Professional Documents
Culture Documents
ملخص محاضرات الاقتصاد النقدي واسواق رأس المال الجزء الاول
ملخص محاضرات الاقتصاد النقدي واسواق رأس المال الجزء الاول
الجزء االول
أ
الفصــــــــــــــــــــــــــــل األول :تطور النقــــــود ووظـــــــــائفهـــــــــــــــــــــــــــــا
تمهيد :
لم تظهر النقود في بدايتها بالصورة التي نعرفها ونتعامل بها في الوقت الحالي وانما مرت في تطورها
بعدة مراحل مختلفة وتعددت أنواعها وقد ترافق ذلك مع التطور االقتصادي والمالي الذي عرفته المجتمعات
حيث تطورت وظائفها وانواعها وكذا استعماالتها منذ التخلي على نظام المقايضة واعتماد النقود كأساس
للمبادالت وحتى الوصول الى النقود االلكترونية التي تطورت سريعا نتيجة التطور التكنولوجي الكبير الذي
عرفته وسائل االتصال والتواصل وهو ما ستتبينه من خالل دراستنا لهذا الفصل.
-Iنظام المقايضة ودوافع استعمال النقود
تعرف المقايضة على انها مبادلة سلعة بسلعه أخرى يكون الفرد في حاجة إليها حيث انه في العصور
البدائية االولى اين كان اإلنسان ينتج حاجاته البسيطة له و ألفراد عائلته ويحقق بذلك صفة االكتفاء الذاتي لم
تكن هناك حاجة للتفكير في إيجاد نظام للتبادل إال ان األمر ما لبث أن تغير أين أدرك األفراد صعوبة انتاج
كل ما يحتاجونه من سلع وخدمات وظهرت بذلك أهمية التخصص حيث أصبح كل فرد يمارس فرعا معينا
من فروع اإلنتاج وذلك بإنتاج كمية تزيد عن حاجته ويحصل على باقي السلع التي يحتاجها من خالل تبادل
فائض اإلنتاج بفائض انتاج االفراد االخرين من السلع التي يحتاجها .
فمنتج القمح مثال يستطيع الحصول على حاجته من االرز او السمك او غيرها من السلع والخدمات من خالل
مبادالت كميه من القمح الذي يفيض عن حاجته باألرز او السمك للفرد الذي يحتاج الى القمح وعنده فائض
من األرز او السمك ويكون بذلك التقاء المنتج بالمستهلك مباشره بدون وسيط.
لم يكن نظام المقايضة الذي عرفته المجتمعات البدائية قادرا على مسايرة التطور االقتصادي الذي يستند في
أساسه على ظهور التخصص وتقسيم العمل وما رافق ذلك من عمليات المبادالت بين االفراد وقد بدا ذلك جليا
من خالل العيوب التي عرفها هذا النظام وأهمها :
1 -Iعدم توافق الرغبات
وهو ما يطلق عليه اصطالحا التوافق الثنائي للرغبات حيث يصعب على من يريد مبادلة سلعة بسلعة
أخرى التعرف على من يريد مبادلة سلعته بهذه السلعة بالذات؛ فالفرد الذي يملك شاة يريد مبادلتها بكمية من
الحبوب مثال ال يمكنه اتمام هذه المبادلة اال بتوفر شرطين أساسيين:
-1ان يجد من يرغب في الحصول على الشاة.
-2ان يكون لدى هذا الفرد االخير الكمية المطلوبة من الحبوب.
فإجراء المبادلة يقتضي بذلك ان يكون كل فرد راغبا في الحصول على سلعة اآلخر وفي نفس الوقت لديه ما
يساويها من السلع باإلضافة إلى توفر شروط المقايضة االخرى كالعدد و النوع و الجودة و الزمان و المكان
؛كما يزداد األمر تعقيدا اذا كان مالك الشاة يريد مبادلتها بسلعتين او اكثر حيث يصعب أن يجد الشخص الذي
يرغب في الحصول على الشاة ولديه كل أنواع السلع وبالكميات والمواصفات التي يرغب مالك الشاة في
الحصول عليها.
2
2 -Iعدم وجود وحدة عامة ومشتركة للقياس:
ففي نظام المقايضة يتطلب األمر معرفة النسبة التي يتم بموجبها تبادل كل سلعة بالسلع األخرى في كل مرة
يرغب فيها بإجراء عملية المقايضة وبذلك عبر عن قيمة كل سلعة بعد قيم السلع والخدمات المطروحة في
السوق.
قد يكون األمر سهال في وجود عدد محدود من السلع ففي ظل وجود 5سلع فقط مطروحة في السوق فإن
عدد نسب التبادل التي يجب معرفتها هي كالتالي :حيث ان السلع هي A , B , C , D , E :
A :A /B , A /C ,A/D ,A/E
B:B/C, B/D, B/E
C: C /D , C /E
D: D /E
ليصبح عدد نسب المبادالت التي يجب معرفتها في هذه الحالة هو 10بوجود 5سلع مطروحة في السوق .
ويمكن عموما حساب عدد النسب التبادل Rمن خالل العالقة التالية :
R=n(n-1)/2
حيث nهو عدد السلع المتداولة في السوق
وبذلك في حال وجود 100سلعة أو خدمة مطروحة للتبادل فإن عدد نسبة التبادل يصبح :
R=100(100-1)/2 =4950
إن السبب في وجود هذا العدد الهائل من نسب المبادلة التي يتميز بها نظام المقايضة هو عدم وجود مقياس
مشترك للقيم او وحدة واحدة متفق عليها لقياس قيم مختلف السلع.
- 3 -Iعدم قابلية بعض األنواع من السلع للتجزئة:
حيث ان هناك بعض السلع التي تتلف أو تنخفض قيمتها انخفاضا كبيرا عند تجزئتها فصاحب مثل هذه
السلعة إذا أراد مبادالتها عادل سويزي في قيمتها التبادلية فانه ال يستطيع تجزئتها ويصبح بذلك مجبرا على
قبول سلع اخرى ليس بحاجة اليها الى جانب السلع التي يرغب في الحصول عليها.
- 4 -Iعدم وجود وسيلة صالحة الختزان القيم:
ففي نظام المقايضة ليس هناك طريقة الختزان القوة الشرائية واحتفاظ االفراد بثرواتهم اال في شكل سلع
يقومون بتخزينها الستخدامها في المستقبل للحصول على ما يحتاجونه من سلع وخدمات وهو أمر يعرف
عدة مساوئ :
-تحمل الفرد صاحب السلعة نفقات التخزين التي تكون مرتفعة
-احتمال تعرض هذه السلعة للتلف مع مرور الزمن.
-احتمال انخفاض قيمه السلعة بسبب ظروف العرض والطلب.
3
وعبارة اي شيء تعني تعدد انواع النقود القبول العام معنى ذلك ان يكون جميع عناصر المجتمع (أفراد
ومؤسسات) على استعداد للقبول الشيء المختار كنقد لتسوية المعامالت وفي تسديد الديون بشكل نهائي.
المفهوم االحصائي للنقد وهو مفهوم يستخدم من قبل السلطات النقدية و المحللين االقتصاديين من أجل
تحديد مفهوم النقد ومن اجل دراسة عالقته مع بقية المتغيرات االقتصادية الدخل و االسعار...الخ
وعندما نتكلم عن النقد في هذا السياق ويكون ذلك على المستوى الكلي ويكون المقصود بذلك العرض النقدي.
ان تعريف النقود باعتبارها العملة التي يتعامل بها االفراد في تسوية معامالتهم يعتبر مفهوما ضيقا جدا الن
مفهوم النقود عند االقتصاديين ينصرف كذلك الى بعض الوسائل التي يمكن تحويلها الى عملة وتسوية
المعامالت عن طريقها فالشيكات مثال او الودائع الجارية او الودائع االدخارية التي يمكن ان تؤدي وظائف
النقد وذلك إلمكانية تحويلها بسهولة ويسر الى عملة .
كما ان مفهوم النقود قد يستعمل في كثير من االحيان كمرادف للثروة فقولنا ان سعيد مثال غني ويملك الكثير
من النقود فهذا ال يعني انه يملك الكثير من النقود السائلة في شكل عملة او رصيد حساب جاري ايجابي كبير
فقط ولكن هو ايضا يملك اسهم شركات وسندات وعقارات وسيارات ...الخ ،ونالحظ بذلك ان االقتصاديين
يفرقون بين النقود والثروة حيث ان هذه االخيرة تعبر لنا على كل االشياء التي يمكن ان تخزن القيمة فالثروة
بذلك تشمل اضافة الى النقود السائلة كل االصول االخرى سواء كانت مالية كاألسهم والسندات او عينية
كالتجهيزات والعقارات والسيارات والمباني ...الخ .
اضافة لما سبق فان االفراد يخلطون بين مفهوم النقود والدخل فيقال احيانا ان فالنا له مهنة جيدة فهو يحصل
على الكثير من النقود وهم يقصدون بذلك دخال جيدا ،وبذلك فالدخل هو عبارة عن تدفق نقدي كاألجور مثال
خالل فترة زمنية معينة اما النقود فهي عبارة عن مبلغ من النقود في لحظة زمنية معينة .
2 -IIالوظائف األساسية للنقود :يقصد بالوظائف األساسية للنقود تلك الوظائف التي تقوم بها النقود مهما
كانت وبغض النظر عن نوعها و طبيعتها؛ ودراسة وظائف النقود هي دراسة للتعريف الوظيفي للنقود
و التعرف على مفهوم النقود من خالل معرفة الوظائف األساسية التي تؤديها ؛ ويمكن اجمال اهم الوظائف
المتعلقة بالنقود في ما يلي :
أ-النقود وسيط للمبادلة :بظهور النقود واندثار نظام المقايضة الذي كانت تتم من خالله تبادل السلع
بطريقة مباشرة تغير االمر واصبح هناك وسيط في عملية التبادل وهو النقود؛ حيث أصبحت عملية المبادالت
ت تم على مرحلتين عملية بيع السلعة والخدمة اوال ثم عملية شراء سلعه او خدمه وأصبحت عملية المبادالت
بالشكل التالي:
سلعة نقود سلعة
لقد أتا حت النقود باعتبارها وسيط للتبادل مجال االختيار في سوق السلع والخدمات وأصبحت عامل حرية
يعطى لألفراد الحرية في ان يختار ما يشاء من السلع والخدمات في حدود المبلغ المتوفر لديه.
ب-النقود مقياس مشترك للقيم :حيث انها تقوم بوظيفة المقياس المشترك للقيم المتعلقة بالخدمات والسلع؛
فهي تؤدي ما يؤديه المتر في قياس المسافات أو ما يؤديه المتر المكعب في قياس الحجوم أو ما يؤديه
الكيلوغرام في قياس االوزان وقيام النقود بهذه الوظيفة كان نتيجة تشابك العالقات االقتصادية وتطورها
وجود مقياس المشترك للقيم امر البد منه لضمان حسن أداء مختلف أجزاء النظام االقتصادي.
ان المقارنة بين النقود ووحدات القياس الطبيعية االخرى المتر والكيلو غرام وغيرها يتبين لنا أن النقود ال
تعرف الثبات المطلق في قيمتها كما تعرفه وحدات األوزان الطبيعية االخرى فالكيلوغرام هو وزن معين ال
يتغير أبدا مهما تغيرت الظروف في حين قيمة النقود معرضة لالنخفاض انطالقا من العالقة العكسية بينها
وبين المستوى العام لألسعار.
حيث ان الواقع العملي أثبت تجاه قيمه الوحدة النقدية للتغيير وفقا ل تغير المستوى العام لألسعار الى
االنخفاض في اغلب االحيان وبالذات في أوقات التضخم ولكن يمكن القول ان هذه القيمة تتمتع بثبات نسبي
مما يمكنها من أداء وظيفتها كمقياس للقيام بصفة مرضية وبكفاءة ودقة.
4
ج -النقود وسيلة للمدفوعات اآلجلة :ال يتم في الكثير من الحاالت في عمليات التبادل السداد النقدي
الفوري وإنما يتم االتفاق على وفاء قيمه الصفقة بعد فترة من الزمن و تكون بذلك النقود وسيلة للمدفوعات
اآلجلة في هذه الحالة.
د -النقود كمخزن للقيمة أو الثروة :تنشأ هذه الوظيفة من كون الفرد يستطيع مبادلة ما لديه من سلع او ما
يقدمه من خدمات مقابل النقود ثم يحتفظ بهذه النقود في حوزته إلنفاقها متى أراد على ما يرغب فيه من السلع
والخدمات الفرد وقيامه بهذه العملية عملية بيع السلعة والخدمة مقابل النقود يكون قد وجد وسيلة يستطيع
بواسطتها االحتفاظ بهذه القيمة أو القوه الشرائية ما شاء من الزمن و تكون بذلك النقود قد قامت بوظيفة ادخال
قيمة ويكون بذلك الفرض إذا استطاع بواسطة النقود من كان ينقل قيمة سلعته عبر الزمن الحاضر الى
المستقبل ان هذه الوظيفة او عدم توافق مواقيت استالم النقود وذلك خالل الفترة الواقعة بين تاريخ القبض
والدفع تقوم بوظيفة مستودع للقيمة.
مالحظة :إن النقود ال تمثل األداة الوحيدة الختزان القيم في المجتمعات الحديثة فهناك العديد من األصول
واألدوات االخرى التي يمكنها القيام بهذه الوظيفة مثل العقارات واالراضي والسلع المعمرة االخرى الحقيقية
باإلضافة الى االصول المالية األسهم والسندات التي تمتاز بأنها تدر عائدا وهو ما ال يتحقق في حالة النقود.
ان ما يميز النقود على غيرها من األدوات األخرى للثروة هي كونها تمثل السيولة المطلقة او السيولة بحد
ذاتها والسبب الذي يجعل االفراد يحتفظون بها في شكل رصيد نقدي سائل هي كونهم ال يتلقون دخولهم في
صورة تيار مستمر ولكن على دفعات قد تكون منتظمة او غير منتظمة .
-IIIأنــــــواع النقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود:
تعدد أنواع النقود بتعدد وجهات النظر في اختيار أسس التقسيم فنجد:
5
1-IIIالنقود السلعية :كان على اإلنسان في المجتمعات األولى أن يخلق لنفسه وسائل المبادلة بعد أن شعر
بضرورتها فاهتدى إلى المقايضة .وأمام نظام المقايضة لجأ األفراد إلى استخدام إحدى السلع الواسعة االنتشار
كنقود تقوم بمهمة الوسيط في المبادالت .وقد اختار كل مجتمع كوسيط في المبادالت أو كنقود تلك السلعة التي
تنال فيه أهمية خاصة وتتمتع بقيمة عالية وتحوز على أكبر تقدير من كل أفراده ،وقد كان من الطبيعي في
بادئ األمر أن يكون هذا الوسيط بدوره سلعة استهالكية تتمثل في الحيوانات والشاي والملح والسمك
اليابس...الخ إلى غير ذلك من المواد المختلفة باختالف األوضاع الطبيعية والبيئات االجتماعية.
لكن المجتمعات البدائية ما لبثت أن تخلت عن استخدام السلع االستهالكية كنقود ،ألسباب متعددة ،وأصبحت
تستخدم بدال منها سلع الزينة مثل العقود والحلي المصنوعة من األصداف والقواقع البحرية والحجارة النادرة،
ثم المصنوعة من المعادن بعد ذلك في أواخر العهد البدائي :المعادن غير النفيسة كالنحاس والحديد والبرونز
أوال ،ثم المعادن النفيسة بعد هذا وأولها الفضة ثم تالها الذهب.
ومما سبق ذكره يمكن اعتبار النقود األولى على أ أنها كانت سلعة مطلوبة على نطاق واسع ،وكان يمكن
عند الحاجة االنتفاع بها مباشرة في أغراض االستهالك أو الدفاع أو الزينة.
إن من بين أهم الخصائص التي كفلت لهذه السلعة أن تكون نقدا .نذكر منها:
-1موضع طلب مزدوج :بمعنى تطلب لذاتها فهي صالحة إلشباع الحاجة مباشرة ،وتطلب من أجل
مبادلتها بغيرها ،فهي صالحة إلشباع الحاجة بصفة غير مباشرة وذلك بأن تكون واسطة للتبادل وأداة
للحصول على غيرها من السلع.
-2سهلة التجزئة نسبيا دون أن تفقد من قيمتها بمعنى آخر صالحة للبقاء نسبيا؛
-3ثابتة القيمة أو نادرة وقت استعمالها.
ومع ذلك فان قابلية النقود السلعية للتلف وحاجتها للتخزين في مساحات كبيرة ،وضرورة اإلنفاق للمحافظة
عليها والعناية بها لالحتفاظ بقيمتها ثابتة ،ولم تستطيع النقود السلعية أن تكون وسيلة للمدفوعات اآلجلة
وهناك أسباب عديدة جعلت مرحلة النقود السلعية تفشل في توسيع المبادالت وتسهيل أدائها نذكر منها ما يلي:
إن السلع التي كانت منتشرة آنذاك لم تحظى بالقبول العام بين جميع أفراد المجتمع ولم يجتهدوا في
الحصول عليها؛
إن السلع التي كانت منتشرة كانت تحل محل النقود تتعرض للتلف والنقص في قيمتها؛
إن هذه السلع لم تكن متجانسة الوحدات؛
إن السلع التي استعملت لم تتميز بالثبات النسبي في قيمتها؛
إن النقود السلعية لم تكن قابلة للتجزئة لشراء بعض السلع الصغيرة؛
إن النقود السلعية لم تتميز بخاصية هامة هي سهولة الحمل والتخزين.
وتعتبر النقود المعدنية احد أنواع النقود السلعية حيث ظهرت النقود المعدنية منذ العصور القديمة واتخذت
أوال من معدني الحديد والنحاس ثم من معدني الذهب والفضة ،وقد ساعد على انتشار استخدام المعادن النفيسة
سهولة نقلها ،وضآلة تلفها ،وصعوبة تزييفها ،وقابليتها للتجزئة ،وندرتها الطبيعية ،فضال عن الثبات النسبي
في قيمتها بالقياس إلى غيرها من السلع .فخالل فترة طويلة نسبيا من تاريخ البشرية قام كل من الذهب
والفضة بوظائف النقود.
ولكي يكون نوع من النقود المعدنية نقودا رئيسية يجب أن تتوافر له خاصيتان أساسيتان:
األولى :أن يتمتع بقوة أبراء غير محدودة فيستطيع المدين أن يسدد دينه مهما كانت قيمته.
الثانية :أال تختلف القيمة النقدية للمعدن عن قيمته التجارية.
وتتميز النقود المعدنية المساعدة بتفوق قيمتها االسمية على قيمتها الفعلية في السوق كمعدن وأن لها
قوة إبراء محدودة بمعنى أن الدائنين ال يكونون ملزمين قانونيا بقبول لهذه النقود للوفاء بحقوقهم إال في حدود
قدر معين ،ولهم الحق في أن يرفضوا قبولها فيما زاد عن هذا الحد
3-IIIالنقود الورقية:
6
تمثلت اول أنواع النقود الورقية في النقود الورقية النائبة التي تمثل كمية من الذهب أو الفضة مودعة
ببنك معين في صورة نقود أو سبائك تعادل قيمتها المعدنية قيمة هذه الصكوك التي تصرف عند الطلب
فاألساس الذي يقوم عليه تداول هذه النقود الورقية هو النقود المعدنية أو السبائك المودعة في البنك ،ومن ثم
تعتبر نقود نائبة.
لقد ظهرت النقود الورقية عندما اصبح اإلصدار النقدي يفوق التغطية الذهبية أي عندما أصبحت
كمية النقود تفوق المخزون المعدني المقابل لها .
هي نقود ورقية يصدرها البنك المركزي في الدولة وتعتبر أهم أنواع النقود وأكثرها شيوعا في
جميع الدول المتقدمة والمتخلفة ,وتمثل دينا في ذمة السلطات النقدية التي أصدر تها و الممثلة في البنك
المركزي ،كما أن البنك المركزي يخضع لقيود قانونية في إصداره للبنكنوت منها قيد اإلحتفاظ بنسبة معينة
من رصيد من الذهب والفضة وعمالت أجنبية قوية مما يصدره من بنكنوت ،وبذلك فهي مقيدة بحجم رصيده
من الذهب والعمالت األجنبية ،والهدف من هذا التقييد هو الحفاظ على قيمة العملة الوطنية واحتياجات
المعامالت اإلقتصادية ،وما يترتب عن ذلك من عدم اإلستقرار االقتصادي.
النقودالرمزية المساعدة :تتكون من القطع المعدنية وتكون قيمة المعدن المصنوع منها أقل من قيمتها
النقدية ،ومن أمثلة هذه العمالت في الجزائر 10دينار 50 ،دينار 100 ،دينار دنانير …،الخ ,وهذه القطع
تصدر في بعض الدول من قبل الخزينة العمومية وتوضع في التدوال من قبل البنك المركزي,ولهذا السبب
فإن األفراد يقبلون التعامل بها طالما أن الدولة هي التي تتكفل بإصدارها بكميات محددة وذلك لتسهيل
المعامالت الصغيرة،
وال تشكل النقود المساعدة كمية كبيرة في حجم الكتلة النقدية المتداولة ،ولهذا فانهاا ال يمكن اعتبارها
مؤشرا هاما على تطور الوضعية اإلقتصادية والمالية لدولة ما.
4-IIIنقود الودائع أو النقود الكتابية :تتكون نقود الودائع من األرصدة الدائنة لحسابات األفراد لدى البنوك
التجارية والتي تنتقل ملكيتها من فرد إلى أخر عن طريق السحب عليها باستعمال وسائل الدفع المختلفة ،وهذا
للتطور الذي يشهده القرن التاسع العشر بازدياد أهمية الودائع الجارية كأداة لتسوية الديون في كثير من البلدان
حتى صارت نقود الودائع أهم وسائط الدفع في النظم المصرفية المتقدمة.
وتختلف نقود الودائع عن النقود الورقية بما يلي :
-إن النقود الورقية تعني مديونية البنك المركزي والتي تدون في الورقة المتداولة بين االفراد على انها
صادرة من البنك المركزي ،أما نقود الودائع (تحت الطلب) أو الحسابات الجارية فتعني أن مديونية البنك قد
سجلت في دفاتره وتنتقل من حساب إلى أخر بأمر من صاحب الوديعة كتابيا إلى البنك
-إن الورقة النقدية تمثل حقا عاما أو مشتركا يمكن أن يتداول بين أفراد المجتمع أما الوديعة فهي حق خاص
مسجل في دفاتر البنك وال يمكن أن يطلع عليه أحد أ وأن يتداول إال بأمر من صاحب الوديعة عن طريق
الشيكات ،وهذه اإلختالفات تبين حقيقة مفادها أن الورقة النقدية هي نقود ،أما الشيك فليس نقود ,ا ولكنه أمر
بالدفع بالنقود ،ومع تطور الحياة االقتصادية فإن نقود الودائع يتم التعامل بها في الحياة العملية ،إال أن
القانون لم يعترف لها بالصفة القانونية في التداول ولذلك يمكن رفضها كوسيلة دفع إال أن هذا لم يقلل من
التعامل بالشيكات ،بل اتسع نطاقها كما أن القوانين قد حمت هذه المعامالت وتمثل ذلك في عدم جواز إصدار
الشيك بدون رصيد ووضع عقوبات على ذلك ،كما أن البنوك قد دعمت الثقة في هذه الشيكات بفضل زيادة
التعامل وقد أدى ذلك الى زيادة قبول الودائع وبذلك حظيت هذه النقود البنكية بالقبول الواسع للتسديد في كثير
من النظم النقدية المعاصرة ،ونظرا الزدياد الوعي المصرفي في الدول المتقدمة أصبحت نقود الودائع تحت
الطلب جزءا هاما من عرض النقود ,بينما يقل انتشار التعامل بالشيكات في الدول المتخلفة نظرا إلى
التعقيدات البنكية والوقت الضائع في عملية تحصيل الشيكات بسبب تخلف التسيير بأنظمة اإلعالم األلي وعدم
التحكم في تسيير البنوك ونقص الكفاءات.
5-IIIالنقــــــــــــود اإللكترونيــــــــــــــــة:
7
نتيجة لتسارع التطورات التكنولوجية في السنوات القليلة الماضية وانتشار استخدام الحاسوب
واالنترنيت وعلى كل المستويات الفردية أو الجماعية وفي جميع دول العالم ،فقد ساعد ذلك على ظهور شكل
جديد من أشكال النقود تسمي بالنقود اإللكترونية.
ينصرف تعريف النقود اإللكترونية بمعناه العام على كافة وسائل الدفع والتسديد والتحصيل من خالل استخدام
الحواسيب كوحدات طرفية.
وأما المعني الخاص فيعرف النقود اإللكترونية على أنها مجموعة التواقيع والبروتوكوالت الرقمية
( )Digitals Signesالتي تتيح للرسالة اإللكترونية أن تحل فعليا محل تبادل العمالت التقليدية ،وهذا يعني
أن التوقيع هو المكافئ اإللكتروني للنقود التقليدية.
يجب منذ البداية عدم الخلط بين النقود اإللكترونية والوسائل المعبرة عنها ،فالنقود اإللكترونية هي وحدات
نقدية عادية كل ما هنالك أنها محفوظة بشكل إلكتروني ويتم الوفاء بها إلكترونيا ،أو كما يعرفها البعض بأنها
وحدات رقمية إلكترونية يتم انتقالها بطريقة معينة من حساب شخص إلى حساب أخر ،هذه الوحدات إما أن
تخزن في ذاكرة كمبيوتر ص غير ملتصق في كارت يحمله المستهلك ،بحيث يستخدمها في الوفاء عن طريق
هذا الكارت ،أو تخزن في ذاكرة الكمبيوتر الشخصي للمستهلك ،بحيث يستخدمها عن طريق هذا الكمبيوتر.
وهناك تعريف أخر للنقود اإللكترونية بأنها قيمة نقدية مخزنة على وسيلة إلكترونية مدفوعة مقدما وغير
م رتبطة بحساب بنكي وتحظي بقبول واسع من غير من قام بإصدارها ،وتستعمل كأداة للدفع لتحقيق أغراض
مختلفة ،زمن خالل التعريف تتحدد لنا مجموعة من العناصر للنقود اإللكترونية وهي:
-قيمة نقدية :أي أنها تشمل وحدات نقدية لها قيمة مالية مثل مئة جنيه ،ويترتب على هذا أنه ال تعتبر بطاقات
االتصال التلفوني من قبيل النقود اإللكترونية حيث أن القيمة المخزونة على األولى عبارة عن وحدات اتصال
تليفونية وليست قيمة نقدية قادرة على شراء السلع والخدمات.
-مخزنة على وسيلة إلكترونية :وتعد هذه الصفة عنصرا مهما في تعريف النقود اإللكترونية ،حيث يتم
شخص القيمة النقدية بطريقة إلكترونية على بطاقة بالستيكية أو على القرص الصلب للكمبيوتر الشخصي
للمستهلك وهذا العنصر يميز النقود اإللكترونية القانونية واالئتمانية التي تعد وحدات نقدية مسكوكة أو
مطبوعة.
-غير مرتبطة بحساب بنكي :وتتضح أهمية هذا العنصر في تمييزه للنقود اإللكترونية عن وسائل الدفع
اإللكترونية ،فهذه األخيرة عبارة عن بطاقات إلكترونية مرتبطة بحسابات بنكية للعمالء حاملي هذه البطاقات
تمكنهم من القيام بدفع ائتمان السلع والخدمات التي يشترونها مقابل عمولة يتم دفعها للبنك مقابل هذه الخدمة
ومن أمثلة وسائل الدفع اإللكترونية بطاقات الخصم.
-تحظى بقبول واسع من غير من قام بإصدارها :ويعني هذا العنصر ضرورة أن تحظي النقود اإللكترونية
بقبول واسع من األشخاص والمؤسسات تلك التي قامت بإصدارها.
-وسيلة للدفع لتحقيق أغراض مختلفة :يجب أن تكون هذه النقود صالحة للوفاء بالتزامات كشراء السلع
والخدمات ،أو كدفع الضرائب...الخ.
أما إذا افترضت وظيفة البطاقة على تحقيق واحد فقط كشراء نوع معين من السلع دون غيره أو لالتصال
التلفوني ،ففي هذه الحالة ال يمكن وصفها بالنقود اإللكترونية بل يطلق عليها البطاقات اإللكترونية ذات
الغرض الواحد.
8
الفصل الثاني :األنظمــــــــــــــــــــــــــــــة النقـديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
9
الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي :األنظمــــــــــــــــة
النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
10
الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي :األنظمــــــــــــــــة
النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
بمعنى أن المشرع قد منحها معدالت قانونيا مرتفعا أكثر من قيمتها كسلعه في السوق وقد يكون سبب رداءة
هذه النقود العوامل الطبيعية ووجودها بوفرة في الطبيعة مما يعني إصدار كميات كبيرة منها فوق الحاجة
إليها؛ كل ذلك يجعل األفراد يفضلون استخدامها لتسوية معامالتهم التجارية؛ تختفي العملة الجديدة من
التداول.
11
الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي :األنظمــــــــــــــــة
النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
نقود ذهبية ،وتقتصر على إصدار أوراق نقدية قابلة للتحويل إلى سبائك ذهبية تكون الواحدة منها مرتفعة إلى
حد كبير بهدف الحفاظ على أكبر كمية من معدن الذهب كاحتياطي للصرف األجنبي ،وكان ذلك أول مرة
عقب الحرب العالمية األولى من طرف إنجلترا وفرنسا ،وال يمكن تحويل األوراق النقدية إلى سبائك إال على
المبالغ التي تزيد عن قيمة السبيكة
ويقتصر هدف هذا النظام مقارنه بالنظام السابق الى عدم تداول المسكوكات ويعتبر ضمان وغطاء لإلصدار
الورقي كوسيله لتسويه المدفوعات الدولية لم يترك هذا النظام حريه السك موفورة لجميع الناس؛ وبذلك فان
حامل االوراق النقدية ال يستطيع ابدا لها ما يقابلها من الذهب لدى السلطات النقدية اال اذا كان لديه المبلغ
الكافي لشراء سبيكة محدودة الوزن.
ولقد تمكن هذا النظام من تحقيق النتائج التأليه:
-تجميع الذهب لدى السلطات النقدية بعد ان كان في التداول النقدي على شكل مسكوكات؛ وفي هذا
صيانه للذهب وتوفير ما كان يضيع منه سنويا.
-ان حرية استيراد وتصدير الذهب وتوفير إمكانية بيعه لألفراد على شكل سبائك قد حافظت على ثبات
قيمة النقد الورقي بالنسبة للذهب وبالتالي تحقيق نوع من االستقرار أسعار صرف العمالت.
-لم تعد السلطات النقدية بحاجه لالحتفاظ احتياطي ذهب الن امكانيه السحب من هذا االحتياطي على
شكل سبائك وهذا ما وفر وحقق ميزة التغطية النسبية الضائع.
-إن التواجد الذهب في خزائن السلطة النقدية لها قيمة نقدها ألن النقود الموجودة والمحجوزة عند
األفراد عبارة عن نقود ورقية تستطيع الدولة وبكل سهوله تخفيض قيمتها بالنسبة للذهب.
-مكافحه االكتناز ربط عمليه ابدال النقود الورقية بالذهب بوزن سبيكة معدنية يقلل من فرص حصول
األفراد على الذهب واكتنازه.
-2 - IIIنظام القطع الذهبية:
في هذا النظام تكون العالقة بين الذهب والنقود الورقية غير مباشرة ويتوسط هذه العالقة نقد اجنبي
آخر قابل لإلبدال بالذهب؛ وتلجأ إلى هذا النظام الدول التي ليس لها االحتياطي الكافي من الذهب وفي هذه
الحالة تلجأ الى نقد أجنبي مغطى بالذهب لتغطية نقدها.
ومن أهم شروط قيام هذا النظام ما يلي:
أ-تعريف الوحدة النقدية الوطنية بالنسبة الى نقد أجنبي؛ هذا األخير مرتبط بالذهب.
ب-تتعهد السلطات النقدية لحاملها (النقود الورقية) بإبدالها عند الطلب بما يقابله من نقد أجنبي بالسعر
المحدد قانون.
ج-السلطات النقدية تحتفظ احتياطي كاف من النقد األجنبي لمواجهة طلبات االبدال.
د-تسمح السلطات النقدية باإلبدال في اي وقت وباي كميات لحامل النقد المحلي.
وقد انتشر استعمال هذا النظام في العالم خالل القرن التاسع عشر ،وأصبح نظام الصرف بالذهب نظاما دوليا
في الفترة ما بين الحربين العالميتين األولى والثانية حيث طبق في الكثير من الدول ،ويحقق هذا النظام عدة
مزايا هي:
-أنه يحقق مزايا السير على قاعدة الذهب من خالل االحتفاظ بعملة دولة أخرى فقط .
-أن احتفاظ الدولة بعمالت أجنبية في بنوك الدولة المتبوعة يؤدي إلى تحقيق فائدة مالية على أرصدتها
من العملة األجنبية بحيث يعتبر ذلك موردا ماليا إضافيا للدولة التي تسير على قاعدة الصرف بالذهب
12
الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي :األنظمــــــــــــــــة
النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
نشير أنه وبعد اندالع الحرب العالمية األولى وتداعيات أزمة الكساد الكبيرة واجهت اقتصاديات العديد من
الدول صعوبات عديدة ما أدى إلى انهيار قاعدة الذهب والتي يمكن حصر أهم الصعوبات واألسباب التي أدت
إلى انهيارها بما يلي:
-قصور الكميات المتوفرة لدى البلدان من الذهب وعدم كفاية انتاجه لمواكبة الطلب عليه ولمعالجة آثار
الحرب العالمية األولى ومواجهة نفقاتها االصالحية.
-عدم تكافؤ توزيع االحتياطيات الذهبية بين البلدان إذ تركزت في بعض البلدان المتمثلة بالواليات المتحدة
األمريكية وفرنسا مقارنة ببلدان أوروبا الشرقية ،وبالرجوع إلى االحصائيات الدولية احتوت كل من فرنسا
والواليات المتحدة األمريكية بعد نشوب الحرب على ثالثة أخماس كمية الذهب المتوفرة في العالم.
-فرض بعض القيود على حرية استيراد وتصدير الذهب إلجراء التبادالت التجارية الدولية وفرض القيود
الجمركية والضريبية من قبل بعض البلدان بهدف تعزيز المركز االقتصادي لها وتحسين أوضاعها المحلية،
ومثال ذلك فرض بعض القيود الجمركية من قبل الواليات المتحدة األمريكية لدعم مركزها االقتصادي
المحلي وتجارتها الخارجية.
3– IIIالنظام النقدي الورقي
انهارت قاعده الذهب تماما بأشكالها المختلفة بعد اندالع الحرب العالمية الثانية فقد كان يتم تمويل
الحرب من خالل اصدار كميات كبيره من اوراق البنكنوت باإلضافة الى التوسع في االئتمان وما صاحب
ذلك من شعور األفراد بعدم االمن في تلك الفترة مما دفعهم إلى سحب أرصدتهم من الذهب في البنوك ناهيك
عن التكاليف الباهظة التي تتطلبها االحتفاظ بالنظام الذهبي كل هذه العوامل ساهمت بشدة نحو األخذ بنظام
نقدي جديد يرتكز على النقود الورقية.
وأهم ما يميز النقود الورقية اإللزامية عن األنظمة السابقة ما يلي:
-1ليس لألوراق اإللزامية قيمة في حد ذاتها اي ال يوجد لها قيمه ذاتية كالنقود السلعية.
-2غير قابله للتحويل الى ذهب او فضه.
-3القوة الشرائية للورقة النقدية غير ثابته طالما انه بوسع الحكومة اصدار الكميه المطلوبة عند الضرورة؛
ويقوم نظام النقود الورقية على تدخل الحكومات و السلطات النقدية ويأخذ هذا التدخل صور معينة اهمها.
-شراء المعدن بثمن محدد حتى ال ترتفع قيمه الوحدة النقدية بالنسبة الي ذلك المعدن وفي الوقت نفسه تبيع
السلطات النقدية المعدن بثمن محدد.
-المراقبة والتحكم في عرض النقود لتحقيق التوازن االقتصادي.
-اإلسراف في إصدار األوراق اإللزامية ألغراض إيراديه بحتة.
وهناك معارضين لهذا النظام العتقادهم انه يقود االقتصاد الى الهاوية التضخم النقدي وبالتالي قد يؤدي الى
انهيار النظام النقدي بكا مله كما حصل في ألمانيا بعد الحرب العالمية األولى و يترتب على التضخم اتساع
الفجوة بين دخول األفراد والحاق الضرر بالطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل الثابت ومع ذلك نجد من يقف الى
جانب النظام النقدي الورقي ويرد انصار هذا النظام بالنقاط التاليه:
-ال يمكن اعتبار التضخم صفة مالزمة للنظام النقدي الورقي؛ بل إن المسؤولية عن حدوث التضخم تقع على
القائمين على إدارة هذا النظام فهم المسؤولون عن اإلفراط في إصدار النقود الورقية اإللزامية.
-ان اتباع النظام النقدي الورقي لم يأتي اختيارا بل فرضته ظروف الحرب العالمية االولى وحاجه الحكومات
الى مزيد من النقود لتغطية نفقات الحرب ثم الظروف االقتصادية وزيادة حجم المبادالت والحاجة المتزايدة
إلى النقود لتغطيتها .
13
الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي :األنظمــــــــــــــــة
النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
-إن هذا النظام يتميز بمرونة في العرض يفتقر اليها النظام الذهبي إذ يمكن مواجهة االنكماش االقتصادي
عن طريق ضخ المزيد من النقود الورقية في التداول.
نشير انه وبموجب هذه القاعدة تنقطع العالقة بين كمية النقود الورقية المصدرة وبين كمية الذهب
الموجود لدى الجهاز المصرفي ،وتقوم الدولة بموجب هذه القاعدة بوضع مجموعة من المعايير التي تحدد
على أساسها كمية النقود المصدرة والتي من خاللها تحقق الدولة مجموعة من األهداف القومية ،ومن هذه
األهداف:
-تحقيق االستقرار في مستوى األسعار أي أن تكون الكمية المصدرة من النقود بالمستوى الذي تحقق فيه
ثباتا في مستوى األسعار أو الحفاظ عليه.
-تحقيق االستقرار في مستوى التشغيل ومحاربة البطالة ويأتي ذلك من خالل زيادة كمية النقود أثناء
الكساد وإنقاصها أثناء التضخم )التحكم في عرض النقد(.
-معالجة العجز المزمن الذي يعاني منه ميزان المدفوعات للدولة والحد من خروج الذهب وذلك من
خالل :اتباع سياسة اقتصادية لتشجيع الصادرات ،وضع سياسة جمركية مناسبة للحد من الواردات،
استخدام نظام الحصص في التجارة الدولية.
-تمويل عملية التنمية االقتصادية :وهذا الهدف ظهر بعد الحرب العالمية الثانية وانتشار حركة االستقالل
السياسي ،ويمكن أن يكون تمويل التنمية جزئيا عن طريق التضخم أي عن طريق زيادة االصدار النقدي.
14
الفصـــــــــــــــــل الثــــــــــــالث :النظريـــــــــــــة النقديـــــــــــــــــــة
التقليديـــــــــــــــــــــــة
النظريـــــــــة النقديـــــــــة التقليديــــــــــــــــة
تمهيد :تعتبر النظرية التقليدية للنقود بما تضمنته من أفكار واسس ومبادئ أساس التحليل النقدي حيث حاول
روادها توضيح أهمية النقود في النشاط االقتصادي وكذا عالقتها بالمتغيرات االقتصادية األخرى وخاصة
المستوى العام لألسعار وهو ما نتج عنه النظرية الكمية للنقود التي تعتبر أساس التحليل النقدي التقليدي .
-العالقة المباشرة بين تغير المستوى العام لألسعار وكمية النقود المعروضة :تنطلق النظرية الكمية في هذا
االفتراض من تأكيدها على الفصل بين العوامل النقدية والعوامل الحقيقية) غير النقدية (حيث استبعدت
خضوع حجم الناتج القومي Tوسرعة دوران النقود vلتأثير العوامل النقدية ،ألن حجم اإلنتاج Tيتوقف
على عوامل حقيقية ترتبط بالطاقة االنتاجية لالقتصاد ،كما أن vتتوقف على عوامل غير نقدية) عادات
اآلفراد في تسوية التزاماتهم (مما يجعل تأثير التغير في كمية النقود المعروضة مباشرا على المستوى العام
لألسعار.
ان النظرية الكمية للنقود توضح تغيرات المستوى العام لألسعار نتيجة تغيرات كمية النقود وهذا يعني انه
لضمان تسوية المعامالت فاالمر يتطلب كمية معينة من النقود فاذا كانت هذه الكمية فائضة عن المطلوب فان
االقتصاد الحقيقي ال يتغير ولكن ينعكس ذلك على ارتفاع المستوى العام لألسعار .
-IIمعادلة التبادل:
15
الفصـــــــــــــــــل الثــــــــــــالث :النظريـــــــــــــة النقديـــــــــــــــــــة
التقليديـــــــــــــــــــــــة
تمت صياغه هذه المعادله من قبل االقتصادي األمريكي فيشر سنه 1917استعملت هذه المعادله شرح
نظرية كمية النقود وذلك بإيضاح العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار وتأخذ هذه المعادلة
الصورة التالية :
M.V=P.T
حيث تعبر لنا M :عن كمية النقود المتداولة العرض النقدي
Vسرعة دوران النقود وهي ثابته
Tكمية السلع والخدمات المتبادلة حجم المبادالت وهي ثابته
Pالمستوى العام لألسعار
ان الصياغة السابقة تعني أن كمية النقود مضروبة في سرعة دورانها تساوي كمية المبادالت مضروبة في
المستوى العام كلمات وكلما تغيرت كمية النقود يتغير المستوى العام لألسعار بنفس اإلتجاه وذلك في ظل
ثبات كل من كمية المبادالت سرعة دوران النقود أي يكون :
P=M.V /T
يمكن تلخيص مضمون هذه المعادلة على النحو التالي إذا قامت السلطات النقدية بزيادة كمية النقود
المتداولة فإن هذه الزيادة ستؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات وبالتالي زيادة إنفاق المجتمع وبما ان
كمية السلع والخدمات التي يملكها المجتمع ثابته في االجل القصير فإن زيادة اإلنفاق قد تؤدي الى ارتفاع
األسعار.
الشكل رقم (: )1العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لالسعار
p M=Md
P2 b
P1 a
M
M1 M2
ان زيادة العرض النقدي من M1الى M2ستؤدي الى ارتفاع مستوى األسعار من P1الى P2على
اعتبار ان هذا المستوى عند و p1لن يحقق مستوى التوازن تنتقل نقطة التوازن من aالى bحيث تنفق
األفراد والمشروعات الزيادة في كمية النقد التي تصبح لديهم على شراء السلع والخدمات حيث ترتفع االسعار
الى P2وهذه الزيادة تكون متناسبة مع الزيادة في العرض النقدي.
ان هذا يعني ان المستوى العام لألسعار هو دالة تابعة لكمية النقود أي ) P=f(Mوكل تغير في كمية
النقود سينعكس بصورة مباشرة على األسعار .
16
الفصـــــــــــــــــل الثــــــــــــالث :النظريـــــــــــــة النقديـــــــــــــــــــة
التقليديـــــــــــــــــــــــة
يرى التقليديون االوائل الطلب على النقود بمعنى واحد فقط اال وهو تسوية المبادالت؛ يعني انا النقود
في نظرهم ليست سوى وسيط للتبادل حياديه النقود بينما التقليديين الجدد مارشال ثم بيجو فقد عرف الطلب
على النقود انه يحدث نتيجة قيام النقود بوظيفتها كوسيط للتبادل وكذا بالنظر إلى وظيفتها كمخزن للقيمة.
من هنا يكون الطلب على النقود قابال ألن ينصرف إلى معنيين:
المعنى األول :يتحدد حجم الطلب على النقود في أي فترة زمنية بالقيمة النقدية بإجمالي المبادالت
االقتصادية التي يراد استخدام النقود في تسويتها كما تتوقف القوة الشرائية للنقود على العالقة بين الحجم
الحقيقي للمبادالت وعرض النقود المخصص لتسويتها خالل نفس الفترة من الزمن .
المعنى الثاني :ينحصر حجم الطلب على النقود في كميه النقود التي يرغب االفراد في االحتفاظ بها في
صورة أرصدة نقدية حاضرة في أي لحظة من الزمن كما تتوقف قيمة النقود على العالقة بين حجم االرصدة
النقدية الحاضرة الت ي يرغب االفراد في االحتفاظ بها و عرض النقود المخصص لالحتفاظ بها كأرصدة
حاضرة في نفس اللحظة.
الطريقة االولى هي التي تمثل استخدام معادله التبادل التي تم التطرق اليها سابقا بينما الطريقة الثانية فتسمى
بطريقه األرصدة النقدية الحاضرة وقد استند الى هذه األخيرة جماعة من أساتذة كامبريدج لالقتصاد السياسي
في عرض وتقديم مجموعة من األصول الرياضية والتي خرجت بمعادلة كمبردج.
وتقوم هذه المعادلة على العالقة بين الرغبة في االحتفاظ بأرصدة نقدية من جهة و الدخل النقدي من جهة
اخرى ؛ وتكون صيغتها بالشكل التالي:
M=K.Y.P
من خالل هذه المعادلة نستبين أن األفراد والمؤسسات يحتفظون بنسبه من مدخولهم على شكل ارصده نقديه
هذه النسبة تساوي مقلوب سرعه تداول النقود بالنسبة للدخل وهذه النسبة من الدخل تمثل الطلب على النقود
(كمية النقود) .فاذا ما اراد االفراد زياده ما يحتفظون به من دخلهم على شكل أرصدة نقدية فإن هذا يعني
زيادة الطلب على النقود أي ينخفض إنفاق األفراد وبالتالي ينخفض الطلب على السلع مما يؤدي الى انخفاض
االسعار وبالعكس عندما يرغب األفراد بإنقاص ما يحتفظون به من أرصدة نقدية؛ فهذا سيؤدي الى زيادة
االنفاق وبالتالي زيادة الطلب على السلع ومن ثم ارتفاع األسعار.
تنطلق فرضية هذه النظرية من أن للنقود وظيفة أخرى اضافة لكونها وسيلة للمبادلة هي مخزن
للقيمة ،ووفقا لهذه النظرية فإن قيمة النقود تتحدد بعرض النقود والطلب عليها ،وأن التغير في قيمة النقود
يكون ناجما عن االختالل في طرفي المعادلة والذي يتحدد في لحظة زمنية معينة وليس عبر فترة من الزمن
. المعامالت طريقة في الحال هو كما
17
النظريــــــــــــــــــــة النقديـــــــــــة الكينزيــــــــــة
تمهيـــــــــــــد:
اثبت الواقع العملي قصور التحليل التقليدي الذي تبنى فكرة التساوي بالضرورة لكل من االدخار
االستثمار عن طريق آلية سعر الفائدة اي تحول كل ادخار الى استثمار بالضرورة وفي تبنيهم أيضا لفكرة
القوانين الطبيعية التي تعمل على إعادة التوازن الكلي لالقتصاد كلما تعرض لالختالل وعليه فال داعي لتدخل
الدولة ألن حالة التشغيل الكامل لالقتصاد يمكن أن تتحقق نتيجة نظام السعر وقانون السوق وقد كان قصور
هذا الفكر سببا في ظهور فكر جديد وتحليل يخالف تماما ما جاء به التقليديون وهو الفكر الكينزي.
18
-5تبنى الفكر الكينزي فكرة الطلب الكلي الفعال لتفسير أسباب عدم التوازن التي عرفها االقتصاد الوطني
حيث بين أن حجم اإلنتاج وحجم التشغيل ومن ثم حجم الدخل يرتبط بالدرجة األولى مع حجم الطلب الكلي
الفعال والذي يتكون من عنصرين أساسيين هما :
-الطلب على السلع االستهالكية والطلب على السلع االستثمارية فاألول يتوقف على عوامل موضوعية
وعوامل ذاتية ونفسية أما الطلب على السلع اإلنتاجية فيتوقف على الكفاية الحدية لرأس المال وسعر الفائدة.
19
وتلقائي .أما الـدخل فيفتـرض أن يبقى ثابتا عند مستـوى التشغيـل الكامل للموارد االقتصادية ،حيث ال تطلب
النقود سوى ل لمعامالت واالحتياط ،كما أن نقـص كمية النقود يترتب عليه انخفـاض في مستـوى األسعار .أما
التحليل الكينزي فهـو يقوم على أن كل زيادة في المعروض النقـدي ،سيـؤدي إلى زيادة في حجم الدخـل
الوطني نتيجـة أن الموارد االقتصادية لم تصـل بعد إلى مستوى العمالة الكاملة ،وحيث تطلب النقود كذلك
بدافع المضاربة باإلضافة إلى دافـع االحتياط والمعامالت ،وبطريقة أخرى فزيادة كمية النقود تؤدي إلى
انخفاض سعر الفائـدة ،مما يشجع على االستثمار والذي بدوره عن طريق المضاعف سيحدث تدفقا جديدا في
الدخل الوطني .اذا فالنتيجة الحتمية لهذا التحليل هو البرهان على أن النقود ال تعتبر محايدة كما افترض ذلك
التحليل النقدي التقليدي.
-IVدوافع الطلب على النقود عند كينز
أرجع'' كينز ''الطلب على النقود إلى ثالثة عوامل )محددات(هي:
-دافع المعامالت :يستمد باعث المبادالت وجوده من وظيفة النقود كوسيلة للتبادل ،وهو أكثر الدوافع
الثالثة شيوعا للطلب على النقود.
ويقصد بدافع المعامالت (المبادالت) رغبة األفراد في االحتفاظ بنقود سائلة للقيام بالنفقات الجارية خالل
فترة المدفوعات ،أي الفترة التي يتقاضى فيها الشخص راتبه الدوري ،ورغبة المشروعات في االحتفاظ
بالنقود السائلة لدفع نفقات التشغيل من ثمن المواد األولية و أجور العمال والنفقات الضرورية لسيرورة
المشروعات كإيجارات العقارات و غير ذلك (تمويل راس المال العامل).
ويعتبر هذا الدافع أكثر العوامل الثالثة للطلب على النقود شيوعا ،حيث يعتبر العامل الرئيسي الذي
يحفز األفراد و المشروعات على االحتفاظ بأرصدة نقدية سائلة.
ومنه فاللجوء إلى االحتفاظ بكمية من الرصيد النقدي لغرض المعامالت إنما يدخل في نطاق إحداث
التوازن –عبر الزمن – بين تدفقات النفقات و تدفقات المداخيل ،باعتبار أن هذه األخيرة تدفقات دورية و
األخرى تدفقات تتسم باإلنفاق المستمر للفرد أو المشروع .
أما العوامل التي تحدد كمية األرصدة النقدية التي يتم االحتفاظ بها ألغراض المعامالت في الظروف
العادية هي المستوى العام لألسعار ،و مستوى العمالة ..إال أن العامل المهم واألساسي الذي يعتمد عليه
الطلب على النقود لهذه الغرض هو الدخل ،باعتبار أن العوامل األخرى ال تتغير في العادة في مدة
قصيرة ،فالطلب على النقود لغرض المعامالت هو دالة لمتغير الدخل حيث( )Yالدخل و()dTالطلب
على النقود لغرض المعامالت . dT = f (Y) :
-دافع االحتياط :يعود هذا الدافع إلى حالة الاليقين من ظروف المستقبل التي يمكن أن يتعرض لها األفراد
أو المؤسسات ،وعلى ذلك فهم يحتفظون بجزء من دخلهم النقدي لهذا الغرض .
و يقصد بدافع االحتياط (الحيطة)رغبـة األفـراد (المشروعات)في االحتفاظ بنقود في صورة سائلة لمواجهة
الحـوادث الطارئة و غير المتوقعـة كالمـرض و البطالة ،أو االستفادة من الفرص غير المتوقعة كانخفاض
أسعار بعض السلع .أما المشروعات فهي تهـدف إلى هـذا النـوع من اإلجـراء إلى مواجهة ما قد يحدث من
طوارئ أو كوارث تتطلب القيام بنفقات إضافيـة متعلقة باإلنتاج أو االستفادة من فرص صفقات رابحة .
ويتوقف الطلب على النقود لغرض االحتياط على مستـوى الدخل باإلضافة إلى عوامل أخرى أقل
أهمية كطبيعة الفـرد و الظـروف النفسية المحيطة بـه ودرجة عـدم التأكد السائـدة في المجتمع (فترة األزمات
)ودرجة نمو و تنظيم راس لمال ،ومدى استقرار ظروف قطاع األعمال الخ..اال أن العامل األساسي الذي
يتوقف ع ليه هذا الدافع هو مستوى الدخل ،باعتبار العوامل األخرى ال تتغير عادة في المدة القصيرة .وعلى
ذلك فالطلب على النقود بدافع االحتياط هو دالة لمتغير الدخل،وحيث ()d pيرمز للطلب على النقود لالحتياط
فان العالقة تكون كما يلي ، dp = f(Y).ويطلق عادة على طلب النقود لغرض المعامالت و االحتياط
اصطالح الطلب على النقود على األرصدة العاملة أو النشطة والذي يرى كينز انه يرتبط بالدخل وليس له
عالقة بأسعار الفائدة ،ويمكن التعبير عن ذلك رياضيا،حيث( )dAالطلب على النقود العاملة فنحصل على:
)dA=f(Y
هذا يعني أن الطلب على النقود بد افع المعامالت و االحتياط ،يعتمد فقط على متغير واحد هو الددخل ،
وال عالقة له بنفقة االحتفاظ بالنقود في صورة سائلة أي سعر الفائدة .
20
ويمكن التعبير عن العالقة الرياضية التي تربط بين الطلب على النقود بدافع المعامالت واالحتياط
()dAوبين الدخل ()Yبيانيا في الشكل التالي :
دافع المعامالت دافع االحتياط
R (DA1 )Y1 (DA2 )Y2
Y
منحنى التفضيل النقدي
Y1 المعامالت واالحتياط
Y0
DA
da0 da1 DA شكل( )1منحنى يبين العالقة بين سعر الفائدة
و بين دوافع الطلب على النقود للمعامالت و االحتياط منحنى التفضيل النقدي لغرض المعامالت
واالحتياط.
وبما أن دالة الطلب على النقود في هذا اإلطار ال عالقدة لهدا بسدعر الفائددة فديمكن التعبيدر عدن العالقدة
بين هذا النوع من الطلب على النقود وبين سعر الفائدة بيانيا كما هو موضح في الشكل.
يمثل الطلب على النقود العاملة ( )dAبخط موازي للمحور الرأسي (سعر الفائدة ) ،و الذي يعبر عن عدم
مرونة الطلب على النقود لذلك الغرض ،وبالتالي عدم حساسيته لسعر الفائدة.
-دافع المضاربة :يقصد بالمضاربة عملية بيع وشراء األوراق المالية من أسهم وسندات في أسواق المال
بغية الحصول على الربح ،الذي يمثل الفرق بين ثمن شراء الورقة المالية وثمن بيعها ،حيث يعتمد مقدار
الربح على مقدرة المضارب على التنبؤ بأحوال السوق.
إن االحتفاظ بالنقود في صورة سيولة نقدية ليس تطورا أو استنتاجا من الوظائف التقليدية ،ولكنه من
ابتكار "كينز" .فالنقود التي يحتفظ بها ألغراض المضاربة ترجع إلى وظيفة النقود كمستودع (مخزن)للقيمة ،
وهو دافع لم تهتم به النظرية التقليدية مطلقا ،على اعتبار أن دافع الطلب على النقود يقتصر على أغراض
المعامالت و االحتياط فقط .ويمثل االحتفاظ بالنقود لدافع المضاربة توافر أرصدة نقدية في شكل سيولة
يخصص للمضاربة ويحقق األرباح .فاألفراد يحتفظون بأرصدة نقدية بالبنوك انتظارا للفرص السانحة التي
تحقق لهم أرباحا نتيجة التغير في أس عار األوراق المالية في البورصات(األسواق المالية) ،حيث ترتفع قيمتها
أو تنخفض وفقا لتغيرات أسعار الفائدة في السوق النقدي .أي أن األفراد يفاضلون بين التنازل في الحاضر
عن فائدة مالية بسيطة انتظار فائدة أكبر قيمة في المستقبل .
إن الطلب على النقود بدافع المضاربة سيكون شديدة المرونة بالنسبة لتغيرات سعر الفائدة –انظر
الشكل ( ) 3بحيث تقوم عالقة عكسية بين دالة الطلب على النقود لغرض المضاربة وبين سعر الفائدة،
ويمكن كتابة ذلك رياضيا ،فاذا رمزنا( )d sللطلب على النقود لغرض المضاربة ،نحصل على العالقة
التالي ds = f( R) :
R
R0
R2
21
شكل ()3منحنى الطلب على النقود لغرض المضاربة
من الشكل )3(-نالحظ أنه عند مستوى مرتفعا جدا لسعر الفائدة يتجه األفراد (المشروعات) إلى
استثمار كل األموال التي بحوزتهم في شراء سندات ومن ثم يكون الطلب على النقـود لـدافع المضاربة عنـد
هـذا المستوى عديم المرونة فيعبر عنه بخط مستقيم منطبقا على المحور الراسي.
عندما يكون سعر الفائدة منخفضا جدا ،كما هو الحال عند( )R2يفضل األعوان االقتصادية االحتفاظ بأموالهم
في صورة سيولة ،فيكون الطلب على النقود حينئذ مرن مرونة ال نهائية بالنسبة لسعر الفائدة ،فيكون منحنى
دافع المضاربة خط موازي للمحور األفقي .ويبين هذا الخط أنه ال يجد عنده األفراد ورجال األعمال أي فائدة
من استثمار أرصدتهم السائلة في شراء سندات وهي الحالة التي أشار إليها "كينز" بمصيدة (فخ)السيولة ،
والتي يستند إليها عادة في تفسير عدم نجاعة و فعالية السياسة النقدية في فترة الكساد .
22