Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 95

‫مبدأ الكفاءة في تولي الوظائف العامة دراسة مقارنة‬

‫رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير في القانون العام‬

‫عن السنة الدراسية ‪ 2021‬م‬

‫‪0‬‬
‫اس أَن تَحْ ُك ُم‪..‬وا‬
‫ت إِلَ ٰى أَ ْهلِهَ‪..‬ا َوإِ َذا َح َك ْمتُم بَي َْن النَّ ِ‬ ‫إِ َّن هَّللا َ يَ‪..‬أْ ُم ُر ُك ْم أَن تُ‪َ .‬‬
‫‪.‬ؤ ُّدوا‪ .‬اأْل َ َمانَ‪..‬ا ِ‬
‫صيرًا‬ ‫بِ ْال َع ْد ِل ۚ إِ َّن هَّللا َ نِ ِع َّما يَ ِعظُ ُكم بِ ِه ۗ إِ َّن هَّللا َ َك َ‬
‫ان َس ِميعًا بَ ِ‬

‫‪ -‬سورة النساء آية رقم ‪58‬‬

‫ُول َوتَ ُخونُوا أَ َمانَاتِ ُك ْم َوأَ ْنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬


‫ون‬ ‫يَا أَيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا ال تَ ُخونُوا هَّللا َ َوال َّرس َ‪.‬‬

‫‪ -‬سورة األنفال آية رقم ‪27‬‬

‫ال فَ‪..‬أَبَي َْن أَن يَحْ ِم ْلنَهَ‪..‬ا َوأَ ْش‪.‬فَ ْق َن‬


‫ض َو ْال ِجبَ ِ‬
‫ت َواأْل َرْ ِ‬ ‫إِنَّا َع َرضْ نَا اأْل َ َمانَةَ َعلَى ال َّس َم َ‬
‫اوا ِ‬
‫ان ظَلُو ًما َجهُواًل‬ ‫ِم ْنهَا َو َح َملَهَا اإْل ِ ن َس ُ‬
‫ان ۖ إِنَّهُ َك َ‬

‫‪ -‬سورة األحزاب آية رقم ‪72‬‬

‫صدق هللا العظيم‪.،‬‬


‫المقدمة‬
‫من أجل اإلحاطة بالفكرة الرئيس‪..‬ية موض‪..‬وع‪ .‬الدراس‪.‬ة فأن‪.‬ه يس‪.‬تلزم‪ .‬الترك‪.‬يز على التعري‪..‬ف بواح‪..‬د من أهم مب‪.‬ادئ‬
‫التعيين في الوظيفة الحكومية وهو مبدأ الكفاءة بم‪..‬ا نس‪..‬عى مع‪..‬ه إلى التعري‪.‬ف‪ .‬بمفه‪..‬وم الوظيف‪..‬ة العمومي‪..‬ة‪ ،‬ومن ثم‬
‫تعريف الموظف‪ .‬العام‪ ،‬وصوالً‪ .‬إلى تعريف مبدأ الكفاءة‪ ،‬واآلثار المترتب‪..‬ة على ت‪..‬وافره وانتف‪..‬اؤه‪ ،‬وك‪..‬ذلك توض‪..‬يح‬
‫الحاالت التي يمكن معها القول بانتفاء مبدأ الكفاءة واآلثار المترتبة على ذلك في مواجهة الموظف‪ .‬العام‪ ،‬والمرف‪..‬ق‬
‫العام أو الجهة الحكومية التي قامت بتعيينه‪ ،‬وأخيراً المتعامل من أفراد الجمهور‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الهدف من الدراسة‪:‬‬
‫استيضاح مدى إتباع مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العام‪..‬ة وم‪..‬دي‪ .‬فاعليت‪..‬ه في إدارة المراف‪..‬ق العام‪..‬ة حيث أن مب‪..‬دأ‬
‫الكفاءة يهدف إلى تحقيق وإرساء دعائم المساواة وزي‪..‬ادة ض‪..‬مانات الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة والقض‪..‬اء على مظ‪..‬اهر‪ .‬الفس‪..‬اد‬
‫والحفاظ على المال العام والقضاء على المحسوبية لزيادة الثقة في الدولة‪.‬‬

‫فرضية الدراسة‪:‬‬
‫اثبات أهمية االلتزام بتطبيق‪ .‬مبدأ الكف‪..‬اءة في ش‪..‬غل الوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة باعتب‪..‬اره أح‪..‬د الض‪..‬مانات األساس‪..‬ية ال‪..‬واجب‬
‫احترامها والمحافظة عليها للحفاظ على هيبة الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة وحس‪..‬ن تس‪..‬يير المرف‪..‬ق الع‪..‬ام‪ ،‬حيث أن تط‪..‬بيق مب‪..‬دأ‬
‫الكفاءة يؤدي إلى وصول األشخاص األكفاء وإلغاء االستثناءات السلبية التي تض‪.‬عف من ال‪..‬دور المرج‪.‬و‪ .‬والمن‪.‬وط‪.‬‬
‫بالوظيفة العامة تحقيقه‪.‬‬

‫إشكالية الدراسة‪:‬‬
‫إن عدم احترام مبدأ الكفاءة يمكن أن يؤدي إلى شيوع الرش‪.‬وة م‪..‬ا بين المواط‪.‬نين والم‪..‬وظفين العموم‪..‬يين‪ ،‬وش‪..‬يوع‬
‫الرشوة لعدة أسباب من أهمها تعيين من هم غير أكفاء لشغل هذه الوظيفة أو تلك‪ ،‬مما يترتب عليه تهميش وإقصاء‪.‬‬
‫الكفاءات؛ وبالتالي‪ .‬تعطيل الدور‪ .‬المنوط بالوظيفة العامة تحقيقه‪ ،‬وبما يستلزم محاولة تحديد األساس القانوني ال‪..‬ذي‬
‫يقوم عليه تحديد مفهوم الكفاءة للموظف‪ .‬العمومي‪ ،‬وهل يتفق األساس القانوني مع الواقع العملي المطبق بالفعل في‬
‫الحياة المهنية العملية‪ ،‬وما هي أسباب التعارض ‪ -‬إن وجدت ‪ -‬بين األساس القانوني النظري والتطبيق العملي‪.‬‬

‫نطاق الدراسة‪:‬‬
‫نطاق الدراسة التطبيقية يشمل النظام اإلداري‪ .‬والقانوني في دولة اإلمارات العربية المتحدة بالمقارنة مع نظيره في‬
‫جمهورية مصر العربية من حيث استعراض مبدأ الكفاءة في كالهم‪..‬ا وس‪..‬نتناول المب‪..‬دأ خالل عملي‪..‬ة التوظي‪.‬ف‪ .‬في‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬ونطاقها‪ .‬القانوني يشمل دراسة قواعد القانون اإلداري المطب‪..‬ق في كال البل‪..‬دين‪ ،‬وك‪..‬ذلك م‪..‬ا يرتب‪.‬ط‪.‬‬
‫بقواعد القانون األخرى ذات الصلة‪.‬‬

‫منهجية الدراسة‪:‬‬
‫من أجل اإللمام بالموضوع‪ .‬سنتناول البحث من خالل استخدام المنهج المقارن والمنهج التحليلي‪ ،‬حيث أن الدراس‪..‬ة‬
‫تعتمد على المنهج الوصفي الخاص بالسرد والنقل لما تتض‪.‬منه الدراس‪.‬ة من نص‪.‬وص الق‪.‬وانين أو ذك‪.‬ر بعض‪.‬ا ً من‬
‫التعريفات والمفاهيم‪ .‬واألحداث التاريخية‪ ،‬والمنهج التحليلي الذي يعتمد على تأصيل وتحليل ما يتم استخالص‪..‬ه من‬
‫معلومات وصوالً إلى ما يترتب عليها من نتائج واستنباطات‪ ،‬وأخيراً المنهج المق‪..‬ارن الخ‪..‬اص بالمقارن‪..‬ة القانوني‪..‬ة‬
‫الموضوعية بين كال من النظام القانوني‪ .‬للموظف العام في دولة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬ونظ‪..‬يره في جمهوري‪..‬ة‬
‫مصر العربية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫من أجل اإلحاطة بموضوع الدراسة وما يتعلق ب‪.‬ه من تفاص‪..‬يل متنوع‪..‬ة فق‪.‬د ارتأين‪.‬ا‪ .‬تقس‪.‬يم الموض‪..‬وع على النح‪..‬و‬
‫التالي‪:‬‬

‫المبحث التمهيدي‬
‫مدخل إلى الوظيفة العامة‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم الوظيفة العامة وتطورها التاريخي‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫أساليب اختيار وتعيين الموظف‪ .‬العام‬

‫المطلب الثالث‬

‫شروط تولي الوظائف العامة‬

‫الفصل األول‬
‫مدخل إلى مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة‬

‫المبحث األول‬

‫ماهية مبدأ الكفاءة‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف مبدأ الكفاءة‬

‫المطلب الثاني‬

‫التطور التاريخي‪ .‬لمبدأ الكفاءة‬

‫المطلب الثالث‬

‫خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني‬

‫‪3‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫أنواع الكفاءة الالزمة لشغل الوظيفة العامة‬

‫المطلب األول‬

‫الكفاءة المهنية والعلمية‬

‫المطلب الثاني‬

‫الكفاءة األخالقية‬

‫المطلب الثالث‬

‫الكفاءة الصحية‬

‫المبحث الثالث‬
‫ارتباط مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة‬

‫المطلب األول‬

‫حياد ونزاهة الوظيفة العامة‬

‫المطلب الثاني‬

‫ديمومة واستمرارية الوظيفة العامة‬

‫الفصل الثاني‬

‫مبدأ الكفاءة ما بين االستثناء والرقابة‬

‫المبحث األول‬

‫االستثناءات التي ترد على مبدأ الكفاءة‬

‫المطلب االول‬

‫الوظائف التخصصية‬

‫المطلب الثاني‬

‫‪4‬‬
‫الوظائف القيادية والسيادية‬

‫المبحث الثاني‬

‫الرقابة على تطبيق‪ .‬مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة‬

‫المطلب االول‬

‫الرقابة االدارية‬

‫المطلب الثاني‬

‫الرقابة القضائية‬

‫المبحث التمهيدي‬
‫مدخل إلى الوظيفة العامة‬

‫يُقصد بموظف الخدمة المدنية أي شخص نشط في منصب عام من المناص‪..‬ب المدرج‪.‬ة في ج‪..‬دول تش‪.‬كيل‬
‫الحكومة والذي سيتم تعيينه بقرار من السلطة المعينة قانونًا بعد استيفاء متطلبات التعيين ‪ ،‬أي‪.‬ا ً ك‪..‬انت الس‪..‬لطة ال‪..‬تي‬
‫سيتم تعيينها و ما نوع السلطة التي سيتم تعيينها‪ .‬تعيين‪ .‬يجب أن يتم تعيينه بقرار من السلطة المختصة في منص‪..‬ب‬
‫دائم مدرج في أوامر أجهزة الدولة ويجب أن يكون في خدمة الدولة أو المرافق العامة ال‪..‬تي ت‪..‬دار مباش‪..‬رة الس‪..‬لطة‬
‫اإلدارية كما هو الحال في قانون الخدمة المدني‪..‬ة الفلس‪..‬طيني‪ ،‬الموظ‪.‬ف‪ .‬الم‪..‬دني يص‪..‬بح في الم‪..‬ادة األولى كم‪..‬ا يلي‪:‬‬
‫الموظف أو الموظف هو الشخص الذي بقرار من السلطة المختصة يمأل واحدًا في نظام إنش‪..‬اء وظ‪..‬ائف مدني‪..‬ة في‬
‫موازنة إحدى الجهات الحكومية‪ ،‬بغض النظ‪..‬ر عن الن‪..‬وع واالس‪..‬م‪ .‬في ه‪..‬ذا المنص‪..‬ب‪ ،‬وس‪..‬عت الغربي‪..‬ة رقم (‪)61‬‬
‫لسنة ‪ 1960‬تعريف الموظف‪ .‬العمومي باإلضافة إلى قانون الفس‪..‬اد رقم‪ )1( .‬لس‪..‬نة ‪ ، 2005‬في حين حص‪..‬ر ق‪..‬انون‬
‫الخدمة العامة مفهوم الخدمة المدنية‪.‬‬

‫تم‪..‬ارس الدول‪..‬ة نش‪..‬اطها‪ .‬الرق‪..‬ابي‪ .‬أو المس‪..‬اعد من خالل مس‪..‬ؤوليها‪ .‬أو ش‪..‬ركاتها‪ ،‬ثم يمث‪..‬ل المس‪..‬ؤولون أداة‬
‫الدولة لتحقيق أهدافها‪ ،‬وأهمية المسؤول من جهة وكثرة الموظفين من جهة أخ‪..‬رى والعكس ص‪..‬حيح حيث أن دور‬
‫المسؤولين يتراجع ويتقلص مع تضييق‪ .‬نطاق ونطاق‪ .‬النشاط اإلداري‪.‬‬

‫عرّف المشرع األردني‪ .‬الموظف العام بقوله‪ :‬هو أي شخص يتم‪ ،‬بقرار من السلطة المختص‪..‬ة‪ ،‬تعيين‪..‬ه في‬
‫وظيفة مدرجة في جدول التدريب المهني المنشور‪ .‬في قانون الموازنة العامة للدولة‪ ،‬بم‪.‬ا في ذل‪.‬ك الموظ‪.‬ف المعين‬
‫مع راتب شهري‪ .‬مقطوع أو عقد على حساب المشاريع ائتمان أو تأمين صحي‪ ،‬وليس العامل الذي يتقاض‪..‬ى أج ‪.‬رًا‬
‫‪5‬‬
‫يوميًا‪ ,‬أما القضاء المصري‪ .‬فقد عرفه الموظف‪ .‬العام بأنه‪ :‬شخص مكلف بوظيف‪..‬ة دائم‪..‬ة في خدم‪..‬ة إح‪..‬دى ش‪..‬ركات‬
‫المرافق العامة التي تديرها الدولة أو شخص يحكمه القانون العام‪.‬‬

‫ال يجوز تعيين المسؤولين عش‪.‬وائيا ً حس‪..‬ب أه‪.‬واء الم‪.‬وظفين اإلداريين‪ ,‬ألن الموظ‪..‬ف العم‪..‬ومي ‪ ،‬بص‪.‬فته‬
‫ممثالً للدولة ومس‪..‬ؤوالً عن أداء ج‪..‬وانب مهم‪..‬ة من وظيفت‪..‬ه‪ ،‬مس‪..‬ؤول عن تحقي‪..‬ق المص‪..‬لحة العام‪..‬ة والحف‪..‬اظ على‬
‫حقوق المواطنين‪ ،‬ومن ثم يجب وضع عدد من الضوابط‪ .‬والشروط‪ .‬لـشغل الوظائف‪ .‬العامة وفق التخطي‪..‬ط المس‪..‬بق‬
‫لألهداف المستقبلية للجهاز اإلداري من أجل ضمان أن يتم تمثيل الدولة وتحقيق ه‪..‬ذه األه‪..‬داف من قب‪..‬ل المتق‪..‬دمين‬
‫األكثر تأهياًل ومهارات‪ ،‬فقد ثبت في جميع البل‪..‬دان المتقدم‪..‬ة أن البحث في المه‪..‬ارات المحتمل‪..‬ة للف‪..‬رد أعلى وأك‪..‬ثر‬
‫أهمية من اكتشاف‪ .‬النفط أو الموارد‪ .‬الطبيعية وأن إعادة هذه الثروة البشرية أفضل وأكثر استدامة من إع‪..‬ادة الم‪..‬واد‬
‫الخام إلى الوطن ‪ ،‬اليابان التي أصبحت ثاني أكثر االقتصادات‪ .‬تقد ًما في العالم‪ .‬هذه الشروط‪ .‬هي نفس‪..‬ها تقريبً‪..‬ا في‬
‫معظم البلدان ‪ ،‬حيث تتطلب القوانين واللوائح استيفاء عدد من الشروط حتى يتولى المرشح مناصب عامة‪ ,‬بالنظر‬
‫إلى االنعكاسات على مبادئ المساواة والجدارة ومتطلباتهما ‪ ،‬نالحظ أن المشرعين في مختلف البلدان يس‪..‬عون إلى‬
‫تهيئة الشروط‪ .‬التي يجب أن يستوفيها موظف‪ .‬الخدمة المدنية ‪ ،‬بما في ذلك إدراك جوهر هذين المبدأين والتأكد من‬
‫عدم استخدامهما ‪ .‬تحيد عن هذه المتطلبات‪.‬‬

‫نؤكد أن الموظ‪.‬ف‪ .‬ه‪..‬و أهم وس‪..‬يلة والمح‪..‬رك‪ .‬الحقيقي والعض‪..‬وي‪ .‬لإلدارة ‪ ،‬ألن‪..‬ه بدون‪..‬ه لم تكن اإلدارة ق‪..‬د‬
‫أنجزت أنشطتها‪ .‬ومهامها المختلف‪..‬ة إلى أقص‪.‬ى‪ .‬ح‪..‬د ‪ ،‬وألن الموظ‪.‬ف‪ .‬ه‪..‬و أهم الوس‪..‬ائل ال‪..‬تي به‪..‬ا ت‪..‬درك اإلدارة أن‬
‫مهامها المختلفة هو ما يعنيه القانون ‪ ،‬لذلك حددت حق‪..‬وق العم‪..‬ال والتزام‪..‬اتهم ‪ ،‬وم‪..‬ا ل‪..‬ديهم وم‪..‬ا يجب عليهم فعل‪..‬ه‬
‫إلنصاف اإلدارة والعامل معًا ‪ ،‬وإذا لم يفعل العامل ذلك‪ .‬الوفاء بالتزاماته ‪ ،‬يخضع لعقوب‪..‬ات تأديبي‪..‬ة ‪ ،‬ومقاب‪..‬ل أن‬
‫يدافع الضابط عن حقوقه بطرق مختلفة ‪ ،‬على سبيل المثال الحدود‪ ,‬عند منح التعيين في الوظائف‪ .‬العامة يعتبر من‬
‫أخط‪..‬ر مه‪..‬ام العم‪..‬ل اإلداري‪ ، .‬حيث ق‪..‬د يك‪..‬ون محفوفً‪..‬ا بنقص أو انح‪..‬راف في ممارس‪..‬ة الص‪..‬الحيات عن الس‪..‬لطة‬
‫المخولة قانونًا‪ .‬في عملية التعيين ‪ ،‬وهي المتطلبات التي استوفى المرشح للمنصب العام ‪ ،‬ويتطرق‪ .‬إلى النقاط ال‪..‬تي‬
‫يجب مراعاتها عند التعيين ألول مرة‪ ,‬كيف تعين الدولة األشخاص الطبيعيين ألداء دوره‪.‬ا‪ ، .‬حيث أنش‪.‬أت قانونه‪.‬ا‪.‬‬
‫القضائي ونظامها األساسي‪ .‬لاللتزام بعملية تع‪.‬يين المرحل‪.‬ة المتسلس‪..‬لة لم‪..‬وظفي الخدم‪..‬ة المدني‪.‬ة أو المس‪.‬ؤولين في‬
‫الدولة ‪ ،‬وأحكامها الموضوعية وإجراءاتها المختلفة عن‪..‬د الض‪..‬رورة‪ ,‬الش‪..‬روط‪ .‬ال‪..‬واجب توافره‪.‬ا‪ .‬في الراغ‪..‬بين في‬
‫دخول الوظيفة العامة ‪ ،‬باإلضافة إلى استيفاء المواصفات الخاصة بكل وظيفة على حدة كما أن اختيار المسؤولين‬
‫في الدول‪..‬ة ال يتم ب‪..‬أي ح‪..‬ال من األح‪..‬وال ‪ ،‬حيث يتم اختي‪..‬ار بعض‪..‬هم بحري‪..‬ة مطلق‪..‬ة ‪ ،‬بينم‪..‬ا يمكن اختي‪..‬ار البعض‬
‫اآلخر ‪ ،‬بينما يتم إعداد البعض اآلخر مسبقًا ‪ ،‬بينما يسود االختبار أو الطريقة التنافس‪..‬ية بم‪..‬ا يتناس‪..‬ب م‪..‬ع االختي‪..‬ار‪.‬‬
‫أيض‪.‬ا اتخ‪..‬اذ ق‪..‬رار من الس‪..‬لطة‬
‫من غالبي‪..‬ة م‪..‬وظفي الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة في الوالي‪..‬ة‪ .‬تتطلب ممارس‪..‬ة الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة ً‬

‫‪6‬‬
‫المختصة بتعيين الشخص المختار‪ ،‬مع ذكر أقدميته بين زمالئه‪ .‬باإلضافة إلى أنه يجوز‪ .‬تشغيل العامل في وحدته‬
‫(‪)1‬‬
‫أو في وحدة إدارية أخرى‪.‬‬

‫‪ )(1‬محمد علي الخاليلة‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزء الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ 2012 ،‬ص ‪ , 40‬انور‬
‫احمد رسالن‪،‬الوسيط القانون االداري الوظيفة العامة‪ ،‬دارالنهضة العربية القاهرة‪ ،‬مصر ‪، 1997،‬ص ‪.65‬‬
‫‪7‬‬
‫المطلب األول مفهوم الوظيفة العامة وتطورها التاريخي‬
‫الوظيفة العامة هي عالقة قانونية يمارس‪.‬ها‪ .‬الموظ‪.‬ف ‪ ،‬وال يرتب‪.‬ط وجوده‪.‬ا‪ .‬بتوظي‪.‬ف الموظ‪.‬ف‪ .‬وال ينتهي‬
‫بإنهاء الموظ‪..‬ف أو وفات‪..‬ه ‪ ،‬حيث أن مص‪..‬يره منفص‪..‬ل عن مص‪..‬ير من يش‪..‬غلها‪ .‬ينقس‪..‬م مفه‪..‬وم الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة إلى‬
‫قسمين‪ .‬األول ه‪..‬و المص‪..‬طلح األوروبي ويقص‪..‬د بالوظيف‪..‬ة على ه‪..‬ذا األس‪..‬اس‪ .‬النظ‪..‬ام الق‪..‬انوني ال‪..‬ذي يحكم الحي‪..‬اة‬
‫المهنية لموظف الخدمة المدنية من الدخول إلى الخدمة وحتى الخروج (والمفهوم الثاني هو المفهوم األمريكي) هو‬
‫مجموعة من الواجبات والمسؤوليات‪ .‬والواجبات واالختصاصات القانوني‪..‬ة ال‪..‬تي يعه‪..‬د به‪..‬ا إلى ش‪..‬خص معين ‪ ،‬إذا‬
‫(‪)1‬‬
‫استوفى‪ .‬بعضها الشروط الالزمة لتحمل أعباء هذا النشاط"‬

‫جاء مصطلح موظف عمومي في وقت أبكر من مصطلح الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة ‪ ،‬على عكس م‪..‬ا ك‪..‬ان ينبغي أن‬
‫يكون ‪ ،‬ألن الوظيف‪.‬ة العام‪..‬ة تص‪.‬ور في الواق‪.‬ع مع‪..‬نى الدول‪.‬ة في عائالته‪..‬ا ‪ ،‬أولئ‪.‬ك ال‪..‬ذين تمتل‪.‬ك أنش‪.‬طتهم العام‪..‬ة‬
‫والخاصة مجموعة واحدة من العمال‪ .‬بقدر ما يمكن القول ‪ ،‬أن الهيئة العامة هي سلطة حاوية لخلود الدولة ‪ ،‬ال‪..‬تي‬
‫لها سيادة عامة ‪ ،‬هي أداة الدولة لتحقيق أهدافها‪ .‬لذلك يجب تحديد من ينطبق هذا الوصف‪ .‬لق‪..‬د ح‪..‬اول المش‪..‬رعون‬
‫والقضاة والمحامون السيطرة على مفهوم الموظف‪ .‬العام ‪ ،‬منذ أن ظهر مص‪..‬طلح الموظ‪..‬ف بش‪..‬كل ش‪..‬امل ‪ ،‬وال‪..‬ذي‬
‫(‪)2‬‬
‫يرتبط في مفهوم اليوم بظهور‪ .‬المجتمعات‪..‬‬

‫وبأنظمتها‪ .‬الوظيفية وخدماتها المرفقة ‪ ،‬واليوجد‪ .‬عبر التشريعات موحد لمفهوم الموظ‪..‬ف‬ ‫‪1‬‬
‫الوظيفة‬
‫العمومية كزه القانوني‪ .‬لذلك النعثر على مرجع تاريخي‬ ‫‪2‬‬

‫الهيئ‪..‬ة العام‪..‬ة هي الخلي‪..‬ة األولى في أي س‪..‬لطة إدارة عام‪..‬ة وتت‪..‬ألف من سلس‪..‬لة من المه‪..‬ام المتكامل‪..‬ة‬
‫والمتجانسة الموكلة إلى شخص يفي بمتطلب‪..‬ات التأهي‪..‬ل المح‪..‬ددة ‪ ،‬مث‪..‬ل‪ :‬التعليم والخ‪..‬برة والمعرف‪..‬ة وم‪..‬ا إلى ذل‪..‬ك‪.‬‬
‫األهمية العضوية والمادية أو الموضوعية‬

‫خاص‪.‬ا يُظه‪..‬ر مزاياه‪..‬ا ‪،‬‬


‫ً‬ ‫من الناحية الشكلية‪ :‬من وجهة نظر رسمية ‪ ،‬تعتبر المهنة العامة نظا ًم‪..‬ا قانونيً‪..‬ا‬
‫وبالمعيار‪ .‬األساسي ‪ ،‬يتم تطبيقه على جميع موظفي الدولة في مختلف المكاتب والمؤسسات والهيئ‪..‬ات العام‪..‬ة ذات‬
‫الطابع اإلداري أو فقط على بعض لهم ‪ ،‬بسبب الوضع القانوني‪ .‬الخاص في مكان وج‪..‬ودهم ‪ ،‬ح‪ .‬يع‪..‬ني المص‪..‬طلح‬
‫الرسمي مع الوظيفة العامة جميع األشخاص الذين يعملون في خدمة المراف‪.‬ق‪ .‬البلدي‪..‬ة ‪ ،‬وبالت‪..‬الي‪ .‬يس‪..‬تند إلى النظ‪..‬ام‬
‫القانوني الذي ينطبق‪ .‬على جميع العاملين في اإلدارة‪.‬‬

‫‪ )(1‬باسم بشناق ‪ :‬الوظيفة العامة في فلسطين بين القانون والممارسة ‪ ,‬الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن‪ ,‬سلسلة تقارير‬
‫قانونية ‪ ,‬العدد (‪ , |)31‬رام هللا ‪ ,‬ص ‪9‬‬
‫‪ )(2‬بوظراف علي‪ :‬مسار الموظف في ظل التشربع الجزائري‪ ,‬مذكرة التخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون عام‬
‫معمق‪ ,‬جامعة عبدالحميد إبن باديس مستغانم كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ,2018 ,‬ص ‪8‬‬

‫‪8‬‬
‫من الناحية المادية‪ :‬ويرى في هذا أن المكتب ليس أك‪..‬ثر من مجموع‪..‬ة من الكف‪..‬اءات واألنش‪..‬طة القانوني‪..‬ة‬
‫التي يجب أن يمارسها‪ .‬شخص مؤهل بشكل دائم في عمل اإلدارة للصالح الع‪..‬ام‪ .‬يق‪..‬وم المكتب الع‪..‬ام بنش‪..‬اط‪ .‬أص‪..‬يل‬
‫مقارنة باألنشطة األخرى في القطاعات األخرى ‪ ،‬ويتميز بالتنسيق‪ .‬المهني المس‪..‬تمر م‪..‬ع عم‪.‬ل الهيئ‪..‬ات العام‪..‬ة في‬
‫اإلدارة ‪ ،‬ومن أنصار هذه األهمية األستاذ والمح‪.‬امي‪ .‬الكب‪.‬ير أندري‪.‬ه الب‪.‬دير‪ .‬يمكن الق‪.‬ول ب‪.‬أن الوظيف‪.‬ة العام‪.‬ة هي‬
‫النظام العام المطبق على العاملين في المؤسسات الحكومية على اختالف أنواعه‪..‬ا ‪ ،‬من أبس‪..‬ط الم‪..‬وظفين الم‪..‬دنيين‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى أعلى رتبة ‪ ،‬ويخضعون‪ .‬جميعًا لنفس الواجبات واالختصاصات التشريعية‪.‬‬

‫مما سبق تقديمه من التعريفات نجد أن هناك من يعرّفها‪ .‬فقط بذكر أحد المع‪.‬اني الش‪.‬كلية أو المادي‪.‬ة ‪ ،‬بينم‪.‬ا‬
‫هن‪..‬اك من جم‪..‬ع بين المفه‪..‬ومين في تعريف‪..‬ه للوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة واح‪..‬د مجموع‪..‬ة من المنظم‪..‬ات المتعلق‪..‬ة ب‪..‬الموظفين‬
‫العموميين ‪ ،‬وقد‪ .‬تتعلق هذه المنظمات بنجاح العامل في اإلدارة العام‪..‬ة واالهتم‪..‬ام‪ .‬بمش‪..‬اكله وحيات‪..‬ه المهني‪..‬ة ‪ ،‬وفي‬
‫تطبيق ذلك ‪ ،‬يجب أن تكون دراسة النشاط العام دائ ًما من جانب "الجانب القانوني"‪ .‬واآلخر تقني "وال‪..‬ذي يقتص‪..‬ر‬
‫اآلن على دراسات اإلدارة الق‪..‬انون والفق‪.‬ه دون ش‪..‬كوى يق‪..‬ود الفق‪..‬ه إلى م‪..‬ا يس‪..‬مى بأزم‪..‬ة الق‪..‬انون اإلداري‪ .‬ونظ‪..‬ام‪.‬‬
‫الخدمة المدنية يقوم على مفهوم السلك الوظيفي ‪ ،‬ألن الفك‪.‬رة األساس‪.‬ية لالحتالل الع‪.‬ام العم‪.‬ل في الجزائ‪.‬ر‪ .‬ه‪.‬و أن‬
‫األخيرة عبارة عن سفارة وخدمة عامة يقدمها العامل ط‪..‬وال حيات‪..‬ه المهني‪..‬ة وفقً‪..‬ا لقواع‪..‬دها من الق‪..‬انون الخ‪..‬اص ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وهو القانون العام للخدمة العامة‪.‬‬

‫‪ )(1‬خنوف فطيمة ‪ :‬قانون الوظيفة العمومية ‪ ,‬ديوان المطبوعات ‪ ,‬الجزائر ‪ , 2003 ,‬ص ‪40‬‬
‫‪ )(2‬أنس جعفر‪ ,‬الوظيفة العامة ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪ ,‬مصر ‪ 2007 ,‬ص ‪37‬‬
‫‪9‬‬
‫تعريف الوظيفة العامة في الفقه تعددت التعريفات الفقهية للوظيفة العامة‪ ،‬حيث عرفه جانب من الفقه بأنه‪:‬‬
‫"مجموعة من التنظيمات تتعلق بالموظفين العموميين‪ ،‬وهذه التنظيمات قد تتعلق بناحية قانوني‪..‬ة تظه‪..‬ر كيفي‪..‬ة قي‪..‬ام‬
‫الموظف بعمله‪ ،‬وقد تتعلق بناحية فنية تتمثل في كيفية إنشاء الوظائف العامة‪ ،‬وأساليب ترتيبها‪ ،‬واالهتمام بمشاكل‬
‫(‪)1‬‬
‫الموظف‪ ،‬وحياته الوظيفية "‬

‫وعرفها جانب آخر من الفقه بأنها‪ :‬كيان نظامي تابع لإلدارة الحكومية‪ ،‬ويتض‪..‬من‪ .‬مجموع‪..‬ة من الواجب‪..‬ات‬
‫(‪)2‬‬
‫والمسؤوليات توجب على شاغلها التزامات معينة‪ ،‬مقابل تمتعه بالحقوق والمزايا "‪.‬‬

‫بينما عرفها آخرين بأنها‪" :‬كيان قانوني‪ .‬ق‪..‬ائم في إدارة الدول‪..‬ة‪ ،‬وهي تت‪..‬ألف من مجموع‪..‬ة أعم‪..‬ال مح‪..‬ددة‪،‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ويطلق على شاغلها اسم "الموظف‪ .‬العام "‪.‬‬

‫الوظيفة العامة في القضاء وبين القض‪..‬اء اإلداري أن الوظيف‪.‬ة العام‪.‬ة تعت‪..‬بر "مهن‪.‬ة يتف‪.‬رغ له‪.‬ا الموظ‪.‬ف‪،‬‬
‫وينقطع فقط األعمالها‪ ،‬وهي أمان‪..‬ة في عنق‪..‬ه تق‪..‬ع على الموظ‪.‬ف‪ .‬واجب‪..‬ات العم‪..‬ل الوظيفي‪..‬ة‪ ،‬ال‪..‬تي تلزم‪..‬ه ب‪..‬االلتزام‬
‫بالعمل والدوام‪ .‬الرسمي؛ ألنه يعمل في إحدى مرافق الدول التي تخدم المواطنين والجمهور ويتقاض‪..‬ى عنه‪..‬ا راتب‬
‫شهرية منتظمة يعيله وأسرته"‬

‫ومن خالل التعريفات السابقة يمكن للباحث أن يعرف الوظيفة العامة بأنها‪" :‬كيان ق‪..‬انوني‪ .‬ت‪..‬ابع للحكوم‪..‬ة‪،‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ينجز فيه الموظف العام مجموعة من الواجبات والمسؤوليات مقابل تمتعه ببعض الحقوق والمزايا" ‪.‬‬

‫‪ )(1‬أعاد علي الحمود القيسي ‪ :‬الوجيز في القانون االداري – دراسة مقارنة ‪ ,‬أكاديمية شرطة دبي ‪ ,‬الطبعة الثالثة ‪ ,‬سنة ‪20080‬م ‪,‬‬
‫ص ‪.170‬‬
‫‪ )(2‬خالد سمارة الزعبي ‪ :‬القانون االداري وتطبيقاته في المملكة األردنية الهاشمية ‪ ,‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪,‬ط ‪1993 , 2‬‬
‫ص ‪179‬‬
‫‪ )(3‬صبري جلبي أحمد عبد العال ‪ ,‬نظام الجدارة في تولية الوظائف العامة ‪ ,‬دراسة مقارنة بين النظام االداري الوضعي‬
‫واالسالمي ‪ ,‬ص ‪20‬‬
‫‪ )(4‬أحمد بوضياف ‪ :‬الجريمة التأديبية للموظف العام في الجزائر ‪ ,‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪ ,1986 ,‬ص ‪13‬‬
‫‪10‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫أساليب اختيار وتعيين الموظف العام‬
‫عملية اختيار الموظفين العموميين هناك عدة طرق الختيار موظف‪ .‬عم‪.‬ومي بع‪.‬د اس‪.‬تيفاء ش‪.‬روط‪ .‬األهلي‪.‬ة‬
‫وتقديم طلب للقبول في الوظائف العامة للجهات المختصة ‪ ،‬يتم تقديمها بثالث طرق‪:‬‬

‫الطريقة األولي‬

‫طريقة االنتخاب الحر وفق‪ .‬هذه الطريقة تتمتع السلطات اإلدارية العليا بحرية كبيرة في اختي‪..‬ار الم‪..‬وظفين‬
‫الذين يستغلون المناصب العلي‪..‬ا في الدول‪..‬ة ك‪..‬الوزراء والس‪..‬فراء والمح‪..‬افظين ورؤس‪..‬اء‪ .‬الجامع‪..‬ات وغ‪..‬يرهم ‪ ،‬ويتم‬
‫االختيار دون قيود‪ .‬و القيود على أساس الثقة في الشخص المنتخب ووالئه وانتمائه للدولة ونظام‪ .‬الحكم فيها ‪ ،‬حتى‬
‫لو كان أقل خبرة وكفاءة من غيره ‪ ،‬مما يؤدي‪ .‬في كثير من األحي‪..‬ان إلى الفس‪..‬اد في الجه‪..‬از اإلداري‪ .‬وع‪..‬دم قدرت‪..‬ه‬
‫(‪)1‬‬
‫على إدراك المصلحة العامة‪.‬‬

‫وفقًا له‪..‬ذه الطريق‪..‬ة ‪ ،‬تتمت‪..‬ع اإلدارة بحري‪..‬ة مطلق‪..‬ة في اختي‪..‬ار الموظ‪..‬ف لمنص‪..‬ب معين على أس‪..‬اس الثق‪..‬ة‬
‫الشخصية والمعرفة السابقة والقدرة على تولي هذا المنص‪..‬ب أو المنص‪.‬ب ‪ ،‬كم‪.‬ا تتمت‪.‬ع به‪.‬امش واس‪..‬ع من الس‪..‬لطة‬
‫التقديرية لتخصيص الموظفين إلى هذا المنصب الطريق ‪ ،‬ويقتصر فقط على ضرورة تلبية المتطلب‪..‬ات القانوني‪..‬ة ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والتي تم شرحها‪ .‬بالفعل‪.‬‬

‫يُعتقد أنه يمهد الطريق للمحاباة ‪ ،‬حيث إن السماح لإلدارة بممارسة السلطة التقديرية في إج‪..‬راء التعيين‪..‬ات‬
‫دون تقيي‪..‬دها على أس‪..‬س موض‪..‬وعية تتحكم فيه‪..‬ا س‪..‬يؤدي‪ .‬حتم‪.‬ا ً إلى تباين‪..‬ات في ممارس‪..‬ة الس‪..‬لطات‪ .‬نظ‪.‬رًا ألوج‪..‬ه‬
‫القصور والمخاطر‪ .‬التي يمكن أن تنشأ من هذه الطريقة ‪ ،‬فقد تم تغيير معظم القوانين الحديث‪..‬ة وال توج‪.‬د‪ .‬إال به‪..‬دف‬
‫زيادة الوظائف‪ .‬اإلدارية‪ .‬تتم التعيينات اإلدارية ‪ ،‬في كثير من الحاالت ‪ ،‬على أساس االعتبارات السياسية ب‪..‬دالً من‬
‫(‪)3‬‬
‫تلك المستخدمة عمو ًما في اختيار العمال‪.‬‬

‫الطريقة الثانية طريقة المنافسة المنافسة هي طريقة إلظهار مدى مالءمة أو مالءمة مقدم الطلب لوظيفة‬
‫عامة ‪ ،‬حيث تعد هذه الطريقة من أفضل طرق‪ .‬االختيار وهي األكثر استخدا ًما في اإلدارة الحديثة لتحديد مدى‬
‫(‪)4‬‬
‫مالءمة مقدم الطلب لمهنة ما‪.‬‬

‫‪ )(1‬خالد خليل الظاهر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪1993،‬م‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪ )(2‬وليد عبد الرحمن مزهر‪ ،‬و شريف أحمد بعلوشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫‪ )(3‬باسم بشناق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ )(4‬محمد باهي أبو يونس‪ ،‬االختيار على أساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام اإلداري اإلسالمي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪1999 .،‬م‪ ،‬ص ‪.149‬‬
‫‪11‬‬
‫يتم التعيين وفقًا لهذه الطريقة بعد اجتياز المتقدمين لسلسلة من االختب‪..‬ارات الكتابي‪..‬ة والش‪..‬فوية ‪ ،‬باإلض‪..‬افة‬
‫إلى المقابالت الشخصية المحددة مسبقًا ‪ ،‬والتي تأخذ في االعتبار العديد من الجوانب المتعلق‪..‬ة بشخص‪..‬ية الش‪..‬خص‬
‫المرشح وذكائه ومدى مالءمته‪ .‬تعتبر طريقة المنافسة من أفضل طرق اختيار العاملين للهيئات العام‪..‬ة ‪ ،‬كم‪..‬ا أنه‪..‬ا‬
‫األكثر شيوعًا في الدول ‪ ‬الديمقراطية‪ .‬هذا باإلض‪..‬افة إلى تك‪..‬افؤ‪ .‬الف‪..‬رص المتحقق‪..‬ة به‪..‬ذا الش‪..‬كل لجمي‪..‬ع المرش‪..‬حين‬
‫(‪)1‬‬
‫للمناصب العامة‪.‬‬

‫اختارت الهيئة التشريعية الفلسطينية أسلوب المنافسة في تعيين موظفي الخدمة المدني‪..‬ة في ق‪..‬انون الخدم‪..‬ة‬
‫المدنية الحالي وأحاطت‪..‬ه بض‪..‬مانات وض‪..‬وابط عدي‪..‬دة‪ .‬يض‪..‬من اإلنص‪..‬اف والموض‪..‬وعية والمس‪..‬اواة في االختي‪..‬ار‪ .‬؛‬
‫بهدف اختيار أفضل المرشحين للمناصب العامة ‪ ،‬هؤالء هم‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬اإلعالن عن الوظائف الشاغرة (مبدأ الدعاية)‪:‬‬

‫‪ .1‬التصويت هو أحد مب‪.‬ادئ عملي‪.‬ة االختي‪..‬ار في اختي‪.‬ار‪ .‬الم‪.‬وظفين العموم‪.‬يين‪ ،‬والتف‪.‬وق‪ .‬يض‪.‬ع المنافس‪.‬ة‬
‫الحرة موضع التنفيذ؛ ألنه ما يؤدي‪ .‬إلى المنافسة في مناخ من المساواة والشفافية‪ ،‬فبدون اإلعالن ال توج‪..‬د مس‪..‬احة‬
‫حقيقية للمنافسة من بين الراغبين في شغل مناصب عامة‪.‬‬

‫‪ .2‬مبدأ الدعاية يعني أن جميع عمليات اختيار الموظفين تعتمد على علي اإلعالن بالطريقة التي يقتضيها‬
‫القانون مع بيان أسماء المرشحين والمكان وقت تقديم الطلبات ومكان وزمان المسابقة وآلياتها‪.‬‬

‫‪ .3‬كذلك إلزام اإلدارة بنشر‪ .‬جميع القرارات المتعلقة بالمسابقة في المكان المحدد وفي‪ .‬الوقت المحدد ومن‬
‫(‪)2‬‬
‫هنا كان التزامه بإبداء األسباب لجميع القرارات التي اتخذها فيما يتعلق بهذا اإلجراء‪.‬‬

‫في حين أن أي شخص يتأهل للوظائف‪ .‬الشاغرة يجب أن يعلم أن هذه الوظائف شاغرة ‪ ،‬وأنه يجب شغلها‬
‫‪ ،‬وال يمكن تحقيق ذلك إال من خالل نش‪..‬ر االختب‪..‬ار‪ .‬أو اإلعالن عن‪..‬ه في جري‪..‬دة أو اثن‪..‬تين من الص‪..‬حف الحكومي‪..‬ة‬
‫الكبرى أو اثنتين من الصحف الحكومية الكبرى أو جري‪..‬دتين‪ .‬المجالت "‪ )3(.‬بينم‪..‬ا نص‪..‬ت الم‪..‬ادة (‪ )19‬من ق‪..‬انون‬
‫الخدمة المدنية رقم (‪ )4‬لسنة ‪ 1998‬م على أن تقوم الجهات الحكومية باإلعالن عن الوظائف الشاغرة فيها وال‪..‬تي‬
‫يتم التعيين فيها بقرار من السلطة المختصة خالل أسبوعين من نشر الوظيفة خالل أسبوعين على األقل‪ .‬الص‪..‬حف‬
‫اليومية واإلشعار يحتوي على تفاصيل الوظيفة وشروطها ‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬حرية المساواة بين المرشحين‪ :‬حرية المنافسة تعني حرية المشاركة في المنافس‪..‬ة ال‪..‬تي تعلن عنه‪..‬ا‬
‫اإلدارة وضمن الح‪.‬دود‪ .‬ال‪.‬تي يح‪.‬ددها الق‪.‬انون‪ .‬لض‪.‬مان المنافس‪.‬ة الحقيقي‪.‬ة بين المتق‪.‬دمين ؛ أعلن ‪ ،‬طالم‪..‬ا أن مق‪..‬دم‬
‫الطلب ق‪..‬د اس‪..‬توفى‪ .‬المتطلب‪..‬ات المنص‪..‬وص عليه‪..‬ا قانونً‪..‬ا ومي‪..‬ل اإلدارة إلى تفض‪..‬يل أح‪..‬د المتق‪..‬دمين على حس‪..‬اب‬

‫‪ )(1‬باسم بشناق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪21‬‬


‫‪ )(2‬هاني عبد الرحمن غانم‪ ،‬و حازم حمدي الجمالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ )(3‬جاكلين تحسين عمرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪12‬‬
‫اآلخرين ‪ ،‬يؤدي إلى بطالن هذا اإلجراء ‪ ،‬م‪..‬ا لم يكن ه‪..‬ذا التفض‪..‬يل مبنيً‪..‬ا على أس‪..‬اس ق‪..‬انوني‪ .‬وهن‪..‬اك ه‪..‬و ال‪..‬تزام‬
‫باستبعاد جميع الذين لم يستوفوا هذه الشروط‪ ، .‬والمنافسة خارج القيود التي تفرضها‪ .‬طبيعتها‪ .‬على أساس عام يمثل‬
‫(‪)1‬‬
‫المساواة بين المتنافسين‪.‬‬

‫وهذا الشرط من وجهة نظرنا يع‪..‬ني أن اإلدارة تض‪..‬ع المتق‪..‬دمين للوظ‪..‬ائف على ق‪..‬دم المس‪..‬اواة وبالت‪..‬الي‪ .‬ال‬
‫يجوز إقامة أي نوع من التمييز بينهم أو منح امتيازات معينة لبعض المتقدمين على غيرهم أو نقل عقب‪..‬ات أم‪..‬امهم‪.‬‬
‫بعض المنافسين سواء كانت عقبات قانونية أو مادية‪.‬‬

‫الطريق‪PP‬ة الثالث‪PP‬ة‪ :‬تص‪..‬ف طريق‪..‬ة الوظيف‪..‬ة المحج‪..‬وزة طريق‪..‬ة الوظيف‪..‬ة المحج‪..‬وزة بأنه‪..‬ا "مجموع‪..‬ة من‬
‫الوظائف المحددة حصريًا حيث يقتصر التعيين على مجموعات معين‪..‬ة من المجتم‪..‬ع ‪ ،‬مم‪..‬ا أدى غالبً‪..‬ا إلى ع‪..‬واقب‬
‫وتض‪.‬حيات بش‪.‬رية أو سياس‪.‬ية كب‪.‬يرة في خدم‪.‬ة البل‪.‬د ‪ ،‬حيث األمن ال‪.‬داخلي لبعض ال‪.‬دول يحاف‪.‬ظ على مراك‪.‬ز‪ .‬أو‬
‫وظائف منتسبي‪ .‬الجيش الق‪.‬ديم بم‪.‬ا في ذل‪.‬ك ق‪.‬وى‪ .‬األمن ال‪.‬داخلي ‪ ،‬وأن ه‪.‬ذه الوظ‪.‬ائف‪ .‬ال تتطلب م‪.‬ؤهالت خاص‪.‬ة‬
‫ومهارات عالية من شاغلها ‪ ،‬وأن هذه الوظائف‪ .‬محجوزة بالكامل ‪ ،‬أو نسبة معين‪..‬ة منهم لألش‪..‬خاص ال‪..‬ذين تنطب‪.‬ق‪.‬‬
‫عليهم شروط‪ .‬معينة‪ ،‬مثإلتمام عدة سنوات في خدمة العسكريين في السلك أو أصيبوا بأمراض ناتج‪..‬ة عن الخدم‪..‬ة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫‪ )(1‬هاني عبد الرحمن غانم؛ حازم حمدي الجمالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪46‬‬
‫‪ )()()(2‬عبد العزيز السيد الجوهري‪ ،‬الوظيفة العامة‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪82‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫شروط تولي الوظائف العامة‬
‫يعتبر التعيين في الوظائف‪ .‬العام‪..‬ة الخط‪..‬وة األولى ال‪..‬تي يب‪..‬دأ به‪..‬ا الموظ‪..‬ف حيات‪..‬ه الوظيفي‪..‬ة وتم‪..‬ر عملي‪..‬ة‬
‫التعيين بمراحل متوالية يلزم تتبع أحكامها وإجراءاتها المختلفة ‪ ،‬ول‪..‬ذلك ي‪..‬ولي المش‪..‬رع‪ .‬اإلداري األحك‪..‬ام الخاص‪..‬ة‬
‫بتعيين الموظفين أهمية خاصة ‪ ،‬فيحدد الشروط‪ .‬العامة الواجب توافرها فيمن يريد االلتحاق بالوظيفة العامة‪ ،‬حيث‬
‫تتعدد النظم القانوني‪..‬ة المعاص‪..‬رة في الش‪..‬روط ال‪..‬تي يتطلبه‪..‬ا ال‪..‬دخول في الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة؛ ويع‪..‬ود ذل‪..‬ك إلى النظ‪..‬ام‬
‫القانوني المعمول به في الدولة‪.‬‬

‫و بتوافر الشروط‪ .‬التي يتطلبها المشرع‪ .‬فيمن يتقدم لشغل الوظائف‪ .‬العامة‪ ،‬قد يتقدم عدد يتفق مع الوظ‪..‬ائف‬
‫الشاغرة والمطلوب شغلها‪ ،‬وبالتالي ال تثار مشكلة االختيار‪ .‬بين المتق‪..‬دمين‪ ،‬غ‪..‬ير أن الغ‪..‬الب أن يتق‪..‬دم للعم‪..‬ل ع‪..‬دد‬
‫يفوق كثيرة عدد الوظائف‪ .‬المتاحة‪ ،‬ومن ثم تثار مشكلة تحديد اس‪..‬لوب المفاض‪..‬لة بين المتق‪..‬دمين‪ ،‬وط‪..‬رق‪ .‬االختي‪..‬ار‬
‫األمثل‪ ،‬والواجب اتباعه؛ للوصول‪ .‬إلى أفضلهم‪ ،‬وأكثرهم‪ .‬جدارة‪.‬‬

‫شروط التعيين في الوظيفة العامة‪.‬‬

‫شروط التعيين في الوظيفة العام‪..‬ة نظم ق‪..‬انون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة ش‪..‬روط‪ .‬التع‪..‬يين في الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة‪ ،‬حيث‬
‫نص‪..‬ت الم‪..‬ادة (‪ )14‬من ق‪..‬انون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة الفلس‪..‬طيني رقم (‪ )4‬لس‪..‬نة ‪1998‬م على أن‪..‬ه ال يعين على إح‪..‬دى‬
‫وظائف الخدمة المدنية إال من توافرت فيه شروط‪ .‬شغل الوظيفة‪ ،‬ويحظر الجمع بين وظيفيتين‪ ،‬بينما حددت الم‪..‬ادة‬
‫(‪ )24‬من ذات القانون شروطا‪ .‬يتعين توافرها‪ .‬مجتمعة فيمن يعين في إحدى الوظائف‪ .‬العام‪..‬ة‪ ،‬حيث تنص على أن‪..‬ه‬
‫" يشترط فيمن يعين في أي وظيفة أن يكون‪ - :‬فلسطينية أو عربية‪.‬‬

‫قد أكمل العام الثامن عشر من عمره‪ ،‬و تعمر الموظف‪ .‬بشهادة ميالده الرسمية‪ ،‬وفي األح‪..‬وال ال‪..‬تي ال يتيس‪..‬ر فيه‪..‬ا‬
‫الحصول على شهادة الميالد‪ ،‬يقدر عم‪.‬ره بق‪.‬رار تتخ‪.‬ذه اللجن‪.‬ة الطبي‪.‬ة المختص‪.‬ة‪ ،‬ويعت‪.‬بر‪ .‬قراره‪.‬ا في ه‪.‬ذا الش‪.‬أن‬
‫نهائية‪ - .‬خالية من األمراض‪ ،‬والعاهات البدنية‪ ،‬والعقلية التي تمنعه من القيام بأعمال الوظيف‪..‬ة‪ ،‬ال‪..‬تي س‪..‬يعين فيه‪..‬ا‬
‫بموجب قرار من المرجع الطبي المختص‪ ،‬على أنه يجوز تعيين الكفيف في عينيه أو فاقد البصر في إحدى عينيه‪،‬‬
‫أو ذي اإلعاقة الجسدية‪ ،‬إذا لم تكن أي من تلك اإلعاقات تمنعه من القيام بأعمال الوظيفة التي س‪.‬يعين فيه‪..‬ا بش‪.‬هادة‬
‫المرجع الطبي المختص‪ ،‬على أن تتوافر‪ .‬فيه الشروط األخرى‪ .‬للياقة الصحية‪.‬‬

‫متمتعة بحقوقه المدنية‪ ،‬غير محكوم عليه من محكمة فلسطينية مختصة بجناية‪ ،‬أو بجنحة مخلة بالش‪..‬رف‬
‫أو األمانة‪ ،‬ما لم يرد إليه اعتباره‪.‬‬

‫وتنقسم شروط‪ .‬التعيين في الوظيفة العامة إلي‪:‬‬


‫‪14‬‬
‫الشروط العامة للوظيفة العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الشروط الخاصة للوظيفة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الشروط العامة للوظيفة العامة‬

‫يعتبر تولي الوظائف‪ .‬العامة حق دستورية للمواطنين‪ ،‬إال أن هذا الحق ال يكون بدون ضوابط موضوعية‪،‬‬
‫بل يتطلب األمر وضع شروط‪ .‬عامة؛ وذلك بهدف كفالة ق‪..‬درة من س‪..‬يعين في الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة على القي‪..‬ام بأعبائه‪..‬ا‬
‫تحقيقا للصالح الع‪..‬ام‪ ،‬وحيث تش‪..‬ترط‪ .‬أنظم‪..‬ة الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة في المرش‪..‬حين لت‪..‬ولي الوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة ت‪..‬وافر بعض‬
‫الشروط‪ ،‬وإذا كانت أنظمة الخدمة المدنية تتباين وتختلف‪ .‬في بعض األحكام من نظام إلى آخر‪ ،‬فإنها تتفق إلى ح‪..‬د‬
‫كبير على إلزامية توافر بعض الشروط العامة في األشخاص المتقدمين لشغل الوظائف‪ .‬العامة في الدولة‪.‬‬

‫وعليه‪ ،‬ولتسليط‪ .‬الضوء أكثر على هذه الشروط‪ .‬العامة التي نص عليها قانون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة الفلس‪..‬طيني‪،‬‬
‫سيتطرق‪ .‬الباحث إلى بيان هذه الشروط‪ .‬على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الجنسية‪:‬‬

‫تعمل غالبية الدول على االحتفاظ بوظائفها‪ .‬بصفة عامة للمواط‪.‬نين من أبنائه‪.‬ا‪ ،‬ويعت‪.‬بر أن ش‪.‬رط الجنس‪.‬ية‬
‫شرطة ضروريا‪ .‬للتعيين في الوظيفة العامة على أساس األولوية‪ ،‬فالجنسية هي رابطة قانونية‪ ،‬وسياسية بين الف‪..‬رد‬
‫والدولة تفرض عليه الوالء‪ ،‬وتفرض عليه حمايتها‪ ،‬حيث يشترط في المرشح للتعيين في الوظيفة العامة أن يك‪..‬ون‬
‫من مواطني الدولة‪ ،‬أي الحامل للجنس‪..‬ية األص‪..‬لية‪ ،‬وعلي‪..‬ه ف‪..‬إن المواط‪..‬نين يت‪..‬وافر‪ .‬فيهم غري‪..‬زة االنتم‪..‬اء‪ ،‬وال‪..‬والء‬
‫لدولتهم‪ ،‬وهذا ما ال يتوافر‪ .‬في األجنبي‪ ،‬بعيدا عن عنص‪..‬ر الخ‪..‬برة‪ ،‬وأن ال‪..‬دول على اختالف في التع‪..‬يين بالوظيف‪..‬ة‬
‫العامة‪ ،‬فمنهم‪ .‬من يطبق مبدأ المساواة بين المواطنين واألجانب في الدخول إلى الوظيفة العامة‪ ،‬كالواليات المتح‪..‬دة‬
‫األمريكية؛ بقصد جلب ذو الكفاءة‪ ،‬بينما دول أخرى ال تطبق ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ‪ ،‬إذ يقتص‪..‬ر التع‪..‬يين في الوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة‬
‫(‪)1‬‬
‫على مواطنيها فقط كاألردن؛ لضمان الوالء واالنتماء‪.‬‬

‫وفي فلسطين أوجب المشرع ضرورة أن يكون المرش‪..‬ح للوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة متمتع‪..‬ة بالجنس‪..‬ية الفلس‪..‬طينية أو‬
‫العربية‪ ،‬وهو بذلك قد ساوى‪ .‬بين الفلسطيني‪ .‬والعربي‪ ،‬ومخالفة ذلك غالبية التش‪..‬ريعات المقارن‪..‬ة‪ ،‬فغالي‪..‬ة يتم قص‪.‬ر‪.‬‬
‫الوظيفة على المواطنين فقط؛ تطبيقا لمبدأ السيادة الوطنية‪ ،‬ورغبة الدولة في حماية أمنها وضمانة للوالء لها‪ ،‬ف‪..‬إن‬
‫(‪)2‬‬
‫الدول تشترط‪ .‬فيمن يتولى‪ .‬الوظائف العامة أن يكون ممن يحملون جنسيتها‪.‬‬

‫‪ )(1‬عالء الدين عشي‪ ،‬مدخل القانون اإلداري‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬عين مليلة الجزائر‪2012 ،‬م‪ ،‬ص ‪218‬‬
‫‪ )(2‬مازن ليو راضي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬منشورات األكاديمية العربية في هولندا‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪117‬‬
‫‪15‬‬
‫ولقد أيد بعض الفقه الفلسطيني موقف‪ .‬المشرع في السماح لمن يحمل جنسية إحدى الدول العربية في تولي‬
‫الوظائف العامة؛ بهدف تجسيد القومية العربية (‪ .)1‬وأن البعض اآلخر من الفقه‪ ،‬وإن أي‪.‬د موق‪.‬ف‪ .‬المش‪.‬رع‪ ،‬إال أن‪.‬ه‬
‫حث المشرع على اقتصار‪ .‬تطبيق مبدأ المس‪.‬اواة بين الفلس‪.‬طيني‪ ،‬والع‪.‬ربي في التع‪.‬يين بالوظيف‪.‬ة العام‪.‬ة على مب‪.‬دأ‬
‫(‪)2‬‬
‫المعاملة بالمثل‪.‬‬

‫وأن إثبات الجنسية هو التزام بإقامة الدليل على ثبوتها أو نفيها بإتباع أحكام قانون تل‪.‬ك الجنس‪.‬ية والمتعلق‪.‬ة‬
‫بالمسائل الموضوعية‪ ،‬دون المس‪..‬ائل اإلجرائي‪..‬ة على اعتب‪..‬ار أن األخ‪..‬يرة يس‪..‬ري عليه‪..‬ا ق‪..‬انون المحكم‪..‬ة المرف‪..‬وع‬
‫(‪)3‬‬
‫أمامها النزاع‪.‬‬

‫وفيما يتعلق بإثبات الجنسية أيضا‪ ،‬فإنه يتم باالطالع على البطاق‪..‬ة الشخص‪..‬ية‪ ،‬أو العائلي‪..‬ة وج‪..‬وار الس‪..‬فر‪،‬‬
‫وقد تطلب بعض اإلدارات شهادة إدارية‪ ،‬تثبت انتماء راغب االلتحاق بالوظيفة بجنسية الدولة التي س‪..‬وف يوظ ‪.‬ف‪.‬‬
‫فيه‪..‬ا‪ ،‬وفي‪ .‬حال‪..‬ة الش‪..‬ك في التمت‪..‬ع بالجنس‪..‬ية‪ ،‬مث‪..‬ل وج‪..‬ود اختالف بين األوراق‪ .‬الرس‪..‬مية المقدم‪..‬ة‪ ،‬يتم إثب‪..‬ات ه‪..‬ذه‬
‫(‪)4‬‬
‫الجنسية بشهادة يتم الحصول عليها من وزير‪ .‬الداخلية مقابل أداء رسم معين‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شرط السن‪:‬‬

‫لقد نصت المادة (‪ )2/24‬من قانون الخدمة المدنية رقم (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م على أنه‪ ":‬قد أكمل السنة الثامنة‬
‫عشرة من عمره‪ ،‬يقدر عم‪..‬ر الموظ‪.‬ف‪ .‬بش‪.‬هادة ميالده الرس‪..‬مية وفي‪ .‬األح‪.‬وال ال‪.‬تي ال يتيس‪..‬ر فيه‪.‬ا الحص‪..‬ول على‬
‫(‪)5‬‬
‫شهادة الميالد‪ ،‬يقدر عمره بقرار تتخذه اللجنة الطبية المختصة ويعتبر‪ .‬قرارها في هذا الشأن نهائية"‪.‬‬

‫ويتضح من نص المادة السابقة أن المشرع الفلسطيني اعتبر سن الثامن عشر عاما هو الح‪..‬د األدنى لت‪..‬ولي‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬وبهذا الشرط يكون مشرعنا قد س‪..‬ایر غالبي‪..‬ة التش‪..‬ريعات العربي‪..‬ة ال‪..‬تي تش‪..‬ترط الح‪..‬د األدنى لس‪..‬ن‬
‫الموظف لتولي الوظيفة العامة‪ ،‬والمتمثل بثمانية عشر عاما‪ ،‬ويتم إثبات هذا السن باألوراق الرسمية الص‪..‬ادرة عن‬
‫الجهات المختصة داخل الدولة‪ ،‬وفي حال ع‪..‬دم وج‪..‬ود ش‪..‬هادة ميالد‪ ،‬فيتم تق‪..‬دير عم‪..‬ر الموظ‪..‬ف بق‪..‬رار من اللجن‪..‬ة‬
‫(‪)6‬‬
‫الطبية المختصة ويكون قرار‪ .‬اللجنة نهائية غير قابل للطعن ‪.‬‬

‫‪ )(1‬وليد عبد الرحمن مزهر‪ ،‬الوظيفة العامة في التشريع الفلسطيني‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪2002 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪75‬‬
‫‪ )(2‬هاني عبد الرحمن غانم‪ ،‬حازم حمدي الجمالي‪ ،‬الموظف العام في ضوء قانون الخدمة المدنية الفلسطيني واجتهاد محكمة العدل‬
‫العليا‪ ،‬مكتبة نيسان للطباعة والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪2017 ،‬م ‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ )(3‬حسام الدين فتحي ناصف‪ ،‬نظام الجنسية في القانون المقارن‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪2007 ،‬م‪ ،‬ص ‪.276‬‬
‫‪ )(4‬جاكلين تحسين عمرية‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.15‬‬
‫‪ )(5‬المادة (‪ )24-2‬من قانون الخدمة المدنية‪ .‬رقم (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م‬
‫‪ )(6‬قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية بغزة رقم (‪ )50‬لسنة ‪1961‬م‪ ،‬جلسة ‪ 29-11-1961‬م‪ ،‬أ‪ .‬وليد الحايك‪ ،‬المجموعة المختارة‬
‫ألحكام المحكمة العليا‪ ،‬الجزء الثالث عشر‪ ،‬سنة ‪1961‬م‪1963-‬م‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪16‬‬
‫وتأكيدا على ذلك قضت محكمة العدل العليا بأنه يجوز‪ .‬تحدي‪..‬د س‪..‬ن الموظ‪.‬ف‪ .‬الع‪..‬ام بق‪..‬رار من الكومس‪..‬يون‬
‫(‪)1‬‬
‫الطبي العام‪ ،‬ويكون قرارها نهائية غير قابل للطعن)‪.‬‬

‫وتتفق أغلبية الدول على اعتب‪..‬ار س‪..‬ن (‪ )18‬أو (‪ )20‬س‪..‬نة الح‪..‬د األدنى ل‪..‬دخول الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة؛ ألن ه‪..‬ذا‬
‫العمر يكون فيه المواطن قد وصل إلى مرحلة التعليم الثانوي على األقل وهي مرحل‪..‬ة الزامي‪..‬ة أو ش‪..‬به إلزامي‪..‬ة في‬
‫(‪)2‬‬
‫بعض الدول المتقدمة‪.‬‬

‫يعد بلوغ اإلنسان هذا السن يجعل منه راشدأ متجاوزة سن المراهق‪.‬ة‪ ،‬وبالت‪.‬الي يح‪.‬ق ل‪.‬ه إب‪.‬رام التص‪.‬رفات‪.‬‬
‫القانونية‪ ،‬وعليه يصبح قادرة على تولي الوظائف العامة‪ ،‬وأن الحد األعلى لسن التعيين غالبا ما يكون غالبا ما بين‬
‫سن ‪ 35‬و‪ 45‬عام‪..‬ا‪ ،‬وت‪..‬أتي أهمي‪..‬ة تع‪..‬يين الح‪..‬د األعلى لس‪..‬ن التوظي‪..‬ف في تجنب تع‪..‬يين كب‪..‬ار الس‪..‬ن‪ ،‬ال‪..‬ذي يك‪..‬ون‬
‫نشاطهم ق‪.‬د ض‪.‬عف‪ ،‬وقلت همتهم‪ ،‬وق‪.‬ل حماس‪.‬هم للعم‪.‬ل واالنت‪.‬اج‪ .‬وباإلض‪.‬افة إلى ذل‪.‬ك‪ ،‬ف‪.‬إن تع‪.‬يين الح‪.‬د األعلى‬
‫(‪)3‬‬
‫للتوظيف يتأثر‪ .‬بتقدير سن اإلحالة إلى التقاعد‪ ،‬وبالتالي‪ .‬لمدة الخدمة الالزمة لالستفادة من المعاش التقاعدي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اللياقة الصحية‪:‬‬

‫ويشترط‪ .‬للتعيين في الوظيفة العامة أن يكون الموظف‪ .‬ص‪..‬حيح الجس‪..‬م‪ ،‬أي خالي‪..‬ة من األم‪..‬راض المعدي‪..‬ة‪،‬‬
‫وأن يتمكن من القيام بأعباء وظيفته من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى حتى ال يشكل خطرة على أقران‪..‬ه من الم‪..‬وظفين أو‬
‫على الجمهور‪ ،‬وتختلف درجة اللياقة الصحية المطلوبة‪ ،‬وذلك بحسب طبيعة الوظيفة العامة وما تتطلبه من مه‪..‬ام‪،‬‬
‫فبعض الوظائف تحتاج إلى درجة كبيرة من اللياقة الصحية والبدنية مث‪..‬ل وظ‪..‬ائف‪ .‬الت‪..‬دريب الرياض‪..‬ي‪ ،‬وأن هن‪..‬اك‬
‫(‪)4‬‬
‫وظائف ال تتطلب هذا القدر من اللياقة مثل الوظائف‪ .‬األعمال الكتابية‪.‬‬

‫وقد نصت المادة (‪ )24‬من قانون الخدمة المدنية الفلسطيني لعام ‪1998‬م على الخلو من العاه‪..‬ات البدني‪..‬ة‪،‬‬
‫والعقلية‪ ،‬التي تمنع الموظف من القيام بأعمال الوظيفة‪ ،‬التي سوف يعمل فيها بن‪..‬اء على ق‪..‬رار من المرج‪..‬ع الط‪..‬بي‬
‫المختص‪ ،‬وال يحول ذلك دون تعيين الكفي‪..‬ف وفاق‪.‬د‪ .‬البص‪..‬ر في أح‪..‬د عيني‪..‬ه‪ ،‬أو ذوي االعاق‪..‬ة الجس‪..‬دية‪ ،‬إذا لم تكن‬
‫تمنعه من القيام بأعمال الوظيفة بموجب ش‪..‬هادة من المرج‪..‬ع الط‪..‬بي المختص(‪ )5‬إذ أن المش‪.‬رع الفلس‪.‬طيني‪ .‬اش‪.‬ترط‪.‬‬
‫توافر اللياقة الصحية‪ ،‬والسالمة الجسدية في الموظ‪..‬ف المرش‪..‬ح لت‪..‬ولي الوظيفي‪..‬ة العام‪..‬ة‪ ،‬وبالت‪..‬الي يجب أن يك‪..‬ون‬
‫خالية من األمراض‪ ،‬أو العاهات ال‪..‬تي تح‪..‬ول دون تولي‪..‬ه أعم‪..‬ال الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة‪ ،‬ويتطلب ق‪..‬انون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة‬

‫‪ )(1‬عدنان عمرو‪ ،‬شرح قانون الخدمة المدنية الفلسطيني لعام ‪1998‬م‪ ،‬رام هللا‪ ،‬فلسطين‪ ،‬الحق‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪ )(2‬وليد عبد الرحمن مزهر‪ ،‬شريف أحمد بعلوشة‪ ،‬الموظف العام في ضوء أحكام قانون الخدمة المدنية الفلسطيني‪ ،‬دراسة تحليلية‪،‬‬
‫مكتبة نيسان للطباعة والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪2020 ،‬م‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫‪ )(3‬جاكلين تحسين عمرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ )(4‬باسم بشناق‪ ،‬الوظيفة العامة في فلسطين بين القانون والممارسة‪ ،‬الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن‪ ،‬سلسلة تقارير‬
‫قانونية (‪ )31‬ص ‪.18‬‬
‫‪ )(5‬المادة (‪ )24-3‬من قانون الخدمة المدنية‪ .‬رقم (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫إلثبات اللياقة الصحية عرض المرش‪..‬ح للوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة على اللجن‪..‬ة الطبي‪..‬ة المختص‪..‬ة (دائ‪..‬رة الكومس‪..‬يون الط‪..‬بي‬
‫(‪)1‬‬
‫بوزارة الصحة)‪ ،‬والتي تصدر‪ .‬شهادة طبية بمدى سالمة الموظف‪ .‬ولياقته؛ لتولي الوظيفة العامة‬

‫رابعا‪ :‬الصالحية األخالقية‪:‬‬

‫لقد نصت المادة (‪ )4/24‬من قانون الخدمة المدني‪..‬ة رقم (‪ )4‬لس‪..‬نة ‪1998‬م على ش‪..‬روط التع‪..‬يين بالوظيف‪..‬ة‬
‫العامة‪ ،‬وجاء فيها‪ ":‬متمتعة بحقوقه المدنية‪ ،‬غ‪..‬ير محك‪..‬وم علي‪..‬ه من محكم‪..‬ة فلس‪..‬طينية مختص‪..‬ة بجناي‪..‬ة أو بجنح‪..‬ة‬
‫(‪)2‬‬
‫مخلة بالشرف أو األمانة‪ ،‬ما لم يرد إليه اعتباره "‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فقد اشترط‪ .‬المشرع في الموظ‪..‬ف أال تك‪..‬ون لدي‪..‬ه س‪..‬وابق‪ .‬ت‪..‬ؤثر‪ .‬على س‪..‬معته ونزاهت‪..‬ه‪،‬‬
‫واشترط‪ .‬أال يكون قد حكم عليه بجناية أو جنحة‪ ،‬وفي‪ .‬هذا الف‪..‬رع س‪..‬يتعرض الب‪..‬احث إلى حس‪..‬ن الس‪..‬يرة والس‪..‬لوك‪.،‬‬
‫وإلى عدم الحكم بجناية مخلة بالشرف أو األمانة‪ ،‬وإلى عدم سبق الفصل من الخدمة بقرار أو بحكم تأديبي‪ .‬نهائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حسن السيرة والسلوك‪:‬‬

‫شرط الصالحية األدبية يتعلق بكون المرشح لشغل الوظيفة العامة حسن السمعة‪ ،‬وأال يكون ق‪..‬د حكم علي‪..‬ه‬
‫(‪)3‬‬
‫بعقوبة مانعة من التعيين‪ ،‬وأال يكون قد سبق فصله من الخدمة التأديبية‪.‬‬

‫ويقص‪.‬د بالس‪..‬يرة الحمي‪.‬دة والس‪..‬معة الحس‪.‬نة " تل‪..‬ك المجموع‪..‬ة من الص‪.‬فات‪ ،‬والخص‪..‬ال‪ ،‬ال‪..‬تي يتحلى به‪..‬ا‬
‫الشخص فتكسبه الثقة بين الناس‪ ،‬وتجنبه قالة السوء وم‪..‬ا يمس الخل‪..‬ق"‪ ،‬أي أنه‪..‬ا تلتمس أص‪..‬ال في الش‪..‬خص نفس‪..‬ه‬
‫فهي لصيقة به‪ ،‬ومتعلقة به ومتعلقة بسيرته‪ ،‬وسلوكه‪ ،‬ومن مكونات شخصيته‪ ،‬ومن ه‪.‬ذا المنط‪.‬ق ال يؤاخ‪.‬ذ الم‪.‬رء‬
‫(‪)4‬‬
‫إال بسلوكه فقط ال بسلوك‪ .‬غيره)‪.‬‬

‫وكذلك إن تقدير حسن الس‪..‬يرة والس‪..‬لوك أم‪..‬ر نس‪..‬بي يختل‪..‬ف من مجتم‪..‬ع إلى آخ‪..‬ر‪ ،‬ب‪..‬ل يختل‪..‬ف في الدول‪..‬ة‬
‫الواحدة من زمن آلخر‪ ،‬فشرب الخمر‪ ،‬ولعب القمار ال يعد من قبل سوء السيرة في المجتمعات األوربية‪ ،‬بينما هو‬
‫كذلك في المجتمعات العربية‪ .‬واألصل‪ .‬أن كل شخص حسن الس‪..‬يرة والس‪..‬لوك إال إذا ثبت عكس ذل‪..‬ك‪ ،‬ويق‪..‬ع عبء‬
‫اإلثبات على اإلدارة العامة التي يجب عليها أن تسبب قرارها‪ .،‬عندما تستبعد المرشح للوظيفة‪ ،‬ويكون قرارها ه‪..‬ذا‬
‫خاضعة لرقابة القضاء(‪ . )5‬وقد جاء في نص المادة (‪ )4/24‬من ق‪..‬انون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة رقم (‪ )4‬لس‪..‬نة ‪1998‬م م‪..‬ا‬
‫يلي"‪ ،‬متمتعة بحقوقه المدنية غير محكوم‪ .‬عليه من محكمة فلسطينية مختصة بجناية‪ ،‬أو بجنح‪..‬ة مخل‪.‬ة بالش‪..‬رف أو‬
‫(‪)6‬‬
‫األمانة‪ ،‬ما لم يرد إليه اعتباره"‪.‬‬

‫‪ )(1‬وليد عبد الرحمن مزهر؛ شريف أحمد بعلوشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬
‫‪ )(2‬المادة (‪ )24-4‬من قانون الخدمة المدنية‪ .‬رقم (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م‬
‫‪ )(3‬بالفتحي عبد الهادي‪ ،‬المركز القانوني للوالي في اإلدارة الجزائرية‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪2011 ،‬م‪ ،‬ص ‪.23‬‬
‫‪ )(4‬جاكلين تحسين عمرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ )(5‬مازن ليو راضي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.118‬‬
‫‪ )(6‬المادة (‪ )24-4‬من قانون الخدمة المدنية‪ .‬رقم (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫ثانيا‪ :‬عدم الحكم بجناية أو جنحة مخلة بالشرف واألمانة‪:‬‬

‫ويشترط‪ .‬في المرشح المتقدم للوظيفة العامة أن يكون غير محكوم‪ .‬عليه بعقوبة تبعية بم‪..‬وجب حکم ص‪..‬ادر‬
‫من محكمة فلسطينية مختصة والتي يتم إيقاعها في ح‪.‬ال اإلدان‪.‬ة في بعض الج‪..‬رائم‪ ،‬وه‪..‬ذا الحرم‪.‬ان إم‪.‬ا أن يك‪..‬ون‬
‫حرمانة دائمة‪ ،‬ال يستطيع‪ .‬خالله الشخص أن يتولى أي وظيفة عامة‪ ،‬وإما أن يكون حرمانة مؤقت‪..‬ة ومح‪..‬ددة بف‪..‬ترة‬
‫زمنية‪ ،‬فيحق له االلتحاق بالوظيفة العامة بعد هذه الف‪..‬ترة‪ ،‬حيث نص‪.‬ت الفق‪..‬رة الرابع‪.‬ة من الم‪..‬ادة (‪ )18‬من ق‪..‬انون‬
‫الخدمة المدنية الفلسطيني على أنه يشترط فيمن يعين في الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة أن يك‪..‬ون متمتع‪..‬ة بحقوق‪..‬ه المدني‪..‬ة‪ ،‬غ‪..‬ير‬
‫(‪)1‬‬
‫محكوم عليه من محكمة فلسطينية مختصة بجناية أو بجنحة مخلة بالشرف أو األمانة‪ ،‬ما لم يرد إليه اعتباره ‪.‬‬

‫وقد تتطلب المشرع الفلسطيني‪ .‬أن يكون المرشح للوظيفة العامة غير محك‪..‬وم علي‪..‬ه من محكم‪..‬ة فلس‪..‬طينية‬
‫بجناية‪ ،‬أو جنحة مخلة بالشرف‪ .‬واألمانة‪ ،‬مالم يرد له اعتباره‪.‬‬

‫وعليه حتى يتم اس‪..‬تبعاد المرش‪..‬ح من خ‪..‬وض غم‪..‬ار منافس‪..‬ة تقل‪..‬د الوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة ض‪..‬رورة ت‪..‬وافر‪ .‬ثالث‪..‬ة‬
‫(‪)2‬‬
‫شروط هي‪:‬‬

‫‪ .1‬يجب أن يكون الحكم صادر عن محكمة فلسطينية‪ ،‬ونرى‪ .‬أن المشرع الفلسطيني لم يكن موفق‪.‬ة ب‪.‬النص‬
‫على ضرورة أن يكون الحكم صادر من محكمة فلس‪..‬طينية‪ ،‬ب‪..‬ل ك‪..‬ان علي‪..‬ه اس‪..‬تبعاد ك‪..‬ل من حكم علي‪..‬ه بجناي‪..‬ة‪ ،‬أو‬
‫بجنحة مخلة بالشرف واألمانة سواء من قبل محكمة فلسطينية أم غير فلسطينية بش‪..‬رط ت‪..‬وافر‪ .‬ض‪..‬مانات المحاكم‪..‬ة‬
‫العادلة في تلك المحكمة‪.‬‬

‫‪ .2‬أال يكون قد سبق وأن حكم على المرشح للوظيفة بجناية أو جنحة مخلة بالشرف‪ .‬واألمانة‪ ،‬ولقد ح‪..‬ددت‬
‫المادة الخامسة من قانون العقوبات الفلسطيني‪ .‬رقم (‪ )74‬لسنة ‪1936‬م‪ ،‬والساري المفعول في قطاع‪ .‬غزة بأنه يراد‬
‫بلفظة "الجناية الجرم الذي يستوجب‪ .‬عقوبة اإلع‪..‬دام‪ ،‬أو الحبس م‪..‬دة تتج‪..‬اوز الثالث س‪..‬نوات"‪ ،‬وب‪..‬ذلك يس‪..‬تبعد‪ .‬من‬
‫التعيين في أحد الوظائف‪ .‬العامة من ارتكب جرمة تزيد عقوبت‪..‬ه عن ثالث س‪..‬نوات ميالدي‪..‬ة‪ ،‬على اعتب‪..‬ار أن الحكم‬
‫(‪)3‬‬
‫على هذا الشخص بمثل هذه العقوبة الجسيمة قرينة قاطعة على عدم صالحيته لتولي الوظائف‪ .‬العامة‪.‬‬

‫‪ .3‬أال يكون محكوم على المرشح للوظيفة العامة بجنحة عن أحد عن فعل مخل بالش‪..‬رف‪ .‬واألمان‪..‬ة‪ ،‬ومن‬
‫أمثلة العقوبات المخلة بالشرف‪ ،‬واألمانة‪ ،‬والسرقة‪ ،‬والنصب‪ ،‬وخيانة األمانة والتزوير‪ ،‬والزنا‪.‬‬

‫وفي جميع األحوال يشترط‪ .‬في الحكم سواء الخاص بالجناية أم الجنحة المخلة بالشرف واألمان‪..‬ة أن يك‪..‬ون‬
‫نهائية؛ الستبعاد المرشح من شغل الوظيفة العامة‪ ،‬والحكم النهائي هو الذي استنفذ ط‪..‬رق الطعن العادي‪..‬ة‪ ،‬وتتحق‪..‬ق‬

‫‪ )(1‬وليد عبد الرحمن مزهر‪ ،‬و شريف أحمد بعلوشة‪ ،‬الموظف العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪ )(2‬هانى عبد الرحمن غانم‪ ،‬و حازم حمدى الحمالی‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 37‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ )(3‬وليد عبد الرحمن مزهر‪ ،‬و شريف أحمد بعلوشة‪ ،‬الموظف العام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫‪19‬‬
‫اإلدارة من توافر هذا الش‪..‬رط من خالل طلبه‪..‬ا من المرش‪..‬ح تق‪..‬ديم ش‪..‬هادة الس‪..‬وابق الجنائي‪..‬ة الص‪..‬ادرة من الجه‪..‬ات‬
‫المختصة‪ ،‬وهي وزارة الداخلية في فلسطين‪ .‬ثاني‪.‬ا‪ :‬أال يك‪.‬ون ق‪.‬د فص‪..‬ل المرش‪.‬ح س‪.‬ابقة من الخدم‪.‬ة بق‪..‬رار ت‪.‬أديبي‬
‫نهائي‪:‬‬

‫لم ينص المش‪..‬رع الفلس‪..‬طيني ص‪..‬راحة له‪..‬ذا الش‪..‬رط‪ ،‬حيث أن‪..‬ه مس‪..‬تنبط من ق‪..‬رارات المج‪..‬الس التأديبي‪..‬ة‬
‫للموظفين‪ .‬ويفصل الموظف‪ .‬بسبب جرمه أو مخالفة تأديبي‪..‬ة‪ ،‬وعلي‪..‬ه فإن‪..‬ه ق‪..‬د يح‪..‬رم نهائي‪..‬ة من العم‪..‬ل في الوظيف‪..‬ة‬
‫العامة‪ ،‬وهذا شرط منطقي متفق م‪.‬ع طبيع‪..‬ة األم‪..‬ور‪ ،‬فال يج‪..‬وز التع‪..‬يين في الوظيف‪.‬ة العام‪..‬ة م‪.‬رة أخ‪.‬رى لمن فق‪.‬د‬
‫وظيفته بطريق‪ .‬الجزاء التأديبي؛ ويرجع السبب في ذلك إلى سلوكه‪ ،‬والمخالفات التأديبية ال‪..‬تي س‪..‬بق وأن ارتكبه‪..‬ا‪،‬‬
‫وأدت إلى فصله من الوظيفة العامة‪.‬‬

‫وينص هذا الش‪..‬رط على من ك‪..‬ان في خدم‪..‬ة الدول‪..‬ة‪ ،‬ثم فص‪..‬ل منه‪..‬ا ألس‪..‬باب تأديبي‪..‬ة من الس‪..‬لطة التأديبي‪..‬ة‬
‫المختصة‪ ،‬إما بحكم يصدر من المحكمة التأديبية في الدولة التي يوجد فيها مح‪.‬اكم تأديبي‪..‬ة‪ ،‬أو بق‪..‬رار من المج‪..‬الس‬
‫التأديبية التي تتشكل داخل الوزارات‪ ،‬أو المصالح‪ ،‬أو الهيئات العامة‪ ،‬أو المؤسسات التي يحكمها ق‪..‬وانين وأنظم‪..‬ة‬
‫وظيفية خاصة بها‪ ،‬كمجالس التأديب في الجامعات‪ .‬لذلك يحرم على الموظف من العودة لت‪..‬ولي الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫على اعتبار أن هذه العقوبة التأديبية عقوبة قاسية‪ .‬إال أن حظر تعيين الشخص في الوظائف العامة يكون مؤقتا‪.‬‬

‫ولقد نصت المادة (‪ )26‬من الالئحة التنفيذية لقانون الخدمة المدني‪..‬ة على أن يق‪..‬وم المرش‪..‬ح للتع‪..‬يين بتعبئ‪..‬ة‬
‫اإلقرارات اآلتية على النماذج المخصصة لذلك وترسل للديوان ‪4 ....":‬إقرار بعدم أسبقية فصله من الخدمة بق‪..‬رار‬
‫(‪)2‬‬
‫ويتضح من هذا النص بأنه يجوز لمن فص‪..‬ل‬ ‫أو حكم تأديبي‪ ،‬لم يمض على صدوره خمس سنوات على األقل‪.‬‬
‫من الخدمة بقرار تأديبي‪ .‬أن يتقدم للترشح اللوظيفة العامة‪ ،‬إذا تجاوزت مدة الفصل خمس سنوات‪:‬‬

‫شروط التعيين للمرة األولى‪:‬‬

‫وقد جاء في قانون الخدمة المدنية (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م في الم‪..‬ادة (‪ )25‬ش‪..‬روط‪ .‬التع‪.‬يين للم‪..‬رة األولى‪ ،‬حيث‬
‫جاء فيها‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يكون التعيين بأثر رجعي‪ ،‬ويعتبر‪ .‬تعيين الموظف‪ .‬في الخدمة من ت‪..‬اريخ إخط‪..‬اره كتابي‪..‬ة ب‪..‬ذلك من‬
‫قبل الديوان بواسطة الدائرة الحكومية التابع لها‪ ،‬ومباش‪..‬رته العم‪..‬ل فيه‪..‬ا‪ .‬ويعت‪..‬بر‪ .‬ق‪..‬رار تعيين‪..‬ه الغي‪..‬ة إذا لم يباش‪..‬ر‬
‫عمل‪..‬ه خالل ثالثين يوم‪..‬ا من ت‪..‬اريخ تبليغ‪..‬ه كتابي‪..‬ة‪ ،‬وفي‪ .‬ه‪..‬ذه الحال‪..‬ة يعين من يلي‪..‬ه في ال‪..‬ترتيب‪ ،‬إذا ك‪..‬ان التع‪..‬يين‬
‫بموجب مسابقة‪.‬‬

‫‪ .2‬ال يجوز تعيين الطالب المتفرغ في الدراسة في وظيفة شاغرة في الموازنة‪.‬‬

‫‪ .)(1‬جاكلين تحسين عمرية ‪ ,‬مرجع سابق ‪ ,‬ص ‪27‬‬


‫‪ )(2‬المادة (‪ )26‬من الالىحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية رقم ‪ 4‬لسنة ‪ 1988‬م‬
‫‪20‬‬
‫‪ .3‬ال يقبل مرشح للخدمة المدنية لوظيفة تتطلب رخصة بموجب قانون‪ ،‬إال إذا كان المرشح‬

‫حاصال على الرخصة المطلوبة من الجهة ذات االختصاص‪.‬‬

‫‪ .4‬أن تك‪.‬ون الش‪.‬هادات العلمي‪.‬ة ال‪.‬تي يج‪.‬ري التع‪.‬يين على أساس‪.‬ها أص‪.‬لية أو مص‪.‬دقة‪ ،‬حس‪.‬ب األص‪.‬ول‬
‫صادرة عن معهد‪ ،‬أو كلية‪ ،‬أو جامعة‪ ،‬أو أية مؤسسة أخرى معترف‪ .‬بها‪.‬‬

‫‪ .5‬تكون معادلة الشهادات من قب‪.‬ل وزارتي التربي‪.‬ة أو التعليم الع‪.‬الي ك‪.‬ل حس‪.‬ب اختصاص‪.‬ها وذل‪.‬ك وفق‪.‬ا‬
‫ألحكام القانون‪.‬‬

‫‪ .6‬أال يقل السن عن ثماني عشرة سنة ويتض‪..‬ح أن الموظ‪..‬ف يعت‪..‬بر أن‪..‬ه ق‪..‬د تعين في الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة من‬
‫تاريخ إخطاره کتابية من قبل ديوان الموظفين العام بواسطة الدائرة الحكومية‪ ،‬وعليه فإن لم يكن اإلخط‪..‬ار کتابي‪..‬ة‪،‬‬
‫أو كان كتابية ولم يكن من قبل الديوان بواسطة الدائرة الحكومية‪ ،‬فإنه وفقا لنص الم‪..‬ادة أن الموظ‪..‬ف ال يعت‪..‬بر أن‪..‬ه‬
‫معين في الوظيفة العامة لمخالفة اإلجراءات‪ ،‬التي نص عليها المشرع‪ ،‬إضافة إلى ذلك أنه يجب على الموظف‪ .‬أن‬
‫يباشر عمله إلى ‪ 30‬يوم من تاريخ إخطاره‪ ،‬وإال يتم تعيين من يليه في ال‪..‬ترتيب إذا ك‪.‬ان التع‪..‬يين بموجب‪..‬ه مس‪..‬ابقة‪،‬‬
‫كما ال يجوز‪ .‬تعيين الطالب متفرغ الدراسة بالوظيفة العامة‪ ،‬وقد ذك‪..‬ر المش‪..‬رع مص‪..‬طلح الط‪..‬الب دون تحدي‪..‬د س‪..‬ن‬
‫الطالب‪ ،‬إال أن المشرع قد حدد سن ‪ 18‬عامة كحد أدنى لتولي الوظيفة العامة‪ ،‬وعليه فإن بلغ الشخص‪ ،‬أو تج‪..‬اوز‬
‫الحد األدنى لتولي الوظائف‪ .‬العامة‪ ،‬فإنه ليس معنى ذل‪..‬ك تولي‪..‬ه خدم‪..‬ة في الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة إن ك‪..‬ان طالب‪..‬ة متفرغ‪..‬ة‬
‫للدراسة‪ ،‬كما ذكر المشرع أن الشهادة العلمية التي يجري التعيين على أساسها في الوظيفة العامة أن تكون أصلية‪،‬‬
‫أو مصدقة حسب األصول‪ ،‬كما ال يجب أن ال يقل سن الموظف عن ‪ 18‬عاما‪.‬‬

‫الشروط الخاصة للوظيفة‬


‫تعد شروط التعيين بصفة عامة ضرورية لشغل الوظيفة العامة‪ ،‬إذ يجب توافر‪ .‬ه‪..‬ذه الش‪..‬روط‪ .‬في المرش‪..‬ح‬
‫للتعين فيها‪ ،‬وأن لكل وظيفة شروط‪ .‬خاصة بها تختلف عن الشروط العامة للتعيين‪ ،‬وتعتبر‪ .‬الشروط العامة للتع‪..‬يين‬
‫في الوظيفة العامة‪ ،‬إال أن‪.‬ه يجب ت‪.‬وافر مجموع‪.‬ة من الش‪.‬روط‪ .‬الخاص‪.‬ة لتقل‪.‬د بعض الوظ‪.‬ائف‪ .،‬فمن الوظ‪.‬ائف‪ .‬م‪.‬ا‬
‫تتطلب مؤهال علمي‪ ،‬والبعض اآلخر تتطلب معرف‪.‬ة الق‪.‬راءة والكتاب‪.‬ة فق‪.‬ط‪ ،‬ويجب تحدي‪.‬د الش‪.‬روط الخاص‪.‬ة بك‪.‬ل‬
‫وظيفة على حدا على أساس موضوعي‪ ،‬باإلضافة إلى األخذ بعين االعتبار واجبات الوظيفة ومسؤوليتها‪ ،‬وتحديدا‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مطالب التأهيل الالزمة لها بناء على نوعية الواجبات والمسؤوليات وطبيعتها‪.‬‬

‫‪ )(1‬محمد حسن علي‪ ،‬وأحمد فاروق‪ ،‬الموسوعة العلمية في نظام العاملين المدنيين في الدولة‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪2006 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪133‬‬

‫‪21‬‬
‫وق‪..‬د بينت الم‪..‬ادة (‪ )1/9‬من ق‪..‬انون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة رقم‪ )4( .‬لس‪..‬نة ‪1998‬م جمي‪..‬ع فئ‪..‬ات الم‪..‬وظفين وهي‬
‫(‪)1‬‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬فيما عدا الوزراء تقسم الوظائف‪ .‬في الدوائر الحكومية في فلسطين إلى الفئ‪.‬ات التالي‪..‬ة‪ :‬الفئ‪.‬ة الخاص‪.‬ة‪ :‬وتش‪..‬مل‬
‫من يعين بدرجة وزير‪ .‬من رؤساء‪ .‬ال‪.‬دوائر الحكومي‪..‬ة‪ .‬الفئ‪.‬ة العلي‪..‬ا‪ :‬وتش‪..‬مل الوظ‪.‬ائف التخطيطي‪..‬ة واإلش‪.‬رافية‬
‫العلي‪..‬ا‪ ،‬وتك‪..‬ون مس‪..‬ؤوليات‪ .‬م‪..‬وظفي ه‪..‬ذه الفئ‪..‬ة اإلش‪..‬راف على تنفي‪..‬ذ أه‪..‬داف ال‪..‬دوائر‪ .‬الحكومي‪..‬ة في المج‪..‬االت‬
‫التخصصية المختلفة‪ ،‬ووضع‪ .‬الخط‪..‬ط وال‪..‬برامج‪ ،‬واتخ‪..‬اذ الق‪..‬رارات لتنفي‪..‬ذها‪ .‬ويش‪..‬ترط‪ .‬فيهم ت‪..‬وفر الم‪..‬ؤهالت‬
‫العلمية والخبرات العملية المطلوبة‪ ،‬ويتم تعيين الوكالء‪ ،‬والوكالء المساعدين‪ ،‬ورؤس‪..‬اء ال‪..‬دوائر‪ ،‬والم‪..‬وظفين‬
‫العامين من موظفي هذه الفئة أو ما يعادلها‪ .‬تحدد الرواتب وسائر الحق‪..‬وق المالي‪.‬ة لش‪..‬اغلي وظ‪..‬ائف ه‪..‬ذه الفئ‪.‬ة‬
‫وفقا للدرجة الوظيفية الواردة في قرار التعيين وفقا ألحكام القانون‪. .‬‬
‫الفئ‪..‬ة األولى‪ :‬وتش‪..‬مل من يعين بوظيف‪..‬ة م‪..‬دير‪ ،‬أو مستش‪..‬ار ممن يمتلك‪..‬ون مه‪..‬ارات إداري‪..‬ة أو قانوني‪..‬ة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫ويشترط‪ .‬فيهم توفر‪ .‬المؤهالت العلمية المطلوبة‪ .‬الفئة الثانية‪ :‬وتشمل الوظائف التخصص‪..‬ية في مختل‪..‬ف المج‪..‬االت‪،‬‬
‫وتك‪..‬ون مس‪..‬ؤوليات م‪..‬وظفي ه‪..‬ذه الفئ‪..‬ة القي‪..‬ام باألعم‪..‬ال التخصص‪..‬ية في المهن الطبي‪..‬ة‪ ،‬والهندس‪..‬ية‪ ،‬واإلداري‪..‬ة‪،‬‬
‫والقانونية‪ ،‬والمالية والمحاسبية‪ ،‬واالقتصادية‪ ،‬واالجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والتربوية وغيرها وتضم‪ .‬هذه الفئة موظفي‬

‫الدوائر الحكومية التي تتطلب مهارات تخصصية محددة‪.‬ويتم اختيار من يمتلكون مهارات إدارية وقيادي‪..‬ة‬
‫من بين موظفي‪ .‬هذه الفئة‪ ،‬أو ما يعادلها لشغل الوظائف اإلداري‪..‬ة واإلش‪..‬رافية الوس‪.‬طى‪ ،‬کرؤس‪..‬اء األقس‪..‬ام الش‪..‬عب‬
‫والوحدات‪ .‬الفئة الثالثة‪ :‬وتشمل الوظائف الفنية‪ ،‬والكتابية‪ ،‬وأعمال السكرتارية من طباعة‪ ،‬وحفظ وثائق وغيره‪..‬ا‪.‬‬
‫الفئة الرابعة‪ :‬وتشمل الوظائف‪ .‬الحرفية في مجاالت التشغيل‪ ،‬والصيانة‪ ،‬والحرك‪..‬ة‪ ،‬والنق‪..‬ل‪ ،‬وال‪..‬ورش الميكانيكي‪..‬ة‬
‫والكهربائية‪ ،‬ومحط‪..‬ات الق‪..‬وى وغيره‪..‬ا‪ .‬الفئ‪..‬ة الخامسة‪ :‬وتش‪..‬مل وظ‪..‬ائف‪ .‬الخ‪..‬دمات ك‪..‬الحراس‪ ،‬والس‪..‬عاة ومن في‬
‫حكمهم‪.‬‬

‫إذ يختلف مستوى المؤهل العلمي المطلوب كشرط للتعيين في الوظيف‪.‬ة العام‪.‬ة‪ ،‬ب‪.‬اختالف الفئ‪.‬ة الوظيفي‪.‬ة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫والنظام الوظيفي‪ .‬الذي يحكمها‪.‬‬

‫أما التدريب في مجال عمل الوظيفة فهو يختلف باختالف طبيعة عمل الوظيف‪..‬ة‪ ،‬وم‪..‬دة الت‪..‬دريب المطل‪..‬وب‬
‫ونوعيته‪ ،‬وتبرز‪ .‬أهمية هذا العنصر من عناصر المؤهالت العلمية والفنية في مج‪..‬ال وظ‪..‬ائف الفئ‪..‬ة الرابع‪..‬ة‪ ،‬ال‪..‬تي‬
‫تكون مهام من يشغلها القيام بأعمال محددة في األعمال المهنية أو الحرفية المس‪..‬اعدة‪ ،‬ال‪..‬تي تتطلب الحص‪..‬ول على‬
‫دورات تدريبية‪ ،‬أو خ‪..‬برات علمي‪..‬ة تدريبي‪..‬ة في مج‪..‬ال المهن‪..‬ة‪ ،‬أو الحرف‪..‬ة المطل‪..‬وب تع‪..‬يين الموظ‪..‬ف علي‪..‬ه‪ ،‬ومن‬

‫‪ )(1‬المادة ‪ 9‬الفقرة رقم (‪ )1‬من قانون الخدمة المدنية رقم (‪ )4‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ )(2‬نواف کنعان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪58‬‬
‫‪22‬‬
‫المف‪..‬روض أن يجم‪..‬ع الت‪..‬دريب بين الج‪..‬انب العلمي‪ ،‬ويتعل‪.‬ق‪ .‬بتنمي‪..‬ة المعرف‪..‬ة والج‪..‬انب العلمي‪ ،‬ويتص‪..‬ل باكتس‪..‬اب‬
‫(‪)1‬‬
‫المهارات وطرق العمل والجانب النفسي‪ ،‬ويتملق في تهذيب السلوك ورفع‪ .‬المقدرة على مواجهة المصاعب‬

‫وقد اهتم قانون الخدمة المدنية الفلسطيني‪ ،‬وح‪..‬رص على رف‪..‬ع كف‪..‬اءة الم‪..‬وظفين وتحس‪..‬ين أدائهم‪ ،‬وص‪..‬قل‬
‫مهاراتهم‪ ،‬وذلك بإيفادهم ببعثات دراسية داخل الوطن وخارجه‪ ،‬وبعقد ورشات عمل تدريبية لهم داخ‪..‬ل ال‪..‬دائرة أو‬
‫خارجها‪ ،‬سواء قبل التح‪.‬اق الموظ‪.‬ف بوظيفت‪.‬ه أو بع‪.‬د التحاق‪.‬ه بالوظيف‪.‬ة‪ ،‬حيث نص‪.‬ت الفق‪.‬رة الخامس‪.‬ة من الم‪.‬ادة‬
‫الخامسة على أنه‪ ":‬تنشأ في كل دائ‪.‬رة حكومي‪..‬ة وح‪.‬دة ش‪..‬ؤون م‪.‬وظفين تت‪.‬ولى‪ .‬المه‪.‬ام التالي‪.‬ة‪ ...‬إج‪..‬راء الدراس‪..‬ات‬
‫الالزمة لتحديد حاجة الموظفين للتدريب‪ ،‬وإيفادهم لبعثات دراسية وعلمية‪ ،‬ومتابعة أعم‪..‬ال الموف‪..‬دين منهم‪ ،‬وذل‪..‬ك‬
‫كله بالتنسيق مع ديوان الموظفين العام )‪.‬‬

‫وتعتبر الفترة التي يقضيها الموظ‪.‬ف‪ .‬في الت‪..‬دريب‪ ،‬أو البعث‪..‬ة الدراس‪..‬ية‪ ،‬أو البعث‪..‬ات الرس‪..‬مية كأنه‪..‬ا عم‪..‬ل‬
‫رسمي‪ ،‬يتقاضى راتبه كامال عن تلك الفترة‪ ،‬والتي يتمتع بكافة المزايا المادية‪ ،‬واألدبية | التي يتمتع بها لدى شغله‬
‫للوظيفة‪ ،‬إضافة إلى البدالت والمصاريف‪ .‬وفقا ألحكام القوانين واللوائح الخاصة بذلك‪ ،‬أي أن الموظف‪ .‬يعتبر أثناء‬
‫إيفاده لبعثة رسمية تدريبية بأنه في عمل رس‪..‬مي‪ ،‬وفي‪ .‬ح‪..‬ال تخلف‪..‬ه عن الت‪..‬دريب يعت‪..‬بر مخ‪..‬ل لواجبات‪..‬ه الوظيفي‪..‬ة‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ويتعرض للمساءلة التأديبية‪.‬‬

‫مدخل إلى مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة‬ ‫الفصل األول‪:‬‬


‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫يعد مبدأ الكفاءة في الوظيفة العامة هو من الشروط التي اقرها وكفلها القانون في الموظ ‪.‬ف‪ .‬الع‪..‬ام فه ‪.‬و‪ .‬من‬
‫المبادئ الثابتة التي ال تتغير بموجب نصوص القانون االدراي المختلف‪..‬ة وك‪..‬ذلك الش‪..‬ريعة اإلس‪..‬المية اق‪..‬رت مب‪..‬دئ‬
‫الكفاءة في تعيين الموظف‪ .‬العام للدولة أي تكون طبيعة الوظيفة فيجب أن تتوافق معها طبيعة الكف‪..‬اءة س‪..‬واء الفني‪..‬ة‬
‫او العلمية ولذا تعد الكفاءة معيار اساسى ورئيسي في اختيار الموظف‪ .‬العام‪ ،‬فمبدأ الكفاءة هو نتيجة لرحل‪..‬ة الخ‪..‬برة‬
‫التي اكتسبها الطابع االنساني‪ .‬منذ تأسيس الدول واصبح من المعايير االساسية في التوظيف‪،‬وذلك لض‪..‬مان الحف‪..‬اظ‬
‫علي حقوق المتقدمين للوظيفة والبعد عن الوساطة والرغبات الشخصية ولضمان سير الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة بمتطلباته‪..‬ا‬
‫بشكل ثلث دون مشكالت من شخص ذو كفاءة وخبرة علمية وفنية يستطيع‪ .‬الوفاء بكافة التزمات هذه الوظيفة‪.‬‬

‫‪ )(1‬جاكلين تحسين عمرية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.32-31‬‬


‫‪ )(2‬وليد عبد الرحمن مزهر‪ ،‬الوظيفة العامة في القانون الفلسطيني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪23‬‬
‫فمن خالل هذا الفصل س‪..‬نتعرف‪ .‬علي مب‪..‬دأ الكف‪..‬اءة في ت‪..‬ولي الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة من حيث معي‪..‬ار تطبيق‪..‬ه في‬
‫التشريعات المختلف‪.‬ة من الق‪.‬انون اإلداري المص‪.‬ري و األم‪.‬اراتي كمقارن‪.‬ة بين التش‪.‬ريعين وك‪.‬ذلك‪ .‬توض‪.‬يح ان‪.‬واع‬
‫الكفاءة وعالقة كل نوع بالمعايير‪ .‬االخري والمبادئ التي تقوم عليها الوظيفة العامة‪.‬‬

‫لذا تم تقسيم الدراسة في هذا الفصل علي النحو التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬بعنوان ماهية مبدأ الكفاءة ومن هذا المبحث قمنا بتقسيمه الي ثالث مطالب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ثم ننتقل الي المبحث الثاني وهو بعنوان" أنواع الكفاءة الالزمة لشغل الوظيفة العامة" وقمنا‪ .‬بتقسيمه الي‬ ‫‪‬‬
‫ثالث مطالب‪.‬‬

‫واخيرا ننتقل الي المبحث الثالث من الفصل االول وهو بعنوان " ارتباط مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة‬ ‫‪‬‬
‫والذي تم تقسيمه الي مطلبين‪.‬‬

‫المبحث األول ماهية مبدأ الكفاءة‬


‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫في هذا المبحث س‪..‬نقوم بتعري‪.‬ف‪ .‬مب‪.‬دأ الكف‪.‬اءة من حيث التعري‪.‬ف اللغ‪..‬وي لكلم‪.‬ة الكف‪..‬اءة وك‪..‬ذلك من حيث‬
‫التعريف االجرائي و األصطالحي‪ ،‬وايضآ‪ .‬س‪.‬وف نق‪..‬وم بتوض‪.‬يح الرؤي‪..‬ة اإلس‪..‬المية لمب‪..‬دأ الكف‪..‬اءة كمعي‪..‬ار لت‪.‬ولي‬
‫الوظيفة العامة‪ ،‬وفي ه‪..‬ذا المبحث س‪..‬نقوم بتوض‪..‬يح التط‪..‬ور الت‪..‬اريخي‪ .‬الي مب‪..‬دأ الكف‪..‬اءة وكي‪..‬ف اص‪..‬بح معياره‪..‬ام‬
‫ورئيسي‪ .‬من معايير‪ .‬تولي الوظيفة العامة‪ .‬وعلى هذا النحو تم تقسيم هذا المبحث علي النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬تعريف مبدأ الكفاءة و في هذا المطلب سنوضح التعريف اللغوي واالصطالحي‪ .‬لمبدء‬
‫الكفاءة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي‪ .‬لمبدأ الكفاءة و في هذا المطلب سنوضح التطور التاريخي‪ .‬لمبدأ الكفاءة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني بين القانون االمارتي والقانون المصري‪.‬‬

‫المطلب األول " تعريف مبدأ الكفاءة"‬


‫الكف‪..‬اءة في اللغ‪..‬ة تع‪..‬رف الكف‪..‬اءة في المعجم الوس‪..‬يط‪ .‬و املعجم الج‪..‬امع علي انه‪..‬ا مقي‪..‬اس لم‪..‬دي الخدم‪..‬ة‬
‫الصحيح لتوصيل عملية او خدمة او نش‪..‬اط ووهي اص‪..‬لها االس‪..‬م (كف‪..‬اء’) ومص‪..‬درها‪ .‬كفء ‪ .‬و هي االهلي‪..‬ة للقي‪..‬ام‬
‫بعمل وحسن التصرف فيه وقدرة علي حسن التصريف و ق‪..‬د ت‪..‬أتي بمع‪..‬ني الق‪..‬درة او المؤه‪..‬ل العلمي‪ .‬وفي المعجم‬
‫‪1‬‬
‫المعاصر أتي علي ذكر الكفأءة وهو حالة يكون بها الشئ مساوى‪ .‬لشئ اخر او التحسين المستمر للخدمة‬

‫‪ 1‬المعجم الوسيط باب كشف (ك ف ء)‬


‫‪24‬‬
‫التعري ‪.‬ف‪ .‬االص‪..‬طالحي‪ .:‬تع‪..‬رف الكف‪..‬اءة في االص‪..‬طالح علي انه‪..‬ا حس‪..‬ن التص‪..‬رف في إدارة الم‪..‬وارد‬
‫‪1‬‬
‫المتوفرة في نطاق طبيعة عمل الجهة‬

‫وتعرف الكفاءة في القانون األردني في المادة ‪ 41‬من ق‪..‬انون العم‪..‬ل األردني‪ .‬علي انه‪..‬ا الج‪..‬دارة واالس‪..‬تحقاق وهي‬
‫مجموعة من العناصر والصفات الذاتية في الشخص منها ما يتصل بالكفاءة الفنية والكفاءة اإلدارية وغير ذل‪..‬ك من‬
‫‪2‬‬
‫األمور التي تترك لتقدير اإلدارة فالجدير هو ذو الكفاءة هو المستحق‪ .‬للعمل‪.‬‬

‫ولقد كان لالسالم السبق في اقرار مبدأ اختيار الموظف على اس‪..‬اس الج‪..‬دارة والكف‪..‬اءة واالمان‪..‬ة مقارن‪..‬ة م‪..‬ع النظم‬
‫الوضعية المعاصرة التي اق‪..‬رت ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ فيم‪..‬ا بعد‪ ،3‬اال ان الدول‪..‬ة االس‪..‬المية ع‪..‬انت ولف‪..‬ترات طويل‪..‬ة من نظ‪..‬ام‬
‫الوساطة و المحسوبية في شغل الوظائف العامة إذ يقول الرس‪..‬ول (ص) [من ولى ام‪..‬ر المس‪..‬لمين رجالً وه‪..‬و يج‪..‬د‬
‫من هو اصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله] وقوله ايض‪..‬ا‪[ :‬أيم‪..‬ا رجالً اس‪..‬تعمل رجالً على عش‪..‬رة انفس علم‬
‫ان في العشرة افضل من استعمل فقد خ‪.‬ان هللا ورس‪..‬وله]‪ .‬وق‪..‬د س‪..‬ار على نفس النهج ال‪..‬ذي اتبع‪..‬ه الرس‪.‬ول (ص)‪،‬‬
‫الخلفاء الراشدون من بعده كما سنرى ذلك تباعاً‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫وضع االسالم شروطا‪ .‬لمن يتولى وظيفة عامة جمعها مبدأ القوي االمين والذي بدوره يف‪..‬رض على ولي االم‪..‬ر ان‬
‫ال يختار لمن يتقلد وظيفة ما اال من كان اهال للقيام بها‪ ،‬اي بمعنى اخر ذلك الشخص الذي تت‪.‬وافر في‪.‬ه ص‪.‬فة الق‪.‬وة‬
‫واالمانة(‪ )5‬فأسس اختيار الموظف لشغل وظيفة ما تق‪.‬وم على رك‪.‬نين هم‪.‬ا الق‪.‬وة واالمان‪.‬ة‪ .‬ف‪.‬القوة تع‪.‬ني في منط‪.‬ق‪.‬‬
‫الشريعة االسالمية الكفاية الصحية‪ ،‬اي بمعنى اخر سالمة الجسم من جميع العلل وتأتي بمعنى اخر الكفاية المهني‪..‬ة‬
‫اي بمع‪..‬نى الخ‪..‬برة‪ .‬ام‪..‬ا االمان‪..‬ة وهي ال‪..‬ركن الث‪..‬اني للوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة فهي تع‪..‬ني م‪..‬ا تعني‪..‬ه الي‪..‬وم في الفق‪.‬ه االداري‬
‫المعاصر وهي اتصاف الموظف‪ .‬بحسن السيرة والسلوك ‪ .‬اما في الشريعة االسالمية فلها عدة مع‪.‬اني ومنه‪.‬ا‪ :‬امان‪.‬ة‬
‫الدين وامانة المال اي البد للموظف‪ .‬ان يحافظ على ما يوجد تحت يده من اموال تعود للدولة‪ .‬وكذلك تع‪..‬ني االمان‪..‬ة‬
‫في ظل الشريعة االسالمية امانة الحكم اي العدل الذي ال ينقاد لرقابة او مودة او صداقة‪ .‬فالوظيفة العام‪..‬ة في عه‪..‬د‬
‫الرسول علي‪..‬ه الص‪..‬الة والس‪..‬الم ك‪..‬انت في غاي‪..‬ة البس‪..‬اطة حيث ك‪..‬ان الموظف‪..‬ون ثالث‪..‬ة ان‪..‬واع وهم ال‪..‬والة والعم‪..‬ال‬
‫والقضاة‪ .‬وكان عليه الصالة والسالم ال يعين اي‪..‬ا منهم اال بع‪..‬د التأك‪..‬د من مقدرت‪..‬ه على تحم‪..‬ل المس‪..‬ؤولية ونزاهت‪..‬ه‬
‫‪6‬‬
‫لقوله تعالى‪[ :‬ان خير من استأجرت القوي االمين]‬

‫‪ 1‬وثيقة مبادئ السلوك المهني واخالقيات الوظيفة العامة – الهيئة االتحادية للموارد البشرية الحكومية – الطبعة الثانية – ‪ 2017‬ص ‪15‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 48‬من قانون العمل االردني‬
‫‪ 3‬محمد باهي ابو يونس – االختيار على اساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام االداري االسالمي – دار الجامعة الجديدة للنشر‬
‫– االسكندرية – ‪ -1999‬ص (‪.)91‬‬
‫‪ 4‬محمد يوسف موسى – نظام الحكم في االسالم – دار النهضة للطباعة –القاهرة – ‪ -1962‬ص (‪.)132‬‬
‫‪ )(5‬د‪ .‬محمد باهي ابو يونس‪ -‬المصدر السابق – ص (‪.)110‬‬
‫‪ 6‬المصدر السابق‪ -‬ص(‪.)110‬‬
‫‪25‬‬
‫الختيار الموظف‪ .‬فأنه يتعين على االدارة مراعاة التخصص ونوع الوظيفة وذلك وفقا لمؤهالت الموظ‪..‬ف وخبرت‪..‬ه‬
‫وكفاءته بالقياس على طبيعة العمل ومدى اهميته‪ .‬هذا وإذا كانت الجدارة والكفاءة مبدأ معروفا ً منذ ن‪..‬زول اإلس‪..‬الم‬
‫فإنه صار مبدأ أساسيا ً في تولي الوظائف العامة في ق‪..‬وانين التوظ‪.‬ف‪ .‬الحديث‪..‬ة ‪ ،‬نحن النج‪..‬د الي‪..‬وم قانون‪.‬اً‪ .‬يخل‪..‬و من‬
‫على مبدأ الجدارة باألساس لتولي الوظيفة العامة ‪.‬‬

‫واالختيار‪ .‬السليم للموظف‪ .‬يحتاج للتوفيق بين جميع هذه االعتبارات وه‪..‬و االم‪..‬ر ال‪..‬ذي يص‪..‬عب مع‪..‬ه وض‪..‬ع قاع‪..‬دة‬
‫عامة بحيث يمكن بمقتضاها اختيار اصلح العاملين للوظيفة العامة‪ .‬فاالدارة في اختيارها‪ .‬للموظف العام ان تراعي‬
‫المؤهالت و الكف‪..‬اءات الالزم‪..‬ة في المرش‪..‬ح لش‪..‬غل الوظيف‪..‬ة‪ .‬ويالح‪..‬ظ ان ه‪..‬ذا االس‪..‬لوب يحت‪..‬اج الى ادارة حكيم‪..‬ة‬
‫تستهدف دوما تحقيق المصلحة العامة دون ان تجعل للمحسوبية او الرشوة او النفوذ سلطانا عليها‪ .‬وبالتالي‪ .‬تخ‪..‬رج‬
‫عن نطاق‪ .‬المصلحة العامة(‪ .)1‬وتتعدد وتتنوع‪ .‬طرق اختيار الموظفين في تشريعات الوظيفة العامة المقارنة والتي‬
‫يمكن اجمالها في خمسة طرق هي حرية االدارة المطلقة في االختيار‪ ،‬االنتخاب‪ ،‬المسابقة اواالختي‪..‬ار على اس‪..‬اس‬
‫‪1‬‬ ‫الكفاءة‪ ،‬االعداد المسبق‪ ،‬الوظائف المحجوزة‪ .‬وهذا ما سنبحثه تباعا ً‬

‫المطلب الثاني التطور‪ .‬التاريخي لمبدأ الكفاءة‪:‬‬


‫ان المجتمع االسالمي ه‪..‬و مجتم‪..‬ع مب‪..‬ني على الص‪..‬راحة والص‪..‬دق والوف‪..‬اء فك‪..‬ل ف‪..‬رد يتص‪..‬رف ب‪..‬وازع من‬
‫ضميره فنشأ هذا المجتمع على الحب واالخاء والتعاون وتربية الضمير‪ ،‬وما احوجن‪..‬ا الي‪..‬وم الى مث‪..‬ل ه‪..‬ذا الس‪..‬لوك‬
‫الذي يتبعه الموظفون عن‪..‬د ادائهم الواجب‪.‬ات الوظيفي‪..‬ة ذل‪..‬ك الن الموظ‪.‬ف‪ .‬الع‪.‬ام اذا ك‪..‬ان يتمت‪.‬ع بجمل‪.‬ة من الحق‪..‬وق‬
‫والمزايا فأنه الى جانب ذلك يقع عليه جملة من الواجب‪..‬ات حيث نج‪..‬د ان الخلف‪..‬اء الراش‪..‬دين ال‪..‬ذين س‪..‬اروا‪ .‬على نهج‬
‫الرسول (ص) اصدروا‪ .‬دستورا عاما للموظفين وهو دستور‪ .‬يتضمن اوامر وتعليمات يعم‪..‬ل بمقتض‪..‬اها الموظف‪..‬ون‬
‫والتي ال بد ان يلتزم بها الموظفون في الوقت الحاضر(‪.)2‬‬

‫ان الشريعة االسالمية يتضمن درسا‪ .‬في االخالق وحسن المعامل‪.‬ة والمس‪.‬اواة بين جمي‪..‬ع االف‪..‬راد وفي جمي‪..‬ع‬
‫االمور واالل‪..‬تزام بتط‪..‬بيق احك‪..‬ام الش‪..‬ريعة االس‪.‬المية والبع‪..‬د عن الرش‪..‬وة واخ‪..‬ذ اله‪.‬دايا من الم‪.‬وظفين والنهي عن‬
‫الوساطة والمحسوبية ومحاربة الفس‪..‬اد ان الواجب‪.‬ات ال‪..‬تي تق‪..‬ع على ع‪.‬اتق الموظ‪..‬ف الع‪..‬ام انم‪.‬ا تمث‪.‬ل دلي‪..‬ل العم‪..‬ل‬
‫(‪)3‬‬
‫الوظيفي سواء كانت هذه الواجبات منصوصا َ عليها في القوانين واالنظمة او كانت مستمدة من العرف‪.‬‬

‫‪ 1‬حسين حمودة المهدوي – شرح احكام الوظيفة العامة – الطبعة االولى – ‪ ،1986‬دار الكتب الوطنية – بنغازي –ص (‪)31‬‬
‫د‪ .‬علي عبد القادر مصطفى المصدر السابق ص‪66‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫المصدر السابق ص‪66‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪26‬‬
‫صاغت الشريعة اإلسالمية أهم المبادئ اإلدارية المعاصرة في مجال الوظيفة العامة ومنها ما يتعلق بواجبات‬
‫الموظف العام ذلك ألنه كما قلنا سابقا إن الموظف ال ينظر‪ .‬إليه على انه صاحب حق بل انه مكلف بأداء الواجبات‬
‫الموكلة إليه وهو إزاء ذلك يتحمل المسؤولية إذ ما قصر في أداء هذه الواجبات فالخليفة عمر بن الخط‪..‬اب (رض)‬
‫عندما كان يعين عامال فأنه كان يعطيه عهد تعيين يحتوي هذا األخير على أمر تنص‪..‬يبه وم‪..‬ا ين‪..‬اط ب‪..‬ه من س‪..‬لطات‬
‫وما يكلف من واجبات وكان هذا العهد يعلن في المسجد حتى يعلم المواطنون‪ .‬حقيقة سلطات الم‪..‬وظفين وواجب‪..‬اتهم‬
‫ويمكن تحديد واجبات الموظ‪.‬ف‪ .‬في الش‪.‬ريعة اإلس‪.‬المية ب‪.‬أداء العم‪.‬ل المتف‪.‬ق علي‪.‬ه أوالً واألمان‪.‬ة والمحافظ‪.‬ة على‬
‫نزاهة الوظيفة ثانيا ً والمحافظة على أموال الدولة ثالثا ً وواجب إطاعة الرؤساء رابعاً‪.‬‬

‫بحسب التصور االسالمي للموظف‪ .‬العام فأنه ال ينظر اليه على انه صاحب حق بل ينظر اليه على انه‬
‫يتحمل مسؤولية ويلتزم بأداء الواجبات المنوطة به وبحسب احكام الشريعة االسالمية(‪ .)1‬ان سلطة الموظف‬
‫(‪)2‬‬
‫االداري هي من باب (التولية) وليس من باب (الوالية) أي بمعنى اخر ان الموظف‪ .‬االداري (متول) وليس وليا‬
‫فاالدارة هي الولي سواء كانت هذه االدارة متمثلة في شخص رئيس الدولة او الوزير او هيئة حكومية او أي هيئة‬
‫ادارية اخرى بحسب الهيكل التنظيمي للدولة فالموظف‪ .‬االداري ال استقالل له في النظر او التصرف‪ .‬وانما هو اداة‬
‫وظل لمن وظفه في المهمة االدارية أي الجهة االدارية والحكومية فهو متول وليس وليا على الوظيفة التي يقوم‬
‫بمهامها(‪. )3‬‬

‫ان الموظفين في عهد الرسول والخلفاء الراشدين كانوا ثالثة انواع وهم الوالة والقضاة والعمال وكان الرسول‬
‫يحرص في اختيارهم‪ .‬ولهذا ورد‪ .‬في الحديث الشريف (من ولى امر المسلمين شيئا فولى‪ .‬رجال وهو يجد من هو‬
‫اصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله والمؤمنين)(‪. )4‬‬

‫فالرسول (ص) كما كان حاكما كان مشرعا أي بمعنى اخر ان كل ما كان يصدر عنه من قول او فعل كان‬
‫يعتبر شرعا وقانونا‪ .‬يعمل به من بعده لقوله تعالى‪(( :‬لقد كان لكم في رسول‪ .‬هللا اسوة حسنة))(‪ )1‬وقوله ايضا‪:‬‬
‫((وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا)(‪.)2‬‬
‫عبد الكريم زيدان ‪ -‬احكام الذميين@ والمستأمنين في دار االسالم ‪ -‬رسالة دكتوراه قدمت الى كلية الحقوق جامعة القاهرة ‪-‬‬ ‫(‪)1()1‬‬

‫‪ - 1962‬ص‪77‬‬
‫الشيخ محمد مهدي شمس الدين‪ -‬المصدر السابق ‪ -‬ص (‪.)461‬‬ ‫(‪)2()2‬‬

‫الشيخ محمد مهدي شمس الدين ‪ -‬المصدر السابق ‪ -‬ص‪463‬‬ ‫(‪)3()3‬‬

‫د‪ .‬محمد انس قاسم جعفر ‪ -‬مبادىء الوظيفة العامة وتطبيقاتها في التشريع الجزائري ‪ -‬مطبعة اخوان موراتلي‪- 1982 -‬‬ ‫(‪)4()4‬‬

‫ص‪. 44‬‬
‫سورة االحزاب ‪ -‬اية ‪. 21‬‬ ‫(‪)1()1‬‬

‫سورة الحشر ‪ -‬اية ‪. 7‬‬ ‫(‪)2()2‬‬

‫‪27‬‬
‫وبالتالي فأن الموظف العام في ظل الشريعة االسالمية انما كان يشكل سلوكه الوظيفي‪ .‬طابع تحمل المسؤولية‬
‫والحذر واالخالص في العمل وليس اداء العمل الموكل اليه وبالتالي‪ .‬تضفي الشريعة االسالمية في نفس الموظف‪.‬‬
‫طابع الشعور بالمسؤولية واالمانة امام هللا اوال ثم امام المجتمع ثانيا‪.‬‬

‫وكل ذلك يتضح من خالل الحديث المشهور الذي رواه البخاري وصحيح مسلم في صحيحيهما‪ .‬حيث يقول رسول‬
‫هللا (صلى هللا عليه واله) ‪( :‬كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فأالمام‪ .‬راع على الناس وهو مسؤول عن رعيته‬
‫والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها والولد راع في مال ابيه وهو مسؤول عن رعيته والعبد‬
‫راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته اال فكلكم راع وكلكم مسؤول‪ .‬عن رعيته)(‪ .)3‬فالموظف‪ .‬كان يتصرف‪.‬‬
‫في حدود امكانات وظيفته وبالشكل الذي تتصل فيه هذه الوظيفة بأوضاعه اإلجتماعية إضافة الى مصالحه‬
‫اإلقتصادية ‪ ،‬وفي هذا السياق‪ .‬يقول عامل الخليفة على الكوفة عثمان بن عفان (رض) ‪ [ :‬إنما هذا السواد بستان‬
‫لقريش] (‪. )4‬‬

‫ويمكن لنا استخالص تعريف‪ .‬للموظف العام من منطلق‪ .‬اسالمي ونقول بانه كل َم ْن يعين من قبل السلطة المختصة‬
‫بالتعيين للقيام بعمل ديني أو دنيوي يستهدف‪ .‬تحقيق المصلحة العامة لالمة االسالمية مقابل اجر يتقاضاه للجهود‬
‫التي يبذلها‪.‬‬

‫فاإلدارة العامة في عهد الرسول (ص) كانت تتسم بالبساطة ‪ ..‬كان عليه الصالة والسالم اليعين في وظيفة ما إال‬
‫بعد اإلستيثاق‪ .‬من قدرة من يتوالها باإلضافة الى نزاهته والقدرة على تحمل المسؤولية ‪ .‬حيث عين في وظائف‪.‬‬
‫القضاء عدداً من كبار الصحابة المشهود‪ .‬لهم باألمانة واإلستقامة ومنهم‪ .‬على سبيل المثال علي بن أبي طالب عليه‬
‫السالم ومعاذ بن جبل‪ 1.‬فكان عليه الصالة والسالم يتوجه بالنصح واإلرشاد‪ .‬الى والته وعماله ورسله ‪ ،‬فيوضح‬
‫لهم طبيعة المهمة الموكولة اليهم ال بل إنه كان يذهب الى أبعد من ذلك حيث كان يختبرهم‪ .‬ليطمئن على قدرتهم‬
‫على تحمل المسؤولية الموكولة اليهم ‪.‬‬

‫(‪ )3‬محمد بن عبد اهلل الشباني ـ الخدمة المدنية@ على ضوء الشريعة اإلسالمية ـ عالم الكتب للطباعة ـ القاهرة ـ الطبعة األولى ـ عام‬
‫‪ 1977‬ـ ص ‪. 42‬‬
‫د‪ .‬علي عبد القادر مصطفى ‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص (‪. )20‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪1( 1‬حمدي امين عبد الهادي ـ مصدر سابق ـ ص (‪ )216‬ومابعدها ‪.‬‬

‫‪ . 2‬القطب محمد القطب طبلية – نظام االدارة في االسالم – دراسة مقارنة بالنظم المعاصرة – الطبعة االولى – دار الفكر العربي –‬
‫القاهرة – ‪ – 1978‬ص (‪ )159‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫بقي ان نقول ان العالقة التي تربط الموظف‪ .‬بالدولة سواء في عهد الرسول الكريم (ص) والخلفاء الراشدين‬
‫من بعده ‪ ،‬عالقة عقدية قائمة على الرضا ويسمى عقد وكالة اذا كان العمل المنوط بالموظف‪ .‬هو عمل قانوني‪.‬‬
‫وبخالفه فأنه يعتبر من االجارات المحضة‪.1‬‬

‫تدور فكرة الوظيفة العامة في االسالم حول مفهوم اآليتين‪( :‬ان هللا يأمركم ان تأدوا االمانات الى اهلها واذا حكمتم‬
‫بين الناس ان تحكموا بالعدل ان هللا نعما يعظكم به ان هللا كان سميعا ً بصيراً ‪ .‬يا ايها الذين امنوا اطيعوا هللا‬
‫وأطيعوا‪ .‬الرسول واولي االمر منكم فأن تنازعتم في شيء فردوه الى هللا والرسول ان كنتم تؤمنون باهلل واليوم‪.‬‬
‫االخر ذلك خير وأحسن تأويال)(‪.)1‬‬

‫فالبشرية تحتاج في كل عصر الى من يدفع عنها الظلم واالذى وان تقام فيها سلطة حتى يستقيم المجتمع واال‬
‫سوف تسود الفوضى ويسيطر االقوياء‪ .‬على الضعفاء وهو ما نهى عنه االسالم الذي يريد دولة ومجتمعا ً منظما ً‬
‫ومتماسكا‪ .‬ويقوم بوظائفه على هدى ما جاء به االسالم وهو عين ما فعله الرسول والخلفاء الراشدون من بعده فكل‬
‫هؤالء استعملوا‪ .‬جميع الوظائف‪ .‬الالزمة لحاجة االمة االسالمية‪.‬‬

‫فالطابع العام للوظيفة العامة على الرغم من اختالفه من عصر الى عصر اال ان هذا الطابع يقوم على اساس ان‬
‫الوظيفة العامة في عهد الرسول والخلفاء الراشدين كانت تعتبر خدمة عامة تستهدف‪ .‬اشباع حاجات المواطنين‬
‫وتأدية مصالحهم(‪. )2‬‬

‫فقد كان لالسالم فضل السبق في ارساء العديد من المبادئ االساسية التي تحكم الوظيفة العامة قبل ان تعرفها دول‬
‫العالم حاليا‪.‬‬

‫لقد اهتم الرسول والخلفاء الراشدون بالوظيفة العامة‪ ،‬وبلغ اهتمامهم‪ .‬بالوظيفة العام‪..‬ة م‪..‬داه وذل‪..‬ك بحرص‪..‬هم‪.‬‬
‫على توفير كل سبل الحياة لمن يتولى أي عمل في الدولة االسالمية بحيث ان الرسول كان ي‪..‬وفر‪ .‬لك‪..‬ل موظ‪.‬ف‪ .‬م‪..‬ا‬
‫يلزمه بما ال يجعله يمد يده الى الغير فقد ورد في الحديث الشريف‪( .‬من ولى لن‪..‬ا ش‪..‬يئا ولم يكن ل‪..‬ه ام‪..‬رأة فلي‪..‬تزوج‪.‬‬
‫ومن لم يكن له مسكن فأليتخذ مسكناً‪ ،‬ومن لم يكن له مركب فأليتخذ مركبا ومن لم يكن له خادم فأليتخذ‪ .‬خادم‪..‬ا فمن‬
‫اعد سوى ذلك جاء يوم القيامة غاال سارقا)(‪. )1‬‬

‫اال انه مما تجدر االش‪..‬ارة الي‪..‬ه ان الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة في أي موق‪..‬ع من مواق‪.‬ع‪ .‬النظ‪..‬ام السياس‪..‬ي التنظيمي في‬
‫الدولة االسالمية هي وظيفة عامة للمجتم‪..‬ع وليس‪..‬ت امتي‪..‬ازا شخص‪..‬يا لمن يتواله‪..‬ا‪ .‬وه‪..‬و م‪..‬ا يؤك‪..‬د مب‪..‬دأ (عمومي‪..‬ة‬

‫‪1‬‬

‫سورة النساء اية ‪59 - 58‬‬ ‫(‪)1 ()1‬‬

‫د‪ .‬علي عبد القادر مصطفى ‪ -‬المصدر السابق ‪ -‬ص‪23‬‬ ‫(‪)2 ()2‬‬

‫د‪ .‬علي عبد القادر مصطفى ‪ -‬المصدر السابق ‪ -‬ص‪51‬‬ ‫(‪)1()1‬‬

‫‪29‬‬
‫الوظيفة ال شخصية الوظيفة)(‪ )2‬كما ان نظرة االسالم للوظيفة العامة تقوم على فكرة انها تكليف وليست حق‪..‬ا للف‪..‬رد‬
‫والشاهد على ذلك قول الرسول (ص)‪( :‬انا وهللا ال نولي هذا العم‪..‬ل اح‪..‬دا س‪..‬أله وح‪..‬رص علي‪..‬ه)‪ .‬فالوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة‬
‫تستهدف اشباع حاجات االف‪.‬راد المادي‪..‬ة والمعنوي‪..‬ة وفي ذل‪..‬ك يق‪..‬ول الرس‪.‬ول‪( .‬ص) ‪( :‬من واله هللا ام‪.‬را من ام‪.‬ور‬
‫المسلمين فأحتجب عن حاجتهم‪ .‬احتجب هللا عن حاجته يوم القيامة) (‪. )3‬‬

‫ال بد من القول انه في ظل الشريعة االسالمية لم يكن هنالك كادر للوظائف‪ .‬كم‪..‬ا ه‪..‬و علي‪..‬ه الح‪..‬ال في ظ‪..‬ل‬
‫نظم الخدمة الحديثة‪ .‬فكانوا‪ .‬ال يولون احدا منصبا اال اذا كان كفوءا بحيث كان معيار الكفاءة والعلم والعدالة والق‪..‬وة‬
‫واالمانة هو المعيار االساس فيمن يشغل وظيفة ما‪.‬‬

‫لقد كان لالسالم السبق في اقرار‪ .‬مبدأ اختيار الموظف‪ .‬على اساس الج‪..‬دارة والكف‪..‬اءة واالمان‪..‬ة مقارن‪..‬ة م‪..‬ع‬
‫النظم الوضعية المعاصرة التي اقرت هذا المبدأ فيما بعد(‪ .)1‬اال ان الدولة االسالمية عانت ولفترات طويلة من نظام‪.‬‬
‫الوساطة و المحسوبية في شغل الوظائف العامة(‪.)2‬‬

‫إذ يقول الرسول‪( .‬ص) [من ولى امر المسلمين رجالً وهو يجد من هو اصلح للمس‪..‬لمين من‪..‬ه فق‪..‬د خ‪..‬ان هللا‬
‫ورسوله] وقوله ايضا‪[ :‬أيما رجالً استعمل رجالً على عشرة انفس علم ان في العشرة افضل من استعمل فقد خ‪..‬ان‬
‫هللا ورسوله]‪.)3( .‬‬

‫وقد سار على نفس النهج الذي اتبعه الرسول (ص)‪ ،‬الخلفاء الراشدون من بعده كما سنرى‪ .‬ذلك تباعاً‪.‬‬

‫اختيار الموظفين في عهد الرسول‬

‫وضع االسالم شروطا‪ .‬لمن يتولى وظيفة عامة جمعها مبدأ الق‪..‬وي االمين وال‪..‬ذي ب‪..‬دوره يف‪..‬رض على ولي‬
‫االمر ان ال يختار لمن يتقلد وظيفة ما اال من كان اهال للقيام بها‪ ،‬اي بمعنى اخ‪..‬ر ذل‪..‬ك الش‪..‬خص ال‪..‬ذي تت‪..‬وافر في‪..‬ه‬
‫صفة القوة واالمانة(‪ )4‬فأسس اختيار الموظف‪ .‬لشغل وظيفة ما تقوم على ركنين هما القوة واالمانة‪ .‬فالقوة تع‪..‬ني في‬
‫منطق الشريعة االسالمية الكفاية الصحية‪ ،‬اي بمعنى اخر سالمة الجسم من جميع العلل وتأتي بمعنى اخ‪..‬ر الكفاي‪..‬ة‬
‫الشيخ محمد مهدي شمس الدين ‪ -‬مصدر السابق ‪ -‬ص‪466‬‬ ‫(‪)2()2‬‬

‫محمد عبد اهلل الشباني – المصدر السابق – ص ‪91‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫د‪ .‬محمد باهي ابو يونس – االختيار على اساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام االداري االسالمي – دار الجامعة‬ ‫‪)(1‬‬

‫الجديدة للنشر – االسكندرية – ‪ -1999‬ص (‪.)91‬‬


‫د‪ .‬محمد انس قاسم جعفر – المبادئ االساسية للوظيفة العامة في االسالم ومدى تطبيقاتها المعاصرة في المملكة العربية‬ ‫‪)(2‬‬

‫السعودية ‪ -‬المصدر السابق‪ -‬ص (‪.)6‬‬


‫د‪ .‬محمد يوسف موسى – نظام الحكم في االسالم – دار النهضة للطباعة –القاهرة – ‪ -1962‬ص (‪.)132‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫د‪ .‬محمد باهي ابو يونس‪ -‬المصدر السابق – ص (‪.)110‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫‪30‬‬
‫المهنية اي بمعنى الخبرة‪ .‬اما االمانة وهي الركن الثاني للوظيفة العامة فهي تعني ما تعنيه الي‪.‬وم في الفق‪.‬ه االداري‪.‬‬
‫المعاصر وهي اتصاف الموظف‪ .‬بحسن السيرة والسلوك ‪ .‬اما في الشريعة االسالمية فلها عدة مع‪.‬اني ومنه‪.‬ا‪ :‬امان‪.‬ة‬
‫الدين وامانة المال اي البد للموظف‪ .‬ان يحافظ على ما يوجد تحت يده من اموال تعود للدولة‪ .‬وكذلك تع‪..‬ني االمان‪..‬ة‬
‫في ظل الشريعة االسالمية امانة الحكم اي العدل الذي ال ينق‪..‬اد لرقاب‪..‬ة او م‪..‬ودة او ص‪..‬داقة(‪ .)1‬فالوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة في‬
‫عهد الرسول عليه الصالة والسالم‪ .‬كانت في غاية البساطة حيث كان الموظف‪..‬ون ثالث‪..‬ة ان‪..‬واع وهم ال‪..‬والة والعم‪..‬ال‬
‫والقضاة‪ .‬وكان عليه الصالة والسالم ال يعين اي‪..‬ا منهم اال بع‪..‬د التأك‪..‬د من مقدرت‪..‬ه على تحم‪..‬ل المس‪..‬ؤولية ونزاهت‪..‬ه‬
‫لقوله تعالى‪[ :‬ان خير من استأجرت القوي االمين](‪.)2‬‬

‫ان الوظيفة العامة في عهد الرسول كانت خدمة عامة تستهدف اشباع حاجات االفراد‪ .‬وك‪..‬ان علي‪..‬ه الص‪..‬الة‬
‫والسالم يتخير عماله من اكابر العرب المشهود لهم بالعلم والكفاءة والمقدرة على تحمل المسؤولية‪ .‬كما انه ك‪..‬ان ال‬
‫يعين في وظيفة القضاء اال من المشهود‪ .‬لهم بالنزاهة واالستقامة‪ .‬ومن الشواهد‪ .‬على ذلك علي بن ابي ط‪..‬الب علي‪..‬ه‬
‫السالم ومعاذ بن جبل(‪ )3‬فلقد عين الرسول عليه الصالة والسالم خالد بن الوليد قائدا للح‪..‬رب على ال‪..‬رغم ان خال‪..‬داً‬
‫قد فعل ما يكره الرسول حيث قال (ص)‪[ :‬اللهم اني ابرأ اليك مما فعل خال‪..‬د]‪ .‬وذل‪..‬ك حينم‪..‬ا ارس‪..‬له الى قبيل‪..‬ة ب‪..‬ني‬
‫جذيمة فقتلهم واخذ اموالهم ولم يكن يجوز له فعل ذلك(‪.)4‬‬

‫لقد عرف االسالم طريقة اختيار الموظف‪ .‬عن طريق‪ .‬االختبار وهي من الطرق‪ .‬المعروفة في ظ‪..‬ل النظم الوض‪..‬عية‬
‫الحديثة وذلك عندما كان يصعب على ولي االمر تحديد مدى صالحية الموظف في شغل وظيفة م‪..‬ا‪ ،‬وبالت‪..‬الي ف‪..‬أن‬
‫له ان يعين اختب‪.‬ارا‪ ،‬ف‪.‬إذا احس‪.‬ن اختي‪.‬اره تم تثبيت‪.‬ه في الوظيف‪.‬ة واال تم عزله(‪ .)5‬حيث ك‪.‬ان الرس‪.‬ول (ص) يخت‪.‬بر‬
‫الشخص قبل توليه الوظيفة ليتأكد من قدرته على اداء مهامه‪ .‬فعندما اراد الرسول من معاذ بن جبل اس‪..‬ناد منص‪..‬ب‬
‫القضاء اليه قال له‪ :‬بماذا تقضي اذا عرض عليك قضاء؟ فقال معاذ بكتاب هللا فسأله فإن لم تجد؟ قال بس‪..‬نة رس‪..‬وله‬
‫عليه السالم‪ .‬فسأله فأن لم تجد؟ قال اجتهد برأي وال آلو فقال الرس‪..‬ول (ص)‪ :‬الحم‪..‬د هلل ال‪..‬ذي وف‪..‬ق رس‪..‬ول هللا لم‪..‬ا‬
‫يرضي هللا ورسوله(‪.)6‬‬

‫المصدر السابق‪ -‬ص(‪.)110‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫سورة القصص – اية (‪.)26‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫د‪ .‬محمد انس قاسم جعفر –مبادئ الوظيفة العامة وتطبيقها على التشريع الجزائري‪ .‬المصدر السابق – ص(‪ )21‬ود‪ .‬حمدي‬ ‫‪)(3‬‬

‫امين عبد الهادي –نظرية الكفاية في الوظيفة العامة – دراسة مقارنة – الطبعة االولى –دار الفكر العربي للطباعة والنشر ‪-‬‬
‫‪ -1966‬ص (‪.)216‬‬
‫د‪ .‬غازي فيصل مهدي – القانون االداري – مجموعة محاضرات القيت على طلبة الدكتوراه في كلية الحقوق –جامعة‬ ‫‪)(4‬‬

‫النهرين – ‪ ،2006- 2005‬وهي غير منشورة ‪.‬‬


‫د‪ .‬محمد باهي ابو يونس – المصدر السابق‪-‬ص (‪ )110‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)(5‬‬

‫د‪ .‬غازي فيصل مهدي‪ -‬المصدر السابق‪.‬‬ ‫‪)(6‬‬

‫‪31‬‬
‫لقد طبق الرسول (ص) مبدأ االختيار‪ .‬على اساس الكف‪..‬اءة و النزاه‪..‬ة والص‪..‬الحية والق‪..‬درة على تحم‪..‬ل المس‪..‬ؤولية‪.‬‬
‫فكان يخت‪..‬ار ق‪.‬ادة الجيش والس‪..‬رايا من خ‪.‬يرة الرج‪.‬ال ال‪.‬ذين تت‪..‬وافر‪ .‬فيهم االمان‪.‬ة والنزاه‪..‬ة ولم يكن يعين اح‪..‬داً في‬
‫منص‪..‬ب او وظيف‪..‬ة اال اذا ك‪..‬ان ش‪..‬ديد الح‪..‬رص على وظيفت‪..‬ه‪ .‬فك‪..‬ان علي‪..‬ه الس‪..‬الم يتوج‪..‬ه اليهم بالنص‪..‬ح واالرش‪..‬اد‬
‫ويختبرهم‪ .‬ليطمئن قلبه على قدرتهم في تحمل مهامهم‪ .‬الوظيفية(‪.)1‬‬

‫وعلى هذا كان عليه الصالة والسالم يعين في الوظائف‪ .‬العامة بعيدا عن اية وساطة او محس‪.‬وبية س‪..‬واء أك‪..‬ان ذل‪.‬ك‬
‫عند تعيين الفرد ألول مرة او عند نقله ألية وظيفة اخرى اعلى من الوظيفة التي كان يشغلها‪ .‬فهذا ابو ذر الغف‪..‬اري‬
‫عندما طلب من الرسول ذات مره التعيين في احدى المناصب فقال للرسول‪( .‬ص)‪ [ :‬يا رسول‪ .‬هللا اال تس‪..‬تخدمني؟‬
‫فضرب الرسول عليه السالم بيده على منكبه وقال‪ :‬ي‪..‬ا أب‪..‬ا ذر ان‪..‬ك ض‪..‬عيف وانه‪..‬ا امان‪..‬ة وانه‪..‬ا ي‪..‬وم القيام‪..‬ة خ‪..‬زي‬
‫وندامة اال من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها‪ .‬وقال له ايضا‪ :‬يا أبا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك م‪..‬ا احب‬
‫لنفسي ال تأمرن على اثنين وال تولين مال يتيم]‪ .‬فالرسول‪ .‬ابى تولية ابي ذر احدى الوظائف ألنه رآه ض‪..‬عيفا‪ ،‬على‬
‫الرغم من ان الرسول‪( .‬ص) قال عنه" [ما اظلت الخضراء وال اقلت الغبراء اصدق لهجة من ابي ذر](‪.)2‬‬

‫من كل ما تقدم نجد الرسول الكريم‪ ،‬كان شديد الحرص في اختيار من يت‪..‬ولى‪ .‬وظيف‪..‬ة من الوظ‪..‬ائف وذل‪..‬ك‬
‫حتى يضمن تحقيق ما جاء به القرآن الكريم‪[ :‬ان هللا يأمركم ان تؤدوا االمانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان‬
‫تحكموا بالعدل ان هللا نعما يعظكم به ان هللا كان سميعا ً بصيراً](‪.)3‬‬

‫اختيار الموظفين في عهد الخلفاء الراشدين‬ ‫‪-‬‬

‫بعد ان انتق‪.‬ل الرس‪.‬ول الك‪.‬ريم الى الرفي‪.‬ق االعلى ت‪.‬ولى الخلف‪.‬اء الراش‪.‬دون من بع‪.‬ده الخالف‪.‬ه‪ .‬وق‪.‬د اجم‪.‬ع‬
‫المسلمون على تولية ابي بكر الصديق ليكون خليفة رسول‪ .‬هللا‪ .‬وقد كان له مكانة عظيمة بين المس‪..‬لمين‪ .‬فلق‪..‬د ك‪..‬ان‬
‫عالما بالش‪..‬ؤون االداري‪..‬ة للدول‪..‬ة االس‪..‬المية مقت‪..‬ديا بالرس‪..‬ول (ص) في ك‪..‬ل ام‪..‬وره‪ .‬وله‪..‬ذا فأن‪..‬ه س‪..‬ار على طريق‪..‬ة‬
‫الرسول (ص) في تعيين اكفأ المسلمين كل حسب اختصاصه وال سيما في الوظائف‪ .‬الكبرى وخير دلي‪..‬ل على ذل‪..‬ك‬
‫من ان ابا عبيدة الجراح الذي سماه الرسول (ص) امين االم‪..‬ة المحمدي‪.‬ة عن‪..‬دما اوغ‪..‬ل في بالد الش‪..‬ام عزل‪.‬ه وعين‬
‫بدال منه خالد بن الوليفعلى الرغم من جدارة ابي عبيدة الجراح اال ان ابا بكر كان يجد في خالد بن الوليد ان‪..‬ه اك‪..‬ثر‬

‫د‪ .‬عبدالغني بسيوني‪ ،‬التنظيم االداري –دراسة مقارنة للتنظيم االداري الرسمي – ‪-2004‬منشأة المعارف للنشر –االسكندرية‬ ‫‪)(1‬‬

‫– ص (‪.)65‬‬
‫محمود شاكر – التاريخ االسالمي – مفاهيم حول الحكم االسالمي – الطبعة الرابعة ‪-‬بيروت – المكتب االسالمي للطباعة ‪-‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪ -2000‬ص (‪.)173‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬اية (‪.)58‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪32‬‬
‫خبرة وجدارة في الحروب والقتال(‪ .)1‬ولهذا نجد ان الخليفة ابا بكر قد سار على نهج الرسول في جميع االمور مما‬
‫ي ال يم‪..‬وت] ولم يعارض‪..‬ه اح‪..‬د‬
‫جعله يقول‪[ :‬من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات‪ ،‬ومن كان يعبد هللا فإن هللا ح ٌ‬
‫من المسلمين على ذلك(‪.)2‬‬

‫ثم جاء من بعد الخليفة ابي بك‪.‬ر‪ ،‬الخليف‪.‬ة عم‪.‬ر بن الخط‪.‬اب حيث ك‪.‬ون مجلس‪.‬ا للش‪.‬ورى يت‪.‬ألف من كب‪.‬ار‬
‫الصحابة كما انه ك‪.‬ان يخت‪.‬بر الموظ‪.‬ف‪ .‬قب‪.‬ل توليت‪.‬ه للوظيف‪.‬ة لف‪.‬ترة معين‪.‬ة حيث ك‪.‬ان يق‪.‬ول الص‪.‬حابه‪[ :‬أرأيت ان‬
‫استعملت عليكم خير من اعلم ثم امرته بالعدل أكنت قضيت ما على ق‪..‬الوا‪ .:‬ال‪ ،‬حيث انظ‪..‬ر في عمل‪..‬ه بم‪..‬ا أمرت‪..‬ه ام‬
‫ال](‪ .)3‬كما ان الخليفة عمر بن الخطاب اتبع مبدأ تناسب االجر مع العمل الم‪..‬ودى الموك‪..‬ل ل‪..‬ه اداءه ‪ .‬كم‪..‬ا ان‪.‬ه ك‪..‬ان‬
‫يولي اهتماما كبيرا لتدريب الموظفين وخير‪ .‬مثال على ذلك انه عندما ارسل عمار بن ياسر واليا للكوفة ارسل معه‬
‫هيئة مدربة من الموظفين الموثوق بهم(‪ .)4‬ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب امر مواطني الكوفة والبصرة والش‪..‬ام‬
‫بأن يتم تعيين جباة الضرائب من المشهود‪ .‬لهم بالكفاءة والنزاهة والثقة(‪ .)5‬وكان (رض) ينتقل بنفس‪..‬ه ل‪..‬يرى أح‪..‬وال‬
‫(‬
‫الرعايا في الواليات وأيضا ً كان يرسل العيون والرقباء في الواليات ليرصدوا أخطاء مظالم الوالة ويبلغونها ل‪..‬ه ‪.‬‬
‫‪)3‬‬

‫وعندما تولى الخالفة عثمان بن عفان اعتمد على ما سار عليه ابو بكر وعمر بن الخطاب‪ .‬اال انه مما يالح‪.‬ظ على‬
‫خالفة عثمان بن عفان ان اداراته قد اصابها الضعف والوهن ولعل السبب في ذل‪..‬ك انم‪..‬ا ك‪..‬ان يرج‪..‬ع الى ان‪..‬ه ك‪..‬ان‬
‫يولي اقاربه الوظائف العامة وهؤالء كانوا غير جديرين بها‪ .‬فهم اقرب الى عصبية الجاهلية(‪.)4‬‬

‫ثم تولى الخالفة رابع الخلفاء الراشدين وهو علي بن ابي طالب الذي قام بعزل الم‪..‬وظفين ال‪..‬ذين عينهم عثم‪..‬ان‬
‫بن عفان وعين بدال منهم موظفين اخرين على اساس الكفاءة والجدارة والنزاه‪..‬ة بعي‪..‬دا عن الوس‪..‬اطة والمحس‪..‬وبية‬
‫حيث كتب الى احد والته كتابا يقول فيه‪ [ :‬انظر في امور عمالك فأستعملهم اختبارا وال توليهم محاباة واثرة]‬

‫كما انه كان يرشد الموظفين الى حسن معاملة الناس وكان ي‪.‬ذكرهم‪ .‬دائم‪.‬ا بالص‪..‬فات ال‪..‬تي يجب ان يكون‪.‬وا‪ .‬عليه‪..‬ا‬
‫وكيفية معاملة الناس وكسب رضاهم‪ .‬بالحق وطيب‬

‫د‪ .‬محمد انس قاسم جعفر‪-‬مبادئ الوظيفة العامة وتطبيقها على التشريع الجزائري – المصدر السابق – ص (‪ )44‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ )(2‬انظر في تفصيل ذلك د‪ .‬علي عبد القادر مصطفى – المصدر السابق – ص (‪.)53‬‬
‫د‪ .‬محمد انس قاسم‪ -‬المصدر السابق‪ -‬ص (‪.)44‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫المصدر السابق‪ -‬ص (‪ -)47‬ود‪ .‬علي عبد القادر مصطفى –المصدر السابق –ص (‪.)58‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫د‪ .‬حمدي امين عبد الهادي – المصدر السابق‪ -‬ص (‪.)218‬‬ ‫‪)(5‬‬

‫(‪ )3‬د‪ .‬محمد رفعت عبد الوهاب ـ د‪ .‬حسين عثمان محمد عثمان ـ المصدر السابق ـ ص (‪. )320‬‬
‫د‪ .‬سليمان محمد الطماوي – نظرية التعسف في استعمال السلطة واالنحراف بالسلطة –الطبعة الثانية – دار الفكر العربي –‬ ‫(‪)4‬‬

‫ص (‪.)541‬‬
‫‪33‬‬
‫خاطر(‪ .)1‬ففي الكتاب الذي بعث فيه االمام علي عليه السالم الى احد والت‪..‬ه وال‪..‬ذي يق‪..‬ول في‪..‬ه‪[ :‬ثم انظ‪..‬ر في ام‪..‬ور‬
‫عمالك فاستعملهم اختبارا وال تولهم لمحاباة واثرة فإنهم‪ .‬جماع من شعب الجور والخيانة ‪ ،‬وتوخ منهم أهل التجربة‬
‫والحياد من اه‪.‬ل البيوت‪..‬ات الص‪.‬الحة والق‪.‬دم في االس‪.‬الم المتقدم‪..‬ة ف‪.‬أنهم اك‪..‬ثر اخالق‪.‬ا واص‪..‬ح اعراض‪.‬ا واقــل في‬
‫المطامــع اشراقا وابلــغ في عواقب االمور نظرا ثم اسبغ عليهم االرزاق فأن ذلك قـوة لهم على استصالح انفس‪..‬هم‬
‫وغنى لهم عن تناول ما تحت يدهم وحجة عليهم ان خالفوا امرك او ثلموا امانت‪..‬ك‪ .‬ثم تفق‪..‬د اعم‪..‬الهم وابعث العي‪..‬ون‬
‫من اهل الصدق‪ .‬والوفاء عليهم فأن تعاهدك في السر ألمورهم‪ .‬حــدوة لهم على اس‪..‬تعمال االمان‪..‬ة والرف‪..‬ق بالرعي‪..‬ة‬
‫وتحفظ من االعوان فإن احد منهم بسط يده الى خيانة اجتمعت له‪.‬ا علي‪.‬ه عن‪.‬دك اخب‪.‬ار عيون‪.‬ك اكتفت ب‪.‬ذلك ش‪.‬اهدا‬
‫فبسطت عليه العقوبة في بدنه](‪.)2‬‬

‫والمالحظ على قول االمام علي عليه السالم السالف االشارة اليه انه تضمن العديد من المب‪..‬ادئ االساس‪..‬ية للوظيف‪..‬ة‬
‫العامة‪ .‬فهو يشير الى ضرورة اختيار الموظف على اساس الكفاءة والنزاهة والق‪..‬درة على تحم‪..‬ل المس‪..‬ؤولية بعي‪..‬دا‬
‫عن المحاباة والوساطة او المحسوبية‪ .‬وان يكون اختياره من ذوي التجربة والحياه‪..‬ذا من ج‪..‬انب ومن ج‪..‬انب اخ‪..‬ر‬
‫ان اداء الموظف‪ .‬لواجباته بصورة صحيحة يوجب على االدارة ان تسبغ عليه االرزاق (اج‪..‬ر العام‪..‬ل)‪ .‬وان تعم‪..‬ل‬
‫االدارة على تفقد اعمالهم‪ .‬ذلك ألنه مهما بلغت الدقة في اختيار الم‪..‬وظفين فال ب‪..‬د ان يوج‪..‬د بينهم من يت‪..‬اجر بذمت‪..‬ه‬
‫وبما ائتمن عليه من المصالح العامة‪ .‬وعلى االدارة حينذاك ان تلجأ الى االسلوب ال‪.‬ذي ي‪.‬ردع الموظ‪.‬ف عن الفع‪.‬ل‬
‫الذي ارتكبه وذلك بفرض العقوبة عليه‪.‬‬

‫ومما تجدر االشارة الي‪.‬ه في ه‪.‬ذا الس‪.‬ياق ان رس‪.‬الة االم‪.‬ام علي علي‪.‬ه الس‪.‬الم الى والي‪.‬ه على مص‪.‬ر مال‪.‬ك االش‪.‬تر‬
‫النخعي تمث‪..‬ل خ‪..‬ير دلي‪..‬ل على حس‪..‬ن اختي‪..‬ار الم‪..‬وظفين‪ .‬من ذل‪..‬ك م‪..‬ا قال‪..‬ه علي‪..‬ه الس‪..‬الم بص‪..‬دد‪ .‬اختي‪..‬ار ال‪..‬وزراء ‪،‬‬
‫والمستشارين [وال تدخلن في مشورتك‪ .‬بخيال يع‪..‬دل ب‪..‬ك وال حريص‪.‬ا‪ .‬ي‪..‬زين ل‪..‬ك الش‪..‬ر ب‪..‬الجور ف‪..‬أن البخ‪..‬ل والجبن‬
‫والحرص غرائز شتى يجمعها س‪..‬وء الظن باهلل ان ش‪..‬ر وزرائ‪..‬ك من ك‪..‬ان لالش‪..‬رار قبل‪..‬ك وزي‪..‬را ومن ش‪..‬ركهم في‬
‫(‪)3‬‬
‫االثام فال يكونن لك بطانة فإنهم‪ .‬اعوان االئمة واخوان الظلمة]‪.‬‬

‫ومما تجدر االشارة اليه انه اذا كانت طريقة وض‪..‬ع الموظ‪..‬ف تحت التجرب‪..‬ة ق‪..‬د ع‪..‬رفت في عه‪..‬د الرس‪..‬ول‬
‫الكريم (ص) نقول ان هذه الطريق‪..‬ة ق‪..‬د ش‪..‬اعت في عه‪..‬د الخلف‪..‬اء الراش‪..‬دين‪ .‬حيث وكم‪..‬ا اش‪..‬رنا س‪..‬ابقا ان عم‪..‬ر بن‬
‫الخطاب كان يختبر الشخص قبل توليته الوظيفة فقبل ان يعين كعب بن سور واليا على البصرة اراد ان يختبره‬

‫د‪.‬علي عبد القادر مصطفى – المصدر السابق – ص (‪ )68‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫د‪ .‬حمدي امين عبدالهادي – المصدر السابق – ص (‪ )221‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫الشيخ محمد عبدة – نهج البالغة ألمير المؤمنين علي بن ابي طالب – الجزء الثالث – مؤسسة االعلمي – لبنان – ص (‬ ‫‪)(3‬‬

‫‪.)85‬‬
‫‪34‬‬
‫حيث جاءت امرأة تشتكي زوجها‪ .‬فقال عمر اقض بينهما فلما قضى كعب بينهما بما اعجب‪..‬ه وم‪..‬ا لم يخط‪..‬ر‬
‫ببال عمر‪ ،‬فقال لكعب اذهب قاضيا على البصرة‪ ،‬كذلك كان ابو بكر الصديق‪ .‬يختار اكفأ الموظفين ويضعهم تحت‬
‫التجربة لمدة معينة(‪.)1‬‬

‫ومن كل ما تقدم نجد ان الخلفاء الراشدين كانوا شديدي الحرص في اختيار الموظفين على اساس الكفاءة والنزاهة‬
‫والمق‪..‬درة على تحم‪..‬ل المس‪..‬ؤولية ب‪..‬الرغم من اختالف الط‪..‬رق في اختي‪..‬ارهم‪ .‬وذل‪..‬ك نظ‪..‬را التس‪..‬اع رقع‪..‬ة الدول‪..‬ة‬
‫االسالمية هذا من ناحية ومن ناحية اخرى على اساس ان الوظيفة العامة امانة تسند الى الشخص الذي يتحمل تل‪..‬ك‬
‫المسؤولية الكبيرة‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد انس قاسم جعفر – المصدر السابق – ص (‪.)43‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪35‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني‪:‬‬
‫يتطلب قانون الموارد‪ .‬البشرية في الحكومة االتحادية اإلماراتية معيار الكفاءة في اختيار الموظ‪..‬ف‬
‫الع‪..‬ام من خالل المس‪PP‬ابقة او االختي‪PP‬ار على اس‪PP‬اس الكف‪PP‬اءة حيث ان طريق‪..‬ة المس‪..‬ابقة تعت‪..‬بر من‬
‫الطرق المتقدم‪..‬ة والمتط‪.‬ورة في اختي‪.‬ار الم‪..‬وظفين ألنه‪..‬ا افض‪..‬ل الط‪.‬رق‪ .‬واكثره‪.‬ا تحقيق‪..‬ا للعدال‪..‬ة‬
‫والمساواة وذلك استنادا الى المبدأ القائل‪[ :‬الجدارة هي االساس في اختيار الموظفين](‪ ،)1‬وفي‪ .‬هذه‬
‫الطريقة تقوم الدولة باالعالن عن الوظائف‪ .‬الشاغرة بوسائل االعالن المعروف‪..‬ة ل‪..‬ديها‪ .‬ويتض‪..‬من‬
‫هذا االعالن مواصفات الوظائف وشروط التأهيل مع تحديد مدة معينة لتقديم الطلبات لديها‪ .‬وبع‪..‬د‬
‫ذلك تقوم باستبعاد‪ .‬من ال تتوفر فيه ش‪..‬روط‪ .‬التأهي‪..‬ل ثم تج‪..‬ري‪ .‬امتحان‪..‬ا للب‪..‬اقين واخ‪..‬يرا يتم اختي‪..‬ار‬
‫الحاصلين على اعلى الدرجات(‪.)2‬‬

‫تعتبر طريقة المسابقة من اقدم الطرق الختيار‪ .‬الموظفين حيث ب‪..‬دأ تطبيقه‪..‬ا ألول م‪..‬رة في الص‪..‬ين‬
‫في القرن السابع الميالدي كما ان هذه الطريقة متبعة في مصر منذ عام ‪ )3(.1883‬وفي‪ .‬ظل قانون‬
‫العاملين المدنيين المصري الحالي رقم ‪ 47‬لس‪..‬نة ‪ 1978‬فأن‪..‬ه نص‪ .‬على ان‪..‬ه [تعلن الوح‪..‬دات عن‬
‫الوظائف الخالية بها التي يكون التعيين فيه‪.‬ا بق‪.‬رار من الس‪.‬لطة المختص‪.‬ة في ص‪.‬حيفتين يومي‪.‬تين‬
‫على االقل‪ .‬ويتضمن االعالن البيانات المتعلقة بالوظيفة وشروط شغلها‪ ،‬وتحدد السلطة المختص‪..‬ة‬
‫الوظائف التي يكون شغلها بامتحان وتلك التي تش‪..‬غل ب‪..‬دون امتح‪..‬ان](‪ ،)4‬وه‪..‬ذا يع‪..‬ني ان المش‪..‬رع‬
‫المصري في ظل القانون السالف الذكر انه اخذ بطريقة المسابقة في تعيين الموظفين في الوظائف‬
‫العامة حيث ان اسلوب المسابقة اخذت به كل من فرنسا‪ .‬وامريكا‪ ،‬ففي فرنسا تعت‪..‬بر ه‪..‬ذه الطريق‪..‬ة‬
‫من افضل الطرق‪ .‬الختيار الموظفين حيث يتم نشر قراراللجنة المختصة ب‪..‬اجراء المس‪..‬ابقة وال‪..‬ذي‬
‫يتضمن شروط التأهي‪..‬ل للوظيف‪..‬ة المعلن عنه‪..‬ا وت‪..‬اريخ اداء االمتح‪..‬ان وغ‪..‬ير ذل‪..‬ك من المعلوم‪..‬ات‬
‫االخرى(‪ )5‬فطريقة المسابقة تعتمد الكفاية واالستحقاق مبدأ اساسيا الختيار الم‪..‬وظفين في آن واح‪..‬د‬
‫وهو التأكد من توافر‪ .‬المعلومات الصحيحة لدى المتقدمين وكذلك الكفاءات(‪.)6‬‬

‫د‪ .‬طلعت حرب محفوظ محمد – مبدأ المساواة امام الوظيفة العامة – القاهرة – ‪ -1985‬ص (‪- )128‬‬ ‫‪)(1‬‬

‫وما بعدها‪.‬‬
‫د‪ .‬احمد حافظ نجم – المصدر السابق ‪ -‬ص (‪ )169‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫د‪ .‬احمد حافظ نجم – المصدر السابق – ص (‪.)170‬‬ ‫‪)(3‬‬

‫المادة (‪ )17‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪)(4‬‬

‫د‪ .‬عبد الغني بسيوني – المصدر الساق –ص (‪ ،)246‬وكذلك د‪ .‬حسن الحلبي الخدمة المدنية@ في العالم –‬ ‫‪)(5‬‬

‫الطبعة االولى – بيروت – منشورات عويدات ‪ -1981-‬ص (‪ ،)52‬وما بعدها‪.‬‬


‫د‪ .‬ماهر صالح عالوي الجبوري – المصدر السابق ص (‪.)210-209‬‬ ‫‪)(6‬‬

‫‪36‬‬
‫ان طريقة المسابقة تتكون من اختبارين احدهما تحريري واالخر‪ .‬ش‪..‬فهي‪ .‬ويك‪..‬ون االختب‪..‬ار‬
‫التحريري اختباراً‪ .‬للمتقدمين لمادة او اك‪..‬ثر من المواام‪..‬ا االختب‪..‬ار‪ .‬الش‪..‬فهي فه‪..‬و التأك‪..‬د من ت‪..‬وافر‬
‫الصفات الشخصية والعقلية للمرشح(‪.)1‬‬

‫اال ان االدارة غ‪.‬ير ملزم‪.‬ة بتع‪.‬يين الن‪.‬اجحين في االختب‪.‬ار فهم ال يكس‪.‬بون حق‪.‬ا ً في‪.‬ه‪ ،‬ام‪.‬ا اذا‬
‫ق‪..‬ررت التع‪..‬يين فأنه‪..‬ا يجب ان تعين الن‪..‬اجحين حس‪..‬ب تسلس‪..‬لهم في االختب‪..‬ار(‪ ،)4‬ه‪..‬ذا وق‪..‬د وض‪..‬ع‬
‫المشرع العراقي من االحكام ما يكفل اصالح الخطأ في حال‪.‬ة ظه‪.‬ور‪ .‬ع‪.‬دم كف‪.‬اءة الموظ‪.‬ف‪ .‬وذل‪.‬ك‬
‫بوضعه تحت التجربة لمدة سنة واحدة في خدم‪.‬ة فعلية(‪ ،)5‬ف‪.‬إذا انتهت م‪.‬دة التجرب‪.‬ة‪ ،‬فأن‪.‬ه حين‪.‬ذاك‬
‫على االدارة ان تق‪..‬رر تث‪..‬بيت الموظ‪..‬ف في وظيفت‪..‬ه وليس في درجت‪..‬ه كم‪..‬ا نص على ذل‪..‬ك ق‪..‬انون‬
‫الخدمة المدنية اذا اثبت كفاءة ومقدرة او تقرر تمدي‪..‬د م‪..‬دة تجربت‪..‬ه لس‪..‬تة اش‪..‬هر اخ‪..‬رى اذا لم يثبت‬
‫كفاءة ومقدرة(‪.)62‬‬

‫وهكذا نري أن طريقة المسابقة او االختي‪..‬ار على اس‪..‬اس الكف‪..‬اءة هي الض‪..‬مان االكي‪..‬د لمب‪..‬دأ تك‪..‬افؤ‬
‫الفرص اذا ما وضعت ض‪..‬وابط‪ .‬معين‪..‬ة ح‪..‬ول كيفي‪..‬ة اج‪..‬راء االمتح‪..‬ان ح‪..‬تى نص‪..‬ل في النهاي‪..‬ة الى‬
‫الموظف الكفء ال‪..‬ذي يك‪..‬ون ق‪..‬ادراً على اداء واجبات‪..‬ه الوظيفي‪..‬ة وتحم‪..‬ل اعبائه‪..‬ا وبالت‪..‬الي‪ .‬تف‪..‬ادي‬
‫المشاكل التي تتعرض لها الوظيفة العامة وخاصة فيمن يقومون بشغلها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الكفاءة الالزمة لشغل الوظيفة العامة‪:‬‬


‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫هناك معايير دقيقة مبنية على الكفاءة والجدارة فى إختيار الموظف العام بعيدة عن اإلعتبارات‬
‫الشخصية واإلعتماد على أهل المعرفة فى اإلدارة ‪ ,‬وتعتبر عملية اإلختيار الموظف العام من أهم‬
‫أنشطة إدارة الموارد البشرية ألنها تهدف إلى توفير افضل موظفين من ذوي الكفاءات والمؤهالت‬

‫‪ )(1‬د‪ .‬محمد عبد العال السناري – المصدر السابق – ص (‪.)92‬‬


‫)‪(4)(4‬‬
‫‪Jean Michel de forges-Droit de la fonction publique– presses universitaires de‬‬
‫‪france–1986p(203).‬‬
‫‪ )5(2‬المقصود بالخدمة الفعلية ان يقوم الموظف باداء الواجبات الموكولة اليه بصورة شخصية خالل اوقات‬
‫الدوام الرسمي سواء أكان ذلك في مقر عمله او خارجه‪ ،‬اما اذا انقطع عنه سواء بعذر مشروع او غير‬
‫مشروع فأن مدة االنقطاع ال تحسب خدمة فعلية اال اذا نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬كما في حالة العطالت‬
‫المدرسية والخدمة العسكرية اذ تعتبران خدمة فعلية للموظف د‪ .‬غازي فيصل مهدي –المرشد لحقوق‬
‫الموظف –الطبعة االولى – ‪ – 2006‬ص (‪.)9‬‬
‫المادة ‪ 1-14‬من قانون الخدمة المدنية@ رقم ‪ 24‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪37‬‬
‫الممتازة لقيادة الموارد البشرية بفاعلية وكفاءة ‪ ,‬وتعود أهمية عملية اإلختيار للموظفين فى منظمات‬
‫األعمال في منع أو التقليل من توظيف الموظف الخطأ (الغير مناسب) والذي سيكلف المنظمة الكثير‬
‫جدا‪ ,‬فباإلضافة إلى تكلفته على المنظمة من حيث الراتب والبدالت فهناك تكلفة قد تكون أضعاف‬
‫أضعاف ذلك والتي تترتب على الخسائر الناتجة عن القرارات الخاطئة التي يقوم بها الشخص المعين‬
‫وقد تصل إلى خسارة المنظمة بعض حصتها في السوق باإلضافة إلى خسائر أخرى قد تلحق بالمنظمة‪.‬‬

‫فهل يتم األخذ بعين اإلعتبار لهذه المعايير عند إختيار الموظفين ليتم التعرف على مدى قدرة الموظف‬
‫على التنبؤ والتخطيط وقدرة على التوجيه والرقابة والسؤال هنا من الذى سيحدد ذلك هل هو دليل‬
‫خبراته وقدراتة السابقة أم هو البرامج التدريبية التى أنجزها بالفعل أم شهادة العاملين من المنظمة التى‬
‫يتبعها أم تزكية القيادات العليا الذين عمل معهم هذا الموظف ‪ ,‬ال شك أن كافة هذه المؤشرات ينبغى أن‬
‫يضعها متخذى القرار بإختيار الموظفين بعين اإلعتبار ‪.‬‬

‫إن الكفاءة ليست شيئاً من السهل الحصول عليه ‪ ،‬فهي مزيج سحري من التعب والجهد والخبرة وزمن‬
‫طويل من المعايشة مع األحداث ‪ ،‬كما إنها كم هائل من التجارب السلبية واإليجابية التي جمعت صاحبها‬
‫بالتعامل مع العديد من المشاكل والعديد ممن يصنعها ‪ ،‬أو أنها المعرفة من خالل المواكبة لظروف‬
‫العمل خطوة بخطوة حتى تحصل الخبرة المتراكمة نتيجة ذلك‪.‬‬

‫في هذا المبحث سوف نقوم بتوضيح اليات اختيار الموظف العام بناء علي الجدارة والكفاءة كمعيار‬
‫أساسي في القانون ولذا قمنا بتقسيم المبحث علي ثالث مطالب علي النحو األتي‪:‬‬

‫المطلب األول الكفاءة المهنية والعلمية‬ ‫‪.1‬‬


‫المطلب الثاني الكفاءة األخالقية‬ ‫‪.2‬‬
‫المطلب الثالث الكفاءة الصحية‬ ‫‪.3‬‬
‫المطلب األول الكفاءة المهنية والعلمية‪:‬‬

‫لقد حدد المشرع‪ .‬المصري في المادة ‪ 14‬من دس‪..‬تور ‪ 2014‬ان الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة ح‪..‬ق للمواط‪..‬نين‬
‫على أساس الكفاءة‪ ،‬ودون محاباة أو وساطة‪ ،‬وتكليف‪ .‬للقائمين بها لخدم‪..‬ة الش‪..‬عب‪ ،‬وتكف‪..‬ل الدول‪..‬ة‬
‫حقوقهم وحمايتهم‪ ،‬وقيامهم‪ .‬بأداء واجب‪..‬اتهم فى رعاي‪..‬ة مص‪..‬الح الش‪..‬عب‪ ،‬وال يج‪..‬وز فص‪..‬لهم بغ‪..‬ير‬
‫الطري‪..‬ق الت‪..‬أديبى‪ ،‬إال فى األح‪..‬وال ال‪..‬تي يح‪..‬ددها الق‪..‬انون‪ 1.‬وحيث تختل‪..‬ف الوظ‪..‬ائف‪ .‬من حيث‬
‫مستواها ونوعها‪ ،‬وهذا ما يجعل التشريعات‪ .‬لم تستطيع حصر كاف‪..‬ة الوظ‪..‬ائف ولكن جعلت هن‪..‬اك‬

‫‪ 1‬دستور ‪ -2014‬جمهورية مصر العربية‪ -‬المادة ‪14‬‬


‫‪38‬‬
‫ش‪..‬روط‪ .‬عام‪..‬ة منه‪..‬ا م‪..‬ا ينص على ض‪..‬رورةتوفير الم‪..‬ؤهالت ‪ ،‬س‪..‬واء أك‪..‬انت أكاديمي‪..‬ة أو علمي‪..‬ة‬
‫للترشيح لوظيفة والقيام باألعمال الموكل‪..‬ة إليه‪..‬ا لتحدي‪..‬د أفض‪..‬ل ش‪..‬خص كف‪..‬اءة مهني‪..‬ة ‪ ،‬والج‪..‬انب‬
‫‪1‬‬
‫العملي ‪ ،‬واهتمامهم‪ .‬بما يعرف بالمؤهل العلمي في الوظائف‪ .‬التي تتطلب ذلك‪.‬‬

‫واشترط‪ .‬الدستور المصري‪ .‬اللياقة الفنية وهو ما يتضمن المؤهالت العلمية الخاصة التي تتوافق‪.‬‬
‫مع طبيعة الوظيفة للموظف العام ومهاهمها و مقتضياتها بحيث يكون المرشح تكاملت ليه القدرة‬
‫العلمية والفنية لتصريف‪ .‬شئون الوظيفة التي يلحق بها واذا تكاملت هذه الشروط‪ .‬كان المرشح‬
‫‪2‬‬
‫مؤهل للتعيين في الوظيفة من حيث اللياقة الفنية (العلمية والعملية)‬

‫اما في القانون االداري االماراتي‪ .‬فقد اقر المشرع مبدأ الكفاءة من حيث أن يكون المتق‪..‬دم حاص‪..‬ال‬
‫على الم‪..‬ؤهالت العلمي‪..‬ة والعملي‪..‬ة الالزم‪..‬ة لش‪..‬غل الوظيف‪..‬ة المطروح‪..‬ة يجب أن يك‪..‬ون المرش‪..‬ح‬
‫للوظيفة العامة حاصالً على المؤهالت لشغل الوظيفة العامة‪ ،‬وهذه المؤهالت منه‪..‬ا م‪..‬ا ه‪..‬و علمي‬
‫وما هو عملي ومعيار‪ .‬الدقة المطلوب من الموظف التقيَّد به هو معيار الموظف المعتاد أو الع‪..‬ادي‬
‫وليس ش‪..‬ديد الح‪..‬رص‪ .‬س‪..‬لطة اإلدارة في إص‪..‬دار ق‪..‬رار التع‪..‬يين باالختي‪..‬ار على أس‪..‬اس الكف‪..‬اءة‪،‬‬
‫وتتجلى سلطة اإلدارة التقديرية في عنصر السبب وهو الحالة الواقعية والقانونية التي تبرر اتخ‪..‬اذ‬
‫القرار ‪ ,‬والمح‪.‬ل وه‪.‬و األث‪.‬ر الق‪.‬انوني الم‪.‬ترتب عن‪.‬ه ح‪.‬االً ومباش‪..‬رة ‪ ,‬أم‪.‬ا ب‪.‬اقي عناص‪.‬ر الق‪.‬رار‬
‫‪3‬‬
‫اإلداري وهي االختصاص والشكل والغاية فإنها تصدر‪ .‬بنا ًء على اختصاص مقيد ‪.‬‬

‫مدى رقابة القضاء على السلطة التقديرية‪: 4‬‬

‫ترتبط السلطة التقديرية بفك‪..‬رة مالئم‪..‬ة الق‪..‬رار اإلداري ‪ ,‬إذ أن المش‪..‬رع‪ .‬منح اإلدارة ه‪..‬ذه‬ ‫‪‬‬
‫السلطة شعوراً منه بأنها أقدر على اختيار الوسائل المناسبة للتدخل واتخاذ‪ .‬الق‪..‬رار المالئم‬
‫في ظروف معينة ‪ ,‬وأنه مهما حاول ال يستطيع‪ .‬أن يتصور‪ .‬جميع الحاالت ال‪..‬تي ق‪..‬د تط‪..‬رأ‬
‫في العمل اإلداري ويضع الحلول المناسبة لها ‪.‬‬
‫في حين يقوم االختصاص المقيد على فكرة مشروعية القرار اإلداري ‪ ,‬ألن اإلدارة مقيدة‬ ‫‪‬‬
‫دائما ً بما يفرضه القانون ‪ ,‬ويترتب على ذلك أن القضاء يملك بسط رقابته على مشروعية‬

‫‪ 1‬شمس الدين بشير الشريف – الجدارة في تولي الوظيفة العمومية – دار الجامعة الجديدة‪ - .‬الجزائر – ص‪51 .‬‬
‫‪ 2‬طعيمة الجرف – القانون اإلداري‪ -‬دراسة مقارنة في تنظيم ونشاط اإلدارة العامة – كلية الحقوق جامعة القاهرة‬
‫– مصر – ‪ -1970‬ص ‪319‬‬
‫‪ 3‬محمد صالح عبد البديع السيد ‪ -‬النظام القانوني للموظف العام في مصر ‪-‬الطبعة األولى ‪ -‬القاهرة ‪ -‬دار‬
‫النهضة العربية للنشر ‪ -1966 -‬ص ‪413‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجع السابق ص ‪ 425‬ومابعدها‬
‫‪39‬‬
‫القرار الصادر‪ .‬بنا ًء على اختصاص اإلدارة المقيد ‪ ,‬ويملك إلغاؤه إذا ما ت‪.‬بين أن‪.‬ه مخ‪.‬الف‬
‫للقانون ‪.‬‬
‫ويتضح مج‪..‬ال الرقاب‪..‬ة على عنص‪..‬ر الس‪..‬بب في أن اإلدارة تمل‪..‬ك تق‪..‬دير أهمي‪..‬ة وخط‪..‬ورة‬ ‫‪‬‬
‫الوقائع وال تخضع في ذلك لرقابة القضاء ‪ ,‬في حين يم‪..‬ارس القض‪..‬اء رقابت‪..‬ه على ص‪..‬حة‬
‫قيام الوقائع المادية ال‪..‬تي ق‪..‬ام عليه‪..‬ا الق‪..‬رار‪ ,‬وك‪..‬ذلك فيم‪..‬ا يتعل‪..‬ق ب‪..‬التكييف الق‪..‬انوني‪ .‬له‪..‬ذه‬
‫الوقائع ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعنصر المحل فمن الممكن القول بأن معظم االختص‪..‬اص في‪..‬ه ه‪..‬و اختص‪..‬اص‬ ‫‪‬‬
‫تقديري فبعد أن تتحقق اإلدارة من قيام الوقائع‪ .‬المادية ‪ ,‬وبعد أن تكيفها التك‪..‬ييف الق‪..‬انوني‬
‫الصحيح ‪ ,‬وتقدر مدى خط‪..‬ورة ه‪..‬ذه الوق‪..‬ائع ‪ ,‬تنتق‪..‬ل إلى عنص‪..‬ر المح‪..‬ل متمتع‪..‬ة بس‪..‬لطة‬
‫تقديرية واس‪..‬عة في أن تت‪..‬دخل أو ال ت‪..‬دخل واختي‪..‬ار‪ .‬وقت ه‪..‬ذا الت‪..‬دخل كم‪..‬ا تتمت‪..‬ع اإلدارة‬
‫بسلطة تحديد األثر القانوني الذي تريد ترتيبه ‪ ,‬ما لم ينص المشرع على ضرورة ت‪..‬دخلها‬
‫ووقته واألثر المترتب عليه ‪.‬‬
‫وقد برز في مجال رقابة القضاء على السلطة التقديرية اتجاهان فقد ذهب جانب من الفق‪..‬ه‬ ‫‪‬‬
‫إلى أن القضاء يمتنع عن بسط رقابته على أعمال اإلدارة المستندة إلى سلطتها التقديرية ‪,‬‬
‫فالقاضي بحسب رأيهم يمارس المشروعية وليس رقابة المالئمة وال يجوز له أن يم‪..‬ارس‬
‫سطوته على اإلدارة فيجعل من نفسه رئيساً‪ .‬لها ‪.‬‬
‫في حين يذهب الجانب اآلخر إلى ج‪.‬واز ت‪.‬دخل القاض‪.‬ي لمراقبت‪.‬ه الس‪.‬لطة التقديري‪.‬ة على‬ ‫‪‬‬
‫أس‪..‬اس م‪..‬ا يتمت‪..‬ع ب‪..‬ه القاض‪..‬ي اإلداري من دور في الكش‪..‬ف عن قواع‪..‬د الق‪..‬انون اإلداري‬
‫فيمكن له أن يحول بعض القضايا المدرجة في السلطة التقديرية والمرتبطة بالمالئم‪..‬ة إلى‬
‫قض‪..‬ايا تن‪..‬درج تحت مب‪..‬دأ المش‪..‬روعية تل‪..‬تزم اإلدارة بأتباعه‪..‬ا و إال تعرض‪..‬ت أعماله‪..‬ا‬
‫‪1‬‬
‫للبطالن‪.‬‬
‫والرأي األكثر قبوالً في هذا المج‪..‬ال ي‪..‬ذهب على أن س‪..‬لطة اإلدارة التقديري‪..‬ة ال تمن‪..‬ع من‬ ‫‪‬‬
‫رقابة القضاء وإنما هي التي تمنح اإلدارة مجاالً واسعا ً لتقدير الظ‪..‬روف المالئم‪..‬ة التخ‪..‬اذ‬
‫قراراتها‪ .‬وهذه الحرية مقيدة بأن ال تتضمن هذه القرارات غلطا ً بينا ً أو انحراف‪.‬اً‪ .‬بالس‪.‬لطة ‪,‬‬
‫وهي ب‪..‬ذلك ال تتع‪..‬ارض م‪..‬ع مب‪..‬دأ المش‪..‬روعية بق‪..‬در م‪..‬ا تخف‪..‬ف من اختصاص‪..‬ات اإلدارة‬
‫‪2‬‬
‫المقيدة ‪.‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫‪ 2‬نفس المرجع السابق‬
‫‪40‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الكفاءة األخالقية‬
‫من الشروط التي تشترطها‪ .‬القوانين عادة في اغلب البلدان ه‪..‬و ان يك‪..‬ون المرش‪..‬ح لش‪..‬غل الوظيف‪..‬ة‬
‫حسن األخالق باإلضافة الى عدم الحكم عليه بجناي‪..‬ة او جنح‪.‬ة مخل‪.‬ة بالش‪..‬رف كالس‪..‬رقة وه‪..‬ذا م‪..‬ا‬
‫نص عليه قانون الخدمة المدنية في المادة (‪ )7/4‬مما يدل على استبعاد المشرع العراقي‪ .‬ألصحاب‬
‫السمعة السيئة ألسباب قد تكون أمنية كالمحافظة على اسرار الدولة كما ان الموظف يمثل الس‪..‬لطة‬
‫العامة في مباشرته وظيفته‪ ،‬كما ان الجمهور يؤمن على حقوق‪..‬ه وحريات‪..‬ه‪ ،‬ف‪..‬اذا ك‪..‬ان مختلس‪.‬ا ً فلن‬
‫يكون للفرد القدرة على الثقة به ‪.1‬‬

‫وقد كان مجلس الخدم‪..‬ة المس‪..‬ؤول‪ .‬عن التع‪..‬يين بع‪..‬د االس‪..‬تعانة بالجه‪..‬ات االمني‪..‬ة وتع‪..‬رف‪ .‬بتحقي‪..‬ق‬
‫الهوية‪ ،‬اال انه بعد ذلك تم األستعانة بوثيقة عدم المحكومية بعد صرف النظر عن االولى وهذا م‪..‬ا‬
‫جاء في القرار المرقم‪ 2023 .‬في ‪.2 26/12/1964‬‬

‫اال ان مجلس قيادة الثورة (المنحل) حسم األمر بصدور ق‪..‬راره الم‪..‬رقم ‪ 1730‬في ‪11/12/1979‬‬
‫الذي قضى‪ .‬بالغاء وثيقة عدم المحكومية واالستعانة باقرار يقدمه طالب الوثيقة بدالً عنه‪..‬ا‪ ،‬أم‪..‬ا اذا‬
‫كان محكوما ً عليه لمدة تزيد على سنة(جناية ‪,‬جنحة) فعليه تق‪..‬ديم نس‪..‬خة من الحكم الص‪..‬ادر بحق‪..‬ه‪،‬‬
‫واذا رأت الجهة التي قدم اليها االقرار انه ليس من المتعين عليه‪.‬ا تعيين‪.‬ه فيعن بوظيف‪.‬ة أخ‪.‬رى في‬
‫الدولة او القطاع االشتراكي‪.3 .‬‬

‫اال ان دي‪..‬وان الت‪..‬دوين الق‪..‬انوني‪ .‬س‪..‬ابقا ً ك‪..‬ان ق‪..‬د اف‪..‬تى في ق‪..‬راره الم‪..‬رقم ‪ 145‬لس‪..‬نة ‪ 1978‬في‬
‫‪ 30/9/1978‬بان طالب التعيين اذا قدم اقراراً مغايراً للحقيقة وكان التغيير اليؤثر على ش‪..‬رط من‬
‫شروط التوظف‪ .‬وهو حسن األخالق وفي نفس الوقت هذا االقرار‪ .‬ليس شرطا ً من شروط‪ .‬التع‪..‬يين‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة اليوجد سبب لإلقصاء من الخدمة ‪.4‬‬

‫كذلك هناك من يشترط ان اليكون طالب التعيين قد عزل من الوظيفة الن مفهوم العزل يع‪..‬ني ان‪..‬ه‬
‫ارتكب خطأ وعوقب أكثر من مرة وهذا بالتالي ما يدل على عدم الصالحية‪.‬‬

‫هذا ماذهبت اليه المحكمة اإلداري@@ة العلي@ا في مص@ر في حكمه@ا الص@ادر في ‪ 8‬ديس@@مبر ‪ 1956‬حيث وافقت‬ ‫‪1‬‬

‫على تدخل وزير الداخلية بالنسبة الحد المرشحين لمنصب العمدية@ اذا كان قد حكم علي@ه بمبل@غ غرام@ة ق@دره‬
‫‪ 500‬ق@@رش او ‪ 200‬ق@@رش الهان@@ة اح@@د ض@@باط الش@@رطة الن االعت@@داء ال يع@@بر عن اخالق عالي@@ة وبالت@@الي ال‬
‫يس@@تحق منص@@ب العمدي@@ة ال@@ذي س@@يتعامل م@@ع ع@@دد كب@@ير من االف@@راد‪ .‬د‪.‬س@@ليمان محم@@د الطم@@اوي‪ -‬مب@@ادئ علم‬
‫اإلدارة العامة‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.504‬‬
‫د‪.‬محمد علي بدير واخرون‪ -‬مصدرسابق‪ -‬ص‪.308‬‬ ‫‪2‬‬

‫القرار منشور في جريدة الوقائع العراقية العدد ‪ 2748‬في ‪.1979-12-31‬‬ ‫‪3‬‬

‫القرار منشور في مجلة العدالة‪ -‬العدد@ االول‪ -‬السنة الخامسة‪ -‬ص‪.179‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪41‬‬
‫وفي الجزائر نجد المشرع الجزائ‪..‬ري‪ .‬اش‪..‬ترط‪ .‬حس‪..‬ن األخالق للتمت‪..‬ع ب‪..‬الحقوق المدني‪..‬ة‪ ،‬اال ان‪..‬ه لم‬
‫يحدد الجرائم التي تمنع الموظف من التوظف واالمر‪ .‬متروك للفقه والقضاء ونحن النؤيد ما ذهب‬
‫اليه المشرع‪ .‬الجزائري‪.‬‬

‫وقد عرف حسن األخالق باآلتي ‪ -:‬مجموعة صفات حسنة تظهر‪ .‬في تعامل الف‪..‬رد م‪..‬ع بقي‪..‬ة اف‪..‬راد‬
‫المجتمع ويثق‪ .‬به ب‪..‬اقي إف‪..‬راد المجتم‪..‬ع وي‪..‬أتمنوه على إس‪..‬رارهم ‪ .‬واألص‪..‬ل ان ك‪..‬ل ش‪..‬خص حس‪..‬ن‬
‫السمعة وعلى اإلدارة أثبات عكس ذلك اي على المدعي إثبات عكس ذلك وهذا ما يخضع للس‪..‬لطة‬
‫التقديرية لالدارة ‪.1‬‬

‫ام‪..‬ا المش‪..‬رع الكوي‪..‬تي فنص على ش‪..‬رط حس‪..‬ن األخالق وع‪..‬دم ارتكاب‪..‬ه جناي‪..‬ة او جريم‪..‬ة مخل‪..‬ة‬
‫بالشرف ما لم يكن قد رد اعتباره وهذا ما جاء في الم‪..‬ادة (‪ )13‬من ق‪..‬انون الوظ‪..‬ائف‪ .‬المدني‪..‬ة‪ ،‬ام‪..‬ا‬
‫المادة (‪ )68‬من قانون الجزاء الكويتي رقم ‪ 16‬لسنة ‪ ،1960‬فنص على (كل حكم بعقوب‪..‬ة جنائي‪..‬ة‬
‫يستوجب حتما ً حرمان المحك‪.‬وم علي‪.‬ه من ح‪.‬ق ت‪.‬ولي الوظ‪.‬ائف‪ .‬العام‪.‬ة ) ويش‪.‬ترط ايض‪.‬ا ً الق‪.‬انون‬
‫الكويتي عدم صدور‪ .‬حكم قضائي او قرار تأديبي بعزل المرشح من الخدمة المدنية سابقا ً في حق‪..‬ه‬
‫اال اذا انتهت (‪ )8‬اعوام على صدور‪ .‬هذا الحكم او القرار ‪.2‬‬

‫اما في بريطانيا‪ .‬فلجنة التوظف‪ .‬هي التي تحدد المطلوب من حسن السيرة والسلوك‪ .‬وعلى المرش‪..‬ح‬
‫اثبات حسن سيرته وسمعته فهذه األخيرة تختلف من وظيفة الى اخرى ‪.3‬‬

‫وهو ايضا ً ما اشترطه المشرع السوري بان يكون ط‪..‬الب الوظيف‪..‬ة حس‪..‬ن األخالق وغ‪..‬ير محك‪..‬وم‬
‫عليه بجناية او جنحة شائنة بعقوبة حبس تتجاوز م‪..‬دتها الس‪..‬نة وه‪..‬ذا يتم إثبات‪..‬ه بنس‪..‬خة من الس‪..‬جل‬
‫العدلي‪ ,‬اال انه ما يثار تعبير كلمة شائنة فلم يبين على وجه الحصر المراد من كلمة شائنة واستمر‬
‫السكوت حتى صدور‪ .‬قانون العفو الم‪..‬رقم ‪ 24‬في ‪ 9/4/1955‬فح‪..‬دد كلم‪.‬ة ش‪..‬ائنة بارتك‪..‬اب إح‪.‬دى‬
‫الجرائم اآلتي‪..‬ة (ش‪..‬هادة زور (‪ )398-397‬والتقري‪..‬ر الك‪..‬اذب (‪ )403-402‬اليمين الكاذب‪..‬ة (‪)405‬‬
‫الجرائم المخلة بالثقة العامة (‪ )461-427‬الجرائم المخلة ب‪..‬األخالق واآلداب العام‪..‬ة (‪)532-489‬‬
‫جرائم المخ‪.‬درات (‪)616617‬المق‪.‬امرة (‪ )620-618‬وج‪.‬رائم أخ‪.‬ذ م‪.‬ال الغ‪.‬ير واالحتي‪.‬ال والغش‬

‫د‪.‬محمد انس قاسم‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.62-61‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬بكر القباني ود‪ .‬عادل الطباطب@ائي‪ -‬ق@انون الخدم@@ة المدني@@ة الكوي@تي الجدي@@د‪ -‬جامع@@ة الك@ويت‪-1983 -‬‬ ‫‪2‬‬

‫بدون مكان الطبع‪ -‬ص‪ -.109‬ص‪174‬‬


‫نفس المرجع السابق ‪ -‬ص‪.12‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪42‬‬
‫واإلفالس والغش في المعامالت والتقليد والجرائم‪ .‬التي تمس الحقوق األدبية والفني‪..‬ة (‪)715-621‬‬
‫‪.)1‬‬

‫وهو ما سارت عليه لبنان ايضا ً عندما أشترط‪ .‬في طالب الوظيفة حسن األخالق وعدم الحكم علي‪..‬ه‬
‫بجناية او جنحة شائبة اال ان هذه الموانع تبقى سارية في حقه حتى لو رد اعتب‪..‬اره او ش‪..‬مله العف‪..‬و‬
‫العام‪.2‬‬

‫وهو ما سارت عليه ليبيا في المادة (‪ )37/2‬من قانون الخدمة المدنية ‪ .3‬وهو ايضا ً ما سارت عليه‬
‫مصر في الم‪.‬ادة (‪ )20/2‬من ق‪..‬انون الع‪.‬املين الم‪..‬دنيين رقم‪ 47 .‬لس‪..‬نة ‪ 1978‬اي ان يك‪.‬ون ط‪.‬الب‬
‫الوظيفة حسن السلوك والسمعة كم‪..‬ا ج‪..‬اءت الفق‪..‬رة ‪ 3‬من الم‪..‬ادة (‪ )20‬بنص‪..‬ها‪ .‬اال يك‪..‬ون ق‪..‬د س‪..‬بق‬
‫الحكم عليه بعقوبة جنائية في إحدى الجرائم المنصوص عليه‪..‬ا في ق‪..‬انون العقوب‪..‬ات او م‪..‬ا يماثله‪..‬ا‬
‫من الج‪..‬رائم المنص‪..‬وص عليه‪..‬ا في الق‪..‬وانين الخاص‪..‬ة او بعقوب‪..‬ة مقي‪..‬دة للحري‪..‬ة في جريم‪..‬ة مخل‪..‬ة‬
‫بالشرف واألمانة مالم يكن قد رد اليه اعتباره او وق‪..‬ف تنفي‪..‬ذ العقوب‪..‬ة بحق‪..‬ه ج‪..‬از تعيين‪..‬ه بع‪..‬د اخ‪..‬ذ‬
‫موافقة من السلطة المختصة بذلك‪.‬‬

‫وقد عرفت محكمة القضاء االداري المص‪..‬رية في حكمه‪..‬ا الص‪..‬ادر في ‪ 5/3/1958‬حس‪..‬ن الس‪..‬يرة‬
‫والسمعة بانها صفات حميدة وهو ما تتحدث عنه االلسن وسوء السمعة ه‪..‬و م‪..‬ا يش‪..‬وب س‪..‬معته من‬
‫شبهات اي لم يرتكب جريمة وقد‪ .‬ايدت المحكمة اإلداري‪.‬ة العلي‪.‬ا حكم محكم‪.‬ة القض‪..‬اء االداري في‬
‫‪ 21/4/1962‬كما حددت المحكمة اإلدارية العليا معنى حسن السمعة (هي مجموع‪..‬ة م‪..‬ا يتحلى ب‪..‬ه‬
‫الشخص من صفات تدعو للتعامل معه والثقة به )‪ 4‬ونؤيد م‪..‬ا ذهبت الي‪..‬ه المحكم‪.‬ة اإلداري‪..‬ة العلي‪..‬ا‬
‫ومحكمة القضاء االداري‪.‬‬

‫وشرط حسن األخالق شرط‪ .‬أساسي كما أسلفنا سابقا ً اال ان‪..‬ه تج‪..‬در اإلش‪..‬ارة ان‪..‬ه ليس ك‪..‬ل الج‪..‬رائم‬
‫سببا ً لعدم التوظف‪ .‬فيجب ان تكون الجرائم ذات العالقة بالرابطة الوظيفية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ -:‬الكفاءة الصحية‬


‫من الش@@@روط@ ال@@@تي اش@@@ترطها@ ق@@@انون الخدم@@@ة المدني @@ة رقم ‪ 24‬لس @@نة ‪ 1960‬المع@@@دل في‬
‫الم@ @@ادة (‪ )7/3‬ش@ @@رط اللياق@ @@ة الص@ @@حية وخل@ @@و ط@ @@الب الوظيف@ @@ة من األم@ @@راض المعدي@ @@ة والعاه@ @@ات‬

‫د‪.‬مصطفى البارودي‪ -‬الوجيز في الحقوق اإلدارية – القاهرة ‪ -‬ص‪.225‬‬ ‫‪1‬‬

‫نفس المرجع السابق‪ -‬ص‪.74‬‬ ‫‪2‬‬

‫حس@@ين حم@@ودة المه@@دوي‪ -‬ش@@رح احك@@ام الوظيف@@ة العام@@ة‪ -‬ط‪ -1‬المنش@@أة العام@@ة للنش@@ر‪ -‬ط@@رابلس‪-1986 -‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.45-44‬‬
‫د‪.‬علي عبد القادر مصطفى ص‪245-242‬و د‪.‬طعيمة الجرف‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.575‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪43‬‬
‫الجسمية والعقلية التي تمنعه من القيام باداء واجباته الوظيفية ال@@تي تم تعيين@@ه فيه@@ا بم@@وجب ق@@رار‬
‫صادر من السلطة المختصة بذلك ‪.1‬‬

‫@اء على ذل@@ك ص@@در نظ@@ام الج@@دارة البدني@@ة رقم ‪ 15‬لس@@نة ‪ 1963‬المع@@دل ففي الم@@ادة (‬
‫وبن@ ً‬
‫‪ )2‬من@@ه نص على ان يتم فحص المرش@@ح لت@@ولي الوظيف@@ة من قب@@ل لجن@@ة طبي@@ة وتت@@ألف@ اللجن@@ة من‬
‫اطب@اء ثالث@ة او اك@ثر‪ ،‬كم@ا ج@اء في الم@ادة (‪ )6‬من ه@ذا النظ@ام ان@ه باالمك@ان الطعن بق@رار اللجن@ة‬
‫الطبية امام لجنة طبية استثنائية ‪.2‬‬

‫وه @@ذا م @@ا أك @@دت علي @@ه مجموع @@ة من الق @@رارات منه @@ا ق @@رار مجلس قي @@ادة الث @@ورة المنح @@ل‬
‫المرقم ‪ 208‬في ‪ .37/2/1980‬والمعدل بالقرار ‪ 424‬في ‪.424/3/1980‬‬

‫اال ان @@ه وب @@الرغم@ من ذل @@ك يمكن توظي @@ف من يك @@ون مص @@اباً بعاه @@ة او م @@رض اذا ك @@انت‬
‫@اء علي @@ه ص @@درت تعليم @@ات من‬
‫الوظيف @@ة المطل @@وب توظيف @@ه فيه @@ا ال تت @@أثر بعاهت @@ه او مرض @@ه وبن @ ً‬
‫مكتب الن@@ائب االول ل@@رئيس ال@@وزراء@ ب@@رقم ‪ 7/8/2098‬في ‪ 15/3/1980‬وق@@د خصص@@ت تع@@يين‬
‫المع @@وق@ الق @@ادر على العم @@ل وال @@ذي@ ليس ل @@ه م @@ورد@ ث @@ابت في دوائ @ر@ الدول @@ة والقط @@اع االش @@تراكي‬
‫استثناء من احك@@ام ق@@انون العم@@ل وق@@وانين وانظم@@ة وتعليم@@ات‬
‫ً‬ ‫حسب قدرته وبما يتالءم مع قابلياته‬
‫الخدمة‪.5‬‬

‫ونحن نؤيد ماذهبت اليه هذه التعليمات‪.‬‬

‫اال ان@ @@ه ق@ @@د يض@ @@اف الى الش@ @@روط@ العام@ @@ة ش@ @@روط أخ@ @@رى تتطلبه@ @@ا الوظيف@ @@ة ذاته@ @@ا وه@ @@ذه‬
‫الشروط تعدها لجنة فنية محايدة مثل الوسامة او الطول او عدم الزواج كمضيفة الطيران‪.6‬‬

‫د‪.‬ع@ @@دنان العجالني‪ -‬الوج@ @@يز في الحق@ @@وق اإلداري@ @@ة‪ -‬ط‪ -1‬مطبع@ @@ة جامع@ @@ة دمش@ @@ق‪ -1959 -‬ص‪179‬و‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬محمد طلعت الغنيمي و د‪.‬محمد طه ب@دوي‪ -‬الوج@يز في النظم اإلداري@ة‪ -‬دار المع@ارف بمص@ر‪-1957 -‬‬
‫ص‪ 165‬و د‪.‬مص @ @@طفى كام @ @@ل‪ -‬ش@ @@رح الق@ @@انون االداري‪ -‬مطبع @ @@ة المع @ @@ارف‪ -‬ط‪ -1947 @ @ @-3‬ص‪ 130‬و‬
‫د‪.‬احمد رشيد‪ -‬الجهاز االداري‪ -‬ط‪ -2‬مطبعة دار الكتب‪ -1971 -‬ص‪.461‬‬
‫د‪.‬محمد على بدير واخرون‪ -‬مبادئ واحكام القانون االداري‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.309‬‬ ‫‪2‬‬

‫القرار منشور في جريدة الوقائع العراقية العدد ‪ 2758‬لسنة ‪.1980‬‬ ‫‪3‬‬

‫القرار منشور في جريدة الوقائع العراقية العدد‪ 2767‬لسنة ‪.1980‬‬ ‫‪4‬‬

‫علي محم@@د الكرباس@@ي‪ -‬ش@رح ق@انون الخدم@@ة المدني@@ة رقم ‪ 24‬لس@@نة ‪ -1960‬دار الحري@@ة للطباع@@ة‪ -‬بغ@@داد‪@-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -1984‬ص‪.29‬‬
‫د‪.‬س@ @@ليمان محم@ @@د الطم@ @@اوي‪ -‬مب@ @@ادئ علم اإلدارة العام@ @@ة‪ -‬ط‪ -3‬دار الفك@ @@ر الع@ @@ربي‪ -‬الق@ @@اهرة‪-1965 -‬‬ ‫‪6‬‬

‫ص‪.510-508‬‬

‫‪44‬‬
‫من الدول التي اخذت بشرط الصحة هي الكويت مع التنويه ان المش@@رع لم يش@@ترط ه@@ذا‬
‫@اء على طلب اح @@د ال @@وزراء لمجلس ال @@وزراء‬
‫الش @@رط في وظ @@ائف الحلق @@ة االولى‪ ,‬كم @@ا أج @@از وبن @ ً‬
‫وبعد األخذ برأي ديوان الموظفين االعفاء الكلي او الجزئي من ش@روط التوظ@@ف وه@ذا ايض@اً م@@ا‬
‫اخ@@ذ ب@@ه نظ@@ام الخدم@@ة المدني@@ة الكوي@@تي@ الص@@ادر في ‪ 4‬ابري@@ل ‪ 1979‬في الفق@@رة ‪ 5‬من الم@@ادة (‪)1‬‬
‫منه‪.1‬‬

‫أم@ @@ا الجزائ@ @@ر فق@ @@د أخ@ @@ذت بش@ @@رط@ اللياق@ @@ة الص@ @@حية فص@ @@در@ المرس@ @@وم الم@ @@رقم@ ‪146-66‬‬
‫المتعل@@@ق بقب@@@ول ط@@@الب الوظيف@@@ة الخ@@@الي من األم@@@راض وذل @@ك بص @@دور@ ش @@هادة طبي @@ة من ط@@@بيب‬
‫اخصائي في الطب العام تثبت خلوه من األمراض وشهادة من ط@@بيب األم@راض الص@@درية تثبت‬
‫خلوه من األمراض الصدرية ‪.2‬‬

‫اما في مصر فيتم التثبت من الحال@@ة الص@@حية للم@@ريض من قب@@ل القومس@@يون الط@@بي الع@@ام‬
‫@اء على احال@@ة الم@@ادة (‪ )8‬من الق@@انون رقم ‪46‬‬
‫بع@@د تحدي@@د الش@@روط@ من قب@@ل رئيس الجمهوري@@ة بن@ ً‬
‫لسنة ‪ 1964‬في شان تحديد شروط الصالحية الطبية وقرار@ رئيس الجمهورية الم@رقم ‪2293‬‬
‫لسنة ‪ ,1962‬كما يجوز اإلعفاء من شرط اللياقة الصحية كما ج@اء في الم@@ادة (‪)7/6‬من الق@انون‬
‫رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1971‬وايضاً@ يعفى من يعيين بقرار جمهوري@‪.3‬‬

‫وقد اعتبرت محكمة القضاء االداري المصرية ان من عين في وظيف@@ة لم@@دة معين@@ة دون‬
‫إج@@راء الفحص يعت@@بر تعيين@@ه ص@@حيحاً ويكتس@ب@ مناع@@ة من الغائ@@ه اال ان المحكم@@ة اإلداري@@ة العلي@@ا‬
‫خالفت اتجاه محكم@ة القض@@اء االداري واعت@@برت ش@رط@ اللياق@ة الص@@حية ش@@رطاً أساس@ياً للقب@ول في‬
‫@اء وبالت@@الي يعت@@بر‬
‫الوظيف@@ة‪ ،‬وان ط@@ول الم@@دة ال يعت@@بر تن@@ازالً ض@@منياً من اإلدارة بحقه@@ا وال اعف@ ً‬
‫قرار التعيين غير صحيح ويكون قابالً للسقوط‪ ،‬حتى لو تم التثبت من الحال@@ة الص@@حية للم@@ريض‬
‫@اف النه@@اء خدمت@@ه ‪ .4‬ونحن نؤي@@د‬
‫اوالً ثم بع@@د ص@@دور ق@@رار تعيين@@ه تع@@رض لح@@ادث فه@@ذا س@@بب ك@ ً‬
‫اتجاه المحكمة اإلدارية العليا‪.‬‬

‫د‪.‬بكر قباني‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.175‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬علي عب@@د الق@@ادر مص@@طفى‪ -‬الوظيف@@ة العام@@ة في النظ@@ام اإلس@@المي والنظم الحديث@@ة‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.241‬‬
‫د‪.‬س@ @@ليمان محم@ @@د الطم@ @@اوي‪ -‬مب@ @@ادئ الق@ @@انون االداري المص@ @@ري‪ -‬ط‪ -4‬دار الفك@ @@ر الع@ @@ربي‪ -‬الق@ @@اهرة‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -1961‬ص‪.569‬‬
‫د‪.‬طعيمة الجرف‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.577‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪45‬‬
‫في لبن@@ان يش@@ترط الثب@@ات الحال@@ة الص@@حية للمرش@@ح بتقري@@ر من اللجن@@ة الطبي@@ة الرس@@مية ‪.1‬‬
‫كم @@ا تق @@وم لجن @@ة طبي @@ة مختص @@ة بفحص المتق @@دم وه @@ذا م @@ا حددت @@ه الم @@ادة( ‪ )10‬من ق @@انون الخدم @@ة‬
‫المدني@@ة لس@@نة ‪ 1975‬في ليبي@@ا ‪ ،2‬ام@@ا س@@وريا@ فتق@@وم لجن@@ة طبي@@ة بفحص ط@@الب الوظيف@@ة للتاك@@د من‬
‫سالمته‪ ،3‬وهذا ايضاً ما نص عليها قانون الخدمة المدنية رقم@ ‪ 19‬لسنة ‪.4 1990‬‬

‫ومن ال@ @@دول الغربي@ @@ة بريطاني @@ا@ تق@ @@وم لجن@@@ة التوظي@ @ف@ باختي@ @@ار األطب@ @@اء الج@ @@راء الفحص‬
‫للمتقدم واليتم التعرف على االطباء قبل الذهاب اليهم ‪ ,‬النهم يختارون لكل حالة على حدة ‪.5‬‬

‫اال ان بعض التش@ @@ريعات@ ق@ @@د تق@ @@وم باإلعف@ @@اء من ش@ @@رط اللياق@ @@ة الص@ @@حية كم@ @@ا في بعض‬
‫الوظائف القيادية ‪.6‬‬

‫ونحن نرى ان االعفاء المبرر ل@ه الن الص@@حة ض@@رورية س@@واء في الوظ@@ائف العادي@@ة ام‬
‫القيادي@@ة‪ ،‬الن على ك@@ل موظ@@ف اداء عمل@@ه على اكم@@ل وج@@ه‪ ،‬وب@@الرغم من ض@@رورة ت@@وافر ش@@رط‬
‫اللياق @@ة الص @@حية اال ان بعض ال @@دول لم تجع @@ل ت @@وافر@ ه @@ذا الش @@رط بص @@ورة مطلق @@ة حيث أج @@ازت‬
‫تع @@يين بعض المع @@وقين او المكف @@وفين‪ ،‬اذا لم تكن ه @@ذه اإلعاق @@ة تمنع @@ه من العم @@ل وذل @@ك بش @@هادة‬
‫المرج @@ع المختص‪ .7‬ونحن نؤي @@د ض @@رورة اس @@تمرار@ ت @@وافر اللياق @@ة الص @@حية في الموظ@ @ف@ ح @@تى‬
‫بلوغ@@ه س@@ن التقاع@@د‪ ،‬ألج@@ل من@@ع انتش@@ار األم@@راض واس@@تمرار عم@@ل المراف@@ق العام@@ة‪ ،‬ويجب على‬
‫الدولة التأكيد على تطبيق هذا الشرط وفرض العقوبات الالزم@ة لتط@بيق@ ه@ذا الش@رط وخصوص@اً@‬
‫ان معظم هذه اللجان هي لجان شكلية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬ارتباط‪ .‬مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة‪:‬‬


‫تمهيد وتقسيم‪ :‬ال تستطيع االدارة القيام بمهامها بدون وج‪..‬ود‪ .‬عنص‪..‬ر بش‪..‬ري‪ .,‬حيث يق‪..‬وم‬
‫الموظف العام بتولي وظيفته بعد اتخاذ االجراءات القانونية المنصوص عليها في الق‪..‬انون وت‪..‬وافر‪.‬‬
‫الشروط التي يشترطها‪ .‬القانون في متولي الوظيفة العام‪..‬ة‪ ،‬وط‪..‬رق‪ .‬اختي‪..‬ار الم‪..‬وظفين ليس‪..‬ت على‬
‫فوزي حبيش‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.73‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬السيد محمد مدني‪ -‬القانون االداري الليبي‪ -‬دار النهضة العربية‪ -1965-1964 -‬ص‪.234‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪.‬احسان الشريف‪ -‬موجز الحقوق اإلدارية ‪ -‬ج‪ -1‬مطبعة جامعة دمشق‪ -1939 -‬ص‪.220-219‬‬ ‫‪3‬‬

‫انظر الفقرة أ ‪ -‬ثالثاً من م(‪ )22‬من القانون الخدمة المدنية@ رقم ‪ 19‬لسنة ‪.1990‬‬ ‫‪4‬‬

‫اسماعيل زكي‪ -‬ضمانات الموظفين في التعيين والترقية والتأديب‪ -‬رسالة دكتوراه‪ -1936 -‬ص‪.10‬‬ ‫‪5‬‬

‫م(‪ )6-20‬من قانون العاملين المدنيين@ في مصر‪ -‬رقم ‪ 47‬لسنة ‪.1978‬‬ ‫‪6‬‬

‫مجلة مؤتة للبحوث والدراسات‪ -‬العدد االول‪ -1992 -‬ص‪.202‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪46‬‬
‫وتيرة واحدة في الدولة الواحدة او في بلدان العالم فمنه ما يتم بالتعيين ومنه مايتم باالنتخاب ومن‪..‬ه‬
‫م‪..‬ا يتم عن طري‪..‬ق التكلي‪..‬ف‪ ،‬اال ان المب‪..‬دأ االساس‪..‬ي ال‪..‬ذي يحكم التوظ‪..‬ف في االدارة العام‪..‬ة ه‪..‬و‬
‫المساواة و هو ما اقره مبدءأ الكفاءة في تولي الظائف العامة‪.‬‬

‫وعلى أي حال فإن المرفق‪ .‬العام الذي يدار بهذا األسلوب يتمتع بذات امتيازات المرافق‬
‫العامة األخرى كونه يهدف إلى تحقيق النفع العام ‪ ,‬فهو يخضع لنفس المبادئ األساسية الضابطة‬
‫لسير المرافق العامة وهي مبدأ إقرار سير المرافق بانتظام‪ .‬واطراد ومبدأ‪ .‬قابلية المرفق‪ .‬للتعديل‬
‫ومبدأ المساواة في االنتفاع بخدمات المرفق‪ ،‬كما يتمتع الملتزم بحق شغل الدومين العام أو طلب‬
‫نزع الملكية للمنفعة العامة‪ ،‬لذا تم تقسيم هذا المبحث علي مطلبين علي النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حياد ونزاهة الوظيفة العامة‬ ‫‪-‬‬


‫المطلب الثاني ‪:‬ديمومة واستمرارية الوظيفة العامة‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حياد ونزاهة الوظيفة العامة‪:‬‬


‫‪1‬‬
‫مبدأ المساواة أمام الوظائف العامة يعتبر مبدأ اساس‪..‬يا للديمقراطي‪..‬ة اإلدارية ‪ .‬وه‪..‬ذا يع‪..‬ني‬
‫ان جميع االفراد متساوون في تولي الوظائف العام‪..‬ة ب‪..‬دون اي تمي‪..‬يز‪ .‬بس‪..‬بب ال‪..‬دين او المعتق‪..‬د او‬
‫الجنس او المذهب او الوضع االجتماعي او االقتص‪..‬ادي‪ .,‬فال يج‪..‬وز‪ .‬التمي‪..‬يز بين فئ‪..‬ة على حس‪..‬اب‬
‫فئات اخرى من المواطنين ‪.2‬‬

‫اي ان تولي الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة يتوق‪..‬ف على الكف‪..‬اءة اإلداري‪..‬ة لالف‪..‬راد في ت‪..‬ولي الوظ‪..‬ائف‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬ان الص‪..‬راع الطبقي وتحكم الطبق‪..‬ة الحاكم‪..‬ة ونف‪..‬ور الطبق‪..‬ة الفق‪..‬يرة في فرنس‪..‬ا في اواخ‪..‬ر‬
‫القرن الثامن عشر أدى إلى ظهور مبدأ المساواة وبالت‪..‬الي‪ .‬ظه‪..‬ور‪ .‬حرك‪..‬ة المفك‪..‬رين ومن اش‪..‬هرهم‬
‫جان جاك روسو‪ .‬صاحب نظرية العقد االجتماعي الذي ن‪.‬ادى ب‪..‬ان جمي‪.‬ع االف‪.‬راد متس‪..‬اوون وب‪..‬ان‬
‫جميع الحقوق التي يتمتعون بها هي سابقة على وج‪..‬ودهم‪ .،‬وان االف‪..‬راد تن‪..‬ازلوا الى المجم‪..‬وع عن‬
‫جميع حقوقهم ‪ .‬وفي ظل التقدم العلمي الواسع الذي تم‪..‬ر ب‪..‬ه دول الع‪..‬الم والتح‪..‬والت ال‪..‬تي تش‪..‬هدها‬
‫المجتمعات النامية بدأ دور المرأة يبرز‪ .‬ويتنامى على اساس انه‪..‬ا تمث‪..‬ل نص‪..‬ف الم‪..‬وارد االنتاجي‪..‬ة‬

‫د‪.‬حم@@دي امين عب@@د اله@@ادي‪ -‬أدارة ش@@ؤون م@@وظفي الدول@@ة واص@@ولها واس@@اليبها‪ -‬ط‪ -1‬دار العلم الع@@ربي‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -1976‬ص‪ 45‬وللمؤل @ @@ف اعاله‪ -‬الكفاي @ @@ة في الوظيف @ @@ة العام @ @@ة دراس @ @@ة االص @ @@ول العام @ @@ة للتنمي @ @@ة اإلداري @ @@ة‬
‫وتطبيقاتها المقارنة‪ -‬ط‪ -1‬دار الفكر العربي‪ -1966 -‬ص‪.77-76‬‬
‫أزهار صبر كاظم الهاشمي‪ -‬حق المرأة في تولي وظيفة القضاء في الشريعة والقوانين الوضعية‪ -‬رس@@الة‬ ‫‪2‬‬

‫ماجستير‪ -‬جامعة النهرين‪ -‬كلية الحقوق‪ -2005 -‬ص‪.102‬‬

‫‪47‬‬
‫البشرية عليه فأن عمل المرأة المنتج سواء كان اقتصاديا ً ام فكري‪.‬ا ً يمث‪..‬ل ض‪..‬رورة من ض‪..‬رورات‬
‫الحياة ورفاهية المجتمع االنساني بأسره‪.‬‬

‫وعن‪..‬دما ق‪..‬امت الث‪..‬ورة الفرنس‪..‬ية ع‪..‬ام ‪ 1789‬أص‪..‬درت وثيق‪..‬ة اإلعالن الع‪..‬المي لحق‪..‬وق‬
‫االنسان والمواطن الفرنسي ونص في المادة االولى منه على (ان جميع االف‪..‬راد يول‪..‬دون أح‪..‬راراً‪,‬‬
‫وبالت‪..‬الي‪ .‬هم متس‪..‬اوون ام‪..‬ام الق‪..‬انون) وه‪..‬ذا م‪..‬ا نص علي‪..‬ه ايض‪.‬ا ً الدس‪..‬تور‪ .‬الفرنس‪..‬ي لع‪..‬ام ‪1791‬‬
‫ودستورها لعام ‪ 1873‬حيث جاء في المادة السادسة منه على (ان جميع المواطنين متساوون ام‪..‬ام‬
‫القانون وهم متساوون ايضا ً في القبول بكافة الوظائف العامة حسب قدراتهم‪ .‬ودون اي تمييز اخ‪..‬ر‬
‫لغير فضائلهم ومواهبهم )‪ ,1‬كما ان اغلب الدساتير الفرنسية الحديثة اخذت بهذا المبدأ‪.‬‬

‫كم‪..‬ا ان اإلعالن الع‪..‬المي لحق‪..‬وق االنس‪..‬ان الص‪..‬ادر في ‪ 10/12/1948‬نص في الم‪..‬ادة‬


‫السادسة من‪..‬ه على مب‪..‬دأ المس‪..‬اواة في ت‪..‬ولي الوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة وج‪..‬اءت الم‪..‬ادة الحادي‪..‬ة والعش‪..‬رون‬
‫والمادة الثالثة والعشرون بنفس المعنى ايضا ً‪.2‬‬

‫ومبدأ المساواة امام الرجال والنساء يعتبر من المب‪.‬ادئ االساس‪.‬ية في ال‪.‬دول الحديث‪.‬ة‪ ،‬ففي‬
‫بداية القرن التاسع عشر بدأت ب‪..‬الظهور العدي‪..‬د من االتح‪..‬ادات النس‪..‬ائية المطالب‪..‬ة بمس‪..‬اواة الم‪..‬رأة‬
‫بالرجل‪ ،‬فهذا المبدأ ه‪..‬و من المب‪..‬ادئ الدس‪..‬تورية العالمي‪..‬ة‪ ,‬وخصوص‪.‬ا ً بع‪..‬د ان وافقت علي‪..‬ه اغلب‬
‫الدول في عام ‪ ،1948‬كما تم التاكيد على هذا المبدأ بالنص عليه في ديباجة ميث‪..‬اق االمم المتح‪..‬دة‪،‬‬
‫ففي الم‪..‬ادة (‪ )8‬من الميث‪..‬اق فرض‪..‬ت قي‪..‬وداً في االختي‪..‬ار بين الرج‪..‬ال والنس‪..‬اء س‪..‬واء م‪..‬ا يتعل‪..‬ق‬
‫بفروعها الرئيسية او الثانوية وايضاً‪ .‬المواد (‪ )57 .،55 .،13‬المتعلق‪..‬ة بع‪..‬دم التمي‪..‬يز س‪..‬واء بس‪..‬بب‬
‫الجنس او اللغة او الدين‪.‬‬

‫ومما تجدر االشارة اليه ان الواليات المتحدة األمريكية سبقت فرنس‪.‬ا‪ .‬في النص على مب‪..‬دأ‬
‫المساواة عام ‪ 1776‬غداة إعالن االستقالل األمريكي‪ .‬اال ان اإلعالن الفرنسي كان له الوقع االكبر‬
‫في نف‪..‬وس البش‪..‬ر‪ .‬حيث ك‪..‬انت المس‪..‬اواة هي الفك‪..‬رة الب‪..‬ارزة بين االفك‪..‬ار‪ .‬ال‪..‬تي حمله‪..‬ا الث‪..‬وار‪ .‬في‬
‫الثورات التي قامت في امريكا حيث طالب المهاجرون‪ .‬المس‪..‬تعمرين بجمي‪..‬ع الحق‪..‬وق والض‪..‬مانات‪.‬‬
‫التي يتمتع بها المواطنون االنكليز حيث كان هذا التيار الميثاقي‪ .‬يمثل الش‪..‬كل االول للدس‪..‬اتير‪ .‬ال‪..‬تي‬
‫انتشرت في بقية دول العالم وأكدت على مبدأ المساواة‪ ،‬حيث اكد الدس‪..‬تور األم‪..‬ريكي‪ .‬في التع‪..‬ديل‬
‫‪ 14‬وفي الفقرة االولى على أن (اليحل ألية والية ان تحرم شخصا ً الحياة او الحرية او الممتلك‪..‬ات‬
‫م(‪ )1‬من االعالن العالمي لحقوق االنسان والمواطن الفرنسي وم(‪ )6‬من الدستور الفرنسي عام ‪.1873‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬ش@ @@اب توم@ @@ا منص@ @@ور‪ -‬الق@ @@انون اإلداري‪ -‬ك‪ -2‬ط‪ -1‬دار الع@ @@راق للنش@ @@ر‪ - 1980 -‬ص‪299-298‬‬ ‫‪2‬‬

‫ود‪.‬أميمة@ فؤاد مهنا‪ -‬المرأة والوظيفة العامة‪ -‬دار النهضة العربية‪ -1984 -‬ص‪.77-76‬‬

‫‪48‬‬
‫بدون تطبيق‪ .‬القانون تطبيقا ً كامالً واليح‪.‬ق‪ .‬له‪..‬ا ان تح‪..‬رم اح‪..‬د خاض‪..‬عا ً لس‪..‬لطانها‪ .‬من المس‪..‬اواة في‬
‫الحماية امام القانون )‪.1‬‬

‫كما سارت انجلترا بما سارت عليه كل من الواليات المتح‪..‬دة األمريكي‪..‬ة وفرنس‪..‬ا ففي ع‪..‬ام ‪1919‬‬
‫نص البرلمان االنكليزي‪ .‬على تحريم أستبعاد االفراد بسبب الجنس او الزواج‪.2‬‬

‫اال ان‪..‬ه يجب االخ‪..‬ذ بنظ‪..‬ر االعتب‪..‬ار ان الدس‪..‬اتير‪ .‬الخالي‪..‬ة من مب‪..‬دأ المس‪..‬اواة بين الرج‪..‬ل‬
‫والمرأة اليعني ان هذه الدول التأخذ بهذا المبدأ اذا وجد نص عام في الدستور يقض‪..‬ي ب‪..‬ان جمي‪..‬ع‬
‫المواطنين متساوون امام القانون‪.3‬‬

‫وعند ظهور‪ .‬الحركة االشتراكية التي نادى به‪..‬ا ك‪..‬ارل م‪..‬اركس ال‪..‬تي من اه‪..‬دافها القض‪..‬اء‬
‫على الطبقة الغنية او الرأسمالية فالمساواة عندهم مساواة حقيقية الن دساتير‪ .‬ال‪..‬دول االش‪..‬تراكية او‬
‫الشيوعية لم تنص فقط على المساواة في تولي الوظائف العامة وانما نصت ايضا ً ان‪..‬ه على الدول‪..‬ة‬
‫ان تكفل لكل فرد عمالً فالعمل هنا هو حق لكل فرد تتكفل الدولة بايجاده لكل فرد قادر‪ .‬على العمل‬
‫وهذا ما نصت عليه المادة (‪ )118‬من الدستور السوفيتي لس‪..‬نة ‪ 1936‬الملغى والم‪..‬ادة (‪ )122‬من‬
‫الدستور نفسه‪.4‬‬

‫كذلك اقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة جميع الحقوق االجتماعية والثقافي‪..‬ة للم‪..‬رأة ع‪..‬ام‬
‫‪ 1956‬في أتفاقيتين دولي‪..‬تين كم‪..‬ا ص‪..‬در اإلعالن الع‪..‬المي للقض‪..‬اء على التمي‪..‬يز ض‪..‬د الم‪..‬رأة ع‪..‬ام‬
‫‪ ،1967‬كما تم النص على القضاء على كل ما يتعلق بالتمييز بين الرجل والمرأة في اتفاقية دولي‪..‬ة‬
‫في عام ‪ ،1979‬كم‪..‬ا اعت‪..‬برت س‪..‬نة ‪ 1975‬س‪.‬نة دولي‪..‬ة للم‪..‬رأة من قب‪.‬ل الجمعي‪.‬ة العام‪..‬ة‪ ،‬ام‪..‬ا قم‪..‬ة‬
‫التطور واالهتمام‪ .‬الذي القته المرأة كان في انعق‪.‬اد الم‪.‬ؤتمر ال‪.‬دولي‪ .‬الخ‪.‬اص ب‪.‬المرأة في مكس‪.‬يكو‬
‫سيتي ونص هذا المؤتمر‪ .‬على المساواة بين المواطنين في تولي الوظائف‪ .‬العام‪..‬ة‪ ،‬والمش‪..‬اركة في‬
‫صنع القرار السياسي‪ ,‬كما نص على حقها في التعليم والتدريب والعمل‪ ،‬كما تم عق‪.‬د م‪..‬ؤتمر ث‪..‬اني‬
‫ع‪..‬المي ‪ ،1980‬ف‪..‬الفترة م‪..‬ا بين ‪ 1985-1976‬ك‪..‬انت من الف‪..‬ترات الخص‪..‬بة لعق‪..‬د الم‪..‬ؤتمرات‬
‫واستمرت المؤتمرات باالنعقاد ومنها‪ .‬ما تم برعاية البرنامج اإلنمائي وجامعة الدول العربية‪.5‬‬

‫دس@تور الوالي@ات المتح@دة االمريكي@ة ‪ -1787‬الموس@@وعة العربي@@ة للدس@@اتير العالمي@@ة‪ -‬االدارة العام@ة للتش@@ريع‬ ‫‪1‬‬

‫والفتوى‪ -‬الجمهورية العربيةالمتحدة‪.1966 -‬‬


‫د‪.‬اميمة@ فؤاد مهنا‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.78‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪.‬شاب توما منصور‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.299‬‬ ‫‪3‬‬

‫م(‪ 118‬و‪ )122‬من دستور االتحاد السوفيتي لسنة ‪ 1936‬الملغى‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪49‬‬
‫كما قامت عدة اتحادات ومنظمات بعقد مؤتمراته‪.‬ا‪ .‬لمس‪..‬اواة الرج‪..‬ل ب‪..‬المرأة منه‪..‬ا منظم‪..‬ة‬
‫العمل العربية التي نادت بالتساوي في االجور بين الرجال والنساء في االعمال المماثلة‪.1‬‬

‫كما تم عق‪..‬د م‪.‬ؤتمرات‪ .‬في ق‪..‬ارة افريقي‪.‬ا منه‪..‬ا الم‪..‬ؤتمر البرلم‪..‬اني النس‪..‬ائي االف‪.‬ريقي‪ .‬ع‪.‬ام‬
‫‪ 1974‬في القاهرة‪.2‬‬

‫واخيراً فان اغلب الدساتير تنص على المساواة في تولي الوظائف العامة ‪ .3‬في حين نج‪..‬د‬
‫ان البعض االخر ينص على هذا المبدأ في ديباجته ‪ .4‬اما القس‪..‬م االخ‪..‬ر من ال‪..‬دول فينص علي‪..‬ه في‬
‫القوانين الوظيفية ‪.5‬‬

‫لقد اصبح مبدأ المساواة مبدأً ضروريا ً المحيص عن‪..‬ه س‪..‬واء تم ذك‪..‬ره في الدس‪..‬تور‪ .‬او في‬
‫الديباجة او في ق‪..‬وانين التوظ‪.‬ف‪ .‬او تم إق‪..‬راره من قب‪..‬ل الجمعي‪..‬ة العام‪..‬ة في إعالنه‪..‬ا الص‪..‬ادر‪ .‬ع‪..‬ام‬
‫‪ 1948‬فهذا المبدأ مبدأ دستوري‪ .‬مهم ‪.6‬‬

‫اما الشريعة االسالمية فقد اقرت المساواة في تولي الوظائف‪ .‬العامة بين الرج‪..‬ل والم‪..‬رأة‪،‬‬
‫فالرسول‪( .‬ص) لم يستغ ِن عن النساء في العمل منها على سبيل المثال عملها كممرضة في حروبه‬
‫وغزواته‪ ،‬فكانت المرأة بجانب الرجل في عهد الرسول بحسب طبيعتها الجسمانية ومن الوظ‪..‬ائف‬
‫التي شغلتها المرأة وظيفة المحتسب ‪ .7‬اال ان هناك من يرى من الفقه ان المرأة غير مؤهلة لش‪..‬غل‬
‫منصب االمارة والقضاء‪ ،‬النه قد ينتج الدارتها لهذا المنصب فوضى‪.8‬‬

‫االمم المتح @ @@دة وحق @ @@وق االنس @ @@ان‪ -‬من منش @ @@ورات االمم المتح @ @@دة بمناس @ @@بة ال @ @@ذكرى الثالثين‪ -‬نيوي @ @@ورك‪-‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -1978‬ص‪ 274‬ومجل@ @ @@ة التنمي@ @ @@ة العالمي@ @ @@ة ع@ @ @@دد ش@ @ @@باط ‪ -1989‬ش@ @ @@عبة االعالم‪ -‬برن@ @ @@امج االمم المتح@ @ @@دة‬
‫االنمائي‪ -‬ص‪ 30‬ومجلة اليونسكو العدد‪ 172-171‬اكتوبر ونوفمبر سنة ‪ -1975‬ص‪.63‬‬
‫أق @@ر مكتب العم @@ل ال @@دولي في ع @@ام ‪(1951‬االتفاقي @@ة الخاص @@ة بالمس @@اواة في االج @@ور بين العام @@ل والعامل @@ة‬ ‫‪1‬‬

‫بالنس @@بة للعم @@ل الواح @@د ذي القيم @@ة الواح @@دة ود‪.‬عائش @@ة راتب‪ -‬دور منظم @@ة العم @@ل العربي @@ة في مج @@ال حماي @@ة‬
‫ورعاية المرأة العاملة‪ -‬بحث منشور في مجلة العمل العربية‪ -‬ع‪ -2‬س‪ -1974 -1‬ص‪.70‬‬
‫د‪.‬اميمة@ فؤاد مهنا‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.81‬‬ ‫‪2‬‬

‫على سبيل المثال دستور مصر لسنة ‪ 1971‬م(‪ )40‬ودستور الكويت الص@@ادر س@@نة ‪ 1962‬م(‪ )29‬والدس@@تور‬ ‫‪3‬‬

‫االمريكي لسنة ‪ 1787‬م(‪.)27‬‬


‫منها دستور مالي لسنة ‪ 1959‬ودستور جابون لسنة ‪.1961‬‬ ‫‪4‬‬

‫منها قانون التوظف العام الفرنسي في المادة (‪ )7‬من كل من التشريعين الصادرين عام ‪.1959 ،1946‬‬ ‫‪5‬‬

‫د‪.‬اميمة@ فؤاد مهنا‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.82‬‬ ‫‪6‬‬

‫د‪.‬علي عبد القادر مصطفى‪ -‬الوظيفة العامة في النظام االسالمي وفي النظم الحديثة‪ -‬ط ‪ - 1983 -1‬ص‬ ‫‪7‬‬

‫‪.219‬‬

‫‪50‬‬
‫كما ان هناك شواهد حية على اقرار‪ .‬الرسول لعمل المرأة منها ما اورده صحيح البخ‪..‬اري‬
‫لقول اسماء بنت ابي بك‪..‬ر (رض) وزوج‪..‬ة الزب‪..‬ير ( فكنت اعل‪..‬ف فرس‪..‬ه واكفي‪..‬ه مؤنت‪..‬ه واسوس‪..‬ه‬
‫وادق النوى لنا ضجة واعلفه واستسقى الماء واغرز غرب‪..‬ه‪ .‬وكنت انق‪..‬ل الن‪..‬وى من ارض الزب‪..‬ير‬
‫التي اقطعه رسول هللا على رأسي وهي ثلثي فرسخ) ‪.1‬‬

‫اما في مصر فنجد ان الدستور المصري‪ .‬الدائم لعام ‪ 1971‬نص في المادة (‪ )40‬منه على‬
‫(ان المواطنين ل‪..‬دى الق‪..‬انون س‪..‬واء‪ ,‬وهم متس‪..‬اوون‪ .‬في الحق‪..‬وق والواجب‪..‬ات‪ .‬العام‪..‬ة التمي‪..‬يز بينهم‬
‫بسبب الجنس او اللغـة او ال‪..‬دين او العقي‪..‬دة ) كم‪..‬ا ج‪..‬اءت الم‪..‬ادة (‪ )14‬لتنص على ان ح‪..‬ق ت‪..‬ولي‬
‫الوظائف العامة ح‪..‬ق دس‪.‬توري لك‪..‬ل المواط‪.‬نين ام‪..‬ا التش‪.‬ريعات‪ .‬الوظيفي‪.‬ة ومنه‪.‬ا ق‪..‬انون الع‪.‬املين‬
‫المدنيين رقم‪ 47 .‬لسنة ‪ 1978‬فهو لم ينص على مبدأ المساواة في تولي الوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة‪ ،‬كم‪..‬ا ان‬
‫قانون نظام الع‪..‬املين الم‪..‬دنيين بالقط‪..‬اع الع‪..‬ام رقم ‪ 48‬لس‪..‬نة ‪ 1978‬ف‪..‬رق‪ .‬بين الرج‪..‬ل والم‪..‬رأة في‬
‫الترش‪..‬يح لت‪..‬ولي الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة من حيث الص‪..‬الحية ‪ .2‬ام‪..‬ا في الع‪..‬راق فمن‪.‬ذ‪ .‬والدة اول دس‪..‬تور‪.‬‬
‫عراقي عام ‪ 1925‬نص على مبدأ المساواة فيعتبر هذا المبدأ حجر الزاوي‪..‬ة ألي نظ‪..‬ام ديمق‪..‬راطي‪.‬‬
‫حر‪ ،‬تجسد هذا المب‪..‬دأ عن‪..‬دما نص علي‪..‬ه في الم‪..‬ادة (‪ )6‬من الب‪..‬اب االول من الدس‪..‬تور اعاله حيث‬
‫جاء فيه (الفرق بين العراقيين في الحقوق امام الق‪..‬انون وان اختلف‪..‬وا في القومي‪..‬ة وال‪..‬دين واللغ‪..‬ة)‪،‬‬
‫وهذا يعني ان جميع العراقيين متساوون في الحق‪..‬وق ام‪..‬ام الق‪..‬انون‪ .3‬كم‪..‬ا نص‪..‬ت الم‪..‬ادة (‪ )18‬من‬
‫الدستور نفسه على ان (العراقيون متساوون في التمتع بالحقوق‪ .‬المدنية والسياسية وفيما عليهم من‬
‫الواجب‪..‬ات والتك‪..‬اليف العام‪..‬ة التمي‪..‬يز بينهم بس‪..‬بب االص‪..‬ل واللغ‪..‬ة وال‪..‬دين واليهم وح‪..‬دهم‪ .‬يعه‪..‬د‬
‫بالوظائف‪ .‬العامة مدنية كانت ام عسكرية‪.4)....‬‬

‫عب @@د الوه @@اب الت @@ونجي‪ -‬حق @@وق الم @@رأة في الش @@ريعة االس @@المية والق @@وانين المقارن @@ة‪ -‬مجل @@ة العدال@@@ة لدول@@@ة‬ ‫‪8‬‬

‫االمارات العربية‪-‬ع‪-28‬س‪ -1981-8‬ص‪.63‬‬


‫صحيح البخاري‪ -‬دار أحياء التراث العربي‪ -‬ج‪ -7‬بيروت لبنان‪ -‬ص‪ 46-45‬ومنال فنجان عل@ك‪ -‬مب@دأ‬ ‫‪1‬‬

‫ع@@دم التمي@@يز ض@@د الم@@رأة في الق@@انون ال@@دولي والش@@ريعة االس@@المية‪ -‬رس@@الة ماجس@@تير‪ -‬كلي@@ة الق@@انون‪ -‬جامع@@ة‬
‫بغداد‪ -2001-2000 @-‬ص‪.22-9‬‬
‫د‪.‬محم@@ود حلمي‪ -‬النظ@@ام الدس@@توري في الجمهوري@@ة العربي@@ة المتح@@دة‪ -‬دار الفك@@ر الع@@ربي‪ -1965 -‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 179‬ود‪ .‬عثمان خليل عثم@@ان‪ -‬الق@@انون الدس@@توري‪ -‬الكت@@اب االول‪ -‬مطبع@@ة مص@@ر‪ -‬الق@@اهرة‪ -1956 -‬ص‬
‫‪.140‬‬
‫د‪.‬رع @@د الج @@دة‪ -‬التش @@ريعات الدس @@تورية في الع @@راق‪ -‬من منش @@ورات بيت الحكم @@ة‪ -1998 -‬ص‪ 34‬وم @@ا‬ ‫‪3‬‬

‫بع@@دها وينظ@@ر ك@@ذلك ش@@رح ه@@ذه الم@@ادة د‪ .‬حس@@ن اب@@و الس@@عود س@@يف‪ -‬الق@@انون الدس@@توري‪ -‬مطبع@@ة الجزي@@رة‪-‬‬
‫بغداد‪ -1938 @-‬ص‪.487-486‬‬

‫‪51‬‬
‫اال ان المالحظ في هذه المواد تحديده لحاالت عدم التمييزبـ(القومية والدين واللغ‪.‬ة ) ولم يتم النص‬
‫على الجنس او الحالة االجتماعية او االقتصادية او المذهب‪ ،‬وهذا يعني انه يجوز التمي‪..‬يز بالنس‪..‬بة‬
‫لهذه الحاالت وعدمه في ما تم ذكره سلفاً‪.‬‬

‫اال انه وبالرغم من ذلك فالمرأة العراقية انتجت واستطاعت ان تثبت دورها في الحياة المهنية وان‬
‫تواكب الرجل في تطلعاته الثقافي‪..‬ة االخ‪..‬رى ال‪..‬تي لم تح‪..‬رم منه‪..‬ا‪ ,‬ففي ع‪..‬ام ‪ 1928‬حص‪..‬لت إم‪..‬رأة‬
‫عراقية من مجموع اثنين على نطاق القطر على شهادة الماجستير‪ .‬وفي عام ‪ 1931‬حصلت إم‪..‬رأة‬
‫عراقية على شهادة الدكتوراه من مجموع خمسة على نطاق القطر ايضا ً ‪.1‬‬

‫وتوالت الدساتير الجمهورية على النص على مبدأ المساواة وعلى ح‪..‬ق ك‪..‬ل العراق‪..‬يين في‬
‫تولي الوظائف العامة وعلى حقوقهم وحرياتهم‪ ،‬اال ان السؤال الذي يثور هل جمي‪..‬ع ه‪..‬ذه المب‪..‬ادئ‬
‫تم تطبيقها على صعيد الواقع ام كانت حبراً على ورق وكان للمحسوبية االث‪..‬ر المباش‪..‬ر في تع‪..‬يين‬
‫المواطنين‪.‬‬

‫كم‪..‬ا نص ق‪..‬انون ادارة الدول‪..‬ة العراقي‪..‬ة للمرحل‪..‬ة االنتقالي‪..‬ة في الم‪..‬ادة (‪ )12‬على مب‪..‬دأ‬
‫المساواة حيث نصت على ان (العراقيون كافة متساوون في حقوقهم بصرف النظر عن الجنس او‬
‫الرأي او المعتقد او القومية او الدين او المذهب او األصل وهم سواء امام القانون )‪.2‬‬

‫والمالح‪..‬ظ‪ .‬هن‪..‬ا ان اول م‪..‬ا وض‪..‬عه المش‪..‬رع الع‪..‬راقي في ع‪..‬دم التمي‪..‬يز ه‪..‬و الجنس اي‬
‫األختالف ما بين الرجل والمرأة وذلك محاولة منه للقضاء على المرحلة المتأخرة التي يعاني منها‬
‫بلدنا والزال يعاني من هذه المشكلة الى اآلن والسيما‪ .‬بالنسبة للوظائف‪ .‬القيادي‪..‬ة‪ ،‬وعلى ال‪..‬رغم من‬
‫ذلك الزلنا نجد من ال يساوي ما بين الرجل والمرأة منه‪..‬ا الخب‪..‬ير المص‪..‬ري د‪.‬احم‪..‬د عب‪..‬د هللا فه‪..‬و‬
‫اليساوي مابين الرجل والمرأة فالرجل يكتسب القوامة بقيامه بادارة شوون أسرته‪.3‬‬

‫كما تم النص على مبدأ المساواة في الدستور العراقي‪ .‬الح‪..‬الي في الم‪..‬ادة (‪ )14‬من‪..‬ه حيث‬
‫جاء فيه‪..‬ا (العراقي‪..‬ون متس‪..‬اوون ام‪..‬ام الق‪..‬انون دون تمي‪..‬يز بس‪..‬بب الجنس او الع‪..‬رق او القومي‪..‬ة او‬

‫للمزيد من التفاص@يل ح@ول مب@دأ المس@اواة في ت@ولي الوظ@ائف العام@ة ال@ذي نص@ت علي@ه الم@ادة(‪ )18‬وازه@ار‬ ‫‪4‬‬

‫عب@@د الك@@ريم عب@@د الوه@@اب‪ -‬الحق@@وق والحري@@ات العام@@ة في ظ@@ل الدس@@اتير العراقي@@ة‪ -‬رس@@الة ماجس@@تير‪ -‬جامع@@ة‬
‫بغداد‪ @-‬كلية القانون‪ -1983 -‬ص‪.53-52‬‬
‫عب@د الحمي@د العل@وجي‪ -‬النت@اج النس@وي في الع@راق خالل ‪ -1974-1923‬تق@ديم بديع@ة أمين اص@در بمناس@بة‬ ‫‪1‬‬

‫السنة الدولية للمرأة‪ -‬بدون مكان للطبع‪ -1975 -‬ص‪12‬وما بعدها‪.‬‬


‫المادة(‪)12‬من قانون ادارة الدولة للمرحلة االنتقالية العراقي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫ليس الذكر كاالنثى‪ -‬مقال مسحوب من شبكة االنترنيت ‪.www.newegypt.com‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪52‬‬
‫االصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع االقتصادي او االجتم‪..‬اعي )‪،1‬‬
‫وه‪..‬ذا يع‪..‬ني ان نفس اللفت‪..‬ة ال‪..‬تي س‪..‬رت على ق‪..‬انون إدارة الدول‪..‬ة للمرحل‪..‬ة االنتقالي‪..‬ة تس‪..‬ري على‬
‫الدستور العراقي‪ .‬الحالي‪ ،‬وهذا يدل على ان الدستور نظر الى جميع افراد الشعب نظ‪..‬رة متس‪..‬اوية‬
‫على الرغم من اختالفاتهم‪ .‬ولم يتبنَ أي تبرير للتمييز سواء كان بسبب الجنس او الدين او اللغ‪..‬ة او‬
‫القومية‪...‬الخ‪.2‬‬

‫واخيراً ما يمكننا قوله هنا ان مب‪..‬دأ المس‪..‬اواة اليمكن تحقيق‪..‬ه في واق‪..‬ع متخل‪..‬ف مت‪..‬أثر م‪..‬ا لم تتغ‪..‬ير‬
‫نظرة المجتمع سواء ما يتعلق منها بالتمييز‪ .‬ما بين الرجل والم‪..‬رأة او م‪..‬ا بين الرج‪..‬ل والرج‪..‬ل‪ ،‬او‬
‫ما بين المرأة ومرأة اخرى ألسباب دينية او قومية او مذهبية‪ ،‬فلتحقيق الديمقراطية والحري‪..‬ة الب‪..‬د‬
‫النظ‪..‬ر الى الف‪..‬رد الى ان‪..‬ه ع‪..‬راقي يحم‪..‬ل الجنس‪..‬ية العراقي‪..‬ة ومس‪..‬اواة الرج‪..‬ل ب‪..‬المرأة في ت‪..‬ولي‬
‫الوظائف‪ ،‬فالمساواة المقصودة ما بين الرجل والمرأة هي المساواة ال‪..‬تي يك‪..‬ون جوهره‪..‬ا االق‪..‬رار‬
‫ب‪.‬الواقع‪ .‬المتك‪.‬افئ‪ .‬للم‪.‬رأة م‪..‬ع الرج‪.‬ل في بن‪.‬اء المجتم‪..‬ع الجدي‪.‬د وم‪.‬ا يتطلب‪..‬ه من انعكاس‪.‬ات عملي‪.‬ة‬
‫واضحة على المركز‪ .‬القانوني‪ .‬واالجتماعي والسياسي‪ .‬واالقتصادي لها‪.3‬‬

‫المطلب الثاني ديمومة واستمرارية الوظيفة العامة‪:‬‬

‫والقطاع العام لم يشترط صفة الديمومة في تعريفه للموظ‪.‬ف‪ .‬الع‪.‬ام وه‪.‬و أم‪..‬ر يع‪.‬ني س‪.‬ريان ذل‪..‬ك‬
‫القانون على الموظفين المؤق‪..‬تين‪ .‬ه‪..‬ذا من جه‪..‬ة ومن جه‪..‬ة اخ‪..‬رى ف‪..‬أن الفق‪..‬رة (س‪..‬ابعاً) من ق‪..‬رار‬
‫مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم (‪ )603‬لسنة ‪ 1987‬قضت بأن تطبق على الموظفين المؤق‪..‬تين‬
‫في التعيين وفي الحقوق والواجبات في غير ما ورد في القرار ق‪..‬وانين وقواع‪.‬د‪ .‬الخدم‪..‬ة والتقاع‪..‬د‬
‫وق‪..‬رارات مجلس قي‪..‬ادة الث‪..‬ورة (المنح‪..‬ل) ال‪..‬تي تطب‪..‬ق على الم‪..‬وظفين في ال‪..‬دوائر ال‪..‬تي يعمل‪..‬ون‬
‫فيها(‪ ،)14‬هذا وقد سبق لمجلس االنضباط‪ .‬العام ان قضى بأن الموظف‪ .‬المؤقت يمل‪.‬ك نفس المرك‪.‬ز‬

‫المادة (‪ )14‬من الدستور العراقي الحالي‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫شرح مسودة الدستور العراقي‪ -‬أعدادالمنظمة العراقية لتنسيق حقوق االنسان‪ -‬العراق‪ -2005 -‬ص‪.7‬‬ ‫‪2‬‬

‫أ زمة حقوق االنسان في الوطن العربي‪ -‬مركز أتحاد المحاسبين العرب للبحوث والدراسات القانونية العم‪..‬ال‬ ‫‪3‬‬

‫اتحاد المحامين‪ -‬خالل الفترة ما بين ‪ -1989-1985‬ص‪.281‬‬


‫‪ )1)4‬د‪ .‬غازي فيصل مهدي – شرح احكام قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم ‪ 14‬لسنة ‪– 1991‬‬
‫المصدر السابق‪ -‬ص(‪. )59‬‬
‫‪53‬‬
‫القانوني والعالقة التنظيمية مع ادارات الدولة عدا االستغناء عن خدماته بعد انتهاء المدة(‪ 2.)21‬كما‬
‫وتسري‪ .‬أحكام قانون إنضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم ‪ 14‬السنة ‪ 1991‬وفق الفقرة أوالً‬
‫من المادة ‪ 2‬منه على جميع موظفي الدولة والقطاع العام عدا من إستثنتهم الفقرة الثامن‪..‬ة من ذات‬
‫المادة وهم منتسبو دي‪..‬وان الرئاس‪..‬ة والق‪..‬وات المس‪..‬لحة وق‪..‬وى األمن ال‪..‬داخلي وجه‪..‬از المخ‪..‬ابرات‬
‫وهيئة التصنيع العسكري‪ .‬والقضاء وأعضاء اإلدعاء الع‪..‬ام أال إذا وج‪..‬د في ق‪..‬وانينهم‪ .‬نص يقض‪..‬ي‬
‫بتطبيق أحكامه (‪ )3‬وهذا يعني أن مسلك المشرع العراقي‪ .‬في هذا الصدد هو مسلك محم‪..‬ود بص‪..‬دد‬
‫توحيد القواعد القانونية التي يخضع لها موظفي الدول‪..‬ة عموم‪.‬ا ً فه‪..‬و يس‪..‬ري‪ .‬على جمي‪..‬ع م‪..‬وظفي‬
‫الدولة بإستثناء المنتسبين المشار اليهم(‪. )4‬‬

‫هذا وقد وردت تعريفات أخرى للموظفين في تشريعات‪ .‬خاصة بطوائف‪ .‬معينة من الم‪..‬وظفين من‬
‫ذلك مثالً قانون المؤسسات الدينية والخيري‪..‬ة رقم ‪ 67‬لس‪..‬نة ‪ 1971‬الملغى حيث ع‪..‬رف الموظ‪..‬ف‬
‫بأنه‪( :‬كل شخص عهدت اليه وظيفة في مالك المؤسسات الدينية والخيرية)(‪.)13‬‬

‫كما وعرف قانون التقاعد الموحد رقم (‪ )27‬لسنة ‪ 2006‬المع‪.‬دل الموظ‪.‬ف بأن‪.‬ه ‪ ( :‬ك‪.‬ل ش‪.‬خص‬
‫عهدت اليه وظيفة داخله في المالك المدني او العسكري‪ .‬او ق‪..‬وى االمن ال‪..‬ذي يتقاض‪.‬ى‪ .‬راتب‪.‬ا ً من‬
‫الدولة وتستقطع من راتبه الوظيفي‪ .‬التوقيفات التقاعدية ويشمل ذل‪..‬ك موظ‪..‬ف القط‪..‬اع الع‪..‬ام م‪..‬ا لم‬
‫يرد به نص خاص في هذا القانون يقضي بخالف ذلك ) ‪.‬‬

‫ولذلك نجد من المناسب في بحثنا هذا ان نتبنى التعريف‪ .‬الوارد في قانون انضباط‪ .‬موظفي الدول‪..‬ة‬
‫والقطاع العام رقم‪ 14 .‬لسنة ‪ ،1991‬حيث جاء مراعيا ً لمختلف التشريعات التي وحدت بين فئات‬
‫العاملين في الدولة ‪.‬‬

‫اما بالنسبة لموق‪.‬ف‪ .‬المش‪.‬رع المص‪..‬ري من مفه‪.‬وم الموظ‪..‬ف الع‪..‬ام فأن‪.‬ه يمكن الق‪..‬ول ان المش‪.‬رع‬
‫المصري لن يضع تعريف‪.‬ا جامع‪.‬ا مانع‪.‬ا لمفه‪.‬وم الموظ‪.‬ف الع‪.‬ام في جمي‪.‬ع الق‪.‬وانين حيث نص‪.‬ت‬
‫‪ )2(1‬قرار مجلس االنضباط العام المرقم ‪ 88 -691‬في ‪ 1988-11-2‬وهو غير منشور‪.‬‬
‫(‪ )3‬د‪ .‬غازي فيصل مهدي – شرح احكام قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم ‪ 14‬لسنة ‪– 1991‬‬
‫‪ - 2001‬ص(‪)8‬‬
‫(‪ )1‬د‪ .‬غازي فيصل مهدي ـ المصدر السابق ـ ص (‪. )8‬‬
‫‪2‬‬

‫المادة (‪ )1‬من القانون المذكور‪.‬‬ ‫‪)2(3‬‬

‫د‪ .‬محمد فؤاد مهنا ـ مباديء وأحكام القانون اإلداري في ظل اإلتجاهات الحديثة ـ دراسة مقارنة ـ منشأة‬ ‫(‪)3‬‬

‫المعارف ـ اإلسكندرية ـ ‪ 1975‬ـ ص (‪. )580‬‬

‫‪54‬‬
‫المادة الرابعة عشرة من دستور ‪ 1971‬بأن الوظائف‪ .‬العامة حق للمواطنين وتكليف‪ .‬للق‪..‬ائمين به‪..‬ا‬
‫لخدمة الشعب‪ ).......‬ولو اننا تفحصنا نصوص القوانين المتعاقب‪..‬ة بالنس‪..‬بة لم‪..‬وظفي الدول‪..‬ة ومن‪..‬ذ‬
‫ص‪..‬دور‪ .‬الق‪..‬انون رقم ‪ 210‬لس‪..‬نة ‪ 1951‬ومن ثم الق‪..‬انون رقم ‪ 46‬لس‪..‬نة ‪ 1964‬والق‪..‬انون رقم ‪58‬‬
‫لس‪..‬نة ‪ 1971‬واخ‪..‬يرا الق‪..‬انون الح‪..‬الي رقم ‪ 47‬لس‪..‬نة ‪ 1978‬لوج‪..‬دنا‪ .‬انه‪..‬ا اقتص‪..‬رت على بي‪..‬ان‬
‫الخاضعين الحكام القانون دون االشارة الى وضع تعريف محدد ودقيق‪ .‬لمفهوم الموظف العام ) ‪.‬‬
‫فهناك نظامين يحكمان غالبية الموظفين في مصر وهما ‪ -:‬النظام‪ .‬الذي يحكم العاملين في القط‪..‬اع‬
‫العام ويعني‪ .‬مجموعة من الموظفين العاملين في المؤسسات‪ .‬العامة وما يتبعها من ش‪..‬ركات عام‪..‬ة‬
‫وجمعيات عامة وهو مايطلق‪ .‬عليه إصطالح القطاع العام(‪. )2‬‬

‫‪2‬ـ النظام الذي يحكم العاملين في الوزارات‪ .‬والمصالح ووحدات‪ .‬اإلدارة المحلي‪..‬ة واخ‪..‬يراً ش‪..‬موله‬
‫طوائ‪.‬ف‪ .‬الم‪..‬وظفين ال‪..‬تي له‪..‬ا نظم قانوني‪..‬ة خاص‪..‬ة به‪..‬ا في ح‪..‬ال ع‪..‬دم وج‪..‬ود نص في تل‪..‬ك النظم‬
‫الخاصة(‪. )1‬‬

‫اما بالنسبة لموقف المشرع الفرنسي بصدد تحديد مفهوم الموظ‪..‬ف الع‪..‬ام ف‪.‬أن تش‪..‬ريعات الوظيف‪..‬ة‬
‫العامة في فرنسا مثلما هو الحال في مص‪..‬ر على تع‪.‬دادها وتعاقبه‪.‬ا‪ .‬نق‪.‬ول انه‪.‬ا لم تتض‪..‬من تعريف‪..‬ا‬
‫شامال للموظف العام بل ان ما ورد من نصوص في ه‪..‬ذه الق‪..‬وانين ك‪..‬ان تحدي‪.‬دا لمع‪..‬نى الموظ‪.‬ف‪.‬‬
‫العام في مجال تطبيق احكامها فعرف‪ .‬ق‪..‬انون الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة الفرنس‪..‬ي لس‪..‬نة ‪ 1984‬الم‪..‬وظفين‬
‫(ب‪..‬أنهم االش‪..‬خاص المعين‪..‬ون بوظيف‪..‬ة دائم‪..‬ة ويش‪..‬غلون‪ .‬اح‪..‬دى درج‪..‬ات الس‪..‬لم االداري لالدارة‬
‫المركزية او في احد المؤسسات‪ .‬العامة)(‪ .)2‬وهذا يع‪..‬ني إن التش‪..‬ريع الفرنس ‪.‬ي‪ .‬أقتص ‪.‬ر‪ .‬دوره على‬
‫إيراد األش‪..‬خاص ال‪..‬ذين تطب‪..‬ق عليهم أحك‪..‬ام ه‪..‬ذا التش‪..‬ريع دون إي‪..‬راد العناص‪..‬ر األساس‪..‬ية الالزم‬
‫توافرها‪ .‬في الشخص لكي يمكن أعتباره موظفا ً عاما ً ‪ ،‬أي بعبارة أخرى إن المشروع‪ .‬الفرنسي قد‬
‫أخذ بالمعيار‪ .‬الشكلي فهو‪ .‬اليعبر بدقة عن مفهوم المنطق العام ‪ .‬من كل ما تقدم فأننا ال نك‪..‬اد نج‪..‬د‬
‫في القوانين السالفة الذكر تعريفا يحدد الموظف‪ .‬العام على الرغم من ان هذه القوانين ق‪..‬د تط‪..‬رقت‪.‬‬
‫الى تحديد االشخاص الذين تسري عليهم احكامها اال ان هذا االمر ال يعني ان ما ع‪..‬داهم ال يمكن‬
‫اعتبارهم‪ .‬موظفين عموميين في قوانين اخرى هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان جمي‪..‬ع م‪..‬ا ورد‬
‫في القوانين السالفة الذكر م‪.‬ا ه‪.‬و اال مج‪.‬رد بي‪.‬ان للعناص‪.‬ر‪ .‬ال‪.‬واجب توافره‪..‬ا لكي يمكن اعتب‪.‬ار‬
‫الشخص موظفا عاما في الدولة ‪.‬‬

‫د‪ .‬محمد فؤاد مهنا ـ المصدر السابق ـ ص (‪ )579‬وما بعدها ‪.‬‬ ‫(‪)1()2‬‬

‫قانون الوظائف العامة الفرنسي الصادر في ‪ - 1984‬المادة االولى منه ‪ -‬نقال عن د‪ .‬خالد خليل الظاهر‬ ‫(‪)2‬‬

‫– المصدر السابق ص‪. )197( .‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني مبدأ الكفاءة ما بين االستثناء والرقابة‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬

‫تلعب الوظيفة العامة دورا محوريا‪ .‬في تكوين بنيان الدولة الحديثة فالغاية منها ال‬
‫تقتصر على أداء بعض اإلعمال الالزمة لتسيير المرافق‪ .‬العامة‪ ,‬وإنما تتعداها إلى غاية أسمى‬
‫وهي تحقيق المنفعة العامة‪ .‬وال ريب في أن قيام الدولة بوظائفها على النحو المنشود‪ .‬يتطلب كفاءة‬
‫جهازها اإلداري‪ ،‬ومن اجل ذلك فقد أولت قوانين الوظيفة العامة أهمية خاصة بالنسبة الختيار‪.‬‬
‫أفضل المتقدمين لشغل الوظيفة العامة من اجل ضمان ديمومة وانتظام تقديم الخدمات العامة‬
‫للجمهور من خالل حسن تسيير المرافق‪ .‬العامة بانتظام‪ .‬واطراد ‪ ,‬إذ أن العنصر المادي لوحده‬
‫كاف لقيام مؤسسات الدولة بأعمالها ‪,‬إذ البد من تظافر‪ .‬العنصر البشري مع العنصر المادي‪,‬‬
‫ٍ‬ ‫غير‬
‫وهذا يتطلب اختيار موظفين ذوي كفاءات وخبرات يعملون على استخدام األموال العامة‬
‫االستخدام األمثل بهدف خدمة الصالح العام‪ .‬ويمثل استشراء حاالت االنحرافات واختالس‬
‫األموال وإهمال الواجبات الوظيفية وإساءة استعمال السلطة اإلدارية تهديداً حقيقيا ً للنظام الوظيفي‬
‫اإلداري‪ ،‬السيما عندما تشكل ظاهرة عامة تستشري في الجهاز اإلداري‪ ،‬ومن ثم فقد وفرت‬
‫قوانين الوظيفة العامة لإلدارة العديد من الوسائل التي تستعين بها اإلدارة من اجل تقويم السلوك‬
‫المعوج وكشف‪ .‬المخالفات المالية واإلدارية والجرائم‪ .‬التي يرتكبها‪ .‬العاملون وإبالغ النتائج التي‬
‫يتم التوصل‪ .‬إليها لجهات االختصاص التخاذ اإلجراء المناسب بشأنها‪ .,‬ومنها تضمين الموظف‪.‬‬
‫الذي يلحق أضراراً بخزينة الدولة‪ ,‬وهذا اإلجراء بقدر ما تصبو‪ .‬إليه اإلدارة من أهداف باعتباره‬
‫وسيلة هامة لكشف االنحراف‪,‬أال انه ينبغي أال يكون وسلية لتصيد األخطاء أو محالً للنزاعات‬
‫الشخصية ‪ .‬واالصل في الوظيفة العامة هو المساواة اال انه قد ترد بعض االستثناءات وهو ما‬
‫سنقوم بذكره في المبحث األول من هذا الفصل ثم ننتقل الي المبحث الثاني وهو الرقابة علي مبدأ‬
‫الكفاءة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫المبحث األول االستثناءات التي ترد على مبدأ الكفاءة‪:‬‬

‫تمهيد وتقسيم‪:‬‬
‫االستثناءات هي بعض الوظائف‪ .‬التي تك‪..‬ون ت‪..‬رد بعض االس‪..‬تثناءات علي‪.‬ه بم‪..‬ا يس‪..‬مى بالوظ‪..‬ائف‪.‬‬
‫المحجوزة(‪ )1‬فهذه الطريقة (الوظائف‪ .‬المحجوزة) يقصد بها ان يتولى‪ .‬الوظائف‪ .‬بعض االفراد دون‬
‫ب‪..‬اقي الفئ‪..‬ات‪ .‬فال يوج‪..‬د مح‪..‬ل للمنافس‪..‬ة بينهم كم‪..‬ا انه‪..‬ا ال تحت‪..‬اج الى مس‪..‬توى‪ .‬ع‪..‬ال من الق‪..‬درة‬
‫الجسمانية بالنسبة لبعض االفراد ال‪..‬ذين تحمل‪..‬وا اعب‪..‬اء اس‪..‬تثنائية من اج‪..‬ل المص‪..‬لحة العام‪..‬ة للبالد‬
‫ومنها الطوائف التي عانت من ويالت الحرب كمشوهي‪ .‬الحرب و االرامل واالوالد االيتام(‪.)2‬‬

‫ومن كل ما تقدم فأنه يمكن القول انه اذا كان االصل العام هو المساواة في تولي الوظائف العام‪..‬ة‪،‬‬
‫فأنه يخرج عن هذا االصل طريقتان هما حرية االدارة المطلقة في اختيار الم‪..‬وظفين وال‪..‬تي يغلب‬
‫عليها الطابع السياسي والتي سبق وان تكلمنا عنها‪ .‬والطريقة الثانية هي ما يسمى بنظام‪ .‬الوظ‪..‬ائف‬
‫المحجوزة‪ .‬وفي هذا االطار تم تقسيم هذا المبحث الي قسمين علي النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب االول الوظائف التخصصية‬ ‫‪-‬‬


‫المطلب الثاني الوظائف‪ .‬القيادية والسيادية‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب االول‪ :‬الوظائف التخصصية‪:‬‬

‫لقد اخذ المشرع المصري‪ .‬في قانون العاملين المدنيين الحالي رقم ‪ 47‬لسنة ‪ 1978‬به‪..‬ذه الطريق‪..‬ة‬
‫(الوظائف المحجوزة) حيث نص على‪[ :‬تحدد بق‪..‬رار من رئيس مجلس ال‪..‬وزراء‪ .‬الوظ‪..‬ائف‪ .‬ال‪..‬تي‬
‫تحجز للمصابين في العمليات الحربية الذين تسمح حاالتهم‪ .‬بالقيام باعمالها كما يحدد ذل‪..‬ك الق‪..‬رار‬
‫قواعد ش‪..‬غلها ويج‪..‬وز ان يعين له‪..‬ذه الوظ‪..‬ائف ازواج ه‪..‬ؤالء المص‪..‬ابين او اح‪..‬د اوالدهم‪ .‬او اح‪..‬د‬
‫اخوتهم القائمين باعالتهم وفي حالة عجزهم عجزا تاما او وف‪.‬اتهم اذا ت‪..‬وافرت فيهم‪ .‬ش‪.‬روط‪ .‬ش‪.‬غل‬
‫هذه الوظيفة وكذلك االمر بالنسبة للشهداء هذا وبعد ان بين‪..‬ا الط‪..‬رق‪ .‬المختلف‪.‬ة الختي‪..‬ار‪ .‬الم‪..‬وظفين‬
‫د‪ .‬محمد محمد بدران – القانون االداري – الوظيفة العامة – دار النهضة العربية للطباعة والنشر –‬ ‫‪)(1‬‬

‫‪ -1990‬ص (‪.)330‬‬
‫د‪ .‬فتحي فكري – المصدر السابق – ص (‪.)303‬‬ ‫‪)(2‬‬

‫‪57‬‬
‫فنحن نرى ان من افض‪..‬ل الط‪..‬رق‪ .‬الختي‪..‬ار الموظ‪..‬ف الع‪..‬ام انم‪..‬ا هي طريق‪..‬ة المس‪..‬ابقة وذل‪..‬ك عن‬
‫طريق اجراء امتحان له هذا باالضافة الى جملة ش‪..‬روط اخ‪..‬رى على االدارة االخ‪..‬ذ به‪..‬ا منه‪..‬ا م‪..‬ا‬
‫يتعلق بالشروط‪ .‬العلمية والفنية وان يكون حسن السيرة والسلوك اض‪..‬افة الى الش‪..‬روط‪ .‬الص‪..‬حية ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد فأننا‪ .‬نجد ان لهذا االمر جذوراً في الشريعة االس‪..‬المية ذل‪..‬ك ألن الرس‪..‬ول الك‪..‬ريم‬
‫(ص) والخلفاء الراشدين كانوا يؤكدون على ض‪..‬رورة اختي‪..‬ار الموظ‪.‬ف‪ .‬ال‪..‬ذي يك‪..‬ون ق‪..‬ادراً على‬
‫‪1‬‬
‫تحمل المسؤولية اضافة الى كونه قادراً على القيام بأعباء الوظيفة بصورة مستمرة‪.‬‬

‫يعني عدم إتباع الطرق‪ .‬المحددة قانوناً‪ .‬اي التعيين يتم استثنا ًء من هذه الطرق ومنها‪ .‬ما يلي‪-:‬‬

‫اوال ‪ -:‬التعيين دون التقيد بشرط الشهادة ‪-:‬‬

‫وهنا يتم التعيين دون التقيد بشرط‪ .‬المؤهالت العلمية‪ ،‬وهذا ما حدث في بعض مالكات الدول‪..‬ة‬
‫في عام ‪ 1947‬منها مالك وزارة الداخلية السوري‪ ،‬حيث كان باإلمكان تعيين ك‪..‬ل من المح‪..‬افظين‬
‫ومديري‪ .‬المناطق والنواحي‪ .‬دون ان تتقيد اإلدارة العامة بشرط‪ .‬المؤهالت العلمي‪..‬ة‪ ،‬وله‪..‬ذا التع‪..‬يين‬
‫قيود معينة منها ‪-:‬‬

‫ان الشخص المعين بهذه الصورة اي بدون شرط المؤهالت العلمية‪ ،‬اليعتبر موظفا ً عام ‪.‬ا ً‬ ‫‪-1‬‬
‫تنقض م‪..‬دة‬
‫ِ‬ ‫دائما ً في الدولة ما لم يستمر في الخدمة اكثر من (‪ )5‬سنوات واليمكن نقلهم م‪..‬ا لم‬
‫الخمس سنوات‪.‬‬
‫للسلطة اخالء سبيل الموظف فالموظف هنا تعيينه مؤقت‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫التبلغ نسبة التعيين بهذه الطريقة أكثر من خمس عدد الوظائف‪ .‬في المالك‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫وبنا ًء عليه يستثنى من شرط المؤهالت العلمية كل من م‪..‬وظفي المرتب‪..‬تين السادس‪..‬ة والتاس‪..‬عة‬
‫الذين قاموا‪ .‬بالخدمة في الوظيفة العامة سنتين في كل من درجات مراتب الحلقتين الثاني‪..‬ة والثالث‪..‬ة‬
‫منذ تاريخ تعيينهم‪ .‬بشرط النجاح بمسابقة الحلقة ‪ .2‬وهو ما أخذ به المش‪..‬رع الع‪..‬راقي‪ .‬عن‪..‬دما ح‪..‬ول‬
‫العمال الى موظفين عموميين يخضعون لنفس النظام القانوني للموظف‪ .‬العام‬

‫ثانيآ ‪ -:‬التعيين دون التقيد بالمرتبة ‪-:‬‬

‫هذا النوع من التعيين يكون في حاالت ال‪..‬ترفيع فيمكن مثالً تع‪..‬يين ش‪..‬خص حام‪..‬ل لش‪..‬هادة‬
‫التعليم العالي او لشهادة مهنية بدون اجراء مسابقة امتحان له في حالة وجود وظيفة شاغرة وع‪..‬دم‬
‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬
‫‪ 2‬د‪ .‬عدنان العجالني‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.183‬‬

‫‪58‬‬
‫وجود اس‪..‬م موظ‪..‬ف معين مس‪..‬جل في س‪..‬جل ال‪..‬ترفيع‪ .‬لش‪..‬غل الوظيف‪..‬ة الش‪..‬اغرة‪ ،‬اال ان الق‪..‬انون ق‪..‬د‬
‫يشترط مثالً استمراره في الوظيفة التي تخوله الشهادة الجامعية او المهني‪..‬ة ال‪..‬تي يحمله‪..‬ا ممارس‪..‬ة‬
‫هذه الوظيفة مدة التقل عن الم‪..‬دة المش‪..‬ترطة لل‪..‬ترفيع‪ .‬ال‪..‬تي على الموظ‪.‬ف‪ .‬ان يقض‪..‬يها حام‪..‬ل نفس‬
‫الشهادة للوصول‪ .‬الى تلك المرتبة ‪.1‬‬

‫ثالثآ‪ -:‬الوظائف المحجوزة ‪-:‬‬

‫في هذه الحالة ال يتم تعيين المرشحين لشغل الوظائف العامة بعد توافر الشروط القانوني‪..‬ة‬
‫وإنما يتم تع‪.‬يين الم‪.‬وظفين عرفان‪.‬ا ً للجمي‪.‬ل كم‪.‬ا في المح‪.‬اربين ومش‪.‬وهي‪ .‬الح‪.‬رب‪ ،‬وع‪.‬ادة م‪.‬ا يتم‬
‫تعيينهم بوظ‪..‬ائف التتطلب تخصص‪.‬ا ً دقيق‪.‬ا ً او ثقاف‪.‬ة عالي‪..‬ة‪ ،‬وإنم‪..‬ا العتب‪..‬ارات إنس‪.‬انية يتم تع‪..‬يينهم‬
‫وسميت بالمحجوزة النها تحجز وظائف معينة لفئات معينة يحددها القانون في دولة واليمكن لغير‬
‫هوالء تولي هذه الوظ‪.‬ائف‪ .‬المخصص‪.‬ة لهم‪ ،‬وتعت‪.‬بر ه‪.‬ذه الطريق‪.‬ة خروج‪.‬اً‪ .‬على مب‪.‬دأين األول ‪-:‬‬
‫مبدأ المساواة الثاني ‪ -:‬مبدأ تكافؤ‪ .‬الفرص‪ .‬اال ان تطبيق هذا النوع من التعيين اليعتبر أصال وإنما‬
‫استثنا ًء ولم تنتشر‪ .‬هذه الطريقة اال بعد انتشار‪ .‬الحروب المختلفة بين ال‪..‬دول وخصوص‪.‬ا ً في الق‪..‬رن‬
‫العشرين وعادة ما تكون هذه الوظائف‪ .‬قليلة األهمية‪ ،‬فأذا ما توفي الجندي خالل المعركة فيحتف‪..‬ظ‬
‫بهذه الوظيفة ألرامل العسكريين وأوالدهم ‪.‬‬

‫ولهذا النوع من الوظائف‪ .‬مبررات عديدة ‪-:‬‬

‫رد الجميل لمن خدم وطنه وضحى بنفسه بدل إعطائه المال او إعانات ش‪..‬هرية او س‪..‬نوية‬ ‫‪-1‬‬
‫ب‪.‬دون مقاب‪.‬ل من عم‪.‬ل او خدم‪.‬ة يؤديه‪..‬ا المجن‪..‬دون للدول‪.‬ة‪ ،‬فله‪..‬ذا تق‪..‬وم الدول‪.‬ة بت‪.‬وظيفهم‪.‬‬
‫واالستفادة من خدماتهم‪ .‬بمقابل‪.‬‬
‫تشجيع المواطنين لخدمة بالدهم باالنتساب للخدمة العسكرية وليطمئنوا‪ .‬للمستقبل في حالة‬ ‫‪-2‬‬
‫إص‪..‬ابتهم وذل‪..‬ك بتوف‪..‬ير م‪..‬ورد م‪..‬الي بع‪..‬د إص‪..‬ابتهم وت‪..‬وظيفهم في وظ‪..‬ائف‪ .‬حكومي‪..‬ة الن‬
‫الحكومة لو لم تقم بذلك لما زاد عدد المقبلين الى الجيش‪.‬‬
‫االس‪..‬تفادة من الخ‪..‬برة ال‪..‬تي يملكه‪..‬ا الجن‪..‬ود الق‪..‬دامى ال‪..‬تي اكتس‪..‬بوها خالل ف‪..‬ترة خ‪..‬دمتهم‬ ‫‪-3‬‬
‫بالجيش كحفظ النظام او االمن‪.2‬‬
‫وق‪..‬د أخ‪..‬ذت به‪..‬ذه الطريق‪..‬ة العدي‪..‬د من ال‪..‬دول منه‪..‬ا الوالي‪..‬ات المتح‪..‬دة األمريكي‪..‬ة خالل الف‪..‬ترة‬
‫األخيرة من الحرب العالمية الثانية‪ ،‬كما قام الرئيس األمريكي روزفلت‪ .‬بتوسيع تطبيق ه‪..‬ذا المب‪..‬دأ‬

‫د‪.‬عدنان العجالني‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪ 185‬ود‪.‬مصطفى البارودي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.230‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬الطماوي‪ -‬مبادئ القانون اإلداري المصري‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.598‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪59‬‬
‫طبعا ً بعد ان أجازه الكونكرس‪ ،‬فخصصت‪ .‬بعض الوظائف الحكومية المحدودة األهمية للمحاربين‬
‫القدامى ‪.1‬‬

‫كم‪..‬ا أخ‪..‬ذت فرنس‪..‬ا ب‪..‬ذلك خالل الح‪..‬ربين العالمي‪..‬ة األولى والثاني‪..‬ة وأص‪..‬درت‪ .‬العدي‪..‬د من‬
‫القوانين وتم بموجب هذه القوانين تعيين العديد من الج‪.‬رحى والمع‪..‬وقين ومش‪..‬وهي‪ .‬الح‪.‬رب ابت‪..‬دا ًء‬
‫من قانون عام ‪ 1872‬ومروراً‪ .‬بقانون ‪ 1923‬واخيراً‪ .‬قانون ‪ 26‬أكتوبر‪ .‬عام ‪.21946‬‬

‫كما أخذت لبنان في المرسوم االشتراعي رقم ‪ 141‬في ‪ 12/6/1959‬حيث ح‪..‬ددت ‪%50‬‬
‫من الوظائف لقدماء رجال الجيش‪ ،‬وقوى‪ .‬االمن الداخلي‪ ،‬واألمن العام‪( ،‬ح‪..‬اجب‪ ،‬ج‪..‬اب‪ ،‬مباش‪..‬ر‪،‬‬
‫مراقب‪ ،‬إطفائي‪ ،‬مراقب صحي‪ ،‬مراقب خطوط‪ .‬الهاتف‪ ،‬خفير كمركي‪ ،‬موزع بريد‪.....‬الخ)‪.3‬‬

‫كما ميزت انجلترا في إج‪..‬راء مس‪..‬ابقاتها بين الم‪..‬دنيين والمس‪..‬رحين للتع‪..‬يين في الوظ‪..‬ائف‪.‬‬
‫التنفيذية والكتابية ‪.4‬‬

‫كما أخذت الجزائر بهذه الطريقة بالنس‪..‬بة ألف‪..‬راد جيش التحري‪..‬ر الوط‪..‬ني ومنظم‪..‬ة جبه‪..‬ة‬
‫التحرير الوطنية في المرسوم المرقم‪ 146-66 .‬في ‪ 2‬يونيو‪ 1966 .‬حيث أعطت له‪..‬ذه الفئ‪..‬ة الح‪..‬ق‬
‫ببعض الوظائف‪ .‬لدى الدولة ‪.5‬‬

‫كما سارت مصر على هذا النهج في قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم‪ 58 .‬لسنة ‪1971‬‬
‫حيث ج‪.‬اء في الم‪.‬ادة (‪/1‬ج) حيث ح‪.‬دد بق‪.‬رار من رئيس الجمهوري‪.‬ة الوظ‪.‬ائف ال‪.‬تي يتم حجزه‪.‬ا‬
‫للمصابين في الحروب الذين تسمح حالتهم بالقي‪..‬ام بإعماله‪..‬ا كم‪..‬ا يح‪..‬دد ذل‪..‬ك الق‪..‬رار قواع‪..‬د ش‪..‬غلها‬
‫ويجوز‪ .‬التعيين في هذه الوظ‪..‬ائف أزواج ه‪..‬ؤالء المص‪..‬ابين أو اح‪..‬د من أوالدهم في حال‪..‬ة عج‪..‬زهم‬
‫عجزاً تاما ً أو وفاتهم‪.6.‬‬

‫عبد الزهرة ناصر الدليمي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪ 164‬ود‪.‬اسماعيل صبري مقلد‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪-346‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.347‬‬
‫عب @ @@د الزه @ @@رة ناص @ @@ر ال @ @@دليمي‪ -‬نفس المص @ @@در‪ -‬ص‪ 164‬ود‪.‬الطم @ @@اوي‪ -‬مب@ @@ادئ علم اإلدارة‪ -‬دار الفك @ @@ر‬ ‫‪2‬‬

‫العربي‪ -1972 -‬ط‪ -5‬ص‪.537‬‬


‫فوزي حبيش‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.83‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪.‬الطماوي‪ -‬مبادئ علم اإلدارة العامة ‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪ 537‬ود‪.‬علي عب@د الق@ادر مص@طفى‪ -‬مص@در‬ ‫‪4‬‬

‫سابق‪ -‬ص‪.234-233‬‬
‫محمد انس قاسم جعفر‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.72‬‬ ‫‪5‬‬

‫د‪.‬طعيمة الجرف‪ -‬القانون اإلداري‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.582‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪60‬‬
‫اما في العراق فقد عرفت هذه الطريقة اي‪.‬ام المل‪.‬ك فيص‪.‬ل بن الحس‪.‬ين وذل‪.‬ك عن‪.‬د تش‪.‬كيل‬
‫اإلدارة العراقية فقد تم حجز بعض الوظائف لدى الدوائر الحكومية لمرافقي المل‪..‬ك عن‪..‬دما ك‪..‬ان ال‬
‫يزال ملكا ً على سوريا ‪.1‬‬

‫اما حاليا ً فأن العراق لم يأخذ بهذه الطريقة بحذافيرها فقد منح مجلس قيادة الث‪.‬ورة المنح‪.‬ل‬
‫في قراره المرقم‪ 615 .‬في ‪ .2 15/5/1971‬راتبا ً تقاعديا ً لعائلته او لورثته في حال‪..‬ة وف‪..‬اة الجن‪..‬دي‬
‫او الشرطي‪.3.‬‬

‫ونحن ال نؤيد موقف المشرع العراقي‪ .‬في اقتصار ح‪..‬ق رج‪..‬ل األمن او الش‪..‬رطة ب‪..‬الراتب‬
‫التقاعدي اذا توفي‪ .‬أثناء الخدمة الن الراتب التقاعدي عادة اليكفي لسد حاجة عائلة الض‪..‬حية‪ ،‬كم‪..‬ا‬
‫‪.‬اف‬
‫ان العمل يرد لهم اعتبارهم ومكانتهم‪ .‬في المجتمع ودورهم في الحياة والحصول‪ .‬على م‪..‬ورد ك‪ٍ .‬‬
‫وكما يشعرهم بامتنان الدولة لهم وحفظ جميلهم في دفاعهم عن بلدهم‪.‬‬

‫واخيراً فأن الوظائف‪ .‬المحجوزة تقوم على األسس اآلتية ‪-:‬‬

‫الوظ‪..‬ائف المحج‪..‬وزة تك‪..‬ون مقتص‪..‬رة على الوظ‪..‬ائف‪ .‬القليل‪..‬ة األهمي‪..‬ة (كعم‪..‬ال التليف‪..‬ون‬ ‫‪-1‬‬
‫والمكتبة‪..‬الخ )‪ ،‬اما الوظائف العليا فأنها تخرج من نطاق الوظائف المحجوزة‪.‬‬
‫ع‪..‬ادة اليتق‪..‬دم المح‪..‬اربون لتعيين‪..‬ات فيه‪..‬ا مس‪..‬ابقات وامتحان‪..‬ات‪ .‬وذل‪..‬ك بس‪..‬ب تش‪..‬وههم‪ .‬او‬ ‫‪-2‬‬
‫عجزهم‪.‬‬
‫التنافس يكون بين مشوهي الحرب واألرامل واأليتام‪ .‬بع‪..‬د انته‪..‬اء م‪..‬دة خ‪..‬دمتهم‪ .‬في الجيش‬ ‫‪-3‬‬
‫ويتم التنافس بنا ًء على أسس ومعايير تحددها اإلدارة العامة تبعا ً لدرج‪..‬ة الض‪..‬رر‪ ،‬وق‪..‬درة‬
‫كل فرد في العمل‪ ،‬بعد اخذ موافقة وزارة المالية‪.4‬‬

‫د‪.‬علي محمد بدير واخرون‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.304‬‬ ‫‪1‬‬

‫نش@@ر ه@@ذا الق@@رار في جري@@دة الوق@@ائع العراقي@@ة بالع@@دد ‪ 1998‬في ‪ 1971-5-17‬حيث نص في مادت@@ه األولى‬ ‫‪2‬‬

‫(يس @@تحق عي @@ال العس @@كري ومنتس @@ب الش @@رطة واالمن والجنس @@ية والموظ @@ف المس @@تخدم المت @@وفي اثن @@اء الخدم @@ة‬
‫@تثناء من احك@ام ق@انون التقاع@د العس@كري رقم ‪5‬‬ ‫الراتب التقاعدي بصرف النظر عن م@دة الخدم@ة التقاعدي@ة اس ً‬
‫لس@@نة ‪ 1956‬وق@@انون تقاع@@د الش@@رطة واالمن رقم ‪ 14‬لس@@نة ‪ 1964‬وق@@انون التقاع@@د الم@@دني الم@@رقم ‪ 33‬لس@@نة‬
‫‪ 1966‬وتعديالتها‪.‬‬
‫عبد الزهرة ناصر الدليمي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.165‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪.‬الطماوي‪ -‬مبادئ علم اإلدارة العامة‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.538‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪61‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقلد الوظائف‪ .‬القيادية والسياسية‪:‬‬

‫ان تقلد الوظائف القيادية والسياسية عادى ما يكون اختي‪..‬ار ف‪..‬ردي ال يعتم‪..‬د علي مب‪.‬دا الكف‪.‬اءة‬
‫والمساواة فقط ولكنه يعتمد ايضا علي العديد من القياسات االخري فيمكن ان يكون من خالل‪:‬‬

‫الترشيح ‪-:‬‬

‫يتم في هذه الطريق‪..‬ة تع‪..‬يين المرش‪..‬ح للوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة عن طري‪..‬ق إع‪..‬داده من قب‪..‬ل اإلدارة‬
‫العامة وسواء كان اإلعداد قبل شغل الوظيفة العامة او بعد شغل الوظيفة العامة‪ ،‬بش‪..‬رط‪ .‬ان يك‪..‬ون‬
‫عدد المقبولين لهذه الكليات او المعاهد عدداً مالئما ً بحيث ال يؤدي إلى تن‪..‬افس المقب‪..‬ولين فيم‪..‬ا بع‪..‬د‬
‫لشغل الوظائف‪ .‬العامة الشاغرة‪.‬‬

‫وتعتبر هذه الطريقة من أكفأ الطرق وأفضلها الختي‪..‬ار‪ .‬العناص‪..‬ر الكف‪..‬وءة لش‪..‬غل الوظيف‪..‬ة‬
‫العامة حيث يكون للتدريب واإلعداد الفني األهمية الخاصة لما ل‪..‬ه من اث‪..‬ر على الكف‪..‬اءة اإلنتاجي‪..‬ة‬
‫للتنظيم وهنا تكون اإلدارة فيما بعد ملزمة بتعيين خريجي هذه المعاهد والكليات‪.‬‬

‫والفترة الالزمة للتدريب تختلف من معهد او كلية الى معه‪.‬د او كلي‪.‬ة اخ‪.‬رى ومن بل‪.‬د الى‬
‫اخر حسب الرؤية اإلدارية للدولة‪ ،‬وع‪..‬ادة تق‪..‬وم الدول‪..‬ة ببن‪..‬اء ه‪..‬ذه الم‪..‬دارس كم‪..‬ا تتكف‪..‬ل بتك‪..‬اليف‪.‬‬
‫تدريب وإعداد المقبولين طيلة فترة التدريب‪.‬‬

‫وما من شك ان هذه الطريقة مثالية الختيار الموظفين للعمل في الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة‪ ،‬وان ك‪..‬انت‬
‫هذه الطريقة مكلفة كما قد تواجهها صعوبات عملية ‪.1‬‬

‫لقد كان ينظر في السابق الى هذه الطريقة‪ ،‬بأنها مدعاة للش‪..‬ك‪ ،‬حيث انه‪..‬ا اغفلت ع‪..‬دة أس‪..‬باب‬
‫في تقديرها لهذه الطريقة ‪-:‬‬

‫ان اختي‪..‬ار المرش‪..‬حين لش‪..‬غل الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة يتم بص‪..‬ورة مطلق‪..‬ة وليس بص‪..‬ورة دقيق‪..‬ة‬ ‫‪-1‬‬
‫ومتخصص‪..‬ة لك‪..‬ل ن‪..‬وع من أن‪..‬واع العم‪..‬ل‪ ،‬وه‪..‬ذا م‪..‬ا يس‪..‬تلزم وج‪..‬ود‪ .‬وك‪..‬االت متخصص‪..‬ة‬
‫لتعريف الموظف‪ .‬بمهامه الوظيفية‪.‬‬

‫د‪.‬الطم@ @@اوي‪ -‬الوج@ @@يز في الق@ @@انون اإلداري‪ -‬مص@ @@در س@ @@ابق‪ -‬ص‪ 479‬ود‪.‬ماج@ @@د راغب الحل@ @@و‪ -‬الق@ @@انون‬ ‫‪1‬‬

‫اإلداري‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‪ 242‬ود‪ .‬بك@@ر قب@@اني‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‪177‬ود‪.‬الطم@@اوي‪ -‬مب@@ادئ الق@@انون‬
‫اإلداري المصري‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.598‬‬

‫‪62‬‬
‫كثرة التغييرات التي تحدث او تطرأ على البرامج السياسية او االقتص‪..‬ادية او االجتماعي‪..‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫للدولة وبالتالي‪ .‬هذه التغييرات تعكس في الوظيفة العامة‪ ،‬وهذا ما يعني عدم وجود تواف‪..‬ق‬
‫بين هذه األهداف وأداء اإلدارات العامة بمهامها ‪.‬‬
‫التطور المهني والهندسي‪ .‬مستمر‪ .‬ودائم وهذا ما يستلزم وجود إدارات متخصصة لتدريب‬ ‫‪-3‬‬
‫العاملين‪.‬‬
‫ان الت‪..‬دريب ي‪..‬ؤدي الى االقتص‪..‬اد بالنفق‪..‬ات في الوظيف‪..‬ة ألن‪..‬ه يرف‪..‬ع من الق‪..‬درة اإلنتاجي‪..‬ة‬ ‫‪-4‬‬
‫للموظف بما يخدم أهداف الدولة‪.‬‬

‫والتدريب ليس على وتيرة واحدة بالنسبة لكل الدول فهناك تدريب قبل االلتحاق بالوظيف‪..‬ة‬
‫العامة والتدريب أثناء اداء الخدمة‪ ،‬او قد يتم التدريب كف‪..‬ترة اختب‪..‬ار في العم‪..‬ل خالل ف‪..‬ترة معين‪..‬ة‬
‫تختلف هذه الفترة من بلد الى آخر أو قد يكون التدريب من قبل معاهد خاصة يدرس فيها المرش‪..‬ح‬
‫لفترة زمنية معينة تختلف ايضا ً من بلد الخر‪.‬‬

‫فالت‪..‬دريب قب‪..‬ل االلتح‪..‬اق بالوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة لم يح‪..‬ظ باهتم‪..‬ام كب‪..‬ير في الماض‪..‬ي‪ ،‬ف‪..‬أغلب‬
‫الدراسات المتخصصة كالطب والهندسة لم يتم ربطها‪ .‬بم‪..‬ا تحتاج‪..‬ه الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة‪ ،‬ه‪..‬ذا م‪..‬ا دف‪..‬ع‬
‫الجامعات الى ايجاد نوع من التطور‪ .‬لهذه الدراسات بما يخ‪..‬دم الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة‪ ،‬ومن االمثل‪..‬ة على‬
‫ذلك ما حدث في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬فالجامعات مرتبطة بهيئ‪..‬ة الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة وه‪..‬ذا م‪..‬ا‬
‫يخلق نوع‪.‬ا ً من الح‪..‬وار والفهم المتب‪..‬ادل بين الط‪..‬رفين وق‪..‬د ق‪..‬امت الحكوم‪..‬ة األمريكي‪..‬ة ومن‪..‬ذ ع‪..‬ام‬
‫‪ 1934‬بإجراء امتحانات متكررة سنوية لطلبة الكليات وذلك لتعيينهم بعد تخرجهم‪.‬‬

‫ومن المالح‪.‬ظ ان‪.‬ه ظه‪.‬رت ثالث م‪.‬دارس‪ ،‬المدرس‪.‬ة األولى ظه‪.‬رت في بريطاني‪..‬ا وال‪.‬تي‬
‫تعتبر التعليم الذي يكون بصورة عامة بعيدة عن التخصص الدقيق‪ .‬ينتج أفضل اإلداريين‪.‬‬

‫اما المدرسة الثانية فهي تنظر الى اإلدارة بأنها علم وليس فنا ً وتأخذ بالتخصص الدقيق ‪.‬‬

‫والمدرس‪..‬ة الثالث‪..‬ة جمعت بين م‪..‬ا ذهبت الي‪..‬ه المدرس‪..‬ة األولى والثاني‪..‬ة‪ ،‬حيث تق‪..‬وم ه‪..‬ذه‬
‫المدرسة باألخذ بالبرامج المتخصصة مع بعض برامج العل‪..‬وم اإلداري‪..‬ة واالجتماعي‪..‬ة وعلم النفس‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫بالرغم من اختالف وجهات النظر بين هذه المدارس اال ان الكل متف‪..‬ق ان ه‪..‬ذا الن‪..‬وع من‬
‫التدريب مهم والبد منه وال يمكن االستغناء عنه‪ ،‬فه‪..‬ذا الن‪..‬وع من الت‪..‬دريب يزي‪..‬د من فهم المرش‪..‬ح‬
‫وإلمامه بجميع المشاكل اإلدارية ‪.1‬‬

‫والمثل على ذلك فرنسا التي أنشأت العديد من المدارس منها مدرسة اإلدارة ال‪..‬تي أنش‪..‬ئت‬
‫ع‪..‬ام ‪ 1945‬وال‪..‬تي يتم تع‪..‬يين خ‪..‬ريجي ه‪..‬ذه المدرس‪..‬ة للعم‪..‬ل في وظ‪..‬ائف مجلس الدول‪..‬ة ومحكم‪..‬ة‬
‫المحاسبة ووظائف السلك السياس‪.‬ي‪ .‬ووظ‪..‬ائف مفتش‪..‬ي المالية‪ .2‬ويتم اختي‪..‬ار‪ .‬طالب ه‪..‬ذه المدرس‪..‬ة‬
‫بنا ًء على مسابقتين األولى تتعلق بالطلبة غير الموظفين والذين لديهم مؤهالت خاص‪..‬ة‪ ،‬والمس‪..‬ابقة‬
‫الثانية تختص بالموظفين وخدماتهم التقل عن خمس سنوات في العمل بالوظيف‪..‬ة وع‪..‬ادة م‪..‬ا تك‪..‬ون‬
‫مواضيع المسابقة تخص كالً من الثقافة العامة والمعلومات القانونية واإلدارية واالقتص‪..‬ادية‪ ،‬ويتم‬
‫تعيين من ينجح دون إجراء امتحانات مسابقة آخري لدى الدخول لشغل الوظيفة العامة ‪.3‬‬

‫وهو ما أخذت به الواليات المتحدة األمريكية وذلك بتأسيس العديد من المعاهد والم‪..‬دارس‬
‫التي تقوم بأعداد وتدريب‪ .‬الطلبة ‪.4‬‬

‫وهو ما أخذت به الجزائر حيث توجد في اغلب المحافظات مراكز للتكوين اإلداري‪ ،‬كم‪..‬ا‬
‫توج‪..‬د مراك‪..‬ز لتك‪..‬وين المعلمين ومراك‪.‬ز‪ .‬التك‪..‬وين الط‪..‬بي والتق‪..‬ني والمه‪..‬ني‪ ،‬ومهمته‪.‬ا‪ .‬ه‪..‬و إع‪..‬داد‬
‫وتدريب األش‪..‬خاص لش‪..‬غل الوظ‪..‬ائف‪ .‬اإلداري‪..‬ة‪ ،‬وتل‪..‬تزم‪ .‬اإلدارة فيم‪..‬ا بع‪..‬د بتع‪..‬يينهم‪ .‬بع‪..‬د اجتي‪..‬ازهم‬
‫امتحانات معينة‪ ،‬وبمقابل ما تنفقه الدولة‪ ،‬يلتزم الطالب بالعمل في إحدى وظائف الدولة ‪.5‬‬

‫وهذا ما نص‪..‬ت علي‪..‬ه الم‪..‬ادة (‪ )22‬من الق‪..‬انون األساس‪.‬ي‪ .‬الع‪..‬ام للوظيف‪..‬ة العمومي‪..‬ة (تتخ‪..‬ذ‬
‫الدول‪..‬ة والجماع‪..‬ات المحلي‪..‬ة والمؤسس‪..‬ات والهيئ‪..‬ات العمومي‪..‬ة الت‪..‬دابير الالزم‪..‬ة لض‪..‬مان تك‪..‬وين‬
‫المترشحين لوظيفة عمومية وكذلك تحسين معارف الموظفين وترقيتهم وتح‪..‬دد بمرس‪..‬وم الش‪..‬روط‬
‫العامة التي يمكن ضمنها القيام بتكوين الموظفين وتحسين معارفهم)‪ .‬وتحدد‪ .‬شروط‪ .‬انشاء المعاهد‬

‫د‪.‬اس@@ماعيل ص@@بري مقل@@د‪ -‬دراس@@ات في اإلدارة العام@@ة‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‪ .358-355‬و د‪ .‬خال@@د خلي@@ل‬ ‫‪1‬‬

‫الظاهر‪ -‬القانون األداري‪ -‬ك‪ -‬ط‪ -1‬دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة‪ -1998 -‬ص ‪.214‬‬
‫د‪.‬طعيمة الجرف‪ -‬القانون اإلداري‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.580‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪.‬طعيم @@ة الج @@رف‪ -‬الق @@انون اإلداري‪ -‬نفس المص @@در‪ -‬ص‪ .581-580‬وعب @@د الزه @@رة ناص @@ر ال@@@دليمي‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫مصدر سابق‪ -‬ص‪.166-165‬‬


‫عبد الزهرة ناصر الدليمي‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.166‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد انس قاسم جعفر‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.70‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪64‬‬
‫والمدارس وطريقة قبولهم‪ .‬للطالب في ه‪.‬ذه المؤسس‪.‬ات‪ .‬بم‪.‬وجب مرس‪.‬وم‪ ،‬ومن األمثل‪.‬ة على ذل‪.‬ك‬
‫المدرسة الوطنية لإلدارة ومدرسة تكوين الضباط والشرطة ‪.1‬‬

‫اما في مصر فتوج‪..‬د بعض المعاه‪..‬د كمعاه‪..‬د الص‪..‬يرفة ومعاه‪..‬د المعلمين وكلي‪..‬ة الش‪..‬رطة‬
‫والكلية الحربية حيث تلزم هذه المعاهد والكليات الحكومة بتوظيف طالبها ‪.2‬‬

‫اما في العراق فقد اخذ به‪..‬ذه الطريق‪..‬ة ولكن دون إنش‪..‬اء معاه‪..‬د متخصص‪..‬ة وانم‪..‬ا بإنش‪..‬اء‬
‫دورات في ال‪..‬وزارات يتم اإلعالن عنه‪..‬ا في الص‪..‬حف ويلتح‪..‬ق من ي‪..‬رغب بااللتح‪..‬اق به‪..‬ا وف‪..‬ق‬
‫شروط تعلن عنها وذلك لتدريب المقبولين على ممارسة الوظائف‪ .‬العامة عمليا ً ونظري‪.‬اً‪ ،‬وه‪..‬ذا م‪..‬ا‬
‫تم من قبل مديرية الكم‪..‬ارك وبالنس‪..‬بة ايض‪.‬ا ً للرقاب‪..‬ة العام‪..‬ة ومديري‪..‬ة ال‪..‬واردات العام‪..‬ة‪ ،‬فيش‪..‬ترط‪.‬‬
‫لتوظيفهم في الوظائف‪ .‬تخرجهم من هذه الدورات ‪.3‬‬

‫وقد اخ‪..‬ذ الع‪..‬راق فيم‪..‬ا بع‪..‬د بإنش‪..‬اء المعاه‪..‬د والكلي‪..‬ات كالكلي‪..‬ة العس‪..‬كرية وكلي‪..‬ة الش‪..‬رطة‬
‫ومعاهد المعلمين ومعهد‪ .‬االتصاالت التابع لوزارة النقل ‪.4‬‬

‫أما التدريب خالل الخدمة فيكون للموظف‪ .‬المعين في الوظيفة العامة وذلك تمهيداً لترقيت‪..‬ه‬
‫فيها وعادة م‪.‬ا يتم ت‪..‬دريب ه‪.‬ذا الموظ‪..‬ف من قب‪..‬ل رؤس‪..‬ائه في المؤسس‪.‬ة او ق‪..‬د يتم من قب‪..‬ل هيئ‪..‬ة‬
‫مختصة بذلك خارج دائرته الوظيفية وتقوم‪ .‬هذه الهيئة او المنظمة بتنظيم‪ .‬وإعداد الدورات لتدريب‬
‫الموظفين لممارسة المهام الوظيفية ولمواجهة المشكالت التي قد تعترضه‪ ،‬ومن الدول التي اخذت‬
‫بهذه الطريق‪..‬ة هي مص‪.‬ر‪ .‬حيث ق‪..‬ام الجه‪..‬از المرك‪..‬زي‪ .‬للتنظيم واإلدارة او المعه‪..‬د الق‪..‬ومي للتنمي‪..‬ة‬
‫اإلدارية او المركز العربي للبحوث واإلدارة بتنظيم وإعداد الدورات التدريبي‪..‬ة للم‪..‬وظفين بالدول‪..‬ة‬
‫في مختلف المجاالت‪ ،‬هذا في حالة الترفيع‪ ،‬اال ان إجراء مثل هذه الت‪..‬دريبات ال يمن‪..‬ع من تط‪..‬وير‬
‫قدرات الموظف في إداء اعماله الوظيفية ورف‪..‬ع مس‪..‬توى‪ .‬الكفاي‪..‬ة االنتاجي‪..‬ة وليس لترفيع‪..‬ه لدرج‪..‬ة‬
‫اعلى‪.5‬‬

‫د‪.‬علي عبد القادر مصطفى‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.225‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬طعيمة الجرف‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.581-580‬‬ ‫‪2‬‬

‫اعلن عن ه@@ذه ال@@دورات في جري@@دة الت@@أخي في الع@@دد@‪1251‬في‪1973-2-5‬حيث ح@@ددت الش@@روط المطلوب@@ة‬ ‫‪3‬‬

‫لمن يرغب باالنتساب لهذه الدورة‬


‫د‪.‬علي محمد بدير‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.313‬‬ ‫‪4‬‬

‫د‪.‬أحم @@د حاف @@ظ نجم‪ -‬الق @@انون اإلداري‪ -‬ط‪ -1‬ج‪ -2‬دار الفك @@ر الع @@ربي‪ -1981 -‬ص‪ 167‬ود‪ .‬اس @@ماعيل‬ ‫‪5‬‬

‫صبري‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.361‬‬

‫‪65‬‬
‫وع‪..‬ادة م‪..‬ا يتم ت‪..‬دريب الم‪..‬وظفين من خالل المحاض‪..‬رات ال‪..‬تي تتكلم عن ظ‪..‬روف‪ .‬العم‪..‬ل‬
‫والمشاكل التي قد تعترض الموظفين في العمل وانقسم الرأي بش‪..‬أن ه‪..‬ذه الطريق‪..‬ة ‪ -:‬رأي ال يقل‪..‬ل‬
‫من أهمية المحاضرات‪ .‬وخصوص‪.‬ا ً اذا ك‪..‬ان الغ‪..‬رض من الت‪..‬دريب واإلع‪..‬داد ه‪..‬و ط‪..‬رح المش‪..‬اكل‬
‫وحلول معينة لهذه المشاكل فمثل هذه المشاكل التحل اال بالمناقشة‪.‬‬

‫وهناك من يرى ان المحاضرات غير ضرورية‪ ،‬وعموم‪.‬ا ً ان نج‪..‬اح المحاض‪..‬رات يعتم‪..‬د‬


‫على المحاضر الذي يلقي المحاضرة وطريقة إيصالها لألشخاص ونحن نؤيد هذا الرأي‪.‬‬

‫كما قد يؤخ‪..‬ذ بأس‪..‬لوب المناقش‪..‬ات الجماعي‪..‬ة او ق‪..‬د يتم تمثي‪..‬ل األدوار او اس‪..‬تخدام وس‪..‬ائل‬
‫اإليضاح او الكتيبات والنشرات او عن طريق المشاهدة والتدريب داخل العمل ذاته او عن طري‪..‬ق‬
‫المجموعات‪.1‬‬

‫اإلعداد الفني قبل التعيين بالنسبة للمرشحين يتم عن طريق‪ .‬المعاهد والكليات واليتم تعيين‬ ‫‪-1‬‬
‫اي طالب فيهم اال بعد تخرجهم‪ .‬من هذه المعاهد او الكليات‪.‬‬
‫إعداد الم‪.‬وظفين المعي‪.‬نين وذل‪.‬ك ل‪..‬ترقيتهم‪ .‬لدرج‪.‬ة اعلى‪ ،‬فالت‪..‬دريب ينمي المه‪.‬ارات ل‪..‬دى‬ ‫‪-2‬‬
‫الموظفين ‪.2‬‬
‫ونحن نؤي‪..‬د ب‪..‬أن ه‪..‬ذه الطريق‪..‬ة هي أفض‪..‬ل الط‪..‬رق‪ .‬لتع‪..‬يين الم‪..‬وظفين اال انه‪..‬ا مكلف‪..‬ة ولكن الكلف‪..‬ة‬
‫ستساعد في انماء القدرات الذاتية للموظف‪ .‬كما سيساعد في رفع مستوى االنتاج‪.‬‬

‫االختيار عن طريق المركز االجتماعي ‪-:‬‬

‫لقد كانت هذه الطريقة هي الس‪..‬ائدة تقريب‪.‬ا ً في الس‪..‬ابق‪ ،‬اال ان ه‪..‬ذه الطريق‪..‬ة تقلص‪..‬ت فيم‪..‬ا‬
‫بعد‪ ،‬وخصوصا ً مع تقدم الديمقراطية في دول العالم‪ ،‬وظهور‪ .‬مبدأ المساواة امام الوظائف العام‪..‬ة‪،‬‬
‫وهذا ما جاء به مؤتمر العمل الدولي في توص‪..‬يته المتعلق‪..‬ة بحري‪..‬ة ال‪..‬دخول للوظ‪..‬ائف‪ .‬العام‪..‬ة ع‪..‬ام‬
‫‪ ،1958‬حيث ان من اهم المبادئ التي جاء بها المؤتمر‪ .‬هي تك‪..‬افؤ‪ .‬الف‪..‬رص بين جمي‪..‬ع المرش‪..‬حين‬

‫د‪.‬محم @@د ف @@ؤاد مهن @@ا‪ -‬سياس @@ة الوظ @@ائف العام @@ة وتطبيقاته @@ا في ض @@وء مب @@ادئ علم التنظيم‪ -‬دار المع @@ارف‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -1967‬ص‪ 375‬وم @@ا بع @@دها ود‪ .‬احم @@د رش @@يد‪ -‬الجه @@از اإلداري‪ -‬ط‪ -2‬مطبع @@ة دار الكتب‪ -1971 -‬ص‬
‫‪ 478‬وما بعدها‪.‬‬
‫د‪ .‬علي عبد القادر مصطفى‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.226‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪66‬‬
‫للتعيين والعمل‪ ،‬كما أضاف المؤتمر انه يجب على اإلدارة او الوزراء ان اليتحيزوا في االختي‪..‬ار‬
‫لتولي الوظيفة العامة بين المرشحين ‪.1‬‬

‫ويقتضي هذا النظام‪ .‬ان يتم تعيين المرشح على اساس الطبقة االجتماعية التي ينتمي اليه‪..‬ا‬
‫او اسرة معينة ذات سمعة كبيرة الختيار‪ .‬القادة او لشغل الوظائف‪ .‬القيادية ومن الدول ال‪..‬تي اخ‪..‬ذت‬
‫بهذه الطريقة هي مصر‪ .‬في زمن الفراعنة حيث كانوا يختارون الشخصيات المهمة ومنها‪ .‬االمراء‬
‫والنبالء لشغل المناصب القيادية منها عضوية مجلس الحكم‪ ،‬كما اخذت ب‪..‬ه مص‪..‬ر بالنس‪..‬بة لبعض‬
‫الوظائف كوظائف السلك الدبلوماسي‪ .‬والوظائف‪ .‬القضائية قبل قيام الثورة االشتراكية‪.‬‬

‫وايضا ً من الدول الغربية التي أخذت بهذه الطريقة هي كل من انجلترا وفرنسا خصوص‪..‬ا ً‬
‫الوظائف التي تتطلب انفاقا ً عاليا ً ومظاهر راقية فمثل ه‪..‬ذه المق‪.‬درات المالي‪.‬ة ال تت‪..‬اح ع‪.‬ادة لعام‪..‬ة‬
‫الش‪..‬عب ال‪..‬ذي اليمل‪..‬ك س‪..‬وى‪ .‬راتب‪..‬ه البس‪..‬يط من ه‪..‬ذه الوظ‪..‬ائف وهي وظ‪..‬ائف الس‪..‬لك الدبلوماس‪..‬ي‬
‫والقضائي‪.‬‬

‫ومن الطبيعي ان نتوصل ونقول ان هذه الطريقة ال تتالءم مع مبادئ الديمقراطية‪ ،‬والم‪..‬ع‬
‫مبدأ المساواة بين جميع المواطنين لتولي الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة وال المب‪..‬ادئ العلمي‪..‬ة ال‪..‬تي تق‪..‬وم عليه‪..‬ا‬
‫اإلدارة الختيار افضل المرشحين لشغل الوظيفة العامة‪ ،‬فمن ضمن الديمقراطية هي ع‪..‬دم التمي‪..‬يز‬
‫بين المواطنين سواء بسبب الجنس أو ال‪..‬دين او الم‪..‬ذهب أو األص‪..‬ل االجتم‪..‬اعي وه‪..‬ذا المب‪..‬دأ نص‬
‫عليه إعالن حقوق اإلنسان العالمي وايضاً‪ .‬هناك غالبية الدول ال‪..‬تي تنص في دس‪..‬اتيرها‪ .‬على ع‪..‬دم‬
‫التمييز بين المواطنين الي سبب كان ومنها على سبيل المثال الدستور العراقي الحالي في المادة (‬
‫‪.)14‬‬

‫كما أن هذه الطريقة ال تتالءم مع مبدأ المساواة وتس‪..‬اوي‪ .‬الف‪..‬رص ام‪..‬ام جمي‪..‬ع المواط‪..‬نين‬
‫الذين تتوافر‪ .‬فيهم نفس شروط التوظف‪ .‬المنصوص عليها بالقانون‪.‬‬

‫كما ال يتالءم مع المبادئ العلمية التي تق‪..‬وم على أساس‪..‬ها‪ .‬اإلدارة باختي‪..‬ار األش‪..‬خاص الن‬
‫الشغل الشاغل لإلدارة هي اختيار أكفأ الموظفين ألداء أفضل الخدمات للجمهور ‪.‬‬

‫اال ان هذه الطريقة الزالت متبعة في بعض الدول المتخلفة‪.2‬‬

‫اختيار الحر لالدارة العليا ‪-:‬‬


‫د‪.‬عبد@ اللطيف القصير‪ -‬اإلدارة العامة المنظور السياسي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.191-190‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬عبد@ الغني بسيوني‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪ 215‬ود‪ .‬ابراهيم عبد العزيز شيحا‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪-163‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.164‬‬

‫‪67‬‬
‫في هذه الطريقة يك‪..‬ون لإلدارة الحري‪..‬ة المطلق‪..‬ة في اختي‪..‬ار الم‪..‬وظفين‪ ،‬فال ش‪..‬رط والقي‪..‬د‬
‫على اإلدارة الختيار الموظف‪ .‬لشغل الوظيفة العامة‪ ،‬وهذه الطريقة قديمة‪ ،‬شاع استعمالها في ك‪..‬ل‬
‫من الوالي‪..‬ات المتح‪..‬دة األمريكي‪..‬ة واالتح‪..‬اد‪ .‬الس‪..‬وفيتي‪( .‬س‪..‬ابقاً) ومص‪..‬ر‪ ،‬اال ان معظم دول الع‪..‬الم‬
‫عزفت عن استخدام‪ .‬هذه الطريقة اال بالنس‪..‬بة للوظ‪..‬ائف‪ .‬العلي‪..‬ا ال‪..‬تي تس‪..‬تلزم الثق‪..‬ة اك‪..‬ثر من ت‪..‬وافر‪.‬‬
‫شروط التوظف ‪.‬‬

‫هذه الطريقة تتعارض مع مبدأ تكافؤ‪ .‬الف‪..‬رص والمس‪..‬اواة بين جمي‪..‬ع المواط‪..‬نين في ت‪..‬ولي‬
‫الوظائف العامة باإلضافة الى انها تؤدي‪ .‬الى االنحراف باستعمال‪ .‬السلطة واختيار األشخاص غير‬
‫األكفاء لهذا المنصب وهذا يعطي لإلدارة السلطة التقديرية ‪.1‬‬

‫هذه الطريقة اتبعت في لبنان في زمن الحكم العثماني في عهد اإلمارات‪ ،‬حيث كان تعيين‬
‫المستشارين والجباة والكتبة يتم من قبل األمير وبدون اي ش‪..‬رط او قي‪..‬د وه‪..‬ذا م‪..‬ا ادى الى انتش‪..‬ار‪.‬‬
‫الفساد والرشوة لشراء الوظيفة في اإلدارة العامة بحيث أصبح في ذلك ال‪..‬وقت خدم‪..‬ة الدول‪..‬ة التتم‬
‫اال بدفع مبلغ من المال ‪.2‬‬

‫كما ان هذه الطريقة (طريقة االختيار الحر غير المقي‪.‬د ب‪.‬آي معي‪.‬ار او ش‪.‬رط) اخ‪.‬ذت به‪.‬ا‬
‫مص‪..‬ر قب‪..‬ل ص‪..‬دور الق‪..‬انون الم‪..‬رقم‪ 210 .‬لس‪..‬نة‪ 1951‬وه‪..‬ذا م‪..‬ا ادى الى ت‪..‬دني المس‪..‬توى المه‪..‬ني‬
‫للموظفين‪.3‬‬

‫وايض ‪.‬اً‪ .‬ه‪..‬ذا م‪..‬ا أخ‪..‬ذت ب‪..‬ه فرنس‪..‬ا من‪..‬ذ قي‪..‬ام النظ‪..‬ام‪ .‬الملكي ح‪..‬تى الث‪..‬ورة الفرنس‪..‬ية س‪..‬نة‬
‫‪1789‬فكان النظام الفرنسي آن‪..‬ذاك اش‪..‬به باإلقط‪.‬اع ال‪..‬ذي يخت‪..‬ار موظفي‪.‬ه دون التقي‪..‬د ب‪.‬آي ش‪..‬رط ‪.4‬‬
‫وايضا ً عرفت فرنسا هذا النظام منذ بداية القرن التاسع عش‪..‬ر حيث ك‪..‬ان التع‪..‬يين في الوظ‪..‬ائف‪ .‬يتم‬
‫بنا ًء على س‪..‬لطة اإلدارة التقديري‪..‬ة‪ ،‬اال ان ه‪..‬ذا النظ‪..‬ام تغ‪..‬ير بم‪..‬رور الزم‪..‬ان واقتص‪.‬ر‪ .‬على بعض‬
‫الوظائف‪ .5‬فقد جاء في قانون العاملين في فرنسا‪ .‬لسنة ‪ 1959‬الشروط‪ .‬الالزم توافرها‪ .‬في المرشح‬
‫لتولي الوظيفة العامة واشترط‪ .‬ايض‪.‬ا ً نظ‪.‬ام المس‪.‬ابقات للمتق‪.‬دمين لش‪.‬غل الوظ‪.‬ائف‪ .‬العام‪.‬ة م‪.‬ا ع‪.‬دا‬
‫كمال نور اهلل‪ -‬نظام العاملين في فرنس@ا‪ -‬منش@ورات المنظم@ة العربي@ة للعل@وم اإلداري@ة‪ -‬مطبع@ة المعرف@ة ‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - 1971‬القاهرة‪ -‬ص‪.17‬‬
‫فوزي حبيش‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.80‬‬ ‫‪2‬‬

‫د‪.‬محم @@د س @@ليمان الطم @@اوي‪ -‬الوج @@يز في الق @@انون اإلداري‪ -‬مص @@در س @@ابق‪ -‬ص‪ 283‬ود‪.‬علي عب @@د الق @@ادر‬ ‫‪3‬‬

‫مصطفى‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.219‬‬


‫فوزي حبيش‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.80‬‬ ‫‪4‬‬

‫د‪.‬غازي فيصل مهدي‪ -‬التعيين في الوظائف العليا‪ -‬مجلة كلي@ة الحق@وق‪-‬جامع@ة النه@رين‪ -‬المجلد‪ -3‬الع@دد‬ ‫‪5‬‬

‫‪ -4‬كانون االول‪ -1999 -‬ص‪.114‬‬

‫‪68‬‬
‫بعض الوظائف‪ .‬الخاصة يحددها القانون كالسفير‪ ،‬المدير العام‪ ،‬ومدراء االقاليم‪ ،‬وعم‪..‬داء المعاه‪..‬د‬
‫االكاديمية ‪.1‬‬

‫وقد كانت الوالي‪..‬ات المتح‪..‬دة األمريكي‪..‬ة تأخ‪..‬ذ به‪..‬ذا النظ‪..‬ام ايض‪.‬اً‪ ،‬فبع‪..‬د ان وص‪..‬ل ان‪..‬دور‬
‫جاكسون الى الحكم ارتكز الى مبادئ جديدة‪ ،‬فصدور القانون في سنة ‪ ،1820‬ابتدع نظاما ً جدي‪..‬داً‬
‫يسمى بنظام الغنائم‪ ،‬فكان من حق الرئيس تعيين من يشاء دون ان يكون هن‪..‬اك اس‪..‬س او ض‪..‬وابط‬
‫يتم التعيين بمقتضاها‪ ،‬فأن نظام الحكم في الواليات يقوم على تعيين أعضاء الح‪..‬زب الف‪..‬ائز لش‪..‬غل‬
‫الوظائف العامة وبالتالي‪ .‬طرد ك‪..‬ل من يخ‪..‬الف رآي الح‪..‬زب الف‪..‬ائز‪ ،‬اال ان ه‪..‬ذا النظ‪..‬ام اثبت ع‪..‬دم‬
‫جدارته وانتشار الفساد فأدى ذل‪..‬ك الى إص‪..‬الح إداري تم في ع‪..‬ام ‪ 1883‬ليعلن عن نظ‪..‬ام الج‪..‬دارة‬
‫لشغل الوظائف‪ .‬العامة بالنسبة للمرشحين اليها ‪.2‬‬

‫ام‪..‬ا عن المملك‪..‬ة المتح‪..‬دة فح‪..‬تى منتص ‪.‬ف‪ .‬الق‪..‬رن الماض ‪.‬ي‪ .‬ك‪..‬ان النظ‪..‬ام‪ .‬فيه‪..‬ا قائم ‪.‬ا ً على‬
‫المحسوبية والمؤثرات السياسية ولم يكن قائما ً على الخبرة والكفاءة العلمي‪..‬ة‪ ،‬وق‪..‬د ادى التغي‪..‬ير‪ .‬في‬
‫شاغل الوظيفة الى عدم االستقرار والفوضى وهذا ما أدى الى موجة من السخط واالحتجاج‪ .‬ح‪..‬تى‬
‫صدور قانون اإلصالح في ع‪..‬ام ‪ 1855‬حيث تم تأس‪..‬يس لجن‪..‬ة الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة المتألف‪..‬ة من ثالث‪..‬ة‬
‫أعضاء تتولى وضع امتحانات لطالب الوظيفة العامة وتلت بع‪..‬د ص‪..‬دوره الكث‪.‬ير من اإلص‪.‬الحات‬
‫في ع‪...‬ام ‪ 1859‬و ‪ 1870‬وأبرزه‪...‬ا‪ .‬ك‪...‬ان في األع‪...‬وام ‪،1914-1890،1910-1884 ...،1875‬‬
‫‪ 1931-1929 .،1918‬لتقر كل هذه اإلص‪..‬الحات بنظ‪..‬ام الج‪..‬دارة والكفاي‪..‬ة في اختي‪..‬ار الم‪..‬وظفين‬
‫لشغل الوظائف‪ .‬العامة ‪.3‬‬

‫أم‪.‬ا ال‪.‬دول ال‪.‬تي يس‪.‬ودها‪ .‬الح‪.‬زب الواح‪.‬د ومنه‪..‬ا ال‪.‬دول االش‪.‬تراكية ايض‪.‬ا ً ك‪.‬ان لالعتب‪.‬ار‬
‫السياسي دوره األساسي في التعيين خاصة في الوظائف العليا ‪ .4‬اال ان ذلك دفع الدول الى تع‪..‬ديل‬
‫قوانينها‪ .‬وقصرت االختيار‪ .‬الحر لبعض الوظائف‪ .‬العليا‪.‬‬

‫عبد الزهرة ناصر الدليمي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.162-161‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬محم@ @@د انس قاس@ @@م جعف@ @@ر‪ -‬نظم الترقي@ @@ة في الوظيف@ @@ة العام@ @@ة‪ -‬رس@ @@الة دكت@ @@وراه‪ -‬ج‪ -121‬القس@ @@م االول‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫موسوعة القضاء والفقه للدول العربية‪ -‬ص‪ 75‬ومابعدها ود‪.‬عادل الطبطبائي‪ -‬قانون الخدمةالمدنية الكوي@تي‬
‫الجدي@@د‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‪127-126‬ود‪.‬ان@@ور رس@@الن‪ -‬نظ@@ام الع@@املين الم@@دنيين@ بالدول@@ة والقط@@اع الع@@ام‪-‬‬
‫مكتبة النهضة العربية‪ -1983 -‬ص‪.126-125‬‬
‫د‪.‬غ@@ازي فيص@@ل مه@@دي‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‪114‬و د‪.‬اس@@ماعيل ص@@بري مقل@@د‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‪-347‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.352‬‬
‫د‪.‬غازي فيصل مهدي‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.114‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪69‬‬
‫وما اتفق عليه اقتصار‪ .‬حري‪..‬ة اإلدارة في اختي‪..‬ار الم‪..‬وظفين لش‪..‬غل الوظ‪..‬ائف العام‪..‬ة فق‪..‬ط‬
‫على الوظ‪..‬ائف‪ .‬السياس‪..‬ية والقيادي‪..‬ة واس‪..‬تبعاد اإلداري‪..‬ة والعلمي‪..‬ة من حري‪..‬ة اإلدارة الن مص‪..‬لحة‬
‫اإلدارة هي ضمان سير المرافق العامة وأداء مهامها بكفاءة عالية وسنبين االن شروط التعيين في‬
‫الوظائف العليا‪ ،‬فقوانين جميع الدول تضع شروطاً‪ .‬لشغل المناصب العالية ومن الدول التي أخ‪.‬ذت‬
‫بهذه الطريقة هي امريكا‪ .‬وانجلترا وفرنسا والجزائر‪ .‬والكويت ومصر‪.‬‬

‫فنجد ان الواليات المتحدة األمريكية حددت الوظائف العليا بطوائف‪ .‬معينة منها الوزراء ‪.1‬‬
‫ورؤساء الهيئات الكبيرة المستقلة ووكالء الوزراء وشاغلي الوظائف‪ .‬السياسية‪ ،‬يتم تعيينهم بق‪..‬رار‬
‫صادر من رئيس الجمهورية بعد اخذ موافقة الكونكرس‪ .‬األمريكي‪ .‬فالوظائف العليا غالبا ً ما تتس‪..‬م‬
‫بسمة الشخصية وليست الموضوعية ‪.2‬‬

‫اما في فرنسا‪ .‬فقد حددت الوظائف العلي‪..‬ا ال‪..‬تي لإلدارة الحري‪..‬ة في اختي‪..‬ار ش‪..‬اغلها ب‪..‬االتي‬
‫(وظائف المديرين العامين ومديري‪ .‬اإلدارات المركزية بالوزارات ووظيفة سكرتير عام الحكومة‬
‫وغيرها ) وللحكومة الحرية التام‪..‬ة في تع‪..‬يين اح‪..‬د المرش‪..‬حين له‪..‬ذه الوظ‪..‬ائف م‪..‬ا ع‪..‬دا م‪..‬ا يتعل‪..‬ق‬
‫بشخصية المرشح من كونها مرموقة وموثوقة إلدارة الوظائف العليا فيها‪ .3‬اما انجلترا فالوظائف‪.‬‬
‫العليا فيها تشمل االتي (السكرتير‪ .‬العام للوزارات‪ .‬والمدراء العامين )‪.4‬‬

‫اما الكويت فالوظائف العليا فيها تشمل وظائف‪ .‬المجموعة األولى ودرجاتها ثالث الدرجة‬
‫الممتازة ودرجة وكيل الوزير ودرجة وكيل وزارة مساعد ‪.5‬‬

‫ثار خالف حول اعتبار الوزير موظفاً فالفقه الفرنسي يعتبره موظفاً اما الفقه االلماني فال يعتبره ك@@ذلك‪ ،‬ام@ا‬ ‫‪1‬‬

‫الفق @@ه الكوي@@تي فل@@ه رآي@@ان فمنهم من يعت @@بره موظف @اً ومنهم على خالف ذل @@ك‪.‬ام@@ا الع @@راق فحس@@ب ق@@رار مجلس‬
‫شورى الدولة المرقم‪ 991-16‬في ‪1991-7-2‬فال يعتبروه كذلك(هذا القرار غير منشور) هذا ومن الج@@دير‬
‫بال@ @@ذكر ان التش@ @@ريع الع@ @@راقي ق@ @@د هب@ @@ط احيان @ @اً بمرك@ @@ز ال@ @@وزير الق@ @@انوني لم@ @@ا ه@ @@و ادنى من المرك@ @@ز الق@ @@انوني‬
‫للموظف‪ .‬د‪.‬غازي فيصل‪ -‬النظام القانوني للترقية في الوظيفة العامة في العراق‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬أطروحة‬
‫دكتوراه مقدمة إلى كلية القانون‪-‬جامعة بغداد‪ -1992 @-‬هامش‪.46-45‬‬
‫زكي محمود هاشم‪ -‬االختيار لشغل الوظائف العليا بالجه@از الحك@ومي‪ -‬منش@ورات المنظم@ة العربي@ة للعل@وم‬ ‫‪2‬‬

‫اإلدارية‪ -1970 -‬ص‪.4-3‬‬


‫د‪.‬احم@@د حاف@@ظ نجم‪ -‬ت@@رتيب الوظ@@ائف العام@@ة وتوص@@يفها وتقويمه@@ا‪ -‬رس@@الة دكت@@وراه‪ -‬دار الفك@@ر الع@@ربي‪-‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -1979‬ص‪.91‬‬
‫د‪.‬اسماعيل صبري مقلد‪ -‬دراسات في اإلدارة العامة‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.350‬‬ ‫‪4‬‬

‫د‪.‬عادل الطبطبائي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪ 17‬ود‪.‬ماجد راغب الحلو‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.240-239‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪70‬‬
‫اما في الجزائر فقد حدد المرسوم ‪ 140-66‬في ‪ 2‬يونيو ‪1966‬الوظائف‪ .‬العليا التي يك‪..‬ون‬
‫للحكومة فيها السلطة المطلقة ومنها‪ .‬االمين العام للحكومة واألمناء العامون للوزارات والمفتش‪..‬ون‬
‫العامون والمديرون العموميون والسفراء والقناصل والمحافظون وغيرهم ويتم التعيين فيها بقرار‬
‫من رئيس الجمهورية ‪.1‬‬

‫ام‪...‬ا في مص‪...‬ر فنج‪...‬د ان التع‪...‬يين في الوظ‪...‬ائف‪ .‬العلي‪...‬ا يتم بن‪...‬ا ًء على ق‪...‬رار من رئيس‬
‫الجمهورية وهذا ما ذهب اليه قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم ‪ 47‬لسنة‪.2 1978‬‬

‫ام‪..‬ا في الع‪..‬راق فق‪..‬انون الخدم‪..‬ة المدني‪..‬ة رقم ‪ 24‬لس‪..‬نة ‪ 1960‬المع‪..‬دل ح‪..‬دد الش‪..‬روط‬
‫الشخصية والموضوعية في المادتين (‪ )8، 7‬اال ان الوظائف الخاصة منها وظيفة العميد والمدير‬
‫العام والمفتش العام و الوزير‪ .‬المفوض والمحافظ‪ .‬والمستشار‪ .‬المس‪..‬اعد في حال‪..‬ة تع‪..‬يينهم او إع‪..‬ادة‬
‫تع‪..‬يينهم يتم بمرس‪..‬وم‪ .‬جمه‪..‬وري بن‪..‬ا ًء على أق‪..‬تراح س‪..‬ابق من ال‪..‬وزير‪ .‬المختص وبع‪..‬د اخ‪..‬ذ موافق‪..‬ة‬
‫مجلس ال‪...‬وزراء‪ ،‬اال ان مجلس قي‪...‬ادة الث‪...‬ورة (المنح‪...‬ل) اص‪...‬در ق‪...‬راره الم‪...‬رقم ‪ 1077‬في‬
‫‪ 12/8/1981‬حدد فيه الوظائف ذات الدرجات الخاصة ان الوظ‪..‬ائف الم‪..‬ذكورة س‪..‬ابقا ً يتم التع‪..‬يين‬
‫فيها بقرار من رئيس الجمهورية ‪.3‬‬

‫اال انه من المالحظ ان الشريعة اإلسالمية لم تفرق بين الوظ‪..‬ائف‪ .‬العلي‪..‬ا والوظ‪..‬ائف‪ .‬ال‪..‬دنيا‬
‫اي بمعنى آخر بين الموظف الكبير والموظف الصغير‪ ،‬فأساس او معيار اختي‪..‬ار الموظ‪..‬ف لش‪..‬غل‬
‫الوظيفة العام‪..‬ة ه‪..‬و الج‪..‬دارة والكف‪..‬اءة‪ ،‬فمن اليمل‪..‬ك الم‪..‬ؤهالت الالزم‪..‬ة اليتم تعيين‪..‬ه في الوظيف‪..‬ة‬
‫العامة مهما كانت درجة قرابته اوصداقته من الرسول (ص) ومن األمثلة على ذلك ما ح‪..‬دث ألبي‬
‫ذر الغفاري عندما طلب من الرس‪..‬ول (ص) ش‪..‬غله الح‪..‬د المناص‪..‬ب اال ان الرس‪..‬ول (ص) ض‪..‬ربه‬
‫بيده على منكبيه وقال ان الوظيفة أمانة وانت ضعيف التستطيع إدارته‪..‬ا ب‪..‬النحو‪ .‬المطل‪..‬وب وانه‪..‬ا‬
‫في يوم القيامة خزي وندامة واليأخذها او يشغلها اال من يس‪..‬تحقها اي ص‪..‬احب الم‪..‬ؤهالت الكافي‪..‬ة‬

‫د‪.‬علي عب@@د الق@@ادر مص@@طفى‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص ‪ 223‬ود‪.‬محم @د@ انس قاس@@م جعف@@ر‪ -‬مص@@در س@@ابق‪ -‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.66-65‬‬
‫د‪.‬زكي محم@@ود هاش@@م‪ -‬أنظم@@ة الترقي@@ات في ال@@دول العربي@@ة‪ -‬دراس@@ة مقارن@@ة‪ -‬منش@@ورات المنظم@@ة العربي@@ة‬ ‫‪2‬‬

‫للعلوم اإلدارية‪ -1970 -‬ص‪.20‬‬


‫المالح @@ظ ان المش @@رع يس @@مي الوظيف @@ة العلي @@ا بالمنص @@ب واحيان @اً بالدرج @@ة راج @@ع ق @@رار مجلس قي @@ادة الث @@ورة‬ ‫‪3‬‬

‫المنح@ @ @ @ @ @ @ @ @@ل ‪ 1368‬في ‪ 1977-12-15‬وق@ @ @ @ @ @ @ @ @@راره ‪ 1298‬في ‪ 1978-9-30‬وق@ @ @ @ @ @ @ @ @@راره ‪ 445‬في ‪-4-4‬‬
‫‪1978‬وقانون المصرف العقاري رقم‪ 22‬لسنة ‪.1991‬‬

‫‪71‬‬
‫لشغل الوظيفة العامة كما ورد في احد احاديثه (من ولي من امر المسلمين ش‪..‬يئا ً ف‪..‬ولى رجالً وه‪..‬و‬
‫يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله والمؤمنين ‪.1‬‬

‫اخ‪..‬يراً يفهم من التع‪..‬يين في الوظ‪..‬ائف العلي‪..‬ا ان‪..‬ه يتم بن‪..‬ا ًء على اإلرادة الح‪..‬رة للس‪..‬لطة‬
‫المختصة بالتعيين وعادة ما يك‪.‬ون رئيس الجمهوري‪.‬ة فال يوج‪.‬د معي‪.‬ار اوش‪.‬رط‪ .‬او قي‪.‬د على ارادة‬
‫اإلدارة الحرة‪ ،‬وانما الثقة بالمرشح قد تكون سببا ً لشغله الوظيفة‪.‬‬

‫اال انه يجب التنويه بعدم االكثار من هذا الن‪..‬وع من الوظ‪..‬ائف‪ .‬ال‪..‬تي يتم فيه‪..‬ا التع‪..‬يين بن‪..‬ا ًء‬
‫على إرادة اإلدارة الح‪..‬رة الن مث‪.‬ل ه‪..‬ذا االكث‪..‬ار ي‪.‬ؤدي الى المحس‪.‬وبية والفس‪..‬اد وبالت‪.‬الي‪ .‬وص‪.‬ول‪.‬‬
‫مجموعة من األشخاص الى الوظيفة وهم ال يستحقون الوظيفة وبالت‪..‬الي ال ت‪..‬ؤدي الوظيف‪..‬ة العام‪..‬ة‬
‫مهامها الرئيسية وهي إعطاء اكبر فائدة للجمهور بأقل نفقة ويجب اقتصار مثل هذه الوظائف‪ .‬التي‬
‫تعتمد على إرادة اإلدارة الحرة على الوظائف‪ .‬ذات الصبغة السياسية والقيادية ‪.2‬‬

‫أما عن نسبة المرأة في شغل والمشاركة في تولي الوظ‪..‬ائف‪ .‬العلي‪..‬ا فاإلحص‪..‬ائيات تختل‪..‬ف‬
‫من دولة الى أخرى ففي الواليات المتح‪..‬دة األمريكي‪..‬ة فنس‪..‬بة م‪..‬ا تش‪..‬غلها الم‪..‬رأة من وظ‪..‬ائف علي‪..‬ا‬
‫التتجاوز‪.3 %2 .‬‬

‫اما في فرنسا‪ .‬فأن نس‪..‬بة مش‪..‬اركة النس‪..‬اء في الوظ‪..‬ائف‪ .‬العلي‪..‬ا هي‪ % 4.6‬في ع‪..‬ام ‪1973‬‬
‫حيث توجد ‪ 582‬وظيفة قيادية التشغل النساء فيها سوى ‪ 27‬امرأة وهذا طبقا ً لما اعده القسم التابع‬
‫لإلدارة العامة ‪.4‬‬

‫ام‪..‬ا ف‪..‬رص النس‪..‬اء في ال‪..‬دول العربي‪..‬ة فلم تكن اوف‪..‬ر من فرص‪..‬ها‪ .‬في ال‪..‬دول األوربي‪..‬ة‬
‫‪5‬‬
‫واألمريكية اذ حالت دون وصول المرأة بنسبة كبيرة للوظائف‪ .‬العامة القيادية عراقيل كثيرة‪.‬‬

‫د‪.‬علي عبد القادر مصطفى‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.32‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪ .‬محمد سليمان الطم@اوي‪ -‬ض@مانات الم@وظفين بين النظري@ة والتط@بيق‪ -‬مجل@ة العل@وم اإلداري@ة‪ -‬ع‪ -1‬س‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -1969 -11‬ص‪.387-386‬‬
‫فوزي حبيش‪ -‬الوظيفة العامة وإ دارة شؤون الموظفين‪ -‬منشورات المنظمة العربية للعل@@وم اإلداري@@ة‪ -‬ع@@دد@‬ ‫‪3‬‬

‫‪ -262‬ص‪.93‬‬
‫د‪.‬اميمة فؤاد مهنا‪ -‬المرأة والوظيفة العامة‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪ 103‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫سامية شاتيال‪ -‬المرأة العاملة في الوطن العربي من خالل التشريعات العمالية‪ -‬مجلة العمل العربية‪ -‬ع‪-4‬‬ ‫‪5‬‬

‫س‪ -1974 -1‬ص‪.112-111‬‬

‫‪72‬‬
‫ومن الدول العربية المملكة العربية السعودية فأحك‪.‬ام‪ .‬الش‪.‬ريعة اإلس‪.‬المية هي الس‪.‬ائدة في‬
‫البالد وهذه األحكام تمنع مشاركة الم‪..‬رأة في الوظ‪..‬ائف القيادي‪..‬ة والتعليمي‪..‬ة والمص‪..‬رفية وغيره‪..‬ا‪،‬‬
‫فقط الوظائف التي تسمح بها الشريعة اإلسالمية تشارك‪ .‬فيها النساء ‪.1‬‬

‫اما في العراق فعدد المدراء العامين الذين يخضعون لقوانين الخدمة المدني‪..‬ة ال‪..‬ذكور فيه‪..‬ا‬
‫بلغ ‪ 2246‬وعدد اإلناث فيها ‪.2220‬‬

‫اما ماذهبت إليه الشريعة اإلسالمية فقد ساوت مابين الرج‪..‬ل والم‪..‬رأة في ت‪..‬ولي الوظ‪..‬ائف‪.‬‬
‫العامة‪ ،‬فقد شاركت المرأة في الس‪..‬لم والح‪..‬رب فش‪..‬اركت‪ .‬في ك‪..‬ل الغ‪..‬زوات بم‪..‬ا يتواف‪.‬ق‪ .‬طبع‪.‬ا ً م‪..‬ع‬
‫طبيعتها األنثوية‪ ،‬اال ان هن‪..‬اك من ل‪.‬ه رأي مخ‪.‬الف بالنس‪..‬بة لوظ‪..‬ائف اإلم‪..‬ارة والقض‪..‬اء وي‪..‬رفض‬
‫تولي المرأة لهذه المناصب‪.3‬‬

‫واخيراً اليسعنا القول اال ان نصيب المرأة من شغل الوظائف‪ .‬العامة سواء القيادية منها ام‬
‫العادية هو نصيب ضئيل بالنظر الى النسبة التي تشغلها في هذه البلدان وخصوص ‪.‬ا ً العربي‪..‬ة منه‪..‬ا‬
‫فلقد أثبتت اإلحصائيات بأن عدد النساء يتجاوز‪ .‬عدد الرجال وبالرغم من ذلك ان عدد الرج‪..‬ال في‬
‫شغل الوظائف‪ .‬العامة هو أكثر من عدد النساء وذلك ألس‪..‬باب تتعل‪..‬ق ب‪..‬المجتمع المغل‪..‬ق وبالع‪..‬ادات‬
‫وبالتقاليد واحيانا ً بالدين التي تمنع أبداع المرأة في مج‪..‬ال العم‪..‬ل س‪..‬واء القي‪..‬ادي ام الع‪..‬ادي‪ ،‬اال ان‬
‫هناك دعوات متواصلة من جمعيات نسوية لرفع واألخذ بيد المرأة العربية‪.‬‬

‫اما عن مدى خضوع الموظف‪ .‬الذي يوظف‪ .‬بنا ًء على س‪..‬لطة اإلدارة الح‪..‬رة لف‪..‬ترة تجرب‪..‬ة‬
‫فهذه تختلف‪ ،‬الن األصل العام هو ان جميع الموظفين يجب إخضاعهم لف‪..‬ترة تجرب‪..‬ة فعلي‪..‬ة للتثبت‬
‫من كفاءة وفعالية الموظف لشغل الوظيفة العامة‪.‬‬

‫اال ان شاغل الوظيفة العليا عادة ال يخضع لفترة تجربة الن بقاءه في هذه الوظيفة هو في‬
‫الواقع خاضع للتجربة خالل قيادته للوظيفة العليا‪.‬‬

‫اال انه من المالحظ في العراق صدور‪ .‬قرارين من مجلس قيادة الثورة المنحل الم‪..‬رقم ‪45‬‬
‫في ‪ 12/2/1991‬حيث اعطى للوزير‪ .‬المختص تعيين الم‪..‬دراء الع‪..‬امين وكال‪..‬ة وإخض‪..‬اعهم‪ .‬لف‪..‬ترة‬
‫عائشة احمد الحسيني‪ -‬التخطيط لالحتياجات من الكفاءات اإلداري@ة النس@ائية في المملك@ة العربي@@ة الس@عودية‪-‬‬ ‫‪1‬‬

‫مجلة اإلدارة العامة السعودية‪ -‬ع‪ -39‬اكتوبر‪ -1973‬ص‪.102-101‬‬


‫ليلى حسين مع@روف‪ -‬الم@رأة وحق@ائق التغي@ير بع@@د ث@ورة‪30-17‬تم@@وز‪ -1968‬مجل@@ة القض@اء‪ -‬اع@@داد من‪-1‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -1982 -4‬سنة‪ -37‬ص‪.276‬‬


‫عب@@د الوه@@اب الت@@ونجي‪ -‬حق@@وق الم@@رأة في الش@@ريعة االس@@المية وفي الحق@@وق المقارن@@ة‪ -‬مجل@@ة العدال@@ة لدول@@ة‬ ‫‪3‬‬

‫االمارات العربية‪ -‬ع‪ -28‬س‪ -1981 -8‬ص‪.24-23‬‬

‫‪73‬‬
‫تجربة مدتها (‪ )6‬أشهر كما جاء قرار مجلس قيادة الثورة في الفق‪..‬رة األولى من‪..‬ه الم‪..‬رقم‪ 214 .‬في‬
‫‪ 2/7/1991‬ال‪..‬ذي أعطى ل‪..‬وزير الداخلي‪..‬ة ص‪..‬الحية تع‪..‬يين المفتش‪..‬ين اإلداريين والق‪..‬ائم مق‪..‬امين‬
‫ومديري‪ .‬النواحي وإخضاعهم ايضا ً لفترة م‪..‬دتها ‪ 6‬اش‪..‬هر تحت التجرب‪..‬ة وه‪..‬و م‪..‬ا لم ي‪..‬بين مص‪..‬ير‬
‫الموظف بعد مدة التجربة وهي عادة ‪ 6‬اشهر هل يثبت في الوظيف‪..‬ة عن طري‪.‬ق‪ .‬ص‪..‬دور المرس‪..‬وم‬
‫الجمهوري‪ .‬من رئيس الدولة ام يبقى في وظيفته السابقة‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة على تطبيق مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة‬

‫ان الرقابة علي التعيين في الوظائف‪ .‬العامة وبشكل خاص الرقابة علي مب‪..‬دأ الكف‪..‬اءة هي خاض‪..‬عة‬
‫للسلطات االداري‪.‬ة و الس‪..‬لطات القض‪..‬ائية وه‪..‬و م‪.‬ا اق‪..‬ره المش‪..‬رع االم‪.‬اراتي‪ .‬والمش‪.‬رع‪ .‬المص‪.‬ري‪.‬‬
‫والمشرع العراقي‪ .‬واغلب القوانين االدارية اهتمت بهذا النوع من الرقاب‪..‬ة لض‪..‬مان النزاه‪..‬ة وع‪..‬دم‬
‫التالعب وعلي ذلك تم تقسيم هذا الي مطلبين علي النحو التالي‪:‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬الرقابة االدارية‬ ‫‪-‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬الرقابة القضائية‬ ‫‪-‬‬

‫المطلب االول‪ :‬الرقابة االدارية‪:‬‬

‫ان قرار‪ .‬التعيين ه‪..‬و عم‪..‬ل إداري انف‪..‬رادي وبالت‪..‬الي‪ .‬فيك‪..‬ون الموظ‪.‬ف‪ .‬في مرك‪..‬ز ق‪..‬انوني‪.‬‬
‫تنظيمي‪ ،‬وبالتالي فأن اداة التعيين تكون عمالً شرطيا ً وهذا م‪..‬ا ي‪..‬ؤدي‪ .‬الى إض‪..‬فاء ص‪..‬فة الموظ‪.‬ف‪.‬‬
‫على شاغل الوظيفة العامة وكذلك تمتع الموظف بكافة االمتيازات الوظيفية‪ ،‬ماع‪..‬دا ال‪..‬راتب ال‪..‬ذي‬
‫اليستحقه اال بعد مباشرته العمل ‪.1‬‬

‫د‪.‬ش @@اب توم @@ا منص @@ور‪ -‬الق @@انون اإلداري‪ -‬ك‪ -2‬دار الع @@راق للطب @@ع‪ -1980 -‬ص‪ 321‬ود‪.‬علي محم @@د‬ ‫‪1‬‬

‫بدير واخرون‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.315‬‬

‫‪74‬‬
‫وان آثار القرار اإلداري تظهر‪ .‬من يوم صدوره‪ ،‬او من التاريخ المحدد في ق‪..‬رار التع‪..‬يين‬
‫وهذا ما أخذت به المحكم‪.‬ة اإلداري‪..‬ة العلي‪..‬ا في مص‪..‬ر في حكمه‪.‬ا الص‪..‬ادر في ‪ ،1965 ./4/4‬ه‪.‬ذا‬
‫بخالف من يقول بأن بدء التاريخ يكون من يوم تسلم الموظف‪ .‬لعمله الوظيفي فهذا التاريخ اليؤخ‪..‬ذ‬
‫به اال في حساب الراتب ونحن نؤيد رآي المحكمة ‪.1‬‬

‫فالطبيعة القانونية لقرار التعيين تدرس من ناحيتين (المادية والشكلية)‪.‬‬

‫فمن الناحية المادية فكما قلنا ان الموظف في عالقته مع اإلدارة يك‪..‬ون في مرك‪..‬ز تنظيمي‬
‫تنظمه القواعد القانونية العامة‪.‬‬

‫وبما ان القرار اإلداري في تعيين الموظف‪ .‬هو عمل شرطي فيترتب‪ .‬عليه النتائج االتية ‪-:‬‬

‫اليستطيع الموظف‪ .‬مناقشة اإلدارة في شروط العمل فهذه الشروط‪ .‬محددة بموجب القواعد‬ ‫‪-1‬‬
‫القانونية‪.‬‬
‫اليمكن إنشاء مركز‪ .‬خاص ألي موظف‪ ،‬فكل ما يتم االتفاق عليه مابين الموظف‪ .‬واإلدارة‬ ‫‪-2‬‬
‫يعتبر باطالً اذا كان منشئا ً لمركز خاص‪.‬‬

‫وتبعا ً لذلك فقد قرر مجلس الدولة الفرنسي بخضوع الموظف‪ .‬الحكام الوظيفة العامة حتى‬
‫قبل قبوله الوظيفة وهذا ما ج‪..‬اء في ق‪..‬راره في ‪ 13‬ك‪..‬انون الث‪..‬اني ع‪..‬ام ‪ 1911‬وفي ق‪..‬راره في ‪22‬‬
‫كانون االول ‪ ،1924‬اال ان مجلس الدولة الفرنس‪..‬ي وفي ق‪..‬راره في ‪ 20‬ش‪..‬باط ‪ 1924‬افص‪..‬ح ب‪..‬أن‬
‫من حق الموظف‪ .‬رفض الوظيفة فالوظيف‪..‬ة ليس‪..‬ت اجب‪..‬ار الموظ‪..‬ف على قبوله‪..‬ا‪ ،‬ف‪..‬القرار‪ .‬اإلداري‬
‫بتعيين احد افراد له جانبان االول ‪ -:‬بأن‪..‬ه ق‪..‬رار ص‪..‬ادر من اإلدارة بأرادته‪..‬ا المنف‪..‬ردة ومن ج‪..‬انب‬
‫آخر يستطيع‪ .‬الفرد رفضه‪.‬‬

‫ف‪...‬ذهب معظم الفق‪...‬ه في القض‪...‬اء اإلداري‪ .‬الى اعتب‪...‬ار الق‪...‬رار اإلداري في تع‪...‬يين اح‪...‬د‬
‫الموظفين بأنه قرار‪ .‬صادر من قبل اإلدارة بإرادتها المنفردة‪ ،‬ولكن ه‪..‬ذا الق‪..‬رار معل‪..‬ق على قب‪..‬ول‬
‫الموظف للوظيفة او رفضه (إي معلق على شرط فاسخ) وبالتالي رتب القضاء النتائج اآلتية‪-:‬‬

‫قرار التعيين يرتب للموظف حقوقاً‪ .‬معينة‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫صفة الموظف تضفى على الشخص حتى قبل قبوله الوظيفة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫من حق الموظف‪ .‬رفض قرار‪ .‬التعيين‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫د‪.‬علي عبد القادر مصطفى‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.264‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪75‬‬
‫اليمكن لإلدارة سحب القرار المتعلق بتع‪..‬يين اح‪..‬د األش‪..‬خاص ح‪..‬تى ل‪..‬و ك‪..‬ان الموظ‪.‬ف‪ .‬لم‬ ‫‪-4‬‬
‫يقبل بالوظيفة اال في حاالت معين‪..‬ة تتحق‪..‬ق فيه‪..‬ا ش‪..‬روط س‪..‬حب الق‪..‬رار اإلداري المتعل‪..‬ق‬
‫بتعيين احد األشخاص‪.‬‬
‫‪ -5‬خضوع‪ .‬الموظف حتى قبل قبوله للوظيفة للسلطة اإلدارية‪.1‬‬

‫وبنا ًء على ذلك فأن آثار التعيين تتضمن األتي ‪-:‬‬

‫‪ -1‬تاريخ صدور‪ .‬القرار او التاريخ المحدد في القرار او تاريخ نشر القرار ه‪..‬و الت‪..‬اريخ ال‪..‬ذي‬
‫تبدأ فيه الرابطة الوظيفية ما بين الموظف واإلدارة العامة ‪ ،2‬اما في القانون اللبناني ف‪..‬أن‬
‫الرابطة الوظيفية تبدأ من تاريخ مباشرة الموظف‪ .‬لعمله واليعمل باالثر الرجعي ‪.3‬‬

‫‪ -2‬عندما تصدر اإلدارة العامة قراراً‪ .‬بتعيين احد الموظفين ف‪..‬الموظف‪ .‬حينه‪..‬ا يل‪..‬تزم باإلحك‪..‬ام‪.‬‬
‫والقواعد التي تحكم الوظيفة العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬يمكن لإلدارة ان تصدر‪ .‬قرار التع‪..‬يين بت‪..‬اريخ س‪..‬ابق على ص‪..‬دوره اي يك‪..‬ون ب‪..‬أثر رجعي‬
‫وذلك اذا طلبت اإلدارة من احد اإلفراد العمل وبعد‪ .‬ذلك تص‪..‬در‪ .‬ق‪..‬رار‪ .‬التع‪..‬يين‪ ،‬وه‪..‬ذا م‪..‬ا‬
‫أخذت به المحكمة اإلدارية العليا بمصر‪.‬‬

‫‪ -4‬جميع الموظفين الذين هم في ذات الفئة يخضعون لنفس اإلحكام‪ ،‬فاإلحكام واح‪..‬دة التتغ‪..‬ير‬
‫كما ان الموظف اليمكنه مناقشة شروط العمل في الوظيفة العامة ‪.4‬‬

‫د‪.‬شاب توما منصور‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.222‬‬ ‫‪1‬‬

‫د‪.‬عب @د@ الحمي@@د كم@@ال حش@@يش‪ -‬دراس@@ات في الوظيف@@ة العام@@ة في النظ@@ام الفرنس@@ي‪ -‬مكتب@@ة الق@@اهرة الحديث@@ة‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -1974‬ص‪.74‬‬
‫د‪.‬ابراهيم عبد العزيز شيحا‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪ 168‬ود‪.‬محي الدين القيسي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.220‬‬ ‫‪3‬‬

‫د‪.‬علي محمد بدير واخرون‪ -‬صدر سابق‪-‬ص‪ 316‬ود‪.‬حسين حمودة المهدوي‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.60‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪76‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة القضائية‪:‬‬
‫يعتبر القضاء اإلداري في مفهومه المعاصر ‪ ،‬حديث النشأة في االمارات ‪ ،‬إذ ظهر هذا‬
‫النوع من القضاء مع قيام دولة االمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام ‪، 1971‬‬
‫حيث نصت المادة (‪ )102‬من دستور دولة االتحاد على إسناد نظر المنازعات اإلدارية بين‬
‫االتحاد واألفراد‪ .‬إلى القضاء االتحادي ‪ .‬أما الممارسة العملية للقضاء اإلداري فقد تم منذ عام‬
‫‪ 1973‬بإنشاء المحكمة االتحادية العليا ومباشرتها لمهام عملها بدءاً من الفاتح من سبتمبر‪ .‬ذلك‬
‫العام‪ ،‬ويمارس‪ .‬القضاء االماراتي رقابته القضائية على أعمال اإلدارة من خالل دعوى اإللغاء‪،‬‬
‫ودعوى التعويض ‪ ،‬ودعوى‪ .‬التأديب ‪ ،‬لكن قضاء اإللغاء أو دعوى اإللغاء ‪ ،‬هو من أبرز‬
‫المجاالت التي طوّرها القضاء االتحادي‪ .‬كما إن أهـداف الوظيـفة اإلدارية في المجتمع و‬
‫الـدولة هو تحقيق أهـداف المصلحة العامة بالمفهوم اإلداري‪ .‬عن طريق إشباع الحاجات العامة ‪،‬‬
‫بواسطة المؤسسات العامة اإلدارية و المرافق‪ .‬اإلدارية العمومية ‪.‬‬
‫و حتى تتمكن اإلدارة العامة من تحقيق أهدافها المختلفة ‪ ،‬في نطاق مبادئ‪ .‬المشروعية والمصلحة‬
‫العامة فإنها ــ أي اإلدارة العامة ــ تحوز وتمارس سلطات إدارية ــ باختالف‪ .‬أدواتها و وسائلها‪.‬‬

‫في مواجهة حقوق و حريات األفراد‪ .‬و مصالحهم‪ .‬الجوهرية مثل ‪:‬‬

‫سلطات و وسائل الضبط اإلدارية ‪ ،‬و سلطة اتخاذ القرارات اإلدارية ‪ ،‬وسلطة التنفيذ المباشر ‪ ،‬و‬
‫سلطة التنفيذ الجبري ‪ ،‬و سلطات و امتيازات اإلدارة العامة المتعاقدة في مواجهة الطرف المتعاقد‬
‫معها و تتمظهر السلطة اإلدارية في الوظيفة العامة للدولة التي تشكل في مجموعها فكرة السلطة‬
‫الرئاس‪..‬ية ‪ ،‬ال‪..‬تي تمارس‪..‬ها الس‪..‬لطات و القي‪..‬ادات اإلداري‪..‬ة على المراف‪..‬ق‪ .‬و المؤسس‪..‬ات العام‪..‬ة‬
‫اإلدارية ‪ ،‬و على أشخاص و أعمال العاملين الع‪..‬اميين ‪ ،‬و ك‪..‬ذا س‪..‬لطة االس‪..‬تيالء الم‪..‬ؤقت ألمالك‬
‫األشخاص العاديين ‪ ،‬إن اقتض‪..‬ت المص‪.‬لحة العام‪..‬ة ذل‪.‬ك ‪ ،‬و س‪..‬لطة التعبئ‪.‬ة العام‪..‬ة ‪ ،‬و تطبيق‪..‬ات‬
‫نظريات الظروف‪ .‬االستثنائية و أعمال السيادة و السلطة التقديرية ‪.‬‬

‫إن اإلدارة العامة التي تحوز على السلطات المذكورة أعاله لكثيرا ما تحت‪..‬ك بوس‪..‬ائلها‪ .‬المختلف‪..‬ة‬
‫بحقوق وحريات األفراد باستمرار و بقوة ‪ ،‬األمر ال‪..‬ذي يش‪..‬كل مخ‪..‬اطر‪ .‬جس‪..‬يمة و محدق‪..‬ة دوم‪..‬ا ‪،‬‬
‫بالنظام القانوني لحق‪..‬وق وحري‪..‬ات اإلنس‪..‬ان و الم‪..‬واطن ‪ ،‬و المس بمب‪..‬دأ الش‪..‬رعية القانوني‪..‬ة ال‪..‬ذى‬
‫تخضع له اإلدارة العامة ‪ .‬إن أعمال اإلدارة العامة الخارجة عن الشرعية القانونية ينجم عنها قي‪.‬ام‬
‫المنازعات اإلدارية و القضائية بينها و األفراد ‪ ،‬األم‪..‬ر ال‪..‬ذي يس‪..‬توجب و يس‪..‬تدعي تحري‪..‬ك كاف‪..‬ة‬
‫أنواع الرقابة عن أعمال اإلدارة العامة لضمان سيادة مب‪..‬دأ الش‪..‬رعية ‪ ،‬و تحقي‪..‬ق العدال‪..‬ة و حماي‪..‬ة‬
‫المص‪..‬لحة العام‪..‬ة ‪ ،‬من كاف‪..‬ة مص‪..‬ادر و مخ‪..‬اطر أس‪..‬اليب الفس‪..‬اد اإلداري ‪ ،‬و البيروقراطي‪..‬ة و‬

‫‪77‬‬
‫التخ‪..‬ريب ‪ ،‬و ك‪..‬ذا حماي‪..‬ة حق‪..‬وق و حري‪..‬ات األف‪..‬راد‪ .‬و مص‪..‬الحهم الجوهري‪..‬ة ‪ ،‬من ك‪..‬ل مظ‪..‬اهر‬
‫‪1‬‬
‫االنحراف و االستبداد و التعسف‪ .‬اإلداري ‪.‬‬

‫في نــــظام وحــدة الـقـــضاء ‪ :‬يقوم نظام وحدة القضاء و القانون على أساس مبدأ خضوع‪.‬‬
‫الجميع ‪ ،‬حكاما ومحكومين ‪ ،‬أي أفراد عاديين و سلطات عامة لرقابة قضائية موحدة تضطلع بها‬
‫جهات القضاء العادي و تطبق في ذلك أحكام القانون العادي شكال و موضوعا‪ .‬ـ وذلك كأصل عام‬
‫ــ ‪ .‬حماية لمبدأ المساواة أمام القانون ‪ ،‬ومبدأ الشرعية و سيادة القانون و مقتضيات حماية النظام‬
‫القانوني لحقوق وحريات اإلنسان بكل جدية و موضوعية واألسس التي يبني عليها هذا النظام‬
‫القضائي‪:2‬‬

‫ــ األس‪..‬اس الت‪..‬اريخي‪ : .‬المتمث‪..‬ل في الموق ‪.‬ف‪ .‬المش‪..‬رف‪ .‬و الش‪..‬جاع للقض‪..‬اء االنجل‪..‬يزى و‬ ‫أ)‬
‫القضاء األمريكي ‪ ،‬في مواجهة سلطات و استبداد و تعسف و انحراف المل‪..‬وك و الحك‪..‬ام‬
‫قبل قيام‪ .‬الثورتين اإلنجليزية و األمريكية ‪ .‬و الدفاع بقوة عن حقوق و حريات اإلنس‪..‬ان و‬
‫الم‪..‬واطن ‪ ،‬و مقاوم‪..‬ة مح‪..‬اوالت االعت‪..‬داء والتغ‪..‬ول عليه‪..‬ا ‪ ،‬من ط‪..‬رف س‪..‬لطات الحكم‬
‫الملكي المستبد و المطلق ‪ .‬لقد أدى هذا النظام إلى إنجاز مبدأ الفصل بين السلطات و مبدأ‬
‫استقالل القضاء مما أفضي إلى الدفاع عن فكرة الدولة القانونية و مبدأ الشرعية و سيادة‬
‫القانون و تأييد حماية حقوق و حريات اإلنسان و المواطن ‪ ،‬من أية محاوالت االعت‪..‬داء و‬
‫التغول عليه‪..‬ا ‪ ،‬من ط‪..‬رف الس‪..‬لطات العام‪..‬ة في الدول‪..‬ة ‪ ،‬في ظ‪..‬ل الظ‪..‬روف‪ .‬االس‪..‬تثنائية‬
‫حالة الحرب ‪ ،‬و حالة األحكام العرفية و الطوارئ‪. .‬‬

‫ــ األساس السياسي‪ .‬الدستوري‪ : .‬أن األساس السياسي و الدس‪..‬توري‪ .‬لنظ‪..‬ام وح‪..‬دة القض‪..‬اء‬ ‫ب)‬
‫والقانون يتمثل في التفسير المرن و الواقعي‪ .‬لمبدأ الفصل بين السلطات ‪ ،‬الذي يقض‪..‬ي في‬
‫تخص‪..‬ص جه‪..‬ات القض‪..‬اء الع‪..‬ادي بالوظيف‪..‬ة القض‪..‬ائية برمته‪..‬ا و ع‪..‬دم إخ‪..‬راج منازع‪..‬ات‬
‫السلطات العامة من نطاق اختصاصها ألي سبب من األسباب ‪.‬‬

‫ج) ــ األساس القانوني و القضائي ‪ :‬و يتمثل في أن عملية التطبيق‪ .‬السليم و الصحيح و الكامل‬

‫لكل من مبدأ المساواة أمام القانون ‪ ،‬ومبدأ الشرعية وسيادة القانون تقتضي و تحتم تطبيق‬

‫‪ -‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي – دار الرويشد للنشر والتوزيع – البحرين – ط ‪1.‬‬ ‫‪ 1‬عوابدي عمار‬
‫‪ - 2012‬ص ‪3-2‬‬
‫‪2‬‬
‫– ‪charles debbash. science administrative . paris . dalloz . deuxième édition 1972‬‬
‫‪pp 620 – 621‬‬

‫‪78‬‬
‫نظام وحدة القضاء و القانون ‪ ،‬حتى يخضع الجميع لقضاء واحد و هو القض‪..‬اء الع‪..‬ادي و لق‪..‬انون‬
‫واحد هو القانون الع‪..‬ادي ‪ ،‬بحيث تختص جه‪..‬ات القض‪..‬اء الع‪..‬ادي بك‪..‬ل المنازع‪..‬ات القض‪..‬ائية في‬
‫الدول‪..‬ة ‪ ،‬س‪..‬واء ك‪..‬ان أطرافه‪.‬ا‪ .‬أف‪..‬راد ع‪..‬اديين أو س‪..‬لطات عام‪..‬ة ‪ ،‬في س‪..‬بيل ض‪..‬مان تط‪..‬بيق مب‪..‬دأ‬
‫المساواة و مبدأ الشرعية تطبيقا ك‪..‬امال ‪ .‬و بنظ‪.‬ر‪ .‬ه‪.‬ذا األس‪..‬اس ‪ ،‬أن إخ‪.‬راج منازع‪.‬ات الس‪.‬لطات‬
‫العامة من نطاق اختصاص و رقابة جهات القضاء العادي ألي س‪..‬بب من األس‪..‬باب يع‪..‬د إه‪..‬دارا و‬
‫‪1‬‬
‫انتهاكا لحقوق و حريات اإلنسان و المواطن ‪.‬‬

‫إن مبدأ الشرعية ‪ ،‬يقوم على احترام اإلدارة ‪ ،‬للقواعد القانونية و التقيد بها ‪ .‬و هذا المبدأ يفرض‬
‫على اإلدارة قيودا ‪ ،‬الهدف منها حماية حقوق األفراد و حرياتهم ‪ ،‬و بالتالي الحيلولة دون عسف‬
‫اإلدارة و استبدادها ‪.‬‬

‫إال أن حماية المصالح الفردية ال يجوز‪ .‬أن تؤدي إلى شل فاعلية اإلدارة و حركتها ‪ ،‬في مواجهة‬
‫ما يلقي على عاتقها من أعباء جسيمة ‪ ،‬في سبيل ت‪..‬أمين الخ‪..‬دمات العام‪..‬ة ‪ ،‬و العم‪..‬ل علي تط‪..‬وير‬
‫االحتياجات االقتصادية و االجتماعية و الثقافية التي تقدمها للجمهور ‪ . 2‬بمعني آخر ‪ ،‬ال يجوز أن‬
‫ي‪..‬ؤدي‪ .‬مب‪..‬دأ الش‪..‬رعية إلى إض‪..‬فاء الط‪..‬ابع ال‪..‬روتين على عم‪..‬ل اإلدارة ‪ ،‬و القض‪..‬اء على روح‬
‫المبادرة و االبتكار لدي رجال اإلدارة ‪ ...‬هاته اإلدارة التي ال يمكنها أن تنهض بواجباته ‪.‬ا‪ ، .‬م‪..‬ا لم‬
‫يكن لها قدر من الحرية في سلوك الوسائل التي تحقق بها أهدافها ‪ ،‬مما دف‪..‬ع بالمش‪..‬رع و القض‪..‬اء‬
‫في كل بالد العالم إلى االعتراف ــ أحيانا ــ لإلدارة بامتيازات خاصة ‪ ،‬و ذلك في اختيار الوسيلة‬
‫و الوقت المناسب لإلقدام على التصرف ‪ .‬إذا ك‪..‬انت تتجلي ه‪..‬ذه الحري‪..‬ة في الس‪..‬لطة التقديري‪..‬ة ‪،‬‬
‫التي يقررها المشرع لتسهيل عمل االدارة ‪ ،‬في موضوع معين ‪ ،‬فإن اإلدارة تمارس هذه الس‪..‬لطة‬
‫‪3‬‬
‫في نطاق مبدأ الشرعية ــ دائما ــ و من حيث الوسائل ال ألهداف ‪ ،‬ال‪..‬تي هي من ص‪..‬الحية الدولة‬
‫و في ظروف‪ .‬استثنائية طارئة ‪ .‬عندما تستطيع اإلدارة توسيع اختصاصاتها‪ .‬و نط‪..‬اق تص‪..‬رفاتها‪، .‬‬
‫بشكل تخرج به عن مجال الشرعية العادية ‪ ،‬فإن س‪..‬لطة اإلدارة ليس‪..‬ت مطلق‪..‬ة أو دون قي‪..‬ود ‪ ،‬ب‪..‬ل‬
‫يجب أن تكون مكبلة بضوابط‪ .‬قانونية و أن يكون هدفها ــ في مث‪..‬ل ه‪..‬ذه التص‪..‬رفات ــ المص‪..‬لحة‬
‫العامة الغير وبما أن عمل السلطة التنفيذية يتجاوز النشاط االدارى‪ ، .‬ليرتقي إلى النشاط‪ .‬السياسي‬
‫المتعلق بمصالح الدولة العليا ‪ ،‬و يرتبط‪ .‬بأعمال السيادة فإن الدول‪..‬ة ــ هن‪.‬ا ــ تخ‪.‬رج فعلي‪..‬ا على‬
‫‪4‬‬
‫مبدأ الشرعية ‪ ،‬وذلك بخالف سلطة اإلدارة التقديرية وسلطاتها‪ .‬في الظروف االستثنائية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪jean lappane joinville. organisation et procédure judiciaire Alger – les cahiers de la formation‬‬
‫‪administrative . tome 1971.pp 46 – 48‬‬
‫‪ 2‬مجلة أفاق ‪ :‬الشرعية و سيادة القانون ‪ www.aafaq.org-fact4-6.htm .‬تاريخ زيارة الموقع ‪2021-08-22‬‬
‫‪ 3‬الدكتور عبد اللـه طلبه القانون اإلداري القضاء االدارى‪ -‬جامعة القاهرة‪ -‬مصر ‪ 1999 - -‬ص ‪. 28‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجع السابق ص ‪30‬‬
‫‪79‬‬
‫إن الدول‪..‬ة هي نقيض الفوض‪..‬ى ‪ .‬و نقيض الفوض‪..‬ى ه‪..‬و تنظيم قواع‪..‬د الس‪..‬لوك ‪ ،‬الض‪..‬امنة‬
‫لتحقيق األهداف و األغراض ‪ ،‬إن الدولة ـ بص‪..‬فتها أك‪..‬بر ش‪..‬خص اعتب‪..‬اري في المجتم‪..‬ع ـ تق‪..‬وم‬
‫بوضع أسس تنظمها‪ .‬في مجموعة من القواعد تسمى بالدستور‪ .‬و أن للهيئات ال‪..‬تي تنش‪..‬أ نتيج‪..‬ة‬
‫لهذا الدستور‪ .‬سلطة إصدار األوامر‪ .‬أو القرارات باسم الدولة ‪ ،‬حماية للنظام العام فيها ‪ ،‬و لتهيئ‪..‬ة‬
‫و سائل تط‪..‬ور‪ .‬ه‪..‬ذا المجتم‪..‬ع ‪ ،‬بص‪..‬ورة مض‪..‬طردة طبيعي‪..‬ة ‪ ،‬و لس‪..‬د مط‪..‬الب األف‪..‬راد داخ‪..‬ل ه‪..‬ذا‬
‫المجتمع و سلطة مثل هذه الهيئات هي‪: 1‬‬

‫ــ السلطة التشريعية المخول لها سن القوانين في إطار قواعد الدستور ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ــ السلطة التنفيذية الموكل لها تنفيذ هذه القوانين في إطار مشروعيتها القانونية ال غير ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫و الحال ك‪..‬ذالك ‪ ،‬ف‪..‬إن الق‪..‬انون ال‪..‬ذي يحكم الس‪..‬لطة التنفيذي‪..‬ة ه‪..‬و الق‪..‬انون اإلداري ‪ ،‬ال‪..‬ذي ينظم‬
‫السلطة‬

‫اإلداري‪..‬ة و يح‪..‬دد أوج‪..‬ه نش‪..‬اطها و يحكم العالق‪..‬ات ال‪..‬تي تنش‪..‬أ بينه‪..‬ا وبين األف‪..‬راد‪ ، .‬عن‪..‬دما تق‪..‬وم‬
‫بممارسة هذا النشاط بوص‪.‬فها س‪.‬لطة عام‪.‬ة في الدول‪.‬ة ‪ .‬كم‪.‬ا يت‪.‬ولى الق‪.‬انون اإلداري بالفص‪.‬ل في‬
‫المنازعات اإلدارية التي قد تنشأ نتيجة تلك العالق‪..‬ات‪ ،‬إن الفص‪..‬ل في المنازع‪..‬ات اإلداري‪..‬ة يك‪..‬ون‬
‫ضمن القضاء اإلداري الذي يتولى ‪:‬‬

‫ـ تنظيم‪ .‬الرقابة القضائية على نحو ما سلف أن قدمنا ‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫ـ النظر في مدى خضوع القرارات اإلدارية إلى مبدأ المشروعية أو سيادة القانون ‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫النظر في المنازعات اإلدارية ‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫الدعاوى اإلدارية و اإلجراءات أمام القضاء اإلداري ‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫و عليه ‪ ،‬إن ما يهمنا ـ بالقدر األول هنا ـ هو مدلول مب‪..‬دأ المش‪..‬روعية أو بتعب‪..‬ير آخ‪..‬ر المب‪..‬ادئ‬
‫التي تقوم عليها الرقابة القضائية عن أعمال اإلدارة الرس‪..‬مية ‪ .‬ذل‪..‬ك ألن مب‪..‬دأ المش‪..‬روعية‬
‫هو قمة الضمانات األساسية ـ الجدية و الحاسمة ـ لحقوق و حريات الشعوب ‪ ،‬في صراعاتها‪.‬‬
‫مع مظاهر الحكم المطلق ‪ .‬و يجم‪..‬ع الفقه‪..‬اء على أن مب‪..‬دأ المش‪..‬روعية ه‪..‬و مب‪..‬دأ " س‪..‬يادة حكم‬
‫القانون " ‪ 2‬الذي يحتمل معان كثيرة منها ‪:‬‬

‫ــ أن سيادة حكم القانون قد تعني ف‪..‬رض النظ‪..‬ام و اس‪..‬تتباب األمن و ه‪..‬ذا م‪..‬ا ق‪..‬د يض‪..‬يق من‬
‫سيادة القانون و يحصرها في نطاق الدولة‪.‬‬

‫‪ 1‬ضياء شيت خطاب‪ -‬فن القضاء‪ -‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ -‬بغداد‪ -1984 - .‬ص‪.14-13‬‬
‫‪ 2‬ابراهيم نجيب‪ -‬القانون القضائي الخاص‪ -‬منشأة المعارف للنشر والطباعة‪ -1974 -‬ص‪.245‬‬
‫‪80‬‬
‫ــ إن سيادة حكم القانون قد تحقق خضوع اإلدارة للقانون و بالتالي تمكين األفراد‪ .‬من الطعن‬
‫في مشروعية القرارات اإلدارية ‪ ،‬إال أن هذا الضمان هو شكلي ال غير ‪ ،‬ألنه قد يخول‬
‫للسلطة التشريعية أن تشرع ما تشاء و إلزام اإلدارة بالخضوع‪ .‬إلى القانون و التغافل عن‬
‫دستورية القوانين ‪.‬و إذ نعترف ‪ ،‬بأن هناك آراء فقهية كثيرة أجتهدت في تحليل مبدأ سيادة‬
‫حكم القانون فإننا نكتفي الحقا باألسس الرئيسية و المبادئ الرئيسية التي تضمن تحقيق مبدأ‬
‫المشروعية على النحو التالي أن يسرى‪ .‬مبدأ المشروعية أي سيادة القانون على جميع‬
‫السلطات الحاكمة في الدولة ‪ " ،‬ألن سيادة القانون ليست ضمانا مطلوبا‪ .‬لحرية الفرد‬
‫فحسب ‪ ،‬لكنها األساس الوحيد لمشروعية السلطة في نفس الوقت " هذا ‪ ،‬عالوة على أن "‬
‫سيادة القانون أساس الحكم في الدولة " واستقالل و حصانة القضاءو كفالة حق التقاضي لكافة‬
‫المواطنين و سرعة الفصل في القضايا و حظر تحصين أي عمل أو قرار‪ .‬إداري من رقابة‬
‫القضاء ‪ .‬و حسب الدكتور سامي جمال الدين إن هذا النص الدستوري يؤدي‪ .‬إلى زوال‬
‫إحدى النظريات التي كانت تمثل نقطة سوداء في جبين المشروعية ‪ ،‬في نظامنا القانوني و‬
‫هي النظرية التي يطلق عليها " أعمال السيادة " و التي بمقتضاها ال يجوز للقضاء أن‬
‫يمارس رقابته على أعمال توصف‪ .‬من أعمال السيادة و ما ينجم عن ذلك من فساد إداري‬
‫و سياسي‪ .‬باسم أعمال السيادة و كفالة حق الدفاع ‪ ،‬أصالة أو بالوكالة و تأمين وسائل‬
‫‪1‬‬
‫االلتجاء إلى القضاء و الدفاع عن حقوق غير القادرين ماليا‪.‬‬

‫أهمية الرقابة القضائية علي القرارات اإلدارية‪:‬‬


‫أهمية الوظيفة القضائية كبيرة‪ ،‬تتجلى في نصرة المظلوم وإحقاق الحق وتحقيق ما أمر‬
‫به هللا سبحانه وتعالى من العدالة القضائية وهذا ما جاء في قوله تعالى (واذا حكمتم بين الناس ان‬
‫تحكموا بالعدل) اآلية ‪ 58‬سورة النساء‪ ،‬وقوله تعالى (ان هللا يأمر بالعدل واإلحسان وإيتاء ذي‬
‫القربى وينهي‪ .‬عن الفحشاء والمنكر) اآلية ‪ 90‬سورة النحل‪ ،‬فالقاضي‪ .‬يعمل على إيصال الحق‬
‫الى صاحب الحق‪.2‬‬

‫فالقاضي هو من يحكم بالعدل وهذا يتم بنا ًء على القانون‪ ،‬فهو‪ .‬يحكم ويمسك‪ .‬بميزان العدل‬
‫في الحكم بين الطرفين المتنازعين ‪.3‬‬

‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬


‫د‪.‬ض@@ياء ش@@يت خط@@اب‪ -‬فن القض@@اء‪ -‬المنظم@@ة العربي@@ة للتربي@@ة والثقاف@@ة والعل@@وم‪ -‬بغ@@داد@ ‪ -1984 -‬ص‬ ‫‪2‬‬

‫‪.14-13‬‬
‫د‪.‬ابراهيم نجيب‪ -‬القانون القضائي الخاص‪ -‬منشأة المعارف للنشر والطباعة‪ -1974 -‬ص‪.245‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪81‬‬
‫اما األستاذ ضياء شيت الخطاب فيرى ان القاضي هو كل من ينوب الدولة ويمارس‬
‫العمل القضائي مستمداً سلطته من القانون‪ ،‬وسواء كان هذا القاضي‪ ،‬قاضيا ً في محكمة البداءة او‬
‫محكمة إدارية او محكمة أحوال شخصية‪ ،‬او قاضي‪ .‬تحقيق او جنح او جنايات او قاضيا ً في‬
‫محكمة االستئناف‪ .‬او في محكمة التمييز ‪.1‬‬

‫وأهمية وظيفة القاضي كما يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير‪( .‬ان وظيفة القضاء هي أعظم‬
‫وظيفة يتوالها او يتقلدها اإلنسان‪ ،‬فالقاضي‪ .‬هو الذي يقيم العدل بين الناس ويحافظ‪ .‬على حريات‬
‫األفراد وأموالهم‪ .‬وأحوالهم الشخصية ويفصل في الخصومات ويمنع الظلم‪ ،‬ويحصن الضعيف‪ .‬من‬
‫تعسف الظالم )‪.2‬‬

‫وهناك من شبه القاضي بالطبيب وهذا ما قاله سلمان الفارسي‪ .‬في قوله (القاضي هو من‬
‫يقوم بتقويم كل نفس ضعيفة ومنحرفة وتعديل المعوج منها فهو طبيب نفساني يناقش المشكلة‬
‫ويبحث عن الداء ويعطي له الدواء المناسب)‪.3‬‬

‫وهذا ما يبين لنا أهمية الدور الكبير الذي يلعبه القاضي في تحقيق العدالة القضائية لذا‬
‫فأن واجب الدولة هو إقامة العدالة بين مواطنيها وهذا اليمكن ان يتحقق اال بواسطة قضاة نزيهين‬
‫مخلصين لبلدهم‪ ،‬فيتمكن بنا ًء على ذلك األفراد من الحصول على حقهم المغتصب او‬
‫المسروق‪...‬الخ‪.‬‬

‫كما تظهر أهمية القاضي في منع تنصيب كل فرد من أفراد المجتمع من نفسه قاضياً‪ .‬على‬
‫اآلخر فتكون الغلبة هنا للقوي‪ .4‬وال يستطيع‪ .‬الضعيف من أخذ حقه لذا فيجب على القاضي تحقيق‬
‫العدالة بما يتناسب مع كل قضية من قضايا المجتمع التي تعرض عليه ‪.5‬‬

‫تبنت المحكمة تعريفا ً للقرار اإلداري‪ ،‬استقر عليه قضاؤها‪ .‬بانتظام‪ .‬وإطراد‪ .،‬إذ عرفته بأنه "‬
‫إفصاح اإلدارة عن إرادتها الملزمة بمالها من سلطة عامة بمقتض‪..‬ى الق‪..‬وانين والل‪..‬وائح في الش‪..‬كل‬

‫د‪.‬ضياء شيت‪ -‬فن القضاء‪ -‬مصدر سابق‪ -‬ص‪.34‬‬ ‫‪1‬‬

‫ان@@ور رس@@الن‪ -‬ق@@انون الع@@املين الم@@دنيين@ بالدول@@ة والقط@@اع الع@@ام‪ -‬مطبع@@ة جامع@@ة الق@اهرة‪ -‬الكت@@اب الع@@المي‪-‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -1983‬ص‪.7‬‬
‫أنور رسالن‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.85‬‬ ‫‪3‬‬

‫ضياء شيت‪ -‬فن القضاء‪ -‬نفس المصدر‪ -‬ص‪.33‬‬ ‫‪4‬‬

‫جمال مولود‪ -‬ضوابط صحة وعدالة الحكم القضائي‪ -‬دار المشرق للنشر والطباعة‪ -1992 -‬ص‪.170‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪82‬‬
‫الذي يتطلبه القانون بقصد إحداث أثر قانوني معين متى كان ممكن‪..‬ا وج‪..‬ائزاً قانون‪.‬ا ً وك‪..‬ان الب‪..‬اعث‬
‫‪1‬‬
‫عليه تحقيق مصلحة عامة"‪.‬‬

‫واستناداً إلى هذا التعريف‪ ،‬فإن المحكم‪..‬ة أرس‪..‬ت ع‪..‬دة مب‪..‬ادئ قانوني‪..‬ة اعت‪..‬برت فيه‪..‬ا أن الق‪..‬رار‬
‫اإلداري تصرف‪ .‬قانوني من جانب واحد‪ ،‬وأنه يشترط لصحته أن يكون مستنداً‪ .‬إلى سبب مشروع‬
‫يبرره‪ ،‬وص‪..‬ادراً‪ .‬من المرج‪..‬ع المختص ض‪..‬من الص‪..‬الحيات المق‪..‬ررة ل‪..‬ه قانون‪.‬اً‪ ،‬وم‪..‬برأً من عيب‬
‫التعسف أو الش‪..‬طط‪ .‬في اس‪..‬تعمال الس‪..‬لطة‪ ،‬وأن‪..‬ه يخض‪..‬ع لرقاب‪..‬ة القض‪..‬اء‪ ،‬وأن‪..‬ه يتم‪..‬يز عن أعم‪..‬ال‬
‫السيادة التي تصدر عن سلطة الحكم في نط‪..‬اق وظيفته‪..‬ا السياس‪..‬ية كم‪..‬ا يتم‪..‬يز ك‪..‬ذلك عن األعم‪..‬ال‬
‫‪2‬‬
‫المادية أو اإلجراءات التمهيدية السابقة على صدور‪ .‬القرارات‪.‬‬

‫عيب المحل (عيب مخالف‪.‬ة الق‪.‬انون) مح‪.‬ل الق‪.‬رار اإلداري ه‪.‬و موض‪.‬وعه أو ه‪.‬و األث‪.‬ر الق‪.‬انوني‬
‫المباشر المترتب عليه‪ ،‬أو هو خ‪..‬روج اإلدارة في تص‪..‬رفاتها عن ح‪..‬دود الق‪..‬انون ال‪..‬ذي يتعين على‬
‫اإلدارة أن تتقيد به تطبيقا ً لمبدأ المشروعية الذي يوجب أن تكون ك‪..‬ل تص‪..‬رفات اإلدارة في ح‪..‬دود‬
‫القانون والمقصود بالقانون ‪ ،‬القانون بمفهومه العام ومدلوله الواسع فيشمل كل قاعدة عامة مجردة‬
‫أي‪..‬ا ً ك‪..‬ان مص‪..‬درها‪ .‬ويعت‪..‬بر عيب المح‪..‬ل من أهم أوج‪..‬ه اإللغ‪..‬اء وأكثره‪..‬ا‪ .‬وقوع‪..‬اً‪ .‬من الناحي‪..‬ة‬
‫العملي‪..‬ة‪،‬ورقاب‪..‬ة القض‪..‬اء على ه‪..‬ذا العيب تنص‪..‬ب على ج‪..‬وهر الق‪..‬رار وموض‪..‬وعه لتكش‪..‬ف عن‬
‫مطابقته أو مخالفته للق‪..‬انون‪.‬وص‪..‬ور‪ .‬مخالف‪.‬ة الق‪..‬انون إم‪..‬ا أن تك‪..‬ون على ش‪..‬كل المخالف‪..‬ة المباش‪..‬رة‬
‫‪3‬‬
‫للقاعدة القانونية من حيث موضوعها ‪ ،‬أو الخطأ في تفسيرها أو تأويلها‪ ، .‬أو الخطأ في تطبيقها‪.‬‬

‫و رغبة من المشرع الدستوري‪ .‬في تأكيد وتدعيم مبدأ عدم القابلية للعزل‪ ،‬فقد حدد في المادة (‪)97‬‬
‫من الدستور أسباب انتهاء والية رئيس وقضاة المحكمة االتحادية العلي‪..‬ا‪ ،‬باعتب‪..‬ار أن ه‪..‬ذا التحدي‪..‬د‬
‫مكمل – من ناحية التطبيق العملي – لمبدأ عدم القابلية للعزل‪ ،‬وطبقا للمادة الم‪.‬ذكورة‪ ،‬ف‪.‬إن والي‪.‬ة‬
‫رئيس وقضاة المحكمة االتحادية العليا ال تنتهي إال ألحد األسباب التالية‪:4‬‬

‫الوفـاة‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫االستقالة‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫عبد الوهاب عبدول‪ -‬دور المحكمة االتحادي‪..‬ة العلي‪..‬ا في تعزي‪..‬ز وتط‪..‬وير الق‪..‬انون اإلداري اإلم‪..‬اراتي " نم‪..‬وذج‬ ‫‪1‬‬

‫القرار اإلداري "‪ -‬ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر األول لرؤساء المحاكم العليا اإلدارية في الدول العربية‪ -‬بيروت‬
‫– ‪ – 2011‬ص ‪13-12‬‬
‫‪ 2‬نفس المرجع السابق ص ‪14‬‬
‫‪ 3‬نفس المرجع السابق‬
‫‪ 4‬المرجع السابق ص ‪16‬‬
‫‪83‬‬
‫انتهاء مدة عقود المتعاقدين منهم أو مدة إعارتهم‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫بلوغ سن اإلحالة إلى التقاعد‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫ثبوت عجزهم عن القيام بمهام وظائفهم ألسباب صحية‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫الفصل التأديبي بناء على األسباب واإلجراءات المنصوص عليها في القانون‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫إسناد مناصب أخرى لهم بموافقتهم ‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬


‫الجمعـية العمومية للمحكمـة‬

‫وللمحكم‪..‬ة جمعي‪..‬ة عمومي‪..‬ة تت‪..‬ألف من جمي‪..‬ع قض‪..‬اتها‪ .‬ويرأس‪..‬ها‪ .‬رئيس المحكم‪..‬ة أو من يق‪..‬وم‬
‫مقامه ‪ ،‬وتختص بالنظر في ترتيب وتشكيل الدوائر وتوزيع األعمال عليها وتحديد‪ .‬عدد الجلس‪..‬ات‬
‫وأيام وساعات انعقادها وسائر‪ .‬األمور المتعلقة بنظام المحكمة وأمورها‪ .‬الداخلي‪..‬ة واالختصاص‪..‬ات‬
‫األخرى التي ينص عليها القانون‪ .‬وتنعقد بدعوة من رئيس المحكمة أو من ين‪..‬وب في مس‪..‬تهل ك‪..‬ل‬
‫‪1‬‬
‫عام أو كلما دعت الضرورة لذلك‪.‬‬

‫المكتب الفني للمحكمة‬

‫المكتب الفني جهاز فني يتبع رئيس المحكمة ويت‪..‬ألف‪ .‬من رئيس وع‪..‬دد ك‪..‬اف من األعض‪..‬اء يتم‬
‫اختبارهم من بين رجال القضاء أو أعضاء النيابة العامة أو دائرة الفتوى والتشريع‪ .‬أو غ‪..‬يرهم من‬
‫المشتغلين باألعمال القانونية التي تعت‪.‬بر نظ‪.‬يراً للعم‪.‬ل القض‪.‬ائي كالمحام‪.‬اة والت‪.‬دريس في كلي‪.‬ات‬
‫ومعاهد القانون‪ .‬ويقوم هذا المكتب بمهام فنية عديدة ومتنوعة كاستخالص القواع‪.‬د القانوني‪.‬ة ال‪.‬تي‬
‫تقررها دوائر‪،‬المحكمة العليا واإلش‪..‬راف‪ .‬على نس‪..‬خ األحك‪..‬ام وطباعته‪.‬ا‪ .‬في مجموع‪..‬ات ونش‪..‬رها‪،‬‬
‫وإعداد البحوث الفنية التي يطلبها رئيس المحكمة‪ ،‬واإلشراف‪ .‬على جدول المحكم‪..‬ة وقي‪..‬د القض‪..‬ايا‬
‫والطعون والطلبات فيها‪،‬وما‪ .‬قد يحيله عليها رئيس المحكمة من مسائل‪.‬‬

‫هـيئة المحكمـة هيئة المحكمة‪ ،‬دائ‪..‬رة من دوائ‪..‬ر المحكم‪..‬ة االتحادي‪..‬ة العلي‪..‬ا‪ ،‬نصّ ق‪..‬انون المحكم‪..‬ة‬
‫على إنشائها‪ ،‬وبيّن تشكيلها‪ .‬وح ّدد عدد أعضائها واختصاصاتها‪ .‬وهي بذلك تختلف عن بقية دوائر‪.‬‬
‫المحكمة التي تختص الجمعية العمومية بالمحكمة بتشكيلها وتسمية أعضائها وتحديد أيام جلس‪..‬اتها‬
‫وساعات عملها‪ .‬تتألف هيئة المحكمة من رئيس وأربعة أعضاء من أقدم قضاة المحكم‪..‬ة‪ .‬وي‪..‬رأس‬
‫الهيئة رئيس المحكمة أو من ينوب عنه‪ .‬وال يجوز أن يزيد ع‪..‬دد القض‪..‬اة المن‪..‬اوبين في الهيئ‪..‬ة عن‬

‫‪ 1‬موقع المحكمة االتحادية العليا ‪https://u.ae/ar-ae/about-the-uae/the-uae-government/the-‬‬


‫‪ federal-judiciary‬تاريخ زيارة الموقع ‪22/08/2021‬‬
‫‪84‬‬
‫قاض‪..‬يين‪ .‬وتختص الهيئ‪..‬ة ب‪..‬النظر في الطلب‪..‬ات المرفوع‪..‬ة من دوائ‪..‬ر المحكم‪..‬ة –في غ‪..‬ير الم‪..‬واد‬
‫الدستورية‪ -‬للعدول عن مبدأ مستقر للمحكمة‪ ،‬أو لرفع التعارض بين المبادئ القانوني‪..‬ة ال‪..‬تي س‪..‬بق‬
‫صدورها‪ .‬من دوائر‪ .‬المحكمة‪ .‬وتصدر‪ .‬الهيئة أحكامه‪..‬ا بالع‪..‬دول بأغلبي‪..‬ة أربع‪..‬ة قض‪..‬اة على األق‪..‬ل‪.‬‬
‫وتتبع أم‪..‬ام الهيئ‪..‬ة ذات اإلج‪..‬راءات المتبع‪..‬ة أم‪..‬ام دوائ‪..‬ر المحكم‪..‬ة‪ .‬وأحك‪..‬ام‪ .‬الهيئ‪..‬ة ملزم‪..‬ة ل‪..‬دوائر‬
‫‪1‬‬
‫المحكمة ولكافة المحاكم االتحادية‪.‬‬

‫العالقات المحليـة والدولية للمحكمـة‬

‫من المالحظ أن المحكمة االتحادي‪..‬ة العلي‪..‬ا ولس‪..‬نوات‪ .‬طويل‪..‬ة من عمره‪..‬ا ‪ ،‬حص‪..‬رت نفس‪..‬ها في‬
‫إطار وظيفتها القضائية األساسية ‪ ،‬وهي الفصل في المنازعات التي تعرض عليه‪..‬ا دون أن تب‪..‬دي‬
‫اهتمام‪..‬ا ي‪..‬ذكر بش‪..‬ركائها‪ .‬المحل‪..‬يين أو ال‪..‬دوليين ‪ ،‬أو المس‪..‬اهمة في خدم‪..‬ة المجتم‪..‬ع خ‪..‬ارج إط‪..‬ار‬
‫وظيفتها القضائية غير أن هذا الوضع ب‪..‬دأ يتغ‪..‬ير من‪..‬ذ منتص‪.‬ف‪ .‬تس‪..‬عينات الق‪..‬رن الماض‪..‬ي ‪ ،‬حيث‬
‫بدأت المحكم‪.‬ة تعّ‪.‬رف نفس‪.‬ها من خالل بعض األنش‪.‬طة المجتمعي‪.‬ة ‪ ،‬كمس‪.‬اهمة قض‪.‬اتها‪ .‬في الق‪.‬اء‬
‫المحاضرات على طلبة معهد التدريب والدراسات القض‪..‬ائية ‪ ،‬والمش‪..‬اركة في الن‪..‬دوات والحلق‪..‬ات‬
‫النقاشية القضائية والقانونية في الجامعات وكلي‪..‬ات الش‪..‬رطة وغ‪..‬رف التج‪..‬ارة والص‪..‬ناعة وغ‪..‬رف‬
‫ومجالس التحكيم ‪ ،‬والكتابة في الجرائد والمجالت والدوريات‪ .‬القانوني‪..‬ة والقض‪..‬ائية المتخصص‪..‬ة ‪.‬‬
‫كما أخذ التعريف كذلك شكل نشر وتوزيع‪ .‬أحكام المحكمة واجتهاداتها‪ .‬في شكل مجموعات أحك‪..‬ام‬
‫ورقية (كتب ومجلدات ) أو رقمي‪..‬ة على أق‪..‬راص مدمج‪..‬ة (‪ )CD‬واس‪..‬تقبال الطلب‪..‬ة المت‪..‬دربين من‬
‫‪2‬‬
‫السنوات النهائية في كليات الشرطة والقانون من الجامعات ومعاهد الشرطة‪.‬‬

‫ومنذ ع‪..‬ام ‪ ، 2000‬ع‪..‬رفت المحكم‪..‬ة االتحادي‪..‬ة العلي‪..‬ا نوع‪..‬ا من االنفت‪..‬اح على ش‪..‬قيقاتها العربي‪..‬ة‬
‫واألجنبي‪..‬ة ‪ .‬وأخ‪..‬ذ ه‪..‬ذا االنفت‪..‬اح ش‪..‬كل تب‪..‬ادل األحك‪..‬ام واالجته‪..‬ادات‪ .‬القض‪..‬ائية ‪ ،‬والزي‪..‬ارات ‪،‬‬
‫والمشاركات‪ .‬في الندوات واللقاءات والتباحث حول توأمة المحكمة العلي‪..‬ا م‪..‬ع غيره‪..‬ا من المح‪..‬اكم‬
‫العليا في العالم‪.‬وللمحكمة حاليا عالقات تواصل قضائي مع نظيراتها‪ .‬العربي‪..‬ة واألجنبي‪..‬ة ب‪..‬دءاً من‬
‫دول مجلس التع‪..‬اون ‪ ،‬م‪..‬رورا‪ .‬ب‪..‬اليمن ومص‪..‬ر وليبي ‪.‬ا‪ .‬والس‪..‬ودان وت‪..‬ونس والجزائ ‪.‬ر‪ .‬والمغ‪..‬رب ‪،‬‬
‫وانته‪..‬اء بالوالي‪..‬ات المتح‪..‬دة األمريكي‪..‬ة وكن‪..‬دا والمكس‪..‬يك والبرازي‪.‬ل‪ .‬وألماني‪..‬ا وفرنس‪.‬ا‪ .‬وسويس‪..‬را‪.‬‬
‫وأسبانيا وروس‪..‬يا واس‪..‬تراليا وس‪..‬نغافورة والهن‪..‬د والص‪..‬ين وق‪.‬د‪ .‬ت‪..‬وجت المحكم‪..‬ة عالقاته‪..‬ا الدولي‪..‬ة‬
‫والمحلية بعقد مؤتمر دولي لرؤساء المحاكم العليا في العالم ‪ ،‬حيث التقى في مدينة أبوظبي ي‪..‬ومي‬
‫‪ 24-23‬مارس ‪ 2008‬أكثر من ‪ 32‬رئيس محكمة عليا يمثلون األنظمة القانونية الكبرى في العالم‬
‫‪ 1‬نفس المرجع السابق‬
‫‪ 2‬عبد الوهاب عبدول‪ -‬دور المحكمة االتحادية العليا في تعزيز وتطوير القانون اإلداري اإلماراتي‪ -‬مرجع‬
‫سابق ص ‪18‬‬
‫‪85‬‬
‫كما استضافت‪ .‬المحكمة المؤتمر األول لرؤساء المحاكم العليا في الدول العربية ‪ ،‬الذي عقد ي‪..‬ومي‬
‫‪1‬‬
‫‪ 24‬و ‪ 25‬مارس ‪ 2010‬بمدينة أبوظبي‪.‬‬

‫نتائج الدراسة والتوصيات‪:‬‬


‫في نهاية الدراسة نستطيع‪ .‬القول بأن مبدأ الكفاءة يعتبر في التوظيف جزء اساسي‪ .‬ومبدأ رئيسي‬
‫من عملية تولي الوظائف‪ .‬العامة حيث انه يعتمد علي مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة ‪ ،‬ألنه يعرف‬
‫كل المقومات واألنسب لرفع كفاءة الهيئة اإلدارية وتطوير المرفق‪ .‬العام وتحسين الخدمة‪ .‬إن ما‬
‫يقدمه ‪ ،‬كما أن تكريس عنصر الكفاءة يؤدي‪ .‬تلقائيًا إلى تكريس أهم مبادئ الوظيفة العامة ‪ ،‬وهي‬
‫مبدأ المساواة ومبدأ اإلدارة الحيادية من أجل الحصول على ميزة واحدة من حيث المؤهالت وهو‬
‫ما يسعى إليه المشرع‪.‬‬

‫‪ 1‬المرجع السابق ص ‪19‬‬


‫‪86‬‬
‫أن يكرسه المشرع االماراتي وكذلك يمكن القول أن القانون اإلداري‪ .‬االماراتي اجتاز مرحلة‬
‫النشأة والتشكل ‪ ،‬ودخل مرحلة التطور واالرتقاء ‪ .‬وتبرز‪ .‬مالمح هذا التطور‪ .‬في عدة صور‪،‬‬
‫منها‪:‬‬

‫صدور التشريعات‪ .‬التي تتصل بالجوانب اإلدارية‪ ،‬كقوانين الخدمة والوظيفة العامة‪،‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫وقوانين العقود والمناقصات‪ ،‬وقوانين اإلدارات والمؤسسات والهيئات العامة االتحادية والمحلية‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫انتشار الدوائر القضائية المتخصصة بنظر المنازعات اإلدارية‪ ،‬وخاصة في المحاكم‬ ‫ب‪-‬‬
‫االتحادية بدرجاتها المختلفة‪.‬‬
‫ج‪ -‬استقرار وترسيخ فكرة عدم تحصن القرار اإلداري‪ ،‬والتمييز‪ .‬بين العمل اإلداري والعمل‬
‫السيادي لدى المتقاضين‪.‬‬

‫وتلعب المحاكم االتحادية وعلى رأسها‪ .‬المحكمة االتحادية العليا دوراً بارزاً في تعزيز هذا‬
‫التطور‪ ،‬وذلك من خالل آليتين اثنتين هما‪:‬‬

‫أ‪-‬تفسير وتأويل النصوص اإلدارية المعمول بها وغيرها من النصوص القانونية بما يعطيها‪ .‬نفسا‬
‫إدارياً‪.‬‬

‫ب‪-‬االجتهاد القضائي في المنازعات اإلدارية التي ال تضبطها نصوص خاصة بها‪.‬وفي‪ .‬هذا‬
‫االتجاه‪،‬استعانت المحاكم(الدوائر)اإلدارية االتحادية بأحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئ‪ .‬القانون‬
‫اإلداري ‪ ،‬وقواعد القانون المقارن ومبادئ‪ .‬القانون الطبيعي‪.‬‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫إضافة شرط‪ .‬حسن السمعة لتوضيح موضوع‪ .‬رد اعتبار المحكوم عليه وتأهيله في‬ ‫‪-‬‬
‫الوظائف التي يمكن ان يتوالها‪.‬‬
‫تحديد عنصر الكفاءة الصحية حسب العمر والتأكيد‪ .‬على أهميتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫االطالع على الوظائف المحجوزة في قانون أساس الوظيفة العامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إلزام رأي اللجنة باألعضاء المتساوين في اإلدارة بحيث تصبح ضمانة أكثر فعالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل بشرط حسن السمعة واألخالق بشرط عدم الرفض الجزائي ضمن الشروط‬ ‫‪-‬‬
‫وكذلك العمل على تفصيل شرط عدم وجود شرط جزائي‪ .‬بتحديده‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اعتبار القرار اإلداري من أبرز موضوعات القانون اإلداري االماراتي‪ .‬الذي عرف‬ ‫‪-‬‬
‫التطور كما سبق القول‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫المقدمة ‪2...........................................................................................................‬‬
‫الهدف من الدراسة‪2.........................................................................................:‬‬
‫فرضية الدراسة‪2............................................................................................ :‬‬
‫إشكالية الدراسة‪2.............................................................................................:‬‬
‫نطاق الدراسة‪2...............................................................................................:‬‬
‫‪88‬‬
‫منهجية الدراسة‪3.............................................................................................:‬‬
‫خطة الدراسة‪3............................................................................................... :‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪5...............................................................................................‬‬
‫المطلب األول مفهوم الوظيفة العامة وتطورها التاريخي‪8............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪11..............................................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪14.................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬مدخل إلى مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة ‪23.......................................‬‬
‫المبحث األول ماهية مبدأ الكفاءة ‪24.......................................................................‬‬
‫المطلب األول " تعريف مبدأ الكفاءة" ‪24..............................................................‬‬
‫المطلب الثاني التطور‪ .‬التاريخي لمبدأ الكفاءة‪26.................................................... :‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني‪36........................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع الكفاءة الالزمة لشغل الوظيفة العامة‪37.......................................:‬‬
‫المطلب األول الكفاءة المهنية والعلمية‪38..............................................................:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الكفاءة األخالقية ‪41...................................................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ -:‬الكفاءة الصحية ‪44....................................................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬ارتباط‪ .‬مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة‪47................................................:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬حياد ونزاهة الوظيفة العامة‪47......................................................:‬‬
‫المطلب الثاني ديمومة واستمرارية الوظيفة العامة‪53..............................................:‬‬
‫الفصل الثاني مبدأ الكفاءة ما بين االستثناء والرقابة ‪56....................................................‬‬
‫المبحث األول االستثناءات التي ترد على مبدأ الكفاءة‪57.............................................:‬‬
‫المطلب االول‪ :‬الوظائف التخصصية‪58..............................................................:‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تقلد الوظائف‪ .‬القيادية والسياسية‪62.................................................:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة على تطبيق مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة‪74.......................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬الرقابة االدارية‪75.....................................................................:‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة القضائية‪77....................................................................:‬‬
‫أهمية الرقابة القضائية علي القرارات اإلدارية‪81.................................................. :‬‬
‫نتائج الدراسة والتوصيات‪87................................................................................. :‬‬
‫الفهرس‪89....................................................................................................... :‬‬
‫المراجع‪91.......................................................................................................:‬‬

‫‪89‬‬
‫المراجع‪:‬‬

‫المراجع العربية‪:‬‬

‫ابراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬القانون اإلداري اللبناني‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ب‪..‬دون س‪..‬نة‬ ‫‪.1‬‬
‫نشر‪.‬‬
‫ابراهيم نجيب‪ ،‬القانون القضائي الخاص‪ ،‬منشأة المعارف‪ .‬للنشر والطباعة‪.1974 ،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫احسان الشريف‪ ،‬موجز الحقوق اإلدارية‪ ،‬ج‪ ،1‬مطبعة جامعة دمشق‪.1939 ،‬‬ ‫‪.3‬‬

‫‪90‬‬
‫أحس‪..‬ان حمي‪..‬د المف‪..‬رجي وآخ‪..‬رون‪ ،‬النظري‪PP‬ة العام‪PP‬ة في الق‪PP‬انون الدس‪PP‬توري والنظ‪PP‬ام‬ ‫‪.4‬‬
‫الدستوري في العراق‪ ،‬جامعة بغداد‪.1990 ،‬‬
‫أحمد حافظ‪ .‬نجم‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،2‬دار الفكر العربي‪.1981 ،‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أحمد رشيد‪ ،‬الجهاز اإلداري‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبعة دار الكتب‪.1971 ،‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أس‪..‬ماعيل ص‪..‬بري‪ .‬مقل‪..‬د‪ ،‬دراس‪PP‬ات في اإلدارة العام‪PP‬ة م‪PP‬ع بعض التحليالت المقارنة‪ ،‬دار‬ ‫‪.7‬‬
‫المعارف بمصر‪.1967 ،‬‬
‫أكرم نشأت ابراهيم‪ ،‬القواعد العامة في قانون العقوبات المق‪PP‬ارن‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبع‪..‬ة الفتي‪..‬ان‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫‪.1998‬‬
‫السيد محمد مدني‪ ،‬القانون اإلداري الليبي‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1965-1964 ،‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أميمة فؤاد مهنا‪ ،‬المرأة والوظيفة‪ P‬العامة‪ ،‬دار النهضة العربية‪.1984 ،‬‬ ‫‪.10‬‬
‫أنور رسالن‪ ،‬قانون العاملين الم‪PP‬دنيين بالدول‪PP‬ة والقط‪PP‬اع الع‪PP‬ام‪ ،‬مطبع‪.‬ة جامع‪.‬ة الق‪.‬اهرة‬ ‫‪.11‬‬
‫والكتاب العالمي‪.1983 ،‬‬
‫بكر القباني‪ ،‬القانون اإلداري الكويتي‪ ،‬المطبعة العصرية‪ ،‬الكويت‪ ،‬بدون سنة للنشر‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫جمال مولود‪ ،‬ضوابط صحة وعدالة الحكم القضائي‪ ،‬دار المشرق للنشر‪.1992 ،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫حسنا بو السعود‪ .‬سيف‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬مطبعة الجزيرة‪ ،‬بغداد‪.1938 ،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫حسين حمودي المهدوي‪ .،‬شرح أحكام‪ P‬الوظيفة العامة‪ ،‬المنشأة العام‪..‬ة للنش‪..‬ر‪ ،‬ط‪..‬رابلس‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫‪.1986‬‬
‫حمدي أمين عبد اله‪..‬ادي‪ ،‬إدارة ش‪PP‬ؤون م‪PP‬وظفي الدول‪PP‬ة وأص‪PP‬ولها وأس‪PP‬اليبها‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬ ‫‪.16‬‬
‫العلم العربي‪.1976 ،‬‬
‫حم‪.‬دي أمين عب‪.‬د اله‪.‬ادي‪ ،‬الكفاي‪PP‬ة في الوظيف‪PP‬ة العام‪PP‬ة دراس‪PP‬ة األص‪PP‬ول العام‪PP‬ة للتنمي‪PP‬ة‬ ‫‪.17‬‬
‫اإلدارية وتطبيقاتها المقارنة‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر العربي‪.1966 ،‬‬
‫خالد خليل الظاهر‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ك‪ ،1‬دار المسيرة للنشر‪.1998 ،‬‬ ‫‪.18‬‬
‫خالد سمارة الزغبي‪ ،‬الق‪P‬انون اإلداري وتطبيقات‪P‬ه في المملك‪P‬ة األردني‪P‬ة الهاش‪P‬مية‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪.19‬‬
‫دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.1993 ،‬‬
‫رعد الجدة‪ ،‬التشريعات الدستورية في العراق‪ ،‬منشورات بيت الحكمة‪.1998 ،‬‬ ‫‪.20‬‬
‫زكي محم‪..‬ود هاش‪..‬م‪ ،‬األختي‪PP‬ار لش‪PP‬غل الوظ‪PP‬ائف العلي‪PP‬ا بالجه‪PP‬از الحك‪PP‬ومي ‪ ،‬منش‪..‬ورات‬ ‫‪.21‬‬
‫المنظمة العربية للعلوم اإلدارية‪.1970 ،‬‬
‫زين الدين محمد بن أبي بك‪..‬ر عب‪..‬د الق‪..‬ادر ال‪..‬رازي‪ ،‬مخت‪PP‬ار الص‪PP‬حاح‪ ،‬مؤسس‪..‬ة الرس‪..‬الة‪،‬‬ ‫‪.22‬‬
‫‪.2001‬‬

‫‪91‬‬
‫س‪..‬ليمان محم‪..‬د الطم‪..‬اوي‪ ،‬النظم السياس‪PP‬ية والق‪PP‬انون الدس‪PP‬توري دراس‪PP‬ة مقارنة‪ ،‬ب‪..‬دون‬ ‫‪.23‬‬
‫مكان للطبع‪.1988 ،‬‬
‫س‪..‬ليمان محم‪..‬د الطم‪..‬اوي‪ ،‬الس‪..‬لطات الثالث في الدس‪PP‬اتير العربي‪PP‬ة المعاص‪PP‬رة والفك‪PP‬ر‬ ‫‪.24‬‬
‫السياسي واألسالمي دراسة مقارنة‪ ،‬ط‪ ،5‬مطبعة جامعة عين شمس‪.1979 ،‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ القانون اإلداري‪ ،‬ك‪ ،1‬دار الفكر العربي‪.1977 ،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر العربي‪.1975 ،‬‬ ‫‪.26‬‬
‫سليمان محمد الطماوي‪ ،‬مبادئ علم اإلدارة العامة‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي‪.1965 ،‬‬ ‫‪.27‬‬
‫ضياء شيت‪ ،‬فن القضاء‪ ،‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬بغداد‪.1984 ،‬‬ ‫‪.28‬‬
‫طعيمة الجرف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة القاهرة الحديثة‪.1973 ،‬‬ ‫‪.29‬‬
‫عادل الطبطبائي‪ ،‬قانون الخدمة المدني‪PP‬ة الكوي‪PP‬تي الجديد‪ ،‬جامع‪..‬ة الك‪..‬ويت‪ ،‬ب‪..‬دون مك‪..‬ان‬ ‫‪.30‬‬
‫للطبع‪.1983 ،‬‬
‫عب‪..‬د الحمي‪..‬د كم‪..‬ال حش‪..‬يش‪ ،‬دراس‪PP‬ات في الوظيف‪PP‬ة العام‪PP‬ة في النظ‪PP‬ام الفرنسي‪ ،‬مكتب‪..‬ة‬ ‫‪.31‬‬
‫القاهرة الحديثة‪.1974 ،‬‬
‫عبد الرحيم صدقي‪ ،‬قانون العقوبات القسم الخاص‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي‪.1987 ،‬‬ ‫‪.32‬‬
‫عبد القادر الشيخلي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الدار البغدادي للنشر‪ ،‬عمان‪.1994 ،‬‬ ‫‪.33‬‬
‫عب‪..‬د اللطي‪..‬ف القص‪..‬ير‪ ،‬اإلدارة العام‪PP‬ة المنظ‪PP‬ور السياسي‪ ،‬ط‪ ،2‬مطبع‪..‬ة التعليم الع‪..‬الي‪،‬‬ ‫‪.34‬‬
‫بغداد‪.1986 ،‬‬
‫عبد المجيد س‪..‬ليمان عب‪..‬د الحفي‪..‬ظ‪ ،‬مب‪PP‬ادئ الق‪PP‬انون اإلداري المص‪PP‬ري‪ ،‬مطبع‪..‬ة العاب‪..‬دين‪،‬‬ ‫‪.35‬‬
‫‪.1982‬‬
‫عبد المهدي عبد هللا‪ ،‬مبادئ اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في المملكة األردني‪PP‬ة الهاش‪PP‬مية‪،‬‬ ‫‪.36‬‬
‫حزيران‪ ،‬مطابع مجلة العرب‪.1977 ،‬‬
‫عب‪.‬د الوه‪.‬اب موح‪.‬د‪ ،‬ش‪PP‬رح ق‪P‬انون الج‪PP‬زاء الكوي‪PP‬تي‪ ،‬القس‪.‬م الع‪.‬ام‪ ،‬ب‪.‬دون مك‪.‬ان للطب‪.‬ع‪،‬‬ ‫‪.37‬‬
‫‪.1972‬‬
‫عثمان خليل عثمان‪ ،‬القانون الدستوري‪ ،‬ك‪ ،1‬مطبعة مصر‪ ،‬القاهرة‪.1956 ،‬‬ ‫‪.38‬‬
‫عثمان خليل عثمان‪ ،‬اإلدارة العامة وتنظيمها‪ ،‬مكتبة عبد هللا وهبة‪ ،‬مصر‪.1947 ،‬‬ ‫‪.39‬‬
‫عدنان العجالني‪ ،‬الوجيز في الحقوق اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬مطبعة جامعة دمشق‪.1959 ،‬‬ ‫‪.40‬‬
‫علي خط‪..‬ار الش‪..‬نطاوي‪ ،‬موس‪PP‬وعة القض‪PP‬اء اإلداري‪ ،‬ج‪ ،2‬مكتب‪..‬ة دار الثقاف‪..‬ة للنش‪..‬ر‪،‬‬ ‫‪.41‬‬
‫‪.2004‬‬
‫علي خطار الشنطاوي‪ ،‬مبادئ الوظيفة‪ P‬األردني‪ ،‬ك‪ ،3‬مؤسسة وائل‪.1995 ،‬‬ ‫‪.42‬‬

‫‪92‬‬
‫علي عبد القادر مصطفى‪ ،‬الوظيفة العامة في النظام اإلسالمي وفي النظم الحديثة‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪.43‬‬
‫بدون مكان للطبع‪.1983 ،‬‬
‫علي محمد الكرباسي‪ ،‬شرح ق‪PP‬انون الخدم‪PP‬ة المدني‪PP‬ة رقم ‪ 24‬لس‪PP‬نة ‪ ،1960‬دار الحري‪..‬ة‬ ‫‪.44‬‬
‫للطباعة‪ ،‬بغداد‪.1984 ،‬‬
‫علي محمد بدير وآخرون‪ ،‬مبادئ وأحك‪PP‬ام الق‪PP‬انون اإلداري‪ ،‬مديري‪..‬ة دار الكتب للطباع‪..‬ة‬ ‫‪.45‬‬
‫والنشر‪.1993 ،‬‬
‫علي هاني الصهراوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ك‪ ،1‬ط‪ ،1‬األصدار‪ .‬الثاني‪ ،‬دار العلمية الدولي‪..‬ة‬ ‫‪.46‬‬
‫للطبع والنشر‪2001 ،‬‬
‫فتحي والي الوسيط‪ ،‬قانون القضاء المدني‪ ،‬بدون مكان للطبع‪.1986 ،‬‬ ‫‪.47‬‬
‫فخري عبد الرزاق صلبي الحديثي‪ ،‬شرح قانون العقوبات القسم الخاص‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبع‪..‬ة‬ ‫‪.48‬‬
‫الزمان‪.1996 ،‬‬
‫فوزي‪ .‬حبيش‪ ،‬الوظيفة العام‪PP‬ة وإدارة ش‪PP‬ؤون الم‪PP‬وظفين‪ ،‬المطبع‪..‬ة البوليس‪..‬ية‪ ،‬ب‪..‬يروت‪،‬‬ ‫‪.49‬‬
‫‪.1986‬‬
‫كمال نور هللا‪ ،‬نظ‪PP‬ام الع‪PP‬املين في فرنسا‪ ،‬منش‪..‬ورات المنظم‪..‬ة العربي‪..‬ة للعل‪..‬وم اإلداري‪..‬ة‪،‬‬ ‫‪.50‬‬
‫مطبعة المعرفة‪.1971 ،‬‬
‫كيت كينان‪ ،‬ترجمة مركز التعريب والبرمجة ناجي حداد‪ ،‬أختي‪PP‬ار الموظ‪PP‬ف المناسب‪ ،‬ط‬ ‫‪.51‬‬
‫‪ ،1‬الدار العربية للعلوم‪.1995 ،‬‬
‫لوران بالن‪ ،‬الوظيفة العامة‪ ،‬ترجمة انطوان عبدة‪ ،‬منشورات‪ .‬عوي‪..‬دات‪ ،‬ب‪..‬يروت‪ ،‬ب‪..‬دون‬ ‫‪.52‬‬
‫سنة‪.‬‬
‫ماجد راغب الحلو‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪.1987 ،‬‬ ‫‪.53‬‬
‫ماهر صالح عالوي‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬مطبعة التعليم العالي‪ ،‬الموصل‪.1989 ،‬‬ ‫‪.54‬‬
‫محسن محمد حسن‪ ،‬مختارو بغداد‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬مطبعة حسام أوفسيت‪.1985 ،‬‬ ‫‪.55‬‬
‫محمد أنس قاسم جعفر‪ ،‬الوسيط في القانون العام أسس وأصول الق‪PP‬انون اإلداري‪ ،‬ب‪.‬دون‬ ‫‪.56‬‬
‫مكان للطبع‪.1984 ،‬‬
‫محم‪..‬د أنس قاس‪..‬م جعف‪..‬ر‪ ،‬مب‪PP‬ادئ الوظيف‪PP‬ة العام‪PP‬ة وتطبيقه‪PP‬ا على التش‪PP‬ريع الجزائ‪PP‬ري‪،‬‬ ‫‪.57‬‬
‫مطبعة األخوان مورافتلي‪ ،‬القاهرة‪.1982 ،‬‬
‫محمد زكي ابو عامر‪ ،‬الحماية األجرائي‪PP‬ة للموظ‪PP‬ف الع‪PP‬ام في التش‪PP‬ريع المص‪PP‬ري‪ ،‬الفني‪..‬ة‬ ‫‪.58‬‬
‫للطباعة والنشر‪.1985 ،‬‬

‫‪93‬‬
:‫المراجع األجنبية‬
1. Gregory B. Lewis - The Impact of Veterans Preference on the
Composition and Quality of the Federal Civil Service – PMAP
Publications – Georgia State University – USA.
3 - Biobele Richards Briggs – Problems of Recruitment in Civil
Service – African Journal of Business Management – Vol.16 – 1993.
4 – Recruitment Policies in the Nigerian Civil Federal Service –
Kuwait Chapter of Arabian Journal of Business and Management
Review – Vol 5 – November 2015

94

You might also like