Professional Documents
Culture Documents
مبدأ الكفاءة في تولي الوظائف العامة دراسة مقارنة رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير في القانون العام
مبدأ الكفاءة في تولي الوظائف العامة دراسة مقارنة رسالة مقدمة للحصول على درجة الماجستير في القانون العام
0
اس أَن تَحْ ُك ُم..وا
ت إِلَ ٰى أَ ْهلِهَ..ا َوإِ َذا َح َك ْمتُم بَي َْن النَّ ِ إِ َّن هَّللا َ يَ..أْ ُم ُر ُك ْم أَن تَُ .
.ؤ ُّدوا .اأْل َ َمانَ..ا ِ
صيرًا بِ ْال َع ْد ِل ۚ إِ َّن هَّللا َ نِ ِع َّما يَ ِعظُ ُكم بِ ِه ۗ إِ َّن هَّللا َ َك َ
ان َس ِميعًا بَ ِ
1
الهدف من الدراسة:
استيضاح مدى إتباع مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العام..ة وم..دي .فاعليت..ه في إدارة المراف..ق العام..ة حيث أن مب..دأ
الكفاءة يهدف إلى تحقيق وإرساء دعائم المساواة وزي..ادة ض..مانات الوظيف..ة العام..ة والقض..اء على مظ..اهر .الفس..اد
والحفاظ على المال العام والقضاء على المحسوبية لزيادة الثقة في الدولة.
فرضية الدراسة:
اثبات أهمية االلتزام بتطبيق .مبدأ الكف..اءة في ش..غل الوظ..ائف .العام..ة باعتب..اره أح..د الض..مانات األساس..ية ال..واجب
احترامها والمحافظة عليها للحفاظ على هيبة الوظيف..ة العام..ة وحس..ن تس..يير المرف..ق الع..ام ،حيث أن تط..بيق مب..دأ
الكفاءة يؤدي إلى وصول األشخاص األكفاء وإلغاء االستثناءات السلبية التي تض.عف من ال..دور المرج.و .والمن.وط.
بالوظيفة العامة تحقيقه.
إشكالية الدراسة:
إن عدم احترام مبدأ الكفاءة يمكن أن يؤدي إلى شيوع الرش.وة م..ا بين المواط.نين والم..وظفين العموم..يين ،وش..يوع
الرشوة لعدة أسباب من أهمها تعيين من هم غير أكفاء لشغل هذه الوظيفة أو تلك ،مما يترتب عليه تهميش وإقصاء.
الكفاءات؛ وبالتالي .تعطيل الدور .المنوط بالوظيفة العامة تحقيقه ،وبما يستلزم محاولة تحديد األساس القانوني ال..ذي
يقوم عليه تحديد مفهوم الكفاءة للموظف .العمومي ،وهل يتفق األساس القانوني مع الواقع العملي المطبق بالفعل في
الحياة المهنية العملية ،وما هي أسباب التعارض -إن وجدت -بين األساس القانوني النظري والتطبيق العملي.
نطاق الدراسة:
نطاق الدراسة التطبيقية يشمل النظام اإلداري .والقانوني في دولة اإلمارات العربية المتحدة بالمقارنة مع نظيره في
جمهورية مصر العربية من حيث استعراض مبدأ الكفاءة في كالهم..ا وس..نتناول المب..دأ خالل عملي..ة التوظي.ف .في
الوظيفة العامة ،ونطاقها .القانوني يشمل دراسة قواعد القانون اإلداري المطب..ق في كال البل..دين ،وك..ذلك م..ا يرتب.ط.
بقواعد القانون األخرى ذات الصلة.
منهجية الدراسة:
من أجل اإللمام بالموضوع .سنتناول البحث من خالل استخدام المنهج المقارن والمنهج التحليلي ،حيث أن الدراس..ة
تعتمد على المنهج الوصفي الخاص بالسرد والنقل لما تتض.منه الدراس.ة من نص.وص الق.وانين أو ذك.ر بعض.ا ً من
التعريفات والمفاهيم .واألحداث التاريخية ،والمنهج التحليلي الذي يعتمد على تأصيل وتحليل ما يتم استخالص..ه من
معلومات وصوالً إلى ما يترتب عليها من نتائج واستنباطات ،وأخيراً المنهج المق..ارن الخ..اص بالمقارن..ة القانوني..ة
الموضوعية بين كال من النظام القانوني .للموظف العام في دولة اإلمارات العربية المتحدة ،ونظ..يره في جمهوري..ة
مصر العربية.
2
خطة الدراسة:
من أجل اإلحاطة بموضوع الدراسة وما يتعلق ب.ه من تفاص..يل متنوع..ة فق.د ارتأين.ا .تقس.يم الموض..وع على النح..و
التالي:
المبحث التمهيدي
مدخل إلى الوظيفة العامة
المطلب األول
المطلب الثاني
المطلب الثالث
الفصل األول
مدخل إلى مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة
المبحث األول
المطلب األول
المطلب الثاني
المطلب الثالث
3
المبحث الثاني
المطلب األول
المطلب الثاني
الكفاءة األخالقية
المطلب الثالث
الكفاءة الصحية
المبحث الثالث
ارتباط مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة
المطلب األول
المطلب الثاني
الفصل الثاني
المبحث األول
المطلب االول
الوظائف التخصصية
المطلب الثاني
4
الوظائف القيادية والسيادية
المبحث الثاني
المطلب االول
الرقابة االدارية
المطلب الثاني
الرقابة القضائية
المبحث التمهيدي
مدخل إلى الوظيفة العامة
يُقصد بموظف الخدمة المدنية أي شخص نشط في منصب عام من المناص..ب المدرج.ة في ج..دول تش.كيل
الحكومة والذي سيتم تعيينه بقرار من السلطة المعينة قانونًا بعد استيفاء متطلبات التعيين ،أي.ا ً ك..انت الس..لطة ال..تي
سيتم تعيينها و ما نوع السلطة التي سيتم تعيينها .تعيين .يجب أن يتم تعيينه بقرار من السلطة المختصة في منص..ب
دائم مدرج في أوامر أجهزة الدولة ويجب أن يكون في خدمة الدولة أو المرافق العامة ال..تي ت..دار مباش..رة الس..لطة
اإلدارية كما هو الحال في قانون الخدمة المدني..ة الفلس..طيني ،الموظ.ف .الم..دني يص..بح في الم..ادة األولى كم..ا يلي:
الموظف أو الموظف هو الشخص الذي بقرار من السلطة المختصة يمأل واحدًا في نظام إنش..اء وظ..ائف مدني..ة في
موازنة إحدى الجهات الحكومية ،بغض النظ..ر عن الن..وع واالس..م .في ه..ذا المنص..ب ،وس..عت الغربي..ة رقم ()61
لسنة 1960تعريف الموظف .العمومي باإلضافة إلى قانون الفس..اد رقم )1( .لس..نة ، 2005في حين حص..ر ق..انون
الخدمة العامة مفهوم الخدمة المدنية.
تم..ارس الدول..ة نش..اطها .الرق..ابي .أو المس..اعد من خالل مس..ؤوليها .أو ش..ركاتها ،ثم يمث..ل المس..ؤولون أداة
الدولة لتحقيق أهدافها ،وأهمية المسؤول من جهة وكثرة الموظفين من جهة أخ..رى والعكس ص..حيح حيث أن دور
المسؤولين يتراجع ويتقلص مع تضييق .نطاق ونطاق .النشاط اإلداري.
عرّف المشرع األردني .الموظف العام بقوله :هو أي شخص يتم ،بقرار من السلطة المختص..ة ،تعيين..ه في
وظيفة مدرجة في جدول التدريب المهني المنشور .في قانون الموازنة العامة للدولة ،بم.ا في ذل.ك الموظ.ف المعين
مع راتب شهري .مقطوع أو عقد على حساب المشاريع ائتمان أو تأمين صحي ،وليس العامل الذي يتقاض..ى أج .رًا
5
يوميًا ,أما القضاء المصري .فقد عرفه الموظف .العام بأنه :شخص مكلف بوظيف..ة دائم..ة في خدم..ة إح..دى ش..ركات
المرافق العامة التي تديرها الدولة أو شخص يحكمه القانون العام.
ال يجوز تعيين المسؤولين عش.وائيا ً حس..ب أه.واء الم.وظفين اإلداريين ,ألن الموظ..ف العم..ومي ،بص.فته
ممثالً للدولة ومس..ؤوالً عن أداء ج..وانب مهم..ة من وظيفت..ه ،مس..ؤول عن تحقي..ق المص..لحة العام..ة والحف..اظ على
حقوق المواطنين ،ومن ثم يجب وضع عدد من الضوابط .والشروط .لـشغل الوظائف .العامة وفق التخطي..ط المس..بق
لألهداف المستقبلية للجهاز اإلداري من أجل ضمان أن يتم تمثيل الدولة وتحقيق ه..ذه األه..داف من قب..ل المتق..دمين
األكثر تأهياًل ومهارات ،فقد ثبت في جميع البل..دان المتقدم..ة أن البحث في المه..ارات المحتمل..ة للف..رد أعلى وأك..ثر
أهمية من اكتشاف .النفط أو الموارد .الطبيعية وأن إعادة هذه الثروة البشرية أفضل وأكثر استدامة من إع..ادة الم..واد
الخام إلى الوطن ،اليابان التي أصبحت ثاني أكثر االقتصادات .تقد ًما في العالم .هذه الشروط .هي نفس..ها تقريبً..ا في
معظم البلدان ،حيث تتطلب القوانين واللوائح استيفاء عدد من الشروط حتى يتولى المرشح مناصب عامة ,بالنظر
إلى االنعكاسات على مبادئ المساواة والجدارة ومتطلباتهما ،نالحظ أن المشرعين في مختلف البلدان يس..عون إلى
تهيئة الشروط .التي يجب أن يستوفيها موظف .الخدمة المدنية ،بما في ذلك إدراك جوهر هذين المبدأين والتأكد من
عدم استخدامهما .تحيد عن هذه المتطلبات.
نؤكد أن الموظ.ف .ه..و أهم وس..يلة والمح..رك .الحقيقي والعض..وي .لإلدارة ،ألن..ه بدون..ه لم تكن اإلدارة ق..د
أنجزت أنشطتها .ومهامها المختلف..ة إلى أقص.ى .ح..د ،وألن الموظ.ف .ه..و أهم الوس..ائل ال..تي به..ا ت..درك اإلدارة أن
مهامها المختلفة هو ما يعنيه القانون ،لذلك حددت حق..وق العم..ال والتزام..اتهم ،وم..ا ل..ديهم وم..ا يجب عليهم فعل..ه
إلنصاف اإلدارة والعامل معًا ،وإذا لم يفعل العامل ذلك .الوفاء بالتزاماته ،يخضع لعقوب..ات تأديبي..ة ،ومقاب..ل أن
يدافع الضابط عن حقوقه بطرق مختلفة ،على سبيل المثال الحدود ,عند منح التعيين في الوظائف .العامة يعتبر من
أخط..ر مه..ام العم..ل اإلداري ، .حيث ق..د يك..ون محفوفً..ا بنقص أو انح..راف في ممارس..ة الص..الحيات عن الس..لطة
المخولة قانونًا .في عملية التعيين ،وهي المتطلبات التي استوفى المرشح للمنصب العام ،ويتطرق .إلى النقاط ال..تي
يجب مراعاتها عند التعيين ألول مرة ,كيف تعين الدولة األشخاص الطبيعيين ألداء دوره.ا ، .حيث أنش.أت قانونه.ا.
القضائي ونظامها األساسي .لاللتزام بعملية تع.يين المرحل.ة المتسلس..لة لم..وظفي الخدم..ة المدني.ة أو المس.ؤولين في
الدولة ،وأحكامها الموضوعية وإجراءاتها المختلفة عن..د الض..رورة ,الش..روط .ال..واجب توافره.ا .في الراغ..بين في
دخول الوظيفة العامة ،باإلضافة إلى استيفاء المواصفات الخاصة بكل وظيفة على حدة كما أن اختيار المسؤولين
في الدول..ة ال يتم ب..أي ح..ال من األح..وال ،حيث يتم اختي..ار بعض..هم بحري..ة مطلق..ة ،بينم..ا يمكن اختي..ار البعض
اآلخر ،بينما يتم إعداد البعض اآلخر مسبقًا ،بينما يسود االختبار أو الطريقة التنافس..ية بم..ا يتناس..ب م..ع االختي..ار.
أيض.ا اتخ..اذ ق..رار من الس..لطة
من غالبي..ة م..وظفي الخدم..ة المدني..ة في الوالي..ة .تتطلب ممارس..ة الوظيف..ة العام..ة ً
6
المختصة بتعيين الشخص المختار ،مع ذكر أقدميته بين زمالئه .باإلضافة إلى أنه يجوز .تشغيل العامل في وحدته
()1
أو في وحدة إدارية أخرى.
)(1محمد علي الخاليلة ،القانون االداري ،ط ،1الجزء الثاني ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن 2012 ،ص , 40انور
احمد رسالن،الوسيط القانون االداري الوظيفة العامة ،دارالنهضة العربية القاهرة ،مصر ، 1997،ص .65
7
المطلب األول مفهوم الوظيفة العامة وتطورها التاريخي
الوظيفة العامة هي عالقة قانونية يمارس.ها .الموظ.ف ،وال يرتب.ط وجوده.ا .بتوظي.ف الموظ.ف .وال ينتهي
بإنهاء الموظ..ف أو وفات..ه ،حيث أن مص..يره منفص..ل عن مص..ير من يش..غلها .ينقس..م مفه..وم الوظيف..ة العام..ة إلى
قسمين .األول ه..و المص..طلح األوروبي ويقص..د بالوظيف..ة على ه..ذا األس..اس .النظ..ام الق..انوني ال..ذي يحكم الحي..اة
المهنية لموظف الخدمة المدنية من الدخول إلى الخدمة وحتى الخروج (والمفهوم الثاني هو المفهوم األمريكي) هو
مجموعة من الواجبات والمسؤوليات .والواجبات واالختصاصات القانوني..ة ال..تي يعه..د به..ا إلى ش..خص معين ،إذا
()1
استوفى .بعضها الشروط الالزمة لتحمل أعباء هذا النشاط"
جاء مصطلح موظف عمومي في وقت أبكر من مصطلح الوظيف..ة العام..ة ،على عكس م..ا ك..ان ينبغي أن
يكون ،ألن الوظيف.ة العام..ة تص.ور في الواق.ع مع..نى الدول.ة في عائالته..ا ،أولئ.ك ال..ذين تمتل.ك أنش.طتهم العام..ة
والخاصة مجموعة واحدة من العمال .بقدر ما يمكن القول ،أن الهيئة العامة هي سلطة حاوية لخلود الدولة ،ال..تي
لها سيادة عامة ،هي أداة الدولة لتحقيق أهدافها .لذلك يجب تحديد من ينطبق هذا الوصف .لق..د ح..اول المش..رعون
والقضاة والمحامون السيطرة على مفهوم الموظف .العام ،منذ أن ظهر مص..طلح الموظ..ف بش..كل ش..امل ،وال..ذي
()2
يرتبط في مفهوم اليوم بظهور .المجتمعات..
وبأنظمتها .الوظيفية وخدماتها المرفقة ،واليوجد .عبر التشريعات موحد لمفهوم الموظ..ف 1
الوظيفة
العمومية كزه القانوني .لذلك النعثر على مرجع تاريخي 2
الهيئ..ة العام..ة هي الخلي..ة األولى في أي س..لطة إدارة عام..ة وتت..ألف من سلس..لة من المه..ام المتكامل..ة
والمتجانسة الموكلة إلى شخص يفي بمتطلب..ات التأهي..ل المح..ددة ،مث..ل :التعليم والخ..برة والمعرف..ة وم..ا إلى ذل..ك.
األهمية العضوية والمادية أو الموضوعية
)(1باسم بشناق :الوظيفة العامة في فلسطين بين القانون والممارسة ,الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ,سلسلة تقارير
قانونية ,العدد ( , |)31رام هللا ,ص 9
)(2بوظراف علي :مسار الموظف في ظل التشربع الجزائري ,مذكرة التخرج لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون عام
معمق ,جامعة عبدالحميد إبن باديس مستغانم كلية الحقوق والعلوم السياسية ,2018 ,ص 8
8
من الناحية المادية :ويرى في هذا أن المكتب ليس أك..ثر من مجموع..ة من الكف..اءات واألنش..طة القانوني..ة
التي يجب أن يمارسها .شخص مؤهل بشكل دائم في عمل اإلدارة للصالح الع..ام .يق..وم المكتب الع..ام بنش..اط .أص..يل
مقارنة باألنشطة األخرى في القطاعات األخرى ،ويتميز بالتنسيق .المهني المس..تمر م..ع عم.ل الهيئ..ات العام..ة في
اإلدارة ،ومن أنصار هذه األهمية األستاذ والمح.امي .الكب.ير أندري.ه الب.دير .يمكن الق.ول ب.أن الوظيف.ة العام.ة هي
النظام العام المطبق على العاملين في المؤسسات الحكومية على اختالف أنواعه..ا ،من أبس..ط الم..وظفين الم..دنيين
()1
إلى أعلى رتبة ،ويخضعون .جميعًا لنفس الواجبات واالختصاصات التشريعية.
مما سبق تقديمه من التعريفات نجد أن هناك من يعرّفها .فقط بذكر أحد المع.اني الش.كلية أو المادي.ة ،بينم.ا
هن..اك من جم..ع بين المفه..ومين في تعريف..ه للوظيف..ة العام..ة واح..د مجموع..ة من المنظم..ات المتعلق..ة ب..الموظفين
العموميين ،وقد .تتعلق هذه المنظمات بنجاح العامل في اإلدارة العام..ة واالهتم..ام .بمش..اكله وحيات..ه المهني..ة ،وفي
تطبيق ذلك ،يجب أن تكون دراسة النشاط العام دائ ًما من جانب "الجانب القانوني" .واآلخر تقني "وال..ذي يقتص..ر
اآلن على دراسات اإلدارة الق..انون والفق.ه دون ش..كوى يق..ود الفق..ه إلى م..ا يس..مى بأزم..ة الق..انون اإلداري .ونظ..ام.
الخدمة المدنية يقوم على مفهوم السلك الوظيفي ،ألن الفك.رة األساس.ية لالحتالل الع.ام العم.ل في الجزائ.ر .ه.و أن
األخيرة عبارة عن سفارة وخدمة عامة يقدمها العامل ط..وال حيات..ه المهني..ة وفقً..ا لقواع..دها من الق..انون الخ..اص ،
()2
وهو القانون العام للخدمة العامة.
)(1خنوف فطيمة :قانون الوظيفة العمومية ,ديوان المطبوعات ,الجزائر , 2003 ,ص 40
)(2أنس جعفر ,الوظيفة العامة ,دار النهضة العربية ,القاهرة ,مصر 2007 ,ص 37
9
تعريف الوظيفة العامة في الفقه تعددت التعريفات الفقهية للوظيفة العامة ،حيث عرفه جانب من الفقه بأنه:
"مجموعة من التنظيمات تتعلق بالموظفين العموميين ،وهذه التنظيمات قد تتعلق بناحية قانوني..ة تظه..ر كيفي..ة قي..ام
الموظف بعمله ،وقد تتعلق بناحية فنية تتمثل في كيفية إنشاء الوظائف العامة ،وأساليب ترتيبها ،واالهتمام بمشاكل
()1
الموظف ،وحياته الوظيفية "
وعرفها جانب آخر من الفقه بأنها :كيان نظامي تابع لإلدارة الحكومية ،ويتض..من .مجموع..ة من الواجب..ات
()2
والمسؤوليات توجب على شاغلها التزامات معينة ،مقابل تمتعه بالحقوق والمزايا ".
بينما عرفها آخرين بأنها" :كيان قانوني .ق..ائم في إدارة الدول..ة ،وهي تت..ألف من مجموع..ة أعم..ال مح..ددة،
()3
ويطلق على شاغلها اسم "الموظف .العام ".
الوظيفة العامة في القضاء وبين القض..اء اإلداري أن الوظيف.ة العام.ة تعت..بر "مهن.ة يتف.رغ له.ا الموظ.ف،
وينقطع فقط األعمالها ،وهي أمان..ة في عنق..ه تق..ع على الموظ.ف .واجب..ات العم..ل الوظيفي..ة ،ال..تي تلزم..ه ب..االلتزام
بالعمل والدوام .الرسمي؛ ألنه يعمل في إحدى مرافق الدول التي تخدم المواطنين والجمهور ويتقاض..ى عنه..ا راتب
شهرية منتظمة يعيله وأسرته"
ومن خالل التعريفات السابقة يمكن للباحث أن يعرف الوظيفة العامة بأنها" :كيان ق..انوني .ت..ابع للحكوم..ة،
()4
ينجز فيه الموظف العام مجموعة من الواجبات والمسؤوليات مقابل تمتعه ببعض الحقوق والمزايا" .
)(1أعاد علي الحمود القيسي :الوجيز في القانون االداري – دراسة مقارنة ,أكاديمية شرطة دبي ,الطبعة الثالثة ,سنة 20080م ,
ص .170
)(2خالد سمارة الزعبي :القانون االداري وتطبيقاته في المملكة األردنية الهاشمية ,مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ,ط 1993 , 2
ص 179
)(3صبري جلبي أحمد عبد العال ,نظام الجدارة في تولية الوظائف العامة ,دراسة مقارنة بين النظام االداري الوضعي
واالسالمي ,ص 20
)(4أحمد بوضياف :الجريمة التأديبية للموظف العام في الجزائر ,المؤسسة الوطنية للكتاب ,1986 ,ص 13
10
المطلب الثاني
أساليب اختيار وتعيين الموظف العام
عملية اختيار الموظفين العموميين هناك عدة طرق الختيار موظف .عم.ومي بع.د اس.تيفاء ش.روط .األهلي.ة
وتقديم طلب للقبول في الوظائف العامة للجهات المختصة ،يتم تقديمها بثالث طرق:
الطريقة األولي
طريقة االنتخاب الحر وفق .هذه الطريقة تتمتع السلطات اإلدارية العليا بحرية كبيرة في اختي..ار الم..وظفين
الذين يستغلون المناصب العلي..ا في الدول..ة ك..الوزراء والس..فراء والمح..افظين ورؤس..اء .الجامع..ات وغ..يرهم ،ويتم
االختيار دون قيود .و القيود على أساس الثقة في الشخص المنتخب ووالئه وانتمائه للدولة ونظام .الحكم فيها ،حتى
لو كان أقل خبرة وكفاءة من غيره ،مما يؤدي .في كثير من األحي..ان إلى الفس..اد في الجه..از اإلداري .وع..دم قدرت..ه
()1
على إدراك المصلحة العامة.
وفقًا له..ذه الطريق..ة ،تتمت..ع اإلدارة بحري..ة مطلق..ة في اختي..ار الموظ..ف لمنص..ب معين على أس..اس الثق..ة
الشخصية والمعرفة السابقة والقدرة على تولي هذا المنص..ب أو المنص.ب ،كم.ا تتمت.ع به.امش واس..ع من الس..لطة
التقديرية لتخصيص الموظفين إلى هذا المنصب الطريق ،ويقتصر فقط على ضرورة تلبية المتطلب..ات القانوني..ة ،
()2
والتي تم شرحها .بالفعل.
يُعتقد أنه يمهد الطريق للمحاباة ،حيث إن السماح لإلدارة بممارسة السلطة التقديرية في إج..راء التعيين..ات
دون تقيي..دها على أس..س موض..وعية تتحكم فيه..ا س..يؤدي .حتم.ا ً إلى تباين..ات في ممارس..ة الس..لطات .نظ.رًا ألوج..ه
القصور والمخاطر .التي يمكن أن تنشأ من هذه الطريقة ،فقد تم تغيير معظم القوانين الحديث..ة وال توج.د .إال به..دف
زيادة الوظائف .اإلدارية .تتم التعيينات اإلدارية ،في كثير من الحاالت ،على أساس االعتبارات السياسية ب..دالً من
()3
تلك المستخدمة عمو ًما في اختيار العمال.
الطريقة الثانية طريقة المنافسة المنافسة هي طريقة إلظهار مدى مالءمة أو مالءمة مقدم الطلب لوظيفة
عامة ،حيث تعد هذه الطريقة من أفضل طرق .االختيار وهي األكثر استخدا ًما في اإلدارة الحديثة لتحديد مدى
()4
مالءمة مقدم الطلب لمهنة ما.
)(1خالد خليل الظاهر ،القانون اإلداري ،دراسة مقارنة ،ط ،1دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن1993،م ،ص.52
)(2وليد عبد الرحمن مزهر ،و شريف أحمد بعلوشة ،مرجع سابق ،ص .57
)(3باسم بشناق ،مرجع سابق ،ص 20
)(4محمد باهي أبو يونس ،االختيار على أساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام اإلداري اإلسالمي ،الطبعة األولى ،دار الجامعة
الجديدة ،اإلسكندرية1999 .،م ،ص .149
11
يتم التعيين وفقًا لهذه الطريقة بعد اجتياز المتقدمين لسلسلة من االختب..ارات الكتابي..ة والش..فوية ،باإلض..افة
إلى المقابالت الشخصية المحددة مسبقًا ،والتي تأخذ في االعتبار العديد من الجوانب المتعلق..ة بشخص..ية الش..خص
المرشح وذكائه ومدى مالءمته .تعتبر طريقة المنافسة من أفضل طرق اختيار العاملين للهيئات العام..ة ،كم..ا أنه..ا
األكثر شيوعًا في الدول الديمقراطية .هذا باإلض..افة إلى تك..افؤ .الف..رص المتحقق..ة به..ذا الش..كل لجمي..ع المرش..حين
()1
للمناصب العامة.
اختارت الهيئة التشريعية الفلسطينية أسلوب المنافسة في تعيين موظفي الخدمة المدني..ة في ق..انون الخدم..ة
المدنية الحالي وأحاطت..ه بض..مانات وض..وابط عدي..دة .يض..من اإلنص..اف والموض..وعية والمس..اواة في االختي..ار .؛
بهدف اختيار أفضل المرشحين للمناصب العامة ،هؤالء هم:
.1التصويت هو أحد مب.ادئ عملي.ة االختي..ار في اختي.ار .الم.وظفين العموم.يين ،والتف.وق .يض.ع المنافس.ة
الحرة موضع التنفيذ؛ ألنه ما يؤدي .إلى المنافسة في مناخ من المساواة والشفافية ،فبدون اإلعالن ال توج..د مس..احة
حقيقية للمنافسة من بين الراغبين في شغل مناصب عامة.
.2مبدأ الدعاية يعني أن جميع عمليات اختيار الموظفين تعتمد على علي اإلعالن بالطريقة التي يقتضيها
القانون مع بيان أسماء المرشحين والمكان وقت تقديم الطلبات ومكان وزمان المسابقة وآلياتها.
.3كذلك إلزام اإلدارة بنشر .جميع القرارات المتعلقة بالمسابقة في المكان المحدد وفي .الوقت المحدد ومن
()2
هنا كان التزامه بإبداء األسباب لجميع القرارات التي اتخذها فيما يتعلق بهذا اإلجراء.
في حين أن أي شخص يتأهل للوظائف .الشاغرة يجب أن يعلم أن هذه الوظائف شاغرة ،وأنه يجب شغلها
،وال يمكن تحقيق ذلك إال من خالل نش..ر االختب..ار .أو اإلعالن عن..ه في جري..دة أو اثن..تين من الص..حف الحكومي..ة
الكبرى أو اثنتين من الصحف الحكومية الكبرى أو جري..دتين .المجالت " )3(.بينم..ا نص..ت الم..ادة ( )19من ق..انون
الخدمة المدنية رقم ( )4لسنة 1998م على أن تقوم الجهات الحكومية باإلعالن عن الوظائف الشاغرة فيها وال..تي
يتم التعيين فيها بقرار من السلطة المختصة خالل أسبوعين من نشر الوظيفة خالل أسبوعين على األقل .الص..حف
اليومية واإلشعار يحتوي على تفاصيل الوظيفة وشروطها .
ثانيًا :حرية المساواة بين المرشحين :حرية المنافسة تعني حرية المشاركة في المنافس..ة ال..تي تعلن عنه..ا
اإلدارة وضمن الح.دود .ال.تي يح.ددها الق.انون .لض.مان المنافس.ة الحقيقي.ة بين المتق.دمين ؛ أعلن ،طالم..ا أن مق..دم
الطلب ق..د اس..توفى .المتطلب..ات المنص..وص عليه..ا قانونً..ا ومي..ل اإلدارة إلى تفض..يل أح..د المتق..دمين على حس..اب
وهذا الشرط من وجهة نظرنا يع..ني أن اإلدارة تض..ع المتق..دمين للوظ..ائف على ق..دم المس..اواة وبالت..الي .ال
يجوز إقامة أي نوع من التمييز بينهم أو منح امتيازات معينة لبعض المتقدمين على غيرهم أو نقل عقب..ات أم..امهم.
بعض المنافسين سواء كانت عقبات قانونية أو مادية.
الطريقPPة الثالثPPة :تص..ف طريق..ة الوظيف..ة المحج..وزة طريق..ة الوظيف..ة المحج..وزة بأنه..ا "مجموع..ة من
الوظائف المحددة حصريًا حيث يقتصر التعيين على مجموعات معين..ة من المجتم..ع ،مم..ا أدى غالبً..ا إلى ع..واقب
وتض.حيات بش.رية أو سياس.ية كب.يرة في خدم.ة البل.د ،حيث األمن ال.داخلي لبعض ال.دول يحاف.ظ على مراك.ز .أو
وظائف منتسبي .الجيش الق.ديم بم.ا في ذل.ك ق.وى .األمن ال.داخلي ،وأن ه.ذه الوظ.ائف .ال تتطلب م.ؤهالت خاص.ة
ومهارات عالية من شاغلها ،وأن هذه الوظائف .محجوزة بالكامل ،أو نسبة معين..ة منهم لألش..خاص ال..ذين تنطب.ق.
عليهم شروط .معينة ،مثإلتمام عدة سنوات في خدمة العسكريين في السلك أو أصيبوا بأمراض ناتج..ة عن الخدم..ة.
()2
)(1هاني عبد الرحمن غانم؛ حازم حمدي الجمالي ،مرجع سابق ،ص 46
)()()(2عبد العزيز السيد الجوهري ،الوظيفة العامة ،دراسة مقارنة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر1985 ،م ،ص82
13
المطلب الثالث
شروط تولي الوظائف العامة
يعتبر التعيين في الوظائف .العام..ة الخط..وة األولى ال..تي يب..دأ به..ا الموظ..ف حيات..ه الوظيفي..ة وتم..ر عملي..ة
التعيين بمراحل متوالية يلزم تتبع أحكامها وإجراءاتها المختلفة ،ول..ذلك ي..ولي المش..رع .اإلداري األحك..ام الخاص..ة
بتعيين الموظفين أهمية خاصة ،فيحدد الشروط .العامة الواجب توافرها فيمن يريد االلتحاق بالوظيفة العامة ،حيث
تتعدد النظم القانوني..ة المعاص..رة في الش..روط ال..تي يتطلبه..ا ال..دخول في الوظيف..ة العام..ة؛ ويع..ود ذل..ك إلى النظ..ام
القانوني المعمول به في الدولة.
و بتوافر الشروط .التي يتطلبها المشرع .فيمن يتقدم لشغل الوظائف .العامة ،قد يتقدم عدد يتفق مع الوظ..ائف
الشاغرة والمطلوب شغلها ،وبالتالي ال تثار مشكلة االختيار .بين المتق..دمين ،غ..ير أن الغ..الب أن يتق..دم للعم..ل ع..دد
يفوق كثيرة عدد الوظائف .المتاحة ،ومن ثم تثار مشكلة تحديد اس..لوب المفاض..لة بين المتق..دمين ،وط..رق .االختي..ار
األمثل ،والواجب اتباعه؛ للوصول .إلى أفضلهم ،وأكثرهم .جدارة.
شروط التعيين في الوظيفة العام..ة نظم ق..انون الخدم..ة المدني..ة ش..روط .التع..يين في الوظيف..ة العام..ة ،حيث
نص..ت الم..ادة ( )14من ق..انون الخدم..ة المدني..ة الفلس..طيني رقم ( )4لس..نة 1998م على أن..ه ال يعين على إح..دى
وظائف الخدمة المدنية إال من توافرت فيه شروط .شغل الوظيفة ،ويحظر الجمع بين وظيفيتين ،بينما حددت الم..ادة
( )24من ذات القانون شروطا .يتعين توافرها .مجتمعة فيمن يعين في إحدى الوظائف .العام..ة ،حيث تنص على أن..ه
" يشترط فيمن يعين في أي وظيفة أن يكون - :فلسطينية أو عربية.
قد أكمل العام الثامن عشر من عمره ،و تعمر الموظف .بشهادة ميالده الرسمية ،وفي األح..وال ال..تي ال يتيس..ر فيه..ا
الحصول على شهادة الميالد ،يقدر عم.ره بق.رار تتخ.ذه اللجن.ة الطبي.ة المختص.ة ،ويعت.بر .قراره.ا في ه.ذا الش.أن
نهائية - .خالية من األمراض ،والعاهات البدنية ،والعقلية التي تمنعه من القيام بأعمال الوظيف..ة ،ال..تي س..يعين فيه..ا
بموجب قرار من المرجع الطبي المختص ،على أنه يجوز تعيين الكفيف في عينيه أو فاقد البصر في إحدى عينيه،
أو ذي اإلعاقة الجسدية ،إذا لم تكن أي من تلك اإلعاقات تمنعه من القيام بأعمال الوظيفة التي س.يعين فيه..ا بش.هادة
المرجع الطبي المختص ،على أن تتوافر .فيه الشروط األخرى .للياقة الصحية.
متمتعة بحقوقه المدنية ،غير محكوم عليه من محكمة فلسطينية مختصة بجناية ،أو بجنحة مخلة بالش..رف
أو األمانة ،ما لم يرد إليه اعتباره.
يعتبر تولي الوظائف .العامة حق دستورية للمواطنين ،إال أن هذا الحق ال يكون بدون ضوابط موضوعية،
بل يتطلب األمر وضع شروط .عامة؛ وذلك بهدف كفالة ق..درة من س..يعين في الوظيف..ة العام..ة على القي..ام بأعبائه..ا
تحقيقا للصالح الع..ام ،وحيث تش..ترط .أنظم..ة الخدم..ة المدني..ة في المرش..حين لت..ولي الوظ..ائف .العام..ة ت..وافر بعض
الشروط ،وإذا كانت أنظمة الخدمة المدنية تتباين وتختلف .في بعض األحكام من نظام إلى آخر ،فإنها تتفق إلى ح..د
كبير على إلزامية توافر بعض الشروط العامة في األشخاص المتقدمين لشغل الوظائف .العامة في الدولة.
وعليه ،ولتسليط .الضوء أكثر على هذه الشروط .العامة التي نص عليها قانون الخدم..ة المدني..ة الفلس..طيني،
سيتطرق .الباحث إلى بيان هذه الشروط .على النحو التالي:
أوال :الجنسية:
تعمل غالبية الدول على االحتفاظ بوظائفها .بصفة عامة للمواط.نين من أبنائه.ا ،ويعت.بر أن ش.رط الجنس.ية
شرطة ضروريا .للتعيين في الوظيفة العامة على أساس األولوية ،فالجنسية هي رابطة قانونية ،وسياسية بين الف..رد
والدولة تفرض عليه الوالء ،وتفرض عليه حمايتها ،حيث يشترط في المرشح للتعيين في الوظيفة العامة أن يك..ون
من مواطني الدولة ،أي الحامل للجنس..ية األص..لية ،وعلي..ه ف..إن المواط..نين يت..وافر .فيهم غري..زة االنتم..اء ،وال..والء
لدولتهم ،وهذا ما ال يتوافر .في األجنبي ،بعيدا عن عنص..ر الخ..برة ،وأن ال..دول على اختالف في التع..يين بالوظيف..ة
العامة ،فمنهم .من يطبق مبدأ المساواة بين المواطنين واألجانب في الدخول إلى الوظيفة العامة ،كالواليات المتح..دة
األمريكية؛ بقصد جلب ذو الكفاءة ،بينما دول أخرى ال تطبق ه..ذا المب..دأ ،إذ يقتص..ر التع..يين في الوظ..ائف .العام..ة
()1
على مواطنيها فقط كاألردن؛ لضمان الوالء واالنتماء.
وفي فلسطين أوجب المشرع ضرورة أن يكون المرش..ح للوظيف..ة العام..ة متمتع..ة بالجنس..ية الفلس..طينية أو
العربية ،وهو بذلك قد ساوى .بين الفلسطيني .والعربي ،ومخالفة ذلك غالبية التش..ريعات المقارن..ة ،فغالي..ة يتم قص.ر.
الوظيفة على المواطنين فقط؛ تطبيقا لمبدأ السيادة الوطنية ،ورغبة الدولة في حماية أمنها وضمانة للوالء لها ،ف..إن
()2
الدول تشترط .فيمن يتولى .الوظائف العامة أن يكون ممن يحملون جنسيتها.
)(1عالء الدين عشي ،مدخل القانون اإلداري ،دار الهدى للطباعة والنشر ،عين مليلة الجزائر2012 ،م ،ص 218
)(2مازن ليو راضي ،الوجيز في القانون اإلداري ،منشورات األكاديمية العربية في هولندا2008 ،م ،ص117
15
ولقد أيد بعض الفقه الفلسطيني موقف .المشرع في السماح لمن يحمل جنسية إحدى الدول العربية في تولي
الوظائف العامة؛ بهدف تجسيد القومية العربية ( .)1وأن البعض اآلخر من الفقه ،وإن أي.د موق.ف .المش.رع ،إال أن.ه
حث المشرع على اقتصار .تطبيق مبدأ المس.اواة بين الفلس.طيني ،والع.ربي في التع.يين بالوظيف.ة العام.ة على مب.دأ
()2
المعاملة بالمثل.
وأن إثبات الجنسية هو التزام بإقامة الدليل على ثبوتها أو نفيها بإتباع أحكام قانون تل.ك الجنس.ية والمتعلق.ة
بالمسائل الموضوعية ،دون المس..ائل اإلجرائي..ة على اعتب..ار أن األخ..يرة يس..ري عليه..ا ق..انون المحكم..ة المرف..وع
()3
أمامها النزاع.
وفيما يتعلق بإثبات الجنسية أيضا ،فإنه يتم باالطالع على البطاق..ة الشخص..ية ،أو العائلي..ة وج..وار الس..فر،
وقد تطلب بعض اإلدارات شهادة إدارية ،تثبت انتماء راغب االلتحاق بالوظيفة بجنسية الدولة التي س..وف يوظ .ف.
فيه..ا ،وفي .حال..ة الش..ك في التمت..ع بالجنس..ية ،مث..ل وج..ود اختالف بين األوراق .الرس..مية المقدم..ة ،يتم إثب..ات ه..ذه
()4
الجنسية بشهادة يتم الحصول عليها من وزير .الداخلية مقابل أداء رسم معين.
لقد نصت المادة ( )2/24من قانون الخدمة المدنية رقم ( )4لسنة 1998م على أنه ":قد أكمل السنة الثامنة
عشرة من عمره ،يقدر عم..ر الموظ.ف .بش.هادة ميالده الرس..مية وفي .األح.وال ال.تي ال يتيس..ر فيه.ا الحص..ول على
()5
شهادة الميالد ،يقدر عمره بقرار تتخذه اللجنة الطبية المختصة ويعتبر .قرارها في هذا الشأن نهائية".
ويتضح من نص المادة السابقة أن المشرع الفلسطيني اعتبر سن الثامن عشر عاما هو الح..د األدنى لت..ولي
الوظيفة العامة ،وبهذا الشرط يكون مشرعنا قد س..ایر غالبي..ة التش..ريعات العربي..ة ال..تي تش..ترط الح..د األدنى لس..ن
الموظف لتولي الوظيفة العامة ،والمتمثل بثمانية عشر عاما ،ويتم إثبات هذا السن باألوراق الرسمية الص..ادرة عن
الجهات المختصة داخل الدولة ،وفي حال ع..دم وج..ود ش..هادة ميالد ،فيتم تق..دير عم..ر الموظ..ف بق..رار من اللجن..ة
()6
الطبية المختصة ويكون قرار .اللجنة نهائية غير قابل للطعن .
)(1وليد عبد الرحمن مزهر ،الوظيفة العامة في التشريع الفلسطيني ،رسالة ماجستير ،معهد البحوث والدراسات العربية2002 ،م،
ص 75
)(2هاني عبد الرحمن غانم ،حازم حمدي الجمالي ،الموظف العام في ضوء قانون الخدمة المدنية الفلسطيني واجتهاد محكمة العدل
العليا ،مكتبة نيسان للطباعة والتوزيع ،الطبعة األولى2017 ،م ،ص .34
)(3حسام الدين فتحي ناصف ،نظام الجنسية في القانون المقارن ،دار النهضة العربية ،القاهرة2007 ،م ،ص .276
)(4جاكلين تحسين عمرية ،مرجع سابق ص .15
)(5المادة ( )24-2من قانون الخدمة المدنية .رقم ( )4لسنة 1998م
)(6قرار محكمة العدل العليا الفلسطينية بغزة رقم ( )50لسنة 1961م ،جلسة 29-11-1961م ،أ .وليد الحايك ،المجموعة المختارة
ألحكام المحكمة العليا ،الجزء الثالث عشر ،سنة 1961م1963-م ،ص .10
16
وتأكيدا على ذلك قضت محكمة العدل العليا بأنه يجوز .تحدي..د س..ن الموظ.ف .الع..ام بق..رار من الكومس..يون
()1
الطبي العام ،ويكون قرارها نهائية غير قابل للطعن).
وتتفق أغلبية الدول على اعتب..ار س..ن ( )18أو ( )20س..نة الح..د األدنى ل..دخول الوظيف..ة العام..ة؛ ألن ه..ذا
العمر يكون فيه المواطن قد وصل إلى مرحلة التعليم الثانوي على األقل وهي مرحل..ة الزامي..ة أو ش..به إلزامي..ة في
()2
بعض الدول المتقدمة.
يعد بلوغ اإلنسان هذا السن يجعل منه راشدأ متجاوزة سن المراهق.ة ،وبالت.الي يح.ق ل.ه إب.رام التص.رفات.
القانونية ،وعليه يصبح قادرة على تولي الوظائف العامة ،وأن الحد األعلى لسن التعيين غالبا ما يكون غالبا ما بين
سن 35و 45عام..ا ،وت..أتي أهمي..ة تع..يين الح..د األعلى لس..ن التوظي..ف في تجنب تع..يين كب..ار الس..ن ،ال..ذي يك..ون
نشاطهم ق.د ض.عف ،وقلت همتهم ،وق.ل حماس.هم للعم.ل واالنت.اج .وباإلض.افة إلى ذل.ك ،ف.إن تع.يين الح.د األعلى
()3
للتوظيف يتأثر .بتقدير سن اإلحالة إلى التقاعد ،وبالتالي .لمدة الخدمة الالزمة لالستفادة من المعاش التقاعدي.
ويشترط .للتعيين في الوظيفة العامة أن يكون الموظف .ص..حيح الجس..م ،أي خالي..ة من األم..راض المعدي..ة،
وأن يتمكن من القيام بأعباء وظيفته من جهة ،ومن جهة أخرى حتى ال يشكل خطرة على أقران..ه من الم..وظفين أو
على الجمهور ،وتختلف درجة اللياقة الصحية المطلوبة ،وذلك بحسب طبيعة الوظيفة العامة وما تتطلبه من مه..ام،
فبعض الوظائف تحتاج إلى درجة كبيرة من اللياقة الصحية والبدنية مث..ل وظ..ائف .الت..دريب الرياض..ي ،وأن هن..اك
()4
وظائف ال تتطلب هذا القدر من اللياقة مثل الوظائف .األعمال الكتابية.
وقد نصت المادة ( )24من قانون الخدمة المدنية الفلسطيني لعام 1998م على الخلو من العاه..ات البدني..ة،
والعقلية ،التي تمنع الموظف من القيام بأعمال الوظيفة ،التي سوف يعمل فيها بن..اء على ق..رار من المرج..ع الط..بي
المختص ،وال يحول ذلك دون تعيين الكفي..ف وفاق.د .البص..ر في أح..د عيني..ه ،أو ذوي االعاق..ة الجس..دية ،إذا لم تكن
تمنعه من القيام بأعمال الوظيفة بموجب ش..هادة من المرج..ع الط..بي المختص( )5إذ أن المش.رع الفلس.طيني .اش.ترط.
توافر اللياقة الصحية ،والسالمة الجسدية في الموظ..ف المرش..ح لت..ولي الوظيفي..ة العام..ة ،وبالت..الي يجب أن يك..ون
خالية من األمراض ،أو العاهات ال..تي تح..ول دون تولي..ه أعم..ال الوظيف..ة العام..ة ،ويتطلب ق..انون الخدم..ة المدني..ة
)(1عدنان عمرو ،شرح قانون الخدمة المدنية الفلسطيني لعام 1998م ،رام هللا ،فلسطين ،الحق1999 ،م ،ص 26
)(2وليد عبد الرحمن مزهر ،شريف أحمد بعلوشة ،الموظف العام في ضوء أحكام قانون الخدمة المدنية الفلسطيني ،دراسة تحليلية،
مكتبة نيسان للطباعة والتوزيع ،الطبعة األولى2020 ،م ،ص.44
)(3جاكلين تحسين عمرية ،مرجع سابق ،ص.16
)(4باسم بشناق ،الوظيفة العامة في فلسطين بين القانون والممارسة ،الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن ،سلسلة تقارير
قانونية ( )31ص .18
)(5المادة ( )24-3من قانون الخدمة المدنية .رقم ( )4لسنة 1998م.
17
إلثبات اللياقة الصحية عرض المرش..ح للوظيف..ة العام..ة على اللجن..ة الطبي..ة المختص..ة (دائ..رة الكومس..يون الط..بي
()1
بوزارة الصحة) ،والتي تصدر .شهادة طبية بمدى سالمة الموظف .ولياقته؛ لتولي الوظيفة العامة
لقد نصت المادة ( )4/24من قانون الخدمة المدني..ة رقم ( )4لس..نة 1998م على ش..روط التع..يين بالوظيف..ة
العامة ،وجاء فيها ":متمتعة بحقوقه المدنية ،غ..ير محك..وم علي..ه من محكم..ة فلس..طينية مختص..ة بجناي..ة أو بجنح..ة
()2
مخلة بالشرف أو األمانة ،ما لم يرد إليه اعتباره ".
وبناء على ما سبق فقد اشترط .المشرع في الموظ..ف أال تك..ون لدي..ه س..وابق .ت..ؤثر .على س..معته ونزاهت..ه،
واشترط .أال يكون قد حكم عليه بجناية أو جنحة ،وفي .هذا الف..رع س..يتعرض الب..احث إلى حس..ن الس..يرة والس..لوك.،
وإلى عدم الحكم بجناية مخلة بالشرف أو األمانة ،وإلى عدم سبق الفصل من الخدمة بقرار أو بحكم تأديبي .نهائي.
شرط الصالحية األدبية يتعلق بكون المرشح لشغل الوظيفة العامة حسن السمعة ،وأال يكون ق..د حكم علي..ه
()3
بعقوبة مانعة من التعيين ،وأال يكون قد سبق فصله من الخدمة التأديبية.
ويقص.د بالس..يرة الحمي.دة والس..معة الحس.نة " تل..ك المجموع..ة من الص.فات ،والخص..ال ،ال..تي يتحلى به..ا
الشخص فتكسبه الثقة بين الناس ،وتجنبه قالة السوء وم..ا يمس الخل..ق" ،أي أنه..ا تلتمس أص..ال في الش..خص نفس..ه
فهي لصيقة به ،ومتعلقة به ومتعلقة بسيرته ،وسلوكه ،ومن مكونات شخصيته ،ومن ه.ذا المنط.ق ال يؤاخ.ذ الم.رء
()4
إال بسلوكه فقط ال بسلوك .غيره).
وكذلك إن تقدير حسن الس..يرة والس..لوك أم..ر نس..بي يختل..ف من مجتم..ع إلى آخ..ر ،ب..ل يختل..ف في الدول..ة
الواحدة من زمن آلخر ،فشرب الخمر ،ولعب القمار ال يعد من قبل سوء السيرة في المجتمعات األوربية ،بينما هو
كذلك في المجتمعات العربية .واألصل .أن كل شخص حسن الس..يرة والس..لوك إال إذا ثبت عكس ذل..ك ،ويق..ع عبء
اإلثبات على اإلدارة العامة التي يجب عليها أن تسبب قرارها .،عندما تستبعد المرشح للوظيفة ،ويكون قرارها ه..ذا
خاضعة لرقابة القضاء( . )5وقد جاء في نص المادة ( )4/24من ق..انون الخدم..ة المدني..ة رقم ( )4لس..نة 1998م م..ا
يلي" ،متمتعة بحقوقه المدنية غير محكوم .عليه من محكمة فلسطينية مختصة بجناية ،أو بجنح..ة مخل.ة بالش..رف أو
()6
األمانة ،ما لم يرد إليه اعتباره".
)(1وليد عبد الرحمن مزهر؛ شريف أحمد بعلوشة ،مرجع سابق ،ص .46
)(2المادة ( )24-4من قانون الخدمة المدنية .رقم ( )4لسنة 1998م
)(3بالفتحي عبد الهادي ،المركز القانوني للوالي في اإلدارة الجزائرية ،رسالة ماجستير ،جامعة قسنطينة2011 ،م ،ص .23
)(4جاكلين تحسين عمرية ،مرجع سابق ،ص .24
)(5مازن ليو راضي ،الوجيز في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص .118
)(6المادة ( )24-4من قانون الخدمة المدنية .رقم ( )4لسنة 1998م.
18
ثانيا :عدم الحكم بجناية أو جنحة مخلة بالشرف واألمانة:
ويشترط .في المرشح المتقدم للوظيفة العامة أن يكون غير محكوم .عليه بعقوبة تبعية بم..وجب حکم ص..ادر
من محكمة فلسطينية مختصة والتي يتم إيقاعها في ح.ال اإلدان.ة في بعض الج..رائم ،وه..ذا الحرم.ان إم.ا أن يك..ون
حرمانة دائمة ،ال يستطيع .خالله الشخص أن يتولى أي وظيفة عامة ،وإما أن يكون حرمانة مؤقت..ة ومح..ددة بف..ترة
زمنية ،فيحق له االلتحاق بالوظيفة العامة بعد هذه الف..ترة ،حيث نص.ت الفق..رة الرابع.ة من الم..ادة ( )18من ق..انون
الخدمة المدنية الفلسطيني على أنه يشترط فيمن يعين في الوظيف..ة العام..ة أن يك..ون متمتع..ة بحقوق..ه المدني..ة ،غ..ير
()1
محكوم عليه من محكمة فلسطينية مختصة بجناية أو بجنحة مخلة بالشرف أو األمانة ،ما لم يرد إليه اعتباره .
وقد تتطلب المشرع الفلسطيني .أن يكون المرشح للوظيفة العامة غير محك..وم علي..ه من محكم..ة فلس..طينية
بجناية ،أو جنحة مخلة بالشرف .واألمانة ،مالم يرد له اعتباره.
وعليه حتى يتم اس..تبعاد المرش..ح من خ..وض غم..ار منافس..ة تقل..د الوظ..ائف .العام..ة ض..رورة ت..وافر .ثالث..ة
()2
شروط هي:
.1يجب أن يكون الحكم صادر عن محكمة فلسطينية ،ونرى .أن المشرع الفلسطيني لم يكن موفق.ة ب.النص
على ضرورة أن يكون الحكم صادر من محكمة فلس..طينية ،ب..ل ك..ان علي..ه اس..تبعاد ك..ل من حكم علي..ه بجناي..ة ،أو
بجنحة مخلة بالشرف واألمانة سواء من قبل محكمة فلسطينية أم غير فلسطينية بش..رط ت..وافر .ض..مانات المحاكم..ة
العادلة في تلك المحكمة.
.2أال يكون قد سبق وأن حكم على المرشح للوظيفة بجناية أو جنحة مخلة بالشرف .واألمانة ،ولقد ح..ددت
المادة الخامسة من قانون العقوبات الفلسطيني .رقم ( )74لسنة 1936م ،والساري المفعول في قطاع .غزة بأنه يراد
بلفظة "الجناية الجرم الذي يستوجب .عقوبة اإلع..دام ،أو الحبس م..دة تتج..اوز الثالث س..نوات" ،وب..ذلك يس..تبعد .من
التعيين في أحد الوظائف .العامة من ارتكب جرمة تزيد عقوبت..ه عن ثالث س..نوات ميالدي..ة ،على اعتب..ار أن الحكم
()3
على هذا الشخص بمثل هذه العقوبة الجسيمة قرينة قاطعة على عدم صالحيته لتولي الوظائف .العامة.
.3أال يكون محكوم على المرشح للوظيفة العامة بجنحة عن أحد عن فعل مخل بالش..رف .واألمان..ة ،ومن
أمثلة العقوبات المخلة بالشرف ،واألمانة ،والسرقة ،والنصب ،وخيانة األمانة والتزوير ،والزنا.
وفي جميع األحوال يشترط .في الحكم سواء الخاص بالجناية أم الجنحة المخلة بالشرف واألمان..ة أن يك..ون
نهائية؛ الستبعاد المرشح من شغل الوظيفة العامة ،والحكم النهائي هو الذي استنفذ ط..رق الطعن العادي..ة ،وتتحق..ق
)(1وليد عبد الرحمن مزهر ،و شريف أحمد بعلوشة ،الموظف العام ،مرجع سابق ،ص .48
)(2هانى عبد الرحمن غانم ،و حازم حمدى الحمالی ،مرجع سابق ،ص 37وما بعدها.
)(3وليد عبد الرحمن مزهر ،و شريف أحمد بعلوشة ،الموظف العام ،مرجع سابق ،ص .50
19
اإلدارة من توافر هذا الش..رط من خالل طلبه..ا من المرش..ح تق..ديم ش..هادة الس..وابق الجنائي..ة الص..ادرة من الجه..ات
المختصة ،وهي وزارة الداخلية في فلسطين .ثاني.ا :أال يك.ون ق.د فص..ل المرش.ح س.ابقة من الخدم.ة بق..رار ت.أديبي
نهائي:
لم ينص المش..رع الفلس..طيني ص..راحة له..ذا الش..رط ،حيث أن..ه مس..تنبط من ق..رارات المج..الس التأديبي..ة
للموظفين .ويفصل الموظف .بسبب جرمه أو مخالفة تأديبي..ة ،وعلي..ه فإن..ه ق..د يح..رم نهائي..ة من العم..ل في الوظيف..ة
العامة ،وهذا شرط منطقي متفق م.ع طبيع..ة األم..ور ،فال يج..وز التع..يين في الوظيف.ة العام..ة م.رة أخ.رى لمن فق.د
وظيفته بطريق .الجزاء التأديبي؛ ويرجع السبب في ذلك إلى سلوكه ،والمخالفات التأديبية ال..تي س..بق وأن ارتكبه..ا،
وأدت إلى فصله من الوظيفة العامة.
وينص هذا الش..رط على من ك..ان في خدم..ة الدول..ة ،ثم فص..ل منه..ا ألس..باب تأديبي..ة من الس..لطة التأديبي..ة
المختصة ،إما بحكم يصدر من المحكمة التأديبية في الدولة التي يوجد فيها مح.اكم تأديبي..ة ،أو بق..رار من المج..الس
التأديبية التي تتشكل داخل الوزارات ،أو المصالح ،أو الهيئات العامة ،أو المؤسسات التي يحكمها ق..وانين وأنظم..ة
وظيفية خاصة بها ،كمجالس التأديب في الجامعات .لذلك يحرم على الموظف من العودة لت..ولي الوظ..ائف العام..ة،
()1
على اعتبار أن هذه العقوبة التأديبية عقوبة قاسية .إال أن حظر تعيين الشخص في الوظائف العامة يكون مؤقتا.
ولقد نصت المادة ( )26من الالئحة التنفيذية لقانون الخدمة المدني..ة على أن يق..وم المرش..ح للتع..يين بتعبئ..ة
اإلقرارات اآلتية على النماذج المخصصة لذلك وترسل للديوان 4 ....":إقرار بعدم أسبقية فصله من الخدمة بق..رار
()2
ويتضح من هذا النص بأنه يجوز لمن فص..ل أو حكم تأديبي ،لم يمض على صدوره خمس سنوات على األقل.
من الخدمة بقرار تأديبي .أن يتقدم للترشح اللوظيفة العامة ،إذا تجاوزت مدة الفصل خمس سنوات:
وقد جاء في قانون الخدمة المدنية ( )4لسنة 1998م في الم..ادة ( )25ش..روط .التع.يين للم..رة األولى ،حيث
جاء فيها:
.1ال يكون التعيين بأثر رجعي ،ويعتبر .تعيين الموظف .في الخدمة من ت..اريخ إخط..اره كتابي..ة ب..ذلك من
قبل الديوان بواسطة الدائرة الحكومية التابع لها ،ومباش..رته العم..ل فيه..ا .ويعت..بر .ق..رار تعيين..ه الغي..ة إذا لم يباش..ر
عمل..ه خالل ثالثين يوم..ا من ت..اريخ تبليغ..ه كتابي..ة ،وفي .ه..ذه الحال..ة يعين من يلي..ه في ال..ترتيب ،إذا ك..ان التع..يين
بموجب مسابقة.
.4أن تك.ون الش.هادات العلمي.ة ال.تي يج.ري التع.يين على أساس.ها أص.لية أو مص.دقة ،حس.ب األص.ول
صادرة عن معهد ،أو كلية ،أو جامعة ،أو أية مؤسسة أخرى معترف .بها.
.5تكون معادلة الشهادات من قب.ل وزارتي التربي.ة أو التعليم الع.الي ك.ل حس.ب اختصاص.ها وذل.ك وفق.ا
ألحكام القانون.
.6أال يقل السن عن ثماني عشرة سنة ويتض..ح أن الموظ..ف يعت..بر أن..ه ق..د تعين في الوظيف..ة العام..ة من
تاريخ إخطاره کتابية من قبل ديوان الموظفين العام بواسطة الدائرة الحكومية ،وعليه فإن لم يكن اإلخط..ار کتابي..ة،
أو كان كتابية ولم يكن من قبل الديوان بواسطة الدائرة الحكومية ،فإنه وفقا لنص الم..ادة أن الموظ..ف ال يعت..بر أن..ه
معين في الوظيفة العامة لمخالفة اإلجراءات ،التي نص عليها المشرع ،إضافة إلى ذلك أنه يجب على الموظف .أن
يباشر عمله إلى 30يوم من تاريخ إخطاره ،وإال يتم تعيين من يليه في ال..ترتيب إذا ك.ان التع..يين بموجب..ه مس..ابقة،
كما ال يجوز .تعيين الطالب متفرغ الدراسة بالوظيفة العامة ،وقد ذك..ر المش..رع مص..طلح الط..الب دون تحدي..د س..ن
الطالب ،إال أن المشرع قد حدد سن 18عامة كحد أدنى لتولي الوظيفة العامة ،وعليه فإن بلغ الشخص ،أو تج..اوز
الحد األدنى لتولي الوظائف .العامة ،فإنه ليس معنى ذل..ك تولي..ه خدم..ة في الوظيف..ة العام..ة إن ك..ان طالب..ة متفرغ..ة
للدراسة ،كما ذكر المشرع أن الشهادة العلمية التي يجري التعيين على أساسها في الوظيفة العامة أن تكون أصلية،
أو مصدقة حسب األصول ،كما ال يجب أن ال يقل سن الموظف عن 18عاما.
)(1محمد حسن علي ،وأحمد فاروق ،الموسوعة العلمية في نظام العاملين المدنيين في الدولة ،دار الكتب القانونية ،مصر2006 ،م،
ص133
21
وق..د بينت الم..ادة ( )1/9من ق..انون الخدم..ة المدني..ة رقم )4( .لس..نة 1998م جمي..ع فئ..ات الم..وظفين وهي
()1
كالتالي:
.1فيما عدا الوزراء تقسم الوظائف .في الدوائر الحكومية في فلسطين إلى الفئ.ات التالي..ة :الفئ.ة الخاص.ة :وتش..مل
من يعين بدرجة وزير .من رؤساء .ال.دوائر الحكومي..ة .الفئ.ة العلي..ا :وتش..مل الوظ.ائف التخطيطي..ة واإلش.رافية
العلي..ا ،وتك..ون مس..ؤوليات .م..وظفي ه..ذه الفئ..ة اإلش..راف على تنفي..ذ أه..داف ال..دوائر .الحكومي..ة في المج..االت
التخصصية المختلفة ،ووضع .الخط..ط وال..برامج ،واتخ..اذ الق..رارات لتنفي..ذها .ويش..ترط .فيهم ت..وفر الم..ؤهالت
العلمية والخبرات العملية المطلوبة ،ويتم تعيين الوكالء ،والوكالء المساعدين ،ورؤس..اء ال..دوائر ،والم..وظفين
العامين من موظفي هذه الفئة أو ما يعادلها .تحدد الرواتب وسائر الحق..وق المالي.ة لش..اغلي وظ..ائف ه..ذه الفئ.ة
وفقا للدرجة الوظيفية الواردة في قرار التعيين وفقا ألحكام القانون. .
الفئ..ة األولى :وتش..مل من يعين بوظيف..ة م..دير ،أو مستش..ار ممن يمتلك..ون مه..ارات إداري..ة أو قانوني..ة، .2
ويشترط .فيهم توفر .المؤهالت العلمية المطلوبة .الفئة الثانية :وتشمل الوظائف التخصص..ية في مختل..ف المج..االت،
وتك..ون مس..ؤوليات م..وظفي ه..ذه الفئ..ة القي..ام باألعم..ال التخصص..ية في المهن الطبي..ة ،والهندس..ية ،واإلداري..ة،
والقانونية ،والمالية والمحاسبية ،واالقتصادية ،واالجتماعية ،والثقافية ،والتربوية وغيرها وتضم .هذه الفئة موظفي
الدوائر الحكومية التي تتطلب مهارات تخصصية محددة.ويتم اختيار من يمتلكون مهارات إدارية وقيادي..ة
من بين موظفي .هذه الفئة ،أو ما يعادلها لشغل الوظائف اإلداري..ة واإلش..رافية الوس.طى ،کرؤس..اء األقس..ام الش..عب
والوحدات .الفئة الثالثة :وتشمل الوظائف الفنية ،والكتابية ،وأعمال السكرتارية من طباعة ،وحفظ وثائق وغيره..ا.
الفئة الرابعة :وتشمل الوظائف .الحرفية في مجاالت التشغيل ،والصيانة ،والحرك..ة ،والنق..ل ،وال..ورش الميكانيكي..ة
والكهربائية ،ومحط..ات الق..وى وغيره..ا .الفئ..ة الخامسة :وتش..مل وظ..ائف .الخ..دمات ك..الحراس ،والس..عاة ومن في
حكمهم.
إذ يختلف مستوى المؤهل العلمي المطلوب كشرط للتعيين في الوظيف.ة العام.ة ،ب.اختالف الفئ.ة الوظيفي.ة،
()2
والنظام الوظيفي .الذي يحكمها.
أما التدريب في مجال عمل الوظيفة فهو يختلف باختالف طبيعة عمل الوظيف..ة ،وم..دة الت..دريب المطل..وب
ونوعيته ،وتبرز .أهمية هذا العنصر من عناصر المؤهالت العلمية والفنية في مج..ال وظ..ائف الفئ..ة الرابع..ة ،ال..تي
تكون مهام من يشغلها القيام بأعمال محددة في األعمال المهنية أو الحرفية المس..اعدة ،ال..تي تتطلب الحص..ول على
دورات تدريبية ،أو خ..برات علمي..ة تدريبي..ة في مج..ال المهن..ة ،أو الحرف..ة المطل..وب تع..يين الموظ..ف علي..ه ،ومن
)(1المادة 9الفقرة رقم ( )1من قانون الخدمة المدنية رقم ( )4لسنة 1998م.
)(2نواف کنعان ،مرجع سابق ،ص58
22
المف..روض أن يجم..ع الت..دريب بين الج..انب العلمي ،ويتعل.ق .بتنمي..ة المعرف..ة والج..انب العلمي ،ويتص..ل باكتس..اب
()1
المهارات وطرق العمل والجانب النفسي ،ويتملق في تهذيب السلوك ورفع .المقدرة على مواجهة المصاعب
وقد اهتم قانون الخدمة المدنية الفلسطيني ،وح..رص على رف..ع كف..اءة الم..وظفين وتحس..ين أدائهم ،وص..قل
مهاراتهم ،وذلك بإيفادهم ببعثات دراسية داخل الوطن وخارجه ،وبعقد ورشات عمل تدريبية لهم داخ..ل ال..دائرة أو
خارجها ،سواء قبل التح.اق الموظ.ف بوظيفت.ه أو بع.د التحاق.ه بالوظيف.ة ،حيث نص.ت الفق.رة الخامس.ة من الم.ادة
الخامسة على أنه ":تنشأ في كل دائ.رة حكومي..ة وح.دة ش..ؤون م.وظفين تت.ولى .المه.ام التالي.ة ...إج..راء الدراس..ات
الالزمة لتحديد حاجة الموظفين للتدريب ،وإيفادهم لبعثات دراسية وعلمية ،ومتابعة أعم..ال الموف..دين منهم ،وذل..ك
كله بالتنسيق مع ديوان الموظفين العام ).
وتعتبر الفترة التي يقضيها الموظ.ف .في الت..دريب ،أو البعث..ة الدراس..ية ،أو البعث..ات الرس..مية كأنه..ا عم..ل
رسمي ،يتقاضى راتبه كامال عن تلك الفترة ،والتي يتمتع بكافة المزايا المادية ،واألدبية | التي يتمتع بها لدى شغله
للوظيفة ،إضافة إلى البدالت والمصاريف .وفقا ألحكام القوانين واللوائح الخاصة بذلك ،أي أن الموظف .يعتبر أثناء
إيفاده لبعثة رسمية تدريبية بأنه في عمل رس..مي ،وفي .ح..ال تخلف..ه عن الت..دريب يعت..بر مخ..ل لواجبات..ه الوظيفي..ة،
()2
ويتعرض للمساءلة التأديبية.
يعد مبدأ الكفاءة في الوظيفة العامة هو من الشروط التي اقرها وكفلها القانون في الموظ .ف .الع..ام فه .و .من
المبادئ الثابتة التي ال تتغير بموجب نصوص القانون االدراي المختلف..ة وك..ذلك الش..ريعة اإلس..المية اق..رت مب..دئ
الكفاءة في تعيين الموظف .العام للدولة أي تكون طبيعة الوظيفة فيجب أن تتوافق معها طبيعة الكف..اءة س..واء الفني..ة
او العلمية ولذا تعد الكفاءة معيار اساسى ورئيسي في اختيار الموظف .العام ،فمبدأ الكفاءة هو نتيجة لرحل..ة الخ..برة
التي اكتسبها الطابع االنساني .منذ تأسيس الدول واصبح من المعايير االساسية في التوظيف،وذلك لض..مان الحف..اظ
علي حقوق المتقدمين للوظيفة والبعد عن الوساطة والرغبات الشخصية ولضمان سير الوظيف..ة العام..ة بمتطلباته..ا
بشكل ثلث دون مشكالت من شخص ذو كفاءة وخبرة علمية وفنية يستطيع .الوفاء بكافة التزمات هذه الوظيفة.
23
فمن خالل هذا الفصل س..نتعرف .علي مب..دأ الكف..اءة في ت..ولي الوظيف..ة العام..ة من حيث معي..ار تطبيق..ه في
التشريعات المختلف.ة من الق.انون اإلداري المص.ري و األم.اراتي كمقارن.ة بين التش.ريعين وك.ذلك .توض.يح ان.واع
الكفاءة وعالقة كل نوع بالمعايير .االخري والمبادئ التي تقوم عليها الوظيفة العامة.
المبحث األول :بعنوان ماهية مبدأ الكفاءة ومن هذا المبحث قمنا بتقسيمه الي ثالث مطالب.
ثم ننتقل الي المبحث الثاني وهو بعنوان" أنواع الكفاءة الالزمة لشغل الوظيفة العامة" وقمنا .بتقسيمه الي
ثالث مطالب.
واخيرا ننتقل الي المبحث الثالث من الفصل االول وهو بعنوان " ارتباط مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة
والذي تم تقسيمه الي مطلبين.
في هذا المبحث س..نقوم بتعري.ف .مب.دأ الكف.اءة من حيث التعري.ف اللغ..وي لكلم.ة الكف..اءة وك..ذلك من حيث
التعريف االجرائي و األصطالحي ،وايضآ .س.وف نق..وم بتوض.يح الرؤي..ة اإلس..المية لمب..دأ الكف..اءة كمعي..ار لت.ولي
الوظيفة العامة ،وفي ه..ذا المبحث س..نقوم بتوض..يح التط..ور الت..اريخي .الي مب..دأ الكف..اءة وكي..ف اص..بح معياره..ام
ورئيسي .من معايير .تولي الوظيفة العامة .وعلى هذا النحو تم تقسيم هذا المبحث علي النحو التالي:
المطلب األول :تعريف مبدأ الكفاءة و في هذا المطلب سنوضح التعريف اللغوي واالصطالحي .لمبدء
الكفاءة.
المطلب الثاني :التطور التاريخي .لمبدأ الكفاءة و في هذا المطلب سنوضح التطور التاريخي .لمبدأ الكفاءة.
المطلب الثالث :خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني بين القانون االمارتي والقانون المصري.
وتعرف الكفاءة في القانون األردني في المادة 41من ق..انون العم..ل األردني .علي انه..ا الج..دارة واالس..تحقاق وهي
مجموعة من العناصر والصفات الذاتية في الشخص منها ما يتصل بالكفاءة الفنية والكفاءة اإلدارية وغير ذل..ك من
2
األمور التي تترك لتقدير اإلدارة فالجدير هو ذو الكفاءة هو المستحق .للعمل.
ولقد كان لالسالم السبق في اقرار مبدأ اختيار الموظف على اس..اس الج..دارة والكف..اءة واالمان..ة مقارن..ة م..ع النظم
الوضعية المعاصرة التي اق..رت ه..ذا المب..دأ فيم..ا بعد ،3اال ان الدول..ة االس..المية ع..انت ولف..ترات طويل..ة من نظ..ام
الوساطة و المحسوبية في شغل الوظائف العامة إذ يقول الرس..ول (ص) [من ولى ام..ر المس..لمين رجالً وه..و يج..د
من هو اصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله] وقوله ايض..ا[ :أيم..ا رجالً اس..تعمل رجالً على عش..رة انفس علم
ان في العشرة افضل من استعمل فقد خ.ان هللا ورس..وله] .وق..د س..ار على نفس النهج ال..ذي اتبع..ه الرس.ول (ص)،
الخلفاء الراشدون من بعده كما سنرى ذلك تباعاً.
4
وضع االسالم شروطا .لمن يتولى وظيفة عامة جمعها مبدأ القوي االمين والذي بدوره يف..رض على ولي االم..ر ان
ال يختار لمن يتقلد وظيفة ما اال من كان اهال للقيام بها ،اي بمعنى اخر ذلك الشخص الذي تت.وافر في.ه ص.فة الق.وة
واالمانة( )5فأسس اختيار الموظف لشغل وظيفة ما تق.وم على رك.نين هم.ا الق.وة واالمان.ة .ف.القوة تع.ني في منط.ق.
الشريعة االسالمية الكفاية الصحية ،اي بمعنى اخر سالمة الجسم من جميع العلل وتأتي بمعنى اخر الكفاية المهني..ة
اي بمع..نى الخ..برة .ام..ا االمان..ة وهي ال..ركن الث..اني للوظيف..ة العام..ة فهي تع..ني م..ا تعني..ه الي..وم في الفق.ه االداري
المعاصر وهي اتصاف الموظف .بحسن السيرة والسلوك .اما في الشريعة االسالمية فلها عدة مع.اني ومنه.ا :امان.ة
الدين وامانة المال اي البد للموظف .ان يحافظ على ما يوجد تحت يده من اموال تعود للدولة .وكذلك تع..ني االمان..ة
في ظل الشريعة االسالمية امانة الحكم اي العدل الذي ال ينقاد لرقابة او مودة او صداقة .فالوظيفة العام..ة في عه..د
الرسول علي..ه الص..الة والس..الم ك..انت في غاي..ة البس..اطة حيث ك..ان الموظف..ون ثالث..ة ان..واع وهم ال..والة والعم..ال
والقضاة .وكان عليه الصالة والسالم ال يعين اي..ا منهم اال بع..د التأك..د من مقدرت..ه على تحم..ل المس..ؤولية ونزاهت..ه
6
لقوله تعالى[ :ان خير من استأجرت القوي االمين]
1وثيقة مبادئ السلوك المهني واخالقيات الوظيفة العامة – الهيئة االتحادية للموارد البشرية الحكومية – الطبعة الثانية – 2017ص 15
2المادة 48من قانون العمل االردني
3محمد باهي ابو يونس – االختيار على اساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام االداري االسالمي – دار الجامعة الجديدة للنشر
– االسكندرية – -1999ص (.)91
4محمد يوسف موسى – نظام الحكم في االسالم – دار النهضة للطباعة –القاهرة – -1962ص (.)132
)(5د .محمد باهي ابو يونس -المصدر السابق – ص (.)110
6المصدر السابق -ص(.)110
25
الختيار الموظف .فأنه يتعين على االدارة مراعاة التخصص ونوع الوظيفة وذلك وفقا لمؤهالت الموظ..ف وخبرت..ه
وكفاءته بالقياس على طبيعة العمل ومدى اهميته .هذا وإذا كانت الجدارة والكفاءة مبدأ معروفا ً منذ ن..زول اإلس..الم
فإنه صار مبدأ أساسيا ً في تولي الوظائف العامة في ق..وانين التوظ.ف .الحديث..ة ،نحن النج..د الي..وم قانون.اً .يخل..و من
على مبدأ الجدارة باألساس لتولي الوظيفة العامة .
واالختيار .السليم للموظف .يحتاج للتوفيق بين جميع هذه االعتبارات وه..و االم..ر ال..ذي يص..عب مع..ه وض..ع قاع..دة
عامة بحيث يمكن بمقتضاها اختيار اصلح العاملين للوظيفة العامة .فاالدارة في اختيارها .للموظف العام ان تراعي
المؤهالت و الكف..اءات الالزم..ة في المرش..ح لش..غل الوظيف..ة .ويالح..ظ ان ه..ذا االس..لوب يحت..اج الى ادارة حكيم..ة
تستهدف دوما تحقيق المصلحة العامة دون ان تجعل للمحسوبية او الرشوة او النفوذ سلطانا عليها .وبالتالي .تخ..رج
عن نطاق .المصلحة العامة( .)1وتتعدد وتتنوع .طرق اختيار الموظفين في تشريعات الوظيفة العامة المقارنة والتي
يمكن اجمالها في خمسة طرق هي حرية االدارة المطلقة في االختيار ،االنتخاب ،المسابقة اواالختي..ار على اس..اس
1 الكفاءة ،االعداد المسبق ،الوظائف المحجوزة .وهذا ما سنبحثه تباعا ً
ان الشريعة االسالمية يتضمن درسا .في االخالق وحسن المعامل.ة والمس.اواة بين جمي..ع االف..راد وفي جمي..ع
االمور واالل..تزام بتط..بيق احك..ام الش..ريعة االس.المية والبع..د عن الرش..وة واخ..ذ اله.دايا من الم.وظفين والنهي عن
الوساطة والمحسوبية ومحاربة الفس..اد ان الواجب.ات ال..تي تق..ع على ع.اتق الموظ..ف الع..ام انم.ا تمث.ل دلي..ل العم..ل
()3
الوظيفي سواء كانت هذه الواجبات منصوصا َ عليها في القوانين واالنظمة او كانت مستمدة من العرف.
1حسين حمودة المهدوي – شرح احكام الوظيفة العامة – الطبعة االولى – ،1986دار الكتب الوطنية – بنغازي –ص ()31
د .علي عبد القادر مصطفى المصدر السابق ص66 )(2
26
صاغت الشريعة اإلسالمية أهم المبادئ اإلدارية المعاصرة في مجال الوظيفة العامة ومنها ما يتعلق بواجبات
الموظف العام ذلك ألنه كما قلنا سابقا إن الموظف ال ينظر .إليه على انه صاحب حق بل انه مكلف بأداء الواجبات
الموكلة إليه وهو إزاء ذلك يتحمل المسؤولية إذ ما قصر في أداء هذه الواجبات فالخليفة عمر بن الخط..اب (رض)
عندما كان يعين عامال فأنه كان يعطيه عهد تعيين يحتوي هذا األخير على أمر تنص..يبه وم..ا ين..اط ب..ه من س..لطات
وما يكلف من واجبات وكان هذا العهد يعلن في المسجد حتى يعلم المواطنون .حقيقة سلطات الم..وظفين وواجب..اتهم
ويمكن تحديد واجبات الموظ.ف .في الش.ريعة اإلس.المية ب.أداء العم.ل المتف.ق علي.ه أوالً واألمان.ة والمحافظ.ة على
نزاهة الوظيفة ثانيا ً والمحافظة على أموال الدولة ثالثا ً وواجب إطاعة الرؤساء رابعاً.
بحسب التصور االسالمي للموظف .العام فأنه ال ينظر اليه على انه صاحب حق بل ينظر اليه على انه
يتحمل مسؤولية ويلتزم بأداء الواجبات المنوطة به وبحسب احكام الشريعة االسالمية( .)1ان سلطة الموظف
()2
االداري هي من باب (التولية) وليس من باب (الوالية) أي بمعنى اخر ان الموظف .االداري (متول) وليس وليا
فاالدارة هي الولي سواء كانت هذه االدارة متمثلة في شخص رئيس الدولة او الوزير او هيئة حكومية او أي هيئة
ادارية اخرى بحسب الهيكل التنظيمي للدولة فالموظف .االداري ال استقالل له في النظر او التصرف .وانما هو اداة
وظل لمن وظفه في المهمة االدارية أي الجهة االدارية والحكومية فهو متول وليس وليا على الوظيفة التي يقوم
بمهامها(. )3
ان الموظفين في عهد الرسول والخلفاء الراشدين كانوا ثالثة انواع وهم الوالة والقضاة والعمال وكان الرسول
يحرص في اختيارهم .ولهذا ورد .في الحديث الشريف (من ولى امر المسلمين شيئا فولى .رجال وهو يجد من هو
اصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله والمؤمنين)(. )4
فالرسول (ص) كما كان حاكما كان مشرعا أي بمعنى اخر ان كل ما كان يصدر عنه من قول او فعل كان
يعتبر شرعا وقانونا .يعمل به من بعده لقوله تعالى(( :لقد كان لكم في رسول .هللا اسوة حسنة))( )1وقوله ايضا:
((وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا)(.)2
عبد الكريم زيدان -احكام الذميين@ والمستأمنين في دار االسالم -رسالة دكتوراه قدمت الى كلية الحقوق جامعة القاهرة - ()1()1
- 1962ص77
الشيخ محمد مهدي شمس الدين -المصدر السابق -ص (.)461 ()2()2
د .محمد انس قاسم جعفر -مبادىء الوظيفة العامة وتطبيقاتها في التشريع الجزائري -مطبعة اخوان موراتلي- 1982 - ()4()4
ص. 44
سورة االحزاب -اية . 21 ()1()1
27
وبالتالي فأن الموظف العام في ظل الشريعة االسالمية انما كان يشكل سلوكه الوظيفي .طابع تحمل المسؤولية
والحذر واالخالص في العمل وليس اداء العمل الموكل اليه وبالتالي .تضفي الشريعة االسالمية في نفس الموظف.
طابع الشعور بالمسؤولية واالمانة امام هللا اوال ثم امام المجتمع ثانيا.
وكل ذلك يتضح من خالل الحديث المشهور الذي رواه البخاري وصحيح مسلم في صحيحيهما .حيث يقول رسول
هللا (صلى هللا عليه واله) ( :كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فأالمام .راع على الناس وهو مسؤول عن رعيته
والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها والولد راع في مال ابيه وهو مسؤول عن رعيته والعبد
راع في مال سيده وهو مسؤول عن رعيته اال فكلكم راع وكلكم مسؤول .عن رعيته)( .)3فالموظف .كان يتصرف.
في حدود امكانات وظيفته وبالشكل الذي تتصل فيه هذه الوظيفة بأوضاعه اإلجتماعية إضافة الى مصالحه
اإلقتصادية ،وفي هذا السياق .يقول عامل الخليفة على الكوفة عثمان بن عفان (رض) [ :إنما هذا السواد بستان
لقريش] (. )4
ويمكن لنا استخالص تعريف .للموظف العام من منطلق .اسالمي ونقول بانه كل َم ْن يعين من قبل السلطة المختصة
بالتعيين للقيام بعمل ديني أو دنيوي يستهدف .تحقيق المصلحة العامة لالمة االسالمية مقابل اجر يتقاضاه للجهود
التي يبذلها.
فاإلدارة العامة في عهد الرسول (ص) كانت تتسم بالبساطة ..كان عليه الصالة والسالم اليعين في وظيفة ما إال
بعد اإلستيثاق .من قدرة من يتوالها باإلضافة الى نزاهته والقدرة على تحمل المسؤولية .حيث عين في وظائف.
القضاء عدداً من كبار الصحابة المشهود .لهم باألمانة واإلستقامة ومنهم .على سبيل المثال علي بن أبي طالب عليه
السالم ومعاذ بن جبل 1.فكان عليه الصالة والسالم يتوجه بالنصح واإلرشاد .الى والته وعماله ورسله ،فيوضح
لهم طبيعة المهمة الموكولة اليهم ال بل إنه كان يذهب الى أبعد من ذلك حيث كان يختبرهم .ليطمئن على قدرتهم
على تحمل المسؤولية الموكولة اليهم .
( )3محمد بن عبد اهلل الشباني ـ الخدمة المدنية@ على ضوء الشريعة اإلسالمية ـ عالم الكتب للطباعة ـ القاهرة ـ الطبعة األولى ـ عام
1977ـ ص . 42
د .علي عبد القادر مصطفى ،المصدر السابق ،ص (. )20 ()4
. 2القطب محمد القطب طبلية – نظام االدارة في االسالم – دراسة مقارنة بالنظم المعاصرة – الطبعة االولى – دار الفكر العربي –
القاهرة – – 1978ص ( )159وما بعدها.
28
بقي ان نقول ان العالقة التي تربط الموظف .بالدولة سواء في عهد الرسول الكريم (ص) والخلفاء الراشدين
من بعده ،عالقة عقدية قائمة على الرضا ويسمى عقد وكالة اذا كان العمل المنوط بالموظف .هو عمل قانوني.
وبخالفه فأنه يعتبر من االجارات المحضة.1
تدور فكرة الوظيفة العامة في االسالم حول مفهوم اآليتين( :ان هللا يأمركم ان تأدوا االمانات الى اهلها واذا حكمتم
بين الناس ان تحكموا بالعدل ان هللا نعما يعظكم به ان هللا كان سميعا ً بصيراً .يا ايها الذين امنوا اطيعوا هللا
وأطيعوا .الرسول واولي االمر منكم فأن تنازعتم في شيء فردوه الى هللا والرسول ان كنتم تؤمنون باهلل واليوم.
االخر ذلك خير وأحسن تأويال)(.)1
فالبشرية تحتاج في كل عصر الى من يدفع عنها الظلم واالذى وان تقام فيها سلطة حتى يستقيم المجتمع واال
سوف تسود الفوضى ويسيطر االقوياء .على الضعفاء وهو ما نهى عنه االسالم الذي يريد دولة ومجتمعا ً منظما ً
ومتماسكا .ويقوم بوظائفه على هدى ما جاء به االسالم وهو عين ما فعله الرسول والخلفاء الراشدون من بعده فكل
هؤالء استعملوا .جميع الوظائف .الالزمة لحاجة االمة االسالمية.
فالطابع العام للوظيفة العامة على الرغم من اختالفه من عصر الى عصر اال ان هذا الطابع يقوم على اساس ان
الوظيفة العامة في عهد الرسول والخلفاء الراشدين كانت تعتبر خدمة عامة تستهدف .اشباع حاجات المواطنين
وتأدية مصالحهم(. )2
فقد كان لالسالم فضل السبق في ارساء العديد من المبادئ االساسية التي تحكم الوظيفة العامة قبل ان تعرفها دول
العالم حاليا.
لقد اهتم الرسول والخلفاء الراشدون بالوظيفة العامة ،وبلغ اهتمامهم .بالوظيفة العام..ة م..داه وذل..ك بحرص..هم.
على توفير كل سبل الحياة لمن يتولى أي عمل في الدولة االسالمية بحيث ان الرسول كان ي..وفر .لك..ل موظ.ف .م..ا
يلزمه بما ال يجعله يمد يده الى الغير فقد ورد في الحديث الشريف( .من ولى لن..ا ش..يئا ولم يكن ل..ه ام..رأة فلي..تزوج.
ومن لم يكن له مسكن فأليتخذ مسكناً ،ومن لم يكن له مركب فأليتخذ مركبا ومن لم يكن له خادم فأليتخذ .خادم..ا فمن
اعد سوى ذلك جاء يوم القيامة غاال سارقا)(. )1
اال انه مما تجدر االش..ارة الي..ه ان الوظيف..ة العام..ة في أي موق..ع من مواق.ع .النظ..ام السياس..ي التنظيمي في
الدولة االسالمية هي وظيفة عامة للمجتم..ع وليس..ت امتي..ازا شخص..يا لمن يتواله..ا .وه..و م..ا يؤك..د مب..دأ (عمومي..ة
1
د .علي عبد القادر مصطفى -المصدر السابق -ص23 ()2 ()2
29
الوظيفة ال شخصية الوظيفة)( )2كما ان نظرة االسالم للوظيفة العامة تقوم على فكرة انها تكليف وليست حق..ا للف..رد
والشاهد على ذلك قول الرسول (ص)( :انا وهللا ال نولي هذا العم..ل اح..دا س..أله وح..رص علي..ه) .فالوظيف..ة العام..ة
تستهدف اشباع حاجات االف.راد المادي..ة والمعنوي..ة وفي ذل..ك يق..ول الرس.ول( .ص) ( :من واله هللا ام.را من ام.ور
المسلمين فأحتجب عن حاجتهم .احتجب هللا عن حاجته يوم القيامة) (. )3
ال بد من القول انه في ظل الشريعة االسالمية لم يكن هنالك كادر للوظائف .كم..ا ه..و علي..ه الح..ال في ظ..ل
نظم الخدمة الحديثة .فكانوا .ال يولون احدا منصبا اال اذا كان كفوءا بحيث كان معيار الكفاءة والعلم والعدالة والق..وة
واالمانة هو المعيار االساس فيمن يشغل وظيفة ما.
لقد كان لالسالم السبق في اقرار .مبدأ اختيار الموظف .على اساس الج..دارة والكف..اءة واالمان..ة مقارن..ة م..ع
النظم الوضعية المعاصرة التي اقرت هذا المبدأ فيما بعد( .)1اال ان الدولة االسالمية عانت ولفترات طويلة من نظام.
الوساطة و المحسوبية في شغل الوظائف العامة(.)2
إذ يقول الرسول( .ص) [من ولى امر المسلمين رجالً وهو يجد من هو اصلح للمس..لمين من..ه فق..د خ..ان هللا
ورسوله] وقوله ايضا[ :أيما رجالً استعمل رجالً على عشرة انفس علم ان في العشرة افضل من استعمل فقد خ..ان
هللا ورسوله].)3( .
وقد سار على نفس النهج الذي اتبعه الرسول (ص) ،الخلفاء الراشدون من بعده كما سنرى .ذلك تباعاً.
وضع االسالم شروطا .لمن يتولى وظيفة عامة جمعها مبدأ الق..وي االمين وال..ذي ب..دوره يف..رض على ولي
االمر ان ال يختار لمن يتقلد وظيفة ما اال من كان اهال للقيام بها ،اي بمعنى اخ..ر ذل..ك الش..خص ال..ذي تت..وافر في..ه
صفة القوة واالمانة( )4فأسس اختيار الموظف .لشغل وظيفة ما تقوم على ركنين هما القوة واالمانة .فالقوة تع..ني في
منطق الشريعة االسالمية الكفاية الصحية ،اي بمعنى اخر سالمة الجسم من جميع العلل وتأتي بمعنى اخ..ر الكفاي..ة
الشيخ محمد مهدي شمس الدين -مصدر السابق -ص466 ()2()2
د .محمد باهي ابو يونس – االختيار على اساس الصالحية للوظيفة العامة في النظام االداري االسالمي – دار الجامعة )(1
30
المهنية اي بمعنى الخبرة .اما االمانة وهي الركن الثاني للوظيفة العامة فهي تعني ما تعنيه الي.وم في الفق.ه االداري.
المعاصر وهي اتصاف الموظف .بحسن السيرة والسلوك .اما في الشريعة االسالمية فلها عدة مع.اني ومنه.ا :امان.ة
الدين وامانة المال اي البد للموظف .ان يحافظ على ما يوجد تحت يده من اموال تعود للدولة .وكذلك تع..ني االمان..ة
في ظل الشريعة االسالمية امانة الحكم اي العدل الذي ال ينق..اد لرقاب..ة او م..ودة او ص..داقة( .)1فالوظيف..ة العام..ة في
عهد الرسول عليه الصالة والسالم .كانت في غاية البساطة حيث كان الموظف..ون ثالث..ة ان..واع وهم ال..والة والعم..ال
والقضاة .وكان عليه الصالة والسالم ال يعين اي..ا منهم اال بع..د التأك..د من مقدرت..ه على تحم..ل المس..ؤولية ونزاهت..ه
لقوله تعالى[ :ان خير من استأجرت القوي االمين](.)2
ان الوظيفة العامة في عهد الرسول كانت خدمة عامة تستهدف اشباع حاجات االفراد .وك..ان علي..ه الص..الة
والسالم يتخير عماله من اكابر العرب المشهود لهم بالعلم والكفاءة والمقدرة على تحمل المسؤولية .كما انه ك..ان ال
يعين في وظيفة القضاء اال من المشهود .لهم بالنزاهة واالستقامة .ومن الشواهد .على ذلك علي بن ابي ط..الب علي..ه
السالم ومعاذ بن جبل( )3فلقد عين الرسول عليه الصالة والسالم خالد بن الوليد قائدا للح..رب على ال..رغم ان خال..داً
قد فعل ما يكره الرسول حيث قال (ص)[ :اللهم اني ابرأ اليك مما فعل خال..د] .وذل..ك حينم..ا ارس..له الى قبيل..ة ب..ني
جذيمة فقتلهم واخذ اموالهم ولم يكن يجوز له فعل ذلك(.)4
لقد عرف االسالم طريقة اختيار الموظف .عن طريق .االختبار وهي من الطرق .المعروفة في ظ..ل النظم الوض..عية
الحديثة وذلك عندما كان يصعب على ولي االمر تحديد مدى صالحية الموظف في شغل وظيفة م..ا ،وبالت..الي ف..أن
له ان يعين اختب.ارا ،ف.إذا احس.ن اختي.اره تم تثبيت.ه في الوظيف.ة واال تم عزله( .)5حيث ك.ان الرس.ول (ص) يخت.بر
الشخص قبل توليه الوظيفة ليتأكد من قدرته على اداء مهامه .فعندما اراد الرسول من معاذ بن جبل اس..ناد منص..ب
القضاء اليه قال له :بماذا تقضي اذا عرض عليك قضاء؟ فقال معاذ بكتاب هللا فسأله فإن لم تجد؟ قال بس..نة رس..وله
عليه السالم .فسأله فأن لم تجد؟ قال اجتهد برأي وال آلو فقال الرس..ول (ص) :الحم..د هلل ال..ذي وف..ق رس..ول هللا لم..ا
يرضي هللا ورسوله(.)6
د .محمد انس قاسم جعفر –مبادئ الوظيفة العامة وتطبيقها على التشريع الجزائري .المصدر السابق – ص( )21ود .حمدي )(3
امين عبد الهادي –نظرية الكفاية في الوظيفة العامة – دراسة مقارنة – الطبعة االولى –دار الفكر العربي للطباعة والنشر -
-1966ص (.)216
د .غازي فيصل مهدي – القانون االداري – مجموعة محاضرات القيت على طلبة الدكتوراه في كلية الحقوق –جامعة )(4
31
لقد طبق الرسول (ص) مبدأ االختيار .على اساس الكف..اءة و النزاه..ة والص..الحية والق..درة على تحم..ل المس..ؤولية.
فكان يخت..ار ق.ادة الجيش والس..رايا من خ.يرة الرج.ال ال.ذين تت..وافر .فيهم االمان.ة والنزاه..ة ولم يكن يعين اح..داً في
منص..ب او وظيف..ة اال اذا ك..ان ش..ديد الح..رص على وظيفت..ه .فك..ان علي..ه الس..الم يتوج..ه اليهم بالنص..ح واالرش..اد
ويختبرهم .ليطمئن قلبه على قدرتهم في تحمل مهامهم .الوظيفية(.)1
وعلى هذا كان عليه الصالة والسالم يعين في الوظائف .العامة بعيدا عن اية وساطة او محس.وبية س..واء أك..ان ذل.ك
عند تعيين الفرد ألول مرة او عند نقله ألية وظيفة اخرى اعلى من الوظيفة التي كان يشغلها .فهذا ابو ذر الغف..اري
عندما طلب من الرسول ذات مره التعيين في احدى المناصب فقال للرسول( .ص) [ :يا رسول .هللا اال تس..تخدمني؟
فضرب الرسول عليه السالم بيده على منكبه وقال :ي..ا أب..ا ذر ان..ك ض..عيف وانه..ا امان..ة وانه..ا ي..وم القيام..ة خ..زي
وندامة اال من اخذها بحقها وادى الذي عليه فيها .وقال له ايضا :يا أبا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك م..ا احب
لنفسي ال تأمرن على اثنين وال تولين مال يتيم] .فالرسول .ابى تولية ابي ذر احدى الوظائف ألنه رآه ض..عيفا ،على
الرغم من ان الرسول( .ص) قال عنه" [ما اظلت الخضراء وال اقلت الغبراء اصدق لهجة من ابي ذر](.)2
من كل ما تقدم نجد الرسول الكريم ،كان شديد الحرص في اختيار من يت..ولى .وظيف..ة من الوظ..ائف وذل..ك
حتى يضمن تحقيق ما جاء به القرآن الكريم[ :ان هللا يأمركم ان تؤدوا االمانات الى اهلها واذا حكمتم بين الناس ان
تحكموا بالعدل ان هللا نعما يعظكم به ان هللا كان سميعا ً بصيراً](.)3
بعد ان انتق.ل الرس.ول الك.ريم الى الرفي.ق االعلى ت.ولى الخلف.اء الراش.دون من بع.ده الخالف.ه .وق.د اجم.ع
المسلمون على تولية ابي بكر الصديق ليكون خليفة رسول .هللا .وقد كان له مكانة عظيمة بين المس..لمين .فلق..د ك..ان
عالما بالش..ؤون االداري..ة للدول..ة االس..المية مقت..ديا بالرس..ول (ص) في ك..ل ام..وره .وله..ذا فأن..ه س..ار على طريق..ة
الرسول (ص) في تعيين اكفأ المسلمين كل حسب اختصاصه وال سيما في الوظائف .الكبرى وخير دلي..ل على ذل..ك
من ان ابا عبيدة الجراح الذي سماه الرسول (ص) امين االم..ة المحمدي.ة عن..دما اوغ..ل في بالد الش..ام عزل.ه وعين
بدال منه خالد بن الوليفعلى الرغم من جدارة ابي عبيدة الجراح اال ان ابا بكر كان يجد في خالد بن الوليد ان..ه اك..ثر
د .عبدالغني بسيوني ،التنظيم االداري –دراسة مقارنة للتنظيم االداري الرسمي – -2004منشأة المعارف للنشر –االسكندرية )(1
– ص (.)65
محمود شاكر – التاريخ االسالمي – مفاهيم حول الحكم االسالمي – الطبعة الرابعة -بيروت – المكتب االسالمي للطباعة - )(2
-2000ص (.)173
سورة النساء ،اية (.)58 )(3
32
خبرة وجدارة في الحروب والقتال( .)1ولهذا نجد ان الخليفة ابا بكر قد سار على نهج الرسول في جميع االمور مما
ي ال يم..وت] ولم يعارض..ه اح..د
جعله يقول[ :من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ،ومن كان يعبد هللا فإن هللا ح ٌ
من المسلمين على ذلك(.)2
ثم جاء من بعد الخليفة ابي بك.ر ،الخليف.ة عم.ر بن الخط.اب حيث ك.ون مجلس.ا للش.ورى يت.ألف من كب.ار
الصحابة كما انه ك.ان يخت.بر الموظ.ف .قب.ل توليت.ه للوظيف.ة لف.ترة معين.ة حيث ك.ان يق.ول الص.حابه[ :أرأيت ان
استعملت عليكم خير من اعلم ثم امرته بالعدل أكنت قضيت ما على ق..الوا .:ال ،حيث انظ..ر في عمل..ه بم..ا أمرت..ه ام
ال]( .)3كما ان الخليفة عمر بن الخطاب اتبع مبدأ تناسب االجر مع العمل الم..ودى الموك..ل ل..ه اداءه .كم..ا ان.ه ك..ان
يولي اهتماما كبيرا لتدريب الموظفين وخير .مثال على ذلك انه عندما ارسل عمار بن ياسر واليا للكوفة ارسل معه
هيئة مدربة من الموظفين الموثوق بهم( .)4ففي عهد الخليفة عمر بن الخطاب امر مواطني الكوفة والبصرة والش..ام
بأن يتم تعيين جباة الضرائب من المشهود .لهم بالكفاءة والنزاهة والثقة( .)5وكان (رض) ينتقل بنفس..ه ل..يرى أح..وال
(
الرعايا في الواليات وأيضا ً كان يرسل العيون والرقباء في الواليات ليرصدوا أخطاء مظالم الوالة ويبلغونها ل..ه .
)3
وعندما تولى الخالفة عثمان بن عفان اعتمد على ما سار عليه ابو بكر وعمر بن الخطاب .اال انه مما يالح.ظ على
خالفة عثمان بن عفان ان اداراته قد اصابها الضعف والوهن ولعل السبب في ذل..ك انم..ا ك..ان يرج..ع الى ان..ه ك..ان
يولي اقاربه الوظائف العامة وهؤالء كانوا غير جديرين بها .فهم اقرب الى عصبية الجاهلية(.)4
ثم تولى الخالفة رابع الخلفاء الراشدين وهو علي بن ابي طالب الذي قام بعزل الم..وظفين ال..ذين عينهم عثم..ان
بن عفان وعين بدال منهم موظفين اخرين على اساس الكفاءة والجدارة والنزاه..ة بعي..دا عن الوس..اطة والمحس..وبية
حيث كتب الى احد والته كتابا يقول فيه [ :انظر في امور عمالك فأستعملهم اختبارا وال توليهم محاباة واثرة]
كما انه كان يرشد الموظفين الى حسن معاملة الناس وكان ي.ذكرهم .دائم.ا بالص..فات ال..تي يجب ان يكون.وا .عليه..ا
وكيفية معاملة الناس وكسب رضاهم .بالحق وطيب
د .محمد انس قاسم جعفر-مبادئ الوظيفة العامة وتطبيقها على التشريع الجزائري – المصدر السابق – ص ( )44وما بعدها. )(1
)(2انظر في تفصيل ذلك د .علي عبد القادر مصطفى – المصدر السابق – ص (.)53
د .محمد انس قاسم -المصدر السابق -ص (.)44 )(3
المصدر السابق -ص ( -)47ود .علي عبد القادر مصطفى –المصدر السابق –ص (.)58 )(4
د .حمدي امين عبد الهادي – المصدر السابق -ص (.)218 )(5
( )3د .محمد رفعت عبد الوهاب ـ د .حسين عثمان محمد عثمان ـ المصدر السابق ـ ص (. )320
د .سليمان محمد الطماوي – نظرية التعسف في استعمال السلطة واالنحراف بالسلطة –الطبعة الثانية – دار الفكر العربي – ()4
ص (.)541
33
خاطر( .)1ففي الكتاب الذي بعث فيه االمام علي عليه السالم الى احد والت..ه وال..ذي يق..ول في..ه[ :ثم انظ..ر في ام..ور
عمالك فاستعملهم اختبارا وال تولهم لمحاباة واثرة فإنهم .جماع من شعب الجور والخيانة ،وتوخ منهم أهل التجربة
والحياد من اه.ل البيوت..ات الص.الحة والق.دم في االس.الم المتقدم..ة ف.أنهم اك..ثر اخالق.ا واص..ح اعراض.ا واقــل في
المطامــع اشراقا وابلــغ في عواقب االمور نظرا ثم اسبغ عليهم االرزاق فأن ذلك قـوة لهم على استصالح انفس..هم
وغنى لهم عن تناول ما تحت يدهم وحجة عليهم ان خالفوا امرك او ثلموا امانت..ك .ثم تفق..د اعم..الهم وابعث العي..ون
من اهل الصدق .والوفاء عليهم فأن تعاهدك في السر ألمورهم .حــدوة لهم على اس..تعمال االمان..ة والرف..ق بالرعي..ة
وتحفظ من االعوان فإن احد منهم بسط يده الى خيانة اجتمعت له.ا علي.ه عن.دك اخب.ار عيون.ك اكتفت ب.ذلك ش.اهدا
فبسطت عليه العقوبة في بدنه](.)2
والمالحظ على قول االمام علي عليه السالم السالف االشارة اليه انه تضمن العديد من المب..ادئ االساس..ية للوظيف..ة
العامة .فهو يشير الى ضرورة اختيار الموظف على اساس الكفاءة والنزاهة والق..درة على تحم..ل المس..ؤولية بعي..دا
عن المحاباة والوساطة او المحسوبية .وان يكون اختياره من ذوي التجربة والحياه..ذا من ج..انب ومن ج..انب اخ..ر
ان اداء الموظف .لواجباته بصورة صحيحة يوجب على االدارة ان تسبغ عليه االرزاق (اج..ر العام..ل) .وان تعم..ل
االدارة على تفقد اعمالهم .ذلك ألنه مهما بلغت الدقة في اختيار الم..وظفين فال ب..د ان يوج..د بينهم من يت..اجر بذمت..ه
وبما ائتمن عليه من المصالح العامة .وعلى االدارة حينذاك ان تلجأ الى االسلوب ال.ذي ي.ردع الموظ.ف عن الفع.ل
الذي ارتكبه وذلك بفرض العقوبة عليه.
ومما تجدر االشارة الي.ه في ه.ذا الس.ياق ان رس.الة االم.ام علي علي.ه الس.الم الى والي.ه على مص.ر مال.ك االش.تر
النخعي تمث..ل خ..ير دلي..ل على حس..ن اختي..ار الم..وظفين .من ذل..ك م..ا قال..ه علي..ه الس..الم بص..دد .اختي..ار ال..وزراء ،
والمستشارين [وال تدخلن في مشورتك .بخيال يع..دل ب..ك وال حريص.ا .ي..زين ل..ك الش..ر ب..الجور ف..أن البخ..ل والجبن
والحرص غرائز شتى يجمعها س..وء الظن باهلل ان ش..ر وزرائ..ك من ك..ان لالش..رار قبل..ك وزي..را ومن ش..ركهم في
()3
االثام فال يكونن لك بطانة فإنهم .اعوان االئمة واخوان الظلمة].
ومما تجدر االشارة اليه انه اذا كانت طريقة وض..ع الموظ..ف تحت التجرب..ة ق..د ع..رفت في عه..د الرس..ول
الكريم (ص) نقول ان هذه الطريق..ة ق..د ش..اعت في عه..د الخلف..اء الراش..دين .حيث وكم..ا اش..رنا س..ابقا ان عم..ر بن
الخطاب كان يختبر الشخص قبل توليته الوظيفة فقبل ان يعين كعب بن سور واليا على البصرة اراد ان يختبره
الشيخ محمد عبدة – نهج البالغة ألمير المؤمنين علي بن ابي طالب – الجزء الثالث – مؤسسة االعلمي – لبنان – ص ( )(3
.)85
34
حيث جاءت امرأة تشتكي زوجها .فقال عمر اقض بينهما فلما قضى كعب بينهما بما اعجب..ه وم..ا لم يخط..ر
ببال عمر ،فقال لكعب اذهب قاضيا على البصرة ،كذلك كان ابو بكر الصديق .يختار اكفأ الموظفين ويضعهم تحت
التجربة لمدة معينة(.)1
ومن كل ما تقدم نجد ان الخلفاء الراشدين كانوا شديدي الحرص في اختيار الموظفين على اساس الكفاءة والنزاهة
والمق..درة على تحم..ل المس..ؤولية ب..الرغم من اختالف الط..رق في اختي..ارهم .وذل..ك نظ..را التس..اع رقع..ة الدول..ة
االسالمية هذا من ناحية ومن ناحية اخرى على اساس ان الوظيفة العامة امانة تسند الى الشخص الذي يتحمل تل..ك
المسؤولية الكبيرة.
35
المطلب الثالث :خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني:
يتطلب قانون الموارد .البشرية في الحكومة االتحادية اإلماراتية معيار الكفاءة في اختيار الموظ..ف
الع..ام من خالل المسPPابقة او االختيPPار على اسPPاس الكفPPاءة حيث ان طريق..ة المس..ابقة تعت..بر من
الطرق المتقدم..ة والمتط.ورة في اختي.ار الم..وظفين ألنه..ا افض..ل الط.رق .واكثره.ا تحقيق..ا للعدال..ة
والمساواة وذلك استنادا الى المبدأ القائل[ :الجدارة هي االساس في اختيار الموظفين]( ،)1وفي .هذه
الطريقة تقوم الدولة باالعالن عن الوظائف .الشاغرة بوسائل االعالن المعروف..ة ل..ديها .ويتض..من
هذا االعالن مواصفات الوظائف وشروط التأهيل مع تحديد مدة معينة لتقديم الطلبات لديها .وبع..د
ذلك تقوم باستبعاد .من ال تتوفر فيه ش..روط .التأهي..ل ثم تج..ري .امتحان..ا للب..اقين واخ..يرا يتم اختي..ار
الحاصلين على اعلى الدرجات(.)2
تعتبر طريقة المسابقة من اقدم الطرق الختيار .الموظفين حيث ب..دأ تطبيقه..ا ألول م..رة في الص..ين
في القرن السابع الميالدي كما ان هذه الطريقة متبعة في مصر منذ عام )3(.1883وفي .ظل قانون
العاملين المدنيين المصري الحالي رقم 47لس..نة 1978فأن..ه نص .على ان..ه [تعلن الوح..دات عن
الوظائف الخالية بها التي يكون التعيين فيه.ا بق.رار من الس.لطة المختص.ة في ص.حيفتين يومي.تين
على االقل .ويتضمن االعالن البيانات المتعلقة بالوظيفة وشروط شغلها ،وتحدد السلطة المختص..ة
الوظائف التي يكون شغلها بامتحان وتلك التي تش..غل ب..دون امتح..ان]( ،)4وه..ذا يع..ني ان المش..رع
المصري في ظل القانون السالف الذكر انه اخذ بطريقة المسابقة في تعيين الموظفين في الوظائف
العامة حيث ان اسلوب المسابقة اخذت به كل من فرنسا .وامريكا ،ففي فرنسا تعت..بر ه..ذه الطريق..ة
من افضل الطرق .الختيار الموظفين حيث يتم نشر قراراللجنة المختصة ب..اجراء المس..ابقة وال..ذي
يتضمن شروط التأهي..ل للوظيف..ة المعلن عنه..ا وت..اريخ اداء االمتح..ان وغ..ير ذل..ك من المعلوم..ات
االخرى( )5فطريقة المسابقة تعتمد الكفاية واالستحقاق مبدأ اساسيا الختيار الم..وظفين في آن واح..د
وهو التأكد من توافر .المعلومات الصحيحة لدى المتقدمين وكذلك الكفاءات(.)6
د .طلعت حرب محفوظ محمد – مبدأ المساواة امام الوظيفة العامة – القاهرة – -1985ص (- )128 )(1
وما بعدها.
د .احمد حافظ نجم – المصدر السابق -ص ( )169وما بعدها. )(2
د .عبد الغني بسيوني – المصدر الساق –ص ( ،)246وكذلك د .حسن الحلبي الخدمة المدنية@ في العالم – )(5
36
ان طريقة المسابقة تتكون من اختبارين احدهما تحريري واالخر .ش..فهي .ويك..ون االختب..ار
التحريري اختباراً .للمتقدمين لمادة او اك..ثر من المواام..ا االختب..ار .الش..فهي فه..و التأك..د من ت..وافر
الصفات الشخصية والعقلية للمرشح(.)1
اال ان االدارة غ.ير ملزم.ة بتع.يين الن.اجحين في االختب.ار فهم ال يكس.بون حق.ا ً في.ه ،ام.ا اذا
ق..ررت التع..يين فأنه..ا يجب ان تعين الن..اجحين حس..ب تسلس..لهم في االختب..ار( ،)4ه..ذا وق..د وض..ع
المشرع العراقي من االحكام ما يكفل اصالح الخطأ في حال.ة ظه.ور .ع.دم كف.اءة الموظ.ف .وذل.ك
بوضعه تحت التجربة لمدة سنة واحدة في خدم.ة فعلية( ،)5ف.إذا انتهت م.دة التجرب.ة ،فأن.ه حين.ذاك
على االدارة ان تق..رر تث..بيت الموظ..ف في وظيفت..ه وليس في درجت..ه كم..ا نص على ذل..ك ق..انون
الخدمة المدنية اذا اثبت كفاءة ومقدرة او تقرر تمدي..د م..دة تجربت..ه لس..تة اش..هر اخ..رى اذا لم يثبت
كفاءة ومقدرة(.)62
وهكذا نري أن طريقة المسابقة او االختي..ار على اس..اس الكف..اءة هي الض..مان االكي..د لمب..دأ تك..افؤ
الفرص اذا ما وضعت ض..وابط .معين..ة ح..ول كيفي..ة اج..راء االمتح..ان ح..تى نص..ل في النهاي..ة الى
الموظف الكفء ال..ذي يك..ون ق..ادراً على اداء واجبات..ه الوظيفي..ة وتحم..ل اعبائه..ا وبالت..الي .تف..ادي
المشاكل التي تتعرض لها الوظيفة العامة وخاصة فيمن يقومون بشغلها.
هناك معايير دقيقة مبنية على الكفاءة والجدارة فى إختيار الموظف العام بعيدة عن اإلعتبارات
الشخصية واإلعتماد على أهل المعرفة فى اإلدارة ,وتعتبر عملية اإلختيار الموظف العام من أهم
أنشطة إدارة الموارد البشرية ألنها تهدف إلى توفير افضل موظفين من ذوي الكفاءات والمؤهالت
37
الممتازة لقيادة الموارد البشرية بفاعلية وكفاءة ,وتعود أهمية عملية اإلختيار للموظفين فى منظمات
األعمال في منع أو التقليل من توظيف الموظف الخطأ (الغير مناسب) والذي سيكلف المنظمة الكثير
جدا ,فباإلضافة إلى تكلفته على المنظمة من حيث الراتب والبدالت فهناك تكلفة قد تكون أضعاف
أضعاف ذلك والتي تترتب على الخسائر الناتجة عن القرارات الخاطئة التي يقوم بها الشخص المعين
وقد تصل إلى خسارة المنظمة بعض حصتها في السوق باإلضافة إلى خسائر أخرى قد تلحق بالمنظمة.
فهل يتم األخذ بعين اإلعتبار لهذه المعايير عند إختيار الموظفين ليتم التعرف على مدى قدرة الموظف
على التنبؤ والتخطيط وقدرة على التوجيه والرقابة والسؤال هنا من الذى سيحدد ذلك هل هو دليل
خبراته وقدراتة السابقة أم هو البرامج التدريبية التى أنجزها بالفعل أم شهادة العاملين من المنظمة التى
يتبعها أم تزكية القيادات العليا الذين عمل معهم هذا الموظف ,ال شك أن كافة هذه المؤشرات ينبغى أن
يضعها متخذى القرار بإختيار الموظفين بعين اإلعتبار .
إن الكفاءة ليست شيئاً من السهل الحصول عليه ،فهي مزيج سحري من التعب والجهد والخبرة وزمن
طويل من المعايشة مع األحداث ،كما إنها كم هائل من التجارب السلبية واإليجابية التي جمعت صاحبها
بالتعامل مع العديد من المشاكل والعديد ممن يصنعها ،أو أنها المعرفة من خالل المواكبة لظروف
العمل خطوة بخطوة حتى تحصل الخبرة المتراكمة نتيجة ذلك.
في هذا المبحث سوف نقوم بتوضيح اليات اختيار الموظف العام بناء علي الجدارة والكفاءة كمعيار
أساسي في القانون ولذا قمنا بتقسيم المبحث علي ثالث مطالب علي النحو األتي:
لقد حدد المشرع .المصري في المادة 14من دس..تور 2014ان الوظ..ائف العام..ة ح..ق للمواط..نين
على أساس الكفاءة ،ودون محاباة أو وساطة ،وتكليف .للقائمين بها لخدم..ة الش..عب ،وتكف..ل الدول..ة
حقوقهم وحمايتهم ،وقيامهم .بأداء واجب..اتهم فى رعاي..ة مص..الح الش..عب ،وال يج..وز فص..لهم بغ..ير
الطري..ق الت..أديبى ،إال فى األح..وال ال..تي يح..ددها الق..انون 1.وحيث تختل..ف الوظ..ائف .من حيث
مستواها ونوعها ،وهذا ما يجعل التشريعات .لم تستطيع حصر كاف..ة الوظ..ائف ولكن جعلت هن..اك
واشترط .الدستور المصري .اللياقة الفنية وهو ما يتضمن المؤهالت العلمية الخاصة التي تتوافق.
مع طبيعة الوظيفة للموظف العام ومهاهمها و مقتضياتها بحيث يكون المرشح تكاملت ليه القدرة
العلمية والفنية لتصريف .شئون الوظيفة التي يلحق بها واذا تكاملت هذه الشروط .كان المرشح
2
مؤهل للتعيين في الوظيفة من حيث اللياقة الفنية (العلمية والعملية)
اما في القانون االداري االماراتي .فقد اقر المشرع مبدأ الكفاءة من حيث أن يكون المتق..دم حاص..ال
على الم..ؤهالت العلمي..ة والعملي..ة الالزم..ة لش..غل الوظيف..ة المطروح..ة يجب أن يك..ون المرش..ح
للوظيفة العامة حاصالً على المؤهالت لشغل الوظيفة العامة ،وهذه المؤهالت منه..ا م..ا ه..و علمي
وما هو عملي ومعيار .الدقة المطلوب من الموظف التقيَّد به هو معيار الموظف المعتاد أو الع..ادي
وليس ش..ديد الح..رص .س..لطة اإلدارة في إص..دار ق..رار التع..يين باالختي..ار على أس..اس الكف..اءة،
وتتجلى سلطة اإلدارة التقديرية في عنصر السبب وهو الحالة الواقعية والقانونية التي تبرر اتخ..اذ
القرار ,والمح.ل وه.و األث.ر الق.انوني الم.ترتب عن.ه ح.االً ومباش..رة ,أم.ا ب.اقي عناص.ر الق.رار
3
اإلداري وهي االختصاص والشكل والغاية فإنها تصدر .بنا ًء على اختصاص مقيد .
ترتبط السلطة التقديرية بفك..رة مالئم..ة الق..رار اإلداري ,إذ أن المش..رع .منح اإلدارة ه..ذه
السلطة شعوراً منه بأنها أقدر على اختيار الوسائل المناسبة للتدخل واتخاذ .الق..رار المالئم
في ظروف معينة ,وأنه مهما حاول ال يستطيع .أن يتصور .جميع الحاالت ال..تي ق..د تط..رأ
في العمل اإلداري ويضع الحلول المناسبة لها .
في حين يقوم االختصاص المقيد على فكرة مشروعية القرار اإلداري ,ألن اإلدارة مقيدة
دائما ً بما يفرضه القانون ,ويترتب على ذلك أن القضاء يملك بسط رقابته على مشروعية
1شمس الدين بشير الشريف – الجدارة في تولي الوظيفة العمومية – دار الجامعة الجديدة - .الجزائر – ص51 .
2طعيمة الجرف – القانون اإلداري -دراسة مقارنة في تنظيم ونشاط اإلدارة العامة – كلية الحقوق جامعة القاهرة
– مصر – -1970ص 319
3محمد صالح عبد البديع السيد -النظام القانوني للموظف العام في مصر -الطبعة األولى -القاهرة -دار
النهضة العربية للنشر -1966 -ص 413
4نفس المرجع السابق ص 425ومابعدها
39
القرار الصادر .بنا ًء على اختصاص اإلدارة المقيد ,ويملك إلغاؤه إذا ما ت.بين أن.ه مخ.الف
للقانون .
ويتضح مج..ال الرقاب..ة على عنص..ر الس..بب في أن اإلدارة تمل..ك تق..دير أهمي..ة وخط..ورة
الوقائع وال تخضع في ذلك لرقابة القضاء ,في حين يم..ارس القض..اء رقابت..ه على ص..حة
قيام الوقائع المادية ال..تي ق..ام عليه..ا الق..رار ,وك..ذلك فيم..ا يتعل..ق ب..التكييف الق..انوني .له..ذه
الوقائع .
أما بالنسبة لعنصر المحل فمن الممكن القول بأن معظم االختص..اص في..ه ه..و اختص..اص
تقديري فبعد أن تتحقق اإلدارة من قيام الوقائع .المادية ,وبعد أن تكيفها التك..ييف الق..انوني
الصحيح ,وتقدر مدى خط..ورة ه..ذه الوق..ائع ,تنتق..ل إلى عنص..ر المح..ل متمتع..ة بس..لطة
تقديرية واس..عة في أن تت..دخل أو ال ت..دخل واختي..ار .وقت ه..ذا الت..دخل كم..ا تتمت..ع اإلدارة
بسلطة تحديد األثر القانوني الذي تريد ترتيبه ,ما لم ينص المشرع على ضرورة ت..دخلها
ووقته واألثر المترتب عليه .
وقد برز في مجال رقابة القضاء على السلطة التقديرية اتجاهان فقد ذهب جانب من الفق..ه
إلى أن القضاء يمتنع عن بسط رقابته على أعمال اإلدارة المستندة إلى سلطتها التقديرية ,
فالقاضي بحسب رأيهم يمارس المشروعية وليس رقابة المالئمة وال يجوز له أن يم..ارس
سطوته على اإلدارة فيجعل من نفسه رئيساً .لها .
في حين يذهب الجانب اآلخر إلى ج.واز ت.دخل القاض.ي لمراقبت.ه الس.لطة التقديري.ة على
أس..اس م..ا يتمت..ع ب..ه القاض..ي اإلداري من دور في الكش..ف عن قواع..د الق..انون اإلداري
فيمكن له أن يحول بعض القضايا المدرجة في السلطة التقديرية والمرتبطة بالمالئم..ة إلى
قض..ايا تن..درج تحت مب..دأ المش..روعية تل..تزم اإلدارة بأتباعه..ا و إال تعرض..ت أعماله..ا
1
للبطالن.
والرأي األكثر قبوالً في هذا المج..ال ي..ذهب على أن س..لطة اإلدارة التقديري..ة ال تمن..ع من
رقابة القضاء وإنما هي التي تمنح اإلدارة مجاالً واسعا ً لتقدير الظ..روف المالئم..ة التخ..اذ
قراراتها .وهذه الحرية مقيدة بأن ال تتضمن هذه القرارات غلطا ً بينا ً أو انحراف.اً .بالس.لطة ,
وهي ب..ذلك ال تتع..ارض م..ع مب..دأ المش..روعية بق..در م..ا تخف..ف من اختصاص..ات اإلدارة
2
المقيدة .
وقد كان مجلس الخدم..ة المس..ؤول .عن التع..يين بع..د االس..تعانة بالجه..ات االمني..ة وتع..رف .بتحقي..ق
الهوية ،اال انه بعد ذلك تم األستعانة بوثيقة عدم المحكومية بعد صرف النظر عن االولى وهذا م..ا
جاء في القرار المرقم 2023 .في .2 26/12/1964
اال ان مجلس قيادة الثورة (المنحل) حسم األمر بصدور ق..راره الم..رقم 1730في 11/12/1979
الذي قضى .بالغاء وثيقة عدم المحكومية واالستعانة باقرار يقدمه طالب الوثيقة بدالً عنه..ا ،أم..ا اذا
كان محكوما ً عليه لمدة تزيد على سنة(جناية ,جنحة) فعليه تق..ديم نس..خة من الحكم الص..ادر بحق..ه،
واذا رأت الجهة التي قدم اليها االقرار انه ليس من المتعين عليه.ا تعيين.ه فيعن بوظيف.ة أخ.رى في
الدولة او القطاع االشتراكي.3 .
اال ان دي..وان الت..دوين الق..انوني .س..ابقا ً ك..ان ق..د اف..تى في ق..راره الم..رقم 145لس..نة 1978في
30/9/1978بان طالب التعيين اذا قدم اقراراً مغايراً للحقيقة وكان التغيير اليؤثر على ش..رط من
شروط التوظف .وهو حسن األخالق وفي نفس الوقت هذا االقرار .ليس شرطا ً من شروط .التع..يين،
ففي هذه الحالة اليوجد سبب لإلقصاء من الخدمة .4
كذلك هناك من يشترط ان اليكون طالب التعيين قد عزل من الوظيفة الن مفهوم العزل يع..ني ان..ه
ارتكب خطأ وعوقب أكثر من مرة وهذا بالتالي ما يدل على عدم الصالحية.
هذا ماذهبت اليه المحكمة اإلداري@@ة العلي@ا في مص@ر في حكمه@ا الص@ادر في 8ديس@@مبر 1956حيث وافقت 1
على تدخل وزير الداخلية بالنسبة الحد المرشحين لمنصب العمدية@ اذا كان قد حكم علي@ه بمبل@غ غرام@ة ق@دره
500ق@@رش او 200ق@@رش الهان@@ة اح@@د ض@@باط الش@@رطة الن االعت@@داء ال يع@@بر عن اخالق عالي@@ة وبالت@@الي ال
يس@@تحق منص@@ب العمدي@@ة ال@@ذي س@@يتعامل م@@ع ع@@دد كب@@ير من االف@@راد .د.س@@ليمان محم@@د الطم@@اوي -مب@@ادئ علم
اإلدارة العامة -مصدر سابق -ص.504
د.محمد علي بدير واخرون -مصدرسابق -ص.308 2
القرار منشور في مجلة العدالة -العدد@ االول -السنة الخامسة -ص.179 4
41
وفي الجزائر نجد المشرع الجزائ..ري .اش..ترط .حس..ن األخالق للتمت..ع ب..الحقوق المدني..ة ،اال ان..ه لم
يحدد الجرائم التي تمنع الموظف من التوظف واالمر .متروك للفقه والقضاء ونحن النؤيد ما ذهب
اليه المشرع .الجزائري.
وقد عرف حسن األخالق باآلتي -:مجموعة صفات حسنة تظهر .في تعامل الف..رد م..ع بقي..ة اف..راد
المجتمع ويثق .به ب..اقي إف..راد المجتم..ع وي..أتمنوه على إس..رارهم .واألص..ل ان ك..ل ش..خص حس..ن
السمعة وعلى اإلدارة أثبات عكس ذلك اي على المدعي إثبات عكس ذلك وهذا ما يخضع للس..لطة
التقديرية لالدارة .1
ام..ا المش..رع الكوي..تي فنص على ش..رط حس..ن األخالق وع..دم ارتكاب..ه جناي..ة او جريم..ة مخل..ة
بالشرف ما لم يكن قد رد اعتباره وهذا ما جاء في الم..ادة ( )13من ق..انون الوظ..ائف .المدني..ة ،ام..ا
المادة ( )68من قانون الجزاء الكويتي رقم 16لسنة ،1960فنص على (كل حكم بعقوب..ة جنائي..ة
يستوجب حتما ً حرمان المحك.وم علي.ه من ح.ق ت.ولي الوظ.ائف .العام.ة ) ويش.ترط ايض.ا ً الق.انون
الكويتي عدم صدور .حكم قضائي او قرار تأديبي بعزل المرشح من الخدمة المدنية سابقا ً في حق..ه
اال اذا انتهت ( )8اعوام على صدور .هذا الحكم او القرار .2
اما في بريطانيا .فلجنة التوظف .هي التي تحدد المطلوب من حسن السيرة والسلوك .وعلى المرش..ح
اثبات حسن سيرته وسمعته فهذه األخيرة تختلف من وظيفة الى اخرى .3
وهو ايضا ً ما اشترطه المشرع السوري بان يكون ط..الب الوظيف..ة حس..ن األخالق وغ..ير محك..وم
عليه بجناية او جنحة شائنة بعقوبة حبس تتجاوز م..دتها الس..نة وه..ذا يتم إثبات..ه بنس..خة من الس..جل
العدلي ,اال انه ما يثار تعبير كلمة شائنة فلم يبين على وجه الحصر المراد من كلمة شائنة واستمر
السكوت حتى صدور .قانون العفو الم..رقم 24في 9/4/1955فح..دد كلم.ة ش..ائنة بارتك..اب إح.دى
الجرائم اآلتي..ة (ش..هادة زور ( )398-397والتقري..ر الك..اذب ( )403-402اليمين الكاذب..ة ()405
الجرائم المخلة بالثقة العامة ( )461-427الجرائم المخلة ب..األخالق واآلداب العام..ة ()532-489
جرائم المخ.درات ()616617المق.امرة ( )620-618وج.رائم أخ.ذ م.ال الغ.ير واالحتي.ال والغش
د .بكر القباني ود .عادل الطباطب@ائي -ق@انون الخدم@@ة المدني@@ة الكوي@تي الجدي@@د -جامع@@ة الك@ويت-1983 - 2
42
واإلفالس والغش في المعامالت والتقليد والجرائم .التي تمس الحقوق األدبية والفني..ة ()715-621
.)1
وهو ما سارت عليه لبنان ايضا ً عندما أشترط .في طالب الوظيفة حسن األخالق وعدم الحكم علي..ه
بجناية او جنحة شائبة اال ان هذه الموانع تبقى سارية في حقه حتى لو رد اعتب..اره او ش..مله العف..و
العام.2
وهو ما سارت عليه ليبيا في المادة ( )37/2من قانون الخدمة المدنية .3وهو ايضا ً ما سارت عليه
مصر في الم.ادة ( )20/2من ق..انون الع.املين الم..دنيين رقم 47 .لس..نة 1978اي ان يك.ون ط.الب
الوظيفة حسن السلوك والسمعة كم..ا ج..اءت الفق..رة 3من الم..ادة ( )20بنص..ها .اال يك..ون ق..د س..بق
الحكم عليه بعقوبة جنائية في إحدى الجرائم المنصوص عليه..ا في ق..انون العقوب..ات او م..ا يماثله..ا
من الج..رائم المنص..وص عليه..ا في الق..وانين الخاص..ة او بعقوب..ة مقي..دة للحري..ة في جريم..ة مخل..ة
بالشرف واألمانة مالم يكن قد رد اليه اعتباره او وق..ف تنفي..ذ العقوب..ة بحق..ه ج..از تعيين..ه بع..د اخ..ذ
موافقة من السلطة المختصة بذلك.
وقد عرفت محكمة القضاء االداري المص..رية في حكمه..ا الص..ادر في 5/3/1958حس..ن الس..يرة
والسمعة بانها صفات حميدة وهو ما تتحدث عنه االلسن وسوء السمعة ه..و م..ا يش..وب س..معته من
شبهات اي لم يرتكب جريمة وقد .ايدت المحكمة اإلداري.ة العلي.ا حكم محكم.ة القض..اء االداري في
21/4/1962كما حددت المحكمة اإلدارية العليا معنى حسن السمعة (هي مجموع..ة م..ا يتحلى ب..ه
الشخص من صفات تدعو للتعامل معه والثقة به ) 4ونؤيد م..ا ذهبت الي..ه المحكم.ة اإلداري..ة العلي..ا
ومحكمة القضاء االداري.
وشرط حسن األخالق شرط .أساسي كما أسلفنا سابقا ً اال ان..ه تج..در اإلش..ارة ان..ه ليس ك..ل الج..رائم
سببا ً لعدم التوظف .فيجب ان تكون الجرائم ذات العالقة بالرابطة الوظيفية.
حس@@ين حم@@ودة المه@@دوي -ش@@رح احك@@ام الوظيف@@ة العام@@ة -ط -1المنش@@أة العام@@ة للنش@@ر -ط@@رابلس-1986 - 3
ص.45-44
د.علي عبد القادر مصطفى ص245-242و د.طعيمة الجرف -مصدر سابق -ص.575 4
43
الجسمية والعقلية التي تمنعه من القيام باداء واجباته الوظيفية ال@@تي تم تعيين@@ه فيه@@ا بم@@وجب ق@@رار
صادر من السلطة المختصة بذلك .1
@اء على ذل@@ك ص@@در نظ@@ام الج@@دارة البدني@@ة رقم 15لس@@نة 1963المع@@دل ففي الم@@ادة (
وبن@ ً
)2من@@ه نص على ان يتم فحص المرش@@ح لت@@ولي الوظيف@@ة من قب@@ل لجن@@ة طبي@@ة وتت@@ألف@ اللجن@@ة من
اطب@اء ثالث@ة او اك@ثر ،كم@ا ج@اء في الم@ادة ( )6من ه@ذا النظ@ام ان@ه باالمك@ان الطعن بق@رار اللجن@ة
الطبية امام لجنة طبية استثنائية .2
وه @@ذا م @@ا أك @@دت علي @@ه مجموع @@ة من الق @@رارات منه @@ا ق @@رار مجلس قي @@ادة الث @@ورة المنح @@ل
المرقم 208في .37/2/1980والمعدل بالقرار 424في .424/3/1980
اال ان @@ه وب @@الرغم@ من ذل @@ك يمكن توظي @@ف من يك @@ون مص @@اباً بعاه @@ة او م @@رض اذا ك @@انت
@اء علي @@ه ص @@درت تعليم @@ات من
الوظيف @@ة المطل @@وب توظيف @@ه فيه @@ا ال تت @@أثر بعاهت @@ه او مرض @@ه وبن @ ً
مكتب الن@@ائب االول ل@@رئيس ال@@وزراء@ ب@@رقم 7/8/2098في 15/3/1980وق@@د خصص@@ت تع@@يين
المع @@وق@ الق @@ادر على العم @@ل وال @@ذي@ ليس ل @@ه م @@ورد@ ث @@ابت في دوائ @ر@ الدول @@ة والقط @@اع االش @@تراكي
استثناء من احك@@ام ق@@انون العم@@ل وق@@وانين وانظم@@ة وتعليم@@ات
ً حسب قدرته وبما يتالءم مع قابلياته
الخدمة.5
اال ان@ @@ه ق@ @@د يض@ @@اف الى الش@ @@روط@ العام@ @@ة ش@ @@روط أخ@ @@رى تتطلبه@ @@ا الوظيف@ @@ة ذاته@ @@ا وه@ @@ذه
الشروط تعدها لجنة فنية محايدة مثل الوسامة او الطول او عدم الزواج كمضيفة الطيران.6
د.ع@ @@دنان العجالني -الوج@ @@يز في الحق@ @@وق اإلداري@ @@ة -ط -1مطبع@ @@ة جامع@ @@ة دمش@ @@ق -1959 -ص179و 1
د.محمد طلعت الغنيمي و د.محمد طه ب@دوي -الوج@يز في النظم اإلداري@ة -دار المع@ارف بمص@ر-1957 -
ص 165و د.مص @ @@طفى كام @ @@ل -ش@ @@رح الق@ @@انون االداري -مطبع @ @@ة المع @ @@ارف -ط -1947 @ @ @-3ص 130و
د.احمد رشيد -الجهاز االداري -ط -2مطبعة دار الكتب -1971 -ص.461
د.محمد على بدير واخرون -مبادئ واحكام القانون االداري -مصدر سابق -ص.309 2
علي محم@@د الكرباس@@ي -ش@رح ق@انون الخدم@@ة المدني@@ة رقم 24لس@@نة -1960دار الحري@@ة للطباع@@ة -بغ@@داد@- 5
-1984ص.29
د.س@ @@ليمان محم@ @@د الطم@ @@اوي -مب@ @@ادئ علم اإلدارة العام@ @@ة -ط -3دار الفك@ @@ر الع@ @@ربي -الق@ @@اهرة-1965 - 6
ص.510-508
44
من الدول التي اخذت بشرط الصحة هي الكويت مع التنويه ان المش@@رع لم يش@@ترط ه@@ذا
@اء على طلب اح @@د ال @@وزراء لمجلس ال @@وزراء
الش @@رط في وظ @@ائف الحلق @@ة االولى ,كم @@ا أج @@از وبن @ ً
وبعد األخذ برأي ديوان الموظفين االعفاء الكلي او الجزئي من ش@روط التوظ@@ف وه@ذا ايض@اً م@@ا
اخ@@ذ ب@@ه نظ@@ام الخدم@@ة المدني@@ة الكوي@@تي@ الص@@ادر في 4ابري@@ل 1979في الفق@@رة 5من الم@@ادة ()1
منه.1
أم@ @@ا الجزائ@ @@ر فق@ @@د أخ@ @@ذت بش@ @@رط@ اللياق@ @@ة الص@ @@حية فص@ @@در@ المرس@ @@وم الم@ @@رقم@ 146-66
المتعل@@@ق بقب@@@ول ط@@@الب الوظيف@@@ة الخ@@@الي من األم@@@راض وذل @@ك بص @@دور@ ش @@هادة طبي @@ة من ط@@@بيب
اخصائي في الطب العام تثبت خلوه من األمراض وشهادة من ط@@بيب األم@راض الص@@درية تثبت
خلوه من األمراض الصدرية .2
اما في مصر فيتم التثبت من الحال@@ة الص@@حية للم@@ريض من قب@@ل القومس@@يون الط@@بي الع@@ام
@اء على احال@@ة الم@@ادة ( )8من الق@@انون رقم 46
بع@@د تحدي@@د الش@@روط@ من قب@@ل رئيس الجمهوري@@ة بن@ ً
لسنة 1964في شان تحديد شروط الصالحية الطبية وقرار@ رئيس الجمهورية الم@رقم 2293
لسنة ,1962كما يجوز اإلعفاء من شرط اللياقة الصحية كما ج@اء في الم@@ادة ()7/6من الق@انون
رقم 58لسنة 1971وايضاً@ يعفى من يعيين بقرار جمهوري@.3
وقد اعتبرت محكمة القضاء االداري المصرية ان من عين في وظيف@@ة لم@@دة معين@@ة دون
إج@@راء الفحص يعت@@بر تعيين@@ه ص@@حيحاً ويكتس@ب@ مناع@@ة من الغائ@@ه اال ان المحكم@@ة اإلداري@@ة العلي@@ا
خالفت اتجاه محكم@ة القض@@اء االداري واعت@@برت ش@رط@ اللياق@ة الص@@حية ش@@رطاً أساس@ياً للقب@ول في
@اء وبالت@@الي يعت@@بر
الوظيف@@ة ،وان ط@@ول الم@@دة ال يعت@@بر تن@@ازالً ض@@منياً من اإلدارة بحقه@@ا وال اعف@ ً
قرار التعيين غير صحيح ويكون قابالً للسقوط ،حتى لو تم التثبت من الحال@@ة الص@@حية للم@@ريض
@اف النه@@اء خدمت@@ه .4ونحن نؤي@@د
اوالً ثم بع@@د ص@@دور ق@@رار تعيين@@ه تع@@رض لح@@ادث فه@@ذا س@@بب ك@ ً
اتجاه المحكمة اإلدارية العليا.
د.علي عب@@د الق@@ادر مص@@طفى -الوظيف@@ة العام@@ة في النظ@@ام اإلس@@المي والنظم الحديث@@ة -مص@@در س@@ابق -ص 2
.241
د.س@ @@ليمان محم@ @@د الطم@ @@اوي -مب@ @@ادئ الق@ @@انون االداري المص@ @@ري -ط -4دار الفك@ @@ر الع@ @@ربي -الق@ @@اهرة- 3
-1961ص.569
د.طعيمة الجرف -مصدر سابق -ص.577 4
45
في لبن@@ان يش@@ترط الثب@@ات الحال@@ة الص@@حية للمرش@@ح بتقري@@ر من اللجن@@ة الطبي@@ة الرس@@مية .1
كم @@ا تق @@وم لجن @@ة طبي @@ة مختص @@ة بفحص المتق @@دم وه @@ذا م @@ا حددت @@ه الم @@ادة( )10من ق @@انون الخدم @@ة
المدني@@ة لس@@نة 1975في ليبي@@ا ،2ام@@ا س@@وريا@ فتق@@وم لجن@@ة طبي@@ة بفحص ط@@الب الوظيف@@ة للتاك@@د من
سالمته ،3وهذا ايضاً ما نص عليها قانون الخدمة المدنية رقم@ 19لسنة .4 1990
ومن ال@ @@دول الغربي@ @@ة بريطاني @@ا@ تق@ @@وم لجن@@@ة التوظي@ @ف@ باختي@ @@ار األطب@ @@اء الج@ @@راء الفحص
للمتقدم واليتم التعرف على االطباء قبل الذهاب اليهم ,النهم يختارون لكل حالة على حدة .5
اال ان بعض التش@ @@ريعات@ ق@ @@د تق@ @@وم باإلعف@ @@اء من ش@ @@رط اللياق@ @@ة الص@ @@حية كم@ @@ا في بعض
الوظائف القيادية .6
ونحن نرى ان االعفاء المبرر ل@ه الن الص@@حة ض@@رورية س@@واء في الوظ@@ائف العادي@@ة ام
القيادي@@ة ،الن على ك@@ل موظ@@ف اداء عمل@@ه على اكم@@ل وج@@ه ،وب@@الرغم من ض@@رورة ت@@وافر ش@@رط
اللياق @@ة الص @@حية اال ان بعض ال @@دول لم تجع @@ل ت @@وافر@ ه @@ذا الش @@رط بص @@ورة مطلق @@ة حيث أج @@ازت
تع @@يين بعض المع @@وقين او المكف @@وفين ،اذا لم تكن ه @@ذه اإلعاق @@ة تمنع @@ه من العم @@ل وذل @@ك بش @@هادة
المرج @@ع المختص .7ونحن نؤي @@د ض @@رورة اس @@تمرار@ ت @@وافر اللياق @@ة الص @@حية في الموظ@ @ف@ ح @@تى
بلوغ@@ه س@@ن التقاع@@د ،ألج@@ل من@@ع انتش@@ار األم@@راض واس@@تمرار عم@@ل المراف@@ق العام@@ة ،ويجب على
الدولة التأكيد على تطبيق هذا الشرط وفرض العقوبات الالزم@ة لتط@بيق@ ه@ذا الش@رط وخصوص@اً@
ان معظم هذه اللجان هي لجان شكلية.
د .السيد محمد مدني -القانون االداري الليبي -دار النهضة العربية -1965-1964 -ص.234 2
د.احسان الشريف -موجز الحقوق اإلدارية -ج -1مطبعة جامعة دمشق -1939 -ص.220-219 3
انظر الفقرة أ -ثالثاً من م( )22من القانون الخدمة المدنية@ رقم 19لسنة .1990 4
اسماعيل زكي -ضمانات الموظفين في التعيين والترقية والتأديب -رسالة دكتوراه -1936 -ص.10 5
م( )6-20من قانون العاملين المدنيين@ في مصر -رقم 47لسنة .1978 6
46
وتيرة واحدة في الدولة الواحدة او في بلدان العالم فمنه ما يتم بالتعيين ومنه مايتم باالنتخاب ومن..ه
م..ا يتم عن طري..ق التكلي..ف ،اال ان المب..دأ االساس..ي ال..ذي يحكم التوظ..ف في االدارة العام..ة ه..و
المساواة و هو ما اقره مبدءأ الكفاءة في تولي الظائف العامة.
وعلى أي حال فإن المرفق .العام الذي يدار بهذا األسلوب يتمتع بذات امتيازات المرافق
العامة األخرى كونه يهدف إلى تحقيق النفع العام ,فهو يخضع لنفس المبادئ األساسية الضابطة
لسير المرافق العامة وهي مبدأ إقرار سير المرافق بانتظام .واطراد ومبدأ .قابلية المرفق .للتعديل
ومبدأ المساواة في االنتفاع بخدمات المرفق ،كما يتمتع الملتزم بحق شغل الدومين العام أو طلب
نزع الملكية للمنفعة العامة ،لذا تم تقسيم هذا المبحث علي مطلبين علي النحو التالي:
اي ان تولي الوظ..ائف العام..ة يتوق..ف على الكف..اءة اإلداري..ة لالف..راد في ت..ولي الوظ..ائف.
العامة ،ان الص..راع الطبقي وتحكم الطبق..ة الحاكم..ة ونف..ور الطبق..ة الفق..يرة في فرنس..ا في اواخ..ر
القرن الثامن عشر أدى إلى ظهور مبدأ المساواة وبالت..الي .ظه..ور .حرك..ة المفك..رين ومن اش..هرهم
جان جاك روسو .صاحب نظرية العقد االجتماعي الذي ن.ادى ب..ان جمي.ع االف.راد متس..اوون وب..ان
جميع الحقوق التي يتمتعون بها هي سابقة على وج..ودهم .،وان االف..راد تن..ازلوا الى المجم..وع عن
جميع حقوقهم .وفي ظل التقدم العلمي الواسع الذي تم..ر ب..ه دول الع..الم والتح..والت ال..تي تش..هدها
المجتمعات النامية بدأ دور المرأة يبرز .ويتنامى على اساس انه..ا تمث..ل نص..ف الم..وارد االنتاجي..ة
د.حم@@دي امين عب@@د اله@@ادي -أدارة ش@@ؤون م@@وظفي الدول@@ة واص@@ولها واس@@اليبها -ط -1دار العلم الع@@ربي- 1
-1976ص 45وللمؤل @ @@ف اعاله -الكفاي @ @@ة في الوظيف @ @@ة العام @ @@ة دراس @ @@ة االص @ @@ول العام @ @@ة للتنمي @ @@ة اإلداري @ @@ة
وتطبيقاتها المقارنة -ط -1دار الفكر العربي -1966 -ص.77-76
أزهار صبر كاظم الهاشمي -حق المرأة في تولي وظيفة القضاء في الشريعة والقوانين الوضعية -رس@@الة 2
47
البشرية عليه فأن عمل المرأة المنتج سواء كان اقتصاديا ً ام فكري.ا ً يمث..ل ض..رورة من ض..رورات
الحياة ورفاهية المجتمع االنساني بأسره.
وعن..دما ق..امت الث..ورة الفرنس..ية ع..ام 1789أص..درت وثيق..ة اإلعالن الع..المي لحق..وق
االنسان والمواطن الفرنسي ونص في المادة االولى منه على (ان جميع االف..راد يول..دون أح..راراً,
وبالت..الي .هم متس..اوون ام..ام الق..انون) وه..ذا م..ا نص علي..ه ايض.ا ً الدس..تور .الفرنس..ي لع..ام 1791
ودستورها لعام 1873حيث جاء في المادة السادسة منه على (ان جميع المواطنين متساوون ام..ام
القانون وهم متساوون ايضا ً في القبول بكافة الوظائف العامة حسب قدراتهم .ودون اي تمييز اخ..ر
لغير فضائلهم ومواهبهم ) ,1كما ان اغلب الدساتير الفرنسية الحديثة اخذت بهذا المبدأ.
ومبدأ المساواة امام الرجال والنساء يعتبر من المب.ادئ االساس.ية في ال.دول الحديث.ة ،ففي
بداية القرن التاسع عشر بدأت ب..الظهور العدي..د من االتح..ادات النس..ائية المطالب..ة بمس..اواة الم..رأة
بالرجل ،فهذا المبدأ ه..و من المب..ادئ الدس..تورية العالمي..ة ,وخصوص.ا ً بع..د ان وافقت علي..ه اغلب
الدول في عام ،1948كما تم التاكيد على هذا المبدأ بالنص عليه في ديباجة ميث..اق االمم المتح..دة،
ففي الم..ادة ( )8من الميث..اق فرض..ت قي..وداً في االختي..ار بين الرج..ال والنس..اء س..واء م..ا يتعل..ق
بفروعها الرئيسية او الثانوية وايضاً .المواد ( )57 .،55 .،13المتعلق..ة بع..دم التمي..يز س..واء بس..بب
الجنس او اللغة او الدين.
ومما تجدر االشارة اليه ان الواليات المتحدة األمريكية سبقت فرنس.ا .في النص على مب..دأ
المساواة عام 1776غداة إعالن االستقالل األمريكي .اال ان اإلعالن الفرنسي كان له الوقع االكبر
في نف..وس البش..ر .حيث ك..انت المس..اواة هي الفك..رة الب..ارزة بين االفك..ار .ال..تي حمله..ا الث..وار .في
الثورات التي قامت في امريكا حيث طالب المهاجرون .المس..تعمرين بجمي..ع الحق..وق والض..مانات.
التي يتمتع بها المواطنون االنكليز حيث كان هذا التيار الميثاقي .يمثل الش..كل االول للدس..اتير .ال..تي
انتشرت في بقية دول العالم وأكدت على مبدأ المساواة ،حيث اكد الدس..تور األم..ريكي .في التع..ديل
14وفي الفقرة االولى على أن (اليحل ألية والية ان تحرم شخصا ً الحياة او الحرية او الممتلك..ات
م( )1من االعالن العالمي لحقوق االنسان والمواطن الفرنسي وم( )6من الدستور الفرنسي عام .1873 1
د.ش@ @@اب توم@ @@ا منص@ @@ور -الق@ @@انون اإلداري -ك -2ط -1دار الع@ @@راق للنش@ @@ر - 1980 -ص299-298 2
ود.أميمة@ فؤاد مهنا -المرأة والوظيفة العامة -دار النهضة العربية -1984 -ص.77-76
48
بدون تطبيق .القانون تطبيقا ً كامالً واليح.ق .له..ا ان تح..رم اح..د خاض..عا ً لس..لطانها .من المس..اواة في
الحماية امام القانون ).1
كما سارت انجلترا بما سارت عليه كل من الواليات المتح..دة األمريكي..ة وفرنس..ا ففي ع..ام 1919
نص البرلمان االنكليزي .على تحريم أستبعاد االفراد بسبب الجنس او الزواج.2
اال ان..ه يجب االخ..ذ بنظ..ر االعتب..ار ان الدس..اتير .الخالي..ة من مب..دأ المس..اواة بين الرج..ل
والمرأة اليعني ان هذه الدول التأخذ بهذا المبدأ اذا وجد نص عام في الدستور يقض..ي ب..ان جمي..ع
المواطنين متساوون امام القانون.3
وعند ظهور .الحركة االشتراكية التي نادى به..ا ك..ارل م..اركس ال..تي من اه..دافها القض..اء
على الطبقة الغنية او الرأسمالية فالمساواة عندهم مساواة حقيقية الن دساتير .ال..دول االش..تراكية او
الشيوعية لم تنص فقط على المساواة في تولي الوظائف العامة وانما نصت ايضا ً ان..ه على الدول..ة
ان تكفل لكل فرد عمالً فالعمل هنا هو حق لكل فرد تتكفل الدولة بايجاده لكل فرد قادر .على العمل
وهذا ما نصت عليه المادة ( )118من الدستور السوفيتي لس..نة 1936الملغى والم..ادة ( )122من
الدستور نفسه.4
كذلك اقرت الجمعية العامة لألمم المتحدة جميع الحقوق االجتماعية والثقافي..ة للم..رأة ع..ام
1956في أتفاقيتين دولي..تين كم..ا ص..در اإلعالن الع..المي للقض..اء على التمي..يز ض..د الم..رأة ع..ام
،1967كما تم النص على القضاء على كل ما يتعلق بالتمييز بين الرجل والمرأة في اتفاقية دولي..ة
في عام ،1979كم..ا اعت..برت س..نة 1975س.نة دولي..ة للم..رأة من قب.ل الجمعي.ة العام..ة ،ام..ا قم..ة
التطور واالهتمام .الذي القته المرأة كان في انعق.اد الم.ؤتمر ال.دولي .الخ.اص ب.المرأة في مكس.يكو
سيتي ونص هذا المؤتمر .على المساواة بين المواطنين في تولي الوظائف .العام..ة ،والمش..اركة في
صنع القرار السياسي ,كما نص على حقها في التعليم والتدريب والعمل ،كما تم عق.د م..ؤتمر ث..اني
ع..المي ،1980ف..الفترة م..ا بين 1985-1976ك..انت من الف..ترات الخص..بة لعق..د الم..ؤتمرات
واستمرت المؤتمرات باالنعقاد ومنها .ما تم برعاية البرنامج اإلنمائي وجامعة الدول العربية.5
دس@تور الوالي@ات المتح@دة االمريكي@ة -1787الموس@@وعة العربي@@ة للدس@@اتير العالمي@@ة -االدارة العام@ة للتش@@ريع 1
49
كما قامت عدة اتحادات ومنظمات بعقد مؤتمراته.ا .لمس..اواة الرج..ل ب..المرأة منه..ا منظم..ة
العمل العربية التي نادت بالتساوي في االجور بين الرجال والنساء في االعمال المماثلة.1
كما تم عق..د م.ؤتمرات .في ق..ارة افريقي.ا منه..ا الم..ؤتمر البرلم..اني النس..ائي االف.ريقي .ع.ام
1974في القاهرة.2
واخيراً فان اغلب الدساتير تنص على المساواة في تولي الوظائف العامة .3في حين نج..د
ان البعض االخر ينص على هذا المبدأ في ديباجته .4اما القس..م االخ..ر من ال..دول فينص علي..ه في
القوانين الوظيفية .5
لقد اصبح مبدأ المساواة مبدأً ضروريا ً المحيص عن..ه س..واء تم ذك..ره في الدس..تور .او في
الديباجة او في ق..وانين التوظ.ف .او تم إق..راره من قب..ل الجمعي..ة العام..ة في إعالنه..ا الص..ادر .ع..ام
1948فهذا المبدأ مبدأ دستوري .مهم .6
اما الشريعة االسالمية فقد اقرت المساواة في تولي الوظائف .العامة بين الرج..ل والم..رأة،
فالرسول( .ص) لم يستغ ِن عن النساء في العمل منها على سبيل المثال عملها كممرضة في حروبه
وغزواته ،فكانت المرأة بجانب الرجل في عهد الرسول بحسب طبيعتها الجسمانية ومن الوظ..ائف
التي شغلتها المرأة وظيفة المحتسب .7اال ان هناك من يرى من الفقه ان المرأة غير مؤهلة لش..غل
منصب االمارة والقضاء ،النه قد ينتج الدارتها لهذا المنصب فوضى.8
االمم المتح @ @@دة وحق @ @@وق االنس @ @@ان -من منش @ @@ورات االمم المتح @ @@دة بمناس @ @@بة ال @ @@ذكرى الثالثين -نيوي @ @@ورك- 5
-1978ص 274ومجل@ @ @@ة التنمي@ @ @@ة العالمي@ @ @@ة ع@ @ @@دد ش@ @ @@باط -1989ش@ @ @@عبة االعالم -برن@ @ @@امج االمم المتح@ @ @@دة
االنمائي -ص 30ومجلة اليونسكو العدد 172-171اكتوبر ونوفمبر سنة -1975ص.63
أق @@ر مكتب العم @@ل ال @@دولي في ع @@ام (1951االتفاقي @@ة الخاص @@ة بالمس @@اواة في االج @@ور بين العام @@ل والعامل @@ة 1
بالنس @@بة للعم @@ل الواح @@د ذي القيم @@ة الواح @@دة ود.عائش @@ة راتب -دور منظم @@ة العم @@ل العربي @@ة في مج @@ال حماي @@ة
ورعاية المرأة العاملة -بحث منشور في مجلة العمل العربية -ع -2س -1974 -1ص.70
د.اميمة@ فؤاد مهنا -مصدر سابق -ص.81 2
على سبيل المثال دستور مصر لسنة 1971م( )40ودستور الكويت الص@@ادر س@@نة 1962م( )29والدس@@تور 3
منها قانون التوظف العام الفرنسي في المادة ( )7من كل من التشريعين الصادرين عام .1959 ،1946 5
د.علي عبد القادر مصطفى -الوظيفة العامة في النظام االسالمي وفي النظم الحديثة -ط - 1983 -1ص 7
.219
50
كما ان هناك شواهد حية على اقرار .الرسول لعمل المرأة منها ما اورده صحيح البخ..اري
لقول اسماء بنت ابي بك..ر (رض) وزوج..ة الزب..ير ( فكنت اعل..ف فرس..ه واكفي..ه مؤنت..ه واسوس..ه
وادق النوى لنا ضجة واعلفه واستسقى الماء واغرز غرب..ه .وكنت انق..ل الن..وى من ارض الزب..ير
التي اقطعه رسول هللا على رأسي وهي ثلثي فرسخ) .1
اما في مصر فنجد ان الدستور المصري .الدائم لعام 1971نص في المادة ( )40منه على
(ان المواطنين ل..دى الق..انون س..واء ,وهم متس..اوون .في الحق..وق والواجب..ات .العام..ة التمي..يز بينهم
بسبب الجنس او اللغـة او ال..دين او العقي..دة ) كم..ا ج..اءت الم..ادة ( )14لتنص على ان ح..ق ت..ولي
الوظائف العامة ح..ق دس.توري لك..ل المواط.نين ام..ا التش.ريعات .الوظيفي.ة ومنه.ا ق..انون الع.املين
المدنيين رقم 47 .لسنة 1978فهو لم ينص على مبدأ المساواة في تولي الوظ..ائف .العام..ة ،كم..ا ان
قانون نظام الع..املين الم..دنيين بالقط..اع الع..ام رقم 48لس..نة 1978ف..رق .بين الرج..ل والم..رأة في
الترش..يح لت..ولي الوظيف..ة العام..ة من حيث الص..الحية .2ام..ا في الع..راق فمن.ذ .والدة اول دس..تور.
عراقي عام 1925نص على مبدأ المساواة فيعتبر هذا المبدأ حجر الزاوي..ة ألي نظ..ام ديمق..راطي.
حر ،تجسد هذا المب..دأ عن..دما نص علي..ه في الم..ادة ( )6من الب..اب االول من الدس..تور اعاله حيث
جاء فيه (الفرق بين العراقيين في الحقوق امام الق..انون وان اختلف..وا في القومي..ة وال..دين واللغ..ة)،
وهذا يعني ان جميع العراقيين متساوون في الحق..وق ام..ام الق..انون .3كم..ا نص..ت الم..ادة ( )18من
الدستور نفسه على ان (العراقيون متساوون في التمتع بالحقوق .المدنية والسياسية وفيما عليهم من
الواجب..ات والتك..اليف العام..ة التمي..يز بينهم بس..بب االص..ل واللغ..ة وال..دين واليهم وح..دهم .يعه..د
بالوظائف .العامة مدنية كانت ام عسكرية.4)....
عب @@د الوه @@اب الت @@ونجي -حق @@وق الم @@رأة في الش @@ريعة االس @@المية والق @@وانين المقارن @@ة -مجل @@ة العدال@@@ة لدول@@@ة 8
ع@@دم التمي@@يز ض@@د الم@@رأة في الق@@انون ال@@دولي والش@@ريعة االس@@المية -رس@@الة ماجس@@تير -كلي@@ة الق@@انون -جامع@@ة
بغداد -2001-2000 @-ص.22-9
د.محم@@ود حلمي -النظ@@ام الدس@@توري في الجمهوري@@ة العربي@@ة المتح@@دة -دار الفك@@ر الع@@ربي -1965 -ص 2
179ود .عثمان خليل عثم@@ان -الق@@انون الدس@@توري -الكت@@اب االول -مطبع@@ة مص@@ر -الق@@اهرة -1956 -ص
.140
د.رع @@د الج @@دة -التش @@ريعات الدس @@تورية في الع @@راق -من منش @@ورات بيت الحكم @@ة -1998 -ص 34وم @@ا 3
بع@@دها وينظ@@ر ك@@ذلك ش@@رح ه@@ذه الم@@ادة د .حس@@ن اب@@و الس@@عود س@@يف -الق@@انون الدس@@توري -مطبع@@ة الجزي@@رة-
بغداد -1938 @-ص.487-486
51
اال ان المالحظ في هذه المواد تحديده لحاالت عدم التمييزبـ(القومية والدين واللغ.ة ) ولم يتم النص
على الجنس او الحالة االجتماعية او االقتصادية او المذهب ،وهذا يعني انه يجوز التمي..يز بالنس..بة
لهذه الحاالت وعدمه في ما تم ذكره سلفاً.
اال انه وبالرغم من ذلك فالمرأة العراقية انتجت واستطاعت ان تثبت دورها في الحياة المهنية وان
تواكب الرجل في تطلعاته الثقافي..ة االخ..رى ال..تي لم تح..رم منه..ا ,ففي ع..ام 1928حص..لت إم..رأة
عراقية من مجموع اثنين على نطاق القطر على شهادة الماجستير .وفي عام 1931حصلت إم..رأة
عراقية على شهادة الدكتوراه من مجموع خمسة على نطاق القطر ايضا ً .1
وتوالت الدساتير الجمهورية على النص على مبدأ المساواة وعلى ح..ق ك..ل العراق..يين في
تولي الوظائف العامة وعلى حقوقهم وحرياتهم ،اال ان السؤال الذي يثور هل جمي..ع ه..ذه المب..ادئ
تم تطبيقها على صعيد الواقع ام كانت حبراً على ورق وكان للمحسوبية االث..ر المباش..ر في تع..يين
المواطنين.
كم..ا نص ق..انون ادارة الدول..ة العراقي..ة للمرحل..ة االنتقالي..ة في الم..ادة ( )12على مب..دأ
المساواة حيث نصت على ان (العراقيون كافة متساوون في حقوقهم بصرف النظر عن الجنس او
الرأي او المعتقد او القومية او الدين او المذهب او األصل وهم سواء امام القانون ).2
والمالح..ظ .هن..ا ان اول م..ا وض..عه المش..رع الع..راقي في ع..دم التمي..يز ه..و الجنس اي
األختالف ما بين الرجل والمرأة وذلك محاولة منه للقضاء على المرحلة المتأخرة التي يعاني منها
بلدنا والزال يعاني من هذه المشكلة الى اآلن والسيما .بالنسبة للوظائف .القيادي..ة ،وعلى ال..رغم من
ذلك الزلنا نجد من ال يساوي ما بين الرجل والمرأة منه..ا الخب..ير المص..ري د.احم..د عب..د هللا فه..و
اليساوي مابين الرجل والمرأة فالرجل يكتسب القوامة بقيامه بادارة شوون أسرته.3
كما تم النص على مبدأ المساواة في الدستور العراقي .الح..الي في الم..ادة ( )14من..ه حيث
جاء فيه..ا (العراقي..ون متس..اوون ام..ام الق..انون دون تمي..يز بس..بب الجنس او الع..رق او القومي..ة او
للمزيد من التفاص@يل ح@ول مب@دأ المس@اواة في ت@ولي الوظ@ائف العام@ة ال@ذي نص@ت علي@ه الم@ادة( )18وازه@ار 4
عب@@د الك@@ريم عب@@د الوه@@اب -الحق@@وق والحري@@ات العام@@ة في ظ@@ل الدس@@اتير العراقي@@ة -رس@@الة ماجس@@تير -جامع@@ة
بغداد @-كلية القانون -1983 -ص.53-52
عب@د الحمي@د العل@وجي -النت@اج النس@وي في الع@راق خالل -1974-1923تق@ديم بديع@ة أمين اص@در بمناس@بة 1
52
االصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي او الوضع االقتصادي او االجتم..اعي )،1
وه..ذا يع..ني ان نفس اللفت..ة ال..تي س..رت على ق..انون إدارة الدول..ة للمرحل..ة االنتقالي..ة تس..ري على
الدستور العراقي .الحالي ،وهذا يدل على ان الدستور نظر الى جميع افراد الشعب نظ..رة متس..اوية
على الرغم من اختالفاتهم .ولم يتبنَ أي تبرير للتمييز سواء كان بسبب الجنس او الدين او اللغ..ة او
القومية...الخ.2
واخيراً ما يمكننا قوله هنا ان مب..دأ المس..اواة اليمكن تحقيق..ه في واق..ع متخل..ف مت..أثر م..ا لم تتغ..ير
نظرة المجتمع سواء ما يتعلق منها بالتمييز .ما بين الرجل والم..رأة او م..ا بين الرج..ل والرج..ل ،او
ما بين المرأة ومرأة اخرى ألسباب دينية او قومية او مذهبية ،فلتحقيق الديمقراطية والحري..ة الب..د
النظ..ر الى الف..رد الى ان..ه ع..راقي يحم..ل الجنس..ية العراقي..ة ومس..اواة الرج..ل ب..المرأة في ت..ولي
الوظائف ،فالمساواة المقصودة ما بين الرجل والمرأة هي المساواة ال..تي يك..ون جوهره..ا االق..رار
ب.الواقع .المتك.افئ .للم.رأة م..ع الرج.ل في بن.اء المجتم..ع الجدي.د وم.ا يتطلب..ه من انعكاس.ات عملي.ة
واضحة على المركز .القانوني .واالجتماعي والسياسي .واالقتصادي لها.3
والقطاع العام لم يشترط صفة الديمومة في تعريفه للموظ.ف .الع.ام وه.و أم..ر يع.ني س.ريان ذل..ك
القانون على الموظفين المؤق..تين .ه..ذا من جه..ة ومن جه..ة اخ..رى ف..أن الفق..رة (س..ابعاً) من ق..رار
مجلس قيادة الثورة (المنحل) رقم ( )603لسنة 1987قضت بأن تطبق على الموظفين المؤق..تين
في التعيين وفي الحقوق والواجبات في غير ما ورد في القرار ق..وانين وقواع.د .الخدم..ة والتقاع..د
وق..رارات مجلس قي..ادة الث..ورة (المنح..ل) ال..تي تطب..ق على الم..وظفين في ال..دوائر ال..تي يعمل..ون
فيها( ،)14هذا وقد سبق لمجلس االنضباط .العام ان قضى بأن الموظف .المؤقت يمل.ك نفس المرك.ز
شرح مسودة الدستور العراقي -أعدادالمنظمة العراقية لتنسيق حقوق االنسان -العراق -2005 -ص.7 2
أ زمة حقوق االنسان في الوطن العربي -مركز أتحاد المحاسبين العرب للبحوث والدراسات القانونية العم..ال 3
هذا وقد وردت تعريفات أخرى للموظفين في تشريعات .خاصة بطوائف .معينة من الم..وظفين من
ذلك مثالً قانون المؤسسات الدينية والخيري..ة رقم 67لس..نة 1971الملغى حيث ع..رف الموظ..ف
بأنه( :كل شخص عهدت اليه وظيفة في مالك المؤسسات الدينية والخيرية)(.)13
كما وعرف قانون التقاعد الموحد رقم ( )27لسنة 2006المع.دل الموظ.ف بأن.ه ( :ك.ل ش.خص
عهدت اليه وظيفة داخله في المالك المدني او العسكري .او ق..وى االمن ال..ذي يتقاض.ى .راتب.ا ً من
الدولة وتستقطع من راتبه الوظيفي .التوقيفات التقاعدية ويشمل ذل..ك موظ..ف القط..اع الع..ام م..ا لم
يرد به نص خاص في هذا القانون يقضي بخالف ذلك ) .
ولذلك نجد من المناسب في بحثنا هذا ان نتبنى التعريف .الوارد في قانون انضباط .موظفي الدول..ة
والقطاع العام رقم 14 .لسنة ،1991حيث جاء مراعيا ً لمختلف التشريعات التي وحدت بين فئات
العاملين في الدولة .
اما بالنسبة لموق.ف .المش.رع المص..ري من مفه.وم الموظ..ف الع..ام فأن.ه يمكن الق..ول ان المش.رع
المصري لن يضع تعريف.ا جامع.ا مانع.ا لمفه.وم الموظ.ف الع.ام في جمي.ع الق.وانين حيث نص.ت
)2(1قرار مجلس االنضباط العام المرقم 88 -691في 1988-11-2وهو غير منشور.
( )3د .غازي فيصل مهدي – شرح احكام قانون انضباط موظفي الدولة والقطاع العام رقم 14لسنة – 1991
- 2001ص()8
( )1د .غازي فيصل مهدي ـ المصدر السابق ـ ص (. )8
2
د .محمد فؤاد مهنا ـ مباديء وأحكام القانون اإلداري في ظل اإلتجاهات الحديثة ـ دراسة مقارنة ـ منشأة ()3
54
المادة الرابعة عشرة من دستور 1971بأن الوظائف .العامة حق للمواطنين وتكليف .للق..ائمين به..ا
لخدمة الشعب ).......ولو اننا تفحصنا نصوص القوانين المتعاقب..ة بالنس..بة لم..وظفي الدول..ة ومن..ذ
ص..دور .الق..انون رقم 210لس..نة 1951ومن ثم الق..انون رقم 46لس..نة 1964والق..انون رقم 58
لس..نة 1971واخ..يرا الق..انون الح..الي رقم 47لس..نة 1978لوج..دنا .انه..ا اقتص..رت على بي..ان
الخاضعين الحكام القانون دون االشارة الى وضع تعريف محدد ودقيق .لمفهوم الموظف العام ) .
فهناك نظامين يحكمان غالبية الموظفين في مصر وهما -:النظام .الذي يحكم العاملين في القط..اع
العام ويعني .مجموعة من الموظفين العاملين في المؤسسات .العامة وما يتبعها من ش..ركات عام..ة
وجمعيات عامة وهو مايطلق .عليه إصطالح القطاع العام(. )2
2ـ النظام الذي يحكم العاملين في الوزارات .والمصالح ووحدات .اإلدارة المحلي..ة واخ..يراً ش..موله
طوائ.ف .الم..وظفين ال..تي له..ا نظم قانوني..ة خاص..ة به..ا في ح..ال ع..دم وج..ود نص في تل..ك النظم
الخاصة(. )1
اما بالنسبة لموقف المشرع الفرنسي بصدد تحديد مفهوم الموظ..ف الع..ام ف.أن تش..ريعات الوظيف..ة
العامة في فرنسا مثلما هو الحال في مص..ر على تع.دادها وتعاقبه.ا .نق.ول انه.ا لم تتض..من تعريف..ا
شامال للموظف العام بل ان ما ورد من نصوص في ه..ذه الق..وانين ك..ان تحدي.دا لمع..نى الموظ.ف.
العام في مجال تطبيق احكامها فعرف .ق..انون الوظ..ائف العام..ة الفرنس..ي لس..نة 1984الم..وظفين
(ب..أنهم االش..خاص المعين..ون بوظيف..ة دائم..ة ويش..غلون .اح..دى درج..ات الس..لم االداري لالدارة
المركزية او في احد المؤسسات .العامة)( .)2وهذا يع..ني إن التش..ريع الفرنس .ي .أقتص .ر .دوره على
إيراد األش..خاص ال..ذين تطب..ق عليهم أحك..ام ه..ذا التش..ريع دون إي..راد العناص..ر األساس..ية الالزم
توافرها .في الشخص لكي يمكن أعتباره موظفا ً عاما ً ،أي بعبارة أخرى إن المشروع .الفرنسي قد
أخذ بالمعيار .الشكلي فهو .اليعبر بدقة عن مفهوم المنطق العام .من كل ما تقدم فأننا ال نك..اد نج..د
في القوانين السالفة الذكر تعريفا يحدد الموظف .العام على الرغم من ان هذه القوانين ق..د تط..رقت.
الى تحديد االشخاص الذين تسري عليهم احكامها اال ان هذا االمر ال يعني ان ما ع..داهم ال يمكن
اعتبارهم .موظفين عموميين في قوانين اخرى هذا من ناحية ومن ناحية اخرى ان جمي..ع م..ا ورد
في القوانين السالفة الذكر م.ا ه.و اال مج.رد بي.ان للعناص.ر .ال.واجب توافره..ا لكي يمكن اعتب.ار
الشخص موظفا عاما في الدولة .
د .محمد فؤاد مهنا ـ المصدر السابق ـ ص ( )579وما بعدها . ()1()2
قانون الوظائف العامة الفرنسي الصادر في - 1984المادة االولى منه -نقال عن د .خالد خليل الظاهر ()2
55
الفصل الثاني مبدأ الكفاءة ما بين االستثناء والرقابة
تمهيد وتقسيم:
تلعب الوظيفة العامة دورا محوريا .في تكوين بنيان الدولة الحديثة فالغاية منها ال
تقتصر على أداء بعض اإلعمال الالزمة لتسيير المرافق .العامة ,وإنما تتعداها إلى غاية أسمى
وهي تحقيق المنفعة العامة .وال ريب في أن قيام الدولة بوظائفها على النحو المنشود .يتطلب كفاءة
جهازها اإلداري ،ومن اجل ذلك فقد أولت قوانين الوظيفة العامة أهمية خاصة بالنسبة الختيار.
أفضل المتقدمين لشغل الوظيفة العامة من اجل ضمان ديمومة وانتظام تقديم الخدمات العامة
للجمهور من خالل حسن تسيير المرافق .العامة بانتظام .واطراد ,إذ أن العنصر المادي لوحده
كاف لقيام مؤسسات الدولة بأعمالها ,إذ البد من تظافر .العنصر البشري مع العنصر المادي,
ٍ غير
وهذا يتطلب اختيار موظفين ذوي كفاءات وخبرات يعملون على استخدام األموال العامة
االستخدام األمثل بهدف خدمة الصالح العام .ويمثل استشراء حاالت االنحرافات واختالس
األموال وإهمال الواجبات الوظيفية وإساءة استعمال السلطة اإلدارية تهديداً حقيقيا ً للنظام الوظيفي
اإلداري ،السيما عندما تشكل ظاهرة عامة تستشري في الجهاز اإلداري ،ومن ثم فقد وفرت
قوانين الوظيفة العامة لإلدارة العديد من الوسائل التي تستعين بها اإلدارة من اجل تقويم السلوك
المعوج وكشف .المخالفات المالية واإلدارية والجرائم .التي يرتكبها .العاملون وإبالغ النتائج التي
يتم التوصل .إليها لجهات االختصاص التخاذ اإلجراء المناسب بشأنها .,ومنها تضمين الموظف.
الذي يلحق أضراراً بخزينة الدولة ,وهذا اإلجراء بقدر ما تصبو .إليه اإلدارة من أهداف باعتباره
وسيلة هامة لكشف االنحراف,أال انه ينبغي أال يكون وسلية لتصيد األخطاء أو محالً للنزاعات
الشخصية .واالصل في الوظيفة العامة هو المساواة اال انه قد ترد بعض االستثناءات وهو ما
سنقوم بذكره في المبحث األول من هذا الفصل ثم ننتقل الي المبحث الثاني وهو الرقابة علي مبدأ
الكفاءة.
56
المبحث األول االستثناءات التي ترد على مبدأ الكفاءة:
تمهيد وتقسيم:
االستثناءات هي بعض الوظائف .التي تك..ون ت..رد بعض االس..تثناءات علي.ه بم..ا يس..مى بالوظ..ائف.
المحجوزة( )1فهذه الطريقة (الوظائف .المحجوزة) يقصد بها ان يتولى .الوظائف .بعض االفراد دون
ب..اقي الفئ..ات .فال يوج..د مح..ل للمنافس..ة بينهم كم..ا انه..ا ال تحت..اج الى مس..توى .ع..ال من الق..درة
الجسمانية بالنسبة لبعض االفراد ال..ذين تحمل..وا اعب..اء اس..تثنائية من اج..ل المص..لحة العام..ة للبالد
ومنها الطوائف التي عانت من ويالت الحرب كمشوهي .الحرب و االرامل واالوالد االيتام(.)2
ومن كل ما تقدم فأنه يمكن القول انه اذا كان االصل العام هو المساواة في تولي الوظائف العام..ة،
فأنه يخرج عن هذا االصل طريقتان هما حرية االدارة المطلقة في اختيار الم..وظفين وال..تي يغلب
عليها الطابع السياسي والتي سبق وان تكلمنا عنها .والطريقة الثانية هي ما يسمى بنظام .الوظ..ائف
المحجوزة .وفي هذا االطار تم تقسيم هذا المبحث الي قسمين علي النحو التالي:
لقد اخذ المشرع المصري .في قانون العاملين المدنيين الحالي رقم 47لسنة 1978به..ذه الطريق..ة
(الوظائف المحجوزة) حيث نص على[ :تحدد بق..رار من رئيس مجلس ال..وزراء .الوظ..ائف .ال..تي
تحجز للمصابين في العمليات الحربية الذين تسمح حاالتهم .بالقيام باعمالها كما يحدد ذل..ك الق..رار
قواعد ش..غلها ويج..وز ان يعين له..ذه الوظ..ائف ازواج ه..ؤالء المص..ابين او اح..د اوالدهم .او اح..د
اخوتهم القائمين باعالتهم وفي حالة عجزهم عجزا تاما او وف.اتهم اذا ت..وافرت فيهم .ش.روط .ش.غل
هذه الوظيفة وكذلك االمر بالنسبة للشهداء هذا وبعد ان بين..ا الط..رق .المختلف.ة الختي..ار .الم..وظفين
د .محمد محمد بدران – القانون االداري – الوظيفة العامة – دار النهضة العربية للطباعة والنشر – )(1
-1990ص (.)330
د .فتحي فكري – المصدر السابق – ص (.)303 )(2
57
فنحن نرى ان من افض..ل الط..رق .الختي..ار الموظ..ف الع..ام انم..ا هي طريق..ة المس..ابقة وذل..ك عن
طريق اجراء امتحان له هذا باالضافة الى جملة ش..روط اخ..رى على االدارة االخ..ذ به..ا منه..ا م..ا
يتعلق بالشروط .العلمية والفنية وان يكون حسن السيرة والسلوك اض..افة الى الش..روط .الص..حية .
وفي هذا الصدد فأننا .نجد ان لهذا االمر جذوراً في الشريعة االس..المية ذل..ك ألن الرس..ول الك..ريم
(ص) والخلفاء الراشدين كانوا يؤكدون على ض..رورة اختي..ار الموظ.ف .ال..ذي يك..ون ق..ادراً على
1
تحمل المسؤولية اضافة الى كونه قادراً على القيام بأعباء الوظيفة بصورة مستمرة.
يعني عدم إتباع الطرق .المحددة قانوناً .اي التعيين يتم استثنا ًء من هذه الطرق ومنها .ما يلي-:
وهنا يتم التعيين دون التقيد بشرط .المؤهالت العلمية ،وهذا ما حدث في بعض مالكات الدول..ة
في عام 1947منها مالك وزارة الداخلية السوري ،حيث كان باإلمكان تعيين ك..ل من المح..افظين
ومديري .المناطق والنواحي .دون ان تتقيد اإلدارة العامة بشرط .المؤهالت العلمي..ة ،وله..ذا التع..يين
قيود معينة منها -:
ان الشخص المعين بهذه الصورة اي بدون شرط المؤهالت العلمية ،اليعتبر موظفا ً عام .ا ً -1
تنقض م..دة
ِ دائما ً في الدولة ما لم يستمر في الخدمة اكثر من ( )5سنوات واليمكن نقلهم م..ا لم
الخمس سنوات.
للسلطة اخالء سبيل الموظف فالموظف هنا تعيينه مؤقت. -2
التبلغ نسبة التعيين بهذه الطريقة أكثر من خمس عدد الوظائف .في المالك. -3
وبنا ًء عليه يستثنى من شرط المؤهالت العلمية كل من م..وظفي المرتب..تين السادس..ة والتاس..عة
الذين قاموا .بالخدمة في الوظيفة العامة سنتين في كل من درجات مراتب الحلقتين الثاني..ة والثالث..ة
منذ تاريخ تعيينهم .بشرط النجاح بمسابقة الحلقة .2وهو ما أخذ به المش..رع الع..راقي .عن..دما ح..ول
العمال الى موظفين عموميين يخضعون لنفس النظام القانوني للموظف .العام
هذا النوع من التعيين يكون في حاالت ال..ترفيع فيمكن مثالً تع..يين ش..خص حام..ل لش..هادة
التعليم العالي او لشهادة مهنية بدون اجراء مسابقة امتحان له في حالة وجود وظيفة شاغرة وع..دم
1نفس المرجع السابق
2د .عدنان العجالني -مصدر سابق -ص.183
58
وجود اس..م موظ..ف معين مس..جل في س..جل ال..ترفيع .لش..غل الوظيف..ة الش..اغرة ،اال ان الق..انون ق..د
يشترط مثالً استمراره في الوظيفة التي تخوله الشهادة الجامعية او المهني..ة ال..تي يحمله..ا ممارس..ة
هذه الوظيفة مدة التقل عن الم..دة المش..ترطة لل..ترفيع .ال..تي على الموظ.ف .ان يقض..يها حام..ل نفس
الشهادة للوصول .الى تلك المرتبة .1
في هذه الحالة ال يتم تعيين المرشحين لشغل الوظائف العامة بعد توافر الشروط القانوني..ة
وإنما يتم تع.يين الم.وظفين عرفان.ا ً للجمي.ل كم.ا في المح.اربين ومش.وهي .الح.رب ،وع.ادة م.ا يتم
تعيينهم بوظ..ائف التتطلب تخصص.ا ً دقيق.ا ً او ثقاف.ة عالي..ة ،وإنم..ا العتب..ارات إنس.انية يتم تع..يينهم
وسميت بالمحجوزة النها تحجز وظائف معينة لفئات معينة يحددها القانون في دولة واليمكن لغير
هوالء تولي هذه الوظ.ائف .المخصص.ة لهم ،وتعت.بر ه.ذه الطريق.ة خروج.اً .على مب.دأين األول -:
مبدأ المساواة الثاني -:مبدأ تكافؤ .الفرص .اال ان تطبيق هذا النوع من التعيين اليعتبر أصال وإنما
استثنا ًء ولم تنتشر .هذه الطريقة اال بعد انتشار .الحروب المختلفة بين ال..دول وخصوص.ا ً في الق..رن
العشرين وعادة ما تكون هذه الوظائف .قليلة األهمية ،فأذا ما توفي الجندي خالل المعركة فيحتف..ظ
بهذه الوظيفة ألرامل العسكريين وأوالدهم .
رد الجميل لمن خدم وطنه وضحى بنفسه بدل إعطائه المال او إعانات ش..هرية او س..نوية -1
ب.دون مقاب.ل من عم.ل او خدم.ة يؤديه..ا المجن..دون للدول.ة ،فله..ذا تق..وم الدول.ة بت.وظيفهم.
واالستفادة من خدماتهم .بمقابل.
تشجيع المواطنين لخدمة بالدهم باالنتساب للخدمة العسكرية وليطمئنوا .للمستقبل في حالة -2
إص..ابتهم وذل..ك بتوف..ير م..ورد م..الي بع..د إص..ابتهم وت..وظيفهم في وظ..ائف .حكومي..ة الن
الحكومة لو لم تقم بذلك لما زاد عدد المقبلين الى الجيش.
االس..تفادة من الخ..برة ال..تي يملكه..ا الجن..ود الق..دامى ال..تي اكتس..بوها خالل ف..ترة خ..دمتهم -3
بالجيش كحفظ النظام او االمن.2
وق..د أخ..ذت به..ذه الطريق..ة العدي..د من ال..دول منه..ا الوالي..ات المتح..دة األمريكي..ة خالل الف..ترة
األخيرة من الحرب العالمية الثانية ،كما قام الرئيس األمريكي روزفلت .بتوسيع تطبيق ه..ذا المب..دأ
د.عدنان العجالني -نفس المصدر -ص 185ود.مصطفى البارودي -مصدر سابق -ص.230 1
59
طبعا ً بعد ان أجازه الكونكرس ،فخصصت .بعض الوظائف الحكومية المحدودة األهمية للمحاربين
القدامى .1
كم..ا أخ..ذت فرنس..ا ب..ذلك خالل الح..ربين العالمي..ة األولى والثاني..ة وأص..درت .العدي..د من
القوانين وتم بموجب هذه القوانين تعيين العديد من الج.رحى والمع..وقين ومش..وهي .الح.رب ابت..دا ًء
من قانون عام 1872ومروراً .بقانون 1923واخيراً .قانون 26أكتوبر .عام .21946
كما أخذت لبنان في المرسوم االشتراعي رقم 141في 12/6/1959حيث ح..ددت %50
من الوظائف لقدماء رجال الجيش ،وقوى .االمن الداخلي ،واألمن العام( ،ح..اجب ،ج..اب ،مباش..ر،
مراقب ،إطفائي ،مراقب صحي ،مراقب خطوط .الهاتف ،خفير كمركي ،موزع بريد.....الخ).3
كما ميزت انجلترا في إج..راء مس..ابقاتها بين الم..دنيين والمس..رحين للتع..يين في الوظ..ائف.
التنفيذية والكتابية .4
كما أخذت الجزائر بهذه الطريقة بالنس..بة ألف..راد جيش التحري..ر الوط..ني ومنظم..ة جبه..ة
التحرير الوطنية في المرسوم المرقم 146-66 .في 2يونيو 1966 .حيث أعطت له..ذه الفئ..ة الح..ق
ببعض الوظائف .لدى الدولة .5
كما سارت مصر على هذا النهج في قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم 58 .لسنة 1971
حيث ج.اء في الم.ادة (/1ج) حيث ح.دد بق.رار من رئيس الجمهوري.ة الوظ.ائف ال.تي يتم حجزه.ا
للمصابين في الحروب الذين تسمح حالتهم بالقي..ام بإعماله..ا كم..ا يح..دد ذل..ك الق..رار قواع..د ش..غلها
ويجوز .التعيين في هذه الوظ..ائف أزواج ه..ؤالء المص..ابين أو اح..د من أوالدهم في حال..ة عج..زهم
عجزاً تاما ً أو وفاتهم.6.
عبد الزهرة ناصر الدليمي -مصدر سابق -ص 164ود.اسماعيل صبري مقلد -مصدر سابق -ص-346 1
.347
عب @ @@د الزه @ @@رة ناص @ @@ر ال @ @@دليمي -نفس المص @ @@در -ص 164ود.الطم @ @@اوي -مب@ @@ادئ علم اإلدارة -دار الفك @ @@ر 2
د.الطماوي -مبادئ علم اإلدارة العامة -نفس المصدر -ص 537ود.علي عب@د الق@ادر مص@طفى -مص@در 4
سابق -ص.234-233
محمد انس قاسم جعفر -مصدر سابق -ص.72 5
60
اما في العراق فقد عرفت هذه الطريقة اي.ام المل.ك فيص.ل بن الحس.ين وذل.ك عن.د تش.كيل
اإلدارة العراقية فقد تم حجز بعض الوظائف لدى الدوائر الحكومية لمرافقي المل..ك عن..دما ك..ان ال
يزال ملكا ً على سوريا .1
اما حاليا ً فأن العراق لم يأخذ بهذه الطريقة بحذافيرها فقد منح مجلس قيادة الث.ورة المنح.ل
في قراره المرقم 615 .في .2 15/5/1971راتبا ً تقاعديا ً لعائلته او لورثته في حال..ة وف..اة الجن..دي
او الشرطي.3.
ونحن ال نؤيد موقف المشرع العراقي .في اقتصار ح..ق رج..ل األمن او الش..رطة ب..الراتب
التقاعدي اذا توفي .أثناء الخدمة الن الراتب التقاعدي عادة اليكفي لسد حاجة عائلة الض..حية ،كم..ا
.اف
ان العمل يرد لهم اعتبارهم ومكانتهم .في المجتمع ودورهم في الحياة والحصول .على م..ورد كٍ .
وكما يشعرهم بامتنان الدولة لهم وحفظ جميلهم في دفاعهم عن بلدهم.
الوظ..ائف المحج..وزة تك..ون مقتص..رة على الوظ..ائف .القليل..ة األهمي..ة (كعم..ال التليف..ون -1
والمكتبة..الخ ) ،اما الوظائف العليا فأنها تخرج من نطاق الوظائف المحجوزة.
ع..ادة اليتق..دم المح..اربون لتعيين..ات فيه..ا مس..ابقات وامتحان..ات .وذل..ك بس..ب تش..وههم .او -2
عجزهم.
التنافس يكون بين مشوهي الحرب واألرامل واأليتام .بع..د انته..اء م..دة خ..دمتهم .في الجيش -3
ويتم التنافس بنا ًء على أسس ومعايير تحددها اإلدارة العامة تبعا ً لدرج..ة الض..رر ،وق..درة
كل فرد في العمل ،بعد اخذ موافقة وزارة المالية.4
نش@@ر ه@@ذا الق@@رار في جري@@دة الوق@@ائع العراقي@@ة بالع@@دد 1998في 1971-5-17حيث نص في مادت@@ه األولى 2
(يس @@تحق عي @@ال العس @@كري ومنتس @@ب الش @@رطة واالمن والجنس @@ية والموظ @@ف المس @@تخدم المت @@وفي اثن @@اء الخدم @@ة
@تثناء من احك@ام ق@انون التقاع@د العس@كري رقم 5 الراتب التقاعدي بصرف النظر عن م@دة الخدم@ة التقاعدي@ة اس ً
لس@@نة 1956وق@@انون تقاع@@د الش@@رطة واالمن رقم 14لس@@نة 1964وق@@انون التقاع@@د الم@@دني الم@@رقم 33لس@@نة
1966وتعديالتها.
عبد الزهرة ناصر الدليمي -مصدر سابق -ص.165 3
61
المطلب الثاني :تقلد الوظائف .القيادية والسياسية:
ان تقلد الوظائف القيادية والسياسية عادى ما يكون اختي..ار ف..ردي ال يعتم..د علي مب.دا الكف.اءة
والمساواة فقط ولكنه يعتمد ايضا علي العديد من القياسات االخري فيمكن ان يكون من خالل:
الترشيح -:
يتم في هذه الطريق..ة تع..يين المرش..ح للوظيف..ة العام..ة عن طري..ق إع..داده من قب..ل اإلدارة
العامة وسواء كان اإلعداد قبل شغل الوظيفة العامة او بعد شغل الوظيفة العامة ،بش..رط .ان يك..ون
عدد المقبولين لهذه الكليات او المعاهد عدداً مالئما ً بحيث ال يؤدي إلى تن..افس المقب..ولين فيم..ا بع..د
لشغل الوظائف .العامة الشاغرة.
وتعتبر هذه الطريقة من أكفأ الطرق وأفضلها الختي..ار .العناص..ر الكف..وءة لش..غل الوظيف..ة
العامة حيث يكون للتدريب واإلعداد الفني األهمية الخاصة لما ل..ه من اث..ر على الكف..اءة اإلنتاجي..ة
للتنظيم وهنا تكون اإلدارة فيما بعد ملزمة بتعيين خريجي هذه المعاهد والكليات.
والفترة الالزمة للتدريب تختلف من معهد او كلية الى معه.د او كلي.ة اخ.رى ومن بل.د الى
اخر حسب الرؤية اإلدارية للدولة ،وع..ادة تق..وم الدول..ة ببن..اء ه..ذه الم..دارس كم..ا تتكف..ل بتك..اليف.
تدريب وإعداد المقبولين طيلة فترة التدريب.
وما من شك ان هذه الطريقة مثالية الختيار الموظفين للعمل في الوظ..ائف العام..ة ،وان ك..انت
هذه الطريقة مكلفة كما قد تواجهها صعوبات عملية .1
لقد كان ينظر في السابق الى هذه الطريقة ،بأنها مدعاة للش..ك ،حيث انه..ا اغفلت ع..دة أس..باب
في تقديرها لهذه الطريقة -:
ان اختي..ار المرش..حين لش..غل الوظ..ائف العام..ة يتم بص..ورة مطلق..ة وليس بص..ورة دقيق..ة -1
ومتخصص..ة لك..ل ن..وع من أن..واع العم..ل ،وه..ذا م..ا يس..تلزم وج..ود .وك..االت متخصص..ة
لتعريف الموظف .بمهامه الوظيفية.
د.الطم@ @@اوي -الوج@ @@يز في الق@ @@انون اإلداري -مص@ @@در س@ @@ابق -ص 479ود.ماج@ @@د راغب الحل@ @@و -الق@ @@انون 1
اإلداري -مص@@در س@@ابق -ص 242ود .بك@@ر قب@@اني -مص@@در س@@ابق -ص177ود.الطم@@اوي -مب@@ادئ الق@@انون
اإلداري المصري -مصدر سابق -ص.598
62
كثرة التغييرات التي تحدث او تطرأ على البرامج السياسية او االقتص..ادية او االجتماعي..ة -2
للدولة وبالتالي .هذه التغييرات تعكس في الوظيفة العامة ،وهذا ما يعني عدم وجود تواف..ق
بين هذه األهداف وأداء اإلدارات العامة بمهامها .
التطور المهني والهندسي .مستمر .ودائم وهذا ما يستلزم وجود إدارات متخصصة لتدريب -3
العاملين.
ان الت..دريب ي..ؤدي الى االقتص..اد بالنفق..ات في الوظيف..ة ألن..ه يرف..ع من الق..درة اإلنتاجي..ة -4
للموظف بما يخدم أهداف الدولة.
والتدريب ليس على وتيرة واحدة بالنسبة لكل الدول فهناك تدريب قبل االلتحاق بالوظيف..ة
العامة والتدريب أثناء اداء الخدمة ،او قد يتم التدريب كف..ترة اختب..ار في العم..ل خالل ف..ترة معين..ة
تختلف هذه الفترة من بلد الى آخر أو قد يكون التدريب من قبل معاهد خاصة يدرس فيها المرش..ح
لفترة زمنية معينة تختلف ايضا ً من بلد الخر.
فالت..دريب قب..ل االلتح..اق بالوظيف..ة العام..ة لم يح..ظ باهتم..ام كب..ير في الماض..ي ،ف..أغلب
الدراسات المتخصصة كالطب والهندسة لم يتم ربطها .بم..ا تحتاج..ه الوظيف..ة العام..ة ،ه..ذا م..ا دف..ع
الجامعات الى ايجاد نوع من التطور .لهذه الدراسات بما يخ..دم الوظيف..ة العام..ة ،ومن االمثل..ة على
ذلك ما حدث في الواليات المتحدة األمريكية ،فالجامعات مرتبطة بهيئ..ة الخدم..ة المدني..ة وه..ذا م..ا
يخلق نوع.ا ً من الح..وار والفهم المتب..ادل بين الط..رفين وق..د ق..امت الحكوم..ة األمريكي..ة ومن..ذ ع..ام
1934بإجراء امتحانات متكررة سنوية لطلبة الكليات وذلك لتعيينهم بعد تخرجهم.
ومن المالح.ظ ان.ه ظه.رت ثالث م.دارس ،المدرس.ة األولى ظه.رت في بريطاني..ا وال.تي
تعتبر التعليم الذي يكون بصورة عامة بعيدة عن التخصص الدقيق .ينتج أفضل اإلداريين.
اما المدرسة الثانية فهي تنظر الى اإلدارة بأنها علم وليس فنا ً وتأخذ بالتخصص الدقيق .
والمدرس..ة الثالث..ة جمعت بين م..ا ذهبت الي..ه المدرس..ة األولى والثاني..ة ،حيث تق..وم ه..ذه
المدرسة باألخذ بالبرامج المتخصصة مع بعض برامج العل..وم اإلداري..ة واالجتماعي..ة وعلم النفس
االجتماعي.
63
بالرغم من اختالف وجهات النظر بين هذه المدارس اال ان الكل متف..ق ان ه..ذا الن..وع من
التدريب مهم والبد منه وال يمكن االستغناء عنه ،فه..ذا الن..وع من الت..دريب يزي..د من فهم المرش..ح
وإلمامه بجميع المشاكل اإلدارية .1
والمثل على ذلك فرنسا التي أنشأت العديد من المدارس منها مدرسة اإلدارة ال..تي أنش..ئت
ع..ام 1945وال..تي يتم تع..يين خ..ريجي ه..ذه المدرس..ة للعم..ل في وظ..ائف مجلس الدول..ة ومحكم..ة
المحاسبة ووظائف السلك السياس.ي .ووظ..ائف مفتش..ي المالية .2ويتم اختي..ار .طالب ه..ذه المدرس..ة
بنا ًء على مسابقتين األولى تتعلق بالطلبة غير الموظفين والذين لديهم مؤهالت خاص..ة ،والمس..ابقة
الثانية تختص بالموظفين وخدماتهم التقل عن خمس سنوات في العمل بالوظيف..ة وع..ادة م..ا تك..ون
مواضيع المسابقة تخص كالً من الثقافة العامة والمعلومات القانونية واإلدارية واالقتص..ادية ،ويتم
تعيين من ينجح دون إجراء امتحانات مسابقة آخري لدى الدخول لشغل الوظيفة العامة .3
وهو ما أخذت به الواليات المتحدة األمريكية وذلك بتأسيس العديد من المعاهد والم..دارس
التي تقوم بأعداد وتدريب .الطلبة .4
وهو ما أخذت به الجزائر حيث توجد في اغلب المحافظات مراكز للتكوين اإلداري ،كم..ا
توج..د مراك..ز لتك..وين المعلمين ومراك.ز .التك..وين الط..بي والتق..ني والمه..ني ،ومهمته.ا .ه..و إع..داد
وتدريب األش..خاص لش..غل الوظ..ائف .اإلداري..ة ،وتل..تزم .اإلدارة فيم..ا بع..د بتع..يينهم .بع..د اجتي..ازهم
امتحانات معينة ،وبمقابل ما تنفقه الدولة ،يلتزم الطالب بالعمل في إحدى وظائف الدولة .5
وهذا ما نص..ت علي..ه الم..ادة ( )22من الق..انون األساس.ي .الع..ام للوظيف..ة العمومي..ة (تتخ..ذ
الدول..ة والجماع..ات المحلي..ة والمؤسس..ات والهيئ..ات العمومي..ة الت..دابير الالزم..ة لض..مان تك..وين
المترشحين لوظيفة عمومية وكذلك تحسين معارف الموظفين وترقيتهم وتح..دد بمرس..وم الش..روط
العامة التي يمكن ضمنها القيام بتكوين الموظفين وتحسين معارفهم) .وتحدد .شروط .انشاء المعاهد
د.اس@@ماعيل ص@@بري مقل@@د -دراس@@ات في اإلدارة العام@@ة -مص@@در س@@ابق -ص .358-355و د .خال@@د خلي@@ل 1
الظاهر -القانون األداري -ك -ط -1دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة -1998 -ص .214
د.طعيمة الجرف -القانون اإلداري -مصدر سابق -ص.580 2
د.طعيم @@ة الج @@رف -الق @@انون اإلداري -نفس المص @@در -ص .581-580وعب @@د الزه @@رة ناص @@ر ال@@@دليمي- 3
64
والمدارس وطريقة قبولهم .للطالب في ه.ذه المؤسس.ات .بم.وجب مرس.وم ،ومن األمثل.ة على ذل.ك
المدرسة الوطنية لإلدارة ومدرسة تكوين الضباط والشرطة .1
اما في مصر فتوج..د بعض المعاه..د كمعاه..د الص..يرفة ومعاه..د المعلمين وكلي..ة الش..رطة
والكلية الحربية حيث تلزم هذه المعاهد والكليات الحكومة بتوظيف طالبها .2
اما في العراق فقد اخذ به..ذه الطريق..ة ولكن دون إنش..اء معاه..د متخصص..ة وانم..ا بإنش..اء
دورات في ال..وزارات يتم اإلعالن عنه..ا في الص..حف ويلتح..ق من ي..رغب بااللتح..اق به..ا وف..ق
شروط تعلن عنها وذلك لتدريب المقبولين على ممارسة الوظائف .العامة عمليا ً ونظري.اً ،وه..ذا م..ا
تم من قبل مديرية الكم..ارك وبالنس..بة ايض.ا ً للرقاب..ة العام..ة ومديري..ة ال..واردات العام..ة ،فيش..ترط.
لتوظيفهم في الوظائف .تخرجهم من هذه الدورات .3
وقد اخ..ذ الع..راق فيم..ا بع..د بإنش..اء المعاه..د والكلي..ات كالكلي..ة العس..كرية وكلي..ة الش..رطة
ومعاهد المعلمين ومعهد .االتصاالت التابع لوزارة النقل .4
أما التدريب خالل الخدمة فيكون للموظف .المعين في الوظيفة العامة وذلك تمهيداً لترقيت..ه
فيها وعادة م.ا يتم ت..دريب ه.ذا الموظ..ف من قب..ل رؤس..ائه في المؤسس.ة او ق..د يتم من قب..ل هيئ..ة
مختصة بذلك خارج دائرته الوظيفية وتقوم .هذه الهيئة او المنظمة بتنظيم .وإعداد الدورات لتدريب
الموظفين لممارسة المهام الوظيفية ولمواجهة المشكالت التي قد تعترضه ،ومن الدول التي اخذت
بهذه الطريق..ة هي مص.ر .حيث ق..ام الجه..از المرك..زي .للتنظيم واإلدارة او المعه..د الق..ومي للتنمي..ة
اإلدارية او المركز العربي للبحوث واإلدارة بتنظيم وإعداد الدورات التدريبي..ة للم..وظفين بالدول..ة
في مختلف المجاالت ،هذا في حالة الترفيع ،اال ان إجراء مثل هذه الت..دريبات ال يمن..ع من تط..وير
قدرات الموظف في إداء اعماله الوظيفية ورف..ع مس..توى .الكفاي..ة االنتاجي..ة وليس لترفيع..ه لدرج..ة
اعلى.5
اعلن عن ه@@ذه ال@@دورات في جري@@دة الت@@أخي في الع@@دد@1251في1973-2-5حيث ح@@ددت الش@@روط المطلوب@@ة 3
د.أحم @@د حاف @@ظ نجم -الق @@انون اإلداري -ط -1ج -2دار الفك @@ر الع @@ربي -1981 -ص 167ود .اس @@ماعيل 5
65
وع..ادة م..ا يتم ت..دريب الم..وظفين من خالل المحاض..رات ال..تي تتكلم عن ظ..روف .العم..ل
والمشاكل التي قد تعترض الموظفين في العمل وانقسم الرأي بش..أن ه..ذه الطريق..ة -:رأي ال يقل..ل
من أهمية المحاضرات .وخصوص.ا ً اذا ك..ان الغ..رض من الت..دريب واإلع..داد ه..و ط..رح المش..اكل
وحلول معينة لهذه المشاكل فمثل هذه المشاكل التحل اال بالمناقشة.
كما قد يؤخ..ذ بأس..لوب المناقش..ات الجماعي..ة او ق..د يتم تمثي..ل األدوار او اس..تخدام وس..ائل
اإليضاح او الكتيبات والنشرات او عن طريق المشاهدة والتدريب داخل العمل ذاته او عن طري..ق
المجموعات.1
اإلعداد الفني قبل التعيين بالنسبة للمرشحين يتم عن طريق .المعاهد والكليات واليتم تعيين -1
اي طالب فيهم اال بعد تخرجهم .من هذه المعاهد او الكليات.
إعداد الم.وظفين المعي.نين وذل.ك ل..ترقيتهم .لدرج.ة اعلى ،فالت..دريب ينمي المه.ارات ل..دى -2
الموظفين .2
ونحن نؤي..د ب..أن ه..ذه الطريق..ة هي أفض..ل الط..رق .لتع..يين الم..وظفين اال انه..ا مكلف..ة ولكن الكلف..ة
ستساعد في انماء القدرات الذاتية للموظف .كما سيساعد في رفع مستوى االنتاج.
لقد كانت هذه الطريقة هي الس..ائدة تقريب.ا ً في الس..ابق ،اال ان ه..ذه الطريق..ة تقلص..ت فيم..ا
بعد ،وخصوصا ً مع تقدم الديمقراطية في دول العالم ،وظهور .مبدأ المساواة امام الوظائف العام..ة،
وهذا ما جاء به مؤتمر العمل الدولي في توص..يته المتعلق..ة بحري..ة ال..دخول للوظ..ائف .العام..ة ع..ام
،1958حيث ان من اهم المبادئ التي جاء بها المؤتمر .هي تك..افؤ .الف..رص بين جمي..ع المرش..حين
د.محم @@د ف @@ؤاد مهن @@ا -سياس @@ة الوظ @@ائف العام @@ة وتطبيقاته @@ا في ض @@وء مب @@ادئ علم التنظيم -دار المع @@ارف- 1
-1967ص 375وم @@ا بع @@دها ود .احم @@د رش @@يد -الجه @@از اإلداري -ط -2مطبع @@ة دار الكتب -1971 -ص
478وما بعدها.
د .علي عبد القادر مصطفى -مصدر سابق -ص.226 2
66
للتعيين والعمل ،كما أضاف المؤتمر انه يجب على اإلدارة او الوزراء ان اليتحيزوا في االختي..ار
لتولي الوظيفة العامة بين المرشحين .1
ويقتضي هذا النظام .ان يتم تعيين المرشح على اساس الطبقة االجتماعية التي ينتمي اليه..ا
او اسرة معينة ذات سمعة كبيرة الختيار .القادة او لشغل الوظائف .القيادية ومن الدول ال..تي اخ..ذت
بهذه الطريقة هي مصر .في زمن الفراعنة حيث كانوا يختارون الشخصيات المهمة ومنها .االمراء
والنبالء لشغل المناصب القيادية منها عضوية مجلس الحكم ،كما اخذت ب..ه مص..ر بالنس..بة لبعض
الوظائف كوظائف السلك الدبلوماسي .والوظائف .القضائية قبل قيام الثورة االشتراكية.
وايضا ً من الدول الغربية التي أخذت بهذه الطريقة هي كل من انجلترا وفرنسا خصوص..ا ً
الوظائف التي تتطلب انفاقا ً عاليا ً ومظاهر راقية فمثل ه..ذه المق.درات المالي.ة ال تت..اح ع.ادة لعام..ة
الش..عب ال..ذي اليمل..ك س..وى .راتب..ه البس..يط من ه..ذه الوظ..ائف وهي وظ..ائف الس..لك الدبلوماس..ي
والقضائي.
ومن الطبيعي ان نتوصل ونقول ان هذه الطريقة ال تتالءم مع مبادئ الديمقراطية ،والم..ع
مبدأ المساواة بين جميع المواطنين لتولي الوظ..ائف العام..ة وال المب..ادئ العلمي..ة ال..تي تق..وم عليه..ا
اإلدارة الختيار افضل المرشحين لشغل الوظيفة العامة ،فمن ضمن الديمقراطية هي ع..دم التمي..يز
بين المواطنين سواء بسبب الجنس أو ال..دين او الم..ذهب أو األص..ل االجتم..اعي وه..ذا المب..دأ نص
عليه إعالن حقوق اإلنسان العالمي وايضاً .هناك غالبية الدول ال..تي تنص في دس..اتيرها .على ع..دم
التمييز بين المواطنين الي سبب كان ومنها على سبيل المثال الدستور العراقي الحالي في المادة (
.)14
كما أن هذه الطريقة ال تتالءم مع مبدأ المساواة وتس..اوي .الف..رص ام..ام جمي..ع المواط..نين
الذين تتوافر .فيهم نفس شروط التوظف .المنصوص عليها بالقانون.
كما ال يتالءم مع المبادئ العلمية التي تق..وم على أساس..ها .اإلدارة باختي..ار األش..خاص الن
الشغل الشاغل لإلدارة هي اختيار أكفأ الموظفين ألداء أفضل الخدمات للجمهور .
د.عبد@ الغني بسيوني -مصدر سابق -ص 215ود .ابراهيم عبد العزيز شيحا -مصدر سابق -ص-163 2
.164
67
في هذه الطريقة يك..ون لإلدارة الحري..ة المطلق..ة في اختي..ار الم..وظفين ،فال ش..رط والقي..د
على اإلدارة الختيار الموظف .لشغل الوظيفة العامة ،وهذه الطريقة قديمة ،شاع استعمالها في ك..ل
من الوالي..ات المتح..دة األمريكي..ة واالتح..اد .الس..وفيتي( .س..ابقاً) ومص..ر ،اال ان معظم دول الع..الم
عزفت عن استخدام .هذه الطريقة اال بالنس..بة للوظ..ائف .العلي..ا ال..تي تس..تلزم الثق..ة اك..ثر من ت..وافر.
شروط التوظف .
هذه الطريقة تتعارض مع مبدأ تكافؤ .الف..رص والمس..اواة بين جمي..ع المواط..نين في ت..ولي
الوظائف العامة باإلضافة الى انها تؤدي .الى االنحراف باستعمال .السلطة واختيار األشخاص غير
األكفاء لهذا المنصب وهذا يعطي لإلدارة السلطة التقديرية .1
هذه الطريقة اتبعت في لبنان في زمن الحكم العثماني في عهد اإلمارات ،حيث كان تعيين
المستشارين والجباة والكتبة يتم من قبل األمير وبدون اي ش..رط او قي..د وه..ذا م..ا ادى الى انتش..ار.
الفساد والرشوة لشراء الوظيفة في اإلدارة العامة بحيث أصبح في ذلك ال..وقت خدم..ة الدول..ة التتم
اال بدفع مبلغ من المال .2
كما ان هذه الطريقة (طريقة االختيار الحر غير المقي.د ب.آي معي.ار او ش.رط) اخ.ذت به.ا
مص..ر قب..ل ص..دور الق..انون الم..رقم 210 .لس..نة 1951وه..ذا م..ا ادى الى ت..دني المس..توى المه..ني
للموظفين.3
وايض .اً .ه..ذا م..ا أخ..ذت ب..ه فرنس..ا من..ذ قي..ام النظ..ام .الملكي ح..تى الث..ورة الفرنس..ية س..نة
1789فكان النظام الفرنسي آن..ذاك اش..به باإلقط.اع ال..ذي يخت..ار موظفي.ه دون التقي..د ب.آي ش..رط .4
وايضا ً عرفت فرنسا هذا النظام منذ بداية القرن التاسع عش..ر حيث ك..ان التع..يين في الوظ..ائف .يتم
بنا ًء على س..لطة اإلدارة التقديري..ة ،اال ان ه..ذا النظ..ام تغ..ير بم..رور الزم..ان واقتص.ر .على بعض
الوظائف .5فقد جاء في قانون العاملين في فرنسا .لسنة 1959الشروط .الالزم توافرها .في المرشح
لتولي الوظيفة العامة واشترط .ايض.ا ً نظ.ام المس.ابقات للمتق.دمين لش.غل الوظ.ائف .العام.ة م.ا ع.دا
كمال نور اهلل -نظام العاملين في فرنس@ا -منش@ورات المنظم@ة العربي@ة للعل@وم اإلداري@ة -مطبع@ة المعرف@ة - 1
- 1971القاهرة -ص.17
فوزي حبيش -مصدر سابق -ص.80 2
د.محم @@د س @@ليمان الطم @@اوي -الوج @@يز في الق @@انون اإلداري -مص @@در س @@ابق -ص 283ود.علي عب @@د الق @@ادر 3
د.غازي فيصل مهدي -التعيين في الوظائف العليا -مجلة كلي@ة الحق@وق-جامع@ة النه@رين -المجلد -3الع@دد 5
68
بعض الوظائف .الخاصة يحددها القانون كالسفير ،المدير العام ،ومدراء االقاليم ،وعم..داء المعاه..د
االكاديمية .1
وقد كانت الوالي..ات المتح..دة األمريكي..ة تأخ..ذ به..ذا النظ..ام ايض.اً ،فبع..د ان وص..ل ان..دور
جاكسون الى الحكم ارتكز الى مبادئ جديدة ،فصدور القانون في سنة ،1820ابتدع نظاما ً جدي..داً
يسمى بنظام الغنائم ،فكان من حق الرئيس تعيين من يشاء دون ان يكون هن..اك اس..س او ض..وابط
يتم التعيين بمقتضاها ،فأن نظام الحكم في الواليات يقوم على تعيين أعضاء الح..زب الف..ائز لش..غل
الوظائف العامة وبالتالي .طرد ك..ل من يخ..الف رآي الح..زب الف..ائز ،اال ان ه..ذا النظ..ام اثبت ع..دم
جدارته وانتشار الفساد فأدى ذل..ك الى إص..الح إداري تم في ع..ام 1883ليعلن عن نظ..ام الج..دارة
لشغل الوظائف .العامة بالنسبة للمرشحين اليها .2
ام..ا عن المملك..ة المتح..دة فح..تى منتص .ف .الق..رن الماض .ي .ك..ان النظ..ام .فيه..ا قائم .ا ً على
المحسوبية والمؤثرات السياسية ولم يكن قائما ً على الخبرة والكفاءة العلمي..ة ،وق..د ادى التغي..ير .في
شاغل الوظيفة الى عدم االستقرار والفوضى وهذا ما أدى الى موجة من السخط واالحتجاج .ح..تى
صدور قانون اإلصالح في ع..ام 1855حيث تم تأس..يس لجن..ة الخدم..ة المدني..ة المتألف..ة من ثالث..ة
أعضاء تتولى وضع امتحانات لطالب الوظيفة العامة وتلت بع..د ص..دوره الكث.ير من اإلص.الحات
في ع...ام 1859و 1870وأبرزه...ا .ك...ان في األع...وام ،1914-1890،1910-1884 ...،1875
1931-1929 .،1918لتقر كل هذه اإلص..الحات بنظ..ام الج..دارة والكفاي..ة في اختي..ار الم..وظفين
لشغل الوظائف .العامة .3
أم.ا ال.دول ال.تي يس.ودها .الح.زب الواح.د ومنه..ا ال.دول االش.تراكية ايض.ا ً ك.ان لالعتب.ار
السياسي دوره األساسي في التعيين خاصة في الوظائف العليا .4اال ان ذلك دفع الدول الى تع..ديل
قوانينها .وقصرت االختيار .الحر لبعض الوظائف .العليا.
د.محم@ @@د انس قاس@ @@م جعف@ @@ر -نظم الترقي@ @@ة في الوظيف@ @@ة العام@ @@ة -رس@ @@الة دكت@ @@وراه -ج -121القس@ @@م االول- 2
موسوعة القضاء والفقه للدول العربية -ص 75ومابعدها ود.عادل الطبطبائي -قانون الخدمةالمدنية الكوي@تي
الجدي@@د -مص@@در س@@ابق -ص127-126ود.ان@@ور رس@@الن -نظ@@ام الع@@املين الم@@دنيين@ بالدول@@ة والقط@@اع الع@@ام-
مكتبة النهضة العربية -1983 -ص.126-125
د.غ@@ازي فيص@@ل مه@@دي -مص@@در س@@ابق -ص114و د.اس@@ماعيل ص@@بري مقل@@د -مص@@در س@@ابق -ص-347 3
.352
د.غازي فيصل مهدي -نفس المصدر -ص.114 4
69
وما اتفق عليه اقتصار .حري..ة اإلدارة في اختي..ار الم..وظفين لش..غل الوظ..ائف العام..ة فق..ط
على الوظ..ائف .السياس..ية والقيادي..ة واس..تبعاد اإلداري..ة والعلمي..ة من حري..ة اإلدارة الن مص..لحة
اإلدارة هي ضمان سير المرافق العامة وأداء مهامها بكفاءة عالية وسنبين االن شروط التعيين في
الوظائف العليا ،فقوانين جميع الدول تضع شروطاً .لشغل المناصب العالية ومن الدول التي أخ.ذت
بهذه الطريقة هي امريكا .وانجلترا وفرنسا والجزائر .والكويت ومصر.
فنجد ان الواليات المتحدة األمريكية حددت الوظائف العليا بطوائف .معينة منها الوزراء .1
ورؤساء الهيئات الكبيرة المستقلة ووكالء الوزراء وشاغلي الوظائف .السياسية ،يتم تعيينهم بق..رار
صادر من رئيس الجمهورية بعد اخذ موافقة الكونكرس .األمريكي .فالوظائف العليا غالبا ً ما تتس..م
بسمة الشخصية وليست الموضوعية .2
اما في فرنسا .فقد حددت الوظائف العلي..ا ال..تي لإلدارة الحري..ة في اختي..ار ش..اغلها ب..االتي
(وظائف المديرين العامين ومديري .اإلدارات المركزية بالوزارات ووظيفة سكرتير عام الحكومة
وغيرها ) وللحكومة الحرية التام..ة في تع..يين اح..د المرش..حين له..ذه الوظ..ائف م..ا ع..دا م..ا يتعل..ق
بشخصية المرشح من كونها مرموقة وموثوقة إلدارة الوظائف العليا فيها .3اما انجلترا فالوظائف.
العليا فيها تشمل االتي (السكرتير .العام للوزارات .والمدراء العامين ).4
اما الكويت فالوظائف العليا فيها تشمل وظائف .المجموعة األولى ودرجاتها ثالث الدرجة
الممتازة ودرجة وكيل الوزير ودرجة وكيل وزارة مساعد .5
ثار خالف حول اعتبار الوزير موظفاً فالفقه الفرنسي يعتبره موظفاً اما الفقه االلماني فال يعتبره ك@@ذلك ،ام@ا 1
الفق @@ه الكوي@@تي فل@@ه رآي@@ان فمنهم من يعت @@بره موظف @اً ومنهم على خالف ذل @@ك.ام@@ا الع @@راق فحس@@ب ق@@رار مجلس
شورى الدولة المرقم 991-16في 1991-7-2فال يعتبروه كذلك(هذا القرار غير منشور) هذا ومن الج@@دير
بال@ @@ذكر ان التش@ @@ريع الع@ @@راقي ق@ @@د هب@ @@ط احيان @ @اً بمرك@ @@ز ال@ @@وزير الق@ @@انوني لم@ @@ا ه@ @@و ادنى من المرك@ @@ز الق@ @@انوني
للموظف .د.غازي فيصل -النظام القانوني للترقية في الوظيفة العامة في العراق -دراسة مقارنة -أطروحة
دكتوراه مقدمة إلى كلية القانون-جامعة بغداد -1992 @-هامش.46-45
زكي محمود هاشم -االختيار لشغل الوظائف العليا بالجه@از الحك@ومي -منش@ورات المنظم@ة العربي@ة للعل@وم 2
-1979ص.91
د.اسماعيل صبري مقلد -دراسات في اإلدارة العامة -مصدر سابق -ص.350 4
د.عادل الطبطبائي -مصدر سابق -ص 17ود.ماجد راغب الحلو -مصدر سابق -ص.240-239 5
70
اما في الجزائر فقد حدد المرسوم 140-66في 2يونيو 1966الوظائف .العليا التي يك..ون
للحكومة فيها السلطة المطلقة ومنها .االمين العام للحكومة واألمناء العامون للوزارات والمفتش..ون
العامون والمديرون العموميون والسفراء والقناصل والمحافظون وغيرهم ويتم التعيين فيها بقرار
من رئيس الجمهورية .1
ام...ا في مص...ر فنج...د ان التع...يين في الوظ...ائف .العلي...ا يتم بن...ا ًء على ق...رار من رئيس
الجمهورية وهذا ما ذهب اليه قانون العاملين المدنيين بالدولة رقم 47لسنة.2 1978
ام..ا في الع..راق فق..انون الخدم..ة المدني..ة رقم 24لس..نة 1960المع..دل ح..دد الش..روط
الشخصية والموضوعية في المادتين ( )8، 7اال ان الوظائف الخاصة منها وظيفة العميد والمدير
العام والمفتش العام و الوزير .المفوض والمحافظ .والمستشار .المس..اعد في حال..ة تع..يينهم او إع..ادة
تع..يينهم يتم بمرس..وم .جمه..وري بن..ا ًء على أق..تراح س..ابق من ال..وزير .المختص وبع..د اخ..ذ موافق..ة
مجلس ال...وزراء ،اال ان مجلس قي...ادة الث...ورة (المنح...ل) اص...در ق...راره الم...رقم 1077في
12/8/1981حدد فيه الوظائف ذات الدرجات الخاصة ان الوظ..ائف الم..ذكورة س..ابقا ً يتم التع..يين
فيها بقرار من رئيس الجمهورية .3
اال انه من المالحظ ان الشريعة اإلسالمية لم تفرق بين الوظ..ائف .العلي..ا والوظ..ائف .ال..دنيا
اي بمعنى آخر بين الموظف الكبير والموظف الصغير ،فأساس او معيار اختي..ار الموظ..ف لش..غل
الوظيفة العام..ة ه..و الج..دارة والكف..اءة ،فمن اليمل..ك الم..ؤهالت الالزم..ة اليتم تعيين..ه في الوظيف..ة
العامة مهما كانت درجة قرابته اوصداقته من الرسول (ص) ومن األمثلة على ذلك ما ح..دث ألبي
ذر الغفاري عندما طلب من الرس..ول (ص) ش..غله الح..د المناص..ب اال ان الرس..ول (ص) ض..ربه
بيده على منكبيه وقال ان الوظيفة أمانة وانت ضعيف التستطيع إدارته..ا ب..النحو .المطل..وب وانه..ا
في يوم القيامة خزي وندامة واليأخذها او يشغلها اال من يس..تحقها اي ص..احب الم..ؤهالت الكافي..ة
د.علي عب@@د الق@@ادر مص@@طفى -مص@@در س@@ابق -ص 223ود.محم @د@ انس قاس@@م جعف@@ر -مص@@در س@@ابق -ص 1
.66-65
د.زكي محم@@ود هاش@@م -أنظم@@ة الترقي@@ات في ال@@دول العربي@@ة -دراس@@ة مقارن@@ة -منش@@ورات المنظم@@ة العربي@@ة 2
المنح@ @ @ @ @ @ @ @ @@ل 1368في 1977-12-15وق@ @ @ @ @ @ @ @ @@راره 1298في 1978-9-30وق@ @ @ @ @ @ @ @ @@راره 445في -4-4
1978وقانون المصرف العقاري رقم 22لسنة .1991
71
لشغل الوظيفة العامة كما ورد في احد احاديثه (من ولي من امر المسلمين ش..يئا ً ف..ولى رجالً وه..و
يجد من هو أصلح للمسلمين منه فقد خان هللا ورسوله والمؤمنين .1
اخ..يراً يفهم من التع..يين في الوظ..ائف العلي..ا ان..ه يتم بن..ا ًء على اإلرادة الح..رة للس..لطة
المختصة بالتعيين وعادة ما يك.ون رئيس الجمهوري.ة فال يوج.د معي.ار اوش.رط .او قي.د على ارادة
اإلدارة الحرة ،وانما الثقة بالمرشح قد تكون سببا ً لشغله الوظيفة.
اال انه يجب التنويه بعدم االكثار من هذا الن..وع من الوظ..ائف .ال..تي يتم فيه..ا التع..يين بن..ا ًء
على إرادة اإلدارة الح..رة الن مث.ل ه..ذا االكث..ار ي.ؤدي الى المحس.وبية والفس..اد وبالت.الي .وص.ول.
مجموعة من األشخاص الى الوظيفة وهم ال يستحقون الوظيفة وبالت..الي ال ت..ؤدي الوظيف..ة العام..ة
مهامها الرئيسية وهي إعطاء اكبر فائدة للجمهور بأقل نفقة ويجب اقتصار مثل هذه الوظائف .التي
تعتمد على إرادة اإلدارة الحرة على الوظائف .ذات الصبغة السياسية والقيادية .2
أما عن نسبة المرأة في شغل والمشاركة في تولي الوظ..ائف .العلي..ا فاإلحص..ائيات تختل..ف
من دولة الى أخرى ففي الواليات المتح..دة األمريكي..ة فنس..بة م..ا تش..غلها الم..رأة من وظ..ائف علي..ا
التتجاوز.3 %2 .
اما في فرنسا .فأن نس..بة مش..اركة النس..اء في الوظ..ائف .العلي..ا هي % 4.6في ع..ام 1973
حيث توجد 582وظيفة قيادية التشغل النساء فيها سوى 27امرأة وهذا طبقا ً لما اعده القسم التابع
لإلدارة العامة .4
ام..ا ف..رص النس..اء في ال..دول العربي..ة فلم تكن اوف..ر من فرص..ها .في ال..دول األوربي..ة
5
واألمريكية اذ حالت دون وصول المرأة بنسبة كبيرة للوظائف .العامة القيادية عراقيل كثيرة.
د .محمد سليمان الطم@اوي -ض@مانات الم@وظفين بين النظري@ة والتط@بيق -مجل@ة العل@وم اإلداري@ة -ع -1س 2
-1969 -11ص.387-386
فوزي حبيش -الوظيفة العامة وإ دارة شؤون الموظفين -منشورات المنظمة العربية للعل@@وم اإلداري@@ة -ع@@دد@ 3
-262ص.93
د.اميمة فؤاد مهنا -المرأة والوظيفة العامة -مصدر سابق -ص 103وما بعدها. 4
سامية شاتيال -المرأة العاملة في الوطن العربي من خالل التشريعات العمالية -مجلة العمل العربية -ع-4 5
72
ومن الدول العربية المملكة العربية السعودية فأحك.ام .الش.ريعة اإلس.المية هي الس.ائدة في
البالد وهذه األحكام تمنع مشاركة الم..رأة في الوظ..ائف القيادي..ة والتعليمي..ة والمص..رفية وغيره..ا،
فقط الوظائف التي تسمح بها الشريعة اإلسالمية تشارك .فيها النساء .1
اما في العراق فعدد المدراء العامين الذين يخضعون لقوانين الخدمة المدني..ة ال..ذكور فيه..ا
بلغ 2246وعدد اإلناث فيها .2220
اما ماذهبت إليه الشريعة اإلسالمية فقد ساوت مابين الرج..ل والم..رأة في ت..ولي الوظ..ائف.
العامة ،فقد شاركت المرأة في الس..لم والح..رب فش..اركت .في ك..ل الغ..زوات بم..ا يتواف.ق .طبع.ا ً م..ع
طبيعتها األنثوية ،اال ان هن..اك من ل.ه رأي مخ.الف بالنس..بة لوظ..ائف اإلم..ارة والقض..اء وي..رفض
تولي المرأة لهذه المناصب.3
واخيراً اليسعنا القول اال ان نصيب المرأة من شغل الوظائف .العامة سواء القيادية منها ام
العادية هو نصيب ضئيل بالنظر الى النسبة التي تشغلها في هذه البلدان وخصوص .ا ً العربي..ة منه..ا
فلقد أثبتت اإلحصائيات بأن عدد النساء يتجاوز .عدد الرجال وبالرغم من ذلك ان عدد الرج..ال في
شغل الوظائف .العامة هو أكثر من عدد النساء وذلك ألس..باب تتعل..ق ب..المجتمع المغل..ق وبالع..ادات
وبالتقاليد واحيانا ً بالدين التي تمنع أبداع المرأة في مج..ال العم..ل س..واء القي..ادي ام الع..ادي ،اال ان
هناك دعوات متواصلة من جمعيات نسوية لرفع واألخذ بيد المرأة العربية.
اما عن مدى خضوع الموظف .الذي يوظف .بنا ًء على س..لطة اإلدارة الح..رة لف..ترة تجرب..ة
فهذه تختلف ،الن األصل العام هو ان جميع الموظفين يجب إخضاعهم لف..ترة تجرب..ة فعلي..ة للتثبت
من كفاءة وفعالية الموظف لشغل الوظيفة العامة.
اال ان شاغل الوظيفة العليا عادة ال يخضع لفترة تجربة الن بقاءه في هذه الوظيفة هو في
الواقع خاضع للتجربة خالل قيادته للوظيفة العليا.
اال انه من المالحظ في العراق صدور .قرارين من مجلس قيادة الثورة المنحل الم..رقم 45
في 12/2/1991حيث اعطى للوزير .المختص تعيين الم..دراء الع..امين وكال..ة وإخض..اعهم .لف..ترة
عائشة احمد الحسيني -التخطيط لالحتياجات من الكفاءات اإلداري@ة النس@ائية في المملك@ة العربي@@ة الس@عودية- 1
73
تجربة مدتها ( )6أشهر كما جاء قرار مجلس قيادة الثورة في الفق..رة األولى من..ه الم..رقم 214 .في
2/7/1991ال..ذي أعطى ل..وزير الداخلي..ة ص..الحية تع..يين المفتش..ين اإلداريين والق..ائم مق..امين
ومديري .النواحي وإخضاعهم ايضا ً لفترة م..دتها 6اش..هر تحت التجرب..ة وه..و م..ا لم ي..بين مص..ير
الموظف بعد مدة التجربة وهي عادة 6اشهر هل يثبت في الوظيف..ة عن طري.ق .ص..دور المرس..وم
الجمهوري .من رئيس الدولة ام يبقى في وظيفته السابقة.
المبحث الثاني :الرقابة على تطبيق مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة
ان الرقابة علي التعيين في الوظائف .العامة وبشكل خاص الرقابة علي مب..دأ الكف..اءة هي خاض..عة
للسلطات االداري.ة و الس..لطات القض..ائية وه..و م.ا اق..ره المش..رع االم.اراتي .والمش.رع .المص.ري.
والمشرع العراقي .واغلب القوانين االدارية اهتمت بهذا النوع من الرقاب..ة لض..مان النزاه..ة وع..دم
التالعب وعلي ذلك تم تقسيم هذا الي مطلبين علي النحو التالي:
ان قرار .التعيين ه..و عم..ل إداري انف..رادي وبالت..الي .فيك..ون الموظ.ف .في مرك..ز ق..انوني.
تنظيمي ،وبالتالي فأن اداة التعيين تكون عمالً شرطيا ً وهذا م..ا ي..ؤدي .الى إض..فاء ص..فة الموظ.ف.
على شاغل الوظيفة العامة وكذلك تمتع الموظف بكافة االمتيازات الوظيفية ،ماع..دا ال..راتب ال..ذي
اليستحقه اال بعد مباشرته العمل .1
د.ش @@اب توم @@ا منص @@ور -الق @@انون اإلداري -ك -2دار الع @@راق للطب @@ع -1980 -ص 321ود.علي محم @@د 1
74
وان آثار القرار اإلداري تظهر .من يوم صدوره ،او من التاريخ المحدد في ق..رار التع..يين
وهذا ما أخذت به المحكم.ة اإلداري..ة العلي..ا في مص..ر في حكمه.ا الص..ادر في ،1965 ./4/4ه.ذا
بخالف من يقول بأن بدء التاريخ يكون من يوم تسلم الموظف .لعمله الوظيفي فهذا التاريخ اليؤخ..ذ
به اال في حساب الراتب ونحن نؤيد رآي المحكمة .1
فمن الناحية المادية فكما قلنا ان الموظف في عالقته مع اإلدارة يك..ون في مرك..ز تنظيمي
تنظمه القواعد القانونية العامة.
وبما ان القرار اإلداري في تعيين الموظف .هو عمل شرطي فيترتب .عليه النتائج االتية -:
اليستطيع الموظف .مناقشة اإلدارة في شروط العمل فهذه الشروط .محددة بموجب القواعد -1
القانونية.
اليمكن إنشاء مركز .خاص ألي موظف ،فكل ما يتم االتفاق عليه مابين الموظف .واإلدارة -2
يعتبر باطالً اذا كان منشئا ً لمركز خاص.
وتبعا ً لذلك فقد قرر مجلس الدولة الفرنسي بخضوع الموظف .الحكام الوظيفة العامة حتى
قبل قبوله الوظيفة وهذا ما ج..اء في ق..راره في 13ك..انون الث..اني ع..ام 1911وفي ق..راره في 22
كانون االول ،1924اال ان مجلس الدولة الفرنس..ي وفي ق..راره في 20ش..باط 1924افص..ح ب..أن
من حق الموظف .رفض الوظيفة فالوظيف..ة ليس..ت اجب..ار الموظ..ف على قبوله..ا ،ف..القرار .اإلداري
بتعيين احد افراد له جانبان االول -:بأن..ه ق..رار ص..ادر من اإلدارة بأرادته..ا المنف..ردة ومن ج..انب
آخر يستطيع .الفرد رفضه.
ف...ذهب معظم الفق...ه في القض...اء اإلداري .الى اعتب...ار الق...رار اإلداري في تع...يين اح...د
الموظفين بأنه قرار .صادر من قبل اإلدارة بإرادتها المنفردة ،ولكن ه..ذا الق..رار معل..ق على قب..ول
الموظف للوظيفة او رفضه (إي معلق على شرط فاسخ) وبالتالي رتب القضاء النتائج اآلتية-:
75
اليمكن لإلدارة سحب القرار المتعلق بتع..يين اح..د األش..خاص ح..تى ل..و ك..ان الموظ.ف .لم -4
يقبل بالوظيفة اال في حاالت معين..ة تتحق..ق فيه..ا ش..روط س..حب الق..رار اإلداري المتعل..ق
بتعيين احد األشخاص.
-5خضوع .الموظف حتى قبل قبوله للوظيفة للسلطة اإلدارية.1
-1تاريخ صدور .القرار او التاريخ المحدد في القرار او تاريخ نشر القرار ه..و الت..اريخ ال..ذي
تبدأ فيه الرابطة الوظيفية ما بين الموظف واإلدارة العامة ،2اما في القانون اللبناني ف..أن
الرابطة الوظيفية تبدأ من تاريخ مباشرة الموظف .لعمله واليعمل باالثر الرجعي .3
-2عندما تصدر اإلدارة العامة قراراً .بتعيين احد الموظفين ف..الموظف .حينه..ا يل..تزم باإلحك..ام.
والقواعد التي تحكم الوظيفة العامة.
-3يمكن لإلدارة ان تصدر .قرار التع..يين بت..اريخ س..ابق على ص..دوره اي يك..ون ب..أثر رجعي
وذلك اذا طلبت اإلدارة من احد اإلفراد العمل وبعد .ذلك تص..در .ق..رار .التع..يين ،وه..ذا م..ا
أخذت به المحكمة اإلدارية العليا بمصر.
-4جميع الموظفين الذين هم في ذات الفئة يخضعون لنفس اإلحكام ،فاإلحكام واح..دة التتغ..ير
كما ان الموظف اليمكنه مناقشة شروط العمل في الوظيفة العامة .4
د.عب @د@ الحمي@@د كم@@ال حش@@يش -دراس@@ات في الوظيف@@ة العام@@ة في النظ@@ام الفرنس@@ي -مكتب@@ة الق@@اهرة الحديث@@ة- 2
-1974ص.74
د.ابراهيم عبد العزيز شيحا -مصدر سابق -ص 168ود.محي الدين القيسي -مصدر سابق -ص.220 3
د.علي محمد بدير واخرون -صدر سابق-ص 316ود.حسين حمودة المهدوي -مصدر سابق -ص.60 4
76
المبحث الثاني :الرقابة القضائية:
يعتبر القضاء اإلداري في مفهومه المعاصر ،حديث النشأة في االمارات ،إذ ظهر هذا
النوع من القضاء مع قيام دولة االمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر عام ، 1971
حيث نصت المادة ( )102من دستور دولة االتحاد على إسناد نظر المنازعات اإلدارية بين
االتحاد واألفراد .إلى القضاء االتحادي .أما الممارسة العملية للقضاء اإلداري فقد تم منذ عام
1973بإنشاء المحكمة االتحادية العليا ومباشرتها لمهام عملها بدءاً من الفاتح من سبتمبر .ذلك
العام ،ويمارس .القضاء االماراتي رقابته القضائية على أعمال اإلدارة من خالل دعوى اإللغاء،
ودعوى التعويض ،ودعوى .التأديب ،لكن قضاء اإللغاء أو دعوى اإللغاء ،هو من أبرز
المجاالت التي طوّرها القضاء االتحادي .كما إن أهـداف الوظيـفة اإلدارية في المجتمع و
الـدولة هو تحقيق أهـداف المصلحة العامة بالمفهوم اإلداري .عن طريق إشباع الحاجات العامة ،
بواسطة المؤسسات العامة اإلدارية و المرافق .اإلدارية العمومية .
و حتى تتمكن اإلدارة العامة من تحقيق أهدافها المختلفة ،في نطاق مبادئ .المشروعية والمصلحة
العامة فإنها ــ أي اإلدارة العامة ــ تحوز وتمارس سلطات إدارية ــ باختالف .أدواتها و وسائلها.
في مواجهة حقوق و حريات األفراد .و مصالحهم .الجوهرية مثل :
سلطات و وسائل الضبط اإلدارية ،و سلطة اتخاذ القرارات اإلدارية ،وسلطة التنفيذ المباشر ،و
سلطة التنفيذ الجبري ،و سلطات و امتيازات اإلدارة العامة المتعاقدة في مواجهة الطرف المتعاقد
معها و تتمظهر السلطة اإلدارية في الوظيفة العامة للدولة التي تشكل في مجموعها فكرة السلطة
الرئاس..ية ،ال..تي تمارس..ها الس..لطات و القي..ادات اإلداري..ة على المراف..ق .و المؤسس..ات العام..ة
اإلدارية ،و على أشخاص و أعمال العاملين الع..اميين ،و ك..ذا س..لطة االس..تيالء الم..ؤقت ألمالك
األشخاص العاديين ،إن اقتض..ت المص.لحة العام..ة ذل.ك ،و س..لطة التعبئ.ة العام..ة ،و تطبيق..ات
نظريات الظروف .االستثنائية و أعمال السيادة و السلطة التقديرية .
إن اإلدارة العامة التي تحوز على السلطات المذكورة أعاله لكثيرا ما تحت..ك بوس..ائلها .المختلف..ة
بحقوق وحريات األفراد باستمرار و بقوة ،األمر ال..ذي يش..كل مخ..اطر .جس..يمة و محدق..ة دوم..ا ،
بالنظام القانوني لحق..وق وحري..ات اإلنس..ان و الم..واطن ،و المس بمب..دأ الش..رعية القانوني..ة ال..ذى
تخضع له اإلدارة العامة .إن أعمال اإلدارة العامة الخارجة عن الشرعية القانونية ينجم عنها قي.ام
المنازعات اإلدارية و القضائية بينها و األفراد ،األم..ر ال..ذي يس..توجب و يس..تدعي تحري..ك كاف..ة
أنواع الرقابة عن أعمال اإلدارة العامة لضمان سيادة مب..دأ الش..رعية ،و تحقي..ق العدال..ة و حماي..ة
المص..لحة العام..ة ،من كاف..ة مص..ادر و مخ..اطر أس..اليب الفس..اد اإلداري ،و البيروقراطي..ة و
77
التخ..ريب ،و ك..ذا حماي..ة حق..وق و حري..ات األف..راد .و مص..الحهم الجوهري..ة ،من ك..ل مظ..اهر
1
االنحراف و االستبداد و التعسف .اإلداري .
في نــــظام وحــدة الـقـــضاء :يقوم نظام وحدة القضاء و القانون على أساس مبدأ خضوع.
الجميع ،حكاما ومحكومين ،أي أفراد عاديين و سلطات عامة لرقابة قضائية موحدة تضطلع بها
جهات القضاء العادي و تطبق في ذلك أحكام القانون العادي شكال و موضوعا .ـ وذلك كأصل عام
ــ .حماية لمبدأ المساواة أمام القانون ،ومبدأ الشرعية و سيادة القانون و مقتضيات حماية النظام
القانوني لحقوق وحريات اإلنسان بكل جدية و موضوعية واألسس التي يبني عليها هذا النظام
القضائي:2
ــ األس..اس الت..اريخي : .المتمث..ل في الموق .ف .المش..رف .و الش..جاع للقض..اء االنجل..يزى و أ)
القضاء األمريكي ،في مواجهة سلطات و استبداد و تعسف و انحراف المل..وك و الحك..ام
قبل قيام .الثورتين اإلنجليزية و األمريكية .و الدفاع بقوة عن حقوق و حريات اإلنس..ان و
الم..واطن ،و مقاوم..ة مح..اوالت االعت..داء والتغ..ول عليه..ا ،من ط..رف س..لطات الحكم
الملكي المستبد و المطلق .لقد أدى هذا النظام إلى إنجاز مبدأ الفصل بين السلطات و مبدأ
استقالل القضاء مما أفضي إلى الدفاع عن فكرة الدولة القانونية و مبدأ الشرعية و سيادة
القانون و تأييد حماية حقوق و حريات اإلنسان و المواطن ،من أية محاوالت االعت..داء و
التغول عليه..ا ،من ط..رف الس..لطات العام..ة في الدول..ة ،في ظ..ل الظ..روف .االس..تثنائية
حالة الحرب ،و حالة األحكام العرفية و الطوارئ. .
ــ األساس السياسي .الدستوري : .أن األساس السياسي و الدس..توري .لنظ..ام وح..دة القض..اء ب)
والقانون يتمثل في التفسير المرن و الواقعي .لمبدأ الفصل بين السلطات ،الذي يقض..ي في
تخص..ص جه..ات القض..اء الع..ادي بالوظيف..ة القض..ائية برمته..ا و ع..دم إخ..راج منازع..ات
السلطات العامة من نطاق اختصاصها ألي سبب من األسباب .
ج) ــ األساس القانوني و القضائي :و يتمثل في أن عملية التطبيق .السليم و الصحيح و الكامل
لكل من مبدأ المساواة أمام القانون ،ومبدأ الشرعية وسيادة القانون تقتضي و تحتم تطبيق
-النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي – دار الرويشد للنشر والتوزيع – البحرين – ط 1. 1عوابدي عمار
- 2012ص 3-2
2
– charles debbash. science administrative . paris . dalloz . deuxième édition 1972
pp 620 – 621
78
نظام وحدة القضاء و القانون ،حتى يخضع الجميع لقضاء واحد و هو القض..اء الع..ادي و لق..انون
واحد هو القانون الع..ادي ،بحيث تختص جه..ات القض..اء الع..ادي بك..ل المنازع..ات القض..ائية في
الدول..ة ،س..واء ك..ان أطرافه.ا .أف..راد ع..اديين أو س..لطات عام..ة ،في س..بيل ض..مان تط..بيق مب..دأ
المساواة و مبدأ الشرعية تطبيقا ك..امال .و بنظ.ر .ه.ذا األس..اس ،أن إخ.راج منازع.ات الس.لطات
العامة من نطاق اختصاص و رقابة جهات القضاء العادي ألي س..بب من األس..باب يع..د إه..دارا و
1
انتهاكا لحقوق و حريات اإلنسان و المواطن .
إن مبدأ الشرعية ،يقوم على احترام اإلدارة ،للقواعد القانونية و التقيد بها .و هذا المبدأ يفرض
على اإلدارة قيودا ،الهدف منها حماية حقوق األفراد و حرياتهم ،و بالتالي الحيلولة دون عسف
اإلدارة و استبدادها .
إال أن حماية المصالح الفردية ال يجوز .أن تؤدي إلى شل فاعلية اإلدارة و حركتها ،في مواجهة
ما يلقي على عاتقها من أعباء جسيمة ،في سبيل ت..أمين الخ..دمات العام..ة ،و العم..ل علي تط..وير
االحتياجات االقتصادية و االجتماعية و الثقافية التي تقدمها للجمهور . 2بمعني آخر ،ال يجوز أن
ي..ؤدي .مب..دأ الش..رعية إلى إض..فاء الط..ابع ال..روتين على عم..ل اإلدارة ،و القض..اء على روح
المبادرة و االبتكار لدي رجال اإلدارة ...هاته اإلدارة التي ال يمكنها أن تنهض بواجباته .ا ، .م..ا لم
يكن لها قدر من الحرية في سلوك الوسائل التي تحقق بها أهدافها ،مما دف..ع بالمش..رع و القض..اء
في كل بالد العالم إلى االعتراف ــ أحيانا ــ لإلدارة بامتيازات خاصة ،و ذلك في اختيار الوسيلة
و الوقت المناسب لإلقدام على التصرف .إذا ك..انت تتجلي ه..ذه الحري..ة في الس..لطة التقديري..ة ،
التي يقررها المشرع لتسهيل عمل االدارة ،في موضوع معين ،فإن اإلدارة تمارس هذه الس..لطة
3
في نطاق مبدأ الشرعية ــ دائما ــ و من حيث الوسائل ال ألهداف ،ال..تي هي من ص..الحية الدولة
و في ظروف .استثنائية طارئة .عندما تستطيع اإلدارة توسيع اختصاصاتها .و نط..اق تص..رفاتها، .
بشكل تخرج به عن مجال الشرعية العادية ،فإن س..لطة اإلدارة ليس..ت مطلق..ة أو دون قي..ود ،ب..ل
يجب أن تكون مكبلة بضوابط .قانونية و أن يكون هدفها ــ في مث..ل ه..ذه التص..رفات ــ المص..لحة
العامة الغير وبما أن عمل السلطة التنفيذية يتجاوز النشاط االدارى ، .ليرتقي إلى النشاط .السياسي
المتعلق بمصالح الدولة العليا ،و يرتبط .بأعمال السيادة فإن الدول..ة ــ هن.ا ــ تخ.رج فعلي..ا على
4
مبدأ الشرعية ،وذلك بخالف سلطة اإلدارة التقديرية وسلطاتها .في الظروف االستثنائية .
1
jean lappane joinville. organisation et procédure judiciaire Alger – les cahiers de la formation
administrative . tome 1971.pp 46 – 48
2مجلة أفاق :الشرعية و سيادة القانون www.aafaq.org-fact4-6.htm .تاريخ زيارة الموقع 2021-08-22
3الدكتور عبد اللـه طلبه القانون اإلداري القضاء االدارى -جامعة القاهرة -مصر 1999 - -ص . 28
4نفس المرجع السابق ص 30
79
إن الدول..ة هي نقيض الفوض..ى .و نقيض الفوض..ى ه..و تنظيم قواع..د الس..لوك ،الض..امنة
لتحقيق األهداف و األغراض ،إن الدولة ـ بص..فتها أك..بر ش..خص اعتب..اري في المجتم..ع ـ تق..وم
بوضع أسس تنظمها .في مجموعة من القواعد تسمى بالدستور .و أن للهيئات ال..تي تنش..أ نتيج..ة
لهذا الدستور .سلطة إصدار األوامر .أو القرارات باسم الدولة ،حماية للنظام العام فيها ،و لتهيئ..ة
و سائل تط..ور .ه..ذا المجتم..ع ،بص..ورة مض..طردة طبيعي..ة ،و لس..د مط..الب األف..راد داخ..ل ه..ذا
المجتمع و سلطة مثل هذه الهيئات هي: 1
ــ السلطة التشريعية المخول لها سن القوانين في إطار قواعد الدستور . -
ــ السلطة التنفيذية الموكل لها تنفيذ هذه القوانين في إطار مشروعيتها القانونية ال غير . -
و الحال ك..ذالك ،ف..إن الق..انون ال..ذي يحكم الس..لطة التنفيذي..ة ه..و الق..انون اإلداري ،ال..ذي ينظم
السلطة
اإلداري..ة و يح..دد أوج..ه نش..اطها و يحكم العالق..ات ال..تي تنش..أ بينه..ا وبين األف..راد ، .عن..دما تق..وم
بممارسة هذا النشاط بوص.فها س.لطة عام.ة في الدول.ة .كم.ا يت.ولى الق.انون اإلداري بالفص.ل في
المنازعات اإلدارية التي قد تنشأ نتيجة تلك العالق..ات ،إن الفص..ل في المنازع..ات اإلداري..ة يك..ون
ضمن القضاء اإلداري الذي يتولى :
ــ أن سيادة حكم القانون قد تعني ف..رض النظ..ام و اس..تتباب األمن و ه..ذا م..ا ق..د يض..يق من
سيادة القانون و يحصرها في نطاق الدولة.
1ضياء شيت خطاب -فن القضاء -المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم -بغداد -1984 - .ص.14-13
2ابراهيم نجيب -القانون القضائي الخاص -منشأة المعارف للنشر والطباعة -1974 -ص.245
80
ــ إن سيادة حكم القانون قد تحقق خضوع اإلدارة للقانون و بالتالي تمكين األفراد .من الطعن
في مشروعية القرارات اإلدارية ،إال أن هذا الضمان هو شكلي ال غير ،ألنه قد يخول
للسلطة التشريعية أن تشرع ما تشاء و إلزام اإلدارة بالخضوع .إلى القانون و التغافل عن
دستورية القوانين .و إذ نعترف ،بأن هناك آراء فقهية كثيرة أجتهدت في تحليل مبدأ سيادة
حكم القانون فإننا نكتفي الحقا باألسس الرئيسية و المبادئ الرئيسية التي تضمن تحقيق مبدأ
المشروعية على النحو التالي أن يسرى .مبدأ المشروعية أي سيادة القانون على جميع
السلطات الحاكمة في الدولة " ،ألن سيادة القانون ليست ضمانا مطلوبا .لحرية الفرد
فحسب ،لكنها األساس الوحيد لمشروعية السلطة في نفس الوقت " هذا ،عالوة على أن "
سيادة القانون أساس الحكم في الدولة " واستقالل و حصانة القضاءو كفالة حق التقاضي لكافة
المواطنين و سرعة الفصل في القضايا و حظر تحصين أي عمل أو قرار .إداري من رقابة
القضاء .و حسب الدكتور سامي جمال الدين إن هذا النص الدستوري يؤدي .إلى زوال
إحدى النظريات التي كانت تمثل نقطة سوداء في جبين المشروعية ،في نظامنا القانوني و
هي النظرية التي يطلق عليها " أعمال السيادة " و التي بمقتضاها ال يجوز للقضاء أن
يمارس رقابته على أعمال توصف .من أعمال السيادة و ما ينجم عن ذلك من فساد إداري
و سياسي .باسم أعمال السيادة و كفالة حق الدفاع ،أصالة أو بالوكالة و تأمين وسائل
1
االلتجاء إلى القضاء و الدفاع عن حقوق غير القادرين ماليا.
فالقاضي هو من يحكم بالعدل وهذا يتم بنا ًء على القانون ،فهو .يحكم ويمسك .بميزان العدل
في الحكم بين الطرفين المتنازعين .3
.14-13
د.ابراهيم نجيب -القانون القضائي الخاص -منشأة المعارف للنشر والطباعة -1974 -ص.245 3
81
اما األستاذ ضياء شيت الخطاب فيرى ان القاضي هو كل من ينوب الدولة ويمارس
العمل القضائي مستمداً سلطته من القانون ،وسواء كان هذا القاضي ،قاضيا ً في محكمة البداءة او
محكمة إدارية او محكمة أحوال شخصية ،او قاضي .تحقيق او جنح او جنايات او قاضيا ً في
محكمة االستئناف .او في محكمة التمييز .1
وأهمية وظيفة القاضي كما يقول الفيلسوف الفرنسي فولتير( .ان وظيفة القضاء هي أعظم
وظيفة يتوالها او يتقلدها اإلنسان ،فالقاضي .هو الذي يقيم العدل بين الناس ويحافظ .على حريات
األفراد وأموالهم .وأحوالهم الشخصية ويفصل في الخصومات ويمنع الظلم ،ويحصن الضعيف .من
تعسف الظالم ).2
وهناك من شبه القاضي بالطبيب وهذا ما قاله سلمان الفارسي .في قوله (القاضي هو من
يقوم بتقويم كل نفس ضعيفة ومنحرفة وتعديل المعوج منها فهو طبيب نفساني يناقش المشكلة
ويبحث عن الداء ويعطي له الدواء المناسب).3
وهذا ما يبين لنا أهمية الدور الكبير الذي يلعبه القاضي في تحقيق العدالة القضائية لذا
فأن واجب الدولة هو إقامة العدالة بين مواطنيها وهذا اليمكن ان يتحقق اال بواسطة قضاة نزيهين
مخلصين لبلدهم ،فيتمكن بنا ًء على ذلك األفراد من الحصول على حقهم المغتصب او
المسروق...الخ.
كما تظهر أهمية القاضي في منع تنصيب كل فرد من أفراد المجتمع من نفسه قاضياً .على
اآلخر فتكون الغلبة هنا للقوي .4وال يستطيع .الضعيف من أخذ حقه لذا فيجب على القاضي تحقيق
العدالة بما يتناسب مع كل قضية من قضايا المجتمع التي تعرض عليه .5
تبنت المحكمة تعريفا ً للقرار اإلداري ،استقر عليه قضاؤها .بانتظام .وإطراد .،إذ عرفته بأنه "
إفصاح اإلدارة عن إرادتها الملزمة بمالها من سلطة عامة بمقتض..ى الق..وانين والل..وائح في الش..كل
ان@@ور رس@@الن -ق@@انون الع@@املين الم@@دنيين@ بالدول@@ة والقط@@اع الع@@ام -مطبع@@ة جامع@@ة الق@اهرة -الكت@@اب الع@@المي- 2
-1983ص.7
أنور رسالن -نفس المصدر -ص.85 3
جمال مولود -ضوابط صحة وعدالة الحكم القضائي -دار المشرق للنشر والطباعة -1992 -ص.170 5
82
الذي يتطلبه القانون بقصد إحداث أثر قانوني معين متى كان ممكن..ا وج..ائزاً قانون.ا ً وك..ان الب..اعث
1
عليه تحقيق مصلحة عامة".
واستناداً إلى هذا التعريف ،فإن المحكم..ة أرس..ت ع..دة مب..ادئ قانوني..ة اعت..برت فيه..ا أن الق..رار
اإلداري تصرف .قانوني من جانب واحد ،وأنه يشترط لصحته أن يكون مستنداً .إلى سبب مشروع
يبرره ،وص..ادراً .من المرج..ع المختص ض..من الص..الحيات المق..ررة ل..ه قانون.اً ،وم..برأً من عيب
التعسف أو الش..طط .في اس..تعمال الس..لطة ،وأن..ه يخض..ع لرقاب..ة القض..اء ،وأن..ه يتم..يز عن أعم..ال
السيادة التي تصدر عن سلطة الحكم في نط..اق وظيفته..ا السياس..ية كم..ا يتم..يز ك..ذلك عن األعم..ال
2
المادية أو اإلجراءات التمهيدية السابقة على صدور .القرارات.
عيب المحل (عيب مخالف.ة الق.انون) مح.ل الق.رار اإلداري ه.و موض.وعه أو ه.و األث.ر الق.انوني
المباشر المترتب عليه ،أو هو خ..روج اإلدارة في تص..رفاتها عن ح..دود الق..انون ال..ذي يتعين على
اإلدارة أن تتقيد به تطبيقا ً لمبدأ المشروعية الذي يوجب أن تكون ك..ل تص..رفات اإلدارة في ح..دود
القانون والمقصود بالقانون ،القانون بمفهومه العام ومدلوله الواسع فيشمل كل قاعدة عامة مجردة
أي..ا ً ك..ان مص..درها .ويعت..بر عيب المح..ل من أهم أوج..ه اإللغ..اء وأكثره..ا .وقوع..اً .من الناحي..ة
العملي..ة،ورقاب..ة القض..اء على ه..ذا العيب تنص..ب على ج..وهر الق..رار وموض..وعه لتكش..ف عن
مطابقته أو مخالفته للق..انون.وص..ور .مخالف.ة الق..انون إم..ا أن تك..ون على ش..كل المخالف..ة المباش..رة
3
للقاعدة القانونية من حيث موضوعها ،أو الخطأ في تفسيرها أو تأويلها ، .أو الخطأ في تطبيقها.
و رغبة من المشرع الدستوري .في تأكيد وتدعيم مبدأ عدم القابلية للعزل ،فقد حدد في المادة ()97
من الدستور أسباب انتهاء والية رئيس وقضاة المحكمة االتحادية العلي..ا ،باعتب..ار أن ه..ذا التحدي..د
مكمل – من ناحية التطبيق العملي – لمبدأ عدم القابلية للعزل ،وطبقا للمادة الم.ذكورة ،ف.إن والي.ة
رئيس وقضاة المحكمة االتحادية العليا ال تنتهي إال ألحد األسباب التالية:4
الوفـاة. ()1
االستقالة. ()2
عبد الوهاب عبدول -دور المحكمة االتحادي..ة العلي..ا في تعزي..ز وتط..وير الق..انون اإلداري اإلم..اراتي " نم..وذج 1
القرار اإلداري " -ورقة بحث مقدمة إلى المؤتمر األول لرؤساء المحاكم العليا اإلدارية في الدول العربية -بيروت
– – 2011ص 13-12
2نفس المرجع السابق ص 14
3نفس المرجع السابق
4المرجع السابق ص 16
83
انتهاء مدة عقود المتعاقدين منهم أو مدة إعارتهم. ()3
الفصل التأديبي بناء على األسباب واإلجراءات المنصوص عليها في القانون. ()6
وللمحكم..ة جمعي..ة عمومي..ة تت..ألف من جمي..ع قض..اتها .ويرأس..ها .رئيس المحكم..ة أو من يق..وم
مقامه ،وتختص بالنظر في ترتيب وتشكيل الدوائر وتوزيع األعمال عليها وتحديد .عدد الجلس..ات
وأيام وساعات انعقادها وسائر .األمور المتعلقة بنظام المحكمة وأمورها .الداخلي..ة واالختصاص..ات
األخرى التي ينص عليها القانون .وتنعقد بدعوة من رئيس المحكمة أو من ين..وب في مس..تهل ك..ل
1
عام أو كلما دعت الضرورة لذلك.
المكتب الفني جهاز فني يتبع رئيس المحكمة ويت..ألف .من رئيس وع..دد ك..اف من األعض..اء يتم
اختبارهم من بين رجال القضاء أو أعضاء النيابة العامة أو دائرة الفتوى والتشريع .أو غ..يرهم من
المشتغلين باألعمال القانونية التي تعت.بر نظ.يراً للعم.ل القض.ائي كالمحام.اة والت.دريس في كلي.ات
ومعاهد القانون .ويقوم هذا المكتب بمهام فنية عديدة ومتنوعة كاستخالص القواع.د القانوني.ة ال.تي
تقررها دوائر،المحكمة العليا واإلش..راف .على نس..خ األحك..ام وطباعته.ا .في مجموع..ات ونش..رها،
وإعداد البحوث الفنية التي يطلبها رئيس المحكمة ،واإلشراف .على جدول المحكم..ة وقي..د القض..ايا
والطعون والطلبات فيها،وما .قد يحيله عليها رئيس المحكمة من مسائل.
هـيئة المحكمـة هيئة المحكمة ،دائ..رة من دوائ..ر المحكم..ة االتحادي..ة العلي..ا ،نصّ ق..انون المحكم..ة
على إنشائها ،وبيّن تشكيلها .وح ّدد عدد أعضائها واختصاصاتها .وهي بذلك تختلف عن بقية دوائر.
المحكمة التي تختص الجمعية العمومية بالمحكمة بتشكيلها وتسمية أعضائها وتحديد أيام جلس..اتها
وساعات عملها .تتألف هيئة المحكمة من رئيس وأربعة أعضاء من أقدم قضاة المحكم..ة .وي..رأس
الهيئة رئيس المحكمة أو من ينوب عنه .وال يجوز أن يزيد ع..دد القض..اة المن..اوبين في الهيئ..ة عن
من المالحظ أن المحكمة االتحادي..ة العلي..ا ولس..نوات .طويل..ة من عمره..ا ،حص..رت نفس..ها في
إطار وظيفتها القضائية األساسية ،وهي الفصل في المنازعات التي تعرض عليه..ا دون أن تب..دي
اهتمام..ا ي..ذكر بش..ركائها .المحل..يين أو ال..دوليين ،أو المس..اهمة في خدم..ة المجتم..ع خ..ارج إط..ار
وظيفتها القضائية غير أن هذا الوضع ب..دأ يتغ..ير من..ذ منتص.ف .تس..عينات الق..رن الماض..ي ،حيث
بدأت المحكم.ة تعّ.رف نفس.ها من خالل بعض األنش.طة المجتمعي.ة ،كمس.اهمة قض.اتها .في الق.اء
المحاضرات على طلبة معهد التدريب والدراسات القض..ائية ،والمش..اركة في الن..دوات والحلق..ات
النقاشية القضائية والقانونية في الجامعات وكلي..ات الش..رطة وغ..رف التج..ارة والص..ناعة وغ..رف
ومجالس التحكيم ،والكتابة في الجرائد والمجالت والدوريات .القانوني..ة والقض..ائية المتخصص..ة .
كما أخذ التعريف كذلك شكل نشر وتوزيع .أحكام المحكمة واجتهاداتها .في شكل مجموعات أحك..ام
ورقية (كتب ومجلدات ) أو رقمي..ة على أق..راص مدمج..ة ( )CDواس..تقبال الطلب..ة المت..دربين من
2
السنوات النهائية في كليات الشرطة والقانون من الجامعات ومعاهد الشرطة.
ومنذ ع..ام ، 2000ع..رفت المحكم..ة االتحادي..ة العلي..ا نوع..ا من االنفت..اح على ش..قيقاتها العربي..ة
واألجنبي..ة .وأخ..ذ ه..ذا االنفت..اح ش..كل تب..ادل األحك..ام واالجته..ادات .القض..ائية ،والزي..ارات ،
والمشاركات .في الندوات واللقاءات والتباحث حول توأمة المحكمة العلي..ا م..ع غيره..ا من المح..اكم
العليا في العالم.وللمحكمة حاليا عالقات تواصل قضائي مع نظيراتها .العربي..ة واألجنبي..ة ب..دءاً من
دول مجلس التع..اون ،م..رورا .ب..اليمن ومص..ر وليبي .ا .والس..ودان وت..ونس والجزائ .ر .والمغ..رب ،
وانته..اء بالوالي..ات المتح..دة األمريكي..ة وكن..دا والمكس..يك والبرازي.ل .وألماني..ا وفرنس.ا .وسويس..را.
وأسبانيا وروس..يا واس..تراليا وس..نغافورة والهن..د والص..ين وق.د .ت..وجت المحكم..ة عالقاته..ا الدولي..ة
والمحلية بعقد مؤتمر دولي لرؤساء المحاكم العليا في العالم ،حيث التقى في مدينة أبوظبي ي..ومي
24-23مارس 2008أكثر من 32رئيس محكمة عليا يمثلون األنظمة القانونية الكبرى في العالم
1نفس المرجع السابق
2عبد الوهاب عبدول -دور المحكمة االتحادية العليا في تعزيز وتطوير القانون اإلداري اإلماراتي -مرجع
سابق ص 18
85
كما استضافت .المحكمة المؤتمر األول لرؤساء المحاكم العليا في الدول العربية ،الذي عقد ي..ومي
1
24و 25مارس 2010بمدينة أبوظبي.
صدور التشريعات .التي تتصل بالجوانب اإلدارية ،كقوانين الخدمة والوظيفة العامة، أ-
وقوانين العقود والمناقصات ،وقوانين اإلدارات والمؤسسات والهيئات العامة االتحادية والمحلية
وغيرها.
انتشار الدوائر القضائية المتخصصة بنظر المنازعات اإلدارية ،وخاصة في المحاكم ب-
االتحادية بدرجاتها المختلفة.
ج -استقرار وترسيخ فكرة عدم تحصن القرار اإلداري ،والتمييز .بين العمل اإلداري والعمل
السيادي لدى المتقاضين.
وتلعب المحاكم االتحادية وعلى رأسها .المحكمة االتحادية العليا دوراً بارزاً في تعزيز هذا
التطور ،وذلك من خالل آليتين اثنتين هما:
أ-تفسير وتأويل النصوص اإلدارية المعمول بها وغيرها من النصوص القانونية بما يعطيها .نفسا
إدارياً.
ب-االجتهاد القضائي في المنازعات اإلدارية التي ال تضبطها نصوص خاصة بها.وفي .هذا
االتجاه،استعانت المحاكم(الدوائر)اإلدارية االتحادية بأحكام الشريعة اإلسالمية ومبادئ .القانون
اإلداري ،وقواعد القانون المقارن ومبادئ .القانون الطبيعي.
التوصيات:
إضافة شرط .حسن السمعة لتوضيح موضوع .رد اعتبار المحكوم عليه وتأهيله في -
الوظائف التي يمكن ان يتوالها.
تحديد عنصر الكفاءة الصحية حسب العمر والتأكيد .على أهميتها. -
االطالع على الوظائف المحجوزة في قانون أساس الوظيفة العامة. -
إلزام رأي اللجنة باألعضاء المتساوين في اإلدارة بحيث تصبح ضمانة أكثر فعالية. -
العمل بشرط حسن السمعة واألخالق بشرط عدم الرفض الجزائي ضمن الشروط -
وكذلك العمل على تفصيل شرط عدم وجود شرط جزائي .بتحديده. -
اعتبار القرار اإلداري من أبرز موضوعات القانون اإلداري االماراتي .الذي عرف -
التطور كما سبق القول.
87
الفهرس:
المقدمة 2...........................................................................................................
الهدف من الدراسة2.........................................................................................:
فرضية الدراسة2............................................................................................ :
إشكالية الدراسة2.............................................................................................:
نطاق الدراسة2...............................................................................................:
88
منهجية الدراسة3.............................................................................................:
خطة الدراسة3............................................................................................... :
المبحث التمهيدي 5...............................................................................................
المطلب األول مفهوم الوظيفة العامة وتطورها التاريخي8............................................
المطلب الثاني11..............................................................................................
المطلب الثالث14.................................................................................................
الفصل األول :مدخل إلى مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة 23.......................................
المبحث األول ماهية مبدأ الكفاءة 24.......................................................................
المطلب األول " تعريف مبدأ الكفاءة" 24..............................................................
المطلب الثاني التطور .التاريخي لمبدأ الكفاءة26.................................................... :
المطلب الثالث :خصائص مبدأ الكفاءة وأساسه القانوني36........................................:
المبحث الثاني :أنواع الكفاءة الالزمة لشغل الوظيفة العامة37.......................................:
المطلب األول الكفاءة المهنية والعلمية38..............................................................:
المطلب الثاني :الكفاءة األخالقية 41...................................................................
المطلب الثالث -:الكفاءة الصحية 44....................................................................
المبحث الثالث :ارتباط .مبدأ الكفاءة بالوظيفة العامة47................................................:
المطلب األول :حياد ونزاهة الوظيفة العامة47......................................................:
المطلب الثاني ديمومة واستمرارية الوظيفة العامة53..............................................:
الفصل الثاني مبدأ الكفاءة ما بين االستثناء والرقابة 56....................................................
المبحث األول االستثناءات التي ترد على مبدأ الكفاءة57.............................................:
المطلب االول :الوظائف التخصصية58..............................................................:
المطلب الثاني :تقلد الوظائف .القيادية والسياسية62.................................................:
المبحث الثاني :الرقابة على تطبيق مبدأ الكفاءة في تولي الوظيفة العامة74.......................
المطلب االول :الرقابة االدارية75.....................................................................:
المبحث الثاني :الرقابة القضائية77....................................................................:
أهمية الرقابة القضائية علي القرارات اإلدارية81.................................................. :
نتائج الدراسة والتوصيات87................................................................................. :
الفهرس89....................................................................................................... :
المراجع91.......................................................................................................:
89
المراجع:
المراجع العربية:
ابراهيم عبد العزيز شيحا ،القانون اإلداري اللبناني ،الدار الجامعية ،بيروت ،ب..دون س..نة .1
نشر.
ابراهيم نجيب ،القانون القضائي الخاص ،منشأة المعارف .للنشر والطباعة.1974 ، .2
احسان الشريف ،موجز الحقوق اإلدارية ،ج ،1مطبعة جامعة دمشق.1939 ، .3
90
أحس..ان حمي..د المف..رجي وآخ..رون ،النظريPPة العامPPة في القPPانون الدسPPتوري والنظPPام .4
الدستوري في العراق ،جامعة بغداد.1990 ،
أحمد حافظ .نجم ،القانون اإلداري ،ط ،1ج ،2دار الفكر العربي.1981 ، .5
أحمد رشيد ،الجهاز اإلداري ،ط ،2مطبعة دار الكتب.1971 ، .6
أس..ماعيل ص..بري .مقل..د ،دراسPPات في اإلدارة العامPPة مPPع بعض التحليالت المقارنة ،دار .7
المعارف بمصر.1967 ،
أكرم نشأت ابراهيم ،القواعد العامة في قانون العقوبات المقPPارن ،ط ،1مطبع..ة الفتي..ان، .8
.1998
السيد محمد مدني ،القانون اإلداري الليبي ،دار النهضة العربية.1965-1964 ، .9
أميمة فؤاد مهنا ،المرأة والوظيفة Pالعامة ،دار النهضة العربية.1984 ، .10
أنور رسالن ،قانون العاملين المPPدنيين بالدولPPة والقطPPاع العPPام ،مطبع.ة جامع.ة الق.اهرة .11
والكتاب العالمي.1983 ،
بكر القباني ،القانون اإلداري الكويتي ،المطبعة العصرية ،الكويت ،بدون سنة للنشر. .12
جمال مولود ،ضوابط صحة وعدالة الحكم القضائي ،دار المشرق للنشر.1992 ، .13
حسنا بو السعود .سيف ،القانون الدستوري ،مطبعة الجزيرة ،بغداد.1938 ، .14
حسين حمودي المهدوي .،شرح أحكام Pالوظيفة العامة ،المنشأة العام..ة للنش..ر ،ط..رابلس، .15
.1986
حمدي أمين عبد اله..ادي ،إدارة شPPؤون مPPوظفي الدولPPة وأصPPولها وأسPPاليبها ،ط ،1دار .16
العلم العربي.1976 ،
حم.دي أمين عب.د اله.ادي ،الكفايPPة في الوظيفPPة العامPPة دراسPPة األصPPول العامPPة للتنميPPة .17
اإلدارية وتطبيقاتها المقارنة ،ط ،1دار الفكر العربي.1966 ،
خالد خليل الظاهر ،القانون اإلداري ،ك ،1دار المسيرة للنشر.1998 ، .18
خالد سمارة الزغبي ،القPانون اإلداري وتطبيقاتPه في المملكPة األردنيPة الهاشPمية ،ط،2 .19
دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان.1993 ،
رعد الجدة ،التشريعات الدستورية في العراق ،منشورات بيت الحكمة.1998 ، .20
زكي محم..ود هاش..م ،األختيPPار لشPPغل الوظPPائف العليPPا بالجهPPاز الحكPPومي ،منش..ورات .21
المنظمة العربية للعلوم اإلدارية.1970 ،
زين الدين محمد بن أبي بك..ر عب..د الق..ادر ال..رازي ،مختPPار الصPPحاح ،مؤسس..ة الرس..الة، .22
.2001
91
س..ليمان محم..د الطم..اوي ،النظم السياسPPية والقPPانون الدسPPتوري دراسPPة مقارنة ،ب..دون .23
مكان للطبع.1988 ،
س..ليمان محم..د الطم..اوي ،الس..لطات الثالث في الدسPPاتير العربيPPة المعاصPPرة والفكPPر .24
السياسي واألسالمي دراسة مقارنة ،ط ،5مطبعة جامعة عين شمس.1979 ،
سليمان محمد الطماوي ،مبادئ القانون اإلداري ،ك ،1دار الفكر العربي.1977 ، .25
سليمان محمد الطماوي ،الوجيز في القانون اإلداري ،ط ،2دار الفكر العربي.1975 ، .26
سليمان محمد الطماوي ،مبادئ علم اإلدارة العامة ،ط ،3دار الفكر العربي.1965 ، .27
ضياء شيت ،فن القضاء ،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،بغداد.1984 ، .28
طعيمة الجرف ،القانون اإلداري ،مطبعة القاهرة الحديثة.1973 ، .29
عادل الطبطبائي ،قانون الخدمة المدنيPPة الكويPPتي الجديد ،جامع..ة الك..ويت ،ب..دون مك..ان .30
للطبع.1983 ،
عب..د الحمي..د كم..ال حش..يش ،دراسPPات في الوظيفPPة العامPPة في النظPPام الفرنسي ،مكتب..ة .31
القاهرة الحديثة.1974 ،
عبد الرحيم صدقي ،قانون العقوبات القسم الخاص ،ط ،3دار الفكر العربي.1987 ، .32
عبد القادر الشيخلي ،القانون اإلداري ،الدار البغدادي للنشر ،عمان.1994 ، .33
عب..د اللطي..ف القص..ير ،اإلدارة العامPPة المنظPPور السياسي ،ط ،2مطبع..ة التعليم الع..الي، .34
بغداد.1986 ،
عبد المجيد س..ليمان عب..د الحفي..ظ ،مبPPادئ القPPانون اإلداري المصPPري ،مطبع..ة العاب..دين، .35
.1982
عبد المهدي عبد هللا ،مبادئ اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في المملكة األردنيPPة الهاشPPمية، .36
حزيران ،مطابع مجلة العرب.1977 ،
عب.د الوه.اب موح.د ،شPPرح قPانون الجPPزاء الكويPPتي ،القس.م الع.ام ،ب.دون مك.ان للطب.ع، .37
.1972
عثمان خليل عثمان ،القانون الدستوري ،ك ،1مطبعة مصر ،القاهرة.1956 ، .38
عثمان خليل عثمان ،اإلدارة العامة وتنظيمها ،مكتبة عبد هللا وهبة ،مصر.1947 ، .39
عدنان العجالني ،الوجيز في الحقوق اإلداري ،ط ،1مطبعة جامعة دمشق.1959 ، .40
علي خط..ار الش..نطاوي ،موسPPوعة القضPPاء اإلداري ،ج ،2مكتب..ة دار الثقاف..ة للنش..ر، .41
.2004
علي خطار الشنطاوي ،مبادئ الوظيفة Pاألردني ،ك ،3مؤسسة وائل.1995 ، .42
92
علي عبد القادر مصطفى ،الوظيفة العامة في النظام اإلسالمي وفي النظم الحديثة ،ط،1 .43
بدون مكان للطبع.1983 ،
علي محمد الكرباسي ،شرح قPPانون الخدمPPة المدنيPPة رقم 24لسPPنة ،1960دار الحري..ة .44
للطباعة ،بغداد.1984 ،
علي محمد بدير وآخرون ،مبادئ وأحكPPام القPPانون اإلداري ،مديري..ة دار الكتب للطباع..ة .45
والنشر.1993 ،
علي هاني الصهراوي ،القانون اإلداري ،ك ،1ط ،1األصدار .الثاني ،دار العلمية الدولي..ة .46
للطبع والنشر2001 ،
فتحي والي الوسيط ،قانون القضاء المدني ،بدون مكان للطبع.1986 ، .47
فخري عبد الرزاق صلبي الحديثي ،شرح قانون العقوبات القسم الخاص ،بغداد ،مطبع..ة .48
الزمان.1996 ،
فوزي .حبيش ،الوظيفة العامPPة وإدارة شPPؤون المPPوظفين ،المطبع..ة البوليس..ية ،ب..يروت، .49
.1986
كمال نور هللا ،نظPPام العPPاملين في فرنسا ،منش..ورات المنظم..ة العربي..ة للعل..وم اإلداري..ة، .50
مطبعة المعرفة.1971 ،
كيت كينان ،ترجمة مركز التعريب والبرمجة ناجي حداد ،أختيPPار الموظPPف المناسب ،ط .51
،1الدار العربية للعلوم.1995 ،
لوران بالن ،الوظيفة العامة ،ترجمة انطوان عبدة ،منشورات .عوي..دات ،ب..يروت ،ب..دون .52
سنة.
ماجد راغب الحلو ،القانون اإلداري ،دار المطبوعات الجامعية.1987 ، .53
ماهر صالح عالوي ،القانون اإلداري ،مطبعة التعليم العالي ،الموصل.1989 ، .54
محسن محمد حسن ،مختارو بغداد ،ج ،1ط ،1مطبعة حسام أوفسيت.1985 ، .55
محمد أنس قاسم جعفر ،الوسيط في القانون العام أسس وأصول القPPانون اإلداري ،ب.دون .56
مكان للطبع.1984 ،
محم..د أنس قاس..م جعف..ر ،مبPPادئ الوظيفPPة العامPPة وتطبيقهPPا على التشPPريع الجزائPPري، .57
مطبعة األخوان مورافتلي ،القاهرة.1982 ،
محمد زكي ابو عامر ،الحماية األجرائيPPة للموظPPف العPPام في التشPPريع المصPPري ،الفني..ة .58
للطباعة والنشر.1985 ،
93
:المراجع األجنبية
1. Gregory B. Lewis - The Impact of Veterans Preference on the
Composition and Quality of the Federal Civil Service – PMAP
Publications – Georgia State University – USA.
3 - Biobele Richards Briggs – Problems of Recruitment in Civil
Service – African Journal of Business Management – Vol.16 – 1993.
4 – Recruitment Policies in the Nigerian Civil Federal Service –
Kuwait Chapter of Arabian Journal of Business and Management
Review – Vol 5 – November 2015
94