Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 41

‫المقدمة‬

‫الحمد هلل الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى باهلل شهيدا‪.‬‬
‫أشهد أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له جل عن الشبيه واملثيل والكفئ والنظير‪ ،‬وأشهد‬
‫أن محم دا ‪-‬ص لى هللا علي ه وس لم‪ -‬عب ده ورس وله وص ّ‬
‫فيه وخليل ه املبع وث رحم ة للع املين‬
‫وحج ة على العب اد أجمعين ال ذي بل غ الرس الة وأدى األمان ة ونص ح له ذه األم ة وتركن ا على‬
‫املحجة البيضاء ليلها كنهارها ال يزيغ عنها إال هالك‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الله ُأ ْس َو ٌة َح َس َن ٌة َن َك َ‬
‫ان َي ْر ُج و الل َه‬
‫َّ‬ ‫ََ ْ َ َ َُ ْ َ ُ‬
‫مِّل‬ ‫ول ِ‬ ‫فقال هللا تعالى في محكم تنزيله {لق د ك ان لكم ِفي رس ِ‬
‫َ َ َّ َ‬
‫اآلخ َر َوذك َر الل َه ك ِث ًيرا}‬ ‫َو ْال َي ْو َ‬
‫م‬
‫‪1‬‬
‫ِ‬
‫وبعد ‪ :‬فهذا بحث في (( إكرام الضيف دراسة حديثية )) تنفيذا ملا أرشدنا إليه معهد العلوم‬
‫اإلسالمية واللغة العربية بجاكرتا‪.‬‬
‫وأشكر هللا تعالى على توفيقه وامتنانه على الباحث إلنهاء هذا لبحث‪ ،‬فبمشيئته ونعمته تتم‬
‫جميع األعمال الصالحات‪.‬‬
‫ثم ال أنسى أن أقدم شكري شكرا جزيال ألستاذنا املكرم الدكتور أبي معاذ محمد محمود بن‬
‫س ليمان العج وز ‪-‬حفظ ه هللا تع الى‪ ،-‬فإن ه ق د ب ذل جه ده ووس عه وف رغ وقت ه في توجي ه‬
‫الب احث خالل ه ذا البحث‪ ،‬لق د رأيت بفض ل هللا تع الى تقس يم البحث إلى مقدم ة‪ ،‬وخمس ة‬
‫أبواب‪ ،‬وخاتمة‪.‬‬
‫أما املقدمة فتشتمل على عدة ألمور ‪:‬‬
‫‪ :‬أهمية املوضوع وبواعث اختياره‬ ‫األول‬
‫‪ :‬أهداف املوضوع‬ ‫الثاني‬

‫‪ 1‬سورة األحزاب أية ‪21‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ :‬الجهد والدراسات السابقة‬ ‫الثالث‬
‫‪ :‬منهج البحث‬ ‫الرايع‬
‫‪ :‬خطط البحث‬ ‫الخامس‬

‫أوال‪ ،‬أهمية املوضوع وبواعث اختياره‬

‫فاختيار الباحث لهذا املوضوع ألسباب هي‪:‬‬


‫األمر من املعهد بأن يكون املوضوع كما يشار إليه‬ ‫‪-‬‬
‫حاجة الناس املاسة إلى معرفة هدي النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في إكرام الضيف‬ ‫‪-‬‬
‫حاجة أحاديث املوضوع إلى دراسة تميز الثابت من غيره‬ ‫‪-‬‬
‫بيان شريعة اإلسالم الشاملة في إكرام الضيف من خالل األحاديث الواردة فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ ،‬أهداف املوضوع‬


‫التعرف على األحاديث الشريفة في هذا املوضوع‬ ‫‪-‬‬
‫تمييز أحاديث املوضوع قوة وضعفا‬ ‫‪-‬‬
‫استنباط األحكام الشرعية من حديث املوضوع‬ ‫‪-‬‬

‫ثالثا‪ ،‬الجهد والدراسات السابقة‬


‫قد تقدم الشيخ إبراهيم الحربي بجمع أحاديث املوضوع في كتابه "إكرام الضيف"‪ ،‬وكذلك‬
‫ابن حج ر الهيتمي في كتاب ه "إتح اف ذوي املروة واإلناف ة بم ا ج اء في الص دقة والض يافة"‪،‬‬

‫‪2‬‬
‫وكتب في ه الب احثون مث ل د‪ .‬ط ه ف ارس بعن وان "إك رام الض يف"‪ ،‬ود‪ .‬ب در عب د الحمي د‬
‫هميسه بعنوان آداب الضيافة في اإلسالم‪ ،‬وغيرهم من أصحاب الفضل بالسبق‪.‬‬

‫رابعا‪ ،‬منهج البحث‬


‫أق وم ب املنهج الوص في خالل ه ذا البحث من حيث جم ع أح اديث املوض وع من كت اب إك رام‬
‫الض يف إلب راهيم الح ربي والكتب التس عة ثم إب داء تخ ريج ك ل منه ا واس تنباط األحك ام‬
‫الشرعية فيها‪.‬‬

‫خامسا‪ ،‬خطط البحث‬


‫أما خطط البحث فيشتمل على ما يلي‪:‬‬
‫‪ :‬املقدمة‪ ،‬وتشتمل على خمسة أمور هي‬ ‫األول‬

‫أهمية املوضوع و بواعث إختياره‬ ‫‪-‬‬


‫أهداف املوضوع‬ ‫‪-‬‬
‫الجهد والدراسات السابقة‬ ‫‪-‬‬
‫منهج البحث‬ ‫‪-‬‬
‫خطط البحث‬ ‫‪-‬‬

‫‪ :‬الباب األول ‪ :‬مشروعية إكرام الضيف في اإلسالم‪ ،‬ويشتمل على املبحثين ‪:‬‬ ‫الثاني‬
‫‪ :‬التعريف اللغوي واالصطالحي‬ ‫املبحث األول‬
‫‪ :‬أدلة إكرام الضيف‬ ‫املبحث الثاني‬

‫‪3‬‬
‫‪ :‬الباب الثاني ‪ :‬أهمية إكرام الضيف‪ ،‬ويشتمل على املبحثين ‪:‬‬ ‫الثالث‬
‫‪ :‬األحاديث الواردة في أهمية إكرام الضيف‬ ‫املبحث األول‬
‫‪ :‬الفوائد من األحاديث‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪:‬الباب الثالث ‪ :‬فضل إكرام الضيف‪ ،‬ويشتمل على املبحثين ‪:‬‬ ‫الرابع‬
‫‪ :‬األحاديث الواردة في فضل إكرام الضيف‬ ‫املبحث األول‬
‫‪ :‬الفوائد من األحاديث‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪ :‬الباب الرابع ‪ :‬من آداب وأحكام إكرام الضيف‪ ،‬ويشتمل على املبحثين ‪:‬‬ ‫الخامس‬
‫‪ :‬األحاديث الواردة في آداب وأحكام إكرام الضيف‬ ‫املبحث األول‬
‫‪ :‬الفوائد من األحاديث‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪ :‬الباب الخامس ‪ :‬حقوق الضيوف وتوقيتها‪ ،‬ويشتمل على املبحثين ‪:‬‬ ‫السادس‬
‫‪ :‬األحاديث الواردة في حقوق الضيوف وتوقيتها‬ ‫املبحث األول‬
‫‪ :‬الفوائد من األحاديث‬ ‫املبحث الثاني‬
‫‪:‬الخاتمة‪ ،‬وتشتمل على خالصة البحث وأهم النتائج والتوصيات التي توصل‬ ‫السابع‬
‫إليها الباحث من هذا البحث‬
‫‪ :‬الفهارس‬ ‫الثامن‬
‫فهرس اآليات القرآنية‬ ‫‪.1‬‬
‫فهرس األحاديث واآلثار‬ ‫‪.2‬‬
‫فهرس األعالم‬ ‫‪.3‬‬
‫فهرس املصادر واملراجع‬ ‫‪.4‬‬

‫‪4‬‬
‫فهرس املحتويات‬ ‫‪.5‬‬

‫‪5‬‬
‫الباب األول‬

‫مشروعية إكرام الضيف في اإلسالم‬

‫المبحث األول ‪ :‬التعريف اللغوي واالصطالحي‬

‫َ‬ ‫َّ‬
‫وأما اإلكرام مصدر فعل أكرمه أي عظ َم ُه‪ ،‬ون َّز َهه‪ ،1‬وكذلك بمعنى التكريم‪ ،‬والصون‪،‬‬
‫والجود كما ذكر في القرآن {ويبقى وجه ربك ذو الجالل واإلكرام}‪ ،2‬واإلكرام هنا بمعنى‬
‫‪3‬‬
‫الفضل العام‪.‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫النازل عند غيره (يستوي فيه ْ‬
‫وغير ُهما‪ ،‬أل َّن ُه‬
‫واملذك ُر ُ‬ ‫املف َر ُد‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫وأما الضيف في وضع اللغة‬
‫يض ا‬ ‫ويجم ُع َأ ً‬
‫َ‬ ‫ون}‪.4‬‬ ‫ضُ‬
‫ح‬ ‫ض ْيفي َف َال َت ْف َ‬
‫مصدر)‪ ،‬وفي التنزيل العزيز‪{ :‬إ َّن َه ْؤ َالء َ‬
‫ٌ‬ ‫صل‬‫األ‬
‫َ‬
‫في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يفان‪.5‬‬
‫وض ٍ‬ ‫ياف ‪ِ ،‬‬
‫وض ٍ‬‫يوف‪ِ ،‬‬‫ضياف‪ ،‬وض ٍ‬
‫ٍ‬ ‫على أ‬
‫والضيف املراد هنا الذي يجب إكرامه وله حق املضيف هو الضيف املسافر القادم من‬
‫‪6‬‬
‫بلد آخر‪.‬‬
‫وق د يطل ق لف ظ الض يافة على إك رام الض يف‪ ،‬وهي أن يتلقى اإلنس ان من ق دم إلي ه‬
‫فيكرمه وينزله بيته‪ ،‬ويقدم له األكل‪ 7.‬وإكرام الضيف خضلة من خصال املؤمنين باهلل‬
‫واليوم اآلخر‪ ،‬ومكرمة من مكارم األخالق التي من أجل إتمامها أرسل هللا رسوله صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬يدل على كرم في النفس ‪،‬وإيثار لغير‪ ،‬و شهامة‪ ،‬ومروءة وطاعة على هللا‬
‫ورسوله‪.‬‬

‫‪1‬القاموس المحيط في باب الميم فصل الكاف‬


‫‪2‬سورة الرحمن أية ‪27‬‬
‫‪ 3‬ناصر الدين أبي الخير عبد هللا بن عمر بن محمد البيضاوي"أنوار التنزيل وأسرار التأويل"‪ ،‬ج(‪ ،)5‬ص(‪)172‬‬
‫‪4‬سورة الحجر آية ‪68‬‬
‫‪5‬معجم الوسيط‬
‫‪6‬محمد صالح المنجد‪":‬كيف عاملهم" ص(‪)187‬‬
‫‪ 7‬محمد بن صالح العثيمين‪":‬الشرح الممتع على زاد المستقنع" ج(‪ )15‬ص(‪)48‬‬
‫‪6‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬أدلة إكرام الضيف‬

‫ومشروعية إكرام الضيف منصوصة في القرآن الكريم والحديث الشريف وإجماع علماء‬
‫األمة‪.‬‬
‫فأم ا الق رآن‪ ،‬فق د حكى هللا ج ل جالل ه قص ة ك رم إب راهيم إذ ن زلت علي ه مالئك ة على‬
‫َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ ْ َ َ مْل ُ ْ‬
‫يم ا ك َر ِم َين(‪ِ )24‬إذ َدخل وا َعل ْي ِه‬ ‫ف ِإب ر ِاه‬‫ص ورة البش ر ض يوفا؛ {ه ل أت اك ح ِديث ض ي ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ ً َ َ َ ٌ َ ْ ٌ ُّ َ‬
‫نك ُر َ‬
‫ون (‪ )25‬ف َراغ ِإلى أ ْه ِل ِه ف َج َاء ِب ِع ْج ٍل َس ِم ٍين (‪ )26‬فق َّر َب ُه‬ ‫فقالوا سالما قال س الم ق وم م‬
‫‪1‬‬
‫ون(‪})27‬‬ ‫ال َأال َت ْأ ُك ُل َ‬
‫إ َل ْيه ْم َق َ‬
‫ِ ِ‬
‫مْل ُ ْ‬
‫مع نى قول ه تع الى { ا ك َر ِم َين } أي ال ذين أك رمهم إب راهيم وال يمتن ع أن يق ال‪ :‬وال ذي‬
‫‪2‬‬
‫أكرمهم هللا – عز وجل – بكونهم مالئكة‪.‬‬
‫وجه االستدالل ‪ :‬ما كان إب راهيم إال أن أسرع في إكرام ضيوفه مع عدم معرفته لهم‪،‬‬
‫فقدم لهم عجال سمينا مشويا بأسرع اللحظة حتى ال يكادون ينتظرون ثم قرب الطعام‬
‫إليهم وفضلهم بالتناول بألطف العبارة‪ ،‬وهذا أفضل ما يكون في اإلكرام‪ .‬وحكاية هللا عز‬
‫‪3‬‬
‫وجل مع إقرار النبي في نحو قوله ‪(( :‬كان إبراهيم عليه السالم أول من ضيف الضيف))‬
‫دليل على مشروعية إكرام الضيف في اإلسالم‪.‬‬

‫وأما الحديث القولي‪ ،‬فقد حث النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬على إكرام الضيف في كثير‬
‫َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ ُ‬
‫من األحاديث؛ أذكر منها على سبيل املثال ما أخرجه البخاري ‪:‬ح دثنا قتي َب ة ْبن َس ِع ٍ‬
‫يد ‪،‬‬
‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫ص ِالح ‪َ ،‬ع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة َق َ‬
‫ال ‪َ :‬ق َ‬ ‫َح َّد َث َنا َأ ُب و اأْل َ ْح َوص ‪َ ،‬ع ْن َأبي َحص ين ‪َ ،‬ع ْن َأبي َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬سورة الذريات أية ‪27 - 24‬‬
‫‪"2‬الشرح الممتع على زاد المستقنع" (‪)15/48‬‬
‫‪3‬الصحيح أنه خديث مرسل صحيح أ خرجه مالك في الموطأ في كتاب الجامع باب ما جاء في السنة في الفطرة برقم (‬
‫‪ )2668‬عن يحيى بن سعيد‪ J،‬عن سعيد بن المسيب‪،‬وأخرجه البيهقي في الجامع لشعب اإليمان(‪ )137-136 /12‬برقم (‬
‫‪ )9170‬بإسناد حسن‪،‬وأخرجه نحوه الطبرني مرفوعا في كتاب األوائل (‪ )35‬برقم (‪ )10‬حدثنا أحمد بن عمرو الخالل‬
‫المكي قال ‪ :‬حدثنا يعقوب بن حميد بن كاتب قال ‪ :‬حدثنا سلمة بن رجاء عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن‬
‫أبي هريرة‪ ،‬وأخرج ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن أبي هريرة ‪(( :‬كان أول من أضاف الضيف إبراهيم عليه‬
‫السالم))‪ ،‬وحزاه عن السيوطي في أوائله‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫الله َو ْال َي ْوم اآْل ِخ ر َفاَل ُي ْؤذ َج َار ُه‪َ ،‬و َم ْن َك َ‬
‫ان‬
‫َ ْ َ َ ُ ْ ُ َّ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫))‬ ‫‪:‬‬ ‫م‬‫الل ُه َع َل ْي ه َو َس َّل َ‬
‫َّ َ َّ َّ‬
‫الل ِه ص لى‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫آْل‬ ‫َّ ْ‬ ‫الله َو ْال َي ْوم اآْل ِخ ر َف ْل ُي ْك ر ْم َ‬
‫ض ْي َف ُه‪َ ،‬و َم ْن َك َ‬ ‫ُ ْ ُ َّ‬
‫ان ُي ْؤ ِم ُن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ا ِخ ِر فل َي ُق ْل خ ْي ًرا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ؤ ِمن ِب‬
‫ص ُم ْت ((‪.1‬‬ ‫َأ ْو ل َي ْ‬
‫ِ‬
‫وجه االستدالل ‪ :‬قارن النبي اإليمان باهلل واإليمان باليوم الجزاء باألمر بإكرام الضيف‪،‬‬
‫فال شك أن من قصر في إكرام الضيف لقد عصى أمر ربه ورسوله‪ ،‬فيذم على ذلك‪.‬‬

‫فمن السنة الفعلية‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان معروفا بإكرام الضيف حتى قبل‬
‫البعثة‪ ،‬فحين رجع النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬إلى خديجة من غار حراء فزعا من لقائه‬
‫جبري ل ‪-‬علي ه الس الم‪ -‬ق ال لخديج ة ‪ (( :‬أي خديج ة‪ ،‬م ا لي لق د خش يت على نفس ي ))‬
‫فأخبرها الخبر‪ ،‬قالت خديجة‪ (( :‬كال‪ ،‬أبشر فوهللا ال يخزيك هللا أبدا‪ ،‬فوهللا إنك لتصل‬
‫الرحم‪ ،‬وتص دق الح ديث‪ ،‬وتحمل الكل‪ ،‬وتكس ب املعدوم‪ ،‬وتق ري الضيف‪ ،‬وتعين على‬
‫نوائب الحق ))‪.2‬‬
‫َ‬ ‫َ َْ َْ‬
‫قري الضيف ‪ :‬أي تيهئ له طعامه ونزله‪.3‬‬
‫ِ‬ ‫وت‬ ‫الصحابة‪:‬‬ ‫حياة‬ ‫مختصر‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫قال الكانده ِ‬
‫ل‬
‫وجه الداللة ‪ :‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قدوتنا في أمور كلها‪ ،‬ومن أخالقه سعيه في‬
‫إكرام الضيف بتهية الطعام حين نزل عليه‪ ،‬ومن اهتدى بهداه فقد أفلح ومن تركه فقد‬
‫خسر‪.‬‬
‫ثم بقية أحاديث املوضوع سأذكرها في مواضعها‪.‬‬

‫‪1‬أخرجه البخاري في كتاب األدب (‪ )11 /8‬برقم (‪ )6018‬وفي معناه في كتاب األدب برقم (‪ )32 /8‬برقم (‪،6136‬‬
‫‪ ،)6138‬وكتاب الرقاق (‪ )100 /8‬برقم (‪ ،)6475‬وكتاب الرقاق (‪ )100 /8‬برقم (‪ )6476‬وأخرجه مسلم في معناه‬
‫في كتاب اإليمان (‪ )49 /1‬برقم (‪ ،)48 ،47‬وأخرجه أصحاب السنن إال النسائي في معناه وكذلك أخرج مالك في‬
‫الموطأ والدارمي في سننه وأحمد في مسنده‪.‬‬
‫‪ 2‬رواه البخاري في حديث طويل عن عائشة في كتاب التفسير برقم (‪ ،)4953‬وفي كتاب التعبير برقم (‪ )6982‬ومسلم‬
‫في كتاب اإليمان برقم (‪ ،)160‬وأخرج أحمد في مسنده برقم (‪.)25959‬‬
‫‪3‬محمد يوسف الكاندهلوي‪":‬مختصر حياة الصحابة" ص(‪ )103‬في تحمل الصحابة رضي هللا عنهم الشدائد واألذى في‬
‫الدعوة‬
‫‪8‬‬
‫فأم ا اإلجم اع‪ ،‬وق د أجم ع العلم اء على الثن اء على مك رم الض يف ومدح ه واختلف وا في‬
‫‪1‬‬
‫وجوبها‪.‬‬
‫بن اء على ه ذه األدل ة لق د ت بين لن ا أن الض يافة من ش ريعات اإلس الم ال تي أم ر به ا هللا‬
‫ورسوله ومدح من يقوم بها‪ ،‬وأنها من عالمات تمام إمام العبد‪ ،‬بل كانت هذه الشريعة‬
‫مأمورة بها منذ عهد نبينا إبراهيم عليه السالم‪ ،‬وأنها من سنن متبعة‪ .‬فال ينبغي ألحد من‬
‫املسلمين أن يقصر في هذا الجانب‪.‬‬

‫‪ 1‬علي بن محمد بن عبد الملك الكتامي الحميري الفاسي‪" :‬اإلقناع في مسائل اإلجماع" ج(‪ ،)2‬ص(‪)306‬‬
‫‪9‬‬
‫الباب الثاني‬

‫أهمية إكرام الضيف‬


‫المبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في أهمية إكرام الضيف‬

‫َ َ َ ََْ ُ ُ‬ ‫َْ ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬


‫س ‪َ ،‬ع ِن‬ ‫ون ُ‬ ‫‪ _1‬روى مسلم ‪َ :‬ح َّدث ِني َح ْر َملة ْب ُن َي ْح َيى ‪ ،‬أن َبأنا ْاب ُن َو ْه ٍب ‪ ،‬قال ‪ :‬أخبر ِني ي‬
‫َّ َ َّ َّ‬
‫ص لى الل ُه‬ ‫ول الل ِه‬ ‫س‬ ‫الر ْح َمن ‪َ ،‬ع ْن َأبي ُه َر ْي َر َة ‪َ ،‬ع ْن َر ُ‬
‫َّ‬ ‫ْابن ش َهاب ‪َ ،‬ع ْن َأبي َس َل َم َة ْبن َع ِْ‬
‫د‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫َ‬
‫ص ُم ْت‪َ .‬و َم ْن ك َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫آْل‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ان ُي ْؤم ُن بالله َوال َي ْوم ا ِخ ر فل َي ُق ْل َخ ْي ًرا‪ ،‬أ ْو ل َي ْ‬ ‫َ‬
‫ال ‪َ (( :‬م ْن ك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َع َل ْي ه َو َس َّل َ‬
‫ان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ق‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫آْل‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ُ ْ َ َُ ََ ْ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫آْل‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬
‫ض ْيف ُه‬ ‫ان ُي ؤ ِم ُن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ا ِخ ِر فليك ِرم‬ ‫ُيؤ ِم ُن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ا ِخ ِر فليك ِرم جاره‪ .‬ومن ك‬
‫‪1‬‬
‫))‪.‬‬
‫مع نى الح ديث أن من ال تزم ش رائع اإلس الم لزم ه إك رام ج اره وض يفه ‪ ،‬وبرهم ا ‪ .‬ق ال‬
‫الطوفي‪ :‬ظاهر الحديث انتفاء اإليمان عمن قال ذلك‪ ،‬وليس مرادا‪ ،‬بل أريد به املبالغة‬
‫كم ا يق ول القائ ل‪ :‬إن كنت اب ني ف أطعني‪ ،‬تهييج ا ل ه على الطاع ة‪ ،‬ال أن ه بانتف اء طاعت ه‬
‫‪2‬‬
‫ينتفي أنه ابنه‪.‬‬
‫‪ :‬من أهمية إكرام الضيف أنه مرتبط بكمال اإليمان‪ ،‬حيث لم‬ ‫ووجه الداللة‬
‫يكمل إيمان املرء إال به‪.‬‬

‫‪1‬أخرج مسلم في في كتاب اإليمان (‪ )1/49‬برقم (‪ )47‬و(‪ )1/50‬برقم (‪ )48‬حدثنا زهير بن حزب ومحمد بن عبد هللا‬
‫بن نمير جميعا‪ ،‬عن ابن عيينة‪ ،‬قال ابن نمير‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬أنه سمع نافع بن جبيريخبر‪ ،‬عن أبي شريح‬
‫الخزاعى نحوه‪.‬‬
‫وأخرج البخاري نخوه في كتاب األدب (‪ )11 /8‬برقم (‪ )6018‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا أبو األحوص‪ ،‬عن أبي‬
‫حصين‪ ،‬عن أبي صالح عن أبي هريرة‪ ،‬وفي معناه من طريق آخر في كتاب األدب برقم (‪ )32 /8‬برقم (‪،6136‬‬
‫‪ ،)6138‬وكتاب الرقاق (‪ )100 /8‬برقم (‪ ،)6475‬ورواية عن أبي شريح في كتاب الرقاق (‪ )100 /8‬برقم (‪.)6476‬‬
‫وأخرجه أصحاب السنن إال النسائي في معناه وكذلك أخرجه مالك في الموطأ والدارمي في سننه وأحمد في مسنده‪.‬‬
‫‪2‬أحمد بن علي بن حجر العس َقالَّني‪" :‬فتح البارى بشرح صحيح البخاري" ج(‪ )13‬ص(‪ )710‬كتاب األدب باب إكرام‬
‫الضيف وخدمته إياه بنفسه‬
‫‪10‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يل ‪َ ،‬ح َّدث َنا َع ِل ٌّي ‪َ ،‬ح َّدث َنا‬ ‫اع َ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ون ْب ُن إ ْ‬
‫س‬ ‫اق ‪َ ،‬أ ْخ َب َر َن ا َه ُار ُ‬ ‫‪ _2‬روى البخ اري‪َ :‬ح َّد َث َنا إ ْس َح ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ال ‪ :‬حدثني ع ْبد الله ْبن ع ْمرو ْبن ال َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َّ َ َ ُ َ َ َ َ‬
‫اص َر ِض َي الله عن ُه َم ا‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫يحيى قال ‪ :‬حدث ِني أبو سلم‬
‫َ ‪1‬‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َّ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم‪ .‬ف ذك َر ال َح ِديث‪َ ،‬ي ْع ِني ‪ِ (( :‬إ َّن ِل َز ْو ِرك‬ ‫ق ال ‪ :‬دخ ل علي رس ول الل ِه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫‪2‬‬
‫َعل ْي َك َح ًّقا‪َ ،‬و ِإ َّن ِل َز ْو ِج َك َعل ْي َك َح ًّقا ))‪.‬‬
‫ف ْب ُن ه َش ام ‪َ ،‬ق ااَل ‪َ :‬ح َّد َث َنا َأ ُب و َع َو َان َة ‪َ ،‬عنْ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ٌ َ َ َ ُ‬
‫‪ _3‬روى أب و داود‪ :‬ح دثنا مس دد وخل‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم ‪ (( :‬ل ْيل ة‬ ‫ور ‪َ ،‬ع ْن َع ِام ٍر ‪ ،‬عن أ ِبي ك ِريم ة ق ال ‪ :‬ق ال رس ول الل ِه‬ ‫منص ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َب َح ِب ِف َنائ ِِه ف ُه َو َعل ْي ِه َد ْي ٌن‪ِ ،‬إ ْن ش َاء اق َت َض ى‪َ ،‬و ِإ ْن ش َاء‬ ‫الض ْيف َح ٌّق َع َلى ُك ّل ُم ْس لم‪َ ،‬ف َم ْن َأ ْ‬ ‫َّ‬
‫ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ت َر َك ))‪.3‬‬
‫وه ذان الح ديثان ي دالن على وج وب إك رام الض يف كم ا ش رع في أول اإلس الم ثم نس خ‬
‫وجوبه ا‪ .‬ق ال الس يوطي‪ :‬أمث ال ه ذا الح ديث ك انت في أول اإلس الم حين ك انت الض يافة‬
‫‪4‬‬
‫واجبة وقد نسخ وجوبها‪.‬‬
‫وج ه االس تدالل ‪ :‬من أهمي ة إك رام الض يف أن الش رع جعل ه حق ا من طري ق املع روف‬
‫والعادة املحمودة والقيام به من شيم الكرام وعادات الصالحين‪ .‬وفي نحو هذا املعنى ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫َ‬ ‫الل ْي ُث ‪َ ،‬ق َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ُ ُ ُ َ َ َّ َ َ َّ‬


‫ال ‪َ :‬ح َّدث ِني َي ِز ُيد ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫‪ _4‬روى البخاري‪ :‬حدثنا عبد الل ِه بن يوسف ‪ ،‬حدثنا‬
‫َ ُ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َّ ّ َ َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم ‪ِ :‬إ َّن َك ت ْب َعث َن ا ف َنن ِز ُل‬ ‫أ ِبي الخ ْي ِر ‪َ ،‬ع ْن ُع ْق َبة ْب ِن َع ِام ٍر ‪ ،‬ق ال ‪ :‬قلن ا ِللن ِب ِي‬

‫‪1‬قال ابن حجر في الفتح‪ " :‬قوله‪َ :‬‬


‫(لزورك) بفتح الزاي‪ ،‬أي‪ :‬لضيفك "‬
‫‪2‬أخرجه البخاري في كتاب الصوم (‪ )39 /3‬برقم (‪ )1974‬و نحوه في كتاب الصوم (‪ )39 / 3‬برقم (‪ ،)1975‬وكتاب‬
‫األدب (‪ )31 /8‬برقم (‪،)6134‬‬
‫وأخرجه مسلم في معناه في كتاب الصيام (‪ )162 /3‬برقم (‪ ،)1159‬وأخرجه أحمد في مسند عبد هللا بن عمرو(‪/11‬‬
‫‪ )451‬برقم (‪)6867‬‬
‫‪3‬أخرجه أبو داود في أول كتاب األطعمة (‪ )84 /4‬برقم (‪, ،)3750‬أخرجه ابن ماجه بلفظ ((ليلة الضيف واجبة)) عن‬
‫طريق علي بن محمد في كتاب األدب (‪ )261 /5‬برقم (‪ )3677‬وكذلك أحمد في عدة مواضع في مسند الشاميين (‪/28‬‬
‫‪ 410‬و ‪ 430‬و ‪ )434‬برقم (‪ 17172‬و‪ 17173‬و‪ 17195‬و‪ 17196‬و‪)17202‬‬
‫‪ 4‬محمد شمس الحق العظيم آبادي‪" :‬عون المعبود شرح سنن أبي داود" ج(‪ )10‬ص(‪ )214‬كتاب األطعمة باب ما جاء في‬
‫الضيافة‬
‫‪11‬‬
‫ال َل َن ا ‪ (( :‬إ ْن َن َز ْل ُت ْم ب َق ْوم َف ُأم َر َل ُك ْم ب َم ا َي ْن َبغي ل َّ‬
‫لض ْي ِ‬
‫ف‬ ‫ب َق ْوم اَل َي ْق ُر َونا‪َ ،‬ف َم ا َت َرى ِف ِيه ؟ َف َق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ْ َ ُ َ ُ ُ ْ َ َّ َّ ْ‬
‫ف ))‬ ‫فاقبلوا‪ ،‬ف ِإن ل ْم يفعلوا فخذوا ِمن ُه ْم حق الضي ِ‬
‫‪1‬‬

‫هذا الحديث أفاد ما أفاده الدليل السابق في وجوب إكرام الضيف إذا نزل بقوم‪ ،‬فإن‬
‫منعوا عنه فيجوز أخذه قهرا‪.‬‬
‫بناء على هذه األدلة اختلف العلماء في حكم إكرام الضيف فيما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬

‫ُ ْ‬
‫أ_ أن ه واجب مطلق ا‪ ،‬إلي ه ذهب الكش ِم ْينَه ِ ي والليث وغ يرهم متمس كين بظ اهر ح ديث‬
‫الباب‪.‬‬
‫ُ ْ‬
‫في رواي ة الكش ِم ْينَه ِ ي ‪ (( :‬فخ ذوا من ه )) أي من م الهم وظ اهر الح ديث أن ق رى الض يف‬
‫واجب وأن املنزول عليه لو امتنع من الضيافة أخذت منه قهرا‪.‬‬
‫ب_ أنه واجب مخصوص بأهل البوادي دون القرى‪ ،‬ذهب إليه أحمد‪.‬‬
‫ج_ أنه سنة مؤكدة‪ ،‬قال به الجمهور‪ ،‬وأجابوا عن حديث الباب بأجوبة‪:‬‬

‫أحدها ‪ :‬حمله على املضطرين‪ ،‬ثم اختلفوا هـل يلزم املضطر العوض أم ال ؟‬ ‫‪‬‬
‫ثانيه ا‪ :‬أن ذل ك ك ان في أول اإلس الم وك انت املواس اة واجب ة‪ ،‬فلم ا فتحت الفت وح‬ ‫‪‬‬
‫نس خ ذل ك‪ ،‬وي دل على نس خه قول ه في ح ديث أبي ش ريح عن د مس لم في ح ق‬
‫الضيف ‪ (( :‬وجائزته يوم وليلة))‪ 3‬والجائزة تفضل ال واجبة‪. 4‬‬

‫‪1‬أخرجه البخاري في كتاب المظالم (‪ )131 /3‬برقم (‪ ،)2461‬وأخرجه مسلم نحوه بطريق قتيبة‪ J‬بن سعيد في كتاب‬
‫اللقطة (‪ )138 /5‬برقم (‪ ،)1727‬وأبو داود في أول كتاب األطعمة (‪ )85 /4‬برقم (‪ ،)3752‬وابن ماجه في كتاب‬
‫األدب (‪ )260 /5‬برقم (‪ ،)3676‬وكذلك أحمد أخرجه في مسند الشاميين (‪ )579 /28‬برقم (‪.)17345‬‬
‫‪" 2‬فتح البارى بشرح صحيح البخاري" ج(‪ )6/92‬كتاب المظالم باب قصاص المظلوم إذا وجد مال ظالمه‪.‬‬
‫‪3‬أخرجه مسلم في كتاب اللقطة (‪ )138 /5‬برقم (‪َ )48‬ح َّد َث َنا أَبُو ُك َر ْي ٍ‬
‫ب م َُح َّم ُد بْنُ ْال َعاَل ِء ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َوكِي ٌع ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َحمِي ِد‬
‫هَّللا‬
‫صلَّى ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‬ ‫هَّللا‬
‫ْح ْال ُخ َزاعِ يِّ ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬قا َل َرسُو ُل ِ َ‬ ‫ش َري ٍ‬ ‫ْن أَ ِبي َسعِي ٍد ْال َم ْقب ُِريِّ ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ُ‬
‫بْنُ َجعْ َف ٍر ‪َ ،‬عنْ َسعِي ِد ب ِ‬
‫هَّللا‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّام‪َ ،‬و َجائِزت ُه َي ْو ٌم َول ْيلة‪َ ،‬و َي ِح ُّل ل َِرج ٍُل مُسْ ل ٍِم أنْ ُيقِي َم عِ ن َد أخِي ِه َحتى ي ُْؤ ِث َم ُه ))‪ .‬قالوا ‪َ :‬يا َرسُو َل ِ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ض َيا َف ُة َثاَل َث ُة أي ٍ‬
‫(( ال ِّ‬
‫ْف ي ُْؤ ِث ُم ُه ؟ َقا َل ‪ُ (( :‬يقِي ُم عِ ْن َدهُ َواَل َشيْ َء لَ ُه َي ْق ِري ِه ِب ِه ))‪ ،‬وأخرج الترمذي نحوه في باب ما جاء في الضيافة كم هي؟ (‬ ‫َو َكي َ‬
‫‪ )514 /3‬برقم (‪ )1968‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وكذلك ابن ماجه في كتاب األدب (‪ )259 /5‬برقم(‬
‫‪)3675‬وأحمد في مسند المدنيين‪ )292 /26( J‬برقم(‪ )16371‬وفي من مسند القبائل (‪ )45/141‬برقم(‪.)27165‬‬
‫‪ 4‬وهذا ضعيف الحتمال أن يراد بالتفضل تمام اليوم والليلة ال أصل الضيافة‬
‫‪12‬‬
‫وفي حديث املقدام بن معديكرب مرفوعا (( أيما رجل ضاف قوما فأصبح الضيف‬
‫محروما فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته من زرعه وماله ))‪، 1‬‬
‫وهو محمول على ما إذا لم يظفر منه بشيء‪.‬‬

‫ثالثه ا‪ :‬أن ه مخص وص بالعم ال املبع وثين لقبض الص دقات من جه ة اإلم ام‪ ،‬فك ان‬ ‫‪‬‬
‫على املبع وث إليهم إن زالهم في مقابل ة عملهم ال ذي يتولون ه ألن ه ال قي ام لهم إال‬
‫ب ذلك حك اه الخط ابي‪ ،‬ق ال‪ :‬وك ان ه ذا في ذل ك الزم ان إذ لم يكن للمس لمين بيت‬
‫مال‪.‬‬

‫د_ أنه خاص بأهل الذمة‪ ،‬وقد شرط عمر حين ضرب الجزية على نصارى الشام ضيافة‬
‫من نزل بهم‪ ،‬وتعقب بأنه تخصيص يحتاج إلى دليل خاص‪ ،‬وال حجة لذلك فيما صنعه‬
‫عمر ألنه متأخر عن زمان سؤال عقبة‪ ،‬أشار إلى ذلك النووي‪.‬‬
‫ه_ تأوي ل املأخوذ‪ ،‬فحكى املازري عن الش يخ أبي الحس ن من املالكي ة أن املراد أن لكم أن‬
‫تأخ ذوا من أعراض هم بألس نتكم وت ذكروا للن اس عيبهم‪ .‬وتعقب ه املازري ب أن األخ ذ من‬
‫العرض وذكر العيب ندب في الشرع إلى تركه ال إلى فعله‪.‬‬
‫وأقوى األجوبة األول‪.‬‬

‫وال راجح عن دي ‪-‬وهللا أعلم‪ -‬الض يافة س نة مؤك دة كم ا ذهب ب ه جمه ور العلم اء‪ ،‬ب دليل‬
‫صح النقل عن أحمد؛ قال األثرم‪ :‬سمعت أبا عبد هللا يسأل عن الضيافة أي شيء تذهب‬
‫فيها؟ قال‪ :‬هي مؤكدة‪ ،‬وكأنها على أهل الطرق والقرى الذين يمر بهم الناس أوكد‪ ،‬فأما‬
‫مثلن ا اآلن فكأن ه ليس مث ل أولئ ك‪ 2.‬وبم ا أورد الجمه ور من االحتم االت املتطرق ة على‬
‫صيغة األمر في ((فخذوا))‪.‬‬

‫شعْ َب َة ‪َ ،‬ح َّد َثنِي أَبُو‬


‫‪1‬أخرجه أبو داود في أول كتاب األطعمة (‪ )85 /4‬برقم(‪َ )3751‬ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َيحْ َيى ‪َ ،‬عنْ ُ‬
‫َام أَ ِبي َك ِري َم َة‬ ‫ْ‬ ‫ْالجُودِيِّ ‪َ ،‬عنْ َسعِي ِد ب ِ َ ْ‬
‫ْن أ ِبي ال ُم َها ِج ِر ‪َ ،‬ع ِن ال ِم ْقد ِ‬
‫‪2‬أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن قدامة‪":‬المغني" ج(‪ )13‬ص(‪)354‬‬
‫‪13‬‬
‫وج ه االس تدالل ‪ :‬ف إن العلم اء ‪-‬م ع اختالفهم في وجوب ه‪ -‬ق د اتفق وا ب أن إك رام الض يف‬
‫مأمور عند الشريعة وإنه حق ملن نزل بقوم‪.‬‬

‫يع َة ‪َ ،‬ع ْن َيز َ‬


‫يد‬ ‫وس ى ‪َ ،‬ق ااَل ‪َ :‬ح َّد َث َنا ْاب ُن َله َ‬ ‫‪ _5‬روى أحمد‪َ :‬ح َّد َث َنا َح َّج ٌ‬
‫اج ‪َ ،‬و َح َس ُن ْب ُن ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ُه َع َل ْي ه َو َس َّل َم َأ َّنهُ‬
‫َ َّ ّ َ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َ‬
‫يب ‪ ،‬عن أ ِبي الخي ِر ‪ ،‬عن عقب ة ب ِن ع ِام ٍر ‪ ،‬ع ِن الن ِب ِي ص لى‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ب ِن أ ِبي ح ِب ٍ‬
‫ُ‬ ‫اَل‬ ‫َ َ اَل َ‬
‫ال ‪ (( :‬خ ْي َر ِف َيم ْن ُي ِضيف ))‪.1‬‬ ‫ق‬
‫‪2‬‬
‫معنى الحديث‪ :‬فيمن ال يطعم الضيف الذي ينزل به أي إذا كان قادرا على ضيافته‪.‬‬
‫وجه االستدالل‪ :‬انتفاء الضيافة يسبب انتفاء الخير على القادر‪.‬‬

‫‪1‬أخرجه أحمد في مسند الشاميين(‪ )28/635‬برقم(‪ ،)17419‬وأخرج الروياني في مسنده في مرثد بن عبد هللا اليزني (‬
‫‪ )1/156‬برقم(‪ ،)176‬وأخرج البيهقي في شعب اإليمان في فصل في مراعاة حق الرقيق(‪ )12/120‬برقم(‪.)9142‬‬
‫‪2‬المنادي "قيض القدير شرح الجامع الصغير" ج(‪ )6‬ص(‪ )552‬في حرف ال‬
‫‪14‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‬

‫بين الن بي ص لى هللا علي ه وس لم من خالل األح اديث الش ريفة ع دة أهمي ة إك رام‬ ‫‪.1‬‬
‫الضيف‪ ،‬منها ‪:‬‬
‫‪ -‬إن ه مرتب ط بق وة اإليم ان وكمال ه‪ ،‬فمن عالم ات كم ال إيم ان املرء باهلل والي وم‬
‫اآلخر قيامه بحق ضيفه‪.‬‬
‫‪ -‬وإن ه ح ق من حق وق اإلنس ان ال ذي أم ر الش رع بأدائ ه‪ ،‬فجعل ه الش ارع س نة‬
‫مؤكدة على قول األرجح‪.‬‬
‫‪ -‬وإنه من منع عن الضيافة مع قدرته على ذلك‪ ،‬شرع أن يأخذها الضيف قهرا‪.‬‬
‫‪ -‬وإن انتفائه يكون سببا النتفاء الخير والبركة في حياة املسلم بسبب تركه أمرا‬
‫من أوامر الشرع‪.‬‬
‫‪ .2‬قول النبي ((من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر)) يدل على كمال اإليمان ليس على‬
‫شرط صحة اإليمان‪ ،‬حيث من تركه نقص قدر إيمانه وال يبطل إيمانه‪ .‬كما قال‬
‫َ َ َّ‬
‫‪1‬‬
‫الع ْسقال ِني في الفتح‪ :‬املراد لقوله ((يؤمن)) اإليمان الكامل‪.‬‬
‫‪ .3‬قوله صالة هللا عليه وسالمه ((ليلة الضيف)) عام لظاهر الحديث فيشمل املسلم‬
‫والكافر‪ ،‬وال يجوز ترك الظاهر إال بتأويل مستند بدليل‪ 2.‬وأنا أرى كذلك لعدم‬
‫دليل التخصيص وألن الض يافة بمع نى ص دقة تط وع للمجتم ع‪ ،‬فيصلح أن يك ون‬
‫للكافر ومن باب األولى ألخ مسلم‪.‬‬

‫‪"1‬فتح البارى بشرح صحيح البخاري" (‪ )10/446‬في كتاب األدب باب من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فال يؤذ جاره‬
‫برقم(‪)6019-6018‬‬
‫‪ 2‬على بن سعد بن صالح الضويحي‪":‬فتح الولي الناصر" ج(‪ )3‬ص(‪ )363‬فصل في الكالم وأقسامها القسم الثاني‪ :‬الظاهر‬
‫‪15‬‬
‫وبما نقل عن أحمد قال‪ :‬والضيافة على كل مسلمين‪ ،‬كل من نزل عليه ضيف كان‬
‫عليه أن يضيفه‪ .‬قيل‪ :‬إن ضاف الرجل ضيف كافر يضيفه؟ قال‪ :‬قال النبي صلى‬
‫‪21‬‬
‫هللا عليه وسلم (( ليلة الضيف حق على كل مسلم )) ‪.‬‬
‫صيغة األمر املتجرد عن القرائن تقتضي الوجوب‪ 3‬وقد تفيد معنى غير الواجب‬ ‫‪.4‬‬
‫إذا دل عليه الدليل‪ ،‬فلذلك ذهب الجمهور في الضيافة إلى أنها سنة مؤكدة ‪-‬كما‬
‫تقدم‪ -‬ملا قيها من أدلة تصرف األمر إلى معنى غير الوجوب‪.‬‬

‫‪1‬أخرجه أبو داود في أول كتاب األطعمة (‪ )84 /4‬برقم (‪َ )3750‬ح َّد َث َنا ُم َس َّد ٌد َو َخ َلفُ بْنُ ِه َش ٍام ‪َ ،‬قااَل ‪َ :‬ح َّد َث َنا أَبُو َع َوا َن َة ‪،‬‬
‫ُور ‪َ ،‬عنْ َعام ٍِر ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي َك ِري َم َة ‪ ،‬أخرجه ابن ماجه بلفظ ((ليلة الضيف واجبة)) عن طريق علي بن محمد في‬ ‫َعنْ َم ْنص ٍ‬
‫كتاب األدب (‪ )261 /5‬برقم (‪ )3677‬وكذلك أحمد في عدة مواضع في مسند الشاميين (‪ 410 /28‬و ‪ 430‬و ‪)434‬‬
‫برقم (‪ 17172‬و‪ 17173‬و‪ 17195‬و‪ 17196‬و‪)17202‬‬
‫‪2‬عبد هللا بن أحمد بن قدامة‪":‬المغني" ج(‪ )13‬ص(‪)353-352‬‬
‫‪"3‬فتح الولي الناصر" (‪ )3/500‬باب األمر‬
‫‪16‬‬
‫الباب الثالث‬

‫فضل إكرام الضيف‬


‫المبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في فضل إكرام الضيف‬

‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫‪:‬ح َّد َث َنا َي ْح َيى ْب ُن ُب َك ْير ‪َ ،‬ق َ‬


‫ال ‪َ :‬ح َّدث َنا الل ْيث ‪َ ،‬ع ْن ُعق ْي ٍل ‪َ ،‬ع ِن ْاب ِن‬ ‫ٍ‬
‫‪ _1‬روى البخاري َ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ مْل ُ‬ ‫ش َهاب ‪َ ،‬ع ْن ُع ْر َو َة ْبن ُّ‬
‫الز َب ْي ِر ‪َ ،‬ع ْن َعا ِئشة أ ِ ّم ا ْؤ ِم ِن َين أ َّن َها قال ْت ‪ :‬فذكرت قصة أول نزول‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يج ة ب ْن ِت ُخ َو ْيلِ ٍد َرض َي الل ُه َع ْن َه ا‪ ،‬ف َق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال وحي ففي ه ‪ :‬ف َد َخ َل َعلى َخد َ‬
‫ال ‪ (( :‬ز ِمل و ِني‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ ُ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ ْ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫يج ة ‪َ -‬وأخ َب َر َه ا الخ َب َر ‪ (( : -‬لق ْد‬ ‫ال لخد َ‬
‫ز ِّمل و ِني ))‪ .‬فز َّمل وه حتى ذه َب عن ه ال َّروع ‪ ،‬فق َ ِ ِ‬
‫الل ُه َأ َب ًدا ؛ إ َّن َك َل َت ِص لُ‬‫َ اَّل َ َّ َ ُ ْ َ َّ‬
‫ك‬ ‫ي‬‫ز‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫الل‬ ‫و‬ ‫ك‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ة‬
‫ََ َ ْ َ َ ُ‬
‫يج‬ ‫د‬ ‫ِ‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ف‬ ‫))‪.‬‬ ‫ي‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫يت َع َلى َن ْ‬
‫َخش ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َّ َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ َ ْ ُ مْل َ ْ ُ َ َ‬
‫‪1‬‬
‫الض ْيف‪َ ،‬وت ِع ُين َعلى ن َوا ِئ ِب ال َح ِ ّق ))‬ ‫وم‪َ ،‬وت ْق ِري‬ ‫الر ِحم‪ ،‬وتح ِمل الكل ‪ ،‬وتك ِسب ا عد‬
‫‪(( :‬فقالت خديجة‪ :‬كال))‪ ،‬معناها‪ :‬النفي واالباد أي أقسمت خديجة‬ ‫معنى الحديث‬
‫بنفي الخزي وتجنيبه عن النبي صلى هللا عليه وسلم ثم استدلت على ذلك بأمر استقرائي‬
‫وصفته صلى هللا عليه وسلم بأصول مكارم األخالق‪.2‬‬
‫وجه االستدالل ‪ :‬من جملة األخالق الكريمة التي أقسمت بها خديجة على تجنيب الخزي‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم هو إكرامه للضيف‪.‬‬

‫‪ 1‬أخرجه البخاري بحديث طويل في باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (‪ )7 /1‬برقم (‪،)3‬‬
‫ونحوه في كتاب التفسير (‪ )173 /6‬برقم(‪ ،)4953‬وفي كتاب التعبير (‪ )29 /9‬برقم(‪ ،)6982‬وأخرج نحوه مسلم في‬
‫كتاب اإليمان (‪ )97 /1‬برقم(‪ ،)160‬وأحمد في مسنده في مسند الصديقة عائشة بنت الصديق رضي هللا عنها (‪)52 /43‬‬
‫برقم(‪ )25865‬و(‪ )112 /43‬برقم(‪.)25959‬‬
‫‪"2‬فتح البارى بشرح صحيح البخاري" (‪ )24-1/23‬في كتاب بدء الوحي بتصرف‬
‫‪17‬‬
‫ال ‪َ :‬ح َّد َث َنا َأ ُب و اأْل َ ْح َوص ‪َ ،‬ع ْن َع َط ِاء ْبن َّ‬
‫الس ا ِئ ِب ‪،‬‬ ‫‪ _2‬روى الترم ذي‪َ :‬ح َّد َث َنا َه َّن ٌاد ‪َ ،‬ق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫َع ْن أ ِبي ِه ‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد الل ِه ْب ِن َع ْم ٍرو ‪ ،‬ق ال ‪ :‬ق ال رس ول الل ِه ص لى الله علي ِه وس لم ‪:‬‬
‫َّ اَل َ ُ ُ ْ َ اَل‬ ‫َْ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬
‫‪3‬‬
‫الس َم‪ ،‬ت ْدخلوا ال َج َّنة ِب َس ٍم ))‪.‬‬ ‫الر ْح َم َن‪َ ،‬وأط ِع ُموا الط َع َام‪َ ،‬وأفشوا‬ ‫اع ُب ُدوا َّ‬‫(( ْ‬

‫معنى الحديث ‪ :‬فإنكم إذا فعلتم ذلك ومتم عليه دخلتم الجنة آمنين ال خوف عليكم وال‬
‫‪2‬‬
‫أنتم تحزنون‪.‬‬
‫وج ه االس تدالل ‪ :‬أن من أس باب دخ ول الجن ة ه و إطع ام الطع ام س واء في الص دقة‬
‫والهدية والضيافة‪.‬‬

‫َ‬ ‫‪:‬ح َّد َث َنا َعل ُّي ْب ُن ُح ْجر ‪َ ،‬ق َ‬


‫ال ‪َ :‬ح َّدث َنا َع ِل ُّي ْب ُن ُم ْس ِه ٍر ‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪ _3‬روى الترمذي َ‬
‫َ ْ َ ّ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ‬ ‫ال َّر ْح َمن ْبن إ ْس َح َ‬
‫ص لى الل ُه‬ ‫الن ْع َم ِان ْب ِن َس ْع ٍد ‪ ،‬عن ع ِل ٍي ق ال ‪ :‬ق ال رس ول الل ِه‬ ‫اق ‪َ ،‬عن ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ َّ َ ُ َ ً ُ َ ُ ُ ُ َ ْ ُ ُ َ َ ُ ُ ُ َ ْ ُُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َ َّ َ‬
‫وره ا ))‪.‬‬ ‫ونه ا‪ ،‬وبطونه ا ِمن ظه ِ‬ ‫علي ِه وس لم ‪ِ (( :‬إن ِفي الجن ِة لغرف ا‪ ،‬ي رى ظهوره ا ِمن بط ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ اَل‬ ‫الل ِه ؟ َق َ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ْ َ ٌّ َ َ َ َ ْ َ َ َ ُ َ َّ‬
‫اب الك َم‪َ ،‬وأط َع َم‬ ‫ال ‪ِ (( :‬هي مِل ن أط‬ ‫فق ام ِإلي ِه أع ر ِابي‪ ،‬فق ال ‪ :‬مِل ن ِهي ي ا رس ول‬
‫َّ َ َ َ َ َ َ ّ َ َ َ َ َّ َّ َّ‬
‫الل ْيل َو َّ‬
‫‪3‬‬
‫اس ِن َي ٌام ))‪.‬‬
‫الن ُ‬
‫الصيام‪ ،‬وصلى ِلل ِه ِب ِ‬ ‫الطعام‪ ،‬وأدام ِ‬
‫‪4‬‬
‫شرح الشاهد ‪(( :‬وأطعم الطعام)) للعيال والفقراء واألضياف‬

‫‪ 3‬أخرجه الترمذي في أبواب األطعمة عن رسول هللا باب ما جاء في فضل إطعام الطعام (‪ )432 /3‬برقم(‪)1916‬‬
‫وأخرج نحوه في أبواو صفة القيامة وارقائق والورع (‪ )264 /4‬برقم(‪ )2485‬بلفظ ((يا أيها الناس‪ ،‬أفشوا السالم‪،‬‬
‫وأطعموا الطعام‪ ،‬وصلوا والناس نيام‪ ،‬تدخلوا الجنة سالم)) وقال‪ :‬هذا حديث صحيح‪،‬‬
‫ار ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َث َنا‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ْنُ‬
‫ب‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ُح‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ث‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ح‬
‫وأخرج ابن ماجه نحوه في كتاب إقامة الصالة والسنة فيها (‪)468 /2‬برقم(‪َ )1334‬‬
‫ْن أوفى ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ارة ب ِ‬‫ْن أَ ِبي َجمِيلة ‪َ ،‬ع ز َر َ‬
‫ُ‬ ‫نْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب ‪َ ،‬وم َُح َّم ُد بْنُ َجعْ َف ٍر ‪َ ،‬عنْ َع ْوفِ ب ِ‬ ‫َيحْ َيى بْنُ َسعِي ٍد ‪َ ،‬وابْنُ أَ ِبي َعدِيٍّ ‪َ ،‬و َع ْب ُد ْال َوهَّا ِ‬
‫ْن َساَل ٍم‪ ،‬وفي كتاب األطعمة (‪ )5/5‬برقم(‪ )3251‬بزيادة ((وصلوا األرحام)) كما أخرجه الدارمي في كتاب‬ ‫َعنْ َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِ‬
‫الصالة (‪ )915 /2‬برقم(‪ )1501‬وفي كتاب االستئذان (‪ )1720 /3‬برقم(‪ ،)2674‬وروى نحوه في كتاب األطعمة (‪/2‬‬
‫‪ )1321‬برقم(‪ ،)2126‬وأخرجه أحمد في مسند عبد هللا بن عمرو (‪ 157 /11‬و‪ )436‬برقم(‪ 6587‬و‪ ،)6848‬ونحوه‬
‫في مسند األنصار (‪ )201 /39‬برقم(‪.)23784‬‬
‫‪ 2‬محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري ‪":‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي" م(‪ )5‬ص(‪ )588‬كتاب‬
‫األطعمة باب ما جاء في فضل العشاء‬
‫‪3‬أخرجه الترمذي في باب ما جاء في صفة غرف الجنة (‪ )294 /4‬برقم(‪ )2527‬وفي باب ما جاء في قول المعروف (‬
‫اق َه َذا مِنْ قِ َب ِل‬ ‫ْن إِسْ َح َ‬ ‫ِيث َغ ِريبٌ ‪َ ،‬و َق ْد َت َكلَّ َم َبعْ ضُ أَهْ ِل ْالع ِْل ِم فِي َع ْب ِد الرَّ حْ َم ِن ب ِ‬ ‫‪ )524 /3‬برقم(‪ )1984‬وقال‪َ :‬ه َذا َحد ٌ‬
‫ت مِنْ َه َذا‪ ،‬وأخرجه أحمد نحوه في مسند علي بن‬ ‫اق ْالقُ َرشِ يُّ َمدِينِي‪َ ،‬وه َُو أَ ْث َب ُ‬ ‫ِح ْفظِ هِ‪َ ،‬وه َُو ُكوفِيٌّ ‪َ ،‬و َع ْب ُد الرَّ حْ َم ِن بْنُ إِسْ َح َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أبي طالب (‪ )449 /2‬برقم(‪ )1338‬وله شاهد في البخاري يؤيد معناه‪َ :‬ح َّدث َنا َع ْمرُو بْنُ َخالِ ٍد ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّدث َنا الليْث ‪َ ،‬عنْ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم ‪ :‬أَيُّ اإْل ِسْ اَل ِم‬ ‫ْن َع ْم ٍرو َرضِ َي هَّللا ُ َع ْن ُه َما أَنَّ َر ُجاًل َسأ َ َل ال َّن ِبيَّ َ‬ ‫َي ِزي َد ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ْال َخي ِْر ‪َ ،‬عنْ َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِ‬
‫ف))‪.‬‬ ‫َ‬
‫ت َو َمنْ ل ْم َتعْ ِر ْ‬ ‫الط َعا َم‪َ ،‬و َت ْق َرأ ُ ال َّس َم َعلى َمنْ َع َرف َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫َخ ْي ٌر ؟ َقا َل ‪ُ (( :‬ت ْط ِع ُم َّ‬
‫‪ "4‬تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي" (‪ )7/85‬كتاب البر والصلة باب ما جاء في قول المعروف‬
‫‪18‬‬
‫وج ه الدالل ة ‪ :‬أن من أس باب حص ول املرء نعم ة خاص ة في الجن ة ه و إطع ام الطع ام في‬
‫الضيافة أو غيرها‪.‬‬

‫َ‬ ‫الله ْب ُن َد ُاو َد ‪َ ،‬ع ْن ُف َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ َّ ٌ َ َّ َ َ َ ْ ُ َّ‬


‫ض ْي ِل ْب ِن غ ْز َو َان ‪،‬‬ ‫‪ _4‬روى البخ اري ‪:‬ح دثنا مس دد ‪ ،‬ح دثنا عب د ِ‬
‫الل ُه َع َل ْي ه َو َس َّلمَ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ َّ َ ُ اًل َ َ َّ َّ َ َّ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫عن أ ِبي ح ِاز ٍم ‪ ،‬عن أ ِبي هري رة ر ِض ي الله عن ه أن رج أتى الن ِبي ص لى‬
‫َّ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َ َ اَّل مْل َ ُ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم ‪َ (( :‬م ْن‬ ‫ف َب َعث ِإلى ِن َس ا ِئ ِه‪ ،‬فقلن ‪ :‬م ا معن ا ِإ ا اء‪ .‬فق ال رس ول الل ِه‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ص ار ‪َ :‬أ َن ا‪َ .‬ف ْان َط َل َق ب ِِه إ َلى ْام َر َأت ِِه‪َ ،‬ف َق َ‬ ‫ال َر ُج ٌل م َن اأْل َ ْن َ‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫ََ‬
‫ف‬ ‫))‬ ‫؟‬ ‫ا‬
‫ُ َ َ‬
‫ذ‬ ‫ه‬ ‫‪-‬‬ ‫يف‬ ‫ض‬ ‫ض ُّم ‪َ -‬أ ْو ُ‬
‫ي‬ ‫َي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ُه َع َل ْي ه َو َس َّل َم‪َ .‬ف َق َال ْت ‪َ :‬م ا ع ْن َد َنا إاَّل ُق ُ‬ ‫َّ َ َّ َّ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫وت ِص ْب َيا ِني‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫الل‬
‫ِ ِ‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ف َر ُ‬ ‫ي‬ ‫ض‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫أ ِِ‬
‫ر‬ ‫ك‬
‫َ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َف َق َ َ ّ َ َ َ َ َ ْ‬
‫اج ِك‪َ ،‬ون ّ ِو ِمي ِص ْب َيان ِك ِإذا أ َر ُادوا َعش ًاء‪ .‬ف َه َّيأ ْت ط َع َام َه ا‪،‬‬ ‫صبحي س َر َ‬
‫ال ‪ :‬ه ِي ِئي طعام ِك‪ ،‬وأ ِ ِ ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ ْ ْ َ َ َ ُ َّ َ َ ْ َ َ َّ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ َ َ اَل‬
‫وأص بحت ِس راجها‪ ،‬ون ومت ِص بيانها‪ ،‬ثم ق امت كأنه ا تص ِلح ِس راجها‪ ،‬فأطفأت ه فجع‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َّ َّ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم‪،‬‬ ‫ول الل ِه‬ ‫س‬‫ص َب َح َغ َدا إ َلى َر ُ‬ ‫ُير َيانِه َأ َّن ُه َم ا َي ْأ ُكاَل ن‪َ ،‬ف َب َات ا َط او َي ْين‪َ ،‬ف َل َّما َأ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َ ُ َ َ ْ َ َ َّ‬
‫الل ُه ‪{َ :‬و ُي ْؤث ُر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َّ َّ َ‬ ‫َف َق َ‬
‫ون َعلى أن ُف ِس ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ض ِح َك الل ُه الل ْيل ة ‪ -‬أ ْو َع ِج َب ‪ِ -‬من فع ِالكم ا‪ ،‬ف أنزل‬ ‫ال ‪َ (( :‬‬
‫مْل ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫ََْ َ َ ْ َ َ ٌَ ََ ْ ُ َ ُ َ‬
‫وق ش َّح ن ْف ِس ِه فأول ِئ َك ُه ُم ا ْف ِل ُحون} ))‬
‫َ ‪2 1‬‬
‫ولو كان ِب ِهم خصاصة ومن ي‬
‫وجه االستدالل ‪ :‬أن هللا وصف الزوجين الذين قاما على الضيافة بالفلح‪ ،‬وألن صنيعهما‬
‫َ ْ َ ْ َّ َ ُ َ ُّ ُ ُ َ ُ ْ َ َ مْل َ ْ‬
‫أفض ل ممن تص دق على حبه للم ال في قول ه { ليس البِر أن تولوا وج وهكم ِقب ل ا ش ِر ِق‬
‫َ مْل َاَل َ َ ْ َ َ َّ ّ َ َ َ مْل َ َ َ‬ ‫َ َٰ َّ ْ َّ َ ْ َ َ َّ َ ْ َ ْ آْل‬ ‫َ مْل َ ْ‬
‫ال َعل ٰى‬ ‫اب والن ِب ِيين وآتى ا‬ ‫ت‬‫ك‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ك‬ ‫ئ‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫خ‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ِ ِ‬‫الل‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫آم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ِر‬ ‫ب‬‫ال‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫وا ِ ِ ِ‬
‫ل‬ ‫و‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫غ‬
‫ّ َ َ َ َ َ َّ اَل َ‬ ‫الس ائل َين َ‬
‫َّ‬ ‫الس بيل َ‬‫َّ‬ ‫ُح ّبِه َذوي ْال ُق ْر َب ٰى َو ْال َي َت َام ٰى َوامْل َ َس اك َين َو ْاب َ‬
‫الص ة‬ ‫اب وأق ام‬ ‫ق‬ ‫الر‬
‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫و‬ ‫و‬ ‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َّ َّ َ َ ْ َ ْ‬ ‫الص ابر َ‬ ‫َ‬
‫ون ب َع ْه ِده ْم إذا َع َاه ُدوا ۖ َو َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مْل‬
‫الزك اة َوا وف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َو َآتى َّ‬
‫ين ِفي البأس ِاء والض ر ِاء و ِحين الب أ ِس ۗ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫مْل‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َٰ َ َّ َ َ َ ُ‬
‫أولئِك ال ِذين ص دقوا ۖ وأولئِك هم ا تق ون} ‪ .‬ألن الزوجين قدما كل ما عندهما من املال‬
‫‪3‬‬

‫ومن تصدق على حبه للمال أخرج قدرا معينا من ماله ليس الكل‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫‪1‬سورة الحشر أية ‪9‬‬


‫‪2‬أخرجه البخاري في كتاب مناقب األنصار (‪ )34 /5‬برقم(‪ ،)3798‬وأخرج مسلم نحوه في كتاب األشربة (‪-127 /6‬‬
‫َ‬ ‫ْن َغ ْز َو َ‬ ‫ب ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َج ِري ُر بْنُ َع ْب ِد ْال َحمِي ِد ‪َ ،‬عنْ فُ َ‬ ‫‪ )128‬برقم(‪َ )2054‬ح َّد َثنِي ُز َه ْي ُر بْنُ َحرْ ٍ‬
‫ان ‪َ ،‬عنْ أ ِبي َح ِ‬
‫از ٍم‬ ‫ضي ِْل ب ِ‬
‫ضي ِْل‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ب م َُح َّمد بْنُ ال َع ِء ‪َ ،‬حدثنا َوكِيع ‪َ ،‬عنْ ف َ‬ ‫اَل‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫اأْل َ ْش َجعِيِّ ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ه َُري َْر َة عن النبي مثله‪ ،‬ومن طريق آخر َحدثنا أبُو ك َر ْي ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫وت‬ ‫اَّل‬
‫ضيْفٌ ‪َ ،‬فلَ ْم َي ُكنْ عِ ْن َدهُ إِ قُو ُت ُه َوقُ ُ‬ ‫ات ِب ِه َ‬‫ار َب َ‬
‫ص ِ‬ ‫از ٍم ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ه َُري َْر َة ‪ ،‬أَنَّ َر ُجاًل م َِن اأْل َ ْن َ‬ ‫َ‬
‫ان ‪َ ،‬عنْ أ ِبي َح ِ‬ ‫ْن َغ ْز َو َ‬ ‫ب ِ‬
‫ُون‬ ‫ر‬
‫َ ِ َ‬ ‫ث‬ ‫ْ‬
‫ُؤ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫{‬ ‫‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ة‬ ‫ي‬ ‫آْل‬
‫َِِ َ‬‫ا‬ ‫ه‬ ‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ز‬‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫‪:‬‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫‪J‬‬
‫‪.‬‬ ‫د‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ْفِ َ عِ َكِ‬ ‫ي‬‫ض‬‫َّ‬ ‫ِل‬ ‫ل‬ ‫ي‬‫ب‬ ‫رِّ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ج‬‫ا‬ ‫ِّر‬
‫س‬ ‫ال‬ ‫ِي‬ ‫ئ‬ ‫ف‬ ‫ط‬ ‫ْ‬
‫َ َ ِ‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫َ‬ ‫ي‬‫ب‬‫ْ‬ ‫ص‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ِي‬
‫م‬ ‫وِّ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ْ‬
‫م‬
‫َ اِل َ ِ ِ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫ِ‪،‬‬‫ه‬ ‫ن‬‫ا‬ ‫ي‬‫ب‬‫ْ‬
‫صِ َ ِ‬
‫َ َ َ ِ‬
‫اص ٌة }‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫ان ِب ِه ْم َخ َ‬ ‫َعلَى أَ ْنفُسِ ِه ْم َولَ ْو َك َ‬
‫‪3‬سورة البقرة أية ‪177‬‬
‫‪19‬‬
‫ال ‪َ :‬س ِم ْع ُت ْاب َن‬‫‪ _5‬روى أحم د‪َ :‬ح َّد َث َنا َي ْح َيى ‪َ ،‬ع ْن َحبيب ْبن ِش َهاب ‪َ ،‬ح َّد َثني َأبي ‪َ ،‬ق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫الل ُه َع َل ْي ِه و َس ل َم َي ْو َم خط َب الن َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ُ ُ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ‬
‫اس ِبت ُب وك ‪َ (( :‬م ا ِفي‬ ‫اس يق ول ‪ :‬ق ال رس ول الل ِه ص لى‬ ‫عب ٍ‬
‫اس‪،‬‬ ‫ور َّ‬
‫الن‬
‫َّ‬
‫الل ِه َع َّز َو َج َّل‪َ ،‬و َي ْج َت ِن ُب ُش ُر َ‬ ‫يل‬ ‫ب‬‫س‬ ‫الناس م ْث ُل َر ُجل آخ ٍذ ب َر ْأس َف َرسه ُي َجاه ُد في َ‬‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫ض ْي َف ُه‪َ ،‬و ُي ْع ِطي حقه ))‬
‫َ َّ ُ ‪1‬‬ ‫آخ َر َباد في ن ْع َمة‪َ ،‬ي ْقري َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫و ِمثل‬
‫وج ه الدالل ة‪ :‬من فض ل الض يافة أنه ا تع ادل ث واب الجه اد في س بيل هللا واجتن اب ش رور‬
‫الناس‪.‬‬

‫‪1‬أخرج أحمد في مسند بني هاشم(‪ )3/446‬برقم(‪ ،)1987‬وقال مقبل بن هادي الوداعي في الجامع الصحيح مما ليس في‬
‫الصحيحين (‪ : )5/467‬هذا حديث صحيح‬
‫‪20‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‬

‫إن للضيافة فضائل عديدة مبينة في األحاديث‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪.1‬‬


‫‪ -‬أنها من أسباب تجنيب املكاره عن فاعلها‬
‫‪ -‬أنها من أسباب دخول الجنة‬
‫‪ -‬أنها من أسباب حصول نعمة خاصة في الجنة‬
‫‪ -‬وأنها مما أحب إلى هللا ورسوله من البر‬
‫‪ -‬وأنها تعادل الجهاد في سبيل هللا واجتناب شرور الناس في الفضل والثواب‬
‫إن النبي صلى هللا عليه وسلم بشر مثلنا‪ ،‬إنما فضله هللا على سائر الخلق بالوحي‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫حيث أنه خشي على نفسه بالهالك بعد رجوعه من غار حراء‪ .‬وأيد هذا قوله صلى‬
‫َ َ َ ْ َ ْ َ ‪1‬‬ ‫ََ َ ُْ ُ َْ‬
‫((إ َّن َما أنا َبش ٌر ِمثلك ْم أن َسى كما تنسون))‬
‫هللا عليه وسلم ِ‬
‫إن النبي صلى هللا عليه وسلم كرمت أخالقه قبل البعثة والسيما بعدها‬ ‫‪.3‬‬
‫إن أعم ال الص الحات تك ون س ببا ل دخول الجن ة وليس ت ملزم ة له ا ألنن ا ن دخل‬ ‫‪.4‬‬
‫الجن ة برحم ة هللا‪ ،‬كم ا ب وب مس لم في ص حيحه وكم ا ق ال الن بي ‪ -‬ص لى هللا علي ه‬
‫َ َ اَل َ ْ َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ول الل ِه ؟‬ ‫وس لم ‪َ (( : -‬م ا ِم ْنك ْم أ َح ٌد َدا ِخ ٌل ال َج َّنة ِب َع َملِ ِه ))‪ِ .‬قي ل ‪ :‬و أنت ي ا رس‬
‫‪2‬‬ ‫الل ُه ب َر ْح َمة م ْن ُه‪َ ،‬و َف ْ‬
‫ض ٍل ))‪.‬‬
‫َّ‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ال ‪َ (( :‬واَل َأ َنا‪ ،‬إاَّل َأ ْن َي َت َغ َّم َ‬
‫د‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ق‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫أخرجه البخاري في كتاب الصالة (‪ )1/89‬برقم(‪َ )401‬ح َّد َث َنا ع ُْث َمانُ ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َث َنا َج ِري ٌر ‪َ ،‬عنْ َم ْنص ٍ‬
‫ُور ‪َ ،‬عنْ إِب َْراهِي َم ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫َعنْ َع ْل َق َم َة ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬قا َل َع ْب ُد هَّللا ِ ‪ ،‬وأخرج مسلم نحوه في كتاب المساجد ومواضع الصالة (‪ )2/85‬برقم(‪)572‬‬
‫َ‬
‫‪2‬أخرجه أحمد في مسند أبي هريرة (‪ )122 /16‬برقم(‪َ )10124‬ح َّد َث َنا َيحْ َيى ‪َ ،‬عنْ ِه َش ٍام ‪َ ،‬عنْ م َُح َّم ٍد ‪َ ،‬عنْ أ ِبي ه َُري َْر َة ‪،‬‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْيهِ‪ ،‬وهذا إسناد صحيح‪.‬‬
‫َع ِن ال َّن ِبيِّ َ‬
‫‪21‬‬
‫الباب الرابع‬

‫من آداب وأحكام إكرام الضيف‬


‫المبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في آداب وأحكام إكرام الضيف‬

‫ْ َ‬ ‫يد ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َل ْي ٌث ‪َ ،‬ع ْن َ‬ ‫‪ _1‬روى مسلم ‪َ :‬ح َّد َث َنا ُق َت ْي َب ُة ْب ُن َ‬
‫يد ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫أ‬
‫ِ ِ‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫يد‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫س‬
‫َ ُ َ ْ ْ َ َ ّ َ َّ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َّ‬
‫أ ِبي شري ٍح الع د ِو ِي ‪ ،‬أنه ق ال ‪ :‬س ِمعت أذن اي‪ ،‬وأبص رت عين اي ِحين تكلم رس ول الل ِه ص لى‬
‫َ‬
‫ض ْي َف ُه َجا ِئ َزت ُه ))‪.‬‬ ‫الله َو ْال َي ْوم اآْل ِخ ر َف ْل ُي ْك ر ْم َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ ُ َّ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َّ ُ َ َ ْ َ َ َّ َ َ َ‬
‫الله علي ِه وس لم‪ ،‬ف‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الض َي َاف ُة َثاَل َث ُة َأ َّيام‪َ ،‬ف َم ا َك َ‬
‫ان‬ ‫ال ‪َ (( :‬ي ْو ُم ُه‪َ ،‬و َل ْي َل ُت ُه‪َ ،‬و ّ‬‫الل ِه ؟ َق َ‬‫َ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ َّ‬
‫ق الوا ‪ :‬وم ا جا ِئزت ه ي ا رس ول‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُ ْ َ ْ ً َْ‬ ‫آْل‬ ‫َّ ْ‬ ‫ال ‪َ (( :‬م ْن َك َ‬ ‫ص َد َق ٌة َع َل ْي ِه ))‪َ .‬و َق َ‬ ‫َو َر َاء َذل َك َف ُه َو َ‬
‫ان ُي ْؤ ِم ُن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ا ِخ ِر فليق ل خي را‪ ،‬أو‬ ‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫ص ُم ْت ))‬
‫ل َي ْ‬
‫ِ‬
‫الل ِه ؟ َق َ‬ ‫َ ْ ُ ْ ْ َ ْ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ َّ‬
‫ال ‪" :‬‬ ‫مع نى الح ديث ‪(( :‬فليك ِرم ض يفه جا ِئزت ه "‪ .‬ق الوا ‪ :‬وم ا جا ِئزت ه ي ا رس ول‬
‫َ ْ ُ ُ َ َ ْ َ ُ ُ َ ّ َ ُ َ اَل َ ُ َ‬
‫الض َيافة ث ث ة أ َّي ٍام)) ق ال العلم اء ‪ :‬معن اه‪ :‬االهتم ام ب ه في الي وم والليل ة‬ ‫يوم ه‪ ،‬وليلت ه‪ ،‬و ِ‬
‫واتحافه بما يمكن من بر وإلطاف‪ ،‬وأما في الثاني والثالث فيطعمه ماتيسر وال يزيد على‬
‫‪2‬‬
‫عادته‪ ،‬وأما ماكان بعد الثالثة‪ ،‬فهو صدقة معروف إن شاء فعل وإن شاء ترك‪.‬‬
‫وج ه الدالل ة ‪ :‬أن من آداب الض يافة أن تك ون ثالث ة أي ام على األك ثر‪ ،‬فم ا بع دها تط وع‪.‬‬
‫وأن في الي وم األول يب الغ في الض يافة ق در املب اح فيزي د في ال بر على مايحض ره في س ائر‬
‫األيام‪.‬‬

‫‪ 1‬أخرجه مسلم في كتاب اللقطة (‪ )137 /5‬برقم(‪ ،)48‬وأخرج البخاري نحوه في كتاب األدب (‪ 11 /8‬و‪ )32‬برقم(‬
‫ْح ْال َعدَ ِويِّ ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ْث ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َثنِي َسعِي ٌد ْال َم ْقب ُِريُّ ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ُ‬
‫ش َري ٍ‬
‫ُف ‪َ ،‬ح َّد َث َنا اللَّي ُ‬‫‪ 6019‬و‪َ )6135‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد هَّللا ِ بْنُ يُوس َ‬
‫الترمذي في ما جاء في الضيافة كم هي؟ (‪ )513 /3‬برقم(‪ )1967‬ثم قال ‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأخرج الدارمي‬
‫في كتاب األطعمة (‪ )1294 /2‬برقم(‪ )2078‬وأحمد بسند أخرى في مسند أبي سعيد الخضري (‪ )97 /17‬برقم(‬
‫)‪،‬ح َّد َث َنا م َُؤ َّم ُل بْنُ إِسْ مَاعِ ي َل ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َث َنا َحمَّا ٌد ‪َ -‬يعْ نِي اب َْن َسلَ َم َة ‪َ -‬ح َّد َث َنا ْالج َُري ِْريُّ ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي َنضْ َر َة ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي‬
‫‪َ 11045‬‬
‫َسعِي ٍد‪J.‬‬
‫‪ 2‬يحيى بن شرف النووي‪" :‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الهجاج" ج(‪ )12‬ص(‪ )31‬كتاب اللقطة باب الضيافة‬
‫ونحوه‬
‫‪22‬‬
‫يد‬ ‫م‬ ‫ح‬‫يع ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َ‬ ‫ٌ‬ ‫ك‬ ‫و‬‫‪ _2‬روى مسلم‪َ :‬ح َّد َث َنا َأ ُب و ُك َر ْيب ُم َح َّم ُد ْب ُن ْال َعاَل ء ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال ‪َ :‬ق َ‬ ‫َ‬
‫يد ا َ ْق ُب ر ّ ِي ‪َ ،‬ع ْن أبي ُش َر ْيح ْال ُخ َز ِاع ّي ‪َ ،‬ق َ‬ ‫مْل‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْب ُن َج ْع َف ر ‪َ ،‬ع ْن َ‬
‫ول‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫يد‬ ‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬
‫اَل‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الل ُه َعل ْي ه َو َس َّل َم ‪ّ (( :‬‬ ‫َّ َ َّ َّ‬
‫الض َيافة ث ث ة أ َّي ٍام‪َ ،‬و َجا ِئ َزت ُه َي ْو ٌم َول ْيل ة‪َ ،‬و َي ِح ُّل ِل َر ُج ٍل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل ِه ص لى‬
‫ف ُي ْؤ ِث ُم ُه ؟ َق َ‬ ‫َ َّ ُ ْ َ ُ َ ُ َ َ ُ َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُم ْس لم َأ ْن ُيق َ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫يم ِع ْن َد أ ِخي ِه حتى يؤ ِثم ه ))‪ .‬ق الوا ‪ :‬ي ا رس ول الل ِه‪ ،‬وكي‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫اَل َ َ‬
‫‪1‬‬
‫يم ِع ْن َد ُه َو ش ْي َء ل ُه َي ْق ِر ِيه ِب ِه ))‬ ‫(( ُي ِق ُ‬

‫معنى الحديث ‪ :‬ال يحل للضيف أن يقيم عند املضيف بعد الثالث حتى يوقعه في اإلثم؛‬
‫ألن ه ق د يغتاب ه لط ول مقام ه أو يع رض ل ه م ا يؤذي ه أو يظن ب ه م ا ال يج وز وه ذا كل ه‬
‫محم ول على م ا إذا ق ام م ا بع د الثالث من غ ير اس تدعاء من املض يف‪ ،‬أم ا إذا اس تدعاه‬
‫‪2‬‬
‫وطلب الزيادة أو علم أو ظن أنه ال يكره إقامته فال بأس بالزيادة‪.‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬هذا تأكيد ملا قبله أن حق الضيف ثالثة أيام حتى ال يضيق املضيف‪ ،‬وما‬
‫بعد هذه الثالثة راجع إلى املضيف‪ ،‬إن شاء فعل وإن شاء ترك‪.‬‬

‫ور َر ُج ٌل‬ ‫ان ْب ُن َس ُاب َ‬ ‫الربيع ‪َ ،‬ح َّد َث َنا ُع ْث َم ُ‬ ‫س ْب ُن َّ‬ ‫ان ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َق ْي ُ‬ ‫‪ _3‬روى أحمد‪َ :‬ح َّد َث َنا َع َّف ُ‬
‫َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان َدخ َل َعل ْي ِه َر ُج ٌل‪ ،‬ف َد َعا ل ُه ِب َم ا‬
‫َ‬ ‫س ‪ -‬أ َّن َس ْل َم َ‬ ‫ِم ْن َبني َأ َس ٍد‪َ ،‬ع ْن َش ِقيق َأ ْو َن ْح و ِه ‪َ -‬ش َّك َق ْي ٌ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الل ُه َع َل ْيه َو َس َّل َم َن َه َان ا ‪َ -‬أ ْو َل ْواَل َأ َّنا ُنه َين ا ‪َ -‬أنْ‬
‫َ ْ اَل َ َّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ‬
‫ى‬ ‫ل‬‫ص‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان ِعند ُه‪ ،‬فق َ‬‫ْ‬ ‫َك َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َّ َ‬
‫ص ِاح ِب ِه ل َتكل ْف َنا لك))‪َ.3‬‬ ‫ف َأ َح ُد َنا ل َ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬
‫يتكل‬
‫ِ‬
‫وج ه الدالل ة ‪ :‬نهى الن بي التكل ف في الض يافة ألن ه يفس د الني ة وق د يحوله ا من الني ة‬
‫الخالصة إلى اإلكراه‪ ،‬وال إكراه في الدين‪.‬‬

‫‪1‬أخرجه مسلم في كتاب اللقطة (‪ )138 /5‬برقم(‪ ،)48‬وأخرج أحمد نحوه في مسند المدنيين(‪ )292 /26‬برقم(‪)16371‬‬
‫ومسند القبائل(‪ )141 /45‬برقم(‪)27165‬‬
‫‪ 2‬يحيى بن شرف النووي‪" :‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الهجاج" ج(‪ )12‬ص(‪ )31‬كتاب اللقطة باب الضيافة‬
‫ونحوه‬
‫‪3‬أخرجه أحمد في مسند األنصار(‪ )136 /39‬برقم(‪ ،)23733‬وجاء نحوه من طرق كثيرة فيتقى بذلك‪ ،‬مثل ما أخرجه‬
‫البزار في مسنده (‪ )482 /6‬برقم(‪َ )2514‬ح َّد َث َنا إِب َْراهِي ُم بْنُ َسعِيدٍ‪َ ،‬قا َل‪ :‬أَ ْخ َب َر َنا ُح َسيْنُ بْنُ م َُح َّمدٍ‪َ ،‬قا َل‪ :‬أَ ْخ َب َر َنا ُسلَ ْي َمانُ بْنُ‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم أَنْ َن َت َكلَّ َ‬
‫ان َرضِ َي هَّللا ُ َع ْنهُ‪َ ،‬قا َل‪َ (( :‬ن َها َنا َرسُو ُل هَّللا ِ َ‬ ‫ش‪َ ،‬عنْ أَ ِبي َوائ ٍِل‪َ ،‬عنْ َس ْل َم َ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫َقرْ ٍم‪َ ،‬ع ِن اأْل عْ َم ِ‬
‫ُسيْنُ بْنُ‬ ‫ْس عِ ْن َد َنا ))‪ ،‬والطبراني في المعجم الكبير (‪ 271 /6‬و‪ )235‬برقم(‪ 6187‬و‪َ )6084‬ح َّد َث َنا ْالح َ‬ ‫ضيْفِ َما لَي َ‬ ‫لِل َّ‬
‫ش‪َ ،‬عنْ َشق ٍ‬ ‫َ‬ ‫أْل‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ِيق‪َ ،‬عنْ‬ ‫ْن َقرْ ٍم‪َ ،‬ع ِن ا عْ َم ِ‬ ‫ان ب ِ‬ ‫اق التسْ َت ِريُّ ‪ ،‬ثنا إِب َْراهِي ُم بْنُ َسعِي ٍد ال َج ْو َه ِريُّ ‪ ،‬ثنا ُح َسيْنُ بْنُ م َُح َّمدٍ‪َ ،‬عنْ ُسل ْي َم َ‬‫إِسْ َح َ‬
‫ان قال نحوه‪.‬‬ ‫َس ْل َم َ‬
‫‪23‬‬
‫وق د ك ره جماع ة من الس لف التكل ف للض يف‪ ،‬وه و محم ول على م ا يش ق على‬
‫ص احب ال بيت مش قة ظ اهرة؛ ألن ذل ك يمنع ه من اإلخالص وكم ال الس رور بالض يف‪،‬‬
‫وربما ظهر عليه شيء من ذلك فيتأذى به الضيف‪ ،‬وقد يحضر شيئا يعرف الضيف من‬
‫حال ه أن ه يش ق علي ه وأن ه يتكلف ه ل ه فيت أذى الض يف لش فقته علي ه‪ ،‬وك ل ه ذا مخ الف‬
‫لقوله صلى هللا عليه وسلم ‪ (( :‬من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليكرم ضيفه )) ‪ 1‬ألن‬
‫أكمل إكرامه إراحة خاطره وإظهار السرور به‪.2‬‬

‫َ ْ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪:‬ح َّدث ِني أ ُب و الط ِاه ِر أ ْح َم ُد ْب ُن َع ْم ِرو ْب ِن َس ْر ٍح ‪ ،‬أخ َب َرن ا ْاب ُن َو ْه ٍب ‪،‬‬ ‫‪ _4‬روى مس لم‬
‫الل ِه ‪َ ،‬أ َّن َر ُس َ‬
‫ول‬
‫َّ ْ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َح َّدث ِني أ ُب و َه ا ِن ٍئ ‪ ،‬أ َّن ُه َس ِم َع أ َب ا َع ْب ِد ال رحم ِن يق ول ‪ :‬عن ج ِاب ِر ب ِن عب ِد‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌ َّ ُ َ َ ٌ ْ َ َ َ َّ ُ‬ ‫الل ُه َع َل ْي ه َو َس َّل َم َق َ َ ُ‬
‫َّ َ َّ َّ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ال ل ه ‪ (( :‬فِراش ِللرج ِل‪ ،‬وفِراش اِل مرأت ِِه‪ ،‬والث ِالث ِللض ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫الل ِه ص لى‬
‫َ َّ ُ َّ َ‬
‫لش ْيط ِان ))‪.3‬‬ ‫والر ِابع ِل‬
‫ق ال الن ووي في املنه اج ‪ :‬ق ال العلم اء ‪ :‬معن اه ‪ :‬أن م ا زاد على الحاج ة فاتخ اذه إنم ا ه و‬
‫للمباهة واالختيال وااللتهاء بزينة الدنيا‪ ،‬وما كان بهذه الصفة فهو مذموم‪ ،‬وكل مذموم‬
‫‪4‬‬
‫يضاف إلى الشيطان‪.‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬الظاهر في هذا الحديث أن فراش الضيف من حاجات البيت‪ ،‬وفيه إشارة‬
‫على تهية البيت الستقبال الضيف إذ نزل به‪.‬‬

‫‪1‬أخرج مسلم في في كتاب اإليمان (‪ )1/49‬برقم (‪ )47‬و(‪ )1/50‬برقم (‪ )48‬حدثنا زهير بن حزب ومحمد بن عبد هللا‬
‫بن نمير جميعا‪ ،‬عن ابن عيينة‪ ،‬قال ابن نمير‪ :‬حدثنا سفيان‪ ،‬عن عمرو‪ ،‬أنه سمع نافع بن جبيريخبر‪ ،‬عن أبي شريح‬
‫الخزاعى نحوه‪.‬‬
‫وأخرج البخاري نخوه في كتاب األدب (‪ )11 /8‬برقم (‪ )6018‬حدثنا قتيبة بن سعيد‪ ،‬حدثنا أبو األحوص‪ ،‬عن أبي‬
‫حصين‪ ،‬عن أبي صالح عن أبي هريرة‪ ،‬وفي معناه من طريق آخر في كتاب األدب برقم (‪ )32 /8‬برقم (‪،6136‬‬
‫‪ ،)6138‬وكتاب الرقاق (‪ )100 /8‬برقم (‪ ،)6475‬ورواية عن أبي شريح في كتاب الرقاق (‪ )100 /8‬برقم (‪.)6476‬‬
‫وأخرجه أصحاب السنن إال النسائي في معناه وكذلك أخرجه مالك في الموطأ والدارمي في سننه وأحمد في مسنده‬
‫‪ 2‬موسى شاهين الشين‪" :‬فتح المنعم شرح صحيح مسلم" ج(‪ )8‬ص(‪ )246‬باب الضيف يتبعه‪ J‬غير من دعى وتكثير‬
‫الطعام ببركة دعائه صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ 3‬أخرجه مسلم في كتاب اللباس والزينة(‪ )146 /6‬برقم(‪ ،)2084‬وأخرج أحمد نحوه في مسند جابر بن عند هللا(‪/22‬‬
‫‪ 27‬و‪ )363‬برقم(‪ 14124‬و‪ ،)14475‬وأبو داود في كتاب اللباس(‪ )244 /4‬برقم(‪ ،)4142‬ونحوه عند النسائي في‬
‫كتاب النكاح(‪ )6/135‬برقم(‪)3385‬‬
‫‪" 4‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الهجاج" (‪ )14/83‬باب كراهة ما زاد على الحاجة من الفراش واللباس‬
‫‪24‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ ُ َ ْ ُ ُ‬
‫يد ‪َ ،‬ح َّدث َنا َع ْب ُد ال َع ِز ِيز ْب ُن أ ِبي َح ِاز ٍم ‪َ ،‬ع ْن أ ِبي‬ ‫‪ _5‬روى البخاري‪ :‬حدثنا قتي َبة ْبن َس ِع ٍ‬
‫ُّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه‬ ‫اع ِدي رس ول الل ِه‬ ‫َّ‬
‫الس‬ ‫ال ‪َ :‬د َع ا َأ ُب و ُأ َس ٍْ‬
‫د‬ ‫ي‬ ‫َح ازم ‪َ ،‬ع ْن َس ْهل ْبن َس ْع ٍد َق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ال َس ْه ٌل ‪َ :‬ت ْد ُر َ‬ ‫وس‪َ ،‬ق َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َو َس َّل َم في ُع ْر ِس ِه‪َ ،‬وك َان ِت ْام َرأ ُت ُه َي ْو َمئ ٍِذ َخ ِاد َم ُه ْم‪َ ،‬وه َي ال َع ُر ُ‬
‫ون َم ا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َْ ْ ُ َ‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ْ ُ‬
‫ات ِم َن الل ْي ِل فل َّما أك َل َس ق ْت ُه‬ ‫ُ َ‬
‫ص لى الله عل ْي ِه َو َس ل َم ؟ أنق َعت ل ه ت َم َر ٍ‬ ‫ول الله َ‬
‫س قت َرس َ ِ‬
‫ِإ َّي ُاه‪.1‬‬
‫وج ه الدالل ة ‪ :‬أن من آداب ال بيت قي ام املض يف نفس ه بخدم ة الض يف‪ ،‬ويج وز قي ام‬
‫الزوجة بذلك إن أمنت من الفتن‪ ،‬كما فعلت أم أسيد بحضرة النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫‪ _6‬روى البخاري‪َ :‬ح َّد َث َنا ع ْم َر ُان ْب ُن َم ْي َس َر َة ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد ْال َوارث ‪َ ،‬ح َّد َث َنا َأ ُب و َّ‬
‫الت َّي ِاح ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ‪ :‬مَل َّا َق د َم َو ْف ُد َع ْب د ْال َق ْيس َع َلى َّ‬
‫النبيّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َّ ُ َ ْ ُ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس ر ِض ي الله عنهم ا‪ ،‬ق‬ ‫عن أ ِبي جم رة ‪ ،‬ع ِن اب ِن عب ٍ‬
‫اَل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ال ‪َ (( :‬م ْر َح ًبا ب ْال َو ْفد َّالذ َ‬ ‫الل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم َق َ‬
‫َ َّ َّ‬
‫‪2‬‬
‫ين َج ُاءوا غ ْي َر خ َز َايا َو ن َد َامى ))‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلى‬
‫اَل َ‬ ‫َ َ‬ ‫((م ْر َح ًب ا ب ْال َو ْف د َّالذ َ‬
‫ين َج ُاءوا غ ْي َر خ َز َاي ا َو ن َد َامى )) يدل على حسن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وجه الداللة ‪ :‬قوله َ‬
‫استقباله ملن نزل به‪ .‬وهذا من سنته الفعلية التي ينبغي على كل مسلم اتباعها‪ .‬كما قال‬
‫َّ ْ‬
‫ان َي ْر ُج و الل َه َوال َي ْو َم‬ ‫الله ُأ ْس َو ٌة َح َس َن ٌة َن َك َ‬ ‫َّ‬
‫ول‬ ‫س‬ ‫ان َل ُك ْم في َر ُ‬ ‫هللا سبحانه وتعالى { َّل َق ْد َك َ‬
‫مِّل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َ ً ‪3‬‬ ‫ََ‬ ‫آْل‬
‫ا ِخ َر َوذك َر الله ك ِثيرا }‬

‫يد ْبن َك ْي َس َ‬ ‫ف ْب ُن َخل َيف َة ‪َ ،‬ع ْن َيز َ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َ ْ ْ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ َ ُ‬


‫ان ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ _7‬ح دثنا أب و بك ِر بن أ ِبي ش يبة ‪ ،‬ح دثنا خل‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ‬
‫الل ُه َع َل ْي ه َو َس َّل َم َذ َ‬ ‫َأبي َ‬
‫ات َي ْو ٍم‪ ،‬أ ْو‬ ‫ِ‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫الل‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ج‬‫ر‬ ‫خ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ر‬ ‫ي‬‫ر‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫ب‬‫أ‬
‫َ ِ‬‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫از‬
‫ٍِ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬
‫َ اَل‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َل ْيل ٍة فإذا ُه َو بأبي َبكر‪َ ،‬و ُع َم َر‪ ،‬فق َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ال ‪َ (( :‬م ا أخ َر َجك َم ا ِم ْن ُب ُيو ِتك َم ا َه ِذ ِه الس اعة ؟ )) ق ا ‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَل َ ْ َ َ َّ َ ْ َ َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ْال ُج وع َي ا َر ُس َ‬
‫ُ‬
‫ال ‪َ (( :‬وأن ا َوال ِذي نف ِس ي ِب َي ِد ِه‪ ،‬خ رج ِني ال ِذي أخرجكم ا‪،‬‬ ‫ول الل ِه‪ .‬ق َ‬

‫‪1‬أخرجه البخاري في كتاب النكاح (‪ )26-25 /7‬برقم(‪ )5183 ،5182 ،5176‬وفي كتاب األشربة(‪)107-106 /7‬‬
‫برقم(‪ ،)5597 ،5591‬وأخرجه مسلم في كتاب األشربة(‪ )103 /6‬برقم(‪ ،)2006‬وأخرج نحوه ابن ماجه في كتاب‬
‫از ٍم ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َثنِي أَ ِبي ‪،‬‬ ‫َ‬
‫يز بْنُ أ ِبي َح ِ‬
‫َ‬
‫َّاح ‪َ ،‬قا َل ‪ :‬أ ْخ َب َر َنا َع ْب ُد ْال َع ِز ِ‬
‫صب ِ‬ ‫النكاح(‪ )350 /3‬برقم(‪َ )1912‬ح َّد َث َنا م َُح َّم ُد بْنُ ال َّ‬
‫َّ‬ ‫هَّللا‬
‫صلى ُ َعلَ ْي ِه َو َسل َم إِلَى عُرْ سِ هِ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ْن َسعْ ٍد السَّاعِ دِيِّ ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬د َعا أَبُو أ ُ َس ْي ٍد السَّاعِ دِيُّ َرسُو َل ِ َ‬
‫هَّللا‬ ‫َعنْ َسه ِْل ب ِ‬
‫‪ 2‬أخرجه البخاري في كتاب األدب (‪ )8/41‬برقم(‪ )6176‬ونحوه قي كتاب اإليمان (‪ )1/20‬برقم(‪ )53‬وفي كتاب العلم (‬
‫‪ )1/29‬برقم(‪ ,)87‬وأخرج نحوه أحمد في مسند هاشم (‪ )3/464‬برقم(‪)2020‬‬
‫‪3‬سورة األحزب أية ‪21‬‬
‫‪25‬‬
‫َ َ َ ْ مْل َ َ ُ‬ ‫ص ار َف إ َذا ُه َو َل ْي َ‬ ‫وم وا ))‪َ .‬ف َق ُاموا َم َع ُه‪َ ،‬ف َأ َتى َر ُجاًل م َن اأْل َ ْن َ‬ ‫ُق ُ‬
‫س ِفي َب ْيت ِِه‪ ،‬فل َّما َرأت ُه ا ْرأة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ْ َ ُ اَل‬ ‫َ َ ْ َ ْ َ ً َ َ ْ اًل َ َ َ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ ُ َ َ ْ َ َ ََّ‬
‫قالت ‪ :‬مرحبا‪ ،‬وأه ‪ .‬فقال لها رسول الل ِه صلى الله علي ِه وسلم ‪ (( :‬أين ف ن ؟ )) ق الت ‪:‬‬
‫َّ‬ ‫َّ َ َّ َّ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم‬ ‫ول الل ِه‬ ‫س‬ ‫ص ار ُّي‪َ ،‬ف َن َظ َر إ َلى َر ُ‬ ‫َذ َه َب َي ْس َت ْعذ ُب َل َن ا م َن امْل َ ِاء إ ْذ َج َاء اأْل َ ْن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َيافا ِم ّني‪ .‬ق َ‬‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ال ‪ :‬ال َح ْم ُد لله َم ا أ َح ٌد ال َي ْو َم أك َر َم أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال ‪ :‬ف انطل َق‪ ،‬ف َج َاء ُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِاح َب ْي ِه‪ ،‬ث َّم ق َ‬ ‫َو َ‬
‫َ َ َ َ مْل ُ ْ َ َ َ َ َ َ ُ َ ُ ُ َّ‬ ‫ُ ْ ٌ َ َ ْ ٌ َ ُ َ ٌ َ َ َ ُُ‬ ‫ْ‬
‫ال ‪ :‬كل وا ِم ْن َه ِذ ِه‪ .‬وأخ ذ ا دي ة‪ ،‬فق ال ل ه رس ول الل ِه‬ ‫ِبعِذ ٍق ِفي ِه بس ر وتم ر ورطب‪ ،‬فق‬
‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫وب ))‪َ .‬ف َذ َب َح َل ُه ْم‪َ ،‬ف َأ َك ُلوا م َن َّ‬ ‫اك َو ْال َح ُل َ‬ ‫الل ُه َع َل ْيه َو َس َّل َم ‪ (( :‬إ َّي َ‬
‫َ َّ َّ‬
‫الش ِاة َو ِم ْن ذ ِل َك العِذ ِق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلى‬
‫َّ َ ْ‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ ُ َّ َ َّ َّ َ‬
‫ص لى الل ُه َعل ْي ِه َو َس ل َم أِل ِبي َبك ٍر َو ُع َم َر ‪:‬‬ ‫وش ِربوا‪ ،‬فلما أن ش ِبعوا ورووا ق ال رس ول الل ِه‬
‫َْ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ ْ ُُ ُ ُ ْ ُ ُ ُ‬ ‫(( َو َّالذي َن ْفسي ب َيده َل ُت ْس َأ ُل َّن َع ْن َه َذا َّ‬
‫وع ث َّم‬ ‫الن ِع ِيم يوم ال ِقيام ِة‪ ،‬أخرجكم ِمن بيو ِتكم الج‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ‪1‬‬ ‫َ‬
‫ص َابك ْم َهذا َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫َل ْم َت ْرج ُعوا َح َّتى أ َ‬
‫الن ِعيم ))‬ ‫ِ‬
‫ش رح الح ديث ‪( :‬فق الت‪ :‬مرحب ا وأهال) كلمت ان معروفت ان للع رب ومعن اه ص ادفت رحب ا‬
‫وسعة وأهال تأنس بهم‪ .‬فيه استحباب إكرام الضيف بهذا القول وشبهه‪،‬‬
‫(الحم د هللا م ا أح د الي وم أك رم ض يفا م ني) ي دل على اس تحباب إظه ار البش ر والف رح‬
‫بالضيف في وجهه‪،‬‬
‫ُ ْ ٌ َ َ ْ ٌ َ ُ َ ٌ َ َ َ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ََ َ‬
‫ال ‪ :‬كل وا ِم ْن َه ِذ ِه) في ه دلي ل على‬ ‫(ف انطل َق‪ ،‬ف َج َاء ُه ْم ِبعِذ ٍق ِفي ِه بس ر وتم ر ورطب‪ ،‬فق‬
‫‪2‬‬
‫استحباب املبادرة إلى الضيف بما تيسر‪.‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬من آداب الضيافة املبادرة إلى إكرام الضيف بما تيسر للمضيف‪.‬‬

‫‪1‬أخرجه مسلم في كتاب األشربة (‪ )6/116‬برقم(‪)2038‬‬


‫‪" 2‬المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الهجاج" (‪ )309-13/308‬باب األشربة برقم(‪ )2038‬بتلخيص‬
‫‪26‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‬

‫دلت األحاديث على آداب الضيافة على املضيف‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ -‬عدم تكلف النفس على املضيف ألن ال يذهب إخالص النية‬
‫‪ -‬استحباب إعداد البيت الستقبال الضيف‬
‫‪ -‬خدمة املضيف ضيفه بنفسه‬
‫‪ -‬قيامه بترحيب الضيف بقول لين‬
‫‪ -‬مبادرة املضيف إلى إكرام الضيف‬
‫ودلت كذلك على آداب الضيف‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ -‬م دة الض يافة م ا بين الي وم إلى ثالث ة فال يج وز اللض يف أن يوق ع الح رج‬
‫باملضيف‪ ،‬بقيامه عند بيت املضيف أكثر من املدة أو غيره‪.‬‬
‫َ َ‬
‫الس َم ْرق ْن ِدي في الفتاوى الهندية‪ : 1‬يجب على الضيف أربعة أشياء؛‬ ‫وذكر أبو الليث‬ ‫‪.3‬‬
‫‪ -‬أن يجلس حيث يجلس‬
‫‪ -‬أن يرضى بما قدم له‬
‫‪ -‬أن ال يقوم إال بإذن رب البيت‬
‫‪ -‬أن يدعو له إذا خرج‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫‪ .4‬وال دعاء املش روع من الض يف إلى املض يف ((الل ُه َّم َب ِار ْك ل ُه ْم ِف َيم ا َر َزق َت ُه ْم‪َ ،‬واغ ِف ْر‬
‫َ ُ ْ َ ْ َ ْ ُ ْ ‪2‬‬
‫لهم‪ ،‬وارحمهم))‬

‫‪1‬ال ُه َمام َمواَل َنا الشيخ نطام‪":‬الفتاوى الهندية المعروفة بالفتاوى ال َع ْال َم ِكي ِْريَّة" ج(‪ )5‬ص(‪)423‬‬
‫‪2‬أخرج أحمد في مسند الشاميين (‪ 29/220‬و‪ 222‬و‪ 228‬و‪ )239‬برقم(‪ 17673‬و‪ 17675‬و‪ 17683‬و‪ 17684‬و‬
‫ْن بُسْ ٍر ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ِه‪،‬‬
‫ْن َع ْب ِد هَّللا ِ ب ِ‬ ‫‪ 17695‬و‪َ )17696‬ح َّد َث َنا َيحْ َيى بْنُ َحمَّا ٍد ‪ ،‬أَ ْخ َب َر َنا ُ‬
‫شعْ َب ُة ‪َ ،‬عنْ َي ِزي َد ب ِ‬
‫ْن ُخ َمي ٍْر ‪َ ،‬ع ِن اب ِ‬
‫وأخرج نحوه أبو داود في كتاب األشربة (‪ )4/75‬برقم(‪ ،)3729‬والترمذي في أبواب الدعوات عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم (‪ )5/535‬برقم(‪)3576‬‬
‫‪27‬‬
‫الباب الخامس‬

‫حقوق الضيوف وتوقيتها‬


‫المبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في حقوق الضيوف وتوقيتها‬

‫َ‬ ‫‪ _1‬روى مسلم ‪َ :‬ح َّد َث َنا ُق َت ْي َب ُة ْب ُن َسع ٍ َ َّ َ َ َ ٌ َ ْ َ‬


‫يد ‪َ ،‬ع ْن‬ ‫يد ْب ِن أ ِبي َس ِع ٍ‬ ‫يد ‪ ،‬حدثنا ل ْيث ‪ ،‬عن س ِع ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َ ْ ْ َ َ ّ َ َّ ُ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ َ َ َ ْ َ َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ ُ ُ َّ َ َّ‬
‫أ ِبي شري ٍح الع د ِو ِي ‪ ،‬أنه ق ال ‪ :‬س ِمعت أذن اي‪ ،‬وأبص رت عين اي ِحين تكلم رس ول الل ِه ص لى‬
‫َ‬
‫ض ْي َف ُه َجا ِئ َزت ُه "‪.‬‬ ‫الله َو ْال َي ْوم اآْل ِخ ر َف ْل ُي ْك ر ْم َ‬ ‫َ ْ َ َ ُ ْ ُ َّ‬
‫ب‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ي‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫((‬ ‫‪:‬‬ ‫الل ُه َع َل ْي ِه َو َس َّل َم‪َ ،‬ف َق َ‬
‫ال‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الض َي َاف ُة َثاَل َث ُة َأ َّيام‪َ ،‬ف َم ا َك انَ‬
‫ال ‪َ " :‬ي ْو ُم ُه‪َ ،‬و َل ْي َل ُت ُه‪َ ،‬و ّ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ ُ ُ َ َ ُ َ َّ‬
‫الل ِه ؟ َق َ‬ ‫ق الوا ‪ :‬وم ا جا ِئزت ه ي ا رس ول‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫آْل‬ ‫َّ ْ‬ ‫ال ‪َ " :‬م ْن َك َ‬‫ص َد َق ٌة َع َل ْي ِه "‪َ .‬و َق َ‬
‫َو َر َاء َذ ِل َك َف ُه َو َ‬
‫ان ُي ْؤ ِم ُن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ا ِخ ِر فل َي ُق ْل خ ْي ًرا‪ ،‬أ ْو‬
‫‪1‬‬
‫ص ُم ْت ))‬ ‫ل َي ْ‬
‫ِ‬
‫معنى الحديث ‪ :‬قال الخطابي قوله ‪(( :‬جائزته يوم وليلة)) سئل مالك بن أنس عنه فقال ‪:‬‬
‫ً‬
‫ُيكرمه ‪ ،‬ويتحفه ‪ ،‬ويخصه ‪ ،‬ويحفظه ‪ ،‬يوما وليلة ‪ ،‬وثالثة أيام ضيافة ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬يري د أن ه يتكل ف ل ه في الي وم األول بم ا اتس ع ل ه من بِر ‪ ،‬وألط اف ‪ ،‬ويق ِّدم ل ه في‬
‫اليوم الثاني والثالث ما كان بحضرته ‪ ،‬وال يزيد على عادته ‪ ،‬وما كان بعد الثالث ‪ :‬فهو‬
‫‪2‬‬
‫صدقة ‪ ،‬ومعروف ‪ ،‬إن شاء فعل ‪ ،‬وإن شاء ترك‬
‫وزاد ابن القيم رحمه هللا ‪ :‬إن للضيف حقا على من نزل به وهو ثالث مراتب؛‬
‫حق واجب وتمام مستحب وصدقة من الصدقات‪ .‬الحق الواجب يوم وليلة‪ ،‬واملستحب‬
‫‪3‬‬
‫الثاني والثالث وما بعدها صدقة تصدق به املضيف‪.‬‬
‫‪ 1‬أخرجه مسلم في كتاب اللقطة (‪ )137 /5‬برقم(‪ ،)48‬وأخرج البخاري نحوه في كتاب األدب (‪ 11 /8‬و‪ )32‬برقم(‬
‫ْح ْال َعدَ ِويِّ ‪ ،‬وكذلك‬ ‫ْث ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َثنِي َسعِي ٌد ْال َم ْقب ُِريُّ ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي ُ‬
‫ش َري ٍ‬
‫ُف ‪َ ،‬ح َّد َث َنا اللَّي ُ‬‫‪ 6019‬و‪َ )6135‬ح َّد َث َنا َع ْب ُد هَّللا ِ بْنُ يُوس َ‬
‫الترمذي في ما جاء في الضيافة كم هي؟ (‪ )513 /3‬برقم(‪ )1967‬ثم قال ‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وأخرج الدارمي‬
‫في كتاب األطعمة (‪ )1294 /2‬برقم(‪ )2078‬وأحمد بسند أخرى في مسند أبي سعيد الخضري (‪ )97 /17‬برقم(‬
‫)‪،‬ح َّد َث َنا م َُؤ َّم ُل بْنُ إِسْ مَاعِ ي َل ‪َ ،‬قا َل ‪َ :‬ح َّد َث َنا َحمَّا ٌد ‪َ -‬يعْ نِي اب َْن َسلَ َم َة ‪َ -‬ح َّد َث َنا ْالج َُري ِْريُّ ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي َنضْ َر َة ‪َ ،‬عنْ أَ ِبي‬
‫‪َ 11045‬‬
‫َسعِي ٍد‪J.‬‬
‫‪2‬سليمان حمد بن محمد الخطابي‪" :‬معالم السنن" ج(‪ )4‬ص(‪)238‬‬
‫‪3‬أبي عبد هللا محمد بن أبي بكر بن قيم الجوزي‪" :‬زاد المعاد" ص(‪ )573‬بتصرف‬
‫‪28‬‬
‫وجه الداللة ‪ :‬أن من حق الضيف ضيافته ثالثة أيام وتلكف املضيف فيها حين نزل به‬
‫الضيف في اليوم األول وقط‪ ،‬وأما الثاني والثالث فيكره التكلف فيها‪.‬‬

‫َ‬ ‫ان ‪َ ،‬ع ْن َأبي إ ْس َح َ‬ ‫ال ‪َ :‬ح َّد َث َنا ُس ْف َي ُ‬‫‪ _2‬روى أحم د‪َ :‬ح َّد َث َنا َأ ُب و َأ ْح َم َد ‪َ ،‬ق َ‬
‫اق ‪َ ،‬ع ْن أ ِبي‬ ‫ِ ِ‬
‫َ اَل ُ َ ّ ُ َ اَل‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ْ ُ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫اأْل َ ْح َ‬
‫الر ُج ُل أ ُم ُّر ب ِِه ف يض ِيف ِني‪ ،‬و‬ ‫الل ِه‪َّ ،‬‬ ‫ص ‪َ ،‬ع ْن أ ِبي ِه َمالِ ٍك ق ال ‪ :‬قلت ‪ :‬ي ا رس ول‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الث َي اب‪ ،‬فق َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ال ‪ :‬ف َرآ ِني َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اَل‬
‫ال ‪َ ، (( :‬ب ل اق ر ِه ))‪ .‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي ْقريني‪ ،‬ف َي ُم ُّر بي فأ ْجز ِيه ؟ ق َ‬
‫ال ‪ (( :‬ه ْل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫مْل‬
‫الل ُه َع َّز َو َج َّل ِم ْن ُك ّل ا َ ال ِم َن اإْل بِل َو ْال َغ َنم‪َ .‬ق َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ال ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل َك ِم ْن َم ٍال ؟ )) ف ُقل ُت ‪ :‬ق ْد أ ْعط ا ِني‬
‫َ َ ْ َ ‪1‬‬ ‫َّ‬ ‫َْ ََ‬
‫(( فل ُي َر أث ُر ِن ْع َم ِة الل ِه عليك))‬
‫ْ‬ ‫اَل‬
‫وج ه الدالل ة ‪ :‬قول ه (( ‪َ ،‬ب ِل اق ِر ِه )) ي دل على أن ح ق الض يف ال يس قط على من ت رك‬
‫الضيافة‪ .‬وهذا دليل صريح على أصالة حق الضيف‪ ،‬حيث ال يبيح النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم مجاوزة مسيء الضيف بمثله‪.‬‬

‫‪1‬أخرجه أحمد في مسند الشاميين (‪ )28/466‬برقم(‪ ،)17231‬ونحوه في مسند المكيين‪ )25/226( J‬برقم(‪،)15891‬‬
‫أخرج نحوه الترمذي في أبواب البر والصلة عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم (‪ )3/537‬برقم(‪)2006‬‬
‫‪29‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‬

‫إن حقوق الضيف ثالث مراتب؛‬ ‫‪.1‬‬


‫أ_ الحق ال واجب وه و في الي وم ال ذي نزل باملض يف‪ ،‬فيق دم للض يف أحس ن ما‬
‫عن ده مم ا يحق ق الض يافة من البشاش ة في وجه ه‪ ،‬وال ترحيب بقدوم ه‪ ،‬وإنزال ه‬
‫املكان الالئق به املقدور عليه وتقديم املناسب له من طعام وشراب وغيرها‪ .1‬وأرى‬
‫أنه مثل الثانية لكنه آكد منها حيث يباح التكلف فيه‪.‬‬
‫ب_ السنة املستحبة‪ ،‬وهي ثالثة أيام‪ ،‬واختلف العلماء في تعديد األيام‪ ،‬هل تسن‬
‫الضيافة إلى اليوم الثالث أو إلى الرابع؟ والراجح أنها إلى اليوم الثالث كما ذكر ابن‬
‫قيم‪ .2‬وهذا دليل على أن اليوم األول من ضمن الثالثة املندوبة‪ ،‬فال يشرع التكلف‬
‫خالل اليومين اآلخرين‪ ،‬إنما يقدم له طعام البيت املعتاد‪.‬‬
‫ج_ صدقة تصدق بها املضيف‪ ،‬وهي بعد ثالثة أيام الضيافة‪ ،‬فإن شاء املضيف‬
‫يضفه وإن شاء يترك الضيافة‪ .‬وينبغي للضيف أن يراعى أحوال املضيف حتى ال‬
‫‪3‬‬
‫يوقعه في الحرج كما بين حديث أبي شريح السابق‪.‬‬
‫إن ح ق الض يف ال يس قط على ت ارك الض يافة‪ ،‬وهن ا إرش اد إلى مك ارم األخالق‬ ‫‪.2‬‬
‫إْل‬
‫حيث ال يرد السوء بالسوء‪ ،‬إنما يرد باإلحسان‪ ،‬ألن هللا قال { َه ْل َج َز ُاء ا ِ ْح َس ِان‬
‫إاَّل اإْل ْح َس ُ‬
‫ان} ‪ 4‬وكفى باهلل شهيدا وجازيا ألعمال العباد‪.‬‬ ‫ِ ِ‬

‫الخاتمة‬

‫‪"1‬فتح المنعن" (‪)176 /1‬‬


‫‪ 2‬حق واجب وتمام مستحب وصدقة من الصدقات‪ .‬الحق الواجب يوم وليلة‪ ،‬والمستحب الثاني والثالث وما بعدها صدقة‬
‫تصدق به المضيف‬
‫‪ 3‬سبق ذكره في الباب الرابع الحديث الثاني‬
‫‪4‬سورة الرحمن أية ‪60‬‬
‫‪30‬‬
‫في خاتم ة ه ذا البحث أحم د هللا ع ّز وج ّل على نعم ة العلم‪ ،‬واله دي على الخ ير‪ ،‬وأش كره‬
‫على واسع فضله‪ ،‬وكريم فضله‪ ،‬فله الحمد والشكر كله كما ينبغي لجالل وجهه‪ ،‬وعظيم‬
‫سلطانه‪.‬‬
‫ويحسن بي أن أذكر أهم النتائج التي توصلت لها معقبا ذلك ببعض التوصيات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أهم النتائج‬
‫ظهر من خالل أحاديث املوضوع أهمية معرفة مشروعية إكرام الضيف واألحكام‬ ‫‪.1‬‬
‫املتعلقة بها‪ ،‬وتوضيحها للناس‪.‬‬
‫ظهر من خالل دراسة األحاديث أن عدد األحاديث الصحيحة هو ‪ 18‬حديثا‬ ‫‪.2‬‬
‫ظه ر لي من خالل دراس ة املس ائل الخالفي ة املتعلق ة بمت ون األح اديث ال واردة في‬ ‫‪.3‬‬
‫البحث‪ ،‬ما يأتي‪:‬‬
‫أن الراجح في حكم إكرام الضيف‪ ،‬أنه سنة مؤكد‬ ‫‪-‬‬
‫أن ال راجح في حكم إك رام الض يف إن ك ان ك افرا‪ ،‬أن ه ج ائز وداخ ل تحت‬ ‫‪-‬‬
‫األمر‬
‫أن الراجح في معنى ((الضيافة ثالثة أيام))‪ ،‬أنه من اليوم األول الذي نزل‬ ‫‪-‬‬
‫به الضيف ثم الثاني ثم الثالث‪.‬‬
‫أن الراجح في التكلف في الضيافة‪ ،‬أنه مكروه‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬أهم التوصيات‬


‫أوصي بدراسة أحاديث األحكام‪ ،‬ملا في ذلك من أثر على الترجيح بين األقوال‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أوصي بدراسة كيفية تخريج األحاديث الصحيحة‬ ‫‪.2‬‬
‫أوصي بدراسة التوثيق العلمي في نقل املعلومات من مصادرها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪31‬‬
‫الفهارس العامة‬

‫‪32‬‬
‫فهرس اآليات‬

‫الصفحة‬ ‫رقمها‬ ‫طرف اآلية‬


‫البقرة‬
‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫مْل َ ْ‬ ‫مْل َ ْ‬ ‫َ ْ َ ْ َّ َ ُ َ ُّ ُ ُ َ ُ‬
‫‪18‬‬ ‫‪177‬‬ ‫وهك ْم ِق َب َل ا ش ِر ِق َوا غ ِر ِب َول ِك َّن‬ ‫{ ليس ال ِبر أن تولوا وج‬
‫الن ِب ِّي َين‬ ‫الله َو ْال َي ْوم اآْل خر َوامْل َاَل ئ َكة َو ْالك َتاب َو َّ‬ ‫ْ َّ َ ْ َ َ َّ‬
‫ال ِبر من آمن ِب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫مْل‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ مْل َ َ َ‬
‫ال َعل ٰى ُح ِّب ِه ذ ِوي ال ُق ْر َب ٰى َوال َي َت َام ٰى َوا َس ِاك َين َو ْاب َن‬ ‫وآتى ا‬
‫ّ َ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫اَل‬ ‫َ‬
‫الزكاة‬ ‫اب وأقام الص ة وآتى‬ ‫ِ‬ ‫الرق‬ ‫ِ‬ ‫السا ِئ ِل َين َو ِفي‬ ‫السبيل َو َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬
‫َ‬ ‫َْْ‬ ‫الصابر َ‬ ‫ون ب َع ْه ِده ْم إ َذا َع َاه ُدوا ۖ َو َّ‬ ‫وف َ‬ ‫َ مْل ُ ُ‬
‫ين ِفي البأس ِاء‬ ‫ِِ‬ ‫ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬
‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ٰ‬ ‫َ‬
‫الض َّراء َوح َين ال َبأس ۗ أولئ َك الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ص َدقوا ۖ َوأول ِئ َك ُه ُم‬ ‫ين َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو َّ‬
‫مْل ُ‬
‫ا َّت ُقون}‬
‫‪5‬‬ ‫‪68‬‬ ‫الحجر‬
‫ون}‬ ‫ح‬ ‫ضُ‬ ‫ض ْيفي َف َال َت ْف َ‬ ‫{إ َّن َه ْؤ َالء َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ 1‬و ‪24‬‬ ‫‪21‬‬ ‫األحزاب‬
‫َّ‬
‫ان َي ْر ُجو الل َه‬ ‫الله ُأ ْس َو ٌة َح َس َن ٌة َن َك َ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ْ َ َ َُ ْ َ ُ‬
‫مِّل‬ ‫ول ِ‬ ‫{لقد كان لكم ِفي رس ِ‬
‫َ َ َّ َ‬
‫اآلخ َر َوذك َر الل َه ك ِث ًيرا}‬ ‫َ َْْ َ‬
‫واليوم ِ‬
‫‪6‬‬ ‫‪24-27‬‬ ‫الذاريات‬
‫ْ َ َُ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ُ َ ْ ْ َ َ مْل ُ ْ‬
‫يم ا ك َر ِم َين(‪ِ )24‬إذ دخلوا‬ ‫ف ِإبر ِاه‬ ‫{هل أتاك ح ِديث ضي ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫نك ُر َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ُ َ ً َ َ َ ٌ َ ْ ٌ ُّ َ‬
‫ون (‪ )25‬ف َراغ ِإلى‬ ‫علي ِه فقالوا سالما قال سالم قوم م‬
‫ون(‬ ‫ال َأال َت ْأ ُك ُل َ‬ ‫َأ ْه ِل ِه َف َج َاء ب ِع ْجل َسمين (‪َ )26‬ف َق َّر َب ُه إ َل ْيه ْم َق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ ٍ‬
‫‪5‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪})27‬‬
‫‪29‬‬ ‫‪60‬‬ ‫الرحمن‬
‫{ويبقى وجه ربك ذو الجالل واإلكرام}‬
‫‪18‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ان}‬‫{ َه ْل َج َز ُاء اإْل ْح َسان إاَّل اإْل ْح َس ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الحشر‬
‫َ ُ ْ ُ َ ََ َْ ُ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ ٌ َ َ ْ ُ َ ُ‬
‫وق ش َّح‬ ‫{ويؤ ِثرون على أنف ِس ِهم ولو كان ِب ِهم خصاصة ومن ي‬
‫ون}‬ ‫َن ْفسه َف ُأ َولئ َك ُه ُم امْل ُ ْفل ُح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬

‫‪33‬‬
‫فهرس األحاديث واآلثار‬

‫الصفحة‬ ‫الراوي‬ ‫طرف الحديث‬


‫َّ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫((اع ُب ُدوا َّ‬
‫‪16‬‬ ‫َع ْبد الل ِه ْب ِن َع ْم ٍرو‬ ‫الر ْح َم َن‪َ ،‬وأط ِع ُموا الط َع َام‪َ ،‬وأفشوا‬ ‫ْ‬
‫َّ اَل َ ُ ُ ْ َ اَل‬
‫الس َم‪ ،‬ت ْدخلوا ال َج َّنة ِب َس ٍم ))‬
‫ْ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ ٌ اَل‬ ‫ُ‬ ‫ّ َ ُ َ اَل َ ُ َ‬
‫‪22‬‬ ‫أبو ش َر ْي ٍح الخ َز ِاع ّ ِي‬ ‫((الض َيافة ث ثة أ َّي ٍام‪َ ،‬و َجا ِئ َزت ُه َي ْو ٌم َول ْيلة‪َ ،‬و َي ِح ُّل‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ل َر ُجل ُم ْسلم أن ُيق َ‬‫َ‬
‫يم ِعند أ ِخ ِيه حتى ُيؤ ِث َمه ))‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬
‫‪26‬‬ ‫َع ْب ِد الل ِه ْب ِن ُب ْس ٍر‬ ‫((الل ُه َّم َب ِارك ل ُه ْم ِف َيما َرزق َت ُه ْم‪َ ،‬واغ ِف ْر ل ُه ْم‪،‬‬
‫َّ‬
‫‪10‬‬ ‫َع ْب ُد الل ِه ْب ُن َع ْم ِرو ْب ِن‬ ‫َو ْار َح ْم ُه ْم))‬
‫‪10‬‬ ‫اص‬ ‫ْال َ‬
‫ع‬
‫َ‬
‫((إ َّن ِل َز ْو ِر َك َعل ْي َك َح ًّقا‪َ ،‬و ِإ َّن ِل َز ْو ِج َك َعل ْي َك َح ًّقا ))‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُع ْق َبة ْب ِن ع ِام ٍر‬
‫َ‬ ‫ف‬ ‫َّ‬
‫((إن نزلت ْم ِبق ْو ٍم فأ ِم َر لك ْم ِب َما َين َب ِغي ِللض ْي ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َُ َ ْ َ ْ َ ْ َُ َ ُ ُ‬
‫‪20‬‬ ‫ف ))‬ ‫فاقبلوا‪ ،‬ف ِإن لم يفعلوا فخذوا ِمنهم حق الضي ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ََ َ ُْ ُ َْ‬
‫‪11‬‬ ‫َع ْب ُد الل ِه بن مسعود‬ ‫((إ َّن َما أنا َبش ٌر ِمثلك ْم أن َسى ك َما تن َس ْو َن))‬ ‫ِ‬
‫املقدام بن معديكرب‬ ‫((أيما رجل ضاف قوما فأصبح الضيف محروما‬
‫فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته‬
‫‪24‬‬ ‫من زرعه وماله ))‬
‫َس ْهل ْب ِن َس ْع ٍد‬
‫ُّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ ُ َ َْ‬
‫اع ِدي رسول الل ِه صلى الله علي ِه‬ ‫الس‬ ‫َّ‬ ‫د‬ ‫((د َعا َأ ُبو ُأ َس ٍْ‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫‪23‬‬ ‫َو َسل َم ِفي ُع ْر ِس ِه‪َ ،‬وكان ِت ْام َرأت ُه َي ْو َم ِئ ٍذ خ ِاد َم ُه ْم))‬
‫َّ‬
‫َج ِابر ْب ِن َع ْب ِد الل ِه‬ ‫اش ل َّلر ُجل‪َ ،‬وف َر ٌ ْ َ َ َّ ُ َّ ْ‬
‫ف‪،‬‬ ‫اش اِل م َرأ ِت ِه‪ ،‬والث ِالث ِللضي ِ‬ ‫(( ِف َر ٌ ِ ِ ِ‬
‫َ َّ ُ َّ َ‬
‫‪6‬‬ ‫لش ْيط ِان ))‬ ‫والر ِابع ِل‬
‫‪ 7‬و‪16‬‬ ‫أبو هريرة‬ ‫((كان إبراهيم عليه السالم أول من ضيف‬
‫عائشة‬ ‫الضيف))‬
‫((كال‪ ،‬أبشر فوهللا ال يخزيك هللا أبدا‪ ،‬فوهللا إنك‬
‫لتصل الرحم‪ ،‬وتصدق الحديث‪ ،‬وتحمل الكل‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫‪13‬‬ ‫وتكسب املعدوم‪ ،‬وتقري الضيف‪ ،‬وتعين على‬
‫‪28‬‬ ‫ُع ْق َبة ْب ِن َع ِام ٍر‬ ‫نوائب الحق ))‬
‫ُ‬ ‫اَل‬ ‫اَل َ‬
‫‪22‬‬ ‫مالك بن نضلة‬ ‫(( خ ْي َر ِف َيم ْن ُي ِضيف ))‬
‫ْ‬ ‫اَل‬
‫سليمان الخير الفارسي‬ ‫(( ‪َ ،‬ب ِل اق ِر ِه ))‬
‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ اَل َ َّ َ ُ َ َّ َ َّ َّ َ‬
‫‪14‬‬ ‫صلى الل ُه َعل ْي ِه َو َسل َم َن َهانا ‪ -‬أ ْو‬ ‫((لو أن رسول الل ِه‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ف َأ َح ُد َنا ل َ‬ ‫َ ْ اَل َ َّ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ َ‬
‫‪19‬‬ ‫أبو ك ِر َيمة‬ ‫ص ِاح ِب ِه ل َتكل ْف َنا‬ ‫ِ‬ ‫لو أنا ن ِهينا ‪ -‬أن يتكل‬
‫اس‬ ‫ْ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ابن عب ٍ‬ ‫لك))‬
‫((ليلة الضيف حق على كل مسلم ))‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪20‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس ِمث ُل َر ُج ٍل ِآخ ٍذ ِب َرأ ِس ف َر ِس ِه ُي َج ِاه ُد‬ ‫َّ‬
‫((ما ِفي الن ِ‬
‫َ‬
‫‪24‬‬ ‫أبو ُه َر ْي َرة‬ ‫اس‪،‬‬ ‫َّ َ َّ َ َ َّ َ َ ْ َ ُ ُ ُ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ْ َ َّ‬ ‫ِفي س ِب ِيل الل ِه عز وجل‪ ،‬ويجت ِنب شرور الن ِ‬
‫َ ْ ُ َ‬
‫‪18‬‬ ‫اس‬
‫َ‬
‫َابن عب ٍ‬ ‫ض ْي َف ُه‪َ ،‬و ُي ْع ِطي‬ ‫آخ َر َباد في ن ْع َمة‪َ ،‬ي ْقري َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫و ِمثل‬
‫‪17‬‬ ‫أبو ُه َر ْي َرة‬ ‫َح َّق ُه ))‬
‫َع ِل ّي‬ ‫ْ َ‬
‫((ما ِم ْنك ْم أ َح ٌد َد ِاخ ٌل ال َج َّنة ِب َع َم ِل ِه ))‬
‫َ ُ َ‬
‫اَل َ‬ ‫َ َ‬ ‫((م ْر َح ًبا ب ْال َو ْفد َّالذ َ‬
‫‪24-25‬‬
‫َ َََُْ‬ ‫ين َج ُاءوا غ ْي َر خ َز َايا َو ن َد َامى ))‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫أبو هريرة‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُّ َ‬
‫((من يضم ‪ -‬أو ي ِضيف ‪ -‬هذا ؟ ))‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ ْ َ اَل‬
‫اب الك َم‪َ ،‬وأط َع َم الط َع َام‪َ ،‬وأ َد َام‬ ‫((هي مِل ن أط‬ ‫ِ‬
‫‪ 11‬و‪ 21‬و‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫الص َي َام‪ ،‬وصلى ِلل ِه بالل ْيل والن ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫اس ِن َي ٌام ))‪.‬‬ ‫ِ َِ‬ ‫ِ‬
‫‪28‬‬ ‫َأبو ُش َر ْيح ْال ُخ َز ِاعيّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫((وال ِذي نف ِسي ِب َي ِد ِه لت ْسأل َّن َع ْن هذا الن ِع ِيم َي ْو َم‬ ‫َ‬
‫‪ 7‬و‪ 9‬و‪23‬‬ ‫ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ْ ْ ُُ ُ ُ ْ ُ ُ ُ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وع ث َّم ل ْم ت ْر ِج ُعوا‬ ‫ال ِقيام ِة‪ ،‬أخرجكم ِمن بيو ِتكم الج‬
‫أبو ُه َر ْي َرة‬ ‫يم ))‬ ‫الن ِع ُ‬ ‫ص َاب ُك ْم َه َذا َّ‬ ‫َح َّتى َأ َ‬
‫((وجائزته يوم وليلة))‬

‫َْ ْ‬ ‫آْل‬ ‫َّ ْ‬ ‫((و َم ْن َك َ‬


‫ان ُي ْؤ ِم ُن ِبالل ِه َوال َي ْو ِم ا ِخ ِر فل ُيك ِر ْم‬ ‫َ‬
‫ض ْي َف ُه))‬ ‫َ‬

‫‪35‬‬
‫فهرس األعالم‬

‫الصفحة‬ ‫االسم‬
‫َ اَّل‬
‫‪14‬‬ ‫الع ْسق ِني‬ ‫أحمد بن علي بن محمد بن محمد‬
‫‪ 11‬و‪14‬‬ ‫أحمد بن محمد بن حنبل‬
‫‪9‬‬ ‫سليمان بن عبد القوي بن الكريم الطوفي الصرصري‬
‫‪27‬‬ ‫مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر األصبحي‬
‫‪27‬‬ ‫حمد بن أبي بكر بن ّأيوب بن سعد بن حريز الزرعي‬ ‫ُم ّ‬
‫‪ 12‬و‪27‬‬ ‫محمد بن عبد الكريم الخطابي‬
‫‪12‬‬ ‫محمد بن علي بن عمر َّ‬
‫الت ِميمي املازري‬
‫‪11‬‬ ‫محمد بن مكي بن محمد بن مكي بن زراع بن هارون املروزي‬
‫ُ ْ‬
‫‪26‬‬ ‫الكش ِم ْينَه ِ ي‬
‫‪ 12‬و‪23‬‬ ‫الس َم ْر ْ‬
‫قن ِدي‬ ‫نصر بن محمد بن إبراهيم َّ‬
‫يحيى بن شرف النووي‬

‫‪36‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫املقدمة‪1............................................................................................................................................‬‬
‫الباب األول ‪5....................................................................................................................................‬‬
‫مشروعية إكرام الضيف في اإلسالم‪5.....................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬التعريف اللغوي واالصطالحي‪5..................................................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬أدلة إكرام الضيف ‪6....................................................................................‬‬
‫الباب الثاني‪9....................................................................................................................................‬‬
‫أهمية إكرام الضيف ‪9................................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في أهمية إكرام الضيف‪9.............................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‪14..............................................................................‬‬
‫الباب الثالث‪16................................................................................................................................‬‬
‫فضل إكرام الضيف‪16..............................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في فضل إكرام الضيف‪16............................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‪20..............................................................................‬‬
‫الباب الرابع‪21.................................................................................................................................‬‬

‫‪37‬‬
‫من آداب وأحكام إكرام الضيف ‪21..........................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في آداب وأحكام إكرام الضيف‪21..............................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‪26..............................................................................‬‬
‫الباب الخامس‪27.............................................................................................................................‬‬
‫حقوق الضيوف وتوقيتها‪27......................................................................................................‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬األحاديث الواردة في حقوق الضيوف وتوقيتها‪27....................................‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬الفوائد من األحاديث‪27..............................................................................‬‬
‫الخاتمة‪30.........................................................................................................................................‬‬
‫الفهارس العامة ‪31..........................................................................................................................‬‬
‫فهرس اآليات‪32...........................................................................................................................‬‬
‫فهرس األحاديث واآلثار‪33.........................................................................................................‬‬
‫فهرس األعالم‪35.........................................................................................................................‬‬
‫فهرس املحتويات‪36....................................................................................................................‬‬
‫فهرس املراجع‪38.........................................................................................................................‬‬

‫‪38‬‬
‫فهرس المراجع‬

‫أنوار التنزيل وأسرار التأويل املعروف بتفسير البيضاوي‪ :‬ناصر الدين أبو الخير‬ ‫‪.1‬‬
‫عبد هللا بن عمر بن محمد البيضاوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عبد الرحمن املرعشلي‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬الطبعة األولى‪.‬‬
‫كيف عاملهم‪ :‬محمد صالح املنجد‪ ،‬الناشر‪ :‬مجموعة زاد للنشر‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪1436‬ه‪.‬‬
‫الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ :‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬تحقيق‪ :‬عمر بن‬ ‫‪.3‬‬
‫سليمان الحفيان‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن الجوزي‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1428 ،‬ه‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫مختصر حياة الصحابة‪ :‬محمد زكريا الكاندهلوي‪ ،‬تحقيق‪ :‬نصر عبد السالم‬ ‫‪.4‬‬
‫نصر‪ ،‬الناشر‪ :‬شركة دار الألرقم بن أبي االرقم‪ ،‬الطبعة األولى‪1418 ،‬ه‪.‬‬
‫اإلقناع في مسائل اإلجماع‪ :‬علي بن محمد بن عبد امللك الكتامي الحميري الفاسي‪،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أبو الحسن ابن القطا‪ ،‬حسن فوزي الصعيدي‪ ،‬الناشر‪ :‬الفاروق الحديثة‬
‫للطباعة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1424 ،‬ه‪.‬‬
‫فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ :‬زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن‬ ‫‪.6‬‬
‫الحسن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا بن باز‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب السلفية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ 1379 ،‬ه‪.‬‬
‫عون املعبود على سنن أبي داود‪ ،‬ومعه شرح ابن القيم‪ :‬شرف الحق العظيم‬ ‫‪.7‬‬
‫آبادي أبو عبد الرحمن‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الرحمن محمد عثمان‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتبة‬
‫السلفية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1388 ،‬ه‪.‬‬
‫املغني شرح مختصر الخرقي‪ :‬أبو محمد عبد هللا بن أحمد بن قدامة الحنبلي‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫تحقيق‪ :‬عبد هللا بن عبد املحسن التركي‪-‬عبد الفتاح محمد الحلو‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫عالم الكتب‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1417 ،‬ه‪.‬‬
‫فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير‪ :‬محمد عبد الرؤوف‬ ‫‪.9‬‬
‫املناوي ‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد عبد السالم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪1422 ،‬ه‪.‬‬
‫فتح الولي الناصر بشرح ما تيسر من روضة الناظر‪ :‬علي بن سعد بن صالح‬ ‫‪.10‬‬
‫الضويحي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن الجوزي‪ ،‬الطبعة الثانية‪1432 ،‬ه‪.‬‬
‫تحفة األحوذي شرح جامع الترمذي‪ :‬محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم‬ ‫‪.11‬‬
‫املباركفوري‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الوهاب بن عبد اللطيف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر‪ ،‬الطبعة‬
‫ااألولى‪1424 ،‬ه‪.‬‬
‫املنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج (صحيح مسلم بشرح النووي)‪ :‬يحيى بن‬ ‫‪.12‬‬
‫شرف النووي محي الدين أبو زكريا‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة قرطبة‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬
‫‪ 1414‬ه‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اَل َ‬ ‫العامْل َ ِك ْير َّية‪ُ :‬‬
‫اله َمام َمو نا الشيخ نطام‪ ،‬تحقيق‪:‬‬ ‫الفتاوى الهندية املعروفة بالفتاوى َ‬ ‫‪.13‬‬
‫ِ‬
‫عبد اللطيف حسن عبد الرحمن‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪ 1421‬ه‪.‬‬
‫معالم السنن‪ :‬أبو سليمان الخطابي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد راغب الطباخ‪ ،‬الناشر‪ :‬املطبعة‬ ‫‪.14‬‬
‫العلمية ‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1352 ،‬ه‪.‬‬
‫زاد املعاد في هدي خير العباد‪ :‬ابن قيم الجوزية‪ ،‬تحقيق‪ :‬شعيب األرناؤوط ‪ -‬عبد‬ ‫‪.15‬‬

‫القادر األرناؤوط‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة األولى‪ 1430 ،‬ه‪.‬‬

‫‪41‬‬

You might also like