبرانى فى األوسط ،وفي ه عم رو بن الحص ين العقيلى وه و م تروك .مجم ع الزوائ د:
.10/80
)(3رواه أحمد ،والترمذي ،مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ()80 /10
95
له من الخير شيء إال أنه كان يخال ط الن اس وك ان موس راً ،فك ان ي أمر غلمان ه أن
يتجاوزوا عن المعسر .قال :قال هللا عز وجل :نحن أحق بذلك منه ،تج اوزوا عن ه)
()1
[الحــديث ]398 :ق ال رس ول هللا في خطبت ه في حج ة ال وداع( :وأنتم
تسألون عني ،فما أنتم قائلون؟) ،قالوا :نشهد أنك قد بلغت وأديت ونص حت ،فق ال ـ
بإص بعه الس بابة ،يرفعه ا إلى الس ماء وينكته ا إلى الن اس ـ( :اللهم ،اش هد ،اللهم،
اشهد) ثالث مرات(.)2
[الحديث ]399 :قال رس ول هللا ( :ال ت زول ق دم ابن آدم ي وم القيام ة من
عند ربه حتى يسأل عن خمس :عن عمره فيم أفناه ،وعن شبابه فيم أباله ،وماله من
أين اكتسبه وفيم أنفقه ،وماذا عمل فيما علم)()3
[الحديث ]400 :قال رسول هللا ( :إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيام ة
من عمله صالته ،فإن صلحت فقد أفلح وأنجح ،وإن فسدت فق د خ اب وخس ر ،ف إن
انتقص من فريضته ش يء ق ال ال رب ع ز وج ل :انظ روا ه ل لعب دي من تط وع،
فيكمل به ما انتقص من الفريضة ،ثم يكون سائر عمله على ذلك) ()4
[الحــديث ]401 :ق ال رس ول هللا ( :إن أول م ا يحاس ب الن اس ب ه ي وم
القيامة من أعمالهم الصالة ،قال :يقول ربنا عز وج ل لمالئكت ه :انظ روا في ص الة
عبدي ،أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة ،وإن ك ان انتقص منه ا ش يئاً،
قال :انظروا ،هل لعبدي من تطوع ،فإن كان له تطوع ،قال :أتموا لعب دي فريض ته
من تطوعه ،ثم تؤخذ األعمال بعد ذلك)()5
[الحديث ]402 :قال رسول هللا ( :ال تقتل نفس ظلما إال كان على ابن آدم
األول كفل من دمها ،ألنه كان أول من سن القتل)()6
فهذا الحديث يشير إلى أن جرائم ابن آدم الذي سن القتل ،لن يكفي فيها كتاب ه
الخاص به ،والذي يكتفي بأعماله طيلة حياته ،وإنم ا يض م إليه ا ه ذه الج رائم ال تي
تجاوزت حياته ،وشخصه.
[الحديث ]403 :قال رسول هللا ( :من سن في اإلسالم سنة حسنة ،كان له
أجرها وأجر من عمل بها من بعده ،من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ،ومن سن
في اإلسالم سنة سيئة ،كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بع ده ،من غ ير أن
ينقص من أوزارهم شيئا)()7
[الحــديث ]404 :ق ال رس ول هللا ( :ي ؤتى ي وم القيام ة بص حف مختم ة،
)(1رواه مسلم ()1561
)(2صحيح مسلم 2/886ح()1218
)(3رواه الترمذي ()2416
)(4رواه أبو داود ( ،)864والترمذي ( ،)413والنسائي ( ،)232 /1وابن ماجه ()1425
)(5رواه أبو داود ()864
)(6رواه البخاري ( )3336ومسلم ()1677
)(7رواه مسلم برقم ()1017
96
فتنصب بين يدي هللا تبارك وتعالى ،فيقول تبارك وتع الى ،ألق وا ه ذه واقبل وا ه ذه،
فتقول المالئكة ،وعزتك ما رأينا إال خيراً ،فيق ول هللا ع ز وج ل إن ه ذا ك ان لغ ير
وجهي ،وإني ال أقبل اليوم إال م ا ابتغي ب ه وجهي) وفي رواي ة( :فتق ول المالئك ة:
وعزتك ما كتبنا إال ما عمل ،قال :صدقتم إن عمله كان لغير وجهي) ()1
[الحديث ]405 :قال رسول هللا عند رجوعه من غزوة ح نين ،وق د ن زل
قفراً من األرض ليس فيه شيء( :من وجد عوداً فليأت به ،ومن وجد حطبا ً أو ش يئا ً
فليأت به) ،وبعد أن جمعوا ركاما من الحطب ،قال ( :أترون هذا؟ فك ذلك تجم ع
الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم ه ذا ،فليت ق هللا رج ل ،وال ي ذنب ص غيرة وال
كبيرة ،فإنها محصاة عليه) ()2
[الحديث ]406 :قال رسول هللا ( :طوبى لمن وجد في صحيفته اس تغفاراً
كثيراً)()3
[الحديث ]407 :ق ال رس ول هللا في قول ه تع الى﴿ :ثُ َّم لَتُ ْس أَلُ َّن يَوْ َمئِ ٍذ ع َِن
النَّ ِع ِيم﴾ [التكاثر( :]8 :والذي نفسي بي ده من النعيم ال ذي تس ألون عن ه ي وم القيام ة:
ظل بارد ورطب طيب وماء بارد) ()4
[الحديث ]408 :قال رسول هللا ( :إن أول ما يسأل عنه العبد ي وم القيام ة
من النعيم أن يقال له :ألم نصح لك جسمك ،ونرويك من الماء البارد؟) ()5
[الحديث ]409 :سئل رسول هللا عن النعم ،وه ل يحاس ب عليه ا ،فق ال:
(نعم إال من ثالث :خرقة كف بها الرجل عورته ،أو كسرة سد بها جوعته ،أو حجر
يتدخل فيه من الحر والقر) ()6
[الحديث ]410 :ق ال رس ول هللا ( :ي ا معش ر من آمن بلس انه ولم ي دخل
اإليمان قلبه ال تغتابوا المسلمين ،وال تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّه من اتّبع ع وراتهم ،يتّب ع
هللا عورته ،ومن يتّبع هللا عورته يفضحه في بيته) ()7
[الحديث ]411 :قال رسول هللا ( :من أذ ّل عنده م ؤمن فلم ينص ره وه و
ل على رؤوس الخالئق يوم القيامة) ()8 قادر على أن ينصره أذلّه هللا ع ّز وج ّ
[الحــديث ]412 :ق ال رس ول هللا ( :من أك ل برج ل مس لم أكل ة ف ّ
إن هللا
إن هللا يكس وه مثل ه من جهنّم، يطعمه مثلها في جهنّم ،ومن كسي ثوبا برجل مسلم ف ّ
)(1قال العراقي في [تخريج أحاديث إحياء علوم الدين ( /])2690 /6رواه أحمد بإسناد حسن ،ورواه أبو يعلى
والخرائطي في مساوئ األخالق والطبراني في الكبير والحاكم والضياء.
)(2رواه البخاري ()6535
)(3رواه أحمد ()3/328
)(4رواه البخاري ( ،)6533ومسلم ()1678
)(5رواه البخاري( )6406ومسلم ()2694
)(6رواه مسلم ()2726
)(7رواه أحمد ( )6616وأبو داود( )5065والترمذي( )3410والنسائي( )1331وابن ماجة()926
)(8رواه أحمد()15107
)(9رواه أبو داود()4799
99
[الحديث ]427 :قال رسول هللا ( :ما من ش يء يوض ع في الم يزان أثق ل
من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والص الة)
()1
[الحــديث ]428 :قال رس ول هللا ألبي ذر(:أال أدل ك على خص لتين هم ا
خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهم ا؟ ق ال :بلى ي ا رس ول هللا ،ق ال:
(عليك بحسن الخلق ،وطول الصمت ،فوالذي نفسي بيده ما عمل الخالئ ق بمثلهم ا)
()2
[الحديث ]429 :قال رسول هللا ( :من دعا إلى ه دى ،ك ان ل ه من األج ر
مثل أجور من تبعه ،ال ينقص ذلك من أجورهم شيئا) ()3
[الحــديث ]430 :قال رس ول هللا ( :من نَفَّس عن م ؤمن كرب ة من ك رب
عس ر ،يس ر هللا الدنيا ،نَفَّس هللا عنه كربة من ك رب ي وم القيام ة ،ومن يَ َّس َر على ُم ِ
عليه في الدنيا واآلخرة)()4
[الحديث ]431 :قال رس ول هللا ( :من َس َره أن يُ ْن ِجيَ هُ هللا من ُك َرب ي وم
معسر ،أو يضع عنه) ()5 ٍ القيامة فليُنَفِّس عن
[الحديث ]432 :قال رسول هللا ( :من عال جاريتين حتى تبلغا ،جاء ي وم
القيامة أنا وهو) .وضم أصابعه(.)6
[الحديث ]433 :روي في الحديث أنه عندما تعجب الصحابة من دق ة س اقي
عبد هللا بن مسعود قال لهم رسول هللا (:أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده
لهما في الميزان أثقل من أحد)()7
[الحديث ]435 :قال رسول هللا ( :يوزن يوم القيامة م داد العلم اء ودم اء
الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء)()8
ْ
[الحديث ]435 :قال رسول هللا في قوله تعالى ﴿:فَال نُقِي ُم لَهُ ْم يَوْ َم القِيَا َم ِة
َو ْزناً﴾ (الكهف( :)105 :يؤتى يوم القيام ة بالرج ل الس مين فال ي زن عن د هّللا جن اح
بعوضة)( ،)9ثم قرأ قوله تعالى ﴿:فَال نُقِي ُم لَهُ ْم يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َو ْزناً﴾ (الكهف)105 :
[الحديث ]436 :قال رسول هللا ( :إن الرج ل ليتكلم بالكلم ة من رض وان
هللا تعالى ما يظن أن تبلغ م ا بلغت ،يكتب هللا ل ه به ا رض وانه إلى ي وم يلق اه ،وإن
الرجل ليتكلم بالكلمة من س خط هللا م ا يظن أن تبل غ م ا بلغت ،يكتب هللا علي ه به ا،
)(1رواه الترمذي()2003
)(2كشف األستار عن زوائد البزار ()220 /4
)(3رواه مسلم6804/
)(4رواه مسلم6853 /
)(5رواه مسلم7512 /
)(6رواه مسلم6695 /
)(7رواه أحمد ()1/420
)(8عزاه المناوى ( )6/466للشيرازى فى كتاب األلقاب.
)(9رواه البخاري برقم ()4729
100
يلقاه)()1
سخطه إلى يوم
[الحديث ]437 :قال رسول هللا ( :تنصب الم وازين ي وم القيام ة ،في ؤتى
بأهل الصالة فيوفون أج ورهم ب الموازين ،وي ؤتى بأه ل الص يام فيوف ون أج ورهم
بالموازين ،ويؤتى بأه ل الص دقة فيوف ون أج ورهم ب الموازين ،وي ؤتى بأه ل الحج
فيوفون أجورهم بالموازين ،وي ؤتى بأه ل البالء فال ينص ب لهم م يزان وال ينتش ر
لهم ديوان ويصب عليهم األجر صبا ً بغير حساب)()2
[الحديث ]438 :قال رسول هللا ( :لتؤدن الحقوق إلى أهله ا ي وم القيام ة،
حتى يقاد للشاة الجلحاء ،من الشاة القرناء)()3
[الحديث ]439 :رأى رسول هللا شاتين تنتطحان ،فق ال ألبي ذر :ي ا أب ا
ذر ،هل تدري فيم تنتطحان؟ قال؟ ال ،قال( :لكن هللا يدري ،وسيقضي بينهما) ()4
[الحــديث ]440 :ق ال رس ول هللا ( :يقض ي هللا بين خلق ه الجن واإلنس
والبهائم ،وإنه ليقيد يومئذ الجماء من القرناء)()5
[الحديث ]441 :قال رسول هللا في الحديث القدسي( :وع زتي ال يس كنها
مدمن خمر وال ديوث) ،قالوا(:يا رسول هللا وما الديوث؟) ،قال(:من يقر الس وء في
أهله) ()6
[الحديث ]442 :قال رسول هللا ( :من قتل معاهدا لم ي رح رائح ة الجن ة،
وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) ()7
[الحــديث ]443 :ق ال رس ول هللا ( :أال من قت ل نفس ا معاه دة ل ه وذم ة
رسوله فقد أخفر بذمة هللا فال يرح رائحة الجنة ،وإن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة
سبعين خريفا) ()8
[الحديث ]444 :قال رسول هللا ( :م ا من إم ام وال وال ب ات ليل ة س وداء
غاشا لرعيته إال حرم هللا عليه الجنة وعرفها يوج د ي وم القيام ة من مس يرة س بعين
سنة) ()9
[الحـــديث ]445 :ق ال رس ول هللا ( :من اس ترعى رعي ة فلم يحطهم
بنصيحة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائ ة ع ام .من انتس ب إلى
غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام) ()10
)(1الكافي2/596:
)(2بحار األنوار ،195/ 7 :عن :الكافي .2/80
،)(3أي لم يصب منه شيئا ،ولم ينله منه شئ كأنه نالته نداوة الدم وبلله.
)(4بحار األنوار ،202/ 7 :عن :الكافي .2/370
)(5بحار األنوار ،267/ 7 :عن :الكافي .1/11
)(6بحار األنوار ،267/ 7 :عن :التهذيب.
)(7بحار األنوار ()283 /7
)(8روضة الواعظين١٧٤ -١٧٣ /
113
المعاصى)()9 والمتصبرون على ترك
[الحديث ]526 :قال اإلمام الب اقر( :ي نزل على الميت الك افر منك رو نك ير،
وهما ملكان أسودان أرزقان يبحثان القبر بأنيابهما ،ويطآن في شعورهما ،حدقتاهما
مثل قدر النحاس ،وكالمهما مثل الرعد القاص ف ،وأبص ارهما مث ل ال برق الالم ع
فينتهرانه ويصيحان به ،فيتقلص نفسه حتى يبل غ حنجرت ه ،فيق والن ل ه :من رب ك؟
ومادينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟ فيقول :ال أدري ،فيقوالن :شاك في الدنيا ،وشاك
اليوم ،ال دريت وال هديت؛ فيضربانه ضربة فال يبقى في المشرق وال في المغ رب
شئ إال سمع صيحته إال الجن واالنس ،ثم يسلط هللا عليه حيتين سوداوين رزق اوين
يعذبانه بالنهار خمس ساعات وبالليل ست ساعات ،النه كان يستخفي من الناس وال
يستخفي من هللا ،فبعدا لقوم ال يؤمنون ،ثم يسلط هللا عليه ملكين معهما مطرقتان من
حديد من نار يضربانه ،ويص يح فال يس معانه إلى ي وم القيام ة ،ف إذا ك انت ص يحة
القيامة اشتعل قبره نارا؛ فيقول :لي الويل إذا اش تعل ق بري ن ارا ،فين ادي من اد :أال
الويل قد دنا منك والهوان ،قم من نيران القبر إلى نيران ال تطف أ ،فيخ رج من ق بره
مسودا وجهه مزرقة عيناه ،قد طال خرطومه ،وكسف باله ،منكس ا رأس ه ،يس ارق
النظر ،فيأتي ه عمل ه الخ بيث فيق ول :وهللا ماعلمت ك إال كنت عن طاع ة هللا مبطئ ا،
وإلى معصيته مسرعا ،قد كنت تركبني في الدنيا فأنا اريد أن أركبك اليوم كما كنت
تركبني وأقودك إلى النار ،ثم يستوي على منكبيه فيركل قفاه حتى ينتهي إلى عجزة
جهنم ،ف إذا نظ ر إلى المالئك ة ق دا س تعدواله بالسالس ل واالغالل ق د عض وا على
شفاههم من الغيظ والغضب فيقول﴿ :يَالَ ْيتَنِي لَ ْم أُوتَ ِكتَابِيَهْ﴾ [الحاق ة ،]25 :وين ادي
الجلي ل :ج يئوا ب ه إلى الن ار ،فص ارت االرض تحت ه ن ارا ،والش مس فوق ه ن ارا،
وجاءت نار فأحدقت بعنقه ،فنادى وبكى طويال يقول :واعقباه؛ فتكلمه النار فتق ول:
أبعدهللا عقبيك مما أعقبتا في طاعة هللا ،ثم تجئ صحيفته تطير من خلف ظهره فتقع
في شماله ،ثم يأتيه مل ك فيثقب فيقلب ص دره إلى ظه ره ،ثم يفت ل ش ماله إلى خل ف
ظهره ،ثم يقال له :اقرأ كتابك ،فيقول :أيها المل ك كي ف أق رأ وجهنم أم امي؟ فيق ول
هللا دق عنق ه ،واكس ر ص لبه ،وش دنا ص يته إلى قدمي ه ،ثم يق ولُ ﴿ :خ ُذوهُ فَ ُغلُّوهُ ﴾
[الحاق ة]30 :؛ فيبت دره لتعظيم ق ول هللا س بعون أل ف مل ك غالظ ش داد ،فمنهم من
ينتف لحيته ،ومنهم من يحطم عظامه ،فيقول :أما ترحموني؟ فيقولون :ياشقي كي ف
نرحمك واليرحمك أرحم الرحمين؟! أفيؤذيك هذا؟ فيقول :نعم أشد االذى ،فيقول ون
يا شقي وكيف لو ق د ط ر حن اك في الن ار؟ فيدفع ه المل ك في ص دره دفع ة فيه وي
َّس واَل ﴾ [األح زاب،]66 : سبعين أل ف ع ام﴿ ..يَقُولُ ونَ يَالَ ْيتَنَ ا أَطَ ْعنَ ا هَّللا َ َوأَطَ ْعنَ ا الر ُ
فيقرن معه حجر عن يمينه وشيطان عن يس اره ،حج ر ك بريت من ن ار يش تعل في
وجهه ،ويخلق هللا له سبعين جلدا غلظه أربعون ذراع ا ب ذارع المل ك ال ذي يعذب ه،
بين الجلد إلى الجلد أربع ون ذراع ا ،بين الجل د إلى الجل د حي ات وعق ارب من ن ار
)(9بحار األنوار١٨١ /٧ :
114
وديدان من نار ..وليس في جسده موض ع ف تر إال وفي ه حلي ة من ن ار ،وفي رجلي ه
قيود من نار ،على رأسه تاج ستون ذراعا من نار ،قدنقب رأسه ثالث مائ ة وس تين
نقبا يخرج من ذلك النقب ال دخان من ك ل ج انب ،وغلى منه ا دماغ ه ح تى يج ري
على كتفيه ،يسيل منها ثالث مائة نهر وستون نهرا من صديد ،يض يق علي ه منزل ه
كم ا يض يق ال رمح في ال زج ،فمن ض يق من ازلهم عليهم ومن ريحه ا ومن ش دة
س وادها وزفيره ا وش هيقها وتغيظه ا ونتنه ا اس ودت وج وههم وعظمت دي دانهم،
فينبت لها أظفار السنور والعقبان تأكل لحم ه وتق رض عظام ه وتش رب دم ه ،ليس
لهن مأكل وال مشرب غيره)()1
ما ورد عن اإلمام الصادق:
هَّللا َّ
[الحديث ]527 :قال اإلمام الصادق في قوله تعالى ﴿ :ال ِذينَ قَالُوا إِ َّن َ َع ِه َد
ان تَأْ ُكلُ هُ النَّا ُر قُ لْ قَ ْد َج ا َء ُك ْم ر ُ
ُس ٌل ِم ْن قَ ْبلِي إِلَ ْينَا أَاَّل نُ ْؤ ِمنَ لِ َرسُو ٍل َحتَّى يَأْتِيَنَ ا بِقُرْ بَ ٍ
ص ا ِدقِينَ ﴾ [آل عم ران( :]183 :وق د علم ت َوبِالَّ ِذي قُ ْلتُ ْم فَلِ َم قَت َْلتُ ُموهُ ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ
بِ ْالبَيِّنَا ِ
أن هؤالء لم يقتلوا ،ولكن كان ه واهم م ع ال ذين قتل وا ،فس ماّهم هللا ق اتلين لمتابع ة
هواهم ورضاهم لذلك الفعل)()2
[الحديث ]528 :قال اإلمام الصادق( :هم يومئذ عشرون ومائة ألف ص ف،
في عرض األرض)()3
[الحديث ]529 :قال اإلمام الصادق( :يذكر العبد جمي ع م ا عم ل ،وم ا كتب
عليه ،حتى كأنه فعله تلك الس اعة ،فل ذلك ق الوا ي ا ويلتن ا م ا له ذا الكت اب ال يغ ادر
صغيرة وال كبيرة إال أحصاها)()4
[الحــديث ]530 :ق ال اإلم ام الص ادق( :إذا ك ان ي وم القيام ة دف ع لإلنس ان
كتاب ،ثم قيل له :اقرأ) قيل :فيعرف ما فيه؟ فق ال( :إن ه ي ذكره ،فم ا من لحظ ة وال
كلمة وال نقل قدم وال ش يء فعل ه إال ذك ره ،كأن ه فعل ه تل ك الس اعة ،ول ذلك ق الوا:
ص اهَا﴾ [الكه ف)]49 : يرةً َواَل َكبِ ي َرةً إِاَّل أَحْ َ
ص ِغ َ ب اَل يُغَا ِد ُر َ ﴿يَا َو ْيلَتَنَا َما ِل هَ َذا ْال ِكتَا ِ
()5
[الحديث ]531 :قال اإلمام الصادق( :إذا أراد أح دكم أن ال يس أل رب ه ش يئا ً
إال أعطاه ،فلييأس من الناس كلهم ،وال يك ون ل ه رج اء إال من عن د هللا ع ز ذك ره.
فإذا علم هللا عز وجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا ً إال أعطاه؛ فحاسبوا أنفسكم قب ل أن
تحاسبوا عليها ،فإن للقيامة خمسين موقفاً ،كل موقف مق داره أل ف س نة ثم تال﴿ :فِي
يَوْ ٍم َكانَ ِم ْقدَا ُرهُ أَ ْلفَ َ
سنَ ٍة ِم َّما تَ ُع ُّدونَ ﴾ [السجدة)6()]5 :
[الحــديث ]532 :س ئل اإلم ام الص ادق عن قول ه تع الى﴿ :قُ لْ فَلِلَّ ِه ْال ُح َّجةُ
)(1بحار األنوار ()317 /8
)(2تفسير العياشي .1/208
)(3اإلحتجاج.2/98 :
)(4نور الثقلين ،ج ،3ص .144
)(5نور الثقلين ،ج ،3ص 267
)(6الكافي ()8/143
115
ْالبَالِ َغةُ ﴾ [األنعام ،]149 :فقال( :إن هللا تعالى يقول للعبد يوم القيام ة :عب دي! أكنت
عالما؟ فإن قال :نعم قال له :أفال عملت بم ا علمت؟ وإن ق ال :كنت ج اهال ق ال ل ه:
أفال تعلمت حتى تعمل؟ فيخصم فتلك الحجة هلل عزوجل على خلقه)()1
[الحــديث ]533 :ق ال اإلم ام الص ادق( :إن الرج ل منكم ليك ون في المحل ة
فيحتج هللا ي وم القيام ة على جيران ه فيق ال لهم :ألم يكن فالن بينكم؟ ألم تس معوا
كالمه؟ ألم تسمعوا بكاءه في الليل؟ فيكون حجة هللا عليهم)()2
[الحــديث ]534 :ق ال اإلم ام الص ادق( :إذا ك ان ي وم القيام ة وق ف عب دان
مؤمنان ،للحساب كالهما من أهل الجن ة ،فق ير في ال دنيا ،وغ ني في ال دنيا ،فيق ول
الفقير :يا ربّ على ما أوقف؟ فوعزتك إنّك لتعلم أنّك لم تولّني والية فأعدل فيه ا أو
أجور ،ولم ترزقني ماالً فأُؤ ّدي من ه حق ا ً أو أمن ع ،وال ك ان رزقي ي أتيني منه ا إالّ
كفافا ً على ما علمت وق ّدرت لي ،فيقول هللا ج ّل جالله :صدق عبدي خلّوا عنه يدخل
الجنّة ،ويبقى اآلخر حتّى يسيل منه من العرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاه ا ،ث ّم
يدخل الجن ة ،فيق ول ل ه الفق ير ،ماحبس ك؟ فيق ول :ط ول الحس اب ،م ازال الش يء
يجيئني بعد الشيء يغفر لي ،ث ّم اسأل عن شيء آخر حتى تغ ّمدني هللا ع ّزوج ّل من ه
برحمة وألحقني بالتائبين ،فمن أنت؟ فيقول :أنا الفقير الذي كنت مع ك آنف اً ،فيق ول:
لقد غيّرك النعيم بعدي)()3
[الحديث ]535 :قال اإلمام الصادق( :أيما مؤمن منع مؤمنا ً شيئا ً مما يحتاج
إليه ،وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره ،أقامه هللا يوم القيامة مسوّداً وجه ه،
مزرّقةً عيناه ،مغلولةً يداه إلى عنقه ،فيُقال :هذا الخ ائن ال ذي خ ان هللا ورس وله ،ثم
ي ُؤمر به إلى النار)()4
[الحديث ]536 :قال اإلم ام الص ادق( :يجيء ي وم القيام ة رج ل إلى رج ل
حتى يلطّخه بدم والناس في الحساب ،فيقول :يا عبد هللا ما لي ول ك؟ ،فيق ول :أعنت
ي يوم كذا بكلمة فقُتلت)()5 عل ّ
[الحديث ]537 :قال اإلمام الصادق( :تفقّهوا في دين هللا وال تكونوا أعراباً،
فإن َمن لم يتفقّه في دين هللا ،لم ينظر هللا إليه يوم القيامة ولم يزكِّ له عمالً)()6
ّ
[الحديث ]538 :قال اإلمام الصادق( :إذا كان يوم القيامة جمع هللا ع ّز وج ّل
الناس في صعيد واحد ،و ُوضعت الموازين فتُوزن دماء الشهداء م ع م داد العلم اء،
جح مداد العلماء على دماء الشهداء)()7 فتر ّ
[الحديث ]539 :سأل أبو حنيفة اإلمام الصادق عن قوله تع الى﴿ :ثُ َّم لَتُ ْس أَلُنَّ
)(1بحار األنوار ()284 /7
)(2بحار األنوار ()285 /7
)(3بحار األنوار.259 / 7 :
)(4بحار األنوار ،201/ 7 :عن :الكافي .2/367
)(5بحار األنوار ،217/ 7 :عن :ثواب األعمال ص.266
)(6بحار األنوار ،223/ 7 :عن :المحاسن ص.228
)(7بحار األنوار ،226/ 7 :عن :أمالي الصدوق ص.101
116
يَوْ َمئِ ٍذ ع َِن النَّ ِع ِيم ﴾ [التكاثر ،]8 :فقال له( :ما النعيم عندك يا نعمان؟!) ..قال :القوت
من الطعام والماء البارد ،فقال( :لئن أوقفك هللا بين يديه يوم القيامة حتى يس ألك عن
ك ّل أكل ٍة أكلتها أو شرب ٍة شربتها ،ليطولّن وقوف ك بين يدي ه) ،ق ال :فم ا النعيم جعلت
فداك؟ ..قال( :نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم هللا بنا على العباد ،وبنا ائتلفوا بعد ما
كانوا مختلفين ،وبنا ألّف هللا بين قل وبهم ،فجعلهم إخوان ا ً بع د أن ك انوا أع دا ًء وبن ا
ق النعيم الذي أنعم هداهم هللا لإلسالم ،وهو النعمة التي ال تنقطع ،وهللا سائلهم عن ح ّ
به عليهم وهو النبي وعترته)()1
[الحديث ]540 :قال اإلمام الصادق( :ما من عب ٍد إال وهلل عليه ح ّجةٌ :إما في
ب اقترفه ،وإما في نعم ٍة قصّر عن شكرها)()2 ذن ٍ
[الحديث ]541 :قال اإلمام الصادق لرجل شكاه بعض إخوان ه( :م ا ألخي ك
استقصيت حقي؟ ،فجلس مغضبا ً ثم قال( :كأنك ُ فالن يشكوك؟) ..فقال :أيشكوني أن
إذا استقص يتَ لم تس ئ؟ ،أرأيت م ا حكى هللا تب ارك وتع الىَ ﴿ :ويَ َخ افُونَ ُس و َء
ب﴾ [الرع د ،]21 :أخ افوا هللا أن يج ور عليهم؟ ..ال وهللا م ا خ افوا إال ْال ِح َس ا ِ
االستقصاء ،فس ّماه هللا سوء الحساب ،ف َمن استقصى فقد أساء)()3
[الحديث ]542 :قال اإلمام الصادق في قول هللا ع ّز وجلّ﴿ :فَ َك ْي فَ إِ َذا ِج ْئنَ ا
ك َعلَى هَؤُاَل ِء َش ِهيدًا﴾ [النساء( :]41 :نزلت في أمة محمد ِم ْن ُك ِّل أُ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِج ْئنَا بِ َ
خاصة :في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ،ومحمد شاهد علينا)()4
[الحديث ]543 :قال اإلمام الصادق في قوله تعالى﴿ :قُلْ فَلِلَّ ِه ْال ُح َّجةُ ْالبَالِ َغ ةُ﴾
[األنعام( :]149 :إن هللا تعالى يقول للعب د ي وم القيام ة :عب دي! أكنت عالم ا؟ ف إن
قال :نعم قال له :أفال عملت بما علمت؟ وإن ق ال :كنت ج اهال ق ال ل ه :أفال تعلمت
حتى تعمل؟ فيخصم فتلك الحجة هلل عزوجل على خلقه) ()5
[الحديث ]544 :قال اإلمام الصادق( :يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي
قد افتتنت في حسنها فتقول :يا ربّ ،حسّنت خلقي حتى لقيت ما لقيت ،فيُجاء بم ريم
حس نّاها فلم تفتتن ..ويُج اء بالرج ل علي ه الس الم فيُق ال :أنت أحس ن أو ه ذه؟ ..ق د ّ
حس نت خلقي ح تى لقيت من النس اء الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول :يا ربّ ،
حس ناه فلم ّ م ا لقيت ،فيُج اء بيوس ف علي ه الس الم فيُق ال :أنت أحس ن أو ه ذا؟ ..ق د ّ
ّ
يفتتن ..ويُجاء بصاحب البالء الذي قد أصابته الفتنة في بالئه فيقول :يا ربّ ،شددت
عل ّي البالء حتى افتتنت ،فيُجاء بأيوب عليه السالم فيُقال :أبليتك أش ّد أو بلي ة ه ذا؟..
فقد ابتُلي فلم يفتتن)()6
)(1رواه الطبراني ( )525( )225 /20ورواه الحاكم ( ،)757 /1والبيهقي ()19490( )9 /10
)(2رواه الطبراني ( ،)8655( )132 /9وأبو نعيم في (حلية األولياء) ( ،)108 /4وابن أبي شيبة (( )131 /6
)30054
)(3رواه الترمذي ( ،)2915والحاكم ( ،)738 /1والبيهقي في (شعب اإليمان) ()347 /2
)(4رواه أحمد ( ،)6626( )174 /2والطبراني كما في (مجمع الزوائد) ( ،)184 /3والحاكم ( ،)740 /1وأبو
نعيم في (حلية األولياء) ()161 /8
)(5رواه مسلم ()367
)(6رواه البخارى ( ،5/2404رقم ،)6205والنسائى فى الكبرى ( ،2/444رقم )4099
)(7البخاري ( ،)6305ومسلم ()200
125
الجنة)()1 أكثر األنبياء تبعا يوم القيامة ،وأنا أول من يقرع باب
[الحديث ]591 :قال رسول هللا ( :إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم
إلى بعض في أتون آدم فيقول ون :اش فع ل ذريتك ،فيق ول :لس ت له ا ،ولكن عليكم
بإبراهيم ،فإنه خلي ٌل هلل ،فيأتون إبراهيم فيقول :لست له ا ولكن عليكم بموس ى ،فإن ه
كليم هللا ،فيؤتى موسى فيقول :لست لها ولكن عليكم بعيسى ،فإن ه روح هللا وكلمت ه،
فيؤتى عيسى فيقول :لست لها ولكن عليكم بمحمد ،فأوتى فأقول :أنا لها)()2
[الحديث ]592 :قال رسول هللا ( :فيأتون عيسى فيقول :أدلكم على النبي
األمي ،فيأتون فيأذن هللا لي أن أقوم إليه ،فيثور مجلس ي أطيب ريح ش مها أح ٌد ق ط
ح تى يش فعني ربي ،ويجع ل لي ن ورا من ش عر رأس ي إلى ظف ر ق دمي ،فيق ول
الكافرون عند ذلك إلبليس :قد وجد المؤمنون من يش فع لهم ،فقم أنت فاش فع لن ا إلى
ربك فإنك أنت أضللتنا ،قال :فيقوم فيثور مجلس ه أنتن ريح ش مها أح ٌد ق ط ثم يعظم
ض َي اأْل َ ْم ُر إِ َّن هَّللا َ َو َع َد ُك ْم َو ْع َد ْال َح ِّ
ق ال ال َّش ْيطَانُ لَ َّما قُ ِ
﴿وقَ َلجهنم ،فيقول عند ذلكَ :
َو َو َع ْدتُ ُك ْم فَأ َ ْخلَ ْفتُ ُك ْم َو َم ا َك انَ لِ َي َعلَ ْي ُك ْم ِم ْن ُس ْلطَا ٍن إِاَّل أَ ْن َد َع وْ تُ ُك ْم فَ ْ
اس ت ََج ْبتُ ْم لِي فَاَل
ت بِ َم اي إِنِّي َكفَ رْ ُ ص ِر ِخ َّ ص ِر ِخ ُك ْم َو َم ا أَ ْنتُ ْم بِ ُم ْتَلُو ُم ونِي َولُو ُم وا أَ ْنفُ َس ُك ْم َم ا أَنَ ا بِ ُم ْ
ع َذابٌ أَلِي ٌم ﴾ [إبراهيم)3()]22 : أَ ْش َر ْكتُ ُمو ِن ِم ْن قَ ْب ُل إِ َّن الظَّالِ ِمينَ لَهُ ْم َ
[الحديث ]593 :قال رسول هللا ( :أول من يشفع ي وم القيام ة األنبي اء ،ثم
الشهداء ،ثم المؤذنون)()4
[الحديث ]594 :قال رسول هللا ( :إني ألش فع ي وم القيام ة في ك ل ش يء
مما على وجه األرض من حجر ومدر) ()5
[الحديث ]595 :قال رسول هللا ( :إني آتي جهنم فأضرب بابها ،فيفتح لي
فأدخلها ،فأحمد هللا محامد ما حمده أح ٌد قبلي مثله ،وال يحمده أح ٌد بع دي ،ثم أخ رج
منه ا من ق ال :ال إل ه إال هللا مخلص ا ،فيق وم إلي أن اسٌ من ق ريش فينتس بون إلي،
فأعرف نسبهم وال أعرف وجوههم وأتركهم في النار)()6
[الحديث ]596 :عن ربيعة بن كعب األسلمي قال :كنت أبيت مع رسول هللا،
فآتيه بوضوئه وبحاجت ه ،فق ال لي :اس ألني ،فقلت :إني أس ألك مرافقت ك في الجن ة،
قال :أو غير ذلك ،قلت :هو ذاك ،قال( :فأعني على نفسك بكثرة السجود)()7
[الحديث ]597 :قال رس ول هللا ( :ي ا معش ر ق ريش اش تروا أنفس كم ،ال
أغني عنكم من هللا شيئا ،يا بني عبد مناف ،ال أغني عنكم من هللا شيئا .يا عباس بن
عبد المطلب ،ال أغني عنك من هللا شيئا .وي ا ص فية عم ة رس ول هللا ،ال أغ ني
)(1مسلم ()196
)(2البخاري ( ،)7510ومسلم ()193
)(3الدارمي ()2804
)(4مسند البزار ()2/27/372
)(5الطبراني في األوسط ()5360 / 295 / 5
)(6الطبراني في األوسط ()3845 /4/151
)(7رواه مسلم ( ،)489( )2/52وأبو داود رقم ( ،)1320والنسائي .227 / 2
126
عنك من هللا شيئا .ويا فاطمة بنت محمد ،سليني ما ش ئت من م الي ،ال أغ ني عن ك
من هللا شيئا)()1
ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية:
ّ
[الحديث ]598 :قال رسول هللا ( :إذا كان يوم القيامة تجلى هللا ع ّز وجل
لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ً ذنباً ،ثم يغفر هللا له ،ال يطلع هللا على ذلك ملك ا ً
مقرّبا ً وال نبيا ً مرسالً ،ويستر عليه م ا يك ره أن يق ف علي ه أح ٌد ،ثم يق ول لس يئاته:
كوني حسنات)()2
[الحديث ]599 :قال رسول هللا ( :يُؤتى يوم القيامة برج ل فيُق ال :احتجّ،
فيقول( :يا ربّ ،خلقتني وهديتني ،فأوسعت عل ّي ،فلم أزل أوسّع على خلقك وأيس ر
عليهم ،لكي تنشر عل ّي هذا اليوم رحمتك وتيسّره ،فيق ول ال ربّ ج ّل ثن اؤه وتع الى
صدَق عبدي ،أدخلوه الجنة)()3 ذكرهَ ( :
[الحديث ]600 :قال رسول هللا ( :يُؤتى بعبد يوم القيامة ،فيوقف بين يدي
هللا ع ّز وج ّل فيأمر به إلى الن ار ،فيق ول :أي ربّ ،أم رت بي إلى الن ار وق د ق رأت
القرآن؟ ،فيقول هللا :أي عبدي ،إني أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي ،فيق ول :أي ربّ ،
أنعمت عل ّي بكذا فشكرتك بكذا ،وأنعمت عل ّي بكذا وشكرتك بكذا ،فال يزال يحص ي
النعم ويع ّدد الشكر؛ فيقول هللا تعالى :صدق عبدي ،إال أنك لم تشكر َمن أجريت ل ك
نعمتي على يديه ،وإني قد آليت على نفسي أن ال أقبل شكر عب ٍد لنعم ٍة أنعمتها عليه،
حتى يشكر سائقها من خلقي إليه)()4
[الحديث ]601 :قال رسول هللا ( :ق ال هللا ع ّز وج لّ :لق د حقّت كرام تي
إن وج وههم ي وم القيام ة من ن ور ،على وم و ّدتي لمن يراقب ني ،ويتح ابّ بجالليّ ،
منابر من نور ،عليهم ثي اب خض ر) قي ل :من هم ي ا رس ول هللا؟ ق ال( :ق وم ليس وا
بأنبياء وال شهداء ،ولكنّهم تحابّوا بجالل هللا ،ويدخلون الجنّة بغير حساب)()5
(إن هللا ع ّز وج ّل يجم ع العلم اء ي وم[الحديث ]602 :قال رس ول هللا ّ :
القيامة فيقول لهم :لم أضع ن وري وحكم تي في ص دوركم ،إال وأن ا أري د بكم خ ير
الدنيا واآلخرة ،اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم)()6
[الحديث ]603 :بين ا رس ول هللا في نف ر من أص حابه فيهم علي بن
أبي طالب فقال( :يخرج قوم من قبورهم وجوههم أشد بياضا من القمر ،عليهم ثياب
أشد بياض ا من اللبن ،عليهم نع ال من ن ور ش ركها من ذهب ،فيؤت ون بنج ائب من
نور ،عليها رحائل من نور ،أزمته ا سالس ل ذهب ،وركبه ا من زبرج د ،ف يركبون
)(1المحاسن١٧٩ /
)(2قرب االسناد٣١ :
)(3بحار األنوار ،50/ 8 :عن :بشارة المصطفى ص.171
)(4بحار األنوار ،304 / 7 :عن :المحاسن ص.54
)(5الروضة .106
)(6بحار األنوار ،44/ 8 :عن :تفسير اإلمام العسكري.
)(7بحار األنوار ،303 / 7 :عن :تفسير القمي.
128
[الحديث ]610 :قال اإلمام الباقر( :يُبعث قو ٌم تحت ظل العرش وجوههم من
ن ور ،ورياش هم من ن ور ،جل وسٌ على كراس ي من ن ور ،فتش رف لهم الخالئ ق
فيقول ون :ه ؤالء أنبي اء؟ ..فين ادي من ا ٍد من تحت الع رش :أن ليس ه ؤالء بأنبي اء،
فيقولون :هؤالء ش هداء؟ ..فين ادي من ا ٍد من تحت الع رش :أن ليس ه ؤالء ش هداء،
ولكن هؤالء قو ٌم كانوا ييسرون على المؤمنين ،وي ُنظرون المعسر حتى ييسر)()1
[الحديث ]611 :قال اإلمام الباقر( :يا جابر ،ال تستعن بع ّدونا في حاجة ،وال
تستعطه ،وال تسأله شربة ماء ،إن ه ليم ّر ب ه الم ؤمن في الن ار فيق ول( :ي ا م ؤمن،
فعلت بك كذا وكذا؟ ..فيستحيي من ه فيس تنقذه من الن ار ،فإنّم ا س ّمي الم ؤمن ُ ُ
ألست
مؤمنا ألنه يؤمن على هللا فيؤمن أمانه)()2
ك أو ك افر [الحديث ]612 :قال اإلمام الباقر( :وهللا ال يبقى في الناس إال شا ّ
أو منافق ،فإذا صاروا بين الطبقات ،نادوا كما قال هللا تعالى﴿ :فَ َما لَنَا ِم ْن َش افِ ِعينَ (
ق َح ِم ٍيم﴾ [الشعراء ،]101 ،100 :فيقولون﴿ :فَلَوْ أَ َّن لَنَا َك َّرةً فَنَ ُكونَ ص ِدي ٍ َ )100واَل َ
ِمنَ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ﴾ [الش عراء ..]102 :هيه ات هيه اتُ ،منع وا م ا طلب وا ﴿ َولَ وْ ُر ُّدوا
ع ْنه ُ َوإِنَّهُ ْم لَ َكا ِذبُونَ ﴾ [األنعام)3()]28 : لَ َعادُوا لِ َما نُهُوا َ
[الحديث ]613 :قال اإلمام الباقر( :يشفع الرج ل في القبيل ة ،ويش فع الرج ل
ألهل البيت ،ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله .فذلك المقام المحمود) ()4
ما ورد عن اإلمام الصادق:
[الحديث ]614 :قال اإلمام الصادق( :إذا ك ان ي وم القيام ة نش ر هللا تب ارك
وتعالى رحمته ،حتى يطمع إبليس في رحمته)()5
(إن آخر عبد يُؤمر به إلى النار يلتفت [الحديث ]615 :قال اإلمام الصادقّ :
فيقول هللا ع ّز وجلّ :أعجلوه ،فإذا أُتي به قال له :ي ا عب دي ،ل َم التفت ّ؟ ..فيق ول :ي ا
ربّ ،ما كان ظني ب ك ه ذا ،فيق ول هللا ج ّل جالل ه( :عب دي ،وم ا ك ان ظن ك بي؟،
فيقول :ي ا ربّ ،ك ان ظ ني ب ك أن تغف ر لي خطيئ تي وتس كنني جنّت ك ،فيق ول هللا:
ظن بي هذا س اعة من حيات ه (مالئكتي ،وع ّزتي وآالئي وبالئي وارتفاع مكاني ،ما ّ
ظن بي س اعة من حيات ه خ يراً م ا روّعت ه بالن ار أج يزوا ل ه كذب ه خيراً قطّ ،ول و ّ
ظن عب ٌد باهلل خيراً إال ك ان هللا عن د ظنّه وأدخلوه الجنّة ..ثم قال اإلمام الصادق :ما ّ
ظن به سوءاً إال كان هللا عند ظنّه به ،وذل ك قول ه ع ّز وج لَّ ﴿ :و َذلِ ُك ْم ظَنُّ ُك ُم به ،وال ّ
خَاسرينَ ﴾ [فصلت)6()]23 :
الَّ ِذي ظَنَ ْنتُ ْم بِ َربِّ ُك ْم أَرْ دَا ُك ْم فَأَصْ بَحْ تُ ْم ِمنَ ْال ِ ِ
ليمن على عبده ّ (إن هللا تبارك وتعالى [الحديث ]616 :قال اإلمام الصادقّ :
[الحــديث ]637 :ق ال اإلم ام الرض ا( :أفض ل م ا يق ّدم ه الع الم من محبين ا
وموالين ا أمام ه لي وم فق ره وفاقت ه وذلّه ومس كنته ،أن يغيث في ال دنيا مس كينا ً من
فوف من ش فير ٌ ب عدو هلل ولرسوله ،يقوم من قبره والمالئك ة ص محبينا من يد ناص ٍ
ق بره إلى موض ع محل ه من جن ان هللا ،فيحملون ه على أجنحتهم ،يقول ون :مرحب ا ً
طوباك طوباك ،يا دافع الكالب عن األبرار ،ويا أيها المتعصب لألئمة األخيار)()3
[الحديث ]638 :قيل لإلمام الجواد :أيّة آية في كت اب هللا أرجى؟ ..ق ال( :م ا
ي الَّ ِذينَ أَس َْرفُوا َعلَى أَ ْنفُ ِس ِه ْم اَل تَ ْقنَطُوا يقول فيها قومك؟) .قال :يقولون ﴿ :قُلْ يَ ِ
اعبَا ِد َ
وب َج ِميعًا إِنَّهُ ه َُو ْال َغفُو ُر ال َّر ِحي ُم﴾ [الزمر ،]53 :قال: ِم ْن َرحْ َم ِة هَّللا ِ إِ َّن هَّللا َ يَ ْغفِ ُر ُّ
الذنُ َ
(لكنّا أه ل ال بيت ال نق ول ذل ك) ،ق ال :ف أي ش يء تقول ون فيه ا؟ ..ق ال( :نق ول:
ض ى﴾ [الض حى ]5 :الش فاعة ،وهللا الش فاعة ،وهللا ك َربُّكَ فَتَرْ َ ﴿ َولَ َس وْ فَ يُ ْع ِطي َ
الشفاعة)()4
)(1فحسب قوله تعالى ﴿ :ثُ َّم يُجْ زَ اهُ ْال َجزَ ا َء اأْل َوْ فَى (َ )41وأَنَّ إِلَى َربِّكَ ْال ُم ْنتَهَى﴾ [النجم ،]42 ،41 /يوجد نشآت
أخرى تلي نشأة الجزاء ..ألن السير التكاملي التصاعدي للتعرف على هللا والتواصل معه ال نهاية له.
134
فِيهَا َما يَ َشاءُونَ خَالِ ِدينَ َكانَ َعلَى َربِّكَ َو ْعدًا َم ْس ئُواًل ﴾ [الفرق ان ،]16 ،15 :وق ال:
ص الِحًا ﴿ َو َم ا أَ ْم َوالُ ُك ْم َواَل أَوْ اَل ُد ُك ْم بِ الَّتِي تُقَ رِّ بُ ُك ْم ِع ْن َدنَا ُز ْلفَى إِاَّل َم ْن آ َمنَ َو َع ِم َل َ
ت آ ِمنُ ونَ ﴾ [س بأ ،]37 :وق ال: ْف بِ َما َع ِملُوا َوهُ ْم فِي ْال ُغ ُرفَ ا ِ ضع ِ ك لَهُ ْم َج َزا ُء ال ِّ فَأُولَئِ َ
ق بِ ِه أُولَئِكَ هُ ُم ْال ُمتَّقُونَ ( )33لَهُ ْم َما يَ َش اءُونَ ِع ْن َد َربِّ ِه ْم ص َّد َ
ق َو َ ﴿ َوالَّ ِذي َجا َء بِالصِّ ْد ِ
َذلِ كَ َج زَ ا ُء ْال ُمحْ ِس نِينَ ( )34لِيُ َكفِّ َر هَّللا ُ َع ْنهُ ْم أَ ْس َوأَ الَّ ِذي َع ِملُ وا َويَجْ ِزيَهُ ْم أَجْ َرهُ ْم
بِأَحْ َس ِن الَّ ِذي َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ [الزم ر ،]35 - 33 :وق ال ﴿ :إِ َّن هَ َذا َك انَ لَ ُك ْم َج َزا ًء
َو َكانَ َس ْعيُ ُك ْم َم ْش ُكورًا﴾ [اإلنسان]22 :
وغيرها من اآليات الكريمة التي نرى فيها التفاصيل الكثيرة المرتبطة بأنواع
الجزاء ،وأنواع األعمال المسببة لها ،مما ال نجد مثله في أي مص در من المص ادر
المقدسة.
وقد رأينا أنه يمكن قبول كل األحاديث التي تفصل هذه المعاني ،وخاصة تلك
التي تربطها باألعمال الصالحة ،لما في ذلك من أثر تربوي يخدم القيم القرآنية.
1ـ األحاديث النبوية حول جزاء المحسنين:
من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم:
أ ـ ما ورد في المصادر السنية:
[الحديث ]639 :قال رسول هللا ( :لما خلق هللا الجنة ق ال لجبري ل :اذهب
فانظر إليها ،فذهب فنظر إليه ا فق ال :وعزت ك ال يس مع به ا أح ٌد إال دخله ا ،فحفه ا
بالمكاره ،فقال :اذهب فانظر إليها ،فذهب فنظر إليه ا فق ال :وعزت ك لخش يت أن ال
يدخلها أح ٌد ،ولما خلق هللا النار ،قال لجبريل :اذهب فانظر إليها ،فذهب فنظ ر إليه ا
فقال :وعزتك ال يسمع بها أح ٌد فيدخلها ،فحفها بالشهوات ،فقال :اذهب فانظر إليه ا،
فذهب فنظ ر إليه ا ،فلم ا رج ع ق ال :وعزت ك لق د خش يت أن ال يس لم منه ا أح د إال
دخلها)()1
[الحــديث ]640 :ق ال رس ول هللا ( :الجن ة أق رب إلى أح دكم من ش راك
نعله ،والنار مثل ذلك)()2
[الحــديث ]641 :ق ال رس ول هللا ( :إني ألعلم آخ ر أه ل الن ار خروج ا
منها ،وآخر أهل الجنة دخوال الجنة ،رج ٌل يخرج من الن ار حب وا ،فيق ول هللا تع الى
له :اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها مألى ،فيرجع فيقول :يا رب! وج دتها
مألى ،فيقول هللا :اذهب فادخل الجنة ،فيأتيها فيخيل إليه أنه ا مألى ،ف يرجع فيق ول
يا رب وجدتها مألى ،فيقول هللا :اذهب فادخل الجن ة ،ف إن ل ك مث ل ال دنيا وعش رة
أمثالها ،أو إن ل ك مث ل عش رة أمث ال ال دنيا ،فيق ول :أتس خر بي وأنت المل ك؟ فلق د
رأيت رسول هللا ضحك حتى ب دت نواج ذه ،فك ان يق ول :ذاك أدنى أه ل الجن ة
منزلة)()3
)(1الترمذي ()2560
)(2البخاري ()6488
)(3البخاري ( ،)6571ومسلم ()186
135
[الحديث ]642 :قال رسول هللا ( :آخر من يدخل الجنة رج ٌل فه و يمش ي
مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة ،فإذا م ا جاوزه ا التفت إليه ا فق ال :تب ارك ال ذي
نجاني منك ،لقد أعطاني هللا شيئا م ا أعط اه أح د من األولين واآلخ رين ،ف ترفع ل ه
شجرةٌ فيقول :يا رب! أدنني من هذه الشجرة؛ فألس تظل بظله ا وأش رب من مائه ا،
فيقول هللا تعالى :لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول :ال يا رب ،ويعاه ده أن ال
يسأله غيره ا ،ورب ه تع الى يع ذره؛ ألن ه ي رى م ا ال ص بر ل ه علي ه ،فيدني ه منه ا
فيستظل بظلها ويشرب من مائها ،ثم ترفع له شجرةٌ هي أحس ن من األولى ،فيق ول:
أي رب أدنني من هذه ألشرب من مائها وأستظل بظلها ،ال أس ألك غيره ا ،فيق ول:
يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن ال تسألني غيرها؟ فيق ول :لعلي إن أدنيت ك منه ا تس ألني
غيرها ،فيعاهده أن ال يسأله غيرها ،وربه تع الى يع ذره ألن ه ي رى م ا ال ص بر ل ه
عليه ،فيدنيه منها فيستظل بظلها ويش رب من مائه ا ،ثم ترف ع ل ه ش جرةٌ عن د ب اب
الجن ة وهي أحس ن من األول يين ،فيق ول :ي ا رب!أدن ني من ه ذه ألس تظل بظله ا،
وأشرب من مائه ا ال أس ألك غيره ا ،يق ول :ي ا ابن آدم! ألم تعاه دني أن ال تس ألني
غيرها؟ قال :بلى يا رب! هذه ال أسألك غيرها ،وربه تعالى يعذره؛ ألنه يرى م ا ال
صبر له عليه فيدنيه منها ،فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة ،فيق ول :أي رب!
أدخلنيها ،فق ال :ي ا ابن آدم! م ا يص رينى من ك أيرض يك أن أعطي ك ال دنيا ومثله ا
معها؟ قال :ي ا رب! أتس تهزئ م ني وأنت رب الع المين؟ فيق ول :ال أس تهزئ من ك
ولكني على ما أشاء قادرٌ)()1
[الحديث ]643 :سئل رسول هللا عن الجنة ،وما بناؤها؟ قال :لبن ةٌ فض ةٌ
ولبن ةٌ ذهبٌ ،ومالطه ا المس ك األذف ر ،وحص باؤها اللؤل ؤ والي اقوت ،وتربته ا
الزعفران ،من يدخلها ينعم وال يبأس ،ويخل د وال يم وت ،وال تبلى ثي ابهم وال يف نى
شبابهم)()2
[الحديث ]644 :ق ال رس ول هللا ( :جنت ان من فض ة آنيتهم ا وم ا فيهم ا،
وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما)()3
ٌ
[الحديث ]645 :قال رسول هللا ( :إن للمؤمن في الجن ة لخيم ة من لؤل ؤة
واحدة طولها في السماء ستون ميال) ()4
ٌ
[الحديث ]646 :قال رسول هللا ( :إن في الجنة ش جرة يس ير ال راكب في
﴿و ِظلٍّ َم ْمدُو ٍد﴾ [الواقعة ،]30 :ولقاب قوس أحدكم
ظلها مائة عام ،واقرءوا إن شئتم َ
ر مما طلعت عليه الشمس أو تغرب)()5 في الجنة خي ٌ
[الحديث ]647 :قال رس ول هللا ( :إن في الجن ة مائ ة درج ة م ا بين ك ل
)(1مسلم ()187
)(2الترمذي ()2526
)(3البخاري ( ،)7444ومسلم ()180
)(4مسلم ()2838
)(5البخاري ( ،)3252ومسلم ( ،)2826والترمذي ()3292
136
درجة ودرجة كما بين السماء واألرض ،والفردوس أعلى درجة منه ا تفج ر أنه ار
الجنة األربعة ،ومن فوقها يكون العرش ،فإذا سألتم هللا فسألوه الفردوس)()1
[الحديث ]648 :قال رسول هللا ( :غدوةٌ في سبيل هللا أو روح ةٌ خ ي ٌر من
الدنيا وما فيها ،ولقاب قوس أح دكم أو موض ع ق ده في الجن ة ،خ ي ٌر من ال دنيا وم ا
فيها ،ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى أهل األرض ألضاءت الدنيا وما
ر من الدنيا وما فيها)()2 فيها ،ولمألت ما بينهما ريحا ،ولنصيفها ،يعني خمارها خي ٌ
[الحديث ]649 :قال رسول هللا ( :لو أن ما يقل ظف ٌر مم ا في الجن ة ب دا،
لتزخرفت له ما بين خوافق السموات واألرض ،ولو أن رجال من أهل الجن ة اطل ع
فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم) ()3
[الحديث ]650 :قال رسول هللا ( :إن في الجنة بحر العسل وبحر الخمر،
وبحر اللبن ،وبحر الماء ثم تنشق األنهار بعد) ()4
[الحديث ]651 :أتى النبي أعرابي فقال :يا رسول هللا! إني أحب الخي ل،
أوفي الجنة خي لٌ؟ ق ال ( :إن أدخلت الجن ة أتيت بف رس من ياقوت ة له ا جناح ان
فحملت عليها ،ثم طارت بك حيث شئت) ()5
[الحــديث ]652 :قال رس ول هللا ( :إن في الجن ة لمجتمع ا للح ور العين،
ي رفعن بأص وات لم يس مع الخالئ ق بمثله ا ،يقلن نحن الخال دات فال نبي د ،ونحن
الناعمات فال نبأس ،ونحن الراضيات فال نسخط ،طوبى لمن كان لنا وكنا له) ()6
[الحديث ]653 :قال رسول هللا ( :إن في الجنة لسوقا م ا فيه ا ش را ٌء وال
ع إال الصور من الرجال والنساء ،فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها)()7 بي ٌ
[الحديث ]654 :قال رسول هللا ( :إن أه ل الجن ة لي تراءون أه ل الغ رف
من فوقهم ،كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في األف ق من المش رق إلى المغ رب
لتفاضل ما بينهم ،قالوا :يا رس ول هللا تل ك من ازل األنبي اء ال يبلغه ا غ يرهم؟ ق ال:
ل آمنوا باهلل وصدقوا المرسلين)()8
بلى ،والذي نفسي بيده رجا ٌ
[الحــديث ]655 :ق ال رس ول هللا ( :إن أول زم رة ي دخلون الجن ة على
صورة القمر ليلة البدر ،ثم الذين يلونهم على أشد ك وكب دري في الس ماء إض اءة،
ال يبول ون وال يتغوط ون وال يتفل ون ،وال يتمخط ون ،أمش اطهم ال ذهب ورش حهم
المسك ،ومجامرهم األلوة واأللنجوج ع ود الطيب ،وأزواجهم الح ور العين ..ولك ل
واحد منهم زوجتان ي رى مخ س وقهما من وراء اللحم من الحس ن ،ال اختالف بينهم
)(1الترمذي ()2531
)(2الترمذي ()1651
)(3الترمذي ()2538
)(4الترمذي ()2571
)(5الترمذي ()2544
)(6الترمذي ()2564
)(7الترمذي ()2550
)(8البخاري ( ،)3256ومسلم ()2831
137
وعشيا)()1 وال تباغض ،قلوبهم قلبٌ واح ٌد يسبحون هللا بكرة
[الحديث ]656 :قال رسول هللا ( :إن أهل الجن ة ي أكلون فيه ا ويش ربون
وال يتفلون وال يبولون وال يتغوطون وال يتمخطون) ،قالوا :فم ا ب ال الطع ام؟ ق ال:
ح كرشح المسك ،يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس)()2 (جشا ٌء ورش ٌ
[الحديث ]657 :قال رسول هللا ( :من مات من أهل الجنة وهو صغي ٌر أو
كبي ٌر يدخلون الجنة بني ثالثين ال يزيدون عليها أب دا ..وإن عليهم التيج ان ،إن أدنى
لؤلؤة منها تضيء ما بين المشرق والمغرب) ()3
[الحديث ]658 :قال رس ول هللا ( :ي دخل أه ل الجن ة الجن ة ج ردا م ردا
مكحلين أبناء ثالثين أو ثالث وثالثين سنة) ()4
[الحديث ]659 :قال رسول هللا ( :إن المؤمن إذا اشتهى الول د في الجن ة،
كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهى)()5
[الحــديث ]660 :ق ال رس ول هللا ( :من ي دخل الجن ة ينعم وال يب أس وال
تبلى ثيابه ،وال يفنى شبابه)()6
[الحديث ]661 :قال رس ول هللا ( :إن أدنى أه ل الجن ة منزل ة لمن ينظ ر
إلى جنانه ،وأزواجه ،ونعيمه ،وخدمه ،وسرره ،مسيرة ألف سنة)()7
[الحديث ]662 :قال رسول هللا ( :سأل موسى عليه السالم رب ه :م ا أدنى
أهل الجنة منزلة؟ قال :هو رج ٌل يجيء بع دما أدخ ل أه ل الجن ة الجن ة ،فيق ال ل ه:
ادخل الجنة ،فيقول :أي رب كيف وقد نزل الناس من ازلهم وأخ ذوا أخ ذاتهم ،فيق ال
له :أما ترضي أن يكون لك مثل ُم ْلك َملِك من ملوك الدنيا؟ فيقول :رضيت ي ا رب،
فيقول :لك ذلك ومثله ومثله ومثله ،فقال في الخامسة؟ :رضيت ي ا رب ،فيق ول ه ذا
لك وعشرة أمثاله ،ولك ما اش تهيت نفس ك ول ذت عين ك ،فيق ول :رض يت ي ا رب،
قال :رب فأعالهم منزلة؟ قال :أولئك ال ذين أردت غرس ت ك رامتهم بي دي وختمت
أذن ولم يخط ر على قلب بش ر ،ق ال :ومص داقه في رعين ولم تس مع ٌ ٌ عليهم ،فلم ت
ُ ْ ُ َ زَ ْ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ اَلَ
كتاب هللا تعالى﴿ :ف تعل ُم نفسٌ َما أخفِ َي لهُ ْم ِمن ق َّر ِة أعيُ ٍن َج ا ًء بِ َما ك انوا يَع َمل ونَ ﴾
[السجدة)8()]17 :
[الحديث ]663 :قال رسول هللا ( :ي دخل الجن ة أق وام أفئ دتهم مث ل أفئ دة
الطير)()9
)(1رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة ،الترغيب والترهيب.4/495 :
)(2رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة ،الترغيب والترهيب.4/497 :
140
دار ال زوال له ا ،ف انتقلوا بخ ير م ا يحض رنكم ،وإن م ا بين مص راعين في الجن ة
كمسيرة أربعين سنة)()1
[الحــديث ]675 :ق ال رس ول هللا ( :وال ذي نفس محم د بي ده إن م ا بين
مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر وهجر ومكة)()2
[الحديث ]676 :قال رسول هللا ( :ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو
س بعمائة أل ف متماس كون آخ ذ بعض هم ببعض ال ي دخل أولهم ح تى ي دخل آخ رهم
وجوههم على صورة القمر ليلة البدر)()3
[الحديث ]677 :قال رسول هللا ( :أال أخبركم بأسفل أهل الجنة درج ة؟)،
قالوا :بلى يا رسول هللا ق ال( :رج ل ي دخل من ب اب الجن ة فيتلق اه غلمان ه فيقول ون
مرحبا بسيدنا ق د آن ل ك أن تزورن ا؛ فتم د ل ه ال زرابي أربعين س نة ،ثم ينظ ر عن
يمينه وشماله فيرى الجنان ،فيقول لمن ما ههنا؟ فيقال لك :حتى إذا انتهى رفعت ل ه
ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء لها سبعون شعبا في كل شعب سبعون غرف ة في
كل غرفة سبعون بابا ،فيقال :اقرأ وارقه فيرقى حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتك أ
عليه ،سعته ميل في ميل له فيه قصور ،فيسعى إلي ه بس بعين ص حفة من ذهب ليس
فيها صحفة فيها من لون أختها يجد ل ذة آخره ا كم ا يج د ل ذة أوله ا ،ثم يس عى إلي ه
بألوان األشربة ،فيشرب منها ما اشتهى)()4
[الحديث ]678 :قال رسول هللا ( :أدنى أهل الجنة ال ذي ل ه ثم انون أل ف
خادم واثنان وسبعون زوجة وينص ب ل ه قب ة من لؤل ؤ وزبرج د وي اقوت كم ا بين
الجابية إلى صنعاء)()5
[الحديث ]679 :قال رسول هللا ( :إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن
يقوم على رأسه عشرة آالف خادم بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب واألخرى
من فضة في كل واحدة لون ليس في األخرى مثله يأكل من آخرها مثل ما يأكل من
أوله ا ،يج د آلخره ا من الطيب والل ذة مث ل ال ذي يج د ألوله ا ،ثم يك ون ذل ك ريح
المسك األذفر ال يبولون وال يتغوطون وال يمتخطون إخوانا على سرر متقابلين)()6
[الحديث ]680 :قال رسول هللا ( :إن أه ل الجن ة لي تراءون أه ل الغ رف
من فوقهم كم ا ي تراءون الك وكب ال دري الغ ابر في األف ق من المش رق والمغ رب
لتفاضل ما بينهم) ،قالوا يا رس ول هللا تل ك من ازل األنبي اء ال يبلغه ا غ يرهم ،ق ال:
(بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا باهلل وصدقوا المرسلين)()7
[الحديث ]681 :قال رسول هللا ( :أال أحدثكم بغرف الجن ة؟) ،ق الوا :بلى
)(1رواه مسلم ،الترغيب والترهيب.4/498 :
)(2رواه البخاري ومسلم ،الترغيب والترهيب.4/498 :
)(3رواه البخاري ومسلم ،الترغيب والترهيب.4/498 :
)(4رواه ابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/506 :
)(5رواه الترمذي ،الترغيب والترهيب.4/508 :
)(6رواه ابن أبي الدنيا والطبراني ،الترغيب والترهيب.4/508 :
)(7رواه البخاري ومسلم ،الترغيب والترهيب.4/510 :
141
يا رسول هللا بأبينا أنت وأمنا ،ق ال( :إن في الجن ة غرف ا من أص ناف الج وهر كل ه
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها من النعيم والل ذات والش رف م ا
ال عين رأت ،وال أذن سمعت) ،ق الوا :لمن ه ذه الغ رف؟ ق ال( :لمن أفش ى الس الم
وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام)()1
[الحــديث ]682 :ق ال رس ول هللا ( :إن في الجن ة مائ ة درج ة أع دها هللا
للمجاهدين في سبيل هللا ما بين الدرجتين كما بين السماء واألرض)()2
[الحديث ]683 :قال رسول هللا ( :خلق هللا تبارك وتع الى الجن ة لبن ة من
ذهب ولبنة من فضة ومالطها المسك ،وقال لها تكلمي ،فق الت :ق د أفلح المؤمن ون،
فقالت المالئكة :طوبى لك منزل الملوك)()3
[الحديث ]684 :قال رسول هللا ( :إن هللا عز وجل أحاط حائط الجنة لبن ة
من ذهب ولبنة من فضة ،ثم شقق فيها األنهار وغ رس فيه ا األش جار فلم ا نظ رت
المالئكة إلى حسنها قالت :طوبى لك منازل الملوك)()4
[الحــديث ]685 :ق ال رس ول هللا ( :خل ق هللا جن ة ع دن ،ودلى فيه ا
ثماره ا ،وش ق فيه ا أنهاره ا ،ثم نظ ر إليه ا فق ال له ا :تكلمي ،فق الت :ق د أفلح
المؤمنون ،فقال :وعزتي ال يجاورني فيك بخيل)()5
[الحديث ]686 :قال رسول هللا ( :خل ق هللا جن ة ع دن بي ده لبن ة من درة
بيض اء ولبن ة من ياقوت ة حم راء ولبن ة من زبرج دة خض راء ،ومالطه ا مس ك،
حشيشها الزعفران حصباؤها اللؤلؤ ،ترابها العنبر ،ثم قال لها انطقي قالت :ق د أفلح
المؤمن ون ،فق ال هللا ع ز وج ل :وع زتي وجاللي ال يج اورني في ك بخي ل ،ثم تال
رسول هللا ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)()6
[الحديث ]687 :قال رسول هللا ( :أرض الجنة بيضاء عرصتها صخور
الكافور وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل أنهار مطردة فيجتمع فيها أه ل الجن ة
أدناهم وآخرهم فيتعارفون فيبعث هللا ريح الرحمة فتهيج عليهم ريح المس ك ف يرجع
الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا وطيبا ،فتقول له :لقد خرجت من عندي ،وأنا بك
معجبة وأنا بك اآلن أشد إعجابا)()7
[الحــديث ]688 :ق ال رس ول هللا ( :إن في الجن ة مراغ ا من مس ك مث ل
مراغ دوابكم في الدنيا)()8
[الحديث ]689 :قال رسول هللا ( :أال هل مشمر للجنة فإن الجنة ال حظر
)(1رواه البيهقي ،الترغيب والترهيب.4/512 :
)(2رواه البخاري ،الترغيب والترهيب.4/512 :
)(3رواه الطبراني ،والبزار ،الترغيب والترهيب.4/513 :
)(4رواه الطبراني ،والبزار ،الترغيب والترهيب.4/513 :
)(5رواه الطبراني في الكبير واألوسط وابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/513 :
)(6رواه ابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/513 :
)(7رواه ابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/514 :
)(8رواه الطبراني ،الترغيب والترهيب.4/514 :
142
لها هي ورب الكعبة نور يتألأل وريحانة تهتز وقصر مش يد ،ونه ر مط رد ،وثم رة
نضيجة وزوجة حسناء جميل ة وحل ل كث يرة ،ومق ام في أب د في دار س ليمة وفاكه ة
وخض رة وح برة ونعم ة في محل ة عالي ة بهي ة) ،ق الوا :نعم ي ا رس ول هللا نحن
المشمرون لها ،قال( :قولوا إن شاء هللا) ،فقال القوم :إن شاء هللا)()1
[الحديث ]690 :قال رسول هللا ( :إن في الجن ة غرف ا ي رى ظاهره ا من
باطنها وباطنها من ظاهرها .فقال أبو مالك األشعري :لمن هي يا رس ول هللا؟ ق ال:
لمن أطاب الكالم وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام)()2
[الحــديث ]691 :ق ال رس ول هللا ( :الك وثر نه ر في الجن ة ،حافت اه من
ذهب ،ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك ،وماؤه أحلى من العس ل
وأبيض من الثلج)()3
[الحديث ]692 :ق ال رس ول هللا ( :بين ا أن ا أس ير في الجن ة إذا أن ا بنه ر
حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف ،فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال ه ذا الك وثر ال ذي أعط اك
ربك؛ فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر ()4
[الحديث ]693 :قال رسول هللا ( :أنهار الجن ة تخ رج من تحت تالل أو
من تحت جبال المسك)()5
[الحديث ]694 :قال رسول هللا ( :في الجنة بحر للماء ،وبحر للبن وبح ر
للعسل وبحر للخمر ،ثم تشقق األنهار منها بعد)()6
[الحديث ]695 :سئل رسول هللا :ما الكوثر؟ قال( :ذاك نهر أعطانيه هللا
أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر) ،قيل ل ه :إن
هذه لناعمة ،قال رسول هللا ( :أكلتها أنعم منها)()7
[الحديث ]696 :جاء أعرابي إلى رسول هللا فقال :يا رسول هللا في الجنة
فاكهة؟ قال( :نعم ،وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس) ،فقال :أي شجر
أرضنا تشبه؟ قال( :ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ولكن أتيت الشام؟) ق ال :ال ي ا
رسول هللا .قال( :فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الج وزة تنبت على س اق واح د ،ثم
ينتشر أعالها) ،قال :فما عظم أصلها؟ ق ال( :ل و ارتحلت جذع ة من إب ل أهل ك لم ا
قطعتها ح تى تنكس ر ترقوته ا هرم ا) ق ال :فيه ا عنب ،ق ال :نعم ،ق ال( :فم ا عظم
العنقود منها؟) قال( :مسيرة شهر للغراب األبقع ال يقع وال ينثني وال يفتر) قال :فما
عظم الحبة منه؟ قال( :هل ذبح أبوك تيسا من غنم ه عظيم ا ،فس لخ إهاب ه ،فأعط اه
أمك ،فقال :ادبغي هذا ،ثم افري لنا منه ذنوبا يروي ماشيتنا) ،ق ال نعم ،ق ال( :ف إن
)(1رواه ابن ماجة ،وابن أبي الدنيا والبزار ،الترغيب والترهيب.4/514 :
)(2رواه الطبراني والحاكم ،الترغيب والترهيب.4/516 :
)(3رواه ابن ماجة والترمذي ،الترغيب والترهيب.4/517 :
)(4رواه البخاري ،الترغيب والترهيب.4/517 :
)(5رواه ابن حبان في صحيحه ،الترغيب والترهيب.4/517 :
)(6رواه البيهقي ،الترغيب والترهيب.4/517 :
)(7رواه الترمذي ،الترغيب والترهيب.4/517 :
143
()1تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي) ،فقال النبي ( :وعامة عشيرتك)
[الحــديث ]697 :ق ال رس ول هللا ( :ق ال عرض ت علي الجن ة ،ف ذهبت
أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه) ،فقال رجل :يا رسول هللا :ما ماء الحبة
من العنب؟ قال( :كأعظم دلو فرت أمك قط)()2
[الحــديث ]698 :ق ال رس ول هللا ( :م ا في الجن ة ش جرة إال وس اقها من
ذهب)()3
[الحديث ]699 :قال رسول هللا ( :إن في الجنة شجرة ج ذوعها من ذهب
وفروعها من زبرجد ولؤلؤ ،فتهب لها ريح فتصطفق فم ا س مع الس امعون بص وت
شيء قط ألذ منه)()4
[الحديث ]700 :سئل رسول هللا :م ا ط وبى؟ ق ال( :ش جرة مس يرة مائ ة
سنة ،ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)()5
[الحــديث ]701 :ق ال رس ول هللا ( :إن ك لتنظ ر إلى الط ير في الجن ة
فتشتهيه ،فيجيء مشويا بين يديك)()6
[الحــديث ]702 :ق ال رس ول هللا ( :إن الرج ل ليش تهي الط ير في الجن ة
فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمس ه ن ار ،فيأك ل من ه
حتى يشبع ثم يطير)()7
[الحديث ]703 :ق ال رس ول هللا ( :إن في الجن ة ط ائرا ل ه س بعون أل ف
ريشة يجيء ،فيقع على صحفة الرجل من أه ل الجن ة فينتفض فيق ع من ك ل ريش ة
لون أبيض من الثلج ،وألين من الزبد ،وألذ من الشهد ،ليس منها لون يش به ص احبه
ثم يطير)()8
[الحديث ]704 :أقبل أعرابي يوما ،فقال :يا رسول هللا ذكر هللا عز وجل في
الجنة شجرة مؤذية ،وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها؟ ق ال رس ول
هللا :وما هي؟ قال :السدر؛ ف إن ل ه ش وكا مؤذي ا ،ق ال رس ول هللا ( :أليس هللا
يقول﴿ :فِي ِس ْد ٍر َم ْخضُو ٍد﴾ [الواقعة ،]28 :خضد هللا شوكه فجعل مك ان ك ل ش وكة
تمرة ،فإنها لتنبت تمرا تفتق التمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طع ام ،م ا فيه ا
لون يشبه اآلخر)()9
[الحديث ]705 :قال رسول هللا ( :ما منكم من أحد يدخل الجنة إال انطل ق
)( 1رواه الطبراني في الكبير واألوسط والبيهقي وابن حبان في صحيحه ،الترغيب والترهيب.4/521 :
)(2رواه أبو يعلى بإسناد حسن ،الترغيب والترهيب.4/517 :
)( 3رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه ،الترغيب والترهيب.4/517 :
)(4رواه أبو نعيم في صفة الجنة ،الترغيب والترهيب.4/523 :
)(5رواه ابن حبان في صحيحه ،الترغيب والترهيب.4/524 :
)(6رواه ابن أبي الدنيا والبزار والبيهقي ،الترغيب والترهيب.4/527 :
)(7رواه ابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/527 :
)(8رواه ابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/527 :
)(9رواه ابن أبي الدنيا ،الترغيب والترهيب.4/527 :
144
به إلى طوبى ،فتفتح له أكمامها فيأخ ذ من أي ذل ك ش اء ،إن ش اء أبيض ،وإن ش اء
أحمر ،وإن ش اء أخض ر ،وإن ش اء أص فر ،وإن ش اء أس ود ،مث ل ش قائق النعم ان
وأرق وأحسن)()1
[الحديث ]706 :عن أم سلمة قالت :قلت يا رس ول هللا أخ برني عن ق ول هللا
ين﴾ [الواقعة ،]22 :قال( :حور بيض عين ضخام شفر الحوراء عز وجل﴿ :حُو ٌر ِع ٌ
َ
بمنزلة جناح النسر) ،قلت :يا رسول هللا ،فأخبرني عن قول هللا ع ز وج لَ ﴿ :ك أنَّه َُّن
وت َو ْال َمرْ َج انُ ﴾ [ال رحمن ،]58 :ق ال( :ص فاؤهن كص فاء ال در ال ذي في ْاليَ اقُ ُ
األصداف ال ذي ال تمس ه األي دي) ،قلت :ي ا رس ول هللا ف أخبرني عن ق ول هللا ع ز
ان﴾ [ال رحمن ]70 :ق ال( :خ يرات األخالق ،حس ان وج ل﴿ :فِي ِه َّن َخ ْي َر ٌ
ات ِح َس ٌ
َ
الوج وه) ،قلت :ي ا رس ول هللا؛ ف أخبرني عن ق ول هللا ع ز وج لَ ﴿ :ك أنَّه َُّن بَيْضٌ
ون﴾ [الصافات ،]49 :قال( :رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيض ة مم ا يلي َم ْكنُ ٌ
القش ر) ،قلت :ي ا رس ول هللا ف أخبرني عن ق ول هللا ع ز وج لُ ﴿ :ع ُربً ا أَ ْت َرابً ا﴾
[الواقعة ،]37 :قال( :هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمص ا ش مطا خلقهن
هللا بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعش قات متحبب ات ،أتراب ا على ميالد واح د)،
قلت :يا رسول هللا أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال( :نس اء ال دنيا أفض ل من
الح ور العين كفض ل الظه ارة على البطان ة) ،قلت :ي ا رس ول هللا وبم ذاك؟ ق ال:
(بصالتهن وصيامهن وعبادتهن هللا عز وجل ألبس هللا عز وج ل وج وههن الن ور،
وأجسادهن الحرير ،بيض األلوان ،خض ر الثي اب ،ص فر الحلي ،مج امرهن ال در،
وأمشاطهن الذهب ،يقلن :أال نحن الخال دات فال نم وت أب دا ،أال نحن الناعم ات فال
نبأس أبدا ،أال ونحن المقيمات فال نظعن أبدا ،أال ونحن الراضيات ،فال نسخط أبدا،
ط وبى لمن كن ا ل ه ،وك ان لن ا) ،قلت :ي ا رس ول هللا الم رأة من ا ت تزوج ال زوجين
والثالث ة واألربع ة في ال دنيا ،ثم تم وت فت دخل الجن ة وي دخلون معه ا ،من يك ون
زوجها منهم؟ قال( :يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحس نهم خلق ا ،فتق ول :أي رب إن
هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار ال دنيا فزوجني ه ،ي ا أم س لمة ذهب حس ن الخل ق
بخير الدنيا واآلخرة)()2
[الحــديث ]707 :ق ال رس ول هللا ( :إن في الجن ة لمجتمع ا للح ور العين
ي رفعن بأص وات لم يس مع الخالئ ق بمثله ا ،يقلن :نحن الخال دات فال نبي د ،ونحن
الناعمات فال نبأس ونحن الراضيات فال نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له)()3
[الحديث ]708 :قال رسول هللا ( :ما من عبد يدخل الجنة إال عند رأس ه
وعن د رجلي ه ثنت ان من الح ور العين تغني ان بأحس ن ص وت س معه اإلنس والجن،
وليس بمزامير الشيطان ،ولكن بتحميد هللا وتقديسه)()4
)(1الكافى.95 /8 :
)(2الكافى.95 /8 :
)(3الخصال ،ج 2ص ..171
)(4الخصال ،ج 2ص ..54
)(5المحاسن ،ص .180
149
ال إله إال هللا غرس هللا له بها شجرةً في الجنة ،ومن قال :هللا أكبر غرس هللا ل ه به ا
إن شجرنا في الجن ة لكث يرٌ! شجرةً في الجنة) ،فقال رج ٌل من قريش :يا رسول هللاّ ،
أن هللا ع ّز وج ّل قال( :نعم ،ولكن إياكم أن ترسلوا عليه ا نيران ا فتحرقوه ا ،وذل ك ّ
ُول َواَل تُب ِْطلُوا أَ ْع َمالَ ُك ْم﴾ [محم د:
يقول ﴿ :يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا أَ ِطيعُوا هَّللا َ َوأَ ِطيعُوا ال َّرس َ
)1()]33
أن ثوب ا ً من ثي اب أه ل الجن ة ،أُلقي [الحديث ]728 :قال رسول هللا ( :لو ّ
على أهل الدنيا لم يحتمله أبصارهم ولماتوا من شهوة النظر إليه)()2
[الحديث ]729 :قال رسول هللا ( :ك ّل ش يء من ال دنيا س ماعه أعظم من
ل شيء من اآلخرة عيانه أعظم من سماعه)()3 عيانه ،وك ّ
[الحديث ]730 :قال رس ول هللا ( :أع ددت لعب ادي م ا ال عين رأت ،وال
خطر بقلب بشر)()4 َ أذن سمعت ،وال
[الحديث ]731 :كان رسول هللا يُذ ّكر الن اس ،ف ذكر الجن ة وم ا فيه ا من
األزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال :يا رسول هللا ،ه ل في الجن ة
إن في الجن ة لنه راً حافت اه أبك ا ٌر من ك ل بيض اء يتغ نين من س ماع؟ ق ال( :نعمّ ،
بأصوات لم تسمع الخالئق بمثلها قط ،ف ذلك أفض ل نعيم الجن ة) ،فس ئل :ب َم يتغنّين؟
قال( :بالتسبيح)()5
[الحــديث ]732 :ق ال رس ول هللا ( :حمل ة الق رآن عرف اء أه ل الجن ة،
والمجاهدون في سبيل هللا تعالى ق ّواد أهل الجنة ،والرسل سادات أهل الجنة)()6
[الحديث ]733 :قال رسول هللا ( :يدخل الجنة رجالن كان ا يعمالن عمالً
واح داً ،ف يرى أح دهما ص احبه فوق ه ،فيق ول :ي ا ربّ ،بم ا أعطيت ه ،وك ان عملن ا
واحدا؟ ..فيقول هللا تبارك وتعالى :سألني ولم تسألني) ،ثم قال( :سلوا هللا وأجزل وا،
فإنه ال يتعاظمه شي ٌء)()7
[الحديث ]734 :قال رسول هللا ( :إن أنهار الجنة تجري في غير اخ دود
أشد بياضا من الثلج ،واحلى من العس ل ،وألين من الزب د ،طين النه ر مس ك أذف ر،
وحصاه الدر والياقوت تجري في عيونه وأنهاره حيث يشتهي ويريد في جنان ه ولي
هللا ،فلو أضاف من في الدنيا من الجن واالنس الوسعهم طعاما وشرابا وحلال وحليا
ال ينقصه من ذلك شيء)()8
)(1مسلم ()185
)(2البخاري ()6535
)(3الضغابيس /صغار القثاء.
)(4البخاري ( ،)6558ومسلم ()191
)(5الترمذي ()2599
)(6مسلم ()28077
)(7مسلم ( ،)2843والترمذي ( ،)2589والموطأ ()2098 / 173 / 2
)(8الترمذي ( ،)2591والموطأ ()759 / 2
158
[الحديث ]778 :ق ال رس ول هللا ( :وي ٌل واد في جهنم يه وي في ه الك افر
أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره) ()1
[الحديث ]779 :قال رسول هللا ( :لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا،
ألنتن أهل الدنيا)()2
هَّللا َّ َ
[الحديث ]780 :قرأ رسول هللا قوله تعالى﴿ :يَاأيُّهَ ا ال ِذينَ آ َمنُ وا اتَّقُ وا َ
ق تُقَاتِ ِه َواَل تَ ُموتُ َّن إِاَّل َوأَ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ ﴾ [آل عم ران ،]102 :ثم ق ال(:ل و أن قط رة َح َّ
من الزقوم قطرت في الدنيا ،ألفسدت على أه ل ال دنيا معايش هم ،فكي ف بمن يك ون
طعامهم)()3
[الحديث ]781 :قال رسول هللا ( :في جهنم واد يقال له هبهب يسكنه ك ل
جبار فإياك أن تكون منهم)()4
[الحديث ]782 :قال رس ول هللا ( :اش تكت الن ار إلى ربه ا ،فق الت :رب
أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشتاء ونفسٌ في الصيف ،فه و أش د م ا
تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير)()5
ق من الن ار ي وم القيام ة ،ل ه [الحديث ]783 :قال رسول هللا ( :يخرج عن ٌ
ولسان ينطق ،يقول :إني وكلت بثالثة :من جعل مع ٌ عينان يبصران وأذنان يسمعان
هللا إلها آخر ،وبكل جبار عنيد ،وبالمصورين)()6
وهذا الحديث يدل على أن لكل ذنب عقوبته الخاصة به ،والمتوافقة مع الجرم
ال ذي اجترم ه ص احبه ،وه و ي دل على المقص د الته ذيبي وال تربوي من العق اب
اإللهي.
[الحديث ]784 :قال رسول هللا ( :من كذب علي متعمدا فليتبوأ بين عيني
جهنم مقعدا ،قيل :يا رسول هللا! ولها عينان؟ قال :أما سمعتم ق ول هللا ﴿إِ َذا َرأَ ْتهُ ْم ِم ْن
ق من النار ل ه عين ان َم َكا ٍن بَ ِعي ٍد َس ِمعُوا لَهَا تَ َغيُّظًا َو َزفِيرًا﴾ [الفرقان ]12 :يخرج عن ٌ
ولسان ينط ق ،يق ول :إني وكلت بثالث ة :من جع ل م ع هللا ٌ تبصران وأذنان يسمعان
إلها آخر ،وبكل جبار عنيد ،وبالمصورين)()7
[الحديث ]785 :قال رس ول هللا ( :ي ؤتى بالن ار يومئ ذ له ا س بعون أل ف
زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)()8
[الحديث ]786 :قال رسول هللا ( :إن أدنى أهل النار ع ذابا ينتع ل بنعلين
)(1الترمذي ()3164
)(2الترمذي ()2584
)(3الترمذي ( ،)2585والحاكم في المستدرك ()451 / 2
)(4مسند الدارمي ()2816
)(5البخاري ( ،)537ومسلم ( ،)617والترمذي ()2592
)(6الترمذي ()2574
)(7الطبراني في الكبير ()7599 / 131 / 8
)(8مسلم ()2842
159
نعليه)()1 من نار يغلي منهما دماغه من حرارة
[الحــديث ]787 :ق ال رس ول هللا ( :إن منهم من تأخ ذه الن ار إلى كعبي ه،
ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ،ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته) ()2
[الحديث ]788 :قال رسول هللا ( :يلقى على أهل النار الجوع ،فيع دل م ا
هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع ال يسمن وال يغ ني
من ج وع ،فيس تغيثون بالطع ام فيغ اثون بطع ام ذي غص ة ،فيت ذكرون أنهم ك انوا
يج يزون الغص ص في ال دنيا بالش راب ،فيس تغيثون بالش راب في دفع إليهم الحميم
بكالليب الحديد ،فإذا دنى من وجوههم شوى وجوههم ،فإذا دخ ل بط ونهم قط ع م ا
في بطونهم ،فيقولون :ادعوا خزنة جهنم عساهم يخففون عن ا ،فيقول ون لهم﴿ :قَ الُوا
ك تَأْتِي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم بِ ْالبَيِّنَ ا ِ
ت قَ الُوا بَلَى قَ الُوا فَ ا ْدعُوا َو َم ا ُد َع ا ُء ْال َك افِ ِرينَ إِاَّل فِي أَ َولَ ْم تَ ُ
ض َعلَ ْينَ اك لِيَ ْق ِ ضاَل ٍل﴾ [غافر ،]50 :فيقولون ادع وا مالك ا فيقول ونَ :
﴿ونَ ادَوْ ا يَا َمالِ ُ َ
ال إِنَّ ُك ْم َم ا ِكثُونَ ﴾ [الزخ رف ،]77 :فيقول ون: َ َ ق﴿ فيجيبهم ] 77 رف: [الزخ ﴾ ك
َ َربُّ
ادعو ربكم فال تجدون خ يرا من ه ،فيقول ون ﴿ :قَ الُوا َربَّنَ ا َغلَبَ ْ
ت َعلَ ْينَ ا ِش ْق َوتُنَا َو ُكنَّا
ضالِّينَ (َ )106ربَّنَا أَ ْخ ِرجْ نَا ِم ْنهَ ا فَ إِ ْن ُع ْدنَا فَإِنَّا ظَ الِ ُمونَ ﴾ [المؤمن ون،106 : قَوْ ًما َ
اخ َسئُوا فِيهَا َواَل تُ َكلِّ ُمو ِن ﴾ [المؤمنون ،]108 :فعند ذل ك يئس وا ال ْ ]107فيجيبهم ﴿قَ َ
من كل خير ،وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل)()3
[الحديث ]789 :قال رسول هللا ( :إن الحميم ليصب على رؤوسهم ،فينف ذ
حتى يخلص إلى جوفه ،فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وه و الص هر ،ثم
يعاد كما كان)()4
[الحديث ]790 :قال رسول هللا ( :ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد،
وغلظ جلده مسيرة ثالث)()5
[الحديث ]791 :قال رسول هللا ( :ما بين منكبي الك افر في الن ار مس يرة
ثالثة أيام للراكب المسرع)()6
[الحــديث ]792 :ق ال رس ول هللا ( :إن الك افر ليس حب لس انه الفرس خ
والفرسخين يتوطأه الناس)()7
[الحديث ]793 :ق ال رس ول هللا ( :ل و أن في ه ذا المس جد مائ ة أل ف أو
ل من النار فتنفس فأصاب نفسه ،الحترق المسجد ومن فيه)()8 يزيدون وفيه رج ٌ
[الحــديث ]794 :ق ال رس ول هللا ( :ل و أن مقمع ا من حدي د وض ع في
)(1مسلم ()211
)(2مسلم ()2845
)(3الترمذي ()2586
)(4الترمذي ()2582
)(5مسلم ()2851
)(6البخاري ( ،)6553مسلم ()2852
)(7الترمذي ()2580
)(8أبو يعلى ()6670 / 22 / 12
160
األرض)()1 األرض فاجتمع له الثقالن ،ما أقلوه من
[الحــديث ]795 :جاء جبري ل إلى الن بي في حين غ ير حين ه ال ذي ك ان
يأتيه فيه ،فقام إليه النبي فقال( :يا جبريل! مالي أراك متغير اللون؟) ،فق ال :م ا
جئتك حتى أمر هللا تعالى بمفاتيح النار ،فقال( :يا جبريل!صف لي النار ،وانعت لي
جهنم) ،فقال( :إن هللا تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام ح تى ابيض ت ،ثم أم ر
فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت ،ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت ،فهي
سوداء مظلمة ال يضيء شررها وال يطفأ لهبها ،والذي بعثك بالحق لو أن ق در ثقب
اإلبرة فتح من جهنم لمات من في األرض كلهم جميعا من حره ،والذي بعثك بالحق
لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه ،لم ات من في األرض
كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه ،والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلس لة
أهل النار التي نعت هللا في كتابه وض عت على جب ال ال دنيا الرفض ت وم ا تق ارت
حتى تنتهي إلى األرض السفلى)()2
[الحديث ]796 :روي أن رسول هللا كان يعلمهم هذا ال دعاء كم ا يعلمهم
الس ورة من الق رآن( :اللهم إني أع وذ ب ك من ع ذاب جهنم ،وأع وذ ب ك من ع ذاب
القبر ،وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال ،وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)()3
[الحديث ]797 :قال رسول هللا ( :ما استجار عب د من الن ار س بع م رات
إال قالت النار :يا رب إن عبدك فالنا استجار مني فأجره ،وال سأل عبد الجن ة س بع
مرات إال قالت الجنة :يا رب إن عبدك فالنا سألني فأدخله الجنة)()4
[الحديث ]798 :قال رسول هللا ( :من س أل هللا الجن ة ثالث م رات ق الت
الجنة :اللهم أدخله الجنة ،ومن استجار من النار ثالث مرات قالت النار :اللهم أجره
من النار)()5
﴿ربَّنَ ا آتِنَ ا فِي ال ُّد ْنيَا َح َس نَةً َوفِي
[الحديث ]799 :كان أكثر دعاء الن بي َ :
ار﴾ [البقرة)6()]201 : اآْل ِخ َر ِة َح َسنَةً َوقِنَا َع َذ َ
اب النَّ ِ
[الحديث ]800 :قال رسول هللا ( :اتقوا النار ،ولو بشق تمرة فمن لم يج د
فبكلمة طيبة)()7
ْ
يرتكَ ا ق َربِينَ ﴾ [الش عراء: َ أْل َ ْ َ
[الحديث ]801 :لما نزلت هذه اآليةَ ﴿ :وأن ِذرْ ع َِش َ
]214دعا رسول هللا قريشا فاجتمعوا فعم وخص ،فق ال :ي ا ب ني كعب بن ل ؤي
أنقذوا أنفسكم من النار ،يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من الن ار ،ي ا ب ني هاش م
)( 1رواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي ،الترغيب والترهيب.4/471 :
)(2الخلفات :جمع خلفة ،وهي الناقة الحامل...
)(3رواه الطبراني والبيهقي ،الترغيب والترهيب.4/472 :
)(4رواه الطبراني ،الترغيب والترهيب.4/472 :
)(5رواه الترمذي والحاكم ،الترغيب والترهيب.4/472 :
)(6رواه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم ،الترغيب والترهيب.4/476 :
)(7رواه أحمد والترمذي ،الترغيب والترهيب.4/477 :
)(8رواه الترمذي والبيهقي ،الترغيب والترهيب.4/477 :
)(9رواه أحمد والترمذي والحاكم ،الترغيب والترهيب.4/478 :
165
أربعين ليلة ،فإن مات مات كافرا ،ف إن ع اد ك ان حق ا على هللا أن يس قيه من طين ة
الخبال) ،قيل :يا رسول هللا وما طينة الخبال؟ قال( :صديد أهل النار)()1
[الحديث ]830 :قال رسول هللا ( :من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر
سكران ،وبعث من قبره سكران ،وأمر به إلى النار س كران ،في ه عين تج ري منه ا
القيح والدم ،هو طعامهم وشرابهم ما دامت السموات واألرض)()2
[الحديث ]831 :قال رسول هللا ( :ما بين منكبي الكافر مسيرة ثالث ة أي ام
للراكب المسرع)()3
[الحديث ]832 :قال رسول هللا ( :ضرس الك افر مث ل أح د .وفخ ذه مث ل
البيضاء ،ومقعده من النار كما بين قديد ومكة ،وكثافة جسده اثنان وأربع ون ذراع ا
بذراع الجبار)()4
[الحديث ]833 :قال رس ول هللا ( :إن الك افر ليج ر لس انه فرس خين ي وم
القيامة يتوطؤه الناس)()5
[الحديث ]834 :قال رسول هللا ( :أتدري م ا س عة جهنم؟) قي ل :ال .ق ال:
(أج ل وهللا وهللا م ا ت دري إن بين ش حمة أذن أح دهم وبين عاتق ه مس يرة س بعين
خريفا ،تجري فيه أودية القيح والدم)()6
﴿وهُ ْم فِيهَ ا َك الِحُونَ ﴾
[الحديث ]835 :قال رس ول هللا في قول ه تع الىَ :
[المؤمن ون( :]104 :تش ويه الن ار فتقلص ش فته العلي ا ح تى تبل غ وس ط رأس ه،
وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته)()7
[الحديث ]836 :قال رسول هللا ( :إن من أمتي من يدخل الجن ة بش فاعته
أكثر من مضر ،وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها) ()8
[الحديث ]837 :ق ال رس ول هللا ( :إن أه ون أه ل الن ار ع ذابا رج ل في
أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم)()9
[الحديث ]838 :قال رسول هللا ( :إن أهون أهل النار عذابا من ل ه نعالن
وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل ،ما ي رى أن أح دا أش د من ه
عذابا ،وإنه ألهونهم عذابا)()10
[الحديث ]839 :قال رسول هللا ( :إن أهون أهل النار عذابا رج ل منتع ل
)(1رواه أحمد وابن حبان ،الترغيب والترهيب.4/480 :
)(2رواه األصبهاني ،الترغيب والترهيب.4/480 :
)(3رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما ،الترغيب والترهيب.4/484 :
)(4رواه أحمد واللفظ له ومسلم ،الترغيب والترهيب.4/484 :
)(5رواه البيهقي وغيره ،الترغيب والترهيب.4/484 :
)(6رواه أحمد والحاكم ،الترغيب والترهيب.4/484 :
)(7رواه أحمد والترمذي والحاكم ،الترغيب والترهيب.4/486 :
)(8رواه ابن ماجة والحاكم وغيرهما ،الترغيب والترهيب.4/486 :
)(9رواه البخاري ومسلم ،الترغيب والترهيب.4/486 :
)(10رواه مسلم ،الترغيب والترهيب.4/486 :
166
بنعلين من نار يغلي منهما دماغه مع أجزاء العذاب ،ومنهم من في الن ار إلى كعبي ه
مع أجزاء العذاب ،ومنهم من في النار إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب ،ومنهم من ق د
اغتمر)()1
[الحديث ]840 :قال رسول هللا ( :إن أدنى أهل الن ار ع ذابا لرج ل علي ه
نعالن يغلي منهما دماغه كأنه مرجل مسامعه جمر ،وأضراسه جمر ،وأشفاره لهب
النار ،وتخرج أحشاء جنبيه من قدميه ،وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فه و
يفور)()2
[الحــديث ]841 :ق ال رس ول هللا ( :منهم من تأخ ذه الن ار إلى كعبي ه،
ومنهم من تأخذه الن ار إلى ركبتي ه ،ومنهم من تأخ ذه الن ار إلى حجزت ه ،ومنهم من
تأخذه النار إلى عنقه ،ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته)()3
[الحــديث ]842 :قال رس ول هللا ( :إن جهنم لم ا س يق إليه ا أهله ا تلقتهم
فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم إال ألقته على العرقوب)()4
اص ي[الحــديث ]843 :ق ال رس ول هللا في قول ه تع الى ﴿ :فَي ُْؤخَ ُذ بِالنَّ َو ِ
َواأْل َ ْقد َِام﴾ [الرحمن( :]41 :يجمع بين رأسه ورجليه ثم يقصف كما يقصف الحطب)
()5
ت ُجلُ و ُدهُ ْم [الحديث ]844 :قال رسول هللا في قوله تع الىُ ﴿ :كلَّ َم ا ن ِ
َض َج ْ
اب﴾ [النساء( :]56 :إن جلد ابن آدم يحرق ويج دد بَ َّد ْلنَاهُ ْم ُجلُودًا َغ ْي َرهَا لِيَ ُذوقُوا ْال َع َذ َ
في ساعة أو في يوم مقدار ستة آالف مرة)()6
[الحديث ]845 :قال رسول هللا ( :يرس ل البك اء على أه ل الن ار فيبك ون
حتى تنقطع الدموع ،ثم يبك ون ال دم ح تى يص ير في وج وههم كهيئ ة األخ دود ،ل و
أرسلت فيها السفن لجرت)()7
[الحديث ]846 :قال رسول هللا ( :يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا
فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في خ دودهم كأنه ا ج داول ح تى
تنقطع الدموع فيسيل الدم ،فيقرح العيون)()8
[الحديث ]847 :قال رسول هللا ( :إن أهل النار ليبكون ح تى ل و أج ريت
السفن في دموعهم لجرت ،وإنهم ليبكون الدم مكان الدمع)()9
ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية:
)(1رواه أبو يعلى والبيهقي في الشعب ،انظر :المغني عن حمل األسفار (ص)1901 /
)(2رواه الطبرانى ( ،11/374رقم )12047قال الهيثمى ( /)10/214رواه الطبرانى والبزار ،وإسناده حسن.
187
ذكره من أن األنبياء عليهم السالم يبررون عدم تقدمهم للشفاعة باهتمامهم بأنفس هم،
وذلك غير صحيح ،فاألنبي اء ممتلئ ون رحم ة ب الخلق ،مثلهم مث ل رس ول هللا ..
ولذلك يستحيل أن يكون ذلك هو السبب.
ومث ل ذل ك ادع اؤهم أن لهم أخط اء تح ول بينهم وبين ال دعاء ،وذل ك غ ير
صحيح أيضا ،فال يكون الن بي نبي ا ح تى يك ون عارف ا باهلل ،والع ارف باهلل يعلم أن
رحمة هللا أوسع من أن تضيق بخاطئ.
أما ما نراه في هذا في ح ال ص حته ،فه و أن األنبي اء عليهم الس الم في ذل ك
المحل تبع لرسول هللا ،كما ورد في الحديث( :لو أن موسى كان حي ا م ا وس عه
ق ﴿وإِ ْذ أَخَ َذ هللا ِميثَ ا َ إال أن يتبعنى)( ،)1بل كما نص على ذلك بصراحة قوله تعالىَ :
ق لِ َم ا َم َع ُك ْم لَتُ ْؤ ِمنُ َّن بِ ِه
ص ِّد ٌ ب َو ِح ْك َم ٍة ثُ َّم َج ا َء ُك ْم َر ُس و ٌل ُم َ
النَّبِيِّينَ لَ َما آتَ ْيتُ ُك ْم ِم ْن ِكتَا ٍ
اش هَدُوا َوأَنَ ا ال فَ ْ ص ِري قَ الُوا أَ ْق َررْ نَ ا قَ َ ال أَأَ ْق َررْ تُ ْم َوأَخَ ْذتُ ْم َعلَى َذلِ ُك ْم إِ ْ
ص ُرنَّهُ قَ َ َولَتَ ْن ُ
اس قُونَ ﴾ [آل عم ران: ُ
الش ا ِه ِدينَ ( )81فَ َم ْن تَ َولَّى بَ ْع َد َذلِ كَ فَأولَئِ كَ هُ ُم ْالفَ ِ َم َع ُك ْم ِمنَ َّ
]82 ،81
ولهذا فإن األنبياء عليهم السالم في ذلك المحل الذي طلب منهم فيه دع وة هللا
تع الى أرس لوا من طلب منهم ذل ك إلى رس ول هللا ال باعتب ارهم خ اطئين ،وال
باعتبار حرص هم على أنفس هم ،وإنم ا باعتب ار رس ول هللا في ذل ك المح ل ه و
اإلمام الذي ال يصح أن يتقدم عليه أحد.
والعجب أن هذا الحديث يذكر أن نوحا علي ه الس الم أعط اه هللا تع الى دع وة
واحدة ،وأن نصيبه من الدعاء قد انتهى ،كما ورد في الح ديث( :وإن ه ق د ك انت لي
دعوة دعوتها على قومي) ،فهل ن زل ك رم هللا إلى ه ذه الدرج ة بحيث يمنح لعب اده
المقربين دعوة واحدة.
ثم إنا نرى هللا تعالى يثني على نوح عليه السالم ،ويث ني على م ا ق ام ب ه من
الدعاء على قومه ،فكيف نض رب الق رآن به ذا الح ديث ال ذي ي وهم أن نوح ا علي ه
السالم أخطأ في الدعاء على قومه.
وهكذا نرى الحديث يرمي إب راهيم علي ه الس الم بالك ذب ،ب ل بثالث ك ذبات
خطيرة ،وأن تلك الكذبات حالت بينه وبين أن يدعو هللا..
بناء على هذا؛ فإن الج زء الم تيقن في ه ذا الح ديث إثب ات الش فاعة العظمى
لرس ول هللا ،بع د المعان اة الطويل ة ال تي يعانيه ا المنحرف ون عن ه في االنتظ ار
والبحث عمن يتكفل بذلك.
وهي نوع من الدروس المقدمة لهم في هذا المجال ،ألن أساس اإلجرام ال ذي
وقع فيه المنحرفون االنح راف عن األنبي اء وع دم تعزي رهم وتوق يرهم وط اعتهم،
ولذلك يكتشفون في ذلك الموقف قيمتهم ،وأهم تيهم ،ويعرف ون م دى نص حهم ،كم ا
ت َم َع أشار إلى ذلك قوله تعالىَ ﴿ :ويَوْ َم يَ َعضُّ الظَّالِ ُم َعلَى يَ َد ْي ِه يَقُ و ُل يَ الَ ْيتَنِي اتَّخَ ْذ ُ
)(1رواه أحمد ( ،3/387رقم )15195قال الهيثمى ( /)1/174رواه أحمد ،وأبو يعلى ،والبزار.
188
ال َّرسُو ِل َسبِياًل ﴾ [الفرقان]27 :
النموذج الثالث:
ما ورد في األحاديث المرتبطة بغير المكلفين والمنافية للعدالة ،ومن أمثلتها:
.1ما روي أن رسول هللا سئل عن أوالد المسلمين أين هم؟ ،فقال(:في الجنة)
وسئل عن أوالد المشركين أين هم ي وم القيام ة؟ ،فق ال(:في الن ار) ،فقي ل ل ه(:لم ي دركوا
األعمال ولم تجر عليهم األقالم) قال(:ربك أعلم بما كانوا عاملين ،والذي نفس ي بي ده لئن
شئت أسمعتك تضاغيهم في النار) ()1
.2ما روي عن سلمة بن يزيد الجعفي :ق ال :أتيت أن ا وأخي رس ول هللا ،
فقلنا(:إن أمنا ماتت في الجاهلية ،وكانت تقري الضيف ،وتصل الرحم ،فه ل ينفعه ا
من عملها ذلك شيء؟) ،قال(:ال) قلنا له(:فإن أمنا وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ
الحنث) فقال(:الموؤودة والوائدة في النار إال أن تدرك الوائدة اإلسالم فتسلم)()2
وهذا الحديث زيادة على تناقضه مع عدالة هللا المطلقة والتي قد تدرك بالعقل
يتن اقض م ع الق رآن الك ريم ال ذي نص على أن الم ؤودة تس أل عن أي ذنب قُتلت
ليكون ذلك تهديداً لقاتلها ،فإنه إذا س ئل المظل وم فم ا ظن الظ الم ،ق ال تع الىَ ﴿:وإِ َذا
ت﴾ (التكوير 8:ـ )9 ت بِأَيِّ َذ ْن ٍ
ب قُتِلَ ْ ْال َموْ ؤُو َدةُ ُسئِلَ ْ
زيادة على ذلك تصريح النصوص الص حيحة بعكس ذل ك ،وأنه ا في الجن ة،
وقد يكون ذل ك رحم ة خاص ة به ا ،ول ذلك ق رنت بالش هيد في قول ه (:الن بي في
الجنة ،والشهيد في الجنة ،والمولود في الجنة ،والموؤدة في الجنة)()3
لكن لألسف ،ومع مخالف ة ذل ك الح ديث للق رآن الك ريم ،ولقيم العدال ة ،حيث
تعفى الوائدة الظالم ة من الع ذاب ،في نفس ال وقت ال ذي تتوع د الم وؤوة الص غيرة
المظلومة به ،نجد من ي دافع عن ه ،ال لش يء إال للح رص على أولئ ك ال رواة ال ذين
رووه ،حتى ال يتهموا بالكذب.
ومن األمثلة على ذلك قول ابن عبد البر عند كالمه عن ه ذا الح ديث( :وه و
حديث صحيح من جهة اإلسناد إال أنه محتم ل أن يك ون خ رج على ج واب الس ائل
في عين مقصودة ،فكانت اإلش ارة إليه ا وهللا أعلم ،وه ذا أولى م ا حم ل علي ه ه ذا
الحديث لمعارضة اآلثار له ،وعلى هذا يصح معناه ،وهللا المستعان)()4
)(1الحديث أورده ابن حجر في اإلصابة ( )175 / 174قال البيهقي :هذا منكر وقد خبط فيه يوسف بن عطي ة
الصفار وهو ضعيف جدا .وهكذا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( )57 / 1وقال رواه البزار وفيه يوسف بن عطية
ال يحتج به ،وقال ابن الجوزي /هذا حديث ال يصح قال احمد بن حنب ل يح يى بن المتوك ل ي روي عن بهي ة اح اديث
منكرة وهو واهي الحديث وقال يح يى ليس بش يء وق ال علي والفالس والنس ائي ه و ض عيف ق ال ابن حب ان ينف رد
باشياء ليس لها اصول وقال السعدي سألت عن بهية كي اعرفها فأعيانا ،انظر :العلل المتناهية في األحاديث الواهية،
لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي.2/924 /
)(2رواه أبو داود ( 4717وأحمد ( )15493البخاري في التاريخ الكبير ( 4ص )72/والدارقطني في العلل (5
)161 /
)(3رواه ابن سعد ( )84 /7وأحمد ( 58 /5و )409وأبو داود ()2521
)(4التمهيد 120 / 18
189
وق ال ابن القيم( :الج واب الص حيح عن ه ذا الح ديث :أن قول ه (إن الوائ دة
والموءودة في الن ار) ج واب عن تين ك الوائ دة والم وءودة ،الل تين س ئل عنهم ا ،ال
إخبار عن كل وائدة وموءودة ،فبعض هذا الجنس في النار ،وقد يكون هذا الشخص
من الجنس الذي في النار)()1
وقال األلباني( :إن الحديث خاص بموءودة معينة وحينئذ (ال) في (الم ؤودة)
ليست لالستغراق بل للعهد .ويؤيده قصة ابني مليكة)()2
وغيرها من األقوال التي قيل به ا بس بب الح رص على ال رواة ،ال على القيم
التي جاء بها القرآن الكريم ،ودعا إلى تفعيلها في كل شيء.
.3ما ورد من األحاديث التي تتفق م ع الرحم ة اإللهي ة إال أنه ا ال تتف ق م ع
العدالة المطلقة ،ومن الروايات التي يروونها في هذا المج ال أن رس ول هللا ق ال
يحكي رؤي ا رآه ا(:فأتين ا على روض ة معتم ة فيه ا من ك ل ل ون الربي ع وإذا بين
ظهري الروضة رجل طويل ال أكاد أرى رأس ه ط وال وإذا ح ول الرج ل من أك ثر
ولدان رأيتهم قط) ثم قال(:وأما الولدان حوله فك ل مول ود م ات على الفط رة) فق ال
بعض المس لمين(:ي ا رس ول هللا وأوالد المش ركين) ،فق ال رس ول هللا (:وأوالد
المشركين)()3
النموذج الرابع:
ما ورد في األحاديث الموهمة بأن هللا يع ذب من يش اء وي رحم من يش اء من
غير موازين وقوانين تضبط ذلك ،وهو ما يتنافى مع ما ورد في الق رآن الك ريم من
العدالة اإللهية المطلقة.
ومن أمثلة تلك األحاديث ما رووه من احتج اج الجن ة والن ار ،وأن هللا تع الى
ينشئ للنار خلقا يسكنهم إياها ،وهذا الحديث غير محف وظ به ذه الص يغة ،ب ل لفظ ه
الصحيح ،ه و قول ه (:تح اجت الجن ة والن ار ،فق الت الن ار :أوث رت ب المتكبرين
والمتجبرين؛ وقالت الجنة :مالي ال يدخلني إال ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال هللا ع َّز
وجلَّ ،للجن ة :أنت رحم تي أرحم ب ك من أش اء من عب ادي ،وق ال للن ار :إنم ا أنت
عذابي أعذب بك من أش اء من عب ادي ،ولك ل واح دة منكم ا ملؤه ا .فأم ا الن ار فال
تمتليء حتى يضع رجله فيها فتق ول :ق ط ق ط فهنال ك تمتليء وي نزوي بعض ها إلى
بعض ،وال يظلم هللا ع َّز وج َّل من خلقه أحداً ،وأما الجنة ف إن هللا ع َّز وج َّل ينش يء
لها خلقا ً آخر)()4
ولو فرضنا صحة ما اس تدلوا ب ه،أو فرض نا أن الم راد بالرج ل في الح ديث
خلق من خلق هللا ،فقد يكون له ذا الخل ق خاص ية التنعم بالن ار ،فتك ون جهنم نعيم ا
لهم ،أو أن ال يكون لها أي تأثير عليهم ،كما أنه ليس لها أي ت أثير على خزن ة جهنم
)(1أحكام أهل الذمة ()95 /2
)(2مشكاة المصابيح ()39 /1
)(3رواه البخاري 385 / 12و 386و 387و 388ومسلم رقم ()2275
)(4رواه البخاري برقم ( )7449ومسلم برقم ()2846
190
وزبانية النار
.2ما ورد في المصادر الشيعة:
من النماذج واألمثلة على ما ورد في المصادر الشيعية:
النموذج األول:
وهي األح اديث ال واردة في الش فاعة ،والمش وهة لمفهومه ا ،حيث أنه ا
تتعارض تماما مع كل الزواجر القرآنية ،ومن أمثلتها:
ّ
.1م ا ي روون أن رس ول هللا ق ال( :إذا ك ان ي وم القيام ة ُولين ا حس اب
شيعتنا ،فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين هللا ع ّز وج لّ ،حكمن ا فيه ا فأجابن ا ،و َمن
كانت مظلمته بينه وفيما بين الناس ،استوهبناها ف ُوهبت لنا ،ومن كانت مظلمته فيما
ق َمن عفا وصفح)()1 بينه وبيننا كنا أح ّ
.2ما يروونه عن اإلمام الباقر أنه قال( :لفاطم ة وقف ةٌ على ب اب جهنم ،ف إذا
كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل م ؤمن أو ك افر ،فيُ ؤمر بمحبّ ق د كثُ رت
ذنوب ه إلى الن ار ،فتق رأُ بين عيني ه محبّا ً فتق ول :إلهي وس يدي ،س ّميتني فاطم ة،
ق وأنت ال تخل ف وفطمتَ بي َمن ت والّني وت ولّى ذري تي من الن ار ،ووع دُك الح ّ
ك َمن ت يا فاطمة ،إني سميتك فاطمة ،وفطمت ب ِ الميعاد ،فيقول هللا ع ّز وجلّ :صدق ِ
ق وأنا ال أخلف الميعاد، أحبك وتوالّك وأحبّ ذريتك وتوالّهم من النار ،ووعدي الح ّ
وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار ،لتشفعي في ه فأُش فّعك ،ليت بيّن لمالئك تي وأنبي ائي
ورسلي وأهل الموق ف موقف ك م ني ومكانت ك عن ديَ ،من ق رأت ِبين عيني ه مؤمن ا ً
فجذبت بيده وأدخلته الجنة)()2
.3ما يروونه عن اإلمام الباقر ـ في ح ديث طوي ل ـ من ورود فاطم ة على
المحش ر ،إلى أن ق ال( :ف إذا ص ارت عن د ب اب الجن ة تلتفت ،فيق ول هللا :ي ا بنت
حبيبي ،ما التفاتك وق د أم رت ب ك إلى جن تي؟ ..فتق ول :ي ا ربّ ،أحببت أن يُع رف
قدري في مثل هذا اليوم ،فيق ول هللا :ي ا بنت حبي بي ،ارجعي ف انظري من ك ان في
ك ِأو ألحد من ذريّتك ،خذي بيده فأدخليه الجنة ..فإذا صار ش يعتها معه ا قلبه حبٌّ ل ِ
عند باب الجنة ،يلقي هللا في قلوبهم أن يلتفتوا ،فإذا التفتوا يق ول هللا :ي ا أحب ائي ،م ا
التفاتكم وقد ش فعت فيكم فاطم ة بنت حبي بي؟ ..فيقول ون :ي ارب ،أحببن ا أن يُع رف
قدرنا في مثل هذا الي وم ،فيق ول هللا :ي ا أحب ائي ،ارجع وا وانظ روا َمن أحبكم لحبّ
فاطمة ،انظروا َمن أطعمكم لحبّ فاطمة ،انظروا َمن كس اكم لحبّ فاطم ة ،انظ روا
َمن سقاكم شربةً في حبّ فاطمة ،انظروا َمن ر ّد عنكم غيبةً في حبّ فاطمة ،فخ ذوا
بيده وأدخلوه الجنة)()3
.4ما يروونه عن رسول هللا أنه قال( :ما من أهل بيت يدخل واح د منهم
الجنة إال دخلوا أجمعين الجنة ،قيل( :وكيف ذل ك؟) .ق ال( :يش فع فيهم فيُش فّع ح تى
)(1بحار األنوار ،40 / 8 :عن :العيون ص.219
)(2بحار األنوار ،51 / 8 :عن :العلل ص.71
)(3بحار األنوار ()65 /43
191
فيها)()1 يبقى الخادم ،فيقول( :يارب ،خويدمتي قد كانت تقيني الح ّر والقرّ ،فيُشفّع
إن لن ا ج ارا ينته ك المح ارم كلّه ا، .5ما يروونه عن اإلمام الباقر أنه سئلّ :
حتّى أنّه لي ترك الص الة فض ال عن غيره ا؟ فق ال( :س بحان هللا وأعظم ذل ك أ ال
ق ل ذكرنا ااّل
أخبركم بمن هو ش ّر منه أما إنّه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فير ّ
مسحت المالئكة ظهره وغفر له ذنوبه كلّها ااّل أن يجىء بذنب يخرجه من االيم ان،
وان الم ؤمن يش فع لج اره ومال ه حس نة إن الش فاعة لمقبول ة وم ا تقبّل فى ناص ب ّ ّ
ّ
يكف عنّى األذى فيشفع فيه فيقول هللا تبارك وتع الى :أن ا ّ فيقول :يا ربّ جارى كان
ربّك وأنا أحق من ك افى عن ك فيدخل ه الجنّة ومال ه من حس نة وإن أدنى المؤم نين
شفاعة ليشفّع لثالثين إنسانا فعند ذلك يقول؟ أهل النار﴿ :فَ َما لَنَ ا ِم ْن َش افِ ِعينَ ()100
يم﴾ [الشعراء)2()]101 ،100 : ق َح ِم ٍ َواَل َ
ص ِدي ٍ
.6ما يروونه عن اإلمام الباقر أنه قال( :إذا كان يوم القيام ة جم ع هللا الن اس
فى صعيد واحد ،من األوّلين واآلخرين ع راة حف اة فيوقف ون على طري ق المحش ر
حتّى يعرقوا عرقا شديدا :وتشت ّد أنفاسهم ،فيمكثون بذلك ما شاء هللا وذلك قوله﴿ :فَاَل
تَ ْس َم ُع إِاَّل هَ ْمسًا﴾ [طه ،]108 :ثم ينادي من اد من تلق اء الع رش :أين الن بي االمي؟..
فيقول الناس قد أسمعت كال فسم باسمه ،فينادي :أين نبي الرحمة محمد بن عبد هللا؟
فيقوم رسول هللا فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله مابين أيل ة
وصنعاء ،فيقف علي ه ثم ين ادي بص احبكم فيق وم أم ام الن اس فيق ف مع ه ،ثم ي ؤذن
للن اس فيم رون ،ف بين وارد يومئ ذ وبين مص روف ف إذا رأى رس ول هللا من
يصرف عن ه من محبين ا أه ل ال بيت بكى ،وق ال :ي ارب ش يعة علي ،ي ارب ش يعة
علي ،قال :فيبعث هللا إليه ملكا فيقول له :مايبكي ك يامحم د؟ ق ال :فيق ول :وكي ف ال
أبكي الناس من شيعة أخي علي بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار
ومنعوا من ورود حوضي؟ فيقول هللا ع ز وج ل ل ه :ي ا محم د إني ق د وهبتهم ل ك،
وصفحت لك عن ذنوبهم ،وألحقتهم بك وبمن كانوا يتول ون من ذريت ك وجعلتهم في
زمرتك ،وأوردتهم حوضك ،وقبلت شفاعتك فيهم ،وأكرمتك بذلك)()3
النموذج الثاني:
وهو حديث طويل يروى عن اإلم ام علي مرفوع ا إلى رس ول هللا ،وفي ه
الكث ير من األح داث المرتبط ة بالمحش ر ،وه و ممل وء بالتفاص يل ال تي ق د يص ح
بعضها ،ولكن هناك مبالغات في التفاصيل نرى أنه ا أق رب إلى أح اديث القص اص
والوعاظ المتأثرين بكعب األحبار وغيره منها بأحاديث رسول هللا .
ونص الحديث ما يروونه عن اإلمام علي أنه ق ال :دخ ل على رس ول هللا
ذات يوم على فاطمة وهي حزينة ،فقال لها :ما حزنك يا بنية؟ قالت :يا أبت ذك رت
المحشر ووقوف الناس ع راة ي وم القيام ة ،ق ال :ي ا بني ة إنّه لي و ٌم عظيم ،ولكن ق د
)(1بحار األنوار ،56/ 8 :عن :االختصاص.
)(2الكافى١٠١ /٨ :
)(3أمالى الطوسى٦٤ /١ :
192
ق عن ه األرض ي وم القيام ة أخبرني جبريل عن هللا ع ّز وج ّل أنّه قال :أوّل من تنش ّ
أن ا ،ث ّم أبي إب راهيم ،ث ّم بعل ك عل ّي بن أبي ط الب ،ث ّم يبعث هللا إلي ك جبري ل في
سبعين ألف ملك ،فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ،ث ّم يأتي ك إس رافيل بثالث
حُلل من نور فيقف عند رأسك فيناديك :يا فاطم ة ابن ة محمّد ق ومي إلى محش رك،
فتقومين آمنة روعتك مستورة عورتك ،فيناولك إس رافيل الحُل ل فتلبس ينها ،ويأتي ك
روفائيل بنجيبة من نور زمامه ا من لؤل ؤ رطب عليه ا محفّة من ذهب ،فتركبينه ا
ويقود روفائيل بزمامها وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوي ة التس بيح ،فإذاج ّد
بك السير استقبلتك سبعون أل ف ح وراء يستبش رون ب النظر إلي ك ،بي د ك ّل واح دة
ّ
وعليهن أكالي ل الج وهر منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار، ّ
مرصّع بالزبرجد األخضر ،فيس رن عن يمين ك ،ف إذا س رت مث ل ال ذي س رت من
قبرك إلى أن لقيتك استقبلتك مريم بنت عمران في مث ل من مع ك من الح ور فتس لّم
عليك وتسير هي ومن معها عن يس ارك ،ث ّم تس تقبلك اُمّك خديج ة بنت خويل د أوّل
ت من المؤمنات باهلل ورسوله ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير ،فإذا قرب ِ
الجمع استقبلتك حوّاء في سبعين ألف حوراء ومعه ا آس ية بنت م زاحم ،فتس ير هي
أن هللا يجم ع الخالئ ق في ص عيد واح د ومن معها معك ،فإذا توسّطت الجمع وذلك ّ
غض واّ فتس توي بهم األق دام ،ث ّم ين ادي من اد من تحت الع رش يس مع الخالئ ق:
أبصاركم حتّى تجوز فاطمة الص ّديقة بنت مح ّمد ومن معها.
فال ينظر إليك يومئ ذ إالّ إب راهيم خلي ل ال رحمن علي ه الس الم وعل ّي بن أبي
طالب ،ويطلب آدم حوّاء فيراها م ع اُمّك خديج ة أمام ك ،ث ّم ينص ب ل ك من بر من
النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف المالئكة بأيديهم ألوية الن ور،
وتصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يس اره ،وأق رب النس اء من ك (مع ك) ّ
عن يسارك ح ّواء وآسية بنت مزاحم ،فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبريل عليه
السالم فيقول لك :يا فاطمة سلي حاجت ك ،فتق ولين :ي ا ربّ أرني الحس ن والحس ين
فيأتيان ك وأوداج الحس ين تش خب دم ا ً وه و يق ول :ي ا ربّ ُخ ذ لي الي وم حقّي م ّمن
ظلمني ،فيغضب عند ذلك الجليل وتغضب لغضبه جهنّم والمالئكة أجمعون ،ف تزفُر
جهنّم عند ذلك زفرةً ،ث ّم يخرج فوج من النار ويلتقط قتل ة الحس ين وأبن اءهم وأبن اء
أبناءهم ،ويقولون :ياربّ إنّا لم نحض ر الحس ين ،فيق ول هللا لزباني ة جهنّم :خ ذوهم
بسيماهم بزرقة األعين وسواد الوجوه ،خذوا بنواصيهم ف ألقوهم في ال درك األس فل
من النار ،ف إنّهم ك انوا أش ّد على أولي اء الحس ين من آب ائهم ال ذين ح اربوا الحس ين
فقتلوه فيسمع شهيقهم في جهنم.
ث ّم يقول جبريل عليه السالم :يا فاطمة سلي حاجتك ،فتقولين :يا ربّ شيعتي،
فيقول هللا ع ّز وجلّ :ق د غف رت لهم ،فتق ولين :ي ا ربّ ش يعة ول دي ،فيق ول هللا :ق د
غفرت لهم ،فتقولين :يا ربّ شيعة شيعتي ،فيقول هللا :انطلقي فمن اعتص م ب ك فه و
معك في الجنّة ،فعند ذلك يو ّد الخالئق أنّهم كانوا فاطميّين ،فتسيرين ومع ك ش يعتك
193
وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم ،قد ذهبت عنهم
الشدائد وسهّلت لهم الم وارد ،يخ اف الن اس وهم ال يخ افون ،ويظم أ الن اس وهم ال
يظمأون.
ً ّ ّ
ت باب الجنّة تلقتك اثنت ا عش ر أل ف ح وراء لم يتلقين أح دا قبل ك وال فإذا بلغ ِ
يتلقّين أحداً بعدك ،بأيديهم ِحراب من نور على نجائب من نور ،رحائلها من ال ذهب
األص فر والي اقوت ،أز ّمته ا من لؤل ؤ رطب ،على ك ّل نجيب نمرق ة من س ندس
منضود ،فإذا دخلت الجنّة تباشر بك أهلها ،ووض ع لش يعتك موائ د من ج وهر على
أعم دة من ن ور ،في أكلون منه ا والن اس في الحس اب ،وهم فيم ا اش تهت أنفس هم
خالدون ،وإذا استق ّر أولياء هللا في الجنّة ،زارك آدم ومن دون ه من الن بيّينّ ،
وإن في
بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء ،فيه ا قص ور
ودور في ك ّل واح دة س بعون أل ف دار ،البيض اء من ازل لن ا ولش يعتنا ،والص فراء
منازل البراهيم وآل إبراهيم (عليهم السالم)
قالت :يا أبة فما كنت اُحبّ أن أرى يوم ك وال أبقى بع دك ،ق ال :ي ا بنيّة لق د
أخبرني جبريل عن هللا ع ّز وج ّل أنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي ،فالويل كلّه لمن
ظلمك والفوز العظيم لمن نصرك)()1
ثالثا ـ األحاديث المردودة الرتباطها بالتشبيه والتجسيم:
وهي األحاديث التي تربط أحداث المعاد ،سواء في الموقف والمحشر ،أو في
دار الجزاء ،بما يوهم التشبيه والتجسيم ،وهذه بعض النماذج عنها:
النموذج األول:
ما ورد في حديث طويل يفصل أحداث الي وم اآلخ ر بطريق ة بعي دة ج دا عن
المنهج القرآني ،وما ورد في األحاديث القطعية()2؛ فمن المشاهد الواردة فيه ،والتي
تخالف التصوير القرآني ألحداث اليوم اآلخر هذا المشهد( :ثم تقفون موقف ا واح دا،
مقدار سبعين عاما ال ينظر إليكم ،وال يقضى بينكم ،فتبكون حتى تنقطع ال دموع ،ثم
تدمعون دماء وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم ،أو يبلغ األذقان ،فتض جون،
وتقولون :من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا؟ فيقولون :من أح ق ب ذلك من أبيكم آدم
خلق ه هللا بي ده ونفخ في ه من روح ه ،وكلم ه قبال ،في أتون آدم ،فيطلب ون إلي ه ذل ك،
فيأبى ،فيقول :ما أنا صاحب ذلك ،ثم يسعون لألنبياء نبيا نبيا ،كلم ا ج اءوا نبي ا أبى
عليهم.قال رسول هللا :حتى تأتوني ،ف أنطلق ،ح تى آتي الفحص ،ف أخر س اجدا.
قال أبو هريرة :يا رسول هللا :ما الفحص قال :موض ع ق دام الع رش ح تى يبعث هللا
إلي ملكا ،فيأخذ بعضدي ،فيرفعني ،فيقول لي :يا محم د ،ف أقول :نعم لبي ك ي ا رب،
فيقول ما شأنك؟ -وهو أعلم -فأقول :يا رب وعدتني الش فاعة ،فش فعني في خلق ك،
)(1تفسير فرات 444 /ح ،587بحار األنوار.225 /43 ،
)(2انظر :النهاية في الفتن والمالحم البن كثير ،)270 /1 ( :وقد ذكر ابن كثير أنه رواه جماعات من األئمة في
كتبهم ،كابن جرير في تفسيره ،والطبراني في المطوالت ،والحافظ ال بيهقي في كتاب ه البعث والنش ور ،والحاف ظ أبي
موسى المديني في المطوالت أيضا من طرق متعددة عن إسماعيل ابن رافع قاص أهل المدينة.
194
بينكم)()1 فاقض بينهم ،فيقول شفعتك ،أنا آتيكم ،فأقضي
فهذا المشهد التجسيمي ،والذي يجعل الخلق جميعا مؤمنهم وكافرهم يس توون
في ذل ك الموق ف والت ألم في ه لم دة س بعين س نة يتن افى م ع م ا ورد في النص وص
المقدسة من اختالف مواقف الناس في القيامة.
ومن المشاهد التجسيمية الواردة في الحديث ،والتي يتعل ق به ا المجس مة م ع
تنافيها التام مع ما ورد في القرآن الكريم من تنزيه هللا ،هذا المشهد الذي يرفعه أب و
هريرة إلى رسول هللا ،والذي يقول فيه( :ف أرجع ف أقف م ع الن اس ،فبينم ا نحن
وقوف ،إذا س معنا حس ا من الس ماء ش ديدا ،في نزل أه ل الس ماء ال دنيا مث ل من في
األرض من الجن واإلنس ،ح تى إذا دن وا من األرض ،أش رقت األرض بن ورهم،
وأخذوا مصافهم ،وقلنا لهم :أفيكم ربنا؟ قالوا :ال وهو آت ،ثم ينزلون على قدر ذل ك
من التض عيف ح تى ي نزل الجب ار تب ارك وتع الى في ظل ل من الغم ام والمالئك ة،
ويحمل عرشه يومئذ ثمانية ،وهم اليوم أربعة ،أقدامهم على تخ وم األرض الس فلى،
واألرض والسموات إلى حجرهم والع رش على من اكبهم ،لهم زج ل من تس بيحهم،
يقولون :سبحان ذي العزة والجبروت ،سبحان ذي المل ك والملك وت ،س بحان الحي
الذي ال يموت ،سبحان الذي يميت الخالئق وال يموت ،فيضع هللا كرسيه حيث ش اء
من أرضه ،ثم يهتف بصوته ،فيقول :يا معشر الجن واإلنس ،إني قد أنصت لكم من
يوم خلقتكم إلى يومكم هذا ،أس مع ق ولكم ،وأرى أعم الكم ،فأنص توا إلي ،فإنم ا هي
أعمالكم ،وصحفكم ،تقرأ عليكم ،فمن وجد خيرا فليحمد هللا ،ومن وجد غير ذلك فال
يلومن إال نفسه) ()2
فه ذا المش هد يص ور هللا تع الى راكب ا في الغم ام ،ثم يجلس على الكرس ي،
وعلى األرض ،ثم يخاطب عباده بحرف وص وت ..وهي جميع ا مش اهد يغ رم به ا
المجسمة ،ألنهم ال يستطيعون أن يؤمنوا بإله ليس كمثله شيء.
النموذج الثاني
ما روي من األحاديث في رؤية المؤمنين لربهم في الجنة رؤية حس ية ،ومن
أمثلتها ما روي عن سعيد بن المسيب ق ال :لقيت أب ا هري رة فق ال لي :أس أل هللا أن
يجمع بيننا في سوق الجنة ،فقلت أفيها سوق؟ ق ال :نعم ،أخ برني رس ول هللا أن
أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم ،ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمع ة
من أي ام ال دنيا ف يزورون ربهم ،وي برز لهم عرش ه ،ويتب دى لهم في روض ة من
رياض الجنة ،فيوض ع لهم من ابر من ن ور ،ومن ابر من لؤل ؤ ،ومن ابر من ي اقوت،
ومنابر من زبرجد ،ومنابر من ذهب ،ومنابر من فضة ،يجلس أدناهم وما فيهم دني
على كثبان المسك ،وما يرون أن أص حاب الكراس ي أفض ل منهم مجلس ا ،قلت :ي ا
رسول هللا! هل نرى ربنا؟ قال :نعم ،هل تتمارون في رؤي ة الش مس أو القم ر ليل ة
)(1الترمذي ()2549
196
هذا الكتاب
يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول
اإليمان بالمعاد ،وهو من األركان األساسية الكبرى للدين ،والذي ال يرتبط بالحقائق
العقدية فقط ،وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية.
وقد رأينا من خالل ما ورد في القرآن الك ريم من اآلي ات المرتبط ة بالمع اد،
أنها تحوي ـ بسبب مزجها بين المعارف العقدية والقيم الس لوكية ـ قيم تين كب يرتين
اعتبرنا كل واحدة منهما ضابطا من الضوابط الكبرى لألحاديث المقبولة:
أوالهما :أن المعاد مرتبط بالدرجة األولى بالعدالة اإللهية ،ولذلك ينتص ر هللا
تعالى فيه للمظلومين على الظالمين ،وينال ك ل عام ل ج زاء عمل ه ،حس نا ك ان أو
قبيحا ،ولهذا ُوضعت الموازين والصراط ،وفُرق بين جزاء المؤمنين وغ يرهم ،ب ل
على أساس ذل ك ك انت الجن ة درج ات تتف اوت بحس ب أعم ال الص الحين ،والن ار
دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين.
ثانيهما :أن المعاد مرتبط بالرحم ة اإللهي ة ،ول ذلك ك ان المع اد ـ ابت داء من
الموت ـ هو المحل الذي يسعد فيه المؤمن ون ،ويلق ون من عظيم العناي ة اإللهي ة م ا
يملؤهم محبة له.
وبناء على هذا؛ فقد قبلنا كل األحاديث التي تص ور بعض مظ اهر رحم ة هللا
تعالى بعباده الصالحين إما حال الموت ،أو عند البرزخ ،أو عند النشر والحش ر ،أو
عند الجزاء ،لما لتلك األح اديث من ت أثير ترب وي كب ير؛ فهي ت رغب في األعم ال
الصالحة ،مثلما ترهب العدالة اإللهية من االنحرافات ،وما تعلق بها.
197