Professional Documents
Culture Documents
التعمير والوعاء العقاري
التعمير والوعاء العقاري
تقديم
أضحى موضوع العقار في حاجة إلى تفكير عميق الرتباطه بحاجيات إلانسان املتغيرة فهو في حالة تطور مستمر ،فالنمو الديمغرافي
والهجرة القروية وتفش ي املضاربة العقارية ،أدى إلى خلق حالة من عدم التوازن بين العرض والطلب عليه ،الش يء الذي أدى بدوره إلى
تفاقم مشاكل أخرى لها عالقة مباشرة بهذه الوضعية ،كاملباني السرية ومدن الصفيح وانعدام الوسائل الصحية والتجهيزات ألاساسية ،أي
بشكل أعم إلى تعمير فوضوي .لذا ظهرت ضرورة تدخل السلطة العامة لوضع حد للنمو العشوائي للمدن ،حيث أصبح بذلك املشكل
العقاري يشكل الاهتمام ألاساس ي للسلطة العامة ،ألن غياب التحكم في السطح يعني غياب عنصر أساس ي يحكم تطور ونمو املناطق
الحضرية ،غير أن الجهود املبذولة من قبل السلطات العمومية للحصول على ألاراض ي الالزمة للنمو العمراني ،غالبا ما تصطدم بعدة
عراقيل تتمثل أساسا في ارتفاع القيمة العقارية وكثافة استعماالتها العقارية في مجال التعمير ونوعية النظام العقاري الخاضعة له.
وإذا كانت الدولة ترتكز من خالل سياسة التعمير على امللكية العقارية ،غير أن توفير ألاراض ي الالزمة في الوقت املناسب واملكان املناسب
يطرح عدة إشكاليات تؤثر سلبا على تحقيق سياسة عمرانية فعالة ،حيث الزلت الدولة لم تتجاوز املشاكل املرتبطة بالعقار ذاته ،فالواقع
أن العالقة التي تربط التعمير والعقار مزدوجة ومتداخلة فيما بينها وتتبادل التأثير والتأثر ،وهذا يظهر من خالل تعدد ألانظمة العقارية
ومتطلبات سياسة التعمير "املطلب ألاول" وتأثير قانون التعمير على امللكية العقارية " املطلب الثاني".
املطلب ألاول :تعدد ألانظمة العقارية ومتطلبات سياسة التعمير
أول ما يثير الانتباه عند دراسة النظام العقاري املغربي هو تشعبه وتعقيده ،وهو ما يستدعي إعادة النظر في منظومة الهيكلة العقارية
للمغرب ،حيث أفرز تطور القانون العقاري تنوعا في مصادره ،وتعدد في قواعده التطبيقية ،فالعقارات تضطلع بأهمية خاصة وأنماط
قانونية متنوعة ،حيث نجد في انتمائها ألي نظام أو نمط أساسها ووسائل وجودها ،حيث هنا من يرجع أسباب هذا التعدد في ألانظمة
العقارية ،املبالغة في استعمال كلمة "نظام عقاري" فكلما وجد نوع من العقارات تميز بتقنية خاصة أطلق عليه نظام خاص ،بينما في
الواقع يمكن أن يعتبر نظام عقاري كل مجموعة من العقارات متجانسة من حيث طبيعة ملكيتها ونظام استغاللها وطريقة تحديدها
()84
أوتسجيلها ،حيث تجمع خصائص متعددة فيها وتكون من ثم وحدة غير متميزة من حيث تكوينها وتسجيلها.
وما جرى عليه العرف الفقهي هو تصنيف هذه ألانظمة العقارية ببالدنا إلى أراض ي امللك الخاص املحفظ وغير املحفظ ،وأمال الدولة
العامة والخاصة ،وأراض ي الجموع وأراض ي الكيش وألاحباس ،وفي غياب تأطير للمنظومة العقارية بدأت في الظهور أنماط عقارية جديدة
منها أراض ي إلاصالح الزراعي والتي تشكل الوجه الثاني للتعقيد في ألانظمة العقارية.
الفرع ألاول :ازدواجية النظام القانوني للعقار باملغرب
تمهيدا لفتح الباب أمام الحق في التملك داخل املغرب بالنسبة للمغاربة وألاجانب شكل اتفاق 2يوليوز 3555بمدريد بمشاركة ما يزيد
عن 31دولة )85(،خطوة في هذا املسار وذلك بطلب من الحسن ألاول عاهل املغرب ،وتم بمقتض ى نص املادة 33من هذا الاتفاق السماح
لألجانب بحق تملك العقارات في املغرب ،وهي إمكانية تم تأكيدها بمقتض ى الفصل 91من اتفاقية الجزيرة الخضراء.
()86
وإذا كانت القواعد التي تحكم امللكية في الفقه إلاسالمي شكلت أهم عائق بالنسبة لألجانب فيما يخص إثبات امللكية ،فهذه
املعطيات وغيرها جعلت من تغيير النظام القانوني ،وخلق ازدواجية في النظام العقاري في حدود ما يحقق مصالح املستعمر ،أولى أهداف
معاهدة الحماية 25مارس 3133التي جاء في مادتها ألاولى" إن جاللة السلطان ودولة الجمهورية الفرنسية قد اتفقا على تأسيس نظام
جديد باملغرب مشتمل على إلاصالحات إلادارية والاقتصادية واملالية والعسكرية "...ومن ثم شكلت هذه املادة نقطة تحول حقيقي نحو
خلق ازدواجية في التنظيم القانوني العقاري للمغرب ،تمثلت أبرز مالمحها في صدور ظهير التحفيظ العقاري 33غشت ،3132أو نظام
الشهر العيني الذي جاء بمبادئ غريبة ومخالفة لتلك املتعارف عليها في الفقه إلاسالمي من قبيل مبدأ العلنية ،واملشروعية ،والقوة املطلقة
للتسجيل ،تم مبدأ عدم سريان التقادم على الحقوق املسجلة ،كلها مبادئ كانت كفيلة بخلق نظام عقاري جديد سمي بنظام العقارات
املحفظة(أوال)كمقابل للعقارات غير املحفظة (ثانيا).
-84محمد الوكاري :العراقيل التي يطرحها العقار أماح التنمية الحضرية ومحاولة التغلب عليها ،املجلة املغربية لقانون وإقتصاد التنمية،عدد ، 33سنة ، 3156ص .331
- -85محمد خيري ":حماية امللكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري باملغرب" ،مطبعة املعارف الجديدة الرباط ،طبعة ، 3553ص .65
-86محمد خيري" :التعرضات أثناء التحفيظ العقاري في التشريع املغربي" ،مطبعة دار الثقافة ،الطبعة ألاولى 3112 ،ص.13
30
عدد 5102 / 10
-87أحدثت أول محافظة عقارية باملغرب بمدينة الدار البيضاء بتاريخ 8يونيو .3138في حين تم إنشاء املحافظة العقارية بفاس بمقتض ى ظهير 33مارس 3125املنشور بالجريدة الرسمية بتاريخ 35مارس
، 3125وقد كان اختصاصها يشمل املدن التالية :فاس ،بوملان ،صفرو ،تازة ،تاونات.
- EL Mostafid Mostafa :Rapport de stage École National D’Administration cycle normal 2010 p :15.
-88أحمد مالكي :التدخل العمومي في ميدان التعمير ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،الرباط ،السنة الجامعية
،3555-3552ص .331
-89أحمد مالكي :نفس املرجع ،ص.338
-90قرار منشور بمجلة القضاء والقانون ،عدد 315نونبر ،3155ص.335
املدني لاللتزام التعاقدي والعقار ،كلية العلوم القانونية القانون -91بوشتى البزاري مالحي ":معيقات مساهمات العقارات غير املحفظة في التنمية " ،بحث لنيل ماستر الدراسة امليتودولوجية املطبقة على
والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس ،السنة الجامعبة ، 3555/3552ص.31
31
عدد 5102 / 10
()92
كما تثير شهادة اللفيف كوسيلة إلثبات امللكية هي ألاخرى ،مشاكل عديدة وصراعات مختلفة تؤثر على وضعية العقار غير املحفظ،
حيث أن شهادة اللفيف غالبا ما تكون غير حقيقية بسبب محاباة شهود اللفيف ،أو انتقام أو رشوة وفساد ذمة وكذب ومبالغة ،أو مجرد
خطأ ،أو نسيان ،...قد يؤدي إلى املس بالحقوق وضياعها ،وما يزيد من خطورة اللفيف عدم توفرها على إذن القاض ي.
يضاف إلى ما سبق املشاكل املتصلة باإلثبات التي تتم بواسطة رسوم تحرر من قبل العدول أو عن طريق العقود العرفية أو عن طريق
الحيازة املادية للعقار ،إال أن إلاثبات بهذه الوسيلة أو تلك ،يثير من املعيقات واملشاكل ما يؤثر على ثبوتية العقارات العادية.
فالرسوم التي تحرر من قبل العدول ،قد يعتريها اللبس والغموض وعدم الدقة ،أو أن يتم تحرير مجموعة من العقود العرفية
مللكية عقار غير محفظ واحد ،أو عدم احترام بعض العدول والقضاة للقواعد آلامرة ،حول تحرير العقود وكيفية مراقبتها كما أثبت ذلك
الواقع العملي .وهكذا نجد أن املحررات سواء أكانت رسمية أم عرفية تفتقد للدقة والتحديد ،نتيجة الاعتماد فقط على التصريحات
والشهود وألاعراف في تعيين مواقع ومساحة ألامال العقارية ،أكثر من الاعتماد على الوسائل التقنية الحديثة ،ألامر الذي يجعل من هذه
الوسائل عوض أن تكون وسائل إثبات تامة وضابطة ،مصدرا للكثير من املنازعات والخالفات تحول دون الاستثمار وتنمية العقارات
()93
العادية.
كما أن املشاكل التي يعاني منها العقار غير املحفظ ،ال تقتصر فقط على الجانب القانوني املتجسد في تنوع وتعدد ألانظمة
العقارية مع ما يرافق ذلك من عراقيل في وجه التنمية من جهة ،وصعوبة إلاثبات من جهة ثانية ،بل ينضاف إلى ذلك معيقات من نوع
آخر تحول دون اندماج العقار غير املحفظ في التنمية ،وتمنع مساهمته في خلق محيط وجو مالئمين لإلستثمار في إطار سياسة إقتصادية
محفزة ونظرة إجتماعية هادفة وشمولية.
فاملشكل التمويلي والناتج عن الوظيفة السلبية ملؤسسات القروض حاضر كذلك ،إذ نجد أن هذه ألاخيرة غالبا ما تفضل
العقارات املحفظة عن العقارات العادية من أجل تمويلها( .)94فالعقار املحفظ يمكن تقديمه بسهولة كضمان ألداء الدين املمنوح وذلك
عن طريق رهنه رهنا رسميا وبدون حيازة ،بخالف العقار غير املحفظ الذي ال يوفر أي ضمانة للدائن حتى ولو رهنه كذلك ،إذ أن الرهن
الذي يمكن أن يجري على العقار غير املحفظ هو الرهن الحيازي العقاري ،وهو ال يوفر الضمان التي يحصل عليه الدائن نتيجة الرهن
الرسمي أو عن طريق تسليم سندات امللكية وهي وسيلة ضعيفة ال تعطي لصاحبها ضمانة قوية وكافية وثابتة )95( ،السترداد دينه.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه التشريع املغربي عائقا مباشرا في امتناع املؤسسات املقرضة تمويل العقارات غير املحفظة نظرا
لبقائه ممتنعا عن الاهتمام بها ،فعوض أن يوليها قدرها من الاهتمام نجده مبقيا إياها على حالتها ،وعليه فإن الحل يبق هو ضرورة
الرجوع إلى العقار غير املحفظ وإنجاز أعمال التحفيظ عليه ،وذلك لسببين اثنيين :أولهما ما يشكله العقار غير املحفظ من ثروة عقارية
كبيرة وبالتالي توفير الاحتياطات العقارية الالزمة ،وثانيهما ملا قد يوفره من إمكانات تضع حدا للمضاربات العقارية ،كل ذلك يمكن أن
يتأت إذ تم العمل على تيسير التداول العقاري فيه وتحقيق الاستقرار له .وهما معا يعتبران الفاعل الرئيس ي في تحريك دواليب الدورة
الاقتصادية في آفاقها املالية والتجارية املصرفية ،ومن ثم اعتباره أيضا قاعدة الانطالق إلاجبارية التي يجب أن تنهل منها كل ألاطراف
()96
املنتجة واملستهلكة ،وكل مكونات العملية إلانتاجية من خواص وشركات وأبنا ودولة.
الفرع الثاني :تعدد ألانظمة العقارية باملغرب
والاقتصادية والاجتماعية عبر التاريخ ،أصبح إن تعدد وتشعب ألانظمة العقارية التي أفرزتها التطورات واملؤثرات السياسية
يطرح مشاكل متنوعة تتعلق في مجموعها بالجانب القانوني للتهيئة العقارية ،الذي يعتبر بدوره مرتبطا بالجانب الاقتصادي والاجتماعي،
املتمثل في إلانتاج والعمران على الصعدين الحضري والقروي )97(،غير أن هذا التعدد وإن كان يمثل أصالة القانون العقاري باملغرب ،فإنه
بال شك يشكل عائقا أمام التعمير والتهيئة العقارية ،ومن زاوية أخرى فإن هذا التنوع في الهياكل العقارية له تأثير على نمط الاستغالل
وإلانتاج.
-92محمد الشيلح ":مشكل الكتابة في بيع العقار غير املحفظ باملغرب" ،مجلة القانون والاقتصاد ،عدد ،31سنة ، 3553ص.28
-93بوشتى بزاري مالحي :مرجع مذكور ،ص31 :
-94محمد بن الحاج السليمي :سياسة التحفيظ العقارية في املغرب بين إلاشهار العقاري والتخطيط الاجتماعي -الاقتصادي ،منشورات عكاظ ،طبعة ، 3558ص. 362
-95محمد خيري :مقارنة بين نظامي العقارات املحفظة والعقارات غير املحفظة" ،ندوة العقار غير املحفظ إلى أين"؟ كلية الحقوق جامعة القاض ي عياض ،وبلدية جليز 17مارس ،2001ص. 23
-96محمد الحياني :دور التحفيظ العقاري في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،املجلة املغربية لالقتصاد والقانون ،العدد الخامس ، 3553 ،ص.335
-97لهاني فاطمة " :التحفيظ العقاري وسياسة التعمير القروي" ،بحث لنيل دبلوم املاستر في قانون إلالتزام التعاقدي والعقار ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية فاس ،السنة الجامعية ، 3555 -3552ص .36
32
عدد 5102 / 10
33
عدد 5102 / 10
منصوص عليه في القانون رقم 1.60املتعلق بنزع امللكية من أجل املنفعة العامة وباالحتالل املؤقت ،وهذا ما أكد عليه منشور الوزير
ألاول عدد 3461الصادر في 54نونبر .0661
وفي هذا الصدد تنص املادة 00من املرسوم التطبيقي رقم 5.10.016املؤرخ في 31جمادى ألاخيرة 38( 3132يوليوز )2006
على أنه "إذا تم ألجل املنفعة العامة نزع ملكية قطعة أرضية سبق منحها وفقا ألحكام الظهير الشريف املعدل للقانون السالف الذكر
رقم11ـ 15ـ 0وتم إدماجها في املدار الحضري ،فإن مبلغ التعويض عن عملية نزع امللكية سواء أنجزت هذه العملية قبل أو بعد التسديد
الكامل لثمن القطعة من قبل املستفيد ،ال يجوز أن يزيد عن قيمة القطعة املقدرة في تاريخ نشر القانون رقم 19.10بالجريدة الرسمية
" 03يناير "5112ولعل هذا املقتض ى له من إلايجابية ما يخدم التعمير ،ويحد من املضاربات العقارية.
وحرصا من الدولة على الحفاظ على ألاراض ي الزراعية ،وكذا منعا ألي تغيير لهوية املناطق القروية فقد نص املنشور املشتر
بين وزير العدل ووزير الفالحة عدد 5116بتاريخ 02أكتوبر ،5111على أنه" بالنسبة للقطع املوزعة الواقعة خارج املدارات الحضرية ،فإن
حصول املستفيدين منها على شهادة رفع اليد ال يغير صبغتها الفالحية" مع مراعاة مقتضيات املرسوم رقم 963ـ 514بتاريخ 56دجنبر
5114بشأن اللجنة الجهوية املكلفة ببعض العمليات العقارية وال سيما املادتان الخامسة والعاشرة منه)106(.
IIIـ أراض ي الجماعات الساللية (الجموع):
أراض ي الجماعات ألاصلية )107(،هي ملك خاص ملجموعات ساللية منبثقة من القبائل أو الفخدات والدواوير املنتمية إليها،
دون أن تكون ملكا لألشخاص والعائالت املكونة لها ،وقد اعتمد املشرع املغربي عند إعداده للقانون املنظم لتسيير ألامال الجماعية
بتاريخ 51أبريل 0606مبدأ عدم قابلية هذه ألاراض ي للتفويت والتقادم والحجز.
هذه ألاراض ي وبحكم وضعها القانوني املذكور تطرح العديد من إلاشكاالت من بينها املقتضيات الواردة في املادة الخامسة من
الظهير الشريف رقم 0.65.1الصادر بتاريخ 01يونيو 0665بتنفيذ القانون رقم 52.61املتعلق بالتجزئات العقارية واملجموعات السكنية
وتقسيم العقارات ،وكذا املنشور رقم / 555د الصادر عن وزير الداخلية بتاريخ 05أبريل ،0662املتعلق بمسطرة دراسة طلبات رخص
البناء وإحداث التجزئات العقارية واملجموعات السكنية في نطاق تدخل الوكاالت الحضرية املعدل باملنشوررقم 5111/0211الصادر عن
وزير إعداد التراب الوطني والتعمير وإلاسكان والبيئة بتاريخ 9أكتوبر 5111املتعلق بتبسيط مساطر دراسة طلبات البناء والتجزيء،
وإحداث التجهيزات السكنية والتقسيمات ،هذه املقتضيات تلح على ضرورة توفر كل مجزئ على عقار محفظ لدراسة إمكانية الترخيص
له ،مع العلم أن القوانين املنظمة لألراض ي العرشية "أراض ي الجموع" ال تمنح صفة مالك ملستغليها .مما يشكل عائقا أمام إمكانية
الترخيص بالبناء والتجزيء بصفة قانونية لذوي الحقوق ،وأمام هذا العائق القانوني ونظرا لتواجد هذه املراكز والجماعات القروية
بالقرب من النسيج املبني باملدينة ،وبالنظر إلى ارتفاع الطلب على البناء والتمدن ،فإن هذه املناطق تعرف انتشارا مهوال للبناء العشوائي
الذي يتم في غياب احترام الوثائق القانونية املوضوعة لهذه الغاية ،مما يفرغ هذه ألاخيرة من محتواها ،ويؤدي من ثم إلى انتشار نسيج
يستدعي تدخل إدارة التعمير من جديد ،قصد إعادة هيكلته وتعزيزه بالتجهيزات التحتية الضرورية لضمان العيش الكريم للمواطن.
وإذا كانت الجماعات ألاصلية قد استطاعت بفضل تنشيط وتفعيل أرصدتها العقارية من أراض ي الجموع ،أن تجعل من هذه ألاخيرة
وسيلة لتحقيق تنمية في مجال إلاسكان عن طريق مكافحة السكن غير الالئق ،واستثمار مدخراتها العقارية في مشاريع أسهمت في حل أزمة
السكن الخانقة )108(.فإن أبرز ما تعانيه ساكنة هذه ألاراض ي في عالقتها باألرض هو إشكالية الترامي ،وللحد من ترامي بعض ألاشخاص
على ألاراض ي الجماعية وتفويتها صدر مرسوم عدد 996بتاريخ 06أبريل 0614أثار من خالله وزير العدل انتباه السلطات القضائية
املعنية ،إلى ضرورة التقيد باملقتضيات القانونية القاضية بمنع تفويت أراض ي الجموع ،والتزام طالبي شهادات التملك بتقديم شهادات
تثبت أن الاراض ي املطلوبة لإلشهاد بتملكها ليست جماعية.
وفي نفس السياق ،أصدر وزير الداخلية دورية رقم 0961بتاريخ 8يونيو 0614طلب بموجبها من عمال امللك على العماالت وألاقاليم
الحرص على تنفيذ محتويات املنشور عدد 996آلانف الذكر ،والسيما فيما يتعلق بتسليم شهادات التملك بعد التحقق من أن ألارض
املطلوب تمليكها ليست جماعية فضال عن القيام بإحصاء دقيق لألمال الجماعية التي سبق تملكها بطرق غير مشروعة.
-107عرف محمد خيري هذه ألاراض ي بأنها أراض ي ترجع في ملكيتها إلى جماعات ساللية في شكل قبائل أو دواوير أو عشائر ،قد تربط بينهم روابط عائلية أو روابط عرفية واجتماعية ودينية ،وحقوق ألافراد فيها
غير متميزة عن حقوق الجماعة ،انظر مجلة املحامون ،أسفي ،عدد ، 3ص .28
أنظر كذلك عبد الوهاب رافع" أراض ي الجموع بين التنظيم والوصاية ،سلسلة املكتب القانونية الطبعة 3سنة 3558ص.28 :
-108عبد الكريم بالزاع :أراض ي الجموع محاولة لدراسة بنيتها السياسية والاجتماعية ودورها في التنمية ،مطبعة النجاح الجديدة ،طبعة 3155ـ ،3115ص .338
34
عدد 5102 / 10
وإذا كانت ألاراض ي الجماعية تشكل عبئا كبيرا على الوزارة الوصية ،باعتبارها خلقت وال تزالت تخلق عدة مشاكل ناتجة عن طريقة
التصرف ،والتوزيع التي تختلف من قبيلة ألخرى )109(.فإنه واستجابة للطلبات املقدمة من لدن الجماعات املحلية واملؤسسات العمومية
القتناء عقارات جماعية ،بهدف إنجاز مشاريع ذات النفع العام ( اقتصادية تجارية اجتماعية) مدعمة بدراسة تقنية ،أصدر وزير الداخلية
دورية رقم 343بتاريخ 53أبريل 0665تم التأكيد فيها على ضرورة تحقيق عمليات تفويت هاته العقارات ذات املنفعة لكل الطرفين
املتعاقدين ،وعدم شروع املقتنين في استغاللها إال بعد الاتفاق على ثمن البيع ،وإجراءات نقل امللكية ،بعد صدور قرار مجلس الوصاية،
مع إلاشارة إلى أن كل طلب اقتناء يرمي إلى تكوين رصيد عقاري على حساب ممتلكات الجماعات ألاصلية يعتبر الغيا بصفة تلقائية حسب
ما أكدته الدورية الصادرة رقم 414بتاريخ 00غشت 0663التي تنص على منع إنجاز أي مشروع تنموي من قبل إدارة ،أو مؤسسة
عمومية أو جماعة محلية فوق أرض جماعية ما ل م تتوصل باملوافقة املبدئية على التفويت لفائدتها من لدن املصالح املركزية املكلفة
بالوصاية على الجماعات ألاصلية)110(.
ومن جهة أخرى فقد تقرر في إطار الدورية عدد 013الصادرة عن وزير الداخلية بتاريخ 59يوليوز 0664اعتماد مبدأ الشراكة
بين الجماعات ألاصلية املالكة ،والجماعات املحلية واملؤسسات العمومية ،كلما تعلق ألامر بمشروع اقتناء عقار جماعي بهدف إنجاز
مشروع سكني ،أو عملية تجارية أخرى ،وهذه الشراكة شبيهة باملبادلة العقارية إذ تتمتع الجماعات الساللية بمقتض ى تنازلها عن ألارض
بمقابل حصة من منتوج املشروع.
VIـ أراض ي الاحباس أو الوقف
الوقف أو الحبس أوالتسبيل سلو ديني ودنيوي ،أما الوقف كسلو ديني فقد عرفته بعض الشعوب القديمة في حوض البحر ألابيض
املتوسط قبل أن تعتنق عقيدة التوحيد ،وحسبنا أن نشير في هذا الصدد إلى ما عرفه إلاغريق من تسبيل بعض عقاراتهم ملنفعة
ألهتهم (111)،أو إلى ما كان يسمى عند الرومان باألشياء املقدسة ( ،) Res divinaeثم باملؤسسات الخيرية ( )Foudation piae cansaeالتي
لعب فيها التأثير املسيحي دورا رائدا على املستوى الاجتماعي.
وقد وصل الدورالاجتماعي للوقف دروته ،فصار سلوكا دينيا ودنيويا باملعنى الحقيقي عند الشعوب إلاسالمية التي أقبلت على تحبيس
عقاراتها بوتيرة تكاد تجعل من الوقف فرضا من فروض العقيدة مع أنه ليس كذلك وأهم ما كان يحبس عليهم أوال وأخيرا الضعفاء من
الفقراء واملساكين واملارستانات )112(.والوقف وجه من أوجه الشرع التي دعا إليها إلاسالم ورغب فيه القرآن الكريم في أكثر من آية قال
هللا عز وجل " :لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون"( )113وحث عليه الرسول صلى هللا عليه وسلم في سنته القولية والعلمية
والتقريرية ،لذلك فقد سارع إليه املسلمون جيال بعد جيل حتى أضحى جزء من دينهم وحياتهم)114(.
وإذا كانت أراض ي ألاحباس تخضع للقانون العام إلاسالمي ،ونظمها املشرع املغربي من خالل مجموعة من الظهائر
واملراسيم )115(،فهي تتوزع إلى ثالثة أنواع ،أحباس عامة Habous Publicsوأحباس خاصة بالعائالت Habous privés de famille
Habous privés des zaouiaهذا باإلضافة إلى دور مؤسسة التسبيل في تاريخ املغرب ،وما أحباس وأحباس خاصة بالزوايا)(116
القرويين إلى خير دليل على ذلك(117).
-109عمار حمداش " :اختناق التحوالت باألراض ي الجماعية هوامش الغرب" ،مجلة البادية املغربية املاض ي -الحاضر-املستقبل ،العدد ألاول ،السنة ألاولى ، 3553 ،ص.55
111
-Louis Gernet Et André Boulanger : Le Génie Grec Dans la Religion Edition Albin Michel Paris 1970 P. 306.
-112محمد الشيلح :القيمة القانونية للحوالة الحبسية من خالل قراءة في حوالة أحباس الضعفاء و املارستان فاس ،مجلة القانون والاقتصاد ،عدد ، 38أبريل ،3533ص .33
-113سورة أل عمران :ألاية . 13
-114عبد الرزاق اصبيحي :الحماية املدنية لألوقاف العامة باملغرب ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون الخاص وحدة القانون املدني املعمق ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،
جامعة محمد الخامس الرباط ،السنة الجامعية ، 3556 /3552ص .3
-115ظهير 33دجنبر .3133املتعلق بإحصاء ألامال الوقفية.
-ظهير 33يوليوز 3132املتعلق بتحسين حالة ألاحباس العمومية.
-ظهير 3دجنبر 3132املتعلق بتنظيم املعاوضات والكراء طويل ألامد لألحباس الخاصة وأحباس الزوايا.
-ظهير 5يوليوز 3136املنظم لحق إلانتفاع باألمال الحبسية.
-ظهير 33ماي 3132املتعلق بالكراء املتوسط ألامد.
-ظهير 31فبراير 3135املتعلق بضبط ومراقبة ألاحباس املعقبة.
-ظهير 2شتنبر 3162املتعلق باإلعفاء من رسوم املحافظة الناتجة عن مسطرة تحفيظ بعض ألامال الحبسية.
-ظهير 38يوليوز 3161تنقل بموجبه إلى الدولة ملكية ألاراض ي الفالحية املعتبرة أوقافا عمومية.
-املرسوم رقم 385-21-3بتاريخ 35أبريل ،3121املحدد لكيفية تشكيل اللجنة املكلفة بتصفية ألاوقاف املعقبة املشتركة ومسطرة عملها.
-ظهير 3أكتوبر 3151املتعلق باألماكن املخصصة إلقامة شعائر العبادة.
116
- Mohamed Ameur : opcit, p : 39.
117
- Mohamed Ameur opcit, p : 31.
35
عدد 5102 / 10
118
-Decroux (p) « droit foncier marocain édition la porte 1er édition 1977 p : 457.
-119اململكة املغربية ،وزارة العدل ،محكمةالاستئناف ،املحكمةالابتدائية ،شعبة التوثيق بفاس ،مذكرة الحفظ ،31رقم الشهادة ،332عدد 331/321بتاريخ. 52-33-3552
-120اململكة املغربية :وزارة العدل ،محكمة الاستئناف ،فاس ،املحكمة الابتدائية ،فاس :حكم رقم . 51 /3152/31
-121إلياس العمراوي ":حق ألاسرة املغربية في السكن الالئق ،دراسته في إطار قوانين التعمير" ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة في القانون الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا كلية العلوم
القانونية والاقتصادية والاجتماعية فاس ،السنة الجامعية ، 3551/3555ص .11
122
- Mohamed Ameur Opcit P : 36.
36
عدد 5102 / 10
ألارضية ،إذا كانت هذه القيمة تفوق مبلغ املساهمة أو مدينا للجماعة بالفرق بينهما ،إذا كان مبلغ إلاسهام يتعدى قيمة
املساحات املأخوذة منه.
وبالرجوع إلى فقرات هذه املادة يتضح بجالء مدى تأثير القانون على امللكية العقارية ،ذلك أن املجاورين للطريق العمومية املراد
إحداثها ملزمين باإلسهام من ملكيتهم العقارية "ألارض" إلحداث الطريق الجماعية .وتأثير قانون التعمير على امللكية العقارية يجد سنده
في أحكام وقرارات القضاء إلاداري املغربي" )123(.خصوصا وأن تطبيق هذه املادة أثار العديد من إلاشكاالت ،كما هو الشأن في حالة
()124
استغراق الطريق العامة الجماعية ملجموع العقار ،وحالة استغراق املساهمة املجانية ملعظم العقار.
وتجدر إلاشارة إلى أن تأثير قانون التعمير على امللكية العقارية يمنع املجاورين للتكنات العسكرية من البناء والزراعة بجوارها،
وتحدد املساحة املسموح بها ملزاولة النشاط الزراعي والبناء ،إما بقانون أو بقرار إداري في إطار ما يسمى باالرتفاقات املتعلقة
(125
باملناطق العسكرية املنظمة بظهير 1غشت .0634
الفرع ألاول :تزايد اهتمام الدولة بقضايا التعمير
إن تطور دور الدولة في املجتمع لم يعد محصورا في نطاق الدولة الحارسة التي ال تتدخل بتاتا في الحياة الاقتصادية ،بل جعلها
تسن مجموعة من القواعد والتشريعات في مجاالت شتى ،وتولي اهتماما كبيرا للعديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي
مقدمتها ميدان التعمير.
ففي أفق جعل املدينة مدينة الشمولية منفتحة كفضاء ترابي على سكانها متيحة الاندماج الاجتماعي وموفرة سبل العيش
الكريم ،مدينة خضراء قادرة على التنافس وذلك من خالل سياسة املدينة التي تبتغي النهوض بالتنمية الحضرية ضمن سياسات متناسقة
()126
عبر عدة إستراتيجيات ومخططات وبرامج ومبادرات.
كان اهتمام الدولة املغربية بالتعمير بالغ ألاهمية مستمدا أصوله وفنونه تارة من العمارة إلاسالمية ،وتارة أخرى من فلسفة أوربية
نجح مهندسوها في ابتكار حلول لتلبية احتياجات مجتمع بكامله بالرغم من أغراضها الرأسمالية إلامبريالية .وفي سياق النمو السريع لعدد
السكان عرف تدخل الدولة في مجال التعمير تطورا تدريجيا ،إذ بعد تركيز السلطة في مجال التعمير في يد الدولة عرف دور الجماعات
املحلية في نفس املجال بدوره تطورا منذ القانون الجماعي ألاول املؤرخ في 53يونيو 0691وإلى صدور القانون 01/16املتعلق بامليثاق
الجماعي ،هذا الاهتمام بالتعمير سواء في إطار املركزية أو الالمركزية تجاوز سن التشريعات إلى إحداث مؤسسات عمومية مهتمة بمجال
التعمير.
ومن خالل هذه الترسانة "القانون +املؤسسات" باشرت الدولة اختصاصها في مجال التعمير ،من خالل توفير رصيد عقاري يسمح
بإسكان من ال مأوى لهم وتشييد املرافق الاجتماعية والاقتصادية وإلادارية ،ومراقبة عمليات تقسيم ألاراض ي ،ويرى ألاستاذ دولوبادير أن
تدخالت الدولة في املجال العقاري كانت تقوم به في البداية على وجود قانون إداري للبناء Droit Administratif de Construction ،لكنه مع
تطور سياسة البناء والتجهيز وتعدد اهتمامات السلطات العمومية في مجال التعمير أصبحنا بصدد قانون إداري للتعمير Droit
،administratif d’urbanismeوهو قانون عرف مجموعة من التطورات وتجاوز بذلك طابع الشرطة إلادارية ( .)127ليصبح أساسا قانونا
عملياتيا Un Droit opérationnel )128(.فبتزايد اهتمام الدولة بقضايا التعمير ينطلق أساسا من ارتباط السياسة العقارية بتوجهات سياسة
التعمير( ثانيا ) ،ومن بروز مفهوم جديد للملكية العقارية في املجال الحضري( أوال).
أوال ـ تبني مفهوم جديد للملكية العقارية في املجال الحضري
تزايد اهتمام الدولة بقضايا التعمير سواء من خالل التدخل في املجال العقاري أو من خالل ربط سياسة التهيئة املجالية
بالسياسة السكنية ،أفرز نوعا جديدا من امللكية العقارية وهو نظام امللكية املشتركة ،وأمام التطور العمراني الهائل الذي عرفه املغرب في
السنوات ألاخيرة سواء من حيث الكم أو الكيف كان من الالزم على املشرع مواكبة هذا التطور من خالل إعادة النظر في مجموعة من
37
عدد 5102 / 10
القوانين املنظمة للتعمير والبناء وما يرتبط بهما كالقانون املتعلق بنظام امللكية املشتركة للعقارات املقسمة إلى شقق الذي كان قد نظمه
ظهير 09نونبر )129( 0649وقد صدر القانون املعدل له تحت رقم )130(.06.11ليواكب التطورات التي عرفها ميدان السكن الجماعي الذي
اتخذ أشكاال جديدة من عمارات مكونة ملركبات سكنية موحدة وإقامات مؤلفة من بنايات منفصلة أو متالصقة وما نتج عن ذلك من أجزاء
مشتركة مملوكة على الشياع لعموم املال املشتركين.
وهكذا نصت املادة ألاولى من القانون السالف الذكر على أن أحكام هذا القانون تسري على العقارات املبنية املقسمة إلى شقق أو
طبقات أو محالت واملشتركة معاينتها بين عدة أشخاص واملقسمة إلى أجزاء يضم كل جزء منها جزءا مفرزا وحصة في ألاجزاء املشتركة ،كما
تسري هذه ألاحكام على مجموعات العقارات مبنية وعلى مختلف إلاقامات املؤلفة من بنايات متالصقة أومنفصلة ،وبها أجزاء مشتركة
مملوكة على الشياع ملجموع املال ،ويسري أيضا على العقارات سواء كانت محفظة أو في طورالتحفيظ أو غير محفظة ،ومن خالل مقارنة
ما جاء في هذه املادة مع ظهير 09نونبر 0649نسجل مجموعة من املالحظات.
إن القانون الجديد لم يقتصر في تصنيف العقارات املبنية املقسمة على الشقق والطبقات فقط ،بل أضاف إليها املحالت وهذا
من شأنه أن يزيل الغموض التي يمكن أن يشوب مدى سريان أو عدم سريان هذا القانون على املحالت التجارية وباقي ألاماكن املوجودة
بالعمارة من غير الشقق .كما أن التنصيص على سريان هذا القانون على مختلف إلاقامات املؤلفة من بنايات متالصقة أو منفصلة وبها
أجزاء مشتركة فيه نوع من مواكبة للتطورات التي عرفها العمران باملغرب ،وأخذ بعين الاعتبار ألنواع العقارات املبنية الحديثة.
وهذا يسري حتى على العقارات التي هي في طور التحفيظ ،أو غير املحفظة ،ذلك أن توسيع نطاق تطبيق هذا ليشمل حتى
العقارات غير املحفظة من شأنه أن يفتح الباب لبروز إشكاليات جديدة تنضاف إلى التي يعرفها ميدان املنازعات املتعلقة بالتحفيظ
()131
العقاري.
كما توسع القانون الجديد في تحديد مفهوم حراسة امللكية من خالل صالحيات واختصاصات الهيئة املسيرة التحاد املال بدءا بالجمع
العام ،الذي يتولى تسيير العقار املشتر وفقا للقانون ونظام امللكية املشتركة ويتخذ قرارات يعهد بتنفيذها إلى وكيل الاتحاد أو عند
الاقتضاء إلى مجلس الاتحاد (املادة .)38
وقد وزعت اختصاصات الجمع العام حسب نسبة ألاغلبية الواجب توفرها ،ففي املادة 35تم التنصيص على مهام الجمع العام دون
إلاشارة إلى ألاغلبية الواجب توفرها ،وهذه املهام والصالحيات هي:
اتخاذ القرارات والتدابيرالتي من شأنها الحفاظ على سالمة العقار املشتر والحفاظ عليه وضمان الانتفاع به وكذا
على أمن سكانه وطمأنينتهم.
تسيير ألاجزاء املشتركة التخاذ إلاجراءات املناسبة للحفاظ على سالمة مستعمليها وضمان حسن الانتفاع بها والحفاظ
على جمالية العقار ورونقه.
تعيين وكيل الاتحاد ونائبه وعزلهما.
تعيين ممثل اتحاد املال لدى مجلس الاتحاد املشار إليه في املادة .30
منح إذن التقاض ي لوكيل الاتحاد ولألغيار.
تفويض اتخاذ بعض إلاجراءات لوكيل الاتحاد أو لألغيار.
املصادقة على ميزانية الاتحاد وتحديد التكاليف والحد ألاقص ى للنفقات وعلى الرصيد املالي الخاص لتحمل أشغال
الصيانة الكبرى.
وتنص املادة 50على القرارات التي يتخذها الجمع العام لكن شريطة توافر أغلبية أصوات املال املشتركين:
وضع نظام امللكية املشتركة إن لم يكن موجودا أو تعديله عند الاقتضاء ال سيما فيما يخص ألاجزاء املشتركة وشروط
الانتفاع بها واستعمالها.
-129أحمد الهرجاني" ،التعميروالتنمية املستدامة" سلسلة الندوات وألاعمال الدراسية ،العدد ،35جامعة القاض ي عياض ،منشورات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،ص .82
-130ظهير شريف رقم .3 .53 .315 :صادر بتاريخ 38رجب 3132ﻫ املوافق 2أكتوبر ،3553الجريدة الرسمية عدد 3 – 8581رمضان 3132ﻫ ( 2نونبر .)3553
-ظهير امللكية املشتركة يعود إلى فترة ما بعد الحرب العاملية ألاولى ،حينما عرفت أوربا أزمة سكنية حادة والتي ما لبثت أن امتدت بسرعة إلى باقي دول العالم ،وإن ظلت بعيدة عن املغرب ردحا من الزمن ولم
تظهر بوادرها إال خالل العقود ألاخيرة على إثر النمو الديمغرافي السريع للسكان بصفة عامة ولسكان املناطق الحضرية على وجه الخصوص واملرتبطة بالنهضة الاقتصادية وكذا النقص الحاصل في
البنايات املوجودة مقارنة مع الكثافة السكانية.
-انظر سعيدة أبلق :نظام امللكية املشتركة وتعديالت 2نونبر ، 3553العقار وإلاسكان ،جماعة من املؤلفين ،كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة القاض ي عياض مراكش ،الطبعة ألاولى،
،3552ص .18
-131لوي مارصيل بوماري ":نظام امللكية املشتركة في العقارات املقسمة إلى شقق" ،املعهد الوطني للدراسات القضائية ،تعريب إدريس ملين ،مطبعة ألامنية ،طبعة ،3115ص .2
38
عدد 5102 / 10
إدخال تحسينات على العقار كاستبدال أو إضافة أداة أو أكثر من أدوات التجهيز واتخاذ ما يلزم لتيسير تنقل ألاشخاص
املعاقين.
تعيين حارس البناية وعزله وتحديد شروط عمله وكذا توفير محل إلقامته.
مراجعة توزيع التكاليف املشتركة املنصوص عليها في املادة 31من هذا القانون بسبب تغيير الغرض املخصص له جزء
أو أكثر من ألاجزاء املقررة.
الترخيص لبعض املال املشتركين بإنجاز أشغال على نفقتهم تمس ألاجزاء املشتركة أو املظهر الخارجي للعقار ،دون
املساس بالغرض الذي خصص له العقار أصال.
القيام بأشغال الصيانة الكبرى.
تثبيت هوائيات وصحون جماعية وكل املعدات أو التجهيزات املماثلة.
اتخاذ إلاجراءات التي من شأنها ضمان أمن السكان وممتلكاتهم ،وذلك بإبرام تأمين مشتر لدرء كل ألاخطار.
غير أن القرارات آلاتية ال يمكن للجمع العام اتخاذها إال شرط إجماع املال على ذلك وهي:
تشييد مبنى جديد أو تعلية مبنى موجود أو إحداث أجزاء مقررة لالستعمال الخاص.
إبرام التصرفات الرامية إما لتفويت جزء من العقار وإما الكتساب حقوق عقارية ،شريطة أن تكون لفائدة الاتحاد
املال ومجاورة للملك املشتر املخصصة لالتفاق املتعلق به.
بناء أو إعداد محالت لالستعمال املشتر .
تفويت حق التعلية أو إعداد أماكن جديدة إلقامة بنايات جديدة.
القيام بأشغال تؤدي إلى تغيير في ألاجزاء املشتركة.
وإذ نسجل إجابية تفصيل القانون الجديد الختصاصات الجمع العام وتصنيفها من حيث ألاهمية باشتراط نسبة معينة من
أصوات املال املشتركين ،فإنه ال بد من إلاشارة إلى أن مجموعة من القرارات ال يمكن تنفيذها رغم اتخاذها باإلجماع ،إال بموافقة املصالح
إلادارية املختصة ،خاصة تلك املتعلقة بإنجاز أشغال البناء وتغيير في ألاجزاء املشتركة أو املظهر الخارجي للعقار ،وأشغال الصيانة الكبرى،
وتشييد مبنى جديد أو تعلية مبنى موجود ،أو إحداث أجزاء مفرزة لالستعمال الخاص وبناء أو إعداد محالت لالستعمال املشتركة.
وقد بينت التجربة امليدانية لفرق مراقبة مخالفة البناء والتعمير تنامي مثل هذه ألاشغال بدون الحصول على رخصة تسمح
بذلك ،كما أن أغلب واجهات العمارات تغير مظهرها الخارجي إلى حد التشويه.
وقد تداركت املادة 11من الباب الثالث هذا النقص حينما نصت على أنه "ال يكون الحق في التعلية أو الحق في الحفر صحيحين إال
إذا تم الترخيص بهما صراحة بموجب القوانين الجاري بها العمل وقبولهما باإلجماع من لدن املال املشتركين" رغم أن هذه املادة حصرت
()132
اشتراط الترخيص القانوني على أشغال التعلية والحفر فقط دون غيرها من ألاشغال.
ثانياـ ارتباط السياسة العقارية بتوجهات سياسة التعمير
ترمي سياسة التعمير في عمقها إلى تحقيق العديد من ألاهداف وألاولويات والتي ال تتحقق في واقعية ألامرإال بوجود سياسة عقارية قادرة
على رسم إستراتيجية مستقبلية تحدد كيفية استثمار الرصيد العقاري املتاح وتفادي تبديره ،الش يء الذي يجعلنا نتحدث عن الزواج
السعيد بين السياسة العقارية وسياسة التعمير )133(.غير أن تحقيق هذا املتبغى غالبا ما تعترضه إكراهات شتى تحد من فعالية سياسة
التعمير وتعيق نهوضها بدورها التنموي في الاستجابة للحاجيات امللحة ومواجهة التحديات املتزايدة )134(.وتبق أساس هذه إلاكراهات هي
ألارض واملضاربة العقارية ،فإذا كان توفرألارض يتيح للسلطات العمومية إمكانية التهيئة والتجهيز ملواجهة آثار التدفقات الهجروية ،كما
يجعلها تبحث عن أنجع السبل لوضع سياسة عقارية تتماش ى وأهداف التعمير الحديث الذي يشكل العقار بالنسبة له ألارضية ألاساسية
النطالق املشروعات املنتجة وإقامة املشاريع السكنية والنهوض باالستثمار ،وهو ما يتطلب استقرارا تاما في الوضعية املادية والقانونية
للعقار )135(.ومحاربة الالشرعية في الوسط الحضري ،فإنه من الصعب تحديد مسلسل املضاربة العقارية الرتباطها بعوامل يمكن إجمالها في
-132محمد بونبات ":العقار وإلاسكان" ،سلسلة الندوات وألاعمال الدراسية ،العدد ،35جامعة القاض ي عياض ،منشورات كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،مركز الدراسات القانونية املدنية
والعقارية ،3552 ،ص .26
- 133عز الدين املاحي :اقتناء ألاراض ي بالتراض ي كأداة إلنجاز املشاريع الاقتصادية والاجتماعية ،أعمال اليوم الدراس ي الذي نضمه مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية الحقوق بمراكش وبلدية
املنارة كيليز ،السبت 1فبراير .3553
- 134أحمد مالكي ،مرجع مذكور ،ص .352
- 135أحمد الطراشن :في كلمته بمناسبة افتتاح أعمال الندوة الوطنية التي نظمها مركز الدراسات القانونية املدنية والعقارية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،جامعة القاض ي عياض مراكش،
يوم 58و 56أبريل تحت عنوان :ألانظمة العقارية ،املطبعة الوطنية مراكش ،الطبعة ألاولى ،3552 ،ص .6
39
عدد 5102 / 10
تأثير ألارض والنمو الديمغرافي والهجرة القروية والسياسات العمومية املتبعة ،وألاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للبالد ،والدخل
()136
الفردي ومستوى املعيشة وقوانين التعمير وأنظمة البناء.
وكون املشاكل التي يطرحها العقار في ارتباطه بالتدبير العمراني تستدعي إيجاد مقاربة واضحة ،فاملشرع املغربي ومن خالل مشروع مدونة
التعمير 31.11عمل على الربط بين السياسة العقارية وتوجهات سياسة التعمير من خالل إحداث وكاالت للتعمير وأخرى للعقار على
مستوى جميع التراب الوطني ،على التوالي في املواد 323و 312من مشرو ع املدونة.
Iـ وكالة التعمير
تعتبر وكاالت التعمير مؤسسات عمومية تتمتع بالشخصية املعنوية وتخضع لوصاية الدولة ،ولهذه الغاية تتولى وكالة التعمير في نطاق
اختصاصاتها وفي إطار الربط بين السياسة العقارية وتوجهات التعمير مايلي :
القيام لفائدة الجماعات املحلية ،بإعداد مشاريع مخططات توجيه التجمعات العمرانية ومتابعة إنجاز التوجهات
املحددة فيها.
القيام بالدراسات املتعلقة بتصاميم التهيئة وتصاميم الحفاظ على املنطقة وإبراز قيمتها.
متابعة تنفيذ مقتضيات تصاميم التهيئة وتصاميم الحفاظ على املنطقة وإبراز قيمتها والقيام بتقييمها.
إنجاز الدراسات املعمارية الخاصة بالوسط القروي مع أخذ الخصوصيات الجهوية واملحلية بعين الاعتبار.
تحديد املشاريع الحضرية وإنجاز الدراسات املتعلقة بها وإلاشراف على إنجازها وذلك بتنسيق مع مختلف ألاطراف
املعنية.
القيام بالدراسات الالزمة ملشاريع تهيئة قطاعات خاصة وتنفيذ جميع مشاريع الصيانة العامة أو التهيئة لحساب
الدولة والجماعات املحلية أو أي شخص آخر يطلب من الوكالة القيام بذلك سواء كان من أشخاص القانون العام أو
الخاص ،كلما كان املشروع ذا منفعة عامة.
تشجيع وإنجاز عمليات التجديد الحضري املحدد في املادة 021من مشروع مدونة التعمير ،وعمليات محاربة السكن
غير القانوني وإعادة هيكلة ألاحياء املفتقرة إلى التجهيزات ألاساسية.
إبداء الرأي املطابق في طلبات رخص البناء وإلاذن بإحداث تجزئات عقارية ،وإحداث مجموعات عقارية أو التقسيم
العقاري.
الاهتمام ،بمساعدة من الجماعات املحلية املعنية ،بتشجيع إنشاء وتطوير جمعيات املال أو قاطني ألاحياء غير
القانونية ،وجعل ألاطر الضرورية رهن إشارتها قصد تيسير تنفيذ وثائق التعمير ،والحرص على متابعة العمليات التي
تقوم بها هذه الجمعيات وذلك بتنسيق مع الجماعات املحلية املذكورة.
تقديم مساعدتها الفنية لل جماعات املحلية فيما يتعلق بالتعمير والتهيئة وكذا للهيئات العامة والخاصة فيما تقوم به
من أعمال التهيئة إذا ما طلبت ذلك ،ولهذه الغاية يمكنها أن تبرم اتفاقيات مع الجماعات للقيام لحسابها بدراسة
طلبات رخص البناء.
إعداد وتعميم قاعدة للمعطيات املتعلقة بالتنمية العمرانية للجهة ،وللعماالت وألاقاليم املوجودة داخل نطاق
اختصاصاها الترابي.
الاشترا إلى جانب الجماعات الترابية في إنجاز مشاريع إعداد التراب.
ويمكن لوكالة التعمير أيضا أن تبرم مع الجماعات املحلية واملؤسسات العامة واملصالح الخارجية ملختلف القطاعات الوزارية
والهيئات غير الحكومية والهيئات املتدخلة في ميدان اختصاص الوكالة ،اتفاقيات للتعاون والشراكة في ميادين الدراسات والتخطيط
والتكوين وتبادل التجارب وكل ميدان آخر له عالقة بمهامها.
- 136محمد معنى السنوس ي :أصداء على قضايا السكن والتعمير باملغرب ،دار النشر املغربية ، 3155ص .82
40
عدد 5102 / 10
تهدف الوكالة العقارية الجهوية في إطار التنسيق بين أهدافها وأهداف وكاالت التعمير وعمال بتوجهات العقار والتعمير إلى تحقيق
مايلي:
إعادة تكوين الرصيد العقاري العمومي باقتناء ألاراض ي في الوسطين الحضري والقروي الستباق ومرافقة حركة
التعمير ،وتيسير التهيئة املستقبلية لألراض ي ،وتفادي أي خصاص في ألاراض ي القابلة للبناء مستقبال.
الحفاظ على إلاسهامات الزراعية والطبيعية املحيطة باملدن ،باقتناء ألاراض ي لإلسهام في حماية ألاراض ي ذات املردودية
الزراعية العالية.
إلاسهام في ضبط السوق العقاري عن طريق بيع ألاراض ي املخصصة إلحداث تجزئات عقارية أو البناء أو لالستجابة
لحاجيات املنعشين واملجزئين العقاريين العموميين والخواص ومن أجل تشيجع الاستثمارات.
ولهذه الغاية تتولى الوكالة بوجه خاص؛ القيام بالدراسات الالزمة إلنجاز مهامها.
اقتناء العقارات وتكوين إلاحتياطات العقارية الالزمة للقيام بمهامها.
وضع رهن إشار املنعشين العقاريين ،العموميين والخواص ،واملستثمرين أراض مخصصة إلنجاز برامج الاستثمار وفقا
لدفاتر الشروط؛ بيع ألاراض ي واسترجاع الحاصالت الناتجة عن ذلك؛ مباشرة كل معاملة عقارية مرتبطة بأهدافها؛
القيام بكل العمليات التجارية واملالية والعقارية املرتبطة بأهدافها.
ويمكن للوكالة أن تسهم ،وفقا للتشريع الجاري به العمل ،في جميع املؤسسات التي يدخل هدفها في إطار أنشطة الوكالة.
الفرع الثاني :تدخل الدولة في املجال العقاري
عرف املغرب كغيره من البلدان املستقلة خالل النصف ألاخير من القرن املاض ي تطورا عمرانيا كبيرا وتوسعا حضريا انعكس على التركيبة
الاجتماعية وعلى نمط عيش السكان ،ويختلف من منطقة إلى أخرى ،أحيانا نجده توسعا هادفا ومقننا وفي أحيان أخرى نالحظه عشوائيا
غير منظم ،ولعل السبب في ذلك ناتج عن تمركز السكان باملناطق الحضرية على حساب املناطق القروية بسب عوامل متعددة أهمها:
تدهور مستوى العيش بالبوادي.
جادبية املدن على اعتبار أنها تنعم بالتحضر والتمدن.
استمرار ظاهرة الجفاف لسنوات متتالية.
غياب التجهيزات في العالم القروي ،من ماء وكهرباء وطرق ومرافق عمومية.
وقد انتبهت السلطات العمومية إلى هذه العوامل ومدى خطورتها على التوسع العمراني والحضري ،الش يء الذي أدى بها في البداية إلى
نهج سياسة عقارية هدفها تكوين احتياطي عقاري ضروري ملواجهة الحاجيات واملتطلبات الناتجة عن تدفق السكان القرويين نحو املدن
والنمو الديمغرافي املتزايد .ومن أجل تفعيل العالقات إلاستراتيجية بين املحاور الثالث السكن البيئة واملجتمع ،ومن أجل الاستفادة أكثر ما
()137
يمكن من الجهود املبذولة لتحسين ألاوضاع والاستفادة أكثر من التنمية وضمان العيش في سكن الئق سليم.
شمل تدخل الدولة في املجال العقاري الجانب القانوني أوال من خالل التحكم فيه وكذلك التحكم في الجانب الاقتصادي للمجال
العقاري"ثانيا".
أوال ـ التحكم القانوني في املجال العقاري
()138
من أجل وضع سياسة عقارية معقلنة وفعالة تعتبر من إحدى الضمانات ألاساسية إلنجاح أهداف سياسة التعمير .ومن أجل الحد
من خطورة تدفق السكان القرويين على املدينة وما ينتاب ذلك من تدمير للرصيد العقاري جراء ارتفاع معدل الكثافة السكانية باملدينة
عملت الدولة املغربية على سن مجموعة من التشريعات في محاولة لتنظيم املجال العقاري والتخفيف من الضغط الذي يعرفه جراء
ألاسباب السابقة املشار إليها.
وهكذا تم إصدار قوانين وتعديل أخرى في مقدمتها :قانون نزع امللكية للمنفعة العامة والاحتالل املوقت .1 .60
ظهير إلانعاش العقاري .0662
قانون التعمير 05/61والتجزئات العقارية وتقسيم العقارات واملجموعات السكنية .52/61
اللجوء إلى إلاعفاءات الضريبية بعد الخطاب امللكي لسنة .3155
توسيع مجال التغطية بالتصاميم السكنية.
-137عبد الرحمن أبو لهريس ":العقار وإلاسكان ،دور الدولة من التدبير املباشر إلى التأطير والتوجيه والتشار " ،سلسلة الندوات وألايام الدراسية ،العدد ،35منشورات كلية العلوم القانونية والاقتصادية
والاجتماعية ،جامعة القاض ي عياض مراكش الطبعة ألاولى ،3552 ،ص .322
-138حيمود املختار :دور سياسة التعمير في تنمية وتنظيم املجال الحضري ،نموذج عمالة بن مسيك سيدي عتمان ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ،كلية الحقوق جامعة الحسن الثاني ،
الدار البيضاء ،السنة الجامعية ،3552-3553ص .366
41
عدد 5102 / 10
-139عبد الصمد سكال ":السياسة العمرانية باملغرب منذ ،"3113أشغال ندوة العمران في الوطن العربي بين التخطيط والتشريع وإلادارة ،أيام 33 .33 .35أبريل ،3553الرباط ،ص .321
- 140الهادي مقداد :مرجع مذكور ،ص .32
42