Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 200

‫هذا الكتاب‬

‫يحاول هذا الكتاب جمع م ا ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم‬
‫حول اإليمان بالمعاد‪ ،‬وه و من األرك ان األساس ية الك برى لل دين‪ ،‬وال ذي ال‬
‫يرتبط بالحقائق العقدية فقط‪ ،‬وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية‪.‬‬
‫وق د رأين ا من خالل م ا ورد في الق رآن الك ريم من اآلي ات المرتبط ة‬
‫بالمعاد‪ ،‬أنها تحوي ـ بس بب مزجه ا بين المع ارف العقدي ة والقيم الس لوكية ـ‬
‫قيم تين كب يرتين اعتبرن ا ك ل واح دة منهم ا ض ابطا من الض وابط الك برى‬
‫لألحاديث المقبولة‪:‬‬
‫أوالهما‪ :‬أن المع اد مرتب ط بالدرج ة األولى بالعدال ة اإللهي ة‪ ،‬ول ذلك‬
‫ينتصر هللا تعالى فيه للمظلومين على الظالمين‪ ،‬وينال كل عامل جزاء عمل ه‪،‬‬
‫حسنا كان أو قبيح ا‪ ،‬وله ذا ُوض عت الم وازين والص راط‪ ،‬وفُ رق بين ج زاء‬
‫المؤمنين وغيرهم‪ ،‬بل على أساس ذلك كانت الجن ة درج ات تتف اوت بحس ب‬
‫أعمال الصالحين‪ ،‬والنار دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أن المعاد مرتبط بالرحمة اإللهية‪ ،‬ولذلك ك ان المع اد ـ ابت داء‬
‫من الموت ـ هو المحل الذي يس عد في ه المؤمن ون‪ ،‬ويلق ون من عظيم العناي ة‬
‫اإللهية ما يملؤهم محبة له‪.‬‬
‫وبن اء على ه ذا؛ فق د قبلن ا ك ل األح اديث ال تي تص ور بعض مظ اهر‬
‫رحمة هللا تعالى بعباده الصالحين إما ح ال الم وت‪ ،‬أو عن د ال برزخ‪ ،‬أو عن د‬
‫النشر والحشر‪ ،‬أو عند الجزاء‪ ،‬لم ا لتل ك األح اديث من ت أثير ترب وي كب ير؛‬
‫فهي ت رغب في األعم ال الص الحة‪ ،‬مثلم ا ت رهب العدال ة اإللهي ة من‬
‫االنحرافات‪ ،‬وما تعلق بها‪.‬‬
‫سنة بال مذاهب‬

‫(‪)6‬‬

‫المعاد‪ ..‬والرحمة والعدالة‬


‫الأحاديث الواردة حول المعاد وموازينه وقيمه‬

‫د‪ .‬نور الدين أبو لحية‬


‫‪www.aboulahia.com‬‬

‫الطبعة الأولى‬

‫‪ 1441‬ـ ‪2020‬‬

‫دار الأنوار للنشر والتوزيعـ‬



‫فهرس المحتويات‬
‫‪7‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪12‬‬ ‫الفصل األول‬
‫‪12‬‬ ‫ما ورد حول الموت والبرزخ‬
‫‪12‬‬ ‫أوال ـ ما ورد حول الموت وأحوال الموتى‪:‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد من المواعظ المرتبطة بالموت‪:‬‬
‫‪15‬‬ ‫أ ـ المواعظ النبوية المرتبطة بالموت‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫ب ـ مواعظ أئمة الهدى المرتبطة بالموت‪:‬‬
‫‪18‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪31‬‬ ‫ما ورد عن اإلمامين الحسنين‪:‬‬
‫‪32‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام السجاد‪:‬‬
‫‪33‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪34‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫‪ 2‬ـ ما ورد حول صفة الموت وأصناف الموتى‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫أ ـ األحاديث النبوية حول صفة الموت وأصناف الموتى‪:‬‬
‫‪35‬‬ ‫ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫ب ـ أحاديث أئمة الهدى حول أصناف الموتى‪:‬‬
‫‪45‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪48‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪51‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪60‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الرضا‪:‬‬
‫‪62‬‬ ‫ما ورد عن سائر األئمة‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫‪ .3‬ما ورد عن كيفية التعامل مع الموتى‪:‬‬
‫‪65‬‬ ‫أ ـ األحاديث النبوية حول كيفية التعامل مع الموتى‪:‬‬
‫‪75‬‬ ‫ب ـ أحاديث أئمة الهدى حول كيفية التعامل مع الموتى‪:‬‬
‫‪80‬‬ ‫ثانيا ـ ما ورد حول البرزخ وأحوال أهله‪:‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول البرزخ وأحوال أهله‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪100‬‬ ‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪105‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول البرزخ وأحوال أهله‪:‬‬
‫‪105‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪110‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام السجاد‪:‬‬
‫‪114‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪116‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪128‬‬ ‫الفصل الثاني‬
‫‪128‬‬ ‫ما ورد حول المعاد والمحكمة اإللهية‬
‫‪128‬‬ ‫أوال ـ ما ورد حول النشر والحشر‪:‬‬
‫‪132‬‬ ‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول النشر والحشر‪:‬‬
‫‪139‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول النشر والحشر‪:‬‬
‫‪140‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪149‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪150‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪152‬‬ ‫ثانيا ـ ما ورد حول العدالة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫‪158‬‬ ‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول العدالة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫‪158‬‬ ‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪177‬‬ ‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪183‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول العدالة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫‪183‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪187‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪191‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪197‬‬ ‫ثالثا ـ ما ورد حول الرحمة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫‪198‬‬ ‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول الرحمة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫‪199‬‬ ‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪211‬‬ ‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪213‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول الرحمة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫‪213‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪214‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪215‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪222‬‬ ‫ما ورد عن سائر األئمة‪:‬‬
‫‪223‬‬ ‫الفصل الثالث‬
‫‪223‬‬ ‫ما ورد حول دار الجزاء‬
‫‪224‬‬ ‫أوال ـ ما ورد حول جزاء المحسنين‪:‬‬
‫‪225‬‬ ‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول جزاء المحسنين‪:‬‬
‫‪225‬‬ ‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪245‬‬ ‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪253‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول جزاء المحسنين‪:‬‬
‫‪253‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪254‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪258‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪262‬‬ ‫ثانيا ـ ما ورد حول جزاء المسيئين‪:‬‬
‫‪263‬‬ ‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول جزاء المسيئين‪:‬‬
‫‪263‬‬ ‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪281‬‬ ‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪286‬‬ ‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول جزاء المسيئين‪:‬‬
‫‪286‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫‪289‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫‪293‬‬ ‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪296‬‬ ‫ما ورد عن سائر األئمة‪:‬‬
‫‪299‬‬ ‫الفصل الرابع‬
‫‪299‬‬ ‫األحاديث المردودة حول المعاد‬
‫‪299‬‬ ‫أوال ـ األحاديث المردودة المتعارضة مع الرحمة‪:‬‬
‫‪299‬‬ ‫النموذج األول‪:‬‬
‫‪303‬‬ ‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫‪305‬‬ ‫النموذج الثالث‪:‬‬
‫‪307‬‬ ‫ثانيا ـ األحاديث المردودة المتعارضة مع العدالة‪:‬‬
‫‪307‬‬ ‫‪ .1‬ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫‪307‬‬ ‫النموذج األول‪:‬‬
‫‪311‬‬ ‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫‪317‬‬ ‫النموذج الثالث‪:‬‬
‫‪319‬‬ ‫النموذج الرابع‪:‬‬
‫‪320‬‬ ‫‪ .2‬ما ورد في المصادر الشيعة‪:‬‬
‫‪320‬‬ ‫النموذج األول‪:‬‬
‫‪323‬‬ ‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫‪326‬‬ ‫ثالثا ـ األحاديث المردودة الرتباطها بالتشبيه والتجسيم‪:‬‬
‫‪326‬‬ ‫النموذج األول‪:‬‬
‫‪328‬‬ ‫النموذج الثاني‬
‫‪330‬‬ ‫هذا الكتاب‬

‫‪4‬‬
‫المقدمة‬
‫يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول‬
‫اإليمان بالمعاد‪ ،‬وهو من األركان األساسية الكبرى للدين‪ ،‬والذي ال يرتبط بالحقائق‬
‫العقدية فقط‪ ،‬وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية‪.‬‬
‫وقد رأينا من خالل ما ورد في القرآن الك ريم من اآلي ات المرتبط ة بالمع اد‪،‬‬
‫أنها تحوي ـ بسبب مزجها بين المعارف العقدية والقيم الس لوكية ـ قيم تين كب يرتين‬
‫اعتبرنا كل واحدة منهما ضابطا من الضوابط الكبرى لألحاديث المقبولة‪:‬‬
‫أوالهما‪ :‬أن المعاد مرتبط بالدرجة األولى بالعدالة اإللهية‪ ،‬ولذلك ينتص ر هللا‬
‫تعالى فيه للمظلومين على الظالمين‪ ،‬وينال ك ل عام ل ج زاء عمل ه‪ ،‬حس نا ك ان أو‬
‫قبيحا‪ ،‬ولهذا ُوضعت الموازين والصراط‪ ،‬وفُرق بين جزاء المؤمنين وغ يرهم‪ ،‬ب ل‬
‫على أساس ذل ك ك انت الجن ة درج ات تتف اوت بحس ب أعم ال الص الحين‪ ،‬والن ار‬
‫دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين‪.‬‬
‫ولهذه القيم ة دور كب ير في ال ترهيب من ع ذاب هللا ال ذي ي نزل ب المنحرفين‬
‫والمحرفين‪ ،‬ولهذا فقد جعلنا من الضوابط األساسية لألحاديث التي نرى قبولها عدم‬
‫تعارضها مع تلك الزواجر التي وردت في القرآن الكريم‪ ،‬والتي تحذر من التقصير‬
‫والتفريط في العمل الص الح‪ ،‬وتس اوي بين األمم جميع ا في ذل ك‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪:‬‬
‫ب َمن يَ ْع َملْ سُو ًءا يُجْ زَ بِ ِه َوالَ يَ ِج ْد لَهُ ِمن دُو ِن هّللا ِ‬ ‫ْس بِأ َ َمانِيِّ ُك ْم َوال أَ َمانِ ِّي أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫﴿لَّي َ‬
‫صيرًا﴾ [النساء‪]123:‬‬ ‫َولِيًّا َوالَ نَ ِ‬
‫وهكذا اآليات القرآنية الكثيرة التي تبين أن العدالة والرحمة اإللهية متناسقتان‬
‫متكاملت ان‪ ،‬ال يع ارض أح دهما اآلخ ر‪ ،‬على خالف م ا ت وهم ب ه تل ك األح اديث‬
‫المردودة‪ ،‬والتي تصور أن الرحمة تقضي على العدال ة‪ ،‬ب ل تقض ي على ك ل القيم‬
‫التي جاءت النصوص المقدسة لتقريرها‪ ،‬وتثبيتها‪ ،‬وتربية المؤمن عليها‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك م ا ورد في ه ذا المش هد الق رآني من مش اهد القيام ة‪،‬‬
‫ين (‬ ‫اب ْاليَ ِم ِ‬
‫ت َر ِهينَةٌ (‪ )38‬إِاَّل أَصْ َح َ‬ ‫والذي عبر عنه قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬كلُّ نَ ْف ٍ‬
‫س بِ َما َك َسبَ ْ‬
‫ت يَتَ َسا َءلُونَ (‪َ )40‬ع ِن ْال ُمجْ ِر ِمينَ (‪َ )41‬ما َسلَ َك ُك ْم فِي َسقَ َر (‪ )42‬قَ الُوا‬ ‫‪ )39‬فِي َجنَّا ٍ‬
‫ض ينَ‬‫ط ِع ُم ْال ِم ْس ِكينَ (‪َ )44‬و ُكنَّا نَ ُخوضُ َم َع ْالخَائِ ِ‬ ‫ك نُ ْ‬ ‫صلِّينَ (‪َ )43‬ولَ ْم نَ ُ‬ ‫ك ِمنَ ْال ُم َ‬ ‫لَ ْم نَ ُ‬
‫(‪َ )45‬و ُكنَّا نُ َك ِّذبُ بِيَ وْ ِم ال دِّي ِن (‪َ )46‬حتَّى أَتَانَ ا ْاليَقِينُ (‪ )47‬فَ َم ا تَ ْنفَ ُعهُ ْم َش فَا َعةُ‬
‫ال َّشافِ ِعينَ (‪[ ﴾)48‬المدثر‪]48 - 38 :‬‬
‫فاآليات الكريمة أخ برت أن ال ذين ال يص لون‪ ..‬أي ليس لهم تواص ل روحي‬
‫باهلل‪ ..‬وال ذين ال يطعم ون المس كين‪ ..‬أي ليس لهم أي تواص ل ورحم ة ب المجتمع‪..‬‬
‫هؤالء وغيرهم ال تنفعهم شفاعة الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة لهم‪.‬‬
‫وهكذا نرى القرآن الكريم يح ذرنا من ذل ك الي وم الخط ير ال ذي ال تنف ع في ه‬
‫﴿واتَّقُ ْ‬
‫وا يَوْ م ا ً الَّ‬ ‫أمثال تلك الشفاعات التي تذكرها تلك الرواي ات‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪َ :‬‬
‫س َشيْئا ً َوالَ يُ ْقبَ ُل ِم ْنهَا َشفَا َعةٌ َوالَ ي ُْؤخَ ُذ ِم ْنهَا َع ْدلٌ﴾ (البقرة‪،)48 :‬‬ ‫تَجْ ِزي نَ ْفسٌ عَن نَّ ْف ٍ‬
‫‪5‬‬
‫يع يُطَاعُ﴾ (غافر‪)18 :‬‬ ‫وقال‪َ ﴿ :‬ما لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن َح ِم ٍيم َواَل َشفِ ٍ‬
‫وهكذا نج د الق رآن الك ريم يص رح بغض ب هللا ولعنت ه وعقاب ه الش ديد على‬
‫ذنوب كثيرة نراها هينة سهلة عند أولئك الذين ضربوا الق رآن بالح ديث‪ ..‬وض ربوا‬
‫الدين وقيمه بما شرعوه ألنفسهم من شرائع الهوى‪.‬‬
‫ُ‬
‫﴿و ْي ٌل لِ ُكلِّ هُ َم َز ٍة ل َم زَ ٍة (‪)1‬‬‫فاهلل تعالى أخبر عن الهمز واللمز وعقوبته‪ ،‬فقال‪َ :‬‬
‫الَّ ِذي َج َم َع َمااًل َو َع َّد َدهُ (‪ )2‬يَحْ َس بُ أَ َّن َمالَ هُ أَ ْخلَ َدهُ (‪َ )3‬كاَّل لَيُ ْنبَ َذ َّن فِي ال ُحطَ َم ِة (‪)4‬‬
‫ْ‬
‫ك َم ا ْال ُحطَ َم ةُ (‪ )5‬نَ ا ُر هللا ْال ُموقَ َدةُ (‪ )6‬الَّتِي تَطَّلِ ُع َعلَى اأْل َ ْفئِ َد ِة (‪ )7‬إِنَّهَ ا‬ ‫َو َم ا أَ ْد َرا َ‬
‫ص َدةٌ (‪ )8‬فِي َع َم ٍد ُم َم َّد َد ٍة (‪[ ﴾)9‬الهمزة‪]9 - 1 :‬‬ ‫َعلَ ْي ِه ْم ُم ْؤ َ‬
‫﴿و َم ْن يَ ْقتُ لْ‬‫وأخ بر عن عقوب ة القت ل العم د‪ ،‬وأنه ا الخل ود في جهنم‪ ،‬فق ال‪َ :‬‬
‫َظي ًما‬‫ب هللا َعلَ ْي ِه َولَ َعنَهُ َوأَ َع َّد لَهُ َع َذابًا ع ِ‬ ‫ُم ْؤ ِمنًا ُمتَ َع ِّمدًا فَ َجزَا ُؤهُ َجهَنَّ ُم خَالِدًا فِيهَا َوغ ِ‬
‫َض َ‬
‫(‪[ ﴾)93‬النساء‪]93 :‬‬
‫وهك ذا ل و تأملن ا الق رآن جميع ا‪ ..‬ب ل مع ه الكث ير من الس نة‪ ،‬لوج دنا فيهم ا‬
‫نصوصا كثيرة تملؤنا بالمهابة ومن خشية هللا ومن الخوف من تعدي حدود هللا‪ ،‬كما‬
‫اس لَ َعلَّهُ ْم يَتَّقُ ونَ ﴾‬
‫ك ُح دُو ُد هللا فَاَل تَ ْق َربُوهَ ا َك َذلِكَ يُبَيِّنُ هللا آيَاتِ ِه لِلنَّ ِ‬ ‫ق ال تع الى‪﴿ :‬تِ ْل َ‬
‫[البقرة‪]187 :‬‬
‫ت بِ ْدعًا ِمنَ الرُّ س ُِل َو َم ا‬ ‫وقد أورد المفسرون في تفسير قوله تعالى‪﴿ :‬قُلْ َما ُك ْن ُ‬
‫ين﴾‬‫ي َو َم ا أَنَ ا إِاَّل نَ ِذي ٌر ُمبِ ٌ‬ ‫وحى إِلَ َّ‬ ‫أَ ْد ِري َم ا يُ ْف َع ُل بِي َواَل بِ ُك ْم إِ ْن أَتَّبِ ُع إِاَّل َم ا يُ َ‬
‫[األحق اف‪ ]9 :‬عن أم العالء ق الت‪ :‬ط ار لن ا عثم ان بن مظع ون في الس كنى حين‬
‫اقترعت االنصار على سكنى المهاجرين‪ .‬فاشتكى فمرضناه حتى ت وفي‪ ،‬ثم جعلن اه‬
‫في أثوابه‪ ،‬فدخل علينا رسول هللا ‪ ،‬فقلت‪ :‬رحمة هللا عليك أبا الس ائب‪ ،‬فش هادتي‬
‫عليك لقد أكرمك هللا‪ ،‬قال‪ :‬وما يدريك؟ قلت‪ :‬ال أدري وهللا‪ ،‬قال‪ :‬أم ا ه و فق د ج اءه‬
‫اليقين‪ ،‬إني ألرجو له الخ ير من هللا‪ ،‬وهللا م ا أدري وأن ا رس ول هللا مايفع ل بي وال‬
‫بكم‪ .‬قالت أم العالء‪ :‬فوهللا ال أزكي احدا بعده(‪.)1‬‬
‫وقد ورد في الحديث تصوير لبعض مشاهد العدل في أداء الحقوق لمستحقيها ي وم‬
‫القيامة‪ ،‬وذلك حين سأل رس ول هللا ‪ ‬الص حابة‪ ،‬فق ال‪(:‬أت درون من المفلس؟)‪ ،‬فق الوا‪:‬‬
‫(المفلس فين ا من ال درهم ل ه وال مت اع)‪ ،‬فق ال ‪(:‬إن المفلس من أم تي من ي أتي ي وم‬
‫القيامة بصالة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل م ال ه ذا وس فك دم ه ذا‬
‫وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما‬
‫عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)(‪)2‬‬
‫فعدالة هللا المطلقة تقتضي أن ال يضيع أي حق من الحقوق مهما كان‪ ،‬ول ذلك ق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬من كانت عنده مظلمة ألخيه فليتحلله منها‪ ،‬فإن ه ليس ث َّم دين ار‬
‫وال درهم من قبل أن يؤخذ ألخيه من حسناته‪ ،‬فإن لم يكن له حسنات أخذ من‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد ‪ 6/436‬وفي ‪ 6/436‬والبخاري‪ 2/91 :‬وفي ‪ 3/238‬و‪.9/44‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم رقم (‪ ،)2581‬والترمذي رقم (‪)2420‬‬
‫‪6‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫سيئات أخيه فطرحت عليه)‬
‫ب ل إن النص وص أخ برت بعدال ة هللا الش املة للحيوان ات ح تى يقتص للش اة‬
‫الجم اء من الش اة القرن اء (‪ ،)2‬وفي الح ديث القدس ي عن الجن ة‪ ،‬يق ول هّللا تع الى‪:‬‬
‫(وعزتي وجاللي ال يجاوزني اليوم ظلم ظالم)(‪ ،)3‬وهو ما ينص عليه قوله تع الى‪﴿:‬‬
‫اب َم ْن َح َم َل ظُ ْلماً﴾ (طـه‪)111 :‬‬ ‫َوقَ ْد َخ َ‬
‫هذه هي األحاديث التي تتوافق مع القرآن‪ ،‬ومع العقول‪ ،‬ومع الفطرة ومع قيم‬
‫العدالة اإللهية التي تزن مثاقيل الذر‪ ..‬وهي التي ال يص ح أن ي روى غيره ا معه ا‪،‬‬
‫ألن مثل ذلك مثل تلك المرأة التي ذكرها الق رآن الك ريم‪ ،‬فق ال‪َ ﴿ :‬والَ تَ ُكونُ ْ‬
‫وا َك الَّتِي‬
‫ت غ َْزلَهَا ِمن بَ ْع ِد قُ َّو ٍة أَن َكاثًا تَتَّ ِخ ُذونَ أَ ْي َمانَ ُك ْم َدخَ الً بَ ْينَ ُك ْم أَن تَ ُك ونَ أُ َّمةٌ ِه َي أَرْ بَى‬‫ض ْ‬ ‫نَقَ َ‬
‫ِم ْن أُ َّم ٍة إِنَّ َما يَ ْبلُو ُك ُم هّللا ُ بِ ِه َولَيُبَيِّن ََّن لَ ُك ْم يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َما ُكنتُ ْم فِي ِه ت َْختَلِفُون﴾ [النحل‪]92:‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أن المعاد مرتبط بالرحم ة اإللهي ة‪ ،‬ول ذلك ك ان المع اد ـ ابت داء من‬
‫الموت ـ هو المحل الذي يسعد فيه المؤمن ون‪ ،‬ويلق ون من عظيم العناي ة اإللهي ة م ا‬
‫يملؤهم محبة له‪.‬‬
‫وبناء على هذا؛ فقد قبلنا كل األحاديث التي تص ور بعض مظ اهر رحم ة هللا‬
‫تعالى بعباده الصالحين إما حال الموت‪ ،‬أو عند البرزخ‪ ،‬أو عند النشر والحش ر‪ ،‬أو‬
‫عند الجزاء‪ ،‬لما لتلك األح اديث من ت أثير ترب وي كب ير؛ فهي ت رغب في األعم ال‬
‫الصالحة‪ ،‬مثلما ترهب العدالة اإللهية من االنحرافات‪ ،‬وما تعلق بها‪.‬‬
‫وقد قسمنا الكتاب بحسب مراحل المعاد إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األولى‪ :‬مرحلة الموت والبرزخ‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬مرحلة المعاد والمحكمة اإللهية‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬مرحلة الجزاء اإللهي‪.‬‬
‫وقد خصصنا كل مرحلة من المراح ل بفص ل خ اص به ا‪ ،‬يجم ع األح اديث‬
‫الواردة فيها من المصادر السنية والشيعية‪ ،‬سواء ما روي عن رسول هللا ‪ ‬أو م ا‬
‫روي عن أئمة الهدى‪ ،‬والذي نرى أنه من رواياتهم عن رسول هللا ‪ ،‬كم ا أش رنا‬
‫إلى ذلك في األجزاء السابقة‪.‬‬
‫وقد ختمنا الكتاب بفصل خ اص بنم اذج عن األح اديث الم ردودة ال تي ن رى‬
‫تعارضها مع القرآن الكريم‪ ،‬مع بيان سبب ردها‪.‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري (‪)6534‬‬


‫‪ )(2‬نص الحديث‪(:‬لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة ح تى يق اد للش اة الجم اء من الش اة القرن اء تنطحه ا) ابن‬
‫جرير في تفسيره (‪)18 - 17 / 30‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني في المعجم الكبير ‪.2/95‬‬
‫‪7‬‬
‫الفصل األول‬
‫ما ورد حول الموت والبرزخ‬
‫نحاول في هذا الفصل جمع ما نراه مقب وال من األح اديث المتعلق ة بالمرحل ة‬
‫األولى من مراحل المعاد‪ ،‬وهي الم وت وال برزخ‪ ،‬وكالهم ا مم ا ورد ذكرهم ا في‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وذكر ما يرتبط بهما من أح وال مختلف ة‪ ،‬ول ذلك ف إن ك ل األح اديث‬
‫المتوافقة مع ما ذكره القرآن الكريم عنهما ال يمكن رفضها‪ ،‬حتى لو ض عف س ندها‬
‫عن د المح دثين‪ ،‬بن اء على أن ه ال يرتب ط به ا أي أم ور عملي ة‪ ،‬وإنم ا هي أح اديث‬
‫للتذكرة والموعظة‪.‬‬
‫وقد قسمنا هذا الفصل ـ بحسب عنوانه ـ إلى قسمين‪:‬‬
‫أولهما‪ :‬يتعلق بالموت‪ ،‬وأحواله‪ ،‬وكيفية التعام ل م ع الم وتى‪ ،‬ونحوه ا مم ا‬
‫ورد في األحاديث‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬يتعلق بالبرزخ‪ ،‬وأحواله‪ ،‬وعالقة الموتى باألحي اء‪ ،‬وم ا ينفعهم من‬
‫األعمال‪ ،‬وغير ذلك مما وردت به النصوص المقدسة‪.‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول الموت وأحوال الموتى‪:‬‬
‫وقد ذكر القرآن الكريم الكثير من الحقائق الغيبية المرتبطة ب ه‪ ،‬وال تي أي دتها‬
‫األحاديث الكثيرة‪ ،‬ومن تلك المعارف‪:‬‬
‫‪ .1‬أن الموت‪ ،‬وإن كانت صورته الظاهرة واحدة لدى البش ر جميع ا إال أنه ا‬
‫تختلف من حيث حقيقتها بحس ب األعم ال والم راتب‪ ،‬ذل ك أن ه عن د الم وت يش عر‬
‫اإلنس ان بالمص ير ال ذي سيص ير إلي ه‪ ،‬ول ذلك يطلب الرج وع إن ك ان مقص را أو‬
‫ون (‬ ‫ال َربِّ ارْ ِج ُع ِ‬ ‫ت قَ َ‬ ‫﴿حتَّى إِ َذا َجا َء أَ َح َدهُ ُم ْال َموْ ُ‬ ‫مفرطا أو منحرفا‪ ،‬كما قال تعالى‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ت َك إِنهَا َكلِ َمة هُ َو قائِلهَا َو ِم ْن َو َرائِ ِه ْم بَ رْ زَ خ إِلى‬ ‫َّ‬ ‫اَّل‬ ‫صالِحًا فِي َما تَ َر ْك ُ‬ ‫‪ )99‬لَ َعلِّي أَ ْع َم ُل َ‬
‫يَوْ ِم يُ ْب َعثُونَ ﴾ [المؤمنون‪]100 ،99 :‬‬
‫‪ .2‬أن اإلنسان حين موته تنكشف له الحقائق‪ ،‬ويتجلى له ما كان غ افال عن ه‪،‬‬
‫ذلك أنه لم يكن يرى سوى ع الم المل ك‪ ،‬وغ افال عن ع الم الملك وت‪ ،‬وبع د الم وت‬
‫ت‬ ‫﴿و َج ا َء ْ‬ ‫يظهر له ما كان خافيا عنه من هذا العالم‪ ،‬كما نص على ذلك قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ق َذلِكَ َما ُك ْنتَ ِم ْنهُ ت َِحيدُ﴾ [ق‪]19 :‬‬ ‫ت بِ ْال َح ِّ‬
‫َس ْك َرةُ ْال َموْ ِ‬
‫‪ .3‬أن المشاهد التي يراها اإلنسان في ساعة احتضاره‪ ،‬وقبل موت ه‪ ،‬تتناس ب‬
‫ت ْالح ُْلقُ و َم (‪َ )83‬وأَ ْنتُ ْم ِحينَئِ ٍذ‬ ‫م ع عمل ه ومرتبت ه‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬فَلَ وْ اَل إِ َذا بَلَ َغ ِ‬
‫ْص رُونَ (‪ )85‬فَلَ وْ اَل إِ ْن ُك ْنتُ ْم َغ ْي َر‬ ‫تَ ْنظُرُونَ (‪َ )84‬ونَحْ نُ أَ ْق َربُ إِلَ ْي ِه ِم ْن ُك ْم َولَ ِك ْن اَل تُب ِ‬
‫ص ا ِدقِينَ (‪ )87‬فَأ َ َّما إِ ْن َك انَ ِمنَ ْال ُمقَ َّربِينَ (‪)88‬‬ ‫َم ِدينِينَ (‪ )86‬تَرْ ِجعُونَهَ ا إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫ب اليَ ِمي ِن (‪ )90‬فَ َس اَل ٌم لَ كَ‬ ‫ْ‬ ‫ت نَ ِع ٍيم (‪َ )89‬وأَ َّما إِ ْن َكانَ ِم ْن أصْ َحا ِ‬
‫َ‬ ‫ان َو َجنَّ ُ‬ ‫فَ َروْ ٌح َو َري َْح ٌ‬

‫‪8‬‬
‫الض الِّينَ (‪ )92‬فَنُ ُز ٌل ِم ْن َح ِم ٍيم‬ ‫َّ‬ ‫ب ْاليَ ِمي ِن (‪َ )91‬وأَ َّما إِ ْن َكانَ ِمنَ ْال ُم َك ِّذبِينَ‬ ‫ِم ْن أَصْ َحا ِ‬
‫ك ْال َع ِظ ِيم (‬ ‫اس ِم َربِّ َ‬‫ين (‪ )95‬فَ َس بِّحْ بِ ْ‬ ‫ق ْاليَقِ ِ‬ ‫(‪َ )93‬وتَصْ لِيَةُ َج ِح ٍيم (‪ )94‬إِ َّن هَ َذا لَه َُو َح ُّ‬
‫‪[ ﴾)96‬الواقعة‪ 83 :‬ـ ‪]96‬‬
‫‪ .4‬أن صورة الموت تختلف باختالف األعمال والمراتب‪ ،‬وقد ذكر هللا تعالى‬
‫كيفي ة وف اة الطي بين‪ ،‬فق ال‪ ﴿ :‬الَّ ِذينَ تَت ََوفَّاهُ ُم ْال َماَل ئِ َك ةُ طَيِّبِينَ يَقُولُ ونَ َس اَل ٌم َعلَ ْي ُك ُم‬
‫ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ بِ َما ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾ [النحل‪]32 :‬‬
‫ومثل ذلك ما أشار إليه القرآن الكريم من أنواع التكريم والتبجيل ال تي يلقاه ا‬
‫المؤمن في المواقف المختلفة من طرف المالئكة‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬إِ َّن الَّ ِذينَ قَ الُوا‬
‫اس تَقَا ُموا تَتَنَ َّز ُل َعلَ ْي ِه ُم ْال َماَل ئِ َك ةُ أَاَّل تَخَ افُوا َواَل تَحْ زَ نُ وا َوأَب ِْش رُوا بِ ْال َجنَّ ِة‬ ‫َربُّنَا هَّللا ُ ثُ َّم ْ‬
‫الَّتِي ُك ْنتُ ْم تُو َع ُدونَ (‪ )30‬نَحْ نُ أَوْ لِيَا ُؤ ُك ْم فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َر ِة َولَ ُك ْم فِيهَ ا َم ا‬
‫ور َر ِح ٍيم﴾ [فص لت‪- 30 :‬‬ ‫تَ ْشتَ ِهي أَ ْنفُ ُس ُك ْم َولَ ُك ْم فِيهَ ا َم ا تَ َّد ُعونَ (‪ )31‬نُ زُاًل ِم ْن َغفُ ٍ‬
‫‪]32‬‬
‫وبخالفهم المنحرف ون ال ذين ذك ر هللا تع الى ص ورة م وتهم‪ ،‬والمعان اة ال تي‬
‫ض ِربُونَ ُو ُج وهَهُ ْم‬ ‫يعانونها عنده‪ ،‬فقال‪َ ﴿ :‬ولَوْ تَ َرى إِ ْذ يَت ََوفَّى الَّ ِذينَ َكفَرُوا ْال َماَل ئِ َكةُ يَ ْ‬
‫ْس بِظَاَّل ٍم‬ ‫ت أَ ْي ِدي ُك ْم َوأَ َّن هَّللا َ لَي َ‬ ‫ق (‪َ )50‬ذلِ كَ بِ َم ا قَ َّد َم ْ‬ ‫اب ْال َح ِري ِ‬‫َوأَ ْدبَا َرهُ ْم َو ُذوقُوا َع َذ َ‬
‫لِ ْل َعبِي ِد﴾ [األنفال‪]51 ،50 :‬‬
‫ك بِأَنَّهُ ْم قَالُوا لِلَّ ِذينَ َك ِرهُوا َما نَ َّز َل هَّللا ُ َس نُ ِطي ُع ُك ْم فِي‬ ‫وقال في مشهد آخر‪َ ﴿ :‬ذلِ َ‬
‫ارهُ ْم (‪ )26‬فَ َك ْيفَ إِ َذا تَ َوفَّ ْتهُ ُم ْال َماَل ئِ َكةُ يَضْ ِربُونَ ُو ُج وهَهُ ْم‬ ‫ْض اأْل َ ْم ِر َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم إِ ْس َر َ‬
‫بَع ِ‬
‫ض َوانَهُ فَأَحْ بَ طَ أَ ْع َم الَهُ ْم ﴾‬ ‫َوأَ ْدبَا َرهُ ْم (‪َ )27‬ذلِكَ بِأَنَّهُ ُم اتَّبَعُوا َما أَسْخَ طَ هَّللا َ َو َك ِرهُ وا ِر ْ‬
‫[محمد‪]28 - 26 :‬‬
‫ت َو ْال َماَل ئِ َك ةُ‬ ‫ت ْال َم وْ ِ‬ ‫وقال في مشهد آخر‪َ ﴿ :‬ولَوْ تَ َرى إِ ِذ الظَّالِ ُمونَ فِي َغ َم َرا ِ‬
‫ون بِ َم ا ُك ْنتُ ْم تَقُولُ ونَ َعلَى هَّللا ِ‬ ‫اب ْالهُ ِ‬ ‫بَا ِسطُو أَ ْي ِدي ِه ْم أَ ْخ ِرجُوا أَ ْنفُ َس ُك ُم ْاليَوْ َم تُجْ َزوْ نَ َع َذ َ‬
‫ق َو ُك ْنتُ ْم ع َْن آيَاتِ ِه تَ ْستَ ْكبِرُونَ ﴾ [األنعام‪]93 :‬‬ ‫َغ ْي َر ْال َح ِّ‬
‫ت‬‫اش طَا ِ‬ ‫ت غَرْ قً ا (‪َ )1‬والنَّ ِ‬ ‫از َع ا ِ‬ ‫وجم ع بين المش هدين في قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬والنَّ ِ‬
‫ت َس ْبقًا (‪[ ﴾)4‬النازعات‪]4 - 1 :‬‬ ‫ت َس ْبحًا (‪ )3‬فَالسَّابِقَا ِ‬ ‫نَ ْشطًا (‪َ )2‬والسَّابِ َحا ِ‬
‫فمن األقوال الواردة في تفسير اآليات الكريم ة م ا روي عن اإلم ام علي أن ه‬
‫ت ن َْش طاً] هي‬ ‫اشطَا ِ‬ ‫ت غَرْ قاً] هي المالئكة تنزع أرواح الكفّار‪،‬و[النَّ ِ‬ ‫ازعَا ِ‬ ‫قال‪َ [( :‬والنَّ ِ‬
‫ت‬ ‫َّ‬
‫ا‪،‬و[الس ابِ َحا ِ‬ ‫المالئكة تنش ط أرواح الكفّار‪ ،‬م ا بين األظف ار والجل د حتّى تخرجه‬
‫ت َس بْقاً] هي‬ ‫الس ابِقَا ِ‬ ‫َس بْحاً]المالئك ة تس بح ب أرواح المؤم نين الس ماء واألرض‪[ ،‬فَ َّ‬
‫المالئكة تسبق بعضها بعضا ً بأرواح المؤمنين إلى هللا تعالى)(‪)1‬‬
‫بن اء على ه ذا س نذكر في ه ذا المبحث م ا ورد في األح اديث ح ول الم وت‬
‫وأحوال الموتى‪ ،‬وأضفنا إليها ما ورد حول كيفية التعامل مع الموتى‪ ،‬بغض النظ ر‬
‫عن األحوال التي يكونون عليها‪.‬‬
‫‪ )(1‬كنز العمال ‪ 545 :2‬ح‪.4686‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .1‬ما ورد من المواعظ المرتبطة بالموت‪:‬‬
‫وقد قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين‪:‬‬
‫أ ـ المواعظ النبوية المرتبطة بالموت‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]1 :‬قال رسول هللا ‪( :‬الموت‪ ،‬الموت‪ ،‬جاء الموت بما فيه‪ ،‬ج اء‬
‫بالروح والراحة والكرّة المباركة إلى جنة عالية‪ ،‬أله ل دار الخل ود ال ذين ك ان له ا‬
‫سعيهم‪ ،‬وفيها رغبتهم‪ ،‬وجاء الموت بما فيه‪ ،‬جاء بالشقوة والندامة والكرّة الخاس رة‬
‫إلى نار حامية‪ ،‬ألهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]2 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬أي المؤم نين أكيس؟ ق ال‪( :‬أك ثرهم ذك را‬
‫للموت‪ ،‬وأشدهم له استعدادا)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]3 :‬جاء جبري ل علي ه الس الم إلى الن بي ‪ ‬فق ال‪( :‬يامحم د عش‬
‫ماشئت فانك ميت‪ ،‬واحبب من شئت فانك مفارقه‪ ،‬واعمل ماشئت فانك مالقيه)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]4 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ش يئان يكرههم ا ابن آدم‪ :‬يك ره الم وت‬
‫ل للحساب)(‪)4‬‬ ‫والموت راحة للمؤمن من الفتنة‪ ،‬ويكره قلّة المال وقلّة المال أق ّ‬
‫اك‪ ،‬فتم نى‬ ‫[الحــديث‪ ]5 :‬دخ ل رس ول هللا ‪ ‬على رج ل يع وده وه و ش ٍ‬
‫ك محسنا ً تزدد إحس انا إلى‬ ‫ّ‬
‫تتمن الموت‪ ..‬فإنك إن ت ُ‬ ‫الموت‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬ال‬
‫خر لتستعتب‪ ،‬فال تمنّوا الموت)(‪)5‬‬ ‫إحسانك‪ ،‬وإن كنت مسيئا ً فتؤ ّ‬
‫[الحديث‪ ]6 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬ك ان ض حك الن بي ‪ ‬التبس م‪ ،‬فاجت از ذات‬
‫يوم بفئة من األنصار وإذا هم يتحدثون ويضحكون بمأل أفواههم‪ ،‬فقال‪ :‬ياهؤالء من‬
‫صر به الخير عمله‪ ،‬فليطلع في القبور وليعتبر بالنشور‪ ،‬وإذك روا‬ ‫غرّه منكم أمله وق ّ‬
‫الموت فإنه هادم اللذات)(‪)6‬‬
‫﴿و َك انَ تَحْ تَ هُ َك ْن ٌز‬
‫[الحديث‪ ]7 :‬سئل رس ول هللا ‪ ‬عن ق ول هللا ع ّزوج لّ‪َ :‬‬
‫لَهُ َما﴾ [كهف‪ ،]82 :‬وما ذلك الكنز الذي أقام الخضر الجدار عليه؟‪ ..‬فقال ‪( :‬علم‬
‫م دفون في ل وح من ذهب‪ ،‬مكت وب في ه‪ :‬وعجب ا ً لمن أيقن بالحس اب غ داً ثم ه و ال‬
‫يعمل)(‪)7‬‬
‫ً‬
‫[الحديث‪ ]8 :‬قال رسول هللا ‪( :‬اعمل عمل من يظن أنه يموت غدا)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]9 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن مل ك الم وت إذا ن زل لقبض روح‬
‫الفاجر نزل ومعه سفود من ن ار)‪ ،‬فس ئل‪ :‬يارس ول هللا فه ل يص يب ذل ك أح داً من‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/126 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪)267 /71‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)267 /71‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/128 :‬والخصال ‪.1/37‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،6/128 :‬وأمالي الطوسي ص‪.245‬‬
‫‪ )(6‬أمالي الطوسي‪ ،‬ص ‪.522‬‬
‫‪ )(7‬الجعفريات‪.237 :‬‬
‫‪ )(8‬الجعفريات‪.163 :‬‬
‫‪10‬‬
‫اُمتك؟ قال‪( :‬نعم حاكما ً جائراً‪ ،‬وآكل مال اليتيم‪ ،‬وش اهد ال زور‪ ،‬وإن ش اهد ال زور‬
‫يدلع لسانه في النار كما يدلع لسانه في االناء)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]10 :‬ج اء رج ل إلى رس ول هللا ‪ ‬فق ال‪ :‬م ا لي يارس ول هللا ال‬
‫أحب الموت؟ فقال له‪ :‬ألك م ال؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪ :‬فق ّدمت ه‪ ،‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬فمن ثم ال‬
‫تحبّ الموت ألن قلب الرجل عند متاعه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]11 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬أك ثروا من ذك ر ه ادم الل ذات)‪ ،‬فقي ل‪:‬‬
‫يارسول هللا وما هادم اللذات؟ قال ‪( :‬الم وت ف ان أكيس المؤم نين أك ثرهم ذك راً‬
‫للموت‪ ،‬وأحسنهم للموت استعداداً)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]12 :‬ق ال رس ول هللا ‪ :‬إذا دعيتم إلى الجن ائز فأس رعوا فان ه‬
‫تذكرة اآلخرة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]13 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أديموا ذكر هادم اللذات)‪ ،‬قالوا‪ :‬يارسول‬
‫هللا وما هادم اللذات؟ قال‪( :‬الموت فانه من أك ثر ذك ر الم وت س لى عن الش هوات‪،‬‬
‫ومن سلى عن الشهوات هانت عليه المصيبات‪ ،‬ومن هانت عليه المص يبات س ارع‬
‫في الخيرات)(‪)5‬‬
‫ق الحياء)‪ ،‬قالوا‪ :‬وم ا‬‫[الحديث‪ ]14 :‬قال رسول هللا ‪( :‬استحيوا من هللا ح ّ‬
‫يبيتن أحدكم إال وأجلُ ه بين عيني ه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نفعل يا رسول هللا؟‪ ..‬قال‪( :‬فإن كنتم فاعلين‪ ،‬فال‬
‫وليحف ظ ال رأس وم ا وعى‪ ،‬والبطن وم ا ح وى‪ ،‬ولي ذكر الق بر والبلى‪ ،‬و َمن أراد‬
‫اآلخرة فليدع زينة الحياة الدنيا)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]15 :‬أتى رجل النبي ‪ ‬فقال‪ :‬م ا لي ال أحبّ الم وت؟‪ ..‬فق ال ل ه‪:‬‬
‫(ألك مالٌ؟)‪ ..‬قال‪( :‬نعم‪ ،‬قال‪( :‬فق ّدمته؟)‪ ..‬ق ال‪( :‬ال‪ ،‬ق ال‪( :‬فمن ثَ ّم ال تحب الم وت)‬
‫(‪)7‬‬
‫ب ـ مواعظ أئمة الهدى المرتبطة بالموت‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]16 :‬قال اإلمام علي‪( :‬من أكثر من ذكر الم وت رض ي من ال دنيا‬
‫باليسير)(‪)8‬‬
‫صيبَكَ ِمنَ ال ُّد ْنيَا ﴾‬ ‫[الحديث‪ ]17 :‬قال اإلمام علي في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬واَل تَ ْن َ‬
‫س نَ ِ‬
‫[القصص‪ :]77 :‬أي التنس صحتك وقوتك‪ ،‬وفراغك وشبابك‪ ،‬ونشاطك وغن اك أن‬
‫‪)(1‬الجعفريات‪.146 :‬‬
‫‪ )(2‬الجعفريات‪.211 :‬‬
‫‪ )(3‬الجعفريات‪.199 :‬‬
‫‪ )(4‬الجعفريات‪.33 :‬‬
‫‪ )(5‬مسند زيد بن علي‪.386 :‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،6/131 :‬وقرب اإلسناد ص‪.13‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،6/127 :‬والخصال ‪.1/10‬‬
‫‪ )(8‬نهج البالغة ج ‪ 2‬ص ‪.227‬‬
‫‪11‬‬
‫االخرة)(‪)1‬‬
‫تطلب به‬
‫[الحديث‪ ]18 :‬سئل اإلمام علي‪( :‬بماذا أحببت لقاء هللا؟)‪ ..‬قال‪( :‬لما رأيته قد‬
‫أن ال ذي أكرم ني به ذا ليس ينس اني‬ ‫اختار لي دين مالئكته ورسله وأنبيائ ه‪ ،‬علمت ّ‬
‫فأحببت لقاءه)(‪)2‬‬
‫أن‬‫[الحــديث‪ ]19 :‬تب ع اإلم ام علي جن ازةً‪ ،‬فس مع رجالً يض حك‪ ،‬فق ال‪( :‬ك ّ‬
‫أن ال ذي ن رى‬‫ق فيها على غيرنا وجب‪ ،‬وك ّ‬ ‫وكأن الح ّ‬
‫ّ‬ ‫الموت فيها على غيرنا ُكتب‪،‬‬
‫من األموات سفر ع ّما قليل إلينا راجعون‪ ،‬نب ّؤوهم أجداثهم ونأكل ت راثهم‪ ،‬ق د نس ينا‬
‫ك ّل واع ظ وواعظ ة‪ ،‬ورمين ا بك ل جائح ة‪ ،‬وعجبت لمن نس ي الم وت وه و ي رى‬
‫الموت‪ ..‬و َمن أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]20 :‬من خطبة لإلمام علي ذكر فيها ملك الم وت‪( :‬ه ل تحسّ ب ه‬
‫إذا دخل م نزال؟‪ ..‬أم ه ل ت راه إذا ت وفّى أح دا؟‪ ..‬ب ل كي ف يت وفّى الج نين في بطن‬
‫أمه؟‪ ..‬أيلج عليه من بعض جوارحها؟‪ ..‬أم الروح أجابته بإذن ربها؟‪ ..‬أم ه و س ٌ‬
‫اكن‬
‫معه في أحشائها؟‪ ..‬كيف يصف إلهه َمن يعجز عن صفة مخلوق مثله؟)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]21 :‬نادى اإلمام علي أهل القبور من المؤم نين والمؤمن ات فق ال‪:‬‬
‫الس الم عليكم ورحم ة هللا وبركات ه‪ ..‬نخ بركم بأخبارن ا أم تخبرون ا بأخب اركم؟‪..‬‬
‫أزواجكم قد تزوجوا وأموالكم قسمها وراثكم‪ ،‬و ُح ِشر في اليتامى أوالدكم‪ ،‬والمنازل‬
‫ال تي ش يدتم وب نيتم س كنها أع داؤكم‪ ،‬فم ا أخب اركم؟)‪ .‬فأجاب ه مجيب‪( :‬ق د تم زقت‬
‫األكفان وانتشرت الشعور وتقطعت الجلود وسالت األحداق على الخ دود‪ ،‬وتن ازلت‬
‫المناخر واألفواه بالقيح والصديد‪ ،‬وما قدماه وجدناه وما أنفقناه ربحن اه‪ ،‬وم ا خلفن اه‬
‫خسرناه‪ ،‬ونحن مرتهنون باألعمال‪ ،‬ونرجو من هللا الغفران بالكرم واالمتنان)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]22 :‬عن كميل بن زياد قال‪ :‬خرجت مع علي بن أبي ط الب فلم ا‬
‫أش رف على الجب ان التفت إلى المق برة فق ال‪( :‬ي ا أه ل القب ور ياأه ل البلى ياأه ل‬
‫قس مت األم وال وأيتمت األوالد‪،‬‬ ‫الوحش ة م ا الخ بر عن دكم ف ّ‬
‫إن الخ بر عن دنا‪ ،‬ق د ّ‬
‫واستبدل باألزواج‪ ،‬فهذا الخبر عندنا فما الخبر عندكم؟) ثم التفت إلي فقال‪( :‬ياكميل‬
‫إن خير الزاد التقوى‪ ،‬ثم بكى وقال لي‪ :‬ياكمي ل الق بر‬ ‫لو أذن لهم في الجواب لقالوا‪ّ :‬‬
‫صندوق العمل‪ ،‬وعند الموت يأتيك الخبر)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]23 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬اك ثروا ذك ر الم وت عن دما تن ازعكم الي ه‬
‫أنفسكم من الشهوات‪ ،‬وكفى بالموت واعظاً‪ ،‬وكان رسول هللا ‪ ‬كث يراً م ا يوص ي‬
‫أصحابه بذكر الموت‪ ،‬فيقول‪ :‬أكثر وا ذكر الم وت‪ ،‬فان ه ه ادم الل ذات‪ ،‬حائ ل بينكم‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)267 /71‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/127 :‬والخصال ‪.1/14‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/136 :‬وروضة الواعظين‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/143 :‬والنهج‪.‬‬
‫‪ )(5‬إرشاد القلوب باب أحاديث منتخبة‪.196 :‬‬
‫‪ )(6‬كنز العمال ‪ 3:697‬ح‪.8495‬‬
‫‪12‬‬
‫الشهوات)(‪)1‬‬ ‫وبين‬
‫[الحــديث‪ ]24 :‬ق ال اإلم ام علي في مناجات ه‪( :‬اللهم ق د وع دني نبي ك أن‬
‫تتوفاني إليك إذا سألتك‪ ،‬اللهم وقد رغبت إليك في ذلك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]25 :‬قال اإلمام علي في وص يته البن ه الحس ن‪( :‬ي ابني أك ثر من‬
‫ذكر الموت‪ ،‬وذكر ما ته ُج ُم عليه‪ ،‬وتفض ي بع د الم وت الي ه‪ ،‬واجعل ه أمام ك حيث‬
‫تراه حتى يأتيك وقد أخذت منه حذرك‪ ،‬وشددت له أزرك‪ ،‬وال يأتيك بغتة فيبهرك)‪،‬‬
‫وقال‪( :‬أحيي قلبك بالموعظة‪ ،‬وأمته بالزهادة‪ ،‬وقوه باليقين‪ ،‬ون وره بالحكم ة‪ ،‬وذهلل‬
‫بذكر الموت)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]26 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬من أك ثر ذك ر الم وت رض ي من ال دنيا‬
‫باليسير)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]27 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬أك ثروا ذك ر الم وت‪ ،‬وي وم خ روجكم من‬
‫ل تهون عليكم المصائب)(‪)5‬‬ ‫القبور وقيامكم بين يدي هللا ع ّزوج ّ‬
‫[الحديث‪ ]28 :‬قال اإلمام علي‪( :‬كم من غافل ينس ج ثوب ا ً ليلبس ه‪ ،‬وإنم ا ه و‬
‫كفنه‪ ،‬ويبني بيتا ً ليسكنه‪ ،‬وإنما هو موضع قبره)(‪)6‬‬
‫(قص ر األم ل‪ ،‬واذك ر الم وت‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫[الحديث‪ ]29 :‬قال اإلم ام علي عن د وفات ه‪:‬‬
‫وازهد في الدنيا‪ ،‬فانك رهن موت‪ ،‬وغرض بالء‪ ،‬وصريع سقم)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]30 :‬قال اإلمام علي‪( :‬أكثر ذكر الموت وما بعد الم وت‪ ،‬وال تتمن‬
‫الموت إالّ بشرط وثيق)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]31 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ما رأيت إيمانا ً مع يقين أش به من ه بش ك إالّ‬
‫هذا االنسان‪ ،‬انه كل يوم يودع‪ ،‬وإلى القبور يشيع‪ ،‬وإلى غرور ال دنيا يرج ع‪ ،‬وعن‬
‫الشهوات واللذات ال يقل ع‪ ،‬فل و لم يكن البن آدم المس كين ذنب يتوقع ه‪ ،‬وال حس اب‬
‫يوقف عليه إالّ موت يب ّدد شمله ويفرّق جمعه ويؤتم ولده‪ ،‬لكان ينبغي ل ه أن يح اذر‬
‫ما هو فيه بأش ّد التعب‪ ،‬ولقد غفلنا عن الموت غفلة أقوام غير نازل بهم‪ ،‬وركن ا إلى‬
‫الدنيا وشهواتها ركون أقوام ال يرجون حسابا ً وال يخافون عقاباً)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]32 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ح رام على ك ل نفس أن تخ رج من ال دنيا‬

‫‪ )(1‬أمالي الطوسي المجلس األول‪ 28 :‬ح‪ ،31‬بحار األنوار‪.6:132 ،‬‬


‫‪ )(2‬مجموعة ورام ‪ ،2:3‬مستدرك الوسائل ‪ 2:96‬ح‪ ،1520‬بحار األنوار‪.42:253 ،‬‬
‫‪ )(3‬نهج البالغ ة كت اب‪ ،31 :‬مس تدرك الوس ائل ‪ 2:102‬ح‪ ،1538‬بح ار األن وار‪ ،77:205 ،‬كش ف المحج ة‪:‬‬
‫‪ ،157‬تحف العقول‪.52 :‬‬
‫‪ )(4‬كنز الكراجكي‪ ،17 :‬مستدرك الوسائل ‪ 2:103‬ح‪ ،1543‬نهج البالغة قص ار الحكم‪ ،349 :‬بح ار األن وار‪،‬‬
‫‪.71:267‬‬
‫‪ )(5‬الخصال حديث األربعمائة‪.616 :‬‬
‫‪ )(6‬عيون أخبار الرضا ‪.1/297‬‬
‫‪ )(7‬أمالي الطوسي‪.7 :‬‬
‫‪ )(8‬نهج البالغة كتاب‪.69 :‬‬
‫‪ )(9‬دعائم اإلسالم‪.1/225 :‬‬
‫‪13‬‬
‫مصيرها)(‪)1‬‬ ‫حتى تعلم أين‬
‫﴿و َكانَ تَحْ تَهُ َك ْن ٌز لَهُ َما﴾‬
‫[الحديث‪ ]33 :‬قال اإلمام علي في قول هللا ع ّزوجلّ‪َ :‬‬
‫[كهف‪( :]82 :‬كان ذلك الكنز لوحا ً من ذهب فيه مكتوب‪ :‬بس م هللا ال رحمن ال رحيم‬
‫ال إله إالّ هللا‪ ،‬محمد رسول هللا‪ ،‬عجبت لمن يعلم أن الموت حق كي ف يف رح عجبت‬
‫لمن يؤمن بالقدر كيف يحزن عجبت لمن يذكر النار كيف يضحك عجبت لمن ي رى‬
‫رف أهلها حاال بعد حال كيف يطمئن اليها)(‪)2‬‬ ‫الدنيا وتص ّ‬
‫[الحديث‪ ]34 :‬قيل لإلمام علي‪ :‬ما االستعداد للم وت؟ ق ال‪( :‬أداء الف رائض‬
‫واجتن اب المح ارم واالش تمال على المك ارم‪ ،‬ثم ال يب الي إن وق ع على الم وت أو‬
‫الموت وقع عليه‪ ،‬وهللا ال يبالي ابن أبي طالب إن وق ع على الم وت أو الم وت وق ع‬
‫عليه)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]35 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬من أيقن أن ه يف ارق األحب اب‪ ،‬ويس كن‬
‫التراب‪ ،‬ويواجه الحساب‪ ،‬ويستغني عما خلّف ويفتقر إلى ما ق ّدم‪ ،‬كان حرّيا ً بقص ر‬
‫األمل‪ ،‬وطول العمل)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]36 :‬قال اإلمام علي في وصيته لما ضرب‪( :‬أيها الناس كل امرئ‬
‫الق في فراره ما منه يفر‪ ،‬واألجل مساق النفس اليه‪ ،‬والهرب منه موافاته)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]37 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ما أنزل الموت حق منزلته من ع ّد غ داً من‬
‫أجله)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]38 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ياعب اد هللا إن الم وت ليس من ه ف وت‪،‬‬
‫فاحذروه قبل وقوعه‪ ،‬وأع ّدوا له عدته‪ ،‬فانكم طُرّد الموت‪ ،‬إن أقمتم له أخ ذكم‪ ،‬وإن‬
‫ف ررتم من ه أدرككم‪ ،‬وه و أل زم لكم من ظلكم‪ ،‬والم وت معق ود بنواص يكم‪ ،‬وال دنيا‬
‫تطوى خلفكم‪ ،‬فاكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم اليه أنفسكم من الش هوات‪ ،‬وكفى‬
‫بالموت واعظاً‪ ،‬وكان رسول هللا ‪ ‬كثيراً ما يوصي أصحابه بذكر الموت‪ ،‬فيقول‪:‬‬
‫أكثروا ذكر الموت‪ ،‬فانه هادم اللذات‪ ،‬حائل بينكم وبين الشهوات)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]39 :‬قال اإلمام علي‪( :‬يا عباد هللا‪ ،‬ما بعد الم وت لمن ال يغف ر ل ه‬
‫إن القبر يقول ك ّل ي وم‪ :‬أن ا‬ ‫أش ّد من الموت القبر‪ ،‬فاحذروا ضيقه وضنكه وغربته‪ّ ،‬‬
‫بيت الغربة‪ ،‬أنا بيت الوحشة‪ ،‬أن ا بيت ال دود واله وام‪ ..‬والق بر روض ة من ري اض‬
‫إن العب د الم ؤمن إذا دفن ق الت ل ه األرض‪ :‬مرحب ا ً‬ ‫الجنّة‪ ،‬أو حفرة من حفر النار‪ّ ،‬‬
‫وأهال‪ ،‬قد كنت م ّمن أحبّ أن تمشي علي ظهري‪ ،‬فإذا وليت ك فس تعلم كي ف ص نعي‬
‫وإن الك افر إذا دفن ق الت ل ه األرض‪ :‬ال مرحب ا ً ب ك وال‬ ‫بك‪ ،‬فيتّسع له م ّد البص ر‪ّ ،‬‬
‫‪ )(1‬ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الموت‪ ،‬الدور المنثور‪.5/363 ،‬‬
‫‪ )(2‬معاني األخبار‪ ،200 :‬بحار األنوار‪.13/295 ،‬‬
‫‪ )(3‬عيون أخبار الرضا ‪ ،1/297‬بحار األنوار‪.41/7 ،‬‬
‫‪ )(4‬كنز الكراجكي‪ ،163 /‬بحار األنوار‪.73/167 ،‬‬
‫‪ )(5‬الكافي ‪ ،1/299‬بحار األنوار‪.42/206 ،‬‬
‫‪ )(6‬أمالي الصدوق المجلس ‪ ،23/96‬بحار األنوار‪.6/130 ،‬‬
‫‪ )(7‬أمالي الطوسي ‪ ،‬ص ‪ 27‬ح‪ ،31‬بحار األنوار‪.33/545 ،‬‬
‫‪14‬‬
‫أهال‪ ،‬لقد كن من أبغض من يمشي على ظهري‪ ،‬فإذا وليت ك فس تعلم كي ف ص نيعي‬
‫وإن المعيش ة الض نك الّتي ح ّذر هللا منه ا ع د َّوهُ‬
‫بك‪ ،‬فتضمه حتى تلتفي أض العه‪ّ .‬‬
‫عذاب الق بر‪ ،‬إنّه يس لّط على الك افر في ق بره تس عة وتس عين تنّين ا‪ ،‬فينهش ن لحم ه‬
‫ً‬
‫ويكسره عظمه‪ ،‬يترددن عليه كذلك إلى يوم البعث‪ ،‬لو أن تنّينا ً منها نفخ في األرض‬
‫إن أنفسكم الض عيفة‪ ،‬واجس ادكم الناعم ة الرقيق ة الّتي‬ ‫لم تثبت زرعاً‪ ..‬يا عباد هللا‪ّ ،‬‬
‫يكفيها اليسير تضعف عن هذا‪ ،‬فإن استطعتم أن تجزعوا ألجسادكم وأنفس كم بم ا ال‬
‫طاقة لكم به وال صبر لكم عليه‪ ،‬فاعملوا بما أحبّ هللا واتركوا ما كره هللا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]40 :‬قال اإلمام علي في بعض خطبه‪( :‬عب اد هللا الم وت ليس من ه‬
‫فوت‪ ،‬إن أقمتم له أخذكم‪ ،‬وان فررتم منه أدرككم‪ ،‬فالنج ا النج ا‪ ،‬الوح ا الوح ا‪ ،‬وإن‬
‫وراءكم ط الب ح ثيث‪ ،‬الق بر فاح ذروا ض غطته وظلمت ه ووحش ته‪ ..‬أال وإن الق بر‬
‫حفرة من حفر النار‪ ،‬أو روضة من رياض الجنة‪ ،‬أال وإن ه يتكلّم في ك ل ي وم ثالث‬
‫مرات فيقول‪ :‬أنا بيت الظلمة‪ ،‬أنا بيت ال دود‪ ،‬أن ا بيت الوحش ة‪ ..‬أال وإن وراء ذل ك‬
‫يوم يشيب فيه الصغير‪ ،‬ويسكر فيه الكبير‪ ،‬وتض ع ك ل ذات حمله ا‪ ،‬وت رى الن اس‬
‫سكارى وما هم بسكارى‪ ..‬أال وإن وراء ذل ك م ا ه و أش د من ه‪ :‬ن ار حرّه ا ش ديد‪،‬‬
‫وقعرها بعيد‪ ،‬وحليتها حديد)‬
‫ثم بكى وبكى المس لمون حول ه‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬وإن وراء ذل ك جن ة عرض ها‬
‫السماوات واألرض‪ ،‬أع دت للمتقين‪ ،‬جعلن ا هللا وإي اكم من المتقين وأجارن ا وإي اكم‬
‫من العذاب األليم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]41 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬إن هلل ملك ا ً ين ادي ك ل ي وم‪ :‬لِ دُوا للم وت‪،‬‬
‫واجمعوا للفناء‪ ،‬وابنوا للخراب)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]42 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ل وال أن هللا خل ق ابن آدم أحم ق م ا ع اش‪،‬‬
‫ولو علمت البهائم أنها تموت كما تعلمون ما سمنت لكم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]43 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ليس بيننا وبين الجنة أو النار إالّ الموت)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]44 :‬بلغ اإلمام علي موت رجل من أصحابه‪ ،‬ثم ج اءه خ بر آخ ر‬
‫أنه لم يمت‪ ،‬فكتب اليه‪( :‬بسم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬أم ا بع د فان ه ق د ك ان أتان ا خ بر‬
‫ارتاع له اُخوانك‪ ،‬ثم جاء تكذيب الخبر األول‪ ،‬فأنعم ذل ك أن س ررنا‪ ،‬وإن الس رور‬
‫وشيك االنقطاع‪ ،‬يبلغه عما قليل تصديق الخبر األول‪ ،‬فهل أنت كائن كرجل قد ذاق‬
‫الموت ثم عاش ما بعده‪ ،‬فسأل الرجعة‪ ،‬فأسعف بطلبته‪ ،‬فهو متأهب دائب‪ ،‬ينق ل م ا‬
‫سره من ماله إلى دار قراره‪ ،‬ال يرى أن له م االً غ يره؟ واعلم أن اللي ل والنه ار لم‬
‫يزاال دائبين في نقص األعمار‪ ،‬وانفاد األم وال‪ ،‬وطي اآلج ال‪ ،‬هيه ات هيه ات ق د‬
‫‪ )(1‬أمالي الطوسي‪ 27 ،‬ح ‪ ،31‬بحار األنوار‪.33/545 ،‬‬
‫‪ )(2‬تاريخ ابن عساكر‪.3/264 ،‬‬
‫‪ )(3‬نهج البالغة قصار الحكم‪ ،132 /‬بحار األنوار‪.82/180 ،‬‬
‫‪ )(4‬دعائم االسالم ‪ ،1/225‬بحار األنوار‪.82/168 ،‬‬
‫‪ )(5‬الدعوات‪ 236 /‬ح‪ ،652‬بحار األنوار‪.6/270 ،‬‬
‫‪15‬‬
‫صبّحا عاداً وثموداً وأصحاب الرس‪ ،‬وقرونا ً بين ذل ك كث يراً‪ ،‬فأص بحوا ق د وردوا‬
‫على ربهم‪ ،‬وقدموا على أعمالهم‪ ،‬والليل والنهار غضّان جديدان ال تبليهما ما م ّر به‬
‫مستعدان لمن بقي بمث ل م ا أص ابا ب ه من مض ى‪ ،‬واعلم أنم ا أنت نظ ير اخوان ك‪،‬‬
‫وأش باهك‪ ،‬مثل ك‪ ،‬كمث ل الجس د ن زعت قوت ه‪ ،‬فلم يب ق إالّ حشاش ة نفس ه‪ ،‬ينتظ ر‬
‫الداعي‪ ،‬فنعوذ باهلل مما نعظ به‪ ،‬ثم نقصّر عنه)(‪)1‬‬
‫وإن وراءكم الس اعة‬ ‫[الحــديث‪ ]45 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬إن الغاي ة أم امكم‪ّ ،‬‬
‫تحدوكم‪ ،‬تخففوا تلحقوا‪ ،‬فانما ينتظر بأولكم آخركم)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]46 :‬ك ان اإلم ام علي ين ادي في ك ل ليل ة حين يأخ ذ الن اس‬
‫مضاجعهم بصوت يس معه كاف ة من في المس جد ومن ج اوره من الن اس‪( :‬ت زودوا‬
‫رحمكم هللا‪ ،‬فقد نودي فيكم بالرحيل‪ ،‬وأقلوا العرجة على الدنيا‪ ،‬وانقلبوا بص الح م ا‬
‫يحض ركم من ال زاد‪ ،‬ف ان أم امكم عقب ة ك ؤداً ومن ازل مهول ة الب د من المم ر به ا‬
‫والوقوف عليها)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]47 :‬قال اإلمام علي‪( :‬فما ينجو من الم وت من يخاف ه‪ ،‬وال يعطى‬
‫البقاء من أحبه‪ ،‬ومن جرى في عنان أمله عثر به أجله‪ ،‬وإذا كنت في إدبار والموت‬
‫في إقبال‪ ،‬فما أسرع الملتقى‪ ،‬الحذر الحذر فوهللا لقد ستر حتى كأنه قد غفر)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]48 :‬قال اإلمام علي‪( :‬الموت ط الب ومطل وب‪ ،‬ال يعج زه المقيم‪،‬‬
‫وال يفوته الهارب‪ ،‬فق ّدموا وال تتكلوا‪ ،‬فإنه ليس عن الم وت محيص‪ ،‬إنكم ان تقتل وا‬
‫تموتوا‪ ،‬والذي نفس علي بيده ألل ف ض ربة بالس يف على ال رأس أه ون من م وت‬
‫على فراش)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]49 :‬قال اإلمام علي‪( :‬بقية عمر المرء ال قيمة له‪ ،‬يدرك بها ما قد‬
‫فات ويحيي ما مات)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]50 :‬قال اإلمام علي‪( :‬تمسكوا بم ا أم ركم هللا ب ه‪ ،‬فم ا بين أح دكم‬
‫وبين أن يغتب ط وي رى م ا يحب إالّ أن يحض ره رس ول هللا ‪ ،‬وم ا عن د هللا خ ير‬
‫ل فتقر عينه ويحب لقاء هللا)(‪)7‬‬‫وأبقى‪ ،‬وتأتيه البشارة من هللا ع ّزوج ّ‬
‫[الحديث‪ ]51 :‬قال اإلمام علي‪( :‬بادروا الم وت وغمرات ه‪ ،‬وأمه دوا ل ه قب ل‬
‫حلوله‪ ،‬وأع ّدوا له قب ل نزول ه‪ ،‬ف ان الغاي ة القيام ة‪ ،‬وكفى ب ذلك واعظ ا ً لمن عق ل‪،‬‬
‫ومعت براً لمن جه ل‪ ،‬وقب ل بل وغ الغاي ة م ا تعلم ون من ض يق األرم اس‪ ،‬وش دة‬
‫اإلبالس‪ ،‬وهول المطلع‪ ،‬وروعات الفزع‪ ،‬واختالف األضالع‪ ،‬واستكاك األس ماع‪،‬‬

‫‪ )(1‬السرائر ‪ ،635 /3‬بحار األنوار‪.134 /6 ،‬‬


‫‪ )(2‬نهج البالغة خطبة‪ ،21 :‬بحار األنوار‪ ،6/135 ،‬مطالب السؤول‪.33 /‬‬
‫‪ )(3‬االرشاد‪ ،125 :‬بحار األنوار‪ ،73/106 ،‬نهج البالغة خطبة‪.204 :‬‬
‫‪ )(4‬نهج البالغة قصار الحكم‪ 29 /‬ـ ‪ 30‬ـ ‪ ،19‬بحار األنوار‪ ،6/136 ،‬روضة الواعظين‪.490 /‬‬
‫‪ )(5‬أمالي الطوسي‪ 216 ،‬ح‪ ،378‬بحار األنوار‪.100/11 ،‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪.6/138 ،‬‬
‫‪ )(7‬الخصال حديث األربعمائة‪ ،614 :‬بحار األنوار‪.6/153 ،‬‬
‫‪16‬‬
‫الصفيح)(‪)1‬‬ ‫وظلمة اللحد‪ ،‬وخيفة الوعد‪ ،‬وغ ّم الضريح وردم‬
‫[الحــديث‪ ]52 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ل و رأى العب د األج ل ومص يره‪ ،‬ألبغض‬
‫األمل وغروره)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]53 :‬قال اإلمام علي‪( :‬المداومة المداومة‪ ،‬ف إن هللا لم يجع ل لعم ل‬
‫المؤمنين غاية إالّ الموت)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]54 :‬قال اإلمام علي‪( :‬بالموت تختم الدنيا‪ ،‬وبالدنيا تحرز اآلخ رة‪،‬‬
‫مقص ر لهم عن القيام ة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وبالقيامة تُزلف الجنة‪ ،‬وتب ّرز الجحيم للغاوين‪ ،‬وإن الخل ق‬
‫ُم رقلين في مض مارها إلى الغاي ة القص وى‪ ،‬ق د شخص وا من مس تقر األج داث‪،‬‬
‫وصاروا إلى مصائر الغايات‪ ،‬لكل دار أهلها ال يستبدلون بها وال ينقلون عنها)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]55 :‬قال اإلمام علي في وصف اإلحتضار ورهبته‪( :‬ف إنكم ل و ق د‬
‫عاينتم ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم‪ ،‬وسمعتم وأطعتم‪ ،‬ولكن محج وب‬
‫عنكم ما قد عاينوا‪ ،‬وقريب ما يطرح الحجاب)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]56 :‬قال اإلمام علي‪( :‬سبحانك خالقا ً ومعبوداً‪ ،‬بحس ن بالئ ك عن د‬
‫خلقك‪ .‬خلقت داراً (الجن ة) وجعلت فيه ا مأدب ةً‪ :‬مش ربا ً ومطعم ا ً وأزواج ا ً وخ دماً‪،‬‬
‫وقص وراً وأنه اراً‪ ،‬وزروع ا ً وثم اراً‪ .‬ثم أرس لت داعي ا ً ي دعو إليه ا‪ ،‬فال ال داعي‬
‫أجابوا‪ ،‬وال فيما رغبت رغبوا‪ ،‬وال إلى ما ش وقت إلي ه اش تاقوا‪ ..‬أقبل وا على جيف ة‬
‫افتضحوا بأكلها‪ ،‬واصطلحوا على حبها‪ ،‬ومن عشق شيئا ً أعش ى بص ره‪ ،‬وأم رض‬
‫قلبه‪ ،‬فهو ينظر بعين غير صحيحة‪ ،‬ويسمع بأذن غير سميعة ! قد خرقت الش هوات‬
‫عقله‪ ،‬وأماتت الدنيا قلبه‪ ،‬وولهت عليها نفسه‪ ،‬فهو عبد لها ولمن في يده ش ئ منه ا‪،‬‬
‫حيثما زالت زال إليها‪ ،‬وحيثما أقبلت أقبل عليها‪ .‬اليزدجر من هللا بزاجر‪ ،‬وال يتعظ‬
‫منه بواعظ‪ ..‬وهو يرى المأخوذين على الغرة‪ ،‬حيث ال إقالة وال رجعة‪ ،‬كي ف ن زل‬
‫بهم ما كانوا يجهلون‪ ،‬وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون‪ ،‬وق دموا من اآلخ رة‬
‫موصوف ما نزل بهم ! اجتمعت عليهم س كرة الم وت‬ ‫ٍ‬ ‫على ما كانوا يوعدون‪ .‬فغي ُر‬
‫وحسرة الفوت‪ ،‬فف ترت له ا أط رافهم‪ ،‬وتغ يرت له ا أل وانهم‪ .‬ثم ازداد الم وت فيهم‬
‫ولوجاً‪ ،‬فحيل بين أحدهم وبين منطقه‪ ،‬وإنه لبين أهله‪ ،‬ينظر ببص ره ويس مع بأذن ه‪،‬‬
‫على صحة من عقله‪ ،‬وبقاء من لبه‪ .‬يفكر فيم أفنى عمره‪ ،‬وفيم أذهب دهره‪ .‬ويتذكر‬
‫أمواالً جمعها أغمض في مطالبها‪ ،‬وأخذها من مصـرحاتها ومش تبهاتها‪ ،‬ق د لزمت ه‬
‫تبعات جمعها وأشرف على فراقه ا‪ ،‬تبقى لمن وراءه ينعم ون فيه ا ويتمتع ون به ا‪،‬‬
‫فيكون المهنأ لغيره‪ ،‬والعبء على ظهره‪ ..‬والمرء قد غلقت رهونه به ا‪ ،‬فه و يعض‬
‫يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره‪ ،‬ويزهد فيما كان ي رغب في ه أي ام‬
‫‪ )(1‬نهج البالغة خطبة‪ ،190 :‬بحار األنوار‪.6/244 ،‬‬
‫‪ )(2‬نهج البالغة قصار الحكم‪ ،334 /‬وسائل الشيعة ‪ ،2/652‬بحار األنوار‪.73/166 ،‬‬
‫‪ )(3‬مستدرك الوسائل ‪ 1/130‬ح‪.177‬‬
‫‪ )(4‬نهج البالغة خطبة‪ ،156 :‬بحار األنوار‪ ،7/47 ،‬تحف العقول‪.110 /‬‬
‫‪ )(5‬نهج البالغة‪.1/57:‬‬
‫‪17‬‬
‫عمره‪ ،‬ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليه ا‪ ،‬ق د حازه ا دون ه‪ ..‬فلم ي زل‬
‫الموت يبالغ في جسده حتى خالط لس انه س معه‪ ،‬فص ار بين أهل ه ال ينط ق بلس انه‪،‬‬
‫واليسمع بسمعه‪ ،‬يردد طرفه بالنظر في وجوههم‪ ،‬يرى حركات ألسنتهم‪ ،‬وال يسمع‬
‫رجع كالمهم‪ ..‬ثم ازداد الموت التياطا ً به‪ ،‬فقبض بصره كما قبض سمعه‪ ،‬وخرجت‬
‫الروح من جسده‪ ،‬فصار جيفة بين أهله‪ ،‬قد أوحشوا من جانبه‪ ،‬وتباعدوا من قرب ه‪،‬‬
‫ط في األرض‪ ،‬وأس لموه في ه إلى‬ ‫اليسعد باكياً‪ ،‬وال يجيب داعي اً‪ .‬ثم حمل وه إلى مخ ٍّ‬
‫واحب‪ ،‬وق د ُغ ودر‬ ‫ت األق ارب‪ ،‬أو نَفَ َعت الن ِ‬ ‫عمله‪ ،‬وانقطعوا عن زَ وْ َرتِه‪ ،‬فه ل َدفَ َع ِ‬
‫في محلَّة األموات رهينا ً وفي ضيق المضجع وحيداً‪ .‬قد هتكت الهوا ّم جلدته‪ ،‬وأبلت‬
‫النّواهك ِجدته‪ ،‬و َعفَت العواصف آثاره‪ ،‬ومحا الح دثان معالم ه‪ .‬وص ارت األجس اد‬
‫شَحْ بَةً بعد بَضَّتها‪ ،‬والعظام نَ ِخ َرةً بعد قً َّوتها‪ ،‬واألرواح مرتهنةً بثقل أعبائه ا‪ ،‬موقن ة‬
‫ا‪.‬أولس تم أبن اء‬
‫بغيب أنبائها‪ ،‬التستزاد من صالح عملها‪ ،‬وال تس تعتب من س ئ زلله َ‬
‫الق وم واآلب اء وإخ وانهم واألقرب اء‪ .‬تحت ذون أمثلتهم‪ ،‬وتركب ون قُ َّدتهم‪ ،‬وتط أون‬
‫جا َّدتهم‪ .‬فالقلوب قاسيةٌ عن حظها‪ ،‬الهيةٌ عن رش دها‪ ،‬س الكةٌ في غ ير مض مارها‪،‬‬
‫ي سواها‪ ،‬وكأن الرشد في إحراز دنياها)(‪)1‬‬ ‫كأن المعن َّ‬
‫[الحــديث‪ ]57 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬أو لس تم ت رون أه ل ال دنيا يص بحون‬
‫فميت يُبكى‪ ،‬وآخر يُ ُع َّزى‪ ،‬وصريع مبتلى‪ .‬وعائد يعود‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫ويمسون على أحوال شتى‪:‬‬
‫وآخر بنفسه يجود‪ .‬وطالب للدنيا والموت يطلبه‪ ،‬وغافل وليس بمغف ول عن ه‪ .‬وعلى‬
‫أثر الماضي ما يمضـي الباقي‪ .‬أال فاذكروا هادم اللَّ َّذات و ُمنَ ِّغص الشهوات‪ ،‬وق اطع‬
‫األمنيات‪ ،‬عند المساورة لألعمال القبيحة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]58 :‬قال اإلمام علي‪( :‬أولئكم سلف غايتكم وفُ رَّاطُ من اهلكم‪ .‬الَّذين‬
‫وس َوقاً‪ ،‬س لكوا في بط ون ال برزخ‬ ‫كانت لهم مق اوم الع ز‪ ،‬وحلب ات الفخ ر‪ ،‬ملوك ا ً ُ‬
‫س بيالً‪ .‬س لَّطت األرض عليهم في ه‪ ،‬ف أكلت من لح ومهم‪ ،‬وش ربت من دم ائهم‪،‬‬
‫وضماراً اليوجدون)(‪)3‬‬ ‫فأصبحوا في فجوات قبورهم‪ ،‬جماداً الينمون‪ِ ،‬‬
‫[الحديث‪ ]59 :‬قال اإلمام علي‪( :‬فكم أكلت األرض من عزي ز جس د‪ ،‬وأني ق‬
‫ف وربيب شرف‪ ..‬فبينا هو يضحك إلى الدنيا وتض حك‬ ‫لون‪ .‬كان في الدنيا َغ ِذ َّ‬
‫ي ت ََر ٍ‬
‫إليه‪ ،‬في ظل عيش غفول‪ ،‬إذ وطئ الدهر به حسكه‪ ،‬ونقضت األيام ق واه‪ ،‬ونظ رت‬
‫بث ال يعرفه‪ ،‬ونَ ِج ُّي ه ِّم م ا ك ان يج ده‪ .‬وتولَّدت في ه‬ ‫إليه الحتوف من كثب‪ .‬فخالطه ٌّ‬
‫فترات علل‪ ،‬آنس ما ك ان بص حته‪ ،‬فف زع إلى م ا ك ان ع وده األطب اء‪ ،‬من تس كين‬
‫الحار بالقار‪ ،‬وتحريك الب ارد بالح ار‪ ،‬فلم يطفئ بب ارد إاَّل ث وّر ح رارة‪ ،‬وال ح رّك‬
‫بحا ّر إاَّل هيّج برودة‪ ،‬وال اعتدل بمم ازج لتل ك الطَّب ائع إاَّل أم د منه ا ك ل ذات داء‪،‬‬
‫حتى فتر ُم َعلِّل ه‪ ،‬و ُذ ِه َل ُم َمرِّ ض ه‪ ،‬وتعاي ا أهل ه بص فة دائ ه‪ ،‬وخرس وا عن ج واب‬
‫ي خبر يكتمونه‪ ،‬فقائ ٌل يقول هو لما ب ه‪ ،‬وم ؤ ِّملُهم‬ ‫السائلين عنه‪ ،‬وتنازعوا دونه شج َّ‬
‫‪ )(1‬نهج البالغة (‪)1/211‬‬
‫‪ )(2‬نهج البالغة‪.1/141:‬‬
‫‪ )(3‬نهج البالغة‪.1/192:‬‬
‫‪18‬‬
‫إياب عافيته‪ ،‬ومصبِّ ٌر لهم على فقده‪ ،‬يذ َّكرهم أسى الماضين من قبله‪ .‬فبينا هو كذلك‬
‫على جناح من ف راق ال دنيا‪ ،‬وت رك األحب ة‪ ،‬إذ ع رض ل ه ع ارض من غصص ه‪،‬‬
‫ي عن‬ ‫فتحيرت نوافذ فطنته‪ ،‬ويبست رطوبة لسانه‪ .‬فكم من ُم ِه ٍّم من جوابه عرف ه فع َّ‬
‫مؤلم بقلبه سمعه فتص ا َّم عن ه‪ ،‬من كب ير ك ان يعظَّم ه‪ ،‬أو ص غير ك ان‬ ‫ٍ‬ ‫ردِّه‪ ،‬ودعاء‬
‫يرحمه‪ .‬وإن للموت لغمرات هي أفظع من أن تستغرق بصفة‪ ،‬أو تعتدل على عقول‬
‫أهل الدنيا)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]60 :‬ق ال اإلم ام علي بع د ض ربته ال تي قت ل فيه ا‪( :‬أن ا ب األمس‬
‫صاحبكم واليوم ع برة لكم وغ داً مف ارقكم‪..‬وإنم ا كنت ج اراً ج اوركم ب دني أيام اً‪،‬‬
‫وستعقبون مني جثة خالء‪ ،‬ساكنة بع د حرك ة‪ ،‬وكاظم ة بع د نط ق‪ ،‬ليعظكم ه د ِّوي‬
‫وخفوف إطراقي‪ ،‬وسكون أطرافي‪ ،‬فإنه أوعظ لكم من الناطق البليغ‪ .‬ودعتكم وداع‬
‫صد للتالقي‪ .‬غداً ترون أيامي‪ ،‬ويكشف هللا عز وج ل عن س رائري‪ ،‬وتعرف وني‬ ‫ُمرْ ِ‬
‫بعد خلو مكاني‪ ،‬وقيام غيري مقامي)(‪)2‬‬
‫ما ورد عن اإلمامين الحسنين‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]61 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ك ان للحس ن بن علي بن أبي ط الب‬
‫ق وكان ماجنا‪ ،‬فتباطأ علي ه أيام ا ً فج اء يوم ا‪ ،‬فق ال ل ه اإلم ام الحس ن‪ :‬كي ف‬ ‫صدي ٌ‬
‫أص بحت؟‪ ..‬فق ال‪ :‬ي ا ابن رس ول هللا‪ ..‬أص بحت بخالف م ا أحبّ ويحبّ هللا ويحبّ‬
‫ألن هللا ع ّز وج ّل يحبّ‬
‫الشيطان‪ ،‬فضحك اإلمام الحسن ثم قال‪ :‬وكيف ذاك؟‪ ..‬قال‪ّ :‬‬
‫أن أطيع ه وال أعص يه ولس ت ك ذلك‪ ..‬والش يطان يحبّ أن أعص ي هللا وال أطيع ه‬
‫ولست كذلك‪ ..‬وأن ا أحبّ أن ال أم وت ولس ت ك ذلك‪ ،‬فق ام إلي ه رج ٌل فق ال‪ :‬ي ا ابن‬
‫رسول هللا‪ ..‬ما بالنا نكره الم وت وال نحب ه؟‪ ..‬ق ال‪( :‬إنكم أخ ربتم آخ رتكم وعمّرتم‬
‫دنياكم‪ ،‬فأنتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]62 :‬سئل اإلمام الحسن‪ :‬م ا الم وت ال ذي جهل وه؟‪ ..‬فق ال‪( :‬أعظم‬
‫ور ي رد‬ ‫سرور يرد على المؤمنين إذا نُقلوا عن دار النك د إلى نعيم األب د‪ ،‬وأعظم ثب ٍ‬ ‫ٍ‬
‫على الكافرين إذا نُقلوا عن جنّتهم إلى نار ال تبيد وال تنفد)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]63 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬لما اشت ّد األم ر بالحس ين بن علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬نظ ر إلي ه َمن ك ان مع ه ف إذا ه و بخالفهم‪ ،‬ألنهم كلم ا اش ت ّد األم ر تغيّرت‬
‫ألوانهم‪ ،‬وارتعدت فرائص هم‪ ،‬ووجلت قل وبهم‪ ،‬وك ان الحس ين وبعض َمن مع ه من‬
‫خصائصه تشرق ألوانهم‪ ،‬وتهدأ جوارحهم‪ ،‬وتسكن نفوسهم‪ ،‬فق ال بعض هم لبعض‪:‬‬
‫انظروا ال يبالي بالموت‪ ..‬فق ال لهم الحس ين‪( :‬ص براً ب ني الك رام‪ ..‬فم ا الم وت إال‬
‫قنطرةٌ يعبر بكم عن الب ؤس والض رّاء إلى الجن ان الواس طة والنعيم الدائم ة‪ ،‬ف أيّكم‬
‫يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟‪ ..‬وما هو ألعدائكم إال ك َمن ينتقل من قص ر إلى‬
‫‪ )(1‬نهج البالغة‪.2/206:‬‬
‫‪ )(2‬نهج البالغة‪.4/31:‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/129 :‬ومعاني األخبار ص‪.10‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/154 :‬ومعاني األخبار ص‪.83‬‬
‫‪19‬‬
‫(أن ال دنيا س جن الم ؤمن وجنّة‬ ‫إن أبي ح ّدثني عن رس ول هللا ‪ّ :‬‬ ‫سجن وعذاب‪ّ ،‬‬
‫الكافر‪ ،‬والموت جس ر ه ؤالء إلى جن انهم‪ ،‬وجس ر ه ؤالء إلى جحيمهم‪ ،‬م ا َك ذبت‬
‫كذبت)(‪)1‬‬ ‫وُ‬
‫ما ورد عن اإلمام السجاد‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]64 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬أيها الناس‪ ،‬اتقوا هللا‪ ،‬واعلم وا أنكم إلي ه‬
‫ترجعون‪ ،‬فتجد ك ّل نفس ما عملت في هذه الدنيا من خ ير محض را‪ ،‬وم ا عملت من‬
‫أن بينها وبين ه أم داً بعي داً‪ ،‬ويح ّذركم هللا نفس ه‪ ،‬ويح ك ابن آدم الغاف ل‬ ‫سوء تو ّد لو ّ‬
‫إن أ َجل ك أس رع ش يء إلي ك‪ ،‬ق د أقب ل نح وك حثيث ا‬ ‫َ‬ ‫وليس بمغف ول عن ه‪ ،‬ابن آدم‪ّ ،‬‬
‫يطلبك‪ ،‬ويوشك أن يدركك‪ ،‬وكأن قد أوفيت أجلك‪ ،‬وقبض الملك روح ك‪ ،‬وص رت‬
‫إلى م نزل وحي دا ف ر ّد إلي ك في ه روح ك‪ ،‬واقتحم علي ك في ه َملَك اك‪ :‬منك ٌر ونك ي ٌر‬
‫وإن أول ما يسأالنك عن ربك الذي كنت تعبده‪ ،‬وعن‬ ‫لمساءلتك وشديد امتحانك‪ ،‬أال ّ‬
‫نبيك الذي أُرسل إليك‪ ،‬وعن دينك الذي كنت تدين به وعن كتابك ال ذي كنت تتل وه‪،‬‬
‫وعن إمامك الذي كنت تتواله‪ ،‬ثم عن عمرك فيما أفنيت ه؟‪ ..‬ومال ك من أين اكتس بته‬
‫وفيما أتلفته؟‪ ..‬فخذ حذرك وانظ ر لنفس ك‪ ،‬وأع ّد للج واب قب ل االمتح ان والمس ألة‬
‫ك مؤمنا ً تقياً‪ ،‬عارفا ً ب دينك‪ ،‬متّبع ا ً للص ادقين‪ ،‬موالي ا ً ألولي اء هللا‪،‬‬‫واالختبار‪ ،‬فإن ت ُ‬
‫لقّاك هللا حجّت ك‪ ،‬وأنط ق لس انك بالص واب فأحس نت الج واب‪ ،‬فب ُّش رت بالجن ة‬
‫والرضوان من هللا‪ ،‬والخيرات الحسان‪ ،‬واستقبلتك المالئكة بالروح والريح ان‪ ،‬وإن‬
‫لم تكن كذلك تلجلج لسانك‪ ،‬ودحضت حجتك‪ ،‬وعميت عن الجواب وبُ ّشرت بالن ار‪،‬‬
‫زل من حميم وتصلية جحيم)(‪)2‬‬ ‫واستقبلتك مالئكة العذاب بنُ ُ‬
‫(إن الم ؤمن ليق ال لروح ه وه و ي ّ‬
‫ُغس ل‪:‬‬ ‫[الحديث‪ ]65 :‬قال اإلمام الس جاد‪ّ :‬‬
‫أيسرّك أن تُ ر ّد إلى الجس د ال ذي كنت في ه؟‪..‬فيق ول‪ :‬م ا أص نع ب البالء والخس ران‬
‫والغ ّم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]66 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬عجبت للمت ّكبر الفخ ور ك ان أمس نطف ةً‬
‫ك في هللا وهو يرى الخلق‪ ،‬والعجب ك ّل‬ ‫وهو غدا جيفة‪ ،‬والعجب ك ّل العجب لمن ش ّ‬
‫العجب ل َمن أنكر الموت وهو يرى َمن يم وت ك ّل ي وم وليل ة‪ ،‬والعجب ك ّل العجب‬
‫ل َمن أنكر النشأة األخرى وه و ي رى األولى‪ ،‬والعجب ك ّل العجب لع امر دار الفن اء‬
‫ويترك دار البقاء)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]67 :‬قيل لإلمام السجاد‪ :‬ماخير مايموت عليه العبد؟ قال‪ :‬أن يكون‬
‫قد فرغ من أبنيته ودوره وقصوره‪ ،‬قيل‪ :‬وكيف ذلك؟ قال‪ :‬أن يكون من ذنوبه تائب ا‬
‫وعلى الخيرات مقيما‪ ،‬يرد على هللا حبيبا كريما)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/154 :‬ومعاني األخبار ص‪.83‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/224 :‬وأمالي الصدوق ص‪.301‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/243 :‬والشفاء والجالء‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،42/ 7 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.242‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪)267 /71‬‬
‫‪20‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]68 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان عيسى بن مريم علي ه الس الم يق ول‪:‬‬
‫هول ال تدري متى يلقاك‪ ،‬ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]69 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬ال يبلغ أح دكم حقيق ة اإليم ان ح تى يك ون‬
‫فيه ثالث خصال‪ :‬يكون الموت أحبّ إلي ه من الحي اة‪ ،‬والفق ر أحبّ إلي ه من الغ نى‪،‬‬
‫والمرض أحبّ إليه من الصحة‪ ،‬قي ل ل ه‪ :‬و َمن يك ون ك ذلك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬كلّكم‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬
‫أيّما أحبّ إلى أحدكم‪ :‬يموت في حبنا أويعيش في بغضنا؟‪ ..‬قيل ل ه‪ :‬نم وت وهللا في‬
‫حبّكم أحبّ إلينا‪ ،‬قال‪( :‬وكذلك الفقر والغنى والمرض والصحة؟)(‪)2‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]70 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ذكر الم وت يُميت الش هوات في النفس‪،‬‬
‫ق الطب ع‪ ،‬ويكس ر أعالم اله وى‪،‬‬ ‫ويقلع منابت الغفلة‪ ،‬ويقوّي القلب بمواعد هللا‪ ،‬وير ّ‬
‫ويطفئ نار الحرص‪ ،‬ويحقّر الدنيا‪ ،‬وهو معنى ما ق ال الن بي ‪ :‬فك ر س اعة خ ير‬
‫من عبادة سنة‪ ،‬وذلك عندما يح ّل أطناب خيام ال دنيا ويش ّدها في اآلخ رة‪ ،‬وال يش ّ‬
‫ك‬
‫بنزول الرحمة على ذاكر الم وت به ذه الص فة‪ ،‬و َمن ال يعت بر ب الموت وقلّة حيلت ه‬
‫وكثرة عجزه وطول مقامه في القبر وتحيّره في القيامة فال خير فيه)(‪)3‬‬

‫[الحديث‪ ]71 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬مكتوبٌ في التوراة‪ :‬نُحْ نا لكم فلم تبك وا‪،‬‬
‫أن هلل س يفا ً ال ين ام وه و جهنم‪ ،‬أبن اء األربعين‬
‫وشوّقناكم فلم تشتاقوا‪ ،‬أعلم القتّالين ّ‬
‫ع قد دنا حصاده‪ ،‬أبناء الس تين م اذا ق ّدمتم وم اذا‬ ‫أوفوا للحساب‪ ،‬أبناء الخمسين زر ٌ‬
‫أ ّخرتم؟‪ ..‬أبناء السبعين ع ّدوا أنفسكم في الموتى‪ ،‬أبناء الثمانين تُكتب لكم الحس نات‪،‬‬
‫وال تُكتب عليكم الس يئات‪ ،‬أبن اء التس عين أنتم أُس راء هللا في أرض ه)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬م ا‬
‫يقول كريم أسر رجالً؟‪ ..‬ماذا يصنع به؟)‪ ..‬قيل له‪ :‬يطعمه ويسقيه ويفعل ب ه‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(ما ترى هللا صانعا ً بأسيره؟)(‪)4‬‬
‫‪ 2‬ـ ما ورد حول صفة الموت وأصناف الموتى‪:‬‬
‫وقد قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين‪:‬‬
‫أ ـ األحاديث النبوية حول صفة الموت وأصناف الموتى‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]72 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬متى تنقطع معرفة العبد من الناس؟ ق ال‪:‬‬
‫(إذا عاين)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]73 :‬قال رسول هللا ‪( :‬موت الفجأة أخ ذة أس ف للك افر ورحم ة‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)267 /71‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/13 :‬ومعاني األخبار ص‪.58‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/133 :‬ومصباح الشريعة‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/136 :‬وروضة الواعظين‪.‬‬
‫‪ )(5‬ابن ماجه (‪)1453‬‬
‫‪21‬‬
‫للمؤمنين)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]74 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه ومن‬
‫كره لقاء هللا كره هللا لق اءه)‪ ،‬قي ل‪ :‬ي ا ن بي هللا أكراهي ة الم وت؟ ق ال‪( :‬ليس ك ذلك‪،‬‬
‫ولكن المؤمن إذا بشر برحمة هللا ورض وانه وجنت ه أحب لق اء هللا ف أحب هللا لق اءه‪،‬‬
‫وإن الكافر إذا بشر بعذاب هللا وسخطه كره لقاء هللا فكره هللا لقاءه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]75 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه‪ ،‬ومن‬
‫كره لقاء هللا كره هللا لقاءه‪ ،‬قيل‪ :‬ي ا رس ول هللا كلن ا يك ره الم وت؟ ق ال‪( :‬ليس ذل ك‬
‫كراهية الموت‪ ،‬ولكن المؤمن إذا حضر جاءه البش ير من هللا فليس ش يء أحب إلي ه‬
‫من أن يكون قد لقي هللا فأحب هللا لقاءه‪ .‬وإن الفاجر أو الكافر إذا حضر جاءه ما هو‬
‫صائر إليه من الشر‪ ،‬أو ما يلقى من الشر فكره لقاء هللا فكره هللا لقاءه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]76 :‬قال رسول هللا ‪( :‬قال هللا عز وجل‪ :‬إذا أحب عب دي لق ائي‬
‫أحببت لقاءه‪ ،‬وإذا كره لقائي كرهت لقاءه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]77 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه‪ ،‬ومن‬
‫كره لقاء هللا كره هللا لقاءه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]78 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن شئتم أنبأتكم ما أول م ا يق ول هللا ع ز‬
‫وجل للمؤمنين يوم القيامة‪ ،‬وما أول ما يقولون له؟ قلنا‪ :‬نعم يا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬إن‬
‫هللا عز وجل يقول للمؤمنين‪ :‬ه ل أحببتم لق ائي؟ فيقول ون‪ :‬نعم ي ا ربن ا‪ ،‬فيق ول‪ :‬لم؟‬
‫فيقولون‪ :‬رجونا عفوك ومغفرتك فيقول‪ :‬قد وجبت لكم مغفرتي)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]79 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا ش خص البص ر وحش رج الص در‬
‫واقشعر الجلد وتش نجت األص ابع فعن د ذل ك من أحب لق اء هللا أحب هللا لق اءه ومن‬
‫كره لقاء هللا كره هللا لقاءه)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]80 :‬قال رسول هللا ‪( :‬اثنان يكرههم ا ابن آدم الم وت والم وت‬
‫خير للمؤمنين من الفتنة‪ ،‬ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]81 :‬قال رسول هللا ‪( :‬تحفة المؤمن الموت)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]82 :‬عن سلمان أن النبي ‪ ‬ع اد رجال من األنص ار فوض ع ي ده‬
‫على جبينه فقال‪( :‬كيف تجدك؟) فلم يجبه‪ ،‬فقيل‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬إن ه عن ك مش غولٌ‪.‬‬
‫فقال‪( :‬خلوا بيني وبينه)‪ ،‬فخرج الناس فرفع يده‪ ،‬فأشار المريض أن أعد ي دك حيث‬

‫‪ )(1‬أبو داود (‪)3110‬‬


‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)6507‬ومسلم (‪،)2684‬والترمذي (‪ ،)1067‬والنسائي ‪.4/10‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد والنسائي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/334 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والنسائي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/335 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/335 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/336 :‬‬
‫‪ )(7‬مسلم (‪)2685‬‬
‫‪ )(8‬أحمد ‪.5/427‬‬
‫‪ )(9‬قال الهيثمي في (المجمع) ‪ :2/321‬رواه الطبراني في الكبير‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫كانت‪ ،‬ثم ناداه‪ :‬يا فالن ما تج د؟ ق ال‪ :‬أج دني بخ ير‪ ،‬وق د حض رني اثن ان أح دهما‬
‫أسود واآلخر أبيض‪ .‬قال ‪( :‬أيهما أق رب من ك؟) ق ال‪ :‬األس ود‪ ،‬ق ال‪( :‬إن الخ ير‬
‫قلي ٌل وإن الشر كثي ٌر)‪ ،‬ق ال‪ :‬فمتع ني من ك ي ا رس ول هللا ب دعوة‪ ،‬ق ال‪( :‬اللهم اغف ر‬
‫الكثير وأنم القليل)‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما ترى؟ قال‪ :‬خ يرا ب أبي أنت وأمي‪ ،‬أرى الخ ير ينمى‬
‫وأرى الشر يضمحل‪ ،‬وقد استأخر ع ني األس ود‪ ،‬ق ال‪ :‬أي عمل ك أمل ك ب ك؟ ق ال‪:‬‬
‫كنت أسقي الماء‪ ،‬قال ‪( :‬اسمع يا سلمان هل تنك ر من ه ش يئا؟)‪ ،‬ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ب أبي‬
‫وأمي قد رأيتك في مواطن ما رأيتك على مثل حالك اليوم‪ ،‬ق ال‪ :‬إنى أعلم م ا يلقى‪،‬‬
‫ما منه عر ٌ‬
‫ق إال وهو يألم الموت على حدته)(‪)1‬‬
‫ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫ُ‬
‫[الحديث‪ ]83 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لما أسري بي إلى السماء رأيت َملَكا ً من‬
‫المالئكة بيده لوح من نور‪ ،‬ال يلتفت يمينا وال شماال مقبالً عليه‪ ،‬ثبّه كهيئة الح زين‪،‬‬
‫فقلت‪َ :‬م ن هذا يا جبريل؟‪ ..‬فقال‪ :‬هذا ملك الموت‪ ،‬مشغو ٌل في قبض األرواح فقلت‪:‬‬
‫ادنني منه يا جبريل ألكلّمه‪ ،‬فأدناني منه‪ ،‬فقلت له‪ :‬يا ملك الموت‪ ..‬أَكلُّ َمن م ات أو‬
‫ميت فيما بعد أنت تقبض روحه؟‪ ..‬ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬وتحض رهم بنفس ك؟‪ ..‬ق ال‪:‬‬ ‫هو ٌ‬
‫ف‬‫نعم‪ ،‬م ا ال دنيا كله ا عن دي فيم ا س ّخرها هللا لي وم ّكن ني منه ا إال ك درهم في ك ّ‬
‫الرجل يقلّبه كيف يشاء‪ ،‬وما من دار في الدنيا إال وأدخلها في كل يوم خمس مرات‪،‬‬
‫إن لي إليكم ع ودةً وع ودةً‬ ‫وأقول إذا بكى أه ل ال بيت على ميّتهم‪ :‬ال تبك وا علي ه‪ ،‬ف ّ‬
‫حتى ال يبقى منكم أح ٌد‪ ..‬قال رس ول هللا ‪ :‬كفى ب الموت طامّ ةً ي ا جبري ل‪ ..‬فق ال‬
‫جبريل‪ :‬ما بعد الموت أط ّم وأعظم من الموت)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]84 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا رض ي هللا عن عب د ق ال‪ :‬ي ا مل ك‬
‫الموت‪ ،‬اذهب إلى فالن فاقبض بروحه‪ ،‬حس بي من عمل ه‪ ،‬ق د بلوت ه فوجدت ه حيث‬
‫أحبّ ‪ ،‬في نزل مل ك الم وت ومع ه خمس مائة من المالئك ة‪ ،‬معهم قض بان الري احين‬
‫يبش ره ببش ارة س وى بش ارة ص احبه‪ ،‬ويق وم‬ ‫وأصول الزعف ران‪ ،‬ك ّل واح د منهم ّ‬
‫المالئكة صفين لخروج روحه معهم الريحان‪ ..‬فإذا نظر إليهم إبليس وضع يده على‬
‫رأسه ثم صرخ‪ ،‬فيقول له جنوده‪ :‬ما لك يا سيدنا؟‪ ..‬فيقول‪ :‬أما ترون ما أُعطي ه ذا‬
‫العبد من الكرامة؟‪ ..‬أين كنتم عن هذا؟‪ ..‬قالوا‪ :‬جهدنا به فلم يطعنا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]85 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة ال‬
‫يتيقن الوصول إلى رضوان هللا حتى يكون وقت نزع روح ه وظه ور مل ك الم وت‬
‫أن َملَك الموت يَ ِر ُد على المؤمن وهو في شدة علّة‪ ،‬وعظيم ض يق ص دره‬ ‫له‪ ،‬وذلك ّ‬
‫بما يخلف من أمواله‪ ،‬ولما هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه وعيال ه‪ ،‬وق د‬
‫بقيت في نفسه مرارته ا وحس راتها‪ ،‬واقتط ع دون أمانيّه فلم ينله ا‪ ،‬فيق ول ل ه مل ك‬
‫الم وت‪ :‬مال ك تج رع غصص ك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬الض طراب أح والي واقتطاع ك لي دون‬
‫‪ )(1‬البزار‪.6/230 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/141 :‬وتفسير القمي ص‪.370‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/161 :‬وجامع األخبار‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫آمالي‪ ،‬فيقول له ملك الموت‪ :‬وهل يحزن عاقل من فقد درهم زائف واعتياض أل ف‬
‫ألف ضعف ال دنيا؟‪ ..‬فيق ول‪ :‬ال‪ ،‬فيق ول مل ك الم وت‪ :‬ف انظر فوق ك‪ ،‬فينظ ر ف يرى‬
‫درج ات الجن ة وقص ورها ال تي تقص ر دونه ا األم اني‪ ،‬فيق ول مل ك الم وت‪ :‬تل ك‬
‫منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك‪ ،‬ومن كان من أهلك ههن ا وذريّت ك ص الحا ً‬
‫فهم هناك معك‪ ،‬أفترضى به بدال مم ا هن اك؟‪ ..‬فيق ول‪ :‬بلى وهللا‪ ..‬ثم يق ول‪ :‬انظ ر‪،‬‬
‫فينظر فيرى محم داً وعلي ا ً والطي بين في أعلى علّيين‪ ،‬فيق ول‪ :‬أَ َو ت راهم؟‪ ..‬ه ؤالء‬
‫س اداتك وأئمت ك‪ ،‬هم هن اك جالّس ك وآناس ك‪ ،‬أفم ا ترض ى بهم ب دال ممن تف ارق‬
‫ههن ا؟‪..‬فيق ول‪ :‬بلى وربي‪ ،‬ف ذلك م ا ق ال هللا تع الى‪﴿ :‬إِ َّن الَّ ِذينَ قَ الُوا َربُّنَ ا هَّللا ُ ثُ َّم‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َواَل هُ ْم يَحْ زَ نُ ونَ ﴾ [األحق اف‪ ،]13 :‬فم ا أم امكم من‬ ‫اس تَقَا ُموا فَاَل خَ وْ ٌ‬
‫ْ‬
‫األهوال ُكفيتموها‪ ،‬وال تحزنوا على م ا تخلفون ه من ال ذراري والعي ال‪ ،‬فه ذا ال ذي‬
‫شاهدتموه في الجنان بدال منهم‪ ،‬وأبشروا بالجن ة ال تي كنتم توع دون‪ ،‬ه ذه من ازلكم‬
‫وهؤالء ساداتكم آناسكم وجالّسكم)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]86 :‬ق ال اإلم ام الس جاد‪( :‬م ا ن دري كي ف نص نع بالن اس؟ إن‬
‫ح دثناهم بم ا س معنا من رس ول هللا ‪ ‬ض حكوا‪ ،‬وإن س كتنا لم يس عنا)‪ ،‬فقي ل ل ه‪:‬‬
‫حدثنا‪ ،‬فقال‪( :‬هل تدرون ما يقول عدو هللا إذا حمل على سريره؟)‪ ..‬قي ل‪ :‬ال‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫(فإنه يقول لحملت ه‪ :‬أال تس معون؟ إني أش كو إليكم ع دو هللا خ دعني وأوردني ثم لم‬
‫يص درني‪ ،‬وأش كو إليكم إخوان ا واخيتهم فخ ذلوني‪ ،‬وأش كو إليكم دارا أنفقت فيه ا‬
‫حريبتي فصار سكانها غيري‪ ،‬فارفقوا بي وال تستعجلوا)‪ ،‬فقال ضمرة‪ ،‬وهو رج ل‬
‫من الحاضرين‪ ،‬مستهزئا‪ :‬يا أبا الحسن إن كان هذا يتكلم بهذا الكالم يوش ك أن يثب‬
‫على أعن اق ال ذين يحملون ه‪ ،‬فق ال اإلم ام الس جاد‪( :‬اللهم إن ك ان ض مرة ه زأ من‬
‫حديث رسولك فخذه أخذ أس ف)‪ ،‬فمكث أربعين يوم ا ثم م ات‪ ،‬فحض ره م ولى ل ه‪،‬‬
‫فلم ا دفن أتى اإلم ام الس جاد فجلس إلي ه فق ال ل ه‪ :‬من أين جئت ي ا فالن؟ ق ال‪ :‬من‬
‫جنازة ضمرة‪ ،‬فوضعت وجهي عليه حين سوي علي ه فس معت ص وته وهللا أعرف ه‬
‫كما كنت أعرفه وهو حي وهو يق ول‪( :‬ويل ك ي ا ض مرة بن معب د الي وم خ ذلك ك ل‬
‫خلي ل وص ار مص يرك إلى الجحيم فيه ا مس كنك ومبيت ك والمقي ل)‪ ،‬فق ال اإلم ام‬
‫السجاد‪( :‬أسأل هللا العافية‪ ،‬هذا جزاء من يهزأ من حديث رسول هللا ‪)2( )‬‬
‫[الحديث‪ ]87 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا حمل عدو هللا إلى قبره ن ادى حملت ه‪:‬‬
‫أال تس معون ي ا إخوت اه‪ ،‬إني أش كوا إليكم م ا وق ع في ه أخ وكم الش قي‪ ،‬إن ع دو هللا‬
‫خدعني فأوردني ثم لم يصدرني‪ ،‬وأقسم لي إنه ناصح لي فغشني‪ ،‬وأشكو إليكم دني ا‬
‫غرتني حتى إذا اطم أننت إليه ا ص رعتني‪ ،‬وأش كو إليكم أخالء اله وى من وني‪ ،‬ثم‬
‫تبرؤوا مني وخذلوني‪ ،‬وأشكو إليكم أوالدا حميت عنهم وآث رتهم على نفس ي ف أكلوا‬
‫مالي وأسلموني‪ ،‬وأشكو إليكم ماال منعت فيه ح ق هللا فك ان وبال ه علي وك ان نفع ه‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/177 :‬وتفسير اإلمام العسكري‪.‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.67‬‬
‫‪24‬‬
‫لغيري‪ ،‬وأشكو إليكم دارا أنفقت عليها حريبتي وصار س كانها غ يري وأش كو إليكم‬
‫طول الثوى في قبري ينادي‪ :‬أنا بيت الدود‪ ،‬أنا بيت الظلمة والوحش ة والض يق‪ ،‬ي ا‬
‫إخوتاه فاحبسوني ما استطعتم‪ ،‬واحذروا مثل ما لقيت‪ ،‬فإني قد بشرت بالن ار وال ذل‬
‫والصغار وغضب العزيز الجبار‪ ،‬واحسرتاه على ما فرطت في جنب هللا‪ ،‬وياطول‬
‫عولتاه‪ ،‬فم الي من ش فيع يط اع‪ ،‬وال ص ديق يرحم ني‪ ،‬فل و أن لي ك رة ف أكون من‬
‫المؤمنين‪ ،‬فم ا يف تر ين ادي ح تى ي دخل ق بره‪ ،‬ف إذا ادخ ل حفرت ه ردت ال روح في‬
‫جسده‪ ،‬وجاء ملكا القبر فامتحناه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]88 :‬دخل رسول هللا ‪ ‬على رجل من أصحابه وهو يجود بنفس ه‬
‫فقال‪ :‬يا ملك الموت إرفق بصاحبي فإنه م ؤمن‪ .‬فق ال‪( :‬أبش ر ي ا محم د ف إني بك ل‬
‫مؤمن رفيق‪ ،‬واعلم يا محمد أني أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله‪ ،‬ف أقوم في ناحي ة‬
‫من دارهم فأقول‪ :‬ما هذا الجزع؟فوهللا ما تعجلناه قبل أجله‪ ،‬وما ك ان لن ا في قبض ه‬
‫من ذنب! فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا‪ ،‬وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]89 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لقي إبراهيم عليه السالم ملك ا ً فق ال ل ه‪:‬‬
‫من أنت؟ قال‪ :‬أنا ملك الموت‪ .‬فقال‪ :‬أتستطيع أن تري ني الص ورة ال تي تقبض فيه ا‬
‫روح المؤمن؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أع رض ع ني ف أعرض عن ه‪ ،‬ف إذا ش اب حس ن الص ورة‬
‫حسن الثياب حسن الشمايل طيب الرائحة‪ .‬فقال‪ :‬يا ملك الم وت‪ ،‬ل و لم يل ق الم ؤمن‬
‫إال حسن صورتك لكان حسبه‪ .‬ثم قال‪ :‬هل تستطيع أن تري ني الص ورة ال تي تقبض‬
‫فيها روح الفاجر؟فق ال‪ :‬التطي ق‪.‬فق ال‪ :‬بلى‪ .‬ق ال‪ :‬أع رض ع ني ف أعرض عن ه ثم‬
‫التفت إليه فإذا هو رجل أسود قائم الشعر‪ ،‬منتن الرائح ة‪ ،‬أس ود الثي اب‪ ،‬يخ رج من‬
‫فيه ومن من اخره الن يران وال دخان ! ف ُغش َي على إب راهيم‪ ،‬ثم أف اق وق د ع اد مل ك‬
‫الموت إلى حالته األولى‪ ،‬فقال‪ :‬يا ملك الم وت ل و لم يل ق الف اجر إال ص ورتك ه ذه‬
‫لكفته)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]90 :‬لما حضرت النبي ‪ ‬الوفاة نزل جبريل عليه السالم فقال‪:‬يا‬
‫رسول هللا هل لك في الرجوع إلى الدنيا؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬قد بلغت رساالت ربي‪ .‬فأعاده ا‬
‫عليه فقال‪ :‬ال‪ ،‬بل الرفي ق األعلى‪ ،‬ثم ق ال الن بي ‪ ‬والمس لمون حول ه مجتمع ون‪:‬‬
‫(أيه ا الن اس إن ه ال ن بي بع دي‪ ،‬وال س نة بع د س نتي‪ ،‬فمن ادعى بع د ذل ك ف دعواه‬
‫وبدعته في النار فاقتلوه‪ ،‬ومن اتبع ه فإن ه في الن ار‪ ..‬أيه ا الن اس‪ :‬أحي وا القص اص‬
‫َب هَّللا ُ أَل َ ْغلِبَ َّن أَنَا‬
‫وأحيوا الحق لصاحب الحق وال تفرقوا‪ ،‬أسلموا وسلِّ ُموا تسلموا ﴿ َكت َ‬
‫ز﴾ [المجادلة‪)4()]21 :‬‬‫َزي ٌ‬
‫يع ِ‬‫َو ُر ُسلِي إِ َّن هَّللا َ قَ ِو ٌّ‬
‫[الحديث‪ ]91 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬م ا ي زال الهم والغم ب المؤمن‪ ،‬ح تى م ا‬

‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.67‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪.3/136:‬‬
‫‪ )(3‬عوالي اللئالي‪.1/247/‬‬
‫‪ )(4‬من ال يحضره الفقيه (‪)4/163‬‬
‫‪25‬‬
‫ذنباً)(‪)1‬‬ ‫يدع له‬
‫[الحديث‪ ]92 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ق ال هللا ع ز وج ل‪ :‬وع زتي وجاللي ال‬
‫أخرج عبداً من الدنيا وأنا أريد أن أرحمه‪ ،‬حتى أستوفي منه كل خطيئة عمله ا‪ :‬إم ا‬
‫بسقم في جسده‪ ،‬وإما بضيق في رزقة‪ ،‬وإما بخوف في دني اه‪ .‬ف إن بقيت علي ه بقي ة‬
‫ت عليه عند الموت‪ .‬وع زتي وجاللي‪ ،‬ال أخ رج عب داً من ال دنيا وأن ا أري د أن‬ ‫َش َّد ْد ُ‬
‫أعذبه‪ ،‬حتى أوفيه كل حسنة عملها‪ ،‬إما بس عة في رزق ه‪ ،‬وإم ا بص حة في جس مه‪،‬‬
‫وإما بأمن في دنياه‪ ،‬فإن بقيت عليه بقية هونت عليه بها الموت)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]93 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا أراد هللا تب ارك وتع الى قبض روح‬
‫المؤمن قال‪( :‬يا ملك الموت‪ ،‬انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي‪ ،‬فطالم ا نص ب نفس ه‬
‫ب‬
‫من أجلي ف أتني بروح ه ألريح ه عن دي؛ فيأتي ه مل ك الم وت بوج ٍه حس ن‪ ،‬وثي ا ٍ‬
‫وريح طيبة‪ ،‬فيقوم بالباب فال يستأذن بوابا‪ ،‬وال يهتك حجابا‪ ،‬وال يكسر بابا‬‫ٍ‬ ‫طاهرة‪،‬‬
‫مع ه خمس مائة ملَ ك أع وان‪ ،‬معهم طن ان الريح ان‪ ،‬والحري ر األبيض‪ ،‬والمس ك‬
‫األذفر‪ ،‬فيقولون‪ :‬السالم عليك يا ولي هللا‪ ،‬أبشر ّ‬
‫فإن ال رب يقرئ ك الس الم‪ ،‬أم ا إن ه‬
‫راض غير غضبان‪ ،‬وأبشر بروح وريحان وجنة نعيم‪ :‬أما ال روح فراح ةٌ من‬ ‫ٍ‬ ‫عنك‬
‫الدنيا وبالئها‪ ،‬وأما الريحان من ك ّل طيب في الجنة‪ ،‬فيوضع على ذقنه فيصل ريحه‬
‫إلى روحه‪ ،‬فال يزال في راحة حتى يخرج نفس ه‪ ،‬ثم يأتي ه رض وان خ ازن الجن ة‪،‬‬
‫فيسقيه شربةً من الجنة ال يعطش في قبره وال في القيامة ح تى ي دخل الجن ة ريّان اً؛‬
‫فيقول‪ :‬يا ملك الم وت‪ ،‬ر ّد روحي ح تى يث ني على جس دي‪ ،‬وجس دي على روحي‪،‬‬
‫فيقول ملك الموت‪ :‬ليثن ك ّل واح ٍد منكما على صاحبه‪ ،‬فيقول الروح‪ :‬ج زاك هللا من‬
‫جس ٍد خير الجزاء‪ ،‬لقد كنت في طاعة هللا مسرعاً‪ ،‬وعن معاص يه مبطئ ا ج زاك هللا‬
‫عني من جسد خير الجزاء‪ ،‬فعليك السالم إلى يوم القيامة‪ ،‬ويقول الجسد للروح مثل‬
‫ذلك؛ فيصيح ملك الموت‪ :‬أيتها ال روح الطيب ة اخ رجي من ال دنيا مؤمن ة مرحوم ة‬
‫مغتبطة‪ ،‬فرقت به المالئك ة‪ ،‬وف رجت عن ه الش دائد‪ ،‬وس هلت ل ه الم وارد‪ ،‬وص ار‬
‫لحيوان الخلد‪ ،‬ثم يبعث هللا له صفين من المالئكة غير القابض ين لروح ه‪ ،‬فيقوم ون‬
‫سماطين م ابين منزل ه إلى ق بره يس تغفرون ل ه ويش فعون ل ه‪ ،‬فيعلل ه مل ك الم وت‬
‫ويمنيه ويبشره عن هللا بالكرام ة والخ ير كم ا تخ ادع الص بي ام ه‪ ،‬تمرخ ه بال دهن‬
‫والريحان وبقاء النفس‪ ،‬ويفديه بالنفس والوالدين؛ فإذا بلغت الحلق وم ق ال الحافظ ان‬
‫اللذان معه‪ :‬يا مل ك الم وت ارأف بص احبنا وارف ق فنعم االخ ك ان ونعم الجليس لم‬
‫يمل علينا ما يسخط هللا قط‪ ،‬فإذا خرجت روحه خرجت كنخلة بيض اء وض عف في‬
‫مسكة بيضاء‪ ،‬ومن كل ريحان في الجنة ف أدرجت إدراج ا‪ ،‬وع رج به ا القابض ون‬
‫إلى السماء الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬فيفتح له أب واب الس ماء ويق ول له ا البواب ون‪ :‬حياه ا هللا من‬
‫جسد كانت فيه‪ ،‬لقد كان يمر له علين ا عم ل ص الح ونس مع حالوة ص وته ب القرآن‪،‬‬

‫‪ )(1‬الكافي‪.2/444:‬‬
‫‪ )(2‬الكافي‪.2/444:‬‬
‫‪26‬‬
‫فبكى له أبواب السماء والبوابون لفق ده ويقول ون‪ :‬ي ارب ق د ك ان لعب دك ه ذا عم ل‬
‫صالح وكنا نسمع حالوة صوته بالذكر للقرآن‪ ،‬ويقولون‪ :‬اللهم ابعث لنا مكانه عب دا‬
‫يسمعنا ما كان يسمعنا‪ ،‬ويصنع هللا مايشاء‪ ،‬فيص عد ب ه إلى عيش رحب ب ه مالئك ة‬
‫الس ماء كلهم أجمع ون‪ ،‬ويش فعون ل ه ويس غفرون ل ه‪ ،‬ويق ول هللا تب ارك وتع الى‪:‬‬
‫رحمتي علي ه من روح‪ ،‬ويتلق اه أرواح المؤم نين كم ا يتلقى الغ ائب غائب ه‪ ،‬فيق ول‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬ذروا هذه الروح حتى تفيق فقد خ رجت من ك رب عظيم‪ ،‬وإذا ه و‬
‫استراح أقبلوا عليه يسائلونه ويقول ون‪ :‬مافع ل فالن وفالن؟ ف إن ك ان ق دمات بك وا‬
‫واسترجعوا ويقولون‪ :‬ذهبت به أمه الهاوية فإن ا هلل وإن ا إلي ه راجع ون‪ ،‬فيق ول هللا‪:‬‬
‫ردوها عليه‪ ،‬فمنها خلقتهم وفيها اعيدهم‪ ،‬ومنه ا اخ رجهم ت ارة اخ رى‪ ،‬ف إذا حم ل‬
‫سريره حملت نعشه المالئكة واندفعوا به اندفاعا والش ياطين س ماطين ينظ رون من‬
‫بعيد ليس لهم عليه سلطان وال سبيل‪ ،‬فإذا بلغوا ب ه الق بر ت وثبت إلي ه بق اع االرض‬
‫كالر ياض الخضر‪ ،‬فقالت ك ل بقع ة منه ا‪ :‬اللهم اجعل ه في بط ني‪ ،‬فيج اء ب ه ح تى‬
‫يوضع في الحفرة التي قضاها هللا له‪ ،‬فإذا وضع في لحده مثل له أبوه وامه وزوجته‬
‫وولده وإخوانه‪ ،‬فيقول لزوجته‪ :‬مايبكيك؟ قال‪ :‬فتقول‪ ،‬لفقدك‪ ،‬تركتنا معولين‪ ،‬فتجئ‬
‫صورة حس نة‪ ،‬فيق ول‪ :‬م ا أنت؟ فيق ول‪ :‬أن ا عمل ك الص الح‪ ،‬أن ا ل ك الي وم حص ن‬
‫حصين وجنة وسالح المرهللا‪ ،‬فيقول‪ :‬أما وهللا لو علمت أنك في هذا المكان لنصبت‬
‫نفسي لك‪ ،‬وما غرني مالي وولدي‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ولي هللا ابشر بالخير‪ ،‬فوهللا إنه ليسمع‬
‫خفق نعال القوم إذا راجع وا‪ ،‬ونفض هم أي ديهم من ال تراب إذا فرغ وا‪ ،‬ق د رد علي ه‬
‫روحه وما علموا‪ ،‬فتقول له االرض‪ :‬مرحب ا ي ا ولي هللا‪ ،‬مرحب ا ب ك‪ ،‬أم ا وهللا لق د‬
‫كنت احبك وأنت على متني‪ ،‬فأنا لك الي وم أش د حب ا إذا أنت في بط ني‪ ،‬أم ا وع زة‬
‫ربي ال حسنن جوارك وال بردن مضجعك‪ ،‬وال وسعن مدخلك‪ ،‬إنما أنا روض ة من‬
‫رياض الجنة‪ ،‬أوحفرة من حفر النار‪ ،‬ثم يبعث هللا إليه ملك ا فيض رب بجناحي ه عن‬
‫يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فيوسع له من كل طريقة أربعين فرس خا‬
‫نورا‪ ،‬فإذا قبره مستدير بالنور)(‪)1‬‬
‫ب ـ أحاديث أئمة الهدى حول أصناف الموتى‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]94 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬لم ا أراد هللا تب ارك وتع الى قبض روح‬
‫إبراهيم علي ه الس الم أهب ط هللا مل ك الم وت‪ ،‬فق ال‪ :‬الس الم علي ك ي ا إب راهيم ق ال‪:‬‬
‫وعليك الس الم يامل ك الم وت أداع أم ن اع؟ ق ال‪ :‬ب ل داع ي ا إب راهيم؟ ف أجب‪ ،‬ق ال‬
‫إبراهيم‪ :‬فهل رأيت خليال يميت خليله؟ قال‪ :‬فرجع ملك الموت حتى وق ف بين ي دي‬
‫هللا جل جالله فقال‪ :‬إلهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم‪ ،‬فقال هللا جل جالله ياملك‬
‫الموت إذهب إليه وقل له‪ :‬هل رأيت حبيبا يكره لق اء حبيب ه؟ إن الح بيب يحب لق اء‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،208/ 8 :‬عن‪ :‬االختصاص‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫حبيبه‪)1().‬‬
‫[الحــديث‪ ]95 :‬ق ال اإلم ام علي لمن ادعى التن اقض بين قول ه تع الى‪ ﴿ :‬قُ لْ‬
‫س ِحينَ‬ ‫ت الَّ ِذي ُو ِّك َل بِ ُك ْم﴾ [الس جدة‪ ]11 :‬وقول ه‪﴿ :‬هَّللا ُ يَتَ َوفَّى اأْل َ ْنفُ َ‬‫ك ْال َموْ ِ‬ ‫يَتَ َوفَّا ُك ْم َملَ ُ‬
‫ُس لُنَا َوهُ ْم اَل يُفَرِّ طُ ونَ ﴾ [األنع ام‪،]61 :‬‬ ‫َموْ تِهَ ا ﴾ [الزم ر‪ ،]42 :‬وقول ه‪﴿ :‬ت ََوفَّ ْت هُ ر ُ‬
‫وقوله‪﴿ :‬الَّ ِذينَ تَ َوفَّاهُ ُم ْال َماَل ئِ َكةُ ظَالِ ِمي أَ ْنفُ ِس ِه ْم﴾ [النساء‪ ،]97 :‬وقوله‪﴿ :‬الَّ ِذينَ تَتَ َوفَّاهُ ُم‬
‫ْال َماَل ئِ َك ةُ طَيِّبِينَ يَقُولُ ونَ َس اَل ٌم َعلَ ْي ُك ُم﴾ [النح ل‪( :]32 :‬إن هللا تب ارك وتع الى ي دبر‬
‫االمور كيف يشاء‪ ،‬ويوكل من خلقه من يش اء بم ا يش اء‪ ،‬أم ا مل ك الم وت ف إن هللا‬
‫عزوجل يوكله بخاصته من يشاء من خلقه‪ ،‬ويوكل رس له من المالئك ة خاص ة بمن‬
‫يشاء من خلقه تبارك وتعالى والمالئكة الذين سماهم هللا عزوجل وكلهم بخاصة من‬
‫يشاء من خلقه‪ ،‬إنه تبارك وتعالى يدبر األمور كيف يشاء‪ ،‬وليس ك ل العلم يس تطيع‬
‫صاحب العلم أن يفسره لكل الناس‪ ،‬ألن منهم القوي والضعيف‪ ،‬وألن منه ما يط اق‬
‫حمله‪ ،‬ومنه ما ال يطاق حمل ه إال من يس هل هللا ل ه حمل ه وأعان ه علي ه من خاص ة‬
‫أوليائه‪ ،‬وإنما يكفيك أن تعلم أن هللا المح يي المميت‪ ،‬وأن ه يت وفى االنفس على ي دي‬
‫من يشاء من خلقه من مالئكته وغيرهم)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]96 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬إن العب د إذا دخ ل حض رته أت اه ملك ان‬
‫اسمهما منكر ونكير‪ ،‬فأول ما يسأالنه عن ربه ثم عن نبيه ثم عن ولي ه‪ ،‬ف ان أج اب‬
‫عذباه‪ ،‬فقال له الرجل لمن عرف ربه ونبيه ولم يع رف ولي ه؟ فق ال‪:‬‬ ‫نجا وان عجز ّ‬
‫ُض لِ ِل هللاُ فَلَ ْن ت َِج َد لَ هُ َس بِيال﴾ ذل ك ال‬ ‫﴿و َم ْن ي ْ‬
‫مذب ذب ال إلى ه ؤالء وال إلى ه ؤالء َ‬
‫سبيل له)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]97 :‬قال اإلمام علي‪( :‬دعا نبي من األنبي اء على قوم ه‪ ،‬فقي ل ل ه‪:‬‬
‫أسلّط عليهم عدوهم؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقيل له‪ :‬فالجوع؟ فقال‪ :‬ال‪ ،‬فقيل له‪ :‬م ا تري د؟ فق ال‪:‬‬
‫ل العدد‪ ،‬فأرسل عليهم الطاعون)(‪)4‬‬ ‫موت دفيق يحزن القلب ويق ّ‬
‫[الحديث‪ ]98 :‬قال اإلمام علي‪( :‬موت األبرار راحة ألنفسهم‪ ،‬وموت الفجار‬
‫راحة للعالم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]99 :‬سئل اإلمام علي بم اذا أحببت لق اء هللا؟ ق ال‪( :‬لم ا رأيت ه ق د‬
‫اختار لي دين مالئكته ورس له وأنبيائ ه علمت أن ال ذي أكرم ني به ذا ليس ينس اني‬
‫فأحببت لقاءه)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]100 :‬قي ل لإلم ام علي‪ :‬ص ف لن ا الم وت‪ ،‬فق ال‪( :‬على الخب ير‬
‫سقطتم‪ ،‬هو أحد ثالثة اُمور يرد علي ه‪ :‬ام ا بش ارة بنعيم األب د‪ ،‬وإم ا بش ارة بع ذاب‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/127 :‬وأمالي الصدوق ص‪.118‬‬


‫‪ )(2‬توحيد الصدوق‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫‪ )(3‬بصائر الدرجات‪ ،518 ،‬بحار األنوار‪.6/233 ،‬‬
‫‪ )(4‬الكافي ‪ ،3/261‬بحار األنوار‪.6/122 ،‬‬
‫‪ )(5‬كنز الكراجكي‪ ،162 /‬بحار األنوار‪.82/181 ،‬‬
‫‪ )(6‬الخصال‪ ،33 ،‬بحار األنوار‪.6/127 ،‬‬
‫‪28‬‬
‫األب د‪ ،‬وإم ا تح زين وتهوي ل وأم ره مبهم ال ي دري في أي الف رق ه و‪ ،‬فأم ا ولين ا‬
‫المطيع ألمرن ا فه و المبش ر بنعيم األب د‪ ،‬وأم ا ع دونا المخ الف علين ا فه و المبش ر‬
‫بعذاب األبد‪ ،‬وأما المبهم أمره الذي ال ي دري م ا حال ه فه و الم ؤمن المس رف على‬
‫يس ويه هللا ع ّزوج ّل‬ ‫نفسه ال يدري ما يؤول اليه حاله‪ ،‬يأتيه الخبر مبهما ً مخوف اً‪ ،‬ثم ّ‬
‫بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا‪ ،‬فاعملوا وأطيعوا‪ ،‬ال تنكلوا وال تستصغروا‬
‫عقوبة هللا ع ّزوج ّل فإن من المسرفين من ال تلحقه شفاعتنا‪ ،‬إالّ بع د ع ذاب ثالثمائ ة‬
‫ألف سنة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]101 :‬عن حبة العرني قال‪ :‬خ رجت م ع اإلم ام علي إلى الظه ر‪،‬‬
‫فوقف بوادي السالم كأنه مخاطب ألقوام فقمت بقيامه حتى أعييت‪ ،‬ثم جلس ت ح تى‬
‫مللت‪ ،‬ثم قمت ح تى ن الني مث ل م ا ن الني أوال‪ ،‬ثم جلس ت ح تى مللت‪ ،‬ثم قمت‬
‫وجمعت ردائي‪ ،‬فقلت‪ :‬ي ا أم ير المؤم نين‪ ،‬إني ق د أش فقت علي ك من ط ول القي ام‬
‫فراحة س اعة‪ ،‬ثم ط رحت ال رداء ليجلس علي ه فق ال‪( :‬ي ا حبّة‪ ،‬إن ه و إال محادث ة‬
‫مؤمن أو مؤانسته)‪ ،‬قلت‪ :‬يا أمير المؤم نين‪ ،‬وإنهم لك ذلك؟‪ ..‬ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ول و ُكش ف‬
‫لك لرأيتهم حلق ا حلق ا يتح ادثون‪ ،‬فقلت‪ :‬أجس ا ٌم أم أرواحٌ؟‪ ..‬فق ال‪ :‬أرواحٌ‪ ،‬وم ا من‬
‫مؤمن يموت في بقعة من بقاع األرض إال قيل لروحه‪ :‬الحقي بوادي الس الم‪ ،‬وإنه ا‬
‫لبقعة ٌمن جنة عدن)(‪)2‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]102 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬الحياة والموت خلقان من خلق هللا‪ ،‬ف إذا‬
‫جاء الموت فدخل في االنسان لم يدخل في شئ إال وخرجت منه الحياة) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]103 :‬سئل اإلمام الباقر عن لحظة مل ك الم وت‪ ،‬ق ال‪( :‬أم ا رأيت‬
‫الناس يكونون جلوس اً؟‪ ..‬فتع تريهم الس كتة‪ ،‬فم ا يتكلّم أح ٌد منهم‪ ،‬فتل ك لحظ ة مل ك‬
‫الموت حيث يلحظهم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]104 :‬سئل اإلمام الباقر‪ :‬ما يُصنع بأحدنا عند الموت؟‪ ..‬قال‪( :‬أم ا‬
‫وهللا ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من هللا ومكانه منا‪ ،‬إال أن يبل غ نفس ه ههن ا ـ‬
‫بش رك؟‪ ..‬فق ال الس ائل‪ :‬بلى جعلت ف داك‪ ،‬فق ال‪( :‬إذا‬ ‫ثم أهوى بيده إلى نحره ـ أال أُ ّ‬
‫كان ذلك أتاه رسول هللا ‪ ‬واإلمام علي معه‪ ،‬يقعد عند رأس ه‪ ،‬فق ال ل ه ـ إذا ك ان‬
‫ذلك ـ رسول هللا ‪ :‬أما تعرفني؟‪ ..‬أنا رسول هللا هل ّم إلينا‪ ،‬فما أمامك خي ٌر لك مم ا‬
‫خلّفت‪ ،‬أ ّما ما كنت تخاف فق د أمنت ه‪ ،‬وأمّا م ا كنت ترج و فق د هجمت علي ه‪ ،‬أيته ا‬
‫الروح‪ ،‬اخرجي إلى روح هللا ورضوانه‪ ،‬ويقول له اإلمام علي مثل قول رس ول هللا‬
‫‪ ،)‬ثم قال‪( :‬يا أبا حمزة‪ ،‬أال أُخبرك بذلك من كت اب هللا؟‪ ..‬ق ول هللا‪﴿ :‬الَّ ِذينَ آ َمنُ وا‬

‫‪ )(1‬معاني األخبار‪ ،288 :‬بحار األنوار‪.6/153 ،‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/268 :‬والكافي ‪.1/66‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.71‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/144 :‬والكافي ‪.1/71‬‬
‫‪29‬‬
‫‪)1()]63‬‬ ‫َو َكانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]105 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬كان فيما وعظ به لقمان عليه السالم ابن ه‬
‫ك من الم وت‪ ،‬ف ارفع عن نفس ك الن وم ولن تس تطيع‬ ‫ك في ش ٍّ‬ ‫أن قال‪( :‬يا بني‪ ،‬إن ت ُ‬
‫ك من البعث‪ ،‬فارفع عن نفسك االنتباه ولن تستطيع ذلك‪ ،‬فإنك‬ ‫ذلك‪ ،‬وإن كنت في ش ٍّ‬
‫إذا فكرت في هذا علمت أن نفس ك بي د غ يرك‪ ،‬وإنم ا الن وم بمنزل ة الم وت‪ ،‬وإنم ا‬
‫اليقظة بعد النوم بمنزلة البعث بعد الموت)(‪)2‬‬
‫ق (‪)27‬‬ ‫[الحديث‪ ]106 :‬قال اإلمام الباقر في قول هللا تعالى‪َ ﴿ :‬وقِي َل َم ْن َرا ٍ‬
‫(إن ذلك ابن آدم اذا ح ّل به الموت قال‪ :‬ه ل‬ ‫ق ﴾ [القيامة‪ّ :]28 ،27 :‬‬ ‫َوظَ َّن أَنَّهُ ْالفِ َرا ُ‬
‫اق﴾ [القيام ة‪]29 :‬‬ ‫الس ِ‬ ‫ق بِ َّ‬ ‫ت السَّا ُ‬ ‫﴿و ْالتَفَّ ِ‬
‫من طبيب؟ أنّه الفراق أيقن بمفارقة األحبّة‪َ ..‬‬
‫التفت ال دنيا ب اآلخرة ﴿إِلَى َربِّكَ يَوْ َمئِ ٍذ ْال َم َس اقُ﴾ [القيام ة‪ ]30 :‬المص ير إلى ربّ‬
‫العالمين)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]107 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬م ا من أح د ين ام إالع رجت نفس ه إلى‬
‫السماء وبقيت روحه في بدنه‪ ،‬وصار بينهما سبب كشعاع الش مس‪ .‬ف إن أذن هللا في‬
‫قبض األرواح أج ابت ال روح النفس‪ .‬وإذا أذن هللا في رد ال روح أج ابت النفس‬
‫ت فِي َمنَا ِمهَ ا‬ ‫س ِحينَ َموْ تِهَ ا َوالَّتِي لَ ْم تَ ُم ْ‬ ‫الروح‪ .‬وهو قوله سبحانه‪﴿ :‬هَّللا ُ يَتَ َوفَّى اأْل َ ْنفُ َ‬
‫ضى َعلَ ْيهَا ْال َموْ تَ َويُرْ ِس ُل اأْل ُ ْخ َرى إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ّمًى﴾ [الزم ر‪،]42 :‬‬ ‫ك الَّتِي قَ َ‬ ‫فَيُ ْم ِس ُ‬
‫فمهم ا رأت في ملك وت الس ماوات فه و مم ا ل ه تأوي ل‪،‬وم ا رأت فيم ا بين الس ماء‬
‫واألرض فهو مما يخيله الشيطان‪ ،‬وال تأويل له)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]108 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬إذا أراد هللا قبض الك افر ق ال‪ :‬ي ا مل ك‬
‫الموت انطلق أنت وأعوانك إلى عدوي فإنى قدأبليت ه فأحس نت البالء‪ ،‬ودعوت ه إلى‬
‫دارالسالم فأبى إال أن يشتمني‪ ،‬وكف ر بي وبنعم تي وش تمني على عرش ي‪ ،‬ف اقبض‬
‫روحه حتى تكبه في الن ار‪ ،‬فيجيئ ه مل ك الم وت بوج ه كري ه ك الح‪ ،‬عين اه ك البرق‬
‫الخ اطف‪ ،‬وص وته كالرعدالقاص ف‪ ،‬لون ه كقط ع اللي ل المظلم‪ ،‬نفس ه كلهب الن ار‬
‫رأسه في السماء الدنيا‪ ،‬ورجل في المشرق‪ ،‬ورجل في المغرب‪ ،‬وقدماه في الهواء‪،‬‬
‫معه سفود كثيرالشعب‪ ،‬معه خمسمائة ملك أعوانا‪ ،‬معهم سياط من قلب جهنم تلتهب‬
‫تل ك الس ياط وهي من لهب جهنم‪ ،‬ومعهم مس ح أس ود وجم رة من جم ر جهنم‪ ،‬ثم‬
‫يدخل عليه ملك من خزان جهنم‪ ،‬فيسقيه شربة من النار اليزال منها عطش انا ح تى‬
‫يدخل النار‪ ،‬فإذا نظ ر إلى مل ك الم وت ش خص بص ره وط ار عقل ه ق ال‪ :‬ي ا مل ك‬
‫الموت ارجعون‪ ،‬قال‪ :‬فيقول ملك الموت‪ :‬كال إنها كلم ة ه و قائله ا‪ ،‬فيق ول‪ :‬يامل ك‬
‫الموت فإلى من أدع مالي وأهلي وولدي وعشيرتي وما كنت فيه من الدنيا؟ فيق ول‪:‬‬
‫دعهم لغ يرك واخ رج إلى الن ار‪ ،‬فيض ربه بالس فود ض ربة فاليبقى من ه ش عبة إال‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/178 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،42/ 7 :‬عن‪ :‬قصص األنبياء‪.‬‬
‫‪ )(3‬الكافى‪٢٥٩ /٣ :‬‬
‫‪ )(4‬تفسير مجمع البيان (‪)8/404‬‬
‫‪30‬‬
‫أنشبها في كل عرق ومفصل‪ ،‬ثم يجذب ه جذب ة فيس ل روح ه من قدمي ه بس طا‪ ،‬ف إذا‬
‫بلغت الركبتين أمر أعوانه فأكبوا عليه بالسياط ضربا‪ ،‬ثم يرفعه عنه فيذيقه سكراته‬
‫وغمراته قبل خروجها كأنما ضرب بألف س يف‪ ،‬فل و ك ان ل ه ق وة الجن واالنس ال‬
‫شتكى كل عرق منه على حياله بمنزلة سفود كثير الشعب القي على صوف مبتل ثم‬
‫يدار فيه فلم يأت على شئ إال انتزعه‪ ،‬كذلك خروج نفس الكافر من عرق وعضوو‬
‫مفصل وشعرة‪ ،‬فإذا بلغت الحلقوم ضربت المالئكة وجهه ودبره‪ ،‬وقي ل‪﴿ :‬أَ ْخ ِر ُج وا‬
‫اب ْالهُ و ِن بِ َم ا ُك ْنتُ ْم تَقُولُ ونَ َعلَى هَّللا ِ َغ ْي َر ْال َح ِّ‬
‫ق َو ُك ْنتُ ْم ع َْن‬ ‫أَ ْنفُ َس ُك ُم ْاليَوْ َم تُجْ َزوْ نَ َع َذ َ‬
‫آيَاتِ ِه تَ ْستَ ْكبِرُونَ ﴾ [األنعام‪ ،]93 :‬وذلك قوله‪﴿ :‬يَوْ َم يَ َروْ نَ ْال َماَل ئِ َك ةَ اَل ب ُْش َرى يَوْ َمئِ ٍذ‬
‫لِ ْل ُمجْ ِر ِمينَ َويَقُولُونَ ِحجْ رًا َمحْ جُورًا﴾ [الفرقان‪ ،]22 :‬فيقول ون‪ :‬حرام ا عليكم الجن ة‬
‫محرما‪ ،‬ويخرج روحه فيضعه مل ك الم وت بين مطرق ة وس ندان فيفض ح أط راف‬
‫أنامله وآخر ما يشدخ منه العينان‪ ،‬فيسطع لها ريح منتن يتأذى منه أهل السماء كلهم‬
‫أجمعون‪ ،‬فيقولون‪ :‬لعنة هللا عليها من روح كافرة منتن ة خ رجت من ال دنيا‪ ،‬فيلعن ه‬
‫هللا ويلعنه الالعنون‪ ،‬فإذا اتي بروحه إلى السماء الدنيا اغلقت عن ه أب واب الس ماء‪،‬‬
‫الس َما ِء َواَل يَ ْد ُخلُونَ ْال َجنَّةَ َحتَّى يَلِ َج ْال َج َم ُل فِي َس ِّم‬ ‫وذلك قوله‪﴿ :‬اَل تُفَتَّ ُح لَهُ ْم أَ ْب َوابُ َّ‬
‫ك نَجْ ِزي ْال ُمجْ ِر ِمينَ ﴾ [األعراف‪ ،]40 :‬يقول هللا‪ :‬ردوه ا علي ه‪ ،‬فمنه ا‬ ‫ْال ِخيَ ِ‬
‫اط َو َك َذلِ َ‬
‫خلقتهم‪ ،‬وفيها اعيدهم‪ ،‬ومنها اخرجهم ت ارة اخ رى‪ ،‬ف إذا حم ل على س ريره حملت‬
‫نعشه الشياطين‪ ،‬ف إذا انته وا ب ه إلى ق بره ق الت ك ل بقع ة منه ا‪ :‬اللهم ال تجعل ه في‬
‫بط ني‪ ،‬ح تى يوض ع في الحف رة ال تي قض اها هللا‪ ،‬ف إذا وض ع في لح ده ق الت ل ه‬
‫االرض‪ :‬المرحبا بك يا عدوهللا‪ ،‬أما وهللا لق د كنت ابغض ك وأنت على مت ني‪ ،‬وأن ا‬
‫لك اليوم أشد بغضا وأنت في بطني‪ ،‬أما وع زة ربي الس يئن ج وارك‪ ،‬وال ض يقين‬
‫مدخلك‪ ،‬والوحشن مضجعك‪ ،‬والبدلن مطمعك‪ ،‬إنما أنا روض ة من ري اض الجن ة‪،‬‬
‫أو حفرة من حفر النيران)(‪)1‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫َّ‬
‫[الحديث‪ ]109 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬المؤمن مؤمنان‪ ،‬فم ؤمن ص دق بعه د‬
‫ص َدقُوا َما عَاهَدُوا‬ ‫هللا ووفى بشرطه‪ ،‬وذلك قول هللا عز وجل‪ِ ﴿ :‬منَ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ِر َجا ٌل َ‬
‫هَّللا َ َعلَ ْي ِه ﴾ [األحزاب‪ ،]23 :‬فذلك الذي التص يبه أه وال ال دنيا وال أه وال اآلخ رة‪،‬‬
‫ؤمن كخام ة ال زرع‪ ،‬تع وجُّ أحيان ا ً وتق وم أحيان اً‪،‬‬ ‫وذلك ممن يَشفع وال يُشفع له‪.‬وم ٌ‬
‫فذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال اآلخرة وذلك ممن ي ُشفع له وال يَشفع)(‪)2‬‬
‫وفي رواية‪( :‬ومؤمن زلت به ق دم‪ ،‬ف ذلك كخام ة ال زرع كيفم ا كفأت ه ال ريح‬
‫انكفأ‪ ،‬وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا واآلخرة‪ ،‬ويشفع له وهو على خير)‬
‫[الحديث‪ ]110 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن قوما أت وا نبي ا لهم فق الوا‪ :‬ادع لن ا‬
‫ربك يرفع عنا الموت‪ ،‬فدعا لهم فرفع هللا تبارك وتعالى منهم الموت‪ ،‬وكثروا ح تى‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)317 /8‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪.2/248:‬‬
‫‪31‬‬
‫ضاقت بهم المنازل وكثر النسل‪ ،‬وك ان الرج ل يص بح فيحت اج أن يطعم أب اه وام ه‬
‫وجده وجد جده‪ ،‬ويوضيهم ويتعاعدهم فشغلوا عن طلب المع اش ف أتوه فق الوا‪ :‬س ل‬
‫ربك أن يردنا إلى آجالنا التي كنا عليها‪ ،‬فسأل ربه عزوجل فردهم إلى آجالهم)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]111 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬خل ق االنس ان من ش أن ال دنيا وش أن‬
‫اآلخرة‪ ،‬فإذا جمع هللا بينهما صارت حيات ه في االرض الن ه ن زل من ش أن الس ماء‬
‫إلى الدنيا‪ ،‬فإذا فرق هللا بينهما صارت تلك الفرق ة الم وت‪ ،‬ت رد ش أن االخ رى إلى‬
‫الس ماء‪ ،‬فالحي اة في االرض‪ ،‬والم وت في الس ماء‪ ،‬وذل ك أن ه يف رق بين االرواح‬
‫والجس د‪ ،‬ف ردت ال روح والن ور إلى الق دس االولى‪ ،‬وت رك الجس د الن ه من ش أن‬
‫الدنيا‪ ..‬والموت رحمة من هللا لعباده المؤمنين‪ ،‬ونقمة على الكافرين)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]112 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا أويت إلى فراشك فانظر ماس لكت‬
‫في بطنك وماكسبت في يومك‪ ،‬واذكر أنك ميت‪ ،‬وأن لك معادا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]113 :‬جاء رج ٌل إلى اإلمام الصادق فقال‪ :‬قد سئمت ال دنيا ف أتمنّى‬
‫(تمن الحياة لتطيع ال لتعصي‪ ،‬فلئن تعيش فتطيع خي ٌر لك من‬ ‫ّ‬ ‫على هللا الموت‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أن تموت فال تعصي وال تطيع)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]114 :‬قيل لإلمام الصادق‪ :‬أصلحك هللا من أحب لق اء هللا أحب هللا‬
‫لقاءه؟ ومن أبغض لقاء هللا أبغض هللا لقاءه؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قيل‪ :‬فوهللا إن ا لنك ره الم وت‬
‫فقال‪( :‬ليس ذاك حيث تذهب‪ ،‬إنما ذل ك عن د المعاين ة‪ ،‬إذا رأى م ا يحب فليس ش ئ‬
‫أحب إليه من أن يتقدم‪ ،‬وهللا يحب لقاءه وهو يحب لقاء هللا حينئذ‪ ،‬وإذا رأى ما يكره‬
‫فليس شئ أبغض إليه من لقاء هللا عزوجل وهللا عزوجل يبغض لقاءه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]115 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا قبض هللا روح المؤمن صعد ملكاه‬
‫إلى السماء فقاال‪ :‬يا ربّ ‪ ..‬عب دُك ونِ ْع َم العب د‪ ،‬ك ان س ريعا ً إلى طاعت ك‪ ،‬بطيئ ا ً عن‬
‫معصيتك‪ ،‬وقد قبضته إليك‪ ،‬فما تأمرنا من بعده؟‪ ..‬فيقول الجليل الجبّار‪ :‬اهبط ا إلى‬
‫الدنيا‪ ،‬وكونا عند قبر عب دي‪ ،‬ومجّداني وس بحاني وهلّالني وكبّراني‪ ،‬واكتب ا ذل ك‬
‫لعبدي حتى أبعثه من قبره)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]116 :‬قي ل لإلم ام الص ادق‪ :‬ص ف لن ا الم وت‪ ،‬فق ال‪( :‬للم ؤمن‬
‫ريح يش ّمه‪ ،‬فينعس لطيب ه وينقط ع التعب واأللم كلّه عن ه‪ ،‬وللك افر كلس ع‬ ‫ٍ‬ ‫ك أطيب‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األفاعي ولدغ العقارب أو أشد)‪ ،‬قيل‪ :‬فإن قوما يقولون‪ :‬إنه أشد من نشر بالمناش ير‬
‫وقرضٌ بالمقاريض ورض ٌخ باألحجار‪ ،‬وتدوير قطب األرحية على األح داق‪..‬ق ال‪:‬‬
‫(كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين‪ ،‬أَال ترون منهم َمن يُعاين تلك الشدائد؟‪..‬‬

‫‪ )(1‬أمالي الصدوق‪ ،‬ص ‪ ،305‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.72‬‬


‫‪ )(2‬علل الشرائع‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.47‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)267 /71‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/128 :‬والعيون ص‪.179‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،6/129 :‬ومعاني األخبار ص‪.70‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،6/152 :‬وأمالي الطوسي ص‪.122‬‬
‫‪32‬‬
‫فذلكم الذي هو أش ّد من هذا ال من عذاب اآلخرة‪ ،‬فإنه أش ّد من ع ذاب ال دنيا)‪ ،‬قي ل‪:‬‬
‫فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع‪ ،‬فينطفئ وهو يح ّدث ويض حك ويتكلّم؟‪ ..‬وفي‬
‫المؤمنين أيضا َمن يكون كذلك‪ ،‬وفي المؤمنين والك افرين َمن يقاس ي عن د س كرات‬
‫الموت هذه الشدائد‪ ،‬فقال‪( :‬ما كان من راحة للمؤمن هن اك فه و عاج ل ثواب ه‪ ،‬وم ا‬
‫كان من شديدة فتمحيصه من ذنوبه ليرد اآلخرة نقياً‪ ،‬نظيفاً‪ ،‬مستحقّا ً لثواب األبد‪ ،‬ال‬
‫مانع له دونه‪ ،‬وما كان من سهولة هناك على الكافر‪ ،‬فليوفّى أجر حس ناته في ال دنيا‬
‫ليرد اآلخرة وليس له إال م ا يُ وجب علي ه الع ذاب‪ ،‬وم ا ك ان من ش دة على الك افر‬
‫ل ال يجور)(‪)1‬‬ ‫بأن هللا عد ٌ‬ ‫هناك فهو ابتداء عذاب هللا له بعد نفاد حسناته‪ ،‬ذلكم ّ‬
‫[الحديث‪ ]117 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬وهللا ال يصف عب ٌد هذا األم ر فتطعم ه‬
‫إن فيهم َمن يفع ل ويفع ل‪..‬فق ال‪( :‬إن ه إذا ك ان ذل ك ابتلى هللا تب ارك‬ ‫النار‪ ،‬قيل ل ه‪ّ :‬‬
‫وتعالى أحدهم في جسده‪ ،‬فإن كان ذلك كفارة لذنوبه‪ ،‬وإال ضيّق هللا عليه في رزقه‪،‬‬
‫فإن كان ذلك كفارة لذنوبه‪ ،‬وإال ش ّدد هللا عليه عند موته‪ ،‬حتى يأتي هللا وال ذنب له‪،‬‬
‫ثم يدخله الجنة)(‪)2‬‬
‫(إن الشيطان لي أتي الرج ل من أوليائن ا‬ ‫[الحديث‪ ]118 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫عند موته‪ ،‬يأتيه عن يمينه وعن يس اره ليص ّده عمّا ه و علي ه‪ ،‬في أبى هللا ل ه ذل ك‪،‬‬
‫ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َر ِة﴾‬
‫ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫وكذلك ق ال هللا ﴿يُثَب ُ‬
‫[إبراهيم‪)3()]27 :‬‬
‫[الحديث‪ ]119 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ما من أحد يحضره الموت إال و ّكل به‬
‫إبليس من شياطينه من يأمره بالكفر‪ ،‬ويش ّككه في دينه حتى تخرج نفس ه‪ ،‬فمن ك ان‬
‫مؤمن ا لم يق در علي ه‪ ،‬ف إذا حض رتم موت اكم فلقّن وهم ش هادة أن ال إل ه إال هللا‪ّ ،‬‬
‫وأن‬
‫محمدا رسول هللا ‪ ‬حتى يموت)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]120 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬هل يُكره المؤمن على قبض روح ه؟‪..‬‬
‫قال‪( :‬ال وهللا‪ ،‬إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذل ك‪ ،‬فيق ول ل ه مل ك‬
‫الموت‪ :‬يا ولي هللا‪ ،‬ال تجزع‪ ،‬فو الذي بعث محمدا ‪ ‬ألنا أب ّر بك وأشفق عليك من‬
‫والد رحيم لو حضرك)(‪)5‬‬
‫إن الميت منكم على ه ذا‬ ‫[الحديث‪ ]121 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يا أبا محم د‪ّ ،‬‬
‫األمر شهي ٌد)‪ ،‬قيل له‪ :‬وإن مات على فراشه؟‪ ..‬قال‪( :‬وإن مات على فراشه ح ّي عند‬
‫ربه ي ُرزق)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]122 :‬س ئل اإلم ام الص ادق عن ق ول هللا عزوج ل‪﴿ :‬هَّللا ُ يَتَ َوفَّى‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/153 :‬والعيون ص‪.151‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/161 :‬والمحاسن ص‪.172‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/189 :‬وتفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/195 :‬والكافي ‪.1/34‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،6/196 :‬والكافي ‪.1/35‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،6/245 :‬والمحاسن ص‪.164‬‬
‫‪33‬‬
‫ك‬ ‫س ِحينَ َموْ تِهَ ا ﴾ [الزم ر‪ ،]42 :‬وعن ق ول هللا عزوج ل‪ ﴿ :‬قُ لْ يَتَ َوفَّا ُك ْم َملَ ُ‬ ‫اأْل َ ْنفُ َ‬
‫ت الَّ ِذي ُو ِّك َل بِ ُك ْم﴾ [الس جدة‪ ]11 :‬وعن ق ول هللا عزوج ل‪﴿ ::‬الَّ ِذينَ ت ََوفَّاهُ ُم‬ ‫ْال َم وْ ِ‬
‫ْال َماَل ئِ َك ةُ ظَ الِ ِمي أَ ْنفُ ِس ِه ْم﴾ [النس اء‪ ،]97 :‬وقول ه‪﴿ :‬الَّ ِذينَ تَت ََوفَّاهُ ُم ْال َماَل ئِ َك ةُ طَيِّبِينَ‬
‫يَقُولُونَ َساَل ٌم َعلَ ْي ُك ُم﴾ [النحل‪ ،]32 :‬وقد يموت في الساعة الواحدة في جمي ع اآلف اق‬
‫ما ال يحصيه إال هللا عزوجل فكيف هذا؟ فق ال‪( :‬إن هللا تب ارك وتع الى جع ل لمل ك‬
‫الموت أعوانا من المالئكة يقبضون االرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أع وان من‬
‫االنس يبعثهم في حوائجهم فتتوفاهم المالئكة ويتوفاهم ملك الموت من المالئك ة م ع‬
‫ما يقبض هو‪ ،‬ويتوفاه هللا عزوجل من ملك الموت)(‪)1‬‬
‫ك فيه‪،‬‬ ‫[الحديث‪ ]123 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬لم يخلق هللا ع ّز وج ّل يقينا ً ال ش ّ‬
‫بشك ال يقين فيه من الموت)(‪)2‬‬ ‫ٍ‬ ‫أشبه‬
‫[الحديث‪ ]124 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن الروح ال تُمازج البدن وال تُداخل ه‪،‬‬
‫ل للبدن‪ ،‬محيطةٌ به)(‪)3‬‬ ‫وإنما هي ِكلَ ٌ‬
‫[الحديث‪ ]125 :‬سأل بعض المالحدة اإلمام الص ادق‪ :‬أخ برني عن الس راج‬
‫إذا انطف أ‪ ،‬أين ي ذهب ن وره؟ ق ال‪( :‬ي ذهب فال يع ود)‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا أنك رت أن يك ون‬
‫اإلنسان مثل ذلك‪ ،‬إذا مات وفارق ال روح الب دن لم يرج ع إلي ه أب داً‪ ،‬كم ا ال يرج ع‬
‫ب القي اس‪ ،‬إن الن ار في األجس ام‬ ‫ص ِ‬‫ضوء السراج إليه أب داً إذا انطف أ؟‪ ..‬ق ال‪( :‬لم تُ ِ‬
‫كامن ة‪ ،‬واألجس ام قائم ة بأعيانه ا ك الحجر والحدي د‪ ،‬ف إذا ض رب أح دهما ب اآلخر‬
‫سطعت من بينهم ا ن ار‪ ،‬تقتبس منه ا س راج ل ه ض وء‪ ،‬فالن ار ثابت ة في أجس امها‪،‬‬
‫والضوء ذاهب‪ ،‬والروح‪ :‬جسم رقيق قد ألبس قالبا ً كثيفا ً وليس بمنزلة السراج ال ذي‬
‫ذكرت‪ ،‬إن الذي خلق في الرحم جنينا ً من ماء ص اف‪ ،‬وركب في ه ض روبا ً مختلف ة‬
‫من عروق وعصب وأسنان وشعر وعظام‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬هو يحييه بعد موته‪ ،‬ويعيده‬
‫بعد فنائه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]126 :‬سأل بعض المالحدة اإلمام الصادق‪ :‬أفتتالش ى ال روح بع د‬
‫خروجه عن قالبه‪ ،‬أم هو باق ؟قال‪( :‬ب ل ه و ب اق إلى وقت ينفخ في الص ور‪ ،‬فعن د‬
‫ذل ك تبط ل األش ياء وتف نى‪ ،‬فال حسٌّ وال محس وس‪ ،‬ثم أعي دت األش ياء كم ا ب دأها‬
‫مدبرها‪ ،‬وذلك بين النفختين)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]127 :‬قال اإلمام الصادق يقرب الحقائق المرتبطة بالروح والجسد‬
‫ألهل عصره‪( :‬إنما ص ار اإلنس ان يأك ل ويشـرب بالن ار ويبصـر ويعم ل ب النور‬
‫ويسمع ويشم بالريح‪ ،‬ويجد طعم الطعام والشراب بالماء‪ ،‬ويتح رك ب الروح‪ ،‬ول وال‬
‫أن النار في معدته ما هضمت الطعام والشراب في جوف ه‪ ،‬ول وال ال ريح م ا التهبت‬
‫‪ )(1‬من اليحضره الفقيه‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/127 :‬والخصال ‪.1/10‬‬
‫‪ )(3‬مختصر البصائر‪.)67:‬‬
‫‪ )(4‬اإلحتجاج (‪.2/77‬‬
‫‪ )(5‬اإلحتجاج (‪.2/77‬‬
‫‪34‬‬
‫نار المعدة وال خرج الثف ل من بطن ه‪ .‬ول وال ال روح م ا تح رك وال ج اء وال ذهب‪.‬‬
‫ولوال برد الماء ألحرقته نار المعدة‪ .‬ولوال النور ما بصر والعقل‪ .‬فالطين صورته‪،‬‬
‫والعظم في جس ده بمنزل ة الش جرة في األرض‪ ،‬وال دم في جس ده بمنزل ة الم اء في‬
‫األرض‪ ،‬وال قوام لألرض إال بالماء‪ ،‬وال قوام لجسد اإلنسان إال بال دم‪ ،‬والمخ دس م‬
‫الدم وزبده‪ .‬فهكذا اإلنسان ُخلق من شأن الدنيا وش أن اآلخ رة‪ ،‬ف إذا جم ع هللا بينهم ا‬
‫صارت حياته في األرض‪ ،‬ألنه نزل من شأن السماء إلى الدنيا‪ ،‬فإذا فرق هللا بينهما‬
‫ص ارت تل ك الفرق ة الم وت‪ ،‬تَ ُر ُّد ش أن األخ رى إلى الس ماء‪ ،‬فالحي اة في األرض‬
‫والموت في السماء‪ ،‬وذلك أنه فرق بين األرواح والجسد‪ ،‬فردت الروح والن ور إلى‬
‫القدرة األولى‪ ،‬وترك الجسد ألنه من شأن ال دنيا‪ ،‬وإنم ا فس د الجس د في ال دنيا‪ ،‬ألن‬
‫الريح تنشف الماء فييبس‪ ،‬فيبقى الطين فيصير رفاتا ً ويبلى‪ ،‬ويرجع كل إلى جوهره‬
‫األول‪ .‬وتح ركت ال روح ب النفس‪ ،‬والنفس حركته ا من ال ريح‪ ،‬فم ا ك ان من نفس‬
‫المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل‪ ،‬وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤي د ب النكراء ل ه‪،‬‬
‫فهذه صورة نار‪ ،‬وهذه صورة نور‪ ،‬والموت رحمة من هللا لعباده المؤم نين‪ ،‬ونقم ة‬
‫على الكافرين‪ .‬وهلل عقوبتان‪ :‬إحداهما أم ر ال روح‪ ،‬واألخ رى تس ليط بعض الن اس‬
‫على بعض‪ ،‬فما كان من قبل ال روح فه و الس قم والفق ر‪ ،‬وم ا ك ان من تس ليط فه و‬
‫ْض الظَّالِ ِمينَ بَع ً‬
‫ْض ا بِ َم ا َك انُوا يَ ْك ِس بُونَ ﴾‬ ‫النقمة وذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و َك َذلِكَ نُ َولِّي بَع َ‬
‫[األنعام‪ ]129 :‬من الذنوب‪ ،‬فما كان من ذنب الروح من ذلك سقم وفق ر‪ ،‬وم ا ك ان‬
‫تسليط فهو النقمة‪ ،‬وكان ذلك للم ؤمن عقوب ة ل ه في ال دنيا‪ ،‬وع ذاب ل ه فيه ا‪ .‬وأم ا‬
‫الكافر فنقمته عليه في الدنيا وس وء الع ذاب في اآلخ رة‪ ،‬وال يك ون ذل ك إال ب ذنب‪،‬‬
‫والذنب من الشهوة‪ ،‬وهي من المؤمن خط أ ونس يان‪ ،‬وأن يك ون مس تكرهاً‪ ،‬وم ا ال‬
‫يطيق‪ ،‬وما كان في الكافر فعمد وجحود واعتداء وحسد‪ ،‬وذلك ق ول هللا ع ز وج ل‪:‬‬
‫ه ْم﴾ [البقرة‪)1()]109 :‬‬ ‫﴿ ُكفَّارًا َح َسدًا ِم ْن ِع ْن ِد أَ ْنفُ ِس ِ‬
‫[الحديث‪ ]128 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إذا قُبض ت ال روح فهي ُم ِظلَّةٌ ف وق‬
‫الجسد روح المؤمن وغيره‪ ،‬تنظر إلى ك ل ش ئ يص نع ب ه‪ .‬ف إذا كفن ووض ع على‬
‫السرير‪ ،‬وحمل على أعناق الرج ال‪ ،‬ع ادت ال روح إلي ه ودخلت في ه‪ ،‬فيُم د ل ه في‬
‫بصره‪ ،‬فينظر إلى موضعه من الجنة أو من النار‪ ،‬فينادي بأعلى صوته إن كان من‬
‫أهل الجنة‪ :‬عجلوني عجلوني‪ ،‬وإن ك ان من أه ل الن ار‪ :‬ردوني ردوني‪ ،‬وه و يعلم‬
‫كل شئ يُصنع به‪ ،‬ويسمع الكالم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]129 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآه ا‪،‬‬
‫وربما رأى الرؤيا فال تكون شيئا ً ؟فقال‪ :‬إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة‬
‫ممدودة صاعدة إلى السماء فكل ما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موض ع‬
‫التقدير والتدبير فهو الحق‪ ،‬وكل م ا رآه في األرض فه و أض غاث أحالم‪ .‬فقلت ل ه‪:‬‬

‫‪ )(1‬علل الشـرائع (‪)1/107‬‬


‫‪ )(2‬من اليحضره الفقيه (‪)1/193‬‬
‫‪35‬‬
‫أوتصعد الروح إلى السماء؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قلت‪ :‬حتى ال يبقى منها شئ في بدنه ؟ فق ال‪:‬‬ ‫َ‬
‫ال‪ ،‬لو خرجت كلها حتى ال يبقى منها شئ إذن لمات ! قلت‪ :‬فكيف تخرج؟ فقال‪ :‬أما‬
‫ت رى الش مس في الس ماء في موض عها وض وؤها وش عاعها في األرض‪ ،‬فك ذلك‬
‫الروح أصلها في البدن‪ ،‬وحركتها ممدودة إلى السماء)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]130 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪(:‬إن هللا تب ارك وتع الى أح د ص مد‬
‫ق من خلق ه‪ ،‬ل ه بص ر وق وة‬ ‫والصمد الشئ الذي ليس ل ه ج وف‪ ،‬وإنم ا ال روح خل ٌ‬
‫وتأييد‪ .‬يجعله هللا في قلوب الرسل والمؤمنين)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]131 :‬سئل اإلم ام الص ادق‪(:‬يعلم َملَ ك الم وت بقبض من يقبض؟‬
‫ك تنزل من السماء‪ :‬إقبض نفس فالن ابن فالن)(‪)3‬‬ ‫ص َكا ٌ‬
‫قال‪:‬ال‪ ،‬إنما هي ِ‬
‫[الحديث‪ ]132 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬المسمى ما ُس ِّم َي لملك الموت في تل ك‬
‫الليل ة‪ ،‬وه و ال ذي ق ال هللا‪﴿ :‬فَ إِ َذا َج ا َء أَ َجلُهُ ْم اَل يَ ْس تَأْ ِخرُونَ َس ا َعةً َواَل يَ ْس تَ ْق ِد ُمونَ ﴾‬
‫[األعراف‪ ،]34 :‬وهو الذي ُس ِّم َي لملك الموت في ليلة القدر‪ ،‬واآلخر له ع ز وج ل‬
‫فيه المشية‪ ،‬إن شاء قدمه وإن شاء أخره)(‪ ،)4‬وفي رواية‪( :‬األجل األول هو ما نب ذه‬
‫إلى المالئكة والرسل واألنبياء عليهم السالم‪ ،‬واألجل المسمى عنده هو ال ذي س تره‬
‫هللا عن الخاليق)‬
‫[الحديث‪ ]133 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ع اش ن وح علي ه الس الم ألفي س نة‬
‫وثالث مائ ة س نة‪ ،‬منه ا ثم ان مائ ة وخمس ين س نة قب ل أن يبعث‪ ،‬وأل ف س نة إال‬
‫خمسين عاما ً وه و في قوم ه ي دعوهم‪ ،‬وخمس مائ ة ع ام بع د م ا ن زل من الس فينة‬
‫ونضب الماء‪ ،‬فمصَّر األمصار وأسكن ولده البلدان‪ .‬ثم إن مل ك الم وت ج اءه وه و‬
‫في الشمس فقال‪ :‬السالم عليك‪ .‬فرد عليه نوح‪ ،‬قال‪ :‬ما جاء بك يا ملك الموت؟ قال‪:‬‬
‫جئتك ألقبض روحك‪ ،‬قال‪ :‬دعني أدخل من الشمس إلى الظل فقال ل ه‪ :‬نعم‪ .‬فتح ول‬
‫ثم قال‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬كل ما َم َّر بي من الدنيا ِم ْث ُل تحويلي من الشمس إلى الظ ل !‬
‫فامض لما أمرت به‪ .‬فقبض روحه عليه السالم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]134 :‬قال اإلمام الص ادق‪( :‬من أحب أن يخف ف هللا عن ه س كرات‬
‫الموت‪ ،‬فليكن لقرابته وصوالً‪ ،‬وبوالديه باراً‪ ،‬فإذا كان كذلك هون هللا عليه س كرات‬
‫الموت‪ ،‬ولم يصبه في حياته فقر أبداً)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]135 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬ق ال موس ى علي ه الس الم‪ :‬إلهي فم ا‬
‫جزاء من وصل رحمه؟ قال‪ :‬أنسئ له أجله‪ ،‬وأهون عليه س كرات الم وت‪ ،‬وينادي ه‬
‫خزنة الجنة‪ :‬هَل ُ َّم الينا فادخل من أي باب شئت)(‪)7‬‬

‫‪ )(1‬أمالي الصدوق‪..208/‬‬
‫‪ )(2‬بصائر الدرجات‪.483/‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪.3/255:‬‬
‫‪ )(4‬تفسير العياشي (‪)1/354‬‬
‫‪ )(5‬الكافي (‪.8/284‬‬
‫‪ )(6‬أمالي الطوسي‪.432/‬‬
‫‪ )(7‬روضة الواعظين‪.370/‬‬
‫‪36‬‬
‫[الحديث‪ ]136 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬اللهم بارك لي في الموت‪ .‬اللهم أع ني‬
‫على الموت‪ .‬اللهم أعني على سكرات الموت‪ .‬اللهم أعني على غم القبر‪ .‬اللهم أعني‬
‫على ضيق القبر‪ .‬اللهم أعني على ظلمة الق بر‪ .‬اللهم أع ني على وحش ة الق بر‪ .‬اللهم‬
‫أعني على أهوال يوم القيامة‪ .‬اللهم بارك لي في طول يوم القيامة‪ .‬اللهم زوجني من‬
‫الحور العين)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]137 :‬قال رجل لإلمام الصادق‪ :‬خلقنا للفناء! فقال‪َ ( :‬م ْه يا ابن أخ‪،‬‬
‫خلقنا للبقاء‪ ..‬وكيف تفنى جنة ال تبيد‪ ،‬ونار ال تخمد‪ ،‬ولكن قل‪ :‬إنما نتح رك من دار‬
‫إلى دار)(‪)2‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الرضا‪:‬‬
‫(إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثالث ة‬ ‫[الحديث‪ ]138 :‬قال اإلمام الرضا‪ّ :‬‬
‫مواطن‪( :‬يوم يولد ويخرج من بطن أمه ف يرى ال دنيا‪ ،‬وي وم يم وت فيُع اين اآلخ رة‬
‫وأهلها‪ ،‬ويوم يُبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا‪ ،‬وقد سلّم هللا ع ّز وج ّل على‬
‫يحيى عليه السالم في هذه المواطن الثالثة وآمن روعت ه‪ ،‬فق ال‪َ ﴿ :‬و َس اَل ٌم َعلَ ْي ِه يَ وْ َم‬
‫ث َحيًّا﴾ [مريم‪ ،]15 :‬وقد سلّم عيسى بن مريم عليه السالم‬ ‫وت َويَوْ َم يُ ْب َع ُ‬
‫ُولِ َد َويَوْ َم يَ ُم ُ‬
‫وت‬‫ت َويَ وْ َم أَ ُم ُ‬ ‫الس اَل ُم َعلَ َّ‬
‫ي يَ وْ َم ُولِ ْد ُ‬ ‫﴿و َّ‬
‫على نفسه في هذه الثالثة الم واطن‪ ،‬فق ال‪َ :‬‬
‫حيًّا﴾ [مريم‪)3()]33 :‬‬ ‫ث َ‬ ‫َويَوْ َم أُ ْب َع ُ‬
‫[الحــديث‪ ]139 :‬ق ال اإلم ام الرض ا‪( :‬لم ا حض رت الحس ن بن علي الوف اة‬
‫بكى‪ ،‬فقيل‪ :‬يا ابن رس ول هللا‪ ،‬أتبكي ومكان ك من رس ول هللا ‪ ‬مكان ك ال ذي أنت‬
‫به‪ ،‬وقد ق ال في ك رس ول هللا ‪ ‬م ا ق ال‪ ،‬وق د حججت عش رين حجّ ةً ماش ياً‪ ،‬وق د‬
‫قاسمت ربك مالك ثالث مرات حتى النع ل والنع ل؟‪ ..‬فق ال‪( :‬إنم ا أبكي لخص لتين‪:‬‬
‫لهول المطّلع‪ ،‬وفراق األحبة)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]140 :‬قي ل لإلم ام الرض ا‪ :‬م ا ب ال ه ؤالء المس لمين يكره ون‬
‫الموت؟‪ ..‬قال‪( :‬ألنهم جهلوه فكرهوه‪ ،‬ولو عرفوه وك انوا من أولي اء هللا ع ّز وج ّل‬
‫أن اآلخرة خي ٌر لهم من الدنيا)‪ ،‬ثم قال‪( :‬ما بال الص بي والمجن ون‬ ‫ألحبّوه‪ ،‬ولعلموا ّ‬
‫يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي لأللم عنه؟)‪ ..‬ثم أجاب‪( :‬لجهلهم بنفع ال دواء)‪،‬‬
‫ق االس تعداد‪ ،‬فه و‬ ‫إن َمن اس تع ّد للم وت ح ّ‬ ‫ق نبياً‪ّ ،‬‬
‫ثم قال‪( :‬والذي بعث محمداً بالح ّ‬
‫أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج‪ ،‬أم ا إنهم ل و عرف وا م ا ي ؤ ّدي إلي ه الم وت من‬
‫النعيم‪ ،‬الس تدعوه وأحبّوه أش ّد م ا يس تدعي العاق ل الح ازم ال دواء ل دفع اآلف ات‬
‫واجتالب السالمة)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]141 :‬س ئل اإلم ام الرض ا‪ :‬العين ن ور مركب ة أم ال روح تبصـر‬
‫‪ )(1‬تهذيب األحكام (‪)3/93‬‬
‫‪ )(2‬علل الشرائع‪.1/11/‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/158 :‬والعيون ص‪ ،142‬الخصال ‪.1/35‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/160 :‬وأمالي الصدوق ص‪ ،133‬العيون ص‪.168‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،6/156 :‬ومعاني األخبار ص‪.84‬‬
‫‪37‬‬
‫األشياء من منظرها؟‪ ..‬فقال‪( :‬العين شحمة وهو البي اض والس واد والنظ ر لل روح‪،‬‬
‫دليله أنك تنظر فيه ف ترى ص ورتك في وس طه‪ ،‬واإلنس ان ال ي رى ص ورته إال في‬
‫ماء‪ ،‬أو مرآة‪ ،‬وما أشبه ذلك)‪ ،‬قيل له‪ :‬فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة‪،‬‬
‫والنظر ذاهب؟ قال‪( :‬كالشمس طالعة يغشاها الظالم)‪ ،‬قيل‪ :‬أين تذهب الروح؟ قال‪:‬‬
‫(أين يذهب الضوء الطالع من ال ُك َّوة في البيت إذا ُس َّدت الك وة ؟) قي ل‪ :‬أوض ح لي‪،‬‬
‫ث في الجسد‪ ،‬بمنزلة الش مس دارتُه ا‬ ‫قال‪( :‬الروح مسكنها في الدماغ‪ ،‬وشعاعها ُم ْنبَ ٌّ‬
‫في السماء وشعاعها منبسط في األرض‪ ،‬ف إذا غ ابت ال دائرة فال ش مس‪ ،‬وإذا قط ع‬
‫الرأس فال روح)(‪)1‬‬
‫ما ورد عن سائر األئمة‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]142 :‬قيل لإلمام السجاد‪ :‬ما الموت ؟ فقال‪( :‬للم ؤمن ك نزع ثي اب‬
‫وأغالل ثقيل ة‪ ،‬واإلس تبدال ب أفخر الثي اب وأطيبه ا روائح‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫َو ِسخَ ٍة قَ ِملَ ٍة وفَ ِّ‬
‫ك قي و ٍد‬
‫وأوطأ المراكب‪ ،‬وآنس المن ازل‪ ،‬وللك افر كخل ع ثي اب ف اخرة‪ ،‬والنق ل عن من ازل‬
‫أنيسة‪ ،‬واإلستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها‪ ،‬وأوحش المنازل‪ ،‬وأعظم العذاب)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]143 :‬ق ال اإلم ام الس جاد في دعائ ه لحمل ة الع رش والمالئك ة‪:‬‬
‫(وملك الموت وأعوان ه‪ ،‬ومنك ر ونك ير‪ ،‬وروم ان فَتَّان القب ور‪ ،‬والط ائفين ب البيت‬
‫المعمور‪ ،‬ومالك والخزنة‪ ،‬ورضوان وسدنة الجنان)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]144 :‬من دعاء اإلمام الس جاد عن د ختم الق رآن‪( :‬اللهم ص ل على‬
‫محمد وآله‪ ،‬وهَ ِّو ْن ب القرآن عن د الم وت على أنفس نا ك رب الس ياق‪ ،‬وجه د األنين‪،‬‬
‫وترادف الحشارج‪ ،‬إذا بلغت النفوس ال تراقي‪ ،‬وقي ل من راق‪ ،‬وتجلى مل ك الم وت‬
‫هم وحش ِة الف راق‪ ،‬ودافَ‬
‫لقبضها من حجب الغيوب‪ ،‬ورماها عن قوس المناي ا بأس ِ‬
‫لها من ُذعاف الموت كأسا ً مسمومة المذاق‪ ،‬ودنا من ا إلى اآلخ رة رحي ل وانطالق‪،‬‬
‫وصارت األعم ال قالئ د في األعن اق‪ ،‬وك انت القب ور هي الم أوى إلى ميق ات ي وم‬
‫التالق)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]145 :‬دخل اإلمام الكاظم على رجل قد غرق في سكرات الم وت‪،‬‬
‫وهو ال يجيب داعيا ً فقالوا له‪ :‬يا ابن رسول هللا‪ ،‬وددنا لو عرفنا كيف ح ال ص احبنا‬
‫وكيف يموت؟ فقال‪( :‬إن الموت هو المصفاة‪ :‬يصفي المؤم نين من ذن وبهم‪ ،‬فيك ون‬
‫ألم يصيبهم كفارةَ آخر ِو ْز ٍر عليهم‪ ،‬ويصفي الكافرين من حسناتهم فتكون آخ ر‬ ‫آخر ٍ‬
‫لذة أو نعمة أو رحمة تلحقهم‪ ،‬هي آخر ث واب حس نة تك ون لهم‪ ..‬أم ا ص احبكم فق د‬
‫نقي كم ا ينقى ث وب‬‫صفِّي من اآلثام تصفيةً‪ ،‬وخلص ح تى َ‬ ‫نُخل من الذنوب نخالً‪ ،‬و ُ‬
‫من الوسخ‪ ،‬وصلح لمعاشرتنا أهل البيت‪ ،‬في دارنا دار األبد)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬مناقب آل أبي طالب‪..3/463/‬‬


‫‪ )(2‬اإلعتقادات‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ )(3‬الصحيفة السجادية‪.37 ،‬‬
‫‪ )(4‬الصحيفة السجادية‪.204 :‬‬
‫‪ )(5‬اإلعتقادات‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪38‬‬
‫[الحديث‪ ]146 :‬قيل لإلمام الجواد‪ :‬ما الموت ؟ فقال‪( :‬هو النوم الذي ي أتيكم‬
‫في كل ليلة‪ ،‬إال أن ه طوي ل مدت ه‪ ،‬ال ينتب ه من ه إال ي وم القيام ة‪ ،‬فمنهم من رأى في‬
‫منامه من أصناف الفرح م ا ال يق ادر ق دره‪ ،‬ومنهم من رأى في نوم ه من أص ناف‬
‫األهوال ما ال يقادر قدره‪ ،‬فكي ف ح ال من ف رح في الم وت ووج ل في ه ! ه ذا ه و‬
‫الموت فاستعدوا له)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]147 :‬قيل لإلمام الجواد‪ :‬ما بال هؤالء المسلمين يكرهون الموت؟‬
‫فقال‪( :‬ألنهم جهلوه فكرهوه‪ ،‬ولو عرفوه وكانوا من أولياء هللا حقا ً ألحبوه‪ ،‬ولعلم وا‬
‫أن اآلخرة خير لهم من الدنيا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]148 :‬قال اإلمام الجواد‪( :‬مرض رج ٌل من أصحاب اإلمام الرضا‬
‫فعاده فقال‪ :‬كيف تجدك؟‪ ..‬قال‪ :‬لقيت الموت بعدك ـ يريد ما لقي ه من ش دة مرض ه ـ‬
‫فقال‪ :‬كيف لقيته؟‪ ..‬قال‪ :‬شديدا أليما‪ ،‬قال‪ :‬ما لقيته إنما لقيت م ا يب دؤك ب ه ويعرّف ك‬
‫بعض حاله‪ ،‬إنما الناس رجالن‪ :‬مستري ٌح بالموت‪ ،‬و ُمسترا ٌح منه‪ ،‬فج ّدد اإليمان باهلل‬
‫وبالوالية تكن مستريحاً‪ ،‬ففعل الرجل ذل ك ثم ق ال‪ :‬ي ا ابن رس ول هللا‪ ،‬ه ذه مالئك ة‬
‫ربي بالتحيات والتحف يسلّمون عليك‪ ،‬وهم قي ا ٌم بين ي ديك ف أذن لهم في الجل وس‪..‬‬
‫فق ال اإلم ام الرض ا‪ :‬اجلس وا مالئك ة ربي‪ ،‬ثم ق ال للم ريض‪ :‬س لهم أُم روا بالقي ام‬
‫بحضرتي؟‪ ..‬فقال المريض‪ :‬س ألتهم ف ذكروا أن ه ل و حض رك ك ّل من خَ لَق ه هللا من‬
‫مالئكت ه‪ ،‬لق اموا ل ك ولم يجلس وا ح تى ت أذن لهم‪ ،‬هك ذا أم رهم هللا ع ّز وج لّ‪ ..‬ثم‬
‫غ ّمض الرجل عينيه وقال‪( :‬السالم عليك يا ابن رسول هللا‪ ،‬ه ذا شخص ك ماث ٌل لي‬
‫مع أشخاص محمد ومن بعده األئمة‪ ،‬وقضى الرجل)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]149 :‬دخ ل اإلم ام اله ادي على م ريض من أص حابه وه و يبكي‬
‫ويجزع من الموت‪ ،‬فقال له‪( :‬يا عبد هللا‪ ..‬تخاف من الموت ألنك ال تعرفه‪ ،‬أرأيت ك‬
‫أذيت من ك ثرت الق ذر والوس خ علي ك وأص ابك ق رو ٌح‬ ‫إذا اتّس خت وتق ّذرت وت ّ‬
‫أن الغسل في حمام يزيل ذلك كله‪ ،‬أما تريد أن تدخله فتغس ل ذل ك‬ ‫وجربٌ ‪ ،‬وعلمت ّ‬
‫عنك؟‪ ..‬أو تكره أن تدخل ه فيبقى ذل ك علي ك؟)‪ ،‬ق ال‪ :‬بلى ي ا ابن رس ول هللا‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫(فذلك الموت هو ذلك الحمام‪ ،‬وهو آخر ما بقي علي ك من تمحيص ذنوب ك وتنقيت ك‬
‫من س يئاتك‪ ،‬ف إذا أنت وردت علي ه وجاورت ه فق د نج وت من ك ّل غ ّم وه ّم وأذى‪،‬‬
‫ووصلت إلى ك ّل سرور وفرح‪ ،‬فسكن الرج ل ونش ط واستس لم وغمض عين نفس ه‬
‫ومضى لسبيله)(‪)4‬‬
‫‪ .3‬ما ورد عن كيفية التعامل مع الموتى‪:‬‬
‫وعادة ما تبحث ه ذه المس ائل في أب واب الجن ائز‪ ،‬ولكن ا آثرن ا ذكره ا هن ا‪،‬‬
‫لعالقتها بالموت والموتى‪ ،‬ومن األحاديث الواردة في هذا‪:‬‬
‫‪ )(1‬اإلعتقادات‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ )(2‬اإلعتقادات‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/195 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/156 :‬ومعاني األخبار ص‪.74‬‬
‫‪39‬‬
‫أ ـ األحاديث النبوية حول كيفية التعامل مع الموتى‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة في المصادر السنية والشيعية‪ ،‬والتي نرى قبولها بسبب‬
‫عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]150 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لقنوا موتاكم ال إله إال هللا الحليم الكريم‬
‫سبحان هللا رب العرش العظيم الحمد هلل رب الع المين)‪ ،‬ق الوا‪ :‬ي ا رس ول هللا كي ف‬
‫األحياء؟ قال‪( :‬أجود وأجود)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]151 :‬قال رسول هللا ‪( :‬اقرؤوا سورة يس على موتاكم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]152 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ألم تروا إلى اإلنسان إذا م ات ش خص‬
‫بصره) قالوا‪ :‬بلى‪( ،‬قال فذلك حين يتبع بصره نفسه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]153 :‬عن أم سلمة قالت‪ :‬دخل رسول هللا ‪ ‬على أبي س لمة وق د‬
‫شق بص ره فأغمض ه‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬إن ال روح إذا قبض تبع ه البصر) فض ج ن اسٌ من‬
‫أهله‪ ،‬فقال‪( :‬ال تدعوا على أنفسكم إال بخير‪ ،‬فإن المالئكة يؤمنون على ما تقولون)‪،‬‬
‫ثم قال‪( :‬اللهم اغفر ألبي سلمة‪ ،‬وارف ع درجت ه في المه ديين‪ ،‬واخلف ه في عقب ه في‬
‫الغابرين‪ ،‬واغفر لنا وله يا رب العالمين‪ ،‬وأفسح له في قبره ونور له فيه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]154 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن للموت فزعا‪ ،‬ف إذا أتى أح دكم وف اة‬
‫أخي ه فليق ل‪ :‬إن ا هلل وإن ا إلي ه راجع ون‪ ،‬وإن ا إلى ربن ا لمنقلب ون‪ ،‬اللهم اكتب ه في‬
‫المحسنين واجعل كتابه في عليين واخلف عقبه في اآلخرين‪ ،‬اللهم ال تحرمن ا أج ره‬
‫وال تفتنا بعده)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]155 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا حضرتم الم ريض أو الميت فقول وا‬
‫خيرا فإن المالئكة يؤمنون على ما تقولون)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]156 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من عبد تص يبه مص يبة فيق ول‪ :‬إن ا‬
‫هلل وإنا إليه راجعون‪ :‬اللهم آجرني في مصيبتي‪ ،‬واخلف لي خيرا منها إال آج ره هللا‬
‫تعالى في مصيبته‪ .‬وأخلف له خيرا منها)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]157 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من أص يب بمص يبة ف ذكر مص يبته‬
‫فأحدث استرجاعا‪ ،‬وإن تقادم عهدها‪ ،‬كتب هللا له من األجر مثله يوم أصيب)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]158 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا م ات ول د العب د ق ال هللا تع الى‬
‫لمالئكته‪ :‬قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيقول‪ :‬قبض تم ثم رة ف ؤاده ؟ فيقول ون‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فيقول‪ :‬ماذا قال عب دي؟ فيقول ون‪ :‬حم دك واس ترجع‪ ،‬فيق ول هللا تع الى‪ :‬ابن وا‬
‫‪ )(1‬ابن ماجة (‪)1446‬‬
‫‪ )(2‬أبو داود (‪ ،)3121‬وابن ماجه (‪)1448‬‬
‫‪ )(3‬مسلم (‪)921‬‬
‫‪ )(4‬مسلم (‪)920‬‬
‫‪ )(5‬الطبراني ‪)12469( 60-12/59‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/336 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه مسلم وابو داود والنسائي والترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/336 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/337 :‬‬
‫‪40‬‬
‫الحمد)(‪)1‬‬
‫لعبدي بيتا في الجنة‪ ،‬وسموه بيت‬
‫[الحديث‪ ]159 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من غس ل ميت ا فكتم علي ه غف ر هللا ل ه‬
‫أربعين كبيرة‪ ،‬ومن حفر ألخيه قبرا حتى يجنبه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]160 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من غس ل ميت ا فكتم علي ه غف ر هللا ل ه‬
‫أربعين م رة‪ ،‬ومن كفن ميت ا كس اه هللا من س ندس وإس تبرق في الجن ة‪ ،‬ومن حف ر‬
‫لميت قبرا‪ ،‬فأجنه فيه أجرى هللا له من األجر كأجر مسكن أس كنه إلى ي وم القيام ة)‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]161 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من حفر قبرا بنى هللا له بيتا في الجن ة‪،‬‬
‫ومن غسل ميتا خرج من ذنوبه كيوم ولدت ه أم ه‪ ،‬ومن كفن ميت ا كس اه هللا من حل ل‬
‫الجنة‪ ،‬ومن عزى حزينا ألبس ه هللا التق وى‪ ،‬وص لى على روح ه في األرواح‪ ،‬ومن‬
‫عزى مصابا كساه هللا حل تين من حل ل الجن ة ال تق وم لهم ا ال دنيا‪ ،‬ومن تب ع جن ازة‬
‫حتى يقضى دفنها كتب هللا له ثالثة قراريط‪ ،‬القيراط منها أعظم من جبل أحد‪ ،‬ومن‬
‫كفل يتيما أو أرملة أظله هللا في ظله‪ ،‬وأدخله الجنة) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]162 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من غسل ميتا فكتم عليه طه ره هللا من‬
‫ذنوبه‪ ،‬فإن كفنه كساه هللا من السندس)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]163 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من غس ل ميت ا وكفن ه وحنط ه وحمل ه‬
‫وصلى عليه‪ ،‬ولم يفش عليه ما رأى‪ ،‬خرج من خطيئته مثل ما ولدته أمه)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]164 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من غسل ميت ا ف أدى في ه األمان ة‪ ،‬ولم‬
‫يفش عليه ما يكون منه عند ذلك‪ ،‬خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]165 :‬قال رسول هللا ‪( :‬زر القبور تذكر به ا اآلخ رة‪ ،‬واغس ل‬
‫الموتى ف إن معالج ة جس د خ او موعظ ة بليغ ة‪ ،‬وص ل على الجن ائز لع ل ذل ك أن‬
‫يحزنك‪ ،‬فإن الحزين في ظل هللا يتعرض كل خير)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]166 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ع ودوا المرض ى واتبع وا الجن ائز‬
‫تذكركم اآلخرة)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]167 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من تبع جنازة حتى يص لى عليه ا ف إن‬
‫له قيراطا‪ ،‬فسئل رسول هللا ‪ ‬عن القيراط‪ ،‬فقال‪ :‬مثل أحد)(‪)10‬‬
‫[الحديث‪ ]168 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أس رعوا بالجن ازة‪ ،‬ف إن ت ك ص الحة‬
‫‪ )(1‬رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/338 :‬‬
‫‪ )( 2‬رواه الطبراني في الكبير‪ ،‬والحاكم وقال‪ /‬صحيح على شرط مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/338 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/338 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني في األوسط‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/338 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني في الكبير‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/339 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/339 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد والطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/339 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه الحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/339 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد والبزار وابن حبان‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/341 :‬‬
‫‪ )(10‬رواه أحمد‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/341 :‬‬
‫‪41‬‬
‫رقابكم)(‪)1‬‬ ‫فخير تقدمونها إليه‪ ،‬وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن‬
‫[الحــديث‪ ]169 :‬ك ان الن بي ‪ ‬إذا ف رغ من دفن الميت وق ف علي ه فق ال‪:‬‬
‫(استغفروا ألخيكم‪ ،‬واسألوا له بالتثبيت فإنه اآلن يسأل)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]170 :‬مروا على النبي ‪ ‬بجنازة فأثنوا عليها خيرا‪ ،‬فقال وجبت‪،‬‬
‫ثم مروا بأخرى ف أثنوا عليه ا ش را‪ ،‬فق ال‪ :‬وجبت ثم ق ال‪( :‬إن بعض كم على بعض‬
‫شهيد)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]171 :‬مر رسول هللا ‪ ‬بجنازة ف أثني عليه ا خ ير‪ ،‬فق ال‪ :‬وجبت‬
‫وجبت وجبت‪ ،‬ومر بجنازة فأثني عليها شر فقال نبي هللا ‪ :‬وجبت وجبت وجبت‪،‬‬
‫فقيل له‪ :‬فداك أبي وأمي‪ ،‬مر بجنازة فأثني عليها خ ير فقلت‪ :‬وجبت وجبت وجبت‪،‬‬
‫ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت‪ :‬وجبت وجبت وجبت؟ فقال رس ول هللا ‪( :‬من‬
‫أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة‪ ،‬ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له الن ار‪ ،‬أنتم ش هداء‬
‫هللا في األرض)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]172 :‬قال رسول هللا ‪( :‬م ا من مس لم يم وت فيش هد ل ه أربع ة‬
‫أهل أبيات من جيرانه األدنين إنهم ال يعلمون إال خ يرا إال ق ال هللا‪ :‬ق د قبلت علمكم‬
‫فيه‪ ،‬وغفرت له ما ال تعلمون)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]173 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا م ات العب د‪ ،‬وهللا يعلم من ه ش را‪،‬‬
‫ويقول الناس خيرا‪ ،‬قال هللا عز وجل لمالئكته‪ :‬ق د قبلت ش هادة عب ادي على عب دي‬
‫وغفرت له علمي فيه)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]174 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ألن يجلس أح دكم على جم رة فتح رق‬
‫ثيابه فتخلص إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]175 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ألن أط أ على جم رة أحب إلي من أن‬
‫أطأ على قبر مسلم)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]176 :‬قال رسول هللا ‪( :‬كسر عظم الميت ككسره حيا)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]177 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬ألص حابه لم ا وص لوا دي ار ثم ود‪( :‬ال‬
‫تدخلوا على هؤالء المعذبين إال أن تكونوا ب اكين‪ ،‬ف إن لم تكون وا ب اكين فال ت دخلوا‬
‫عليهم ال يصيبكم ما أصابهم)(‪)10‬‬

‫‪ )( 1‬رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/345 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو داود‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/346 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/346 :‬‬
‫‪ )( 4‬رواه البخاري ومسلم واللفظ له والترمذي والنسائي وابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/346 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو يعلى وابن حبان‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/346 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/346 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/373 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه الطبراني في الكبير‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/373 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/375 :‬‬
‫‪ )(10‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/360 :‬‬
‫‪42‬‬
‫[الحديث‪ ]178 :‬مرض رجل من األنصار فأتاه النبي ‪ ‬يعوده فوافقه وه و‬
‫في الموت‪ ،‬فقال ‪( :‬كيف تجدك؟)‪ ..‬قال‪ :‬أجدني أرجو رحمة ربّي‪ ،‬وأتخ وف من‬
‫ذنوبي‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬ما اجتمعتا في قلب عبد في مثل هذا الموطن‪ ،‬إالّ أعطاه هللا‬
‫رجاءه وآمنه م ّما يخافه)(‪)1‬‬
‫إن في ق راءة يس‬ ‫[الحديث‪ ]179 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يا عل ّي‪ ..‬اقرأ يس‪ ،‬ف ّ‬
‫عشر بركات‪ :‬ما قرأها جائع إال شبع‪ ،‬وال ظامي إالّ رُوي‪ ،‬وال ع ار إالّ ُكس ي‪ ،‬وال‬
‫أع زب إالّ ت زوج‪ ،‬وال خ ائف إالّ أمن‪ ،‬وال م ريض إالّ ب ريء‪ ،‬وال محب وس إالّ‬
‫أُخرج‪ ،‬وال مسافر إالّ أُعين على سفره‪ ،‬وال قرأها رجل ض لّت ل ه ض الّة إالّ ر ّده ا‬
‫هللا عليه‪ ،‬وال مسجون إال أُخ رج‪ ،‬وال م دين إالّ أ ّدى دين ه‪ ،‬وال قُ رأت عن د ميت إالّ‬
‫خفّف عنه تلك الساعة)(‪)2‬‬ ‫ُ‬
‫(إن هللا يقبل توب ة عب ده م ا لم يغرغ ر‪،‬‬‫[الحديث‪ ]180 :‬قال رسول هللا ‪ّ :‬‬
‫توبوا إلى ربّكم قبل أن تموتوا‪ ،‬وبادروا باألعمال الزاكي ة قب ل أن تش غلوا‪ ،‬وص لوا‬
‫الذي بينكم وبينه بكثرة ذكركم إياه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]181 :‬قال رسول هللا ‪( :‬كلُّ أحد يم وت عطش ان إالّ ذاك ر هللا)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]182 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ناب ذوا(‪ )5‬عن د الم وت)‪ ،‬فقي ل‪ :‬كي ف‬
‫ننابذ؟‪ ..‬قال ‪( :‬قولوا‪﴿ :‬قُلْ يَاأَيُّهَا ْال َك افِرُونَ (‪ )1‬اَل أَ ْعبُ ُد َم ا تَ ْعبُ ُدونَ (‪َ )2‬واَل أَ ْنتُ ْم‬
‫عَابِ ُدونَ َما أَ ْعبُ ُد (‪َ )3‬واَل أَنَا عَابِ ٌد َم ا َعبَ ْدتُ ْم (‪َ )4‬واَل أَ ْنتُ ْم عَابِ ُدونَ َم ا أَ ْعبُ ُد (‪ )5‬لَ ُك ْم‬
‫ي ِدين (‪[ ﴾)6‬الكافرون‪)6()]6 - 1 :‬‬
‫ِدينُ ُك ْم َولِ َ ِ‬
‫فإن من كان‬ ‫[الحديث‪ ]183 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لقّنوا موتاكم ال إله إالّ هللا‪ّ ،‬‬
‫إن ش دائد الم وت وس كراته‬ ‫آخر كالمه‪ :‬الإله إالّ هللا دخل الجنّة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رس ول هللا ّ‬
‫تشغلنا عن ذلك‪ ،‬فنزل جبريل عليه السالم‪ ،‬وقال‪( :‬ي ا محم د‪ ..‬ق ل لهم ح تى يقول وا‬
‫اآلن في الصحة‪ :‬ال إله إالّ هللا ع ّدة للموت)(‪)7‬‬
‫إن بعض‬ ‫[الحـــديث‪ ]184 :‬أُتي رس ول هللا ‪ ‬فقي ل ل ه‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ّ ..‬‬
‫أصحابك ثقيل لِ َما به‪ ،‬فقام ‪ ‬وقمنا معه ح تى دخ ل علي ه‪ ،‬فأص ابه مغم ًى علي ه ال‬
‫يعقل شيئاً‪ ،‬والنساء يبكين ويص رخن ويص حن‪ ،‬ف دعاه رس ول هللا ‪ ‬ثالث م رات‬
‫فلم يجبه‪ ،‬فقال ‪( :‬اللهم هذا عبدك إن كان قد انقض ى أجلُ ه ورزقُ ه وأث ره‪ ،‬ف إلى‬
‫جنّتك ورحمتك‪ ،‬وإن لم ينقض أجله ورزقه وأثره فعجّل شفاءه وعافيته)فق ال بعض‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،78/239 :‬ومجالس المفيد ص‪.89‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،78/240 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،78/240 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،78/240 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(5‬المنابذة‪ :‬المكاشفة والمقاتلة‪ ،‬ولع ل الم راد المكاش فة م ع الش يطان أو م ع الك افرين‪ ،‬بإظه ار العقائ د الحقّة‬
‫والتبرّ ئ منهم ومن عقائدهم‪ ،‬بحار األنوار‪.78/242 :‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،78/241 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،78/241 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫وطن للش هادة‪ ،‬فلم يرزقه ا‬ ‫ٍ‬ ‫القوم‪ :‬يا رسول هللا ‪ ..‬عجبا ً ل ه وتعرُّ ض ه في غ ير م‬
‫حتى يُقبض على فراشه‪ ،‬قال رسول هللا ‪( :‬و َمن الشهيد من أُمتي؟)‪ ،‬فقالوا‪ :‬أليس‬
‫(إن شهداء أُ ّمتي‬‫هو الذي يُقتل في سبيل هللا مقبالً غير مدبر؟‪ ..‬فقال رسول هللا ‪ّ :‬‬
‫إذاً لقلي ل‪ ..‬الش هيد ال ذي ذك رتم‪ ،‬والطعين والمبط ون‪ ،‬وص احب اله دم والغ رق‪،‬‬
‫والم رأة تم وت جُمع اً)‪ ،‬ق الوا‪( :‬وكي ف تم وت جُمع ا ً ي ا رس ول هللا؟)‪ ..‬ق ال ‪:‬‬
‫(يعترض ولدها في بطنها)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]185 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أم يران وليس ا ب أميرين(‪ :)2‬ليس لمن‬
‫تبع جنازة أن يرجع حتى تُدفن‪ ،‬أو ي ؤُذن ل ه‪ ..‬ورج ل يح ّج م ع ام رأة‪ ،‬فليس ل ه أن‬
‫ينفر حتى تقضي نسكها)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]186 :‬ك ان الن بي ‪ ‬إذا تب ع جن ازة غلبت ه كآب ة‪ ،‬وأكثَ َر ح ديث‬
‫النفس‪ ،‬وأقَ ّل الكالم(‪.)4‬‬
‫[الحديث‪ ]187 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من اس تقبل جن ازة أو رآه ا فق ال‪ :‬هللا‬
‫أكبر‪ ،‬هذا ما وعدنا هللا ورسوله‪ ،‬وصدق هللا ورسوله‪ ..‬اللهم‪ ..‬زدنا إيمان ا ً وتس ليماً‪،‬‬
‫الحمد هلل الذي تع ّزر بالقدرة‪ ،‬وقهر العباد بالموت‪ ،‬لم يب ق في الس ماء َملَ ك إالّ بكى‬
‫رحمة لصوته)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]188 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من أحبّ لق اء هللا أحبّ هللا لق اءه‪ ،‬ومن‬
‫كره لقاء هللا كره هللا لقاءه‪ ،‬فقيل له‪ :‬إنا لنكره الموت؟‪ ..‬فق ال ‪( :‬ليس ذل ك‪ ،‬ولكن‬
‫المؤمن إذا حضره الموت بُ ّشر برض وان هللا وكرامت ه‪ ،‬فليس ش يء أحبّ إلي ه ممّا‬
‫وإن الك افر إذا حض ره الم وت ب ُّش ر بع ذاب‬ ‫أمامه‪ ،‬فأحبّ لقاء هللا وأحبّ هللا لقاءه‪ّ ،‬‬
‫هللا‪ ،‬فليس ش يء أك ره إلي ه ممّا أمام ه‪ ،‬ك ره لق اء هللا فك ره هللا لق اءه‪ ،‬وبقيّة عم ر‬
‫المؤمن نفيسة)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ُ ]189 :‬س ئل الن بي ‪ ‬عن رج ل يُ دعى إلى وليم ة وإلى جن ازة‪،‬‬
‫أيّهم ا أفض ل وأيّهم ا يجيب؟‪ ..‬فق ال‪( :‬يجيب الجن ازة فإنّه ا ت ذ ّكر اآلخ رة‪ ،‬ولي دع‬
‫الوليمة فإنّها تذ ّكر الدنيا الفانية)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]190 :‬كان اإلمام الحسن جالس ا ً ومع ه أص حاب ل ه فم ّر بجن از ٍة‪،‬‬
‫فقام بعض القوم ولم يقم اإلمام الحسن‪ ،‬فل ّما مضوا بها قال بعضهم‪ :‬أال قمت عاف اك‬
‫هللا‪ ،‬فقد كان رسول هللا ‪ ‬يقوم للجنازة إذا مرّوا بها‪ ،‬فقال اإلمام الحسن‪( :‬إنّما ق ام‬
‫ي وك ان المك ان ض يّقاً‪ ،‬فق ام‬ ‫رسول هللا ‪ ‬مرّة واحدة‪ ،‬وذاك أنّه م ّر بجن ازة يه ود ّ‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،78/245 :‬ودعائم اإلسالم ‪.1/225‬‬
‫‪ )( 2‬اي يلزم إطاعتهما وقبول ما يأمران به‪ ،‬وليسا بأميرين [منصوبين من قبل االمام على الخص وص‪ ،‬أو ليس ا‬
‫بأميرين] عامين‪ ،‬يلزم إطاعتهما في أكثر األمور‪ ،‬بحار األنوار (‪)260 /81‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،78/260 :‬والخصال ‪.1/26‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،78/266 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،78/266 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،78/267 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،78/267 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫سه)(‪)1‬‬
‫رأ َ‬ ‫رسول هللا ‪ ‬وكره أن تعلو‬
‫[الحديث‪ ]191 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا مات أحدكم وس وّيتم علي ه ال تراب‪،‬‬
‫فليقم أحدكم عند قبره‪ ،‬ث ّم ليقل‪ :‬يا فالن بن فالنة‪ ..‬فإنّه يسمع وال يجيب‪ ،‬ث ّم يقول‪ :‬ي ا‬
‫فالن بن فالنة‪ ..‬الثانية فيستوي قاعداً‪ ،‬ث ّم ليقل يا فالن بن فالنة‪ ..‬فإنّه يقول‪ :‬أرش دنا‬
‫وأن‬‫رحمك هللا‪ ..‬فيقول‪ :‬اذكر ما خ رجت علي ه من ال ّدنيا‪ :‬ش هادة أن ال إل ه إال هللا‪ّ ،‬‬
‫محم داً عب ده ورس وله‪ ،‬وأنّك رض يت باهلل رب اً‪ ،‬وباإلس الم دين اً‪ ،‬وبمحم د نبي اً‪،‬‬
‫فإن منكراً ونكيراً يتأخر ك ّل واحد منهما‪ ،‬فيقول‪ :‬انطل ق فم ا يقع دنا‬ ‫وبالقرآن إماماً‪ّ ،‬‬
‫عند هذا‪ ،‬وقد لُقّن حجّته؟)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]192 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬و َمن دخ ل المق ابر وق رأ س ورة يس‬
‫خفّف هللا عنهم يومئذ‪ ،‬وكان له بعدد َمن فيها حسنات)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]193 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا ق رأ الم ؤمن آي ة الكرس ي وجع ل‬
‫حرف ملك ا ً يس بّح ل ه إلى ي وم‬ ‫ٍ‬ ‫ثواب قراءته ألهل القبور‪ ،‬جعل هللا تعالى له من كل‬
‫القيامة)(‪)4‬‬
‫ي‬
‫فإن الصالة عل َّ‬‫[الحديث‪ ]194 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أكثروا الصالة عل ّي‪ّ ..‬‬
‫ر في الجنة)(‪)5‬‬ ‫نو ٌر في القبر‪ ،‬ونو ٌر على الصراط‪ ،‬ونو ٌ‬
‫[الحديث‪ ]195 :‬قال اإلمام الباقر‪ :‬كان غالم من اليهود يأتي النبي ‪ ‬كث يراً‬
‫حتى استخفّه وربما أرسله في حاجة‪ ،‬وربما كتب له الكت اب إلى ق وم‪ ،‬فافتق ده أيام ا ً‬
‫فسأل عنه‪ ،‬فقال له قائل‪ :‬تركتُه في آخر يوم من أيام ال ّدنيا‪ ،‬فأتاه الن بي ‪ ‬في ن اس‬
‫من أص حابه‪ ،‬وك ان ‪ ‬برك ة ال يك اد يكلّم أح داً إال أجاب ه‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا فالن‪ ..‬ففتح‬
‫عينيه‪ ،‬وقال‪ :‬لبيّك يا أبا القاسم‪ ،‬قال‪ :‬اشه ْد أن ال إل ه إالّ هللا وأني رس ول هللا؛ فنظ ر‬
‫الغالم إلى أبيه فلم يقل له ش يئاً‪ ،‬ثم ن اداه رس ول هللا ‪ ‬الثاني ة وق ال ل ه مث ل قول ه‬
‫األ ّول‪ ،‬فالتفت الغالم الى أبيه فلم يقل له شيئاً‪ ،‬ثم ناداه رسول هللا ‪ ‬الثالثة‪ ،‬ف التفت‬
‫أن ال إل ه‬‫الغالم إلى أبيه‪ ،‬فقال أبوه‪ :‬إن شئت فقل وإن شئت فال‪ ،‬فقال الغالم‪ :‬أش ه ُد ّ‬
‫إالّ هللا وأنّك مح ّمد رسول هللا‪ ،‬ومات مكانه‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ ‬ألبيه‪ :‬أُخ رج عنّا‪،‬‬
‫ثم قال ألصحابه‪( :‬غسّلوه وكفنوه وآت وني ب ه أُص لّي علي ه)‪ ،‬ثم خ رج وه و يق ول‪:‬‬
‫(الحمد هلل الذي أنجى بي اليوم نسمةً من النّار)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]196 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لقّنوا موتاكم ال إل ه إالّ هللا‪ ،‬فإنّه ا ته دم‬
‫الذنوب)‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬فمن قال في صحته؟‪ ..‬فقال ‪( :‬ذلك أه دم وأه دم‪،‬‬
‫إن ال إله إالّ هللا أنس للمؤمن في حياته‪ ،‬وعند موته‪ ،‬وحين ي ُبعث)(‪)7‬‬ ‫ّ‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،78/272 :‬وقرب اإلسناد ص‪.42‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،31 /79 :‬والمنتهى‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،79/63 :‬وعدة الداعي‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،79/64 :‬وتنبيه الخواطر‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،64 /79 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(6‬أمالي الصدوق‪ ،‬ص‪.239‬‬
‫‪ )( 7‬بحار األنوار‪ ،78/236 :‬وثواب األعمال ص‪.3‬‬
‫‪45‬‬
‫[الحديث‪ ]197 :‬قال رسول هللا ‪( :‬قال جبريل عليه السالم‪ :‬يا محمد‪ ..‬لو‬
‫تراهم حين يُبعثون‪ ،‬هذا مبيضٌّ وجهه ويُنادي‪ :‬ال إله إالّ هللا وهللا أكبر‪ ،‬وهذا مس و ّد‬
‫وجهه ينادي‪ :‬يا وياله يا ثبوراه)(‪)1‬‬
‫ب ـ أحاديث أئمة الهدى حول كيفية التعامل مع الموتى‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]198 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إذا صلّى على الم ؤمن أربع ون رجالً من‬
‫المؤمنين‪ ،‬واجتهدوا في الدعاء له استجيب لهم)(‪)2‬‬
‫ي‪،‬‬ ‫[الحديث‪ ]199 :‬كان اإلمام علي إذا أراد الخل وة بنفس ه أتى ط رف الغ ر ِّ‬
‫مشرف على النجف‪ ،‬فإذا رج ٌل ق د أقب ل من البري ة راكب ا ً‬ ‫ٌ‬ ‫فبينما هو ذات يوم هناك‬
‫ّ‬
‫على ناق ٍة وق ّدامه جنازةٌ‪ ،‬فحين رأى عليا ً قصده ح تى وص ل إلي ه وس لم علي ه‪ ،‬ف ر ّد‬
‫عليه السالم وقال‪( :‬من أين؟)‪ ..‬قال‪ :‬من اليمن‪ ،‬قال‪( :‬وما هذه الجنازة التي معك؟)‪،‬‬
‫ق ال‪ :‬جن ازة أبي ألدفن ه في ه ذه األرض‪ ،‬فق ال ل ه اإلم ام علي‪( :‬لِ َم لم تدفن ه في‬
‫أرضكم؟)‪ ،‬قال‪ :‬أوصى بذلك‪ ،‬وقال‪ :‬إنه يُدفن هن اك رج ٌل ي دعى في ش فاعته مث ل‬
‫ربيعة ومضر‪ ،‬فقال له‪( :‬أتعرف ذلك الرجل؟)‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ ،‬قال‪( :‬أنا وهللا ذل ك الرج ل‬
‫ـ ثالثا ً ـ فادفن فقام ودفنه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]200 :‬قال اإلمام الحسن البنه القاسم‪( :‬قم يا بن ّي‪..‬ف اقرأ عن د رأس‬
‫صفًّا﴾ [الصافات‪ ]1 :‬تستت ّمها‪ ،‬فقرأ فلمّا بل غ‪﴿ :‬أَهُ ْم أَ َش ُّد خَ ْلقً ا أَ ْم‬ ‫ت َ‬‫أخيك‪َ ﴿ :‬والصَّافَّا ِ‬
‫َم ْن َخلَ ْقنَا﴾ [الصافات‪ ]11 :‬قضى الفتى‪ ..‬فل ّما ُسجّي وخرجوا أقبل علي ه يعق وب بن‬
‫آن‬‫جعفر فقال له‪ :‬كنّا نعه د الميت إذا ن زل ب ه الم وت يُق رأ عن ده‪﴿ :‬يس (‪َ )1‬و ْالقُ رْ ِ‬
‫ْال َح ِك ِيم ﴾ [يس‪ ]2 ،1 :‬فص رت تأمرن ا بالص افات؟‪ ..‬فق ال‪( :‬ي ا ب ن ّي‪ ،‬لم تُق رأ عن د‬
‫مكروب من الموت قطّ‪ ،‬إالّ عجّل هللا راحته)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]201 :‬لم ا حض رت اإلم ام الحس ن الوف اة اس تدعى أخ اه اإلم ام‬
‫ق بربي‪ ،‬فإذا قض يت نح بي فغ ّمض ني‬ ‫الحسين فقال له‪( :‬يا أخي‪ ..‬إني مفارقك والح ٌ‬
‫وغسّلني وكفّني‪ ،‬واحملني على س ريري إلى ق بر ج دي رس ول هللا ‪ ،‬ألُج دد ب ه‬
‫عهداً‪ ،‬ثم ردني إلى قبر أمي فاطمة فادفني هناك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]202 :‬كان اإلمام السجاد يقول عن د الم وت‪( :‬اللهم ارحم ني فإنّك‬
‫كريم‪ ..‬اللهم ارحمني فإنّك رحيم)‪ ،‬فلم يزل يرددها حتى توفي(‪.)6‬‬
‫أدركت عكرمة عن د الم وت لنفعتُ ه)‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫[الحديث‪ ]203 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬لو‬
‫ّ‬
‫قيل لإلمام الصادق‪ :‬بم اذا ك ان ينفع ه؟‪ ..‬ق ال‪( :‬يلقن ه م ا أنتم علي ه‪ ،‬فلم يدرك ه أب و‬

‫‪ )( 1‬بحار األنوار‪ ،78/236 :‬وثواب األعمال ص‪.3‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،78/374 :‬ودعائم اإلسالم ص‪.1/235‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،79/68 :‬وإرشاد القلوب‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،78/238 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،79/70 :‬واإلرشاد ص‪.174‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،78/241 :‬ودعوات الراوندي‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫ينفعه)(‪)1‬‬
‫جعفر‪ ،‬ولم‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫(إن عليّا كان ال يلبس إال البياض أكثر م ا‬ ‫[الحديث‪ ]204 :‬قال اإلمام الباقر‪ّ :‬‬
‫يلبس‪ ،‬ويقول‪( :‬فيه تكفين الموتى)(‪)2‬‬
‫(إن ال رّش على القب ور ك ان على عه د‬ ‫[الحديث‪ ]205 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪ّ :‬‬
‫الن ب ّي ‪ ،‬وك ان يُجع ل الجري د ال رطب على الق بر حين يُ دفن اإلنس ان في أوّل‬
‫زمان‪ ،‬وي ُستحب ذلك للميّت)(‪)3‬‬ ‫ال ّ‬
‫ً‬
‫(إن الرج ل يك ون ب ا ّرا بوالدي ه وهم ا‬‫[الحــديث‪ ]206 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪ّ :‬‬
‫وإن الرجل ليكون عاقا ً لهما في حياتهما‪،‬‬ ‫حيّان‪ ،‬فإذا لم يستغفر لهما ُكتب عاقا ً لهما‪ّ ،‬‬
‫راً)(‪)4‬‬
‫فإذا ماتا أكثر االستغفار لهما ف ُكتب با ّ‬
‫إن أخي منذ ثالث ة أي ام في ال نزع وق د‬ ‫[الحديث‪ ]207 :‬قيل لإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫اشت ّد عليه األمر فادع له‪ ،‬فقال‪( :‬اللهم سهّل عليه س كرات الم وت)‪ ،‬ثم أم ره وق ال‪:‬‬
‫(حوّلوا فراشه إلى مصالّه الذي كان يصلي فيه‪ ،‬فإنّه يُخفّف علي ه إن ك ان في أجل ه‬
‫تأخير‪ ،‬وإن كانت منيّته قد حضرت فإنّه يُسهّل عليه‪ ،‬إن شاء هللا)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]208 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬من شيّع جن ازة م ؤمن ح تى ي دفن في‬
‫قبره‪ ،‬و ّكل هللا ع َّز وج َّل سبعين ألف ملك من الم ّشيعين‪ ،‬يشيّعونه ويستغفرون له إذا‬
‫خرج من قبره)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]209 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬ما أوّل ما يُتحف ب ه الم ؤمن؟‪ ..‬فق ال‪:‬‬
‫(يغفُر لمن تبع جنازته)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]210 :‬مات لبعض أصحاب اإلمام الص ادق ول ٌد‪ ،‬فحض ر جنازت ه‬
‫فل ّما أُلحد تق ّدم أبوه ليطرح عليه التراب‪ ،‬فأخذ اإلمام الصادق بكفّيه وقال‪( :‬ال تطرح‬
‫عليه التراب‪ ،‬و َمن كان منه ذا رحم فال يطرح عليه التراب‪ ،‬فقيل له‪ :‬ي ا بن رس ول‬
‫هللا‪ ..‬أتنهى عن هذا وحده؟‪ ..‬فقال‪( :‬أنهاكم أن تطرحوا ال تراب على ذوي األرح ام‪،‬‬
‫فإن ذلك يورث القسوة‪ ،‬و َمن قسا قلبه بَعُد من ربّه ع ّ‬
‫ز وجلّ)(‪)8‬‬ ‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]211 :‬قيل لإلمام الصادق‪ :‬نص لّي عن الميت؟‪ ..‬ق ال‪( :‬نعم‪ ،‬ح تى‬
‫ق فيوسّع هللا عليه ذلك الضيق‪ ،‬ثم يُؤتى فيقال له‪ُ :‬خفّف عنك ه ذا‬ ‫أنه ليكون في ضي ٍ‬
‫الضيق بصالة فالن أخيك عنك)(‪)9‬‬
‫(إن الميت ليف رح ب الترحّم علي ه‬ ‫[الحــديث‪ ]212 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،78/236 :‬والكشي ص‪.188‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،78/311 :‬وقرب اإلسناد ص‪.93‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،36 /79 :‬وقرب اإلسناد ص‪.69‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،79/65 :‬ومشكاة األنوار ص‪.158‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،78/237 :‬وطب األئمة ص‪.79‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،78/257 :‬وأمالي الصدوق ص‪.131‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،78/258 :‬والخصال ‪.1/15‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار‪ ،79/35 :‬والعلل ‪.1/287‬‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار‪ ،79/62 :‬والفقيه ‪.1/117‬‬
‫‪47‬‬
‫إليه)(‪)1‬‬ ‫واالستغفار له‪ ،‬كما يفرح الحي بالهدية تُهدى‬
‫[الحديث‪ ]213 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬ما يلح ق الرج ل بع د موت ه؟‪ ..‬فق ال‪:‬‬
‫(سنّةٌ سنّها يعمل بها بعد موته‪ ،‬فيكون له مثل أجر َمن يعمل بها من غير أن ينتقص‬
‫من أجورهم شي ٌء‪ ،‬والصدقة الجارية تجري من بعده‪ ،‬والول د الطيب ي دعو لوالدي ه‬
‫بعد موتهم ا‪ ،‬ويحج ويتص دق ويعت ق عنهم ا‪ ،‬ويص لي ويص وم عنهم ا)‪ ،‬فقي ل ل ه‪:‬‬
‫أشركهما في حجتي؟‪ ..‬قال‪( :‬نعم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]214 :‬كان اإلمام الصادق يصلي عن ول ده في ك ل ليل ة ركع تين‪،‬‬
‫وعن والديه في كل يوم ركعتين‪ ،‬فقيل له‪ :‬جُعلت فداك‪ ..‬كي ف ص ار للول د اللي ل؟‪..‬‬
‫(ألن الفراش للولد)(‪)3‬‬ ‫ّ‬ ‫قال‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]215 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬م ا على أه ل الميت منكم أن ي درؤوا‬
‫عن ميتهم لقاء منكر ونك ير؟)‪ ،‬قي ل‪ :‬كي ف يص نع؟ ق ال‪( :‬إذا أف رد الميت فليتخل ف‬
‫عنده أولى الناس ب ه فيض ع فم ه عن د رأس ه‪ ،‬ثم ين ادي ب أعلى ص وته‪ :‬ي ا فالن بن‬
‫فالن‪ ،‬أو يا فالنة بنت فالن‪ :‬هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه‪ ،‬من شهادة أن ال‬
‫إله إال هللا وحده ال شريك له وأن محمداً عبده ورسوله سيد النب يين‪ ،‬وأن علي ا ً أم ير‬
‫المؤمنين وسيد الوصيين‪ ،‬وأن م ا ج اء ب ه محم د ‪ ‬ح ق‪ ،‬وأن الم وت ح ق‪ ،‬وأن‬
‫البعث حق‪ ،‬وأن هللا يبعث من في القب ور)‪ ،‬فيق ول منك ر لنك ير‪( :‬انص رف بن ا عن‬
‫جتَه) (‪)4‬‬ ‫هذا‪ ،‬فقد لُقِّنَ ُح َّ‬
‫[الحديث‪ ]216 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ما من أحد يحضره الموت إال وكل به‬
‫إبليس من ش ياطينه من ي أمره ب الكفر ويش ككه في دين ه ح تى تخ رج نفس ه‪ ،‬ف إذا‬
‫حض رتم موت اكم فلقن وهم ش هادة أن ال إل ه إال هللا وأن محم داً رس ول هللا ‪ ‬ح تى‬
‫يموتوا)(‪)5‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول البرزخ وأحوال أهله‪:‬‬
‫وه و الع الم ال ذي يب دأ من وف اة اإلنس ان‪ ،‬أو قب ل وفات ه بلحظ ات مع دودة‪،‬‬
‫وينتهي ب البعث‪ ،‬وبميالد النش أة اآلخ رة‪ ،‬وق د ذك ر الق رآن الك ريم ه ذا المص طلح‬
‫ت قَ ا َل‬ ‫﴿حتَّى إِ َذا َجا َء أَ َح َدهُ ُم ْال َموْ ُ‬
‫[البرزخ]‪ ،‬وبين بدايته ونهايته‪ ،‬فقال ذاكرا بدايته‪َ :‬‬
‫ت َكاَّل إِنَّهَ ا َكلِ َم ةٌ هُ َو قَائِلُهَ ا َو ِمنْ‬ ‫ُون (‪ )99‬لَ َعلِّي أَ ْع َم ُل َ‬
‫صالِحًا فِي َم ا تَ َر ْك ُ‬ ‫َربِّ ارْ ِجع ِ‬
‫ُ‬
‫َو َرائِ ِه ْم بَرْ َزخ إِلى يَوْ ِم يُ ْب َعثونَ ﴾ [المؤمنون‪ ،]100 ،99 :‬فهاتان اآليتان الكريمت ان‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫تذكران أن اإلنس ان عن دما يأتي ه الم وت‪ ،‬أي في اللحظ ة ال تي ت نزع فيه ا روح ه‪،‬‬
‫يشعر بالمصير الذي سيصير إليه‪ ..‬ولذلك يطلب الرجوع‪.‬‬
‫اب‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ور ف أن َس َ‬‫اَل‬‫َ‬ ‫ثم ذكر بعدها النهاية التي ينتهي إليها‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬فَإِ َذا نفِ َخ فِي الصُّ ِ‬
‫ُ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،79/62 :‬والفقيه ‪.1/117‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،79/63 :‬والكافي ‪.7/56‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،79/63 :‬والتهذيب ‪.1/132‬‬
‫‪ )(4‬الكافي (‪)3/201‬‬
‫‪ )(5‬من ال يحضره الفقيه (‪)1/133‬‬
‫‪48‬‬
‫بَ ْينَهُ ْم يَوْ َمئِ ٍذ َواَل يَتَ َسا َءلُونَ ﴾ [المؤمنون‪ ،]101 :‬وهي النفخ في الصور‪ ،‬ال ذي يك ون‬
‫بمثابة دق جرس نهاية الدنيا بملكها وملكوتها‪.‬‬
‫وقد ورد في األح اديث الكث ير من التفاص يل المرتبط ة به ذا الع الم‪ ،‬وأن واع‬
‫االمتحانات والتربية التي تحصل ألهله‪ ،‬وهي مما ال يمكن رفض ه بالعق ل المج رد‪،‬‬
‫كما شرحنا ذلك بتفصيل في كتاب [أسرار ما بعد الموت بين الدين والعقل]‪ ،‬ول ذلك‬
‫فإن أكثر ما ورد فيها من المقبول الذي ال يمكن رفضه‪ ،‬خاص ة م ع دوره ال تربوي‬
‫الكبير في ردع األنفس األمارة‪.‬‬
‫أما استبعاد بعضهم لتلك األحاديث بسبب رفض عقله له ا‪ ،‬فه و عجيب ج دا‪،‬‬
‫ذلك أن من أقر بعالم الحشر‪ ،‬وما فيه من الغرائب‪ ،‬ال يستبعد هذا العالم‪ ،‬ألن العق ل‬
‫يقول بإمكانه من غير أي حرج‪.‬‬
‫مع العلم أن تلك األحاديث التي تصور بعض تل ك المع اني ق د يك ون الم راد‬
‫منها تق ريب المع نى‪ ،‬ال حقيق ة م ا يحص ل بالض بط‪ ،‬ذل ك أن بعض ه مم ا يص عب‬
‫تصويره والتعب ير عن ه بدق ة‪ ،‬كم ا ق ال ابن عب اس عن نعيم الجن ة‪ ،‬وعالقت ه بنعيم‬
‫الدنيا‪( :‬ليس في الجنة شي ٌء يشبه ما في الدنيا إال األسماء)(‪)1‬‬
‫وقد كنا ننوي تقسيم هذا المبحث إلى عناوين ترتب ط بم ا يحص ل في ال برزخ‬
‫من أح وال المؤم نين وغ يرهم‪ ،‬لكن ا وج دنا أن ذل ك يخ ل ب الكثير من األح اديث‪،‬‬
‫ويقطعها‪ ،‬ويؤدي إلى التأثير السلبي في المواعظ المرتبطة بها‪ ،‬لهذا اكتفينا بإيرادها‬
‫بحس ب المص در ال ذي وردت في ه‪ ،‬م ع التنبي ه إلى أنن ا ش رحنا وقربن ا الكث ير من‬
‫المع اني ال واردة في ه ذه األح اديث في كت اب [أس رار م ا بع د الم وت بين ال دين‬
‫والعقل]‬
‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول البرزخ وأحوال أهله‪:‬‬
‫وهي األح اديث المرفوع ة إلى رس ول هللا ‪ ،‬وال واردة في مص ادر كال‬
‫المدرستين السنية والش يعية‪ ،‬وهي مح ل اتف اق في أكثره ا وأغلبه ا‪ ،‬إن لم نق ل في‬
‫جميعها‪.‬‬
‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫ض َر المؤمن أتت مالئكة الرحم ة‬ ‫[الحديث‪ ]217 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا ُح ِ‬
‫بحريرة بيضاء فيقولون‪ :‬اخرجي راضية مرضية عنك إلى روح هللا وريحان ورب‬
‫غير غضبان فتخرج كأطيب ريح المس ك‪ ،‬ح تى أن ه ليناول ه بعض هم بعض ا‪ ،‬ح تى‬
‫يأتوا ب ه أب واب الس ماء‪ ،‬فيقول ون‪ :‬م ا أطيب ه ذه ال ريح ال تي ج اءتكم من األرض‬
‫فيأتون به أرواح المؤمنين‪ ،‬فلهم أشد فرحا به من أحدكم بغائبه فيقدم عليه فيسألونه‪:‬‬
‫فالن‪ ،‬فيقولون‪ :‬دع وه فإن ه ك ان في غم ال دنيا فيق ول‪ :‬ق د‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فالن؟ ماذا فعل‬ ‫ماذا فعل‬
‫مات أما أتاكم؟ قالوا ذهب به إلى أمه الهاوية‪ ،‬وإن الك افر إذا احتض ر أتت ه مالئك ة‬
‫العذاب بمسح‪ ،‬فيقولون‪ :‬اخ رجي س اخطة مس خوطا علي ك إلى ع ذاب هللا‪ ،‬فتخ رج‬
‫‪ )(1‬رواه أبو نُ َعيْم في صفة الجنة (‪)2 /21‬‬
‫‪49‬‬
‫كأنتن ريح جيفة‪ ،‬حتى يأتوا به ب اب األرض‪ ،‬فيقول ون‪ :‬م ا أنتن ه ذه ال ريح؟ ح تى‬
‫يأتوا به أرواح الكفار)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]218 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن المؤمن ي ؤمر بق بره يوس ع س بعين‬
‫طوال وسبعين عرضا‪ ،‬ويف رش ويطيب وين ور‪ ،‬وفي ه ب اب إلى الجن ة‪ ،‬وإن الك افر‬
‫يضيق عليه قبره ويكأل حيات كأعناق البخت‪ ،‬ويرسل عليه مالئكة صم عمي معهم‬
‫فطاطيس من حديد ال يبصرونه فيرحمونه وال يسمعون صوته فيرجمونه وفيه ب اب‬
‫إلى النار إذا نظر منه مقعده سأل هللا أن يديم ذلك عليه‪ ،‬فال يصل إلى ما وراءه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]219 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الم وتى ليع ذبون في قب ورهم ح تى‬
‫إن البهائم لتسمع أصواتهم)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]220 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ل وال أن ال ت دافنوا ل دعوت هللا أن‬
‫يسمعكم عذاب القبر)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]221 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬الق بر أول م نزل من من ازل اآلخ رة‪،‬‬
‫فإن نجا منه فما بعده أيسر‪ ،‬وإن لم ينج منه فما بعده أشد‪ ..‬وما رأيت منظرا ق ط إال‬
‫والقبر أفظع منه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]222 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أحدكم إذا مات عرض علي ه مقع ده‬
‫بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة‪ ،‬وإن كان من أه ل الن ار فمن‬
‫أهل النار فيقال‪ :‬هذا مقعدك حتى يبعثك هللا يوم القيامة)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]223 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬يس لك على الك افر في ق بره تس عة‬
‫وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه حتى تقوم الساعة فل و أن تنين ا منه ا نفخت في األرض‬
‫ما أنبتت خضراء)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]224 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن الم ؤمن في ق بره لفي روض ة‬
‫خضراء فيرحب ل ه ق بره س بعون ذراع ا‪ ،‬وين ور ل ه ك القمر ليل ة الب در)‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬
‫ض ْن ًكا َونَحْ ُش ُرهُ يَ وْ َم ْالقِيَا َم ِة أَ ْع َمى﴾‬
‫يش ةً َ‬
‫أتدرون فيما أنزلت هذه اآلية ﴿فَ إِ َّن لَ هُ َم ِع َ‬
‫[طه‪ ،]124 :‬أتدرون ما المعيش ة الض نك؟ ق الوا‪ :‬هللا ورس وله أعلم‪ ،‬ق ال‪( :‬ع ذاب‬
‫الكافر في قبره‪ ،‬والذي نفسي بيده إنه يسلط عليه تس عة وتس عون تنين ا‪ ،‬أت درون م ا‬
‫التنين؟ سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه ويخدشونه إلى يوم القيامة)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]225 :‬عن أنس‪ ،‬ق ال‪ :‬بعث ق وم إلى الن بي ‪ ‬أن‪ :‬ابعث إلين ا من‬
‫يعلمنا القرآن والسنة‪ ،‬فبعث إليهم سبعين رجال من األنص ار يق ال لهم الق راء وفيهم‬
‫‪ )(1‬النسائي ‪.10-4/9‬‬
‫‪ )(2‬ذكره الهيثمي ‪ ،2/328‬وقال‪ /‬رواه الطبراني في (الكبير)‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني في الكبير‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/360 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/360 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/361 :‬‬
‫‪ )( 6‬رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبو داود‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/361 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد وأبو يعلى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/362 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أبو يعلى وابن حبان‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/362 :‬‬
‫‪50‬‬
‫خالي حرام‪ ،‬يقرءون القرآن ويتدارسون بالليل‪ ،‬ويتعلمون‪ ،‬وكانوا بالنه ار يج يئون‬
‫بالم اء فيض عونه في المس جد‪ ،‬ويحتطب ون فيبيعون ه‪ ،‬ويش ترون ب ه الطع ام أله ل‬
‫الص فة‪ ،‬وللفق راء‪ ،‬فبعثهم رس ول هللا ‪ ‬فتعرض وا لهم فقتل وهم قب ل أن يبلغ وا‬
‫المكان‪ ،‬فقالوا‪ :‬اللهم بلغ عنا أنا قد لقيناك فرضيت عنا‪ ،‬ورض ينا عن ك‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أتى‬
‫رجل خالي حرام ا من خلف ه فطعن ه ب الرمح ح تى أنف ذه‪ ،‬فق ال ح رام‪ :‬ف زت ورب‬
‫الكعبة‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬إن إخوانكم قد قتلوا‪ ،‬وقالوا‪ :‬اللهم بلغ عنا نبين ا أن ا ق د‬
‫لقيناك ورضينا عنك ورضيت عنا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]226 :‬عن ابن عباس قال‪ :‬بينما رسول هللا ‪ ‬جالس وأسماء بنت‬
‫عميس قريبة من ه إذ رد الس الم‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬ي ا أس ماء ه ذا جعف ر بن أبي ط الب م ع‬
‫جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا فردي عليهم الس الم‪ ،‬وق د أخ برني أن ه لقي‬
‫المشركين يوم كذا وكذا قبل ممره على رس ول هللا ‪ ‬بثالث أو أرب ع‪ ،‬فق ال‪ :‬لقيت‬
‫المشركين فأصبت في جسدي من مقاديمي ثالثا وسبعين بين رمية وطعنة وضربة‪،‬‬
‫ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى فقطعت‪ ،‬ثم أخذت بيدي اليسرى فقطعت‪ ،‬فعوضني هللا‬
‫من يدي جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل أنزل من الجنة حيث ش ئت‪ ،‬وآك ل‬
‫من ثمارها ما شئت)‪ ،‬فق الت أس ماء‪( :‬هينئ ا ً لجعف ر م ا رزق ه هللا من الخ ير‪ ،‬ولكن‬
‫أخاف أن ال يصدق الناس فاصعد المنبر أخبر ب ه)‪ ،‬فص عد المن بر فحم د هللا وأث نى‬
‫عليه‪ ،‬ثم قال‪( :‬يا أيها الناس إن جعفرا مع جبريل وميكائيل‪ ،‬له جناحان عوض ه هللا‬
‫من يديه سلم علي‪ ،‬ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين)‪ ،‬فاستبان للن اس‬
‫بعد اليوم الذي أخبر رسول هللا ‪ ‬أن جعفر لقيهم‪ ،‬فلذلك سمي الطيار في الجنة)(‪)2‬‬
‫[الحــــديث‪ ]227 :‬عن أنس عن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬وددت أني لقيت‬
‫إخواني)‪ ،‬قال‪ :‬فقال أصحاب النبي ‪ :‬أوليس نحن إخوانك؟ ق ال‪( :‬أنتم أص حابي‪،‬‬
‫ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]228 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن أعم الكم تع رض على أق اربكم‬
‫وعشائركم من األموات‪ ،‬فإن كان خ يراً استبش روا ب ه‪ ،‬وإن ك ان غ ير ذل ك ق الوا‪:‬‬
‫اللهم ال تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]229 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن هللا عز وجل إذا أراد رحمة أمة من‬
‫عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها‪ ،‬وإذا أراد هلك ة أم ة ع ذبها‬
‫ونبيها حي فأهلكها وهو ينظر فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]230 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬وال ذي نفس أبي القاس م بي ده لي نزلن‬

‫‪ )(1‬الجهاد البن أبي عاصم ‪ 2/494‬ح(‪ ،)185‬مستخرج أبي عوانة ‪ 4/462‬ح(‪)7345‬‬


‫‪ )(2‬رواه الحاكم (‪ 210 - 209 /3‬و‪ )212‬ورواه الطبراني في األوسط مختصراً كم ا في مجم ع الزوائ د (‪/9‬‬
‫‪)272‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد ‪ 20/38‬ح(‪ ،)12579‬وأبو يعلي (‪ ،)3390‬والطبراني في األوسط (‪)5490‬‬
‫‪ )(4‬قال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪ :)327 /2‬رواه الطبراني في الكبير واألوسط‪.‬‬
‫‪ )(5‬صحيح مسلم ‪ 4/1791‬ح(‪)2288‬‬
‫‪51‬‬
‫عيس ى بن م ريم إمام ا مقس طا وحكم ا ع دال‪ ،‬فليكس رن الص ليب ويقتلن الخ نزير‬
‫وليصلحن ذات البين وليذهبن الشحناء وليعرض ن الم ال فال يقبل ه أح د‪ ،‬ثم لئن ق ام‬
‫على قبري فقال يا محمد ألجبته)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]231 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬رأيت ني في جماع ة من األنبي اء‪ ،‬ف إذا‬
‫موسى عليه السالم قائم يصلى‪ ،‬فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رج ال ش نوءة‪ ،‬وإذا‬
‫عيسى ابن مريم عليه السالم قائم يصلي‪ ،‬وإذا إبراهيم عليه السالم قائم يصلى أش به‬
‫الناس به صاحبكم ـ يعني‪ :‬نفسه ـ فحانت الصالة فأممتهم)(‪)2‬‬

‫[الحديث‪ ]232 :‬عن ابن عباس قال‪( :‬فلما دخل الن بي ‪ ‬المس جد األقص ى‬
‫قام يصلي‪ ،‬فالتفت‪ ،‬ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]233 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من رجل ي زور ق بر أخي ه ويجلس‬
‫عنده إال استأنس به ورد عليه حتى يقوم)(‪)4‬‬
‫إن ط ريقي على‬ ‫[الحــديث‪ ]234 :‬س ئل رس ول هللا ‪( :‬ي ا رس ول هللا! ّ‬
‫الموتى‪ ،‬فهل من كالم أتكلم به إذا مررت عليهم؟)‪ ،‬فقال‪( :‬قل السّالم عليكم ي ا أه ل‬
‫القبور من المسلمين والمؤمنين‪ ،‬أنتم لنا سلف‪ ،‬ونحن لكم تب ع‪ ،‬وإنّا إن ش اء هللا بكم‬
‫الحقون)‪ ،‬فقيل له‪( :‬يا رسول هللا؛ يسمعون؟)‪ ،‬قال‪( :‬يسمعون‪ ،‬ولكن ال يس تطيعون‬
‫أن يجيبوا)‪ ،‬ثم قال‪( :‬يا أبا رزين؛ أال ترضى أن ير ّد عليك من المالئكة)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]235 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من أحد يم ّر على قبر أخيه الم ؤمن‬
‫كان يعرفه في الدنيا يسلّم عليه إال عرفه ورد عليه السالم)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]236 :‬وقف رسول هللا ‪ ‬على مصعب بن عمير حين رج ع من‬
‫أح د‪ ،‬فوق ف علي ه وعلى أص حابه‪ ،‬فق ال‪( :‬أش هد أنكم أحي اء عن د هللا‪ ،‬ف زوروهم‪،‬‬
‫وسلّموا عليهم‪ ،‬فو الذي نفسي بيده ال يسلّم عليهم أحد إال ر ّدوا عليه إلى يوم القيامة)‬
‫(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]237 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من رجل يزور ق بر أخي ه‪ ،‬ويجلس‬
‫عنده‪ ،‬إال استأنس ور ّد عليه‪ ،‬حتى يقوم)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]238 :‬س ألت ام رأة رس ول هللا ‪ ‬ق الت‪ :‬تبتلى ه ذه األم ة في‬
‫ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫ت فِي‬ ‫قبورها‪ ،‬فكيف بي وأنا امرأة ضعيفة‪ ،‬قال‪﴿ :‬يُثَب ُ‬
‫ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َ‬
‫ر ِة﴾ [إبراهيم‪)9()]27 :‬‬

‫‪ )(1‬المستدرك (‪)2/595‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم (‪)172‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد (‪)167 / 4‬‬
‫‪ )( 4‬رواه ابن أبي الدنيا في القبور وابن عبد البر في التمهيد‪ ،‬إتحاف السادة المتقين للزبيدى ج ‪ 10‬ص ‪..365‬‬
‫‪ )(5‬خرّ جه العقيلي في (الضعفاء) (‪)1191 /4‬‬
‫‪ )( 6‬قال ابن رجب‪ :‬رواه ابن عبد البر‪ ،‬أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور‪ ،‬ص‪.81 /‬‬
‫‪ )(7‬رواه الحاكم (‪)248 /2‬‬
‫‪ )(8‬ابن أبي الدنيا في كتاب (القبور)‪ ،‬وكتاب (من عاش بعد الموت)‪ ،‬رقم (‪)41‬‬
‫‪ )(9‬رواه البزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/364 :‬‬
‫‪52‬‬
‫[الحديث‪ ]239 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عن ه‬
‫أصحابه‪ ،‬وإنه ليسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا أتاه ملك ان فيقعدان ه فيق والن ل ه‪ :‬م ا‬
‫كنت تقول في هذا النبي محم د؟ فأم ا الم ؤمن فيق ول‪ :‬أش هد أن ه عب د هللا ورس وله‪،‬‬
‫فيقال له‪ :‬انظر إلى مقعدك من النار أبدلك هللا به مقع دا من الجن ة‪ ،‬فيراهم ا جميع ا‪،‬‬
‫وأما الكافر أو المن افق فيق ول‪ :‬ال أدري كنت أق ول م ا يق ول الن اس في ه‪ ،‬فيق ال‪ :‬ال‬
‫دريت وال تليت ثم يض رب بمطرق ة من حدي د ض ربة بين أذني ه فيص يح ص يحة‬
‫يسمعها من يليه إال الثقلين)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]240 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬أم ا فتن ة ال دجال فإن ه لم يكن ن بي إال‬
‫حذر أمته‪ ،‬مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه ك ل م ؤمن‪ ،‬فأم ا فتن ة الق بر ف بي يفتن ون‬
‫وعني يسألون فإذا كان الرجل الص الح أجلس في ق بره غ ير ف زع وال مش عوف ثم‬
‫يقال له فما كنت تقول في اإلسالم؟ فيقال‪ :‬م ا ه ذا الرج ل ال ذي ك ان فيكم؟ فيق ول‪:‬‬
‫محمد رسول هللا جاء بالبينات من عند هللا فصدقناه فيفرج له فرجة قبل النار فينظ ر‬
‫إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له‪ :‬انظ ر إلى م ا وق اك هللا‪ ،‬ثم تف رج ل ه فرج ة إلى‬
‫الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها‪ ،‬فيقال له‪ :‬ه ذا مقع دك منه ا‪ ،‬ويق ال‪ :‬على اليقين‬
‫كنت‪ ،‬وعليه مت وعليه تبعث إن شاء هللا‪ ،‬وإذا ك ان الرج ل الس وء أجلس في ق بره‬
‫فزعا مشعوفا فيقال له‪ :‬فما كنت تقول؟ فيقول‪ :‬سمعت الناس يقولون قوال فقلت كم ا‬
‫قالوا فيفرج له فرجة إلى الجنة‪ ،‬فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له‪ :‬انظ ر إلى م ا‬
‫صرف هللا عنك‪ ،‬ثم يفرج ل ه فرج ة قب ل الن ار فينظ ر إليه ا يحطم بعض ها بعض ا‪،‬‬
‫ويقال‪ :‬هذا مقعدك منها‪ ،‬على الشك كنت‪ ،‬وعليه مت‪ ،‬وعلي ه تبعث إن ش اء هللا‪ ،‬ثم‬
‫يعذب)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]241 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬تع وذوا باهلل من ع ذاب الق بر‪ ..‬إن‬
‫الميت يسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له‪ :‬ي ا ه ذا من رب ك وم ا دين ك‬
‫ومن نبي ك؟‪ ..‬ويأتي ه ملك ان فيجلس انه‪ ،‬فيق والن ل ه‪ :‬من رب ك؟ فيق ول‪ :‬ربي هللا‪،‬‬
‫فيقوالن له‪ :‬وما دينك؟ فيقول‪ :‬ديني اإلسالم‪ ،‬فيقوالن له‪ :‬ما ه ذا الرج ل ال ذي بعث‬
‫فيكم؟ فيق ول‪ :‬ه و رس ول هللا‪ ،‬فيق والن ل ه‪ :‬وم ا ي دريك ؟ فيق ول‪ :‬ق رأت كت اب هللا‬
‫ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا‬
‫ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫وآمنت وصدقت‪ ،‬فذلك قول ه‪﴿ :‬يُثَب ُ‬
‫َوفِي اآْل ِخ َر ِة ﴾ [إبراهيم‪ ،]27 :‬فينادي من اد من الس ماء‪ :‬أن ص دق عب دي فافرش وه‬
‫من الجنة‪ ،‬وألبسوه من الجنة‪ ،‬وافتحوا له بابا إلى الجنة فيأتي ه من روحه ا وطيبه ا‪،‬‬
‫ويفسح ل ه في ق بره م د بص ره‪ ،‬وإن الك افر تع اد روح ه في جس ده‪ ،‬ويأتي ه ملك ان‬
‫فيجلسانه فيقوالن‪ :‬من ربك؟ فيقول‪ :‬هاه ه اه ال أدري‪ :‬فيق والن‪ :‬م ا دين ك؟ فيق ول‪:‬‬
‫هاه هاه ال أدري‪ ،‬فيقوالن ل ه‪ :‬م ا ه ذا الرج ل ال ذي بعث فيكم؟ فيق ول‪ :‬ه اه ه اه ال‬
‫أدري فينادي مناد من السماء‪ :‬أن قد ك ذب فافرش وه من الن ار‪ ،‬وألبس وه من الن ار‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/364 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/364 :‬‬
‫‪53‬‬
‫وافتحوا له بابا إلى النار فيأتيه من حرها وسمومها‪ ،‬ويضيق عليه قبره حتى تختلف‬
‫فيه أض العه‪ ،‬ثم يقيض ل ه أعمى أبكم مع ه مرزب ة من حدي د ل و ض رب به ا جبال‬
‫لص ار تراب ا فيض ربه به ا ض ربة يس معها من بين المش رق والمغ رب إال الثقلين‬
‫فيصير ترابا ثم تعاد فيه الروح)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]242 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن العب د الم ؤمن إذا ك ان في انقط اع‬
‫من ال دنيا وإقب ال من اآلخ رة ن زل إلي ه مالئك ة من الس ماء بيض الوج وه‪ ،‬ك أن‬
‫وجوههم الشمس معهم كفن من أكفان الجنة‪ ،‬وحنوط من حنوط الجنة ح تى يجلس وا‬
‫منه مد البصر‪ ،‬ويجيء ملك الموت عليه السالم حتى يجلس عند رأسه فيقول‪ :‬أيته ا‬
‫النفس الطيبة اخرجي إلى مغفرة من هللا ورضوان‪،‬فتخرج فتسيل كما تسيل القط رة‬
‫من في الس قاء فيأخ ذها ف إذا أخ ذها لم ي دعوها في ي ده طرف ة عين ح تى يأخ ذوها‬
‫فيجعلوه ا في ذل ك الكفن‪ ،‬وفي ذل ك الحن وط‪ ،‬ويخ رج من ه ك أطيب نفح ة مس ك‪،‬‬
‫وج دت على وج ه األرض‪ ،‬فيص عدون به ا فال يم رون على مأل من المالئك ة إال‬
‫قالوا‪ :‬ما هذا الروح الطيب؟ فيقوالن‪ :‬فالن ابن فالن بأحسن أسمائه التي كان يسمى‬
‫بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له فيشيعه من كل‬
‫سماء مقربوها إلى السماء التي تليها‪ ،‬حتى ينتهى بها إلى السماء الس ابعة فيق ول هللا‬
‫عز وج ل‪ :‬اكتب وا كت اب عب دي في عل يين‪ ،‬وأعي دوه إلى األرض في جس ده فيأتي ه‬
‫ملكان فيجلس انه فيق والن‪ :‬من رب ك؟ فيق ول‪ :‬ربي هللا‪ ،‬فيق والن‪ :‬م ا دين ك؟ فيق ول‪:‬‬
‫ديني اإلس الم‪ ،‬فيق والن‪ :‬م ا ه ذا الرج ل ال ذي بعث فيكم؟ فيق ول‪ :‬ه و رس ول هللا‪،‬‬
‫فيقوالن‪ :‬ما يدريك؟ فيقول‪ :‬ق رأت كت اب هللا‪ ،‬وآمنت ب ه وص دقته فين ادي من اد من‬
‫السماء أن قد صدق عبدي فأفرشوه من الجنة‪ ،‬وافتحوا له بابا إلى الجن ة‪ ،‬فيأتي ه من‬
‫روحها وطيبها‪ ،‬ويفسح له في ق بره م د بص ره‪ ،‬ويأتي ه رج ل حس ن الوج ه‪ ،‬حس ن‬
‫الثياب‪ ،‬طيب الريح فيقول‪ :‬أبشر بالذي يسرك‪ ،‬هذا يومك الذي كنت توعد‪ ،‬فيق ول‪:‬‬
‫من أنت فوجهك الوجه الحسن يجيء بالخير؟ فيقول‪ :‬أنا عملك الصالح فيق ول‪ :‬رب‬
‫أقم الساعة‪ ،‬رب أقم الساعة‪ ،‬حتى أرجع إلى أهلي ومالي) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]243 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن العبد الكافر إذا كان في انقط اع من‬
‫الدنيا وإقبال من اآلخرة نزل إليه مالئكة سود الوجوه معهم المس وح فيجلس ون من ه‬
‫مد البصر‪ ،‬ثم يجيء ملك الموت؛ حتى يجلس عند رأسه فيقول‪ :‬أيتها النفس الخبيث ة‬
‫اخرجي إلى سخط من هللا‪ ،‬وغضب فتفرق في جس ده فينتزعه ا كن ا ين تزع الس فود‬
‫من الص وف المبل ول فيأخ ذها‪ ،‬ف إذا أخ ذها لم ي دعوها في ي ده طرف ة عين ح تى‬
‫يجعلوه ا في تل ك المس وح‪ ،‬وتخ رج منها ك أنتن جيف ة وج دت على وج ه األرض‪،‬‬
‫فيصعدون بها فال يمرون بها على مأل من المالئكة إال قالوا‪ :‬ما هذه الريح الخبيث ة؟‬
‫فيقولون‪ :‬فالن ابن فالن بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا؛ حتى ينتهى به ا‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود‪ ،‬وأحمد‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/365 :‬‬


‫‪ )(2‬الطيالسى (ص ‪ ،102‬رقم ‪ ،)753‬وأحمد (‪)4/287‬‬
‫‪54‬‬
‫إلى السماء الدنيا‪ ،‬فيستفتح له فال يفتح له‪ ،‬ثم قرأ رسول هللا ‪﴿ :‬اَل تُفَتَّ ُح لَهُ ْم أَب َْوابُ‬
‫ال َّس َما ِء َواَل يَ ْد ُخلُونَ ْال َجنَّةَ َحتَّى يَلِ َج ْال َج َم ُل فِي َس ِّم ْال ِخيَا ِط﴾ [األع راف‪ ،]40 :‬فيق ول‬
‫هللا عز وجل‪ :‬اكتبوا كتابه في سجين في األرض السفلى‪ ،‬ثم تط رح روح ه طرح ا‪،‬‬
‫ثم قرأ‪َ ﴿ :‬و َم ْن يُ ْش ِر ْك بِاهَّلل ِ فَ َكأَنَّ َما خَ َّر ِمنَ ال َّس َما ِء فَت َْخطَفُ هُ الطَّ ْي ُر أَوْ تَ ْه ِوي بِ ِه ال رِّي ُح‬
‫ق﴾ [الحج‪ ،]31 :‬فتع اد روح ه في جس ده‪ ،‬ويأتي ه ملك ان فيجلس انه‬ ‫فِي َم َك ا ٍن َس ِحي ٍ‬
‫فيقوالن له‪ :‬من ربك؟ فيقول‪ :‬هاه هاه ال أدري‪ ،‬فيقوالن ل ه‪ :‬م ا دين ك؟ فيق ول‪ :‬ه اه‬
‫هاه ال أدري‪ ،‬فيقوالن له‪ :‬ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول‪ :‬ه اه ه اه ال أدري‪،‬‬
‫فينادي مناد من السماء‪ :‬أن كذب فأفرشوه من النار‪ ،‬وافتحوا له بابا إلى النار؛ فيأتيه‬
‫من حرها وسمومها‪ ،‬ويضيق عليه ق بره ح تى تختل ف في ه أض العه‪ ،‬ويأتي ه رج ل‬
‫قبيح الوجه‪ ،‬قبيح الثياب منتن الريح فيقول‪ :‬أبشر بال ذي يس وؤك‪ ،‬ه ذا يوم ك ال ذي‬
‫كنت توع د فيق ول‪ :‬من أنت فوجه ك الوج ه الق بيح يجيء بالش ر فيق ول‪ :‬أن ا عمل ك‬
‫الخبيب‪ ،‬فيقول‪ :‬رب ال تقم الساعة)(‪)1‬‬
‫وفي رواية‪( :‬فيأتيه آت قبيح الوجه‪ ،‬ق بيح الثي اب‪ ،‬منتن ال ريح فيق ول‪ :‬أبش ر‬
‫بهوان من هللا وعذاب مقيم‪ ،‬فيق ول‪ :‬بش رك هللا بالش ر‪ ،‬من أنت؟ فيق ول‪ :‬أن ا عمل ك‬
‫الخبيث كنت بطيئا عن طاعة هللا سريعا في معصيته فجزاك هللا بش ر‪ ،‬ثم يقيض ل ه‬
‫أعمى أصم أبكم في يده مرزب ة ل و ض رب به ا جب ل ك ان تراب ا‪ ،‬فيض ربه ض ربة‬
‫فيصير ترابا ثم يعيده هللا كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعه ك ل‬
‫شيء إال الثقلين)‬
‫[الحــديث‪ ]244 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن الم ؤمن إذا قبض أتت ه مالئك ة‬
‫الرحمة بحريرة بيضاء‪ ،‬فيقولون‪ :‬اخرجي إلى روح هللا فتخرج كأطيب ريح المسك‬
‫حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا فيشمونه حتى يأتوا به باب السماء؛ فيقولون‪ :‬ما ه ذه‬
‫الريح الطيبة التي جاءت من األرض‪ ،‬وال يأتون سماء إال قالوا مثل ذلك حتى ي أتوا‬
‫به أرواح المؤمنين‪ ،‬فلهم أشد فرحا به من أه ل الغ ائب بغ ائبهم‪ ،‬فيقول ون‪ :‬م ا فع ل‬
‫فالن؟ فيقولون‪ :‬دعوه ح تى يس تريح فإن ه ك ان في غم ال دنيا‪ ،‬فيق ول‪ :‬ق د م ات أم ا‬
‫أتاكم؟ فيقولون‪ :‬ذهب به إلى أمه الهاوية‪ ،‬وأما الكافر فيأتي ه مالئك ة الع ذاب بمس ح‬
‫فيقول ون‪ :‬اخ رجي إلى غض ب هللا فتخ رج ك أنتن ريح جيف ة‪ ،‬في ذهب ب ه إلى ب اب‬
‫األرض)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]245 :‬قال رسول هللا ‪ ‬بعد أن شهد جنازة‪(:‬إنه اآلن يس مع خف ق‬
‫نعالكم‪ ،‬أتاه منكر ونكير أعينهما مثل قدور النحاس‪ ،‬وأنيابهما مثل صياص ي البق ر‪،‬‬
‫وأصواتهما مثل الرعد فيجلسانه‪ ،‬فيسأالنه م ا ك ان يعب د ومن ك ان نبي ه‪ ،‬ف إن ك ان‬
‫ممن يعب د هللا ق ال‪ :‬أعب د هللا‪ ،‬ونب يي محم د ‪ ،‬جاءن ا بالبين ات واله دى فآمن ا ب ه‬
‫ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي‬ ‫ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫واتبعن اه ف ذلك ق ول هللا‪﴿ :‬يُثَب ُ‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد (‪ ،4/287‬رقم ‪ )18557‬وأبو داود (‪ ،4/239‬رقم ‪)4753‬‬


‫‪ )(2‬رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬وهو عند ابن ماجة بنحوه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/369 :‬‬
‫‪55‬‬
‫اآْل ِخ َر ِة﴾ [إبراهيم‪ ،]27 :‬فيقال له‪ :‬على اليقين حييت‪ ،‬وعلي ه مت‪ ،‬وعلي ه تبعث‪ ،‬ثم‬
‫يفتح له باب إلى الجنة‪ ،‬ويوسع له في حفرته‪ ،‬وإن كان من أهل الشك قال‪ :‬ال أدري‬
‫سمعت الناس يقولون شيئا فقلت ه‪ ،‬فيق ال ل ه على الش ك ح ييت‪ ،‬وعلي ه مت‪ ،‬وعلي ه‬
‫تبعث‪ ،‬ثم يفتح له باب إلى النار‪ ،‬وتسلط عليه عق ارب وتن انين ل و نفخ أح دهم على‬
‫ضم عليه حتى تختلف أضالعه)(‪)1‬‬ ‫الدنيا ما أنبتت شيئا تنهشه‪ ،‬وتؤمر األرض فتُ َ‬
‫[الحــديث‪ ]246 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا ق بر الميت أت اه ملك ان أس وادان‬
‫أزرق ان يق ال ألح دهما‪ :‬المنك ر ولآلخ ر النك ير‪ ،‬فيق والن‪ :‬م ا كنت تق ول في ه ذا‬
‫الرجل؟ فيقول ما كان يقول‪ :‬هو عبد هللا ورسوله أشهد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محمدا‬
‫عبده ورسوله فيقوالن‪ :‬ق د كن ا نعلم أن ك تق ول ه ذا‪ ،‬ثم يفس ح ل ه في ق بره س بعون‬
‫ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه‪ ،‬ثم يقال له‪ :‬نم‪ ،‬فيقول‪ :‬أرج ع إلى أهلي ف أخبرهم؟‬
‫فيقوالن‪ :‬نم كنومة الع روس ال ذي ال يوقظ ه إال أحب أهل ه إلي ه ح تى يبعث ه هللا من‬
‫مضجعه ذلك‪ ،‬وإن كان منافقا قال‪ :‬سمعت الن اس يقول ون ق وال فقلت مثل ه ال أدري‬
‫فيقوالن‪ :‬قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال لألرض‪ :‬التئمي عليه فتل تئم علي ه فتختل ف‬
‫أضالعه فال يزال فيها معذبا‪ ،‬حتى يبعثه هللا من مضجعه ذلك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]247 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الميت إذا وضع في قبره‪ ،‬إنه يسمع‬
‫خفق نعالهم حين يولوا مدبرين‪ ،‬فإن ك ان مؤمن ا ك انت الص الة عن د رأس ه‪ ،‬وك ان‬
‫الص يام عن يمين ه‪ ،‬وك انت الزك اة عن ش ماله وك ان فع ل الخ يرات من الص دقة‬
‫والصالة والمعروف واإلحسان إلى الناس عند رجليه‪ ،‬فيؤتى من قب ل رأس ه فتق ول‬
‫الصالة‪ :‬ما قبلي مدخل ثم يؤتى عن يمينه فيقول الص يام‪ :‬م ا قبلي م دخل‪ ،‬ثم ي ؤتى‬
‫عن يس اره فتق ول الزك اة‪ :‬م ا قبلي م دخل‪ ،‬ثم ي ؤتى من قب ل رجلي ه فيق ول فع ل‬
‫الخيرات من الص دقة والمع روف واإلحس ان إلى الن اس‪ :‬م ا قبلي م دخل فيق ال ل ه‬
‫اجلس فيجلس قد مثلت له الشمس‪ ،‬وقد دنت للغروب فيقال له‪ :‬أرأيتك هذا الذي كان‬
‫قبلكم ما تقول في ه‪ ،‬وم اذا تش هد علي ه فيق ول‪ :‬دع وني ح تى أص لي‪ ،‬فيقول ون إن ك‬
‫ستفعل أخبرنا عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرج ل ال ذي ك ان قبلكم م اذا تق ول في ه‪،‬‬
‫وماذا تشهد عليه؟ قال‪ :‬فيقول‪ :‬محمد أشهد أنه رسول هللا ‪ ،‬وأن ه ج اء ب الحق من‬
‫عند هللا فيقال له‪ :‬على ذلك حييت‪ ،‬وعلى ذلك مت‪ ،‬وعلى ذلك تبعث إن شاء هللا‪ ،‬ثم‬
‫يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له‪ :‬هذا مقعدك منها‪ ،‬وما أعد هللا لك فيها ف يزداد‬
‫غبطة وسرورا‪ ،‬ثم يفتح له باب من أبواب النار فيقال له‪ :‬ه ذا مقع دك وم ا أع د هللا‬
‫لك فيها لو عص يته ف يزداد غبط ة وس رورا‪ ،‬ثم يفس ح ل ه في ق بره س بعون ذراع ا‬
‫وينور له فيه‪ ،‬ويعاد الجسد كما بدأ منه فتجع ل نس مته في النس يم الطيب وهي ط ير‬
‫ت فِي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا‬
‫ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫تعلق في شجر الجنة فذلك قوله‪﴿ :‬يُثَب ُ‬
‫َوفِي اآْل ِخ َر ِة﴾ [إب راهيم‪ ،]27 :‬وإن الك افر إذا أتي من قب ل رأس ه لم يوج د ش يء ثم‬

‫‪ )(1‬رواه الطبراني في األوسط‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/370 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/371 :‬‬
‫‪56‬‬
‫أتي عن يمينه فال يوج د ش يء‪ ،‬ثم أتي عن ش ماله فال يوج د ش يء‪ ،‬ثم أتي من قب ل‬
‫رجليه فال يوجد شيء‪ .‬فيقال له‪ :‬اجلس فيجلس مرعوب ا خائف ا‪ ،‬فيق ال‪ :‬أرأيت ك ه ذا‬
‫الرجل الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد عليه؟ فيقول‪ :‬أي رج ل وال يهت دي‬
‫السمه فيقال ل ه‪ :‬محم د‪ ،‬فيق ول‪ :‬ال أدري س معت الن اس ق الوا ق وال فقلت كم ا ق ال‬
‫الناس فيقال له‪ :‬على ذلك حييت‪ ،‬وعلي ه مت‪ ،‬وعلي ه تبعث إن ش اء هللا‪ ،‬ثم يفتح ل ه‬
‫باب من أبواب النار فيقال ل ه‪ :‬ه ذا مقع دك من الن ار وم ا أع د هللا ل ك فيه ا ف يزداد‬
‫حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة قال له‪ :‬هذا مقعدك منها وم ا أع د هللا‬
‫لك فيها ل و أطعت ه ف يزداد حس رة وثب ورا‪ ،‬ثم يض يق علي ه ق بره ح تى تختل ف في ه‬
‫أضالعه فتلك المعيشة الضنكة التي قال هللا‪ :‬ف إن ل ه معيش ة ض نكا‪ ،‬ونحش ره ي وم‬
‫القيامة أعمى ])(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]248 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا مات العبد الصالح فوض ع في ق بره‬
‫أتي بف راش من الجن ة‪ ،‬وقي ل ل ه‪ :‬نم هنيئ ا ً ل ك ق رة العين‪ ،‬فرض ي هللا عن ك‪ ،‬ق ال‬
‫ويفسح له في ق بره م د بص ره ويفتح ل ه ب اب إلى الجن ة‪ ،‬فينظ ر إلى حس نها ويج د‬
‫ريحها وتحتوشه أعماله الصالحة‪ :‬الصيام‪ ،‬والص الة‪ ،‬وال بر‪ ،‬فتق ول ل ه‪ :‬أنص بناك‬
‫واظمأناك وأسهرناك فنحن اليوم بحيث تحب‪ ،‬نحن أنساؤك حتى تصير إلى منزل ك‬
‫من الجنة) (‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]249 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا وض ع العب د الص الح في ق بره‬
‫احتوشته أعماله الصالحة الصالة والصيام والحج والجهاد والص دقة‪ ،‬ق ال‪ :‬وتجيء‬
‫مالئكة العذاب من قبل رجليه فتقول الصالة‪ :‬إليكم عنه فقد أط ال القي ام هلل عليهم ا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فيأتون من قبل رأسه فيقول الصيام‪ :‬ال سبيل لكم عليه فقد أطال ظمأه هلل تع الى‬
‫في الدنيا‪ ،‬قال في أتون من قب ل جس ده فيق ول الجه اد والحج‪ :‬إليكم عن ه فق د أنص ب‬
‫نفسه‪ ،‬وأتعب بدنه‪ ،‬وحج وجاهد هلل عز وج ل ال س بيل لكم علي ه‪ ،‬ق ال‪ :‬في أتون من‬
‫قبل يديه فتقول الصدقة‪ :‬كفوا عن صاحبي فكم من صدقة خرجت من ه اتين الي دين‬
‫حتى وقعت في يد هللا عز وجل ابتغاء وجهه فال سبيل لكم عليه‪ ،‬فيق ال‪ :‬هنيئ ا ً طيب ا ً‬
‫حيا ً وميتاً‪ ،‬قال‪ :‬ويأتيه مالئكة الرحم ة فتفرش ه فراش ا ً من الجن ة ودث اراً من الجن ة‬
‫ويفسح له في قبره مد البصر‪ ،‬وي ؤتى بقن ديل من الجن ة فيستض يء بن وره إلى ي وم‬
‫يبعثه هللا من قبره) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]250 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن سورة من القرآن ثالثون آية شفعت‬
‫لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده الملك)(‪)4‬‬
‫وقد فسر ذلك عبد هللا بن مسعود بقوله‪( :‬من قرأ تبارك الذي بي ده المل ك ك ل‬
‫ليلة منعه هللا بها من عذاب القبر‪ ،‬وكنا في عهد رسول هللا ‪ ‬نسميها المانعة‪ ،‬وإنها‬
‫‪ )(1‬رواه الطبراني في األوسط‪ ،‬وابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪4/373 :‬‬
‫‪ )(2‬نقال عن‪ :‬أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور‪ ،‬البن رجب‪( ،‬ص‪)31 /‬‬
‫‪ )(3‬نقال عن‪ :‬أهوال القبور وأحوال أهلها إلى النشور‪ ،‬البن رجب‪( ،‬ص ‪)31‬‬
‫‪ )(4‬رواه الترمذي (‪ )2891‬وأبو داود (‪ )1400‬وابن ماجه (‪)3786‬‬
‫‪57‬‬
‫وأطاب)(‪)1‬‬ ‫في كتاب هللا سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر‬
‫[الحديث‪ ]251 :‬قال رسول هللا ‪( :‬اق رؤوا الق رآن فإن ه ي أتي ي وم القيام ة‬
‫شفيعا ألصحابه‪ ،‬اقرؤوا الزهراوين البقرة‪ ،‬وسورة آل عم ران‪ ،‬فإنهم ا تأتي ان ي وم‬
‫القيامة كأنهم ا غمامت ان‪ ،‬أو كأنهم ا غيايت ان‪ ،‬أو كأنهم ا فرق ان من ط ير ص واف‪،‬‬
‫تحاجان عن أصحابهما‪ ،‬اقرؤوا سورة البقرة‪ ،‬فإن أخذها بركة‪ ،‬وتركها حسرة‪ ،‬وال‬
‫تستطيعها البطلة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]252 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما أن رسول هللا ‪ ‬مر بقبرين‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫إنهما ليعذبان‪ ،‬وما يعذبان في كبير‪ ،‬بلى إنه كبير‪ .‬أما أحدهما فكان يمشي بالنميم ة‪،‬‬
‫وأما اآلخر فكان اليستتر من بوله)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]253 :‬قال رسول هللا ‪( :‬عامة عذاب القبر في البول فاس تنزهوا‬
‫من البول)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]254 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ت نزهوا من الب ول‪ ،‬فإن ه عام ة ع ذاب‬
‫القبر من البول)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]255 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أكثر عذاب القبر من البول) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]256 :‬مر النبى ‪ ‬في يوم شديد الحر نحو بقي ع الغرق د‪ ،‬وك ان‬
‫الناس يمشون خلفه‪ ،‬فلما سمع صوت النعال وقر ذلك في نفس ه فجلس ح تى ق دمهم‬
‫أمامه‪ ،‬فلما مر ببقيع الغرقد إذا بقبرين قد دفنوا فيهما رجلين‪ ،‬فوقف النبى ‪ ‬فق ال‪:‬‬
‫من دفنتم هاهن ا الي وم؟ ق الوا‪ :‬فالن وفالن‪ .‬ق الوا ي ا ن بى هللا وم ا ذاك؟ ق ال‪( :‬أم ا‬
‫أحدهما فكان ال يتنزه من البول‪ ،‬وأما اآلخ ر فك ان يمش ى بالنميم ة)‪ ،‬وأخ ذ جري دة‬
‫رطبة فشقها‪ ،‬ثم جعلها على الق برين‪ ،‬ق الوا ي ا ن بى هللا‪ :‬لم فعلت ه ذا؟ ق ال‪ :‬ليخففن‬
‫عنهما‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رس ول هللا‪ :‬ح تى م تى هم ا يع ذبان؟ ق ال‪( :‬غيب ال يعلم ه إال هللا‪،‬‬
‫ولوال تمرغ قلوبكم وتزيدكم في الحديث لسمعتم ما أسمع)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]257 :‬مر رسول هللا ‪ ‬على قبرين فجعل لونه يتغ ير ح تى رع د‬
‫كم قميصه‪ ،‬فسئل‪ :‬مالك يا رسول هللا؟ فقال‪ :‬أما تسمعون ما أس مع؟‪ ..‬ه ذان رجالن‬
‫يعذبان في قبورهما عذابا ش ديدا في ذنب هين‪ ،‬ك ان أح دهما ال يس تنزه من الب ول‪،‬‬
‫وكان اآلخر يؤذي الناس بلسانه ويمشى بينهم بالنميمة)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]258 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا مات اإلنسان‪ ،‬انقطع عنه عمل ه إال‬

‫‪ )(1‬رواه النسائي (‪)179 / 6‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم (‪)804‬‬
‫‪ )( 3‬رواه البخاري‪ ،‬ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.1/139 /:‬‬
‫‪ )( 4‬رواه البزار والطبراني في الكبير والحاكم والدارقطنى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.1/139 /:‬‬
‫‪ )(5‬رواه الدارقطنى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.1/139 /:‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد وابن ماجه واللفظ له‪ ،‬والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.1/139 /:‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد واللفظ له وابن ماجه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.1/139 /:‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.1/139 /:‬‬
‫‪58‬‬
‫له)(‪)1‬‬ ‫من ثالثة‪ ،‬إال من صدقة جارية‪ ،‬أو علم ينتفع به‪ ،‬أو ولد صالح يدعو‬
‫[الحديث‪ ]259 :‬عن ابن عباس قال‪( :‬ليلة أسري بنبي هللا ‪ ‬نظر في النار‬
‫فإذا قوم يأكلون الجيف قال من هؤالء ي ا جبري ل؟ ق ال ه ؤالء ال ذين ي أكلون لح وم‬
‫الناس‪ ،‬ورأى رجال أحمر أزرق جدا قال من هذا يا جبريل؟ ق ال ه ذا ع اقر الناق ة)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]260 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لما ع رج بي م ررت بق وم لهم أظف ار‬
‫من نحاس يخمشون وجوههم وص دورهم فقلت من ه ؤالء ي ا جبري ل؟ ق ال ه ؤالء‬
‫الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]261 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في المتهاونين في قراءة القرآن الك ريم‪:‬‬
‫(أتينا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم علي ه بص خرة‪ ،‬وإذا ه و يه وي بالص خرة‬
‫لرأسه فيثلغ رأسه‪ ،‬فيتدهده الحجر ها هنا فيتبع الحجر فيأخ ذه فال يرج ع إلي ه ح تى‬
‫يصح رأسه كما كان‪ ،‬ثم يعود عليه فيفعل به مث ل م ا فع ل الم رة األولى‪ .‬ق ال‪ :‬قلت‬
‫لهما‪ :‬سبحان هللا ! ما هذان؟)‪ ،‬وفي ه‪( :‬وال ذي رأيت ه يش دخ رأس ه فرج ل علم ه هللا‬
‫القرآن‪ ،‬فنام عنه بالليل‪ ،‬ولم يعمل به بالنهار)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]262 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في المتهاونين في الص الة‪( :‬أم ا الرج ل‬
‫الذي أتيت عليه يثل غ رأس ه ب الحجر فإن ه الرج ل يأخ ذ الق رآن فيرفض ه وين ام عن‬
‫الصالة المكتوبة)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]263 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في المتهاونين في صيام رمض ان‪( :‬بين ا‬
‫أنا نائم إذ أتاني رجالن‪ ،‬فأخذا بضبعي‪ ،‬وأتي ا بي جبال فق اال لي‪ :‬اص عد‪ .‬فقلت‪ :‬إني‬
‫ال أطيقه‪ .‬فقاال‪ :‬إنا سنسهله لك‪ .‬قال‪ :‬فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل‪ ،‬إذا أن ا‬
‫بأصوات شديدة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذه األصوات؟ قال‪ :‬هذا عواء أهل الن ار‪ .‬ثم انطل ق بي‪،‬‬
‫ف إذا بق وم معلقين بع راقيبهم‪ ،‬مش ققة أش داقهم‪ ،‬تس يل أش داقهم دم ا‪ ،‬ق ال‪ :‬قلت‪ :‬من‬
‫هؤالء؟ قال‪ :‬هم الذين يفطرون قبل تحلة صومهم)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]264 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬رأيت ليل ة أس ري بي رج اال تق رض‬
‫شفاههم بمقاريض من نار‪ ،‬فقلت‪ :‬من ه ؤالء ي ا جبري ل؟ فق ال‪ :‬الخطب اء من أمت ك‬
‫يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم‪ ،‬وهم يتلون الكتاب أفال يعقلون؟!)(‪)7‬‬
‫وفي رواية‪( :‬أتيت ليل ة أس ري بي على ق وم تق رض ش فاههم بمق اريض من‬
‫نار‪ ،‬كلما قرضت وفت(‪ ،)8‬فقلت‪ :‬يا جبري ل من ه ؤالء؟ ق ال‪ :‬خطب اء أمت ك ال ذين‬

‫‪ )(1‬أحمد ‪)8831(2/372‬‬
‫‪ )(2‬البعث والنشور للبيهقي ‪ 1/146‬ح(‪)188‬‬
‫‪ )(3‬سنن أبي داود ‪ 4/269‬ح(‪)4878‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري حديث‪.1386 /‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري حديث‪.1386 /‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن حبان والحاكم (‪)1/290،210‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد (‪)3/120‬‬
‫‪ )(8‬أي تمت وطالت‪..‬‬
‫‪59‬‬
‫به)(‪)1‬‬
‫يقولون ما ال يفعلون‪ ،‬ويقرءون كتاب هللا وال يعملون‬
‫[الحــديث‪ ]265 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬م ررت على نس اء ورج ال معلقين‬
‫بثديهن فقلت‪ :‬من هؤالء يا جبريل؟ فقال هؤالء الهمازون واللمازون وذلك قوله عز‬
‫ز ٍة﴾ [الهمزة‪)2()]1 :‬‬ ‫وجل‪َ ﴿ :‬و ْي ٌل لِ ُك ِّل هُ َم َز ٍة لُ َم َ‬
‫[الحديث‪ ]266 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في حديث الرجل الذي غل الث وب(‪ )3‬في‬
‫بعض مغازي ه‪( :‬وال ذي نفس ي بي ده إن الش ملة [ث وب] ال تي أخ ذها ي وم خي بر من‬
‫المغانم‪ ،‬لم تصبها المقاسم‪ ،‬لتشتعل عليه نارا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]267 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في اإلخبار عن عقوب ة اللص وص‪( :‬لق د‬
‫جيء بالن ار‪ ،‬وذلكم حين رأيتم وني ت أخرت مخاف ة أن يص يبني من لفحه ا‪ ،‬وح تى‬
‫رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في الن ار؛ ك ان يس رق الح اج بمحجن ه (‪،)5‬‬
‫فإن فطن له قال‪ :‬إنما تعلق بمحجني‪ ،‬وإن غفل عنه ذهب به)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]268 :‬عن س عد بن األط ول ق ال‪ :‬م ات أخي وت رك ثالث مائ ة‬
‫دينار‪ ،‬وت رك ول دا ص غارا‪ ،‬ف أردت أن أنف ق عليهم‪ ،‬فق ال لي رس ول هللا ‪( :‬إن‬
‫أخاك محبوس بدينه‪ ،‬فاذهب فاقض عنه)‪ .‬قال‪ :‬فذهبت فقضيت عنه‪ ،‬ثم جئت فقلت‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬قد قضيت عنه ولم يب ق إال ام رأة ت دعي دين ارين‪ ،‬وليس ت له ا بين ة‪.‬‬
‫قال‪( :‬أعطها‪ ،‬فإنها صادقة)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]269 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن ضغطة الق بر على الم ؤمن كض مة‬
‫األم الشفيقة يديها على رأس ابنها‪ ،‬يشكو إليها الصداع‪ ،‬وضرب منكر ونك ير علي ه‬
‫كالكحل في العين‪ ..‬ولكن ويل للشاكين الكافرين أولئك الذين يض غطون في قب ورهم‬
‫ضغطا ً يقبض على الصخر)(‪)8‬‬
‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]270 :‬س ئل رس ول هللا ‪ ‬عن أوّل مل ك ي دخل في الق بر على‬
‫الميّت قبل منك ر ونك ير‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪ :‬مل ك يتألأل وجه ه كالش مس اس مه‪:‬‬
‫رومان يدخل على الميّت‪ ،‬ث ّم يق ول ل ه‪ :‬اكتب م ا عملت من حس نة وس يّئة‪ ،‬فيق ول‪:‬‬
‫ي شيء أكتب؟ أين قلمي ودواتي ومدادي؟ فيقول‪ :‬ريقك م دادك وقلم ك إص بعك‪،‬‬ ‫بأ ّ‬
‫ي ش يء أكتب وليس معي ص حيفة؟ ق ال‪ :‬ص حيفتك كفن ك ف اكتب‪،‬‬ ‫فيق ول‪ :‬على أ ّ‬
‫فيكتب ما عمله في الدنيا خيرا‪ ،‬وإذا بل غ س يّئاته يس تحي من ه‪ ،‬فيق ول ل ه المل ك‪ :‬ي ا‬
‫خ اطئ م ا تس تحي من خالق ك حين عملت ه في ال دنيا فتس تحي اآلن‪ ،‬ف يرفع المل ك‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬صحيح الجامع (‪)128‬‬
‫‪ )(2‬رواه البيهقي في شعب اإليمان‪.5/2301 ،‬‬
‫‪ )(3‬الغلول‪ :‬هو أخذ الغازي شيئا من الغنيمة دون عرضه على ولي األمر لقسمته‪.‬‬
‫‪ )(4‬البخاري (‪ )4234‬ومسلم (‪)115‬‬
‫‪ )(5‬المحجن‪ :‬عصا معوجة الرأس‪.‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم (‪)904‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد (‪ )16776‬وابن ماجه (‪)2/82‬‬
‫‪ )(8‬السيرة الحلبية‪.2/673:‬‬
‫‪60‬‬
‫العمود ليضربه‪ ،‬فيقول‪ :‬ارفع عنّي حتّى أكتبها‪ ،‬فيكتب فيها جميع حسناته‪ ،‬وس يئاته‬
‫ي شيء أختم؟ وليس معي خاتم‪ ،‬فيقول‪ :‬اختمها‬ ‫ث ّم يأمره أن يطوي ويختم‪ ،‬فيقول‪ :‬بأ ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ان أل َز ْمنَ اهُ‬‫بظفرك وعلّقها في عنقك إلى يوم القيامة كما قال هللا تع الى‪َ ﴿ :‬و ُك َّل إِ ْن َس ٍ‬
‫شورًا ﴾ [اإلسراء‪)1()]13 :‬‬ ‫طَائِ َرهُ فِي ُعنُقِ ِه َونُ ْخ ِر ُج لَهُ يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة ِكتَابًا يَ ْلقَاهُ َم ْن ُ‬
‫وهذا الحديث يصور ما يحصل بص ورة تقريبي ة‪ ،‬ألن ه ال يمكن لمن في ه ذا‬
‫العالم أن يعرف حقيقة ما يجري في ذلك العالم بكل دقة‪ ،‬والغ رض ال ذي س قناه من‬
‫أجله هو في قول الملك لإلنسان‪( :‬يا خ اطئ م ا تس تحي من خالق ك حين عملت ه في‬
‫الدنيا فتستحي اآلن)‬
‫وهذه الكتابة تشبه ما يطالب به المحقق ون في المب احث المج رمين من كتاب ة‬
‫جرائمهم‪ ،‬وتوضيحها بكل دقة‪ ،‬ليكون االعتراف مقدمة للجزاء والعقوبة‪.‬‬
‫ولألسف‪ ،‬فإن البعض من النقاد ال ينظرون للمعاني التي تحويه ا أمث ال ه ذه‬
‫األحاديث‪ ،‬وإنما يتعجبون من الكتابة على الكفن‪ ،‬ونحو ذلك‪ ،‬بل إن بعض هم يش كل‬
‫على الحديث بأنه لو حصلت تلك الكتابة‪ ،‬لرأيناها في الكفن‪ ..‬وهذا من ع دم فهم م ا‬
‫يجري في ذلك العالم‪ ،‬وكيفيته‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]271 :‬قال رس ول هللا ‪ ‬في وص يته لقيس بن عاص م‪( :‬ي ا قيس‪،‬‬
‫إن مع العز ذالً‪ ،‬وإن مع الحياة موتاً‪ ،‬وإن مع الدنيا آخ رة‪ ،‬وان لك ّل ش يء حس يباً‪،‬‬
‫وعلى كل شيء رقيباً‪ ،‬وإن لكل حسنة ثواباً‪ ،‬ولك ّل سيئة عقابا‪ ،‬وإن لكل أجل كتاب اً‪،‬‬
‫حي وتدفن معه وأنت ميت‪ ،‬فإن‬ ‫وإنه ‪ -‬يا قيس ‪ -‬البد لك من قرين‪ ،‬يدفن معك وهو ُّ‬
‫كان كريم ا ً أكرم ك‪ ،‬وإن ك ان لئيم ا ً أس لمك‪ ،‬ثم ال يحش ر إال مع ك‪ ،‬وال تحش ر إال‬
‫مع ه‪ ،‬وال تس أل إال عن ه‪ ،‬وال تبعث إال مع ه‪ ،‬فال تجعل ه إال ص الحاً‪ ،‬فإن ه إن ك ان‬
‫صالحا ً لم تأنس إال به‪ ،‬وإن كان فاحشا ً لم تستوحش إال منه وهو عملك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]272 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا أُخرجوا من قبورهم خ رج م ع ك ّل‬
‫ل إنسان يصحبه في قبره)(‪)3‬‬ ‫ألن عمل ك ّ‬ ‫إنسان عمله الذي كان عمله في دار الدنيا‪ّ ،‬‬
‫[الحــديث‪ ]273 :‬لم ا أس ري ب النبي ‪ ‬م ر على ش يخ قاع د تحت ش جرة‬
‫وحوله أطفال‪ ،‬فقال رسول هللا ‪ :‬من هذا الشيخ يا جبريل؟ قال‪ :‬هذا أبوك إبراهيم‬
‫عليه السالم قال‪ :‬فما ه ؤالء االطف ال حول ه؟ ق ال‪( :‬ه ؤالء أطف ال المؤم نين حول ه‬
‫يغذوهم) (‪)4‬‬
‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]274 :‬قال رسول هللا ‪ ‬لبعض أصحابه‪( :‬كيف أنت إذا أتاك فتانا‬
‫الق بر؟)‪ ..‬فق ال‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬م ا فتّان ا الق بر؟‪ ..‬ق ال‪( :‬ملك ان فظّان غليظ ان‪،‬‬
‫أصواتهما كالرعد القاصف‪ ،‬وأبص ارهما ك البرق الخ اطف‪ ،‬يط آن في أش عارهما‪،‬‬
‫ويحفران بأنيابهما فيسأالنك‪ ،‬قال‪ :‬وأنا على مثل هذه الحال؟‪ ..‬قال‪( :‬وأنت على مثل‬
‫‪ )(1‬الشيرازي‪ ،‬رياض السالكين‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪..67 - 66‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪.175/77 :‬‬
‫‪ )(3‬البرهان‪.87 / 4 :‬‬
‫‪ )(4‬األمالي‪( ،‬ص ‪)270‬‬
‫‪61‬‬
‫أكفيهما)(‪)1‬‬
‫حالك هذه)‪ ،‬قال‪ :‬إذن‬
‫إن سعد بن معاذ ق د م ات‪ ،‬فق ام‬ ‫ُ‬
‫[الحديث‪ ]275 :‬أتي رسول هللا ‪ ‬فقيل له‪ّ :‬‬
‫رسول هللا ‪ ‬وقام أصحابه معه‪ ،‬فأمر بغسل س عد وه و ق ائ ٌم على عض ادة الب اب‪،‬‬
‫فلما أن ُحنّط و ُكفّن وحُمل على سريره‪ ،‬تبع ه رس ول هللا ‪ ‬بال ح ذاء وال رداء‪ ،‬ثم‬
‫كان يأخذ يمنة السرير م رةً ويس رة الس رير م رةً ح تى انتهى ب ه إلى الق بر‪ ،‬ف نزل‬
‫رسول هللا ‪ ‬حتى لحّده وس ّوى اللبن عليه‪ ،‬وجعل يقول‪( :‬ناولوني حجرا‪ ،‬ناولوني‬
‫ترابا رطبا)‪ ،‬يس ّد به ما بين اللبن‪ ،‬فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوّى قبره‪ ،‬ق ال‬
‫ّ‬
‫ولكن هللا يحبّ عب دا إذا‬ ‫رس ول هللا ‪( :‬إني ألعلم أن ه س يبلى ويص ل البلى إلي ه‪،‬‬
‫عمل عمال أحكمه)‪ ،‬فلما أن سوّى الترب ة علي ه ق الت أم س عد‪( :‬ي ا س عد‪ ،‬هنيئ ا ل ك‬
‫إن س عدا ق د‬‫الجنة)‪ ،‬فقال رسول هللا ‪( :‬يا أم س عد م ه‪ ،‬ال تج زمي على رب ك‪ ،‬ف ّ‬
‫أصابته ضمة)‪ ،‬فرجع رس ول هللا ‪ ‬ورج ع الن اس فق الوا ل ه‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬لق د‬
‫رأيناك صنعت على سعد م ا لم تص نعه على أح د‪ ،‬إن ك تبعت جنازت ه بال رداء وال‬
‫(إن المالئكة كانت بال رداء وال حذاء فتأس يّت به ا)‪ ،‬ق الوا‪ :‬وكنت‬ ‫حذاء‪ ،‬فقال ‪ّ :‬‬
‫تأخذ يمنة السرير مرة‪ ،‬ويسرة السرير مرة‪ ،‬ق ال‪( :‬ك انت ي دي في ي د جبري ل آخ ذ‬
‫حيث يأخذ)‪ ،‬قالوا‪ :‬أمرت بغسله‪ ،‬وص لّيت على جنازت ه ولحّدت ه في ق بره‪ ،‬ثم قلت‪:‬‬
‫(إن سعدا قد أصابته ضمة)‪ ،‬فقال ‪( :‬نعم‪ ،‬إنه كان في خلقه مع أهله سوء)(‪)2‬‬ ‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]276 :‬قال رسول هللا ‪( :‬م ّر عيسى بن مريم علي ه الس الم بق بر‬
‫يُعذب صاحبه‪ ،‬ثم م ّر به من قابل فإذا ه و ليس يّع ذب‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬م ررت به ذا‬
‫القبر عام أول فكان صاحبه يُعذب‪ ،‬ثم مررت به العام فإذا هو ليس يُعذب؟‪ ..‬فأوحى‬
‫هللا ع ّز وج ّل إلي ه‪( :‬ي ا روح هللا‪ ،‬إن ه أدرك ل ه ول ٌد ص الحٌ‪ ،‬فأص لح طريق اً‪ ،‬وآوى‬
‫يتيماً‪ ،‬فغفرت له بما عمل ابنه)(‪)3‬‬

‫[الحديث‪ ]277 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ضغطة الق بر للم ؤمن كف ارةٌ لم ا ك ان‬
‫منه من تضييع النعم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]278 :‬خاطب رس ول هللا ‪ ‬ق بر س عد فمس حه بي ده‪ ،‬واختلج بين‬
‫كتفيه‪ ،‬فقيل له‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬رأيناك خاطبت واختلج بين كتفيك‪ ،‬وقلت‪ :‬س عد يُفع ل‬
‫به هذا‪ ،‬فقال‪( :‬إنه ليس من مؤمن إال وله ضمة)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]279 :‬ق ال رس ول هللا ‪َ ( :‬من ص لّى عل ّي م رةً ص ليت علي ه‬
‫عشراً‪ ..‬ومن صلّى علي عشراً صلّيت عليه مائة‪ ..‬فليك ثر ام ر ٌؤ منكم الص الة عل ّي‬
‫أو فليقلّ)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/216 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/220 :‬والعلل ص‪ ،111‬أمالي الصدوق‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/220 :‬وأمالي الصدوق ص‪.306‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،6/221 :‬وثواب األعمال ص‪ ،190‬أمالي الصدوق ص‪.322‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،6/221 :‬وكتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،6/254 :‬وشرح العقائد‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫[الحديث‪ ]280 :‬وقف رسول هللا ‪ ‬على قليب بدر‪ ،‬فق ال للمش ركين ال ذين‬
‫قُتلوا يومئذ وقد أُلقوا في القليب‪( :‬لقد كنتم جيران س وء لرس ول هللا ‪ ،‬أخرجتم وه‬
‫من منزل ه وطردتم وه‪ ،‬ثم اجتمعتم علي ه فح اربتموه‪ ،‬فق د وج دت م ا وع دني ربي‬
‫حقا)‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ما خطابك لهام قد صديت؟‪ ..‬فقال له‪( :‬مه ي ا ابن‬
‫الخطاب‪ ،‬فو هللا م ا أنت بأس مع منهم‪ ،‬وم ا بينهم وبين أن تأخ ذهم المالئك ة بمق امع‬
‫الحديد‪ ،‬إال أن أعرض بوجهي هكذا عنهم)(‪)1‬‬
‫ت اأْل َرْ ضُ‬
‫[الحديث‪ ]281 :‬قال رس ول هللا ‪ :‬في قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬كاَّل إِ َذا ُد َّك ِ‬
‫َد ًّكا َد ًّك ا﴾ [الفج ر‪( :]21 :‬إذا ك ان ي وم القيام ة‪ ،‬تق اد جهنّم بس بعين أل ف زم ام بي د‬
‫أن هللا تع الى حبس ها ألح رقت الس ماوات‬ ‫س بعين أل ف مل ك‪ ،‬فتش رد ش ردة ل وال ّ‬
‫واألرض)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]282 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن هلل تع الى ملكين يق ال لهم ا‪ :‬ن اكر‬
‫ونكير ينزالن على الميت فيسأالنه عن ربه ونبيه ودينه وإمامه‪ ،‬ف إن أج اب ب الحق‬
‫سلموه إلى مالئكة النعيم‪ ،‬وإن أرتج عليه سلموه إلى مالئكة العذاب)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]283 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في ح ديث المع راج‪( :‬ف إذا أن ا بق وم بين‬
‫أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث وهم يأكلون الخبيث ويدعون الطيب‪ ،‬فسألت‬
‫جبريل من هؤالء؟ فقال‪ :‬الذين يأكلون الحرام ويدعون الحالل من امتك‪ ،‬ثم م ررت‬
‫بأقوام لهم مش افر كمش افر االب ل‪ ،‬يق رض اللحم من أجس امهم‪ ،‬ويلقى في أف واههم‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬من هؤالء يا جبريل؟ فقال‪ :‬هم الهمازون اللمازون‪ ،‬ثم مررت بأقوام ترض خ‬
‫وج وههم ورؤوس هم بالص خر‪ ،‬فقلت‪ :‬من ه ؤالء ياجبري ل؟ فق ال‪ :‬ال ذين ي تركون‬
‫ص الة العش اء‪ ،‬ثم مض يت ف إذا أن ا ب أقوام يق ذف بالن ار في أف واههم فتخ رج من‬
‫أدبارهم‪ ،‬فقلت‪ :‬من هؤالء؟ ق ال‪ :‬ه ؤالء ال ذين ي أكلون أم وال اليت امى ظلم ا‪ ،‬إنم ا‬
‫يأكلون في بطونهم نارا‪ ،‬وسيصلون سعيرا‪ ،‬ثم مضيت فإذا أن ا ب أقوام يري د أح دهم‬
‫أن يقوم فال يقدر من عظم بطنه فقلت‪ :‬من هؤالء يا جبريل؟ قال‪ :‬هم ال ذين ي أكلون‬
‫الربا ال يقوم ون إال كم ا يق وم ال ذي يتخبط ه الش يطان من المس‪ ،‬وإنهم لبس بيل آل‬
‫فرعون‪ ،‬يعرضون على النار غدوا وعشيا‪ ،‬يقول ون‪ :‬ربن ا م تى تق وم الس اعة؟ وال‬
‫يعلمون أن الساعة أدهى وأمر‪ ،‬ثم مررت بنساء معلقات بث ديهن‪ ،‬فقلت‪ :‬من ه ؤالء‬
‫ياجبريل؟ فقال‪ :‬هن اللواتي يورثن أموال أزواجهن أوالد غيرهم) (‪)4‬‬
‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول البرزخ وأحوال أهله‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]284 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬يُفتح ل ولي هللا من منزل ه من الجن ة إلى‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،6/255 :‬وشرح العقائد‪.‬‬
‫‪ )(2‬أمالي الطوسي‪ ،‬المجلس ‪ 337 /12‬ح‪ ،684‬بحار األنوار‪.126 /7 ،‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)245 /6‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ )240 /6‬وتفسير علي بن إبراهيم‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫قبره تسعة وتسعون باباً‪ ،‬يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ول ذتها ونوره ا إلى‬
‫ي قيام الس اعة‬ ‫يوم القيامة‪ ،‬فليس شئ أحب إليه من لقاء هللا‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب عجل عل َّ‬
‫حتى أرج ع إلى أهلي وم الي‪ ،‬ف إذا ك انت ص يحة القيام ة خ رج من ق بره مس تورةً‬
‫عورت ه‪ ،‬مس كنةً روعت ه‪ ،‬ق د أعطي األمن واألم ان‪ ،‬وبش ر بالرض وان وال روْ ح‬
‫والريحان والخيرات الحسان‪ ،‬فيس تقبله الملك ان الل ذان كان ا مع ه في الحي اة ال دنيا‪،‬‬
‫فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه وال يفارقانه‪ ،‬ويبشرانه ويمنيانه)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]285 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬من ق وى مس كينا ً في دين ه‪ ،‬ض عيفا في‬
‫ً‬
‫معرفته على ناصب مخالف فافحمه‪ ،‬لقنه هللا يوم يدلى في ق بره أن يق ول‪ :‬هللا ربي‪،‬‬
‫ومحم د ن بي‪ ،‬وعلي ول يي‪ ،‬والكعب ة قبل تي‪ ،‬والق رآن بهج تي وع دتي‪ ،‬والمؤمن ون‬
‫إخواني والمؤمنات أخواتي‪ ،‬فيقول هللا‪ :‬أديت بالحج ة‪ ،‬ف وجبت ل ك أع الي درج ات‬
‫الجنة‪ ،‬فعند ذلك يتحول عليه قبره أنزه رياض الجنة)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]286 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ح تى إذا انص رف المش يع‪ ،‬ورج ع‬
‫المتفجع‪ ،‬أقعد في حفرته نجيا ً لبهتة الس ؤال‪ ،‬وع ثرت االمتح ان‪ ،‬وأعظم م ا هنال ك‬
‫بلي ة ن زل الحميم‪ ،‬وتص لية الجحيم‪ ،‬وف ورات الس عير‪ ،‬وس ورات الزف ير‪ ،‬ال ف ترة‬
‫مريحة‪ ،‬وال دعة مزيحة‪ ،‬وال قوة ح اجزة‪ ،‬وال موت ة ن اجزة‪ ،‬وال س نة مس لية‪ ،‬بين‬
‫أطوار الموتات‪ ،‬وعذاب الساعات)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]287 :‬قال اإلمام علي‪( :‬وأما الرد على من أنك ر الث واب والعق اب‬
‫ت اَل تَ َكلَّ ُم نَ ْفسٌ إِاَّل بِإِ ْذنِ ِه‬‫في الدنيا بعد الموت قبل القيامة فيق ول هللا تع الى‪﴿ :‬يَ وْ َم يَ أْ ِ‬
‫ق (‪)106‬‬ ‫ار لَهُ ْم فِيهَا زَ فِ ي ٌر َو َش ِهي ٌ‬ ‫فَ ِم ْنهُ ْم َشقِ ٌّي َو َس ِعي ٌد (‪ )105‬فَأ َ َّما الَّ ِذينَ َشقُوا فَفِي النَّ ِ‬
‫ك إِ َّن َربَّكَ فَعَّا ٌل لِ َم ا ي ُِري ُد (‬ ‫ات َواأْل َرْ ضُ إِاَّل َما َشا َء َربُّ َ‬ ‫او ُ‬ ‫ت ال َّس َم َ‬
‫خَالِ ِدينَ فِيهَا َما دَا َم ِ‬
‫ات َواأْل َرْ ضُ إِاَّل َم ا‬ ‫او ُ‬‫ت ال َّس َم َ‬‫‪َ )107‬وأَ َّما الَّ ِذينَ ُس ِعدُوا فَفِي ْال َجنَّ ِة خَالِ ِدينَ فِيهَا َما دَا َم ِ‬
‫ك َعطَا ًء َغ ْي َر َمجْ ُذو ٍذ ﴾ [هود‪ ]108 - 105 :‬يعني السماوات واالرض قبل‬ ‫َشا َء َربُّ َ‬
‫القيام ة‪ ،‬ف إذا ك انت القيام ة ب دلت الس ماوات واالرض‪ ،‬ومث ل قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬و ِم ْن‬
‫َو َرائِ ِه ْم بَ رْ َز ٌخ إِلَى يَ وْ ِم يُ ْب َعثُ ونَ ﴾ [المؤمن ون‪ ]100 :‬وه و أم ر بين أم رين‪ ،‬وه و‬
‫الثواب والعقاب بين الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومثله قوله تعالى‪﴿ :‬النَّا ُر يُع َْرضُونَ َعلَ ْيهَا ُغ ُد ًّوا‬
‫َو َع ِشيًّا ﴾ [غافر‪ ]46 :‬والغدو والعش ي ال يكون ان في القيام ة ال تي هي دار الخل ود‪،‬‬
‫﴿ولَهُ ْم ِر ْزقُهُ ْم فِيهَ ا بُ ْك َرةً‬ ‫وإنم ا يكون ان في ال دنيا‪ ،‬وق ال هللا تع الى في أه ل الجن ة‪َ :‬‬
‫َو َع ِشيًّا﴾ [مريم‪ ]62 :‬والبكرة والعشي إنما يكونان من الليل والنه ار في جن ة الحي اة‬
‫قبل يوم القيامة‪ ،‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬اَل يَ َروْ نَ فِيهَا َش ْمسًا َواَل زَ ْمهَ ِري رًا﴾ [اإلنس ان‪]13 :‬‬
‫يل هَّللا ِ أَ ْم َواتًا بَلْ أَحْ يَا ٌء ِع ْن َد َربِّ ِه ْم‬
‫﴿واَل تَحْ َسبَ َّن الَّ ِذينَ قُتِلُوا فِي َسبِ ِ‬ ‫ومثله قوله سبحانه‪َ :‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ض لِ ِه َويَ ْستَب ِْش رُونَ بِال ِذينَ ل ْم يَل َحق وا بِ ِه ْم‬ ‫هَّللا‬
‫يُرْ َزقُونَ (‪ )169‬فَ ِر ِحينَ بِ َم ا آتَ اهُ ُم ُ ِمن ف ْ‬
‫َ‬ ‫ْ‬

‫‪ )(1‬المفيد في اإلختصاص‪.349/‬‬
‫‪ )(2‬تفسير االمام العسكري ‪ 346 /‬ح‪ ،228‬بحار األنوار‪.6/228 ،‬‬
‫‪ )(3‬نهج البالغة خطبة‪ ،83 :‬بحار األنوار‪.243 /6 ،‬‬
‫‪64‬‬
‫‪)1()]170‬‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َواَل هُ ْم يَحْ زَ نُونَ ﴾ [آل عمران‪،169 :‬‬ ‫ِم ْن َخ ْلفِ ِه ْم أَاَّل َخوْ ٌ‬
‫[الحــديث‪ ]288 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬إن العب د إذا ادخ ل حفرت ه أت اه ملك ان‬
‫اسمهما‪ :‬منكر ونك ير‪ ،‬ف أول من يس أالنه عن رب ه‪ ،‬ثم عن نبي ه‪ ،‬ثم عن ولي ه‪ ،‬ف إن‬
‫أجاب نجا‪ ،‬وإن عجز عذباه‪ ،‬فقال ل ه رج ل‪ :‬م ا لمن ع رف رب ه ونبي ه ولم يع رف‬
‫ولي ه؟ فق ال‪ :‬مذب ذب ال إلى ه ؤالء‪ ،‬وال إلى ه ؤالء‪ ،‬ومن يض لل هللا فلن تج د ل ه‬
‫سبيال‪ ،‬ذلك ال سبيل له)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]289 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إن ابن آدم إذا ك ان في آخ ر ي وم من أي ام‬
‫الدنيا وأول يوم من أيام اآلخرة ُمثِّ َل له ماله وولده وعمل ه‪ ،‬فيلتفت إلى مال ه فيق ول‪:‬‬
‫وهللا إني كنت عليك حريص ا ً ش حيحا ً فم ا لي عن دك؟ فيق ول‪ :‬خ ذ م ني كفن ك‪.‬ق ال‪:‬‬
‫فيلتفت إلى ُول ده فيق ول‪ :‬وهللا إني كنت لكم محب ا ً وإني كنت عليكم حاني ا ً فم اذا لي‬
‫عندكم؟ فيقولون‪ :‬نؤدي ك إلى حفرت ك نواري ك فيه ا‪ ..‬فيلتفت إلى عمل ه فيق ول‪ :‬وهللا‬
‫ي لثقيالً فماذا عندك؟ فيقول‪ :‬أنا قرين ك في ق برك‬ ‫إني كنت فيك لزاهداً وإن كنت عل َّ‬
‫ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على رب ك‪ ،‬ف إن ك ان هلل ولي ا أت اه أطيب الن اس‬
‫ريحا‪ ،‬وأحسنهم منظرا‪ ،‬وأزينهم رياشا‪ ،‬فيقول‪ :‬ابشر بروح من هللا وريح ان وجن ة‬
‫نعيم‪ ،‬قد قدمت خير مقدم‪ ،‬فيقول‪ :‬من أنت؟ فيق ول‪ :‬أن ا عمل ك الص الح‪ ،‬ارتح ل من‬
‫الدنيا إلى الجنة‪ ،‬وإنه ليعرف غاسله‪ ،‬ويناشد حامله أن يعجله‪ ،‬فإذا ادخ ل ق بره أت اه‬
‫ملكان وهما فتانا القبر‪ ،‬يجران أشعارهما‪ ،‬ويبحث ان االرض بأنيابهم ا‪ ،‬وأص واتهما‬
‫كالرعد القاصف‪ ،‬وأبصارهما كالبرق الخ اطف‪ ،‬فيق والن ل ه‪ :‬من رب ك ومن نبي ك‬
‫وما دينك؟ فيقول‪ :‬هللا ربي‪ ،‬ومحمد نبيي‪ ،‬واالس الم دي ني‪ ،‬فيق والن‪ :‬ثبت ك هللا فيم ا‬
‫ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا‬
‫ِّت هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫تحب وترضى‪ ،‬وهو قول هللا‪﴿ :‬يُثَب ُ‬
‫ضلُّ هَّللا ُ الظَّالِ ِمينَ َويَ ْف َع ُل هَّللا ُ َما يَ َش ا ُء﴾ [إب راهيم‪ ،]27 :‬فيفس حان ل ه‬ ‫َوفِي اآْل ِخ َر ِة َويُ ِ‬
‫في قبره مد بص ره‪ ،‬ويفتح ان ل ه باب ا إلى الجن ة‪ ،‬ويق والن ل ه‪ :‬نم قري ر العين ن وم‬
‫ص َحابُ ْال َجنَّ ِة يَوْ َمئِ ٍذ خَ ْي ٌر ُم ْس تَقَ ًّرا َوأَحْ َس نُ َمقِياًل ﴾‬ ‫الش اب الن اعم‪ ،‬وه و قول ه‪﴿ :‬أَ ْ‬
‫[الفرقان‪ ،]24 :‬وإذا كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح خل ق هللا رياش ا‪ ،‬وأنتن ه ريح ا‪،‬‬
‫فيقول له‪ :‬أبشر بنزل من حميم‪ ،‬وتصلية جحيم‪ ،‬وإنه ليعرف غاسله‪ ،‬ويناش د حامل ه‬
‫أن يحبسه‪ ،‬فإذا دخل قبره أتياه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه‪ ،‬ثم قاال ل ه‪ :‬من رب ك؟‬
‫ومن نبيك؟ وما دينك؟ فيقول‪ :‬ال أدري فيقوالن له‪ :‬ما دريت وال ه ديت‪ ،‬فيض ربانه‬
‫بمرزبة ضربة ما خلق هللا دابة إال وتذعر لها ما خال الثقلين‪ ،‬ثم يفتحان ل ه باب ا إلى‬
‫النار‪ ،‬ثم يقوالن له‪ :‬نم بشر حال‪ ،‬فهو من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتى أن‬
‫دماغ ه يخ رج من بين ظف ره ولحم ه‪ ،‬ويس لط هللا علي ه حي ات االرض وعقاربه ا‬
‫وهوامها فتنهشه حتى يبعثه هللا من قبره‪ ،‬وإنه ليتمنى قي ام الس اعة مم ا ه و في ه من‬
‫الشر)(‪)3‬‬
‫‪ )(1‬رسالة المحكم والمتشابه‪.84 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪)233 /6‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪.3/231:‬‬
‫‪65‬‬
‫[الحديث‪ ]290 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إن الميت إذا أدخ ل ق بره أت اه ملك ا الق بر‬
‫يج ران اش عارهما ويخ دان األرض باق دامهما‪ ،‬أص واتهما كالرع د القاص ف‪،‬‬
‫وأبصارهما كالبرق الخاطب‪ ،‬فيقوالن‪ :‬من ربك وم ا دين ك ومن نبي ك؟ فيق ول‪ :‬هللا‬
‫ربي وديني االسالم‪ ،‬ونبي محمد ‪ ،‬فيقوالن له‪ :‬ثبتك هللا فيما تحب وترضى‪ ،‬إلى‬
‫أن قال‪ :‬وان كان لرب ه ع دواً‪ ،‬فان ه يأتي ه أقبح من خل ق هللا زي اً‪ ،‬إلى أن ق ال‪ :‬ف اذا‬
‫أدخل القبر أتاه ممتحنا الغبر فألقيا عنه أكفانه‪ ،‬فيقوالن له‪ :‬من ربك وم ا دين ك ومن‬
‫نبيك؟ فيق ول‪ :‬ال أدري‪ ،‬فيق والن‪ ،‬ال دريت وال ه ديت‪ ،‬فيض ربان يافوخ ه بمرزب ة‬
‫معها ضربة ما خلق هللا ع ّزوج ّل من دابة إالّ وتذعر له ا م ا خال الثقلين‪ ،‬ثم يفتح ان‬
‫له بابا ً إلى النار)(‪)1‬‬
‫[الحـــديث‪ ]291 :‬روي أن اإلم ام علي ك ان قريب ا من الجب ل بص فين‪،‬‬
‫فحضرت صالة المغرب فأمعن بعيدا‪ ،‬ثم أذن‪ ،‬فلم ا ف رغ عن أذان ه إذا رج ل مقب ل‬
‫نحو الجبل‪ ،‬أبيض الرأس واللحية والوج ه‪ ،‬فق ال‪ :‬الس الم علي ك ي ا أم ير المؤم نين‬
‫ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬مرحبا بوص ي خ اتم النب يين‪ ،‬وقائ د الغ ر المحجلين‪ ،‬واالع ز‬
‫المأمون‪ ،‬والفاضل الفائز بثواب الصديقين‪ ،‬وسيد الوصيين‪ ،‬فقال له اإلمام‪ :‬وعلي ك‬
‫السالم‪ ،‬كيف حالك؟ فقال‪ :‬بخير أنا منتظر روح القدس‪ ،‬وال أعلم أحدا أعظم في هللا‬
‫عز وجل اسمه بالء وال أحسن ثوابا منك‪ ،‬وال أرفع عن د هللا مكان ا‪ ،‬اص بر ي ا أخي‬
‫على ما أنت فيه ح تى تلقى الح بيب‪ ،‬فق د رأيت أص حابنا م ا لق وا ب االمس من ب ني‬
‫إسرائيل‪ ،‬نشروهم بالمناشير‪ ،‬وحملوهم على الخشب‪ ،‬ولو تعلم ه ذه الوج وه الترب ة‬
‫الشائهة ـ وأومأ بيده إلى أهل الشام ـ م ا اع د لهم في قتال ك من ع ذاب وس وء نك ال‬
‫القصروا‪ ،‬ولو تعلم هذه الوجوه المبيضة ـ وأومأ بيده إلى أهل العراق ـ ماذا لهم من‬
‫الث واب في طاعت ك ل ودت أنه ا قرض ت بالمق اريض‪ ،‬والس الم علي ك ورحم ة هللا‬
‫وبركات ه‪ ..‬ثم غ اب من موض عه‪ ،‬فق ام عم ار بن ياس ر‪ ،‬وأب والهيثم بن التيه ان‪،‬‬
‫وأبوأيوب االنصاري‪ ،‬وعبادة بن الصامت‪ ،‬وخزيمة بن ثابت‪ ،‬وهاش م الم ر ـ وق د‬
‫كانوا سمعوا كالم الرجل ـ فقالوا‪ :‬يا أميرالمؤمنين من هذا الرج ل؟ فق ال لهم اإلم ام‬
‫علي‪( :‬ه ذا ش معون وص ي عيس ى علي ه الس الم‪ ،‬بعث ه هللا يص برني على قت ال‬
‫أعدائه)‪ ،‬فقالوا له‪ :‬فداك آباؤنا وامهاتنا‪ ،‬وهللا لننصرنك نصرنا لرس ول هللا ‪ ،‬وال‬
‫يتخلف عنك من المهاجرين واالنصار إال شقي)(‪)2‬‬
‫ما ورد عن اإلمام السجاد‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]292 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬إن القبر روضة من ري اض الجن ة‪ ،‬أو‬
‫حفرة ٌ من حفر النيران)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]293 :‬قال اإلمام الس جاد‪( :‬أش د س اعات ابن آدم ثالث س اعات‪:‬‬
‫الساعة التي يعاين فيها ملك الموت‪ ،‬والساعة التي يقوم فيها من قبره‪ ،‬والساعة التي‬
‫‪ )(1‬الكافي‪.3/232 :‬‬
‫‪ )(2‬مجالس المفيد‪ ،‬ص ‪ 60‬ـ ‪.62‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،6/214 :‬وتفسير القمي‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫يقف فيه ا بين ي دي هللا تب ارك وتع الى‪ ،‬فإم ا إلى جن ة وإم ا إلى ن ار)‪ ،‬ثم ق ال‪( :‬إن‬
‫نج وت ي ا ابن آدم عن د الم وت ف أنت أنت وإال هلكت‪ ،‬وإن نج وت ي ا ابن آدم حين‬
‫توضع في قبرك فأنت أنت وإال هلكت‪ ،‬وإن نجوت حين يُحمل الناس على الصراط‬
‫فأنت أنت وإال هلكت‪ ،‬وإن نجوت حين يق وم الن اس ل رب الع المين ف أنت أنت وإال‬
‫هلكت)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]294 :‬عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬كان علي بن الحسين يعظ الن اس‬
‫يزهدهم في الدنيا‪ ،‬ويرغبهم في أعمال اآلخرة بهذا الكالم في ك ل جمع ة في مس جد‬
‫الرسول ‪‬وحفظ عنه وكتب‪ ،‬وكان يقول‪( :‬أيها الناس اتق وا هللا واعلم وا أنكم إلي ه‬
‫ت ِم ْن ُس و ٍء تَ َو ُّد لَ وْ‬‫ضرًا َو َم ا َع ِملَ ْ‬
‫ت ِم ْن َخي ٍْر ُمحْ َ‬ ‫س َما َع ِملَ ْ‬ ‫ترجعون فـ ﴿تَ ِج ُد ُكلُّ نَ ْف ٍ‬
‫وف بِال ِعبَ ا ِد ﴾ [آل عم ران‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫أَ َّن بَ ْينَهَ ا َوبَ ْينَ هُ أَ َم دًا بَ ِعي دًا َويُ َح ِّذ ُر ُك ُم هللا نَ ْف َس هُ َوهللا َر ُء ٌ‬
‫‪ ..]30‬ويحك ابن آدم الغافل وليس بمغفول عنه‪ ،‬ابن آدم إن أجلك أسرع ش ئ إلي ك‪،‬‬
‫قد أقبل نح وك حثيث ا يطلب ك‪ ،‬ويوش ك أن ي دركك‪ ،‬وك أن ق د أوفيت أجل ك‪ ،‬وقبض‬
‫الملك روحك‪ ،‬وصرت إلى منزل وحيدا ف رد إلي ك في ه روح ك‪ ،‬واقتحم علي ك في ه‬
‫ملكاك منكر ونكير لمساءلتك‪ ،‬وشديد امتحانك‪.‬‬
‫ُ‬
‫وإن أول ما يسأالنك عن ربك ال ذي كنت تعب ده‪ ،‬وعن نبي ك ال ذي أرس ل‬ ‫أال ّ‬
‫إليك‪ ،‬وعن دينك ال ذي كنت ت دين ب ه‪ ،‬وعن كتاب ك ال ذي كنت تتل وه‪ ،‬وعن إمام ك‬
‫الذي كنت تتواله‪ ،‬ثم عن عمرك فيما أفنيت ه‪ ،‬ومال ك من أين اكتس بته وفيم ا أتلفت ه‪،‬‬
‫فخذ حذرك وانظر لنفسك‪ ،‬وأع ّد للجواب قبل االمتح ان والمس اءلة واالختب ار؛ ف إن‬
‫تك مؤمنا تقيا عارفا ب دينك‪ ،‬متبع ا للص ادقين‪ ،‬موالي ا الولي اء هللا لق اك هللا حجت ك‪،‬‬
‫وأنط ق لس انك بالص واب فأحس نت الج واب‪ ،‬فبش رت بالجن ة والرض وان من هللا‬
‫والخيرات الحسان واس تقبلتك المالئك ة ب الروح والريح ان وإن لم تكن ك ذلك تلجلج‬
‫لسانك‪ ،‬ودحضت حجتك‪ ،‬وعييت عن الجواب وبش رت بالن ار‪ ،‬واس تقبلتك مالئك ة‬
‫العذاب‪ ،‬بنزل من حميم وتصلية جحيم‪.‬‬
‫واعلم ي ا ابن آدم أن من وراء ه ذا م اهو أعلم وأفظ ع وأوج ع للقل وب ي وم‬
‫ع لَهُ النَّاسُ َو َذلِكَ يَوْ ٌم َم ْشهُو ٌد ﴾ [هود‪ ،]103 :‬ويجمع هللا فيه‬ ‫ك يَوْ ٌم َمجْ ُمو ٌ‬ ‫القيامة ﴿ َذلِ َ‬
‫االولين واالخرين ذلك يوم ينفخ في الصور وتبعثر فيه القبور‪ ،‬ذلك ﴿يَ وْ َم اآْل ِزفَ ِة إِ ِذ‬
‫ع ﴾ [غ افر‪]18 :‬‬ ‫يع يُطَ ا ُ‬ ‫اظ ِمينَ َما لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن َح ِم ٍيم َواَل َشفِ ٍ‬ ‫َاج ِر َك ِ‬ ‫ْالقُلُوبُ لَدَى ْال َحن ِ‬
‫ذلك يوم ال تقال فيه عثرة‪ ،‬وال تؤخذ من أحد فيه فدية‪ ،‬وال تقبل من أحد فيه معذرة‪،‬‬
‫وال الحد فيه مستقبل توبة‪ ،‬ليس إال الجزاء بالحسنات‪ ،‬والجزاء بالسيئات‪ ،‬فمن كان‬
‫من المؤم نين عم ل في ه ذه ال دنيا مثق ال ذرة من خ ير وج ده ومن ك ان عم ل من‬
‫المؤمنين في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده‪.‬‬
‫فاحذروا أيها الناس من المعاصي والذنوب فق د نه اكم هللا عنه ا وح ذركموها‬
‫في الكتاب الصادق والبيان الناطق وال تأمنوا مكرهللا وش دة أخ ذه عن د م ا ي دعوكم‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪..159‬‬
‫‪67‬‬
‫إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات والل ذات في ه ذه ال دنيا ف إن هللا يق ول‪﴿ :‬إِ َّن‬
‫ْص رُونَ ﴾ [األع راف‪:‬‬ ‫ان تَ َذ َّكرُوا فَ إِ َذا هُ ْم ُمب ِ‬ ‫الش ْيطَ ِ‬‫ف ِمنَ َّ‬ ‫الَّ ِذينَ اتَّقَوْ ا إِ َذا َم َّس هُ ْم طَ ائِ ٌ‬
‫‪ ،]201‬فأشعروا قلوبكم ـ هلل أنتم ـ خوف هللا‪ ،‬وتذكروا ماقد وعدكم هللا في م رجعكم‬
‫إليه من حسن ثوابه‪ ،‬كما قد خوفكم من ش ديد العق اب‪ ،‬فإن ه من خ اف ش يئا ح ذره‪،‬‬
‫ومن حذر شيئا نكله‪ ،‬فال تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا فتكونوا‬
‫ت أَ ْن‬ ‫الس يِّئَا ِ‬ ‫من الذين مك روا الس يئات‪ ،‬وق د ق ال هللا تع الى‪ ﴿ :‬أَفَ أ َ ِمنَ الَّ ِذينَ َم َك رُوا َّ‬
‫ْث اَل يَ ْش ُعرُونَ (‪ )45‬أَوْ يَأْ ُخ َذهُ ْم فِي‬ ‫يَ ْخ ِسفَ هللا بِ ِه ُم األرض أَوْ يَأْتِيَهُ ُم ْال َع َذابُ ِم ْن َحي ُ‬
‫وف َر ِحي ٌم﴾‬ ‫ف فَ إِ َّن َربَّ ُك ْم لَ َر ُء ٌ‬ ‫تَقَلُّبِ ِه ْم فَ َم ا هُ ْم بِ ُم ْع ِج ِزينَ (‪ )46‬أَوْ يَأْ ُخ َذهُ ْم َعلَى تَخَ ُّو ٍ‬
‫[النحل‪ 45 :‬ـ ‪]47‬‬
‫فاحذروا ما قد حذركم هللا‪ ،‬واتعظوا بما فعل بالظلمة في كتابه‪ ،‬وال ت أمنوا أن‬
‫ينزل بكم بعض ما تواعد ب ه الق وم الظ المين في الكت اب‪ ،‬تاهلل لق د وعظتم بغ يركم‪،‬‬
‫وإن السعيد من وعظ بغيره‪ ،‬ولقد أسمعكم هللا في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من‬
‫َت ظَالِ َمةً َوأَ ْن َش أْنَا بَ ْع َدهَا قَوْ ًم ا‬ ‫ص ْمنَا ِم ْن قَرْ يَ ٍة َكان ْ‬ ‫﴿و َك ْم قَ َ‬‫أهل القرى قبلكم حيث قال‪َ :‬‬
‫ض وا َوارْ ِج ُع وا‬ ‫ض ونَ (‪ )12‬اَل تَرْ ُك ُ‬ ‫َرينَ (‪ )11‬فَلَ َّما أَ َحسُّوا بَأْ َسنَا إِ َذا هُ ْم ِم ْنهَ ا يَرْ ُك ُ‬ ‫آخ ِ‬
‫إِلَى َما أ ْت ِر ْفتُ ْم فِي ِه َو َم َسا ِكنِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم تُ ْس أَلُونَ (‪ )13‬قَ الُوا يَا َو ْيلَنَ ا إِنَّا ُكنَّا ظَ الِ ِمينَ (‪)14‬‬ ‫ُ‬
‫صيدًا خَا ِم ِدينَ ﴾ [األنبياء‪ 11 :‬ـ ‪ ،]15‬وأيم هللا‬ ‫ك َد ْع َواهُ ْم َحتَّى َج َع ْلنَاهُ ْم َح ِ‬ ‫ت تِ ْل َ‬ ‫فَ َما زَ الَ ْ‬
‫إن هذه لعظة لكم وتخويف إن اتعظتم وخفتم‪ ،‬ثم رجع إلى الق ول من هللا في الكت اب‬
‫ب َربِّكَ لَيَقُ ولُ َّن‬ ‫﴿ولَئِ ْن َم َّس ْتهُ ْم نَ ْف َح ةٌ ِم ْن َع َذا ِ‬ ‫على أه ل المعاص ي وال ذنوب‪ ،‬فق ال‪َ :‬‬
‫يَا َو ْيلَنَا إِنَّا ُكنَّا ظَالِ ِمينَ ﴾ [األنبياء‪ ،]46 :‬ف إن قلتم أيه ا الن اس‪ :‬إن هللا إنم ا ع نى به ذا‬
‫ازينَ ْالقِ ْس طَ لِيَ وْ ِم ْالقِيَا َم ِة فَاَل تُ ْ‬
‫ظلَ ُم‬ ‫َض ُع ْال َم َو ِ‬ ‫﴿ون َ‬
‫أهل الشرك فكيف ذاك وهو يقول‪َ :‬‬
‫اس بِينَ ﴾ [األنبي اء‪:‬‬ ‫نَ ْفسٌ َش ْيئًا َوإِ ْن َك انَ ِم ْثقَ ا َل َحبَّ ٍة ِم ْن خَ رْ د ٍَل أَتَ ْينَ ا بِهَ ا َو َكفَى بِنَ ا َح ِ‬
‫‪]47‬؟‬
‫واعلم وا عب اد هللا أن أه ل الش رك ال تنص ب لهم الم وازين‪ ،‬وال تنش ر لهم‬
‫الدواوين وإنما تنشر الدواوين الهل االسالم‪ ،‬ف اتقوا هللا عب اد هللا واعلم وا أن هللا لم‬
‫يختر هذه الدنيا وعاجلها الحد من أوليائ ه‪ ،‬ولم ي رغبهم فيه ا وفي عاج ل زهرته ا‪،‬‬
‫وظاهر بهجتها‪ ،‬وإنما خلق ال دنيا وخل ق أهله ا ليبل وهم أيهم أحس ن عمال الخرت ه‪،‬‬
‫وأيم هللا لقد ضرب لكم فيه ا االمث ال‪ ،‬وص رف االي ات لق وم يعقل ون‪ ،‬فكون وا أيه ا‬
‫المؤمنون من القوم الذين يعقلون وال قوة إال باهلل‪ ،‬وازهدوا فيم ا زه دكم هللا في ه من‬
‫عاجل الحياة الدنيا فإن هللا يقول وقوله الحق‪﴿ :‬إِنَّ َما َمثَ ُل ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َك َما ٍء أَ ْن َز ْلنَاهُ ِمنَ‬
‫ت األرض‬ ‫ات األرض ِم َّما يَأْ ُك ُل النَّاسُ َواأْل َ ْن َع ا ُم َحتَّى إِ َذا أَخَ َذ ِ‬ ‫اختَلَطَ بِ ِه نَبَ ُ‬ ‫ال َّس َما ِء فَ ْ‬
‫َت َوظَ َّن أَ ْهلُهَا أَنَّهُ ْم قَا ِدرُونَ َعلَ ْيهَا أَتَاهَا أَ ْم ُرنَ ا لَ ْياًل أَوْ نَهَ ارًا فَ َج َع ْلنَاهَ ا‬ ‫ُز ْخ ُرفَهَا َوا َّزيَّن ْ‬
‫ت لِقَ وْ ٍم يَتَفَ َّكرُونَ ﴾ [ي ونس‪،]24 :‬‬ ‫ص ُل اآْل يَ ا ِ‬ ‫س َك َذلِكَ نُفَ ِّ‬ ‫ص يدًا َك أ َ ْن لَ ْم تَ ْغنَ بِ اأْل َ ْم ِ‬ ‫َح ِ‬
‫فكونوا عبادهللا من القوم الذين يتفكرون‪ ،‬وال تركنوا إلى الدنيا فإن هللا قد قال لمحمد‬
‫نبيه ‪ ‬والصحابه‪َ ﴿ :‬واَل تَرْ َكنُوا إِلَى الَّ ِذينَ ظَلَ ُموا فَتَ َم َّس ُك ُم النَّا ُر َو َما لَ ُك ْم ِم ْن دُو ِن هللا‬
‫‪68‬‬
‫صرُونَ ﴾ [ه ود‪ ،]113 :‬وال تركن وا إلى زه رة الحي اة ال دنيا وم ا‬ ‫ِم ْن أَوْ لِيَا َء ثُ َّم اَل تُ ْن َ‬
‫فيه ا رك ون من اتخ ذها دار ق رار وم نزل اس تيطان‪ ،‬فإنه ا دار قلع ة وبلغ ة‪ ،‬ودار‬
‫عمل‪ ،‬فتزودوا االعمال الصالحة منها قبل أن تخرجوا منها‪ ،‬وقب ل االذن من هللا في‬
‫خرابها‪ ،‬فكأن قد أخربها الذي عمرها أول مرة وابتدأها وهو ولي ميراثه ا‪ ..‬وأس أل‬
‫هللا لنا ولكم العون على تزود التقوى‪ ،‬والزهد فيه ا‪ ،‬جعلن ا هللا وإي اكم من الزاه دين‬
‫في عاجل زهرة الحياة الدنيا‪ ،‬والراغبين العاملين الجل ثواب اآلخرة فإنم ا نحن ب ه‬
‫وله)(‪)1‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]295 :‬سئل اإلمام الباقر‪ :‬أص لحك هللا من المس ؤلون في قب ورهم؟‬
‫قال‪( :‬من محض االيمان ومن محض الكف ر)‪ ،‬قي ل‪ :‬فبقي ة ه ذا الخل ق؟ ق ال‪( :‬يلهى‬
‫وهّللا عنهم ما يعبأ بهم)‪ ،‬قيل‪ :‬وعم يس ألون؟ ق ال‪( :‬عن الحج ة القائم ة بين أظه ركم‬
‫فيقال للمؤمن‪ :‬م ا تق ول في فالن بن فالن؟ فيق ول‪ :‬ذاك إم امي‪ ،‬فيق ول‪ :‬نم أن ام هللا‬
‫عينيك‪ ،‬ويفتح له باب من الجنة فما يزال يتحفه من روحها إلى ي وم القيام ة‪ ،‬ويق ال‬
‫للكافر‪ :‬ما تقول في فالن بن فالن؟ قال‪ :‬فيقول‪ :‬قد سمعت به وما أدري ما هو فيقال‬
‫ل ه‪ :‬ال دريت‪ ،‬ق ال‪ :‬ويفتح ل ه ب اب من الن ار فال ي زال يتحف ه من حره ا إلى ي وم‬
‫القيامة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]296 :‬سئل اإلم ام الب اقر عن زي ارة القب ور‪ ،‬فق ال‪( :‬إذا ك ان ي وم‬
‫الجمعة فزرهم‪ ،‬فإنه من ك ان منهم في ض يق وس ع علي ه م ا بين طل وع الفج ر إلى‬
‫طلوع الشمس يعلمون بمن أتاهم في كل يوم‪ ،‬فإذا طلعت الشمس كانوا س دى‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فيعلمون بمن أتاهم فيفرحون به؟ قال‪ :‬نعم ويستوحشون له إذا انصرف عنهم) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]297 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬من أتم ركوع ه لم يدخل ه وحش ة الق بر)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]298 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬ال يسأل في الق بر إال من محض االيم ان‬
‫محضا‪ ،‬أو محض الكفر محضا)‪ ،‬قيل‪ :‬فسائر الناس؟ فقال‪( :‬يلهى عنهم) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]299 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬أتى رجل سلمان الفارسي فقال‪ :‬ح دثني‪،‬‬
‫فسكت عنه‪ ،‬ثم عاد فسكت‪ ،‬ف أدبر الرج ل وه و يق ول ويتل و ه ذه اآلي ة‪ ﴿ :‬إِ َّن الَّ ِذينَ‬
‫ك يَ ْل َعنُهُ ُم‬‫ب أُولَئِ َ‬
‫اس فِي ْال ِكتَا ِ‬
‫ت َو ْالهُدَى ِم ْن بَ ْع ِد َما بَيَّنَّاهُ لِلنَّ ِ‬
‫يَ ْكتُ ُمونَ َما أَ ْن َز ْلنَا ِمنَ ْالبَيِّنَا ِ‬
‫هَّللا ُ َويَ ْل َعنُهُ ُم الاَّل ِعنُونَ ﴾ [البقرة‪ ]159 :‬فقال ل ه‪ :‬أقب ل‪ ،‬إن ا ل و وج دنا أمين ا لح دثناه‪،‬‬
‫ولكن أعد لمنكر ونكير إذا أتياك في القبر فس أالك عن رس ول هللا ‪ ،‬ف إن ش ككت‬
‫أو التويت ضرباك على رأسك بمطرقة معهما تصير منه رمادا‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ثم مه؟‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،75/143 :‬وأمالي الصدوق ص‪.301‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )(3‬امالى الطوسى (ص ‪)71‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪)244 /6‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪)235 /6‬‬
‫‪69‬‬
‫قال‪ :‬تعود‪ ،‬ثم تعذب‪ ،‬قلت‪ :‬وما منكر ونك ير؟ ق ال‪ :‬هم ا قعي دا الق بر‪ ،‬قلت‪ :‬أملك ان‬
‫يعذبان الناس في قبورهم؟ فقال‪ :‬نعم) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]300 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬إذا وض ع الرج ل في ق بره أت اه ملك ان‪:‬‬
‫ملك عن يمينه‪ ،‬وملك عن شماله‪ ،‬واقيم الشيطان بين يديه‪ ،‬عين اه من نح اس‪ ،‬فيق ال‬
‫له‪ :‬كيف تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ قال‪ :‬فيفزع لذلك‪ ،‬فيق ول ـ‬
‫إن كان مؤمنا ـ‪ :‬عن محمد تس أالني؟ فيق والن ل ه عن د ذل ك‪ :‬نم نوم ة ال حلم فيه ا‪،‬‬
‫ويفسح له في قبره سبعة أذرع‪ ،‬ويرى مقعده من الجنة‪ ،‬وإن كان كافرا قي ل ل ه‪ :‬م ا‬
‫تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيق ول‪ :‬م ا أدري ويخلى بين ه وبين‬
‫ِّت‬‫الشيطان‪ ،‬ويضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته ك ل ش ئ‪ ،‬وه و ق ول هللا‪﴿ :‬يُثَب ُ‬
‫ُض لُّ هَّللا ُ الظَّالِ ِمينَ‬
‫ت فِي ْال َحيَ ا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َر ِة َوي ِ‬‫هَّللا ُ الَّ ِذينَ آ َمنُ وا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫شا ُء﴾ [إبراهيم‪)2()]27 :‬‬ ‫َويَ ْف َع ُل هَّللا ُ َما يَ َ‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]301 :‬سئل اإلم ام الص ادق عن قول ه تع الى في ح ق آل فرع ون‪:‬‬
‫آل فِرْ َع وْ نَ أَ َش َّد‬ ‫الس ا َعةُ أَ ْد ِخلُ وا َ‬
‫﴿ النَّا ُر يُ ْع َرضُونَ َعلَ ْيهَ ا ُغ ُد ًّوا َوع َِش يًّا َويَ وْ َم تَقُ و ُم َّ‬
‫ب﴾ [غافر‪ ،]46 :‬فقال‪( :‬ما تقول الناس فيها؟)‪ ،‬فقيل ل ه‪ :‬يقول ون إنه ا في ن ار‬ ‫ْال َع َذا ِ‬
‫الخلد‪ ،‬وهم ال يعذبون فيما بين ذل ك‪ ،‬فق ال‪( :‬فهم من الس عداء؟) فقي ل‪ :‬فكي ف ه ذا؟‬
‫الس ا َعةُ أَ ْد ِخلُ وا‬ ‫فقال‪( :‬إنما هذا في الدنيا‪ ،‬وأما في نار الخلد فهو قوله‪َ ﴿ :‬ويَوْ َم تَقُ و ُم َّ‬
‫ب ﴾ [غافر‪)3()]46 :‬‬ ‫آ َل فِرْ عَوْ نَ أَ َش َّد ْال َع َذا ِ‬
‫[الحديث‪ ]302 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أما في القيامة فكلكم ـ يقصد المؤم نين‬
‫الصالحين ـ في الجنة بشفاعة النبي المطاع‪ ،‬أو وص ي الن بي‪ ،‬ولك ني وهللا أتخ وف‬
‫عليكم في البرزخ)‪ ،‬قلت‪ :‬وما البرزخ؟ قال‪( :‬القبر منذ حين موته إلى ي وم القيام ة)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]303 :‬سئل اإلم ام الص ادق‪ :‬أيفلت من ض غطة الق بر أح د؟ فق ال‪:‬‬
‫(نعوذ باهلل منها‪ ،‬ما أقل من يفلت من ضغطة القبر)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]304 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إذا أدرج الميت في أكفان ه ووض ع‬
‫على سريره‪ ،‬خ رجت روح ه تمش ي بين أي دي الق وم ق دماً‪ ،‬وتَلَقَّاه أرواح المؤم نين‬
‫يسلمون عليه ويبشرونه بما أعد هللا له جل ثناؤه من النعيم‪ .‬فإذا وض ع في ق بره ُر َّد‬
‫إليه الروح إلى وركيه‪ ،‬ثم يسأل عما يعلم‪ ،‬فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب ال ذي‬
‫أراه رسول هللا ‪ ‬فيدخل عليه من نورها وض وئها وبرده ا وطيب ريحه ا)‪ ،‬فقي ل‬
‫له‪ :‬جعلت فداك فأين ضغطة القبر؟ فقال‪( :‬هيهات ما على المؤمنين منها ش ئ‪ ،‬وهللا‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)235 /6‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪)237 /6‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)285 /6‬‬
‫‪ )(4‬الكافي ‪.3/242‬‬
‫‪ )(5‬الكافي (‪)3/236‬‬
‫‪70‬‬
‫إن ه ذه األرض لتفتخ ر على ه ذه فتق ول‪ :‬وط أ على ظه ري م ؤمن ولم يط أ على‬
‫ظهرك مؤمن‪ ،‬وتق ول ل ه األرض‪:‬وهللا لق د كنت أحب ك وأنت تمش ي على ظه ري‪،‬‬
‫فأما إذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك‪ ،‬فيفسح له مد بصره)(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫[الحديث‪ ]305 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يُسأل الرجل في قبره ف إذا أثبت فس ح‬
‫له في قبره سبعة أذرع‪ ،‬وفُتح له بابٌ إلى الجنة‪ ،‬وقيل ل ه‪ :‬نم نوم ة الع روس قري ر‬
‫العين)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]306 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬الم ؤمن إذا قبض ه هللا تع الى ص ي ََّر‬
‫روحه في قالب كقالبه في الدنيا‪ ،‬فيأكلون ويش ربون‪ .‬ف إذا ق دم عليهم الق ادم عرف وه‬
‫بتلك الصورة التي كانت في الدنيا‪..‬لو رأيته لقلت فالن)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]307 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن المؤمن ليزور أهله فيرى م ا يحب‬
‫ويستر عنه ما يكره‪ ،‬وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يك ره ويس تر عن ه م ا يحب‪..‬‬
‫وفيهم من يزور كل جمعة‪ ،‬ومنهم من يزور على قدر عمله)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]308 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ما من مؤمن وال كافر إال وه و ي أتي‬
‫أهله عند زوال الشمس‪ ،‬فإذا رأى أهله يعملون بالصالحات حمد هللا على ذل ك‪ ،‬وإذا‬
‫رأى الكافر أهله يعملون بالصالحات كانت عليه حسرة) (‪)5‬‬
‫[الحـــديث‪ ]309 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن الميت يف رح ب الترحم علي ه‬
‫واإلستغفار له‪ ،‬كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]310 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬س تة تلح ق الم ؤمن بع د وفات ه‪ :‬ول د‬
‫يستغفر له‪ ،‬ومصحف يخلفه‪ ،‬وغرس يغرسه‪ ،‬وصدقة م اء يجري ه‪ ،‬وقليب يحف ره‪،‬‬
‫وسنة يؤخذ بها من بعده)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]311 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬من عمل من المسلمين عن ميت عمالً‬
‫صالحاً‪ ،‬أضعف له أجره ونفع هللا عز وجل به الميت) (‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]312 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪ :‬يص ل إلى الميت ال دعاء والص دقة‬
‫والصالة ونحو هذا؟ فق ال‪( :‬نعم)‪ ،‬فقي ل ل ه‪ :‬أو يعلم من ص نع ذل ك ب ه؟ ق ال‪ :‬نعم‪..‬‬
‫يكون مسخوطا ً عليه‪ ،‬فيُرضى عنه)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]313 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن الص الة والص وم والص دقة والحج‬
‫والعمرة‪ ،‬وكل عمل ص الح‪ ،‬ينف ع الميت‪ .‬ح تى أن الميت ليك ون في ض يق فيوس ع‬

‫‪ )(1‬الكافي (‪)3/130‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/262 :‬والكافي ‪.1/65‬‬
‫‪ )(3‬رواه الشيخ الطوسي في التهذيب(‪)1/466‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ :‬ج ‪ 3‬ص ‪..230‬‬
‫‪ )(5‬الكافي‪ :‬ج ‪ 1‬ص ‪.67‬‬
‫‪ )(6‬الشيعة في أحكام الشريعة (‪)2/66‬‬
‫‪ )(7‬الشيعة في أحكام الشريعة (‪)2/66‬‬
‫‪ )(8‬الشيعة في أحكام الشريعة (‪)2/66‬‬
‫‪ )(9‬الشيعة في أحكام الشريعة (‪)2/66‬‬
‫‪71‬‬
‫الدين)(‪)1‬‬ ‫عليه‪ ،‬ويقال إن هذا بعمل ابنك فالن‪ ،‬وبعمل أخيك فالن‪ ،‬أخوه في‬
‫(ست خصال ينتفع بها المؤمن من بع د‬ ‫ّ‬ ‫[الحديث‪ ]314 :‬قال اإلمام الصادق‪:‬‬
‫ومصحف يُقرأ في ه‪ ،‬وقليبٌ يحف ره‪ ،‬وغ رسٌ يغرس ه‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫موته‪ :‬ول ٌد صال ٌح يستغفر له‪،‬‬
‫وصدقة ماء يجريه‪ ،‬وسنّة ٌ حسنة ٌ ي ُؤخذ بها بعده)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]315 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا دخل الم ؤمن ق بره ك انت الص الة‬
‫عن يمينه والزكاة عن يساره‪ ،‬والبر مطل علي ه‪ ،‬ويتنحى الص بر ناحي ة‪ ،‬ق ال‪ :‬ف إذا‬
‫دخل عليه الملكان اللذان يليان مساءلته ق ال الص بر للص الة والزك اة وال بر‪ :‬دونكم‬
‫صاحبكم‪ ،‬فإن عجزتم عنه فأنا دونه) (‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]316 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن المؤم نين إذا أخ ذوا مض اجعهم‬
‫أصعد هللا بأرواحهم إليه‪ ،‬فمن قضى له عليه الموت جعل ه في ري اض الجن ة كن وز‬
‫رحمته‪ ،‬ونور عزته‪ ،‬وإن لم يقدر عليها الموت بعث بها مع أمنائه من المالئك ة إلى‬
‫االبدان التي هي فيها) (‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]317 :‬ذك ر اإلم ام الص ادق أرواح المؤم نين‪ ،‬فق ال‪( :‬يلتق ون‪..‬‬
‫ويتساءلون ويتعارفون حتى إذا رأيته قلت‪ :‬فالن) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]318 :‬سئل اإلمام الصادق عن أرواح المؤمنين والكافرين‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(أرواح المؤم نين في حج رات في الجن ة‪ ،‬ي أكلون من طعامه ا‪ ،‬ويش ربون من‬
‫شرابها‪ ،‬وي تزاورون فيه ا‪ ،‬ويقول ون‪ :‬ربن ا أقم لن ا الس اعة لتنج ز لن ا م ا وع دتنا‪..‬‬
‫وأرواح الكف ار في حج رات الن ار‪ ،‬ي أكلون من طعامه ا‪ ،‬ويش ربون من ش رابها‬
‫ويتزاورون فيها‪ ،‬ويقولون‪ :‬ربنا ال تقم لنا الساعة لتنجز لنا ما وعدتنا) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]319 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا مات العب د الم ؤمن دخ ل مع ه في‬
‫وأطيبهن ريح اً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأبهاهن هيئ ة‪،‬‬ ‫أحسنهن وجهاً‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ست صور‪ ،‬فيهن صورة هي‬ ‫قبره ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وأنطقهن صورة‪ ،‬قال‪ :‬فيقف ص ورة عن يمين ه‪ ،‬وأخ رى عن يس اره‪ ،‬وأخ رى بين‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫أحسنهن فوق رأس ه‪ ،‬ف إن‬ ‫يديه‪ ،‬وأُخرى خلفه‪ ،‬وأُخرى عند رجليه‪ ،‬ويقف التي هي‬
‫أتى عن يمينه‪ ،‬منعته التي عن يمينه‪ ،‬ث ّم كذلك إلى أن يؤتى من الجهات الست‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أحسنهن صورة من أنتم جزاكم هللا عني خ يراً؟ فتق ول ال تي عن يمين العب د‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫فتقول‬
‫أنا الصالة‪ ،‬وتقول التي عن يساره‪ :‬أنا الزكاة‪ ،‬وتق ول ال تي بين يدي ه‪ ،‬أن ا الص يام‪،‬‬
‫وتقول التي خلفه‪ ،‬أنا الحج والعمرة‪ ،‬وتقول التي عند رجليه‪ :‬أنا بر من وص لت من‬
‫إخوانك‪ ،‬ث ّم يقلن‪ :‬من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً‪ ،‬وأطيبنا ريحاً‪ ،‬وأبهانا هيئة‪ ،‬فتق ول‪:‬‬
‫أنا الوالية آلل مح ّمد) (‪)7‬‬

‫‪ )(1‬الشيعة في أحكام الشريعة (‪)2/66‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،6/294 :‬والخصال ‪.1/157‬‬
‫‪ )(3‬ثواب األعمال (ص ‪ 164‬ـ ‪)165‬‬
‫‪ )(4‬المحاسن‪( ،‬ص ‪)178‬‬
‫‪ )(5‬المحاسن‪( ،‬ص ‪)178‬‬
‫‪ )(6‬المحاسن‪( ،‬ص ‪)178‬‬
‫‪ )(7‬المحاسن‪( ،‬ص ‪)288‬‬
‫‪72‬‬
‫[الحديث‪ ]320 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إذا بعث هللا الم ؤمن من ق بره خ رج‬
‫معه مث ال يقدم ه أمام ه‪ ،‬كلّم ا رأى الم ؤمن ه والً من أه وال ي وم القيام ة‪ ،‬ق ال ل ه‬
‫المثال‪ :‬ال تفزع وال تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من هللا ع ّزوج ّل حتى يقف بين‬
‫يدي هللا ع ّزوج ّل فيحاسبه حسابا ً يسيراً‪ ،‬ويأمر به إلى الجنة والمث ال أمام ه‪ ،‬فيق ول‬
‫له الم ؤمن‪ :‬يرحم ك هللا نعم الخ ارج‪ ،‬خ رجت معي من ق بري‪ ،‬وم ا زلت تبش رني‬
‫بالسرور والكرامة من هللا ح تى رأيت ذل ك‪ ،‬فيق ول‪ :‬من أنت؟ فيق ول‪ :‬أن ا الس رور‬
‫شرك)(‪)1‬‬‫الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا‪ ،‬خلقني هللا ع ّزوج ّل منه ألُب ّ‬
‫[الحديث‪ ]321 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن الم ؤمن إذا أخ رج من بيت ه ش يعته‬
‫المالئكة إلى ق بره يزدحم ون علي ه‪،‬ح تى إذا انتهي ب ه إلى ق بره ق الت ل ه األرض‪:‬‬
‫مرحبا بك وأهال‪ ،‬أما وهللا لقد كنت أحب أن يمشـي علي مثلك‪ ،‬لترين ما أصنع ب ك‪.‬‬
‫فتوسع له مد بصره‪ ،‬ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونك ير‪،‬‬
‫فيلقيان فيه الروح إلى حقويه‪ ،‬فيقعدانه ويسأالنه فيقوالن ل ه‪ :‬من رب ك؟ فيق ول‪ :‬هللا‪،‬‬
‫فيقوالن‪ :‬ما دينك؟ فيقول‪ :‬اإلس الم‪ ،‬فيق والن‪ :‬ومن نبي ك؟ فيق ول‪ :‬محم د‪ .‬فيق والن‪:‬‬
‫ومن إمامك؟ فيقول‪ :‬فالن‪ .‬قال‪ :‬فينادي مناد من السماء‪:‬صدق عبدي‪ ،‬أفرشوا له في‬
‫قبره من الجنة‪ ،‬وافتحوا له في قبره باب ا ً إلى الجن ة‪ ،‬وألبس وه من ثي اب الجن ة ح تى‬
‫يأتينا‪ ،‬وما عندنا خير له‪ .‬ثم يقال ل ه‪ :‬نم نوم ة ع روس‪ ،‬نم نوم ة ال حلم فيه ا‪ ..‬وإن‬
‫كان كافراً خرجت المالئك ة تش يعه إلى ق بره يلعنون ه‪ ،‬ح تى إذا انتهى ب ه إلى ق بره‬
‫قالت له األرض‪ :‬ال مرحب ا ً ب ك وال أهالً‪ ،‬أم ا وهللا لق د كنت أبغض أن يمش ي عل َّ‬
‫ي‬
‫مثلك‪ ،‬الجرم لترين ما أصنع بك اليوم‪ ،‬فتض يق علي ه ح تى تلتقي جوانح ه ق ال‪ :‬ثم‬
‫يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير‪ ،‬ويلقيان في ه ال روح إلى حقوي ه‬
‫فيقوالن له‪:‬من ربك؟فيتلجلج ويقول‪ :‬قد سمعت الناس يقولون‪ .‬فيقوالن ل ه‪ :‬ال دريت‬
‫ويقوالن له‪ :‬ما دينك؟ فيتلجلج‪ ،‬فيقوالن له‪ :‬ال دريت‪ ،‬ويقوالن له‪ :‬من نبيك؟ فيقول‪:‬‬
‫قد سمعت الناس يقولون‪ ،‬فيقوالن له‪ :‬ال دريت ويسأل عن إمام زمانه‪ .‬ق ال‪ :‬فين ادي‬
‫مناد من السماء‪ :‬كذب عبدي‪ ،‬أفرشوا له في قبره من النار وألبسوه من ثياب الن ار‪،‬‬
‫وافتحوا له بابا ً إلى النار حتى يأتين ا‪ ،‬وم ا عن دنا ش ر ل ه‪ ،‬فيض ربانه بمرزب ة ثالث‬
‫ضربات ليس منها ض ربة إال يتط اير ق بره ن اراً‪ ،‬ل و ض رب بتل ك المرزب ة جب ال‬
‫تهامة لكانت رميماً)(‪)2‬‬
‫[الح ــديث‪ ]322 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪ :‬جعلت ف داك ي روون أن أرواح‬
‫المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش‪ ،‬فقال‪( :‬ال‪ ،‬المؤمن أك رم على هللا‬
‫من أن يجعل روحه في حوصلة طير‪ ،‬لكن في أبدان كأبدانهم)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]323 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن أرواح المؤم نين لفي ش جرة من‬
‫الجنة يأكلون من طعامها‪ ،‬ويش ربون من ش رابها‪ ،‬ويقول ون‪ :‬ربن ا أقم لن ا الس اعة‪،‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪.197 / 7 :‬‬
‫‪ )(2‬الكافي (‪)3/239‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬
‫‪73‬‬
‫بأولنا)(‪)1‬‬ ‫وأنجز لنا ما وعدتنا‪ ،‬وألحق آخرنا‬
‫(إن األرواح في ص فة األجس اد في‬ ‫[الحــديث‪ ]324 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬
‫شجرة في الجنة تعارف وتس اءل‪ ،‬ف إذا ق دمت ال روح على األرواح تق ول‪ :‬دعوه ا‬
‫فإنها قد أفلتت من هول عظيم‪ ،‬ثم يسألونها‪ :‬ما فع ل فالن؟‪ ..‬وم ا فع ل فالن؟‪ ..‬ف إن‬
‫ارتجوه‪ ،‬وإن قالت لهم‪ :‬قد هلك قالوا‪ :‬قد هوى هوى)(‪)2‬‬ ‫َ‬ ‫قالت لهم‪ :‬تركته حيا‬
‫[الحديث‪ ]325 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا مات الميت اجتمعوا عن ده يس ألونه‬
‫عمن مضى وعمن بقي فإن كان مات ولم يرد عليهم قالوا‪ :‬ق د ه وى ه وى‪ ،‬ويق ول‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]326 :‬سئل اإلمام الصادق عن أرواح المشركين‪ ،‬فقال‪( :‬في الن ار‬
‫يعذبون‪ ،‬يقولون‪ :‬ربنا ال تقم لنا الساعة وال تنج ز لن ا م ا وع دتنا‪ ،‬وال تلح ق آخرن ا‬
‫بأولنا)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]327 :‬س ئل اإلم ام الص ادق عمن م ات في ه ذه ال دار أين تك ون‬
‫روحه؟ فقال‪( :‬من مات وهو ماحض لاليمان محضا أو ماحض للكفر محض ا نقلت‬
‫روحه من هيكله إلى مثله في الصورة‪ ،‬وجوزي بأعماله إلى يوم القيام ة‪ ،‬ف إذا بعث‬
‫هللا من في القبور أنشأ جسمه ورد روحه إلى جسده وحشره ليوفيه أعماله‪ ،‬فالمؤمن‬
‫ينتقل روحه من جسده إلى مثل جسده في الصورة فيجعل في جنات من جنان ال دنيا‬
‫يتنعم فيها إلى يوم المآب‪ ،‬والكافر ينتقل روحه من جسده إلى مثله بعينه ويجع ل في‬
‫نار فيعذب بها إلى يوم القيام ة‪ ،‬وش اهد ذل ك في الم ؤمن قول ه تع الى‪﴿ :‬قِي َل ا ْد ُخ ِل‬
‫ْال َجنَّةَ قَ ا َل يَ الَيْتَ قَ وْ ِمي يَ ْعلَ ُم ونَ (‪ )26‬بِ َم ا َغفَ َر لِي َربِّي َو َج َعلَنِي ِمنَ ْال ُم ْك َر ِمينَ ﴾‬
‫ض ونَ َعلَ ْيهَ ا‬ ‫[يس‪ ،]27 ،26 :‬وشاهد ما ذكرناه في الكافر قوله تع الى‪﴿ :‬النَّا ُر يُ ْع َر ُ‬
‫ب﴾ [غافر‪ ،]46 :‬فأخبر‬ ‫ُغ ُد ًّوا َو َع ِشيًّا َويَوْ َم تَقُو ُم السَّا َعةُ أَ ْد ِخلُوا آ َل فِرْ عَوْ نَ أَ َش َّد ْال َع َذا ِ‬
‫سبحانه أن مؤمنا قال بعد موته وقد أدخل الجن ة‪ :‬ي اليت ق ومي يعلم ون‪ ،‬وأخ بر أن‬
‫كافرا يعذب بعد موته غدوا وعش يا وي وم تق وم الس اعة يخل د في الن ار‪ ،‬والض رب‬
‫اآلخر من يلهى عنه ويعدم نفسه عنه فساد جسمه‪ ،‬فال يشعر بشئ حتى يبعث‪ ،‬وه و‬
‫من لم يمحض االيمان محضا‪ ،‬وال الكفر محضا‪ ،‬وقد بين هللا تعالى ذلك عن د قول ه‪:‬‬
‫﴿إِ ْذ يَقُو ُل أَ ْمثَلُهُ ْم طَ ِريقَةً إِ ْن لَبِ ْثتُ ْم إِاَّل يَوْ ًما﴾ [طه‪ ،]104 :‬فبين أن قوما عن د الحش ر ال‬
‫يعلم ون مق دار لبثهم في القب ور ح تى يظن بعض هم أن ذل ك ك ان عش را‪ ،‬أو يظن‬
‫بعضهم‪ :‬أن ذلك كان يوم ا‪ ،‬وليس يج وز أن يك ون ذل ك من وص ف من ع ذب إلى‬
‫بعثه ونعم إلى بعثه‪ ،‬ألن من لم يزل منعما أو معذبا ال يجهل عليه حاله فيم ا عوم ل‬
‫به‪ ،‬وال يلتبس عليه االمر في بقائه بعد وفاته)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬


‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )(4‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )(5‬تصحيح اعتقادات اإلمامية‪ ،‬الشيخ المفيد‪ ،‬ص ‪.٩٠‬‬
‫‪74‬‬
‫[الحديث‪ ]328 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يجئ الملكان‪ :‬منك ر ونك ير إلى الميت‬
‫حين يدفن‪ ،‬أص واتهما كالرع د القاص ف‪ ،‬وأبص ارهما ك البرق الخ اطف‪ ،‬فيس أالن‬
‫الميت‪ :‬من ربك وما دينك؟‪ ..‬فإذا كان مؤمنا قال‪ :‬هللا ربي‪ ،‬وديني االسالم‪ ،‬فيقوالن‬
‫له‪ :‬ما تقول في هذا الرجل الذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول‪ :‬أعن محمد رس ول هللا‬
‫‪ ‬تسأالني؟ فيقوالن له‪ :‬تش هد أن ه رس ول هللا ‪‬؟ فيق ول‪ :‬أش هد أن ه رس ول هللا‪،‬‬
‫فيقوالن له‪ :‬ثم نومة ال حلم فيها‪ ،‬ويفسح له في قبره تسعة أذرع‪ ،‬ويفتح ل ه ب اب إلى‬
‫الجنة ويرى مقعده فيها‪ ،‬وإذا كان الرجل كافرا دخال عليه وأقيم الشيطان بين يدي ه‪،‬‬
‫فيقوالن له‪ :‬من ربك؟ وما دينك؟ وما تقول في ه ذا الرج ل ال ذي ق د خ رج من بين‬
‫ظهرانيكم‪ ،‬فيقول‪ :‬ال أدري‪ ،‬فيخليان بينه وبين الشيطان فيسلط عليه في قبره تس عة‬
‫وتسعين تنينا‪ ،‬ولو أن تنينا واحدا منها نفخ في األرض م ا أنبتت ش جرا أب دا‪ ،‬ويفتح‬
‫له باب إلى النار‪ ،‬ويرى مقعده فيها)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]329 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يسأل الرجل في ق بره ف إذا أثبت فس ح‬
‫له في قبره سبعة أذرع وفتح له باب إلى الجن ة‪ ،‬وقي ل ل ه‪ :‬نم نوم ة الع روس قري ر‬
‫العين)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]330 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا وضع الرجل في قبره أت اه ملك ان‪:‬‬
‫ملك عن يمينه‪ ،‬وملك عن يساره‪ ،‬وأقيم الشيطان بين عينيه‪ ،‬عيناه من نح اس فيق ال‬
‫له‪ :‬كيف تقول في الرجل الذي كان بين ظهرانيكم؟ فيفزع له فزعة‪ ،‬فيق ول إذا ك ان‬
‫مؤمنا‪ :‬أعن محمد رسول هللا ‪ ‬تسأالني؟ فيقوالن له‪ :‬نم نومة ال حلم فيها‪ ،‬ويفس ح‬
‫ِّت هَّللا ُ‬
‫له في قبره تسعة أذرع‪ ،‬ويرى مقع ده من الجن ة‪ ،‬وه و ق ول هللا عزوج ل ﴿يُثَب ُ‬
‫ت فِي ْال َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َوفِي اآْل ِخ َر ِة ﴾ [إب راهيم‪ ،]27 :‬ف إذا ك ان‬
‫الَّ ِذينَ آ َمنُوا بِ ْالقَوْ ِل الثَّابِ ِ‬
‫كافرا قاال له‪ :‬من هذا الرجل الذي خرج بين ظه رانيكم؟ فيق ول‪ :‬ال أدري‪ ،‬فيخلي ان‬
‫بينه وبين الشيطان)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]331 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ليس يتبع الرجل بعد موت ه من االج ر‬
‫إال ثالث خصال‪ :‬صدقة أجراها في حياته فهي تج رى بع د موت ه إلى ي وم القيام ة‪،‬‬
‫صدقة موقوفة ال تورث‪ ،‬أو سنة هدى س نها وك ان يعم ل به ا وعم ل به ا من بع ده‬
‫غيره‪ ،‬أو ولد صالح يستغفر له)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]332 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ست خصال ينتفع بها المؤمن من بع د‬
‫موته‪ :‬ولد صالح يستغفر له‪ ،‬ومصحف يقرأ في ه‪ ،‬وقليب يحف ره‪ ،‬وغ رس يغرس ه‪،‬‬
‫وصدقة ماء يجريه‪ ،‬وسنة حسنة يؤخذ بها بعده)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]333 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬خير ما يخلفه الرجل بع ده ثالث ة‪ :‬ول د‬
‫‪ )(1‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.64‬‬
‫‪ )(2‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.65‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 1‬ص ‪.65‬‬
‫‪ )(4‬الخصال‪( ،‬ج ‪ 1‬ص ‪)73‬‬
‫‪ )(5‬الخصال‪( ،‬ج ‪ 1‬ص ‪)157‬‬
‫‪75‬‬
‫بعده)(‪)1‬‬ ‫بار يستغفر له‪ ،‬وسنة خير يقتدى به فيها‪ ،‬وصدقة تجري من‬
‫[الحديث‪ ]334 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ليس يتبع الرجل بعد موت ه من االج ر‬
‫إال ثالث خصال‪ :‬صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته‪ ،‬وس نة ه دى س نها‬
‫فهي تعمل بها بعد موته‪ ،‬وولد صالح يستغفر له)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]335 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬أي شئ يلحق الرجل بعد موت ه؟ ق ال‪:‬‬
‫(يلحقه الحج عنه‪ ،‬والصدقة عنه‪ ،‬والصوم عنه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]336 :‬سئل اإلمام الصادق عن جنة آدم عليه الس الم‪ ،‬فق ال‪( :‬جن ة‬
‫من جنات الدنيا تطلع عليه فيها الشمس والقمر‪ ،‬ولو كانت من جنات الخلد ما خ رج‬
‫منها أبداً)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]337 :‬قال اإلمام الصادق في الرجل يموت وعليه صالة أو صيام‪:‬‬
‫(يقضيه أولى الناس به)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]338 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬هل يصل إلى الميت ال دعاء والص دقة‬
‫والصالة ونحو هذا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قي ل‪ :‬أو يعلم من ص نع ذل ك ب ه؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم ق ال‪:‬‬
‫(يكون مسخوطا عليه فيرضى عنه)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]339 :‬س ئل اإلم ام الص ادق عن الرج ل يحج ويعتم ر ويص لي‬
‫ويصوم ويتصدق عن والديه‪ ،‬وذوي قرابته‪ ،‬قال‪( :‬ال ب أس ب ه‪ ،‬ي ؤجر فيم ا يص نع‬
‫وله أجر آخر بص لته قرابت ه‪ ،‬قلت‪ :‬وإن ك ان ال ي رى م ا أرى وه و ناص ب؟ ق ال‪:‬‬
‫يخفف عنه بعض ما هو فيه)(‪)7‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)294 /6‬‬


‫‪ )(2‬األمالي‪( ،‬ص ‪)22‬‬
‫‪ )(3‬المحاسن‪)72( ،‬‬
‫‪ )(4‬علل الشرائع‪ ،2/600 /‬والكافي‪.3/247:‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪)310 /88‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪)310 /88‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪)310 /88‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫ما ورد حول المعاد والمحكمة اإللهية‬
‫نحاول في هذا الفصل جمع ما نراه مقب وال من األح اديث المتعلق ة بالمرحل ة‬
‫الثانية من مراحل المعاد‪ ،‬وهي مرحلة النشر والحشر والحساب وما يرتبط به ا من‬
‫الصراط والميزان والشفاعة وغيره ا‪ ..‬أي جمي ع م ا يحص ل من أح داث قب ل ي وم‬
‫الجزاء‪ ،‬والذي تنتهي به المحاكمة اإللهية‪ ،‬حين يدخل أهل الجنة الجنة‪ ،‬وأهل الن ار‬
‫النار‪.‬‬
‫وقد قسمنا األحاديث الواردة حول هذه المرحلة إلى األقسام التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أحاديث النشر والحشر‪ :‬وهي األحاديث التي تتحدث عن أه وال القيام ة‪،‬‬
‫وما يتم حينها وبعدها من بعث العب اد‪ ،‬وحش رهم إلى أرض الموق ف ال تي تتم فيه ا‬
‫محاكمتهم‪.‬‬
‫‪ .2‬أحــاديث العدالــة الخاصــة بــالموقف‪ :‬وهي األح اديث ال تي تتح دث عن‬
‫تجليات عدالة المحكمة اإللهية من عرض األعمال‪ ،‬والحساب عليها‪ ،‬ووزنها‪ ،‬وم ا‬
‫يرتبط بذلك من معان كالشهود والصراط ونحوها‪.‬‬
‫‪ .3‬أحــاديث الرحمــة الخاصــة بــالموقف‪ :‬وهي األح اديث ال تي تتح دث عن‬
‫الشــفاعة والح وض وغيره ا من األم ور ال تي جعله ا هللا تع الى أله ل اليمين أو‬
‫المقربين في ذلك الموقف‪ ،‬لتيسر عليهم ما يرونه من أهوال‪.‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول النشر والحشر‪:‬‬
‫وهي األحاديث الموافقة لما ورد في الق رآن الك ريم من ذك ر بعث هللا تع الى‬
‫للخلق‪ ،‬ثم حشرهم إلى أرض الموقف‪ ،‬وم ا يرتب ط ب ذلك من أح داث‪ ،‬أو ي دل على‬
‫ذلك من األدلة‪.‬‬
‫ومن المعارف القرآنية المرتبطة بهذا‪ ،‬والتي نحاكم األحاديث إليها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن المعاد أو يوم القيامة هو يوم الف زع األك بر‪ ،‬وه و ي وم يب دأ ب النفخ في‬
‫الصور والذي ورد الحديث عنه في مواضع متعددة من الق رآن الك ريم(‪ ،)1‬وبص يغ‬
‫مختلفة‪ ،‬وهي تدل على أن ذلك الحدث العظيم س تنتهي ب ه النش أة األولى‪ ،‬وتب دأ ب ه‬
‫النشأة الثانية‪ ،‬ولذلك ورد في القرآن الكريم ذكر نفختين في الص ور‪ ،‬إح داهما تعلن‬
‫نهاية النش أة األولى‪ ،‬والثاني ة تعلن بداي ة النش أة الثاني ة‪ ،‬بش كلها الجدي د‪ ،‬وقوانينه ا‬
‫ات َوبَ َر ُز ْ‬
‫وا هللِ‬ ‫او ُ‬ ‫الجديدة‪ ،‬كما قال تع الى‪﴿ :‬يَ وْ َم تُبَ َّد ُل األَرْ ضُ َغ ْي َر األَرْ ِ‬
‫ض َو َّ‬
‫الس َم َ‬
‫َّار ﴾ [إبراهيم‪]48 :‬‬ ‫ْال َوا ِح ِد ْالقَه ِ‬
‫‪ )(1‬ورد الحديث عن (النفخ في الصور) في أكثر من عش ر آي ات قرآني ة هي‪( :‬الكه ف ـ ‪ )99‬و(المؤمن ون ـ (‬
‫‪( ،)101‬يس ـ ‪( ،)51‬الزمر ـ ‪( ،)68‬ق ـ ‪( ،)20‬الحاقة ـ ‪( ،)13‬األنعام ـ ‪( ،)73‬طه ـ ‪( ،)102‬النمل ـ ‪( ،)87‬النب أ ـ‬
‫‪)18‬‬
‫‪77‬‬
‫والتبديل ـ كما تشير النص وص المقدس ة ـ يب دأ مباش رة بع د النفخ ة األولى‪،‬‬
‫بتلك الزلزلة العظيمة التي يعاينها الخالئق‪ ،‬والتي وص فها هللا تع الى بقول ه‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا‬
‫ض َع ٍة‬ ‫َظي ٌم (‪ )1‬يَوْ َم تَ َروْ نَهَا ت َْذهَ ُل ُك لُّ ُمرْ ِ‬ ‫النَّاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم إِ َّن َز ْلزَ لَةَ السَّا َع ِة َش ْي ٌء ع ِ‬
‫ارى َو َم ا هُ ْم بِ ُس َكا َرى‬ ‫اس ُس َك َ‬ ‫ت َح ْم ٍل َح ْملَهَ ا َوتَ َرى النَّ َ‬ ‫َض ُع ُكلُّ َذا ِ‬ ‫ت َوت َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫َع َّما أَرْ َ‬
‫ت اأْل َرْ ضُ ِز ْلزَ الَهَا (‪)1‬‬ ‫اب هللا َش ِدي ٌد (‪[ ﴾)2‬الحج‪ ،]2 ،1 :‬وقال‪﴿ :‬إِ َذا ُز ْل ِزلَ ِ‬ ‫َولَ ِك َّن َع َذ َ‬
‫ِّث أ ْخبَا َرهَ ا (‪)4‬‬ ‫َ‬ ‫ال اإْل ِ ْن َسانُ َما لَهَا (‪ )3‬يَوْ َمئِ ٍذ تُ َح د ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت اأْل رْ ضُ أثقَالَهَا (‪َ )2‬وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ ْخ َر َج ِ‬
‫ك أَوْ َحى لَهَا (‪[ ﴾)5‬الزلزلة‪]5 - 1 :‬‬ ‫بِأ َ َّن َربَّ َ‬
‫ويذكر القرآن الكريم أن من أغراض ذلك التبديل‪ ،‬وتلك التهيئ ة توف ير مح ل‬
‫ارزَ ةً َو َح َش رْ نَاهُ ْم فَلَ ْم نُ َغ ا ِدرْ ِم ْنهُ ْم‬ ‫ض بَ ِ‬ ‫مناسب للعرض‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬وتَ َرى اأْل َرْ َ‬
‫ار ُزونَ اَل يَ ْخفَى َعلَى هللا ِم ْنهُ ْم َش ْي ٌء لِّ َم ِن‬ ‫أَ َح دًا﴾ [الكه ف‪ ،]47 :‬وق ال‪﴿ :‬يَ وْ َم هُم بَ ِ‬
‫َّار ﴾ [غافر‪]16 :‬‬ ‫اح ِد ْالقَه ِ‬ ‫ك اليوْ َم هَّلِل ِ ْال َو ِ‬ ‫ْال ُم ْل ُ‬
‫ويبدو كذلك أن األرض في تلك النشأة الجديدة‪ ،‬وب القوانين الجدي دة‪ ،‬س تكون‬
‫أكبر من األرض ال تي نعرفه ا‪ ،‬ومختلف ة في تضاريس ها ومناخه ا عنه ا‪ ،‬كم ا ق ال‬
‫َت لِ َربِّهَ ا‬ ‫ت (‪َ )4‬وأَ ِذن ْ‬ ‫ت َم ا فِيهَ ا َوتَ َخلَّ ْ‬ ‫ت (‪َ )3‬وأَ ْلقَ ْ‬ ‫﴿وإِ َذا اأْل َرْ ضُ ُم َّد ْ‬ ‫تع الى يص فها‪َ :‬‬
‫ت (‪[ ﴾)5‬االنشقاق‪]5 - 3 :‬‬ ‫َو ُحقَّ ْ‬
‫وحتى الجبال والمرتفعات التي كانت تشكل ح واجز ك برى فيه ا‪ ،‬ت دك‪ ،‬كم ا‬
‫ت األَرْ ضُ َو ْال ِجبَ ا ُل فَ ُد َّكتَا َد َّكةً‬ ‫اح َدةٌ َو ُح ِملَ ِ‬ ‫ور نَ ْف َخ ةٌ َو ِ‬
‫قال تعالى‪ ﴿ :‬فَإِ َذا نُفِ َخ فِي الصُّ ِ‬
‫ت ْال َواقِ َعةُ ﴾ [الحاقة‪]15 - 13 :‬‬ ‫َوا ِح َدةً فَيَوْ َمئِ ٍذ َوقَ َع ِ‬
‫وهكذا ورد وصف األهوال التي تحدث في البحار‪ ،‬وأنها تفجر وتشتعل ناراً‪،‬‬
‫ت﴾‬ ‫﴿وإِ َذا ْالبِ َح ا ُر ُس ِّج َر ْ‬ ‫ت ﴾ [االنفطار‪ ،]3:‬وقال‪َ :‬‬ ‫كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬وإِ َذا ْالبِ َحا ُر فُ ِّج َر ْ‬
‫[التكوير‪]6:‬‬
‫أما السماء‪ ،‬فقد ورد أنها تمور وتضطرب اضطرابا ً عظيماً‪ ،‬كما قال تع الى‪:‬‬
‫الس َما ُء َم وْ رًا ﴾ [الط ور‪ ،]9 :‬ثم تنفط ر وتتش قق‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬إِ َذا‬ ‫﴿يَوْ َم تَ ُمو ُر َّ‬
‫ت﴾‬ ‫َت لِ َربِّهَ ا َو ُحقَّ ْ‬ ‫ت َوأَ ِذن ْ‬ ‫انش قَّ ْ‬
‫الس َما ُء َ‬ ‫ت﴾ [االنفطار‪ ،]1 :‬وق ال‪﴿ :‬إِ َذا َّ‬ ‫ال َّس َما ُء انفَطَ َر ْ‬
‫ت ال َّس َما ُء فَ ِه َي‬ ‫[االنشقاق‪ ،]2 - 1 :‬وعند ذلك تصبح واهية‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬وان َشقَّ ِ‬
‫يَوْ َمئِ ٍذ َوا ِهيَةٌ ﴾ [الحاقة‪]16:‬‬
‫‪ .2‬ورد التعب ير عن الحش ر في مواض ع كث يرة من الق رآن الك ريم‪ ،‬كقول ه‬
‫تع الى‪َ ﴿ :‬ولَئِ ْن ُمتُّ ْم أَوْ قُتِ ْلتُ ْم إَل ِ لَى هللا تُحْ َش رُونَ ﴾ [آل عم ران‪ ،]158 :‬وقول ه‪ ﴿ :‬لَ ْن‬
‫ف ع َْن ِعبَا َدتِ ِه‬ ‫يَ ْستَ ْن ِكفَ ْال َم ِسي ُح أَ ْن يَ ُكونَ َع ْبدًا هَّلِل ِ َواَل ْال َماَل ئِ َكةُ ْال ُمقَ َّربُونَ َو َم ْن يَ ْس تَ ْن ِك ْ‬
‫ت فَي َُوفِّي ِه ْم‬ ‫َويَ ْستَ ْكبِرْ فَ َسيَحْ ُش ُرهُ ْم إِلَ ْي ِه َج ِميعًا (‪ )172‬فَأ َ َّما الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬
‫أُجُو َرهُ ْم َويَ ِزي ُدهُ ْم ِم ْن فَضْ لِ ِه َوأَ َّما الَّ ِذينَ ا ْستَ ْن َكفُوا َوا ْستَ ْكبَرُوا فَيُ َع ِّذبُهُ ْم َع َذابًا أَلِي ًم ا َواَل‬
‫َصيرًا ﴾ [النساء‪]173 ،172 :‬‬ ‫يَ ِج ُدونَ لَهُ ْم ِم ْن دُو ِن هللا َولِيًّا َواَل ن ِ‬
‫وغيرها من اآليات الكريم ة ال تي ت بين أن غاي ة النش ر هي الحش ر‪ ،‬وغاي ة‬
‫الحشر‪ ،‬هي الحس اب والمس اءلة والم وازين وغ ير ذل ك‪ ،‬وله ذا وص ف هللا تع الى‬
‫‪78‬‬
‫الحش ر بكون ه مج اال لالحتجاج ات والج دل والخص ومة‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪َ ﴿ :‬ويَ وْ َم‬
‫نَحْ ُش ُرهُ ْم َج ِميعًا ثُ َّم نَقُو ُل لِلَّ ِذينَ أَ ْش َر ُكوا أَ ْينَ ُش َر َكا ُؤ ُك ُم الَّ ِذينَ ُك ْنتُ ْم ت َْز ُع ُمونَ ﴾ [األنع ام‪:‬‬
‫‪ ،]22‬ثم بين موقفهم فقال‪﴿ :‬ثُ َّم لَ ْم تَ ُك ْن فِ ْتنَتُهُ ْم إِاَّل أَ ْن قَالُوا َوهللا َربِّنَا َم ا ُكنَّا ُم ْش ِر ِكينَ ﴾‬
‫ض َّل َع ْنهُ ْم َم ا‬ ‫[األنعام‪ ،]23 :‬ثم رد عليهم‪ ،‬فقال‪ ﴿ :‬ا ْنظُرْ َك ْيفَ َك َذبُوا َعلَى أَ ْنفُ ِس ِه ْم َو َ‬
‫َكانُوا يَ ْفتَرُونَ ﴾ [األنعام‪]24 :‬‬
‫وه ذا ي دل على أن الكث ير من الظ روف ت وفر ألولئ ك ال ذين سيحاس بون‬
‫ويناقشون‪ ،‬حتى يتمكنوا من المحاج ة عن أنفس هم‪ ،‬أو ال دفاع عنه ا‪ ،‬أو التالقي م ع‬
‫غيرهم سواء من سادتهم أو أتباعهم أو خصومهم‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬ويَ وْ َم يَحْ ُش ُرهُ ْم‬
‫اس تَ ْمتَ َع‬ ‫س َربَّنَ ا ْ‬ ‫ال أَوْ لِيَ ا ُؤهُ ْم ِمنَ اإْل ِ ْن ِ‬‫س َوقَ َ‬ ‫َج ِميعًا يَا َم ْع َش َر ْال ِجنِّ قَ ِد ا ْستَ ْكثَرْ تُ ْم ِمنَ اإْل ِ ْن ِ‬
‫ال النَّا ُر َم ْث َوا ُك ْم خَالِ ِدينَ فِيهَ ا إِاَّل َم ا َش ا َء‬ ‫ْض َوبَلَ ْغنَا أَ َجلَنَا الَّ ِذي أَج َّْلتَ لَنَا قَ َ‬ ‫ضنَا بِبَع ٍ‬ ‫بَ ْع ُ‬
‫ك َح ِكي ٌم َعلِي ٌم ﴾ [األنع ام‪ ،]128 :‬وق ال‪َ ﴿ :‬ويَ وْ َم نَحْ ُش ُرهُ ْم َج ِمي ًع ا ثُ َّم نَقُ و ُل‬ ‫هللا إِ َّن َربَّ َ‬
‫لِلَّ ِذينَ أَ ْش َر ُكوا َم َك انَ ُك ْم أَ ْنتُ ْم َو ُش َر َكا ُؤ ُك ْم فَزَ ي َّْلنَ ا بَ ْينَهُ ْم َوقَ ا َل ُش َر َكا ُؤهُ ْم َم ا ُك ْنتُ ْم إِيَّانَ ا‬
‫تَ ْعبُ ُدونَ (‪ )28‬فَ َكفَى بِاهلل َش ِهيدًا بَ ْينَنَ ا َوبَ ْينَ ُك ْم إِ ْن ُكنَّا ع َْن ِعبَ ا َدتِ ُك ْم لَ َغ افِلِينَ ﴾ [ي ونس‪:‬‬
‫ت‬ ‫س َما أَ ْس لَفَ ْ‬ ‫‪ ،]29 ،28‬ثم أخبر ما يحصل للنفوس حينها‪ ،‬فقال‪﴿ :‬هُنَالِكَ تَ ْبلُو ُكلُّ نَ ْف ٍ‬
‫ض َّل َع ْنهُ ْم َما َكانُوا يَ ْفتَرُونَ ﴾ [يونس‪]30 :‬‬ ‫ق َو َ‬ ‫َو ُر ُّدوا إِلَى هللا َموْ اَل هُ ُم ْال َح ِّ‬
‫‪ .3‬أن البشر بعد بعثهم يفترقون بحسب أعمالهم إلى ثالث ف رق ك برى‪ ،‬نص‬
‫ض ةٌ َرافِ َع ةٌ (‬ ‫ْس لِ َو ْق َعتِهَا َكا ِذبَ ةٌ (‪ )2‬خَافِ َ‬ ‫ت ْال َواقِ َعةُ (‪ )1‬لَي َ‬ ‫عليها قوله تعالى‪﴿ :‬إِ َذا َوقَ َع ِ‬
‫ً‬
‫َت هَبَا ًء ُم ْنبَثّ ا (‪َ )6‬و ُك ْنتُ ْم‬ ‫ت ْال ِجبَا ُل بَ ًّسا (‪ )5‬فَ َكان ْ‬ ‫ت اأْل َرْ ضُ َر ًّجا (‪َ )4‬وبُ َّس ِ‬ ‫‪ )3‬إِ َذا ُر َّج ِ‬
‫ص َحابُ ْال َم ْش أ َ َم ِة َم ا‬ ‫أَ ْز َواجًا ثَاَل ثَةً (‪ )7‬فَأَصْ َحابُ ْال َم ْي َمنَ ِة َما أَصْ َحابُ ْال َم ْي َمنَ ِة (‪َ )8‬وأَ ْ‬
‫ك ْال ُمقَ َّربُ ونَ (‪[ ﴾)11‬الواقع ة‪:‬‬ ‫أَصْ َحابُ ْال َم ْشأ َ َم ِة (‪َ )9‬والسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (‪ )10‬أُولَئِ َ‬
‫‪]11 - 1‬‬
‫‪ .4‬أن النشأة الثانية بعد البعث تختلف عن هذه النشأة‪ ،‬حتى ص ور البش ر في‬
‫ذل ك الع الم لن تك ون هي نفس ها ص ورهم الي وم‪ ..‬ذل ك أن الحكم هن اك لألعم ال‬
‫المتجسدة في كل شيء‪ ،‬حتى في الصور‪ ،‬كما أش ار إلى ذل ك قول ه تع الى‪ُ ﴿ :‬و ُج وهٌ‬
‫اس َرةٌ (‪ )24‬تَظُ ُّن أَ ْن يُ ْف َع َل‬ ‫َاظ َرةٌ (‪َ )23‬و ُوجُوهٌ يَوْ َمئِ ٍذ بَ ِ‬ ‫َاض َرةٌ (‪ )22‬إِلَى َربِّهَا ن ِ‬ ‫يَوْ َمئِ ٍذ ن ِ‬
‫ض ا ِح َكةٌ‬ ‫ٌ‬
‫بِهَ ا فَ اقِ َرة ﴾ [القيام ة‪ ،]25 - 22 :‬وق ال‪ُ ﴿ :‬و ُج وهٌ يَوْ َمئِ ٍذ ُم ْس فِ َرة (‪َ )38‬‬ ‫ٌ‬
‫ُم ْستَ ْب ِش َرةٌ (‪َ )39‬و ُوجُوهٌ يَوْ َمئِ ٍذ َعلَ ْيهَا َغبَ َرةٌ (‪ )40‬تَرْ هَقُهَا قَت ََرةٌ (‪ )41‬أُولَئِكَ هُ ُم ْال َكفَ َرةُ‬
‫يث ْالغَا ِشيَ ِة (‪ُ )1‬وجُوهٌ يَوْ َمئِ ٍذ‬ ‫ْالفَ َج َرةُ (‪[ ﴾ )42‬عبس‪ ،]40 - 38 :‬وقال‪﴿:‬هَلْ أَتَاكَ َح ِد ُ‬
‫َاع َم ةٌ (‪ )8‬لِ َس ْعيِهَا‬ ‫خَاش َعةٌ (‪[ ﴾)2‬الغاش ية‪ ،]2 ،1 :‬وفي مقابله ا‪ُ ﴿ :‬و ُج وهٌ يَوْ َمئِ ٍذ ن ِ‬ ‫ِ‬
‫ضيَة (‪[ ﴾ )9‬الغاشية‪ ،]10 - 8 :‬وغيرها من اآليات الكريمة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫َرا ِ‬
‫‪ .5‬أن النشر والحشر ليس مرتبطا بالبش ر فق ط‪ ،‬ب ل ه و مرتب ط بغ يرهم من‬
‫ت﴾ [التكوير‪ ،]5 :‬وذلك بناء على م ا‬ ‫خلق هللا‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬وإِ َذا ْال ُوحُوشُ ح ِ‬
‫ُش َر ْ‬
‫ورد في القرآن الك ريم من وج ود س كان آخ رين في الك ون غ ير البش ر‪ ،‬كم ا ورد‬
‫ض ِم ْن‬ ‫ت َو َم ا فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫التصريح بذلك في قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬وهَّلِل ِ يَ ْس ُج ُد َم ا فِي َّ‬
‫الس َم َ‬
‫‪79‬‬
‫دَابَّ ٍة َو ْال َماَل ئِ َكةُ َوهُ ْم اَل يَ ْستَ ْكبِرُونَ ﴾ [النح ل‪ ،]49 :‬ب ل ورد في ه م ا ي دل على بعثهم‪،‬‬
‫ث فِي ِه َم ا ِم ْن دَابَّ ٍة َوهُ َو‬ ‫ت َواأْل َرْ ِ‬
‫ض َو َم ا بَ َّ‬ ‫اوا ِ‬ ‫ق َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫كما قال تع الى‪َ ﴿:‬و ِم ْن آيَاتِ ِه خَ ْل ُ‬
‫َعلَى َج ْم ِع ِه ْم إِ َذا يَ َشا ُء قَ ِديرٌ﴾ [الشورى‪]29 :‬‬
‫بناء على هذا سنستعرض ما ورد من األحاديث الموافقة للقرآن الكريم ح ول‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬والتي قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول النشر والحشر‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫أن ينظر إلى يوم القيامة كأنّه‬ ‫[الحديث‪ ]340 :‬قال رسول هللا ‪َ ( :‬م ْن سرّه ْ‬
‫رأي عين‪ ،‬فليق رأ‪( :‬إذا الش مس ك ورت) و(إذا الس ماء انفط رت) و(إذا الس ماء‬
‫انشقت)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]341 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬كي ف أنعم وق د التقم ص احب الق رن‬
‫القرن‪ ،‬وحنى جبهته وأصغى س معه‪ ،‬ينتظ ر أن ي ؤمر فينفخ‪ ،‬فك أن ذل ك ثق ل على‬
‫أصحابه)‪ ،‬فقالوا‪ :‬وكيف نفعل يا رسول هللا أو نقول؟ ق ال‪ :‬قول وا‪( :‬حس بنا هللا ونعم‬
‫الوكيل‪ ،‬على هللا توكلنا)(‪)2‬‬
‫رن‬‫ي إلى الن بي ‪ ‬فق ال‪ :‬م ا الص ور؟ ق ال‪( :‬ق ٌ‬ ‫[الحديث‪ ]342 :‬جاء أعراب ٌ‬
‫ينفخ فيه)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]343 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما بين النفختين أربع ون‪ ،‬ثم ي نزل من‬
‫السماء ما ٌء فينبتون كما ينبت البقل‪ ،‬وليس من اإلنسان شيء إال يبلى إال عظ ٌم واح ٌد‬
‫وهو عجب الذنب‪ ،‬منه يركب الخلق يوم القيامة)(‪ ،)4‬وفي رواية‪( :‬كل ابن آدم تأكله‬
‫األرض‪ ،‬إال عجب الذنب منه خلق‪ ،‬وفيه يركب)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]344 :‬سئل رس ول هللا ‪ :‬ي ا رس ول هللا! كي ف يعي د هللا الخل ق؟‬
‫وما آية ذلك في خلقه؟ قال‪( :‬أم ا م ررت ب وادي قوم ك ج دبا‪ ،‬ثم م ررت ب ه يه تز‬
‫خضرا؟) قيل‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪( :‬فتلك آية هللا في خلقه‪ ،‬كذلك يحيي هللا الموتى)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]345 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يحشر الن اس ي وم القيام ة على أرض‬
‫بيضاء عفراء كقرصة النقي‪ ،‬ليس فيها علم ألحد)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]346 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يحشر الناس يوم القيامة ع راة غ رال‪،‬‬
‫الس ِج ِّل لِ ْل ُكتُ ِ‬
‫ب َك َم ا‬ ‫الس َما َء َكطَ ِّي ِّ‬ ‫َط ِوي َّ‬‫أول ما يكسى إبراهيم الخليل) ثم قرأ‪﴿ :‬يَوْ َم ن ْ‬
‫اعلِينَ ﴾ [األنبي اء‪ ،)8()]104 :‬وفي رواي ة‪:‬‬ ‫بَد َْأنَا أَ َّو َل َخ ْل ٍ‬
‫ق نُ ِعي ُدهُ َو ْعدًا َعلَ ْينَا إِنَّا ُكنَّا فَ ِ‬
‫‪ )(1‬رواه الترمذي (‪)235 / 2‬‬
‫‪ )(2‬الترمذي (‪)2431‬‬
‫‪ )(3‬أبو داود (‪ ،)4742‬والترمذي (‪)2430‬‬
‫‪ )(4‬البخاري (‪ ،)4814‬ومسلم (‪ )2955‬والنسائي (‪ 111 / 4‬ـ ‪ ،)112‬ومالك (‪)99 / 391 / 1‬‬
‫‪ )(5‬أبو داود (‪)4743‬‬
‫‪ )(6‬أحمد (‪ ،)11 / 4‬والطبراني (‪)208 / 19‬‬
‫‪ )(7‬البخاري (‪ ،)6521‬ومسلم (‪)2790‬‬
‫‪ )(8‬البخاري(‪،)3349‬ومسلم (‪،)2860‬والترمذي(‪ ،)3167‬والنسائي(‪)114 / 4‬‬
‫‪80‬‬
‫(تحشرون حفاة عراة غرال)‪ ،‬فقالت امرأةٌ‪ :‬أيبص ر بعض نا ع ورة بعض؟ ق ال‪( :‬ي ا‬
‫ن يُ ْغنِي ِه﴾ [عبس‪)1()]37 :‬‬ ‫ئ ِم ْنهُ ْم يَوْ َمئِ ٍذ َشأْ ٌ‬‫فالنة ﴿لِ ُك ِّل ا ْم ِر ٍ‬
‫َّ‬
‫[الحــديث‪ ]347 :‬س ئل رس ول هللا ‪ ‬عن ق ول هللا تع الى‪﴿ :‬ال ِذينَ يُحْ َش رُونَ‬
‫ض لُّ َس بِياًل ﴾ [الفرق ان‪ ،]34 :‬وقي ل ل ه‪:‬‬ ‫ك َش ٌّر َم َكانًا َوأَ َ‬ ‫َعلَى ُوجُو ِه ِه ْم إِلَى َجهَنَّ َم أُولَئِ َ‬
‫أيحشر الكافر على وجهه؟ ق ال‪( :‬أليس ال ذي أمش اه على ال رجلين في ال دنيا‪ ،‬ق اد ٌر‬
‫على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]348 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬يحش ر الن اس ي وم القيام ة ثالث ة‬
‫أصناف‪ :‬صنفا مشاة‪ ،‬وص نفا ركبان ا‪ ،‬وص نفا على وج وههم‪ ،‬قي ل‪ :‬ي ا رس ول هللا‪:‬‬
‫وكيف يمشون على وجوههم؟ قال‪ :‬إن الذي أمش اهم على أق دامهم ق اد ٌر أن يمش يهم‬
‫على وجوههم‪ ،‬أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب وشوق)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]349 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬يحش ر الن اس ي وم القيام ة على ثالث‬
‫طرائ ق؛ راغ بين‪ ،‬وراه بين‪ ،‬واثن ان على بع ير‪ ،‬وثالث ةٌ على بع ير‪ ،‬وأربع ةٌ على‬
‫بعير‪ ،‬وعشرةٌ على بعير‪ ،‬وتحشر بقيتهم النار‪ ،‬تقيل معهم حيث قالوا‪ ،‬وت بيت معهم‬
‫حيث باتوا‪ ،‬وتصبح معهم حيث أصبحوا‪ ،‬وتمسي معهم حيث أمسوا)(‪)4‬‬
‫وربما يكون المراد من ذكر البعير هنا‪ :‬وسائل النقل‪ ،‬ال الحيوان المعروف‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]350 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يعرق الن اس ي وم القيام ة ح تى ي ذهب‬
‫في األرض عرقهم سبعين ذراعا‪ ،‬فإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]351 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يحشر الناس ما بين السقط إلى الش يخ‬
‫الفاني أبناء ثالث وثالثين‪ .‬في خلق آدم‪ ،‬وحسن يوسف‪ ،‬وقلب أيوب‪ ،‬مكحلين ذوي‬
‫أفانين)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]352 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يحشر المتكبرون يوم القيامة في صور‬
‫الذر)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]353 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يوم يقوم الناس ل رب الع المين مق دار‬
‫نصف يوم من خمسين ألف سنة‪ ،‬فيهون ذلك على المؤمن‪ ،‬كتدلي الش مس للغ روب‬
‫إلى أن تغرب) (‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]354 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يبعث كل عبد على ما مات عليه)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]355 :‬لما عاد رسول هللا ‪ ‬من تبوك إلى المدني ة المن ورة‪ ،‬ق دم‬

‫‪ )(1‬الترمذي (‪)3332‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)4760‬ومسلم (‪)2806‬‬
‫‪ )(3‬الترمذي (‪ ،)3142‬وأحمد (‪)2/354‬‬
‫‪ )(4‬البخاري (‪ ،)6522‬ومسلم (‪ ،)2861‬والنسائي (‪ 4/115‬ـ ‪)116‬‬
‫‪ )(5‬البخاري (‪ ،)6532‬ومسلم (‪)2863‬‬
‫‪ )(6‬الطبراني (‪)256 / 20‬‬
‫‪ )(7‬البزار كما في كشف األستار (‪)3430‬‬
‫‪ )(8‬أبو يعلى (‪)6025 / 415 / 10‬‬
‫‪ )(9‬مسلم (‪)2878‬‬
‫‪81‬‬
‫إليه عمرو بن معدي كرب فقال له النبي ‪( :‬أسلم يا عم رو يؤمن ك هللا من الف زع‬
‫األكبر)‪ ،‬قال‪ :‬يا محمد وما الفزع األكبر؟ ف إني ال أف زع فق ال‪( :‬ي ا عم رو إن ه ليس‬
‫كما تظن وتحسب‪ ،‬إن الن اس يص اح بهم ص يحة واح دة فال يبقى ميت إال نش ر وال‬
‫حي إال مات إال ما شاء هللا‪ ،‬ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينش ر من م ات ويص فون‬
‫جميعا‪ ،‬وتنشق السماء‪ ،‬وتهد األرض‪ ،‬وتخر الجبال هدا‪ ،‬وترمى النار بمثل الجب ال‬
‫شررا فال يبقى ذو روح إال انخلع قلبه وذكر دينه وشغل بنفسه إال ما شاء هللا‪ ،‬ف أين‬
‫أنت يا عمرو من هذا؟ قال‪ :‬أال إني أسمع أم را عظيم ا‪ ،‬ف آمن باهلل ورس وله‪ ،‬وآمن‬
‫معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]356 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يعرق الناس ي وم القيام ة ح تى ي ذهب‬
‫في األرض عرقهم سبعين ذراعا‪ ،‬فإنه يلجمهم حتى يبلغ آذانهم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]357 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ت دنو الش مس ي وم القيام ة من الخل ق‬
‫حتى تكون منهم كمقدار الميل‪ ..‬فيكون الن اس على ق در أعم الهم في الع رق‪ ،‬فمنهم‬
‫من يك ون إلى كعبي ه‪ ،‬ومنهم من يك ون إلى ركبتي ه‪ ،‬ومنهم من يك ون إلى حقوي ه‪،‬‬
‫ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً)‪ ،‬وأشار رسول هللا ‪ ‬بيده إلى فيه(‪.)3‬‬
‫وه ذا ال يع ني أن الم راد بالش مس في ه ذا الح ديث هي ه ذه الش مس ال تي‬
‫نعرفها‪ ،‬وإنما هو مثل تقريبي‪ ،‬فالكون حينذاك يختلف تماما عن الصورة التي ن راه‬
‫ات َوبَ َر ُزوا هَّلِل ِ‬
‫او ُ‬ ‫بها اليوم‪ ،‬كما قال تعالى‪﴿ :‬يَوْ َم تُبَ َّد ُل اأْل َرْ ضُ َغ ْي َر اأْل َرْ ِ‬
‫ض َو َّ‬
‫الس َم َ‬
‫َّار﴾ [إبراهيم‪]48 :‬‬‫ْال َوا ِح ِد ْالقَه ِ‬
‫[الحديث‪ ]358 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يبعث كل عبد على ما مات عليه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]359 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في رجل وقص ته ناقت ه وه و مح رم م ع‬
‫النبي ‪ ‬في حجة الوداع‪( :‬اغسلوه بماء وس در‪ ،‬وكفن وه في ث وبين‪ ،‬وال تحنط وه‪،‬‬
‫وال تخمروا رأسه‪ ،‬فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]360 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ال يكلم أح د في س بيل هللا ـ وهللا أعلم‬
‫بمن يكلم في سبيله ـ إال جاء يوم القيامة وجرحه يثعب‪ ،‬اللون لون دم‪ ،‬وال ريح ريح‬
‫مسك) (‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]361 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا جم ع هللا األولين واآلخ رين ي وم‬
‫القيامة‪ ،‬يرفع لكل غادر لواء‪ ،‬فقيل‪ :‬هذه غدرة فالن بن فالن) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]362 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬يحش ر المتك برون ي وم القيام ة أمث ال‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)110 /7‬‬


‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)6532‬ومسلم (‪)2863‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم (‪)2864‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم برقم (‪)2878‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري برقم (‪ ،)1265‬رواه مسلم برقم (‪)1206‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري برقم (‪ ،)2803‬رواه مسلم برقم (‪)1876‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري برقم (‪ ،)3187 ،3186‬رواه مسلم برقم (‪)1735‬‬
‫‪82‬‬
‫الذر(‪ )1‬في صور الرجال‪ ،‬يغشاهم الذل من كل مكان)(‪)2‬‬
‫ً‬
‫[الحديث‪ ]363 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬يبعث هللا ي وم القيام ة ناس ا في ص ور‬
‫ال ذر يط ؤهم الن اس بأق دامهم‪ ،‬فيق ال‪ :‬م ا ه ؤالء في ص ور ال ذر؟ فيق ال‪ :‬ه ؤالء‬
‫المتكبرون في الدنيا) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]364 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬يحش ر المتك برون ي وم القيام ة أمث ال‬
‫الذر في صور الرج ال؛ يغش اهم ال ذل من ك ل مك ان؛ يس اقون إلى س جن في جهنم‬
‫يقال له‪( :‬بولس)‪ ،‬تعلوهم نار األنيار‪ ،‬يسقون من عصارة أهل النار‪ :‬طين ة الخب ال)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]365 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما يزال الرجل يسأل الناس؛ حتى يأتي‬
‫يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]366 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من سأل وله ما يغنيه؛ جاءت خموش ا ً‬
‫أو كدوحا ً في وجهه يوم القيامة) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]367 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال يزال العبد يسأل وه و غ ني؛ ح تى‬
‫يخلق وجهه‪ ،‬فال يكون له عند هللا وجه) (‪)7‬‬
‫وقد فسر الحديث بأنه (يحتمل أن يكون المراد أنه يأتي ساقطا ً ال ق در ل ه وال‬
‫جاه‪ ،‬أو يعذب في وجهه حتى يسقط لحمه‪ ،‬لمشاكلة العقوبة في مواضع الجناي ة من‬
‫األعضاء‪ ،‬لكونه أذل وجهه بالسؤال‪ ،‬أو أن ه يبعث ووجه ه عظم كل ه؛ فيك ون ذل ك‬
‫شعاره الذي يعرف به)‪ ،‬لكن الحفاظ على ظاهره ه و األص ل ال ذي ت دل علي ه ك ل‬
‫األدلة‪.‬‬
‫[الحــديث‪ ]368 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ال أع رفن أح دكم ي أتي ي وم القيام ة‬
‫يحمل شاة لها ثغاء‪ ،‬فينادي‪ :‬يا محمد‪ ،‬يا محمد‪ ،‬فأقول‪ :‬ال أملك لك من هللا ش يئا‪ ،‬ق د‬
‫بلغتك‪ .‬وال أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل جمال له رغاء‪ ،‬فيقول‪ :‬يا محمد‪ ،‬يا‬
‫محمد‪ .‬فأقول‪ :‬ال أملك لك من هللا شيئا‪ ،‬قد بلغتك‪ .‬وال أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة‬
‫يحمل فرسا له حمحمة‪ ،‬ينادي‪ :‬يا محمد‪ ،‬يا محمد‪ .‬فأقول‪ :‬ال أملك ل ك من هللا ش يئا‪،‬‬
‫قد بلغتك‪ .‬وال أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل قشعا من أدم‪ ،‬ينادي‪ :‬ي ا محم د‪،‬‬
‫يا محمد‪ .‬فأقول‪ :‬ال أملك لك من هللا شيئا‪ ،‬قد بلغتك)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]369 :‬عن أبي حميد الساعدي ق ال‪ :‬اس تعمل رس ول هللا ‪ ‬رجال‬

‫الص غر‪ُ ،‬مثِّل بالنمل ة الص غيرة أو ب رأس النمل ة أو الهب ا َءة المنبثّة في اله واء ويمكن‬
‫‪ )(1‬قد ٌر ضئيل ج ‚ًًّدا‪ ،‬بالغ ِّ‬
‫رؤيتها في شعاع ال ّشمس الداخل من النافذة‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذي (‪ ،)2492‬وأحمد (‪ ،)6677( )179 /2‬والبخاري في (األدب المفرد) (‪)557‬‬
‫‪ )(3‬رواه البزار كما في (مجمع الزوائد) (‪)337 /10‬‬
‫‪ )(4‬البخاري في األدب المفرد‪ ،‬والترمذي وحسنه‪ ،‬انظر‪ :‬المشكاة (‪)5112‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري (‪ ،)1474‬ومسلم (‪)1040‬‬
‫‪ )(6‬رواه أبو داود (‪ ،)1626‬والترمذي (‪ ،)650‬والنسائي (‪ ،)97 /5‬وابن ماجه (‪)1502‬‬
‫‪ )(7‬رواه الطبراني (‪ ،)17546( )333 /20‬والبزار كما في (مجمع الزوائد) (‪)99 /3‬‬
‫‪ )(8‬تفسير الطبري (‪)7/358‬‬
‫‪83‬‬
‫من األزد يقال له‪ :‬ابن اللتبية على الصدقة‪ ،‬فجاء فقال‪ :‬هذا لكم وهذا أهدي لي؛ فقام‬
‫رسول هللا ‪ ‬على المنبر فقال‪( :‬ما بال العامل نبعثه فيجيء فيق ول‪ :‬ه ذا لكم وه ذا‬
‫أهدي لي‪ .‬أفال جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى إلي ه أم ال؟ وال ذي نفس محم د‬
‫بيده ال يأتي أحد منكم منها بشيء إال جاء به يوم القيامة على رقبته إن كان بعيرا له‬
‫رغاء‪ ،‬أو بقرة لها خوار‪ ،‬أو شاة تيعر)‪ ،‬ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال‪:‬‬
‫(اللهم هل بلغت) ثالثا(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]370 :‬قال رسول هللا ‪( :‬قال لي جبري ل‪ :‬ي ا محم د‪ ،‬ل و ت راهم‬
‫حين يخرجون من قبورهم ينفض ون ال تراب عن رؤس هم‪ ،‬ه ذا يق ول‪:‬ال إل ه إال هللا‬
‫والحمد هلل‪ ،‬يَ ْبيَضُّ وجهه‪ ،‬وهذا يقول‪ :‬يا حسرتاه على ما فرطت في جنب هللا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]371 :‬قال رسول هللا ‪َ ( :‬من وقّر ذا شيبة في اإلس الم‪ ،‬آمن ه هللا‬
‫من فزع يوم القيامة)(‪)3‬‬
‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول النشر والحشر‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]372 :‬روي أن رجال أتى اإلمام علي‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا أم ير المؤم نين‪،‬‬
‫إني قد شككت في كتاب هللا المنزل‪ ،‬فقال له اإلمام‪ :‬ثكلتك أم ك‪ ،‬وكي ف ش ككت في‬
‫كتاب هللا المنزل‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬ألني وجدت الكتاب يك ذب بعض ه بعض ا‪ ،‬فكي ف ال‬
‫أشك فيه‪ ،‬فقال ل ه اإلم ام‪( :‬إن كت اب هللا ليص دق بعض ه بعض ا‪ ،‬وال يك ذب بعض ه‬
‫بعضا ولكنك لم ترزق عقال تنتفع به‪ ،‬فهات ما شككت فيه من كتاب هللا ع ز وج ل)‬
‫(‪)4‬‬
‫ثم عرض له الرجل ما توهمه من تعارضات‪ ،‬فق ال ل ه اإلم ام علي‪( :‬قُ ُّدوسٌ‬
‫َربُّنَا قُ ُّدوس‪ ،‬تبارك وتعالى علواً كبيراً‪ ،‬نشهد أنه هو الدائم الذي ال ي زول وال نش ك‬
‫فيه‪ ،‬وليس كمثله شئ وه و الس ميع البص ير‪ ،‬وأن الكت اب ح ق والرس ل ح ق‪ ،‬وأن‬
‫الثواب والعقاب حق‪ ..‬فإن رزقت زيادة إيمان أو حرمته ف إن ذل ك بي د هللا‪ ،‬إن ش اء‬
‫رزقك وإن شاء حرمك ذلك‪ .‬ولكن سأعلمك ما شككت فيه وال قوة إال باهلل)‬
‫ً‬
‫ص فّا اَل‬ ‫ومن إجاباته عليها قوله‪( :‬وأما قول ه‪ ﴿ :‬يَ وْ َم يَقُ و ُم ال رُّ و ُح َو ْال َماَل ئِ َك ةُ َ‬
‫ص َوابًا﴾ [النبأ‪ ]38 :‬وقوله‪َ ﴿ :‬وهَّللا ِ َربِّنَ ا َم ا ُكنَّا‬ ‫ال َ‬ ‫يَتَ َكلَّ ُمونَ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَهُ الرَّحْ َمنُ َوقَ َ‬
‫ْض َويَ ْل َعنُ‬
‫ْض ُك ْم بِبَع ٍ‬ ‫ُم ْش ِر ِكينَ ﴾ [األنع ام‪ ،]23 :‬وقول ه‪ ﴿ :‬ثُ َّم يَ وْ َم ْالقِيَا َم ِة يَ ْكفُ ُر بَع ُ‬
‫ار﴾ [ص‪،]64 :‬‬ ‫َاص ُم أَ ْه ِل النَّ ِ‬‫ق تَخ ُ‬ ‫ض ُك ْم ﴾ [العنكبوت‪ ،]25 :‬وقوله‪﴿ :‬إِ َّن َذلِكَ لَ َح ٌّ‬ ‫بَ ْع ُ‬
‫ت إِلَ ْي ُك ْم بِ ْال َو ِعي ِد﴾ [ق‪ ،]28 :‬وقول ه‪ْ ﴿ :‬اليَ وْ َم‬ ‫ال اَل ت َْختَ ِ‬
‫ص ُموا لَ َد َّ‬
‫ي َوقَ ْد قَ َّد ْم ُ‬ ‫وقوله‪﴿ :‬قَ َ‬
‫ن َْختِ ُم َعلَى أَ ْف َوا ِه ِه ْم َوتُ َكلِّ ُمنَا أَ ْي ِدي ِه ْم َوت َْش هَ ُد أَرْ ُجلُهُ ْم بِ َم ا َك انُوا يَ ْك ِس بُونَ ﴾ [يس‪،]65 :‬‬
‫‪ )(1‬صحيح البخاري برقم (‪ )7174 ،2597‬وصحيح مسلم برقم (‪)1832‬‬
‫‪ )(2‬المحاسن‪.1/34/‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،302/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/658‬‬
‫‪ )(4‬الصدوق في التوحيد‪.254:‬‬
‫‪84‬‬
‫فإن ذلك في موطن غير واحد من مواطن ذلك اليوم‪ ،‬الذي كان مقداره خمسين أل ف‬
‫سنة‪ ،‬يجمع هللا عز وجل الخالئق يومئذ في مواطن‪ ،‬ويكلم بعضهم بعضا‪ ،‬ويستغفر‬
‫بعضهم لبعض‪ ،‬أولئك الذين كان منهم الطاعة في دار الدنيا‪ .‬ويلعن أه ل المعاص ي‬
‫الرؤساء واألتباع الذين بدت منهم البغضاء‪ ،‬وتع اونوا على الظلم والع دوان في دار‬
‫ال دنيا‪ ،‬المس تكبرين والمستض عفين‪ ،‬يكف ر بعض هم ببعض ويلعن بعض هم بعض ا‪.‬‬
‫والكفر في هذه اآلية ال براءة‪ ،‬يق ول‪ :‬ي برأ بعض هم من بعض‪ ،‬ونظيره ا في س ورة‬
‫ون ِم ْن قَ ْب ُل ﴾ [إب راهيم‪ ،]22 :‬ثم‬ ‫ت بِ َم ا أَ ْش َر ْكتُ ُم ِ‬‫إبراهيم قول الش يطان‪ ﴿ :‬إِنِّي َكفَ رْ ُ‬
‫يجتمعون في موطن آخر يبكون فيه‪ ،‬فلو أن تلك األصوات بدت ألهل الدنيا ألذهلت‬
‫جميع الخلق عن معائش هم‪ ،‬ولتص دعت قل وبهم إال م ا ش اء هللا‪ ،‬فال يزال ون يبك ون‬
‫ال دم‪ ..‬ثم يجتمع ون في م وطن آخ ر فيس تنطقون في ه فيقول ون‪ :‬وهللا ربن ا م ا كن ا‬
‫مش ركين‪ ،‬فيختم هللا تب ارك وتع الى على أف واههم‪ ،‬ويس تنطق األي دي واألرج ل‬
‫والجل ود‪ ،‬فتش هد بك ل معص ية ك انت منهم‪ ..‬ثم يرف ع عن ألس نتهم الختم فيقول ون‬
‫لجلودهم‪ :‬لم ش هدتم علين ا ق الوا أنطقن ا هللا ال ذي أنط ق ك ل ش ئ‪ ..‬ثم يجتمع ون في‬
‫موطن آخر فيستنطقون‪ ،‬فيفر بعضهم من بعض‪ ،‬ف ذلك قول ه ع ز وج ل‪﴿ :‬يَ وْ َم يَفِ رُّ‬
‫ْال َمرْ ُء ِم ْن أَ ِخي ِه (‪َ )34‬وأُ ِّم ِه َوأَبِي ِه ﴾ [عبس‪ ،]35 ،34 :‬فيستنطقون فـ‪﴿ :‬اَل يَتَ َكلَّ ُم ونَ‬
‫ص َوابًا ﴾ [النب أ‪ ،]38 :‬فيق وم الرس ل ص لى هللا عليهم‬ ‫ال َ‬ ‫إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَهُ ال رَّحْ َمنُ َوقَ َ‬
‫ُ‬
‫فيشهدون في هذا الموطن‪ ،‬فذلك قوله‪﴿ :‬فَ َك ْيفَ إِ َذا ِج ْئنَا ِم ْن ُك ِّل أ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِج ْئنَ ا بِ َ‬
‫ك‬
‫َعلَى هَؤُاَل ِء َش ِهيدًا﴾ [النس اء‪ ،]41 :‬ثم يجتمع ون في م وطن آخ ر‪ ،‬يك ون في ه مق ام‬
‫محمد ‪ ،‬وهو المقام المحمود‪ ،‬فيثني على هللا تبارك وتعالى بم ا لم يثن علي ه أح د‬
‫قبله‪ ،‬ثم يثني على المالئك ة كلهم‪ ،‬فال يبقى مل ك إال أث نى علي ه محم د ‪ ،‬ثم يث ني‬
‫على الرس ل بم ا لم يثن عليهم أح د قبل ه ثم يث ني على ك ل م ؤمن ومؤمن ة‪ ،‬يب دأ‬
‫بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين‪ ،‬فيحمده أهل السماوات واألرض‪ ..‬ثم يجتمع ون‬
‫في م وطن آخ ر وي دال بعض هم من بعض‪ .‬وه ذا كل ه قب ل الحس اب ف إذا أخ ذ في‬
‫الحساب شغل كل إنسان بما لديه)(‪)1‬‬
‫ُ‬
‫[الحــديث‪ ]373 :‬ق ال اإلم ام علي في وص ف ه ول ي وم القيام ة‪( :‬ختِم على‬
‫األف واه فال تكلّم فتكلّمت األي دي‪ ،‬وش هدت األرج ل‪ ،‬ونطقت الجل ود بم ا عمل وا فال‬
‫يكتمون عند هللا حديثاً)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]374 :‬قال اإلمام علي في صفة يوم القيامة‪( :‬يجتمعون في م وطن‬
‫يستنطق فيه جميع الخلق‪ ،‬فال يتكلّم أحد إالّ من أذن له الرحمن وق ال ص واباً‪ ،‬فيق ام‬
‫ك‬ ‫الرسول فيُسأل فذلك قوله لمحمد ‪﴿ :‬فَ َك ْيفَ إِ َذا ِج ْئنَا ِم ْن ُكلِّ أُ َّمة بِ َش ِهيد َو ِج ْئنَ ا بِ َ‬
‫َعلَى ه ُؤالَ ِء َش ِهيداً﴾ [النساء‪ ]41 :‬وهو الشهيد على الش هداء‪ ،‬والش هداء هم الرس ل)‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ )(1‬الصدوق في التوحيد‪.254:‬‬
‫‪ )(2‬تفسير العياشي ‪ ،242 /1‬بحار األنوار‪ ،281 /3 ،‬البرهان ‪.370 /1‬‬
‫‪ )(3‬تفسير العياشي ‪ ،242 /1‬بحار األنوار‪ ،281 /3 ،‬البرهان ‪.370 /1‬‬
‫‪85‬‬
‫[الحديث‪ ]375 :‬قال اإلمام علي في قوله تع الى‪﴿ :‬الَّ ِذينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُ ْم ُمالَقُ وا‬
‫والظن منهم يقين)(‪)4‬‬ ‫ّ‬ ‫َربِّ ِه ْم﴾ [البقرة‪( :]46 :‬يوقنون أنّهم مبعوثون‪،‬‬
‫[الحــديث‪ ]376 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬وأمّا احتجاج ه على الملح دين في دين ه‬
‫إن الملح دين أق رّوا ب الموت ولم يق رّوا بالخ الق‪ ،‬ف أقرّوا ب أنّهم لم‬ ‫وكتابه ورسله‪ ،‬ف ّ‬
‫َ‬
‫آن ال َم ِجي ِد (‪ )1‬بَلْ ع َِجبُوا أ ْن َج ا َءهُ ْم ُم ْن ِذ ٌر‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫يكونوا ث ّم كانوا‪ ،‬قال هللا تعالى‪﴿ :‬ق َوالقُرْ ِ‬
‫ال ْال َكافِرُونَ هَ َذا َش ْي ٌء َع ِجيبٌ (‪ )2‬أإِ َذا ِم ْتنَا َو ُكنَّا تُ َرابًا َذلِكَ َرجْ ٌع بَ ِعي ٌد ﴾ [ق‪:‬‬
‫َ‬ ‫ِم ْنهُ ْم فَقَ َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ب لَنَا َمثَاًل َون َِس َي خَ لقَهُ قَا َل َم ْن يُحْ ِي ال ِعظَا َم َو ِه َي‬ ‫ض َر َ‬ ‫﴿و َ‬‫‪ ،]3 - 1‬وكقوله ع ّز وجلّ‪َ :‬‬
‫َر ِمي ٌم (‪ )78‬قُلْ يُحْ يِيهَا الَّ ِذي أَ ْن َشأهَا أ َّو َل َم َّر ٍة ﴾ [يس‪ ،]79 ،78 :‬ومثله قوله تع الى‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‬ ‫ير﴾ [الحج‪ُ ﴿ ]8 :‬كتِ َ‬ ‫ب ُمنِ ٍ‬ ‫اس َم ْن ي َُجا ِد ُل فِي هَّللا ِ بِ َغي ِْر ِع ْل ٍم َواَل هُدًى َواَل ِكتَا ٍ‬ ‫﴿ َو ِمنَ النَّ ِ‬
‫ير ﴾ [الحج‪ ]4 :‬ف ر ّد هللا تع الى‬ ‫ب الس َِّع ِ‬ ‫ضلهُ َويَ ْه ِدي ِه إِلَى َع َذا ِ‬ ‫ُّ‬ ‫َعلَ ْي ِه أَنَّهُ َم ْن تَ َواَّل هُ فَأنَّهُ يُ ِ‬
‫َ‬
‫عليهم ما ي ّدلهم على صفة ابتداء خلقهم وأوّل نشئهم‪﴿ :‬يَاأَيُّهَ ا النَّاسُ إِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ‬
‫ب‬
‫طفَ ٍة ثُ َّم ِم ْن َعلَقَ ٍة ثُ َّم ِم ْن ُمضْ َغ ٍة ُمخَ لَّقَ ٍة َو َغي ِْر‬ ‫ب ثُ َّم ِم ْن نُ ْ‬
‫ث فَإِنَّا َخلَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن تُ َرا ٍ‬ ‫ِمنَ ْالبَ ْع ِ‬
‫ُمخَ لَّقَ ٍة لِنُبَيِّنَ لَ ُك ْم َونُقِ رُّ فِي اأْل َرْ َح ِام َم ا ن ََش ا ُء إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ّمًى ثُ َّم نُ ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْفاًل ثُ َّم‬
‫لِتَ ْبلُ ُغوا أَ ُش َّد ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُتَ َوفَّى َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُ َر ُّد إِلَى أَرْ َذ ِل ْال ُع ُم ِر لِ َك ْياَل يَ ْعلَ َم ِم ْن بَ ْع ِد‬
‫ِع ْل ٍم َش ْيئًا﴾ [الحج‪ ]5 :‬فأقام سبحانه على الملح دين ال دليل عليهم من أنفس هم‪ ،‬ث ّم ق ال‬
‫َت ِم ْن‬ ‫ت َوأَ ْنبَت ْ‬ ‫ت َو َربَ ْ‬ ‫ض هَا ِم َدةً فَإِ َذا أَ ْنزَ ْلنَا َعلَ ْيهَا ْال َما َء ا ْهتَ َّز ْ‬ ‫﴿وت ََرى اأْل َرْ َ‬ ‫مخبراً لهم‪َ :‬‬
‫ق َوأَنَّهُ يُحْ ِي ْال َم وْ تَى َوأَنَّهُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء‬ ‫يج (‪َ )5‬ذلِ كَ بِ أ َ َّن هَّللا َ هُ َو ْال َح ُّ‬ ‫ج بَ ِه ٍ‬ ‫ُك ِّل زَ وْ ٍ‬
‫ور﴾ [الحج‪- :‬‬ ‫ث َم ْن فِي ْالقُبُ ِ‬ ‫ْب فِيهَ ا َوأَ َّن هَّللا َ يَ ْب َع ُ‬ ‫الس ا َعةَ آتِيَ ةٌ اَل َري َ‬ ‫قَ ِدي ٌر (‪َ )6‬وأَ َّن َّ‬
‫اح فَتُثِ ي ُر َس َحابًا فَ ُس ْقنَاهُ إِلَى بَلَ ٍد َميِّ ٍ‬
‫ت‬ ‫﴿وهَّللا ُ الَّ ِذي أَرْ َس َل الرِّ يَ َ‬ ‫‪ ،﴾ ]7‬وق ال س بحانه‪َ :‬‬
‫ض بَ ْع َد َموْ تِهَ ا َك َذلِكَ النُّ ُش ورُ﴾ [ف اطر‪ ،]9 :‬فه ذا مث ال أق ام هللا ع ّز‬ ‫فَأَحْ يَ ْينَا بِ ِه اأْل َرْ َ‬
‫وج ّل لهم به الح ّجة في إثبات البعث والنشور بعد الم وت‪ ..‬وأمّا ال ر ّد على الدهريّة‬
‫أن الدهر لم يزل أبداً على حال واحدة‪ ،‬وأنّه م ا من خ الق وال م دبّر‬ ‫الذين يزعمون ّ‬
‫﴿وقَالُوا َما ِه َي إِاَّل َحيَاتُنَ ا‬ ‫وال صانع وال بعث وال نشور‪ ،‬قال هللا تعالى حكاية لقوله‪َ :‬‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫اَّل‬
‫ك ِم ْن ِعل ٍم إِن ه ْم إِ يَظنونَ ﴾‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫وت َونَحْ يَ ا َو َم ا يُ ْهلِ ُكنَ ا إِاَّل ال َّد ْه ُر َو َم ا لَهُ ْم بِ َذلِ َ‬ ‫ال ُّد ْنيَا نَ ُم ُ‬
‫[الجاثية‪َ ﴿ ]24 :‬وقَالُوا أَإِ َذا ُكنَّا ِعظَا ًم ا َو ُرفَاتً ا أَإِنَّا لَ َم ْبعُوثُ ونَ خَ ْلقً ا َج ِدي دًا (‪ )49‬قُ لْ‬
‫ُور ُك ْم فَ َس يَقُولُونَ َم ْن ي ُِعي ُدنَا‬ ‫صد ِ‬ ‫ُكونُوا ِح َجا َرةً أَوْ َح ِديدًا (‪ )50‬أَوْ َخ ْلقًا ِم َّما يَ ْكبُ ُر فِي ُ‬
‫قُ ِل الَّ ِذي فَطَ َر ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة ﴾ [اإلسراء‪ ،]51 ،49 :‬ومثل هذا في القرآن كثير‪ ،‬وذلك‬
‫ر ٌّد على من كان في حي اة الرس ول ‪ ‬يق ول ه ذه المقال ة‪ ،‬ومن أظه ر ل ه االيم ان‬
‫وأبطن الكفر والشرك‪ ،‬وبقوا بعد رسول هللا ‪ ‬وكانوا س بب هالك االُمّة‪ ،‬ف ر ّد هللا‬
‫ب ثُ َّم ِم ْن‬ ‫ث فَإِنَّا خَ لَ ْقنَا ُك ْم ِم ْن تُ َرا ٍ‬ ‫ب ِمنَ ْالبَ ْع ِ‬ ‫تعالى بقوله‪﴿ :‬يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِ ْن ُك ْنتُ ْم فِي َر ْي ٍ‬
‫طفَ ٍة ثُ َّم ِم ْن َعلَقَ ٍة ثُ َّم ِم ْن ُمضْ َغ ٍة ُم َخلَّقَ ٍة َو َغي ِْر ُمخَ لَّقَ ٍة لِنُبَيِّنَ لَ ُك ْم َونُقِ رُّ فِي اأْل َرْ َح ِام َم ا‬ ‫نُ ْ‬
‫نَ َشا ُء إِلَى أَ َج ٍل ُم َس ّمًى ثُ َّم نُ ْخ ِر ُج ُك ْم ِط ْفاًل ثُ َّم لِتَ ْبلُ ُغوا أَ ُش َّد ُك ْم َو ِم ْن ُك ْم َم ْن يُتَ َوفَّى َو ِم ْن ُك ْم َم ْن‬
‫﴿وتَ َرى‬ ‫يُ َر ُّد إِلَى أَرْ َذ ِل ْال ُع ُم ِر لِ َك ْياَل يَ ْعلَ َم ِم ْن بَ ْع ِد ِع ْل ٍم َش ْيئًا﴾ [الحج‪ ،]5 :‬وقول ه‪َ :‬‬
‫‪ )(4‬تفسير العياشي ‪ ،44 /1‬تفسير البرهان ‪ ،95 /1‬بحار األنوار‪.42 /7 ،‬‬
‫‪86‬‬
‫يج﴾‬
‫ج بَ ِه ٍ‬ ‫ت َوأَ ْنبَت ْ‬
‫َت ِم ْن ُك ِّل زَ وْ ٍ‬ ‫ت َو َربَ ْ‬‫ض هَا ِم َدةً فَ إِ َذا أَ ْن َز ْلنَ ا َعلَ ْيهَ ا ْال َم ا َء ا ْهتَ َّز ْ‬
‫اأْل َرْ َ‬
‫[الحج‪ ،]5 :‬وما جرى مجرى ذلك في القرآن‪ ،‬فهذا كلّه ر ّد على الدهرية والمالح دة‬
‫م ّمن أنكر البعث والنشور)(‪)1‬‬
‫ً‬
‫[الحديث‪ ]377 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إذا كان يوم القيامة أهبط هللا ريحا منتن ة‪،‬‬
‫يتأذى به ا أه ل الجم ع‪ ،‬ح تى إذا ه ّمت أن تمس ك بأنف اس الن اس ن اداهم من ا ٍد‪ :‬ه ل‬ ‫ّ‬
‫تدرون ما هذه الريح التي قد آذتكم؟‪ ..‬فيقولون‪ :‬ال‪ ،‬فق د آذتن ا وبلغت منّا ك ّل مبل غ‪،‬‬
‫فيُقال‪ :‬هذه ريح الزناة الذين لقوا هللا بالزنا ثم لم يتوبوا‪ ،‬فالعنوهم لعنهم هللا‪ ،‬فال يبقى‬
‫في الموقف أح ٌد إال قال‪ :‬اللهم العن الزناة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]378 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إذا كان يوم القيامة بعث هللا تبارك وتعالى‬
‫الناس من حفرهم غرالً مهالً (أي مسرعين) جُرداً ُمرداً في ص عيد واح د‪ ،‬يس وقهم‬
‫الن ور وتجمعهم الظلم ة ح تى يقف وا على عقب ة المحش ر‪ ،‬ف يركب بعض هم بعض ا ً‬
‫ويزدحمون دونها فيُمنعون من المضي فتشت ّد أنفاس هم‪ ،‬ويك ثر ع رقهم وتض يق بهم‬
‫هول من أهوال يوم القيامة؛‬ ‫ٍ‬ ‫أمورهم‪ ،‬ويشت ّد ضجيجهم‪ ،‬وترتفع أصواتهم‪ ،‬وهو أول‬
‫فيأمر هللا تعالى ملَكا ً من المالئكة فينادي فيهم‪ :‬يا معشر الخالئق‪ ،‬أنصتوا واستمعوا‬
‫منادي الجبّار‪ ،‬فيسمع آخرهم كما يسمع أولهم‪ ،‬فتنكسر أصواتهم عند ذل ك‪ ،‬وتخش ع‬
‫أبصارهم‪ ،‬وتض طرب فرائص هم‪ ،‬وتف زع قل وبهم‪ ،‬ويرفع ون رؤوس هم إلى ناحي ة‬
‫الصوت مهطعين إلى الداعي‪ ،‬فعند ذلك يقول الكافر‪ :‬هذا يوم َع ِسر‪ ،‬فيق ول هللا ع ّز‬
‫وج ّل الحكم العدل عليهم‪ ،‬فيقول‪( :‬أنا هللا ال إله إال أن ا الحكم الع دل ال ذي ال يج ور‪،‬‬
‫اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي‪ ،‬ال يُظلم اليوم عندي أح ٌد‪ ،‬الي وم آخ ذ للض عيف من‬
‫الق وي بحقّه‪ ،‬ولص احب المظلم ة بالمظلم ة بالقص اص من الحس نات والس يئات‪،‬‬
‫وأثيب على الهبات‪ ،‬وال يجوز هذه العقبة اليوم عندي ظال ٌم وألحد عنده مظلم ة‪ ،‬إال‬
‫مظلمة يهبه ا لص احبها وأثيب ه عليه ا‪ ،‬وآخ ذ ل ه به ا عن د الحس اب‪ ،‬فتالزم وا أيه ا‬
‫الخالئق واطلبوا مظالمكم عند َمن ظلمكم بها في الدنيا‪ ،‬وأنا شاهد لكم عليهم‪ ،‬وكفى‬
‫بي شهيدا)(‪)3‬‬
‫ق األرض عن أحد ي وم القيام ة إالّ‬ ‫[الحديث‪ ]379 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ال تنش ّ‬
‫زة)(‪)4‬‬ ‫وملكان آخذان بضبعه يقوالن‪ :‬أجب ربّ الع ّ‬
‫وتقض ت‬ ‫َّ‬ ‫[الحــديث‪ ]380 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬حتّى إذا تص رّمت االُم ور‪،‬‬
‫الدهور‪ ،‬وأزفَ النشور‪ ،‬أخ رجهم من ض رائح القب ور‪ ،‬وأوك ار الطي ور‪ ،‬وأوج رة‬
‫ص ُموتاً‪،‬‬ ‫السباع‪ ،‬ومطارح المهالك‪ِ ،‬س َراعا ً إلى أم ر ِه‪ ،‬مهطعين إلى َمع اده‪َ ،‬رعيال ُ‬
‫ع‬‫وض ر ُ‬ ‫قياما ً صُفوفاً‪ ،‬ينفذهم البص ر‪ ،‬ويس معهم ال ّداعي‪ ،‬عليهم لَب وسُ اإلس تكانة‪َ ،‬‬
‫اإلستسالم والذلة‪ ،‬قد ضلَّت الحيلُ‪ ،‬وانقطع األمل‪ ،‬وهَوت األفئدة كاظمةً‪ ،‬وخش عت‬
‫‪ )(1‬رسالة المحكم والمتشابه‪ ،37 :‬بحار األنوار‪.43 /7 ،‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،217/ 7 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.108‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،269/ 7 :‬عن‪ :‬روضة الكافي ص‪.104‬‬
‫‪ )(4‬أمالي الصدوق‪ ،‬المجلس ‪ ،336 /64‬بحار األنوار‪.106 /7 ،‬‬
‫‪87‬‬
‫ع لزب ر ِة ال داعي‬ ‫ت األس ما ُ‬ ‫رع َد ِ‬ ‫األصوات مهيمنة‪ ،‬وأل َج َم العرقُ‪ ،‬وعظم ال َّشفقُ‪ ،‬واُ ِ‬
‫ل الثواب)(‪)1‬‬ ‫ونكال العقاب‪ ،‬ونوا ِ‬ ‫ِ‬ ‫إلى فصل الخطاب‪ ،‬ومقايض ِة الجزا ِء‪،‬‬
‫ّ‬
‫[الحـــديث‪ ]381 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ف اتّعظوا عب اد هللا ب العبر النواف ع‪،‬‬
‫واعتبروا باآلي السواطع‪ ،‬وازدج رُوا بالنُّذر البوال غ‪ ،‬وانتفع وا بال ّذكر والمواع ظ‪،‬‬
‫فكأن ق د َعلِقَت ُكم مخ البُ المنيّة‪ ،‬وانقطعت منكم عالئ ق االُمنيَّ ِة‪ ،‬ودهمتكم مفظع ات‬ ‫ّ‬
‫الورْ ِد المورود‪ ،‬فك ّل نفس معها سائق وش هيد‪ ،‬س ائق يس وقها‬ ‫االُمور‪ ،‬والسياقةُ إلى ِ‬
‫إلى محشرها‪ ،‬وشاهد يشهد عليها بعملها)(‪)2‬‬
‫[الحـــديث‪ ]382 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬وذل ك ي وم يجم ع هللا في ه األوّلين‬
‫واآلخرين‪ ،‬لنقاش الحساب وج زاء األعم ال‪ ،‬خض وعاً‪ ،‬قيام اً‪ ،‬ق د ألجمهُ ُم الع رق‪،‬‬
‫ورجفت بهم األرض‪ ،‬فأحسنهم حاال من وجد لقدميه موضعاً‪ ،‬ولنفسه متّسعاً)(‪)3‬‬
‫إن السعداء بالدنيا غداً هم اله اربون منه ا‬ ‫[الحديث‪ ]383 :‬قال اإلمام علي‪ّ ( :‬‬
‫اليوم‪ ،‬إذا رجفت الراجفة‪ ،‬وحقّت بجالئلها القيامة‪ ،‬ولح ق بك ّل منس ك أهل ه‪ ،‬وبك ّل‬
‫معبود َعبَ َدتُهُ‪ ،‬وبك ّل مطاع أهل طاعته‪ ،‬فلم يجز في عدله وقسطه يومئذ خرق بصر‬
‫في اله واء‪ ،‬وال همسُ ق دم في األرض إالّ بحقّه‪ ،‬فكم حُجّة ي وم ذاك داحض ة‪،‬‬
‫وعالئق عذر منقطعة‪ ،‬فَتَح َّر من أمرك ما يقُو ُم به ع ذرك‪ ،‬وتثبت ب ه حجّت ك‪ ،‬و ُخ ذ‬
‫وتيس ر لس فرك‪ ،‬وش ّم ب رق النج اة‪ ،‬وارح ل مطاي ا‬ ‫ّ‬ ‫م ا يبقى ل ك ممّا ال تبقى ل ه‪،‬‬
‫التشمير)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]384 :‬قال اإلمام علي لمن سأله عن كيفية التوفيق بين قوله تعالى‪:‬‬
‫ص َوابًا﴾‬ ‫صفًّا اَل يَتَ َكلَّ ُمونَ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَ هُ ال رَّحْ َمنُ َوقَ ا َل َ‬ ‫﴿يَوْ َم يَقُو ُم الرُّ و ُح َو ْال َماَل ئِ َكةُ َ‬
‫[النب أ‪ ]38 :‬وقول ه‪َ ﴿ :‬وهَّللا ِ َربِّنَ ا َم ا ُكنَّا ُم ْش ِر ِكينَ ﴾ [األنع ام‪ ،]23 :‬وقول ه‪﴿ :‬ثُ َّم يَ وْ َم‬
‫ق‬ ‫ض ُك ْم﴾ [العنكبوت‪ ،]25 :‬وقوله‪﴿ :‬إِ َّن َذلِكَ لَ َح ٌّ‬ ‫ْض َويَ ْل َعنُ بَ ْع ُ‬
‫ض ُك ْم بِبَع ٍ‬ ‫ْالقِيَا َم ِة يَ ْكفُ ُر بَ ْع ُ‬
‫ت إِلَ ْي ُك ْم‬‫ي َوقَ ْد قَ َّد ْم ُ‬‫َص ُموا لَ َد َّ‬ ‫ال اَل ت َْخت ِ‬ ‫ار﴾ [ص‪ ،]64 :‬وقول ه‪﴿ :‬قَ َ‬ ‫َاص ُم أَ ْه ِل النَّ ِ‬ ‫تَخ ُ‬
‫﴿اليَوْ َم ن َْختِ ُم َعلَى أَ ْف َوا ِه ِه ْم َوتُ َكلِّ ُمنَا أَ ْي ِدي ِه ْم َوت َْش هَ ُد أَرْ ُجلُهُ ْم‬
‫بِ ْال َو ِعي ِد﴾ [ق‪ ،]28 :‬وقوله‪ْ :‬‬
‫بِ َما َك انُوا يَ ْك ِس بُونَ ﴾ [يس‪( :]65 :‬إن ذل ك في م وطن غ ير واح د من م واطن ذل ك‬
‫اليوم‪ ،‬الذي كان مقداره خمسين ألف سنة‪ ،‬يجم ع هللا ع ز وج ل الخالئ ق يومئ ذ في‬
‫م واطن‪ ،‬ويكلم بعض هم بعض ا‪ ،‬ويس تغفر بعض هم لبعض‪ ،‬أولئ ك ال ذين ك ان منهم‬
‫الطاع ة في دار ال دنيا‪ ،‬ويلعن أه ل المعاص ي الرؤس اء واألتب اع ال ذين ب دت منهم‬
‫البغضاء‪ ،‬وتعاونوا على الظلم والعدوان في دار الدنيا‪ ،‬المستكبرين والمستض عفين‪،‬‬
‫يكفر بعضهم ببعض ويلعن بعضهم بعضا‪ .‬والكفر في هذه اآلية البراءة‪ ،‬يقول‪ :‬يبرأ‬
‫ت بِ َم ا‬ ‫بعض هم من بعض‪ ،‬ونظيره ا في س ورة إب راهيم ق ول الش يطان‪﴿ :‬إِنِّي َكفَ رْ ُ‬
‫أَ ْش َر ْكتُ ُمو ِن ِم ْن قَ ْبلُ﴾ [إبراهيم‪ ،]22 :‬ثم يجتمعون في موطن آخر يبكون فيه‪ ،‬فلو أن‬
‫نهج البالغة‪ :‬خطبة ‪ ،83‬بحار األنوار‪.112 /7 ،‬‬ ‫‪)(1‬‬
‫نهج البالغة‪ :‬خطبة ‪ ،85‬بحار األنوار‪.113 /7 ،‬‬ ‫‪)(2‬‬
‫نهج البالغة‪ :‬خطبة ‪ ،102‬بحار األنوار‪.113 /7 ،‬‬ ‫‪)(3‬‬
‫بهج البالغة‪ ،223 :‬بحار األنوار‪.115 /7 ،‬‬ ‫‪)(4‬‬
‫‪88‬‬
‫تلك األص وات ب دت أله ل ال دنيا ألذهلت جمي ع الخل ق عن معائش هم‪ ،‬ولتص دعت‬
‫قل وبهم إال م ا ش اء هللا‪ ،‬فال يزال ون يبك ون ال دم‪ ..‬ثم يجتمع ون في م وطن آخ ر‬
‫فيستنطقون فيه فيقولون‪ :‬وهللا ربنا ما كن ا مش ركين‪ ،‬فيختم هللا تب ارك وتع الى على‬
‫أفواههم‪ ،‬ويستنطق األيدي واألرجل والجلود‪ ،‬فتشهد بك ل معص ية ك انت منهم‪ ..‬ثم‬
‫يرف ع عن ألس نتهم الختم فيقول ون لجل ودهم‪ :‬لم ش هدتم علين ا ق الوا أنطقن ا هللا ال ذي‬
‫أنطق كل شئ‪ ..‬ثم يجتمعون في موطن آخر فيس تنطقون‪ ،‬فيف ر بعض هم من بعض‪،‬‬
‫ف ذلك قول ه ع ز وج ل‪﴿ :‬يَ وْ َم يَفِ رُّ ْال َم رْ ُء ِم ْن أَ ِخي ِه (‪َ )34‬وأُ ِّم ِه َوأَبِي ِه﴾ [عبس‪،34 :‬‬
‫ص َوابًا﴾ [النب أ‪،]38 :‬‬ ‫ال َ‬ ‫‪ ،]35‬فيستنطقون فـ‪﴿ :‬اَل يَتَ َكلَّ ُمونَ إِاَّل َم ْن أَ ِذنَ لَهُ الرَّحْ َمنُ َوقَ َ‬
‫فيقوم الرسل صلى هللا عليهم فيشهدون في هذا الموطن‪ ،‬فذلك قوله‪﴿ :‬فَ َك ْيفَ إِ َذا ِج ْئنَ ا‬
‫ك َعلَى هَ ؤُاَل ِء َش ِهيدًا﴾ [النس اء‪ ،]41 :‬ثم يجتمع ون في‬ ‫ِم ْن ُك ِّل أُ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِج ْئنَ ا بِ َ‬
‫موطن آخر‪ ،‬يكون فيه مقام محمد ‪ ،‬وهو المقام المحم ود‪ ،‬فيث ني على هللا تب ارك‬
‫وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله‪ ،‬ثم يثني على المالئكة كلهم‪ ،‬فال يبقى ملك إال أث نى‬
‫عليه محمد ‪ ،‬ثم يث ني على الرس ل بم ا لم يثن عليهم أح د قبل ه ثم يث ني على ك ل‬
‫مؤمن ومؤمنة‪ ،‬يب دأ بالص ديقين والش هداء ثم بالص الحين‪ ،‬فيحم ده أه ل الس ماوات‬
‫واألرض‪ ..‬ثم يجتمعون في م وطن آخ ر وي دال بعض هم من بعض‪ .‬وه ذا كل ه قب ل‬
‫الحساب فإذا أخذ في الحساب شغل كل إنسان بما لديه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]385 :‬قال اإلمام علي لمن سأله عن كيفية التوفيق بين قوله تعالى‪:‬‬
‫َاظ َرةٌ ﴾ [القيامة‪ ]23 ،22 :‬وقوله‪﴿ :‬اَل تُ ْد ِر ُكهُ‬ ‫ض َرةٌ (‪ )22‬إِلَى َربِّهَا ن ِ‬ ‫﴿ ُوجُوهٌ يَوْ َمئِ ٍذ نَا ِ‬
‫(إن ذل ك في موض ع ينتهي في ه‬ ‫ْص ا َر﴾ [األنع ام‪ّ :]103 :‬‬ ‫ك اأْل َب َ‬ ‫ْص ا ُر َوهُ َو يُ ْد ِر ُ‬ ‫اأْل َب َ‬
‫أولياء هللا ع ّز وج ّل بعدما يفرغ من الحساب إلى نهر يس ّمى الحيوان‪ ،‬فيغتسلون في ه‬
‫ويشربون منه‪ ،‬فتنضر وجوههم إشراقاً‪ ،‬فيذهب عنهم ك ّل قذى ووعث‪ ،‬ث ّم ي ؤمرون‬
‫بدخول الجنّة‪ ،‬فمن هذا المقام ينظرون إلى ربّهم كيف يثيبهم‪ ،‬ومنه ي دخلون الجنّة‪،‬‬
‫﴿س اَل ٌم َعلَ ْي ُك ْم ِط ْبتُ ْم فَا ْد ُخلُوهَ ا‬ ‫ف ذلك ق ول هللا ع ّز وج ّل من تس ليم المالئك ة عليهم‪َ :‬‬
‫خَالِ ِدينَ ﴾ [الزمر‪ ،]73 :‬فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنّة‪ ،‬والنظر إلى ما وعدهم ربّهم‪،‬‬
‫فذلك قوله‪﴿ :‬إِلَى َربِّهَا نَ ا ِظ َرةٌ﴾ [القيام ة‪ ،]23 :‬وإنّم ا يع ني ب النظر إلي ه النظ ر إلى‬
‫ْص ا َر﴾ [األنع ام‪:‬‬ ‫ك اأْل َب َ‬ ‫ثوابه تبارك وتعالى‪ ..‬وأ ّما قوله ﴿اَل تُ ْد ِر ُكهُ اأْل َب َ‬
‫ْصا ُر َوهُ َو يُ ْد ِر ُ‬
‫‪ ]103‬يعني يحيط بها)(‪)2‬‬
‫اس َرة﴾ٌ‬ ‫﴿و ُو ُج وهٌ يَوْ َمئِ ٍذ بَ ِ‬ ‫[الحــديث‪ ]386 :‬ق ال اإلم ام علي في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫[القيامة‪ :]24 :‬أى كالحة شديدة العبوس‪﴿ ،‬تَظُ ُّن أَ ْن يُ ْف َع َل بِهَ ا ف اقِ َرة﴾ [القيام ة‪]25 :‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫أى تتوقع أرباب تلك الوجوه أوتوقن أن يفعل بها داهية عظيمة تكس ر قف ار الظه ر‪،‬‬
‫ت التَّ َراقِ َي﴾ [القيامة‪ ]26 :‬أى اذا بلغت النفس الترقوة‪ ،‬وقوله‪َ ﴿ :‬وقِي َل‬ ‫وقوله‪﴿ :‬إِ َذا بَلَ َغ ِ‬
‫ق﴾ [القيامة‪ ،]27 :‬أى يقال له‪ :‬من يرقيك مم ا ب ك؟ يع نى ه ل من ط بيب؟‪..‬‬ ‫َم ْن َرا ٍ‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،117 /7 ،‬التوحيد‪.260 :‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،117 /7 ،‬التوحيد‪.260 :‬‬
‫‪89‬‬
‫﴿وظَ َّن أَنَّهُ ْالفِ َراقُ﴾ [القيام ة‪ ]28 :‬أى أيقن أن ال ذى ن زل ب ه ف راق ال دنيا‬ ‫وقول ه‪َ :‬‬
‫اق﴾ [القيام ة‪ ]29 :‬أى‬ ‫الس ِ‬ ‫الس ا ُ‬
‫ق بِ َّ‬ ‫ت َّ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫﴿والتَف ِ‬
‫ومحابها وعلم بمفارقة االحب ة‪ ،‬وقول ه‪َ :‬‬
‫التوت شدة فراق الدنيا بشدة خوف اآلخ رة‪ ،‬أو الت وت اح دى س اقيه ب االخرى عن د‬
‫الموت‪ ،‬والمساق المصير‪ ،‬وقوله‪﴿ :‬يَتَ َمطَّى ﴾ [القيامة‪ ]33 :‬أى يتبخ تر افتخ ارا في‬
‫مشيته اعجابا بنفسه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]387 :‬سئل اإلمام علي‪ :‬أخبرني عن الناس يحش رون ي وم القيام ة‬
‫عراة؟ قال‪( :‬بل يحشرون في أكفانهم)‪ ،‬قيل‪ :‬أنى لهم األكف ان‪ ،‬وق د بليت؟ ق ال‪( :‬إن‬
‫الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم)‪ ،‬قيل‪ :‬فمن مات بال كفن؟ قال‪( :‬ستر هللا عورت ه بم ا‬
‫يشاء من عنده)‪ ،‬قيل‪ :‬أفيعرضون صفوفاً؟ قال‪( :‬نعم‪ ،‬هم يومئذ عشرون ومائة ألف‬
‫صف في عرض األرض)(‪)2‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫ق اأْل َ َّو ِل بَلْ‬
‫[الحديث‪ ]388 :‬سئل اإلمام الباقر عن قوله تعالى‪ ﴿ :‬أَفَ َعيِينَا بِ ْالخَ ْل ِ‬
‫ق َج ِدي ٍد﴾ [ق‪ ،]15 :‬فقال‪( :‬تأويل ذل ك أن هللا ع ز وج ل إذا أف نى‬ ‫س ِم ْن َخ ْل ٍ‬‫هُ ْم فِي لَ ْب ٍ‬
‫هذا الخلق وهذا العالم‪ ،‬وأسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار الن ار ج دد هللا عزوج ل‬
‫عالما غير هذا الع الم‪ ،‬وج دد خلق ا من غ ير فحول ة وال ان اث يعبدون ه ويوحدون ه‪،‬‬
‫وخلق لهم أرضا غير هذه االرض تحملهم‪ ،‬وسماء غ ير ه ذه الس ماء تظلهم‪ ،‬لعل ك‬
‫ترى أن هللا عزوجل إنم ا خل ق ه ذا الع الم الواح د وت رى أن هللا عزوج ل لم يخل ق‬
‫بشرا غيركم؟ بلى وهللا لقد خلق هللا تبارك وتعالى أل ف أل ف ع الم وأل ف أل ف آدم‪،‬‬
‫أنت في آخر تلك العوالم وأولئك اآلدميين)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]389 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬لق د خل ق هللا عزوج ل في االرض من ذ‬
‫خلقه ا س بعة ع المين ليس هم من ول د آدم‪ ،‬خلقهم من أديم االرض فأس كنهم فيه ا‬
‫واحدا بعد واحد مع عالمه‪ ،‬ثم خلق هللا عزوج ل آدم أب ا البش ر‪ ،‬وخل ق ذريت ه من ه‪،‬‬
‫وال وهللا ما خلت الجنة من أرواح المؤم نين من ذ خلقه ا‪ ،‬وال خلت الن ار من أرواح‬
‫الكفار والعصاة منذ خلقها عزوجل‪ ،‬لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيام ة وص ير هللا‬
‫أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجن ة‪ ،‬وص ير أب دان أه ل الن ار م ع أرواحهم في‬
‫النار أن هللا تبارك وتعالى ال يعبد في بالده‪ ،‬وال يخل ق خلق ا يعبدون ه ويوحدون ه؟ !‬
‫بلى وهللا‪ ،‬ليخلقن هللا خلقا من غير فحولة وال إناث‪ ،‬يعبدونه ويوحدونه ويعظمون ه‪،‬‬
‫ويخل ق لهم أرض ا تحملهم وس ماء تظلهم‪ ،‬أليس هللا عزوج ل يق ول‪ ﴿ :‬يَ وْ َم تُبَ َّد ُل‬
‫ات ﴾ [إب راهيم‪ ]48 :‬وق ال هللا عزوج ل‪ ﴿ :‬أَفَ َعيِينَ ا‬ ‫او ُ‬ ‫ض َو َّ‬
‫الس َم َ‬ ‫اأْل َرْ ضُ َغ ْي َر اأْل َرْ ِ‬
‫ج ِدي ٍد﴾ [ق‪)4()]15 :‬‬ ‫س ِم ْن َخ ْل ٍ‬
‫ق َ‬ ‫ق اأْل َ َّو ِل بَلْ هُ ْم فِي لَ ْب ٍ‬
‫بِ ْالخَ ْل ِ‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،117 /7 ،‬التوحيد‪.260 :‬‬
‫‪ )(2‬تفسير نور الثقلين ‪ ،1/619‬في كتاب االحتجاج عن االمام الصادق‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)374 /8‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪)319 /54‬‬
‫‪90‬‬
‫[الحديث‪ ]390 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪( :‬عن الميت يبلى جس ده ؟ ق ال‪ :‬نعم‪،‬‬
‫حتى ال يبقى له لحم وال عظم‪ ،‬إال طينته التي خلق منها فإنها ال تبلى‪ ،‬تبقي في القبر‬
‫مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]391 :‬قال اإلمام الصادق‪(:‬إذا أراد هللا عز وج ل أن يبعث الخل ق‪،‬‬
‫أمطر السماء على األرض أربعين صباحا ً فاجتمعت األوصال ونبتت اللحوم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]392 :‬سأل بعض المالحدة اإلمام الصادق‪ :‬أنى له ب البعث والب دن‬
‫قد بلى‪ ،‬واألعضاء قد تفرقت‪ ،‬فعضو ببلدة يأكلها س باعها‪ ،‬وعض و ب أخرى تمزق ه‬
‫هوامها‪ ،‬وعضو قد صار ترابا ً بني به مع الطين حائ ط ؟ ق ال‪( :‬إن ال ذي أنش أه من‬
‫غير شئ‪ ،‬وصوره على غير مثال كان سبق إلي ه‪ ،‬ق ادر أن يعي ده كم ا ب دأه)‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫أوض ح لي ذل ك‪ ،‬ق ال‪( :‬إن ال روح مقيم ة في مكانه ا‪ ،‬روح المحس ن في ض ياء‬
‫وفسحة‪ ،‬وروح المسئ في ضيق وظلمة‪ ،‬والبدن يص ير تراب ا ً كم ا من ه خل ق‪ ،‬وم ا‬
‫تق ذف ب ه الس باع واله وام من أجوافه ا‪ ،‬مم ا أكلت ه ومزقت ه‪ ،‬ك ل ذل ك في ال تراب‬
‫محفوظ عند من اليعزب عن ه مثق ال ذرة في ظلم ات األرض‪ ،‬ويعلم ع دد األش ياء‬
‫ووزنها‪ ،‬وإن ت راب الروح انيين بمنزل ة ال ذهب في ال تراب‪ ،‬ف إذا ك ان حين البعث‬
‫مطرت األرض مطر النش ور‪ ،‬ف تربو األرض ثم تمخض ه مخض الس قاء‪ ،‬فيص ير‬
‫ت راب البشـر كمص ير ال ذهب من ال تراب إذا غس ل بالم اء‪ ،‬والزب د من اللبن إذا‬
‫مخض‪ ،‬فيجتمع تراب كل قالب إلى قالبه‪ ،‬فينتقل ب إذن هللا الق ادر إلى حيث ال روح‪،‬‬
‫فتعود الصور بإذن المصور كهيئتها‪ ،‬وتلج الروح فيها‪ ،‬فإذا قد اس توى ال ينك ر من‬
‫نفسه شيئاً)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]393 :‬سئل اإلمام الص ادق‪ :‬أفتتالش ى ال روح بع د خ روج الميت‬
‫عن قالبه أم هو باق؟ فقال‪( :‬بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور؛ فعند ذل ك تبط ل‬
‫األشياء وتفنى‪ ،‬فال حس وال محسوس‪ ،‬ثم أعيدت األشياء كما بدأها م دبرها‪ ،‬وذل ك‬
‫أربع مائة سنة يسبت فيها الخلق‪ ،‬وذلك بين النفختين)(‪)4‬‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول العدالة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫وهي األحاديث الموافقة لما ورد في القرآن الك ريم من ذك ر تجلي ات العدال ة‬
‫المرتبطة بالمحكمة اإللهي ة ال تي تق ام في أرض المحش ر‪ ،‬ومن المع ارف القرآني ة‬
‫المرتبطة بهذا‪ ،‬والتي نحاكم األحاديث إليها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن األعم ال تع رض على العب اد قب ل وزنه ا وحس ابهم عليه ا‪ ،‬كم ا ق ال‬
‫صفًّا لَقَ ْد ِج ْئتُ ُمونَا َك َما خَ لَ ْقنَا ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة بَ لْ َز َع ْمتُ ْم أَلَّ ْن‬ ‫ك َ‬‫ُرضُوا َعلَى َربِّ َ‬ ‫تعالى‪َ ﴿ :‬وع ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ض َع ال ِكتَابُ فت ََرى ال ُمجْ ِر ِمينَ ُمش فِقِينَ ِم َّما فِي ِه َويَقول ونَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫نَجْ َع َل لَ ُك ْم َموْ ِعدًا (‪َ )48‬و ُو ِ‬
‫صاهَا َو َو َج دُوا َم ا َع ِملُ وا‬ ‫يرةً إِاَّل أَحْ َ‬ ‫يرةً َواَل َكبِ َ‬ ‫ص ِغ َ‬‫ب اَل يُغَا ِد ُر َ‬‫ال هَ َذا ْال ِكتَا ِ‬
‫يَا َو ْيلَتَنَا َم ِ‬
‫‪ )(1‬الكافي‪.3/251:‬‬
‫‪ )(2‬أمالي الصدوق‪.243/‬‬
‫‪ )(3‬اإلحتجاج (‪.2/77‬‬
‫‪ )(4‬اإلحتجاج‪..2/77/‬‬
‫‪91‬‬
‫﴿و ُك َّل إِ ْن َسا ٍن أَ ْلزَ ْمنَاهُ طَائِ َرهُ‬‫ظلِ ُم َربُّكَ أَ َحدًا﴾ [الكهف‪ ،]49 ،48 :‬وقال‪َ :‬‬ ‫اضرًا َواَل يَ ْ‬ ‫َح ِ‬
‫ك‬ ‫ْ‬
‫ك َكفَى بِنَف ِس َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫فِي ُعنُقِ ِه َونُ ْخ ِر ُج لَهُ يَوْ َم القِيَا َم ِة ِكتَابً ا يَلقَ اهُ َم ْن ُش ورًا (‪ )13‬اق َرأ ِكتَابَ َ‬
‫ك َح ِسيبًا ﴾ [اإلسراء‪ ،]14 ،13 :‬وقال‪﴿ :‬يُنَبَّأ ُ اإْل ِ ْن َسانُ يَوْ َمئِ ٍذ بِ َما قَ َّد َم َوأ َّخ َر﴾‬
‫َ‬ ‫ْاليَوْ َم َعلَ ْي َ‬
‫[القيامة‪ ،]13 :‬وقد قال اإلمام الباقر في تفسيرها‪( :‬بما ق ّدم من خير وشر‪ ،‬وما أخّر‬
‫تن به ا من بع ده‪ ،‬ف إن ك ان ش ّراً ك ان علي ه مث ل وزرهم وال‬ ‫سن من ُس نّة ليس ّ‬ ‫م ّما َّ‬
‫ينقص من وزرهم شيء‪ .‬وإن كان خيرا كان له مثل أجرهم وال ينقص من أج ورهم‬ ‫ً‬
‫شيء)(‪)1‬‬
‫والقراءة كما تفسرها النصوص المقدسة ليست مج رد ش رح ووص ف مثلم ا‬
‫نقرأ الكتب في الدنيا؛ فليست تلك الكتب حروفا وكلمات‪ ،‬ب ل ه و نفس ه العم ل ي راه‬
‫اض رًا ﴾‬ ‫صاحبه حاضرا مثلما فعله أول مرة‪ ،‬كما قال تعالى‪َ ﴿ :‬و َو َجدُوا َما َع ِملُوا َح ِ‬
‫[الكهف‪]49:‬‬
‫س‬ ‫وهكذا أشارت آيات أخرى إلى هذا المعنى كقوله تعالى‪ ﴿ :‬يَوْ َم تَ ِج ُد ُك لُّ نَ ْف ٍ‬
‫ت ِمن ُس َو ٍء ﴾ [آل عم ران‪ ،]30:‬وقول ه‪:‬‬ ‫ض رًا َو َم ا َع ِملَ ْ‬ ‫ت ِم ْن َخ ْي ٍر ُّمحْ َ‬ ‫َّما َع ِملَ ْ‬
‫ت‬ ‫ت نَ ْفسٌ َّما قَ َّد َم ْ‬ ‫ت ﴾ [التك وير‪ ،]14:‬وقول ه تع الى‪َ ﴿ :‬علِ َم ْ‬ ‫ض َر ْ‬ ‫ت نَ ْفسٌ َّما أَحْ َ‬ ‫﴿ َعلِ َم ْ‬
‫ُ‬
‫ت ﴾ [االنفطار‪ ،]5:‬وقوله تعالى‪﴿ :‬يُنَبَّأ ا ِإلن َسانُ يَوْ َمئِ ٍذ بِ َما قَ َّد َم َوأَ َّخ َر ﴾ [القيامة‪:‬‬ ‫َوأَ َّخ َر ْ‬
‫‪]13‬‬
‫‪ .2‬من تجليات العدالة اإللهية في أرض المحشر‪ ،‬وقب ل الحس اب والم وازين‬
‫أو أثناءهما توفير الشهود على األعمال‪ ،‬إما مطلقا‪ ،‬أو حسب طلب العامل ال ذي ق د‬
‫ار‬ ‫﴿ويَوْ َم يُحْ َش ُر أَ ْع دَاء هَّللا ِ إِلَى النَّ ِ‬ ‫يشك في أي شيء ُكتب في كتابه‪ ،‬كما قال تعالى‪َ :‬‬
‫ْصا ُرهُ ْم َو ُجلُو ُدهُ ْم بِ َما َك انُوا‬ ‫فَهُ ْم يُوزَ ُعونَ َحتَّى إِ َذا َما َجاؤُوهَا َش ِه َد َعلَ ْي ِه ْم َس ْم ُعهُ ْم َوأَب َ‬
‫ق ُك َّل َش ْي ٍء َوهُ َو‬ ‫يَ ْع َملُونَ َوقَالُوا لِ ُجلُو ِد ِه ْم لِ َم َش ِهدتُّ ْم َعلَ ْينَا قَالُوا أَنطَقَنَ ا هَّللا ُ الَّ ِذي أَنطَ َ‬
‫خَ لَقَ ُك ْم أَ َّو َل َم َّر ٍة َوإِلَ ْي ِه تُرْ َج ُع ونَ َو َم ا ُكنتُ ْم ت َْس تَتِرُونَ أَ ْن يَ ْش هَ َد َعلَ ْي ُك ْم َس ْم ُع ُك ْم َوال‬
‫ْص ا ُر ُك ْم َوال ُجلُ و ُد ُك ْم َولَ ِكن ظَنَنتُ ْم أَ َّن هَّللا َ ال يَ ْعلَ ُم َكثِ يرًا ِّم َّما تَ ْع َملُ ونَ َو َذلِ ُك ْم ظَنُّ ُك ُم‬ ‫أَب َ‬
‫خَاس ِرينَ ﴾ [فصلت‪]23 – 19:‬‬ ‫الَّ ِذي ظَنَنتُم بِ َربِّ ُك ْم أَرْ دَا ُك ْم فَأَصْ بَحْ تُم ِّم ْن ْال ِ‬
‫ومن أعظم الش هادات ال تي ذكره ا الق رآن الك ريم ش هادة هللا‪ ،‬وبه ا يكتفي‬
‫المؤمنون‪ ،‬ويستحيون من أن يطلبوا معها شهيدا آخر‪ ،‬وقد قال تع الى ـ ي بين مح ل‬
‫ص اهُ هَّللا ُ َون َُس وهُ‬ ‫شهادته وعظمتها ـ‪ ﴿ :‬يَ وْ َم يَ ْب َعثُهُ ُم هَّللا ُ َج ِمي ًع ا فَيُنَبِّئُهُ ْم بِ َم ا َع ِملُ وا أَحْ َ‬
‫َوهَّللا ُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [المجادلة‪ ،]6 :‬وقال‪﴿ :‬قُلْ أَيُّ َش ْي ٍء أَ ْكبَ ُر َش هَا َدةً قُ ِل هَّللا ُ‬
‫ْض الَّ ِذي ن َِع ُدهُ ْم أَوْ‬ ‫َش ِهي ٌد بَ ْينِي َوبَ ْينَ ُك ْم﴾ [األنع ام‪ ،]19 :‬وق ال‪َ ﴿ :‬وإِ َّما نُ ِريَنَّكَ بَع َ‬
‫نَت ََوفَّيَنَّكَ فَإِلَ ْينَ ا َم رْ ِج ُعهُ ْم ثُ َّم هَّللا ُ َش ِهي ٌد َعلَى َم ا يَ ْف َعلُ ونَ ﴾ [ي ونس‪ ،]46 :‬وق ال‪ ﴿ :‬قُ لْ‬
‫ت هَّللا ِ َوهَّللا ُ َش ِهي ٌد َعلَى َم ا تَ ْع َملُ ونَ ﴾ [آل عم ران‪،]98 :‬‬ ‫ب لِ َم تَ ْكفُرُونَ بِآيَا ِ‬ ‫يَاأَ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ت‬ ‫ك ال َّس َما َوا ِ‬ ‫يز ْال َح ِمي ِد (‪ )8‬الَّ ِذي لَهُ ُم ْل ُ‬ ‫وقال‪َ ﴿ :‬و َما نَقَ ُموا ِم ْنهُ ْم إِاَّل أَ ْن ي ُْؤ ِمنُوا بِاهَّلل ِ ْال َع ِز ِ‬
‫ض َوهَّللا ُ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [البروج‪]9 ،8 :‬‬ ‫َواأْل َرْ ِ‬
‫‪ )(1‬تفسير القمي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪..397‬‬
‫‪92‬‬
‫وقد أخ بر هللا تع الى أن المؤم نين يكتف ون بش هادة هللا‪ ،‬وال يطلب ون غيره ا‪،‬‬
‫قال‪﴿:‬وإِ ْذ قَ ا َل‬ ‫َ‬ ‫ومن األمثلة على ذلك ما قصه علينا من قصة المسيح عليه السالم‪ ،‬إذ‬
‫ال‬‫ُون ِ قَ َ‬ ‫هَّللا‬ ‫اس اتَّ ِخ ُذونِي َوأُ ِّم َي إِلَهَ ْي ِن ِم ْن د ِ‬ ‫يس ى ا ْبنَ َم رْ يَ َم أَأَ ْنتَ قُ ْلتَ لِلنَّ ِ‬ ‫هَّللا ُ يَا ِع َ‬
‫ت قُ ْلتُ هُ فَقَ ْد َعلِ ْمتَ هُ تَ ْعلَ ُم َم ا فِي‬ ‫ق إِ ْن ُك ْن ُ‬‫ْس لِي بِ َح ٍّ‬ ‫ك َما يَ ُكونُ لِي أَ ْن أَقُو َل َما لَي َ‬ ‫ُسب َْحانَ َ‬
‫ت لَهُ ْم إِاَّل َم ا‬ ‫ْ‬
‫ب (‪َ )116‬م ا قُل ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك إِنَّكَ أ ْنتَ َعاَّل ُم ال ُغيُ و ِ‬ ‫َ‬
‫نَ ْف ِس ي َواَل أ ْعلَ ُم َم ا فِي نَف ِس َ‬
‫ْ‬
‫ت فِي ِه ْم فَلَ َّما تَ َوفَّ ْيتَنِي‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا َم ا ُد ْم ُ‬ ‫أَ َمرْ تَنِي بِ ِه أَ ِن ا ْعبُدُوا هَّللا َ َربِّي َو َربَّ ُك ْم َو ُك ْن ُ‬
‫يب َعلَ ْي ِه ْم َوأَ ْنتَ َعلَى ُكلِّ َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [المائدة‪]117 ،116 :‬‬ ‫ُك ْنتَ أَ ْنتَ ال َّرقِ َ‬
‫ومنها ش هادة األنبي اء‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬فَ َك ْي فَ إِ َذا ِج ْئنَ ا ِم ْن ُك لِّ أُ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد‬
‫َّس و َل لَ وْ‬ ‫َص ُوا الر ُ‬ ‫ك َعلَى هَ ؤُاَل ِء َش ِهيدًا (‪ )41‬يَوْ َمئِ ٍذ يَ َو ُّد الَّ ِذينَ َكفَ رُوا َوع َ‬ ‫َو ِج ْئنَا بِ َ‬
‫تُ َس َّوى بِ ِه ُم اأْل رْ ضُ َواَل يَ ْكتُ ُمونَ َ َح ِديثًا ﴾ [النس اء‪ ،]42 ،41 :‬وق ال عن المس يح‬ ‫هَّللا‬ ‫َ‬
‫ب إِاَّل لَي ُْؤ ِمن ََّن بِ ِه قَب َْل َموْ تِ ِه َويَوْ َم ْالقِيَا َم ِة يَ ُكونُ َعلَ ْي ِه ْم‬ ‫عليه السالم‪َ ﴿ :‬وإِ ْن ِم ْن أَ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫ت لَهُ ْم إِاَّل َما أَ َمرْ تَنِي بِ ِه أَ ِن ا ْعبُ دُوا‬ ‫َش ِهيدًا ﴾ [النساء‪ ،]159 :‬وقال حاكيا عنه‪َ ﴿ :‬ما قُ ْل ُ‬
‫يب‬ ‫ت فِي ِه ْم فَلَ َّما تَ َوفَّ ْيتَنِي ُك ْنتَ أَ ْنتَ ال َّرقِ َ‬ ‫ت َعلَ ْي ِه ْم َش ِهيدًا َم ا ُد ْم ُ‬ ‫هَّللا َ َربِّي َو َربَّ ُك ْم َو ُك ْن ُ‬
‫َعلَ ْي ِه ْم َوأَ ْنتَ َعلَى ُكلِّ َش ْي ٍء َش ِهي ٌد ﴾ [المائدة‪]117 :‬‬
‫وربما يك ون ه ذا الن وع من الش هود مرتبط ا ب الكتب العام ة‪ ،‬وخاص ة تل ك‬
‫الكتب التي تؤرخ لألمم‪ ،‬كما نص على ذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وتَ َرى ُك َّل أُ َّم ٍة َجاثِيَةً ُك لُّ‬
‫ق َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫أُ َّم ٍة تُ ْدعَى إِلَى ِكتَابِهَا ْاليَوْ َم تُجْ َزوْ نَ َم ا ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُ ونَ (‪ )28‬هَ َذا ِكتَابُنَ ا يَ ْن ِط ُ‬
‫ق إِنَّا ُكنَّا نَ ْستَ ْن ِس ُخ َما ُك ْنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾ [الجاثية‪]29 ،28 :‬‬ ‫بِ ْال َح ِّ‬
‫ُ‬
‫ث ِم ْن ُكلِّ أ َّم ٍة َش ِهيدًا ثُ َّم اَل ي ُْؤ َذنُ لِلَّ ِذينَ‬ ‫﴿ويَوْ َم نَ ْب َع ُ‬
‫وهو ما دل عليه قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ُ‬
‫َكفَرُوا َواَل هُ ْم يُ ْستَ ْعتَبُونَ ﴾ [النح ل‪ ،]84 :‬وق ال‪َ ﴿ :‬ونَ َز ْعنَ ا ِم ْن ُك ِّل أ َّم ٍة َش ِهيدًا فَقُ ْلنَ ا‬
‫ض َّل َع ْنهُ ْم َما َكانُوا يَ ْفتَرُونَ ﴾ [القصص‪]75 :‬‬ ‫ق هَّلِل ِ َو َ‬ ‫هَاتُوا بُرْ هَانَ ُك ْم فَ َعلِ ُموا أَ َّن ْال َح َّ‬
‫ومنها شهادة كل من له عالقة بالعمل أو الش خص ال ذي يري د الش هادة ل ه أو‬
‫علي ه‪ ،‬كم ا ق ال تع الى عن ش هادة األرض ال تي م ارس عليه ا العام ل عمل ه‪﴿ :‬إِ َذا‬
‫ال اإْل ِ ْن َس انُ َم ا لَهَ ا (‬ ‫ت اأْل َرْ ضُ أَ ْثقَالَهَا (‪َ )2‬وقَ َ‬ ‫ت اأْل َرْ ضُ ِز ْلزَ الَهَا (‪َ )1‬وأَ ْخ َر َج ِ‬ ‫ُز ْل ِزلَ ِ‬
‫ِّث أَ ْخبَا َرهَا (‪ )4‬بِأ َ َّن َربَّكَ أَوْ َحى لَهَا﴾ [الزلزلة‪]5 - 1 :‬‬ ‫‪ )3‬يَوْ َمئِ ٍذ تُ َحد ُ‬
‫‪ .3‬من تجليات العدال ة اإللهي ة في أرض المحش ر م ا وض عه هللا تع الى من‬
‫قوانين ترتبط بحساب عباده على أعمالهم‪ ،‬ومساءلتهم عليها‪ ،‬بحسب الظروف ال تي‬
‫أتيحت لهم‪ ،‬واإلمكانيات التي كانت في طاقتهم‪ ،‬وإتاحة الفرص ة لهم‪ ،‬ليجيب وا على‬
‫م ا يط رح عليهم من أس ئلة‪ ،‬واالعت ذار بم ا يرون ه من مع اذير‪ ،‬ب ل يمكنهم أثن اء‬
‫الحساب أن يستدعوا من شاءوا من الشهود‪ ،‬أو ممن يرضى بالدفاع عنهم‪.‬‬
‫وطبعا‪ ،‬فإن العدالة المطلق ة في اآلخ رة تس تدعي دراس ة ك ل قض ية‪ ،‬وبك ل‬
‫تفاصيلها‪ ،‬والحيثيات المحيطة بها‪ ،‬وتعالج القضايا جمعيا‪ ،‬وبكل سرعة‪ ،‬وليس مثل‬
‫محاكم الدنيا التي تتسم بالبطء والضعف الشديد‪ ،‬وال ذي ق د يس تغله المخ ادعون في‬
‫ت‬ ‫س َم ا َك َس بَ ْ‬ ‫ي هَّللا ُ ُك َّل نَ ْف ٍ‬
‫التفلت من أحكامها‪ ،‬وقد قال تعالى مشيرا إلى ذلك‪﴿ :‬لِيَجْ ِز َ‬
‫‪93‬‬
‫ت اَل‬‫س بِ َم ا َك َس بَ ْ‬ ‫﴿اليَوْ َم تُجْ زَى ُك لُّ نَ ْف ٍ‬ ‫ب﴾ [إبراهيم‪ ،]51 :‬وقال‪ْ :‬‬ ‫إِ َّن هَّللا َ َس ِري ُع ْال ِح َسا ِ‬
‫ب﴾ [غافر‪]17 :‬‬ ‫ظُ ْل َم ْاليَوْ َم إِ َّن هَّللا َ َس ِري ُع ْال ِح َسا ِ‬
‫ففي هاتان اآليتان الكريمتان إشارة إلى كل ذلك؛ فالحساب اإللهي يش مل ك ل‬
‫النفوس‪ ،‬وبكل ما كسبت أي ديها‪ ،‬وفي نفس ال وقت يك ون س ريعا‪ ،‬ال كمح اكم ال دنيا‬
‫القاصرة الضعيفة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك؛ فالحس اب اإللهي في ذل ك الموق ف ـ وبن اء على العدال ة‬
‫المطلقة ـ ال يستند للعلم اإللهي فقط‪ ،‬بل يستند ف وق ذل ك لك ل أولئ ك الش هود ال ذين‬
‫سبق ذكرهم‪ ،‬وال ذين ال يمكن خ داعهم أو رش وتهم‪ ،‬بخالف محاكم ات ال دنيا ال تي‬
‫يمكن أن يخ ادع فيه ا المتهم المحكم ة والقض اة‪ ،‬ب ل ق د يتمكن من إغ رائهم بم ا‬
‫يرغبون فيه من متاع الحياة الدنيا‪.‬‬
‫وقد أشار القرآن الكريم إلى محاولة المج رمين فع ل ذل ك في اآلخ رة‪ ،‬مثلم ا‬
‫كانوا يفعلونه في ال دنيا‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪﴿ :‬فَ ْاليَوْ َم ال ي ُْؤ َخ ُذ ِم ْن ُك ْم فِ ْديَ ةٌ َوال ِمنَ الَّ ِذينَ‬
‫ص يرُ﴾ (الحدي د‪ )15:‬أي ل و ج اء أح دكم‬ ‫س ْال َم ِ‬ ‫َكفَرُوا َم أْ َوا ُك ُم النَّا ُر ِه َي َم وْ ال ُك ْم َوبِ ْئ َ‬
‫اليوم بملء األرض ذهبا ً ومثله معه ليفتدي به من عذاب هّللا ما قبل منه‪.‬‬
‫ومثل ه ذك ر الق رآن الك ريم ي أس المج رم من اس تعمال ه ذه الوس يلة؛ فق ال‪:‬‬
‫احبَتِ ِه َوأَ ِخي ِه (‬ ‫ص ِ‬ ‫ب يَوْ ِمئِ ٍذ بِبَنِي ِه (‪َ )11‬و َ‬ ‫صرُونَهُ ْم يَ َو ُّد ْال ُمجْ ِر ُم لَوْ يَ ْفتَ ِدي ِم ْن َع َذا ِ‬ ‫﴿يُبَ َّ‬
‫ض َج ِميعًا ثُ َّم يُ ْن ِجي ِه﴾ [المعارج‪- 11 :‬‬ ‫صيلَتِ ِه الَّتِي تُ ْؤ ِوي ِه (‪َ )13‬و َم ْن فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫‪َ )12‬وفَ ِ‬
‫‪]14‬‬
‫وهكذا ذكر القرآن الكريم مسؤولية كل شخص في ذلك العالم عن نفسه‪ ،‬وأنه‬
‫اخ َشوْ ا يَوْ ًم ا اَل يَجْ ِزي‬ ‫ال ينفعه إال عمله‪ ،‬كما قال تعالى‪ ﴿ :‬يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا َربَّ ُك ْم َو ْ‬
‫از ع َْن َوالِ ِد ِه َش ْيئًا ﴾ [لقمان‪]33 :‬‬ ‫َوالِ ٌد ع َْن َولَ ِد ِه َواَل َموْ لُو ٌد ه َُو َج ٍ‬
‫وهك ذا؛ ف إن من مقتض يات العدال ة اإللهي ة في ذل ك الموق ف أال يحاس ب‬
‫الشخص إال على ما عملت يده‪ ،‬أو كان له سبب فيه؛ فال يحاسب على ما هو خ ارج‬
‫ت َو َعلَ ْيهَ ا َم ا‬ ‫عن قدرته‪ ،‬كما قال تعالى‪﴿ :‬اَل يُ َكلِّفُ هَّللا ُ نَ ْفسًا إِاَّل ُو ْس َعهَا لَهَ ا َم ا َك َس بَ ْ‬
‫ت﴾ [البقرة‪ ،]286 :‬وقال‪ ﴿ :‬اَل يُ َكلِّفُ هَّللا ُ نَ ْفسًا إِاَّل َما آتَاهَا﴾ [الطالق‪]7 :‬‬ ‫ا ْكتَ َسبَ ْ‬
‫وهكذا فإنه ال يحاسب على ما عمل غيره‪ ،‬إن لم يكن له عالق ة ب ه‪ ،‬كم ا ق ال‬
‫ع ُم ْثقَلَةٌ إِلَى ِح ْملِهَ ا اَل يُحْ َم لْ ِم ْن هُ َش ْي ٌء‬ ‫از َرةٌ ِو ْز َر أُ ْخ َرى َوإِ ْن تَ ْد ُ‬ ‫تعالى‪َ ﴿:‬واَل ت َِز ُر َو ِ‬
‫ض َّل‬ ‫َولَوْ َكانَ َذا قُرْ بَى﴾ [فاطر‪ ،]18 :‬وقال‪َّ ﴿ :‬م ِن ا ْهتَ دَى فَإِنَّ َم ا يَ ْهتَ دي لِنَ ْف ِس ِه َو َمن َ‬
‫ث َر ُس والً ﴾‬ ‫از َرةٌ ِو ْز َر أُ ْخ َرى َو َما ُكنَّا ُم َع ِّذبِينَ َحتَّى نَ ْب َع َ‬ ‫ضلُّ َعلَ ْيهَا َوالَ ت َِز ُر َو ِ‬ ‫فَإِنَّ َما يَ ِ‬
‫[اإلسراء‪]15:‬‬
‫‪ .4‬من تجليات العدالة اإللهية في أرض المحشر تلك الموازين الكث يرة ال تي‬
‫توزن بها األعم ال وأص حابها‪ ،‬بع د تل ك المراح ل الكث يرة الطويل ة ال تي يم ر به ا‬
‫اإلنسان‪ ،‬سواء في حياته الدنيا‪ ،‬أو في حياة البرزخ‪ ،‬أو بع د تل ك المواق ف الطويل ة‬
‫في أرض المحشر‪.‬‬
‫‪94‬‬
‫وْم ْال ِق َيا َم ِة َفال تُ ْ‬
‫ظ َل ُم َن ْفسٌ‬ ‫ط ِل َي ِ‬‫ازينَ ْال ِق ْس َ‬
‫َض ُع ْال َم َو ِ‬
‫وقد أشار إلى هذا قوله تعالى‪َ ﴿:‬ون َ‬
‫اس ِبينَ ﴾ (االنبياء‪)47:‬‬ ‫ال َحبَّ ٍة ِم ْن خَرْ د ٍَل َأ َت ْينَا ِب َها َو َك َفى ِبنَا َح ِ‬
‫َشيْئاً َو ِإ ْن َكانَ ِم ْث َق َ‬
‫فهذه اآلية الكريمة لم تصف الميزان إال بالدقة العالية‪ ،‬وكون ه ال يبخس أح دا‬
‫حقا من حقوقه‪ ،‬كما أنها ذكرت أنه ال يوجد ميزان واح د‪ ،‬ب ل م وازين متع ددة‪ ،‬أي‬
‫أن لك ل ش يء ميزان ه الخ اص ب ه‪ ..‬فللص بر ميزان ه‪ ..‬وللك رم ميزان ه‪ ..‬ولإليم ان‬
‫ميزانه‪ ..‬وغير ذلك‪ ،‬مثلما نجد في الدنيا الم وازين المختلف ة لك ل المق ادير المش كلة‬
‫للبناء الكوني أو الجسدي أو غيرهما‪.‬‬
‫وهكذا ورد في القرآن الكريم وصف الميزان بكون ه يخض ع لمع ايير الح ق‪،‬‬
‫ت‬ ‫ق فَ َم ْن ثَقُلَ ْ‬‫وأنه على أساسها يكون التمييز‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪َ ﴿:‬و ْال َو ْزنُ يَوْ َمئِ ٍذ ْال َح ُّ‬
‫ازينُ هُ فَأُولَئِ كَ هُ ُم‬ ‫ت َم َو ِ‬ ‫ك هُ ُم ْال ُم ْفلِحُونَ ﴾ (ألعراف‪ ،)8:‬وقال‪ ﴿:‬فَ َم ْن ثَقُلَ ْ‬ ‫ازينُهُ فَأُولَئِ َ‬ ‫َم َو ِ‬
‫ْال ُم ْفلِحُونَ ﴾ (المؤمنون‪)102:‬‬
‫ازينُ هُ فَأُولَئِ كَ الَّ ِذينَ‬ ‫ت َم َو ِ‬ ‫وبخالف ه من خفت موازين ه‪ ،‬ق ال تع الى‪َ ﴿:‬و َم ْن خَ فَّ ْ‬
‫ازينُ هُ‬ ‫ت َم َو ِ‬ ‫ظلِ ُمونَ ﴾ (ألعراف‪ ،)9:‬وقال‪َ ﴿:‬و َم ْن َخفَّ ْ‬ ‫خَ ِسرُوا أَ ْنفُ َسهُ ْم بِ َما َكانُوا بِآياتِنَا يَ ْ‬
‫َسرُوا أَ ْنفُ َسهُ ْم فِي َجهَنَّ َم خَالِ ُدونَ ﴾ (المؤمنون‪)103:‬‬ ‫فَأُولَئِكَ الَّ ِذينَ خ ِ‬
‫وبذلك فإن الوص ف ال ذي وص ف هللا تع الى ب ه الم يزان ال عالق ة ل ه بتل ك‬
‫التصورات واألخيلة ال تي اعتبره ا بعض هم أص ال من أص ول العقائ د‪ ،‬فوض ع في‬
‫صفات الميزان كونه ذا كفتين‪ ..‬وكل كفة لها حجم معين‪.‬‬
‫بناء على هذا سنستعرض ما ورد من األحاديث الموافقة للقرآن الكريم ح ول‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬والتي قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول العدالة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]394 :‬قال رسول هللا ‪( :‬نعم الشىء اإلمارة لمن أخ ذها بحقه ا‪،‬‬
‫وبئس الشىء اإلمارة لمن أخذها بغير حقها‪ ،‬فتكون عليه حسرة يوم القيامة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]395 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما جلس قوم مجلسا ق ط لم ي ذكروا هللا‬
‫إال كان عليهم حسرة يوم القيامة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]396 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من قوم جلسوا مجلسا لم يذكروا هللا‬
‫فيه إال كان عليهم ترة‪ ،‬وما من رجل مش ى طريق ا فلم ي ذكر هللا ع ز وج ل إال ك ان‬
‫عليه ترة‪ ،‬وما من رجل أوى إلى فراشه فلم يذكر هللا عز وج ل إال ك ان علي ه ت رة)‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]397 :‬قال رسول هللا ‪( :‬حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوج د‬
‫‪ )(1‬المعجم الكبير للطبرانى‪.5/138 :‬‬
‫‪ )(2‬قال الهيثمى‪ :‬رواه الطبرانى فى األوسط‪ ،‬وفي ه عم رو بن الحص ين العقيلى وه و م تروك‪ .‬مجم ع الزوائ د‪:‬‬
‫‪.10/80‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬والترمذي‪ ،‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪)80 /10‬‬
‫‪95‬‬
‫له من الخير شيء إال أنه كان يخال ط الن اس وك ان موس راً‪ ،‬فك ان ي أمر غلمان ه أن‬
‫يتجاوزوا عن المعسر‪ .‬قال‪ :‬قال هللا عز وجل‪ :‬نحن أحق بذلك منه‪ ،‬تج اوزوا عن ه)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]398 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬في خطبت ه في حج ة ال وداع‪( :‬وأنتم‬
‫تسألون عني‪ ،‬فما أنتم قائلون؟)‪ ،‬قالوا‪ :‬نشهد أنك قد بلغت وأديت ونص حت‪ ،‬فق ال ـ‬
‫بإص بعه الس بابة‪ ،‬يرفعه ا إلى الس ماء وينكته ا إلى الن اس ـ‪( :‬اللهم‪ ،‬اش هد‪ ،‬اللهم‪،‬‬
‫اشهد) ثالث مرات(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]399 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ال ت زول ق دم ابن آدم ي وم القيام ة من‬
‫عند ربه حتى يسأل عن خمس‪ :‬عن عمره فيم أفناه‪ ،‬وعن شبابه فيم أباله‪ ،‬وماله من‬
‫أين اكتسبه وفيم أنفقه‪ ،‬وماذا عمل فيما علم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]400 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيام ة‬
‫من عمله صالته‪ ،‬فإن صلحت فقد أفلح وأنجح‪ ،‬وإن فسدت فق د خ اب وخس ر‪ ،‬ف إن‬
‫انتقص من فريضته ش يء ق ال ال رب ع ز وج ل‪ :‬انظ روا ه ل لعب دي من تط وع‪،‬‬
‫فيكمل به ما انتقص من الفريضة‪ ،‬ثم يكون سائر عمله على ذلك) (‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]401 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن أول م ا يحاس ب الن اس ب ه ي وم‬
‫القيامة من أعمالهم الصالة‪ ،‬قال‪ :‬يقول ربنا عز وج ل لمالئكت ه‪ :‬انظ روا في ص الة‬
‫عبدي‪ ،‬أتمها أم نقصها؟ فإن كانت تامة كتبت له تامة‪ ،‬وإن ك ان انتقص منه ا ش يئاً‪،‬‬
‫قال‪ :‬انظروا‪ ،‬هل لعبدي من تطوع‪ ،‬فإن كان له تطوع‪ ،‬قال‪ :‬أتموا لعب دي فريض ته‬
‫من تطوعه‪ ،‬ثم تؤخذ األعمال بعد ذلك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]402 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال تقتل نفس ظلما إال كان على ابن آدم‬
‫األول كفل من دمها‪ ،‬ألنه كان أول من سن القتل)(‪)6‬‬
‫فهذا الحديث يشير إلى أن جرائم ابن آدم الذي سن القتل‪ ،‬لن يكفي فيها كتاب ه‬
‫الخاص به‪ ،‬والذي يكتفي بأعماله طيلة حياته‪ ،‬وإنم ا يض م إليه ا ه ذه الج رائم ال تي‬
‫تجاوزت حياته‪ ،‬وشخصه‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]403 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من سن في اإلسالم سنة حسنة‪ ،‬كان له‬
‫أجرها وأجر من عمل بها من بعده‪ ،‬من غير أن ينقص من أجورهم شيئا‪ ،‬ومن سن‬
‫في اإلسالم سنة سيئة‪ ،‬كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بع ده‪ ،‬من غ ير أن‬
‫ينقص من أوزارهم شيئا)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]404 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ي ؤتى ي وم القيام ة بص حف مختم ة‪،‬‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم (‪)1561‬‬
‫‪ )(2‬صحيح مسلم ‪ 2/886‬ح(‪)1218‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي (‪)2416‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو داود (‪ ،)864‬والترمذي (‪ ،)413‬والنسائي (‪ ،)232 /1‬وابن ماجه (‪)1425‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو داود (‪)864‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري (‪ )3336‬ومسلم (‪)1677‬‬
‫‪ )(7‬رواه مسلم برقم (‪)1017‬‬
‫‪96‬‬
‫فتنصب بين يدي هللا تبارك وتعالى‪ ،‬فيقول تبارك وتع الى‪ ،‬ألق وا ه ذه واقبل وا ه ذه‪،‬‬
‫فتقول المالئكة‪ ،‬وعزتك ما رأينا إال خيراً‪ ،‬فيق ول هللا ع ز وج ل إن ه ذا ك ان لغ ير‬
‫وجهي‪ ،‬وإني ال أقبل اليوم إال م ا ابتغي ب ه وجهي) وفي رواي ة‪( :‬فتق ول المالئك ة‪:‬‬
‫وعزتك ما كتبنا إال ما عمل‪ ،‬قال‪ :‬صدقتم إن عمله كان لغير وجهي) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]405 :‬قال رسول هللا ‪ ‬عند رجوعه من غزوة ح نين‪ ،‬وق د ن زل‬
‫قفراً من األرض ليس فيه شيء‪( :‬من وجد عوداً فليأت به‪ ،‬ومن وجد حطبا ً أو ش يئا ً‬
‫فليأت به)‪ ،‬وبعد أن جمعوا ركاما من الحطب‪ ،‬قال ‪( :‬أترون هذا؟ فك ذلك تجم ع‬
‫الذنوب على الرجل منكم كما جمعتم ه ذا‪ ،‬فليت ق هللا رج ل‪ ،‬وال ي ذنب ص غيرة وال‬
‫كبيرة‪ ،‬فإنها محصاة عليه) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]406 :‬قال رسول هللا ‪( :‬طوبى لمن وجد في صحيفته اس تغفاراً‬
‫كثيراً)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]407 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬في قول ه تع الى‪﴿ :‬ثُ َّم لَتُ ْس أَلُ َّن يَوْ َمئِ ٍذ ع َِن‬
‫النَّ ِع ِيم﴾ [التكاثر‪( :]8 :‬والذي نفسي بي ده من النعيم ال ذي تس ألون عن ه ي وم القيام ة‪:‬‬
‫ظل بارد ورطب طيب وماء بارد) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]408 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أول ما يسأل عنه العبد ي وم القيام ة‬
‫من النعيم أن يقال له‪ :‬ألم نصح لك جسمك‪ ،‬ونرويك من الماء البارد؟) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]409 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن النعم‪ ،‬وه ل يحاس ب عليه ا‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫(نعم إال من ثالث‪ :‬خرقة كف بها الرجل عورته‪ ،‬أو كسرة سد بها جوعته‪ ،‬أو حجر‬
‫يتدخل فيه من الحر والقر) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]410 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ي ا معش ر من آمن بلس انه ولم ي دخل‬
‫اإليمان قلبه ال تغتابوا المسلمين‪ ،‬وال تتّبعوا عوراتهم؛ فإنّه من اتّبع ع وراتهم‪ ،‬يتّب ع‬
‫هللا عورته‪ ،‬ومن يتّبع هللا عورته يفضحه في بيته) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]411 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من أذ ّل عنده م ؤمن فلم ينص ره وه و‬
‫ل على رؤوس الخالئق يوم القيامة) (‪)8‬‬ ‫قادر على أن ينصره أذلّه هللا ع ّز وج ّ‬
‫[الحــديث‪ ]412 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من أك ل برج ل مس لم أكل ة ف ّ‬
‫إن هللا‬
‫إن هللا يكس وه مثل ه من جهنّم‪،‬‬ ‫يطعمه مثلها في جهنّم‪ ،‬ومن كسي ثوبا برجل مسلم ف ّ‬

‫‪ )(1‬رواه الطبراني في (المعجم األوسط) (‪)2603( )97 /3‬‬


‫‪ )(2‬رواه الطبراني (‪)5485( )52 /6‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن ماج ه (‪ ،)3093‬وال بزار (‪ ،)3508( )433 /8‬والنس ائى في (الس نن الك برى) (‪( )118 /6‬‬
‫‪)10289‬‬
‫‪ )(4‬رواه الترمذي (‪)2369‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي (‪)3358‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد (‪)20244‬‬
‫‪ )(7‬رواه أبو داود (‪)4880‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد (‪)487 /3‬‬
‫‪97‬‬
‫القيامة)(‪)1‬‬ ‫فإن هللا يقوم به مقام سمعة ورياء يوم‬ ‫ومن قام برجل مقام سمعة ورياء‪ّ ،‬‬
‫[الحــديث‪ ]413 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬المس لم أخ و المس لم ال يظلم ه وال‬
‫يسلمه‪ ،‬ومن كان في حاجة أخيه كان هللا في حاجته‪ ،‬ومن فرّج عن مسلم كربة فرّج‬
‫هللا عنه كربة من كربات يوم القيامة‪ ،‬ومن ستر مسلما ستره هللا يوم القيامة) (‪)2‬‬
‫إن هللا لَيَس أ َ ُل العب َد ي و َم القيام ة ح تى‬ ‫[الحديث‪ ]414 :‬قال رس ول هللا ‪َّ ( :‬‬
‫َّ‬
‫يَقُول‪ :‬ما منع ك إذ رأيتَ المنك ر أن تُن ِك ره؟ ف إذا لقن هللا عب دًا حجَّت ه ق ال‪ :‬ي ا رب‪،‬‬
‫رجوتك وفرقت من الناس)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]415 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ال دواوين عن د هللا ع ز وج ل ثالث ة‪:‬‬
‫ديوان ال يعبأ هللا به شيئاً‪ ،‬وديوان ال يترك هللا منه شيئاً‪ ،‬ودي وان ال يغف ره هللا‪ ،‬فأم ا‬
‫الديوان الذي ال يغفره هللا‪ :‬فالشرك باهلل‪ ،‬قال هللا عز وجل‪﴿ :‬إِنَّهُ َم ْن ي ُْش ِر ْك بِاهَّلل ِ فَقَ ْد‬
‫َح َّر َم هَّللا ُ َعلَ ْي ِه ْال َجنَّةَ﴾ [المائ دة‪ ،]72 :‬وأم ا ال ديوان ال ذي ال يعب أ هللا ب ه ش يئاً‪ ،‬فظلم‬
‫العبد نفسه فيما بينه وبين ربه‪ ،‬من صوم ي وم ترك ه أو ص الة تركه ا‪ ،‬ف إن هللا ع ز‬
‫وجل يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء‪ ،‬وأم ا ال ديوان ال ذي ال ي ترك هللا من ه ش يئاً‪ :‬فظلم‬
‫العباد بعضهم بعضاً‪ ،‬القصاص ال محالة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]416 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من كانت عنده مظلم ة ألخي ه فليتحلل ه‬
‫منها‪ ،‬فإنه ليس ث َّم دينار وال درهم من قبل أن يؤخذ ألخيه من حس ناته‪ ،‬ف إن لم يكن‬
‫له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]417 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أت درون من المفلس؟) ق الوا‪ :‬المفلس‬
‫فين ا من ال درهم ل ه وال مت اع‪ ،‬فق ال‪( :‬إن المفلس من أم تي من ي أتي ي وم القيام ة‬
‫بصالة وصيام وزكاة‪ ،‬ويأتي وقد شتم هذا‪ ،‬وقذف ه ذا‪ ،‬وأك ل م ال ه ذا‪ ،‬وس فك دم‬
‫هذا‪ ،‬وضرب هذا‪ ،‬فيعطى هذا من حسناته‪ ،‬وهذا من حسناته‪ ،‬فإن فنيت حسناته قبل‬
‫أن يقضى ما عليه‪ ،‬أخذ من خطاياهم فطرحت عليه‪ ،‬ثم طرح في النار)(‪)6‬‬
‫(إن الشيطان ق د يئس أن تعب د األص نام‬ ‫[الحديث‪ ]418 :‬قال رسول هللا ‪ّ :‬‬
‫بأرض العرب ولكن سيرضى منكم بما ه و دون ذل ك ب المحقّرات وهي الموبق ات‪،‬‬
‫فإن العب د ليجيء ي وم القيام ة بأمث ال الجب ال من الطاع ات‬ ‫فاتّقوا الظلم ما استطعتم ّ‬
‫إن فالن ا ظلم ني بمظلم ة‬ ‫فيرى أنّها ستنجينّه‪ ،‬فما ي زال عب د يجيء فيق ول‪ :‬ي ا ربّ ّ‬
‫وإن مث ل‬ ‫فيقال‪ :‬امح من حسناته‪ ،‬فما يزال كذلك حتى ما يبقى له من حسناته شيء‪ّ ،‬‬
‫ذلك مثل سفر نزل وا بفالة من األرض ليس معهم حطب فتف رّق الق وم ف احتطبوا فلم‬

‫‪ )(1‬رواه أبو داود (‪ )4881‬وأحمد (‪)229 /4‬‬


‫‪ )(2‬البخاري‪ -‬الفتح ‪ )2442( 5‬واللفظ له‪ ،‬مسلم (‪)2580‬‬
‫‪ )(3‬الحميدي (‪ )739‬وأحمد ‪)11232( 3/27‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد (‪ ،)26073( )240 /6‬والحاكم (‪)619 /4‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري (‪)6534‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم رقم (‪ ،)2581‬والترمذي رقم (‪)2420‬‬
‫‪98‬‬
‫ّ‬
‫الذنوب)(‪)1‬‬
‫يلبثوا أن أوقدوا نارهم وصنعوا ما أرادوا وكذلك‬
‫[الحديث‪ ]419 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يخلص المؤمنون من الن ار‪ ،‬فيحبس ون‬
‫على قنط رة بين الجن ة والن ار‪ ،‬فيقص لبعض هم من بعض مظ الم ك انت بينهم في‬
‫ال دنيا‪ ،‬ح تى إذا ه ذبوا ونق وا أذن لهم في دخ ول الجن ة‪ ،‬فوال ذي نفس محم د بي ده‬
‫ألحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]420 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال يبقى بر وال فاجر إال دخلها‪ ،‬فتك ون‬
‫على الم ؤمن ب رداً وس الما ً كم ا ك انت على إب راهيم‪ ،‬ح تى إن للن ار ض جيجا ً من‬
‫بردهم‪ ،‬ثم ينجي هّللا الذين اتقوا ويذر الظالمين فيها جثياً) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]421 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أول ما يقضى بين الناس بالدماء)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]422 :‬قال رسول هللا ‪( :‬كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في‬
‫الميزان حبيبتان إلى الرحمن‪ :‬سبحان هللا وبحمده سبحان هللا العظيم) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]423 :‬قال رسول هللا ‪ ‬لجويري ة‪( :‬لق د قلت بع دك أرب ع كلم ات‬
‫ثالث مرات لو وزنت بما قلت منذ الي وم ل وزنتهن‪ :‬س بحان هللا وبحم ده ع دد خلق ه‬
‫ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]424 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬خص لتان أو خلت ان ال يحاف ظ عليهم ا‬
‫عبد مسلم‪ ،‬إال دخل الجنة‪ ،‬هما يسير‪ ،‬ومن يعمل بهما قليل‪ ،‬يسبح في دبركل ص الة‬
‫عشرا‪ ،‬ويحمد عشرا‪ ،‬ويكبرعشرا‪ ،‬فذلك خمسون ومائة باللسان‪ ،‬وألف وخمس مائة‬
‫في الميزان‪ ،‬يكبر أربع ا وثالثين إذا أخ ذ مض جعه‪ ،‬ويحم د ثالث ا وثالثين‪ ،‬ويس بح‬
‫ثالثا وثالثين‪ ،‬فتلك مائة باللسان‪ ،‬وأل ف في الم يزان)‪ ،‬ق الوا‪ :‬ي ا رس ول هللا‪ ،‬كي ف‬
‫هما يسير‪ ،‬ومن يعمل بهما قليل؟ قال‪( :‬يأتي أحدكم الشيطان في منامه‪ ،‬فينومه قب ل‬
‫أن يقوله‪ ،‬ويأتيه في صالته فيذكره حاجه قبل أن يقولها)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]425 :‬قال رسول هللا ‪( :‬بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان‪ :‬ال‬
‫إل ه إال هللا‪ ،‬وس بحان هللا‪ ،‬والحم د هلل‪ ،‬وهللا أك بر‪ ،‬والول د الص الح للم رء المس لم‬
‫فيحتسبه) (‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]426 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من شيء أثقل في الميزان من حسن‬
‫الخلق) (‪)9‬‬

‫‪ )(1‬قال العراقي في [تخريج أحاديث إحياء علوم الدين (‪ /])2690 /6‬رواه أحمد بإسناد حسن‪ ،‬ورواه أبو يعلى‬
‫والخرائطي في مساوئ األخالق والطبراني في الكبير والحاكم والضياء‪.‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري (‪)6535‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد (‪)3/328‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري (‪ ،)6533‬ومسلم (‪)1678‬‬
‫‪ )(5‬رواه البخاري(‪ )6406‬ومسلم (‪)2694‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم (‪)2726‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد (‪ )6616‬وأبو داود(‪ )5065‬والترمذي(‪ )3410‬والنسائي(‪ )1331‬وابن ماجة(‪)926‬‬
‫‪ )(8‬رواه أحمد(‪)15107‬‬
‫‪ )(9‬رواه أبو داود(‪)4799‬‬
‫‪99‬‬
‫[الحديث‪ ]427 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من ش يء يوض ع في الم يزان أثق ل‬
‫من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والص الة)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]428 :‬قال رس ول هللا ‪ ‬ألبي ذر‪(:‬أال أدل ك على خص لتين هم ا‬
‫خفيفتان على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهم ا؟ ق ال‪ :‬بلى ي ا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫(عليك بحسن الخلق‪ ،‬وطول الصمت‪ ،‬فوالذي نفسي بيده ما عمل الخالئ ق بمثلهم ا)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]429 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من دعا إلى ه دى‪ ،‬ك ان ل ه من األج ر‬
‫مثل أجور من تبعه‪ ،‬ال ينقص ذلك من أجورهم شيئا) (‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]430 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬من نَفَّس عن م ؤمن كرب ة من ك رب‬
‫عس ر‪ ،‬يس ر هللا‬ ‫الدنيا‪ ،‬نَفَّس هللا عنه كربة من ك رب ي وم القيام ة‪ ،‬ومن يَ َّس َر على ُم ِ‬
‫عليه في الدنيا واآلخرة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]431 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬من َس َره أن يُ ْن ِجيَ هُ هللا من ُك َرب ي وم‬
‫معسر‪ ،‬أو يضع عنه) (‪)5‬‬ ‫ٍ‬ ‫القيامة فليُنَفِّس عن‬
‫[الحديث‪ ]432 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من عال جاريتين حتى تبلغا‪ ،‬جاء ي وم‬
‫القيامة أنا وهو)‪ .‬وضم أصابعه(‪.)6‬‬
‫[الحديث‪ ]433 :‬روي في الحديث أنه عندما تعجب الصحابة من دق ة س اقي‬
‫عبد هللا بن مسعود قال لهم رسول هللا ‪(:‬أتعجبون من دقة ساقيه والذي نفسي بيده‬
‫لهما في الميزان أثقل من أحد)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]435 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يوزن يوم القيامة م داد العلم اء ودم اء‬
‫الشهداء فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء)(‪)8‬‬
‫ْ‬
‫[الحديث‪ ]435 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في قوله تعالى‪ ﴿:‬فَال نُقِي ُم لَهُ ْم يَوْ َم القِيَا َم ِة‬
‫َو ْزناً﴾ (الكهف‪( :)105 :‬يؤتى يوم القيام ة بالرج ل الس مين فال ي زن عن د هّللا جن اح‬
‫بعوضة)(‪ ،)9‬ثم قرأ قوله تعالى‪ ﴿:‬فَال نُقِي ُم لَهُ ْم يَوْ َم ْالقِيَا َم ِة َو ْزناً﴾ (الكهف‪)105 :‬‬
‫[الحديث‪ ]436 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الرج ل ليتكلم بالكلم ة من رض وان‬
‫هللا تعالى ما يظن أن تبلغ م ا بلغت‪ ،‬يكتب هللا ل ه به ا رض وانه إلى ي وم يلق اه‪ ،‬وإن‬
‫الرجل ليتكلم بالكلمة من س خط هللا م ا يظن أن تبل غ م ا بلغت‪ ،‬يكتب هللا علي ه به ا‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه الترمذي(‪)2003‬‬
‫‪ )(2‬كشف األستار عن زوائد البزار (‪)220 /4‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم‪6804/‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم‪6853 /‬‬
‫‪ )(5‬رواه مسلم‪7512 /‬‬
‫‪ )(6‬رواه مسلم‪6695 /‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد (‪)1/420‬‬
‫‪ )(8‬عزاه المناوى (‪ )6/466‬للشيرازى فى كتاب األلقاب‪.‬‬
‫‪ )(9‬رواه البخاري برقم (‪)4729‬‬
‫‪100‬‬
‫يلقاه)(‪)1‬‬
‫سخطه إلى يوم‬
‫[الحديث‪ ]437 :‬قال رسول هللا ‪( :‬تنصب الم وازين ي وم القيام ة‪ ،‬في ؤتى‬
‫بأهل الصالة فيوفون أج ورهم ب الموازين‪ ،‬وي ؤتى بأه ل الص يام فيوف ون أج ورهم‬
‫بالموازين‪ ،‬ويؤتى بأه ل الص دقة فيوف ون أج ورهم ب الموازين‪ ،‬وي ؤتى بأه ل الحج‬
‫فيوفون أجورهم بالموازين‪ ،‬وي ؤتى بأه ل البالء فال ينص ب لهم م يزان وال ينتش ر‬
‫لهم ديوان ويصب عليهم األجر صبا ً بغير حساب)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]438 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لتؤدن الحقوق إلى أهله ا ي وم القيام ة‪،‬‬
‫حتى يقاد للشاة الجلحاء‪ ،‬من الشاة القرناء)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]439 :‬رأى رسول هللا ‪ ‬شاتين تنتطحان‪ ،‬فق ال ألبي ذر‪ :‬ي ا أب ا‬
‫ذر‪ ،‬هل تدري فيم تنتطحان؟ قال؟ ال‪ ،‬قال‪( :‬لكن هللا يدري‪ ،‬وسيقضي بينهما) (‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]440 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬يقض ي هللا بين خلق ه الجن واإلنس‬
‫والبهائم‪ ،‬وإنه ليقيد يومئذ الجماء من القرناء)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]441 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في الحديث القدسي‪( :‬وع زتي ال يس كنها‬
‫مدمن خمر وال ديوث)‪ ،‬قالوا‪(:‬يا رسول هللا وما الديوث؟)‪ ،‬قال‪(:‬من يقر الس وء في‬
‫أهله) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]442 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من قتل معاهدا لم ي رح رائح ة الجن ة‪،‬‬
‫وأن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما) (‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]443 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أال من قت ل نفس ا معاه دة ل ه وذم ة‬
‫رسوله فقد أخفر بذمة هللا فال يرح رائحة الجنة‪ ،‬وإن الجنة ليوجد ريحها من مسيرة‬
‫سبعين خريفا) (‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]444 :‬قال رسول هللا ‪( :‬م ا من إم ام وال وال ب ات ليل ة س وداء‬
‫غاشا لرعيته إال حرم هللا عليه الجنة وعرفها يوج د ي وم القيام ة من مس يرة س بعين‬
‫سنة) (‪)9‬‬
‫[الحـــديث‪ ]445 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من اس ترعى رعي ة فلم يحطهم‬
‫بنصيحة لم يجد ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة مائ ة ع ام‪ .‬من انتس ب إلى‬
‫غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمس مائة عام) (‪)10‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ‪ ،266 / 11‬ومسلم رقم (‪ ،)2988‬والترمذي رقم (‪)2315‬‬


‫‪ )(2‬الترغيب والترهيب لقوام السنة (‪)334 /1‬‬
‫‪ )(3‬صحيح مسلم ‪ 4/1997‬ح(‪)2582‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد ‪)21768( 5/162‬‬
‫‪ )(5‬ابن جرير في تفسيره (‪)18 - 17 / 30‬‬
‫‪ )(6‬رواه الخرائطي في مساوئ االخالق‪ ،‬كنز العمال (‪)131 /6‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري ‪ 193 / 6‬و‪.194‬‬
‫‪ )(8‬رواه الترمذي رقم (‪ ،)1403‬وابن ماجة رقم (‪)2687‬‬
‫‪ )(9‬رواه الطبراني في الكبير كما فى مجمع الزوائد (‪)5/213‬‬
‫‪ )(10‬رواه البخاري ‪ ،112 / 13‬ومسلم رقم (‪)142‬‬
‫‪101‬‬
‫[الحديث‪ ]446 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال يدخل الجن ة ش يخ زان‪ ،‬وال مس كين‬
‫مستكبر‪ ،‬وال منان بعمله على هللا) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]447 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ثالثة ال ينظر هللا إليهم يوم القيامة‪ ،‬وال‬
‫يزكيهم‪ ،‬ولهم عذاب أليم‪ :‬شيخ زان‪ ،‬وملك كذاب‪ ،‬وعائل مستكبر) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]448 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إياكم وعقوق الوالدين؛ فإن الجنة يوجد‬
‫ريحها من مسيرة ألف عام وال يجد ريحه ا ع اق وال ق اطع رحم وال ش يخ زان وال‬
‫جار إزاره خيالء‪ ،‬إنما الكبرياء هلل عز وجل) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]449 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ص نفان من أه ل الن ار لم أرهم ا بع د‪:‬‬
‫قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس‪ ،‬ونساء كاسيات عاري ات مميالت‬
‫م ائالت رؤس هن كأس نمة البخت المائل ة‪ ،‬ال ي دخلن الجن ة وال يج دن ريحه ا‪ ،‬وإن‬
‫ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]450 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال تسأل المرأة زوجها الطالق في غير‬
‫كنهه فتجد ريح الجنة! وإن ريحها لتوجد من مسيرة أربعين عاما) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]451 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬رأيت رجالً من أم تي على الص راط‪،‬‬
‫يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف‪ ،‬فجاءه حسن ظنه باهلل‪ ،‬فس َّكن رعدت ه‬
‫ومض ى على الص راط‪ ،‬ورأيت رجالً من أم تي على الص راط‪ ،‬يزح ف أحيان اً‪،‬‬
‫ويحبو أحياناً‪ ،‬ويتعلق أحياناً‪ ،‬فجاءته صالته علي فأقامته على قدميه‪ ،‬ومض ى على‬
‫الصراط)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]452 :‬س ئل رس ول هللا ‪ :‬م ا الجس ر ي ا رس ول هللا؟‪ ..‬ق ال‪:‬‬
‫(مدخض ة مزل ة‪ ،‬علي ه خط اطيف‪ ،‬وكالليب‪ ،‬وحس كة مفلطح ة له ا ش وكة عقيف اء‬
‫تكون بنجد يقال لها السعدان) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]453 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يحمل الناس على الصراط يوم القيام ة‬
‫فتتقادع(‪ )8‬بهم جنبتا الصراط تقادع الفراش في النار) (‪)9‬‬
‫[الحــديث‪ ]454 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬في ح افتي الص راط كالليب معلق ة‬
‫مأمورة بأخذ من أمرت به) (‪)10‬‬
‫[الحديث‪ ]455 :‬قال رسول هللا ‪( :‬بالصراط كالليب مث ل ش وك الس عدان‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم (‪ ،107‬أحمد (‪)2/480‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم (‪ ،107‬أحمد (‪)2/480‬‬
‫‪ )(3‬رواه الديلمي‪ ،‬كنز العمال (‪)77 /16‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم (‪ 6/168‬و‪)8/155‬‬
‫‪ )(5‬رواه أبو داود رقم (‪ ،)2226‬والترمذي رقم (‪)1187‬‬
‫‪ )(6‬أمالي الصدوق‪301:‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري (‪ )7439‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪)183‬‬
‫‪ )(8‬قال ابن األث ير في (النهاي ة) (‪( :)24 /4‬قول ه‪( :‬فتتق ادع بهم جنبت ا الص راط تق ادع الف راش في الن ار) أي‬
‫تسقطهم فيها بعضهم فوق بعض‪ .‬وتقادع القوم‪ :‬إذا مات بعضهم إثر بعض)‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد (‪ ،)20457( )43 /5‬والطبراني في (المعجم الصغير) (‪)929( )142 /2‬‬
‫‪ )(10‬رواه مسلم (‪)195‬‬
‫‪102‬‬
‫أما رأيتم شوك السعدان؟) قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا‪ ،‬قال‪( :‬فإنها مثل ش وك الس عدان‪،‬‬
‫غير أن ال يعلم قدر عظمها إال هللا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]456 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ويوض ع الص راط مث ل ح د الموس ى‪،‬‬
‫فتق ول المالئك ة‪ :‬من يج يز على ه ذا؟ فيق ول‪ :‬من ش ئت من خلقي‪ :‬فيقول ون‪ :‬م ا‬
‫عبدناك حق عبادتك)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]457 :‬قال رسول هللا ‪( :‬الصراط كحد السيف‪ ،‬دحض مزلة)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]458 :‬عن أنس قال‪ :‬سألت رسول هللا ‪‬أن يشفع لي يوم القيام ة‪،‬‬
‫قال‪( :‬أنا فاع ٌل إن شاء هللا) قلت‪ :‬فأين أطلبك؟ قال‪( :‬أول ما تطلبي على الص راط)‪،‬‬
‫قلت‪ :‬فإن لم ألقك على الصراط؟ ق ال‪( :‬ف اطلبني عن د الم يزان)‪ ،‬قلت‪ :‬ف إن لم ألق ك‬
‫عند الميزان؟ قال‪( :‬فاطلبني عند الحوض‪ ،‬فإني ال أخطي هذه الثالثة مواطن) (‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]459 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ش عار المؤم نين على الص راط ي وم‬
‫القيامة‪ :‬رب سلم سلم)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]460 :‬قال رسول هللا ‪( :‬تقول النار للمؤمن يوم القيامة‪ :‬جز يا‬
‫مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]461 :‬عن عائشة قالت‪ :‬ذكرت النار فبكيت‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪:‬‬
‫(ما يبكيك؟) قلت‪ :‬ذكرت النار فبكيت‪ ،‬فهل تذكرون أهليكم يوم القيامة؟ فق ال‪( :‬أم ا‬
‫في ثالثة مواطن فال يذكر أح ٌد أحدا‪ .‬عند الميزان حتى يعلم أيخ ف ميزان ه أم يثق ل‪،‬‬
‫وعند تطاير الصحف ح تى يعلم أين يق ع كتاب ه في يمين ه أم في ش ماله أم من وراء‬
‫ظهره‪ ،‬وعند الصراط إذا وضع بين ظهراني جهنم حتى يجوز)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]462 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من ك انت عن ده مظلم ة ألخي ه من‬
‫عرضه أو شي ٌء منه فليحلله منه اليوم قبل أن ال يكون دين ا ٌر وال دره ٌم‪ ،‬إن ك ان ل ه‬
‫نات أخ ذ من س يئات ص احبه‬ ‫عم ٌل صال ٌح أخذ منه بقدر مظلمته‪،‬وإن لم يكن ل ه حس ٌ‬
‫فحمل عليه)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]463 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من نوقش الحس اب ع ذب)‪ ،‬فقي ل ل ه‪:‬‬
‫أليس يقول هللا‪﴿ :‬فَأ َ َّما َم ْن أُوتِ َي ِكتَابَهُ بِيَ ِمينِ ِه (‪ )7‬فَ َس وْ فَ ي َُح َ‬
‫اس بُ ِح َس ابًا يَ ِس يرًا (‪)8‬‬
‫َويَ ْنقَلِبُ إِلَى أَ ْهلِ ِه َم ْسرُورًا ﴾ [االنشقاق‪ ،]9 - 7 :‬فقال‪( :‬إنما ذلك العرض وليس أح ٌد‬
‫يحاسب يوم القيامة إال هلك)(‪ ،)9‬وفي رواية‪( :‬وليس أح ٌد يناقش الحساب يوم القيامة‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري (‪ ،)7437‬ومسلم (‪)182‬‬


‫‪ )(2‬رواه الحاكم (‪)629 /4‬‬
‫‪ )(3‬رواه الحاكم (‪)408 /2‬‬
‫‪ )(4‬الترمذي (‪)2433‬‬
‫‪ )(5‬الترمذي (‪)2432‬‬
‫‪ )(6‬الطبراني (‪)22/258‬‬
‫‪ )(7‬أبو داود (‪)4755‬‬
‫‪ )(8‬البخاري (‪)2449‬‬
‫‪ )(9‬البخاري (‪ ،)103‬ومسلم (‪ ،)2876‬وأبو داود (‪ )3093‬والترمذي (‪)2426‬‬
‫‪103‬‬
‫عذب)(‪)1‬‬ ‫إال‬
‫[الحديث‪ ]464 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أول م ا يحاس ب علي ه العب د الص الة‪،‬‬
‫وأول ما يقضى بين الناس في الدماء)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]465 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال تزول ق دما ابن آدم ي وم القيام ة من‬
‫عند ربه حتى يسأل عن خمس؛ عن عمره فيما أفن اه؟ وعن ش بابه فيم ا أباله؟ وعن‬
‫ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]466 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يج اء ب ابن آدم ي وم القيام ة كأن ه بذج‪،‬‬
‫فيوق ف بين ي دي هللا تع الى فيق ول هللا‪ :‬أعطيت ك‪ ،‬وخولت ك‪ ،‬وأنعمت علي ك‪ ،‬فم اذا‬
‫صنعت؟ يقول‪ :‬يا رب جمعت ه وثمرت ه وتركت ه أك ثر م ا ك ان‪ ،‬ف ارجعني آت ك ب ه‪،‬‬
‫فيقول له‪ :‬أرني ما ق دمت‪ ،‬فيق ول‪ :‬ي ا رب جمعت ه وثمرت ه وتركت ه أك ثر م ا ك ان‪،‬‬
‫فارجعني آتك به‪ ،‬فإذا عبد لم يقدم خيرا‪ ،‬فيمضى به إلى النار)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]467 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬يلقى العب د رب ه فيق ول أي ف ل‪ :‬ألم‬
‫أكرمك وأسودك وأزوجك‪ ،‬وأسخر لك الخيل واإلبل‪ ،‬وأذرك ترأس وتربع؟ فيق ول‪:‬‬
‫بلى ي ا رب‪ ،‬فيق ول‪ :‬ق د ظننت أن ك مالقي؟ فيق ول‪ :‬ال‪ ،‬فيق ول‪ :‬ف إني أنس اك كم ا‬
‫نسيتني‪ ،‬ثم يلقى الثاني فذكر مثل ه‪ ،‬ثم يلقى الث الث ف ذكر مثل ه‪ ،‬إلى أن ق ال‪ :‬أظننت‬
‫أن ك مالقى؟ فيق ول‪ :‬أي رب‪ ،‬آمنت ب ك‪ ،‬وبكتاب ك‪ ،‬وبرس لك‪ ،‬وص ليت‪ ،‬وص مت‪،‬‬
‫وتصدقت‪ ،‬ويثني بخير ما استطاع‪ ،‬فيق ول‪ :‬هاهن ا‪ ،‬إذا‪،‬ثم يق ول‪ :‬اآلن نبعث ش اهدا‬
‫عليك‪ ،‬فيتفكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه؟ فيختم على فيه‪ ،‬ويقال لفخذه‪ :‬انطق‪،‬‬
‫فتنطق فخذه ولحمه وعظام ه بعمل ه‪ ،‬وذل ك ليع ذر من نفس ه وذل ك المن افق‪ ،‬وذل ك‬
‫الذي سخط هللا عليه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]468 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬يا رسول هللا إن لي مملوكين يك ذبونني‬
‫ويخونونني ويعصونني‪ ،‬وأشتمهم وأش ربهم‪ ،‬فكي ف أن ا منهم؟ فق ال الن بي ‪( :‬إذا‬
‫كان يوم القيامة يحسب ما خانوك وعصوك وكذبوك وعقابك إياهم‪ ،‬فإن كان عقابك‬
‫إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا‪ ،‬ال لك وال عليك‪ ،‬وإن كان عقاب ك إي اهم دون ذن وبهم‪،‬‬
‫كان فضال لك‪ ،‬وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم‪ ،‬اقتص لهم منك الفض ل)‪ ،‬فتنحى‬
‫َض ُع ْال َم َو ِ‬
‫ازينَ‬ ‫﴿ون َ‬‫الرجل وجعل يهتف ويبكي‪ ،‬فقال له ‪ :‬أما تقرأ قول هللا تعالى‪َ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْالقِ ْسطَ لِيَوْ ِم ْالقِيَا َم ِة فَاَل تُ ْ‬
‫ظلَ ُم نَ ْفسٌ َش ْيئًا َوإِ ْن َكانَ ِم ْثقَا َل َحبَّ ٍة ِم ْن خَرْ د ٍَل أت ْينَا بِهَ ا َوكفى‬
‫َ‬
‫بِنَا َحا ِسبِينَ ﴾ [األنبياء‪ ]47 :‬؟ فقال الرجل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ما أجد لي وله ؤالء ش يئا‬
‫خيرا من مفارقتهم‪ ،‬أشهدك أنهم كلهم أحرار)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬البخاري (‪ ،)6537‬ومسلم (‪)2876‬‬


‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)6533‬ومسلم (‪ ،)1678‬والترمذي (‪ ،)1396‬والنسائي (‪)83 / 7‬‬
‫‪ )(3‬الترمذي (‪)2416‬‬
‫‪ )(4‬الترمذي (‪)2427‬‬
‫‪ )(5‬مسلم (‪)2968‬‬
‫‪ )(6‬الترمذي (‪)3165‬‬
‫‪104‬‬
‫[الحديث‪ ]469 :‬ضحك رسول هللا ‪ ،‬ثم قال‪( :‬هل تدرون مما أض حك ؟)‬
‫قالوا‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪( :‬من مخاطبة العبد ربه فيق ول‪ :‬ي ارب ألم تج رني من‬
‫الظلم؟ قال‪ :‬يقول‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فإني ال أجيز اليوم على نفسي إال شاهدا م ني‪ ،‬فيق ول‪:‬‬
‫كفى بنفسك اليوم عليك ش هيدا‪ ،‬والك رام الك اتبين ش هودا‪ ،‬فيختم على في ه‪ ،‬ويق ول‪:‬‬
‫ألركانه انطقي‪ ،‬فتنطق بأعماله‪ ،‬ثم يخلى بينه وبين الكالم‪ ،‬فيقول‪ :‬بعدا لكن وسحقا‪،‬‬
‫فعنكن كنت أناضل)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]470 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬الظلم ثالث ةٌ‪ :‬فظل ٌم ال يغف ره هللا‪ ،‬وظل ٌم‬
‫ك‬ ‫يغفره هللا‪ ،‬وظل ٌم ال يتركه هللا‪ ،‬فأما الظلم الذي ال يغف ره هللا‪ ،‬فالش رك‪ ﴿ ،‬إِ َّن ِّ‬
‫الش رْ َ‬
‫َظي ٌم﴾ [لقم ان‪ ،]13 :‬وأم ا الظلم ال ذي يغف ره هللا‪ ،‬فظلم العب اد ألنفس هم فيم ا‬ ‫لَظُ ْل ٌم ع ِ‬
‫بينهم وبين ربهم‪ ،‬وأم ا الظلم ال ذي ال يترك ه هللا‪ :‬فظلم العب اد بعض هم بعض ا ح تى‬
‫يدين لبعضهم من بعض) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]471 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أول خصمين يوم القيامة جاران)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]472 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إذا التقى الخالئ ق ي وم القيام ة فأدخ ل‬
‫أهل الجنة الجنة وأهل النار النار‪ ،‬نادى مناد‪ :‬يا أه ل الجم ع تت اركوا المظ الم بينكم‬
‫وثوابكم علي)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]473 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إني ألعلم آخ ر أه ل الجن ة دخ وال‬
‫الجنة‪ ،‬وآخر أهل النار خروجا منها‪ ،‬رج ٌل ي ؤتى ب ه ي وم القيام ة فيق ال‪ :‬اعرض وا‬
‫عليه صغار ذنوبه وارفعوا عنه كبارها‪ ،‬فيعرض عليه ص غارها‪ ،‬فيق ال ل ه‪ :‬عملت‬
‫يوم كذا وكذا‪ ،‬كذا وكذا‪ ،‬وعملت يوم كذا وكذا‪ ،‬ك ذا وك ذا؟ فيق ول‪ :‬نعم‪ ،‬ال يس تطيع‬
‫ق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه‪ ،‬فيقال له‪ :‬ف إن ل ك مك ان ك ل‬ ‫أن ينكر‪ ،‬وهو مشف ٌ‬
‫سيئة حسنة‪ ،‬فيقول‪ :‬رب قد عملت أشياء ال أراها هاهنا‪ ،‬قال‪ :‬فلقد رأيت رس ول هللا‬
‫‪ ‬ضحك حتى بدت نواجذه)(‪)5‬‬

‫[الحديث‪ ]474 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬أنؤاخ ذ بم ا عملن ا في الجاهلي ة؟ ق ال‪:‬‬


‫(من أحسن في اإلسالم لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية‪ ،‬ومن أساء في اإلس الم أخ ذ‬
‫باألول واآلخر)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]475 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أول الناس يقضى يوم القيام ة علي ه‬
‫رج ٌل استشهد‪ ،‬فأتي به فعرفه نعمه فعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فما عملت فيه ا؟ ق ال‪ :‬ق اتلت في ك‬
‫حتى استشهدت‪ ،‬قال‪ :‬كذبت‪ ،‬ولكنك قاتلت ألن يقال‪ :‬ج ري ٌء‪ ،‬فق د قي ل‪ ،‬ثم أم ر ب ه‬
‫فسحب على وجهه حتى ألقي في النار‪ ،‬ورج ٌل تعلم العلم‪ ،‬وعلمه وقرأ القرآن‪ ،‬فأتي‬
‫‪ )(1‬مسلم (‪)2969‬‬
‫‪ )(2‬البزار كما في كشف األستار (‪)3439‬‬
‫‪ )(3‬أحمد (‪)4/151‬‬
‫‪ )(4‬الطبراني في األوسط (‪)5/222/5144‬‬
‫‪ )(5‬مسلم (‪ ،)190‬والترمذي (‪)2596‬‬
‫‪ )(6‬البخاري (‪ ،)6921‬ومسلم (‪)120‬‬
‫‪105‬‬
‫به فعرفه نعمه فعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فما عملت فيها؟ قال‪ :‬تعلمت العلم‪ ،‬وعلمته وقرأت فيك‬
‫القرآن‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذبت‪ ،‬ولكن ك تعلمت العلم ليق ال‪ :‬ع ال ٌم‪ ،‬وق رأت الق رآن ليق ال‪ :‬ه و‬
‫قارئٌ‪ ،‬فقد قيل‪ ،‬ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في الن ار‪ ،‬ورج ٌل وس ع هللا‬
‫عليه‪ ،‬وأعطاه من أصناف المال كله‪ ،‬فأتي به فعرفه نعمه فعرفها‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا عملت‬
‫فيها؟ قال‪ :‬ما تركت من سبيل تحب أن ينف ق فيه ا إال أنفقت فيه ا ل ك‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذبت‪،‬‬
‫ولكنك فعلت ليقال‪ :‬هو جوا ٌد‪ ،‬فقد قي ل‪ ،‬ثم أم ر ب ه فس حب على وجه ه‪ ،‬ثم ألقي في‬
‫النار)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]476 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن أول م ا يحاس ب ب ه الن اس ي وم‬
‫القيامة الصالة‪ ،‬يقول هللا للمالئكة‪ :‬انظروا إلى صالة عبدي‪ ،‬فإن ك انت تام ة كتبت‬
‫تامة‪ ،‬وإن ك انت ناقص ة كتبت ناقص ة‪ ،‬ق ال هللا بحلم ه‪ ،‬وعلم ه‪ ،‬وفض ل رده على‬
‫ع كملت له)‪ ،‬ثم قال رس ول هللا ‪:‬‬ ‫عبده‪ :‬انظروا هل من تطوع؟ فإن كانت له تطو ٌ‬
‫(ثم تؤخذ األعمال على ذلكم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]477 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أول م ا يحاس ب العب د بص الته‪ ،‬ف إن‬
‫صلحت فقد أفلح وأنجح‪ ،‬وإن فسدت فقد خاب وخس ر)ق ال هم ا ٌم‪ :‬ال أدري ه ذا من‬
‫كالم قتادة‪ ،‬أو من الرواية) وإن انتقص من فريضته شيئا‪ ،‬قال‪ :‬انظ روا ه ل لعب دي‬
‫من تطوع؟ فيكمل ما نقص من الفريضة‪ ،‬ثم يكون سائر عمل ه على نح و من ذل ك)‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]478 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أنا على حوضي أنتظ ر من ي رد علي‪،‬‬
‫فيؤخذ بناس من دوني‪ ،‬فأقول‪ :‬أمتي‪ ،‬فيقال‪ :‬ال تدري‪ ،‬مشوا على القهقرى) قال ابن‬
‫أبي مليكة‪( :‬اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا‪ ،‬أو نفتن)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]479 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أنا فرطكم على الح وض‪ ،‬ل يرفعن إلي‬
‫رجا ٌل منكم‪ ،‬ح تى إذا أه ويت ألن اولهم اختلج وا دوني‪ ،‬ف أقول‪ :‬أي رب أص حابي‪،‬‬
‫يقول‪ :‬ال تدري ما أحدثوا بعدك) (‪)5‬‬
‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]480 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يفتح للعبد يوم القيامة على كل ي وم من‬
‫أيام عمره أربعة وعشرون خزانة ـ ع دد س اعات اللي ل والنه ار ـ فخزان ة يج دها‬
‫مملوءة نورا وسرورا فيناله عن د مش اهدتها من الف رح والس رور م ا ل و وزع على‬
‫أهل النار الدهشهم عن اإلحساس بألم النار‪ ،‬وهي الساعة ال تي أط اع فيه ا رب ه‪ ،‬ثم‬
‫يفتح له خزانة اخرى فيراها مظلمة منتن ة مفزع ة فينال ه عن د مش اهدتها من الف زع‬
‫والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها‪ ،‬وهي الساعة ال تي عص ى‬

‫‪ )( 1‬رواه مسلم (‪)1905( - 152 )1513 /3‬‬


‫‪ )( 2‬الزهد والرقائق البن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (‪)915( )320 /1‬‬
‫‪ )( 3‬السنن الكبرى للنسائي (‪)322( )206 /1‬‬
‫‪ )( 4‬رواه البخاري (‪)7048( )46 /9‬‬
‫‪ )( 5‬رواه البخاري (‪ )7049( )46 /9‬ومسلم (‪)2297( - 32 )1796 /4‬‬
‫‪106‬‬
‫فيها ربه‪ ،‬ثم يفتح له خزانة اخرى فيراها فارغة ليس فيها م ا يس ره وال م ا يس وؤه‬
‫وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بش ئ من مباح ات ال دنيا‪ ،‬فينال ه من الغبن‬
‫واالسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يماله ا حس نات م ا ال يوص ف‪ ،‬ومن‬
‫ن ﴾ [التغابن‪)1()]9 :‬‬ ‫ك يَوْ ُم التَّغَابُ ِ‬
‫هذا قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ذلِ َ‬
‫[الحديث‪ ]481 :‬لما عاد رسول هللا ‪ ‬من تبوك إلى المدينة‪ ،‬قدم إليه عمرو‬
‫بن معدي كرب‪ ،‬فقال له النبي ‪( :‬أسلم يا عمرو يؤمنك هللا من الف زع األك بر!)‪..‬‬
‫قال‪ :‬يا محمد‪ ،‬وما الفزع األكبر؟‪ ..‬فإني ال أف زع‪ ،‬فق ال‪( :‬ي ا عم رو‪ ،‬إن ه ليس كم ا‬
‫ميت إال نُش ر وال ح ٌّي‬‫تظن وتحسب‪ ،‬إن الناس يُصاح بهم ص يحة واح دة‪ ،‬فال يبقى ٌّ‬
‫إال مات إال م ا ش اء هللا‪ ،‬ثم يُص اح بهم ص يحة أخ رى‪ ،‬فينش ر من م ات ويص فّون‬
‫ق السماء‪ ،‬وتُه ّد األرض‪ ،‬وتخر الجبال ه ّداً‪ ،‬وترمى النار بمثل الجب ال‬ ‫جميعاً‪ ،‬وتنش ّ‬
‫وش غل بنفس ه إال م ا ش اء هللا‪،‬‬ ‫شرراً فال يبقى ذو روح إال انخلع قلبه‪ ،‬وذك ر دينَ ه‪ُ ،‬‬
‫فأين أنت يا عمرو من هذا؟!)‪ ..‬قال‪ :‬أال إني أسمع أمرا عظيماً‪ ،‬فآمن باهلل ورسوله‪،‬‬
‫وآمن معه من قومه ناسٌ ورجعوا إلى قومهم(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]482 :‬قال النبي ‪( :‬ال يُ ؤ ّمر رج ٌل على عش رة فم ا ف وقهم إال‬
‫جيء به يوم القيامة مغلولةً يده إلى عنقه‪ ،‬فإن كان محسنا ً فُك عنه‪ ،‬وإن ك ان مس يئا ً‬
‫زيد غالً إلى غلّه)(‪)3‬‬
‫ِ‬
‫[الحــديث‪ ]483 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬يجيء ي وم القيام ة ثالث ة يش كون‪:‬‬
‫المصحف‪ ،‬والمسجد‪ ،‬والعترة‪ ..‬يق ول المص حف‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬حرّف وني(‪ )4‬وم ّزق وني‪،‬‬
‫ويق ول المس جد‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬عطّل وني وض يّعوني‪ ،‬وتق ول الع ترة‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬قتلون ا‬
‫وطردونا وش رّدونا‪ ،‬ف اجثوا للركب تين للخص ومة‪ ،‬فيق ول هللا ج ّل جالل ه‪ :‬أن ا أولى‬
‫بذلك)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]484 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ثالث ةٌ ال يكلّمهم هللا‪ ،‬وال ينظ ر إليهم‬
‫ك جبارٌ‪ ،‬ومقلٌّ مختال)(‪)6‬‬ ‫يوم القيامة وال يز ّكيهم‪ ،‬ولهم عذابٌ أليم‪ :‬شي ٌخ ٍ‬
‫زان‪ ،‬وملِ ٌ‬
‫[الحديث‪ ]485 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ال ي زول ق دم عب ٍد ي وم القيام ة ح تى‬
‫يُسأل عن أرب ع‪ :‬عن جس ده فيم ا أباله؟‪ ..‬وعن عم ره فيم ا أفن اه؟‪ ..‬وعن مال ه مم ا‬
‫أكتسبه وفيما أنفقه؟‪ ..‬وعن حبّنا أهل البيت)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]486 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ك ّل محاسب مع ّذب‪ ،‬ق ال ل ه قائ ل‪ :‬ي ا‬
‫اس بُ ِح َس ابًا يَ ِس يرًا﴾ [االنش قاق‪:‬‬‫رسول هللا‪ ،‬فأين ق ول هللا ع ّز وج لّ‪ ﴿ :‬فَ َس وْ فَ ي َُح َ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪.262 / 7 :‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،110/ 7 :‬عن‪ :‬اإلرشاد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،211/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الطوسي‪.‬‬
‫‪ )(4‬المراد به تحريف معانيه وتأويلها كما نصت على ذلك األحاديث الكثيرة‪.‬‬
‫‪ )(5‬أي بالخصام واإلنتقام‪ ،‬ألنهم فعلوا ذلك بكتابي وبيتي وعترتي‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،223/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/311‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،261/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الطوسي ص‪.25‬‬
‫‪107‬‬
‫ـ)(‪)1‬‬ ‫‪]8‬؟‪ ..‬قال‪( :‬ذاك العرض ـ يعني التصفح‬
‫[الحديث‪ ]487 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا جمع هللا الخالئق يوم القيامة‪ ،‬فدخل‬
‫أهل الجنة الجنة وأهل الن ار الن ار‪ ،‬ن ادى من ا ٍد من تحت الع رش‪ :‬تت اركوا المظ الم‬
‫ي ثوابكم!)(‪)2‬‬ ‫بينكم‪ ،‬فعل ّ‬
‫[الحــديث‪ ]488 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ي ا معاش ر ق راء الق رآن اتق وا هللا‬
‫عزوج ل فيم ا حملكم من كتاب ه‪ ،‬ف إني مس ؤول وإنكم مس ؤولون‪ ،‬إني مس ؤول عن‬
‫تبليغي‪ ،‬وأما أنتم فتسألون عما حملتم من كتاب ربي وسنتي) (‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]489 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬في تفس ير قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬كاَّل إِ َذا ُد َّك ِ‬
‫ت‬
‫ص فًّا (‪َ )22‬و ِجي َء يَوْ َمئِ ٍذ بِ َجهَنَّ َم‬ ‫ص فًّا َ‬ ‫اأْل َرْ ضُ َد ًّك ا َد ًّك ا (‪َ )21‬و َج ا َء َربُّ َ‬
‫ك َو ْال َملَ ُ‬
‫ك َ‬
‫يَوْ َمئِ ٍذ يَتَ َذ َّك ُر اإْل ِ ْن َس انُ َوأَنَّى لَ هُ ال ِّذ ْك َرى (‪[ ﴾)23‬الفج ر‪( :]23 - 21 :‬إذا أب رز هللا‬
‫الخالئق وجمع األولين واآلخرين‪ ،‬أُتِ َي بجهنم تُقاد بألف زم ام‪ ،‬م ع ك ل زم ام مائ ة‬
‫ألف ملك من الغالظ الش داد‪ ،‬له ا ه دةٌ وغض بٌ وزف ي ٌر وش هيق‪ ..‬ثم يوض ع عليه ا‬
‫الصراط أدق من حد السيف‪ ،‬عليها ثالث قناطر‪ ،‬فأما واحدة فعليها األمانة والرحم‪،‬‬
‫والثانية فعليها الصالة‪ ،‬وأما الثالثة فعليها عدل رب العالمين ال إل ه غ يره‪ ،‬فيكلف ون‬
‫بالممر عليها فيحبسهم الرحم واألمانة‪ ،‬فإن نجوا منهما حبستهم الص الة‪ ،‬ف إن نج وا‬
‫ص ا ِد﴾ [الفج ر‪:‬‬ ‫ك لَبِ ْال ِمرْ َ‬
‫منه ا ك ان المنتهى إلى رب الع المين‪ ،‬وه و قول ه‪﴿ :‬إِ َّن َربَّ َ‬
‫‪ ،]14‬والناس على الصراط‪ ،‬فمتعل ق بي د وت زل قدم ه ومستمس ك بق دم‪ .‬والمالئك ة‬
‫حولها ينادون‪ :‬يا حليم أعف واصفح و ُع ْد بفضلك و َسلِّ ْم و ّسلِّ ْم‪ ،‬والناس يته افتون في‬
‫النار كالفراش فيه ا‪ ،‬ف إذا نج ا ن اج برحم ة هللا م ر به ا فق ال الحم د هلل وبنعمت ه تتم‬
‫الصالحات وتزكو الحسنات‪ ،‬والحمد هلل الذي نجاني منك بع د الي أس بمن ه وفض له‪،‬‬
‫إن ربنا لغفور شكور)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]490 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في قوله تعالى‪﴿ :‬فَاَل ا ْقت ََح َم ْال َعقَبَةَ﴾ [البلد‪:‬‬
‫‪( :]11‬إن فوق الصراط عقبة كؤودا طولها ثالثة آالف عام‪ :‬ألف عام هبوط‪ ،‬وألف‬
‫عام ش وك وحس ك وعق ارب وحي ات‪ ،‬وأل ف ع ام ص عود‪ ،‬أن ا أول من يقط ع تل ك‬
‫العقبة)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]491 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬حافت ا الص راط ي وم القيام ة ال رحم‬
‫واالمانة‪ ،‬فإذا مر الوص ول لل رحم الم ؤدي لالمان ة نف ذ إلى الجن ة‪ ،‬وإذا مرالخ ائن‬
‫لالمانة القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل‪ ،‬وتكفأ به الصراط في النار) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]492 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من عم ل يُوض ع في م يزان ام رئ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،263/ 7 :‬عن‪ :‬معاني األخبار ص‪.76‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،264/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الطوسي ص‪.61‬‬
‫‪ )(3‬الكافي‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.606‬‬
‫‪ )(4‬رواه الصدوق في األمالي‪.241/‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪)66 /8‬‬
‫‪ )(6‬الكافي‪( ،‬ج ‪ 2‬ص ‪)152‬‬
‫‪108‬‬
‫الخلق)(‪)1‬‬ ‫يوم القيامة أفضل من حسن‬
‫ً‬
‫[الحديث‪ ]493 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬أط ولكم قنوت ا في دار ال دنيا‪ ،‬أط ولكم‬
‫راحةً يوم القيامة في الموقف)(‪)2‬‬
‫المش ائين في الظلم ات إلى‬‫ّ‬ ‫[الحــديث‪ ]494 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أَال ّ‬
‫بش ر‬
‫المساجد بالنور الساطع يوم القيامة)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]495 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أنا عند الميزان يوم القيام ة‪ ،‬ف َمن ثقُلت‬
‫ي حتى أثقل بها حسناته)(‪)4‬‬ ‫سيئاته على حسناته‪ ،‬جئت بالصالة عل ّ‬
‫[الحديث‪ ]496 :‬قال رسول هللا ‪َ ( :‬من قبّل ولده كتب هللا ل ه حس نةً‪ ،‬ومن‬
‫فرّحه فرّحه هللا يوم القيامة‪ ،‬و َمن علّمه القرآن دُعي باألبوين‪ ،‬فكسيا حلّتين يُض يء‬
‫من نورهما وجوه أهل الجنة)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]497 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يعيّر هللا ع ّز وج ّل عبداً من عب اده ي وم‬
‫القيام ة فيق ول‪ :‬عب دي!‪..‬م ا منع ك إذا مرض ت أن تع ودني؟‪ ..‬فيق ول‪ :‬س بحانك‬
‫سبحانك‪ ،‬أنت ربّ العباد ال تألم وال تمرض‪ ،‬فيقول‪ :‬مرض أخوك المؤمن فلم تعده‪،‬‬
‫لت بحوائجك‪ ،‬فقضيتها لك‪ ،‬وذل ك‬ ‫وع ّزتي وجاللي‪ ،‬لو عدته لوجدتني عنده‪ ،‬ثم لتكفّ ُ‬
‫من كرامة عبدي المؤمن وأنا الرحمن الرحيم)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]498 :‬ق ال رس ول هللا ‪ّ :‬‬
‫(إن ق راءة الق رآن ي أتي ي وم القيام ة‬
‫بالرجل الشاحب‪ ،‬يقول لربه ع ّز وجلّ‪ :‬يا ربّ ‪ ،‬هذا أظمأت نه اره‪ ،‬وأس هرت ليل ه‪،‬‬
‫وقوّيت في رحمتك طمعه‪ ،‬وفسّحت في مغفرتك أمل ه‪ ،‬فكن عن د ظ ني في ك وظنّه‪،‬‬
‫الملك بيمينه‪ ،‬والخلد بشماله‪ ،‬وأقرنوه بأزواج ه من الح ور‬ ‫فيقول هللا تعالى‪ :‬أعطوه ْ‬
‫العين‪ ،‬واكس وا والدي ه حلّةً ال تق وم له ا ال دنيا بم ا فيه ا‪ ،‬فينظ ر إليهم ا الخالئ ق‬
‫فيعظّمونهما‪ ،‬وينظران إلى أنفسهما فيعجبان منها‪ ،‬فيقوالن‪ :‬يا ربنا‪ ،‬أنّى لنا هذه ولم‬
‫تبلغها أعمالنا؟‪ ..‬فيقول هللا ع ّز وج ّل‪ :‬ومع هذا تاج الكرامة لم ي َر مثله الراؤون‪ ،‬ولم‬
‫يسمع بمثله السامعون‪ ،‬ولم يتف ّكر في مثله المتف ّكرون‪ ،‬فيُقال‪ :‬هذا بتعليمكم ا ول دكما‬
‫القرآن‪ ،‬وبتصييركما إي اه ب دين اإلس الم‪ ،‬وبرياض تكما إي اه على محم د رس ول هللا‬
‫وعلي ولي هللا‪ ،‬وتفقيهكم ا إي اه بفقههم ا‪ ،‬ألنهم ا الل ذين ال يقب ل هللا ألح د عمالً إال‬
‫بواليتهما‪ ،‬ومعاداة أعدائهما‪ ،‬وإن كان ما بين الثرى إلى العرش ذهبا ً يتصدق به في‬
‫شرون بها)(‪)7‬‬ ‫سبيل هللا‪ ،‬فتلك البشارات التي تب ّ‬
‫[الحديث‪ ]499 :‬قالت فاطمة عليه السالم لرسول هللا ‪( :‬يا أبتاه‪ ،‬أين ألقاك‬
‫يوم الموقف األعظم‪ ،‬ويوم األهوال‪ ،‬ويوم الف زع األك بر؟)‪ .‬ق ال‪( :‬ي ا فاطم ة‪ ،‬عن د‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،303 / 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/99‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،303 / 7 :‬عن‪ :‬أمالي الصدوق ص‪.304‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،303 / 7 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.28‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،304/ 7 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.149‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،304 / 7 :‬عن‪ :‬الكافي‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،304/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الطوسي‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،306/ 7 :‬عن‪ :‬تفسير اإلمام العسكري‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫باب الجنة ومعي لواء الحمد‪ ،‬وأنا الش فيع ألم تي إلى ربي‪ ،‬ق الت‪( :‬ي ا أبت اه ف إن لم‬
‫ألقك هناك؟!)‪ .‬قال‪( :‬القيني على الحوض وأن ا أس قي أم تي‪ ،‬ق الت‪( :‬ي ا أبت اه إن لم‬
‫ألقك هناك؟!)‪ .‬قال‪( :‬القيني على الصراط وأنا قائ ٌم أقول‪( :‬رب سلّم أم تي!)‪ .‬ق الت‪:‬‬
‫(فإن لم ألقك هناك؟)‪ .‬قال‪( :‬القيني وأنا عند الميزان أقول‪( :‬ربّ سلّم أمتي!)‪ .‬ق الت‪:‬‬
‫(فإن لم ألقك هناك؟)‪ .‬قال‪( :‬القيني على شفير جهنم أمنع شررها ولهبه ا عن أم تي‪،‬‬
‫فاستبشرت فاطمة بذلك‪ ،‬صلى هللا عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها)(‪)1‬‬
‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول العدالة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]500 :‬قال اإلمام علي‪( :‬م ا أص ف من دار أوّله ا عن اء‪ ،‬وآخره ا‬
‫فناء‪ ،‬في حاللها حساب‪ ،‬وفي حرامها عقاب)(‪)2‬‬
‫[الحـــديث‪ ]501 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬اتّق وا هللا في عب اده وبالده‪ ،‬ف إنّكم‬
‫مسؤولون حتى عن البقاع والبهائم‪ ،‬أطيعوا هللا وال تعصوه‪ ،‬وإذا رأيتم الخير فخذوا‬
‫ر فأعرضوا عنه)(‪)3‬‬ ‫به‪ ،‬وإذا رأيتم الش ّ‬
‫[الحديث‪ ]502 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ك ّل نعيم مس ؤول عن ه ي وم القيام ة إالّ م ا‬
‫كان في سبيل هللا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]503 :‬قال اإلمام علي في بعض خطب ه‪( :‬أيه ا الن اس إن ال ذنوب‬
‫ثالثة‪ :‬فذنب مغف ور‪ ،‬وذنب غ ير مغف ور‪ ،‬وذنب نرج و ونخ اف علي ه‪ ..‬أم ا ال ذنب‬
‫المغفور فعبد عاقبه هللا تعالى على ذنبه في الدنيا؛ فاهلل أحكم وأكرم أن يع اقب عب ده‬
‫مرتين‪ ،‬وأما الذي اليغف ر فظلم العب اد بعض هم لبعض‪ ،‬إن هللا تب ارك وتع الى أقس م‬
‫قسما على نفسه فقال‪ :‬وعزتي وجاللي ال يجوزني ظلم ظ الم ول و ك ف بك ف‪ ،‬ول و‬
‫مس حة بك ف‪ ،‬ونطح ة م ا بين الش اة القرن اء إلى الش اة الجم اء؛ فيقتص هللا للعب اد‬
‫بعضهم من بعض حتى ال يبقى الحد عن د أح د مظلم ة‪ ،‬ثم يبعثهم هللا إلى الحس اب‪،‬‬
‫وأما الذنب الثالث فذنب ستره هللا على عبده ورزقه التوبة فأص بح خاش عا من ذنب ه‬
‫راجيا لربه‪ ،‬فنحن له كما هو لنفسه‪ ،‬نرجو له الرحمة‪ ،‬ونخاف عليه العقاب)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]504 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إنما يجمع الناس الرض ا والس خط‪ ،‬وإنم ا‬
‫عقر ناقة ثمود رج ل واح د‪ ،‬فع ّمهم هللا بالع ذاب لم ا عم وه بالرض ا‪ ،‬ق ال س بحانه‪:‬‬
‫ص بَحُوا نَ ا ِد ِمينَ ﴾ [الش عراء‪ ،]157 :‬فم ا ك ان إال أن خ ارت أرض هم‬‫﴿ فَ َعقَرُوهَ ا فَأ َ ْ‬
‫بالخسفة خوار السكة المحماة في األرض الخوّارة)‪ ،‬ثم قال‪( :‬أيها الناس‪ ..‬من س لك‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،35 / 8 :‬عن‪ :‬أمالي الصدوق ص‪.166‬‬


‫‪ )(2‬نهج البالغة‪ :‬الخطبة ‪.82‬‬
‫‪ )(3‬نهج البالغة‪ :‬الخطبة ‪.167‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪261 / 7 :‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪.29 / 6 /:‬‬
‫‪110‬‬
‫الطريق الواضح ورد الماء‪ ،‬ومن خالف وقع في التيه)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]505 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬الراض ي بفع ل ق وم كال داخل في ه معهم‪،‬‬
‫وعلى كل داخل في باطل إثمان‪ :‬إثم العمل به‪ ،‬وإثم الرضا به) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]506 :‬قال اإلمام علي لبعض أصحابه يوم الجمل‪ ،‬عن دما ق ال ل ه‪:‬‬
‫(وددت أن أخي فالنا ً ك ان ش اهدنا ل يرى م ا نص رك هللا ب ه على أع دائك)‪ :‬أه وى‬
‫أخيك معنا؟‪..‬قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال اإلمام علي‪( :‬فقد شهدنا‪ ،‬ولق د ش هدنا في عس كرنا ه ذا‬
‫قوم في أصالب الرجال وأرحام النساء‪ ،‬سيرعف بهم الزمان‪ ،‬ويقوى بهم اإليم ان)‬
‫(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]507 :‬س ئل اإلم ام علي‪ :‬كي ف يحاس ب هللا الخل ق على ك ثرتهم؟‬
‫فقال‪( :‬كما يرزقهم على كثرتهم‪ ،‬قيل‪ :‬فكيف يحاسبهم وال يرونه؟ قال‪ :‬كما ي رزقهم‬
‫وال يرونه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]508 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة ونص بت الم وازين‬
‫واُحضر النبيّون والشهداء ـ وهم األئمة ـ يشهد ك ّل إمام على أهل عالمه بأنّه ق د ق ام‬
‫ل ودعاهم إلى سبيل هللا)(‪)5‬‬ ‫فيهم بأمر هللا ع ّز وج ّ‬
‫[الحـــديث‪ ]509 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬يق ام الرس ل فيتس اءلون عن تأدي ة‬
‫الرساالت التي ح ّملوها اُممهم‪ ،‬ف أخبروا أنّهم ق د أ ّدوا ذل ك إلى اُممهم‪ ،‬وتس أل االُمم‬
‫فتجحد كما قال هللا‪﴿ :‬فَلَنَسْأَلَ َّن الَّ ِذينَ أُرْ ِس َل إِلَ ْي ِه ْم َولَن َْس أَلَ َّن ْال ُمرْ َس لِينَ ﴾ [األع راف‪]6 :‬‬
‫ير﴾ [المائدة‪ ،]19 :‬فيستش هد الرس ل رس ول هللا‬ ‫ير َواَل نَ ِذ ٍ‬
‫فيقولون‪َ ﴿ :‬ما َجا َءنَا ِم ْن بَ ِش ٍ‬
‫ويكذب من جحدها من االُمم‪ ،‬فيق ول لك ّل اُمّة منهم بلى‬ ‫ّ‬ ‫‪ ،‬فيشهد بصدق الرسل‪،‬‬
‫ر ﴾ [المائدة‪)6()]19 :‬‬ ‫﴿قَ ْد َجا َء ُك ْم بَ ِشي ٌر َونَ ِذي ٌ‬
‫ازينَ ْالقِ ْس طَ‬‫َض ُع ْال َم َو ِ‬ ‫﴿ون َ‬ ‫[الحديث‪ ]510 :‬قال اإلمام علي في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫ظلَ ُم نَ ْفسٌ َش ْيئًا﴾ [األنبياء‪( :]47 :‬هو ميزان العدل يؤخذ به الخالئق‬ ‫لِيَوْ ِم ْالقِيَا َم ِة فَاَل تُ ْ‬
‫يوم القيامة‪ ،‬يدين هللا تبارك وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين)(‪)7‬‬
‫ُ‬
‫ازينُهُ فَأولَئِ َ‬
‫ك‬ ‫[الحديث‪ ]511 :‬قال اإلمام علي في قوله تعالى‪ ﴿ :‬فَ َم ْن ثَقُلَ ْ‬
‫ت َم َو ِ‬
‫خَسرُوا أَ ْنفُ َسهُ ْم ﴾ [األعراف‪،8 :‬‬ ‫ازينُهُ فَأُولَئِ َ‬
‫ك الَّ ِذينَ ِ‬ ‫ت َم َو ِ‬ ‫هُ ُم ْال ُم ْفلِحُونَ (‪َ )8‬و َم ْن خَ فَّ ْ‬
‫‪( :]9‬إنّم ا يع ني الحس اب‪ ،‬ت وزن الحس نات والس يّئات‪ ،‬فالحس نات ثق ل الم يزان‬
‫والسيّئات خفّة الميزان)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]512 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬من عم ل هلل أعط اه هللا أج ره في ال دنيا‬

‫‪ )(1‬نهج البالغة‪2/207 :‬‬


‫‪ )(2‬نهج البالغة ‪3/191‬‬
‫‪ )(3‬المرجع السابق‪1/39 ،‬‬
‫‪ )(4‬نهج البالغة‪ :‬قصار الحكم ‪ ،300‬بحار األنوار‪.271 /7 ،‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،283 /7 ،‬الكافي ‪.106 /8‬‬
‫‪ )(6‬االحتجاج ‪ 566 /1‬ح‪ ،137‬تفسير الصافي ‪.180 /2‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،250 /7 ،‬التوحيد‪.268 :‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار‪ ،250 /7 ،‬التوحيد‪.268 :‬‬
‫‪111‬‬
‫اعبَ ا ِد الَّ ِذينَ آ َمنُ وا اتَّقُ وا َربَّ ُك ْم لِلَّ ِذينَ‬
‫واآلخرة وكفاه المه ّم فيها‪ ،‬وقد قال هللا تعالى‪﴿ :‬يَ ِ‬
‫َ‬
‫الص ابِرُونَ أجْ َرهُ ْم بِ َغ ْي ِر‬ ‫أَحْ َسنُوا فِي هَ ِذ ِه ال ُّد ْنيَا َح َسنَةٌ َوأَرْ ضُ هَّللا ِ َوا ِس َعةٌ إِنَّ َما يُ َوفى َّ‬
‫َّ‬
‫ب﴾ [الزمر‪ ،]10 :‬فما أعطاهم هللا في الدنيا لم يحاسبهم به في اآلخ رة‪ ،‬ق ال هللا‬ ‫ِح َسا ٍ‬
‫ُس نَى َو ِزيَ ا َدةٌ ﴾ [ي ونس‪ ،]26 :‬والحس نى هي الجنّة‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫تع الى‪﴿ :‬لِل ِذينَ أحْ َس نُوا الح ْ‬
‫والزيادة هي الدنيا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]513 :‬قال اإلمام علي‪( :‬يوقف العبد بين يدي هللا فيقول‪ :‬قيسوا بين‬
‫نعمي عليه وبين عمله‪ ،‬فتستغرق النعم العمل‪ ،‬فيقولون‪ :‬ق د اس تغرقت النعم العم ل‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬هبوا له نعمي وقيسوا بين الخير والش ّر من ه‪ ،‬ف إن اس توى العمالن أذهب هللا‬
‫الش ّر بالخير وأدخله الجنّة‪ ،‬وإن ك ان ل ه فض ل أعط اه هللا بفض له‪ ،‬وإن ك ان علي ه‬
‫فض ل وه و من أه ل التق وى لم يش رك باهلل تع الى واتّقى الش رك ب ه فه و من أه ل‬
‫المغفرة‪ ،‬يغفر هللا له برحمته إن شاء ويتفضّل عليه بعفوه)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]514 :‬س ئل اإلم ام علي‪ :‬كي ف يحاس ب هللا تع الى الخل ق دفع ة‬
‫واحدة‪ ،‬فقال‪( :‬كما يرزقهم اآلن دفعة واح دة‪ ،‬وكم ا يس مع ن داءهم ويجيب دع اءهم‬
‫اآلن دفعة واحدة)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]515 :‬قال اإلمام علي‪( :‬والناس يومئذ على طبقات ومنازل‪ :‬فمنهم‬
‫من يحاسب حس ابا ً يس يراً وينقلب إلى أهل ه مس روراً‪ ،‬ومنهم ال ذين ي دخلون الجن ة‬
‫بغير حساب‪ ،‬ألنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بش يء‪ ،‬وإنم ا الحس اب هن اك على من‬
‫تلبس بها ههنا‪ ،‬ومنهم من يحاسب على النفير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير)‬
‫(‪)4‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]516 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إذا كان ي وم القيام ة احت ّج هللا ع ّز وج ّل‬
‫على سبعة‪ :‬على الطفل‪ ،‬والذي مات بين النبيّين‪ ،‬والش يخ الكب ير ال ذي أدرك الن ب ّي‬
‫‪ ‬وهو ال يعقل‪ ،‬واألبله‪ ،‬والمجن ون ال ذي ال يعق ل‪ ،‬واألص م‪ ،‬واألبكم‪ ،‬ك لُّ واح ٍد‬
‫منهم يحت ّج على هللا ع ّز وج ل‪ ،‬ق ال‪ :‬فيبعث هللا ع ّز وج ل إليهم رس والً في ؤجّج لهم‬
‫إن ربّكم يأمركم أن تَثِبوا فيها‪ ،‬فمن وثب فيها كانت عليه برداً وس الماً‪،‬‬ ‫ناراً ويقول‪ّ :‬‬
‫ق إلى النّار)(‪)5‬‬
‫ومن عصى ِسي َ‬
‫ُ‬
‫[الحديث‪ ]517 :‬قال اإلمام الباقر في قوله تعالى‪﴿ :‬يُنَبَّأ اإْل ِ ْن َسانُ يَوْ َمئِ ٍذ بِ َما قَ َّد َم‬
‫ليستن به ا‬ ‫ّ‬ ‫سن من ُسنّة‬ ‫َوأَ َّخ َر﴾ [القيامة‪( :]13 :‬بما ق ّدم من خير وشر‪ ،‬وما أ ّخر م ّما َّ‬
‫من بعده‪ ،‬فإن كان ش ّراً ك ان علي ه مث ل وزرهم وال ينقص من وزرهم ش يء‪ .‬وإن‬
‫كان خيراً كان له مثل أجرهم وال ينقص من أجورهم شيء)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،260 /7 ،‬أمالي الطوسي‪ ،‬المجلس األول‪ 26 /‬ح‪.31‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،262 /7 ،‬أمالي الطوسى‪ ،‬مجلس ‪ 212 /8‬ح‪.369‬‬
‫‪ )(3‬تفسير الرازي ‪.18/234‬‬
‫‪ )(4‬تفسير نور الثقلين ‪ ،5/569‬االحتجاج ‪ 1/572‬ح‪ ،137‬بحار األنوار‪.93/105 ،‬‬
‫‪ )(5‬الخصال‪ ،‬ص ‪..283‬‬
‫‪ )(6‬تفسير القمي‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪..397‬‬
‫‪112‬‬
‫[الحديث‪ ]518 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬والن اس ص فوف عشـرون ومائ ة أل ف‬
‫صف‪ ،‬ثمانون ألف صف أمة محمد ‪ ،‬وأربعون ألف صف من سائر األمم)(‪)1‬‬
‫عين باكي ةٌ ي وم القيام ة غ ير ثالث‪:‬‬ ‫[الحديث‪ ]519 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬ك ّل ٍ‬
‫غض ت عن مح ارم‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫وعين‬ ‫وعين فاضت من خشية هللا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫(عين سهرت في سبيل هللا‪،‬‬ ‫ٌ‬
‫هللا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]520 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬يُحشر العبد يوم القيامة وما ندا دما ً (‪،)3‬‬
‫فيُدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك فيُقال له‪( :‬هذا سهمك من دم فالن‪ ،‬فيقول‪( :‬ي ا‬
‫ربّ ‪ ،‬إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً‪ ،‬فيق ول‪( :‬بلى‪ ،‬س معتَ من فالن رواي ة‬
‫كذا وكذا فرويته ا علي ه‪ ،‬فنُقلت ح تى ص ارت إلى فالن الجبّار فقتل ه عليه ا‪ ،‬وه ذا‬
‫سهمك من دمه)(‪)4‬‬
‫ق هللا العب اد في الحس اب ي وم‬ ‫[الحديث‪ ]521 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬إنم ا ي دا ّ‬
‫القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]522 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬أول ما يحاس ب ب ه العب د الص الة‪ ،‬ف إن‬
‫قُبلت قُبل ما سواها)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]523 :‬سئل اإلم ام الب اقر عن ق ول هللا عزوج ل‪﴿ :‬يَ وْ َم يَجْ َم ُع هَّللا ُ‬
‫ب﴾ [المائ دة‪،]109 :‬‬ ‫الرُّ ُس َل فَيَقُو ُل َم ا َذا أُ ِج ْبتُ ْم قَ الُوا اَل ِع ْل َم لَنَ ا إِنَّكَ أَ ْنتَ َعاَّل ُم ْال ُغيُ و ِ‬
‫فقال‪( :‬إن لهذا تأويال‪ ،‬يقول‪ :‬ماذا اجبتم في أوصيائكم ال ذين خلفتم وهم على اممكم؟‬
‫قال‪ :‬فيقولون‪ :‬ال علم لنا بما فعلوا بعدنا) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]524 :‬سئل اإلمام الباقر‪ :‬م ا الّذي يأك ل الن اس ويش ربون الى أن‬
‫يفصل بينهم يوم القيامة‪ ،‬فق ال‪( :‬يحش ر الن اس على مث ل فرض ة النه ر فيه ا أنه ار‬
‫منفجرة يأكلون ويشربون‪ ،‬حتّى يفرغ من الحساب)‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما أش غلهم عن األك ل‬
‫يض وا َعلَ ْينَ ا‬ ‫والشرب يومئذ‪ ،‬فقال‪( :‬هم فى النار أشغل ولم يشغلوا عن أن ق الوا‪﴿ :‬أَفِ ُ‬
‫ك ُم هَّللا ُ ﴾ [األعراف‪)8()]50 :‬‬ ‫ِمنَ ْال َما ِء أَوْ ِم َّما َر َزقَ ُ‬
‫[الحــديث‪ ]525 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة ن ادى من اد‪ :‬أين‬
‫الص ابرون؟ فيق وم عن ق من الن اس فين ادى من اد‪ :‬أين المتص بّرون على ت رك‬
‫المعاص ى فيق وم عن ق من الن اس‪ ،‬فين ادى من اد أين المتص برون‪ ،‬فيق وم عن ق من‬
‫الناس)‪ ،‬قيل له‪ :‬جعلت فداك وما الصابرون؟ قال‪( :‬الص ابرون على أداء الف رائض‬

‫‪ )(1‬الكافي‪2/596:‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،195/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/80‬‬
‫‪ ،)(3‬أي لم يصب منه شيئا‪ ،‬ولم ينله منه شئ كأنه نالته نداوة الدم وبلله‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،202/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/370‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،267/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.1/11‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،267/ 7 :‬عن‪ :‬التهذيب‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار (‪)283 /7‬‬
‫‪ )(8‬روضة الواعظين‪١٧٤ -١٧٣ /‬‬
‫‪113‬‬
‫المعاصى)(‪)9‬‬ ‫والمتصبرون على ترك‬
‫[الحديث‪ ]526 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬ي نزل على الميت الك افر منك رو نك ير‪،‬‬
‫وهما ملكان أسودان أرزقان يبحثان القبر بأنيابهما‪ ،‬ويطآن في شعورهما‪ ،‬حدقتاهما‬
‫مثل قدر النحاس‪ ،‬وكالمهما مثل الرعد القاص ف‪ ،‬وأبص ارهما مث ل ال برق الالم ع‬
‫فينتهرانه ويصيحان به‪ ،‬فيتقلص نفسه حتى يبل غ حنجرت ه‪ ،‬فيق والن ل ه‪ :‬من رب ك؟‬
‫ومادينك؟ ومن نبيك؟ ومن إمامك؟ فيقول‪ :‬ال أدري‪ ،‬فيقوالن‪ :‬شاك في الدنيا‪ ،‬وشاك‬
‫اليوم‪ ،‬ال دريت وال هديت؛ فيضربانه ضربة فال يبقى في المشرق وال في المغ رب‬
‫شئ إال سمع صيحته إال الجن واالنس‪ ،‬ثم يسلط هللا عليه حيتين سوداوين رزق اوين‬
‫يعذبانه بالنهار خمس ساعات وبالليل ست ساعات‪ ،‬النه كان يستخفي من الناس وال‬
‫يستخفي من هللا‪ ،‬فبعدا لقوم ال يؤمنون‪ ،‬ثم يسلط هللا عليه ملكين معهما مطرقتان من‬
‫حديد من نار يضربانه‪ ،‬ويص يح فال يس معانه إلى ي وم القيام ة‪ ،‬ف إذا ك انت ص يحة‬
‫القيامة اشتعل قبره نارا؛ فيقول‪ :‬لي الويل إذا اش تعل ق بري ن ارا‪ ،‬فين ادي من اد‪ :‬أال‬
‫الويل قد دنا منك والهوان‪ ،‬قم من نيران القبر إلى نيران ال تطف أ‪ ،‬فيخ رج من ق بره‬
‫مسودا وجهه مزرقة عيناه‪ ،‬قد طال خرطومه‪ ،‬وكسف باله‪ ،‬منكس ا رأس ه‪ ،‬يس ارق‬
‫النظر‪ ،‬فيأتي ه عمل ه الخ بيث فيق ول‪ :‬وهللا ماعلمت ك إال كنت عن طاع ة هللا مبطئ ا‪،‬‬
‫وإلى معصيته مسرعا‪ ،‬قد كنت تركبني في الدنيا فأنا اريد أن أركبك اليوم كما كنت‬
‫تركبني وأقودك إلى النار‪ ،‬ثم يستوي على منكبيه فيركل قفاه حتى ينتهي إلى عجزة‬
‫جهنم‪ ،‬ف إذا نظ ر إلى المالئك ة ق دا س تعدواله بالسالس ل واالغالل ق د عض وا على‬
‫شفاههم من الغيظ والغضب فيقول‪﴿ :‬يَالَ ْيتَنِي لَ ْم أُوتَ ِكتَابِيَهْ﴾ [الحاق ة‪ ،]25 :‬وين ادي‬
‫الجلي ل‪ :‬ج يئوا ب ه إلى الن ار‪ ،‬فص ارت االرض تحت ه ن ارا‪ ،‬والش مس فوق ه ن ارا‪،‬‬
‫وجاءت نار فأحدقت بعنقه‪ ،‬فنادى وبكى طويال يقول‪ :‬واعقباه؛ فتكلمه النار فتق ول‪:‬‬
‫أبعدهللا عقبيك مما أعقبتا في طاعة هللا‪ ،‬ثم تجئ صحيفته تطير من خلف ظهره فتقع‬
‫في شماله‪ ،‬ثم يأتيه مل ك فيثقب فيقلب ص دره إلى ظه ره‪ ،‬ثم يفت ل ش ماله إلى خل ف‬
‫ظهره‪ ،‬ثم يقال له‪ :‬اقرأ كتابك‪ ،‬فيقول‪ :‬أيها المل ك كي ف أق رأ وجهنم أم امي؟ فيق ول‬
‫هللا دق عنق ه‪ ،‬واكس ر ص لبه‪ ،‬وش دنا ص يته إلى قدمي ه‪ ،‬ثم يق ول‪ُ ﴿ :‬خ ُذوهُ فَ ُغلُّوهُ ﴾‬
‫[الحاق ة‪]30 :‬؛ فيبت دره لتعظيم ق ول هللا س بعون أل ف مل ك غالظ ش داد‪ ،‬فمنهم من‬
‫ينتف لحيته‪ ،‬ومنهم من يحطم عظامه‪ ،‬فيقول‪ :‬أما ترحموني؟ فيقولون‪ :‬ياشقي كي ف‬
‫نرحمك واليرحمك أرحم الرحمين؟! أفيؤذيك هذا؟ فيقول‪ :‬نعم أشد االذى‪ ،‬فيقول ون‬
‫يا شقي وكيف لو ق د ط ر حن اك في الن ار؟ فيدفع ه المل ك في ص دره دفع ة فيه وي‬
‫َّس واَل ﴾ [األح زاب‪،]66 :‬‬ ‫سبعين أل ف ع ام‪﴿ ..‬يَقُولُ ونَ يَالَ ْيتَنَ ا أَطَ ْعنَ ا هَّللا َ َوأَطَ ْعنَ ا الر ُ‬
‫فيقرن معه حجر عن يمينه وشيطان عن يس اره‪ ،‬حج ر ك بريت من ن ار يش تعل في‬
‫وجهه‪ ،‬ويخلق هللا له سبعين جلدا غلظه أربعون ذراع ا ب ذارع المل ك ال ذي يعذب ه‪،‬‬
‫بين الجلد إلى الجلد أربع ون ذراع ا‪ ،‬بين الجل د إلى الجل د حي ات وعق ارب من ن ار‬
‫‪ )(9‬بحار األنوار‪١٨١ /٧ :‬‬
‫‪114‬‬
‫وديدان من نار‪ ..‬وليس في جسده موض ع ف تر إال وفي ه حلي ة من ن ار‪ ،‬وفي رجلي ه‬
‫قيود من نار‪ ،‬على رأسه تاج ستون ذراعا من نار‪ ،‬قدنقب رأسه ثالث مائ ة وس تين‬
‫نقبا يخرج من ذلك النقب ال دخان من ك ل ج انب‪ ،‬وغلى منه ا دماغ ه ح تى يج ري‬
‫على كتفيه‪ ،‬يسيل منها ثالث مائة نهر وستون نهرا من صديد‪ ،‬يض يق علي ه منزل ه‬
‫كم ا يض يق ال رمح في ال زج‪ ،‬فمن ض يق من ازلهم عليهم ومن ريحه ا ومن ش دة‬
‫س وادها وزفيره ا وش هيقها وتغيظه ا ونتنه ا اس ودت وج وههم وعظمت دي دانهم‪،‬‬
‫فينبت لها أظفار السنور والعقبان تأكل لحم ه وتق رض عظام ه وتش رب دم ه‪ ،‬ليس‬
‫لهن مأكل وال مشرب غيره)(‪)1‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫هَّللا‬ ‫َّ‬
‫[الحديث‪ ]527 :‬قال اإلمام الصادق في قوله تعالى‪ ﴿ :‬ال ِذينَ قَالُوا إِ َّن َ َع ِه َد‬
‫ان تَأْ ُكلُ هُ النَّا ُر قُ لْ قَ ْد َج ا َء ُك ْم ر ُ‬
‫ُس ٌل ِم ْن قَ ْبلِي‬ ‫إِلَ ْينَا أَاَّل نُ ْؤ ِمنَ لِ َرسُو ٍل َحتَّى يَأْتِيَنَ ا بِقُرْ بَ ٍ‬
‫ص ا ِدقِينَ ﴾ [آل عم ران‪( :]183 :‬وق د علم‬ ‫ت َوبِالَّ ِذي قُ ْلتُ ْم فَلِ َم قَت َْلتُ ُموهُ ْم إِ ْن ُك ْنتُ ْم َ‬
‫بِ ْالبَيِّنَا ِ‬
‫أن هؤالء لم يقتلوا‪ ،‬ولكن كان ه واهم م ع ال ذين قتل وا‪ ،‬فس ماّهم هللا ق اتلين لمتابع ة‬
‫هواهم ورضاهم لذلك الفعل)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]528 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬هم يومئذ عشرون ومائة ألف ص ف‪،‬‬
‫في عرض األرض)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]529 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يذكر العبد جمي ع م ا عم ل‪ ،‬وم ا كتب‬
‫عليه‪ ،‬حتى كأنه فعله تلك الس اعة‪ ،‬فل ذلك ق الوا ي ا ويلتن ا م ا له ذا الكت اب ال يغ ادر‬
‫صغيرة وال كبيرة إال أحصاها)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]530 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة دف ع لإلنس ان‬
‫كتاب‪ ،‬ثم قيل له‪ :‬اقرأ) قيل‪ :‬فيعرف ما فيه؟ فق ال‪( :‬إن ه ي ذكره‪ ،‬فم ا من لحظ ة وال‬
‫كلمة وال نقل قدم وال ش يء فعل ه إال ذك ره‪ ،‬كأن ه فعل ه تل ك الس اعة‪ ،‬ول ذلك ق الوا‪:‬‬
‫ص اهَا﴾ [الكه ف‪)]49 :‬‬ ‫يرةً َواَل َكبِ ي َرةً إِاَّل أَحْ َ‬
‫ص ِغ َ‬ ‫ب اَل يُغَا ِد ُر َ‬ ‫﴿يَا َو ْيلَتَنَا َما ِل هَ َذا ْال ِكتَا ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]531 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا أراد أح دكم أن ال يس أل رب ه ش يئا ً‬
‫إال أعطاه‪ ،‬فلييأس من الناس كلهم‪ ،‬وال يك ون ل ه رج اء إال من عن د هللا ع ز ذك ره‪.‬‬
‫فإذا علم هللا عز وجل ذلك من قلبه لم يسأله شيئا ً إال أعطاه؛ فحاسبوا أنفسكم قب ل أن‬
‫تحاسبوا عليها‪ ،‬فإن للقيامة خمسين موقفاً‪ ،‬كل موقف مق داره أل ف س نة ثم تال‪﴿ :‬فِي‬
‫يَوْ ٍم َكانَ ِم ْقدَا ُرهُ أَ ْلفَ َ‬
‫سنَ ٍة ِم َّما تَ ُع ُّدونَ ﴾ [السجدة‪)6()]5 :‬‬
‫[الحــديث‪ ]532 :‬س ئل اإلم ام الص ادق عن قول ه تع الى‪﴿ :‬قُ لْ فَلِلَّ ِه ْال ُح َّجةُ‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)317 /8‬‬
‫‪ )(2‬تفسير العياشي ‪.1/208‬‬
‫‪ )(3‬اإلحتجاج‪.2/98 :‬‬
‫‪ )(4‬نور الثقلين‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪.144‬‬
‫‪ )(5‬نور الثقلين‪ ،‬ج ‪ ،3‬ص ‪267‬‬
‫‪ )(6‬الكافي (‪)8/143‬‬
‫‪115‬‬
‫ْالبَالِ َغةُ ﴾ [األنعام‪ ،]149 :‬فقال‪( :‬إن هللا تعالى يقول للعبد يوم القيام ة‪ :‬عب دي! أكنت‬
‫عالما؟ فإن قال‪ :‬نعم قال له‪ :‬أفال عملت بم ا علمت؟ وإن ق ال‪ :‬كنت ج اهال ق ال ل ه‪:‬‬
‫أفال تعلمت حتى تعمل؟ فيخصم فتلك الحجة هلل عزوجل على خلقه)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]533 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن الرج ل منكم ليك ون في المحل ة‬
‫فيحتج هللا ي وم القيام ة على جيران ه فيق ال لهم‪ :‬ألم يكن فالن بينكم؟ ألم تس معوا‬
‫كالمه؟ ألم تسمعوا بكاءه في الليل؟ فيكون حجة هللا عليهم)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]534 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة وق ف عب دان‬
‫مؤمنان‪ ،‬للحساب كالهما من أهل الجن ة‪ ،‬فق ير في ال دنيا‪ ،‬وغ ني في ال دنيا‪ ،‬فيق ول‬
‫الفقير‪ :‬يا ربّ على ما أوقف؟ فوعزتك إنّك لتعلم أنّك لم تولّني والية فأعدل فيه ا أو‬
‫أجور‪ ،‬ولم ترزقني ماالً فأُؤ ّدي من ه حق ا ً أو أمن ع‪ ،‬وال ك ان رزقي ي أتيني منه ا إالّ‬
‫كفافا ً على ما علمت وق ّدرت لي‪ ،‬فيقول هللا ج ّل جالله‪ :‬صدق عبدي خلّوا عنه يدخل‬
‫الجنّة‪ ،‬ويبقى اآلخر حتّى يسيل منه من العرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاه ا‪ ،‬ث ّم‬
‫يدخل الجن ة‪ ،‬فيق ول ل ه الفق ير‪ ،‬ماحبس ك؟ فيق ول‪ :‬ط ول الحس اب‪ ،‬م ازال الش يء‬
‫يجيئني بعد الشيء يغفر لي‪ ،‬ث ّم اسأل عن شيء آخر حتى تغ ّمدني هللا ع ّزوج ّل من ه‬
‫برحمة وألحقني بالتائبين‪ ،‬فمن أنت؟ فيقول‪ :‬أنا الفقير الذي كنت مع ك آنف اً‪ ،‬فيق ول‪:‬‬
‫لقد غيّرك النعيم بعدي)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]535 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أيما مؤمن منع مؤمنا ً شيئا ً مما يحتاج‬
‫إليه‪ ،‬وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره‪ ،‬أقامه هللا يوم القيامة مسوّداً وجه ه‪،‬‬
‫مزرّقةً عيناه‪ ،‬مغلولةً يداه إلى عنقه‪ ،‬فيُقال‪ :‬هذا الخ ائن ال ذي خ ان هللا ورس وله‪ ،‬ثم‬
‫ي ُؤمر به إلى النار)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]536 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬يجيء ي وم القيام ة رج ل إلى رج ل‬
‫حتى يلطّخه بدم والناس في الحساب‪ ،‬فيقول‪ :‬يا عبد هللا ما لي ول ك؟‪ ،‬فيق ول‪ :‬أعنت‬
‫ي يوم كذا بكلمة فقُتلت)(‪)5‬‬ ‫عل ّ‬
‫[الحديث‪ ]537 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬تفقّهوا في دين هللا وال تكونوا أعرابا‪ً،‬‬
‫فإن َمن لم يتفقّه في دين هللا‪ ،‬لم ينظر هللا إليه يوم القيامة ولم يزكِّ له عمالً)(‪)6‬‬
‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]538 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا كان يوم القيامة جمع هللا ع ّز وج ّل‬
‫الناس في صعيد واحد‪ ،‬و ُوضعت الموازين فتُوزن دماء الشهداء م ع م داد العلم اء‪،‬‬
‫جح مداد العلماء على دماء الشهداء)(‪)7‬‬ ‫فتر ّ‬
‫[الحديث‪ ]539 :‬سأل أبو حنيفة اإلمام الصادق عن قوله تع الى‪﴿ :‬ثُ َّم لَتُ ْس أَلُنَّ‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)284 /7‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪)285 /7‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪.259 / 7 :‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،201/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/367‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،217/ 7 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.266‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،223/ 7 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.228‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،226/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الصدوق ص‪.101‬‬
‫‪116‬‬
‫يَوْ َمئِ ٍذ ع َِن النَّ ِع ِيم ﴾ [التكاثر‪ ،]8 :‬فقال له‪( :‬ما النعيم عندك يا نعمان؟!)‪ ..‬قال‪ :‬القوت‬
‫من الطعام والماء البارد‪ ،‬فقال‪( :‬لئن أوقفك هللا بين يديه يوم القيامة حتى يس ألك عن‬
‫ك ّل أكل ٍة أكلتها أو شرب ٍة شربتها‪ ،‬ليطولّن وقوف ك بين يدي ه)‪ ،‬ق ال‪ :‬فم ا النعيم جعلت‬
‫فداك؟‪ ..‬قال‪( :‬نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم هللا بنا على العباد‪ ،‬وبنا ائتلفوا بعد ما‬
‫كانوا مختلفين‪ ،‬وبنا ألّف هللا بين قل وبهم‪ ،‬فجعلهم إخوان ا ً بع د أن ك انوا أع دا ًء وبن ا‬
‫ق النعيم الذي أنعم‬ ‫هداهم هللا لإلسالم‪ ،‬وهو النعمة التي ال تنقطع‪ ،‬وهللا سائلهم عن ح ّ‬
‫به عليهم وهو النبي ‪ ‬وعترته)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]540 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ما من عب ٍد إال وهلل عليه ح ّجةٌ‪ :‬إما في‬
‫ب اقترفه‪ ،‬وإما في نعم ٍة قصّر عن شكرها)(‪)2‬‬ ‫ذن ٍ‬
‫[الحديث‪ ]541 :‬قال اإلمام الصادق لرجل شكاه بعض إخوان ه‪( :‬م ا ألخي ك‬
‫استقصيت حقي؟‪ ،‬فجلس مغضبا ً ثم قال‪( :‬كأنك‬ ‫ُ‬ ‫فالن يشكوك؟)‪ ..‬فقال‪ :‬أيشكوني أن‬
‫إذا استقص يتَ لم تس ئ؟‪ ،‬أرأيت م ا حكى هللا تب ارك وتع الى‪َ ﴿ :‬ويَ َخ افُونَ ُس و َء‬
‫ب﴾ [الرع د‪ ،]21 :‬أخ افوا هللا أن يج ور عليهم؟‪ ..‬ال وهللا م ا خ افوا إال‬ ‫ْال ِح َس ا ِ‬
‫االستقصاء‪ ،‬فس ّماه هللا سوء الحساب‪ ،‬ف َمن استقصى فقد أساء)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]542 :‬قال اإلمام الصادق في قول هللا ع ّز وجلّ‪﴿ :‬فَ َك ْي فَ إِ َذا ِج ْئنَ ا‬
‫ك َعلَى هَؤُاَل ِء َش ِهيدًا﴾ [النساء‪( :]41 :‬نزلت في أمة محمد‬ ‫ِم ْن ُك ِّل أُ َّم ٍة بِ َش ِهي ٍد َو ِج ْئنَا بِ َ‬
‫‪ ‬خاصة‪ :‬في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم‪ ،‬ومحمد ‪ ‬شاهد علينا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]543 :‬قال اإلمام الصادق في قوله تعالى‪﴿ :‬قُلْ فَلِلَّ ِه ْال ُح َّجةُ ْالبَالِ َغ ةُ﴾‬
‫[األنعام‪( :]149 :‬إن هللا تعالى يقول للعب د ي وم القيام ة‪ :‬عب دي! أكنت عالم ا؟ ف إن‬
‫قال‪ :‬نعم قال له‪ :‬أفال عملت بما علمت؟ وإن ق ال‪ :‬كنت ج اهال ق ال ل ه‪ :‬أفال تعلمت‬
‫حتى تعمل؟ فيخصم فتلك الحجة هلل عزوجل على خلقه) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]544 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي‬
‫قد افتتنت في حسنها فتقول‪ :‬يا ربّ ‪ ،‬حسّنت خلقي حتى لقيت ما لقيت‪ ،‬فيُجاء بم ريم‬
‫حس نّاها فلم تفتتن‪ ..‬ويُج اء بالرج ل‬ ‫علي ه الس الم فيُق ال‪ :‬أنت أحس ن أو ه ذه؟‪ ..‬ق د ّ‬
‫حس نت خلقي ح تى لقيت من النس اء‬ ‫الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول‪ :‬يا رب‪ّ ،‬‬
‫حس ناه فلم‬ ‫ّ‬ ‫م ا لقيت‪ ،‬فيُج اء بيوس ف علي ه الس الم فيُق ال‪ :‬أنت أحس ن أو ه ذا؟‪ ..‬ق د ّ‬
‫ّ‬
‫يفتتن‪ ..‬ويُجاء بصاحب البالء الذي قد أصابته الفتنة في بالئه فيقول‪ :‬يا ربّ ‪ ،‬شددت‬
‫عل ّي البالء حتى افتتنت‪ ،‬فيُجاء بأيوب عليه السالم فيُقال‪ :‬أبليتك أش ّد أو بلي ة ه ذا؟‪..‬‬
‫فقد ابتُلي فلم يفتتن)(‪)6‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،258/ 7 :‬عن‪ :‬تفسير العياشي‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،262/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الطوسي ص‪.132‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،266/ 7 :‬عن‪.:‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،283/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.1/190‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪)285 /7‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،286/ 7 :‬عن‪ :‬روضة الكافي ص‪.228‬‬
‫‪117‬‬
‫[الحديث‪ ]545 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إنما ُخلِّ َد أهل النار في النارألن ني اتهم‬
‫كانت في الدنيا أن لو ُخلِّدُوا فيها أن يعصوا هللا أبداً ! وإنما ُخلِّ َد أهل الجنة في الجن ة‬
‫ألن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيه ا أن يطيع وا هللا أب داً‪ .‬فبالني ات ُخلِّ َد ه ؤالء‬
‫وهؤالء ثم تال قوله تعالى‪﴿ :‬قُلْ ُك ٌّل يَ ْع َم ُل َعلَى َش ا ِكلَتِ ِه ﴾ [اإلس راء‪ ]84 :‬على نيت ه)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]546 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬الن اس يم رون على الص راط طبق ات‬
‫والصراط أدق من الشعرو من ح د الس يف‪ ،‬فمنهم من يم ر مث ل ال برق‪ ،‬ومنهم من‬
‫يم ر مث ل ع دوالفرس‪ ،‬ومنهم من يمرحب وا‪ ،‬ومنهم من يم ر مش يا‪ ،‬ومنهم من يم ر‬
‫متعلقا قد تأخذ النار منه شيئا وتترك شيئا) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]547 :‬سئل اإلمام الص ادق عن الص راط‪ ،‬فق ال‪( :‬هوالطري ق إلى‬
‫معرفة هللا عزوجل وهما ص راطان‪ :‬ص راط في ال دنيا وص راط في اآلخ رة‪ ،‬فأم ا‬
‫الصراط الذي في الدنيا فهو االمام المفروض الطاعة‪ ،‬من عرف ه في ال دنيا واقت دى‬
‫بهداه مر على الصراط الذي ه و جس ر جهنم في اآلخ رة‪ ،‬ومن لم يعرف ة في ال دنيا‬
‫زلت قدمه عن الصراط في اآلخرة فتردى في نار جهنم) (‪)3‬‬
‫ك‬‫[الحـــديث‪ ]548 :‬ق ال اإلم ام الص ادق في ق ول هللا عزوج ل‪ ﴿ :‬إِ َّن َربَّ َ‬
‫صا ِد ﴾ [الفجر‪( :]14 :‬قنطرة على الصراط اليجوزها عبد بمظلمة) (‪)4‬‬ ‫لَبِ ْال ِمرْ َ‬
‫ثالثا ـ ما ورد حول الرحمة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫وهي األح اديث الموافق ة لم ا ورد في الق رآن الك ريم من ذك ر م ا يتنعم ب ه‬
‫الصالحون من أنواع الرحمة اإللهية‪ ،‬والتي تشمل ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬م ا ورد ح ول أح واض األنبي اء‪ ،‬وال تي يجتم ع عن دها الص ادقون من‬
‫أتباعهم‪ ،‬ويشير إليها قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وت ََرى ُك َّل أُ َّم ٍة َجاثِيَ ةً ُك لُّ أُ َّم ٍة تُ ْدعَى إِلَى ِكتَابِهَ ا‬
‫ْاليَوْ َم تُجْ َزوْ نَ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ﴾ [الجاثية‪ ،]28 :‬ول ذلك تع رف األمم حينه ا بأنبيائه ا‬
‫س بِإِ َم ا ِم ِه ْم فَ َم ْن أُوتِ َي ِكتَابَ هُ‬
‫وأئمتها وهداتها‪ ،‬كما ق ال تع الى‪ ﴿ :‬يَ وْ َم نَ ْدعُو ُك َّل أُنَ ا ٍ‬
‫ُظلَ ُمونَ فَتِياًل ﴾ [اإلسراء‪]71 :‬‬ ‫ك يَ ْق َرءُونَ ِكتَابَهُ ْم َواَل ي ْ‬‫بِيَ ِمينِ ِه فَأُولَئِ َ‬
‫لكن ه ذا االنتم اء‪ ،‬كم ا ورد في النص وص‪ ،‬ليس مث ل االنتم اء في ال دنيا‪،‬‬
‫والذي يكفي في ه ذل ك اإليم ان ال وراثي‪ ،‬ب ل يم يز الن اس في ه على أس اس اتب اعهم‬
‫الصادق لرسلهم‪ ،‬ولهذا يخرج من أتباع الرسل الكثير من الذين حرفوا وبدلوا‪.‬‬
‫‪ .2‬ما ورد حول الشفاعة وشروطها‪ ،‬وأوله ا اإلذن اإللهي‪ ،‬كم ا ق ال تع الى‪:‬‬
‫الش فَا َعةُ ِع ْن َدهُ إِاَّل لِ َم ْن أَ ِذنَ لَ هُ ﴾ [س بأ‪ ،]23 :‬ول ذلك ي رد على أولئ ك‬ ‫﴿ َواَل تَ ْنفَ ُع َّ‬
‫المشركين الذين توهموا أن ما يعبدونه من أصنام سيش فع لهم عن د هللا‪ ،‬ق ال تع الى‪:‬‬
‫﴿ أَ ِم اتَّ َخ ُذوا ِم ْن دُو ِن هَّللا ِ ُشفَ َعا َء قُلْ أَ َولَوْ َكانُوا اَل يَ ْملِ ُكونَ َش ْيئًا َواَل يَ ْعقِلُ ونَ (‪ )43‬قُ لْ‬
‫‪ )(1‬الكافي‪..2/85:‬‬
‫‪ )(2‬األمالي‪( ،‬ص ‪)107‬‬
‫‪ )(3‬معاني االخبار (ص ‪ 13‬ـ ‪)14‬‬
‫‪ )(4‬تفسير علي بن إبراهيم‪( ،‬ص ‪)261‬‬
‫‪118‬‬
‫ض ثُ َّم إِلَ ْي ِه تُرْ َجعُونَ ﴾ [الزمر‪]44 ،43 :‬‬ ‫ت َواأْل َرْ ِ‬ ‫ك ال َّس َم َ‬
‫اوا ِ‬ ‫هَّلِل ِ ال َّشفَا َعةُ َج ِميعًا لَهُ ُم ْل ُ‬
‫وثانيها قابلية الشافع‪ :‬ذلك أن الشفاعة مثل المحاماة مرتبة من الم راتب ال تي‬
‫ال يناله ا إال المس تحقون له ا‪ ،‬ول ذلك هي ن وع من أن واع الج زاء المرتبط ة بهم‪،‬‬
‫والمتناسب مع أعمالهم‪.‬‬
‫َ‬
‫وثالثها الشفاعة بالحق‪ ،‬كما قال تعالى‪ ﴿:‬يَوْ َمئِ ٍذ ال تَ ْنفَ ُع ال َّشفَا َعةُ إِاَّل َم ْن أ ِذنَ لَ هُ‬
‫ك الَّ ِذينَ يَ ْد ُعونَ ِم ْن دُونِ ِه‬ ‫ض َي لَ هُ قَ وْ الً﴾ (ط ه‪ ،)109:‬وق ال‪َ ﴿:‬وال يَ ْملِ ُ‬ ‫الرَّحْ َمنُ َو َر ِ‬
‫ق َوهُ ْم يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ (الزخرف‪)86:‬‬ ‫ْ‬
‫ال َّشفَا َعةَ إِاَّل َم ْن َش ِه َد بِال َح ِّ‬
‫وهكذا أخبر هللا تعالى أنه ال يحق ألحد أن يشفع في الظالمين المعت دين‪ ،‬كم ا‬
‫اظ ِمينَ َم ا لِلظَّالِ ِمينَ ِم ْن‬ ‫اج ِر َك ِ‬ ‫قال تعالى‪َ ﴿ :‬وأَ ْن ِذرْ هُ ْم يَوْ َم اآْل ِزفَ ِة إِ ِذ ْالقُلُوبُ لَ دَى ْال َحنَ ِ‬
‫يع يُطَاعُ﴾ [غافر‪ ،]18 :‬وه ذا ي دل على أن ال ذنوب المتعدي ة ال مج ال‬ ‫َح ِم ٍيم َواَل َشفِ ٍ‬
‫للشفاعة فيها‪.‬‬
‫س بِ َم ا‬‫ومثله أخبر عن ذنوب كثيرة ال يمكن الشفاعة فيها‪ ،‬قال تعالى‪ُ ﴿ :‬كلُّ نَ ْف ٍ‬
‫ت يَت ََس ا َءلُونَ (‪ )40‬ع َِن‬ ‫ين (‪ )39‬فِي َجنَّا ٍ‬ ‫اب ْاليَ ِم ِ‬
‫ص َح َ‬ ‫ت َر ِهينَ ةٌ (‪ )38‬إِاَّل أَ ْ‬ ‫َك َس بَ ْ‬
‫ك‬ ‫ص لِّينَ (‪َ )43‬ولَ ْم نَ ُ‬ ‫ك ِمنَ ْال ُم َ‬ ‫ْال ُمجْ ِر ِمينَ (‪َ )41‬ما َسلَ َك ُك ْم فِي َس قَ َر (‪ )42‬قَ الُوا لَ ْم نَ ُ‬
‫ضينَ (‪َ )45‬و ُكنَّا نُ َك ِّذبُ بِيَوْ ِم الدِّي ِن (‪)46‬‬ ‫ط ِع ُم ْال ِم ْس ِكينَ (‪َ )44‬و ُكنَّا نَ ُخوضُ َم َع ْالخَائِ ِ‬ ‫نُ ْ‬
‫َحتَّى أَتَانَا ْاليَقِينُ (‪ )47‬فَ َما تَ ْنفَ ُعهُ ْم َشفَا َعةُ ال َّشافِ ِعينَ (‪[ ﴾)48‬المدثر‪]48 - 38 :‬‬
‫فاآليات الكريمة أخ برت أن ال ذين ال يص لون‪ ..‬أي ليس لهم تواص ل روحي‬
‫باهلل‪ ..‬وال ذين ال يطعم ون المس كين‪ ..‬أي ليس لهم أي تواص ل ورحم ة ب المجتمع‪..‬‬
‫هؤالء وغيرهم ال تنفعهم شفاعة الشافعين حتى لو تقدموا للشفاعة لهم‪.‬‬
‫بناء على هذا سنستعرض ما ورد من األحاديث الموافقة للقرآن الكريم ح ول‬
‫هذه المرحلة‪ ،‬والتي قسمناها بحسب مصادرها إلى قسمين‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول الرحمة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]549 :‬قال رسول هللا ‪( :‬سبعة يظلهم هللا في ظله يوم ال ظل إال‬
‫ظل ه‪ :‬إم ام ع ادل‪ ،‬وش اب نش أ في عب ادة رب ه‪ ،‬ورج ل قلب ه معل ق في المس اجد‪،‬‬
‫ورجالن تحابا في هللا اجتمعا عليه وتفرقا علي ه‪ ،‬ورج ل طلبت ه ام رأة ذات منص ب‬
‫وجمال‪ ،‬فقال إني أخاف هللا‪ ،‬ورجل تصدق أخفى حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه‪،‬‬
‫ورجل ذكر هللا خالياً‪ ،‬ففاضت عيناه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]550 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أتدرون من السابقون إلى ظل هللا ي وم‬
‫القيامة؟)‪ ،‬قالوا‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ :‬قال‪( :‬الذين إذا أعط وا الح ق قبل وه‪ ،‬وإذا س ألوه‬
‫بذلوه‪ ،‬وحكموا للناس كحكمهم ألنفسهم)(‪)2‬‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري (‪ ،)660‬مسلم (‪)1031‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد رقم ‪..67-65‬‬
‫‪119‬‬
‫[الحديث‪ ]551 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من أنظر معسراً أو وضع عن ه‪ ،‬أظل ه‬
‫هللا في ظله)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]552 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬الرج ل فى ظ ل ص دقته ح تى يقض ى‬
‫بين الناس)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]553 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يوم ك ان مق داره خمس ين أل ف س نة)‪،‬‬
‫فقيل‪ :‬ما أط ول ه ذا الي وم‪ ،‬فق ال الن بي ‪( :‬وال ذي نفس ي بي ده‪ ،‬إن ه ليخف ف على‬
‫المؤمن حتى يكون أخف عليه من صالة مكتوبة يصليها في الدنيا)(‪ ،)3‬وفي رواي ة‪:‬‬
‫(يهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس للغ روب إلى أن تغ رب)‪ ،‬وفي رواي ة‪( :‬إن‬
‫هللا ليخفف على من يشاء من عباده طوله كوقت صالة مفروضة)‬
‫[الحــديث‪ ]554 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬عرض ت علي األمم‪ ،‬فجع ل الن بي‬
‫والنبيان يمرون معهم الره ط‪ ،‬والن بي ليس مع ه أح د‪ ،‬ح تى رف ع لي س واد عظيم‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل‪ :‬بل هذا موس ى وقوم ه‪ ،‬قي ل‪ :‬انظ ر إلى األف ق‪ ،‬ف إذا‬
‫سواد عظيم قد مأل األفق‪ ،‬ثم قيل لي‪ :‬انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء‪ ،‬فإذا سواد‬
‫قد مأل األفق‪ ،‬قيل‪ :‬هذه أمتك‪ ،‬ويدخل الجنة من هؤالء سبعون ألفا بغير حساب)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]555 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬اعقل وا واعلم وا أن هلل عب ادا ليس وا‬
‫بأنبي اء‪ ،‬وال ش هداء‪ ،‬يغبطهم الن بيون والش هداء لمك انهم وق ربهم من هللا)‪ ،‬فق ام‬
‫أع رابي‪ ،‬فق ال ي ا رس ول هللا‪ ،‬من هم حلهم لن ا فس ر وج ه رس ول هللا ‪ ‬لق ول‬
‫األعرابي؛ فق ال‪( :‬هم ق وم لم تص ل منهم أرح ام متقارب ة من أفن اء الن اس ون وازع‬
‫القبائل‪ ،‬تحابوا في جالل هللا عز وجل‪ ،‬وتصافوا فيه وت زاوروا في ه‪ ،‬وتب اذلوا في ه‪،‬‬
‫يضع هللا لهم منابر من نور فيجلسون عليها‪ ،‬وإن ثي ابهم لن ور‪ ،‬ووج وههم ن ور‪ ،‬ال‬
‫يخافون إذا خاف الن اس‪ ،‬وال يفزع ون إذا ف زع الن اس‪ ،‬أولئ ك أولي اء هللا ال خ وف‬
‫عليهم وال هم يحزنون)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]556 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن المقس طين عن د هللا على من ابر من‬
‫نور‪ ..‬الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]557 :‬قال رسول هللا ‪( :‬الشهداء ثالثة رجال‪ :‬رجل خرج بماله‬
‫ونفسه محتسبا ً في سبيل هللا ال يري د أن يقت ل وال يقت ل ليك ثر س واد المس لمين‪ ،‬ف إن‬
‫مات أو قتل غف رت ذنوب ه كله ا وأج ير من ع ذاب الق بر وأومن من الف زع األك بر‬
‫وزوج من الحور العين‪ ،‬ووضع على رأسه تاج الوقار‪ ،‬ورجل جاه د بنفس ه ومال ه‬
‫يريد أن يقتل وال يقتل فإن مات أو قتل كانت ركبته مع ركبة إبراهيم خليل ال رحمن‬

‫‪ )(1‬صحيح مسلم (‪)3006‬‬


‫‪ )(2‬رواه القضاعى (‪ ،1/94‬رقم ‪ ،)103‬وأبو يعلى (‪ ،3/300‬رقم ‪ ،)1766‬والديلمى (‪ ،2/285‬رقم ‪)3316‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو يعلى والبيهقي في الشعب‪ ،‬المغني عن حمل األسفار (ص‪)1901 /‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري ‪.179 / 10‬‬
‫‪ )(5‬نوادر األصول في أحاديث الرسول (‪)82 /4‬‬
‫‪ )(6‬الحميدي (‪)588‬وأحمد (‪ ،)6492( )2/160‬ومسلم (‪)6/7‬‬
‫‪120‬‬
‫في مقعد صدق عند مليك مقتدر‪ ،‬والثالث‪ :‬رجل خرج بنفسه وماله محتسبا ً يري د أن‬
‫يقتل ويقتل؛ ف إن م ات أو قت ل ج اء ي وم القيام ة ش اهراً بس يفه واض عه على عنق ه‬
‫والناس جاثون على الركب يقول‪ :‬أال فأفسحوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا وأموالنا هلل عز‬
‫وجل‪ ،‬والذي نفسي بيده لو قالوا ذلك إلبراهيم خلي ل ال رحمن‪ ،‬أو لن بي من األنبي اء‬
‫لتنحى لهم عن الطري ق لم ا ي رى من واجب حقهم‪ ،‬ح تى ي أتوا من ابر من ن ور‪،‬‬
‫ويجلسون ينظرون كيف يقضي بين الن اس ال يج دون غم الم وت‪ ،‬وال يغتم ون في‬
‫ال برزخ‪ ،‬وال تف زعهم الص يحة‪ ،‬وال يهمهم الحس اب‪ ،‬وال الم يزان وال الص راط‪،‬‬
‫ينظرون كيف يقضى بين الناس وال يسألون شيئا ً إال أعطوه وال يشفعون إال ش فعوا‬
‫فيه‪ ،‬ويعطى من الجنة ما أحب وينزل من الجنة حيث أحب)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]558 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬م ا آني ة الح وض؟ ق ال‪(:‬وال ذي نفس ي‬
‫بيده آلنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليل ة المظلم ة المص حية‪ ،‬آني ة‬
‫الجنة من شرب منها لم يظمأ‪ ،‬آخ ر م ا علي ه يش خب‪ ،‬في ه ميزاب ان من الجن ة‪ ،‬من‬
‫شرب منه لم يظمأ‪ ،‬عرضه مثل طوله‪ ،‬ما بين عم ان إلى أيل ة‪ ،‬وم اؤه أش د بياض ا‬
‫من اللبن وأحلى من العسل)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]559 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬م ا بين ن احيتي حوضي كم ا بين‬
‫صنعاء والمدينة)(‪ ،)3‬وفي رواية‪( :‬ما بين المدين ة وعم ان) (‪ ،)4‬وفي أخ رى‪( :‬كم ا‬
‫بين أيلة وصنعاء اليمن) (‪ ،)5‬وفي أخرى‪( :‬حوض ي مس يرة ش هر)(‪ )6‬وفي أخ رى‪:‬‬
‫(ترى فيه أباريق الذهب والفضة كعدد نجوم السماء) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]560 :‬روي أن أبا برزة األسلمي دخل على عبد هللا بن زياد‪ ،‬فلم ا‬
‫رآه قال‪ :‬إن محمديكم هذا‪ ،‬الدحداح‪ ،‬ففهمها الش يخ‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا كنت أحس ب أن أبقي‬
‫في قوم يعيرونني بصحبة محمد ‪ ،‬فق ال ل ه عبي د هللا‪ :‬إن ص حبة محم د لكم ٌ‬
‫زين‬
‫غير شين‪ ،‬قال‪ :‬إنما بعثت إلي ك ألس ألك عن الح وض‪ ،‬ه ل س معت رس ول هللا ‪‬‬
‫ي ذكر في ه ش يئا؟ ق ال أب و ب رزة‪ :‬نعم‪ ،‬ال م رة وال م رتين وال ثالث ا وال أربع ا وال‬
‫خمسا‪ ،‬فمن كذب به فال سقاه هللا منه‪ ،‬ثم خرج مغضبا(‪.)8‬‬
‫[الحديث‪ ]561 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن لكل نبي حوضا ت رده أمت ه‪ ،‬وإنهم‬
‫يتباهون أيهم أكثر واردة‪ ،‬وإني ألرجو أن أكون أنا أكثرهم واردة)(‪)9‬‬
‫[الحــديث‪ ]562 :‬س ئل رس ول هللا ‪ :‬ه ل بين الجن ة والن ار م نزل؟ ق ال‪:‬‬

‫‪ )(1‬الترغيب والترهيب لقوام السنة (‪)464 /1‬‬


‫‪ )(2‬مسلم (‪ ،)2300‬والترمذي (‪)2445‬‬
‫‪ )(3‬مسلم (‪)41 /2303‬‬
‫‪ )(4‬مسلم (‪)42 / 2303‬‬
‫‪ )(5‬البخاري (‪ ،)6580‬ومسلم (‪)39 / 2303‬‬
‫‪ )(6‬البخاري (‪ ،)6579‬ومسلم (‪)2292‬‬
‫‪ )(7‬مسلم (‪)2303‬‬
‫‪ )(8‬أبو داود (‪ )4749‬صححه األلباني (‪)3975‬‬
‫‪ )(9‬الترمذي (‪)2443‬‬
‫‪121‬‬
‫النار)(‪)1‬‬ ‫(بينهما حوضي‪ ،‬شرفاته على الجنة‪ ،‬وتضرب شرفاته على‬
‫[الحديث‪ ]563 :‬قال رسول هللا ‪( :‬علي بن أبي ط الب ص احب حوض ي‬
‫يوم القيامة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]564 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ليردن علي الحوض رج الٌ‪ ،‬ح تى إذا‬
‫رفعوا إلي اختلجوا دوني فألقولن أي رب أصيحابي أصيحابي‪ ،‬فليقولن لي‪ :‬إن ك ال‬
‫تدري ما أحدثوا بعدك)(‪ ،)3‬وفي رواية‪( :‬فأقول‪ :‬سحقا لمن بدل بعدي) (‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]565 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ي رد علي ي وم القيام ة ره طٌ من‬
‫أصحابي فيحلون عن الحوض‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب أصحابي‪ ،‬فيقول‪ :‬إن ه ال علم ل ك بم ا‬
‫أحدثوا بعدك‪ ،‬إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]566 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ت رد علي أم تي الح وض وأن ا أذود‬
‫الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن ه إبل ه)‪ ،‬ق الوا‪ :‬ي ا ن بي هللا تعرفن ا؟ ق ال‪:‬‬
‫(نعم‪ ،‬لكم سيما ليست ألح د غ يركم‪ ،‬ت ردون علي غ را محجلين من آث ار الوض وء‬
‫ولتصدن عني طائفةٌ منكم فال يصلون‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب هؤالء من أصحابي‪ ،‬فيجيبني‬
‫ك فيقول‪ :‬وهل تدري ما أحدثوا بعدك)(‪)6‬‬ ‫مل ٌ‬
‫ك بحج زكم هلم عن الن ار‪،‬‬ ‫[الحــديث‪ ]567 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إني ممس ٌ‬
‫وأنتم تهافتون فيها أو تقاحمون تقاحم الفراش في النار والجنادب ـ يعني‪ :‬في الن ار ـ‬
‫ك بحجزكم وأنا فرطٌ لكم على الحوض فتردون علي معا وأشتاتا ف أعرفكم‬ ‫وأنا ممس ٌ‬
‫بسيماكم وأس مائكم كم ا يع رف الرج ل الف رس ـ وق ال غ يره‪ :‬كم ا يع رف الرج ل‬
‫الغريبة من اإلبل في إبله ـ فيؤخذ بكم ذات الشمال ف أقول‪ :‬إلي ي ا رب أم تي أم تي‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬أو يقال‪ :‬يا محمد إنك ال تدري ما أحدثوا بعدك كانوا يمشون بعدك القهقرى‪،‬‬
‫فال أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل شاة لها ثغا ٌء ينادي يا محمد فأقول‪ :‬ال أملك‬
‫لك شيئا‪ ،‬قد بلغت‪ ،‬وال أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة يحمل بعيرا له رغا ٌء ينادي يا‬
‫محمد فأقول‪ :‬ال أملك لك من هللا شيئا قد بلغت‪ ،‬وال أعرفن أحدكم ي أتي ي وم القيام ة‬
‫يحمل قشعا فيقول‪ :‬يا محمد يا محمد‪ ،‬فأقول‪ :‬ال أملك لك من هللا شيئا قد بلغت)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]568 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن لك ل ن بي حوض ا‪ ،‬وإنهم يتب اهون‬
‫أيهم أكثر واردة‪ ،‬وإني أرجو أن أكون أكثرهم)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]569 :‬قال رسول هللا ‪( :‬حوضي مس يرة ش هر وزواي اه س واء‬
‫ماؤه أبيض من اللبن‪ ،‬وريحه أطيب من المسك‪ ،‬وكيزانه كنجوم السماء‪ ،‬من ش رب‬
‫‪ )(1‬ذكره الهيثمي (‪)337 /10‬‬
‫‪ )(2‬األوسط (‪ )188 / 67 / 1‬قال الهيثمي (‪ /)367 / 10‬فيه ضعفاء وثقوا‪.‬‬
‫‪ )(3‬البخاري (‪ ،)6582‬ومسلم (‪)2304‬‬
‫‪ )(4‬البخاري (‪ ،)6584‬ومسلم (‪)2291‬‬
‫‪ )(5‬البخاري (‪)6585‬‬
‫‪ )(6‬مسلم (‪)247‬‬
‫‪ )( 7‬مسند البزار (‪)204( )315 /1‬‬
‫‪ )(8‬الترمذي (‪)2367‬‬
‫‪122‬‬
‫أبدا)(‪)1‬‬ ‫منها فال يظمأ‬
‫[الحديث‪ ]570 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن شراب حوضه‪ ،‬فقال‪( :‬أشد بياض ا‬
‫من اللبن‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬يغت (يصب) فيه ميزابان يمدانه من الجنة‪ ،‬أح دهما‬
‫من ذهب‪ ،‬واآلخر من ورق (فضة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]571 :‬قال رسول هللا ‪( :‬نزلت علي آنفا س ورة‪ ،‬فق رأ ﴿بس م هللا‬
‫ك ْال َك وْ ثَ َر (‪ )1‬فَ َ‬
‫ص ِّل لِ َربِّكَ َوا ْن َح رْ (‪ )2‬إِ َّن َش انِئَكَ هُ َو‬ ‫ال رحمن ال رحيم إِنَّا أَ ْعطَ ْينَ ا َ‬
‫اأْل َ ْبتَ ُر (‪[ ﴾ )3‬الكوثر‪ ..]3 - 1 :‬أتدرون م ا الك وثر؟‪ ..‬إن ه نه ر وعدني ه ربي ع ز‬
‫وجل‪ ،‬عليه خير كثير‪ ،‬هو ح وض ت رد علي ه أم تي ي وم القيام ة‪ ،‬آنيت ه ع دد نج وم‬
‫السماء‪،‬فيختلج(‪ )3‬العبد منهم‪ ،‬فأقول‪ :‬رب‪ ،‬إنه من أمتي‪ ،‬فيقول‪ :‬ما تدري ما أح دث‬
‫بعدك؟)(‪)4‬‬
‫وه ذا ي دل على أن من خ واص ه ذا الح وض أن ه ال يمكن أن يش ربه إال‬
‫الصادقون من أتباع األنبياء‪ ،‬ولذلك يُمن ع المحرف ون والمب دلون لس نن أنبي ائهم عن‬
‫االقتراب والشرب منه‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]572 :‬قال رسول هللا ‪( :‬والذي نفس ي بي ده ألذودن رج اال عن‬
‫حوضي كما تذاد الغريبة من اإلبل عن الحوض)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]273 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ل يردن علي الح وض رج ال ممن‬
‫ص احبني‪ ،‬ح تى إذا رأيتهم ورفع وا إلي‪ :‬اختلج وا دوني‪ ،‬فألق ولن‪ ،‬أي رب‪،‬‬
‫أصيحابي‪ ،‬أصيحابي‪ ،‬فليقالن لي‪ ،‬إنك ال تدري ما أحدثوا بعدك)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]574 :‬قال رسول هللا ‪( :‬بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم‬
‫خرج رجل من بيني وبينهم فقال‪ :‬هل َّم‪ ،‬فقلت‪ :‬أين؟ ق ال‪ :‬إلى الن ار وهللا ! قلت‪ :‬وم ا‬
‫شأنهم؟قال‪ :‬إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى‪ .‬ثم إذا زمرة ح تى إذا ع رفتهم‬
‫خ رج رج ل من بي ني وبينهم فق ال‪ :‬هلم‪ ،‬قلت‪ :‬أين؟ ق ال‪ :‬إلى الن ار وهللا ! قلت م ا‬
‫شأنهم؟ قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! فال أراه يخلص منهم إال ِم ْث ُل‬
‫هَ َمل الن َّ َعم)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]575 :‬روي أن رس ول هللا ‪ ‬أتى المق برة فق ال‪( :‬الس الم عليكم‬
‫دار قوم مؤم نين وإن ا إن ش اء هللا بكم الحق ون وددت أن ا ق د رأين ا إخوانن ا) ق الوا‪:‬‬
‫أولسنا إخوانك ي ا رس ول هللا؟ ق ال‪( :‬أنتم أص حابي وإخوانن ا ال ذين لم ي أتوا بع د)‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬كيف تع رف من لم ي أت بع د من أمت ك ي ا رس ول هللا؟ فق ال‪( :‬أرأيت ل و أن‬
‫رجال له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم أال يعرف خيله؟)‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى ي ا‬
‫‪ )(1‬رواه البخاري (‪ )6093‬ومسلم (‪)4244‬‬
‫‪ )(2‬صحيح مسلم (‪)4256‬‬
‫‪ )(3‬االختالج‪ :‬االستالب واالجتذاب‪.‬‬
‫‪ )(4‬مسلم (‪)7/71 13 ،/2‬‬
‫‪ )(5‬البخاري في صحيحه (‪ )2194‬ومسلم (‪)4257‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري ‪ ،412 / 11‬ومسلم رقم (‪)2304‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري(‪)7/208‬‬
‫‪123‬‬
‫رس ول هللا‪ .‬ق ال‪( :‬ف إنهم ي أتون غ را محجلين من الوض وء‪ ،‬وأن ا ف رطهم على‬
‫الحوض‪ ،‬أال ليذادن رج ال عن حوض ي كم ا ي ذاد البع ير الض ال أن اديهم‪ :‬أال هلم؛‬
‫فيقال إنهم قد بدلوا بعدك‪ ،‬فأقول‪ :‬سحقا سحقا)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]576 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن اللع انين ال يكون ون ش هداء وال‬
‫شفعاء يوم القيامة)(‪)2‬‬
‫هّللا‬
‫[الحديث‪ ]577 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن لم يحرم حرمة إال وق د علم أن ه‬
‫سيطلعها منكم مطلع‪ ،‬أال وإني آخذ بحج زكم أن ته افتوا في الن ار كته افت الف راش‬
‫والذباب)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]578 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يشفع الشهيد في سبعين من أه ل بيت ه)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]579 :‬قال رسول هللا ‪( :‬للشهيد عند هللا س ت خص ال‪ :‬يغف ر ل ه‬
‫في أول دفعة‪ ،‬ويرى مقعده من الجن ة‪ ،‬ويج ار من ع ذاب الق بر‪ ،‬وي أمن من الف زع‬
‫األكبر‪ ،‬ويوضع على رأس ه ت اج الوق ار‪ ،‬الياقوت ة منه ا خ ير من ال دنيا وم ا فيه ا‪،‬‬
‫ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين‪ ،‬ويشفع في سبعين من أقاربه)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]580 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬يش فع ي وم القيام ة ثالث ة‪ :‬األنبي اء‪ ،‬ثم‬
‫العلماء‪ ،‬ثم الشهداء)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]581 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من مس لم يحف ظ على أم تي أربعين‬
‫حديثا ً يعلمهم بها أمر دينهم إال جيء به يوم القيامة فقيل له‪ :‬اشفع لمن شئت)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]582 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الرجل من أهل الجنة ليشرف على‬
‫أهل النار فيناديه رجل من أه ل الن ار‪ :‬ي ا فالن‪ ،‬أم ا تعرف نى؟ ‪ .‬فيق ول‪ :‬ال وهللا م ا‬
‫أعرفك! ! من أنت؟ ويحك! قال‪ :‬أنا ال ذي م ررت بي في ال دنيا فاستس قيتني ش ربة‬
‫ماء فسقيتك فاشفع لي بها عند ربك‪ .‬فيدخل ذل ك الرج ل على هللا في زورة‪ .‬فيق ول‪:‬‬
‫ي ارب إني أش رفت على أه ل الن ار فق ام رج ل من أه ل الن ار فن ادى‪ :‬ي ا فالن أم ا‬
‫تعرفنى؟ فقلت‪ :‬ال وهللا ما أعرفك! ! ‪ ،‬ومن أنت؟ قال‪ :‬أنا الذي مررت بى في الدنيا‬
‫فاستسقيتنى فسقيتك‪ ،‬فاشفع لي به ا عن د رب ك ي ارب فش فعنى في ه‪ ،‬فش فعه هللا في ه‪،‬‬
‫وأخرجه من النار)(‪)8‬‬
‫[الحــديث‪ ]583 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬اعمل وا ب القرآن‪ ،‬وأحل وا حالل ه‪،‬‬

‫‪ )(1‬رواه مسلم (‪)367‬‬


‫‪ )(2‬رواه مسلم (‪)2598‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (‪)210 /7‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو داود (‪ ،)2522‬وابن حبان (‪ ،)4660( )517 /10‬والبيهقي (‪)18308( )164 /9‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي (‪ ،)1663‬وابن ماجه (‪ ،)2274‬وأحمد (‪)17221( )131 /4‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن ماجه (‪ ،)4992‬والبيهقي في (شعب اإليمان) (‪)265 /2‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن عدي في (الكامل في الضعفاء) (‪ ،)56 /5‬والخطيب في (ش رف أص حاب الح ديث) (ص‪،)20 /‬‬
‫وابن عبدالبر في (جامع بيان العلم وفضله) (‪)95 /1‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (‪.)316 /2‬‬
‫‪124‬‬
‫وحرموا حرامه‪ ،‬واقتدوا به‪ ،‬وال تكفروا بشيء من ه‪ ،‬وم ا تش ابه عليكم من ه ف ردوه‬
‫إلى هللا وإلى أولي العلم من بع دي‪ ،‬كيم ا يخ برونكم‪ ،‬وآمن وا ب التوراة‪ ،‬واإلنجي ل‪،‬‬
‫والزبور‪ ،‬وما أوتي النبيون من ربهم‪ ،‬وليسعكم القرآن وما فيه من البيان‪ ،‬فإنه شافع‬
‫مشفع‪ ،‬وماحل مص دق‪ ،‬أال ولك ل آي ة من ه ن ور ي وم القيام ة‪ ،‬وإني أعطيت س ورة‬
‫البق رة من ال ذكر األول‪ ،‬وأعطيت ط ه وطواس ين وح واميم من أل واح موس ى‪،‬‬
‫وأعطيت فاتحة الكتاب من تحت العرش) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]584 :‬قال رسول هللا ‪( :‬القرآن شافع مشفع‪ ،‬وماح ل مص دق‪،‬‬
‫من جعله أمامه قاده إلى الجنة‪ ،‬ومن جعله خلفه ساقه إلى النار) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]585 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يجيء الق رآن ي وم القيام ة فيق ول‪ :‬ي ا‬
‫رب حله‪ ،‬فيلبس تاج الكرامة‪ ،‬ثم يقول‪ :‬يا رب زده‪ ،‬فيلبس حلة الكرام ة‪ ،‬ثم يق ول‪:‬‬
‫يا رب أرض عنه‪ ،‬فيرضى عنه‪ ،‬فيقال له‪ :‬اقرأ وارق وتزاد بكل آية حسنة) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]586 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬الص يام والق رآن يش فعان للعب د ي وم‬
‫القيام ة‪ ،‬يق ول الص يام‪ :‬أي رب‪ ،‬منعت ه الطع ام والش هوات بالنه ار‪ ،‬فش فعني في ه‪،‬‬
‫ويقول القرآن‪ :‬منعته النوم بالليل فشفعني فيه‪ ،‬فيشفعان) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]587 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أال ليذادن رجال عن حوضي كما ي ذاد‬
‫البعير الضال أناديهم‪ :‬أال هلم؛ فيقال إنهم قد بدلوا بعدك‪ ،‬فأقول‪ :‬سحقا سحقا)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]588 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في خطبته في حجة ال وداع‪( :‬أت درون‬
‫أى يوم هذا‪ ،‬وأى شهر هذا‪ ،‬وأى بلد هذا؟)‪ ،‬قالوا‪ :‬هذا بلد حرام وشهر ح رام وي وم‬
‫حرام‪ ،‬قال‪( :‬أال وإن أم والكم ودم اءكم عليكم ح رام كحرم ة ي ومكم ه ذا فى بل دكم‬
‫هذا‪ ،‬أال وإنى فرطكم على الحوض أنتظركم وأكاثر بكم األمم؛ فال تس ودوا وجهى‪،‬‬
‫أال وقد رأيتمونى وسمعتم منى وستسألون ع نى؛ فمن ك ذب على فليتب وأ مقع ده من‬
‫النار‪ ،‬أال وإنى مستنقذ أناسا ومستنقذ منى أناس فأقول يا رب أص حابى فيق ول إن ك‬
‫ال تدرى ما أحدثوا بعدك)(‪)6‬‬
‫ٌ‬
‫[الحديث‪ ]589 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لكل نبي دعوة قد دعاها ألمت ه‪ ،‬وإني‬
‫اختبأت دعوتي شفاعة ألمتي يوم القيامة)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]590 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أنا أول الن اس يش فع في الجن ة‪ ،‬وأن ا‬

‫‪ )(1‬رواه الطبراني (‪ )525( )225 /20‬ورواه الحاكم (‪ ،)757 /1‬والبيهقي (‪)19490( )9 /10‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبراني (‪ ،)8655( )132 /9‬وأبو نعيم في (حلية األولياء) (‪ ،)108 /4‬وابن أبي شيبة (‪( )131 /6‬‬
‫‪)30054‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي (‪ ،)2915‬والحاكم (‪ ،)738 /1‬والبيهقي في (شعب اإليمان) (‪)347 /2‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد (‪ ،)6626( )174 /2‬والطبراني كما في (مجمع الزوائد) ( ‪ ،)184 /3‬والحاكم (‪ ،)740 /1‬وأبو‬
‫نعيم في (حلية األولياء) (‪)161 /8‬‬
‫‪ )(5‬رواه مسلم (‪)367‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخارى (‪ ،5/2404‬رقم ‪ ،)6205‬والنسائى فى الكبرى (‪ ،2/444‬رقم ‪)4099‬‬
‫‪ )(7‬البخاري (‪ ،)6305‬ومسلم (‪)200‬‬
‫‪125‬‬
‫الجنة)(‪)1‬‬ ‫أكثر األنبياء تبعا يوم القيامة‪ ،‬وأنا أول من يقرع باب‬
‫[الحديث‪ ]591 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم‬
‫إلى بعض في أتون آدم فيقول ون‪ :‬اش فع ل ذريتك‪ ،‬فيق ول‪ :‬لس ت له ا‪ ،‬ولكن عليكم‬
‫بإبراهيم‪ ،‬فإنه خلي ٌل هلل‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقول‪ :‬لست له ا ولكن عليكم بموس ى‪ ،‬فإن ه‬
‫كليم هللا‪ ،‬فيؤتى موسى فيقول‪ :‬لست لها ولكن عليكم بعيسى‪ ،‬فإن ه روح هللا وكلمت ه‪،‬‬
‫فيؤتى عيسى فيقول‪ :‬لست لها ولكن عليكم بمحمد ‪ ،‬فأوتى فأقول‪ :‬أنا لها)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]592 :‬قال رسول هللا ‪( :‬فيأتون عيسى فيقول‪ :‬أدلكم على النبي‬
‫األمي‪ ،‬فيأتون فيأذن هللا لي أن أقوم إليه‪ ،‬فيثور مجلس ي أطيب ريح ش مها أح ٌد ق ط‬
‫ح تى يش فعني ربي‪ ،‬ويجع ل لي ن ورا من ش عر رأس ي إلى ظف ر ق دمي‪ ،‬فيق ول‬
‫الكافرون عند ذلك إلبليس‪ :‬قد وجد المؤمنون من يش فع لهم‪ ،‬فقم أنت فاش فع لن ا إلى‬
‫ربك فإنك أنت أضللتنا‪ ،‬قال‪ :‬فيقوم فيثور مجلس ه أنتن ريح ش مها أح ٌد ق ط ثم يعظم‬
‫ض َي اأْل َ ْم ُر إِ َّن هَّللا َ َو َع َد ُك ْم َو ْع َد ْال َح ِّ‬
‫ق‬ ‫ال ال َّش ْيطَانُ لَ َّما قُ ِ‬
‫﴿وقَ َ‬‫لجهنم‪ ،‬فيقول عند ذلك‪َ :‬‬
‫َو َو َع ْدتُ ُك ْم فَأ َ ْخلَ ْفتُ ُك ْم َو َم ا َك انَ لِ َي َعلَ ْي ُك ْم ِم ْن ُس ْلطَا ٍن إِاَّل أَ ْن َد َع وْ تُ ُك ْم فَ ْ‬
‫اس ت ََج ْبتُ ْم لِي فَاَل‬
‫ت بِ َم ا‬‫ي إِنِّي َكفَ رْ ُ‬ ‫ص ِر ِخ َّ‬ ‫ص ِر ِخ ُك ْم َو َم ا أَ ْنتُ ْم بِ ُم ْ‬‫تَلُو ُم ونِي َولُو ُم وا أَ ْنفُ َس ُك ْم َم ا أَنَ ا بِ ُم ْ‬
‫ع َذابٌ أَلِي ٌم ﴾ [إبراهيم‪)3()]22 :‬‬ ‫أَ ْش َر ْكتُ ُمو ِن ِم ْن قَ ْب ُل إِ َّن الظَّالِ ِمينَ لَهُ ْم َ‬
‫[الحديث‪ ]593 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أول من يشفع ي وم القيام ة األنبي اء‪ ،‬ثم‬
‫الشهداء‪ ،‬ثم المؤذنون)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]594 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إني ألش فع ي وم القيام ة في ك ل ش يء‬
‫مما على وجه األرض من حجر ومدر) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]595 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إني آتي جهنم فأضرب بابها‪ ،‬فيفتح لي‬
‫فأدخلها‪ ،‬فأحمد هللا محامد ما حمده أح ٌد قبلي مثله‪ ،‬وال يحمده أح ٌد بع دي‪ ،‬ثم أخ رج‬
‫منه ا من ق ال‪ :‬ال إل ه إال هللا مخلص ا‪ ،‬فيق وم إلي أن اسٌ من ق ريش فينتس بون إلي‪،‬‬
‫فأعرف نسبهم وال أعرف وجوههم وأتركهم في النار)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]596 :‬عن ربيعة بن كعب األسلمي قال‪ :‬كنت أبيت مع رسول هللا‪،‬‬
‫فآتيه بوضوئه وبحاجت ه‪ ،‬فق ال لي‪ :‬اس ألني‪ ،‬فقلت‪ :‬إني أس ألك مرافقت ك في الجن ة‪،‬‬
‫قال‪ :‬أو غير ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬هو ذاك‪ ،‬قال‪( :‬فأعني على نفسك بكثرة السجود)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]597 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ي ا معش ر ق ريش اش تروا أنفس كم‪ ،‬ال‬
‫أغني عنكم من هللا شيئا‪ ،‬يا بني عبد مناف‪ ،‬ال أغني عنكم من هللا شيئا‪ .‬يا عباس بن‬
‫عبد المطلب‪ ،‬ال أغني عنك من هللا شيئا‪ .‬وي ا ص فية عم ة رس ول هللا ‪ ،‬ال أغ ني‬
‫‪ )(1‬مسلم (‪)196‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)7510‬ومسلم (‪)193‬‬
‫‪ )(3‬الدارمي (‪)2804‬‬
‫‪ )(4‬مسند البزار (‪)2/27/372‬‬
‫‪ )(5‬الطبراني في األوسط (‪)5360 / 295 / 5‬‬
‫‪ )(6‬الطبراني في األوسط (‪)3845 /4/151‬‬
‫‪ )(7‬رواه مسلم (‪ ،)489( )2/52‬وأبو داود رقم (‪ ،)1320‬والنسائي ‪.227 / 2‬‬
‫‪126‬‬
‫عنك من هللا شيئا‪ .‬ويا فاطمة بنت محمد‪ ،‬سليني ما ش ئت من م الي‪ ،‬ال أغ ني عن ك‬
‫من هللا شيئا)(‪)1‬‬
‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]598 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا كان يوم القيامة تجلى هللا ع ّز وجل‬
‫لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ً ذنباً‪ ،‬ثم يغفر هللا له‪ ،‬ال يطلع هللا على ذلك ملك ا ً‬
‫مقرّبا ً وال نبيا ً مرسالً‪ ،‬ويستر عليه م ا يك ره أن يق ف علي ه أح ٌد‪ ،‬ثم يق ول لس يئاته‪:‬‬
‫كوني حسنات)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]599 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يُؤتى يوم القيامة برج ل فيُق ال‪ :‬احتجّ‪،‬‬
‫فيقول‪( :‬يا ربّ ‪ ،‬خلقتني وهديتني‪ ،‬فأوسعت عل ّي‪ ،‬فلم أزل أوسّع على خلقك وأيس ر‬
‫عليهم‪ ،‬لكي تنشر عل ّي هذا اليوم رحمتك وتيسّره‪ ،‬فيق ول ال ربّ ج ّل ثن اؤه وتع الى‬
‫صدَق عبدي‪ ،‬أدخلوه الجنة)(‪)3‬‬ ‫ذكره‪َ ( :‬‬
‫[الحديث‪ ]600 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يُؤتى بعبد يوم القيامة‪ ،‬فيوقف بين يدي‬
‫هللا ع ّز وج ّل فيأمر به إلى الن ار‪ ،‬فيق ول‪ :‬أي ربّ ‪ ،‬أم رت بي إلى الن ار وق د ق رأت‬
‫القرآن؟‪ ،‬فيقول هللا‪ :‬أي عبدي‪ ،‬إني أنعمت عليك فلم تشكر نعمتي‪ ،‬فيق ول‪ :‬أي ربّ ‪،‬‬
‫أنعمت عل ّي بكذا فشكرتك بكذا‪ ،‬وأنعمت عل ّي بكذا وشكرتك بكذا‪ ،‬فال يزال يحص ي‬
‫النعم ويع ّدد الشكر؛ فيقول هللا تعالى‪ :‬صدق عبدي‪ ،‬إال أنك لم تشكر َمن أجريت ل ك‬
‫نعمتي على يديه‪ ،‬وإني قد آليت على نفسي أن ال أقبل شكر عب ٍد لنعم ٍة أنعمتها عليه‪،‬‬
‫حتى يشكر سائقها من خلقي إليه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]601 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ق ال هللا ع ّز وج لّ‪ :‬لق د حقّت كرام تي‬
‫إن وج وههم ي وم القيام ة من ن ور‪ ،‬على‬ ‫وم و ّدتي لمن يراقب ني‪ ،‬ويتح ابّ بجاللي‪ّ ،‬‬
‫منابر من نور‪ ،‬عليهم ثي اب خض ر) قي ل‪ :‬من هم ي ا رس ول هللا؟ ق ال‪( :‬ق وم ليس وا‬
‫بأنبياء وال شهداء‪ ،‬ولكنّهم تحابّوا بجالل هللا‪ ،‬ويدخلون الجنّة بغير حساب)(‪)5‬‬
‫(إن هللا ع ّز وج ّل يجم ع العلم اء ي وم‬‫[الحديث‪ ]602 :‬قال رس ول هللا ‪ّ :‬‬
‫القيامة فيقول لهم‪ :‬لم أضع ن وري وحكم تي في ص دوركم‪ ،‬إال وأن ا أري د بكم خ ير‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]603 :‬بين ا رس ول هللا ‪ ‬في نف ر من أص حابه فيهم علي بن‬
‫أبي طالب فقال‪( :‬يخرج قوم من قبورهم وجوههم أشد بياضا من القمر‪ ،‬عليهم ثياب‬
‫أشد بياض ا من اللبن‪ ،‬عليهم نع ال من ن ور ش ركها من ذهب‪ ،‬فيؤت ون بنج ائب من‬
‫نور‪ ،‬عليها رحائل من نور‪ ،‬أزمته ا سالس ل ذهب‪ ،‬وركبه ا من زبرج د‪ ،‬ف يركبون‬

‫‪ )(1‬رواه البخاري ‪ ،386 / 8‬ومسلم رقم (‪)206‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،287 / 7 :‬عن‪ :‬العيون ص‪.201‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،289/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،224 / 7 :‬عن‪ :‬أمالي الطوسي‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،250 /7 ،‬التوحيد‪.268 :‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،227/ 7 :‬عن‪ :‬العلل ص‪.160‬‬
‫‪127‬‬
‫عليها حتى يصيروا أمام العرش‪ ،‬والناس يهتمون ويغتمون ويحزنون‪ ،‬وهم ي أكلون‬
‫ويشربون‪ ،‬فقال علي‪ :‬من هم يا رسول هللا؟ فقال‪( :‬أولئك شيعتك وأنت إمامهم)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]604 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ثالثة يشفعون الى هللا ي وم القيم ة‪،‬‬
‫فيشفّعهم األنبياء ثم العلماء ثم الشهداء)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]605 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أربع ةٌ أن ا لهم ش في ٌع ي وم القيام ة‪:‬‬
‫(المكرم لذريّتي‪ ،‬والقاضي لهم حوائجهم‪ ،‬والساعي في أمورهم م ا اض طرّوا إلي ه‪،‬‬
‫والمحبّ لهم بقلبه ولسانه عندما اضطرّوا)(‪)3‬‬
‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول الرحمة الخاصة بالموقف‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]606 :‬قال اإلمام علي‪( :‬من وقّر مسجداً لقي هللا يوم يلق اه ض احكا ً‬
‫مستبشراً‪ ،‬وأعطاه كتابه بيمينه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]607 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة ونص بت الم وازين‬
‫واحضر النبيون والشهداء وهم االئمة‪ ،‬يشهد كل إمام على أه ل عالم ه بأن ه ق د ق ام‬
‫فيهم بأمر هللا عزوجل‪ ،‬ودعاهم إلى سبيل هللا) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]608 :‬قال اإلم ام علي‪( :‬هللا رحي ٌم بعب اده‪ ،‬ومن رحمت ه أن ه خل ق‬
‫مائة رحمة جعل منها رحم ة واح دة في الخل ق كلهم‪ ،‬فبه ا ي تراحم الن اس‪ ،‬وت رحم‬
‫الوالدة ولدها‪ ،‬وتحنّن األمهات من الحيوان ات على أوالده ا‪ ،‬ف إذا ك ان ي وم القيام ة‬
‫أضاف هذه الرحمة الواح دة إلى تس ع وتس عين رحم ة‪ ،‬ف يرحم به ا أمّة محم د‪ ،‬ثم‬
‫يشفّعهم فيمن يحبّون له الشفاعة من أه ل الملّة‪ ،‬ح تى أن الواح د ليجيء إلى م ؤمن‬
‫ق ل ك عل ّي؟‪ ..‬فيق ول‪ :‬س قيتك يوم ا م ا ًء‬ ‫من الشيعة فيقول‪ :‬اشفع لي‪ ،‬فيقول‪ :‬وأي ح ّ‬
‫إن لي علي ك حق ا ً فاش فع لي‪،‬‬ ‫فيذكر ذلك فيشفع له فيُشفّع فيه‪ ،‬ويجيئ ه آخ ر فيق ول‪ّ :‬‬
‫فيقول‪ :‬وما حقك عل ّي؟‪ ..‬فيقول‪ :‬استظللت بظ ّل جداري ساعةً في يوم حار فيشفع له‬
‫إن الم ؤمن‬ ‫فيُشفّع فيه‪ ،‬وال يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائ ه ومعارف ه‪ ،‬ف ّ‬
‫أكرم على هللا مما تظنّون)(‪)6‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]609 :‬قال اإلمام الباقر‪َ ( :‬من كظم غيظا ً وهو يق در على إمض ائه‪،‬‬
‫حشا هللا قلبه أمنا ً وإيمانا يوم القيامة)(‪)7‬‬

‫‪ )(1‬المحاسن‪١٧٩ /‬‬
‫‪ )(2‬قرب االسناد‪٣١ :‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،50/ 8 :‬عن‪ :‬بشارة المصطفى ص‪.171‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،304 / 7 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.54‬‬
‫‪ )(5‬الروضة ‪.106‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،44/ 8 :‬عن‪ :‬تفسير اإلمام العسكري‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،303 / 7 :‬عن‪ :‬تفسير القمي‪.‬‬
‫‪128‬‬
‫[الحديث‪ ]610 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬يُبعث قو ٌم تحت ظل العرش وجوههم من‬
‫ن ور‪ ،‬ورياش هم من ن ور‪ ،‬جل وسٌ على كراس ي من ن ور‪ ،‬فتش رف لهم الخالئ ق‬
‫فيقول ون‪ :‬ه ؤالء أنبي اء؟‪ ..‬فين ادي من ا ٍد من تحت الع رش‪ :‬أن ليس ه ؤالء بأنبي اء‪،‬‬
‫فيقولون‪ :‬هؤالء ش هداء؟‪ ..‬فين ادي من ا ٍد من تحت الع رش‪ :‬أن ليس ه ؤالء ش هداء‪،‬‬
‫ولكن هؤالء قو ٌم كانوا ييسرون على المؤمنين‪ ،‬وي ُنظرون المعسر حتى ييسر)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]611 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬يا جابر‪ ،‬ال تستعن بع ّدونا في حاجة‪ ،‬وال‬
‫تستعطه‪ ،‬وال تسأله شربة ماء‪ ،‬إن ه ليم ّر ب ه الم ؤمن في الن ار فيق ول‪( :‬ي ا م ؤمن‪،‬‬
‫فعلت بك كذا وكذا؟‪ ..‬فيستحيي من ه فيس تنقذه من الن ار‪ ،‬فإنّم ا س ّمي الم ؤمن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ألست‬
‫مؤمنا ألنه يؤمن على هللا فيؤمن أمانه)(‪)2‬‬
‫ك أو ك افر‬ ‫[الحديث‪ ]612 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬وهللا ال يبقى في الناس إال شا ّ‬
‫أو منافق‪ ،‬فإذا صاروا بين الطبقات‪ ،‬نادوا كما قال هللا تعالى‪﴿ :‬فَ َما لَنَا ِم ْن َش افِ ِعينَ (‬
‫ق َح ِم ٍيم﴾ [الشعراء‪ ،]101 ،100 :‬فيقولون‪﴿ :‬فَلَوْ أَ َّن لَنَا َك َّرةً فَنَ ُكونَ‬ ‫ص ِدي ٍ‬ ‫‪َ )100‬واَل َ‬
‫ِمنَ ْال ُم ْؤ ِمنِينَ ﴾ [الش عراء‪ ..]102 :‬هيه ات هيه ات‪ُ ،‬منع وا م ا طلب وا ﴿ َولَ وْ ُر ُّدوا‬
‫ع ْنه ُ َوإِنَّهُ ْم لَ َكا ِذبُونَ ﴾ [األنعام‪)3()]28 :‬‬ ‫لَ َعادُوا لِ َما نُهُوا َ‬
‫[الحديث‪ ]613 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬يشفع الرج ل في القبيل ة‪ ،‬ويش فع الرج ل‬
‫ألهل البيت‪ ،‬ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله‪ .‬فذلك المقام المحمود) (‪)4‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]614 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة نش ر هللا تب ارك‬
‫وتعالى رحمته‪ ،‬حتى يطمع إبليس في رحمته)(‪)5‬‬
‫(إن آخر عبد يُؤمر به إلى النار يلتفت‬ ‫[الحديث‪ ]615 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫فيقول هللا ع ّز وجلّ‪ :‬أعجلوه‪ ،‬فإذا أُتي به قال له‪ :‬ي ا عب دي‪ ،‬ل َم التفت ّ؟‪ ..‬فيق ول‪ :‬ي ا‬
‫ربّ ‪ ،‬ما كان ظني ب ك ه ذا‪ ،‬فيق ول هللا ج ّل جالل ه‪( :‬عب دي‪ ،‬وم ا ك ان ظن ك بي؟‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬ك ان ظ ني ب ك أن تغف ر لي خطيئ تي وتس كنني جنّت ك‪ ،‬فيق ول هللا‪:‬‬
‫ظن بي هذا س اعة من حيات ه‬ ‫(مالئكتي‪ ،‬وع ّزتي وآالئي وبالئي وارتفاع مكاني‪ ،‬ما ّ‬
‫ظن بي س اعة من حيات ه خ يراً م ا روّعت ه بالن ار أج يزوا ل ه كذب ه‬ ‫خيراً قطّ‪ ،‬ول و ّ‬
‫ظن عب ٌد باهلل خيراً إال ك ان هللا عن د ظنّه‬ ‫وأدخلوه الجنّة‪ ..‬ثم قال اإلمام الصادق‪ :‬ما ّ‬
‫ظن به سوءاً إال كان هللا عند ظنّه به‪ ،‬وذل ك قول ه ع ّز وج لّ‪َ ﴿ :‬و َذلِ ُك ْم ظَنُّ ُك ُم‬ ‫به‪ ،‬وال ّ‬
‫خَاسرينَ ﴾ [فصلت‪)6()]23 :‬‬
‫الَّ ِذي ظَنَ ْنتُ ْم بِ َربِّ ُك ْم أَرْ دَا ُك ْم فَأَصْ بَحْ تُ ْم ِمنَ ْال ِ ِ‬
‫ليمن على عبده‬ ‫ّ‬ ‫(إن هللا تبارك وتعالى‬ ‫[الحديث‪ ]616 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،304 / 7 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.139‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،42/ 8 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.185‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،25/ 8 :‬عن‪ :‬تفسيرالفرات ص‪.113‬‬
‫‪ )(4‬مناقب آل أبي طالب (‪)2/15‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،287/ 7 :‬عن‪ :‬أمالي الصدوق ص‪.123‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪.288 / 7 :‬‬
‫‪129‬‬
‫يوم القيامة‪ ،‬فيأمره أن يدنو من ه في دنو‪ ،‬ثم يعرّف ه م ا أنعم ب ه علي ه‪ ،‬يق ول ل ه‪( :‬ألم‬
‫ت دعُني ي وم ك ذا وك ذا بك ذا وك ذا‪ ،‬ف أجبت دعوت ك؟‪ ..‬ألم تس ألني ي وم ك ذا وك ذا‪،‬‬
‫فأعطيتك مسألتك؟‪ ..‬ألم تستغث بي يوم كذا وكذا‪ ،‬فأغثتك؟‪ ..‬ألم تسألني في ض ّر كذا‬
‫وكذا‪ ،‬فكشفت ضرّك ورحمت صوتك؟‪ ..‬ألم تسألني م االً فملّكت ك؟‪ ..‬ألم تس تخدمني‬
‫فأخدمتك؟‪ ..‬ألم تسألني أن أزوّجك فالنة ـ وهي منيع ة عن د أهله ا ـ فزوّجناكه ا؟‪..‬‬
‫فيقول العبد‪ :‬بلى‪ ،‬يا ربّ ‪ ،‬أعطيتني ك ّل م ا س ألتك‪ ،‬وق د كنت أس ألك الجن ة‪ ،‬فيق ول‬
‫أرضيْتك؟‪ ..‬فيقول الم ؤمن‪:‬‬
‫َ‬ ‫هللا‪ :‬أال فإني منج ٌز لك ما سألتينه‪ ،‬هذه الجنّة لك مباحةٌ‪،‬‬
‫نعم يا ربّ ‪ ،‬أرضيتني وقد رضيت‪ ،‬فيقول هللا له‪ :‬عبدي‪ ،‬إني كنت أرضى أعمالك‪،‬‬
‫فإن أفضل جزائي عندي أن أسكنتك الجنة)(‪)1‬‬ ‫وأنا أرضى لك أحسن الجزاء‪ّ ،‬‬
‫[الحديث‪ ]617 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬يُؤتى بعب ٍد يوم القيامة ليست له حسنة‪،‬‬
‫فيُقال له‪ :‬اذكر وتذ ّكر هل لك حسنةٌ؟‪ ..‬فيذكر فيقول‪ :‬يا ربّ ‪ ،‬ما لي من حسنة إال ّ‬
‫أن‬
‫عبدك فالنا ً المؤمن م ّر بي‪ ،‬فطلب مني ما ًء يتوضأ به فيص لّي ب ه فأعطيت ه‪ ،‬فيق ول‬
‫هللا تبارك وتعالى‪ :‬أدخلوا عبدي الجنة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]618 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫(إن المتح ابين في هللا ي وم القيام ة على‬
‫منابر من نور‪ ،‬قد أضاء نور وجوههم ونور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى‬
‫ي ُعرفوا به‪ ،‬فيُقال‪( :‬هؤالء المتحابّون في هللا)(‪)3‬‬
‫(إن هللا ليعت ذر إلى عب ده الم ؤمن‬‫[الحــديث‪ ]619 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬
‫المحتاج كان في ال دنيا‪ ،‬كم ا يعت ذر األخ إلى أخي ه‪ ،‬فيق ول‪ :‬ال وع ّزتي م ا أفقرت ك‬
‫لهوان بك عل ّي‪ ..‬فارفع هذا الغطاء فانظر م ا عوّض تك من ال دنيا‪ ،‬فيكش ف الغط اء‬ ‫ٍ‬
‫فينظر إلى ما عوّضه هللا من الدنيا‪ ،‬فيقول‪ :‬ما يضرني ما منعتني مع ما عوّض تني)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]620 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬
‫(إن هللا يعت ذر إلى فق راء المؤم نين‪،‬‬
‫ً‬
‫فيق ول لهم‪ :‬وع ّزتي وجاللي‪ ،‬م ا حبس ت عنكم ش هواتكم في دار ال دنيا هوان ا بكم‬
‫ي‪ ،‬ولكن ذخرته لكم لهذا اليوم)(‪)5‬‬
‫عل ّ‬
‫[الحديث‪ ]621 :‬قال اإلمام الصادق لبعض أصحابه‪ :‬يا أبا الفضل أال احدثك‬
‫بحال المؤمن عند هللا؟‪ ..‬ق ال‪ :‬بلى فح دثني جعلت ف داك‪ ،‬ق ال اإلم ام‪( :‬إذا قبض هللا‬
‫روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقاال‪ :‬يا رب عبدك ونعم العبد كان س ريعا إلى‬
‫طاعتك بطيئا عن معصيتك‪ ،‬وقد قبضته إلي ك فم ا تأمرن ا من بع ده؟ فيق ول الجلي ل‬
‫الجب ار‪ :‬اهبط ا إلى ال دنيا وكون ا عن د ق بر عب دي ومج داني وس بحاني وهلالني‬
‫وكبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره)‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬أال أزي دك؟‪ ..‬إذا بعث هللا‬

‫‪ )(1‬تفسير القمي ص‪.586‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،290/ 7 :‬عن‪ :‬كتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،195/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/125‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،182/ 7 :‬عن‪ :‬التمحيص‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،182/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه‪ ،‬فكلم ا رأى الم ؤمن ه وال من أه وال‬
‫يوم القيامة قال له المثال‪ :‬ال تج زع وال تح زن‪ ،‬وأبش ر بالس رور والكرام ة من هللا‬
‫عزوجل فما يزال يبشره بالسرور والكرامة من هللا سبحانه حتى يق ف بين ي دي هللا‬
‫عزوج ل ويحاس به حس ابا يس يرا وي أمر ب ه إلى الجن ة والمث ال أمام ه‪ ،‬فيق ول ل ه‬
‫الم ؤمن‪ :‬رحم ك هللا نعم الخ ارج معي من ق بري! م ا زلت تبش رني بالس رور‬
‫والكرامة من هللا عزوجل حتى كان‪ ،‬فمن أنت؟ فيقول له المث ال‪ :‬أن ا الس رور ال ذي‬
‫أدخلته على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني هللا منه ألبشرك)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]622 :‬قال اإلمام الصادق‪َ ( :‬من كسا أخاه كس وة ش تاء أو ص يف‪،‬‬
‫كان حقّا ً على هللا أن يكسوه من ثياب الجنة‪ ،‬وأن يهوّن علي ه س كرات الم وت‪ ،‬وأن‬
‫يوسّع عليه في قبره‪ ،‬وأن يلقى المالئكة إذا خرج من قبره بالبش رى‪ ،‬وه و ق ول هللا‬
‫ع ّز وج ّل في كتاب ه‪َ ﴿ :‬وتَتَلَقَّاهُ ُم ْال َماَل ئِ َك ةُ هَ َذا يَ وْ ُم ُك ُم الَّ ِذي ُك ْنتُ ْم تُو َع ُدونَ ﴾ [األنبي اء‪:‬‬
‫‪)2()]103‬‬
‫(إن هللا ع ّز وج ّل يلتفت يوم القيامة إلى‬ ‫[الحديث‪ ]623 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫فقراء المؤمنين شبيها ً بالمعتذر إليهم فيقول‪( :‬وع ّزتي وجاللي‪ ،‬ما أفقرتكم في ال دنيا‬
‫من ه وان بكم عل ّي‪ ،‬ولتَ رون م ا أص نع بكم الي وم‪ ،‬فمن زوّد منكم في دار ال دنيا‬
‫إن أهل ال دنيا تنافس وا‬ ‫معروفا ً فخذوا بيده فأدخلوه الجنة؛ فيقول رج ٌل منهم‪ :‬يا ربّ ‪ّ ،‬‬
‫في دنياهم فلبسوا الثياب اللينة‪ ،‬وأكلوا الطعام‪ ،‬وسكنوا الدور‪ ،‬وركبوا المشهور من‬
‫الدواب‪ ،‬فأعطني مثل ما أعطيتهم‪ ،‬فيقول تبارك وتعالى‪ :‬لك ولك ّل عب ٍد منكم مثل ما‬
‫أعطيت أهل الدنيا‪ ،‬منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفاً)(‪)3‬‬ ‫ُ‬
‫[الحــديث‪ ]624 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬أط ول الن اس أعناق ا ً ي وم القيام ة‬
‫ّ‬
‫المؤذنون)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]625 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬أربع ةٌ ينظ ر هللا ع ّز وج ّل إليهم ي وم‬
‫القيامة‪َ :‬من أقال نادماً‪ ،‬أو أغاث لهفان‪ ،‬أو أعتق نسمةً‪ ،‬أو زوّج عزباً)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]626 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪َ ( :‬من عرض ت ل ه فاحش ةٌ أو ش هوةٌ‬
‫ز وجلّ‪ ،‬حرّم هللا عليه النار وآمنه من الفزع األكبر)(‪)6‬‬ ‫فاجتنبها من مخافة هللا ع ّ‬
‫[الحديث‪ ]627 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪َ ( :‬من ق رأ الق رآن وه و ش ابٌّ م ٌ‬
‫ؤمن‪،‬‬
‫اختلط القرآن بلحمه ودمه‪ ،‬وجعله هللا ع ّز وج ّل م ع الس فرة الك رام ال بررة‪ ،‬وك ان‬
‫إن ك ّل عام ٍل ق د أص اب أج ر عمل ه‬ ‫القرآن حجيجا ً عنه يوم القيمة‪ ،‬فيقول‪ :‬يا ربّ ‪ّ ،‬‬
‫غير عاملي‪ ،‬فبلّغ به أكرم عطائك‪ ،‬فيكسوه هللا العزيز الجبّار حلّتين من حلل الجنة‪،‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،197/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/190‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،198/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/204‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،200/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/261‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،303 / 7 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.31‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،299/ 7 :‬عن‪ :‬الخصال ‪.1/106‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،303/ 7 :‬عن‪ :‬الفقيه ص‪.468‬‬
‫‪131‬‬
‫ويوضع على رأسه تاج الكرامة‪ ،‬ثم يقال له‪( :‬هل أرضيناك فيه؟‪ ..‬فيقول القرآن‪ :‬يا‬
‫ربّ ‪ ،‬ق د كنت أرغب ل ه فيم ا ه و أفض ل من ه ذا‪ ،‬فيُعطى األمن بيمين ه‪ ،‬والخل د‬
‫بيساره‪ ،‬ثم يدخل الجنة‪ ،‬فيُق ال ل ه‪ :‬اق رأ واص عد درج ة‪ ،‬ثم يُق ال ل ه‪( :‬ه ل بلّغن اك‬
‫وأرضيناك؟‪ ..‬فيقول‪ :‬نعم‪ ..‬و َمن قرأ كثيراً أو تعاهده بمشقّة من ش ّدة حفظ ه‪ ،‬أعط اه‬
‫ل أجر هذا مرتين)(‪)1‬‬ ‫هللا ع ّز وج ّ‬
‫ً‬
‫[الحديث‪ ]628 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا تاب العبد توب ةً نص وحا‪ ،‬أحبّه هللا‬
‫فستر عليه في الدنيا واآلخرة)‪ ،‬قيل‪ :‬كيف يستر عليه؟‪ ..‬قال‪( :‬يُنسي ملكي ه م ا كتب ا‬
‫علي ه من ال ذنوب‪ ،‬ويُ وحي إلى جوارح ه‪ :‬اكتمي علي ه ذنوب ه‪ ،‬ويُ وحي إلى بق اع‬
‫األرض‪ :‬اكتمي علي ه م ا ك ان يعم ل علي ك من ال ذنوب‪ ،‬فيلقى هللا حين يلق اه وليس‬
‫شي ٌء يشهد عليه بشيء من الذنوب)(‪)2‬‬
‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]629 :‬سئل اإلمام الص ادق‪ :‬يص لي الرج ل نوافل ه في موض ع أو‬
‫رقها؟‪ ..‬قال‪( :‬ال بل ههنا وههنا‪ ،‬فإنها تشهد له يوم القيامة)(‪)3‬‬ ‫يف ّ‬
‫وم ي أتي على ابن آدم إال ق ال‬ ‫[الحديث‪ ]630 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ما من ي ٍ‬
‫ذلك اليوم‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬أنا يو ٌم جدي ٌد وأن ا علي ك ش هي ٌد‪ ،‬فافع ل بي خ يراً واعم ل ف ّي‬
‫خيراً‪ ،‬أشهد لك يوم القيامة‪ ،‬فإنك لن تراني بعدها أبداً)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]631 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إنه ليس من ق وم ائتم وا بإم امهم في‬
‫الدنيا‪ ،‬إال جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه‪ ،‬إال أنتم و َمن على مثل حالكم)(‪)5‬‬
‫(إن المؤمن منكم ي وم القيام ة ليم ّر ب ه‬ ‫[الحديث‪ ]632 :‬قال اإلمام الصادق‪ّ :‬‬
‫الرجل له المعرفة به في الدنيا‪ ،‬وقد أُمر به إلى النار والملَك ينطل ق ب ه‪ ،‬فيق ول ل ه‪:‬‬
‫(ي ا فالن‪ ،‬أغث ني فق د كنت أص نع إلي ك المع روف في ال دنيا‪ ،‬وأس عفك في الحاج ة‬
‫تطلبها مني‪ ،‬فهل عندك اليوم مكافأة؟‪ ..‬فيقول المؤمن للملَك المو ّكل به‪ :‬خ ّل س بيله‪،‬‬
‫فيسمع هللا قول المؤمن‪ ،‬فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلّي سبيله)(‪)6‬‬
‫إن‬‫(إن لن ا ج اراً من الخ وارج يق ول‪ّ :‬‬ ‫[الحديث‪ ]633 :‬قيل لإلمام الص ادق‪ّ :‬‬
‫محمداً ي وم القيام ة همّه نفس ه‪ ،‬فكي ف يش فع؟‪ ..‬فق ال اإلم ام الص ادق‪ :‬م ا أح د من‬
‫األولين واآلخرين إال وهو يحتاج إلى شفاعة محمد ‪ ‬يوم القيامة)(‪)7‬‬
‫(إن الج ار يش فع لج اره‪ ،‬والحميم‬ ‫[الحــديث‪ ]634 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪ّ :‬‬
‫لحميمه‪ ،‬ولو أّن المالئكة المقرّبين واألنبياء المرسلين شفعوا في ناصب م ا ُش فّعوا)‬
‫(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،305/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/603‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،318/ 7 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.2/430‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،318/ 7 :‬عن‪ :‬العلل‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،325/ 7 :‬عن‪ :‬محاسبة النفس‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،11 / 8 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.143‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،41 / 8 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.167‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،42 / 8 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.184‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار‪ ،42 / 8 :‬عن‪ :‬المحاسن ص‪.184‬‬
‫‪132‬‬
‫[الحــديث‪ ]635 :‬س ئل اإلم ام الص ادق عن الم ؤمن‪ :‬ه ل ل ه ش فاعةٌ؟ ق ال‪:‬‬
‫إن‬‫(نعم)‪ ،‬فقيل له‪( :‬هل يحت اج الم ؤمن إلى ش فاعة محم د ‪ ‬يومئ ذ؟)‪ .‬ق ال‪( :‬نعم ّ‬
‫للمؤمنين خطايا وذنوب اً‪ ،‬وم ا من أح د إال يحت اج إلى ش فاعة محم د يومئ ذ‪ ،‬وس أله‬
‫رجل عن قول رسول هللا ‪( :‬أنا ّس يد ول د آدم وال فخ ر)‪ .‬ق ال‪( :‬نعم‪ ،‬يأخ ذ حلق ة‬
‫باب الجنة فيفتحها فيخ ّر ساجداً‪ ،‬فيقول هللا‪( :‬ارفع رأس ك اش فع تُش فّع‪ ،‬اطلب تُع طَ‪،‬‬
‫فيرفع رأسه ثم يخ ّر ساجداً‪ ،‬فيقول هللا‪( :‬ارفع رأس ك اش فع تُش فّع‪ ،‬واطلب تُع طَ‪ ،‬ثم‬
‫يرفع رأسه فيشفع ويطلب في ُعطى)(‪)1‬‬
‫ما ورد عن سائر األئمة‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]636 :‬قال اإلمام السجاد‪َ ( :‬من حمل أخاه على رحله‪ ،‬بعثه هللا يوم‬
‫القيامة إلى الموقف على ناقة من نوق الجنة يباهي به المالئكة)(‪)2‬‬

‫[الحــديث‪ ]637 :‬ق ال اإلم ام الرض ا‪( :‬أفض ل م ا يق ّدم ه الع الم من محبين ا‬
‫وموالين ا أمام ه لي وم فق ره وفاقت ه وذلّه ومس كنته‪ ،‬أن يغيث في ال دنيا مس كينا ً من‬
‫فوف من ش فير‬ ‫ٌ‬ ‫ب عدو هلل ولرسوله‪ ،‬يقوم من قبره والمالئك ة ص‬ ‫محبينا من يد ناص ٍ‬
‫ق بره إلى موض ع محل ه من جن ان هللا‪ ،‬فيحملون ه على أجنحتهم‪ ،‬يقول ون‪ :‬مرحب ا ً‬
‫طوباك طوباك‪ ،‬يا دافع الكالب عن األبرار‪ ،‬ويا أيها المتعصب لألئمة األخيار)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]638 :‬قيل لإلمام الجواد‪ :‬أيّة آية في كت اب هللا أرجى؟‪ ..‬ق ال‪( :‬م ا‬
‫ي الَّ ِذينَ أَس َْرفُوا َعلَى أَ ْنفُ ِس ِه ْم اَل تَ ْقنَطُوا‬ ‫يقول فيها قومك؟)‪ .‬قال‪ :‬يقولون‪ ﴿ :‬قُلْ يَ ِ‬
‫اعبَا ِد َ‬
‫وب َج ِميعًا إِنَّهُ ه َُو ْال َغفُو ُر ال َّر ِحي ُم﴾ [الزمر‪ ،]53 :‬قال‪:‬‬ ‫ِم ْن َرحْ َم ِة هَّللا ِ إِ َّن هَّللا َ يَ ْغفِ ُر ُّ‬
‫الذنُ َ‬
‫(لكنّا أه ل ال بيت ال نق ول ذل ك)‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أي ش يء تقول ون فيه ا؟‪ ..‬ق ال‪( :‬نق ول‪:‬‬
‫ض ى﴾ [الض حى‪ ]5 :‬الش فاعة‪ ،‬وهللا الش فاعة‪ ،‬وهللا‬ ‫ك َربُّكَ فَتَرْ َ‬ ‫﴿ َولَ َس وْ فَ يُ ْع ِطي َ‬
‫الشفاعة)(‪)4‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،48/ 8 :‬عن‪ :‬تفسير العياشي‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،303/ 7 :‬عن‪ :‬ثواب األعمال ص‪.141‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،208/ 7 :‬عن‪ :‬تفسير اإلمام العسكري‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،57/ 8 :‬عن‪ :‬تفسير الفرات ص‪.215‬‬
‫‪133‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫ما ورد حول دار الجزاء‬
‫نحاول في هذا الفصل جمع ما نراه مقب وال من األح اديث المتعلق ة بالمرحل ة‬
‫الثالث ة من مراح ل المع اد‪ ،‬وهي مرحل ة الج زاء‪ ،‬وهي المرحل ة األخ يرة ال تي‬
‫نعلمها(‪ )1‬من المراحل التي يمر به ا اإلنس ان‪ ،‬أو يمكن اعتباره ا نش أة جدي دة‪ ،‬ألن‬
‫جسد اإلنسان وقدراته في تلك النشأة تختل ف ج ذريا عن ه ذه النش أة‪ ،‬أو ح تى على‬
‫النشآت التي يمر بها في البرزخ والموقف وغيرها‪ ،‬والتي قد ينال فيها بعض أل وان‬
‫الجزاء‪ ،‬ولكنها ليست مثل تلك التي ينالها يوم الجزاء‪ ،‬وفي دار الجزاء‪.‬‬
‫ولذلك سمى هللا تعالى ذلك الجزاء بكونه الجزاء األوفى‪ ،‬كما قال تعالى‪ ﴿ :‬أَ ْم‬
‫ُف ُمو َسى (‪َ )36‬وإِ ْب َرا ِهي َم الَّ ِذي َوفَّى (‪ )37‬أَاَّل تَ ِز ُر َو ِ‬
‫از َرةٌ ِو ْز َر‬ ‫صح ِ‬ ‫لَ ْم يُنَبَّأْ بِ َما فِي ُ‬
‫ان إِاَّل َما َس َعى (‪َ )39‬وأَ َّن َس ْعيَهُ َس وْ فَ يُ َرى (‪ )40‬ثُ َّم‬ ‫ْس لِإْل ِ ْن َس ِ‬ ‫أُ ْخ َرى (‪َ )38‬وأَ ْن لَي َ‬
‫ت‬‫يُجْ َزاهُ ْال َج َزا َء اأْل َوْ فَى (‪[ ﴾ )41‬النجم‪ ،41 - 36 :‬وقال‪ ﴿ :‬فَأَثَابَهُ ُم هَّللا ُ بِ َما قَالُوا َجنَّا ٍ‬
‫ك َج زَ ا ُء ْال ُمحْ ِس نِينَ (‪َ )85‬والَّ ِذينَ َكفَ رُوا‬ ‫تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَا اأْل َ ْنهَا ُر خَالِ ِدينَ فِيهَ ا َو َذلِ َ‬
‫ك أَصْ َحابُ ْال َج ِح ِيم﴾ [المائدة‪]86 ،85 :‬‬ ‫َو َك َّذبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِ َ‬
‫وقد قسمنا األحاديث الواردة حول هذه المرحلة إلى قسمين‪:‬‬
‫أوال ـ األحاديث الواردة حول جزاء المحسنين‪.‬‬
‫ثانيا ـ األحاديث الواردة حول جزاء المسيئين‪.‬‬
‫مع العلم أننا في حال ورود كال الجزائين في ح ديث واح د نق دم م ا ب دئ ب ه‬
‫الحديث؛ فإن بدأ بذكر جزاء المحسنين ذكرن اه في جزائ رهم‪ ،‬وإن ب دأ ب ذكر ج زاء‬
‫المسيئين ذكرناه معهم‪ ،‬حتى نتفادى تقطيع األحاديث‪.‬‬
‫أوال ـ ما ورد حول جزاء المحسنين‪:‬‬
‫وهو الذي أش ار إلى قانون ه وارتباط ه بالعدال ة والرحم ة قول ه تع الى‪ ﴿:‬هَ لْ‬
‫َج زَ ا ُء اإْل ِ حْ َس ا ِن إِاَّل اإْل ِ حْ َس انُ ﴾ [ال رحمن‪ ،]60 :‬فه ذه اآلي ة الكريم ة تنص على‬
‫القانون اإللهي الذي يسري على كل شيء في الدنيا واآلخرة‪ ،‬وه و يتض من عكس ه‬
‫أيضا‪ ،‬فال جزاء لإلساءة إال اإلساءة‪َ ﴿ ،‬جزَ ا ًء ِوفَاقًا ﴾ [النبأ‪]26 :‬‬
‫وقد وصف هللا تعالى بعض ذلك الجزاء‪ ،‬وتوافقه م ع أن واع العم ل الص الح‪:‬‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َواَل هُ ْم يَحْ زَ نُ ونَ (‪ )13‬أُولَئِ كَ‬ ‫اس تَقَا ُموا فَاَل َخ وْ ٌ‬ ‫﴿إِ َّن الَّ ِذينَ قَالُوا َربُّنَا هَّللا ُ ثُ َّم ْ‬
‫أَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة خَالِ ِدينَ فِيهَا َجزَ ا ًء بِ َما َكانُوا يَ ْع َملُ ونَ ﴾ [األحق اف‪ ،]14 ،13 :‬وق ال‪:‬‬
‫ص يرًا (‪ )15‬لَهُ ْم‬ ‫َت لَهُ ْم َج زَ ا ًء َو َم ِ‬ ‫﴿قُلْ أَ َذلِكَ خَ ْي ٌر أَ ْم َجنَّةُ ْال ُخ ْل ِد الَّتِي ُو ِع َد ْال ُمتَّقُونَ َك ان ْ‬

‫‪ )(1‬فحسب قوله تعالى‪ ﴿ :‬ثُ َّم يُجْ زَ اهُ ْال َجزَ ا َء اأْل َوْ فَى (‪َ )41‬وأَنَّ إِلَى َربِّكَ ْال ُم ْنتَهَى﴾ [النجم‪ ،]42 ،41 /‬يوجد نشآت‬
‫أخرى تلي نشأة الجزاء‪ ..‬ألن السير التكاملي التصاعدي للتعرف على هللا والتواصل معه ال نهاية له‪.‬‬
‫‪134‬‬
‫فِيهَا َما يَ َشاءُونَ خَالِ ِدينَ َكانَ َعلَى َربِّكَ َو ْعدًا َم ْس ئُواًل ﴾ [الفرق ان‪ ،]16 ،15 :‬وق ال‪:‬‬
‫ص الِحًا‬ ‫﴿ َو َم ا أَ ْم َوالُ ُك ْم َواَل أَوْ اَل ُد ُك ْم بِ الَّتِي تُقَ رِّ بُ ُك ْم ِع ْن َدنَا ُز ْلفَى إِاَّل َم ْن آ َمنَ َو َع ِم َل َ‬
‫ت آ ِمنُ ونَ ﴾ [س بأ‪ ،]37 :‬وق ال‪:‬‬ ‫ْف بِ َما َع ِملُوا َوهُ ْم فِي ْال ُغ ُرفَ ا ِ‬ ‫ضع ِ‬ ‫ك لَهُ ْم َج َزا ُء ال ِّ‬ ‫فَأُولَئِ َ‬
‫ق بِ ِه أُولَئِكَ هُ ُم ْال ُمتَّقُونَ (‪ )33‬لَهُ ْم َما يَ َش اءُونَ ِع ْن َد َربِّ ِه ْم‬ ‫ص َّد َ‬
‫ق َو َ‬ ‫﴿ َوالَّ ِذي َجا َء بِالصِّ ْد ِ‬
‫َذلِ كَ َج زَ ا ُء ْال ُمحْ ِس نِينَ (‪ )34‬لِيُ َكفِّ َر هَّللا ُ َع ْنهُ ْم أَ ْس َوأَ الَّ ِذي َع ِملُ وا َويَجْ ِزيَهُ ْم أَجْ َرهُ ْم‬
‫بِأَحْ َس ِن الَّ ِذي َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ [الزم ر‪ ،]35 - 33 :‬وق ال‪ ﴿ :‬إِ َّن هَ َذا َك انَ لَ ُك ْم َج َزا ًء‬
‫َو َكانَ َس ْعيُ ُك ْم َم ْش ُكورًا﴾ [اإلنسان‪]22 :‬‬
‫وغيرها من اآليات الكريمة التي نرى فيها التفاصيل الكثيرة المرتبطة بأنواع‬
‫الجزاء‪ ،‬وأنواع األعمال المسببة لها‪ ،‬مما ال نجد مثله في أي مص در من المص ادر‬
‫المقدسة‪.‬‬
‫وقد رأينا أنه يمكن قبول كل األحاديث التي تفصل هذه المعاني‪ ،‬وخاصة تلك‬
‫التي تربطها باألعمال الصالحة‪ ،‬لما في ذلك من أثر تربوي يخدم القيم القرآنية‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول جزاء المحسنين‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]639 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لما خلق هللا الجنة ق ال لجبري ل‪ :‬اذهب‬
‫فانظر إليها‪ ،‬فذهب فنظر إليه ا فق ال‪ :‬وعزت ك ال يس مع به ا أح ٌد إال دخله ا‪ ،‬فحفه ا‬
‫بالمكاره‪ ،‬فقال‪ :‬اذهب فانظر إليها‪ ،‬فذهب فنظر إليه ا فق ال‪ :‬وعزت ك لخش يت أن ال‬
‫يدخلها أح ٌد‪ ،‬ولما خلق هللا النار‪ ،‬قال لجبريل‪ :‬اذهب فانظر إليها‪ ،‬فذهب فنظ ر إليه ا‬
‫فقال‪ :‬وعزتك ال يسمع بها أح ٌد فيدخلها‪ ،‬فحفها بالشهوات‪ ،‬فقال‪ :‬اذهب فانظر إليه ا‪،‬‬
‫فذهب فنظ ر إليه ا‪ ،‬فلم ا رج ع ق ال‪ :‬وعزت ك لق د خش يت أن ال يس لم منه ا أح د إال‬
‫دخلها)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]640 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬الجن ة أق رب إلى أح دكم من ش راك‬
‫نعله‪ ،‬والنار مثل ذلك)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]641 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إني ألعلم آخ ر أه ل الن ار خروج ا‬
‫منها‪ ،‬وآخر أهل الجنة دخوال الجنة‪ ،‬رج ٌل يخرج من الن ار حب وا‪ ،‬فيق ول هللا تع الى‬
‫له‪ :‬اذهب فادخل الجنة فيأتيها فيخيل إليه أنها مألى‪ ،‬فيرجع فيقول‪ :‬يا رب! وج دتها‬
‫مألى‪ ،‬فيقول هللا‪ :‬اذهب فادخل الجنة‪ ،‬فيأتيها فيخيل إليه أنه ا مألى‪ ،‬ف يرجع فيق ول‬
‫يا رب وجدتها مألى‪ ،‬فيقول هللا‪ :‬اذهب فادخل الجن ة‪ ،‬ف إن ل ك مث ل ال دنيا وعش رة‬
‫أمثالها‪ ،‬أو إن ل ك مث ل عش رة أمث ال ال دنيا‪ ،‬فيق ول‪ :‬أتس خر بي وأنت المل ك؟ فلق د‬
‫رأيت رسول هللا ‪ ‬ضحك حتى ب دت نواج ذه‪ ،‬فك ان يق ول‪ :‬ذاك أدنى أه ل الجن ة‬
‫منزلة)(‪)3‬‬
‫‪ )(1‬الترمذي (‪)2560‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪)6488‬‬
‫‪ )(3‬البخاري (‪ ،)6571‬ومسلم (‪)186‬‬
‫‪135‬‬
‫[الحديث‪ ]642 :‬قال رسول هللا ‪( :‬آخر من يدخل الجنة رج ٌل فه و يمش ي‬
‫مرة ويكبو مرة وتسفعه النار مرة‪ ،‬فإذا م ا جاوزه ا التفت إليه ا فق ال‪ :‬تب ارك ال ذي‬
‫نجاني منك‪ ،‬لقد أعطاني هللا شيئا م ا أعط اه أح د من األولين واآلخ رين‪ ،‬ف ترفع ل ه‬
‫شجرةٌ فيقول‪ :‬يا رب! أدنني من هذه الشجرة؛ فألس تظل بظله ا وأش رب من مائه ا‪،‬‬
‫فيقول هللا تعالى‪ :‬لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها فيقول‪ :‬ال يا رب‪ ،‬ويعاه ده أن ال‬
‫يسأله غيره ا‪ ،‬ورب ه تع الى يع ذره؛ ألن ه ي رى م ا ال ص بر ل ه علي ه‪ ،‬فيدني ه منه ا‬
‫فيستظل بظلها ويشرب من مائها‪ ،‬ثم ترفع له شجرةٌ هي أحس ن من األولى‪ ،‬فيق ول‪:‬‬
‫أي رب أدنني من هذه ألشرب من مائها وأستظل بظلها‪ ،‬ال أس ألك غيره ا‪ ،‬فيق ول‪:‬‬
‫يا ابن آدم! ألم تعاهدني أن ال تسألني غيرها؟ فيق ول‪ :‬لعلي إن أدنيت ك منه ا تس ألني‬
‫غيرها‪ ،‬فيعاهده أن ال يسأله غيرها‪ ،‬وربه تع الى يع ذره ألن ه ي رى م ا ال ص بر ل ه‬
‫عليه‪ ،‬فيدنيه منها فيستظل بظلها ويش رب من مائه ا‪ ،‬ثم ترف ع ل ه ش جرةٌ عن د ب اب‬
‫الجن ة وهي أحس ن من األول يين‪ ،‬فيق ول‪ :‬ي ا رب!أدن ني من ه ذه ألس تظل بظله ا‪،‬‬
‫وأشرب من مائه ا ال أس ألك غيره ا‪ ،‬يق ول‪ :‬ي ا ابن آدم! ألم تعاه دني أن ال تس ألني‬
‫غيرها؟ قال‪ :‬بلى يا رب! هذه ال أسألك غيرها‪ ،‬وربه تعالى يعذره؛ ألنه يرى م ا ال‬
‫صبر له عليه فيدنيه منها‪ ،‬فإذا أدناه منها سمع أصوات أهل الجنة‪ ،‬فيق ول‪ :‬أي رب!‬
‫أدخلنيها‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا ابن آدم! م ا يص رينى من ك أيرض يك أن أعطي ك ال دنيا ومثله ا‬
‫معها؟ قال‪ :‬ي ا رب! أتس تهزئ م ني وأنت رب الع المين؟ فيق ول‪ :‬ال أس تهزئ من ك‬
‫ولكني على ما أشاء قادرٌ)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]643 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن الجنة‪ ،‬وما بناؤها؟ قال‪ :‬لبن ةٌ فض ةٌ‬
‫ولبن ةٌ ذهبٌ ‪ ،‬ومالطه ا المس ك األذف ر‪ ،‬وحص باؤها اللؤل ؤ والي اقوت‪ ،‬وتربته ا‬
‫الزعفران‪ ،‬من يدخلها ينعم وال يبأس‪ ،‬ويخل د وال يم وت‪ ،‬وال تبلى ثي ابهم وال يف نى‬
‫شبابهم)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]644 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬جنت ان من فض ة آنيتهم ا وم ا فيهم ا‪،‬‬
‫وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما)(‪)3‬‬
‫ٌ‬
‫[الحديث‪ ]645 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن للمؤمن في الجن ة لخيم ة من لؤل ؤة‬
‫واحدة طولها في السماء ستون ميال) (‪)4‬‬
‫ٌ‬
‫[الحديث‪ ]646 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجنة ش جرة يس ير ال راكب في‬
‫﴿و ِظلٍّ َم ْمدُو ٍد﴾ [الواقعة‪ ،]30 :‬ولقاب قوس أحدكم‬
‫ظلها مائة عام‪ ،‬واقرءوا إن شئتم َ‬
‫ر مما طلعت عليه الشمس أو تغرب)(‪)5‬‬ ‫في الجنة خي ٌ‬
‫[الحديث‪ ]647 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن في الجن ة مائ ة درج ة م ا بين ك ل‬
‫‪ )(1‬مسلم (‪)187‬‬
‫‪ )(2‬الترمذي (‪)2526‬‬
‫‪ )(3‬البخاري (‪ ،)7444‬ومسلم (‪)180‬‬
‫‪ )(4‬مسلم (‪)2838‬‬
‫‪ )(5‬البخاري (‪ ،)3252‬ومسلم (‪ ،)2826‬والترمذي (‪)3292‬‬
‫‪136‬‬
‫درجة ودرجة كما بين السماء واألرض‪ ،‬والفردوس أعلى درجة منه ا تفج ر أنه ار‬
‫الجنة األربعة‪ ،‬ومن فوقها يكون العرش‪ ،‬فإذا سألتم هللا فسألوه الفردوس)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]648 :‬قال رسول هللا ‪( :‬غدوةٌ في سبيل هللا أو روح ةٌ خ ي ٌر من‬
‫الدنيا وما فيها‪ ،‬ولقاب قوس أح دكم أو موض ع ق ده في الجن ة‪ ،‬خ ي ٌر من ال دنيا وم ا‬
‫فيها‪ ،‬ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى أهل األرض ألضاءت الدنيا وما‬
‫ر من الدنيا وما فيها)(‪)2‬‬ ‫فيها‪ ،‬ولمألت ما بينهما ريحا‪ ،‬ولنصيفها‪ ،‬يعني خمارها خي ٌ‬
‫[الحديث‪ ]649 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لو أن ما يقل ظف ٌر مم ا في الجن ة ب دا‪،‬‬
‫لتزخرفت له ما بين خوافق السموات واألرض‪ ،‬ولو أن رجال من أهل الجن ة اطل ع‬
‫فبدا سواره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]650 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجنة بحر العسل وبحر الخمر‪،‬‬
‫وبحر اللبن‪ ،‬وبحر الماء ثم تنشق األنهار بعد) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]651 :‬أتى النبي ‪ ‬أعرابي فقال‪ :‬يا رسول هللا! إني أحب الخي ل‪،‬‬
‫أوفي الجنة خي لٌ؟ ق ال ‪( :‬إن أدخلت الجن ة أتيت بف رس من ياقوت ة له ا جناح ان‬
‫فحملت عليها‪ ،‬ثم طارت بك حيث شئت) (‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]652 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن في الجن ة لمجتمع ا للح ور العين‪،‬‬
‫ي رفعن بأص وات لم يس مع الخالئ ق بمثله ا‪ ،‬يقلن نحن الخال دات فال نبي د‪ ،‬ونحن‬
‫الناعمات فال نبأس‪ ،‬ونحن الراضيات فال نسخط‪ ،‬طوبى لمن كان لنا وكنا له) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]653 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجنة لسوقا م ا فيه ا ش را ٌء وال‬
‫ع إال الصور من الرجال والنساء‪ ،‬فإذا اشتهى الرجل صورة دخل فيها)(‪)7‬‬ ‫بي ٌ‬
‫[الحديث‪ ]654 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أه ل الجن ة لي تراءون أه ل الغ رف‬
‫من فوقهم‪ ،‬كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في األف ق من المش رق إلى المغ رب‬
‫لتفاضل ما بينهم‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رس ول هللا تل ك من ازل األنبي اء ال يبلغه ا غ يرهم؟ ق ال‪:‬‬
‫ل آمنوا باهلل وصدقوا المرسلين)(‪)8‬‬
‫بلى‪ ،‬والذي نفسي بيده رجا ٌ‬
‫[الحــديث‪ ]655 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن أول زم رة ي دخلون الجن ة على‬
‫صورة القمر ليلة البدر‪ ،‬ثم الذين يلونهم على أشد ك وكب دري في الس ماء إض اءة‪،‬‬
‫ال يبول ون وال يتغوط ون وال يتفل ون‪ ،‬وال يتمخط ون‪ ،‬أمش اطهم ال ذهب ورش حهم‬
‫المسك‪ ،‬ومجامرهم األلوة واأللنجوج ع ود الطيب‪ ،‬وأزواجهم الح ور العين‪ ..‬ولك ل‬
‫واحد منهم زوجتان ي رى مخ س وقهما من وراء اللحم من الحس ن‪ ،‬ال اختالف بينهم‬
‫‪ )(1‬الترمذي (‪)2531‬‬
‫‪ )(2‬الترمذي (‪)1651‬‬
‫‪ )(3‬الترمذي (‪)2538‬‬
‫‪ )(4‬الترمذي (‪)2571‬‬
‫‪ )(5‬الترمذي (‪)2544‬‬
‫‪ )(6‬الترمذي (‪)2564‬‬
‫‪ )(7‬الترمذي (‪)2550‬‬
‫‪ )(8‬البخاري (‪ ،)3256‬ومسلم (‪)2831‬‬
‫‪137‬‬
‫وعشيا)(‪)1‬‬ ‫وال تباغض‪ ،‬قلوبهم قلبٌ واح ٌد يسبحون هللا بكرة‬
‫[الحديث‪ ]656 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أهل الجن ة ي أكلون فيه ا ويش ربون‬
‫وال يتفلون وال يبولون وال يتغوطون وال يتمخطون)‪ ،‬قالوا‪ :‬فم ا ب ال الطع ام؟ ق ال‪:‬‬
‫ح كرشح المسك‪ ،‬يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس)(‪)2‬‬ ‫(جشا ٌء ورش ٌ‬
‫[الحديث‪ ]657 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من مات من أهل الجنة وهو صغي ٌر أو‬
‫كبي ٌر يدخلون الجنة بني ثالثين ال يزيدون عليها أب دا‪ ..‬وإن عليهم التيج ان‪ ،‬إن أدنى‬
‫لؤلؤة منها تضيء ما بين المشرق والمغرب) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]658 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ي دخل أه ل الجن ة الجن ة ج ردا م ردا‬
‫مكحلين أبناء ثالثين أو ثالث وثالثين سنة) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]659 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن المؤمن إذا اشتهى الول د في الجن ة‪،‬‬
‫كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهى)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]660 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من ي دخل الجن ة ينعم وال يب أس وال‬
‫تبلى ثيابه‪ ،‬وال يفنى شبابه)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]661 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن أدنى أه ل الجن ة منزل ة لمن ينظ ر‬
‫إلى جنانه‪ ،‬وأزواجه‪ ،‬ونعيمه‪ ،‬وخدمه‪ ،‬وسرره‪ ،‬مسيرة ألف سنة)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]662 :‬قال رسول هللا ‪( :‬سأل موسى عليه السالم رب ه‪ :‬م ا أدنى‬
‫أهل الجنة منزلة؟ قال‪ :‬هو رج ٌل يجيء بع دما أدخ ل أه ل الجن ة الجن ة‪ ،‬فيق ال ل ه‪:‬‬
‫ادخل الجنة‪ ،‬فيقول‪ :‬أي رب كيف وقد نزل الناس من ازلهم وأخ ذوا أخ ذاتهم‪ ،‬فيق ال‬
‫له‪ :‬أما ترضي أن يكون لك مثل ُم ْلك َملِك من ملوك الدنيا؟ فيقول‪ :‬رضيت ي ا رب‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬لك ذلك ومثله ومثله ومثله‪ ،‬فقال في الخامسة؟‪ :‬رضيت ي ا رب‪ ،‬فيق ول ه ذا‬
‫لك وعشرة أمثاله‪ ،‬ولك ما اش تهيت نفس ك ول ذت عين ك‪ ،‬فيق ول‪ :‬رض يت ي ا رب‪،‬‬
‫قال‪ :‬رب فأعالهم منزلة؟ قال‪ :‬أولئك ال ذين أردت غرس ت ك رامتهم بي دي وختمت‬
‫أذن ولم يخط ر على قلب بش ر‪ ،‬ق ال‪ :‬ومص داقه في‬ ‫رعين ولم تس مع ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫عليهم‪ ،‬فلم ت‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫زَ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬‫َ‬
‫كتاب هللا تعالى‪﴿ :‬ف تعل ُم نفسٌ َما أخفِ َي لهُ ْم ِمن ق َّر ِة أعيُ ٍن َج ا ًء بِ َما ك انوا يَع َمل ونَ ﴾‬
‫[السجدة‪)8()]17 :‬‬
‫[الحديث‪ ]663 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ي دخل الجن ة أق وام أفئ دتهم مث ل أفئ دة‬
‫الطير)(‪)9‬‬

‫‪ )(1‬البخاري (‪ ،)3327‬ومسلم (‪)2834‬‬


‫‪ )(2‬مسلم (‪ ،)2835‬وأبو داود (‪)4741‬‬
‫‪ )(3‬الترمذي(‪)2562‬‬
‫‪ )(4‬الترمذي(‪)2545‬‬
‫‪ )(5‬الترمذي (‪)2563‬‬
‫‪ )(6‬مسلم (‪)2836‬‬
‫‪ )(7‬الترمذي (‪)333 ،2553‬‬
‫‪ )(8‬مسلم (‪)189‬‬
‫‪ )(9‬مسلم (‪)2840‬‬
‫‪138‬‬
‫[الحديث‪ ]664 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال يدخل الجنة الجواظ وال الجعظ ري‪،‬‬
‫قال‪ :‬والجواظ الغليظ الفظ)‪)1( .‬‬
‫[الحديث‪ ]665 :‬روي أن النبي ‪ ‬كان يتحدث وعنده رج ٌل من أهل البادية‪:‬‬
‫(أن رجال استأذن ربه في الزرع‪ ،‬فقال‪ :‬ألس ت فيم ا ش ئت؟ يق ول‪ :‬بلى‪ ،‬ولكن أحب‬
‫ذلك‪ ،‬فيؤذن له فيبذر فيبادر الطرف نباته واستحصاده وتكويره أمثال الجبال‪ ،‬فيقول‬
‫الرب تعالى‪ :‬دونك يا ابن آدم فإنه ال يشبعك شي ٌء)‪ ،‬فق ال األع رابي‪ :‬إن ك لن تج ده‬
‫إال قرشيا أو أنصاريا فإنهم أصحاب زرع‪ ،‬فأما نحن فلسنا بأصحاب زرع‪ .‬فضحك‬
‫رسول هللا ‪ ‬حتى بدت نواجذه(‪.)2‬‬
‫[الحديث‪ ]666 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ال يدخل الجنة أح ٌد إال بج واز بس م هللا‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬كتابٌ من هللا لفالن ابن فالنة‪ ،‬أدخلوه جنة عالية قطوفها دانية)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]667 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أال كلكم يدخل الجنة إال من ش رد على‬
‫ص اَل هَا إِاَّل‬
‫هللا شراد البعير على أهل ه؛ فمن لم يص دقني ف إن هللا تع الى يق ول‪﴿ :‬اَل يَ ْ‬
‫ب َوتَ َولَّى﴾ [الليل‪)4()]16 ،15 :‬‬‫اأْل َ ْشقَى (‪ )15‬الَّ ِذي َك َّذ َ‬
‫[الحــديث‪ ]668 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن ك لتنظ ر إلى الط ير في الجن ة‬
‫فتشتهيه فيجيء مستويا بين يديك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]669 :‬روي أن رجال قال‪ :‬يا رس ول هللا! أخبرن ا عن ثي اب الجن ة‬
‫ق تخلق أم تنسج بنسج؟ فضحك بعض القوم‪ ،‬فقال ‪( :‬مم تضحكون من جاهل‬ ‫أخل ٌ‬
‫يسأل عالما؟ أين السائل؟) قال‪ :‬أنا ذا يا رسول هللا! قال‪( :‬تنشق عنها ثمار الجنة)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]670 :‬سئل النبي ‪ ‬أينام أهل الجنة؟ فق ال‪( :‬الن وم أخ و الم وت‪،‬‬
‫وأهل الجنة ال ينامون)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]671 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ل و أذن هللا في التج ارة أله ل الجن ة‬
‫التجروا في البز والعطر)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]672 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن قوله تعالى‪﴿ :‬يَوْ َم نَحْ ُش ُر ْال ُمتَّقِينَ إِلَى‬
‫الرَّحْ َم ِن َو ْفدًا ﴾ [مريم‪ ]85 :‬إلى آخرها فقال‪( :‬والذي نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من‬
‫قبورهم استقبلوا بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب‪ ،‬شرك نعالهم نور يتألأل‬
‫كل خطوة منه ا مث ل م د البص ر‪ ،‬وينته ون إلى ب اب الجن ة‪ ،‬ف إذا حلق ة من ياقوت ة‬
‫حمراء على صفائح الذهب‪ ،‬وإذا شجرة على باب الجنة ينبع من أصلها عينان؛ فإذا‬
‫شربوا من أحدهما جرت في وجوههم بنضرة النعيم‪ ،‬وإذا توض ؤوا من األخ رى لم‬
‫‪ )(1‬أبو داود (‪)4801‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪)2348‬‬
‫‪ )(3‬الطبراني في الكبير (‪ ،)6191 / 272 /6‬وفي الصغير (‪)2987 / 224 / 3‬‬
‫‪ )(4‬مسند أحمد (‪ ،)22226 / 528 / 5‬الطبراني في الكبير (‪)7730 /8/175‬‬
‫‪ )(5‬كشف األستار(‪)2032 / 401 / 5‬‬
‫‪ )(6‬مسند البزار (‪)2434 / 408 / 6‬‬
‫‪ )(7‬الطبراني في األوسط (‪)920 / 282 /1‬‬
‫‪ )(8‬الطبراني في الصغير(‪)699 / 17 / 2‬‬
‫‪139‬‬
‫تشعث أشعارهم أبدا فيضربون الحلقة بالصفيحة؛ فيبل غ ك ل ح وراء أن زوجه ا ق د‬
‫أقبل فتستخفها العجلة فتبعث قيمها؛ فيفتح ل ه الب اب‪ ،‬فل وال أن هللا ع ز وج ل عرف ه‬
‫نفسه لخر له ساجدا مما يرى من النور والبهاء؛ فيقول‪ :‬أنا قيمك الذي وكلت بأمرك‬
‫فيتبعه فيقفوا أثره فيأتي زوجته فتس تخفها العجل ة فتخ رج من الخيم ة؛ فتق ول‪ :‬أنت‬
‫حبي وأنا حب ك‪ ،‬وأن ا الراض ية فال أس خط أب دا‪ ،‬وأن ا الناعم ة فال أب أس أب دا‪ ،‬وأن ا‬
‫الخالدة فال أظعن أبدا؛ فيدخل بيتا من أساس ه إلى س قفه مائ ة أل ف ذراع مب ني على‬
‫جندل اللؤلؤ والياقوت‪ ،‬طرائق حم ر وطرائ ق خض ر وطرائ ق ص فر‪ ،‬تج ري من‬
‫تحتهم أنهار مطردة‪ ،‬أنهار من ماء غير آسن صاف ليس فيه كدر‪ ،‬وأنهار من عسل‬
‫مصفى لم يخرج من بطون النحل‪ ،‬وأنهار من خمر لذة للشاربين لم تعصره الرجال‬
‫بأقدامها‪ ،‬وأنهار من لبن لم يتغير طعمه لم يخ رج من بط ون الماش ية‪ ،‬ف إذا اش تهوا‬
‫الطع ام ج اءتهم ط ير بيض ف ترفع أجنحته ا في أكلون من جنوبه ا من أي األل وان‬
‫شاءوا‪ ،‬ثم تطير فتذهب‪ ،‬وفيها ثمار متدلية إذا اشتهوها انبعث الغصن إليهم فيأكلون‬
‫﴿و َجنَى ْال َجنَّتَي ِْن دَا ٍن﴾‬
‫من أي الثمار شاءوا إن شاء قائما وإن شاء متكئا‪ ،‬وذلك قوله‪َ :‬‬
‫[الرحمن‪ ،]54 :‬وبين أيديهم خدم كاللؤلؤ)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]673 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ح تى إذا انته وا إلى ب اب من أبوابه ا‪،‬‬
‫وجدوا عنده شجرة يخرج من تحت ساقها عينان تجريان‪ ،‬فعمدوا إلى إح داهما كم ا‬
‫أم روا ب ه‪ ،‬فش ربوا منه ا‪ ،‬ف أذهبت م ا في بط ونهم من أذى أو ب أس ثم عم دوا إلى‬
‫األخرى‪ ،‬فتطهروا منها‪ ،‬فجرت عليهم نضرة النعيم‪ ،‬فلم تتغير أشعارهم بعدها أبدا‪،‬‬
‫وال تشعث رؤوسهم‪ ،‬كأنما دهن وا بال دهان ثم انته وا إلى الجن ة‪ ،‬فق ال لهم خزنته ا‪:‬‬
‫سالم عليكم طبتم فادخلوها خالدين‪ ،‬ثم تلقاهم الولدان‪ ،‬يطيفون بهم كما تطيف ولدان‬
‫أهل الدنيا بالحبيب يقدم عليهم من غيبة‪ ،‬يقولون له‪ :‬أبش ر أع د هّللا ل ك من الكرام ة‬
‫كذا؛ فينطلق غالم من أولئك الولدان إلى بعض أزواجه من الحور العين‪ ،‬فيقول‪ :‬ق د‬
‫جاء فالن باسمه الذي كان يدعى به في الدنيا فتقول‪ :‬أنت رأيت ه؟ فيق ول‪ :‬أن ا رأيت ه‬
‫وهو بأثرى؛ فيستخفها الفرح حتى تقوم إلى أسكفة بابها‪ ،‬فإذا انتهى إلى منزله نظ ر‬
‫إلى أساس بنيانه‪ ،‬فإذا جندل اللؤلؤ فوقه صرح أحم ر‪ ،‬وأخض ر‪ ،‬وأص فر‪ ،‬من ك ل‬
‫لون‪ ،‬ثم يرفع رأسه فينظر إلى سقفه‪ ،‬فإذا مثل البرق‪ ،‬ولو ال أن هّللا تعالى قدره ألل ّم‬
‫أن يذهب بص ره‪ ،‬ثم يط أطئ رأس ه‪ ،‬ف إذا أزواج ه‪ ،‬وأك واب موض وعة‪ ،‬ونم ارق‬
‫مصفوفة‪ ،‬وزرابي مبثوثة‪ .‬ثم اتكأ فقال‪ :‬الحمد هَّلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو‬
‫ال أن هدانا هّللا ‪ ،‬ثم ينادى مناد‪ :‬تحيون فال تموتون أبدا‪ ،‬وتقيم ون فال تظعن ون أب دا‪،‬‬
‫وتصحون فال تمرضون أبدا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]674 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الدنيا ق د آذنت بص رم وولت ح ذاء‬
‫ولم يبق منها إال صبابة كصبابة اإلناء يص طبها ص احبها‪ ،‬وإنكم منتقل ون منه ا إلى‬

‫‪ )(1‬رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/495 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن أبي الدنيا في كتاب صفة الجنة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/497 :‬‬
‫‪140‬‬
‫دار ال زوال له ا‪ ،‬ف انتقلوا بخ ير م ا يحض رنكم‪ ،‬وإن م ا بين مص راعين في الجن ة‬
‫كمسيرة أربعين سنة)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]675 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬وال ذي نفس محم د بي ده إن م ا بين‬
‫مصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر وهجر ومكة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]676 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ليدخلن الجنة من أمتي سبعون ألفا أو‬
‫س بعمائة أل ف متماس كون آخ ذ بعض هم ببعض ال ي دخل أولهم ح تى ي دخل آخ رهم‬
‫وجوههم على صورة القمر ليلة البدر)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]677 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أال أخبركم بأسفل أهل الجنة درج ة؟)‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬بلى يا رسول هللا ق ال‪( :‬رج ل ي دخل من ب اب الجن ة فيتلق اه غلمان ه فيقول ون‬
‫مرحبا بسيدنا ق د آن ل ك أن تزورن ا؛ فتم د ل ه ال زرابي أربعين س نة‪ ،‬ثم ينظ ر عن‬
‫يمينه وشماله فيرى الجنان‪ ،‬فيقول لمن ما ههنا؟ فيقال لك‪ :‬حتى إذا انتهى رفعت ل ه‬
‫ياقوتة حمراء أو زبرجدة خضراء لها سبعون شعبا في كل شعب سبعون غرف ة في‬
‫كل غرفة سبعون بابا‪ ،‬فيقال‪ :‬اقرأ وارقه فيرقى حتى إذا انتهى إلى سرير ملكه اتك أ‬
‫عليه‪ ،‬سعته ميل في ميل له فيه قصور‪ ،‬فيسعى إلي ه بس بعين ص حفة من ذهب ليس‬
‫فيها صحفة فيها من لون أختها يجد ل ذة آخره ا كم ا يج د ل ذة أوله ا‪ ،‬ثم يس عى إلي ه‬
‫بألوان األشربة‪ ،‬فيشرب منها ما اشتهى)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]678 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أدنى أهل الجنة ال ذي ل ه ثم انون أل ف‬
‫خادم واثنان وسبعون زوجة وينص ب ل ه قب ة من لؤل ؤ وزبرج د وي اقوت كم ا بين‬
‫الجابية إلى صنعاء)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]679 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أسفل أهل الجنة أجمعين درجة لمن‬
‫يقوم على رأسه عشرة آالف خادم بيد كل واحد صحفتان واحدة من ذهب واألخرى‬
‫من فضة في كل واحدة لون ليس في األخرى مثله يأكل من آخرها مثل ما يأكل من‬
‫أوله ا‪ ،‬يج د آلخره ا من الطيب والل ذة مث ل ال ذي يج د ألوله ا‪ ،‬ثم يك ون ذل ك ريح‬
‫المسك األذفر ال يبولون وال يتغوطون وال يمتخطون إخوانا على سرر متقابلين)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]680 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أه ل الجن ة لي تراءون أه ل الغ رف‬
‫من فوقهم كم ا ي تراءون الك وكب ال دري الغ ابر في األف ق من المش رق والمغ رب‬
‫لتفاضل ما بينهم)‪ ،‬قالوا يا رس ول هللا تل ك من ازل األنبي اء ال يبلغه ا غ يرهم‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫(بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا باهلل وصدقوا المرسلين)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]681 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أال أحدثكم بغرف الجن ة؟)‪ ،‬ق الوا‪ :‬بلى‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/498 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/498 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/498 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/506 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/508 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن أبي الدنيا والطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/508 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/510 :‬‬
‫‪141‬‬
‫يا رسول هللا بأبينا أنت وأمنا‪ ،‬ق ال‪( :‬إن في الجن ة غرف ا من أص ناف الج وهر كل ه‬
‫يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فيها من النعيم والل ذات والش رف م ا‬
‫ال عين رأت‪ ،‬وال أذن سمعت)‪ ،‬ق الوا‪ :‬لمن ه ذه الغ رف؟ ق ال‪( :‬لمن أفش ى الس الم‬
‫وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام)(‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]682 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في الجن ة مائ ة درج ة أع دها هللا‬
‫للمجاهدين في سبيل هللا ما بين الدرجتين كما بين السماء واألرض)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]683 :‬قال رسول هللا ‪( :‬خلق هللا تبارك وتع الى الجن ة لبن ة من‬
‫ذهب ولبنة من فضة ومالطها المسك‪ ،‬وقال لها تكلمي‪ ،‬فق الت‪ :‬ق د أفلح المؤمن ون‪،‬‬
‫فقالت المالئكة‪ :‬طوبى لك منزل الملوك)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]684 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن هللا عز وجل أحاط حائط الجنة لبن ة‬
‫من ذهب ولبنة من فضة‪ ،‬ثم شقق فيها األنهار وغ رس فيه ا األش جار فلم ا نظ رت‬
‫المالئكة إلى حسنها قالت‪ :‬طوبى لك منازل الملوك)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]685 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬خل ق هللا جن ة ع دن‪ ،‬ودلى فيه ا‬
‫ثماره ا‪ ،‬وش ق فيه ا أنهاره ا‪ ،‬ثم نظ ر إليه ا فق ال له ا‪ :‬تكلمي‪ ،‬فق الت‪ :‬ق د أفلح‬
‫المؤمنون‪ ،‬فقال‪ :‬وعزتي ال يجاورني فيك بخيل)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]686 :‬قال رسول هللا ‪( :‬خل ق هللا جن ة ع دن بي ده لبن ة من درة‬
‫بيض اء ولبن ة من ياقوت ة حم راء ولبن ة من زبرج دة خض راء‪ ،‬ومالطه ا مس ك‪،‬‬
‫حشيشها الزعفران حصباؤها اللؤلؤ‪ ،‬ترابها العنبر‪ ،‬ثم قال لها انطقي قالت‪ :‬ق د أفلح‬
‫المؤمن ون‪ ،‬فق ال هللا ع ز وج ل‪ :‬وع زتي وجاللي ال يج اورني في ك بخي ل‪ ،‬ثم تال‬
‫رسول هللا ‪ ‬ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]687 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أرض الجنة بيضاء عرصتها صخور‬
‫الكافور وقد أحاط به المسك مثل كثبان الرمل أنهار مطردة فيجتمع فيها أه ل الجن ة‬
‫أدناهم وآخرهم فيتعارفون فيبعث هللا ريح الرحمة فتهيج عليهم ريح المس ك ف يرجع‬
‫الرجل إلى زوجته وقد ازداد حسنا وطيبا‪ ،‬فتقول له‪ :‬لقد خرجت من عندي‪ ،‬وأنا بك‬
‫معجبة وأنا بك اآلن أشد إعجابا)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]688 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في الجن ة مراغ ا من مس ك مث ل‬
‫مراغ دوابكم في الدنيا)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]689 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أال هل مشمر للجنة فإن الجنة ال حظر‬
‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/512 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه البخاري‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/512 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني‪ ،‬والبزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/513 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬والبزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/513 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني في الكبير واألوسط وابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/513 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/513 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/514 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه الطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/514 :‬‬
‫‪142‬‬
‫لها هي ورب الكعبة نور يتألأل وريحانة تهتز وقصر مش يد‪ ،‬ونه ر مط رد‪ ،‬وثم رة‬
‫نضيجة وزوجة حسناء جميل ة وحل ل كث يرة‪ ،‬ومق ام في أب د في دار س ليمة وفاكه ة‬
‫وخض رة وح برة ونعم ة في محل ة عالي ة بهي ة)‪ ،‬ق الوا‪ :‬نعم ي ا رس ول هللا نحن‬
‫المشمرون لها‪ ،‬قال‪( :‬قولوا إن شاء هللا)‪ ،‬فقال القوم‪ :‬إن شاء هللا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]690 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجن ة غرف ا ي رى ظاهره ا من‬
‫باطنها وباطنها من ظاهرها‪ .‬فقال أبو مالك األشعري‪ :‬لمن هي يا رس ول هللا؟ ق ال‪:‬‬
‫لمن أطاب الكالم وأطعم الطعام وبات قائما والناس نيام)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]691 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬الك وثر نه ر في الجن ة‪ ،‬حافت اه من‬
‫ذهب‪ ،‬ومجراه على الدر والياقوت تربته أطيب من المسك‪ ،‬وماؤه أحلى من العس ل‬
‫وأبيض من الثلج)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]692 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬بين ا أن ا أس ير في الجن ة إذا أن ا بنه ر‬
‫حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف‪ ،‬فقلت ما هذا يا جبريل؟ قال ه ذا الك وثر ال ذي أعط اك‬
‫ربك؛ فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]693 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أنهار الجن ة تخ رج من تحت تالل أو‬
‫من تحت جبال المسك)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]694 :‬قال رسول هللا ‪( :‬في الجنة بحر للماء‪ ،‬وبحر للبن وبح ر‬
‫للعسل وبحر للخمر‪ ،‬ثم تشقق األنهار منها بعد)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]695 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬ما الكوثر؟ قال‪( :‬ذاك نهر أعطانيه هللا‬
‫أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل فيه طير أعناقها كأعناق الجزر)‪ ،‬قيل ل ه‪ :‬إن‬
‫هذه لناعمة‪ ،‬قال رسول هللا ‪( :‬أكلتها أنعم منها)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]696 :‬جاء أعرابي إلى رسول هللا ‪ ‬فقال‪ :‬يا رسول هللا في الجنة‬
‫فاكهة؟ قال‪( :‬نعم‪ ،‬وفيها شجرة تدعى طوبى هي تطابق الفردوس)‪ ،‬فقال‪ :‬أي شجر‬
‫أرضنا تشبه؟ قال‪( :‬ليس تشبه شيئا من شجر أرضك ولكن أتيت الشام؟) ق ال‪ :‬ال ي ا‬
‫رسول هللا‪ .‬قال‪( :‬فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الج وزة تنبت على س اق واح د‪ ،‬ثم‬
‫ينتشر أعالها)‪ ،‬قال‪ :‬فما عظم أصلها؟ ق ال‪( :‬ل و ارتحلت جذع ة من إب ل أهل ك لم ا‬
‫قطعتها ح تى تنكس ر ترقوته ا هرم ا) ق ال‪ :‬فيه ا عنب‪ ،‬ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬ق ال‪( :‬فم ا عظم‬
‫العنقود منها؟) قال‪( :‬مسيرة شهر للغراب األبقع ال يقع وال ينثني وال يفتر) قال‪ :‬فما‬
‫عظم الحبة منه؟ قال‪( :‬هل ذبح أبوك تيسا من غنم ه عظيم ا‪ ،‬فس لخ إهاب ه‪ ،‬فأعط اه‬
‫أمك‪ ،‬فقال‪ :‬ادبغي هذا‪ ،‬ثم افري لنا منه ذنوبا يروي ماشيتنا)‪ ،‬ق ال نعم‪ ،‬ق ال‪( :‬ف إن‬
‫‪ )(1‬رواه ابن ماجة‪ ،‬وابن أبي الدنيا والبزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/514 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبراني والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/516 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن ماجة والترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه الترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪143‬‬
‫(‪)1‬‬‫تلك الحبة تشبعني وأهل بيتي)‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬وعامة عشيرتك)‬
‫[الحــديث‪ ]697 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ق ال عرض ت علي الجن ة‪ ،‬ف ذهبت‬
‫أتناول منها قطفا أريكموه فحيل بيني وبينه)‪ ،‬فقال رجل‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬ما ماء الحبة‬
‫من العنب؟ قال‪( :‬كأعظم دلو فرت أمك قط)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]698 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬م ا في الجن ة ش جرة إال وس اقها من‬
‫ذهب)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]699 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجنة شجرة ج ذوعها من ذهب‬
‫وفروعها من زبرجد ولؤلؤ‪ ،‬فتهب لها ريح فتصطفق فم ا س مع الس امعون بص وت‬
‫شيء قط ألذ منه)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]700 :‬سئل رسول هللا ‪ :‬م ا ط وبى؟ ق ال‪( :‬ش جرة مس يرة مائ ة‬
‫سنة‪ ،‬ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]701 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن ك لتنظ ر إلى الط ير في الجن ة‬
‫فتشتهيه‪ ،‬فيجيء مشويا بين يديك)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]702 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن الرج ل ليش تهي الط ير في الجن ة‬
‫فيجيء مثل البختي حتى يقع على خوانه لم يصبه دخان ولم تمس ه ن ار‪ ،‬فيأك ل من ه‬
‫حتى يشبع ثم يطير)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]703 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في الجن ة ط ائرا ل ه س بعون أل ف‬
‫ريشة يجيء‪ ،‬فيقع على صحفة الرجل من أه ل الجن ة فينتفض فيق ع من ك ل ريش ة‬
‫لون أبيض من الثلج‪ ،‬وألين من الزبد‪ ،‬وألذ من الشهد‪ ،‬ليس منها لون يش به ص احبه‬
‫ثم يطير)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]704 :‬أقبل أعرابي يوما‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا ذكر هللا عز وجل في‬
‫الجنة شجرة مؤذية‪ ،‬وما كنت أرى أن في الجنة شجرة تؤذي صاحبها؟ ق ال رس ول‬
‫هللا ‪ :‬وما هي؟ قال‪ :‬السدر؛ ف إن ل ه ش وكا مؤذي ا‪ ،‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أليس هللا‬
‫يقول‪﴿ :‬فِي ِس ْد ٍر َم ْخضُو ٍد﴾ [الواقعة‪ ،]28 :‬خضد هللا شوكه فجعل مك ان ك ل ش وكة‬
‫تمرة‪ ،‬فإنها لتنبت تمرا تفتق التمرة منها عن اثنين وسبعين لونا من طع ام‪ ،‬م ا فيه ا‬
‫لون يشبه اآلخر)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]705 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما منكم من أحد يدخل الجنة إال انطل ق‬

‫‪ )( 1‬رواه الطبراني في الكبير واألوسط والبيهقي وابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/521 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو يعلى بإسناد حسن‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪ )( 3‬رواه الترمذي وابن أبي الدنيا وابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/517 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو نعيم في صفة الجنة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/523 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن حبان في صحيحه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/524 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه ابن أبي الدنيا والبزار والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/527 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/527 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/527 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/527 :‬‬
‫‪144‬‬
‫به إلى طوبى‪ ،‬فتفتح له أكمامها فيأخ ذ من أي ذل ك ش اء‪ ،‬إن ش اء أبيض‪ ،‬وإن ش اء‬
‫أحمر‪ ،‬وإن ش اء أخض ر‪ ،‬وإن ش اء أص فر‪ ،‬وإن ش اء أس ود‪ ،‬مث ل ش قائق النعم ان‬
‫وأرق وأحسن)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]706 :‬عن أم سلمة قالت‪ :‬قلت يا رس ول هللا أخ برني عن ق ول هللا‬
‫ين﴾ [الواقعة‪ ،]22 :‬قال‪( :‬حور بيض عين ضخام شفر الحوراء‬ ‫عز وجل‪﴿ :‬حُو ٌر ِع ٌ‬
‫َ‬
‫بمنزلة جناح النسر)‪ ،‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬فأخبرني عن قول هللا ع ز وج ل‪َ ﴿ :‬ك أنَّه َُّن‬
‫وت َو ْال َمرْ َج انُ ﴾ [ال رحمن‪ ،]58 :‬ق ال‪( :‬ص فاؤهن كص فاء ال در ال ذي في‬ ‫ْاليَ اقُ ُ‬
‫األصداف ال ذي ال تمس ه األي دي)‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا ف أخبرني عن ق ول هللا ع ز‬
‫ان﴾ [ال رحمن‪ ]70 :‬ق ال‪( :‬خ يرات األخالق‪ ،‬حس ان‬ ‫وج ل‪﴿ :‬فِي ِه َّن َخ ْي َر ٌ‬
‫ات ِح َس ٌ‬
‫َ‬
‫الوج وه)‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا؛ ف أخبرني عن ق ول هللا ع ز وج ل‪َ ﴿ :‬ك أنَّه َُّن بَيْضٌ‬
‫ون﴾ [الصافات‪ ،]49 :‬قال‪( :‬رقتهن كرقة الجلد الذي في داخل البيض ة مم ا يلي‬ ‫َم ْكنُ ٌ‬
‫القش ر)‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا ف أخبرني عن ق ول هللا ع ز وج ل‪ُ ﴿ :‬ع ُربً ا أَ ْت َرابً ا﴾‬
‫[الواقعة‪ ،]37 :‬قال‪( :‬هن اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز رمص ا ش مطا خلقهن‬
‫هللا بعد الكبر فجعلهن عذارى عربا متعش قات متحبب ات‪ ،‬أتراب ا على ميالد واح د)‪،‬‬
‫قلت‪ :‬يا رسول هللا أنساء الدنيا أفضل أم الحور العين؟ قال‪( :‬نس اء ال دنيا أفض ل من‬
‫الح ور العين كفض ل الظه ارة على البطان ة)‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا وبم ذاك؟ ق ال‪:‬‬
‫(بصالتهن وصيامهن وعبادتهن هللا عز وجل ألبس هللا عز وج ل وج وههن الن ور‪،‬‬
‫وأجسادهن الحرير‪ ،‬بيض األلوان‪ ،‬خض ر الثي اب‪ ،‬ص فر الحلي‪ ،‬مج امرهن ال در‪،‬‬
‫وأمشاطهن الذهب‪ ،‬يقلن‪ :‬أال نحن الخال دات فال نم وت أب دا‪ ،‬أال نحن الناعم ات فال‬
‫نبأس أبدا‪ ،‬أال ونحن المقيمات فال نظعن أبدا‪ ،‬أال ونحن الراضيات‪ ،‬فال نسخط أبدا‪،‬‬
‫ط وبى لمن كن ا ل ه‪ ،‬وك ان لن ا)‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا رس ول هللا الم رأة من ا ت تزوج ال زوجين‬
‫والثالث ة واألربع ة في ال دنيا‪ ،‬ثم تم وت فت دخل الجن ة وي دخلون معه ا‪ ،‬من يك ون‬
‫زوجها منهم؟ قال‪( :‬يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحس نهم خلق ا‪ ،‬فتق ول‪ :‬أي رب إن‬
‫هذا كان أحسنهم معي خلقا في دار ال دنيا فزوجني ه‪ ،‬ي ا أم س لمة ذهب حس ن الخل ق‬
‫بخير الدنيا واآلخرة)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]707 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في الجن ة لمجتمع ا للح ور العين‬
‫ي رفعن بأص وات لم يس مع الخالئ ق بمثله ا‪ ،‬يقلن‪ :‬نحن الخال دات فال نبي د‪ ،‬ونحن‬
‫الناعمات فال نبأس ونحن الراضيات فال نسخط طوبى لمن كان لنا وكنا له)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]708 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما من عبد يدخل الجنة إال عند رأس ه‬
‫وعن د رجلي ه ثنت ان من الح ور العين تغني ان بأحس ن ص وت س معه اإلنس والجن‪،‬‬
‫وليس بمزامير الشيطان‪ ،‬ولكن بتحميد هللا وتقديسه)(‪)4‬‬

‫‪ )(1‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/529 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه الطبراني في الكبير واألوسط‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/536 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/536 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/537 :‬‬
‫‪145‬‬
‫[الحديث‪ ]709 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أزواج أهل الجن ة ليغ نين أزواجهن‬
‫بأحسن أصوات سمعها أحد قط‪ ،‬إن مما يغ نين ب ه‪ ،‬نحن الخ يرات الحس ان‪ ،‬أزواج‬
‫قوم كرام‪ ،‬ينظرون بقرة أعيان‪ ،‬وإن مما يغنين ب ه‪ :‬نحن الخال دات فال نمتن ه‪ ،‬نحن‬
‫اآلمنات فال نخفنه‪ ،‬نحن المقيمات فال نظعنه)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]710 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الحور في الجن ة يغ نين‪ ،‬يقلن‪ :‬نحن‬
‫الحور الحسان‪ ،‬هدينا ألزواج كرام)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]711 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجنة لس وقا يأتونه ا ك ل جمع ة‬
‫فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم ف يزدادون حس نا وجم اال‪ ،‬ف يرجعون‬
‫إلى أهليهم وق د ازدادوا حس نا وجم اال‪ ،‬فتق ول لهم أهل وهم‪ :‬وهللا لق د ازددتم بع دنا‬
‫حسنا وجماال‪ ،‬فيقولون‪ :‬وأنتم وهللا لقد ازددتم بعدنا حسنا وجماال)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]712 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إذا دخ ل أه ل الجن ة الجن ة فيش تاق‬
‫اإلخوان بعضهم إلى بعض فيسير سرير هذا إلى سرير هذا وسرير ه ذا إلى س رير‬
‫هذا حتى يجتمعا جميعا فيتكئ هذا ويتكئ هذا‪ ،‬فيق ول أح دهما لص احبه‪ :‬أتعلم م تى‬
‫غفر هللا لنا؟ فيقول صاحبه‪ :‬نعم يوم كنا في موضع كذا وكذا فدعونا هللا فغفر لنا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]713 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجنة لشجرة يخرج من أعاله ا‬
‫حل ل ومن أس فلها خي ل من ذهب مس رجة ملجم ة من در وي اقوت‪ ،‬ال ت روث وال‬
‫تبول‪ ،‬لها أجنحة خطوها مد البصر فيركبه ا أه ل الجن ة‪ ،‬فتط ير بهم حيث ش اءوا‪،‬‬
‫فيقول الذين أسفل منهم درجة‪ :‬يا رب بما بلغ عبادك هذه الكرامة كلها؟ ق ال‪ :‬فيق ال‬
‫لهم‪ :‬كانوا يصلون بالليل‪ ،‬وكنتم تنامون‪ ،‬وكانوا يص ومون‪ ،‬وكنتم ت أكلون‪ ،‬وك انوا‬
‫ينفقون‪ ،‬وكنتم تبخلون‪ ،‬وكانوا يقاتلون‪ ،‬وكنتم تجبنون)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]714 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن هللا عز وجل يقول أله ل الجن ة‪ :‬ي ا‬
‫أهل الجنة فيقول ون‪ :‬لبي ك ربن ا وس عديك والخ ير في ي ديك‪ ،‬فيق ول‪ :‬ه ل رض يتم؟‬
‫فيقولون‪ :‬وما لنا ال نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلق ك فيق ول أال‬
‫أعطيكم أفضل من ذلك؟ فيقولون‪ :‬وأي ش يء أفض ل من ذل ك؟ فيق ول‪ :‬أح ل عليكم‬
‫رضواني فال أسخط عليكم بعده أبدا)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]715 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ق ال هللا ع ز وج ل‪ :‬أع ددت لعب ادي‬
‫الصالحين م ا ال عين رأت وال أذن س معت وال خط ر على قلب بش ر‪ ،‬واق رؤوا إن‬
‫شئتم‪ :‬فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين])(‪)7‬‬
‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫‪ )(1‬رواه الطبراني في الصغير واألوسط‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/537 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه ابن أبي الدنيا والطبراني والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/537 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/541 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه ابن أبي الدنيا والبزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/543 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه ابن أبي الدنيا‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/544 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري ومسلم والترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/557 :‬‬
‫‪ )( 7‬رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/557 :‬‬
‫‪146‬‬
‫[الحــديث‪ ]716 :‬عن عبدهللا بن علي أن ه لقى بالال م ؤذن رس ول هللا ‪‬؛‬
‫فسأله فيما سأله عن وصف بناء الجنة‪ ،‬فقال‪ :‬اكتب‪ ،‬بسم هللا الرحمن الرحيم سمعت‬
‫رس ول هللا ‪ ‬يق ول‪ :‬إن س ور الجن ة لبن ة من ذهب‪ ،‬ولبن ة من فض ة‪ ،‬ولبن ة من‬
‫ياقوت‪ ،‬ومالطها المس ك االذف ر‪ ،‬وش رفها الي اقوت االحم ر واالخض ر واالص فر‪،‬‬
‫قلت‪ :‬فما أبوابها؟ ق ال‪ :‬أبوابه ا مختلف ة‪ :‬ب اب الرحم ة من ياقوت ة حم راء قلت‪ :‬فم ا‬
‫حلقته؟ قال‪ :‬ويحك كف عني فقد كلفتي شططا‪ ،‬قلت‪ :‬ما أنا بكاف عنك ح تى ت ؤدي‬
‫إلى ماسمعت من رسول هللا ‪ ‬في ذلك‪ ،‬قال‪ :‬اكتب‪ :‬بسم هللا ال رحمن ال رحيم‪ ،‬أم ا‬
‫باب الصبر فباب ص غير مص راع واح د من ياقوت ة حم راء ال حل ق ل ه‪ ،‬وأماب اب‬
‫الشكر فإنه من ياقوتة بيضاءلها مصراعان مسيرة مايينهما خمسمائة عام له ضجيج‬
‫وحنين يقول‪ :‬اللهم جئني ب أهلي‪ ،‬قلت‪ :‬ه ل يتكلم الب اب؟ ق ال‪ :‬نعم ينطق ه ذوالجالل‬
‫واالكرام‪ ،‬وأما باب البالء‪ ،‬وقلت‪ ،‬أليس باب البالء هو باب الصبر؟ ق ال‪ :‬ال‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫فم ا البالء؟ ق ال‪ :‬المص ائب واالس قام واالم راض والج ذام‪ ،‬وهوب اب من ياقوت ة‬
‫صفراء مصراع واحد ما أقل من يدخل منه؟! قلت‪ :‬رحم ك هللا زدني وتفض ل علي‬
‫فإني فقير‪ ،‬ق ال‪ :‬ي اغالم لق د كلفت ني ش ططا‪ ،‬أم ا الب اب االعظم في دخل من ه العب اد‬
‫الصالحون‪ ،‬وهم أهل الزهد والورع والراغب ون إلى هللا عزوج ل المستأنس ون ب ه‪،‬‬
‫قلت‪ :‬رحمك هللا ف إذا دخل وا الجن ة م اذا يص نعون؟ ق ال‪ :‬يس يرون على نه رين في‬
‫مصاف في سفن الياقوت‪ ،‬مجاذيفها اللؤلؤ‪ ،‬فيها مالئكة من نور‪ ،‬عليهم ثياب خضر‬
‫شديدة خضرتها‪ ،‬قلت‪ :‬رحمك هللا هل يكون من النور أخض ر؟ ق ال‪ :‬إن الثي اب هي‬
‫خضر ولكن فيها نور من نور رب العالمين جل جالله‪ ،‬يس يرون على ح افتي ذل ك‬
‫النهر‪ ،‬قلت‪ :‬فما اسم ذلك النهر؟ قال‪ :‬جنة المأوى‪ ،‬قلت‪ :‬هل وسطها غير هذا؟ قال‪:‬‬
‫نعم جن ة ع دن وهي في وس ط الجن ان فأم ا جن ة ع دن فس ورها ي اقوت أحم ر‪،‬‬
‫وحصباؤها اللؤلؤ‪ ،‬قلت‪ :‬فهل فيه ا غيره ا؟ ق ال‪ :‬نعم جن ة الف ردوس‪ ،‬قلت‪ :‬وكي ف‬
‫سورها؟ قال‪ :‬ويحك كف عني حيرت علي قلبي‪ ،‬قلت ب ل أنت الفاع ل بي ذل ك‪ ،‬م ا‬
‫أنا بكاف عنك حتى تتم لي الصفة وتخبرني عن سورها‪ ،‬قال‪ :‬س ورها ن ور‪ ،‬فقلت‪:‬‬
‫والغرف ال تي هي فيه ا‪ ،‬ق ال‪ :‬هي من ن ور رب الع المين‪ ،‬قلت‪ :‬زدني رحم ك هللا‪،‬‬
‫قال‪ :‬ويحك إلى هذا انتهى بنا رسول هللا ‪ ،‬طوبى ل ك إن أنت وص لت إلى بعض‬
‫هذه الصفة‪ ،‬وطوبى لمن يؤمن بهذا الخبر(‪.)1‬‬
‫[الحديث‪ ]717 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الجن ة غرف ا يُ رى ظاهره ا من‬
‫باطنها‪ ،‬وباطنها من ظاهرها‪ ،‬يسكنها من أم تي‪َ :‬من أط اب الكالم‪ ،‬وأطعم الطع ام‪،‬‬
‫وأفشى السالم‪ ،‬وصلى بالليل والناس نيام)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]718 :‬سئل اإلمام الرض ا‪ :‬أخ برنى عن الجن ة والن ار أهم ا الي وم‬
‫مخلوقتان؟ فقال‪( :‬نعم وإن رسول هللا ‪ ‬قد دخ ل الجن ة ورأى الن ار لم ا ع رج ب ه‬

‫‪ )(1‬األمالي‪ ،‬ص ‪.128‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،119/ 8 :‬عن‪ :‬أمالي الصدوق ص‪.198‬‬
‫‪147‬‬
‫إلى السماء)‪ ،‬قيل له‪ :‬فإن قوما يقولون‪ :‬إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقين‪ ،‬فقال‪ :‬ما‬
‫أولئك منا وال نحن منهم‪ ،‬من أنك ر خل ق الجن ة والن ار فق د ك ذب الن بي ‪ ‬وك ذبنا‬
‫وليس من واليتنا على شئ‪ ،‬قال هللا عزوجل‪﴿ :‬هَ ِذ ِه َجهَنَّ ُم الَّتِي يُ َك ِّذبُ بِهَا ْال ُمجْ ِر ُم ونَ‬
‫ن﴾ [الرحمن‪)1()]44 ،43 :‬‬ ‫(‪ )43‬يَطُوفُونَ بَ ْينَهَا َوبَ ْينَ َح ِم ٍيم آ ٍ‬
‫[الحديث‪ ]719 :‬قالت ام سلمة لرسول هللا ‪ :‬بأبي أنت وامي الم رأة يك ون‬
‫لها زوج ان فيموت ون وي دخلون الجن ة اليهم ا تك ون؟فق ال ‪( :‬ي ا ام س لمة تخ ير‬
‫أحسنهما خلقا وخيرهما الهله‪ ،‬يا ام سلمة إن حسن الخلق ذهب بخيرالدنيا واآلخرة)‬
‫(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]720 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لما اسري بي إلى السماء دخلت الجن ة‬
‫فرأيت فيها مالئكة يبنون لبنة من ذهب ولبن ة من فض ة وربم ا أمس كوا‪ ،‬فقلت لهم‪:‬‬
‫مالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ فق الوا‪ :‬ح تى تجيئن ا النفق ة‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬وم ا نفقتكم؟‬
‫فقالوا‪ :‬قول المؤمن في ال دنيا‪ :‬س بحان هللا والحمدهلل وال إل ه إال هللا وهللا أك بر‪ ،‬ف إذا‬
‫قال‪ :‬بنينا‪ ،‬وإذا أمسك أمسكنا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]721 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ثم خ رجت من ال بيت المعم ور فانق اد‬
‫لي نهران‪ :‬نهر تسمى الكوثر‪ ،‬ونهر تسمى الرحمة‪ ،‬فشربت من الكوثر‪ ،‬واغتس لت‬
‫من الرحمة ثم انقادا لي جميعا حتى دخلت الجنة‪ ،‬وإذا على حافيته ا بي وتي وبي وت‬
‫أهلي‪ ،‬وإذا ترابها كالمس ك‪ ،‬وإذا جاري ة تنغمس في أنه ار الجن ة فقلت‪ :‬لمن أنت ي ا‬
‫جارية؟ فقالت‪ :‬لزي دبن حارث ة‪ ،‬فبش رته به احين أص بحت‪ ،‬وإذا بطيره ا ك البخت‪،‬‬
‫وإذا رمانه ا مث ل ال دلي العظ ام‪ ،‬وإذا ش جرة ل و ارس ل ط ائر في أص لها ماداره ا‬
‫سبعمائة سنة‪ ،‬وليس في الجن ة م نزل إال وفيه ا ق تر منه ا‪ ،‬فقلت‪ :‬ماه ذه ياجبري ل؟‬
‫ُس نُ‬ ‫ت طُ وبَى لَهُ ْم َوح ْ‬ ‫فقال‪ :‬هذه شجرة طوبى قال هللا‪﴿ :‬الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا الصَّالِ َحا ِ‬
‫ب﴾ [الرعد‪)4()]29 :‬‬ ‫َمآ ٍ‬
‫[الحديث‪ ]722 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن قوله تع الى‪﴿ :‬لَ ِك ِن الَّ ِذينَ اتَّقَ وْ ا َربَّهُ ْم‬
‫ف َم ْبنِيَّةٌ تَجْ ِري ِم ْن تَحْ تِهَ ا اأْل َ ْنهَ ا ُر َو ْع َد هَّللا ِ اَل ي ُْخلِ فُ هَّللا ُ‬ ‫لَهُ ْم ُغ َر ٌ‬
‫ف ِم ْن فَوْ قِهَ ا ُغ َر ٌ‬
‫ْال ِمي َعادَ﴾ [الزمر‪ ]20 :‬فقال‪( :‬تلك غرف بناها هّللا ع ّز وج ّل ألوليائه بالد ّر والي اقوت‬
‫الذهب محبوكة بالفضّة لك ّل‪ ،‬غرفة منها ألف باب من ذهب على‬ ‫وال ّزبرجد‪ ،‬سقوفها ّ‬
‫ك ّل باب منها ملك مو ّكل به‪ ،‬فيها ف رش مرفوع ة‪ ،‬بعض ها ف وق بعض من الحري ر‬
‫وال ّديباج بألوان مختلفه وحشوها المسك والكافور والعنبر وذلك قول هّللا ع ّز وج لّ‪:‬‬
‫ش َمرْ فُو َع ٍة ﴾ [الواقعة‪ ،]34 :‬إذا دخ ل الم ؤمن إلى منازل ه فى الجن ة ووض ع‬ ‫﴿ َوفُ ُر ٍ‬
‫على رأسه تاج الملك والكرامة ألبس حلل الذهب والفضة والياقوت وال د ّر المنظ وم‬
‫فى االكليل تحت التاج‪ ،‬وألبس سبعين حلّة حرير بألوان مختلفة وض روب مختلف ة‪،‬‬
‫‪ )(1‬األمالي‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪ )(2‬األمالي‪ ،‬ص ‪.298‬‬
‫‪ )(3‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪..20‬‬
‫‪ )(4‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪.374‬‬
‫‪148‬‬
‫بالذهب والفضّة واللّؤلؤ والياقوت األحمر‪ ،‬فذلك قوله ع ّز وج ل‪﴿ ::‬ي َُحلَّوْ نَ‬ ‫منسوجة ّ‬
‫ر ﴾ [الحج‪)1( )]23 :‬‬‫ب َولُ ْؤلُؤًا َولِبَا ُسهُ ْم فِيهَا َح ِري ٌ‬ ‫فِيهَا ِم ْن أَ َس ِ‬
‫او َر ِم ْن َذهَ ٍ‬
‫[الحديث‪ ]723 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ليس من مؤمن فى الجنة إاّل وله جن ان‬
‫كثيرة معروشات وغير معروشات‪ ،‬وأنهار من خمر وأنهار من ماء وأنهار من لبن‬
‫وأنهار من عسل‪ ،‬فاذا دعا ول ّى هّللا بغذائه أتى بما تشتهى نفسه عند طلبه الغ ذاء من‬
‫غير أن يس ّمى شهوته‪ ،‬ثم يتخلّى م ع إخوان ه وي زور بعض هم بعض ا ويتنعم ون فى‬
‫جنّاتهم فى ظ ّل ممدود فى مثل ما بين طلوع الفجر‪ ،‬إلى طلوع الشمس متكئ ا ينط ر‬
‫بعضهم الى بعض)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]724 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن هللا تب ارك وتع الى خل ق في الجن ة‬
‫عمودا من ياقوتة حمراء عليه سبعون ألف قصر في كل قصر سبعون أل ف غرف ة‪،‬‬
‫خلقها هللا عزوجل للمتحابين والمتزاورين في هللا‪ ،‬الخبر)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]725 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن هللا عز وجل لما خل ق الجن ة خلقه ا‬
‫من لبن تين‪ :‬لبن ة من ذهب‪ ،‬ولبن ة من فض ة‪ ،‬وجع ل حيطانه ا الي اقوت‪ ،‬وس قفها‬
‫الزبرجد‪ ،‬وحصباءها اللؤلؤ‪ ،‬وترابها الزعفران والمسك االذف ر‪ ،‬فق ال له ا‪ :‬تكلمي‪،‬‬
‫فق الت‪ :‬ال إل ه إال أنت الحي القي وم ق د س عد من ي دخلني‪ ،‬فق ال عزوج ل‪ :‬بع زتي‬
‫وعظم تي وجاللي وارتف اعي ال ي دخلها م دمن خم ر‪ ،‬وال س كير‪ ،‬وال قت ات وه و‬
‫النمام‪ ،‬وال ديوث‪ ،‬وال قالع وهوالشرطي‪ ،‬والزنوق وهو الخنثى‪ ،‬وال خيوف وه و‬
‫النباش وال عشار‪ ،‬وال قاطع رحم‪ ،‬وال قدري)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]726 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إنه لما اسري بي رأيت في الجنة نه را‬
‫أبيض من اللبن‪ ،‬وأحلى من العس ل‪ ،‬وأش د اس تقامة من الس هم‪ ،‬في ه أب اريق ع دد‬
‫النجوم‪ ،‬على شاطئه قباب الياقوت االحمرو الدر االبيض‪ ،‬فضرب جبريل بجناحي ه‬
‫إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي نفس محمد بي ده إن في الجن ة لش جرا‬
‫يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع االولون واآلخرون بمثل ه‪ ،‬يثم ر ثم را كالرم ان‪،‬‬
‫يلقي الثمرة إلى الرجل فيشقها عن سبعين حلة‪ ،‬والمؤمنون على كراسي من ن ورهم‬
‫الغ ر المحجل ون‪ ،‬على الرج ل منهم نعالن ش راكهما من نوريض ئ أم امهم حيث‬
‫شاؤوا من الجنة‪ ،‬فبينا هو كذلك إذا أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول‪ :‬سبحان هللا يا‬
‫عبد هللا أما لنا منك دولة؟ فيقول‪ :‬من أنت؟ فتقول‪ :‬أنامن اللواتي قال هللا تع الى‪﴿ :‬فَاَل‬
‫‪)5()]17‬‬ ‫تَ ْعلَ ُم نَ ْفسٌ َما أُ ْخفِ َي لَهُ ْم ِم ْن قُ َّر ِة أَ ْعيُ ٍن َجزَ ا ًء بِ َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ ﴾ [السجدة‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]727 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من قال‪ :‬س بحان هللا غ رس هللا ل ه به ا‬
‫شجرةً في الجنة‪ ،‬و َمن قال‪ :‬الحمد هلل غرس هللا له بها ش جرةً في الجن ة‪ ،‬ومن ق ال‪:‬‬

‫‪ )(1‬الكافى‪.95 /8 :‬‬
‫‪ )(2‬الكافى‪.95 /8 :‬‬
‫‪ )(3‬الخصال‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪..171‬‬
‫‪ )(4‬الخصال‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪..54‬‬
‫‪ )(5‬المحاسن‪ ،‬ص ‪.180‬‬
‫‪149‬‬
‫ال إله إال هللا غرس هللا له بها شجرةً في الجنة‪ ،‬ومن قال‪ :‬هللا أكبر غرس هللا ل ه به ا‬
‫إن شجرنا في الجن ة لكث يرٌ!‬ ‫شجرةً في الجنة)‪ ،‬فقال رج ٌل من قريش‪ :‬يا رسول هللا‪ّ ،‬‬
‫أن هللا ع ّز وج ّل‬ ‫قال‪( :‬نعم‪ ،‬ولكن إياكم أن ترسلوا عليه ا نيران ا فتحرقوه ا‪ ،‬وذل ك ّ‬
‫ُول َواَل تُب ِْطلُوا أَ ْع َمالَ ُك ْم﴾ [محم د‪:‬‬
‫يقول‪ ﴿ :‬يَاأَيُّهَا الَّ ِذينَ آ َمنُوا أَ ِطيعُوا هَّللا َ َوأَ ِطيعُوا ال َّرس َ‬
‫‪)1()]33‬‬
‫أن ثوب ا ً من ثي اب أه ل الجن ة‪ ،‬أُلقي‬ ‫[الحديث‪ ]728 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لو ّ‬
‫على أهل الدنيا لم يحتمله أبصارهم ولماتوا من شهوة النظر إليه)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]729 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ك ّل ش يء من ال دنيا س ماعه أعظم من‬
‫ل شيء من اآلخرة عيانه أعظم من سماعه)(‪)3‬‬ ‫عيانه‪ ،‬وك ّ‬
‫[الحديث‪ ]730 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬أع ددت لعب ادي م ا ال عين رأت‪ ،‬وال‬
‫خطر بقلب بشر)(‪)4‬‬ ‫َ‬ ‫أذن سمعت‪ ،‬وال‬
‫[الحديث‪ ]731 :‬كان رسول هللا ‪ ‬يُذ ّكر الن اس‪ ،‬ف ذكر الجن ة وم ا فيه ا من‬
‫األزواج والنعيم وفي القوم أعرابي فجثا لركبتيه وقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ه ل في الجن ة‬
‫إن في الجن ة لنه راً حافت اه أبك ا ٌر من ك ل بيض اء يتغ نين‬ ‫من س ماع؟ ق ال‪( :‬نعم‪ّ ،‬‬
‫بأصوات لم تسمع الخالئق بمثلها قط‪ ،‬ف ذلك أفض ل نعيم الجن ة)‪ ،‬فس ئل‪ :‬ب َم يتغنّين؟‬
‫قال‪( :‬بالتسبيح)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]732 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬حمل ة الق رآن عرف اء أه ل الجن ة‪،‬‬
‫والمجاهدون في سبيل هللا تعالى ق ّواد أهل الجنة‪ ،‬والرسل سادات أهل الجنة)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]733 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يدخل الجنة رجالن كان ا يعمالن عمالً‬
‫واح داً‪ ،‬ف يرى أح دهما ص احبه فوق ه‪ ،‬فيق ول‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬بم ا أعطيت ه‪ ،‬وك ان عملن ا‬
‫واحدا؟‪ ..‬فيقول هللا تبارك وتعالى‪ :‬سألني ولم تسألني)‪ ،‬ثم قال‪( :‬سلوا هللا وأجزل وا‪،‬‬
‫فإنه ال يتعاظمه شي ٌء)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]734 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أنهار الجنة تجري في غير اخ دود‬
‫أشد بياضا من الثلج‪ ،‬واحلى من العس ل‪ ،‬وألين من الزب د‪ ،‬طين النه ر مس ك أذف ر‪،‬‬
‫وحصاه الدر والياقوت تجري في عيونه وأنهاره حيث يشتهي ويريد في جنان ه ولي‬
‫هللا‪ ،‬فلو أضاف من في الدنيا من الجن واالنس الوسعهم طعاما وشرابا وحلال وحليا‬
‫ال ينقصه من ذلك شيء)(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،187 / 8 :‬عن‪ :‬أمالي الصدوق ص‪.362‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،191/ 8 :‬عن‪ :‬العدة‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،191/ 8 :‬عن‪ :‬العدة‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،191/ 8 :‬عن‪ :‬العدة‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪.196/ 8 :‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪.199/ 8 :‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،221/ 8 :‬عن‪ :‬العدة‪.‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪)219 /8‬‬
‫‪150‬‬
‫[الحديث‪ ]735 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في قول هللا تب ارك وتع الى‪﴿ :‬طُ وبَى لَهُ ْم‬
‫ب﴾ [الرع د‪( :]29 :‬يع ني وحس ن مرج ع‪ ،‬فأم ا ط وبى فإنه ا ش جرة في‬ ‫َو ُحسْنُ َم آ ٍ‬
‫الجنة‪ ،‬ساقها في دار محمد ‪ ،‬ولوأن ط ائرا ط ارمن س اقها لم يبل غ فرعه ا ح تى‬
‫يقتله الهرم‪ ،‬على كل ورقة منها ملك يذكرهللا‪ ،‬وليس في الجنة دار إال وفي ه غص ن‬
‫من أغصانها‪ ،‬وإن أغصانها لترى من وراء سور الجن ة‪ ،‬يحم ل لهم مايش اؤون من‬
‫حليها وحللها وثمارها‪ ،‬ال يؤخذ منها شئ إال أعاده هللا كما كان‪ ،‬بأنهم كس بوا طيب ا‪،‬‬
‫وأنفقوا قصدا‪ ،‬وقدموا فضال‪ ،‬أفلحوا وأنجحوا)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]736 :‬قال رسول هللا ‪( :‬الجنة مائ ة درج ة‪ ،‬م ابين ك ل درج ة‬
‫منها كمابين السماء واالرض‪ ،‬والف ردوس أعاله ا س موا‪ ،‬وأوس طها محل ة‪ ،‬ومنه ا‬
‫يتفجر أنهار الجنة‪ ،‬فقام إليه رجل فقال‪ :‬يارس ول هللا إني رج ل حبب إلي الص وت‪،‬‬
‫فهل لي في الجنة صوت حسن؟ فق ال‪ :‬إي وال ذي نفس ي بي ده‪ ،‬إن هللا تع الى ي وحي‬
‫إلى شجرة في الجنة أن أسمعي عبادي ال ذين اش تغلوا بعب ادتي وذك ري عن ع زف‬
‫البرابط والمزامير‪ ،‬فترفع صوتا لم يسمع الخالئق بمثله قط من تسبيح الرب)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]737 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن نخ ل الجن ة ج ذوعها ذهب أحم ر‪،‬‬
‫وكربها زبرجد أخضر‪ ،‬وشماريخها در أبيض‪ ،‬وسعفها حلل خض ر‪ ،‬ورطبه ا أش د‬
‫بياضا من الفضة‪ ،‬وأحلى من العسل‪ ،‬وألين من الزب د‪ ،‬ليس في ه عجم ط ول الع ذق‬
‫اثنا عشر ذراعا‪ ،‬منضودة من أعاله إلى أسفله‪ ،‬ال يؤخذ منه ش ئ إال أع اده هللا كم ا‬
‫كان‪ ،‬وذلك قول هللا‪﴿ :‬اَل َم ْقطُو َع ٍة َواَل َم ْمنُو َع ٍة ﴾ [الواقعة‪ ]33 :‬وإن رطبه ا المث ال‬
‫القالل‪ ،‬وموزها ورمانها أمثال الدلي‪ ،‬وأمشاطهم الذهب ومجامرهم الدر) (‪)3‬‬
‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول جزاء المحسنين‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]738 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ط وبى ش جرة في الجن ة أص لها في‬
‫دارالنبي ‪ ،‬وليس من مؤمن إال وفي داره غصن منها‪ ،‬ال تخطر على قلبه ش هوة‬
‫شئ إال أتاه به ذلك الغصن‪ ،‬ولو أن راكبا مجدا س ار في ظله ا مائ ة ع ام م ا خ رج‬
‫منه ا‪ ،‬ول و ط ار من أس فلها غ راب م ابلغ أعاله ا ح تى يس قط هرم ا‪ ،‬أالففي ه ذا‬
‫فارغبوا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]739 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬إن في الجن ة لش جرة يخ رج من أعاله ا‬
‫الحلل‪ ،‬ومن أسفلها خي ل بل ق مس رجة ملجم ة ذوات أجنح ة‪ ،‬ال ت روث وال تب ول‪،‬‬
‫فيركبها أولياء هللا فتطير بهم في الجنة حيث شاؤوا‪ ،‬فيقول الذين أسفل منهم‪ :‬ياربن ا‬
‫م ابلغ بعب ادك ه ذه الكرام ة؟ فيق ول هللا ج ل جالل ه‪ :‬إنهم ك انوا يقوم ون اللي ل وال‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)219 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)196 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)219 /8‬‬
‫‪ )(4‬الخصال‪ ،‬ص ‪.483‬‬
‫‪151‬‬
‫ينامون‪ ،‬ويصومون النهار وال يأكلون‪ ،‬ويجاهدون الع دو وال يجنب ون‪ ،‬ويتص دقون‬
‫وال يبخلون)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]740 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ما خ ير بخ ير بع ده الن ار‪ ،‬وال ش ّر بش ّر‬
‫ل بال ٍء دون النار عافية)(‪)2‬‬ ‫نعيم دون الجنة محقورٌ‪ ،‬وك ّ‬ ‫بعده الجنة‪ ،‬وك ّل ٍ‬
‫[الحديث‪ ]741 :‬قال اإلمام علي في ذكر أهل الجنة‪( :‬يجيئون في دخلون ف اذا‬
‫أس اس بي وتهم من جن دل اللؤل ؤ‪ ،‬وس رر مرفوع ة‪ ،‬ونم ارق مص فوفة‪ ،‬وزرابي‬
‫مبثوث ة‪ ،‬ول وال أن هللا تع الى ق ّدرها لهم اللتمعت أبص ارهم بم ا ي رون‪ ،‬ويع انقون‬
‫األزواج ويقصدون على السرر ويقولون الحمد هلل الذي هدانا لهذا)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]742 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إن الرجل من أهل الجنة يشتاق إلى أخي ه‬
‫في هللا‪ ،‬فيؤتى بنجيبه من نجائب الجنة‪ ،‬فيركبها إلى أخيه‪ ،‬وبين ه مس يرة أل ف أل ف‬
‫عام بقدر مسير أحدكم فرسخا ً أو فرسخين‪ ،‬فيلقاه ويعانقه)(‪)4‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]743 :‬سئل اإلمام الباقر عن أهل الجنة‪ :‬كيف صاروا ي أكلون وال‬
‫يتغوطون؟ أعطني مثله في الدنيا‪ ،‬فقال‪( :‬هذا الج نين في بطن ام ه يأك ل مم ا تأك ل‬
‫امه وال يتغوط)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]744 :‬قال اإلمام الباقر في قوله تعالى‪﴿ :‬أَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة يَوْ َمئِ ٍذ خَ ْي ٌر‬
‫ُم ْستَقَ ًّرا َوأَحْ َسنُ َمقِياًل ﴾ [الفرقان‪( :]24 :‬بلغنا ـ وهللا أعلم ـ أنه إذا استوى أه ل الن ار‬
‫إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فقيل لهم‪ :‬ادخلوا إلى ظل ذي ثالث ش عب‬
‫من دخان النار‪ ،‬فيحسبون أنهار الجنة ثم يدخلون النار أفواج ا وذل ك نص ف النه ار‬
‫وأقبل أهل الجنة فيما اشتهوا من التحف حتى يعطوا منازلهم في الجنة نصف النهار‬
‫سنُ َمقِياًل ﴾ [الفرقان‪)6()]24 :‬‬ ‫فذلك قول هللا‪﴿ :‬أَصْ َحابُ ْال َجنَّ ِة يَوْ َمئِ ٍذ خَ ْي ٌر ُم ْستَقَ ًّرا َوأَحْ َ‬
‫[الحــديث‪ ]745 :‬ق ال اإلم ام الب اقر‪( :‬أحس نوا الظن باهلل واعلم وا أن للجن ة‬
‫ثمانية أبواب‪ ،‬عرض كل باب منها مسيرة أربعين سنة)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]746 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن ال رب تب ارك وتع الى يق ول‪ :‬ادخل وا‬
‫الجن ة برحم تي‪ ،‬وانج وا من الن ار بعف وي‪ ،‬وتقس موا الجن ة بأعم الكم‪ ،‬ف وعزتي‬
‫النزلنكم دار الخلود ودار الكرامة)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]747 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن الجن ان أرب ع وذل ك ق ول هللا‪َ ﴿ :‬ولِ َمنْ‬
‫خَ افَ َمقَ ا َم َربِّ ِه َجنَّتَ ا ِن﴾ [ال رحمن‪ ]46 :‬وهوالرج ل يهجم على ش هوة من ش هوات‬
‫‪ )(1‬األمالي‪ ،‬ص ‪..175‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،200/ 8 :‬عن‪ :‬النهج‪.‬‬
‫‪ )(3‬مجمع البيان ‪.5/480‬‬
‫‪ )(4‬كنز العمال ‪ 14/654‬ح‪.39783‬‬
‫‪ )(5‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪..438‬‬
‫‪ )(6‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.465‬‬
‫‪ )(7‬الخصال‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪..39‬‬
‫‪ )(8‬بحار األنوار (‪)218 /8‬‬
‫‪152‬‬
‫الدنيا وهي معصية فيذكر مقام ربه فيدعها من مخافته فهذه اآلية فيه‪ ،‬فهاتان جنت ان‬
‫ان﴾ [ال رحمن‪ ]62 :‬يق ول‪ :‬من‬ ‫﴿و ِم ْن دُونِ ِه َم ا َجنَّتَ ِ‬
‫للمؤم نين والس ابقين‪ ،‬أم ا قول ه‪َ :‬‬
‫دونهما في الفضل‪ ،‬وليس من دونهما في القرب‪ ،‬وهما ألص حاب اليمين وهي جن ة‬
‫النعيم وجن ة الم أوى‪ ،‬وفي ه ذه الجن ان االرب ع فواك ه في الك ثرة ك ورق الش جر‬
‫والنجوم‪ ،‬وعلى هذه الجنان االربع حائط محيط بها طوله مسيرة خمسمائة عام لبن ة‬
‫من فضة‪ ،‬ولبنة ذهب‪ ،‬ولبنة در ولبنة ياقوت‪ ،‬ومالطه المسك والزعفران‪ ،‬وش رفه‬
‫نور يتاللؤ‪ ،‬يرى الرجل وجهه في الحائط‪ ،‬وفي الحائط ثمانية أبواب‪ ،‬على كل باب‬
‫مصراعان عرضهما كحضر الفرس الجواد سنة)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]748 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن أرض الجنة رخامها فض ة‪ ،‬وترابه ا‬
‫الورس والزعفران‪ ،‬وكنسها المسك‪ ،‬ورضراضها الدر والياقوت)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]749 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬إن أس رة الجن ة من در وي اقوت وذل ك‬
‫ُر َموْ ضُونَ ٍة﴾ [الواقعة‪ ]15 :‬يعني أوساط السررمن قض بان ال در‬ ‫قول هللا‪َ ﴿ :‬علَى ُسر ٍ‬
‫والياقوت‪ ،‬مضروبة عليها الحج ال‪ ،‬والحج ال من در وي اقوت‪ ،‬أخ ف من ال ريش‪،‬‬
‫وألين من الحرير‪ ،‬وعلى السرر من الفرش على قدر ستين غرفة من غرف ال دنيا‪،‬‬
‫ش َمرْ فُو َع ٍة﴾ [الواقعة‪ ،]34 :‬وقوله‪َ ﴿ :‬علَى‬ ‫﴿وفُ ُر ٍ‬
‫بعضها فوق بعض‪ ،‬وذلك قول هللا‪َ :‬‬
‫ك يَ ْنظُ رُونَ ﴾ [المطففين‪ ]23 :‬يع ني باالرائ ك الس رر الموض ونة عليه ا‬ ‫اأْل َ َرائِ ِ‬
‫الحجال)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]750 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن أهل الجنة جرد م رد مكحلين مكللين‬
‫مط وقين مس ورين مختمين ن اعمين محب ورين مك رمين‪ ،‬يعطى أح دهم ق وة مائ ة‬
‫رجل‪ ،‬قوة غذائه قوة مائة رجل في الطعام والشراب‪ ،‬ويجد لذة غدائه مقدار أربعين‬
‫س نة‪ ،‬ول ذة عش ائه مق دار أربعين س نة‪ ،‬ق د ألبس هللا وج وههم الن ور‪ ،‬وأجس ادهم‬
‫الحرير‪ ،‬بيض االلوان صفر الحلي خضر الثياب)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]751 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن أهل الجنة يحي ون فال يموت ون أب دا‪،‬‬
‫ويستيقظون فال ين امون أب دا‪ ،‬ويس تغنون فال يفتق رون أب دا ويفرح ون فال يحزن ون‬
‫أبدا‪ ،‬ويضحكون فال يبكون أبدا‪ ،‬ويكرمون فال يهانون أب دا‪ ،‬ويفكه ون وال يقطب ون‬
‫أبدا‪ ،‬ويحبرون ويسرون أب دا‪ ،‬وي أكلون فال يجوع ون أب دا‪ ،‬وي روون فال يظم ؤون‬
‫أبدا‪ ،‬ويكسون فال يع رون أب دا‪ ،‬ويركب ون وي تزاورون أب دا‪ ،‬ويس لم عليهم الول دان‬
‫المخلدون أبدا بأيديهم أباريق الفضة وآنية الذهب أبدا متك ئين على س رر أب دا‪ ،‬على‬
‫االرائك ينظرون أبدا‪ ،‬يأتيهم التحية والتسليم من هللا أبدا‪ ،‬نسأل هللا الجنة برحمته إنه‬
‫على كل شئ قدير)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)218 /8‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪)218 /8‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)218 /8‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪ ،)220 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪ ،)220 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫[الحديث‪ ]752 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن أهل الجنة توضع لهم موائد عليها من‬
‫سائر ما يشتهونه من االطعمة التي ال ألذ منها وال أطيب‪ ،‬ثم يرفع ون عن ذل ك إلى‬
‫غيره)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]753 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬إذا ك ان ي وم الجمع ة وأه ل الجن ة في‬
‫الجنة وأهل النار في النار عرف أهل الجنة يوم الجمعة لما يرون من تضاعف اللذة‬
‫والسرور‪ ،‬وعرف أهل النار يوم الجمعة‪ ،‬وذلك أنه تبطش بهم الزبانية)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]754 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة ن ادت الجن ة ربه ا‬
‫فق الت‪ :‬ي ارب أنت الع دل ق د مالت الن ار من أهله ا كم ا وع دتها ولم تمالني كم ا‬
‫وعدتني‪ ،‬قال فيخلق هللا خلقا لم يروا الدنيا فيمالبهم الجنة‪ ،‬طوبى لهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]755 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إذا أدخل هللا أهل الجنّة الجنّة وأهل النار‬
‫النار جيء بالموت فى ص ورة كبش حتّى يوق ف بين الجنّة والن ار‪ ،‬ث ّم ين ادى من اد‬
‫يسمع أهل الدارين جميعا‪ :‬يا أهل الجنّة ي ا أه ل الن ار ف اذا س معوا الص وت أقبل وا‪،‬‬
‫فيقال لهم‪ :‬أ تدرون ما هذا؟ هذا هو الموت الّذي كنتم تخافون منه فى ال دنيا‪ ،‬فيق ول‬
‫أهل الجنّة‪ :‬الله ّم ال تدخل الموت علينا ق ال‪ :‬ويق ول أه ل الن ار‪ :‬الله ّم أدخ ل الم وت‬
‫علينا‪ ،‬ث ّم تذبح كما تذبح الشاة‪ ،‬ث ّم ينادى مناد‪ :‬ال م وت أب دا أيقن وا ب الخلود‪ ،‬فيف رح‬
‫أهل الجنّة فرحا لو كان أحد يومئذ يم وت من ف رح لم اتوا ق ال‪ :‬ث ّم ق رأ ه ذه اآلي ة‪:‬‬
‫﴿أَفَ َما نَحْ نُ بِ َميِّتِينَ (‪ )58‬إِاَّل َموْ تَتَنَا اأْل ُولَى َو َما نَحْ نُ بِ ُم َع َّذبِينَ (‪ )59‬إِ َّن هَ َذا لَه َُو ْالفَ وْ ُز‬
‫ْال َع ِظي ُم (‪ )60‬لِ ِم ْث ِل هَ َذا فَ ْليَ ْع َم ِل ْال َعا ِملُونَ ﴾ [الصافات‪ ،]61 - 58 :‬ويشهق أهل النار‬
‫﴿وأَ ْن ِذرْ هُ ْم يَ وْ َم‬
‫شهقة لو كان أحد يموت من شهيق لماتوا وه و ق ول هللا ع ّز وج لّ‪َ :‬‬
‫غ ْفلَ ٍة َوهُ ْم اَل ي ُْؤ ِمنُونَ ﴾ [مريم‪)4()]39 :‬‬ ‫ض َي اأْل َ ْم ُر َوهُ ْم فِي َ‬
‫ْال َحس َْر ِة إِ ْذ قُ ِ‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]756 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن الجنة توجد ريحها من مسيرة ألف‬
‫عام‪ ،‬وإن أدنى أهل الجنة م نزال ل و ن زل ب ه الثقالن الجن واالنس لوس عهم طعام ا‬
‫وشرابا وال ينقص مما عنده شئ‪ ،‬وإن أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع‬
‫له ثالث حدائق‪ ،‬فإذا دخل أدناهن رأى فيه ا من االزواج والخ دم واالنه ار والثم ار‬
‫ماشاءهللا‪ ،‬فإذا شكرهللا وحمده قيل له‪ :‬ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية‪ ،‬ففيها م ا ليس‬
‫في االولى‪ ،‬فيقول‪ :‬يا رب أعطني هذه‪ ،‬فيقول‪ :‬لعلي إن أعطيتكه ا س ألتني غيره ا‪،‬‬
‫فيقول‪ :‬رب هذه هذه‪ ،‬فإذا هو دخلها وعظمت مسرته شكرهللا وحمده‪ ،‬فيقال‪ :‬افتحوا‬
‫له باب الجنة‪ ،‬ويقال له‪ :‬ارفع رأسك فاذا قد فتح ل ه ب اب من الخل د وي رى أض عاف‬
‫ماكان فيما قب ل‪ ،‬فيق ول عن د تض اعف مس راته‪ :‬رب ل ك الحمدال ذي ال يحص ى إذ‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)199 /8‬واالختصاص‪.‬‬


‫‪ )(2‬بحار األنوار (‪ ،)196 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪ ،)196 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪٣٤٥ /٨ :‬‬
‫‪154‬‬
‫مننت علي بالجن ان وأنجيت ني من الن يران فيق ول‪ :‬رب أدخل ني الجن ة وأنج ني من‬
‫النار)(‪)1‬‬
‫[الحـــديث‪ ]757 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪ :‬جعلت ف داك من أي ش ئ خلقن‬
‫الحورالعين؟ ق ال‪( :‬من الجن ة وي رى م ع س اقيها من وراء س بعين حل ة)‪ ،‬قي ل ل ه‪:‬‬
‫جعلت ف داك ألهن كالم يتكلمن ب ه في الجن ة؟ ق ال‪ :‬نعم كالم يتكلمن ب ه لم يس مع‬
‫الخالئق بمثل ه‪ ،‬يقلن‪ :‬نحن الخال دات فال نم وت‪ ،‬ونحن الناعم ات فال نب أس‪ ،‬ونحن‬
‫المقيمات فال نظعن‪ ،‬ونحن الراضيات فال نسخط‪ ،‬طوبى لمن خلق لنا‪ ،‬وطوبى لمن‬
‫خلقن ا ل ه‪ ،‬نحن الل واتي لوعل ق إح دانا في ج و الس ماء الغ نى نورن ا عن الش مس‬
‫والقمر‪ ،‬ولو أن قرن إحدانا علق في جو السماء الغشى نوره االبصار)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]758 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ماخلق هللا خلقا إال جع ل ل ه في الجن ة‬
‫منزال وفي النار منزال‪ ،‬فإذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار الن ار ن ادى من اد‪ :‬ي ا‬
‫أهل الجنة اشرفوا‪ ،‬فيشرفون على الن ار وترف ع لهم من ازلهم في الن ار ثم يق ال لهم‪:‬‬
‫هذه منازلكم التي لو عصيتم ربكم دخلتموه ا‪ ،‬فل و أن أح دا م ات فرح ا لم ات أه ل‬
‫الجنة في ذلك اليوم فرحا لما ص رف عنهم من الع ذاب‪ ،‬ثم ين ادون‪ :‬ي ا معش ر أه ل‬
‫النار ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى منازلكم في الجنة ف يرفعون رؤوس هم فينظ رون‬
‫إلى منازلهم في الجنة ومافيها من النعيم‪ ،‬فيقال لهم‪ :‬هذه منازلكم التي لوأطعتم ربكم‬
‫دخلتموها فلو أن أحدا مات حزنا لمات أه ل النارذل ك الي وم حزن ا‪ ،‬في ورث ه ؤالء‬
‫منازل هؤالء‪ ،‬وهؤالء منازل هؤالء‪ ،‬وذلك قول هللا عزوجل‪﴿ :‬أُولَئِ َ‬
‫ك هُ ُم ْال َو ِ‬
‫ارثُ ونَ‬
‫(‪ )10‬الَّ ِذينَ يَ ِرثُونَ ْالفِرْ دَوْ َ‬
‫س ه ُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ ﴾ [المؤمنون‪)3()]11 ،10 :‬‬
‫[الحديث‪ ]759 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪ :‬ه ل في الجن ة غن اء؟ فق ال‪( :‬إن في‬
‫الجنة شجرا يأمرهللا رياحها فتهب فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخالئ ق‬
‫بمثلها حسنا)‪ ،‬ثم قال‪( :‬هذا عوض لمن ترك السماع في الدنيا من مخافة هللا)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]760 :‬س ئل اإلم ام الص ادق‪ :‬من أين ق الوا إن أه ل الجن ة ي أتي‬
‫الرجل منهم إلى ثم رة يتناوله ا ف إذا أكله ا ع ادت كهيئته ا؟‪ ..‬فق ال‪( :‬نعم ذل ك على‬
‫قياس السراج يأتي القابس فيقتبس عنه فال ينقص من ضوئه ش يئا وق د امتلت ال دنيا‬
‫منه سراجا)‪ ،‬قال‪ :‬أ ليسوا يأكلون ويشربون وت زعم أن ه ال يك ون لهم الحاج ة؟ ق ال‬
‫اإلمام الصادق‪( :‬بلى ألن غذاءهم رقيق ال ثقل له بل يخرج من أجسادهم ب العرق)‪،‬‬
‫قال‪ :‬فكيف تنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد إال وقد فق د ابن ه أو أب اه‬
‫أو حميمه أو أمه فإذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فما يص نع‬
‫بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار ويعذب؟ قال‪( :‬إنهم ينسون ذكرهم)(‪)5‬‬

‫‪ )(1‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪..438‬‬


‫‪ )(2‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪..438‬‬
‫‪ )(3‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.249‬‬
‫‪ )(4‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.512‬‬
‫‪ )(5‬االحتجاج‪.69 /2 /‬‬
‫‪155‬‬
‫إن رجالً من أص حابنا‬ ‫[الحــديث‪ ]761 :‬قي ل لإلم ام الص ادق‪ :‬جعلت ف داك‪ّ ،‬‬
‫ورعا ً سلما ً كثير الصالة‪ ،‬قد ابتُلي بحبّ اللهو وهو يسمع الغناء‪ ،‬فقال‪( :‬أيمنعه ذل ك‬
‫من الصالة لوقتها‪ ،‬أو من صوم‪ ،‬أو من عيادة مريض‪ ،‬أو حضور جنازة‪ ،‬أو زيارة‬
‫أخ؟)‪ ،‬قيل‪ :‬ال‪ ،‬ليس يمنعه ذلك من شيء من الخير والبرّ‪ ،‬فق ال‪( :‬ه ذا من خط وات‬
‫ر له ذلك إن شاء هللا)(‪)1‬‬ ‫الشيطان مغفو ٌ‬
‫[الحــديث‪ ]762 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬ق ال هللا تب ارك وتع الى‪ :‬ي ا عب ادي‬
‫الص ّديقين‪ ،‬تنعّموا بعبادتي في الدنيا‪ ،‬فإنكم تتنعمون بها في اآلخرة)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]763 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬ثالث أُعطين س مع الخالئ ق‪ :‬الجن ة‪،‬‬
‫والن ار‪ ،‬والح ور العين‪ ،‬ف إذا ص لّى العب د وق ال‪ :‬اللهم أعتق ني من الن ار‪ ،‬وأدخل ني‬
‫إن عبدك ق د س ألك أن تعتق ه‬ ‫الجنة‪ ،‬وزوّجني من الحور العين‪ ،‬قالت النار‪ :‬يا ربّ ‪ّ ،‬‬
‫إن عبدك قد سألك إي اي فأس كنه‪ ،‬وق الت الح ور‬ ‫مني فأعتقه‪ ،‬وقالت الجنة‪ :‬يا ربّ ‪ّ ،‬‬
‫إن عبدك قد خطبنا إليك فزوّجه منا‪ ..‬ف إن ه و انص رف من ص الته‬ ‫العين‪ :‬يا ربّ ‪ّ ،‬‬
‫ولم يسأل من هللا شيئا من هذا‪ ،‬قلن الحور العين‪ّ :‬‬
‫إن ه ذا العب د فين ا لزاه ٌد‪ ،‬وق الت‬
‫ي لجاهلٌ)(‪)3‬‬ ‫إن هذا العبد ف ّي لزاه ٌد‪ ،‬وقالت النار‪ّ :‬‬
‫إن هذا العبد ف ّ‬ ‫الجنة‪ّ :‬‬
‫(إن للجنّة باب ا ً يق ال ل ه المع روف‪ ،‬ال‬
‫[الحديث‪ ]764 :‬قال اإلمام الص ادق‪ّ :‬‬
‫يدخله إال أهل المعروف‪ ،‬وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المع روف في اآلخ رة)‬
‫(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]765 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن اإلم ام علي خطب الن اس‪ ،‬فق ال‬
‫وإن التقوى مطايا ذلل حُمل عليها أهلها‪ ،‬وأُعطوا أز ّمتها ف أوردتهم الجن ة‪،‬‬ ‫فيها‪ :‬أال ّ‬
‫وفتحت لهم أبوابها‪ ،‬ووجدوا ريحها وطيبها‪ ،‬وقيل لهم‪ :‬ادخلوها بسالم آمنين)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]766 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إذا أدخل هللا أهل الجنة الجن ة‪ ،‬أرس ل‬
‫رسوالً إلى ول ّي من أوليائه‪ ،‬فيجد الحجبة على بابه‪ ،‬فيقولون له‪ :‬ق ف ح تى نس تأذن‬
‫لك‪ ،‬فما يصل إليه رسول هللا إال بإذن‪ ،‬وهو قوله‪َ ﴿ :‬وإِ َذا َرأَيْتَ ثَ َّم َرأَيْتَ نَ ِعي ًما َو ُم ْل ًكا‬
‫َكبيرًا﴾ [اإلنسان‪)6()]20 :‬‬
‫ِ‬
‫أن حوراء من حور الجن ة أش رفت‬ ‫[الحديث‪ ]767 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬لو ّ‬
‫على أهل الدنيا وأبدت ذؤابةً من ذوائبها‪ ،‬ألمتن أهل الدنيا ـ أو ألم اتت أه ل ال دنيا ـ‬
‫وإن المصلّي ليصلّي فإذا لم يسأل رب ه أن يزوّج ه من الح ور العين‪ ،‬قلن‪ :‬م ا أزه د‬ ‫ّ‬
‫هذا فينا!)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]768 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ال تقولوا جنة واحدة‪ ،‬إن هللا عزوج ل‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،142/ 8 :‬عن‪ :‬تفسير العياشي‪.‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،155/ 8 :‬عن‪ :‬الكافي‪.‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،156/ 8 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.1/95‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،156 / 8 :‬عن‪ :‬الكافي ‪.1/170‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،183/ 8 :‬عن‪ :‬روضة الكافي ص‪.67‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،197 / 8 :‬عن‪ :‬فضائل الشيعة‪.‬‬
‫‪ )(7‬بحار األنوار‪ ،199 / 8 :‬عن‪ :‬كتاب الحسين بن سعيد‪.‬‬
‫‪156‬‬
‫بعض)(‪)1‬‬ ‫يقول‪( :‬درجات بعضها فوق‬
‫ثانيا ـ ما ورد حول جزاء المسيئين‪:‬‬
‫وهو الذي أشارت إليه الكثير من اآلي ات القرآني ة‪ ،‬ب ل ص رحت بش دته‪ ،‬م ع‬
‫بيان أسباب ذلك‪ ،‬ومن أمثلتها قوله تعالى‪َ ﴿ :‬وقَالُوا اَل تَ ْنفِرُوا فِي ْال َحرِّ قُلْ نَ ا ُر َجهَنَّ َم‬
‫ض َح ُكوا قَلِياًل َو ْليَ ْب ُك وا َكثِ يرًا َج َزا ًء بِ َم ا َك انُوا‬ ‫أَ َش ُّد َح ًّرا لَ وْ َك انُوا يَ ْفقَهُ ونَ (‪ )81‬فَ ْليَ ْ‬
‫يَ ْك ِس بُونَ ﴾ [التوب ة‪ ،]82 ،81 :‬وق ال تع الى‪َ ﴿ :‬س يَحْ لِفُونَ بِاهَّلل ِ لَ ُك ْم إِ َذا ا ْنقَلَ ْبتُ ْم إِلَ ْي ِه ْم‬
‫ض وا َع ْنهُ ْم إِنَّهُ ْم ِرجْ سٌ َو َم أْ َواهُ ْم َجهَنَّ ُم َج زَ ا ًء بِ َم ا َك انُوا‬ ‫ض وا َع ْنهُ ْم فَأ َ ْع ِر ُ‬ ‫ْر ُ‬‫لِتُع ِ‬
‫ْ‬
‫ت َج َزا ُء َسيِّئَ ٍة بِ ِمثلِهَا َوتَ رْ هَقُهُ ْم‬ ‫َّ‬
‫﴿وال ِذينَ َك َسبُوا ال َّسيِّئَا ِ‬ ‫يَ ْك ِسبُونَ ﴾ [التوبة‪ ،]95 :‬وقال‪َ :‬‬
‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ت ُو ُج وهُهُ ْم قِطَ ًع ا ِمنَ الل ْي ِل ُمظلِ ًم ا أولَئِ َ‬ ‫ُ‬
‫ص ٍم َكأَنَّ َما أ ْغ ِش يَ ْ‬
‫ِذلَّةٌ َما لَهُ ْم ِمنَ هَّللا ِ ِم ْن عَا ِ‬
‫ص ادًا (‬ ‫َت ِمرْ َ‬ ‫ار هُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ ﴾ [ي ونس‪ ،]27 :‬وق ال‪ ﴿ :‬إِ َّن َجهَنَّ َم َك ان ْ‬ ‫أَصْ َحابُ النَّ ِ‬
‫اغينَ َمآبًا (‪ )22‬اَل بِثِينَ فِيهَا أَحْ قَابًا (‪ )23‬اَل يَ ُذوقُونَ فِيهَ ا بَ رْ دًا َواَل َش َرابًا (‬ ‫‪ )21‬لِلطَّ ِ‬
‫‪ )24‬إِاَّل َح ِمي ًما َو َغسَّاقًا (‪َ )25‬جزَ ا ًء ِوفَاقًا (‪ )26‬إِنَّهُ ْم َك انُوا اَل يَرْ ُج ونَ ِح َس ابًا (‪)27‬‬
‫َو َك َّذبُوا بِآيَاتِنَا ِك َّذابًا ﴾ [النبأ‪ ،]28 - 21 :‬وقال‪ ﴿ :‬فَلَنُ ِذيقَ َّن الَّ ِذينَ َكفَ رُوا َع َذابًا َش ِديدًا‬
‫َولَنَجْ ِزيَنَّهُ ْم أَ ْس َوأَ الَّ ِذي َكانُوا يَ ْع َملُ ونَ (‪َ )27‬ذلِ كَ َج زَ ا ُء أَ ْع دَا ِء هَّللا ِ النَّا ُر لَهُ ْم فِيهَ ا دَا ُر‬
‫ْال ُخ ْل ِد َج َزا ًء بِ َم ا َك انُوا بِآيَاتِنَ ا يَجْ َح ُدونَ ﴾ [فص لت‪ ،]28 ،27 :‬وغيره ا من اآلي ات‬
‫الكثيرة‪.‬‬
‫ولهذا؛ فقد رأينا أنه يمكن قبول كل األحاديث التي تفصل م ا ورد في الق رآن‬
‫الكريم من شدة العذاب وأهواله‪ ،‬وخاصة تلك التي تربطها باألعمال السيئة‪ ،‬لم ا في‬
‫ذلك من أثر تربوي يخدم القيم القرآنية‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ األحاديث النبوية حول جزاء المسيئين‪:‬‬
‫من األحاديث التي نرى قبولها بسبب عدم معارضتها للقرآن الكريم‪:‬‬
‫أ ـ ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]769 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬حفت الن ار بالش هوات وحفت الجن ة‬
‫بالمكاره)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]770 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬تح اجت الجن ة والن ار‪ ،‬فق الت الن ار‪:‬‬
‫أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين‪ ،‬وقالت الجن ة‪ :‬فم الي ال ي دخلني إال ض عفاء الن اس‬
‫وس قطهم وغ رتهم‪ ،‬فق ال هللا تع الى للجن ة‪ :‬أنت رحم تي أرحم ب ك من أش اء من‬
‫عبادي‪ ،‬وقال للنار‪ :‬إنما أنت عذابي أعذب ب ك من أش اء من عب ادي‪ ،‬ولك ل واح دة‬
‫منكما ملؤها)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]771 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أما أهل الن ار ال ذين هم أهله ا ف إنهم ال‬
‫يموتون وال يحيون‪ ،‬ولكن أناسٌ أصابتهم النار بذنوبهم‪ ،‬أو قال‪ :‬بخطاياهم‪ ،‬فأماتتهم‬
‫إماتةٌ‪ ،‬حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر‪ ،‬فبثوا على أنهار‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)196 /8‬واالختصاص‪.‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)6487‬ومسلم (‪)2822‬‬
‫‪ )(3‬البخاري (‪ ،)4850‬ومسلم (‪ ،)2846‬والترمذي (‪)2561‬‬
‫‪157‬‬
‫الجنة‪ ،‬ثم قيل‪ :‬يا أهل الجنة‪،‬أفيضوا عليهم‪ ،‬فينبت ون نب ات الحب ة في حمي ل الس يل‪،‬‬
‫ل من القوم‪ :‬كأن رسول هللا ‪ ‬قد كان بالبادية)(‪)1‬‬ ‫فقال رج ٌ‬
‫[الحديث‪ ]772 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يخلص المؤمن ون من الن ار فيحبس ون‬
‫على قنط رة بين الجن ة والن ار فيقتص لبعض هم من بعض مظ الم ك انت بينهم في‬
‫ال دنيا‪ ،‬ح تى إذا ه ذبوا ونق وا أذن لهم في دخ ول الجن ة‪ ،‬فوال ذي نفس محم د بي ده‪،‬‬
‫ألحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]773 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يخرج من الن ار ق و ٌم بالش فاعة‪ ،‬ك أنهم‬
‫الثعارير)‪ ،‬قلنا‪ :‬وما الثعارير؟ قال‪( :‬الضغابيس(‪)4()3‬‬
‫[الحديث‪ ]774 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يشتد ص ياح رجلين ممن ي دخل الن ار؛‬
‫فيقول هللا تعالى‪ :‬أخرجوهما‪ ،‬ثم يقول لهم ا‪ :‬ألي ش يء اش تد ص ياحكما؟ فيق والن‪:‬‬
‫فعلنا ذلك لترحمنا‪ ،‬فيقول‪ :‬إن رحمتي لكما أن تنطلقا فتلقي ا أنفس كما في الن ار حيث‬
‫كنتما‪ ،‬فينطلقان فيلقي أح دهما نفس ه في الن ار فيجعله ا علي ه ب ردا وس الما‪ ،‬ويق وم‬
‫اآلخر فال يلقي نفسه في النار فيقول له الرب تعالى‪ :‬م ا يمنع ك أن تلقي نفس ك كم ا‬
‫ألقى صاحبك نفسه؟ فيق ول‪ :‬رب إني ألرج و أن ال تعي دني فيه ا بع د أن أخرجت ني‬
‫منها فيقول هللا تعالى‪ :‬لك رجاؤك‪ ،‬فيدخالن معا في الجنة برحمة هللا)(‪)5‬‬
‫وهذا يتوافق مع ما ورد في النصوص المقدسة من خروج من تطهرت نفس ه‬
‫من العذاب‪ ،‬بعد أن يمر باختبارات خاصة تدل على ذلك‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]775 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يؤتى بأنعم أه ل ال دنيا من أه ل الن ار‪،‬‬
‫فيصبغ في النار صبغة‪ ،‬ثم يقال‪ :‬ي ا ابن آدم!ه ل رأيت خ يرا ق ط؟ ه ل م ر ب ك من‬
‫نعيم قط؟ فيقول‪ :‬ال وهللا يا رب‪ ،‬وي ؤتى بأش د الن اس بؤس ا من أه ل الجن ة فيص بغ‬
‫صبغة في الجنة‪ ،‬فيقال له‪ :‬يا ابن آدم!هل رأيت بؤسا قط‪ ،‬هل مر بك من ش دة ق ط؟‬
‫فيقول‪ :‬ال وهللا يا رب‪ ،‬ما مر بي بؤسٌ قط وال رأيت شدة قط)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]776 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ن اركم ه ذه ال تي توق دون ج ز ٌء من‬
‫سبعين جزءا من ن ار جهنم‪ ،‬ق الوا وهللا إن ك انت لكافي ةٌ ي ا رس ول هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬فإنه ا‬
‫فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها مثل حرها)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]777 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬أوق د على الن ار أل ف س نة ح تى‬
‫احم رت‪ ،‬ثم أوق د عليه ا أل ف س نة ح تى ابيض ت‪ ،‬ثم أوق د عليه ا أل ف س نة ح تى‬
‫اسودت‪ ،‬فهي سوداء مظلمةٌ)(‪)8‬‬

‫‪ )(1‬مسلم (‪)185‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪)6535‬‬
‫‪ )(3‬الضغابيس‪ /‬صغار القثاء‪.‬‬
‫‪ )(4‬البخاري (‪ ،)6558‬ومسلم (‪)191‬‬
‫‪ )(5‬الترمذي (‪)2599‬‬
‫‪ )(6‬مسلم (‪)28077‬‬
‫‪ )(7‬مسلم (‪ ،)2843‬والترمذي (‪ ،)2589‬والموطأ (‪)2098 / 173 / 2‬‬
‫‪ )(8‬الترمذي (‪ ،)2591‬والموطأ (‪)759 / 2‬‬
‫‪158‬‬
‫[الحديث‪ ]778 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬وي ٌل واد في جهنم يه وي في ه الك افر‬
‫أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]779 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لو أن دلوا من غساق يهراق في الدنيا‪،‬‬
‫ألنتن أهل الدنيا)(‪)2‬‬
‫هَّللا‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫[الحديث‪ ]780 :‬قرأ رسول هللا ‪ ‬قوله تعالى‪﴿ :‬يَاأيُّهَ ا ال ِذينَ آ َمنُ وا اتَّقُ وا َ‬
‫ق تُقَاتِ ِه َواَل تَ ُموتُ َّن إِاَّل َوأَ ْنتُ ْم ُم ْسلِ ُمونَ ﴾ [آل عم ران‪ ،]102 :‬ثم ق ال‪(:‬ل و أن قط رة‬ ‫َح َّ‬
‫من الزقوم قطرت في الدنيا‪ ،‬ألفسدت على أه ل ال دنيا معايش هم‪ ،‬فكي ف بمن يك ون‬
‫طعامهم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]781 :‬قال رسول هللا ‪( :‬في جهنم واد يقال له هبهب يسكنه ك ل‬
‫جبار فإياك أن تكون منهم)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]782 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬اش تكت الن ار إلى ربه ا‪ ،‬فق الت‪ :‬رب‬
‫أكل بعضي بعضا فأذن لها بنفسين نفسٌ في الشتاء ونفسٌ في الصيف‪ ،‬فه و أش د م ا‬
‫تجدون من الحر وأشد ما تجدون من الزمهرير)(‪)5‬‬
‫ق من الن ار ي وم القيام ة‪ ،‬ل ه‬ ‫[الحديث‪ ]783 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يخرج عن ٌ‬
‫ولسان ينطق‪ ،‬يقول‪ :‬إني وكلت بثالثة‪ :‬من جعل مع‬ ‫ٌ‬ ‫عينان يبصران وأذنان يسمعان‬
‫هللا إلها آخر‪ ،‬وبكل جبار عنيد‪ ،‬وبالمصورين)(‪)6‬‬
‫وهذا الحديث يدل على أن لكل ذنب عقوبته الخاصة به‪ ،‬والمتوافقة مع الجرم‬
‫ال ذي اجترم ه ص احبه‪ ،‬وه و ي دل على المقص د الته ذيبي وال تربوي من العق اب‬
‫اإللهي‪.‬‬
‫[الحديث‪ ]784 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من كذب علي متعمدا فليتبوأ بين عيني‬
‫جهنم مقعدا‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا! ولها عينان؟ قال‪ :‬أما سمعتم ق ول هللا ﴿إِ َذا َرأَ ْتهُ ْم ِم ْن‬
‫ق من النار ل ه عين ان‬ ‫َم َكا ٍن بَ ِعي ٍد َس ِمعُوا لَهَا تَ َغيُّظًا َو َزفِيرًا﴾ [الفرقان‪ ]12 :‬يخرج عن ٌ‬
‫ولسان ينط ق‪ ،‬يق ول‪ :‬إني وكلت بثالث ة‪ :‬من جع ل م ع هللا‬ ‫ٌ‬ ‫تبصران وأذنان يسمعان‬
‫إلها آخر‪ ،‬وبكل جبار عنيد‪ ،‬وبالمصورين)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]785 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬ي ؤتى بالن ار يومئ ذ له ا س بعون أل ف‬
‫زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]786 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أدنى أهل النار ع ذابا ينتع ل بنعلين‬

‫‪ )(1‬الترمذي (‪)3164‬‬
‫‪ )(2‬الترمذي (‪)2584‬‬
‫‪ )(3‬الترمذي (‪ ،)2585‬والحاكم في المستدرك (‪)451 / 2‬‬
‫‪ )(4‬مسند الدارمي (‪)2816‬‬
‫‪ )(5‬البخاري (‪ ،)537‬ومسلم (‪ ،)617‬والترمذي (‪)2592‬‬
‫‪ )(6‬الترمذي (‪)2574‬‬
‫‪ )(7‬الطبراني في الكبير (‪)7599 / 131 / 8‬‬
‫‪ )(8‬مسلم (‪)2842‬‬
‫‪159‬‬
‫نعليه)(‪)1‬‬ ‫من نار يغلي منهما دماغه من حرارة‬
‫[الحــديث‪ ]787 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن منهم من تأخ ذه الن ار إلى كعبي ه‪،‬‬
‫ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته‪ ،‬ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]788 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يلقى على أهل النار الجوع‪ ،‬فيع دل م ا‬
‫هم فيه من العذاب فيستغيثون بالطعام فيغاثون بطعام من ضريع ال يسمن وال يغ ني‬
‫من ج وع‪ ،‬فيس تغيثون بالطع ام فيغ اثون بطع ام ذي غص ة‪ ،‬فيت ذكرون أنهم ك انوا‬
‫يج يزون الغص ص في ال دنيا بالش راب‪ ،‬فيس تغيثون بالش راب في دفع إليهم الحميم‬
‫بكالليب الحديد‪ ،‬فإذا دنى من وجوههم شوى وجوههم‪ ،‬فإذا دخ ل بط ونهم قط ع م ا‬
‫في بطونهم‪ ،‬فيقولون‪ :‬ادعوا خزنة جهنم عساهم يخففون عن ا‪ ،‬فيقول ون لهم‪﴿ :‬قَ الُوا‬
‫ك تَأْتِي ُك ْم ُر ُسلُ ُك ْم بِ ْالبَيِّنَ ا ِ‬
‫ت قَ الُوا بَلَى قَ الُوا فَ ا ْدعُوا َو َم ا ُد َع ا ُء ْال َك افِ ِرينَ إِاَّل فِي‬ ‫أَ َولَ ْم تَ ُ‬
‫ض َعلَ ْينَ ا‬‫ك لِيَ ْق ِ‬ ‫ضاَل ٍل﴾ [غافر‪ ،]50 :‬فيقولون ادع وا مالك ا فيقول ون‪َ :‬‬
‫﴿ونَ ادَوْ ا يَا َمالِ ُ‬ ‫َ‬
‫ال إِنَّ ُك ْم َم ا ِكثُونَ ﴾ [الزخ رف‪ ،]77 :‬فيقول ون‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫﴿‬ ‫فيجيبهم‬ ‫]‬ ‫‪77‬‬ ‫رف‪:‬‬ ‫[الزخ‬ ‫﴾‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫َربُّ‬
‫ادعو ربكم فال تجدون خ يرا من ه‪ ،‬فيقول ون‪ ﴿ :‬قَ الُوا َربَّنَ ا َغلَبَ ْ‬
‫ت َعلَ ْينَ ا ِش ْق َوتُنَا َو ُكنَّا‬
‫ضالِّينَ (‪َ )106‬ربَّنَا أَ ْخ ِرجْ نَا ِم ْنهَ ا فَ إِ ْن ُع ْدنَا فَإِنَّا ظَ الِ ُمونَ ﴾ [المؤمن ون‪،106 :‬‬ ‫قَوْ ًما َ‬
‫اخ َسئُوا فِيهَا َواَل تُ َكلِّ ُمو ِن ﴾ [المؤمنون‪ ،]108 :‬فعند ذل ك يئس وا‬ ‫ال ْ‬ ‫‪ ]107‬فيجيبهم ﴿قَ َ‬
‫من كل خير‪ ،‬وعند ذلك يأخذون في الزفير والحسرة والويل)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]789 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن الحميم ليصب على رؤوسهم‪ ،‬فينف ذ‬
‫حتى يخلص إلى جوفه‪ ،‬فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه وه و الص هر‪ ،‬ثم‬
‫يعاد كما كان)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]790 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد‪،‬‬
‫وغلظ جلده مسيرة ثالث)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]791 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما بين منكبي الك افر في الن ار مس يرة‬
‫ثالثة أيام للراكب المسرع)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]792 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن الك افر ليس حب لس انه الفرس خ‬
‫والفرسخين يتوطأه الناس)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]793 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ل و أن في ه ذا المس جد مائ ة أل ف أو‬
‫ل من النار فتنفس فأصاب نفسه‪ ،‬الحترق المسجد ومن فيه)(‪)8‬‬ ‫يزيدون وفيه رج ٌ‬
‫[الحــديث‪ ]794 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ل و أن مقمع ا من حدي د وض ع في‬
‫‪ )(1‬مسلم (‪)211‬‬
‫‪ )(2‬مسلم (‪)2845‬‬
‫‪ )(3‬الترمذي (‪)2586‬‬
‫‪ )(4‬الترمذي (‪)2582‬‬
‫‪ )(5‬مسلم (‪)2851‬‬
‫‪ )(6‬البخاري (‪ ،)6553‬مسلم (‪)2852‬‬
‫‪ )(7‬الترمذي (‪)2580‬‬
‫‪ )(8‬أبو يعلى (‪)6670 / 22 / 12‬‬
‫‪160‬‬
‫األرض)(‪)1‬‬ ‫األرض فاجتمع له الثقالن‪ ،‬ما أقلوه من‬
‫[الحــديث‪ ]795 :‬جاء جبري ل إلى الن بي ‪ ‬في حين غ ير حين ه ال ذي ك ان‬
‫يأتيه فيه‪ ،‬فقام إليه النبي ‪ ‬فقال‪( :‬يا جبريل! مالي أراك متغير اللون؟)‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا‬
‫جئتك حتى أمر هللا تعالى بمفاتيح النار‪ ،‬فقال‪( :‬يا جبريل!صف لي النار‪ ،‬وانعت لي‬
‫جهنم)‪ ،‬فقال‪( :‬إن هللا تعالى أمر بجهنم فأوقد عليها ألف عام ح تى ابيض ت‪ ،‬ثم أم ر‬
‫فأوقد عليها ألف عام حتى احمرت‪ ،‬ثم أمر فأوقد عليها ألف عام حتى اسودت‪ ،‬فهي‬
‫سوداء مظلمة ال يضيء شررها وال يطفأ لهبها‪ ،‬والذي بعثك بالحق لو أن ق در ثقب‬
‫اإلبرة فتح من جهنم لمات من في األرض كلهم جميعا من حره‪ ،‬والذي بعثك بالحق‬
‫لو أن خازنا من خزنة جهنم برز إلى أهل الدنيا فنظروا إليه‪ ،‬لم ات من في األرض‬
‫كلهم من قبح وجهه ومن نتن ريحه‪ ،‬والذي بعثك بالحق لو أن حلقة من حلق سلس لة‬
‫أهل النار التي نعت هللا في كتابه وض عت على جب ال ال دنيا الرفض ت وم ا تق ارت‬
‫حتى تنتهي إلى األرض السفلى)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]796 :‬روي أن رسول هللا ‪ ‬كان يعلمهم هذا ال دعاء كم ا يعلمهم‬
‫الس ورة من الق رآن‪( :‬اللهم إني أع وذ ب ك من ع ذاب جهنم‪ ،‬وأع وذ ب ك من ع ذاب‬
‫القبر‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال‪ ،‬وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]797 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما استجار عب د من الن ار س بع م رات‬
‫إال قالت النار‪ :‬يا رب إن عبدك فالنا استجار مني فأجره‪ ،‬وال سأل عبد الجن ة س بع‬
‫مرات إال قالت الجنة‪ :‬يا رب إن عبدك فالنا سألني فأدخله الجنة)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]798 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من س أل هللا الجن ة ثالث م رات ق الت‬
‫الجنة‪ :‬اللهم أدخله الجنة‪ ،‬ومن استجار من النار ثالث مرات قالت النار‪ :‬اللهم أجره‬
‫من النار)(‪)5‬‬
‫﴿ربَّنَ ا آتِنَ ا فِي ال ُّد ْنيَا َح َس نَةً َوفِي‬
‫[الحديث‪ ]799 :‬كان أكثر دعاء الن بي ‪َ :‬‬
‫ار﴾ [البقرة‪)6()]201 :‬‬ ‫اآْل ِخ َر ِة َح َسنَةً َوقِنَا َع َذ َ‬
‫اب النَّ ِ‬
‫[الحديث‪ ]800 :‬قال رسول هللا ‪( :‬اتقوا النار‪ ،‬ولو بشق تمرة فمن لم يج د‬
‫فبكلمة طيبة)(‪)7‬‬
‫ْ‬
‫يرتكَ ا ق َربِينَ ﴾ [الش عراء‪:‬‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫[الحديث‪ ]801 :‬لما نزلت هذه اآلية‪َ ﴿ :‬وأن ِذرْ ع َِش َ‬
‫‪ ]214‬دعا رسول هللا ‪ ‬قريشا فاجتمعوا فعم وخص‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا ب ني كعب بن ل ؤي‬
‫أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من الن ار‪ ،‬ي ا ب ني هاش م‬

‫‪ )(1‬أحمد (‪ )29 / 3‬وأبو يعلى (‪)1388 / 256 / 2‬‬


‫‪ )(2‬األوسط (‪)2583 / 89 / 3‬‬
‫‪ )(3‬رواه مالك ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/450 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أبو يعلى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/450 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وابن حبان‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/450 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البخاري‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/451 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/451 :‬‬
‫‪161‬‬
‫شيئا)(‪)1‬‬ ‫أنقذوا أنفسكم من النار‪ ،‬فإني ال أملك لكم من هللا‬
‫[الحديث‪ ]802 :‬روي أن رسول هللا ‪ ‬كان يخطب ويق ول‪( :‬أن ذرتكم الن ار‬
‫أنذرتكم النار)‪ ..‬حتى لو أن رجال كان بالس وق لس معه من مق امي ه ذا ح تى وقعت‬
‫خميصة كانت على عاتقه عند رجليه)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]803 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إنم ا مثلي ومث ل أم تي كمث ل رج ل‬
‫استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيها‪ ،‬فأن ا آخ ذ بحج زكم‪ ،‬وأنتم تقحم ون‬
‫فيها)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]804 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬مثلي ومثلكم كمث ل رج ل أوق د ن ارا‬
‫فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو ي ذبهن عنه ا وأن ا آخ ذ بحج زكم عن الن ار‬
‫وأنتم تفلتون من يدي)(‪)4‬‬
‫[الحــديث‪ ]805 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬اطلب وا الجن ة جه دكم‪ ،‬واهرب وا من‬
‫النار جهدكم‪ ،‬فإن الجنة ال ينام طالبها‪ ،‬وإن النار ال ينام هاربها‪ ،‬وإن اآلخ رة الي وم‬
‫محفوفة بالمكاره‪ ،‬وإن الدنيا محفوفة باللذات والشهوات فال تلهينكم عن اآلخرة)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]806 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬م ا رأيت مث ل الن ار ن ام هاربه ا‪ ،‬وال‬
‫مثل الجنة نام طالبها)(‪)6‬‬
‫[الحــديث‪ ]807 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬ي ا معش ر المس لمين‪ :‬ارغب وا فيم ا‬
‫رغبكم هللا فيه‪ ،‬واحذروا مما حذركم هللا منه‪ ،‬وخافوا مم ا خ وفكم هللا ب ه من عذاب ه‬
‫وعقابه‪ ،‬ومن جهنم‪ ،‬فإنها لو كانت قطرة من الجن ة معكم في دني اكم ال تي أنتم فيه ا‬
‫حلتها لكم‪ ،‬ولو كانت قطرة من النار معكم في دنياكم التي أنتم فيها خبأتها عليكم)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]808 :‬روي أن رس ول هللا ‪ ‬أتي بف رس يجع ل ك ل خط و من ه‬
‫أقصى بصره‪ ،‬فسار وسار معه جبريل علي ه الس الم‪ ،‬ف أتى على ق وم يزرع ون في‬
‫يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا ع اد كم ا ك ان‪ ،‬فق ال‪ :‬ي ا جبري ل من ه ؤالء؟‬
‫قال‪ :‬هؤالء المجاهدون في س بيل هللا‪ ،‬تض اعف لهم الحس نة بس بعمائة ض عف وم ا‬
‫أنفق وا من ش يء فه و يخلف ه‪ ..‬ثم أتى على ق وم ترض خ رؤوس هم بالص خر كلم ا‬
‫رض خت ع ادت كم ا ك انت‪ ،‬وال يف تر عنهم من ذل ك ش يء‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا جبري ل من‬
‫ه ؤالء؟ ق ال‪ :‬ه ؤالء ال ذين تث اقلت رؤوس هم عن الص الة‪ ..‬ثم أتى على ق وم على‬
‫أدب ارهم رق اع‪ ،‬وعلى أقب الهم رق اع يس رحون كم ا تس رح األنع ام إلى الض ريع‬
‫والزقوم ورض ف جهنم ق ال‪ :‬م ا ه ؤالء ي ا جبري ل؟ ق ال‪ :‬ه ؤالء ال ذين ال ي ؤدون‬
‫صدقات أموالهم‪ ،‬وما ظلمهم هللا‪ ،‬وما هللا بظالم للعبيد‪ ..‬ثم أتى على رج ل ق د جم ع‬
‫‪ )(1‬رواه مسلم والبخاري والترمذي والنسائي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/452 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه الحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/452 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/452 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/453 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/453 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه الترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/453 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/453 :‬‬
‫‪162‬‬
‫حزمة عظيمة ال يستطيع حملها وهو يريد أن يزيد عليها‪ ،‬قال‪ :‬ي ا جبري ل م ا ه ذا؟‬
‫قال‪ :‬هذا رجل من أمتك علي ه أمان ة الن اس ال يس تطيع أداءه ا وه و يري د أن يزي د‬
‫عليها‪ ..‬ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد‪ ،‬كلما قرضت‬
‫عادت كما ك انت‪ ،‬ال يف تر عنهم من ذل ك ش يء‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا جبري ل م ا ه ؤالء؟ ق ال‪:‬‬
‫خطباء الفتنة جهنم تقول يا رب ائتني بأهلي‪ ..‬ثم أتى على جحر ص غير يخ رج من ه‬
‫ث ور عظيم فيري د الث ور أن ي دخل من حيث خ رج فال يس تطيع‪ ،‬ق ال‪ :‬م ا ه ذا ي ا‬
‫جبري ل؟ ق ال ه ذا الرج ل يتكلم بالكلم ة العظيم ة فين دم عليه ا فيري د أن يرده ا فال‬
‫يستطيع‪ ..‬ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع ص وت‪ ،‬فق ال‪ :‬م ا‬
‫هذا؟ قال‪ :‬صوت الجنة تقول‪ :‬ي ا رب ائت ني ب أهلي وم ا وع دتني فق د ك ثر غرس ي‬
‫وحري ري وسندس ي وإس تبرقي وعبق ريي ومرج اني وفض تي وذه بي وأك وابي‬
‫وصحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي ومائي ولبني وخم ري‪ ،‬ائت ني بم ا وع دتني‪،‬‬
‫قال‪ :‬لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة‪ ،‬ومن آمن بي وبرس لي‪ ،‬وعم ل ص الحا‬
‫ولم يشرك بي شيئا‪ ،‬ولم يتخذ من دوني أندادا فه و آمن‪ ،‬ومن س ألني أعطيت ه‪ ،‬ومن‬
‫أقرضني جزيته‪ ،‬ومن توكل علي كفيته‪ ،‬إني أنا هللا ال إله إال أنا‪ ،‬ال خلف لميع ادي‪،‬‬
‫قد أفلح المؤمنون‪ ،‬تبارك هللا أحس ن الخ القين فق الت‪ :‬ق د رض يت‪ ..‬ثم أتى على واد‬
‫فسمع صوتا منكرا‪ ،‬فقال‪ :‬يا جبريل ما هذا الصوت؟ قال‪ :‬ه ذا ص وت جهنم تق ول‪:‬‬
‫يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثرت سالسلي وأغاللي وس عيري‪ ،‬للن ار ك ل‬
‫جبار ال يؤمن بيوم الحساب وحميمي وغساقي وغس ليني‪ ،‬وق د بع د قع ري‪ ،‬واش تد‬
‫حري‪ ،‬ائتني بما وعدتني‪ ،‬ق ال‪ :‬ل ك ك ل مش رك ومش ركة‪ ،‬وخ بيث وخبيث ة‪ ،‬وك ل‬
‫جبار ال يؤمن بيوم الحساب‪ ،‬قالت‪ :‬قد رضيت)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]809 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬وال ذي نفس ي بي ده ل و رأيتم م ا رأيت‬
‫لضحكتم قليال ولبكيتم كثيرا)‪ ،‬قالوا‪ :‬وم ا رأيت ي ا رس ول هللا؟‪ ،‬ق ال‪( :‬رأيت الجن ة‬
‫والنار)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]810 :‬خطب رس ول هللا ‪ ،‬فق ال‪( :‬ال تنس وا العظيم تين‪ :‬الجن ة‬
‫والنار)‪ ،‬ثم بكى حتى جرى أو بل دموعه جانبي لحيته ثم ق ال‪( :‬وال ذي نفس محم د‬
‫بيده لو تعلمون ما أعلم من أمر اآلخرة لمشيتم إلى الص عيد ولح ثيتم على رؤوس كم‬
‫التراب)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]811 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ل و أن غرب ا من جهنم جع ل في وس ط‬
‫األرض ألذى نتن ريحه وشدة حره ما بين المش رق والمغ رب‪ ،‬ول و أن ش ررة من‬
‫شرر جهنم بالمشرق لوجد حرها من بالمغرب)(‪)4‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫[الحديث‪ ]812 :‬قرأ رسول هللا ‪ ‬قوله تعالى‪ ﴿ :‬إِنهَا تَرْ ِمي بِ َش َر ٍر َكالقصْ ِر﴾‬
‫‪ )(1‬رواه البزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/454 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه مسلم وأبو يعلى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/456 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه أبو يعلى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/457 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/462 :‬‬
‫‪163‬‬
‫[المرس الت‪ ،]32 :‬ثم ق ال‪( :‬أم ا إني لس ت أق ول كالش جرة‪ ،‬ولكن كالحص ون‬
‫والمدائن)(‪)1‬‬
‫ص عُودًا﴾ [الم دثر‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫[الحديث‪ ]813 :‬قرأ رسول هللا ‪ ‬قوله تعالى‪َ ﴿ :‬سأرْ ِهقهُ َ‬
‫‪ ،]17‬ثم قال‪( :‬جبل من نار يكلف أن يصعده فإذا وضع يده عليه ذابت‪ ،‬ف إذا رفعه ا‬
‫عادت‪ ،‬وإذا وضع رجله علي ه ذابت‪ ،‬ف إذا رفعه ا ع ادت‪ ،‬يص عد س بعين خريف ا ثم‬
‫يهوي كذلك)(‪)2‬‬
‫ْ‬
‫[الحديث‪ ]814 :‬قرأ رسول هللا ‪ ‬قوله تعالى‪﴿ :‬فَ َسوْ فَ يَلقَوْ نَ َغيًّ ا﴾ [م ريم‪:‬‬
‫‪ ،]59‬ثم قال‪( :‬واد في جهنم يقذف فيه الذين يتبعون الشهوات‪)3( :‬‬
‫ْ‬
‫﴿و َج َعلنَ ا بَ ْينَهُ ْم َموْ بِقً ا﴾‬
‫[الحــديث‪ ]815 :‬ق رأ رس ول هللا ‪ ‬قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫[الكهف‪ ،]52 :‬ثم قال‪( :‬واد من قيح ودم)(‪)4‬‬
‫ْ‬
‫﴿وقُو ُدهَ ا النَّاسُ َوال ِح َج ا َرةُ﴾‬ ‫[الحديث‪ ]816 :‬قرأ رسول هللا ‪ ‬قوله تع الى‪َ :‬‬
‫[البق رة‪ ،]24 :‬ثم ق ال‪( :‬هي حج ارة من ك بريت خلقه ا هللا ي وم خل ق الس موات‬
‫واألرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]817 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬تع وذوا باهلل من جب الح زن أو وادي‬
‫الحزن)‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا وم ا جب الح زن أو وادي الح زن؟ ق ال‪( :‬واد في جهنم‬
‫تتعوذ منه جهنم كل يوم سبعين مرة أعده هللا للقراء المرائين)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]818 :‬قال رسول هللا ‪( :‬تعوذوا باهلل من جب الح زن)‪ ،‬ق الوا‪:‬‬
‫يا رسول هللا وما جب الحزن؟ قال‪( :‬واد في جهنم تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة‬
‫مرة)‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا من يدخله؟ قال‪( :‬أع د للق راء الم رائين بأعم الهم‪ ،‬وإن من‬
‫أبغض القراء إلى هللا الذين يزورون األمراء الجورة) (‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]819 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في جهنم لوادي ا تس تعيذ جهنم من‬
‫ذلك الوادي كل يوم أربعمائة مرة أعد للمرائين من أمة محمد ‪)8()‬‬
‫[الحديث‪ ]820 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن في الن ار س بعين أل ف واد‪ ،‬في ك ل‬
‫واد سبعون ألف شعب في كل شعب سبعون ألف جح ر‪ ،‬وفي ك ل جح ر حي ة تأك ل‬
‫وجوه أهل النار)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]821 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لو أن حجرا قذف به في جهنم له وى‬

‫‪ )(1‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/465 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه أحمد والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪..>4/466 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/467 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/467 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/474 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي بإسناد حسن‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/467 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن ماجة والترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/467 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه الطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/467 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه ابن أبي الدنيا والبخاري في تاريخه‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/470 :‬‬
‫‪164‬‬
‫قعرها)(‪)1‬‬ ‫سبعين خريفا فيه أن يبلغ‬
‫[الحديث‪ ]822 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لو أن ص خرة وزنت عش ر خلف ات(‪)2‬‬
‫قذف بها من شفير جهنم ما بلغت قعرها س بعين خريف ا ح تى تنتهي إلى غي وأث ام)‬
‫قيل‪ :‬وما غي وأثام؟ قال‪( :‬بئران في جهنم يسيل فيهما صديد أهل النار‪ ،‬وهما اللتان‬
‫ت فَ َس وْ فَ يَ ْلقَ وْ نَ َغيًّ ا ﴾‬ ‫الص اَل ةَ َواتَّبَ ُع وا َّ‬
‫الش هَ َوا ِ‬ ‫ض اعُوا َّ‬ ‫ذكرهم ا هللا في كتاب ه‪﴿ :‬أَ َ‬
‫ق أَثَا ًما ﴾ [الفرقان‪)3()]68 :‬‬ ‫[مريم‪ ،]59 :‬وقوله‪َ ﴿ :‬و َم ْن يَ ْف َعلْ َذلِكَ يَ ْل َ‬
‫[الحديث‪ ]823 :‬قال رسول هللا ‪( :‬والذي نفسي بيده إن بعد م ا بين ش فير‬
‫النار إلى أن يبلغ قعرها لصخرة زنة س بع خلف ات بش حومهن ولح ومهن وأوالدهن‬
‫يهوي فيما بين شفير النار إلى أن يبلغ قعرها سبعين خريفا)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]824 :‬قال رسول هللا ‪( :‬لسرادق النار أربعة ج در‪ ،‬كث ف ك ل‬
‫جدار مسيرة أربعين سنة)(‪)5‬‬
‫[الحــديث‪ ]825 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في الن ار حي ات كأمث ال أعن اق‬
‫البخت تلسع إحداهن اللسعة فيجد حرها سبعين خريفا‪ ،‬وإن في النار عقارب كأمثال‬
‫البغال الموكفة تلسع إحداهن اللسعة فيجد حموتها أربعين سنة)(‪)6‬‬
‫﴿وإِ ْن يَ ْس ت َِغيثُوا يُ َغ اثُوا بِ َم ا ٍء‬
‫[الحديث‪ ]826 :‬قرأ رسول هللا ‪ ‬قوله تع الى‪َ :‬‬
‫َك ْال ُمه ِْل يَ ْش ِوي ْال ُوجُوهَ ﴾ [الكهف‪ ،]29 :‬ثم قال‪( :‬كالمهل‪ :‬كعكر ال زيت‪ ،‬ف إذا ق رب‬
‫إلى وجه سقطت فروة وجهه فيه)(‪)7‬‬
‫﴿و ُسقُوا َما ًء َح ِمي ًم ا فَقَطَّ َع‬ ‫[الحديث‪ ]827 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫أَ ْم َع ا َءهُ ْم﴾ [محم د‪( :]15 :‬إن الحميم ليص ب على رؤوس هم فينف ذ الحميم‪ ،‬ح تى‬
‫يخلص إلى جوفه فيسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدمي ه‪ ،‬وه و الص هر ثم يع اد‬
‫كما كان)(‪)8‬‬
‫ص ِدي ٍد‬‫[الحديث‪ ]828 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ويُ ْسقَى ِم ْن َم ا ٍء َ‬
‫(‪ )16‬يَت ََج َّر ُعهُ َواَل يَ َكا ُد يُ ِسي ُغهُ﴾ [إبراهيم‪( :]17 ،16 :‬يق رب إلى في ه فيكره ه ف إذا‬
‫أدني منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه‪ ،‬فإذا شربه قطع أمع اءه ح تى يخ رج من‬
‫﴿و ُسقُوا َما ًء َح ِمي ًما فَقَطَّ َع أَ ْم َعا َءهُ ْم ﴾ [محم د‪ ،]15 :‬ويق ول‪:‬‬ ‫دبره‪ ،‬قال هللا عز وجل‪َ :‬‬
‫رابُ ﴾ [الكهف‪)9()]29 :‬‬ ‫َّ‬
‫س الش َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫﴿ َوإِ ْن يَ ْستَ ِغيثُوا يُغَاثُوا بِ َما ٍء كال ُم ْه ِل يَش ِوي ال ُوجُوهَ بِئ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫[الحــديث‪ ]829 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬من ش رب الخم ر لم ي رض هللا عن ه‬

‫‪ )( 1‬رواه البزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/471 :‬‬
‫‪ )(2‬الخلفات‪ :‬جمع خلفة‪ ،‬وهي الناقة الحامل‪...‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/472 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/472 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه الترمذي والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/472 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد والطبراني وابن حبان والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/476 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد والترمذي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/477 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه الترمذي والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/477 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه أحمد والترمذي والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/478 :‬‬
‫‪165‬‬
‫أربعين ليلة‪ ،‬فإن مات مات كافرا‪ ،‬ف إن ع اد ك ان حق ا على هللا أن يس قيه من طين ة‬
‫الخبال)‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا وما طينة الخبال؟ قال‪( :‬صديد أهل النار)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]830 :‬قال رسول هللا ‪( :‬من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر‬
‫سكران‪ ،‬وبعث من قبره سكران‪ ،‬وأمر به إلى النار س كران‪ ،‬في ه عين تج ري منه ا‬
‫القيح والدم‪ ،‬هو طعامهم وشرابهم ما دامت السموات واألرض)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]831 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ما بين منكبي الكافر مسيرة ثالث ة أي ام‬
‫للراكب المسرع)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]832 :‬قال رسول هللا ‪( :‬ضرس الك افر مث ل أح د‪ .‬وفخ ذه مث ل‬
‫البيضاء‪ ،‬ومقعده من النار كما بين قديد ومكة‪ ،‬وكثافة جسده اثنان وأربع ون ذراع ا‬
‫بذراع الجبار)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]833 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن الك افر ليج ر لس انه فرس خين ي وم‬
‫القيامة يتوطؤه الناس)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]834 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أتدري م ا س عة جهنم؟) قي ل‪ :‬ال‪ .‬ق ال‪:‬‬
‫(أج ل وهللا وهللا م ا ت دري إن بين ش حمة أذن أح دهم وبين عاتق ه مس يرة س بعين‬
‫خريفا‪ ،‬تجري فيه أودية القيح والدم)(‪)6‬‬
‫﴿وهُ ْم فِيهَ ا َك الِحُونَ ﴾‬
‫[الحديث‪ ]835 :‬قال رس ول هللا ‪ ‬في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫[المؤمن ون‪( :]104 :‬تش ويه الن ار فتقلص ش فته العلي ا ح تى تبل غ وس ط رأس ه‪،‬‬
‫وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته)(‪)7‬‬

‫[الحديث‪ ]836 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن من أمتي من يدخل الجن ة بش فاعته‬
‫أكثر من مضر‪ ،‬وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها) (‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]837 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن أه ون أه ل الن ار ع ذابا رج ل في‬
‫أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم)(‪)9‬‬
‫[الحديث‪ ]838 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أهون أهل النار عذابا من ل ه نعالن‬
‫وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل‪ ،‬ما ي رى أن أح دا أش د من ه‬
‫عذابا‪ ،‬وإنه ألهونهم عذابا)(‪)10‬‬
‫[الحديث‪ ]839 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أهون أهل النار عذابا رج ل منتع ل‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد وابن حبان‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/480 :‬‬
‫‪ )(2‬رواه األصبهاني‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/480 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري واللفظ له ومسلم وغيرهما‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/484 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد واللفظ له ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/484 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي وغيره‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/484 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه أحمد والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/484 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه أحمد والترمذي والحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه ابن ماجة والحاكم وغيرهما‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه البخاري ومسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪ )(10‬رواه مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪166‬‬
‫بنعلين من نار يغلي منهما دماغه مع أجزاء العذاب‪ ،‬ومنهم من في الن ار إلى كعبي ه‬
‫مع أجزاء العذاب‪ ،‬ومنهم من في النار إلى ركبتيه مع أجزاء العذاب‪ ،‬ومنهم من ق د‬
‫اغتمر)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]840 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أدنى أهل الن ار ع ذابا لرج ل علي ه‬
‫نعالن يغلي منهما دماغه كأنه مرجل مسامعه جمر‪ ،‬وأضراسه جمر‪ ،‬وأشفاره لهب‬
‫النار‪ ،‬وتخرج أحشاء جنبيه من قدميه‪ ،‬وسائرهم كالحب القليل في الماء الكثير فه و‬
‫يفور)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]841 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬منهم من تأخ ذه الن ار إلى كعبي ه‪،‬‬
‫ومنهم من تأخذه الن ار إلى ركبتي ه‪ ،‬ومنهم من تأخ ذه الن ار إلى حجزت ه‪ ،‬ومنهم من‬
‫تأخذه النار إلى عنقه‪ ،‬ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]842 :‬قال رس ول هللا ‪( :‬إن جهنم لم ا س يق إليه ا أهله ا تلقتهم‬
‫فلفحتهم لفحة فلم تدع لحما على عظم إال ألقته على العرقوب)(‪)4‬‬
‫اص ي‬‫[الحــديث‪ ]843 :‬ق ال رس ول هللا ‪ ‬في قول ه تع الى‪ ﴿ :‬فَي ُْؤخَ ُذ بِالنَّ َو ِ‬
‫َواأْل َ ْقد َِام﴾ [الرحمن‪( :]41 :‬يجمع بين رأسه ورجليه ثم يقصف كما يقصف الحطب)‬
‫(‪)5‬‬
‫ت ُجلُ و ُدهُ ْم‬ ‫[الحديث‪ ]844 :‬قال رسول هللا ‪ ‬في قوله تع الى‪ُ ﴿ :‬كلَّ َم ا ن ِ‬
‫َض َج ْ‬
‫اب﴾ [النساء‪( :]56 :‬إن جلد ابن آدم يحرق ويج دد‬ ‫بَ َّد ْلنَاهُ ْم ُجلُودًا َغ ْي َرهَا لِيَ ُذوقُوا ْال َع َذ َ‬
‫في ساعة أو في يوم مقدار ستة آالف مرة)(‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]845 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يرس ل البك اء على أه ل الن ار فيبك ون‬
‫حتى تنقطع الدموع‪ ،‬ثم يبك ون ال دم ح تى يص ير في وج وههم كهيئ ة األخ دود‪ ،‬ل و‬
‫أرسلت فيها السفن لجرت)(‪)7‬‬
‫[الحديث‪ ]846 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا‬
‫فإن أهل النار يبكون في النار حتى تسيل دموعهم في خ دودهم كأنه ا ج داول ح تى‬
‫تنقطع الدموع فيسيل الدم‪ ،‬فيقرح العيون)(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]847 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أهل النار ليبكون ح تى ل و أج ريت‬
‫السفن في دموعهم لجرت‪ ،‬وإنهم ليبكون الدم مكان الدمع)(‪)9‬‬
‫ب ـ ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬

‫‪ )(1‬رواه أحمد والبزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬


‫‪ )(2‬رواه البزار‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪ )(3‬رواه مسلم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪ )(4‬رواه الطبراني في األوسط والبيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/486 :‬‬
‫‪ )(5‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/489 :‬‬
‫‪ )(6‬رواه البيهقي‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/489 :‬‬
‫‪ )(7‬رواه ابن ماجة وأبو يعلى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/492 :‬‬
‫‪ )(8‬رواه أبو يعلى‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/492 :‬‬
‫‪ )(9‬رواه الحاكم‪ ،‬الترغيب والترهيب‪.4/492 :‬‬
‫‪167‬‬
‫[الحديث‪ ]848 :‬قال رسول هللا ‪( :‬تع وّذوا باهلل من جبِّ الح زن أو وادي‬
‫الحزن)‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا وم ا وادي الح زن أو جبّ الح زن؟ ق ال‪( :‬واد في جهنّم‬
‫ل يوم سبعين مرّة‪ ،‬أع ّده هللا تعالى للقرّاء المرائين)(‪)1‬‬ ‫تتعوّذ منه جهنّم ك ّ‬
‫(إن ناركم هذه لجزء من سبعين ج زءاً‬ ‫[الحديث‪ ]849 :‬قال رسول هللا ‪ّ :‬‬
‫من نار جهنّم‪ ،‬ولق د اُطفئت س بعين م رّة بالم اء‪ ،‬ول وال ذل ك لم ا اس تطاع آدم ّي أن‬
‫يطفئها إذا التهبت‪ ،‬وأنّه ليؤتى بها يوم القيامة حتّى توضع على النار‪ ،‬م ا يبقى مل ك‬
‫ي مرسل إالّ جثى بركبتيه فزعا ً من صرخها)(‪)2‬‬ ‫مقرّب وال نب ّ‬
‫[الحديث‪ ]850 :‬قال اإلمام علي‪( :‬ربّما خوّفنا رسول هللا ‪ ‬فيق ول‪ :‬وال ذي‬
‫أن قط رة من الزق وم قط رت على جب ال األرض لس اخت إلى‬ ‫نفس محمّد بي ده ل و ّ‬
‫أسفل سبع أرضين ولما أطاقته‪ ،‬فكيف بمن هو طعام ه‪ ،‬ول و أن قط رة من الغس لين‬
‫أو من الصديد قطرت على جبال األرض لساخت أسفل سبع أرض ين ولم ا أطاقت ه‪،‬‬
‫أن ِمقماعا ً واحداً م ّما ذكره هللا في كتاب ه‬
‫فكيف بمن هو شرابه‪ ،‬والذي نفسي بيده لو ّ‬
‫وضع على جبال األرض لساخت إلى أسفل سبع أرض ين ولم ا أطاقت ه‪ ،‬فكي ف بمن‬
‫ي ُقمع به يوم القيامة في النار)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]851 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن هللا عز وجل أمر بالنار فنفخ عليه ا‬
‫ألف عام حتى ابيضت‪ ،‬ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت‪ ،‬ثم نفخ عليها ألف ع ام‬
‫حتى اسودت فهي سوداء مظلمة‪ ،‬لوأن قطرة من الض ريع قط رت في ش راب أه ل‬
‫الدنيا لمات أهلها من نتنها‪ ،‬ول و أن حلق ة واح دة من السلس لة ال تي طوله ا س بعون‬
‫ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها‪ ،‬ول و أن س رباال من س رابيل أه ل‬
‫النار علق بين السماء واالرض لمات أهل الدنيا من ريحه) (‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]852 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن أهل النار يعظم ون الن ار وإن أه ل‬
‫الجنة يعظمون الجنة والنعيم‪ ،‬وإن جهنم إذا دخلوها هو وا فيها مسيرة سبعين عاما‪،‬‬
‫فإذا بلغوا أعالها قمعوا بمقامع الحديد واعيدوا في دركها فهذه حالهم‪ ،‬وهو ق ول هللا‬
‫ع ز وج ل‪ « :‬كلم ا أرادوا أن يخرج وا منه ا من غم اعي دوا فيه ا وذوق وا ع ذاب‬
‫الحريق » ثم تبدل جلودهم غير الجلود التي كانت عليهم) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]853 :‬قال رسول هللا ‪( :‬أربعة يؤذون أهل النار على مابهم من‬
‫االذى‪ ،‬يس قون من الحميم في الجحيم ين ادون بالوي ل والثب ور‪ ،‬يق ول أه ل الن ار‬
‫بعضهم لبعض‪ :‬مابال هؤالء االربعة قد آذونا على م ا بن ا من االذى؟ فرج ل معل ق‬
‫في تابوت من جمر‪ ،‬ورجل يجر أمعاؤه‪ ،‬ورجل يسيل فوه قيحا ودما‪ ،‬ورج ل يأك ل‬
‫لحمه‪ ،‬فقيل لصاحب التابوت‪ :‬مابال االبعد قد آذانا على مابنا من االذى؟ فيق ول‪ :‬إن‬
‫‪ )(1‬احياء االحياء ‪.355 /8‬‬
‫‪ )(2‬احياء االحياء ‪ ،361 /8‬بحار األنوار‪.376 /3 ،‬‬
‫‪ )(3‬الدروع الواقية‪ ،273 :‬نوادر األثر‪ ،‬في باب زهد النبي‪ ،339 /‬بحار األنوار‪.302 /8 ،‬‬
‫‪ )(4‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪.437‬‬
‫‪ )(5‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص‪.437‬‬
‫‪168‬‬
‫االبعد قد مات وفي عنقه أموال الناس لم يج د له ا في نفس ه أداء وال وف اء‪ ،‬ثم يق ال‬
‫للذي يجر أمعاؤه‪ :‬ما بال االبعد قد آذانا على مابنا من االذى؟ فيقول‪ :‬إن االبعد ك ان‬
‫اليبالي أين أصاب البول من جسده‪ ،‬ثم يقال للذي يسيل فوه قيحا ودما‪ :‬مابال االبع د‬
‫قد آذانا على ما بنا من االذى؟ فيقول‪ :‬إن االبع د ك ان يح اكي فينظ ر إلى ك ل كلم ة‬
‫خبيثة فيسندها ويحاكي بها‪ ،‬ثم يقال للذي كان يأكل لحمه‪ :‬مابال االبعد قد آذان ا على‬
‫مابنا من االذي؟ فيقول‪ :‬إن اال بعد كان يأكل لحوم الناس بالغيب ة ويمش ي بالنميم ة)‬
‫(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]854 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إذا اش تد الح ر ف أبردوا بالص الة‪ ،‬ف إن‬
‫الحر من فيح جهنم‪ ،‬واشتكت النار إلى ربها ف أذن له ا في نفس ين‪ :‬نفس في الش تاء‪،‬‬
‫ونفس في الص يف فش دة م ا يج دون من الح ر من فيحه ا ومايج دون من ال برد من‬
‫زمهريرها) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]855 :‬قال رسول هللا ‪( :‬إن ناركم ه ذه ج زء من س بعين ج زءا‬
‫من نار جهنم‪ ،‬وقد اطفأت سبعين مرة بالماء ثم التهبت‪ ،‬ولوال ذلك ما استطاع آدمي‬
‫أن يطيقها‪ ،‬وإنه لي ؤتي به ا ي وم القيام ة ح تى توض ع على الن ار فتص رخ ص رخة‬
‫اليبقي ملك مقرب وال نبي مرسل إال جثا على ركبتيه فزعا من صرختها) (‪)3‬‬
‫﴿و ِجي َء يَوْ َمئِ ٍذ بِ َجهَنَّ َم﴾‬
‫[الحديث‪ ]856 :‬سئل رسول هللا ‪ ‬عن قوله تع الى‪َ :‬‬
‫[الفجر‪ ،]23 :‬فقال‪( :‬أخ برني ال روح االمين أن هللا ال إل ه غ يره إذا ب رز الخالئ ق‬
‫وجم ع االولين واآلخ رين أتى بجهنم يق اد ب ألف زم ام يقوده ا مائ ة أل ف مل ك من‬
‫الغالظ الشداد‪ ،‬لها هدة وغضب وزفير وشهيق‪ ،‬وإنه ا ل تزفر الزف رة‪ ،‬فل وال أن هللا‬
‫أخرهم للحساب ألهلكت الجمي ع‪ ،‬ثم يخ رج منه ا عن ق فيحي ط ب الخالئق ال بر منهم‬
‫والفاجر فما خل ق هللا عب دا من عبادهللا ملك ا وال نبي ا إال ين ادي‪ :‬رب نفس ي نفس ي‪،‬‬
‫وأنت يانبي هللا تنادي‪ :‬ام تي ام تي‪ ،‬ثم يوض ع عليه ا الص راط أدق من حدالس يف‪،‬‬
‫عليها ثالث قناطر‪ ،‬فأما واحدة فعليها االمانة والرحم‪ ،‬وثانيها فعليه ا الص الة‪ ،‬وأم ا‬
‫الثالثة فعليها رب العالمين ال إل ه غ يره(‪ ،)4‬فيكلف ون المم ر عليه ا فيحبس هم ال رحم‬
‫واالمان ة‪ ،‬ف إن نجوامنه ا حبس تهم الص الة‪ ،‬ف إن نج وا منه ا ك ان المنتهى إلى رب‬
‫ص ا ِد﴾ [الفج ر‪ ،]14 :‬والن اس على الص راط‬ ‫ك لَبِ ْال ِمرْ َ‬
‫العالمين‪ ،‬وه و قول ه‪﴿ :‬إِ َّن َربَّ َ‬
‫فمتعلق بيد‪ ،‬وتزول قدم‪ ،‬ويستمس ك بق دم‪ ،‬والمالئك ة حوله ا ين ادون‪ :‬ي احليم اع ف‬
‫واصفح وعد بفضلك وسلم سلم‪ ،‬والناس يتهافتون في النار كالفراش فيه ا‪ ،‬ف إذا نج ا‬
‫ن اج برحم ة هللا مربه ا فق ال‪ :‬الحمدهلل وبنعمت ه تتم الص الحات وتزك و الحس نات‪،‬‬
‫والحمد هلل الذي نجاني منك بعد أياس بمنه وفضله إن ربنا لغفور شكور) (‪)5‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)281 /8‬‬


‫‪ )(2‬علل الشرائع‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪ )(3‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ )(4‬أي اإليمان به وما يقتضيه اإليمان من معان‪.‬‬
‫‪ )(5‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.724‬‬
‫‪169‬‬
‫[الحديث‪ ]857 :‬قال رسول هللا ‪( :‬والذي نفس محمد بيده لو أن قطرة من‬
‫الزقوم قط رت على جب ال االرض لس اخت إلى أس فل س بع أرض ين ولم ا أطاقت ه‪،‬‬
‫فكيف بمن هو شرابه؟ والذي نفسي بيده لو أن مقماعا واحدا مما ذكره هللا في كتاب ه‬
‫وضع على جبال االرض لساخت إلى أسفل س بع أرض ين ولم ا أطاقت ه فكي ف بمن‬
‫يقع عليه يوم القيامة في النار؟)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]858 :‬ق ال رس ول هللا ‪( :‬إن في جهنم جبال يق ال ل ه الس كران‪،‬‬
‫في أصل ذلك الجبل واد يقال له الغضبان لغضب الرحمن تب ارك وتع الى‪ ،‬في ذل ك‬
‫ال وادي جب قامت ه مائ ة ع ام‪ ،‬في ذل ك الجب ت وابيت من ن ار‪ ،‬في تل ك الت وابيت‬
‫صناديق من نار‪ ،‬وثياب من نار‪ ،‬وسالسل من نار‪ ،‬وأغالل من نار) (‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]859 :‬س أل ابن س الم الن بي ‪ ‬عن مس ائل فك ان فيم ا س أله‪:‬‬
‫أخبرني ما السبعة عشر؟ قال‪( :‬سبعة عش ر اس ما من أس ماء هللا تع الى مكتوب ا بين‬
‫الجنة والن ار‪ ،‬ول و ال ذل ك لزف رت جهنم زف را فتح رق من في الس ماوات ومن في‬
‫األرض) (‪)3‬‬
‫(إن أهون أهل النار عذابا ً ابن ج ذعان‪،‬‬
‫[الحديث‪ ]860 :‬قال رسول هللا ‪ّ :‬‬
‫فقيل‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وما بال ابن جذعان أهون أهل النار عذابا؟ قال‪( :‬إنه كان يُطعم‬
‫الطعام)(‪)4‬‬
‫[الحديث‪ ]861 :‬قال رسول هللا ‪( :‬رأيت في النار صاحب العباء ال تي ق د‬
‫غلّها‪ ،‬ورأيت في النار صاحب المحجن ال ذي ك ان يس رق الح اج بمحجن ه‪ ،‬ورأيت‬
‫في النار صاحبة الهرة تنهش ها مقبل ةً وم دبرةً‪ ..‬ك انت أوثقته ا‪ ،‬لم تكن تطعمه ا ولم‬
‫ترسلها تأكل من حشاش األرض‪ ،‬ودخلت الجنة ف رأيت ص احب الكلب ال ذي أرواه‬
‫من الماء)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]862 :‬قال رسول هللا ‪( :‬يُؤتى بالزاني ي وم القيام ة ح تى يك ون‬
‫فوق أهل النار فتقطر قطرة من فرجه‪ ،‬فيتأذى بها أهل جهنم من نتنه ا‪ ،‬فيق ول أه ل‬
‫جهنم للخزاّن‪ :‬ما هذه الرائحة المنتنة التي ق د آذتن ا؟‪ ..‬فيق ال لهم‪ :‬ه ذه رائح ة زان‪،‬‬
‫وي ُؤتى بامرأة زانية‪ ،‬فتقطر قطرة من فرجها‪ ،‬فيتأذى بها أهل النار من نتنها)(‪)6‬‬
‫‪ 2‬ـ أحاديث أئمة الهدى حول جزاء المسيئين‪:‬‬
‫من األحاديث الواردة عن أئمة الهدى المرتبطة بهذا المعنى‪:‬‬
‫ما ورد عن اإلمام علي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫[الحديث‪ ]863 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إن أه ل الن ار إذا َغلى الزق وم والض ريع‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪)302 /8‬‬


‫‪ )(2‬األمالي‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)315 /8‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،316/ 8 :‬عن‪ :‬نوادر الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار‪ ،317/ 8 :‬عن‪ :‬نوادر الراوندي‪.‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار‪ ،317/ 8 :‬عن‪ :‬نوادر الراوندي‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫وصديد تغلي ب ه جهنّم‬ ‫في بطونهم كغلي الحميم‪ ،‬سألوا الشراب فأتوا بشراب َغسّاق َ‬
‫خلقت‪ ،‬وكال ُمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً)(‪)1‬‬ ‫منذ ُ‬
‫إن جهنّم لها سبعة أبواب‪ ،‬أطب اق بعض ها‬ ‫[الحديث‪ ]864 :‬قال اإلمام علي‪ّ ( :‬‬
‫وإن هللا وض ع الجن ان‬ ‫فوق بعض‪ ،‬ووضع احدى يدي ه على االُخ رى فق ال‪ :‬هك ذا‪ّ ،‬‬
‫على العرض‪ ،‬ووض ع الن يران بعض ها ف وق بعض‪ ،‬فأس فلها جهنّم‪ ،‬وفوقه ا لظى‪،‬‬
‫وفوقها الحطمة‪ ،‬وفوقها سقر‪ ،‬وفوقها الجحيم‪ ،‬وفوقها السعير‪ ،‬وفوقها الهاوية)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]865 :‬ق ال اإلم ام علي في وص ف الن ار‪( :‬قعره ا بعي د‪ ،‬وحرّه ا‬
‫شديد‪ ،‬وشرابها صديد‪ ،‬وعذابها جديد‪ ،‬ومقامعها حديد‪ ،‬ال يف تر ع ذابها‪ ،‬وال يم وت‬
‫ساكنها‪ ،‬دار ليس فيها رحمة وال تسمع ألهلها دعوة)(‪)3‬‬
‫[الحــديث‪ ]866 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬وأمّا أه ل المعص ية فخلّدهم في الن ار‪،‬‬
‫وأوث ق منهم األق دام‪ ،‬وغ ّل منهم األي دي إلى األعن اق‪ ،‬وألبس أجس ادهم س رابيل‬
‫القطران‪ ،‬وقطّعت لهم مقطّع ات من الن ار‪ ،‬هم في ع ذاب ق د اش ت ّد ح رّه‪ ،‬ون ار ق د‬
‫أطبق على أهلها‪ ،‬فال يفتح عنهم أبداً‪ ،‬وال يدخل عليهم ريح أب داً‪ ،‬وال ينقض ي عنهم‬
‫الغم أبداً‪ ،‬العذاب أبداً شديد‪ ،‬والعقاب أبداً جديد‪ ،‬ال الدار زائلة فتفنى وال آجال الق وم‬
‫ك لِيَ ْق ِ‬
‫ض َعلَ ْينَا َربُّكَ ﴾ [الزخرف‪:‬‬ ‫تقضى‪ ،‬ث ّم حكى نداء أهل النار فقال‪َ ﴿ :‬ونَادَوْ ا يَا َمالِ ُ‬
‫كثُونَ ﴾ [الزخرف‪)4()]77 :‬‬ ‫‪ :]77‬أي نموت‪ ،‬فيقول مالك‪﴿ :‬إِنَّ ُك ْم َما ِ‬
‫[الحـــديث‪ ]867 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬ح تى تش ق عن القب ور‪ ،‬وتبعث إلى‬
‫النش ور‪ ،‬ف إن ختم ل ك بالس عادة ص رت إلى الحب ور‪ ،‬وأنت مل ك مط اع‪ ،‬وآمن ال‬
‫تراع‪ ،‬يطوف عليكم ولدان كأنهم الجمان بكأس من معين بيضاء لذة للشاربين‪ ،‬أه ل‬
‫الجن ة فيه ا يتنعم ون‪ ،‬وأه ل الن ار فيه ا يع ذبون‪ ،‬ه ؤالء في الس ندس والحري ر‬
‫يتبخترون‪ ،‬وهؤالء في الجحيم والس عير يتقلب ون‪ ،‬ه ؤالء تحش ى جم اجمهم بمس ك‬
‫الجن ان‪ ،‬وه ؤالء يض ربون بمق امع الن يران‪ ،‬ه ؤالء يع انقون الح ور في الحج ال‪،‬‬
‫وهؤالء يطوقون أطواقا في النار باالغالل‪ ،‬فله ف زع ق د أعي ا االطب اء‪ ،‬وب ه داء ال‬
‫يقبل الدواء) (‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]868 :‬قال اإلمام علي‪( :‬إن أهل الن ار لم ا غلى الزق وم والض ريع‬
‫في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب فأتوا بش راب غس اق وص ديد يتجرع ه وال‬
‫يكاد يسيغه ويأتيه الم وت من ك ل مك ان وم ا ه و بميت ومن ورائ ه ع ذاب غلي ظ‪،‬‬
‫وحميم يغلي في جهنم من ذ خلقت كالمه ل يش وي الوج وه بئس الش راب وس اءت‬
‫مرتفقا) (‪)6‬‬

‫‪ )(1‬تفسير العياشي ‪ ،223 /2‬بحار األنوار‪ ،378 /3 ،‬البرهان ‪.309 /2‬‬


‫‪ )(2‬مجمع البيان ‪ ،338 /3‬تفسير الصافي ‪.114 /3‬‬
‫‪ )(3‬أمالي الطوسي‪ 29 /،‬ح‪.31‬‬
‫‪ )(4‬تفسير القمي ‪..289 /2‬‬
‫‪ )(5‬بحار األنوار (‪)283 /8‬‬
‫‪ )(6‬بحار األنوار (‪)302 /8‬‬
‫‪171‬‬
‫[الحديث‪ ]869 :‬قال اإلمام علي‪( :‬واعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقي ق ص بر‬
‫على النار‪ ،‬فارحموا نفوسكم فإنكم قد جر بتموه ا في مص ائب ال دنيا‪ ،‬ف رأيتم ج زع‬
‫أح دكم من الش وكة تص يبه والع ثرة تدمي ه والرمض اء تحرق ه‪ ،‬فكي ف إذا ك ان بين‬
‫طابقين من نار ضجيع حجر وقرين شيطان؟ أعلمتم أن مالكا إذا غض ب على الن ار‬
‫حطم بعضها بعضا لغضبه؟ وإذا زجرها توثبت بين أبوابها جزعا من زجرته؟ أيها‬
‫اليفن الكبير الذي قد لهزه القتير كيف أنت إذا التحمت أطواق النار بعظام األعن اق‪،‬‬
‫ونشبت الجوامع حتى أكلت لحوم السواعد؟‪ ..‬فاهلل هللا معشر العباد وأنتم سالمون في‬
‫الصحة قبل السقم‪ ،‬وفي الفسحة قبل الض يق‪ ،‬فاس عوا في فك اك رق ابكم من قب ل أن‬
‫تغلق رهائنها) (‪)1‬‬
‫[الحــديث‪ ]870 :‬ق ال اإلم ام علي‪( :‬إن في جهنم رحى تطحن خمس ا‪ ،‬أفال‬
‫تسألوني ما طحنها؟)‪ ،‬فقيل له‪ :‬وماطحنها يا أميرالمؤمنين؟ ق ال‪( :‬العلم اء الفج رة‪،‬‬
‫والقراء الفس قة‪ ،‬والجب ابرة الظلم ة‪ ،‬وال وزراء الخون ة‪ ،‬والعرف اء الكذب ة‪ ،‬وإن في‬
‫الن ار لمدين ة يق ال له ا الحص ينة‪ ،‬فال تس ألوني مافيه ا؟) فقي ل‪ :‬ومافيه ا ي ا‬
‫أميرالمؤمنين؟ فقال‪( :‬فيها أيدي الناكثين) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]871 :‬قال اإلمام علي‪( :‬واعلموا أنه ليس لهذا الجلد الرقيق صب ٌر‬
‫على النار‪ ،‬فارحموا نفوسكم‪ ،‬فإنكم قد جرّبتموها في مص ائب ال دنيا‪ ،‬ف رأيتم ج زع‬
‫أحدكم من الشوكة تصيبه‪ ،‬والعثرة تدمي ه‪ ،‬والرمض اء تحرق ه‪ ،‬فكي ف إذا ك ان بين‬
‫أن مالك ا ً إذا غض ب على‬ ‫طابقين من نار‪ ،‬ض جيع حج ر وق رين ش يطان؟‪ ..‬أعلمتم ّ‬
‫الن ار حطم بعض ها بعض ا لغض به؟‪ ..‬وإذا زجره ا ت وثّبت بين أبوابه ا جزع ا من‬
‫زجرته‪ ....‬الخبر)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]872 :‬قال اإلمام علي‪( :‬واحذروا ناراً قعرها بعي ٌد‪ ،‬وحرّها شدي ٌد‪،‬‬
‫ر ليس فيها رحمةٌ‪ ،‬وال تُسمع فيها دعوةٌ‪ ،‬وال تُفرّج فيها كربةٌ)(‪)4‬‬ ‫وعذابها جدي ٌد‪ ..‬دا ٌ‬
‫ما ورد عن اإلمام الباقر‪:‬‬
‫اص بٌ ﴾‬ ‫َ‬
‫﴿ولهُ ْم َع ذابٌ َو ِ‬ ‫َ‬ ‫[الحــديث‪ ]873 :‬ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫[الصافات‪( :]9 :‬أى دائم موجع قد وصل إلى قلوبهم)(‪)5‬‬
‫ص َرا ِط‬ ‫[الحــديث‪ ]874 :‬ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪﴿ :‬فَا ْه دُوهُ ْم إِلَى ِ‬
‫يم﴾ [الصافات‪( :]23 :‬ادعوهم إلى طريق الجحيم)(‪)6‬‬ ‫ْال َج ِح ِ‬
‫[الحديث‪ ]875 :‬ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪﴿ :‬فَ اطَّلَ َع فَ َرآهُ فِي َس َوا ِء‬
‫يم ﴾ [الصافات‪( :]55 :‬فى وسط الجحيم)(‪)7‬‬ ‫ْال َج ِح ِ‬
‫‪ )(1‬نهج البالغة‪.2/113 ،‬‬
‫‪ )(2‬الخصال‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.142‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪ ،306/ 8 :‬عن‪ :‬النهج‪.‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪ ،324/ 8 :‬عن‪ :‬النهج‪.‬‬
‫‪ )(5‬تفسير القمى‪٢٢١ /٢ :‬‬
‫‪ )(6‬تفسير القمى‪٢٢٢ /٢ :‬‬
‫‪ )(7‬تفسير القمى‪٢٢٢ /٢ :‬‬
‫‪172‬‬
‫[الحديث‪ ]876 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إذا دخل أه ل الجنّة الجنّة‪ ،‬وأه ل النّار‬
‫النار جئ بالموت في ذبح ك الكبش بين الجنّة والن ار‪ ،‬ثم يق ال خل ود فال م وت أب دا‪،‬‬
‫فيقول أهل الجنّة ﴿أَفَ َما نَحْ نُ بِ َميِّتِينَ (‪ )58‬إِاَّل َموْ تَتَنَا اأْل ُولَى﴾ [الص افات‪،]59 ،58 :‬‬
‫وم (‪ )62‬إِنَّا َج َع ْلنَاهَا فِ ْتنَ ةً لِلظَّالِ ِمينَ ﴾‬ ‫ك َخ ْي ٌر نُزُاًل أَ ْم َش َج َرةُ ال َّزقُّ ِ‬‫ثم قال عز وجلّ‪﴿ :‬أَ َذلِ َ‬
‫[الصافات‪ ،]63 ،62 :‬يعنى بالفتنة هاهنا العذاب)(‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]877 :‬قال اإلمام الباقر‪( :‬إن أهل النار يتعاوون فيه ا كم ا يتع اوى‬
‫الكالب والذئاب مما يلقون من أليم العذاب‪ ،‬فما ظنك بقوم ال يقض ى عليهم فيموت وا‬
‫وال يخفف عنهم من عذابها‪ ،‬عطاش فيها‪ ،‬جياع‪ ،‬كليلة أبص ار هم‪ ،‬ص م بكم عمي‪،‬‬
‫مسودة وجوههم‪ ،‬خاسئين فيها نادمين‪ ،‬مغض وب عليهم‪ ،‬فال يرحم ون من الع ذاب‪،‬‬
‫وال يخفف عنهم وفي الن ار يس جرون ومن الحميم يش ربون‪ ،‬ومن الزق وم ي أكلون‪،‬‬
‫وبكالليب الن ار يحطم ون‪ ،‬وبالمق امع يض ربون‪ ،‬والمالئك ة الغالظ الش داد ال‬
‫يرحمون؟ فهم في النار يسحبون على وجوههم‪ ،‬مع الشياطين يقرنون‪ ،‬وفي االنكال‬
‫واالغالل يصفدون‪ ،‬إن دع وا لم يس تجب لهم‪ ،‬وإن س ألوا حاج ة لم تقض لهم‪ ،‬ه ذه‬
‫حال من دخل النار)(‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]878 :‬قال اإلمام الب اقر‪( :‬إن عب دا مكث في الن ار س بعين خريف ا‪،‬‬
‫والخري ف س بعون س نة‪ ،‬ثم إن ه س أل هللا ع ز وج ل‪ :‬بح ق محم د وأه ل بيت ه لم ا‬
‫رحمت ني‪ ،‬ف أوحى هللا ج ل جالل ه إلى جبري ل علي ه الس الم‪ :‬أن اهب ط إلى عب دي‬
‫فأخرجه؛ قال‪ :‬يارب فما علمي بموض عه؟ ق ال‪ :‬إن ه في جب من س جين؛ فهب ط في‬
‫النار فوجده وهو معقول على وجهه فأخرج ه‪ ،‬فق ال ع ز وج ل‪ :‬ي ا عب دي كم لبثت‬
‫تناشدني في النار؟ قال‪ :‬م ا احص يه ي ارب‪ ،‬ق ال‪ :‬أم ا وع زتي ل وال م ا س ألتني ب ه‬
‫الطلت هوانك في النار‪ ،‬ولكنه حتم على نفسي أن ال يسألني عبد بحق محم د وأه ل‬
‫بيته إال غفرت له ما كان بيني وبينه‪ ،‬وقد غفرت لك اليوم)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]879 :‬قال اإلمام الباقر في قول ه تع الى‪﴿ :‬إِ َّن َع َذابَهَا َك انَ َغ َرا ًم ا﴾‬
‫ق أَثَا ًم ا ﴾‬ ‫ك يَ ْل َ‬ ‫[الفرقان‪( :]65 :‬مالزما ال يف ارق)‪ ،‬وق ال في قول ه‪َ ﴿ :‬و َم ْن يَ ْف َع لْ َذلِ َ‬
‫[الفرقان‪( :]68 :‬أث ام واد من أودي ة جهنم من ص فر م ذاب ق دامها ح رة في جهنم‪،‬‬
‫يكون فيه من عبد غيرهللا ومن قتل النفس التي حرم هللا وتكون فيه الزناة) (‪)4‬‬
‫﴿وإِ َّن َجهَنَّ َم لَ َموْ ِع ُده ْمُ‬
‫[الحــديث‪ ]880 :‬ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪َ :‬‬
‫ب ِم ْنهُ ْم ُج ْز ٌء َم ْق ُس و ٌم ﴾ [الحج ر‪:]44 ،43 :‬‬ ‫أَجْ َم ِعينَ (‪ )43‬لَهَا َس ْب َعةُ أَ ْب َوا ٍ‬
‫ب لِ ُك ِّل بَ ا ٍ‬
‫(يدخل في كل باب أهل ملة‪ ،‬وللجنة ثمانية أبواب)(‪)5‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫[الحــديث‪ ]881 :‬ق ال اإلم ام الب اقر في قول ه تع الى‪َ ﴿ :‬وإِن َجهَن َم ل َموْ ِع ُدهُ ْم‬
‫‪ )(1‬تفسير القمى‪٢٢٣ -٢٢٢ /٢ :‬‬
‫‪ )(2‬األمالي‪ ،‬ص‪..322‬‬
‫‪ )(3‬األمالي‪ ،‬ص‪..398‬‬
‫‪ )(4‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.468‬‬
‫‪ )(5‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪173‬‬
‫الصراط)(‪)1‬‬ ‫أَجْ َم ِعينَ ﴾ [الحجر‪( :]43 :‬وقوفهم على‬
‫[الحديث‪ ]882 :‬قال اإلمام الباقر في قوله تع الى‪ ﴿ :‬لَهَ ا َس ْب َعةُ أَ ْب َوا ٍ‬
‫ب لِ ُك ِّل‬
‫ب ِم ْنهُ ْم ج ُْز ٌء َم ْقسُو ٌم﴾ [الحجر‪( :]44 :‬إن هللا جعلها سبع درك ات‪ :‬أعاله ا الجحيم‬ ‫بَا ٍ‬
‫يقوم أهلها على الصفا منها‪ ،‬تغلي أدمغتهم فيها كغلي القدور بما فيها‪ ..‬والثانية لظى‬
‫نزاعة للشوى‪ ،‬ت دعو من أدب رو ت ولى‪ ،‬وجم ع ف أوعى‪ ..‬والثالث ة س قر ال تبقي وال‬
‫ت ذر‪ ،‬لواح ة للبش ر‪ ،‬عليه ا تس عة عش ر‪ ..‬والرابع ة الحطم ة‪ ،‬ومنه ا يث ور ش رر‬
‫كالقصر‪ ،‬كأنها جم االت ص فر‪ ،‬ت دق ك ل من ص ار إليه ا مث ل الكح ل‪ ،‬فال يم وت‬
‫الروح‪ ،‬كلما صاروا مثل الكحل عادوا‪ ..‬والخامسة الهاوية فيها مأل يدعون‪ :‬يامال ك‬
‫أغثنا‪ ،‬فإذا أغاثهم جعل لهم آنية من صفر من نار فيه صديد ماء يس يل من جل ودهم‬
‫كأنه مهل‪ ،‬فإذا رفعوه ليشربوا منه تساقط لحم وجوههم فيه ا من ش دة حره ا‪ ،‬وه و‬
‫س َّ‬
‫الش َرابُ‬ ‫﴿وإِ ْن يَ ْس ت َِغيثُوا يُ َغ اثُوا بِ َم ا ٍء َك ْال ُم ْه ِل يَ ْش ِوي ْال ُو ُج وهَ بِ ْئ َ‬
‫ق ول هللا تع الى‪َ :‬‬
‫ت ُمرْ تَفَقًا ﴾ [الكهف‪ ،]29 :‬ومن هوى فيها هوى سبعين عام ا في الن ار‪ ،‬كلم ا‬ ‫َو َسا َء ْ‬
‫احترق جلده بدل جل دا غ يره‪ ..‬والسادس ة هي الس عير فيه ا ثالث مائ ة س رادق من‬
‫نار‪ ،‬في كل س رادق ثالث مائ ة قص ر من ن ار‪ ،‬في ك ل قص ر ثالث مائ ة بيت من‬
‫نار‪ ،‬في كل بيت ثالث مائة لون من عذاب النار‪ ،‬فيها حيات من نار‪ ،‬وعق ارب من‬
‫نار‪ ،‬وجوامع من ن ار‪ ،‬وسالس ل من ن ار وأغالل من ن ار وهوال ذي يق ول هللا‪﴿ :‬إِنَّا‬
‫أَ ْعتَ ْدنَا لِ ْل َك افِ ِرينَ َساَل ِس َل َوأَ ْغاَل اًل َو َس ِعيرًا﴾ [اإلنس ان‪ ..]4 :‬والس ابعة جهنم‪ ،‬وفيه ا‬
‫الفلق وه و جب في جهنم إذا فتح أس عر الن ار س عرا‪ ،‬وه و أش د الن ار ع ذابا‪ ،‬وأم ا‬
‫صعودا فجبل من صفر من ن ار وس ط جهنم‪ ،‬وأم ا أثام ا فه و واد من ص فر م ذاب‬
‫يجري حول الجبل فهو أشد النار عذابا)(‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]883 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬إن في جهنم لجبال يق ال ل ه الص عدى‪،‬‬
‫وإن في الصعدى لواديا يقال له سقر‪ ،‬وإن في سقر لجبال يقال له هبهب‪ ،‬كلما كشف‬
‫غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره‪ ،‬وذلك منازل الجبارين)(‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]884 :‬قال اإلم ام الب اقر‪( :‬إن في جهنم ل واد يق ال ل ه غس اق‪ ،‬في ه‬
‫ثالث ون وثالث مائ ة قص ر‪ ،‬في ك ل قص ر ثالث ون وثالث مائ ة بيت‪ ،‬في ك ل بيت‬
‫ثالثون وثالث مائة عقرب‪ ،‬في حمة كل عقرب ثالثون وثالث مائة قلة س م‪ ،‬ل و أن‬
‫عقربا منها نضحت سمها على أهل جهنم لو سعتهم سما) (‪)4‬‬
‫(إن مؤمنا ً كان في مملكة جبّار فول ع ب ه‪،‬‬ ‫[الحديث‪ ]885 :‬قال اإلمام الباقر‪ّ :‬‬
‫فهرب منه إلى دار الشرك‪ ،‬فنزل برجل من أهل الش رك‪ ،‬فأظلّه وأرفق ه وأض افه‪،‬‬
‫فلما حضره الم وت أوحى هللا ع ّز وج ّل إلي ه‪( :‬وع ّزتي وجاللي‪ ،‬ل و ك ان ل ك في‬
‫مسكن ألسكنتك فيها‪ ،‬ولكنها محرّمةٌ على من مات بي مشركا‪ ،‬ولكن ي ا ن ار‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫جنتي‬
‫‪ )(1‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪ )(2‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.352‬‬
‫‪ )(3‬ثواب االعمال‪ ،‬ص ‪..263‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪)314 /8‬‬
‫‪174‬‬
‫هيديه وال تؤذيه‪ ،‬وي ؤتى برزق ه ط رفي النه ار‪ ،‬قلت من الجن ة؟)‪ .‬ق ال‪( :‬من حيث‬
‫شاء هللا)(‪)1‬‬
‫ما ورد عن اإلمام الصادق‪:‬‬
‫[الحــديث‪ ]886 :‬ق ال اإلم ام الص ادق في ق ول هللا ع ز وج ل‪﴿ :‬اَل بِثِينَ فِيهَ ا‬
‫أَحْ قَابًا ﴾ [النبأ‪( :]23 :‬االحقاب ثمانية أحق اب‪ ،‬والحقب ة ثم انون س نة‪ ،‬والس نة ثالث‬
‫مائة وستون يوما‪ ،‬واليوم كألف سنة مما تعدون) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]887 :‬قيل لإلمام الصادق‪ :‬أخبرنا عن الطاعون‪ ،‬فقال‪( :‬عذاب هللا‬
‫لقوم‪ ،‬ورحمة اآلخرين)‪ ،‬قالوا‪ :‬وكيف تكون الرحمة ع ذابا؟ ق ال‪( :‬أم ا تعرف ون أن‬
‫نيران جهنم عذاب على الكفار وخزنة جهنم معهم فيها؛ فهي رحمة عليهم) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]888 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬الفلق‪ :‬ص رع في الن ار س بعون أل ف‬
‫دار في كل دار سبعون ألف بيت‪ ،‬في ك ل بيت س بعون أل ف أس ود‪ ،‬في ج وف ك ل‬
‫أسود سبعون ألف جرة سم‪ ،‬البد الهل النار أن يمروا عليها) (‪)4‬‬
‫ت ُجلُ و ُدهُ ْم‬
‫ض َج ْ‬‫[الحديث‪ ]889 :‬سئل اإلمام الصادق عن قوله تعالى‪ُ ﴿ :‬كلَّ َما نَ ِ‬
‫َزي ًزا َح ِكي ًما﴾ [النساء‪ ،]56 :‬وقيل‬ ‫بَ َّد ْلنَاهُ ْم ُجلُودًا َغ ْي َرهَا لِيَ ُذوقُوا ْال َع َذ َ‬
‫اب إِ َّن هَّللا َ َكانَ ع ِ‬
‫له‪ :‬كيف تبدل جلودهم غيرها؟ فقال‪( :‬أرأيت لو أخذت لبنة فكسرتها وصيرتها ترابا‬
‫ثم ضربتها في القالب أهي التي كانت؟ إنما هي ذلك ووجدت تغي يرا آخ ر واالص ل‬
‫واحد)(‪)5‬‬
‫[الحديث‪ ]890 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬إن في جهنم لواديا للمتكبرين يق ال ل ه‬
‫سقر‪ ،‬شكا إلى هللا شدة حره وسأله أن يتنفس‪ ،‬فأذن له‪ ،‬فتنفس فأحرق جهنم) (‪)6‬‬
‫[الحديث‪ ]891 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن في الن ار لن ارا يتع وذ منه ا أه ل‬
‫النار‪ ،‬ما خلقت إال لكل متكبر جبار عنيد ولكل شيطان مريد‪ ،‬ولكل متك بر ال ي ؤمن‬
‫بيوم الحساب‪ ،‬وكل ناصب آلل محمد)(‪)7‬‬
‫[الحــديث‪ ]892 :‬قال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن أه ون الن اس ع ذابا ي وم القيام ة‬
‫لرج ل في ضحض اح من ن ار‪ ،‬علي ه نعالن من ن ار‪ ،‬وش راكان من ن ار‪ ،‬يغلي‬
‫المرجل‪ ،‬مايرى أن في النار أحدا أشد عذابا منه‪ ،‬ومافي النار أحد أهون عذابا منه)‬
‫(‪)8‬‬
‫[الحديث‪ ]893 :‬سئل اإلمام الصادق عن قول هللا تعالى‪﴿ :‬اَل بِثِينَ فِيهَ ا أَحْ قَابً ا‬
‫(‪ )23‬اَل يَ ُذوقُونَ فِيهَ ا بَ رْ دًا َواَل َش َرابًا﴾ [النب أ‪ ،]24 ،23 :‬فق ال‪( :‬ه ذه في ال ذين‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،315 / 8 :‬عن‪ :‬الكافي‪.‬‬


‫‪ )(2‬معاني االخبار‪ ،‬ص ‪..66‬‬
‫‪ )(3‬عيون أخبار الرضا‪ ،‬ص ‪.179‬‬
‫‪ )(4‬معاني االخبار‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪ )(5‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪ )(6‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.579‬‬
‫‪ )(7‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.585‬‬
‫‪ )(8‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.585‬‬
‫‪175‬‬
‫النار)(‪)1‬‬ ‫يخرجون من‬
‫[الحديث‪ ]894 :‬سئل اإلمام الصادق‪ :‬أوليس في الن ار مقن ع أن يع ذب خلق ه‬
‫بهادون الحيات والعقارب؟ فقال‪( :‬إنما يعذب بها قوما زعموا أنها ليس ت من خلق ه‪،‬‬
‫إنما شريكه الذي يخلقه فيسلط هللا عليهم العقارب والحيات في النار ليذيقهم بها وبال‬
‫ما كانوا عليه فجحدوا أن يكون صنعه) (‪)2‬‬
‫[الحديث‪ ]895 :‬قال اإلمام الصادق‪( :‬ابن آدم خلق أجوف ال بدله من الطعام‬
‫والشراب‪ ،‬فقال‪ :‬وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه) (‪)3‬‬
‫َ‬
‫[الحديث‪ ]896 :‬قال اإلم ام الص ادق في ق ول هللا‪﴿ :‬يَ وْ َم تُبَ َّد ُل اأْل رْ ضُ َغ ْي َر‬
‫ض﴾ [إبراهيم‪( :]48 :‬تبدل خبزة بيضاء نقية يأكل الناس منه ا ح تى يف رغ من‬ ‫اأْل َرْ ِ‬
‫الحساب)‪ ،‬قال له قائل‪ :‬إنهم يومئذ لفى شغل عن االكل والشرب‪ ،‬فقال ل ه‪( :‬ابن آدم‬
‫خل ق أج وف ال بدل ه من الطع ام والش راب‪ ،‬أهم أش د ش غال أم من في الن ار؟ ق د‬
‫ْل﴾ [الكهف‪)4()]29 :‬‬ ‫﴿وإِ ْن يَ ْست َِغيثُوا يُغَاثُوا بِ َما ٍء َك ْال ُمه ِ‬
‫استغاثوا قال هللا‪َ :‬‬
‫[الحــديث‪ ]897 :‬ق ال اإلم ام الص ادق‪( :‬إن من العلم اء من يحب أن يخ زن‬
‫علمه وال يؤخذ عنه ف ذاك في ال درك االس فل من الن ار‪ ،‬ومن العلم اء من إذا وع ظ‬
‫أنف وإذاوع ظ عن ف ف ذاك في ال درك الث اني من الن ار‪ ،‬ومن العلم اء من ي رى أن‬
‫يضع العلم عند ذوي ال ثروة والي رى ل ه في المس اكين ف ذاك في ال درك الث الث من‬
‫النار‪ ،‬ومن العلماء من يذهب في علمه م ذهب الجب ابرة والس الطين‪ ،‬ف إن رد علي ه‬
‫شئ من قوله أو قصر في شئ من أمره غض ب ف ذاك في ال درك الراب ع من الن ار‪،‬‬
‫ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغ ز رب ه علم ه ويكثرب ه حديث ه‬
‫فذاك في الدرك الخامس من النار‪ ،‬ومن العلماء من يضع نفسه للفتيا ويقول‪ :‬سلوني‬
‫ولعله ال يص يب حرف ا واح دا وهللا ال يحب المتكلفين ف ذاك في ال درك الس ادس من‬
‫النار‪ ،‬ومن العلماء من يتخذ علمه مروة وعقال ف ذالك في ال درك الس ابع من الن ار)‬
‫(‪)5‬‬
‫ما ورد عن سائر األئمة‪:‬‬
‫[الحديث‪ ]898 :‬كان اإلمام السجاد يدعو بع د ص الة اللي ل ق ائال‪( :‬اللهم إني‬
‫أعوذبك من نار تغلظت بها على من عصاك‪ ،‬وتوعدت بها من صدف عن رضاك‪،‬‬
‫ومن نار نورها ظلمة‪ ،‬وهينها أليم‪ ،‬وبعيدها قريب‪ ،‬ومن ن ار يأك ل بعض ها بعض‪،‬‬
‫ويصول بعضها على بعض‪ ،‬ومن ن ار ت ذر العظ ام رميم ا‪ ،‬وتس قي أهله ا حميم ا‪،‬‬
‫ومن ن ار ال تبقي على من تض رع إليه ا‪ ،‬وال ت رحم من اس تعطفها‪ ،‬وال تق در على‬
‫التخفيف عمن خشع لها واستسلم إليه ا‪ ،‬تلقي س كانها ب أحر مال ديها من أليم النك ال‪،‬‬

‫‪ )(1‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.709‬‬


‫‪ )(2‬االحتجاج‪ ،‬ص ‪.192‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)302 /8‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار (‪)302 /8‬‬
‫‪ )(5‬الخصال‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.7‬‬
‫‪176‬‬
‫وشديد الوبال‪ ،‬وأعوذبك من عقاربه ا الف اغرة أفواهه ا‪ ،‬وحياته ا الص القة بأنيابه ا‪،‬‬
‫وشرابها الذي يقطع أمعاء وأفئدة سكانها وينزع قل وبهم‪ ،‬وأس تهديك لم ا باع د منه ا‬
‫وأخر عنها‪ ،‬الدعاء) (‪)1‬‬
‫[الحديث‪ ]899 :‬قال اإلمام السجاد‪( :‬إن في جهنم لوادي ا يق ال ل ه س عير‪ ،‬إذا‬
‫خبت جهنم فتح سعيرها وهو قوله‪ُ ﴿ :‬كلَّ َما خَ بَ ْ‬
‫ت ِز ْدنَاهُ ْم َس ِعيرًا ﴾ [اإلسراء‪ ،]97 :‬أي‬
‫كلما انطفأت) (‪)2‬‬
‫[الحــديث‪ ]900 :‬قال اإلم ام الك اظم‪( :‬إن في الن ار لوادي ا يق ال ل ه س قر لم‬
‫يتنفس منذ خلقه هللا‪ ،‬لو أذن هللا عز وجل له في التنفس بقدر مخيط الحترق م ا على‬
‫وجه االرض‪ ،‬وإن أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعدهللا‬
‫فيه الهله‪ ،‬وإن في ذلك الوادي لجبال يتع وذ جمي ع أه ل ذل ك ال وادي من ح ر ذل ك‬
‫الجبل ونتنه وقذره وما أعد هللا فيه الهل ه‪ ،‬وإن في ذل ك الجب ل لش عبا يتع وذ جمي ع‬
‫أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعدهللا فيه الهله‪ ،‬وإن في ذل ك‬
‫الشعب لقليبا يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك القليب ونتنه وق ذره وم ا أع د‬
‫هللا فيه الهله‪ ،‬وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أه ل ذل ك القليب من خبث تل ك‬
‫الحية ونتنها وقذرها وما أعد هللا في أنيابها من السم الهلها) (‪)3‬‬
‫[الحديث‪ ]901 :‬ق ال اإلم ام الرض ا‪( :‬ك ان في ب ني إس رائيل رج ل م ؤمن‪،‬‬
‫وكان له جار كافر فكان يرفق بالمؤمن ويولي ه المع روف في ال دنيا‪ ،‬فلم ا أن م ات‬
‫الكافر بنى هللا له بيتا في النار من طين‪ ،‬فكان يقيه حرها‪ ،‬ويأتيه الرزق من غيرها‪،‬‬
‫وقيل له‪ :‬هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فالن بن فالن من الرفق وتوليه من‬
‫المعروف في الدنيا)(‪)4‬‬

‫‪ )(1‬بحار األنوار (‪ ،)324 /8‬والصحيفة السجادية‪.‬‬


‫‪ )(2‬تفسير علي بن إبراهيم‪ ،‬ص ‪.390‬‬
‫‪ )(3‬الخصال‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪.34‬‬
‫‪ )(4‬ثواب االعمال‪ ،‬ص ‪..163‬‬
‫‪177‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫األحاديث المردودة حول المعاد‬
‫وهي األحاديث التي نرى مخالفتها للقرآن الك ريم‪ ،‬والقيم المرتبط ة بالمع اد‪،‬‬
‫وخاص ة القيم تين الكب يرتين الل تين تتأس س عليهم ا جمي ع القيم األخ رى‪ :‬العدال ة‪،‬‬
‫والرحمة‪.‬‬
‫وسنذكر هنا نماذج عن تلك األحاديث مع بيان أس باب رده ا‪ ،‬م ع التنبي ه إلى‬
‫أن رد األحاديث هو رد لرواتها‪ ،‬أو تخطئة لهم‪ ،‬وليس ردا لح ديث رس ول هللا ‪،‬‬
‫أو أئمة الهدى‪ ،‬ألنا نعلم أنهم يستحيل أن يخالفوا القرآن الكريم‪.‬‬
‫وننبه أيضا إلى أن ردن ا لبعض األح اديث ليس ردا كلي ا‪ ،‬وإنم ا رد للص يغة‬
‫التي روي بها‪ ،‬ولذلك يمكن أن يكون الحديث صحيحا في بعض جوانبه‪.‬‬
‫وقد قسمنا األحاديث المردودة في هذا الباب إلى ثالثة أقسام‪:‬‬
‫‪1‬ـ األحاديث المردودة المتعارضة مع الرحمة‪.‬‬
‫‪2‬ـ األحاديث المردودة المتعارضة مع العدالة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ األحاديث المردودة الرتباطها بالتشبيه والتجسيم‪.‬‬
‫أوال ـ األحاديث المردودة المتعارضة مع الرحمة‪:‬‬
‫وهي األحاديث التي تتعارض مع ما ورد في القرآن الكريم والس نة المطه رة‬
‫وأح اديث أئم ة اله دى من رحم ة هللا تع الى بالص الحين من عب اده‪ ،‬وه ذه بعض‬
‫النماذج عنها‪:‬‬
‫النموذج األول‪:‬‬
‫ما ورد في وصف موت رسول هللا ‪ ‬وسكراته وشدته عليه في نفس الوقت‬
‫الذي تروى فيه الروايات الكثيرة عن الصالحين‪ ،‬وكيف يسر هللا عليهم الوف اة‪ ،‬وق د‬
‫أشار ابن كثير إلى ذلك الكم من الروايات الموضوعة حول وفات ه ‪ ،‬فق ال‪( :‬وق د‬
‫ذكر الواقدي وغيره في الوفاة أخبارًا كثيرةً فيه ا نك ارات وغراب ة ش ديدة‪ ،‬أض ربنا‬
‫عن أكثرها صفحا لضعف أسانيدها‪ ،‬ونكارة متونها‪ ،‬وال ِس يَّما م ا ي ورده كث ير من‬
‫القُصَّاص المتأخرين وغيرهم‪ ،‬فكثير منه موضوع ال محالة)(‪)1‬‬
‫من األمثل ة على تل ك الرواي ات ال تي ن رى رده ا م ا روي عن عائش ة‪ّ :‬‬
‫(أن‬
‫رسول هللا ‪ ‬كانت بين يديه َر ْك َوة‪ ،‬أو علبة فيها ماء‪ ،‬فجعل يدخل يدي ه في الم اء‪،‬‬
‫فيمسح بها وجه ه ويق ول‪ :‬ال إل ه إال هللا‪ ،‬إن للم وت س كرات‪ ،‬ثم نص ب ي ده فجع ل‬
‫يقول‪ :‬في الرفيق األعلى‪ ،‬حتى قبض ومالت يده) (‪)2‬‬

‫‪ )(1‬البداية والنهاية (‪)5/256‬‬


‫‪ )(2‬رواه البخاري (‪)6510‬‬
‫‪178‬‬
‫ومنها ما روي عنها أنها قالت‪( :‬مات النبي ‪ ‬وإن ه ل بين ح اقنتي وذاقن تي‪،‬‬
‫فال أكره شدة الموت ألحد أبداً بعد النبي ‪)1()‬‬
‫ومنها ما روي عنها أنها قالت‪( :‬ما أغبط أح داً به ون م وت بع د ال ذي رأيت‬
‫من شدة موت رسول هللا ‪)2()‬‬
‫وقد علق الفيض الكاشاني على ما ورد من ذلك في [إحياء علوم الدين] فق ال‬
‫متعجبا في الباب الخاص بـ [كالم المحتضرين من الصالحين]‪( :‬وقد ذكر أبو حام د‬
‫في هذا الباب أقاوي ل الص حابة والت ابعين وطائف ة من الص وفية عن د م وتهم وبك اء‬
‫بعضهم حينئذ وضحك بعضهم ونس ب إلى بعض هم الط رب واالستبش ار والس رور‬
‫عند موته مع أنه ذكر في باب وفاة رسول هللا ‪ ‬أنه اشتد في النزع كرب ه‪ ،‬وظه ر‬
‫أنينه‪ ،‬وترادف قلقه‪ ،‬وارتف ع حنين ه‪ ،‬وتغ ير لون ه‪ ،‬وع رق جبين ه‪ ،‬واض طربت في‬
‫االنقباض واالنبساط شماله ويمينه‪ ،‬حتى بكى لمصرعه من حض ره‪ ،‬وانتحب لش دة‬
‫حاله من شاهد منظره‪ ،‬ولم يمهله ملك الموت ساعة‪ ،‬وذكر في الحكايات السابقة أن‬
‫ملك الموت أمهل رجال حتى توضأ وصلى ركعتين‪ ،‬وذكر في ش أن الخلي ل والكليم‬
‫في باب سكرات الموت ما سمعت‪ ،‬وهذا من أعجب العجائب‪ ،‬ولنط و م ا ذك ره في‬
‫هذا الباب طيا فإن بعضه كلمات ال طائل تحتها وبعضه رعونات ودع اوي‪ ،‬ين ادي‬
‫أكثرها باإلعجاب)(‪)3‬‬
‫ويدل لما ذكره الكاشاني ما ورد في تيسير موت الشهداء‪ ،‬كم ا ق ال ‪( :‬م ا‬
‫يجد الشهيد من مس القتل‪ ،‬إال كما يجد أحدكم مس القرصة)(‪)4‬‬
‫وقد علق عليه المناوي بقوله‪( :‬يع ني أن ه تع الى يه ون علي ه الم وت ويكفي ه‬
‫سكراته وكربه‪ ،‬بل رب شهيد يتلذذ ببذل نفسه في سبيل هللا طيب ة به ا نفس ه؛ كق ول‬
‫خبيب األنصاري حين قتل‪ :‬ولس ت أب الي حين أقت ل مس لما‪ ..‬علي أي ش ق ك ان هلل‬
‫مصرعي)(‪)5‬‬
‫ف إذا ك ان ه ذا كرام ة من هللا تع الى للش هداء‪ ،‬ف إن أولى الن اس به ا س يدهم‬
‫وموالهم ومن بذل حياته كلها في سبيل هللا‪ ،‬وهو رسول هللا ‪..‬‬
‫لذلك نرى أن كل ما يروى في وفاته ‪ ،‬ما عدا مرضه وألمه لمرض ه‪ ،‬من‬
‫آثار الفئ ة الباغي ة ال تي ح اولت أن تس يء إلي ه ‪ ‬في ك ل ش يء‪ ،‬ح تى في كيفي ة‬
‫وفاته‪ ..‬وإال فإن رسول هللا ‪ ‬ال ذي ع اش حيات ه كله ا مش تاقا إلى هللا‪ ،‬ك ان أس عد‬
‫الناس بتلك اللحظات التي تقربه لذلك اللقاء‪..‬‬
‫ومما يؤيد هذا من كالم أئمة اله دى م ا روي عن اإلم ام الص ادق أن ه س ئل‪:‬‬
‫(صف لنا الموت؟) فقال‪( :‬هو للمؤمنين ك أطيب ريح يش مه فينعس لطيب ه‪ ،‬فينقط ع‬
‫‪ )(1‬رواه البخاري (‪)4446‬‬
‫‪ )(2‬رواه الترمذي (‪)979‬‬
‫‪ )(3‬المحجة البيضاء في تهذيب اإلحياء‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.282 /‬‬
‫‪ )(4‬رواه أحمد (‪ ،)7953‬والترمذي (‪ ،)1668‬والنسائي (‪ ،)3161‬وابن ماجة (‪)2802‬‬
‫‪ )(5‬فيض القدير (‪)182 /4‬‬
‫‪179‬‬
‫التعب واأللم كله عنه‪ .‬وللكافر كلس ع األف اعي‪ ،‬وكل دغ العق ارب وأش د)‪ ،‬فقي ل ل ه‪:‬‬
‫(ف إن قوم ا ً يقول ون ه و أش د من نش ر بالمناش ير‪ ،‬وق رض بالمق اريض‪ ،‬ورض خ‬
‫بالحج ارة‪ ،‬وت دوير قطب األرحي ة في األح داق؟)‪ ،‬فق ال‪( :‬ك ذلك ه و على بعض‬
‫الكافرين والفاجرين‪ ،‬أال ترون منهم من يعاين تلك الشدائد‪ ،‬فذلك الذي ه و أش د من‬
‫هذا‪ ،‬إال عذاب اآلخرة‪ ،‬فإنه أشد من عذاب الدنيا)‪ ،‬قيل‪( :‬فما لنا ن رى ك افراً يس هل‬
‫عليه النزع فينطفئ وهو يتح دث ويض حك ويتكلم‪ ،‬وفي المؤم نين من يك ون أيض ا ً‬
‫كذلك‪ .‬وفي المؤم نين والك افرين من يقاس ي عن د س كرات الم وت ه ذه الش دائد؟)‪،‬‬
‫فقال‪( :‬ما كان من راحة هناك للمؤمنين فهو عاج ل ثواب ه‪ ،‬وم ا ك ان من ش دة فه و‬
‫تمحيصه من ذنوبه‪ ،‬ليرد إلى اآلخ رة نقي ا ً نظيف ا ً مس تحقا ً لث واب هللا‪ ،‬ليس ل ه م انع‬
‫دونه‪ .‬وما كان من سهولة هناك على الكافر‪ ،‬فلي وفى أج ر حس ناته في ال دنيا‪ ،‬ل يرد‬
‫اآلخرة وليس له إال ما يوجب عليه الع ذاب‪ ،‬وم ا ك ان من ش دة على الك افر هن اك‪،‬‬
‫ل ال يجور)(‪)1‬‬ ‫فهو ابتداء عقاب هللا عند نفاد حسناته‪ .‬ذلكم بأن هللا َع ْد ٌ‬
‫فقد ذكر اإلمام الصادق أن الش دة ال تي تص يب بعض المؤم نين هي لغ رض‬
‫تطهيرهم‪ ،‬حتى يدخلوا عالم البرزخ بنفوس ط اهرة نقي ة‪ ،‬ورس ول هللا ‪ ‬أنقى من‬
‫أن يحتاج إلى تطهير‪.‬‬
‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫وهي األح اديث ال تي ت ذكر ب أن أرواح الش هداء توض ع في حواص ل ط ير‬
‫خض ر تس رح متنقل ة في ري اض الجن ة‪ ،‬وت أوي إلى قنادي ل معلق ة في الع رض‪،‬‬
‫بخالف أرواح غ يرهم من المؤم نين‪ ،‬وال تي توض ع في أج واف ط ير يعل ق بثم ر‬
‫الجنة وال ينتقل في أرجائها‪.‬‬
‫ومن األحاديث الواردة في ذلك ما روي عن مسروق قال‪ :‬س ألنا عبدهللا (ه و‬
‫يل هَّللا ِ أَ ْم َواتً ا بَ لْ أَحْ يَ ا ٌء‬‫ابن مسعود) عن هذه اآلية‪َ ﴿ :‬واَل تَحْ َسبَ َّن الَّ ِذينَ قُتِلُوا فِي َس بِ ِ‬
‫ِع ْن َد َربِّ ِه ْم يُرْ زَ قُ ونَ ﴾ [آل عم ران‪ ،]169 :‬ق ال‪ :‬أَ َم ا إنَّا س ألنا عن ذل ك‪ ،‬فق ال‪:‬‬
‫طير ُخضْ ر‪ ،‬لها قناديل معلَّقة بالعرش‪ ،‬تس ر ُح من الجن ة حيث‬ ‫ٍ‬ ‫جوف‬
‫ِ‬ ‫(أرواحُهم في‬
‫ً‬
‫شاءت‪ ،‬ثم تأوي إلى تلك القنادي ل‪ ،‬ف اطلع إليهم ربُّهم اطالع ة‪ ،‬فق ال‪ :‬ه ل تش تهون‬ ‫ْ‬
‫شيئًا؟ قالوا‪ :‬أي ش يء نش تهي‪ ،‬ونحن نس رح من الجن ة حيث ش ئنا؟ ففع ل ذل ك بهم‬
‫ثالث مرات‪ ،‬فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يَسْأَلوا‪ ،‬ق الوا‪ :‬ي ا رب‪ ،‬نري د أن ت ر َّد‬
‫نقتل في سبيلك مرةً أخ رى‪ ،‬فلم ا رأى أن ليس لهم حاج ة‬ ‫أروا َحنا في أجسا ِدنا حتى َ‬
‫تُركوا)(‪)2‬‬
‫ومنه ا م ا روي عن أم ه انئ أنه ا س ألت رس ول هللا ‪ :‬أن تزاور إذا م ْتنَ ا‪،‬‬
‫ويرى بعضنا بعضًا؟ فقال رسول هللا ‪( :‬تكون النسم ط يرًا تعل ق بالش جر‪ ،‬ح تى‬
‫دخلت كل نفس في جس ِدها)(‪)3‬‬ ‫ْ‬ ‫إذا كانوا يوم القيامة‬
‫‪ )(1‬عيون أخبار الرضا‪.274 / 1 /‬‬
‫‪ )(2‬مسلم (‪)1887‬‬
‫‪ )(3‬رواه أحمد (‪)27387‬‬
‫‪180‬‬
‫فهذه األحاديث ال تختلف عن تل ك األح اديث ال تي تص ور المالئك ة بص ورة‬
‫الحيوانات‪ ،‬مثلما يروون عن العباس بن عبد المطلب قال‪ :‬كنا بالبطحاء في عصابة‬
‫فيهم رس ول هللا ‪ ،‬فم رت س حابة‪ ،‬فق ال‪ :‬ت درون م ا ه ذه‪ ،‬ق الوا‪ :‬س حاب‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫والم زن‪ ،‬ق الوا‪ :‬والم زن‪ ،‬ق ال‪ :‬والعن ان‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬ت درون كم بع د م ا بين الس ماء‬
‫واألراضين‪ ،‬قالوا‪ :‬ال‪ ،‬قال‪ :‬إما واحدة أو اثن تين أو ثالث وس بعين س نة‪ ،‬ثم الس ماء‬
‫فوق ذلك‪ ،‬حتى عد سبع سموات‪ ،‬ثم فوق السابعة بحر بين أعاله وأسفله مثل ما بين‬
‫سماء إلى سماء‪ ،‬ثم فوق ذلك كله ثماني ة أمالك أوع ال‪ ،‬م ا بين أظالفهم إلى ركبهم‬
‫مثل ما بين سماء إلى سماء‪ ،‬ثم فوق ظهورهم العرش بين أعاله وأسفله مثل م ا بين‬
‫سماء إلى سماء‪ ،‬وهللا تعالى فوق ذلك)(‪)1‬‬
‫فك ل ه ذه األح اديث من األوه ام ال تي وض عتها الفئ ة الباغي ة لتص رف عن‬
‫المعاني القرآنية‪ ،‬وتمأل القلوب نفرة منها‪ ..‬ولذلك كان فيما ورد في الق رآن الك ريم‪،‬‬
‫غنى عن أكثر تلك التفاصيل التي يوردونها‪.‬‬
‫فالقرآن الكريم يكتفي بذكر النعيم العظيم الذي يجده هؤالء المقربون بمختلف‬
‫أصنافهم‪ ،‬وي ذكر ف رحهم الش ديد ب ه‪ ،‬وي ذكر حي اتهم الحقيقي ة‪ ،‬ويكتفي ب ذلك‪ ،‬ألن‬
‫التفاصيل المرتبطة بذلك العالم ال يمكن لمن في هذا العالم أن يدركها‪.‬‬
‫وقد أشار اإلمام الصادق إلى هذا المع نى عن دما س ئل عن أرواح المؤم نين‪،‬‬
‫فقال‪( :‬في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها‪ ،‬ويش ربون من ش رابها‪ ،‬ويقول ون‬
‫ربّنا أقم لنا الساعة‪ ،‬وانجز لنا ما وعدتنا)‪ ،‬وسئل عن أرواح المشركين‪ ،‬فق ال‪( :‬في‬
‫النار يعذبون‪ ،‬ويقولون ربّنا ال تقم لنا الساعة وال تنجز لنا ما وعدتنا)(‪ ،)2‬وهذا ي دل‬
‫على أن لهم أجسادهم الخاصة بهم‪ ،‬ولم يوضعوا في حواصل الطيور وغيرها‪.‬‬
‫بل قد روي ما ي دل على إنك اره لتل ك الرواي ات‪ ،‬فق د قي ل ل ه‪( :‬جعلت ف داك‬
‫أن أرواح المؤمنين في حواصل طي ور خض ر ح ول الع رش)‪ ،‬فق ال‪( :‬ال‪،‬‬ ‫يروون ّ‬
‫الم ؤمن أك رم على هللا من أن يجع ل روح ه في حوص لة ط ير‪ ،‬لكن في أب دان‬
‫كأبدانهم)(‪ ،)3‬وفي رواي ة‪( :‬ف إذا قبض ه هللا ع ز وج ل ص يّر تل ك ال روح في ق الب‬
‫كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون‪ ،‬فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الص ورة ال تي‬
‫كانت في الدنيا)(‪)4‬‬
‫النموذج الثالث‪:‬‬
‫ما ورد في األحاديث المرتبط ة بج زاء غ ير المكلفين‪ ،‬وال تي يمكن أن نقب ل‬
‫منها االختبار اإللهي ألولئك الذين لم يتح لهم التكليف في الدنيا‪ ،‬ولكنا ال نستطيع أن‬
‫نقبل منها ما عدا ذلك لمخالفته لقيم العدالة والرحمة اإللهية‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يروى أن رسول هللا ‪ ‬قال‪(:‬أربعة يمتحنون يوم القيام ة‪ :‬رج ل أص م‬
‫‪ )(1‬رواه وأبو داود في سننه‪ ،)93 /5( ،‬والدارمي في الرد على بشر المريسي‪ /‬ص ‪...448‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،269 / 6 :‬الحديث ‪ 122‬و‪.126‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار‪.268 / 6 :‬‬
‫‪ )(4‬بحار األنوار‪.270 / 6 :‬‬
‫‪181‬‬
‫ال يسمع‪ ،‬ورجل أحمق‪ ،‬ورجل هرم‪ ،‬ورجل مات في الفترة‪ ،‬أما األص م فيق ول‪ :‬ي ا‬
‫رب قد جاء اإلسالم وما أسمع شيئا‪ ،‬وأما األحم ق فيق ول‪ :‬ي ا رب ق د ج اء اإلس الم‬
‫والصبيان يرمونني بالبعر‪ ،‬وأما الهرم فيق ول‪ :‬ي ا رب ق د ج اء اإلس الم وم ا أعق ل‬
‫شيئا‪ ،‬وأما الذي مات في الفترة فيقول‪ :‬ما أتاني لك رسول‪ ،‬فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه‪،‬‬
‫فيرسل إليهم رسوال أن ادخلوا النار)(‪)1‬‬
‫ون رى أن الح ديث إلى ه ذا المح ل يمكن قبول ه‪ ،‬لكن اإلض افة ال واردة في‬
‫الحديث‪ ،‬وهي‪( :‬فوالذي نفسي بيده لو دخلوه ا لك انت عليهم ب ردا وس الما‪ ،‬ومن لم‬
‫ي دخلها س حب إليه ا) تتن افى م ع الرحم ة اإللهي ة‪ ،‬ذل ك أن الج زاء اإللهي مرتب ط‬
‫بموقفهم من ذلك االختبار‪.‬‬
‫وي دل له ذا م ا روي أن ه ‪ ‬ق ال‪(:‬إذا ك ان ي وم القيام ة ج اء أه ل الجاهلي ة‬
‫يحملون أوثانهم على ظه ورهم‪ ،‬فيس ألهم ربهم ع ز وج ل فيقول ون‪ :‬لم ترس ل إلين ا‬
‫رسوال ولم يأتنا لك أمر‪ ،‬ولو أرسلت إلينا رسوال لكنا أط وع عب ادك‪ ،‬فيق ول ربهم‪:‬‬
‫أرايتم إن أمرتكم بأمر تطيعونه؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬فيأمرهم أن يعبروا جهنم في دخلونها‬
‫فينطلقون حتى إذا دنوا منها سمعوا لها تغيظا وزفيرا فيرجعون إلى ربهم فيقول ون‪:‬‬
‫ربنا أخرجنا منها‪ ،‬فيقول‪ :‬ألم تزعم وا أني إن أم رتكم ب أمر تطيع وني‪ ،‬فيأخ ذ على‬
‫ذلك من مواثيقهم فيقول‪ :‬اعمدوا لها فينطلقون حتى إذا رأوها فرقوا فرجعوا فق الوا‪:‬‬
‫ربنا! فرقنا منها وال نستطيع أن ندخلها‪ ،‬فيقول‪ :‬ادخلوها داخ رين)‪ ،‬ق ال رس ول هللا‬
‫‪(:‬فلو دخلوها أول مرة كانت عليهم بردا وسالما)(‪)2‬‬
‫‪ .2‬ماروي أن رسول هللا ‪ ‬قال‪(:‬يؤتى يوم القيامة بالممسوخ عقال وبالهالك‬
‫في الفترة وبالهالك صغيرا‪ ،‬فيقول الممسوخ عقال‪ :‬يا رب لو آتيتني عقال ما كان م ا‬
‫آتيته عقال بأسعد بعقله مني‪ ،‬ويقول الهالك في الفترة‪ :‬لو أتاني منك عهد ما ك ان من‬
‫أتاه منك عهد بأسعد بعهدك مني‪ ،‬ويقول الهالك صغيرا‪ :‬يا رب لو آتيتني عم را م ا‬
‫ك ان من آتيت ه عم را بأس عد بعم ره م ني‪ ،‬فيق ول ال رب س بحانه‪ :‬إني آم ركم ب أمر‬
‫أفتطيعوني؟ فيقولون‪ :‬نعم وعزت ك فيق ول‪ :‬اذهب وا ف ادخلوا الن ار‪ ،‬ول و دخلوه ا م ا‬
‫ض رهم‪ ،‬فتخ رج عليهم ق وابس يظن ون أنه ا ق د أهلكت م ا خل ق هللا ع ز وج ل من‬
‫شيء‪ ،‬فيأمرهم فيرجعون س راعا يقول ون‪ :‬خرجن ا ي ا رب وعزت ك نري د دخوله ا‪،‬‬
‫فخرجت علينا قوابس ظننا أنها قد أهلكت ما خلق هللا عز وجل من ش يء‪ ،‬في أمرهم‬
‫الثانية‪ ،‬فيرجعون كذلك فيقولون مث ل ق ولهم فيق ول هللا ع ز وج ل س بحانه‪ :‬قب ل أن‬
‫تخلقوا علمت م ا أنتم ع املون وعلى علمي خلقتكم وإلى علمي تص يرون ض ميهم‪،‬‬
‫فتأخذهم النار)(‪)3‬‬
‫ثانيا ـ األحاديث المردودة المتعارضة مع العدالة‪:‬‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد (‪)16301‬‬
‫‪ )(2‬رواه البزار وابن مردويه‪ ،‬جمع الجوامع ‪1/769‬‬
‫‪ )(3‬رواه الطبراني في الكب ير (‪ )84 - 83 /20‬واألوس ط (‪ )7951‬ومس ند الش اميين (‪ )2205‬وأب و نعيم في‬
‫الحلية (‪ 127 /5‬و‪)306 - 305 /9‬‬
‫‪182‬‬
‫وهي األحاديث التي تتعارض مع كل تل ك الزواج ر ال تي وردت في الق رآن‬
‫الكريم والسنة المطهرة وأح اديث أئم ة اله دى‪ ،‬ب ل تجع ل منه ا مج رد تهدي دات ال‬
‫حقيقة لها‪.‬‬
‫وهذه بعض النماذج عنها‪ ،‬والتي ورد بعضها في المصادر السنية‪ ،‬وبض عها‬
‫في المصادر الشيعية‪ ،‬وبعضها ورد في كال المصدرين‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫من النماذج واألمثلة على ما ورد في المصادر السنية‪:‬‬
‫النموذج األول‪:‬‬
‫وهي األحاديث الكثيرة الواردة في الشفاعة‪ ،‬والمشوهة لمفهومه ا‪ ،‬حيث أنه ا‬
‫تتعارض تماما مع كل الزواجر القرآنية‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ما ورد في الح ديث أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬ف أنطلق فاس تأذن على ربي‬
‫فيؤذن لي‪ ،‬فأقوم بين يديه فأحمده بمحامد ال أق در عليه ا اآلن يلهمنيه ا هللا‪ ،‬ثم أخ ر‬
‫لربنا ساجدا فيقول‪ :‬يا محم ٌد‪ :‬ارفع رأسك وقل يسمع لك‪ ،‬وسل تعطه واش فع تش فع‪،‬‬
‫فأقول‪ :‬يا رب أمتي أمتي‪ ،‬فيق ال‪ :‬انطل ق فمن ك ان في قلب ه مثق ال حب ة من ب رة أو‬
‫ش عيرة من إيم ان فأخرج ه منه ا‪ ،‬ف أنطلق فأفع ل‪ ،‬ثم أع ود إلى ربي فأحم ده بتل ك‬
‫المحامد‪ ،‬ثم أخر له ساجدا‪ ،‬فيقال لي‪ :‬يا محم ٌد ارف ع رأس ك وق ل يس مع ل ك وس ل‬
‫تعطه واشفع تشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب أمتي أمتي‪ ،‬فيق ال لي‪ :‬انطل ق فمن ك ان في قلب ه‬
‫مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار‪ ،‬فأنطلق فأفعل)(‪)1‬‬
‫‪ .2‬وفي رواية‪( :‬ثم أرجع إلى ربي في الرابعة فأحمده بتل ك المحام د ثم أخ ر‬
‫له ساجدا‪ ،‬فيقال لي‪ :‬يا محم ٌد ارفع رأس ك‪ ،‬وق ل‪ :‬يس مع ل ك‪ ،‬وس ل تعط ه‪ ،‬واش فع‬
‫تشفع‪ ،‬فأقول‪ :‬يا رب! ائذن لي فيمن قال‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬ق ال‪ :‬فليس ذل ك إلي ك ولكن‬
‫وعزتي‪ ،‬وكبريائي‪ ،‬وعظمتي وجبريائي ألخرجن منها من قال‪ :‬ال إله إال هللا)(‪)2‬‬
‫‪ .3‬وفي رواية‪( :‬فيأتون فيقولون‪ :‬يا محم ٌد أنت رسول هللا وخاتم النبيين‪ ،‬وق د‬
‫غفر هللا لك ما تقدم من ذنبك وما ت أخر‪ ،‬اش فع لن ا إلى رب ك‪ ،‬أال ت رى إلى م ا نحن‬
‫فيه؟ ف أنطلق ف آتى تحت الع رش ف أخر س اجدا ل ربي‪ ،‬ثم يفتح هللا علي من محام ده‬
‫وحس ن الثن اء علي ه ش يئا لم يفتح ه هللا على أح د قبلي‪ ،‬ثم يق ال‪ :‬ي ا محم ٌد!‪ ..‬ارف ع‬
‫رأسك‪ ،‬سل تعط‪ ،‬واشفع تشفع‪ ،‬فأرفع رأس ي ف أقول‪ :‬أم تي ي ا رب‪ ،‬أم تي ي ا رب‪،‬‬
‫أمتي يا رب‪ ،‬فيقال‪ :‬يا محم ٌد! أدخل من أمتك من ال حساب عليهم من الب اب األيمن‬
‫من أبواب الجنة‪ ،‬وهم شركاء الناس فيم ا س وى ذل ك من األب واب‪ ،‬ثم ق ال‪ :‬وال ذي‬
‫نفسي بيده إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كم ا بين مك ة وهج ر‪ ،‬أو كم ا‬
‫بين مكة وبصرى) (‪)3‬‬
‫‪ .4‬ما ورد في الحديث أن رسول هللا ‪ ‬تال قول هللا ع ز وج ل في إب راهيم‪:‬‬
‫‪ )(1‬البخاري (‪ ،)7510‬ومسلم (‪)193‬‬
‫‪ )(2‬البخاري (‪ ،)7510‬ومسلم (‪)193‬‬
‫‪ )(3‬البخاري (‪ ،)4712‬ومسلم (‪ ،)194‬والترمذي (‪)2434‬‬
‫‪183‬‬
‫ك َغفُ و ٌر‬ ‫َص انِي فَإِنَّ َ‬
‫اس فَ َم ْن تَبِ َعنِي فَإِنَّهُ ِمنِّي َو َم ْن ع َ‬ ‫ض لَ ْلنَ َكثِ يرًا ِمنَ النَّ ِ‬
‫﴿ َربِّ إِنَّه َُّن أَ ْ‬
‫َر ِحي ٌم﴾ [إبراهيم‪ ،]36 :‬وقال عيسى عليه السالم‪﴿ :‬إِ ْن تُ َع ِّذ ْبهُ ْم فَإِنَّهُ ْم ِعبَا ُدكَ َوإِ ْن تَ ْغفِرْ‬
‫لَهُ ْم فَإِنَّكَ أَ ْنتَ ْال َع ِزي ُز ْال َح ِكي ُم ﴾ [المائدة‪ ،]118 :‬فرفع يديه وقال‪( :‬اللهم أمتي أمتي)‪،‬‬
‫وبكى‪ ،‬فق ال هللا ع ز وج ل‪( :‬ي ا جبري ل اذهب إلى محم د‪ ،‬ورب ك أعلم‪ ،‬فس له م ا‬
‫يبكيك؟) فأتاه جبريل عليه الصالة والسالم‪ ،‬فسأله ف أخبره رس ول هللا ‪ ‬بم ا ق ال‪،‬‬
‫وهو أعلم‪ ،‬فقال هللا‪( :‬يا جبريل‪ ،‬اذهب إلى محمد‪ ،‬فقل‪ :‬إنا سنرضيك في أمتك‪ ،‬وال‬
‫نسوؤك)(‪)1‬‬
‫فهذا الحديث‪ ،‬والذي قد يستدل ب ه على رحم ة رس ول هللا ‪ ‬بأمت ه‪ ،‬إال أن ه‬
‫يسيء في نفس ال وقت لرحم ة هللا تع الى‪ ،‬ذل ك أن رحم ة هللا تع الى بخلق ه واح دة‪،‬‬
‫وهي بحسب أعمالهم‪ ،‬ال بحسب األمم التي ينتسبون إليها‪ ..‬باإلض افة إلى أن رحم ة‬
‫رسول هللا ‪ ‬بالعالمين جميعا‪ ،‬وليست خاصة بأمته فقط‪.‬‬
‫‪ .5‬م ا ورد في الح ديث من تص نيف الش فعاء بحس ب أنس ابهم وبل دانهم‪ ،‬ال‬
‫بحسب أعمالهم‪ ،‬ومنها ما روي أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬أول من أشفع ل ه من أم تي‬
‫أهل بيتي‪ ،‬ثم األقرب ف األقرب من ق ريش واألنص ار‪ ،‬ثم من آمن بي‪ ،‬واتبع ني من‬
‫أهل اليمن‪ ،‬ثم من سائر العرب‪ ،‬ثم األعاجم‪ ،‬وأول من أشفع له أولو الفضل)(‪)2‬‬
‫ومثله ما يروونه عنه ‪ ‬أنه قال‪( :‬أول من أشفع ل ه من أم تي أه ل المدين ة‪،‬‬
‫وأهل مكة‪ ،‬وأهل الطائف)(‪)3‬‬
‫وقريب منهما ما يروى أن رسول هللا ‪ ‬قال‪( :‬الحاج يشفع فى أربعمائة من‬
‫أهل بيته ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)(‪)4‬‬
‫‪ .6‬ما رواه عقبة بن عامر قال‪ :‬جئت في اثني عشر راكبا ً حتى حللنا برسول‬
‫هللا ‪ ‬فقال أصحابي‪ :‬من يرعى إبلنا وننطلق فنقتبس من رسول هللا ‪ ،‬ف إذا راح‬
‫اقتبسناه م ا س معنا من رس ول هللا ‪‬؟ فقلت‪ :‬أن ا‪ ،‬ثم قلت في نفس ي‪ :‬لعلي مغب ون‪،‬‬
‫يسمع أصحابي ما ال أسمع من نبي هللا ‪ ،‬فحضرت يوما ً فسمعت رجالً قال‪ :‬ق ال‬
‫رسول هللا ‪( :‬من توضأ وضوء ك امالً ثم ق ام إلى ص الة ك ان من خطيئت ه كي وم‬
‫ولدت ه أم ه)‪ ،‬فتعجبت من ذل ك‪ ،‬فق ال عم ر بن الخط اب‪ :‬فكي ف ل و س معت الكالم‬
‫ي جعلني هللا فداءك‪ ،‬فقال عم ر بن الخط اب‪:‬‬ ‫اآلخر كنت أشد عجباً! فقلت‪ :‬أردد عل َّ‬
‫إن نبي هللا ‪ ‬قال‪( :‬من مات اليشرك باهلل ش يئا ً فتحت ل ه أب واب الجن ة ي دخل من‬
‫أيها شاء‪ ،‬ولها ثمانية أبواب)(‪)5‬‬
‫‪ .7‬ما روي أن النبي ‪ ‬قال‪( :‬أمر بقوم من أمتي قد أمر بهم إلى النار‪ ،‬ق ال‪:‬‬
‫فيقولون‪ :‬يا محمد ننشدك الشفاعة‪ ،‬قال‪ :‬ف آمر المالئك ة أن يقف وا بهم‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أنطلق‬
‫‪ )( 1‬رواه مسلم (‪)202( - 346 )191 /1‬‬
‫‪ )(2‬الطبراني في الكبير (‪)12/421/13550‬‬
‫‪ )(3‬الطبراني في الكبير (‪)13550/ 421 /12‬‬
‫‪ )(4‬رواه البزار (‪ ،8/169‬رقم ‪ )3196‬قال الهيثمى (‪)3/211‬‬
‫‪)(5‬رواه الطبراني في األوسط‪ ،‬وابن عساكر (‪)40/495‬‬
‫‪184‬‬
‫واستأذن على الرب عز وجل فيأذن لي فأسجد وأقول‪ :‬يا رب قوم من أمتي ق د أم ر‬
‫بهم إلى النار‪ ،‬قال‪ :‬فيقول لي‪ :‬انطل ق ف أخرج منهم ق ال‪ :‬ف انطلق وأخ رج منهم من‬
‫شاء هللا أن أخرج‪)1()..‬‬
‫‪ .8‬م ا روي أن الن بي ‪ ‬ق ال‪( :‬فيق ول هللا تع الى‪ :‬ش فعت المالئك ة‪ ،‬وش فع‬
‫النبيون‪ ،‬وش فع المؤمن ون‪ ،‬ولم يب ق إال أرحم ال راحمين‪ ،‬فيقبض قبض ة من الن ار‪،‬‬
‫فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط) (‪)2‬‬
‫هّللا‬
‫‪ .9‬م ا ورد في ح ديث الش فاعة الطوي ل‪(:‬يق ول ع َّز وج َّل ارجع وا فمن‬
‫وجدتم في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجوه من الن ار)(‪)3‬؛ وفي لف ظ آخ ر‪:‬‬
‫(أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان فأخرجوه من النار‪ ،‬فيخرجون خلقا ً كثيرا)‪،‬‬
‫‪ .10‬ما ورد في الحديث‪( :‬أت انى جبري ل فبش رنى أن ه من م ات من أمت ك ال‬
‫يشرك باهلل شيئا دخل الجنة فقلت‪ :‬وإن زنى وإن سرق؟ ق ال‪ :‬وإن زنى وإن س رق)‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .11‬ما ورد في حديث‪( :‬أتانى جبريل‪ ،‬فخ يرنى بين الش فاعة وبين أن يغف ر‬
‫لنصف أمتى‪ ،‬فاخترت الشفاعة‪ ،‬فقيل‪ :‬اشفع لنا فقال‪ :‬شفاعتى لكم‪ ،‬فلما أكثروا عليه‬
‫قال‪( :‬من لقى هللا يشهد أن ال إله إال هللا دخل الجنة)(‪)5‬‬
‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫وهو ما يطلق عليه حديث الشفاعة الطويل‪ ،‬وقد ذكرنا في مح ال أخ رى‪ ،‬أن ا‬
‫ال نتجرأ على رده جميعا‪ ،‬لكنا ال نستطيع أن نقبله كذلك جميعا‪.‬‬
‫ونص الحديث هو ما حدث به أبو هري رة أن رس ول هللا ‪( ‬أتي بلحم فرف ع‬
‫إليه الذراع‪ ،‬وكانت تعجبه‪ ،‬فنهش منها نهشة‪ ،‬ثم قال‪ :‬أن ا س يد الن اس ي وم القيام ة‪،‬‬
‫وهل تدرون مم ذلك؟ يجمع هللا الناس األولين واآلخرين في ص عيد واح د‪ ،‬يس معهم‬
‫الداعي وينفذهم البصر‪ ،‬وتدنو الشمس‪ ،‬فيبلغ الناس من الغم والكرب ما ال يطيق ون‬
‫وال يحتملون‪ ،‬فيقول الناس‪ :‬أال ت رون م ا ق د بلغكم‪ ،‬أال تنظ رون من يش فع لكم إلى‬
‫ربكم؟ فيقول بعض الناس لبعض‪ :‬عليكم بآدم‪ ،‬فيأتون آدم عليه الس الم فيقول ون ل ه‪:‬‬
‫أنت أبو البشر‪ ،‬خلقك هللا بيده‪ ،‬ونفخ فيك من روح ه‪ ،‬وأم ر المالئك ة فس جدوا ل ك‪،‬‬
‫اشفع لنا إلى ربك‪ ،‬أال ترى إلى ما نحن فيه‪ ،‬أال ترى إلى ما قد بلغنا؟ فيقول آدم‪ :‬إن‬
‫ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله‪ ،‬ولن يغض ب بع ده مثل ه‪ ،‬وإن ه ق د‬
‫نهاني عن الشجرة فعصيته‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬اذهب وا إلى غ يري‪ ،‬اذهب وا إلى‬
‫نوح‪ ،‬فيأتون نوحا فيقولون‪ :‬ي ا ن وح‪ ،‬إن ك أنت أول الرس ل إلى أه ل األرض‪ ،‬وق د‬
‫سماك هللا عبدا شكورا‪ ،‬اش فع لن ا إلى رب ك‪ ،‬أال ت رى إلى م ا نحن في ه؟ فيق ول‪ :‬إن‬

‫‪ )(1‬رواه ابن أبي الدنيا في كتاب األهوال‪.‬‬


‫‪ )(2‬قطعة من حديث مطول رواه مسلم ورقمه (‪)183‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخارى (‪ ،6/2721‬رقم ‪ ،)7049‬ومسلم (‪ ،1/94‬رقم ‪)94‬‬
‫‪ )(5‬رواه أحمد (‪ 4/404‬رقم ‪ )19634‬والطبرانى فى الصغير (‪ 2/62‬رقم ‪)784‬‬
‫‪185‬‬
‫ربي عز وجل قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثل ه ولن يغض ب بع ده مثل ه‪،‬‬
‫وإن ه ق د ك انت لي دع وة دعوته ا على ق ومي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬اذهب وا إلى‬
‫غيري‪ ،‬اذهبوا إلى إبراهيم‪ ،‬فيأتون إبراهيم فيقولون‪ :‬يا إبراهيم أنت نبي هللا وخليل ه‬
‫من أهل األرض‪ ،‬اشفع لنا إلى ربك أال ت رى إلى م ا نحن في ه؟ فيق ول لهم‪ :‬إن ربي‬
‫قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله‪ ،‬ولن يغض ب بع ده مثل ه‪ ،‬وإني ق د كنت‬
‫كذبت ثالث كذبات ـ فذكرهن أبو حيان في الحديث ـ نفس ي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬اذهب وا‬
‫إلى غيري‪ ،‬اذهبوا إلى موسى فيأتون‪ ،‬موسى فيقولون‪ :‬ي ا موس ى أنت رس ول هللا‪،‬‬
‫فضلك هللا برسالته وبكالمه على الناس‪ ،‬اش فع لن ا إلى رب ك‪ ،‬أال ت رى إلى م ا نحن‬
‫فيه؟ فيقول‪ :‬إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله‪ ،‬ولن يغض ب بع ده‬
‫مثله‪ ،‬وإني قد قتلت نفسا لم أومر بقتلها‪ ،‬نفس ي نفس ي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬اذهب وا إلى غ يري‪،‬‬
‫اذهبوا إلى عيسى ابن مريم‪ ،‬في أتون عيس ى‪ ،‬فيقول ون‪ :‬ي ا عيس ى أنت رس ول هللا‪،‬‬
‫وكلمته ألقاها إلى م ريم وروح من ه‪ ،‬وكلمت الن اس في المه د ص بيا‪ ،‬اش فع لن ا إلى‬
‫ربك‪ ،‬أال ترى إلى ما نحن فيه؟ فيقول عيس ى‪ :‬إن ربي ق د غض ب الي وم غض با لم‬
‫يغضب قبله مثله قط‪ ،‬ولن يغضب بعده مثله‪ ،‬ولم يذكر ذنبا‪ ،‬نفسي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬نفس ي‪،‬‬
‫اذهبوا إلى غيري اذهبوا إلى محمد‪ ،‬فيأتون محمدا فيقول ون‪ :‬ي ا محم د أنت رس ول‬
‫هللا وخاتم األنبياء‪ ،‬وقد غفر هللا لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر‪ ،‬اشفع لن ا إلى رب ك‪،‬‬
‫أال ترى إلى ما نحن فيه؟ فأنطلق فآتي تحت العرش‪ ،‬فأقع ساجدا ل ربي ع ز وج ل‪،‬‬
‫ثم يفتح هللا علي من محامده وحس ن الثن اء علي ه ش يئا‪ ،‬لم يفتح ه على أح د قبلي‪ ،‬ثم‬
‫يقال‪ :‬يا محمد ارفع رأسك سل تعطه‪ ،‬واشفع تشفع ف أرفع رأس ي‪ ،‬ف أقول‪ :‬أم تي ي ا‬
‫رب‪ ،‬أمتي ي ا رب‪ ،‬أم تي ي ا رب‪ ،‬فيق ال‪ :‬ي ا محم د أدخ ل من أمت ك من ال حس اب‬
‫عليهم من الباب األيمن من أب واب الجن ة‪ ،‬وهم ش ركاء الن اس فيم ا س وى ذل ك من‬
‫األبواب‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة‪ ،‬كما‬
‫بين مكة وحمير‪ ،‬أو كما بين مكة وبصرى)(‪)1‬‬
‫ومن أهم االنتقادات الموجهة لهذا الحديث‪:‬‬
‫أوال ـ أن أهل المحشر ـ كما ذكرت النص وص المقدس ة ـ متف اوتون ج دا في‬
‫نعيمهم وع ذابهم بحس ب أعم الهم المجس دة لهم‪ ،‬ول ذلك وض عهم جميع ا في مح ل‬
‫واحد‪ ،‬واعتبارهم جميعا يطلبون الش فاعة للتعجي ل بانعق اد المحكم ة اإللهي ة ـ كم ا‬
‫ورد في الرواية ـ غير صحيح‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد ورد في النصوص ما يدل على أن الزمن في اآلخ رة‬
‫يك ون مرتبط ا باألعم ال‪ ،‬ول ذلك تم ر على الم ؤمن ك ل تل ك الف ترة الطويل ة من‬
‫االنتظار قصيرة جدا ال يكاد يشعر بها‪ ،‬وقد سبق أن ذكرنا ما ورد في الح ديث عن‬
‫رسول هللا ‪ ،‬أنه قال‪( :‬يوم كان مقداره خمسين ألف س نة)‪ ،‬فقي ل‪ :‬م ا أط ول ه ذا‬
‫اليوم‪ ،‬فقال النبي ‪( :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخ ف‬
‫‪ )(1‬البخاري (‪ ،)4712‬ومسلم (‪ ،)194‬والترمذي (‪)2434‬‬
‫‪186‬‬
‫عليه من صالة مكتوبة يصليها في الدنيا)(‪ ،)1‬وفي رواية‪( :‬يهون ذلك على الم ؤمن‬
‫كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب)‪ ،‬وفي رواي ة‪( :‬إن هللا ليخف ف على من يش اء‬
‫من عباده طوله كوقت صالة مفروضة)‬
‫ولذلك نرى أن الناس المذكورين في الرواي ة ليس وا جمي ع الخل ق‪ ،‬وإنم ا هم‬
‫الكفار‪ ،‬أو ربما أولئ ك ال ذين واجه وا األنبي اء ولم يعرف وا ح رمتهم‪ ،‬لكنهم أدرك وا‬
‫قيمتها في ذلك الحين‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فإن تلك الرواية تتنافى مع هذا المشهد القرآني الذي صور‬
‫ق َم ْن‬ ‫ص ِع َ‬ ‫ور فَ َ‬ ‫الص ِ‬ ‫النفخ في الصور‪ ،‬وما يحصل بعده‪ ،‬فقد ق ال تع الى‪َ ﴿ :‬ونُفِ َخ فِي ُّ‬
‫ض إِاَّل َم ْن َش ا َء هللا ثُ َّم نُفِخَ فِي ِه أُ ْخ َرى فَ إِ َذا هُ ْم قِيَ ا ٌم‬ ‫ت َو َم ْن فِي اأْل َرْ ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫فِي َّ‬
‫الس َم َ‬
‫ض َع ال ِكتَ ابُ َو ِجي َء بِ النَّبِيِّينَ‬ ‫ْ‬ ‫ور َربِّهَ ا َو ُو ِ‬ ‫ت اأْل رْ ضُ بِنُ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يَ ْنظُ رُونَ (‪َ )68‬وأ ْش َرقَ ِ‬
‫ت َوهُ َو‬ ‫س َما َع ِملَ ْ‬ ‫ت ُكلُّ نَ ْف ٍ‬ ‫ْ‬
‫ق َوهُ ْم اَل يُظلَ ُمونَ (‪َ )69‬و ُوفِّيَ ْ‬ ‫ض َي بَ ْينَهُ ْم بِ ْال َح ِّ‬‫َوال ُّشهَدَا ِء َوقُ ِ‬
‫أَ ْعلَ ُم بِ َما يَ ْف َعلُونَ (‪[ ﴾)70‬الزمر‪]70 - 68 :‬‬
‫وبعدها أخبر هللا تعالى مباشرة عن القرار الذي يقر في ه ك ل ش خص بحس ب‬
‫ت أَب َْوابُهَ ا‬ ‫ق الَّ ِذينَ َكفَ رُوا إِلَى َجهَنَّ َم ُز َم رًا َحتَّى إِ َذا َجا ُءوهَ ا فُتِ َح ْ‬ ‫﴿و ِس ي َ‬ ‫عمله‪ ،‬فق ال‪َ :‬‬
‫ت َربِّ ُك ْم َويُ ْن ِذرُونَ ُك ْم لِقَا َء يَوْ ِم ُك ْم‬ ‫ْ‬
‫َوقَا َل لَهُ ْم َخ َزنَتُهَا أَلَ ْم يَأتِ ُك ْم ُر ُس ٌل ِم ْن ُك ْم يَ ْتلُونَ َعلَ ْي ُك ْم آيَا ِ‬
‫اب َجهَنَّ َم‬ ‫يل ا ْد ُخلُوا أَ ْب َو َ‬ ‫ب َعلَى ْال َكافِ ِرينَ (‪ )71‬قِ َ‬ ‫ت َكلِ َمةُ ْال َع َذا ِ‬ ‫هَ َذا قَالُوا بَلَى َولَ ِك ْن َحقَّ ْ‬
‫ق الَّ ِذينَ اتَّقَ وْ ا َربَّهُ ْم إِلَى ْال َجنَّ ِة ُز َم رًا‬ ‫س َم ْث َوى ْال ُمتَ َكب ِِّرينَ (‪َ )72‬و ِس ي َ‬ ‫خَالِ ِدينَ فِيهَا فَبِ ْئ َ‬
‫ت أَب َْوابُهَ ا َوقَ ا َل لَهُ ْم خَزَ نَتُهَ ا َس اَل ٌم َعلَ ْي ُك ْم ِط ْبتُ ْم فَا ْد ُخلُوهَ ا‬ ‫َحتَّى إِ َذا َجا ُءوهَ ا َوفُتِ َح ْ‬
‫ُ‬
‫ض نَتَبَ َّوأ ِمنَ ْال َجنَّ ِة‬ ‫ص َدقَنَا َو ْع َدهُ َوأَوْ َرثَنَ ا اأْل َرْ َ‬ ‫خَالِ ِدينَ (‪َ )73‬وقَالُوا ْال َح ْم ُد هَّلِل ِ الَّ ِذي َ‬
‫ْث نَ َشا ُء فَنِ ْع َم أَجْ ُر ْال َعا ِملِينَ (‪[ ﴾)74‬الزمر‪]74 - 71 :‬‬ ‫َحي ُ‬
‫ثانيا ـ أن الحديث يذكر معنى خطيرا ال يتناس ب م ع عظم ة هللا‪ ،‬وال م ع م ا‬
‫ورد في النصوص المقدس ة عن رحم ة هللا في اآلخ رة‪ ،‬ففي ه‪( :‬إن ربي ق د غض ب‬
‫اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله‪ ،‬ولن يغضب بعده مثله)‬
‫فهل يمكن أن تكون رحمة هللا التي وسعت كل شيء قد زالت في ذلك الحين‪،‬‬
‫وحل بدلها الغضب‪ ..‬أم أن رحمة هللا تع الى موج ودة في ك ل حين‪ ،‬كم ا أن غض به‬
‫موجود في كل حين‪ ..‬ولكن االختالف بحسب القابل والمحل‪ ..‬أما هللا ف أعظم من أن‬
‫تغيره األحوال‪ ،‬أو تجري عليه األحداث؟‬
‫مع أن رسول هللا ‪ ‬نفسه ذكر في الحديث أن رحمة هللا تع الى في اآلخ رة‪،‬‬
‫وبحسب القابل لها‪ ،‬تكون أعظم ظهورا من رحمته في ال دنيا‪ ،‬لض يق وع اء ال دنيا‪،‬‬
‫كما ورد في الح ديث‪( :‬إن هللا خل ق مائ ة رحم ة‪ ،‬رحم ة منه ا قس مها بين الخالئ ق‬
‫وتسعة وتسعين إلى يوم القيامة)(‪)2‬‬
‫ثالثا ـ من التفاصيل التي وردت في الرواية‪ ،‬والتي ال ن رى مناس بة له ا‪ ،‬م ا‬

‫‪ )(1‬رواه أبو يعلى والبيهقي في الشعب‪ ،‬انظر‪ :‬المغني عن حمل األسفار (ص‪)1901 /‬‬
‫‪ )(2‬رواه الطبرانى (‪ ،11/374‬رقم ‪ )12047‬قال الهيثمى (‪ /)10/214‬رواه الطبرانى والبزار‪ ،‬وإسناده حسن‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫ذكره من أن األنبياء عليهم السالم يبررون عدم تقدمهم للشفاعة باهتمامهم بأنفس هم‪،‬‬
‫وذلك غير صحيح‪ ،‬فاألنبي اء ممتلئ ون رحم ة ب الخلق‪ ،‬مثلهم مث ل رس ول هللا ‪..‬‬
‫ولذلك يستحيل أن يكون ذلك هو السبب‪.‬‬
‫ومث ل ذل ك ادع اؤهم أن لهم أخط اء تح ول بينهم وبين ال دعاء‪ ،‬وذل ك غ ير‬
‫صحيح أيضا‪ ،‬فال يكون الن بي نبي ا ح تى يك ون عارف ا باهلل‪ ،‬والع ارف باهلل يعلم أن‬
‫رحمة هللا أوسع من أن تضيق بخاطئ‪.‬‬
‫أما ما نراه في هذا في ح ال ص حته‪ ،‬فه و أن األنبي اء عليهم الس الم في ذل ك‬
‫المحل تبع لرسول هللا ‪ ،‬كما ورد في الحديث‪( :‬لو أن موسى كان حي ا م ا وس عه‬
‫ق‬ ‫﴿وإِ ْذ أَخَ َذ هللا ِميثَ ا َ‬ ‫إال أن يتبعنى)(‪ ،)1‬بل كما نص على ذلك بصراحة قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ق لِ َم ا َم َع ُك ْم لَتُ ْؤ ِمنُ َّن بِ ِه‬
‫ص ِّد ٌ‬ ‫ب َو ِح ْك َم ٍة ثُ َّم َج ا َء ُك ْم َر ُس و ٌل ُم َ‬
‫النَّبِيِّينَ لَ َما آتَ ْيتُ ُك ْم ِم ْن ِكتَا ٍ‬
‫اش هَدُوا َوأَنَ ا‬ ‫ال فَ ْ‬ ‫ص ِري قَ الُوا أَ ْق َررْ نَ ا قَ َ‬ ‫ال أَأَ ْق َررْ تُ ْم َوأَخَ ْذتُ ْم َعلَى َذلِ ُك ْم إِ ْ‬
‫ص ُرنَّهُ قَ َ‬ ‫َولَتَ ْن ُ‬
‫اس قُونَ ﴾ [آل عم ران‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الش ا ِه ِدينَ (‪ )81‬فَ َم ْن تَ َولَّى بَ ْع َد َذلِ كَ فَأولَئِ كَ هُ ُم ْالفَ ِ‬ ‫َم َع ُك ْم ِمنَ َّ‬
‫‪]82 ،81‬‬
‫ولهذا فإن األنبياء عليهم السالم في ذلك المحل الذي طلب منهم فيه دع وة هللا‬
‫تع الى أرس لوا من طلب منهم ذل ك إلى رس ول هللا ‪ ‬ال باعتب ارهم خ اطئين‪ ،‬وال‬
‫باعتبار حرص هم على أنفس هم‪ ،‬وإنم ا باعتب ار رس ول هللا ‪ ‬في ذل ك المح ل ه و‬
‫اإلمام الذي ال يصح أن يتقدم عليه أحد‪.‬‬
‫والعجب أن هذا الحديث يذكر أن نوحا علي ه الس الم أعط اه هللا تع الى دع وة‬
‫واحدة‪ ،‬وأن نصيبه من الدعاء قد انتهى‪ ،‬كما ورد في الح ديث‪( :‬وإن ه ق د ك انت لي‬
‫دعوة دعوتها على قومي)‪ ،‬فهل ن زل ك رم هللا إلى ه ذه الدرج ة بحيث يمنح لعب اده‬
‫المقربين دعوة واحدة‪.‬‬
‫ثم إنا نرى هللا تعالى يثني على نوح عليه السالم‪ ،‬ويث ني على م ا ق ام ب ه من‬
‫الدعاء على قومه‪ ،‬فكيف نض رب الق رآن به ذا الح ديث ال ذي ي وهم أن نوح ا علي ه‬
‫السالم أخطأ في الدعاء على قومه‪.‬‬
‫وهكذا نرى الحديث يرمي إب راهيم علي ه الس الم بالك ذب‪ ،‬ب ل بثالث ك ذبات‬
‫خطيرة‪ ،‬وأن تلك الكذبات حالت بينه وبين أن يدعو هللا‪..‬‬
‫بناء على هذا؛ فإن الج زء الم تيقن في ه ذا الح ديث إثب ات الش فاعة العظمى‬
‫لرس ول هللا ‪ ،‬بع د المعان اة الطويل ة ال تي يعانيه ا المنحرف ون عن ه في االنتظ ار‬
‫والبحث عمن يتكفل بذلك‪.‬‬
‫وهي نوع من الدروس المقدمة لهم في هذا المجال‪ ،‬ألن أساس اإلجرام ال ذي‬
‫وقع فيه المنحرفون االنح راف عن األنبي اء وع دم تعزي رهم وتوق يرهم وط اعتهم‪،‬‬
‫ولذلك يكتشفون في ذلك الموقف قيمتهم‪ ،‬وأهم تيهم‪ ،‬ويعرف ون م دى نص حهم‪ ،‬كم ا‬
‫ت َم َع‬ ‫أشار إلى ذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬ويَوْ َم يَ َعضُّ الظَّالِ ُم َعلَى يَ َد ْي ِه يَقُ و ُل يَ الَ ْيتَنِي اتَّخَ ْذ ُ‬
‫‪ )(1‬رواه أحمد (‪ ،3/387‬رقم ‪ )15195‬قال الهيثمى (‪ /)1/174‬رواه أحمد‪ ،‬وأبو يعلى‪ ،‬والبزار‪.‬‬
‫‪188‬‬
‫ال َّرسُو ِل َسبِياًل ﴾ [الفرقان‪]27 :‬‬
‫النموذج الثالث‪:‬‬
‫ما ورد في األحاديث المرتبطة بغير المكلفين والمنافية للعدالة‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫‪ .1‬ما روي أن رسول هللا ‪ ‬سئل عن أوالد المسلمين أين هم؟‪ ،‬فقال‪(:‬في الجنة)‬
‫وسئل عن أوالد المشركين أين هم ي وم القيام ة؟‪ ،‬فق ال‪(:‬في الن ار)‪ ،‬فقي ل ل ه‪(:‬لم ي دركوا‬
‫األعمال ولم تجر عليهم األقالم) قال‪(:‬ربك أعلم بما كانوا عاملين‪ ،‬والذي نفس ي بي ده لئن‬
‫شئت أسمعتك تضاغيهم في النار) (‪)1‬‬
‫‪ .2‬ما روي عن سلمة بن يزيد الجعفي‪ :‬ق ال‪ :‬أتيت أن ا وأخي رس ول هللا ‪،‬‬
‫فقلنا‪(:‬إن أمنا ماتت في الجاهلية‪ ،‬وكانت تقري الضيف‪ ،‬وتصل الرحم‪ ،‬فه ل ينفعه ا‬
‫من عملها ذلك شيء؟)‪ ،‬قال‪(:‬ال) قلنا له‪(:‬فإن أمنا وأدت أختا لنا في الجاهلية لم تبلغ‬
‫الحنث) فقال‪(:‬الموؤودة والوائدة في النار إال أن تدرك الوائدة اإلسالم فتسلم)(‪)2‬‬
‫وهذا الحديث زيادة على تناقضه مع عدالة هللا المطلقة والتي قد تدرك بالعقل‬
‫يتن اقض م ع الق رآن الك ريم ال ذي نص على أن الم ؤودة تس أل عن أي ذنب قُتلت‬
‫ليكون ذلك تهديداً لقاتلها‪ ،‬فإنه إذا س ئل المظل وم فم ا ظن الظ الم‪ ،‬ق ال تع الى‪َ ﴿:‬وإِ َذا‬
‫ت﴾ (التكوير‪ 8:‬ـ ‪)9‬‬ ‫ت بِأَيِّ َذ ْن ٍ‬
‫ب قُتِلَ ْ‬ ‫ْال َموْ ؤُو َدةُ ُسئِلَ ْ‬
‫زيادة على ذلك تصريح النصوص الص حيحة بعكس ذل ك‪ ،‬وأنه ا في الجن ة‪،‬‬
‫وقد يكون ذل ك رحم ة خاص ة به ا‪ ،‬ول ذلك ق رنت بالش هيد في قول ه ‪(:‬الن بي في‬
‫الجنة‪ ،‬والشهيد في الجنة‪ ،‬والمولود في الجنة‪ ،‬والموؤدة في الجنة)(‪)3‬‬
‫لكن لألسف‪ ،‬ومع مخالف ة ذل ك الح ديث للق رآن الك ريم‪ ،‬ولقيم العدال ة‪ ،‬حيث‬
‫تعفى الوائدة الظالم ة من الع ذاب‪ ،‬في نفس ال وقت ال ذي تتوع د الم وؤوة الص غيرة‬
‫المظلومة به‪ ،‬نجد من ي دافع عن ه‪ ،‬ال لش يء إال للح رص على أولئ ك ال رواة ال ذين‬
‫رووه‪ ،‬حتى ال يتهموا بالكذب‪.‬‬
‫ومن األمثلة على ذلك قول ابن عبد البر عند كالمه عن ه ذا الح ديث‪( :‬وه و‬
‫حديث صحيح من جهة اإلسناد إال أنه محتم ل أن يك ون خ رج على ج واب الس ائل‬
‫في عين مقصودة‪ ،‬فكانت اإلش ارة إليه ا وهللا أعلم‪ ،‬وه ذا أولى م ا حم ل علي ه ه ذا‬
‫الحديث لمعارضة اآلثار له‪ ،‬وعلى هذا يصح معناه‪ ،‬وهللا المستعان)(‪)4‬‬

‫‪ )(1‬الحديث أورده ابن حجر في اإلصابة (‪ )175 / 174‬قال البيهقي‪ :‬هذا منكر وقد خبط فيه يوسف بن عطي ة‬
‫الصفار وهو ضعيف جدا‪ .‬وهكذا ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ( ‪ )57 / 1‬وقال رواه البزار وفيه يوسف بن عطية‬
‫ال يحتج به‪ ،‬وقال ابن الجوزي‪ /‬هذا حديث ال يصح قال احمد بن حنب ل يح يى بن المتوك ل ي روي عن بهي ة اح اديث‬
‫منكرة وهو واهي الحديث وقال يح يى ليس بش يء وق ال علي والفالس والنس ائي ه و ض عيف ق ال ابن حب ان ينف رد‬
‫باشياء ليس لها اصول وقال السعدي سألت عن بهية كي اعرفها فأعيانا‪ ،‬انظر‪ :‬العلل المتناهية في األحاديث الواهية‪،‬‬
‫لعبد الرحمن بن علي بن الجوزي‪.2/924 /‬‬
‫‪ )(2‬رواه أبو داود (‪ 4717‬وأحمد (‪ )15493‬البخاري في التاريخ الكبير (‪ 4‬ص‪ )72/‬والدارقطني في العلل (‪5‬‬
‫‪)161 /‬‬
‫‪ )(3‬رواه ابن سعد (‪ )84 /7‬وأحمد (‪ 58 /5‬و‪ )409‬وأبو داود (‪)2521‬‬
‫‪ )(4‬التمهيد ‪120 / 18‬‬
‫‪189‬‬
‫وق ال ابن القيم‪( :‬الج واب الص حيح عن ه ذا الح ديث‪ :‬أن قول ه (إن الوائ دة‬
‫والموءودة في الن ار) ج واب عن تين ك الوائ دة والم وءودة‪ ،‬الل تين س ئل عنهم ا‪ ،‬ال‬
‫إخبار عن كل وائدة وموءودة‪ ،‬فبعض هذا الجنس في النار‪ ،‬وقد يكون هذا الشخص‬
‫من الجنس الذي في النار)(‪)1‬‬
‫وقال األلباني‪( :‬إن الحديث خاص بموءودة معينة وحينئذ (ال) في (الم ؤودة)‬
‫ليست لالستغراق بل للعهد‪ .‬ويؤيده قصة ابني مليكة)(‪)2‬‬
‫وغيرها من األقوال التي قيل به ا بس بب الح رص على ال رواة‪ ،‬ال على القيم‬
‫التي جاء بها القرآن الكريم‪ ،‬ودعا إلى تفعيلها في كل شيء‪.‬‬
‫‪ .3‬ما ورد من األحاديث التي تتفق م ع الرحم ة اإللهي ة إال أنه ا ال تتف ق م ع‬
‫العدالة المطلقة‪ ،‬ومن الروايات التي يروونها في هذا المج ال أن رس ول هللا‪ ‬ق ال‬
‫يحكي رؤي ا رآه ا‪(:‬فأتين ا على روض ة معتم ة فيه ا من ك ل ل ون الربي ع وإذا بين‬
‫ظهري الروضة رجل طويل ال أكاد أرى رأس ه ط وال وإذا ح ول الرج ل من أك ثر‬
‫ولدان رأيتهم قط) ثم قال‪(:‬وأما الولدان حوله فك ل مول ود م ات على الفط رة) فق ال‬
‫بعض المس لمين‪(:‬ي ا رس ول هللا وأوالد المش ركين)‪ ،‬فق ال رس ول هللا ‪(:‬وأوالد‬
‫المشركين)(‪)3‬‬
‫النموذج الرابع‪:‬‬
‫ما ورد في األحاديث الموهمة بأن هللا يع ذب من يش اء وي رحم من يش اء من‬
‫غير موازين وقوانين تضبط ذلك‪ ،‬وهو ما يتنافى مع ما ورد في الق رآن الك ريم من‬
‫العدالة اإللهية المطلقة‪.‬‬
‫ومن أمثلة تلك األحاديث ما رووه من احتج اج الجن ة والن ار‪ ،‬وأن هللا تع الى‬
‫ينشئ للنار خلقا يسكنهم إياها‪ ،‬وهذا الحديث غير محف وظ به ذه الص يغة‪ ،‬ب ل لفظ ه‬
‫الصحيح‪ ،‬ه و قول ه ‪(:‬تح اجت الجن ة والن ار‪ ،‬فق الت الن ار‪ :‬أوث رت ب المتكبرين‬
‫والمتجبرين؛ وقالت الجنة‪ :‬مالي ال يدخلني إال ضعفاء الناس وسقطهم؟ قال هللا ع َّز‬
‫وجلَّ‪ ،‬للجن ة‪ :‬أنت رحم تي أرحم ب ك من أش اء من عب ادي‪ ،‬وق ال للن ار‪ :‬إنم ا أنت‬
‫عذابي أعذب بك من أش اء من عب ادي‪ ،‬ولك ل واح دة منكم ا ملؤه ا‪ .‬فأم ا الن ار فال‬
‫تمتليء حتى يضع رجله فيها فتق ول‪ :‬ق ط ق ط فهنال ك تمتليء وي نزوي بعض ها إلى‬
‫بعض‪ ،‬وال يظلم هللا ع َّز وج َّل من خلقه أحداً‪ ،‬وأما الجنة ف إن هللا ع َّز وج َّل ينش يء‬
‫لها خلقا ً آخر)(‪)4‬‬
‫ولو فرضنا صحة ما اس تدلوا ب ه‪،‬أو فرض نا أن الم راد بالرج ل في الح ديث‬
‫خلق من خلق هللا‪ ،‬فقد يكون له ذا الخل ق خاص ية التنعم بالن ار‪ ،‬فتك ون جهنم نعيم ا‬
‫لهم‪ ،‬أو أن ال يكون لها أي تأثير عليهم‪ ،‬كما أنه ليس لها أي ت أثير على خزن ة جهنم‬
‫‪ )(1‬أحكام أهل الذمة (‪)95 /2‬‬
‫‪ )(2‬مشكاة المصابيح (‪)39 /1‬‬
‫‪ )(3‬رواه البخاري ‪ 385 / 12‬و‪ 386‬و‪ 387‬و‪ 388‬ومسلم رقم (‪)2275‬‬
‫‪ )(4‬رواه البخاري برقم (‪ )7449‬ومسلم برقم (‪)2846‬‬
‫‪190‬‬
‫وزبانية النار‬
‫‪ .2‬ما ورد في المصادر الشيعة‪:‬‬
‫من النماذج واألمثلة على ما ورد في المصادر الشيعية‪:‬‬
‫النموذج األول‪:‬‬
‫وهي األح اديث ال واردة في الش فاعة‪ ،‬والمش وهة لمفهومه ا‪ ،‬حيث أنه ا‬
‫تتعارض تماما مع كل الزواجر القرآنية‪ ،‬ومن أمثلتها‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ .1‬م ا ي روون أن رس ول هللا ‪ ‬ق ال‪( :‬إذا ك ان ي وم القيام ة ُولين ا حس اب‬
‫شيعتنا‪ ،‬فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين هللا ع ّز وج لّ‪ ،‬حكمن ا فيه ا فأجابن ا‪ ،‬و َمن‬
‫كانت مظلمته بينه وفيما بين الناس‪ ،‬استوهبناها ف ُوهبت لنا‪ ،‬ومن كانت مظلمته فيما‬
‫ق َمن عفا وصفح)(‪)1‬‬ ‫بينه وبيننا كنا أح ّ‬
‫‪ .2‬ما يروونه عن اإلمام الباقر أنه قال‪( :‬لفاطم ة وقف ةٌ على ب اب جهنم‪ ،‬ف إذا‬
‫كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل م ؤمن أو ك افر‪ ،‬فيُ ؤمر بمحبّ ق د كثُ رت‬
‫ذنوب ه إلى الن ار‪ ،‬فتق رأُ بين عيني ه محبّا ً فتق ول‪ :‬إلهي وس يدي‪ ،‬س ّميتني فاطم ة‪،‬‬
‫ق وأنت ال تخل ف‬ ‫وفطمتَ بي َمن ت والّني وت ولّى ذري تي من الن ار‪ ،‬ووع دُك الح ّ‬
‫ك َمن‬ ‫ت يا فاطمة‪ ،‬إني سميتك فاطمة‪ ،‬وفطمت ب ِ‬ ‫الميعاد‪ ،‬فيقول هللا ع ّز وجلّ‪ :‬صدق ِ‬
‫ق وأنا ال أخلف الميعاد‪،‬‬ ‫أحبك وتوالّك وأحبّ ذريتك وتوالّهم من النار‪ ،‬ووعدي الح ّ‬
‫وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار‪ ،‬لتشفعي في ه فأُش فّعك‪ ،‬ليت بيّن لمالئك تي وأنبي ائي‬
‫ورسلي وأهل الموق ف موقف ك م ني ومكانت ك عن دي‪َ ،‬من ق رأت ِبين عيني ه مؤمن ا ً‬
‫فجذبت بيده وأدخلته الجنة)(‪)2‬‬
‫‪ .3‬ما يروونه عن اإلمام الباقر ـ في ح ديث طوي ل ـ من ورود فاطم ة على‬
‫المحش ر‪ ،‬إلى أن ق ال‪( :‬ف إذا ص ارت عن د ب اب الجن ة تلتفت‪ ،‬فيق ول هللا‪ :‬ي ا بنت‬
‫حبيبي‪ ،‬ما التفاتك وق د أم رت ب ك إلى جن تي؟‪ ..‬فتق ول‪ :‬ي ا ربّ ‪ ،‬أحببت أن يُع رف‬
‫قدري في مثل هذا اليوم‪ ،‬فيق ول هللا‪ :‬ي ا بنت حبي بي‪ ،‬ارجعي ف انظري من ك ان في‬
‫ك ِأو ألحد من ذريّتك‪ ،‬خذي بيده فأدخليه الجنة‪ ..‬فإذا صار ش يعتها معه ا‬ ‫قلبه حبٌّ ل ِ‬
‫عند باب الجنة‪ ،‬يلقي هللا في قلوبهم أن يلتفتوا‪ ،‬فإذا التفتوا يق ول هللا‪ :‬ي ا أحب ائي‪ ،‬م ا‬
‫التفاتكم وقد ش فعت فيكم فاطم ة بنت حبي بي؟‪ ..‬فيقول ون‪ :‬ي ارب‪ ،‬أحببن ا أن يُع رف‬
‫قدرنا في مثل هذا الي وم‪ ،‬فيق ول هللا‪ :‬ي ا أحب ائي‪ ،‬ارجع وا وانظ روا َمن أحبكم لحبّ‬
‫فاطمة‪ ،‬انظروا َمن أطعمكم لحبّ فاطمة‪ ،‬انظروا َمن كس اكم لحبّ فاطم ة‪ ،‬انظ روا‬
‫َمن سقاكم شربةً في حبّ فاطمة‪ ،‬انظروا َمن ر ّد عنكم غيبةً في حبّ فاطمة‪ ،‬فخ ذوا‬
‫بيده وأدخلوه الجنة)(‪)3‬‬
‫‪ .4‬ما يروونه عن رسول هللا ‪ ‬أنه قال‪( :‬ما من أهل بيت يدخل واح د منهم‬
‫الجنة إال دخلوا أجمعين الجنة‪ ،‬قيل‪( :‬وكيف ذل ك؟)‪ .‬ق ال‪( :‬يش فع فيهم فيُش فّع ح تى‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،40 / 8 :‬عن‪ :‬العيون ص‪.219‬‬
‫‪ )(2‬بحار األنوار‪ ،51 / 8 :‬عن‪ :‬العلل ص‪.71‬‬
‫‪ )(3‬بحار األنوار (‪)65 /43‬‬
‫‪191‬‬
‫فيها)(‪)1‬‬ ‫يبقى الخادم‪ ،‬فيقول‪( :‬يارب‪ ،‬خويدمتي قد كانت تقيني الح ّر والقرّ‪ ،‬فيُشفّع‬
‫إن لن ا ج ارا ينته ك المح ارم كلّه ا‪،‬‬ ‫‪ .5‬ما يروونه عن اإلمام الباقر أنه سئل‪ّ :‬‬
‫حتّى أنّه لي ترك الص الة فض ال عن غيره ا؟ فق ال‪( :‬س بحان هللا وأعظم ذل ك أ ال‬
‫ق ل ذكرنا ااّل‬
‫أخبركم بمن هو ش ّر منه أما إنّه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فير ّ‬
‫مسحت المالئكة ظهره وغفر له ذنوبه كلّها ااّل أن يجىء بذنب يخرجه من االيم ان‪،‬‬
‫وان الم ؤمن يش فع لج اره ومال ه حس نة‬ ‫إن الش فاعة لمقبول ة وم ا تقبّل فى ناص ب ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫يكف عنّى األذى فيشفع فيه فيقول هللا تبارك وتع الى‪ :‬أن ا‬ ‫ّ‬ ‫فيقول‪ :‬يا ربّ جارى كان‬
‫ربّك وأنا أحق من ك افى عن ك فيدخل ه الجنّة ومال ه من حس نة وإن أدنى المؤم نين‬
‫شفاعة ليشفّع لثالثين إنسانا فعند ذلك يقول؟ أهل النار‪﴿ :‬فَ َما لَنَ ا ِم ْن َش افِ ِعينَ (‪)100‬‬
‫يم﴾ [الشعراء‪)2()]101 ،100 :‬‬ ‫ق َح ِم ٍ‬ ‫َواَل َ‬
‫ص ِدي ٍ‬
‫‪ .6‬ما يروونه عن اإلمام الباقر أنه قال‪( :‬إذا كان يوم القيام ة جم ع هللا الن اس‬
‫فى صعيد واحد‪ ،‬من األوّلين واآلخرين ع راة حف اة فيوقف ون على طري ق المحش ر‬
‫حتّى يعرقوا عرقا شديدا‪ :‬وتشت ّد أنفاسهم‪ ،‬فيمكثون بذلك ما شاء هللا وذلك قوله‪﴿ :‬فَاَل‬
‫تَ ْس َم ُع إِاَّل هَ ْمسًا﴾ [طه‪ ،]108 :‬ثم ينادي من اد من تلق اء الع رش‪ :‬أين الن بي االمي؟‪..‬‬
‫فيقول الناس قد أسمعت كال فسم باسمه‪ ،‬فينادي‪ :‬أين نبي الرحمة محمد بن عبد هللا؟‬
‫فيقوم رسول هللا ‪ ‬فيتقدم أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله مابين أيل ة‬
‫وصنعاء‪ ،‬فيقف علي ه ثم ين ادي بص احبكم فيق وم أم ام الن اس فيق ف مع ه‪ ،‬ثم ي ؤذن‬
‫للن اس فيم رون‪ ،‬ف بين وارد يومئ ذ وبين مص روف ف إذا رأى رس ول هللا ‪ ‬من‬
‫يصرف عن ه من محبين ا أه ل ال بيت بكى‪ ،‬وق ال‪ :‬ي ارب ش يعة علي‪ ،‬ي ارب ش يعة‬
‫علي‪ ،‬قال‪ :‬فيبعث هللا إليه ملكا فيقول له‪ :‬مايبكي ك يامحم د؟ ق ال‪ :‬فيق ول‪ :‬وكي ف ال‬
‫أبكي الناس من شيعة أخي علي بن أبي طالب أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار‬
‫ومنعوا من ورود حوضي؟ فيقول هللا ع ز وج ل ل ه‪ :‬ي ا محم د إني ق د وهبتهم ل ك‪،‬‬
‫وصفحت لك عن ذنوبهم‪ ،‬وألحقتهم بك وبمن كانوا يتول ون من ذريت ك وجعلتهم في‬
‫زمرتك‪ ،‬وأوردتهم حوضك‪ ،‬وقبلت شفاعتك فيهم‪ ،‬وأكرمتك بذلك)(‪)3‬‬
‫النموذج الثاني‪:‬‬
‫وهو حديث طويل يروى عن اإلم ام علي مرفوع ا إلى رس ول هللا ‪ ،‬وفي ه‬
‫الكث ير من األح داث المرتبط ة بالمحش ر‪ ،‬وه و ممل وء بالتفاص يل ال تي ق د يص ح‬
‫بعضها‪ ،‬ولكن هناك مبالغات في التفاصيل نرى أنه ا أق رب إلى أح اديث القص اص‬
‫والوعاظ المتأثرين بكعب األحبار وغيره منها بأحاديث رسول هللا ‪.‬‬
‫ونص الحديث ما يروونه عن اإلمام علي أنه ق ال‪ :‬دخ ل على رس ول هللا ‪‬‬
‫ذات يوم على فاطمة وهي حزينة‪ ،‬فقال لها‪ :‬ما حزنك يا بنية؟ قالت‪ :‬يا أبت ذك رت‬
‫المحشر ووقوف الناس ع راة ي وم القيام ة‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا بني ة إنّه لي و ٌم عظيم‪ ،‬ولكن ق د‬
‫‪ )(1‬بحار األنوار‪ ،56/ 8 :‬عن‪ :‬االختصاص‪.‬‬
‫‪ )(2‬الكافى‪١٠١ /٨ :‬‬
‫‪ )(3‬أمالى الطوسى‪٦٤ /١ :‬‬
‫‪192‬‬
‫ق عن ه األرض ي وم القيام ة‬ ‫أخبرني جبريل عن هللا ع ّز وج ّل أنّه قال‪ :‬أوّل من تنش ّ‬
‫أن ا‪ ،‬ث ّم أبي إب راهيم‪ ،‬ث ّم بعل ك عل ّي بن أبي ط الب‪ ،‬ث ّم يبعث هللا إلي ك جبري ل في‬
‫سبعين ألف ملك‪ ،‬فيضرب على قبرك سبع قباب من نور‪ ،‬ث ّم يأتي ك إس رافيل بثالث‬
‫حُلل من نور فيقف عند رأسك فيناديك‪ :‬يا فاطم ة ابن ة محمّد ق ومي إلى محش رك‪،‬‬
‫فتقومين آمنة روعتك مستورة عورتك‪ ،‬فيناولك إس رافيل الحُل ل فتلبس ينها‪ ،‬ويأتي ك‬
‫روفائيل بنجيبة من نور زمامه ا من لؤل ؤ رطب عليه ا محفّة من ذهب‪ ،‬فتركبينه ا‬
‫ويقود روفائيل بزمامها وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوي ة التس بيح‪ ،‬فإذاج ّد‬
‫بك السير استقبلتك سبعون أل ف ح وراء يستبش رون ب النظر إلي ك‪ ،‬بي د ك ّل واح دة‬
‫ّ‬
‫وعليهن أكالي ل الج وهر‬ ‫منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار‪،‬‬ ‫ّ‬
‫مرصّع بالزبرجد األخضر‪ ،‬فيس رن عن يمين ك‪ ،‬ف إذا س رت مث ل ال ذي س رت من‬
‫قبرك إلى أن لقيتك استقبلتك مريم بنت عمران في مث ل من مع ك من الح ور فتس لّم‬
‫عليك وتسير هي ومن معها عن يس ارك‪ ،‬ث ّم تس تقبلك اُمّك خديج ة بنت خويل د أوّل‬
‫ت من‬ ‫المؤمنات باهلل ورسوله ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير‪ ،‬فإذا قرب ِ‬
‫الجمع استقبلتك حوّاء في سبعين ألف حوراء ومعه ا آس ية بنت م زاحم‪ ،‬فتس ير هي‬
‫أن هللا يجم ع الخالئ ق في ص عيد واح د‬ ‫ومن معها معك‪ ،‬فإذا توسّطت الجمع وذلك ّ‬
‫غض وا‬‫ّ‬ ‫فتس توي بهم األق دام‪ ،‬ث ّم ين ادي من اد من تحت الع رش يس مع الخالئ ق‪:‬‬
‫أبصاركم حتّى تجوز فاطمة الص ّديقة بنت مح ّمد ‪ ‬ومن معها‪.‬‬
‫فال ينظر إليك يومئ ذ إالّ إب راهيم خلي ل ال رحمن علي ه الس الم وعل ّي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬ويطلب آدم حوّاء فيراها م ع اُمّك خديج ة أمام ك‪ ،‬ث ّم ينص ب ل ك من بر من‬
‫النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف المالئكة بأيديهم ألوية الن ور‪،‬‬
‫وتصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يس اره‪ ،‬وأق رب النس اء من ك (مع ك)‬ ‫ّ‬
‫عن يسارك ح ّواء وآسية بنت مزاحم‪ ،‬فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبريل عليه‬
‫السالم فيقول لك‪ :‬يا فاطمة سلي حاجت ك‪ ،‬فتق ولين‪ :‬ي ا ربّ أرني الحس ن والحس ين‬
‫فيأتيان ك وأوداج الحس ين تش خب دم ا ً وه و يق ول‪ :‬ي ا ربّ ُخ ذ لي الي وم حقّي م ّمن‬
‫ظلمني‪ ،‬فيغضب عند ذلك الجليل وتغضب لغضبه جهنّم والمالئكة أجمعون‪ ،‬ف تزفُر‬
‫جهنّم عند ذلك زفرةً‪ ،‬ث ّم يخرج فوج من النار ويلتقط قتل ة الحس ين وأبن اءهم وأبن اء‬
‫أبناءهم‪ ،‬ويقولون‪ :‬ياربّ إنّا لم نحض ر الحس ين‪ ،‬فيق ول هللا لزباني ة جهنّم‪ :‬خ ذوهم‬
‫بسيماهم بزرقة األعين وسواد الوجوه‪ ،‬خذوا بنواصيهم ف ألقوهم في ال درك األس فل‬
‫من النار‪ ،‬ف إنّهم ك انوا أش ّد على أولي اء الحس ين من آب ائهم ال ذين ح اربوا الحس ين‬
‫فقتلوه فيسمع شهيقهم في جهنم‪.‬‬
‫ث ّم يقول جبريل عليه السالم‪ :‬يا فاطمة سلي حاجتك‪ ،‬فتقولين‪ :‬يا ربّ شيعتي‪،‬‬
‫فيقول هللا ع ّز وجلّ‪ :‬ق د غف رت لهم‪ ،‬فتق ولين‪ :‬ي ا ربّ ش يعة ول دي‪ ،‬فيق ول هللا‪ :‬ق د‬
‫غفرت لهم‪ ،‬فتقولين‪ :‬يا ربّ شيعة شيعتي‪ ،‬فيقول هللا‪ :‬انطلقي فمن اعتص م ب ك فه و‬
‫معك في الجنّة‪ ،‬فعند ذلك يو ّد الخالئق أنّهم كانوا فاطميّين‪ ،‬فتسيرين ومع ك ش يعتك‬
‫‪193‬‬
‫وشيعة ولدك وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم‪ ،‬قد ذهبت عنهم‬
‫الشدائد وسهّلت لهم الم وارد‪ ،‬يخ اف الن اس وهم ال يخ افون‪ ،‬ويظم أ الن اس وهم ال‬
‫يظمأون‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ت باب الجنّة تلقتك اثنت ا عش ر أل ف ح وراء لم يتلقين أح دا قبل ك وال‬ ‫فإذا بلغ ِ‬
‫يتلقّين أحداً بعدك‪ ،‬بأيديهم ِحراب من نور على نجائب من نور‪ ،‬رحائلها من ال ذهب‬
‫األص فر والي اقوت‪ ،‬أز ّمته ا من لؤل ؤ رطب‪ ،‬على ك ّل نجيب نمرق ة من س ندس‬
‫منضود‪ ،‬فإذا دخلت الجنّة تباشر بك أهلها‪ ،‬ووض ع لش يعتك موائ د من ج وهر على‬
‫أعم دة من ن ور‪ ،‬في أكلون منه ا والن اس في الحس اب‪ ،‬وهم فيم ا اش تهت أنفس هم‬
‫خالدون‪ ،‬وإذا استق ّر أولياء هللا في الجنّة‪ ،‬زارك آدم ومن دون ه من الن بيّين‪ّ ،‬‬
‫وإن في‬
‫بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء‪ ،‬فيه ا قص ور‬
‫ودور في ك ّل واح دة س بعون أل ف دار‪ ،‬البيض اء من ازل لن ا ولش يعتنا‪ ،‬والص فراء‬
‫منازل البراهيم وآل إبراهيم (عليهم السالم)‬
‫قالت‪ :‬يا أبة فما كنت اُحبّ أن أرى يوم ك وال أبقى بع دك‪ ،‬ق ال‪ :‬ي ا بنيّة لق د‬
‫أخبرني جبريل عن هللا ع ّز وج ّل أنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي‪ ،‬فالويل كلّه لمن‬
‫ظلمك والفوز العظيم لمن نصرك)(‪)1‬‬
‫ثالثا ـ األحاديث المردودة الرتباطها بالتشبيه والتجسيم‪:‬‬
‫وهي األحاديث التي تربط أحداث المعاد‪ ،‬سواء في الموقف والمحشر‪ ،‬أو في‬
‫دار الجزاء‪ ،‬بما يوهم التشبيه والتجسيم‪ ،‬وهذه بعض النماذج عنها‪:‬‬
‫النموذج األول‪:‬‬
‫ما ورد في حديث طويل يفصل أحداث الي وم اآلخ ر بطريق ة بعي دة ج دا عن‬
‫المنهج القرآني‪ ،‬وما ورد في األحاديث القطعية(‪)2‬؛ فمن المشاهد الواردة فيه‪ ،‬والتي‬
‫تخالف التصوير القرآني ألحداث اليوم اآلخر هذا المشهد‪( :‬ثم تقفون موقف ا واح دا‪،‬‬
‫مقدار سبعين عاما ال ينظر إليكم‪ ،‬وال يقضى بينكم‪ ،‬فتبكون حتى تنقطع ال دموع‪ ،‬ثم‬
‫تدمعون دماء وتعرقون حتى يبلغ ذلك منكم أن يلجمكم‪ ،‬أو يبلغ األذقان‪ ،‬فتض جون‪،‬‬
‫وتقولون‪ :‬من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا؟ فيقولون‪ :‬من أح ق ب ذلك من أبيكم آدم‬
‫خلق ه هللا بي ده ونفخ في ه من روح ه‪ ،‬وكلم ه قبال‪ ،‬في أتون آدم‪ ،‬فيطلب ون إلي ه ذل ك‪،‬‬
‫فيأبى‪ ،‬فيقول‪ :‬ما أنا صاحب ذلك‪ ،‬ثم يسعون لألنبياء نبيا نبيا‪ ،‬كلم ا ج اءوا نبي ا أبى‬
‫عليهم‪.‬قال رسول هللا ‪ :‬حتى تأتوني‪ ،‬ف أنطلق‪ ،‬ح تى آتي الفحص‪ ،‬ف أخر س اجدا‪.‬‬
‫قال أبو هريرة‪ :‬يا رسول هللا‪ :‬ما الفحص قال‪ :‬موض ع ق دام الع رش ح تى يبعث هللا‬
‫إلي ملكا‪ ،‬فيأخذ بعضدي‪ ،‬فيرفعني‪ ،‬فيقول لي‪ :‬يا محم د‪ ،‬ف أقول‪ :‬نعم لبي ك ي ا رب‪،‬‬
‫فيقول ما شأنك؟ ‪ -‬وهو أعلم‪ -‬فأقول‪ :‬يا رب وعدتني الش فاعة‪ ،‬فش فعني في خلق ك‪،‬‬
‫‪ )(1‬تفسير فرات‪ 444 /‬ح‪ ،587‬بحار األنوار‪.225 /43 ،‬‬
‫‪ )(2‬انظر‪ :‬النهاية في الفتن والمالحم البن كثير‪ ،)270 /1 ( :‬وقد ذكر ابن كثير أنه رواه جماعات من األئمة في‬
‫كتبهم‪ ،‬كابن جرير في تفسيره‪ ،‬والطبراني في المطوالت‪ ،‬والحافظ ال بيهقي في كتاب ه البعث والنش ور‪ ،‬والحاف ظ أبي‬
‫موسى المديني في المطوالت أيضا من طرق متعددة عن إسماعيل ابن رافع قاص أهل المدينة‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫بينكم)(‪)1‬‬ ‫فاقض بينهم‪ ،‬فيقول شفعتك‪ ،‬أنا آتيكم‪ ،‬فأقضي‬
‫فهذا المشهد التجسيمي‪ ،‬والذي يجعل الخلق جميعا مؤمنهم وكافرهم يس توون‬
‫في ذل ك الموق ف والت ألم في ه لم دة س بعين س نة يتن افى م ع م ا ورد في النص وص‬
‫المقدسة من اختالف مواقف الناس في القيامة‪.‬‬
‫ومن المشاهد التجسيمية الواردة في الحديث‪ ،‬والتي يتعل ق به ا المجس مة م ع‬
‫تنافيها التام مع ما ورد في القرآن الكريم من تنزيه هللا‪ ،‬هذا المشهد الذي يرفعه أب و‬
‫هريرة إلى رسول هللا ‪ ،‬والذي يقول فيه‪( :‬ف أرجع ف أقف م ع الن اس‪ ،‬فبينم ا نحن‬
‫وقوف‪ ،‬إذا س معنا حس ا من الس ماء ش ديدا‪ ،‬في نزل أه ل الس ماء ال دنيا مث ل من في‬
‫األرض من الجن واإلنس‪ ،‬ح تى إذا دن وا من األرض‪ ،‬أش رقت األرض بن ورهم‪،‬‬
‫وأخذوا مصافهم‪ ،‬وقلنا لهم‪ :‬أفيكم ربنا؟ قالوا‪ :‬ال وهو آت‪ ،‬ثم ينزلون على قدر ذل ك‬
‫من التض عيف ح تى ي نزل الجب ار تب ارك وتع الى في ظل ل من الغم ام والمالئك ة‪،‬‬
‫ويحمل عرشه يومئذ ثمانية‪ ،‬وهم اليوم أربعة‪ ،‬أقدامهم على تخ وم األرض الس فلى‪،‬‬
‫واألرض والسموات إلى حجرهم والع رش على من اكبهم‪ ،‬لهم زج ل من تس بيحهم‪،‬‬
‫يقولون‪ :‬سبحان ذي العزة والجبروت‪ ،‬سبحان ذي المل ك والملك وت‪ ،‬س بحان الحي‬
‫الذي ال يموت‪ ،‬سبحان الذي يميت الخالئق وال يموت‪ ،‬فيضع هللا كرسيه حيث ش اء‬
‫من أرضه‪ ،‬ثم يهتف بصوته‪ ،‬فيقول‪ :‬يا معشر الجن واإلنس‪ ،‬إني قد أنصت لكم من‬
‫يوم خلقتكم إلى يومكم هذا‪ ،‬أس مع ق ولكم‪ ،‬وأرى أعم الكم‪ ،‬فأنص توا إلي‪ ،‬فإنم ا هي‬
‫أعمالكم‪ ،‬وصحفكم‪ ،‬تقرأ عليكم‪ ،‬فمن وجد خيرا فليحمد هللا‪ ،‬ومن وجد غير ذلك فال‬
‫يلومن إال نفسه) (‪)2‬‬
‫فه ذا المش هد يص ور هللا تع الى راكب ا في الغم ام‪ ،‬ثم يجلس على الكرس ي‪،‬‬
‫وعلى األرض‪ ،‬ثم يخاطب عباده بحرف وص وت‪ ..‬وهي جميع ا مش اهد يغ رم به ا‬
‫المجسمة‪ ،‬ألنهم ال يستطيعون أن يؤمنوا بإله ليس كمثله شيء‪.‬‬
‫النموذج الثاني‬
‫ما روي من األحاديث في رؤية المؤمنين لربهم في الجنة رؤية حس ية‪ ،‬ومن‬
‫أمثلتها ما روي عن سعيد بن المسيب ق ال‪ :‬لقيت أب ا هري رة فق ال لي‪ :‬أس أل هللا أن‬
‫يجمع بيننا في سوق الجنة‪ ،‬فقلت أفيها سوق؟ ق ال‪ :‬نعم‪ ،‬أخ برني رس ول هللا ‪ ‬أن‬
‫أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم‪ ،‬ثم يؤذن لهم في مقدار يوم الجمع ة‬
‫من أي ام ال دنيا ف يزورون ربهم‪ ،‬وي برز لهم عرش ه‪ ،‬ويتب دى لهم في روض ة من‬
‫رياض الجنة‪ ،‬فيوض ع لهم من ابر من ن ور‪ ،‬ومن ابر من لؤل ؤ‪ ،‬ومن ابر من ي اقوت‪،‬‬
‫ومنابر من زبرجد‪ ،‬ومنابر من ذهب‪ ،‬ومنابر من فضة‪ ،‬يجلس أدناهم وما فيهم دني‬
‫على كثبان المسك‪ ،‬وما يرون أن أص حاب الكراس ي أفض ل منهم مجلس ا‪ ،‬قلت‪ :‬ي ا‬
‫رسول هللا! هل نرى ربنا؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬هل تتمارون في رؤي ة الش مس أو القم ر ليل ة‬

‫‪ )(1‬النهاية في الفتن والمالحم البن كثير‪)270 /1( :‬‬


‫‪ )(2‬النهاية في الفتن والمالحم البن كثير‪)270 /1( :‬‬
‫‪195‬‬
‫البدر؟ قلنا‪ :‬ال‪ ،‬ق ال‪ :‬ك ذلك ال تتم ارون في رؤي ة ربكم‪ ،‬وال يبقى في ذل ك المجلس‬
‫رج ٌل إال حاضره هللا تعالى محاض رة‪ ،‬ح تى يق ول للرج ل منهم‪ :‬ي ا فالن بن فالن ة‬
‫أتذكر يوم كذا وكذا إذ قلت‪ :‬كذا وكذا؟ فيذكره ببعض غدرات ه في ال دنيا‪ ،‬فيق ول‪ :‬ي ا‬
‫رب ألم تغفر لي؟ فيقول‪ :‬بلى بسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه‪ ،‬فبينما هم على ذلك‪،‬‬
‫غش يتهم س حابةٌ من ف وقهم‪ ،‬ف أمطرت عليهم طيب ا لم يج دوا مث ل ريح ه ش يئا ق ط‪،‬‬
‫ويقول ربنا‪ :‬قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة‪ ،‬فخذوا م ا اش تهيتم‪ ،‬فن أتي س وقا‬
‫قد حفت به المالئكة فيه ما لم تنظ ر العي ون إلى مثل ه ولم تس مع اآلذان‪ ،‬ولم يخط ر‬
‫على القلوب‪ ،‬فنحمل منه ما اشتهينا بغير بيع وال شراء‪ ،‬وفي ذلك السوق يلقى أه ل‬
‫الجنة بعضهم بعضا‪ ،‬فيقبل الرجل من منزلته المرتفعة فيلقى ما هو دونه‪ ،‬وم ا فيهم‬
‫دنى فيروعه ما عليه من اللباس‪ ،‬فما ينقضي آخر حديثه ح تى يص ير علي ه م ا ه و‬
‫أحسن منه‪،‬وذلك أنه ال ينبغي ألحد أن يحزن فيه ا‪ ،‬ثم ننص رف إلى منازلن ا فيلقان ا‬
‫أزواجنا‪ ،‬فيقلن مرحبا وأهال‪ ،‬لقد جئت وإن لك من الجمال أفضل مما فارقتنا علي ه‪،‬‬
‫فنقول‪ :‬إنا زرنا اليوم ربنا الجبار‪ ،‬ويحق لنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا)(‪)1‬‬

‫‪ )(1‬الترمذي (‪)2549‬‬
‫‪196‬‬
‫هذا الكتاب‬
‫يحاول هذا الكتاب جمع ما ورد من األح اديث الموافق ة للق رآن الك ريم ح ول‬
‫اإليمان بالمعاد‪ ،‬وهو من األركان األساسية الكبرى للدين‪ ،‬والذي ال يرتبط بالحقائق‬
‫العقدية فقط‪ ،‬وإنما له تأثيره الكبير في السلوك والتربية‪.‬‬
‫وقد رأينا من خالل ما ورد في القرآن الك ريم من اآلي ات المرتبط ة بالمع اد‪،‬‬
‫أنها تحوي ـ بسبب مزجها بين المعارف العقدية والقيم الس لوكية ـ قيم تين كب يرتين‬
‫اعتبرنا كل واحدة منهما ضابطا من الضوابط الكبرى لألحاديث المقبولة‪:‬‬
‫أوالهما‪ :‬أن المعاد مرتبط بالدرجة األولى بالعدالة اإللهية‪ ،‬ولذلك ينتص ر هللا‬
‫تعالى فيه للمظلومين على الظالمين‪ ،‬وينال ك ل عام ل ج زاء عمل ه‪ ،‬حس نا ك ان أو‬
‫قبيحا‪ ،‬ولهذا ُوضعت الموازين والصراط‪ ،‬وفُرق بين جزاء المؤمنين وغ يرهم‪ ،‬ب ل‬
‫على أساس ذل ك ك انت الجن ة درج ات تتف اوت بحس ب أعم ال الص الحين‪ ،‬والن ار‬
‫دركات تتفاوت بحسب جرائم المنحرفين‪.‬‬
‫ثانيهما‪ :‬أن المعاد مرتبط بالرحم ة اإللهي ة‪ ،‬ول ذلك ك ان المع اد ـ ابت داء من‬
‫الموت ـ هو المحل الذي يسعد فيه المؤمن ون‪ ،‬ويلق ون من عظيم العناي ة اإللهي ة م ا‬
‫يملؤهم محبة له‪.‬‬
‫وبناء على هذا؛ فقد قبلنا كل األحاديث التي تص ور بعض مظ اهر رحم ة هللا‬
‫تعالى بعباده الصالحين إما حال الموت‪ ،‬أو عند البرزخ‪ ،‬أو عند النشر والحش ر‪ ،‬أو‬
‫عند الجزاء‪ ،‬لما لتلك األح اديث من ت أثير ترب وي كب ير؛ فهي ت رغب في األعم ال‬
‫الصالحة‪ ،‬مثلما ترهب العدالة اإللهية من االنحرافات‪ ،‬وما تعلق بها‪.‬‬

‫‪197‬‬

You might also like