Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫جامعــة زيان عاشور بالجلفــــــــــــة‬

‫كلية العلوم االقتصاديـــة والتجارية وعلوم التســـيير‬

‫الجزء االول‬

‫أ‬
‫الفصــــــــــــــــــــــــــــل األول‪ :‬تطور النقــــــود ووظـــــــــائفهـــــــــــــــــــــــــــــا‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫لم تظهر النقود في بدايتها بالصورة التي نعرفها ونتعامل بها في الوقت الحالي وانما مرت في تطورها‬
‫بعدة مراحل مختلفة وتعددت أنواعها وقد ترافق ذلك مع التطور االقتصادي والمالي الذي عرفته المجتمعات‬
‫حيث تطورت وظائفها وانواعها وكذا استعماالتها منذ التخلي على نظام المقايضة واعتماد النقود كأساس‬
‫للمبادالت وحتى الوصول الى النقود االلكترونية التي تطورت سريعا نتيجة التطور التكنولوجي الكبير الذي‬
‫عرفته وسائل االتصال والتواصل وهو ما ستتبينه من خالل دراستنا لهذا الفصل‪.‬‬
‫‪-I‬نظام المقايضة ودوافع استعمال النقود‬
‫تعرف المقايضة على انها مبادلة سلعة بسلعه أخرى يكون الفرد في حاجة إليها حيث انه في العصور‬
‫البدائية االولى اين كان اإلنسان ينتج حاجاته البسيطة له و ألفراد عائلته ويحقق بذلك صفة االكتفاء الذاتي لم‬
‫تكن هناك حاجة للتفكير في إيجاد نظام للتبادل إال ان األمر ما لبث أن تغير أين أدرك األفراد صعوبة انتاج‬
‫كل ما يحتاجونه من سلع وخدمات وظهرت بذلك أهمية التخصص حيث أصبح كل فرد يمارس فرعا معينا‬
‫من فروع اإلنتاج وذلك بإنتاج كمية تزيد عن حاجته ويحصل على باقي السلع التي يحتاجها من خالل تبادل‬
‫فائض اإلنتاج بفائض انتاج االفراد االخرين من السلع التي يحتاجها ‪.‬‬
‫فمنتج القمح مثال يستطيع الحصول على حاجته من االرز او السمك او غيرها من السلع والخدمات من خالل‬
‫مبادالت كميه من القمح الذي يفيض عن حاجته باألرز او السمك للفرد الذي يحتاج الى القمح وعنده فائض‬
‫من األرز او السمك ويكون بذلك التقاء المنتج بالمستهلك مباشره بدون وسيط‪.‬‬
‫لم يكن نظام المقايضة الذي عرفته المجتمعات البدائية قادرا على مسايرة التطور االقتصادي الذي يستند في‬
‫أساسه على ظهور التخصص وتقسيم العمل وما رافق ذلك من عمليات المبادالت بين االفراد وقد بدا ذلك جليا‬
‫من خالل العيوب التي عرفها هذا النظام وأهمها ‪:‬‬
‫‪ 1 -I‬عدم توافق الرغبات‬
‫وهو ما يطلق عليه اصطالحا التوافق الثنائي للرغبات حيث يصعب على من يريد مبادلة سلعة بسلعة‬
‫أخرى التعرف على من يريد مبادلة سلعته بهذه السلعة بالذات؛ فالفرد الذي يملك شاة يريد مبادلتها بكمية من‬
‫الحبوب مثال ال يمكنه اتمام هذه المبادلة اال بتوفر شرطين أساسيين‪:‬‬
‫‪-1‬ان يجد من يرغب في الحصول على الشاة‪.‬‬
‫‪-2‬ان يكون لدى هذا الفرد االخير الكمية المطلوبة من الحبوب‪.‬‬
‫فإجراء المبادلة يقتضي بذلك ان يكون كل فرد راغبا في الحصول على سلعة اآلخر وفي نفس الوقت لديه ما‬
‫يساويها من السلع باإلضافة إلى توفر شروط المقايضة االخرى كالعدد و النوع و الجودة و الزمان و المكان‬
‫؛كما يزداد األمر تعقيدا اذا كان مالك الشاة يريد مبادلتها بسلعتين او اكثر حيث يصعب أن يجد الشخص الذي‬
‫يرغب في الحصول على الشاة ولديه كل أنواع السلع وبالكميات والمواصفات التي يرغب مالك الشاة في‬
‫الحصول عليها‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ 2 -I‬عدم وجود وحدة عامة ومشتركة للقياس‪:‬‬
‫ففي نظام المقايضة يتطلب األمر معرفة النسبة التي يتم بموجبها تبادل كل سلعة بالسلع األخرى في كل مرة‬
‫يرغب فيها بإجراء عملية المقايضة وبذلك عبر عن قيمة كل سلعة بعد قيم السلع والخدمات المطروحة في‬
‫السوق‪.‬‬
‫قد يكون األمر سهال في وجود عدد محدود من السلع ففي ظل وجود ‪ 5‬سلع فقط مطروحة في السوق فإن‬
‫عدد نسب التبادل التي يجب معرفتها هي كالتالي ‪ :‬حيث ان السلع هي ‪A , B , C , D , E :‬‬
‫‪A :A /B , A /C ,A/D ,A/E‬‬
‫‪B:B/C, B/D, B/E‬‬
‫‪C: C /D , C /E‬‬
‫‪D: D /E‬‬

‫ليصبح عدد نسب المبادالت التي يجب معرفتها في هذه الحالة هو ‪ 10‬بوجود ‪5‬سلع مطروحة في السوق ‪.‬‬
‫ويمكن عموما حساب عدد النسب التبادل ‪ R‬من خالل العالقة التالية ‪:‬‬
‫‪R=n(n-1)/2‬‬
‫حيث ‪ n‬هو عدد السلع المتداولة في السوق‬
‫وبذلك في حال وجود ‪ 100‬سلعة أو خدمة مطروحة للتبادل فإن عدد نسبة التبادل يصبح ‪:‬‬
‫‪R=100(100-1)/2 =4950‬‬
‫إن السبب في وجود هذا العدد الهائل من نسب المبادلة التي يتميز بها نظام المقايضة هو عدم وجود مقياس‬
‫مشترك للقيم او وحدة واحدة متفق عليها لقياس قيم مختلف السلع‪.‬‬
‫‪- 3 -I‬عدم قابلية بعض األنواع من السلع للتجزئة‪:‬‬
‫حيث ان هناك بعض السلع التي تتلف أو تنخفض قيمتها انخفاضا كبيرا عند تجزئتها فصاحب مثل هذه‬
‫السلعة إذا أراد مبادالتها عادل سويزي في قيمتها التبادلية فانه ال يستطيع تجزئتها ويصبح بذلك مجبرا على‬
‫قبول سلع اخرى ليس بحاجة اليها الى جانب السلع التي يرغب في الحصول عليها‪.‬‬
‫‪- 4 -I‬عدم وجود وسيلة صالحة الختزان القيم‪:‬‬
‫ففي نظام المقايضة ليس هناك طريقة الختزان القوة الشرائية واحتفاظ االفراد بثرواتهم اال في شكل سلع‬
‫يقومون بتخزينها الستخدامها في المستقبل للحصول على ما يحتاجونه من سلع وخدمات وهو أمر يعرف‬
‫عدة مساوئ ‪:‬‬
‫‪-‬تحمل الفرد صاحب السلعة نفقات التخزين التي تكون مرتفعة‬
‫‪ -‬احتمال تعرض هذه السلعة للتلف مع مرور الزمن‪.‬‬
‫‪-‬احتمال انخفاض قيمه السلعة بسبب ظروف العرض والطلب‪.‬‬

‫‪ -II‬مفهوم النقود ووظائفها األساسية‬


‫‪ 1 -II‬مفهوم النقود‪:‬‬
‫يمكن إيراد تعريفات مختلفة للنقود يجمعها قاسم مشترك وهي كونها تلقى القبول العام حيث تعرف على‬
‫أنها شيء مختلف االسماء واالشكال والمحتوى ويلقى قبوال عاما في التداول فهي كل ما يلقى قبوال عاما في‬
‫المبادالت و مقياس للقيمة في المجتمع ويمكن القول ان النقود هي أي شيء يلقى قبوال عاما و يقوم بوظائف‬
‫النقد في المبادالت وحافظ للقيمة ومقياس عام لها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وعبارة اي شيء تعني تعدد انواع النقود القبول العام معنى ذلك ان يكون جميع عناصر المجتمع (أفراد‬
‫ومؤسسات) على استعداد للقبول الشيء المختار كنقد لتسوية المعامالت وفي تسديد الديون بشكل نهائي‪.‬‬
‫المفهوم االحصائي للنقد وهو مفهوم يستخدم من قبل السلطات النقدية و المحللين االقتصاديين من أجل‬
‫تحديد مفهوم النقد ومن اجل دراسة عالقته مع بقية المتغيرات االقتصادية الدخل و االسعار‪...‬الخ‬
‫وعندما نتكلم عن النقد في هذا السياق ويكون ذلك على المستوى الكلي ويكون المقصود بذلك العرض النقدي‪.‬‬
‫ان تعريف النقود باعتبارها العملة التي يتعامل بها االفراد في تسوية معامالتهم يعتبر مفهوما ضيقا جدا الن‬
‫مفهوم النقود عند االقتصاديين ينصرف كذلك الى بعض الوسائل التي يمكن تحويلها الى عملة وتسوية‬
‫المعامالت عن طريقها فالشيكات مثال او الودائع الجارية او الودائع االدخارية التي يمكن ان تؤدي وظائف‬
‫النقد وذلك إلمكانية تحويلها بسهولة ويسر الى عملة ‪.‬‬
‫كما ان مفهوم النقود قد يستعمل في كثير من االحيان كمرادف للثروة فقولنا ان سعيد مثال غني ويملك الكثير‬
‫من النقود فهذا ال يعني انه يملك الكثير من النقود السائلة في شكل عملة او رصيد حساب جاري ايجابي كبير‬
‫فقط ولكن هو ايضا يملك اسهم شركات وسندات وعقارات وسيارات ‪...‬الخ ‪ ،‬ونالحظ بذلك ان االقتصاديين‬
‫يفرقون بين النقود والثروة حيث ان هذه االخيرة تعبر لنا على كل االشياء التي يمكن ان تخزن القيمة فالثروة‬
‫بذلك تشمل اضافة الى النقود السائلة كل االصول االخرى سواء كانت مالية كاألسهم والسندات او عينية‬
‫كالتجهيزات والعقارات والسيارات والمباني ‪...‬الخ ‪.‬‬
‫اضافة لما سبق فان االفراد يخلطون بين مفهوم النقود والدخل فيقال احيانا ان فالنا له مهنة جيدة فهو يحصل‬
‫على الكثير من النقود وهم يقصدون بذلك دخال جيدا ‪ ،‬وبذلك فالدخل هو عبارة عن تدفق نقدي كاألجور مثال‬
‫خالل فترة زمنية معينة اما النقود فهي عبارة عن مبلغ من النقود في لحظة زمنية معينة ‪.‬‬
‫‪ 2 -II‬الوظائف األساسية للنقود‪ :‬يقصد بالوظائف األساسية للنقود تلك الوظائف التي تقوم بها النقود مهما‬
‫كانت وبغض النظر عن نوعها و طبيعتها؛ ودراسة وظائف النقود هي دراسة للتعريف الوظيفي للنقود‬
‫و التعرف على مفهوم النقود من خالل معرفة الوظائف األساسية التي تؤديها ؛ ويمكن اجمال اهم الوظائف‬
‫المتعلقة بالنقود في ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬النقود وسيط للمبادلة‪ :‬بظهور النقود واندثار نظام المقايضة الذي كانت تتم من خالله تبادل السلع‬
‫بطريقة مباشرة تغير االمر واصبح هناك وسيط في عملية التبادل وهو النقود؛ حيث أصبحت عملية المبادالت‬
‫ت تم على مرحلتين عملية بيع السلعة والخدمة اوال ثم عملية شراء سلعه او خدمه وأصبحت عملية المبادالت‬
‫بالشكل التالي‪:‬‬
‫سلعة‬ ‫نقود‬ ‫سلعة‬
‫لقد أتا حت النقود باعتبارها وسيط للتبادل مجال االختيار في سوق السلع والخدمات وأصبحت عامل حرية‬
‫يعطى لألفراد الحرية في ان يختار ما يشاء من السلع والخدمات في حدود المبلغ المتوفر لديه‪.‬‬
‫ب‪-‬النقود مقياس مشترك للقيم‪ :‬حيث انها تقوم بوظيفة المقياس المشترك للقيم المتعلقة بالخدمات والسلع؛‬
‫فهي تؤدي ما يؤديه المتر في قياس المسافات أو ما يؤديه المتر المكعب في قياس الحجوم أو ما يؤديه‬
‫الكيلوغرام في قياس االوزان وقيام النقود بهذه الوظيفة كان نتيجة تشابك العالقات االقتصادية وتطورها‬
‫وجود مقياس المشترك للقيم امر البد منه لضمان حسن أداء مختلف أجزاء النظام االقتصادي‪.‬‬
‫ان المقارنة بين النقود ووحدات القياس الطبيعية االخرى المتر والكيلو غرام وغيرها يتبين لنا أن النقود ال‬
‫تعرف الثبات المطلق في قيمتها كما تعرفه وحدات األوزان الطبيعية االخرى فالكيلوغرام هو وزن معين ال‬
‫يتغير أبدا مهما تغيرت الظروف في حين قيمة النقود معرضة لالنخفاض انطالقا من العالقة العكسية بينها‬
‫وبين المستوى العام لألسعار‪.‬‬

‫حيث ان الواقع العملي أثبت تجاه قيمه الوحدة النقدية للتغيير وفقا ل تغير المستوى العام لألسعار الى‬
‫االنخفاض في اغلب االحيان وبالذات في أوقات التضخم ولكن يمكن القول ان هذه القيمة تتمتع بثبات نسبي‬
‫مما يمكنها من أداء وظيفتها كمقياس للقيام بصفة مرضية وبكفاءة ودقة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ج‪ -‬النقود وسيلة للمدفوعات اآلجلة‪ :‬ال يتم في الكثير من الحاالت في عمليات التبادل السداد النقدي‬
‫الفوري وإنما يتم االتفاق على وفاء قيمه الصفقة بعد فترة من الزمن و تكون بذلك النقود وسيلة للمدفوعات‬
‫اآلجلة في هذه الحالة‪.‬‬
‫د‪ -‬النقود كمخزن للقيمة أو الثروة‪ :‬تنشأ هذه الوظيفة من كون الفرد يستطيع مبادلة ما لديه من سلع او ما‬
‫يقدمه من خدمات مقابل النقود ثم يحتفظ بهذه النقود في حوزته إلنفاقها متى أراد على ما يرغب فيه من السلع‬
‫والخدمات الفرد وقيامه بهذه العملية عملية بيع السلعة والخدمة مقابل النقود يكون قد وجد وسيلة يستطيع‬
‫بواسطتها االحتفاظ بهذه القيمة أو القوه الشرائية ما شاء من الزمن و تكون بذلك النقود قد قامت بوظيفة ادخال‬
‫قيمة ويكون بذلك الفرض إذا استطاع بواسطة النقود من كان ينقل قيمة سلعته عبر الزمن الحاضر الى‬
‫المستقبل ان هذه الوظيفة او عدم توافق مواقيت استالم النقود وذلك خالل الفترة الواقعة بين تاريخ القبض‬
‫والدفع تقوم بوظيفة مستودع للقيمة‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬إن النقود ال تمثل األداة الوحيدة الختزان القيم في المجتمعات الحديثة فهناك العديد من األصول‬
‫واألدوات االخرى التي يمكنها القيام بهذه الوظيفة مثل العقارات واالراضي والسلع المعمرة االخرى الحقيقية‬
‫باإلضافة الى االصول المالية األسهم والسندات التي تمتاز بأنها تدر عائدا وهو ما ال يتحقق في حالة النقود‪.‬‬
‫ان ما يميز النقود على غيرها من األدوات األخرى للثروة هي كونها تمثل السيولة المطلقة او السيولة بحد‬
‫ذاتها والسبب الذي يجعل االفراد يحتفظون بها في شكل رصيد نقدي سائل هي كونهم ال يتلقون دخولهم في‬
‫صورة تيار مستمر ولكن على دفعات قد تكون منتظمة او غير منتظمة ‪.‬‬

‫‪ 3 -II‬خصائص النقود ‪:‬‬


‫هناك عدد من المعايير والخصائص التي يلزم توافرها في النقود إذا ما أريد لها أن تقوم بوظائفها على أحسن‬
‫وجه‪ ،‬ويمكن إجمال هذه الخصائص فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ :‬أوال ‪ :‬أن تتمتع بالقبول العام من كافة أفراد المجتمع الذي تستخدم فيه ‪ :‬أي يكون لها صفة العمومية ‪.‬‬
‫سواء كان هذا القبول اختياريا‪ ،‬والذي يؤسس على ثقة األفراد في قيمة وحدات النقد ذاتها ‪ ،‬أو كان إجباريا‬
‫عندما تتدخل الدولة وتفرض الصفة القانونية على نوع معين من النقود ويصبح بذلك ملزما للجميع ومبرئا‬
‫للذمة بل ويتعرض كل من يرفضها إلى عقوبات يحددها القانون‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أن تتمتع بثبات نسبي في قيمتها ‪ :‬وهذه نتيجة طبيعية الرتباط المعامالت بعنصر الزمن ‪ ،‬وتبدو‬
‫أهمية هذه الخاصية فيما يتعلق بوظائف النقود كمقياس للقيم وباعتبارها مخزنا للقيمة وكأداة للمدفوعات‬
‫اآلجلة أكثر منها بالنسبة إلى وظيفتها كوسيط في المبادالت‪ ،‬ويؤدي عدم الثبات إلى فقدان الثقة مما يترتب‬
‫عليه اضطراب في المعامالت‪ ،‬وكنتيجة لهذه الخاصية ‪ ،‬تأخذ النقود شكل األصول أو الحقوق على السلع‬
‫الحالية والمستقبلية ‪ .‬وبالتالي فان قيمتها ال تتوقف على ضمانة السلطة السياسية ‪ ،‬بقدر ما تعتمد على الثقة‬
‫الجماعية والقدرة اإلنتاجية ‪ ،‬وتصبح النقود طبقا لمفهوم فيكسل ‪ ،‬ومن بعده كتر ‪ ،‬عنصر أمان ومطلوبة‬
‫لذاتها ‪ ،‬أو ما يعرف بالرغبة في االحتفاظ بالنقود سائلة العتبارات شخصية ونفسية ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن تكون قابلة للدوام ‪ :‬بمعنى آخر أن تكون قابلة للبقاء بصورة نسبية دون أن تتلف نتيجة لتداولها من‬
‫يد ألخرى أو بعد مرور الوقت عليها ‪ ،‬وقد كان تلف بعض السلع التي استخدمت كنقود ‪ -‬كالحبوب مثال –‬
‫عامال هاما في التخلي عنها كنقود‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أن تكون نادرة‪ :‬في البداية كان اختيار األشكال األولى للنقود في صورة معادن نفيسة ( ذهب وفضة )‬
‫مؤسسا على ما تتمتع به من ندرة نسبية في الطبيعة ‪ ،‬ولكن بعد أن قوى نفوذ الدولة – وانتهاء عصر المعادن‬
‫النفيسة – فرضت الندرة عن طريق فرض القيود على اإلصدار النقدي الورقي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬النقود هي السيولة الكاملة‪ :‬فتتميز سيولتها بالسهولة و المالئمة في التحويل و بدون خسارة أثناء‬
‫تحويلها أي بدون تكلفة تذكر و تعتبر هاتين الخاصيتين من الصفات األصلية للنقد‪.‬‬

‫‪ -III‬أنــــــواع النقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــود‪:‬‬
‫تعدد أنواع النقود بتعدد وجهات النظر في اختيار أسس التقسيم فنجد‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ 1-III‬النقود السلعية‪ :‬كان على اإلنسان في المجتمعات األولى أن يخلق لنفسه وسائل المبادلة بعد أن شعر‬
‫بضرورتها فاهتدى إلى المقايضة‪ .‬وأمام نظام المقايضة لجأ األفراد إلى استخدام إحدى السلع الواسعة االنتشار‬
‫كنقود تقوم بمهمة الوسيط في المبادالت‪ .‬وقد اختار كل مجتمع كوسيط في المبادالت أو كنقود تلك السلعة التي‬
‫تنال فيه أهمية خاصة وتتمتع بقيمة عالية وتحوز على أكبر تقدير من كل أفراده‪ ،‬وقد كان من الطبيعي في‬
‫بادئ األمر أن يكون هذا الوسيط بدوره سلعة استهالكية تتمثل في الحيوانات والشاي والملح والسمك‬
‫اليابس‪...‬الخ إلى غير ذلك من المواد المختلفة باختالف األوضاع الطبيعية والبيئات االجتماعية‪.‬‬
‫لكن المجتمعات البدائية ما لبثت أن تخلت عن استخدام السلع االستهالكية كنقود‪ ،‬ألسباب متعددة‪ ،‬وأصبحت‬
‫تستخدم بدال منها سلع الزينة مثل العقود والحلي المصنوعة من األصداف والقواقع البحرية والحجارة النادرة‪،‬‬
‫ثم المصنوعة من المعادن بعد ذلك في أواخر العهد البدائي‪ :‬المعادن غير النفيسة كالنحاس والحديد والبرونز‬
‫أوال‪ ،‬ثم المعادن النفيسة بعد هذا وأولها الفضة ثم تالها الذهب‪.‬‬
‫ومما سبق ذكره يمكن اعتبار النقود األولى على أ أنها كانت سلعة مطلوبة على نطاق واسع‪ ،‬وكان يمكن‬
‫عند الحاجة االنتفاع بها مباشرة في أغراض االستهالك أو الدفاع أو الزينة‪.‬‬
‫إن من بين أهم الخصائص التي كفلت لهذه السلعة أن تكون نقدا ‪.‬نذكر منها‪:‬‬
‫‪-1‬موضع طلب مزدوج ‪ :‬بمعنى تطلب لذاتها فهي صالحة إلشباع الحاجة مباشرة‪ ،‬وتطلب من أجل‬
‫مبادلتها بغيرها‪ ،‬فهي صالحة إلشباع الحاجة بصفة غير مباشرة وذلك بأن تكون واسطة للتبادل وأداة‬
‫للحصول على غيرها من السلع‪.‬‬
‫‪-2‬سهلة التجزئة نسبيا دون أن تفقد من قيمتها بمعنى آخر صالحة للبقاء نسبيا؛‬
‫‪-3‬ثابتة القيمة أو نادرة وقت استعمالها‪.‬‬
‫ومع ذلك فان قابلية النقود السلعية للتلف وحاجتها للتخزين في مساحات كبيرة‪ ،‬وضرورة اإلنفاق للمحافظة‬
‫عليها والعناية بها لالحتفاظ بقيمتها ثابتة‪ ،‬ولم تستطيع النقود السلعية أن تكون وسيلة للمدفوعات اآلجلة‬
‫وهناك أسباب عديدة جعلت مرحلة النقود السلعية تفشل في توسيع المبادالت وتسهيل أدائها نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫إن السلع التي كانت منتشرة آنذاك لم تحظى بالقبول العام بين جميع أفراد المجتمع ولم يجتهدوا في‬
‫الحصول عليها؛‬
‫إن السلع التي كانت منتشرة كانت تحل محل النقود تتعرض للتلف والنقص في قيمتها؛‬
‫إن هذه السلع لم تكن متجانسة الوحدات؛‬
‫إن السلع التي استعملت لم تتميز بالثبات النسبي في قيمتها؛‬
‫إن النقود السلعية لم تكن قابلة للتجزئة لشراء بعض السلع الصغيرة؛‬
‫إن النقود السلعية لم تتميز بخاصية هامة هي سهولة الحمل والتخزين‪.‬‬

‫وتعتبر النقود المعدنية احد أنواع النقود السلعية حيث ظهرت النقود المعدنية منذ العصور القديمة واتخذت‬
‫أوال من معدني الحديد والنحاس ثم من معدني الذهب والفضة‪ ،‬وقد ساعد على انتشار استخدام المعادن النفيسة‬
‫سهولة نقلها‪ ،‬وضآلة تلفها‪ ،‬وصعوبة تزييفها‪ ،‬وقابليتها للتجزئة‪ ،‬وندرتها الطبيعية‪ ،‬فضال عن الثبات النسبي‬
‫في قيمتها بالقياس إلى غيرها من السلع‪ .‬فخالل فترة طويلة نسبيا من تاريخ البشرية قام كل من الذهب‬
‫والفضة بوظائف النقود‪.‬‬
‫ولكي يكون نوع من النقود المعدنية نقودا رئيسية يجب أن تتوافر له خاصيتان أساسيتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أن يتمتع بقوة أبراء غير محدودة فيستطيع المدين أن يسدد دينه مهما كانت قيمته‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬أال تختلف القيمة النقدية للمعدن عن قيمته التجارية‪.‬‬
‫وتتميز النقود المعدنية المساعدة بتفوق قيمتها االسمية على قيمتها الفعلية في السوق كمعدن وأن لها‬
‫قوة إبراء محدودة بمعنى أن الدائنين ال يكونون ملزمين قانونيا بقبول لهذه النقود للوفاء بحقوقهم إال في حدود‬
‫قدر معين‪ ،‬ولهم الحق في أن يرفضوا قبولها فيما زاد عن هذا الحد‬

‫‪ 3-III‬النقود الورقية‪:‬‬

‫‪6‬‬
‫تمثلت اول أنواع النقود الورقية في النقود الورقية النائبة التي تمثل كمية من الذهب أو الفضة مودعة‬
‫ببنك معين في صورة نقود أو سبائك تعادل قيمتها المعدنية قيمة هذه الصكوك التي تصرف عند الطلب‬
‫فاألساس الذي يقوم عليه تداول هذه النقود الورقية هو النقود المعدنية أو السبائك المودعة في البنك‪ ،‬ومن ثم‬
‫تعتبر نقود نائبة‪.‬‬
‫لقد ظهرت النقود الورقية عندما اصبح اإلصدار النقدي يفوق التغطية الذهبية أي عندما أصبحت‬
‫كمية النقود تفوق المخزون المعدني المقابل لها ‪.‬‬
‫هي نقود ورقية يصدرها البنك المركزي في الدولة وتعتبر أهم أنواع النقود وأكثرها شيوعا في‬
‫جميع الدول المتقدمة والمتخلفة ‪ ,‬وتمثل دينا في ذمة السلطات النقدية التي أصدر تها و الممثلة في البنك‬
‫المركزي‪ ،‬كما أن البنك المركزي يخضع لقيود قانونية في إصداره للبنكنوت منها قيد اإلحتفاظ بنسبة معينة‬
‫من رصيد من الذهب والفضة وعمالت أجنبية قوية مما يصدره من بنكنوت‪ ،‬وبذلك فهي مقيدة بحجم رصيده‬
‫من الذهب والعمالت األجنبية‪ ،‬والهدف من هذا التقييد هو الحفاظ على قيمة العملة الوطنية واحتياجات‬
‫المعامالت اإلقتصادية‪ ،‬وما يترتب عن ذلك من عدم اإلستقرار االقتصادي‪.‬‬
‫النقودالرمزية المساعدة ‪:‬تتكون من القطع المعدنية وتكون قيمة المعدن المصنوع منها أقل من قيمتها‬
‫النقدية‪ ،‬ومن أمثلة هذه العمالت في الجزائر‪ 10‬دينار‪ 50 ،‬دينار‪ 100 ،‬دينار دنانير‪ …،‬الخ ‪ ,‬وهذه القطع‬
‫تصدر في بعض الدول من قبل الخزينة العمومية وتوضع في التدوال من قبل البنك المركزي‪,‬ولهذا السبب‬
‫فإن األفراد يقبلون التعامل بها طالما أن الدولة هي التي تتكفل بإصدارها بكميات محددة وذلك لتسهيل‬
‫المعامالت الصغيرة‪،‬‬
‫وال تشكل النقود المساعدة كمية كبيرة في حجم الكتلة النقدية المتداولة‪ ،‬ولهذا فانهاا ال يمكن اعتبارها‬
‫مؤشرا هاما على تطور الوضعية اإلقتصادية والمالية لدولة ما‪.‬‬
‫‪ 4-III‬نقود الودائع أو النقود الكتابية‪ :‬تتكون نقود الودائع من األرصدة الدائنة لحسابات األفراد لدى البنوك‬
‫التجارية والتي تنتقل ملكيتها من فرد إلى أخر عن طريق السحب عليها باستعمال وسائل الدفع المختلفة ‪ ،‬وهذا‬
‫للتطور الذي يشهده القرن التاسع العشر بازدياد أهمية الودائع الجارية كأداة لتسوية الديون في كثير من البلدان‬
‫حتى صارت نقود الودائع أهم وسائط الدفع في النظم المصرفية المتقدمة‪.‬‬
‫وتختلف نقود الودائع عن النقود الورقية بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬إن النقود الورقية تعني مديونية البنك المركزي والتي تدون في الورقة المتداولة بين االفراد على انها‬
‫صادرة من البنك المركزي‪ ،‬أما نقود الودائع (تحت الطلب) أو الحسابات الجارية فتعني أن مديونية البنك قد‬
‫سجلت في دفاتره وتنتقل من حساب إلى أخر بأمر من صاحب الوديعة كتابيا إلى البنك‬
‫‪ -‬إن الورقة النقدية تمثل حقا عاما أو مشتركا يمكن أن يتداول بين أفراد المجتمع أما الوديعة فهي حق خاص‬
‫مسجل في دفاتر البنك وال يمكن أن يطلع عليه أحد أ وأن يتداول إال بأمر من صاحب الوديعة عن طريق‬
‫الشيكات‪ ،‬وهذه اإلختالفات تبين حقيقة مفادها أن الورقة النقدية هي نقود‪ ،‬أما الشيك فليس نقود ‪,‬ا ولكنه أمر‬
‫بالدفع بالنقود‪ ،‬ومع تطور الحياة االقتصادية فإن نقود الودائع يتم التعامل بها في الحياة العملية‪ ،‬إال أن‬
‫القانون لم يعترف لها بالصفة القانونية في التداول ولذلك يمكن رفضها كوسيلة دفع إال أن هذا لم يقلل من‬
‫التعامل بالشيكات ‪ ،‬بل اتسع نطاقها كما أن القوانين قد حمت هذه المعامالت وتمثل ذلك في عدم جواز إصدار‬
‫الشيك بدون رصيد ووضع عقوبات على ذلك‪ ،‬كما أن البنوك قد دعمت الثقة في هذه الشيكات بفضل زيادة‬
‫التعامل وقد أدى ذلك الى زيادة قبول الودائع وبذلك حظيت هذه النقود البنكية بالقبول الواسع للتسديد في كثير‬
‫من النظم النقدية المعاصرة‪ ،‬ونظرا الزدياد الوعي المصرفي في الدول المتقدمة أصبحت نقود الودائع تحت‬
‫الطلب جزءا هاما من عرض النقود ‪ ,‬بينما يقل انتشار التعامل بالشيكات في الدول المتخلفة نظرا إلى‬
‫التعقيدات البنكية والوقت الضائع في عملية تحصيل الشيكات بسبب تخلف التسيير بأنظمة اإلعالم األلي وعدم‬
‫التحكم في تسيير البنوك ونقص الكفاءات‪.‬‬

‫‪ 5-III‬النقــــــــــــود اإللكترونيــــــــــــــــة‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫نتيجة لتسارع التطورات التكنولوجية في السنوات القليلة الماضية وانتشار استخدام الحاسوب‬
‫واالنترنيت وعلى كل المستويات الفردية أو الجماعية وفي جميع دول العالم‪ ،‬فقد ساعد ذلك على ظهور شكل‬
‫جديد من أشكال النقود تسمي بالنقود اإللكترونية‪.‬‬
‫ينصرف تعريف النقود اإللكترونية بمعناه العام على كافة وسائل الدفع والتسديد والتحصيل من خالل استخدام‬
‫الحواسيب كوحدات طرفية‪.‬‬
‫وأما المعني الخاص فيعرف النقود اإللكترونية على أنها مجموعة التواقيع والبروتوكوالت الرقمية‬
‫(‪ )Digitals Signes‬التي تتيح للرسالة اإللكترونية أن تحل فعليا محل تبادل العمالت التقليدية‪ ،‬وهذا يعني‬
‫أن التوقيع هو المكافئ اإللكتروني للنقود التقليدية‪.‬‬
‫يجب منذ البداية عدم الخلط بين النقود اإللكترونية والوسائل المعبرة عنها‪ ،‬فالنقود اإللكترونية هي وحدات‬
‫نقدية عادية كل ما هنالك أنها محفوظة بشكل إلكتروني ويتم الوفاء بها إلكترونيا‪ ،‬أو كما يعرفها البعض بأنها‬
‫وحدات رقمية إلكترونية يتم انتقالها بطريقة معينة من حساب شخص إلى حساب أخر‪ ،‬هذه الوحدات إما أن‬
‫تخزن في ذاكرة كمبيوتر ص غير ملتصق في كارت يحمله المستهلك‪ ،‬بحيث يستخدمها في الوفاء عن طريق‬
‫هذا الكارت‪ ،‬أو تخزن في ذاكرة الكمبيوتر الشخصي للمستهلك‪ ،‬بحيث يستخدمها عن طريق هذا الكمبيوتر‪.‬‬
‫وهناك تعريف أخر للنقود اإللكترونية بأنها قيمة نقدية مخزنة على وسيلة إلكترونية مدفوعة مقدما وغير‬
‫م رتبطة بحساب بنكي وتحظي بقبول واسع من غير من قام بإصدارها‪ ،‬وتستعمل كأداة للدفع لتحقيق أغراض‬
‫مختلفة ‪ ،‬زمن خالل التعريف تتحدد لنا مجموعة من العناصر للنقود اإللكترونية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬قيمة نقدية‪ :‬أي أنها تشمل وحدات نقدية لها قيمة مالية مثل مئة جنيه‪ ،‬ويترتب على هذا أنه ال تعتبر بطاقات‬
‫االتصال التلفوني من قبيل النقود اإللكترونية حيث أن القيمة المخزونة على األولى عبارة عن وحدات اتصال‬
‫تليفونية وليست قيمة نقدية قادرة على شراء السلع والخدمات‪.‬‬
‫‪ -‬مخزنة على وسيلة إلكترونية‪ :‬وتعد هذه الصفة عنصرا مهما في تعريف النقود اإللكترونية‪ ،‬حيث يتم‬
‫شخص القيمة النقدية بطريقة إلكترونية على بطاقة بالستيكية أو على القرص الصلب للكمبيوتر الشخصي‬
‫للمستهلك وهذا العنصر يميز النقود اإللكترونية القانونية واالئتمانية التي تعد وحدات نقدية مسكوكة أو‬
‫مطبوعة‪.‬‬
‫‪ -‬غير مرتبطة بحساب بنكي‪ :‬وتتضح أهمية هذا العنصر في تمييزه للنقود اإللكترونية عن وسائل الدفع‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فهذه األخيرة عبارة عن بطاقات إلكترونية مرتبطة بحسابات بنكية للعمالء حاملي هذه البطاقات‬
‫تمكنهم من القيام بدفع ائتمان السلع والخدمات التي يشترونها مقابل عمولة يتم دفعها للبنك مقابل هذه الخدمة‬
‫ومن أمثلة وسائل الدفع اإللكترونية بطاقات الخصم‪.‬‬
‫‪ -‬تحظى بقبول واسع من غير من قام بإصدارها‪ :‬ويعني هذا العنصر ضرورة أن تحظي النقود اإللكترونية‬
‫بقبول واسع من األشخاص والمؤسسات تلك التي قامت بإصدارها‪.‬‬
‫‪ -‬وسيلة للدفع لتحقيق أغراض مختلفة‪ :‬يجب أن تكون هذه النقود صالحة للوفاء بالتزامات كشراء السلع‬
‫والخدمات‪ ،‬أو كدفع الضرائب‪...‬الخ‪.‬‬
‫أما إذا افترضت وظيفة البطاقة على تحقيق واحد فقط كشراء نوع معين من السلع دون غيره أو لالتصال‬
‫التلفوني‪ ،‬ففي هذه الحالة ال يمكن وصفها بالنقود اإللكترونية بل يطلق عليها البطاقات اإللكترونية ذات‬
‫الغرض الواحد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬األنظمــــــــــــــــــــــــــــــة النقـديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ -I‬مفهوم النظام النقدي واسسه‬


‫نعني بالنظام النقدي جميع أنواع النقود الموجودة في بلد ما وجميع المؤسسات ذات السلطات‬
‫والمسؤوليات المتعلقة خلق النقود و ابطالها و جميع القوانين والقواعد والتعليمات واالجراءات التي تحكم هذا‬
‫الخلق و االبطال و في األنظمة النقدية الحديثة األقطار المتقدمة تتألف النقود بأنواعها من النقود الورقية‬
‫المسكوكات ودائع البنوك التجارية أما المؤسسات وتتكون من الحكومة الوطنية بخاصة منها الخزينة العامة‬
‫وزارة المالية البنك المركزي والبنوك التجارية ان القوانين والقواعد والتعليمات واإلجراءات عديده ومتنوعه‬
‫تعمل على دفع االقتصاد نحو تحقيق أهداف االستخدام الشامل استقرار المستوى العام لألسعار و النمو‬
‫المستمر بمعدالت عالية وفي الوقت الذي تؤدى فيه الى جعل النقود تعمل بطريقة مثلى كوسيلة مبادلة و‬
‫مقياس للقيمة وأداة لالدخار و الدفع المؤجل‪.‬‬
‫كما يؤخذ اسم النظام النقدي او القاعدة النقدية من السلعة أو السلع التي تثبت وحدة النقد بداللتها؛ فإذا تم تثبيت‬
‫عملة الدولة بالنسبة الى الذهب قيل أنها تتبع قاعدة الذهب واذا تم ربط العملة بالذهب والفضة في ان واحد‬
‫اطلق على النظام النقدي اسم قاعدة المعدنين؛اما اذا تبت بالنسبة للفضة قيل انها تسير على قاعدة الفضة اما‬
‫اذا لم يتم ربط عملة الدولة قيل أنها تتبع النظام النقدي الورقي‪.‬‬
‫ويمكن تحديد النظام النقدي على مستويين‪:‬‬
‫‪-‬المستوى المحلي هو مجموعة القواعد التي تتضمن تعيين وحدة التحكم النقدية إصدار النقد األساسي من‬
‫التداول في الداخل‪.‬‬
‫‪-‬أما على المستوى الدولي يمثل مجموعة العالقات الدولية المنبثقة عن التجارب العلمية االتفاقيات الدولية‬
‫التي يتواجد في ظلها وسيلة أو وسائل دفع تقبل في تسوية الحسابات الدولية؛ كم تمثل الشكل الغالب الذي‬
‫تستودع فيه الدول الدائنة حقوقها المالية قبل الدول المدينة؛ أو بتعبير آخر هو النظام الذي يوفر ما يطلق عليه‬
‫النقد الدولي؛ الشيء الذي يستخدم وسيطا في التبادل الدولي ومقياس القيم األجنبية و مستودعا لها؛او ما يسمى‬
‫السيولة الدولية‪.‬‬
‫كما يعرف النظام النقدي الدولي على انه هو مجموعة القواعد واآلليات والتنظيمات التي تتكفل بتصريف‬
‫أمور العالقات النقدية بين الدول على نحو يدعم فعالية التجارة متعدد األطراف‬
‫كما يعرف بأنه" مجموعة القواعد واألدوات والمؤسسات التي تتعلق بتسوية المدفوعات الدولية‪،‬‬
‫والذي تتحدد كفاءته بمدى قدرته على تنظيم تدفق التجارة واالستثمارات الدولية‪ ،‬وعلى التوزيع العادي‬
‫لمكاسب تلك التجارة واالستثمارات بين الدول المختلفة ويمكن تقيمه وفقا لقدرته على تحقيق عملية التصحيح‬
‫وتوفير السيولة وزرع الثقة ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي‪ :‬األنظمــــــــــــــــة‬
‫النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪- II‬أنواع األنظمة النقدية‪:‬‬


‫لقد عرف العالم عدد من األنظمة النقدية المختلفة حيث انه بالرجوع إلى المراحل االقتصادية الماضية عرف‬
‫العالم أنواعا مختلفة من النقد‪ ،‬ونظرا للدور الكبير الذي تقوم به النقود على المستوى االقتصادي واالجتماعي‬
‫دعت الحاجة إلى إدارة وتنظيم عملية تداولها في المجتمع مما أدى إلى ظهور القواعد النقدية المختلفة لتطبيق‬
‫فعال لألنظمة النقدية التي تخص كل دولة ويمكن تقسيم االنظمة النقدية التي تعاملت في اطارها المجتمعات‬
‫الى االنظمة التالية ‪:‬‬

‫‪ - II‬األنظمة النقدية المعدنية‬


‫ان االعتبارات التي دعت الستخدام النقود السلعية وبناء النظام النقدي السلعي اصبحت غير مقبولة أمام‬
‫زيادة التبادل وتطور الحاجة حسب عجز النظام النقدي السلعي في تلبية مختلف الحاجات المتبادلة بصفة‬
‫عادية؛ لكن الفكر البشري لم يتوقف عن النظام االحسن واالفضل وسرعان ما توصل الى نظام أرقي من‬
‫سابقه والمتمثل في النظام النقدي المعدني والذي يمكن تقسيمه إلى‪:‬‬
‫‪ 1 - II‬نظام المعدنين‪.‬‬
‫ويقصد به تحديد نسبة قانونية بين عيار الذهب والفضة؛ وفي هذا النظام توجد نقود من المسكوكات‬
‫الذهبية وإلى جانبها نقود من المسكوكات الفضية؛ ومع وجود نسبة قانونية تحددها الدولة بين الذهب والفضة‬
‫وفي القرن الثامن عشر أخذت السلطات الحاكمة في البالد األوروبية في تحديد معدل يربط بين المعدنين؛‬
‫وقد صدرت عدة قوانين نقدية تحدد أسس نظام المعدنين‪.‬‬
‫فهل هذا النظام اذا يمثل قاعدة نقدية مزدوجة ترتبط بمقتضاها النقود في عالقة ثابتة مع قيمة الذهب والفضة‬
‫في ذات الوقت ويتحقق هذا االرتباط بتوفر شروط‪.‬‬
‫‪-‬شروط قيام نظام المعدنين‪ :‬و يمكن تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬تعريف الوحدة النقدية بوزن معين من المعدنين نموذج قانون مما يحدد العالقة بين قيمة معدن الفضة معدن‬
‫الذهب حيث أن صفة القبول العام تعطى على أساس هذه العالقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إعطاء القوة الوفائية الغير محدودة للمعدنين في تسوية المعامالت وااللتزامات وإبراء الذمم‪.‬‬
‫ج‪-‬حرية سك النقود بالنسبة لألفرا د الذين يملكون الذهب والفضة او االثنين معا‪.‬‬
‫د‪-‬تساوي القيمة التجارية والنقدية (التبادلية) بناءا على تفاعل قوى العرض والطلب فإن القيمة التجارية تكون‬
‫مخالفة للنسبة القانونية للمعدن حسب تعريف الوحدة النقدية؛ عليه يجب تعديل األخيرة (القانونية) وفقا‬
‫لمعطيات األولى التجارية‪.‬‬
‫ه‪ -‬تحديد النسبة القانونية بين المعدنين تبعا للنسبة التجارية لكل منهما وظلت النسبة القانونية للمعدنين ثابتة‬
‫نسبيا خالل فتره زمنيه طويله لكن هذا االستقرار تغير مع مرور الزمن باالرتباط مع التغيرات الحاصلة في‬
‫انتاج كل من المعدنين أو ألحدهما؛ وفيه ظهرت التباينات في النسبة القانونية المعدنين من جهة و القيمة‬
‫التجارية من جهة أخرى و انحازت الصفة النقدية للمعدن ذو القيمة القانونية و الصفة التجارية للمعدن الثمين؛‬
‫وظهرت فكره النقود الجيدة والنقود الرديئة وسميت هذه الظاهرة بقانون جريشام وهذا ما عرف قاعده النقود‬
‫الرديئة تطرد النقود الجيدة من التداول‪.‬‬
‫النقود الجيدة هي تلك النقود التي قيمتها التجارية كسلعة اكبر من قيمتها القانونية كنقد‪.‬‬
‫النقود الرديئة هي النقود التي قيمتها التجارية أقل من قيمتها القانونية كنقد‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي‪ :‬األنظمــــــــــــــــة‬
‫النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫بمعنى أن المشرع قد منحها معدالت قانونيا مرتفعا أكثر من قيمتها كسلعه في السوق وقد يكون سبب رداءة‬
‫هذه النقود العوامل الطبيعية ووجودها بوفرة في الطبيعة مما يعني إصدار كميات كبيرة منها فوق الحاجة‬
‫إليها؛ كل ذلك يجعل األفراد يفضلون استخدامها لتسوية معامالتهم التجارية؛ تختفي العملة الجديدة من‬
‫التداول‪.‬‬

‫‪ 2 - II‬نظام المعدن الواحد‬


‫‪ 1-2 - II‬النظام الذهبي ( قاعدة الذهب)‪ .‬نظام المسكوكات الذهبية‪:‬‬
‫في هذا النظام يتم تحديد قيمه العملة الوحدة النقدية بما تحتويه من ذهب وقد شمل هذا النظام ما يلي‪:‬‬
‫نظام المسكوكات الذهبية او نظام القطع الذهبية ان يتم استخدام القطع الذهبية من وزن معين كنقود او كعملة‬
‫لها قوة ابراء مطلقة ومع ذلك فقد تتداول إلى جانب الذهب انواع اخرى من النقود المعدنية وغير المعدنية لها‬
‫قوة إبراء محدودة نقود اختيارية؛ ولكن في جميع الحاالت كانت المسكوكات الذهبية النقد األساسي واالنتهائي‬
‫يتعين لتطبيق هذا النظام توفر عدة شروط‪.‬‬
‫شروط قيام نظام المسكوكات الذهبية‪ :‬يمكن تلخيصها في النقاط التالية‪:‬‬
‫أ‪-‬تحديد وزن وعيار الوحدة النقدية‪.‬‬
‫ب‪-‬حرية سك العملة؛ حرية تحويل الذهب من شكله المعدني إلى مسكوكات ذهبية لدى مؤسسات سك النقود‪.‬‬
‫ج‪ -‬حرية الصهر؛ بمعنى حريه تحويل الذهب من شكله النقدي مسكوكات الى شكله المعدني والسلعي وذلك‬
‫لدى مؤسسات الصهر المعدني‪.‬‬
‫د‪-‬قابلية تحويل العملة المتداولة إلى نقود ذهبية السعر القانوني الثابت للذهب‪.‬‬
‫ه‪-‬حرية استيراد وتصدير الذهب وذلك من أجل المحافظة على ثبات أسعار الصرف‪.‬‬
‫وقد استمر العمل بهذا النظام في غالبية الدول حتى الحرب العالمية األولى وتعد انجلترا أول من اتبع هذا‬
‫النظام بمقتضى قانون ‪1816‬؛ حيث أصبحت النقود الذهبية هي وحدها التي تتمتع بقوة االبراء القانونية‬
‫النهائية كما صدر عام ‪ 1844‬قانون إعادة تنظيم بنك انجلترا وبذلك أصبح االقتصاد اإلنجليزي وهو الذي كان‬
‫أكبر قوة اقتصادية في العالم في ذلك الوقت قائما على قاعدة المسكوكات الذهبية ومن انجلترا انتقلت هذه‬
‫القاعدة الى باقي االقتصاديات الصناعية الرأسمالية‪.‬‬
‫في هذه الصيغة كان التعامل يتم بنوعين من النقود؛ يتمثل النوع األول في النقود المعدنية الذهبية وتكون قيمة‬
‫العملة مساوية لقيمة وزن الذهب المكون لها ‪.‬أما النوع الثاني فيتمثل في النقود الورقية القابلة إلى التحول إلى‬
‫ما يساويها من الذهب لدى البنك المركزي تم تحديد وزن معين وثابت من الذهب لوحدة النقد بحيث تكون قيمة‬
‫العملة مساوية بما يقابلها من ذهب‪ ،‬ويمكن تحويل النقود الورقية إلى ما يساويها من الذهب في شكل‬
‫مسكوكات ذهبية بدون أي تكاليف‪ ،‬مع إمكانية تحويل السبائك الذهبية والعكس وبدون أي قيود‪ ،‬كما يتميز هذا‬
‫النظام بحرية تصدير واستيراد الذهب‪.‬‬
‫‪ 1-2‬النظام الفضي( قاعدة الفضة )‪ .‬نظام المسكوكات الفضية‪:‬‬

‫‪ - III‬األنظمـــــــــــــة النقديــــــــة الحديثــــــــــــــة‬


‫‪ 1 - III‬نظام السبائك الذهبية‪:‬‬
‫وهو النظام الذي يقوم فيه التداول النقدي على أوراق نقدية قابلة للتحويل إلى سبائك ذهبية فقط‪ ،‬وفي‬
‫هذا النظام يختفي الذهب كنقد في التداول ويتم توفير الذهب كمعدن‪ ،‬وتتوقف البنوك المركزية عن إصدار‬

‫‪11‬‬
‫الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي‪ :‬األنظمــــــــــــــــة‬
‫النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫نقود ذهبية‪ ،‬وتقتصر على إصدار أوراق نقدية قابلة للتحويل إلى سبائك ذهبية تكون الواحدة منها مرتفعة إلى‬
‫حد كبير بهدف الحفاظ على أكبر كمية من معدن الذهب كاحتياطي للصرف األجنبي‪ ،‬وكان ذلك أول مرة‬
‫عقب الحرب العالمية األولى من طرف إنجلترا وفرنسا‪ ،‬وال يمكن تحويل األوراق النقدية إلى سبائك إال على‬
‫المبالغ التي تزيد عن قيمة السبيكة‬
‫ويقتصر هدف هذا النظام مقارنه بالنظام السابق الى عدم تداول المسكوكات ويعتبر ضمان وغطاء لإلصدار‬
‫الورقي كوسيله لتسويه المدفوعات الدولية لم يترك هذا النظام حريه السك موفورة لجميع الناس؛ وبذلك فان‬
‫حامل االوراق النقدية ال يستطيع ابدا لها ما يقابلها من الذهب لدى السلطات النقدية اال اذا كان لديه المبلغ‬
‫الكافي لشراء سبيكة محدودة الوزن‪.‬‬
‫ولقد تمكن هذا النظام من تحقيق النتائج التأليه‪:‬‬
‫‪ -‬تجميع الذهب لدى السلطات النقدية بعد ان كان في التداول النقدي على شكل مسكوكات؛ وفي هذا‬
‫صيانه للذهب وتوفير ما كان يضيع منه سنويا‪.‬‬
‫‪ -‬ان حرية استيراد وتصدير الذهب وتوفير إمكانية بيعه لألفراد على شكل سبائك قد حافظت على ثبات‬
‫قيمة النقد الورقي بالنسبة للذهب وبالتالي تحقيق نوع من االستقرار أسعار صرف العمالت‪.‬‬
‫‪ -‬لم تعد السلطات النقدية بحاجه لالحتفاظ احتياطي ذهب الن امكانيه السحب من هذا االحتياطي على‬
‫شكل سبائك وهذا ما وفر وحقق ميزة التغطية النسبية الضائع‪.‬‬
‫‪ -‬إن التواجد الذهب في خزائن السلطة النقدية لها قيمة نقدها ألن النقود الموجودة والمحجوزة عند‬
‫األفراد عبارة عن نقود ورقية تستطيع الدولة وبكل سهوله تخفيض قيمتها بالنسبة للذهب‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحه االكتناز ربط عمليه ابدال النقود الورقية بالذهب بوزن سبيكة معدنية يقلل من فرص حصول‬
‫األفراد على الذهب واكتنازه‪.‬‬
‫‪-2 - III‬نظام القطع الذهبية‪:‬‬
‫في هذا النظام تكون العالقة بين الذهب والنقود الورقية غير مباشرة ويتوسط هذه العالقة نقد اجنبي‬
‫آخر قابل لإلبدال بالذهب؛ وتلجأ إلى هذا النظام الدول التي ليس لها االحتياطي الكافي من الذهب وفي هذه‬
‫الحالة تلجأ الى نقد أجنبي مغطى بالذهب لتغطية نقدها‪.‬‬
‫ومن أهم شروط قيام هذا النظام ما يلي‪:‬‬
‫أ‪-‬تعريف الوحدة النقدية الوطنية بالنسبة الى نقد أجنبي؛ هذا األخير مرتبط بالذهب‪.‬‬
‫ب‪-‬تتعهد السلطات النقدية لحاملها (النقود الورقية) بإبدالها عند الطلب بما يقابله من نقد أجنبي بالسعر‬
‫المحدد قانون‪.‬‬
‫ج‪-‬السلطات النقدية تحتفظ احتياطي كاف من النقد األجنبي لمواجهة طلبات االبدال‪.‬‬
‫د‪-‬تسمح السلطات النقدية باإلبدال في اي وقت وباي كميات لحامل النقد المحلي‪.‬‬
‫وقد انتشر استعمال هذا النظام في العالم خالل القرن التاسع عشر‪ ،‬وأصبح نظام الصرف بالذهب نظاما دوليا‬
‫في الفترة ما بين الحربين العالميتين األولى والثانية حيث طبق في الكثير من الدول ‪ ،‬ويحقق هذا النظام عدة‬
‫مزايا هي‪:‬‬
‫‪ -‬أنه يحقق مزايا السير على قاعدة الذهب من خالل االحتفاظ بعملة دولة أخرى فقط ‪.‬‬
‫‪ -‬أن احتفاظ الدولة بعمالت أجنبية في بنوك الدولة المتبوعة يؤدي إلى تحقيق فائدة مالية على أرصدتها‬
‫من العملة األجنبية بحيث يعتبر ذلك موردا ماليا إضافيا للدولة التي تسير على قاعدة الصرف بالذهب‬

‫‪12‬‬
‫الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي‪ :‬األنظمــــــــــــــــة‬
‫النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫نشير أنه وبعد اندالع الحرب العالمية األولى وتداعيات أزمة الكساد الكبيرة واجهت اقتصاديات العديد من‬
‫الدول صعوبات عديدة ما أدى إلى انهيار قاعدة الذهب والتي يمكن حصر أهم الصعوبات واألسباب التي أدت‬
‫إلى انهيارها بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قصور الكميات المتوفرة لدى البلدان من الذهب وعدم كفاية انتاجه لمواكبة الطلب عليه ولمعالجة آثار‬
‫الحرب العالمية األولى ومواجهة نفقاتها االصالحية‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تكافؤ توزيع االحتياطيات الذهبية بين البلدان إذ تركزت في بعض البلدان المتمثلة بالواليات المتحدة‬
‫األمريكية وفرنسا مقارنة ببلدان أوروبا الشرقية‪ ،‬وبالرجوع إلى االحصائيات الدولية احتوت كل من فرنسا‬
‫والواليات المتحدة األمريكية بعد نشوب الحرب على ثالثة أخماس كمية الذهب المتوفرة في العالم‪.‬‬
‫‪ -‬فرض بعض القيود على حرية استيراد وتصدير الذهب إلجراء التبادالت التجارية الدولية وفرض القيود‬
‫الجمركية والضريبية من قبل بعض البلدان بهدف تعزيز المركز االقتصادي لها وتحسين أوضاعها المحلية‪،‬‬
‫ومثال ذلك فرض بعض القيود الجمركية من قبل الواليات المتحدة األمريكية لدعم مركزها االقتصادي‬
‫المحلي وتجارتها الخارجية‪.‬‬
‫‪ 3– III‬النظام النقدي الورقي‬
‫انهارت قاعده الذهب تماما بأشكالها المختلفة بعد اندالع الحرب العالمية الثانية فقد كان يتم تمويل‬
‫الحرب من خالل اصدار كميات كبيره من اوراق البنكنوت باإلضافة الى التوسع في االئتمان وما صاحب‬
‫ذلك من شعور األفراد بعدم االمن في تلك الفترة مما دفعهم إلى سحب أرصدتهم من الذهب في البنوك ناهيك‬
‫عن التكاليف الباهظة التي تتطلبها االحتفاظ بالنظام الذهبي كل هذه العوامل ساهمت بشدة نحو األخذ بنظام‬
‫نقدي جديد يرتكز على النقود الورقية‪.‬‬
‫وأهم ما يميز النقود الورقية اإللزامية عن األنظمة السابقة ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬ليس لألوراق اإللزامية قيمة في حد ذاتها اي ال يوجد لها قيمه ذاتية كالنقود السلعية‪.‬‬
‫‪-2‬غير قابله للتحويل الى ذهب او فضه‪.‬‬
‫‪-3‬القوة الشرائية للورقة النقدية غير ثابته طالما انه بوسع الحكومة اصدار الكميه المطلوبة عند الضرورة؛‬
‫ويقوم نظام النقود الورقية على تدخل الحكومات و السلطات النقدية ويأخذ هذا التدخل صور معينة اهمها‪.‬‬
‫‪ -‬شراء المعدن بثمن محدد حتى ال ترتفع قيمه الوحدة النقدية بالنسبة الي ذلك المعدن وفي الوقت نفسه تبيع‬
‫السلطات النقدية المعدن بثمن محدد‪.‬‬
‫‪ -‬المراقبة والتحكم في عرض النقود لتحقيق التوازن االقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬اإلسراف في إصدار األوراق اإللزامية ألغراض إيراديه بحتة‪.‬‬
‫وهناك معارضين لهذا النظام العتقادهم انه يقود االقتصاد الى الهاوية التضخم النقدي وبالتالي قد يؤدي الى‬
‫انهيار النظام النقدي بكا مله كما حصل في ألمانيا بعد الحرب العالمية األولى و يترتب على التضخم اتساع‬
‫الفجوة بين دخول األفراد والحاق الضرر بالطبقات الفقيرة وأصحاب الدخل الثابت ومع ذلك نجد من يقف الى‬
‫جانب النظام النقدي الورقي ويرد انصار هذا النظام بالنقاط التاليه‪:‬‬
‫‪-‬ال يمكن اعتبار التضخم صفة مالزمة للنظام النقدي الورقي؛ بل إن المسؤولية عن حدوث التضخم تقع على‬
‫القائمين على إدارة هذا النظام فهم المسؤولون عن اإلفراط في إصدار النقود الورقية اإللزامية‪.‬‬
‫‪-‬ان اتباع النظام النقدي الورقي لم يأتي اختيارا بل فرضته ظروف الحرب العالمية االولى وحاجه الحكومات‬
‫الى مزيد من النقود لتغطية نفقات الحرب ثم الظروف االقتصادية وزيادة حجم المبادالت والحاجة المتزايدة‬
‫إلى النقود لتغطيتها ‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصــــــــــــــــــل الثانــــــــــــــــــــــــــــي‪ :‬األنظمــــــــــــــــة‬
‫النقديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫‪ -‬إن هذا النظام يتميز بمرونة في العرض يفتقر اليها النظام الذهبي إذ يمكن مواجهة االنكماش االقتصادي‬
‫عن طريق ضخ المزيد من النقود الورقية في التداول‪.‬‬
‫نشير انه وبموجب هذه القاعدة تنقطع العالقة بين كمية النقود الورقية المصدرة وبين كمية الذهب‬
‫الموجود لدى الجهاز المصرفي‪ ،‬وتقوم الدولة بموجب هذه القاعدة بوضع مجموعة من المعايير التي تحدد‬
‫على أساسها كمية النقود المصدرة والتي من خاللها تحقق الدولة مجموعة من األهداف القومية‪ ،‬ومن هذه‬
‫األهداف‪:‬‬
‫‪ -‬تحقيق االستقرار في مستوى األسعار أي أن تكون الكمية المصدرة من النقود بالمستوى الذي تحقق فيه‬
‫ثباتا في مستوى األسعار أو الحفاظ عليه‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق االستقرار في مستوى التشغيل ومحاربة البطالة ويأتي ذلك من خالل زيادة كمية النقود أثناء‬
‫الكساد وإنقاصها أثناء التضخم )التحكم في عرض النقد‪(.‬‬
‫‪ -‬معالجة العجز المزمن الذي يعاني منه ميزان المدفوعات للدولة والحد من خروج الذهب وذلك من‬
‫خالل ‪:‬اتباع سياسة اقتصادية لتشجيع الصادرات‪ ،‬وضع سياسة جمركية مناسبة للحد من الواردات‪،‬‬
‫استخدام نظام الحصص في التجارة الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل عملية التنمية االقتصادية ‪:‬وهذا الهدف ظهر بعد الحرب العالمية الثانية وانتشار حركة االستقالل‬
‫السياسي‪ ،‬ويمكن أن يكون تمويل التنمية جزئيا عن طريق التضخم أي عن طريق زيادة االصدار النقدي‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصـــــــــــــــــل الثــــــــــــالث ‪ :‬النظريـــــــــــــة النقديـــــــــــــــــــة‬
‫التقليديـــــــــــــــــــــــة‬
‫النظريـــــــــة النقديـــــــــة التقليديــــــــــــــــة‬
‫تمهيد ‪ :‬تعتبر النظرية التقليدية للنقود بما تضمنته من أفكار واسس ومبادئ أساس التحليل النقدي حيث حاول‬
‫روادها توضيح أهمية النقود في النشاط االقتصادي وكذا عالقتها بالمتغيرات االقتصادية األخرى وخاصة‬
‫المستوى العام لألسعار وهو ما نتج عنه النظرية الكمية للنقود التي تعتبر أساس التحليل النقدي التقليدي ‪.‬‬

‫‪-I‬مفهوم النظرية الكمية للنقود واسسها‬


‫اهتمت النظرية النقدية التقليدية بصورة أساسية بمحاولة إيجاد عالقة مباشرة بين كمية النقود والمستوى‬
‫العام لألسعار وظهرت هذه النظرية بشكل واضح مع بدايات القرن الثامن عشر وتعتبر نظرية كمية النقود‬
‫هي أساس التحليل النقدي التقليدي‪.‬‬
‫‪ 1-I‬نظرية كمية النقود ‪ :‬ظهرت النظرية الكمية للنقود نتيجة لمحاوالت عديدة لتحديد العالقة بين كمية النقود‬
‫المتداولة والمستوى العام لألسعار ‪ ،‬وقد كانت البداية مع جون بودان في فرنسا عام ‪ 1568‬م حيث الحظ ان‬
‫هناك عالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار وكان هذا هو الراي الغالب طوال القرن الثامن عشر‬
‫وحتى في القرن التاسع عشر عند رواد المدرسة التقليدية وخاصة عند دافيد ريكاردو وجون ستيوارت ميل ‪.‬‬
‫لقد جاءت الصيغة األساسية للنظرية الكمية على ايدي االقتصادي األمريكي ارفين فيشر (‪)Irving Fisher‬‬
‫من خالل معادلة التبادل عام ‪ ، 1917‬وكذا من خالل معادلة كمبريدج لكل من الفريد مارشال وارثر بيجو‪.‬‬

‫‪ 2-I‬الفرضيات األساسية للنظرية الكمية للنقود ‪:‬‬


‫تقوم النظرية الكمية للنقود على مجموعة من االفتراضات األساسية والتي يمكن اجمالها في العناصر التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬ثبات حجم المعامالت (المبادالت )‪ : ) T ( :‬يعتبر حجم المعامالت من العناصر التي تتمتع بقدر كبير من‬
‫الثبات خاصة في الجل القصير وهي مستقلة عن التداول النقدي أي انه وفقا للنظرية الكمية بمثابة متغير‬
‫خارجي بمعنى انه ال يتاثر بالمتغيرات التي تشملها المعادلة ومن ثم يعامل على انه ثابت خاصة وان العوامل‬
‫التي تؤثر في حجم المعامالت هي ثابتة في االجل القصير ‪.‬‬
‫‪ -‬ثبات سرعة دوران النقود ‪ : ) V(:‬نقصد بسرعة دوران النقود معدل متوسط عدد المرات التي انتقلت فيها‬
‫كل وحدة من وحدات النقود من يد الى أخرى في تسوية المبادالت التجارية واالقتصادية في قترة زمنية معينة‬
‫‪ ،‬وتقوم هده النظرية على أساس ثبات سرعة دوران النقود في المدى القصير النها تتحدد بعوامل بطيئة‬
‫التغير ومستقلة عن كمية النقود ومنها درجة كثافة السكان وتطور عادات التعامالت المصرفية ومستوى‬
‫تطور وتقدم الجهاز المصلرفي واألسواق المالية والنقدية ‪ ،‬وهذه العوامل كلها ال تتغير عادة في االجل‬
‫القصير ‪.‬‬

‫‪ -‬العالقة المباشرة بين تغير المستوى العام لألسعار وكمية النقود المعروضة ‪:‬تنطلق النظرية الكمية في هذا‬
‫االفتراض من تأكيدها على الفصل بين العوامل النقدية والعوامل الحقيقية) غير النقدية (حيث استبعدت‬
‫خضوع حجم الناتج القومي‪ T‬وسرعة دوران النقود ‪ v‬لتأثير العوامل النقدية‪ ،‬ألن حجم اإلنتاج ‪ T‬يتوقف‬
‫على عوامل حقيقية ترتبط بالطاقة االنتاجية لالقتصاد‪ ،‬كما أن ‪ v‬تتوقف على عوامل غير نقدية) عادات‬
‫اآلفراد في تسوية التزاماتهم (مما يجعل تأثير التغير في كمية النقود المعروضة مباشرا على المستوى العام‬
‫لألسعار‪.‬‬

‫ان النظرية الكمية للنقود توضح تغيرات المستوى العام لألسعار نتيجة تغيرات كمية النقود وهذا يعني انه‬
‫لضمان تسوية المعامالت فاالمر يتطلب كمية معينة من النقود فاذا كانت هذه الكمية فائضة عن المطلوب فان‬
‫االقتصاد الحقيقي ال يتغير ولكن ينعكس ذلك على ارتفاع المستوى العام لألسعار ‪.‬‬

‫‪ -II‬معادلة التبادل‪:‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصـــــــــــــــــل الثــــــــــــالث ‪ :‬النظريـــــــــــــة النقديـــــــــــــــــــة‬
‫التقليديـــــــــــــــــــــــة‬
‫تمت صياغه هذه المعادله من قبل االقتصادي األمريكي فيشر سنه ‪ 1917‬استعملت هذه المعادله شرح‬
‫نظرية كمية النقود وذلك بإيضاح العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لألسعار وتأخذ هذه المعادلة‬
‫الصورة التالية ‪:‬‬
‫‪M.V=P.T‬‬
‫حيث تعبر لنا ‪ M :‬عن كمية النقود المتداولة العرض النقدي‬
‫‪ V‬سرعة دوران النقود وهي ثابته‬
‫‪ T‬كمية السلع والخدمات المتبادلة حجم المبادالت وهي ثابته‬
‫‪ P‬المستوى العام لألسعار‬
‫ان الصياغة السابقة تعني أن كمية النقود مضروبة في سرعة دورانها تساوي كمية المبادالت مضروبة في‬
‫المستوى العام كلمات وكلما تغيرت كمية النقود يتغير المستوى العام لألسعار بنفس اإلتجاه وذلك في ظل‬
‫ثبات كل من كمية المبادالت سرعة دوران النقود أي يكون ‪:‬‬
‫‪P=M.V /T‬‬
‫يمكن تلخيص مضمون هذه المعادلة على النحو التالي إذا قامت السلطات النقدية بزيادة كمية النقود‬
‫المتداولة فإن هذه الزيادة ستؤدي إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات وبالتالي زيادة إنفاق المجتمع وبما ان‬
‫كمية السلع والخدمات التي يملكها المجتمع ثابته في االجل القصير فإن زيادة اإلنفاق قد تؤدي الى ارتفاع‬
‫األسعار‪.‬‬

‫الشكل رقم (‪: )1‬العالقة بين كمية النقود والمستوى العام لالسعار‬
‫‪p‬‬ ‫‪M=Md‬‬

‫‪P2‬‬ ‫‪b‬‬

‫‪P1‬‬ ‫‪a‬‬

‫‪M‬‬
‫‪M1‬‬ ‫‪M2‬‬

‫ان زيادة العرض النقدي من ‪ M1‬الى ‪ M2‬ستؤدي الى ارتفاع مستوى األسعار من ‪ P1‬الى ‪ P2‬على‬
‫اعتبار ان هذا المستوى عند و‪ p1‬لن يحقق مستوى التوازن تنتقل نقطة التوازن من ‪ a‬الى ‪ b‬حيث تنفق‬
‫األفراد والمشروعات الزيادة في كمية النقد التي تصبح لديهم على شراء السلع والخدمات حيث ترتفع االسعار‬
‫الى ‪ P2‬وهذه الزيادة تكون متناسبة مع الزيادة في العرض النقدي‪.‬‬

‫ان هذا يعني ان المستوى العام لألسعار هو دالة تابعة لكمية النقود أي )‪ P=f(M‬وكل تغير في كمية‬
‫النقود سينعكس بصورة مباشرة على األسعار ‪.‬‬

‫‪ -III‬معادلة األرصدة النقدية الحاضرة‪(.‬معادلة كمبريدج)‬

‫‪16‬‬
‫الفصـــــــــــــــــل الثــــــــــــالث ‪ :‬النظريـــــــــــــة النقديـــــــــــــــــــة‬
‫التقليديـــــــــــــــــــــــة‬
‫يرى التقليديون االوائل الطلب على النقود بمعنى واحد فقط اال وهو تسوية المبادالت؛ يعني انا النقود‬
‫في نظرهم ليست سوى وسيط للتبادل حياديه النقود بينما التقليديين الجدد مارشال ثم بيجو فقد عرف الطلب‬
‫على النقود انه يحدث نتيجة قيام النقود بوظيفتها كوسيط للتبادل وكذا بالنظر إلى وظيفتها كمخزن للقيمة‪.‬‬
‫من هنا يكون الطلب على النقود قابال ألن ينصرف إلى معنيين‪:‬‬
‫المعنى األول‪ :‬يتحدد حجم الطلب على النقود في أي فترة زمنية بالقيمة النقدية بإجمالي المبادالت‬
‫االقتصادية التي يراد استخدام النقود في تسويتها كما تتوقف القوة الشرائية للنقود على العالقة بين الحجم‬
‫الحقيقي للمبادالت وعرض النقود المخصص لتسويتها خالل نفس الفترة من الزمن ‪.‬‬
‫المعنى الثاني‪ :‬ينحصر حجم الطلب على النقود في كميه النقود التي يرغب االفراد في االحتفاظ بها في‬
‫صورة أرصدة نقدية حاضرة في أي لحظة من الزمن كما تتوقف قيمة النقود على العالقة بين حجم االرصدة‬
‫النقدية الحاضرة الت ي يرغب االفراد في االحتفاظ بها و عرض النقود المخصص لالحتفاظ بها كأرصدة‬
‫حاضرة في نفس اللحظة‪.‬‬
‫الطريقة االولى هي التي تمثل استخدام معادله التبادل التي تم التطرق اليها سابقا بينما الطريقة الثانية فتسمى‬
‫بطريقه األرصدة النقدية الحاضرة وقد استند الى هذه األخيرة جماعة من أساتذة كامبريدج لالقتصاد السياسي‬
‫في عرض وتقديم مجموعة من األصول الرياضية والتي خرجت بمعادلة كمبردج‪.‬‬
‫وتقوم هذه المعادلة على العالقة بين الرغبة في االحتفاظ بأرصدة نقدية من جهة و الدخل النقدي من جهة‬
‫اخرى ؛ وتكون صيغتها بالشكل التالي‪:‬‬
‫‪M=K.Y.P‬‬
‫من خالل هذه المعادلة نستبين أن األفراد والمؤسسات يحتفظون بنسبه من مدخولهم على شكل ارصده نقديه‬
‫هذه النسبة تساوي مقلوب سرعه تداول النقود بالنسبة للدخل وهذه النسبة من الدخل تمثل الطلب على النقود‬
‫(كمية النقود)‪ .‬فاذا ما اراد االفراد زياده ما يحتفظون به من دخلهم على شكل أرصدة نقدية فإن هذا يعني‬
‫زيادة الطلب على النقود أي ينخفض إنفاق األفراد وبالتالي ينخفض الطلب على السلع مما يؤدي الى انخفاض‬
‫االسعار وبالعكس عندما يرغب األفراد بإنقاص ما يحتفظون به من أرصدة نقدية؛ فهذا سيؤدي الى زيادة‬
‫االنفاق وبالتالي زيادة الطلب على السلع ومن ثم ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫تنطلق فرضية هذه النظرية من أن للنقود وظيفة أخرى اضافة لكونها وسيلة للمبادلة هي مخزن‬
‫للقيمة‪ ،‬ووفقا لهذه النظرية فإن قيمة النقود تتحدد بعرض النقود والطلب عليها‪ ،‬وأن التغير في قيمة النقود‬
‫يكون ناجما عن االختالل في طرفي المعادلة والذي يتحدد في لحظة زمنية معينة وليس عبر فترة من الزمن‬
‫‪.‬‬ ‫المعامالت‬ ‫طريقة‬ ‫في‬ ‫الحال‬ ‫هو‬ ‫كما‬

‫‪17‬‬
‫النظريــــــــــــــــــــة النقديـــــــــــة الكينزيــــــــــة‬
‫تمهيـــــــــــــد‪:‬‬
‫اثبت الواقع العملي قصور التحليل التقليدي الذي تبنى فكرة التساوي بالضرورة لكل من االدخار‬
‫االستثمار عن طريق آلية سعر الفائدة اي تحول كل ادخار الى استثمار بالضرورة وفي تبنيهم أيضا لفكرة‬
‫القوانين الطبيعية التي تعمل على إعادة التوازن الكلي لالقتصاد كلما تعرض لالختالل وعليه فال داعي لتدخل‬
‫الدولة ألن حالة التشغيل الكامل لالقتصاد يمكن أن تتحقق نتيجة نظام السعر وقانون السوق وقد كان قصور‬
‫هذا الفكر سببا في ظهور فكر جديد وتحليل يخالف تماما ما جاء به التقليديون وهو الفكر الكينزي‪.‬‬

‫‪ -I‬ظروف نشأة النظرية الكينزية‪:‬‬


‫لقد تميز ظهور النظرية النقدية الكنزية معاناة االقتصاد العالمي لبعض الصعوبات النقدية واالقتصادية‬
‫التي يمكن إجمالها في ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬أزمة نظام قاعدة الذهب ‪ :‬حيث بدأت الحرب العالمية االولى العيون التي ميزت نظام النقد الذهبي‬
‫نظام المسكوكات والذي كان معتمدا من طرف أغلب الدول لقد استفدت أغلب الدول احتياطاتها من الذهب‬
‫نتيجة استخدامها وهو االمر الذي ادى الى التخلي شيئا فشيئا على هذا النظام يتخذ بريطانيا على نظام قاعدة‬
‫الذهب سنه ‪ 1931‬نتيجة في مواجهة الم تعاملين مع البنوك بسبب عدم وجود االحتياط الالزم للتخطيط الجنيه‬
‫االسترليني وتبعتها بعد ذلك الواليات المتحدة األمريكية في ‪ 1933‬في معظم الدول األوروبية وانتهاءا بفرنسا‬
‫سنة ‪ 1936‬وتبنت بذلك أغلب دول العالم نظام النقد االئتماني‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة الكساد العالمي ‪ :‬لقد مست الالزمة أغلب الدول الرأسمالية وخاصه االوروبيه منها وذلك نظرا‬
‫لالرتباط الوثيق القتصاديات هذه الدول ببعضها البعض حيث توقفت العمليات اإلنتاجية وذلك نتيجة انخفاض‬
‫كبير لمستويات الطلب الكلي عند العرض الكلي مما أدى إلى غلق الكثير من المؤسسات اإلنتاجية و إفالس‬
‫الع ديد منها نتيجة معاناتها خسائر كبيرة كما كان له أثر على انخفاض الدافع لإلستثمار وهو امر اداء الى‬
‫تسريح العمال و انتشار البطالة حيث بلغت سنة ‪ 1935‬في أوروبا معدل ‪ ٪25‬أين كانت ‪ ٪2‬سنة ‪.1926‬‬
‫لم تكن األسعار في في منأى عن أزمة الكساد العالمي حيث تعرضت هي االخرى الى انخفاض كبير تجاوز‬
‫‪ 60‬بالمئة مما أثر على مردودية المؤسسات اإلنتاجية وربحيتها ‪.‬‬
‫في ظل هذه الظروف ظهرت مدرسة فكرية اقتصادية جديدة على يد االقتصادي اإلنجليزي جون مينارد كينز‬
‫تقوم على أسس و فرضيات و تحليل مخالف للتحليل االقتصادي التقليدي‪.‬‬

‫‪ -II‬اسس و مبادئ التحليل النقدي الكينزي‪:‬‬


‫اعتمدت المدرسة الكينزية في تحليلها للنقود على مجموعة من األسس والمبادئ التي يمكن إجمالها في‬
‫العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-1‬اهتمت هذه المدرسة بدراسة الطلب على النقود حيث انها لم تهتم بالعالقة الموجودة بين كمية النقود‬
‫والمستوى العام لألسعار فقط وانما تعدتها الى البحث في الدوافع المختلفة للطلب على النقود التي اهم هذا في‬
‫المعامالت ودافع االحتياط بدافع المضاربة وبين الكنزيون كذلك عدم حيادية النقود من خالل األثر الذي يمكن‬
‫أن تحدثه على النشاط االقتصادي وهي ليست مجرد وسيط للتبادل ‪.‬‬
‫‪-2‬لم تعد النقود في نظر الكنزين ال قيمة لها في حد ذاتها ووسيط للتبادل فقط كما كان الكالسيك اوضح ان‬
‫االفراد قد تلجأ االحتفاظ بالنقود تفضيل السيولة وبذلك يمكن ان تكون النقود كمخزن للقيمة‪.‬‬
‫‪-3‬رفض الكنز يون فكرة حالة التشغيل الكامل لالقتصاد التي جاء بها في الكالسيك وبينوا أن هناك عدة‬
‫مستويات لتشغيل يمكن ان االقتصاد وما حالة التشغيل الكامل إال إحدى هذه الحاالت‪.‬‬
‫‪ -4‬انتقد الكينزيون قانون ساي للمنافذ وعدم وجود قوانين طبيعية تعمل على إعادة التوازن الكلي لالقتصاد‬
‫كل ما حدث أي اختالل وبذلك فان تدخل الدولة يعتبر ضرورة لعالج أسباب األزمات التي قد يتعرض لها‬
‫االقتصاد الوطني وذلك عن طريق السياسة المالية والرفع من مستوى اإلنفاق العمومي والسياسة النقدية من‬
‫خالل التأثير على عرض النقود ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪-5‬تبنى الفكر الكينزي فكرة الطلب الكلي الفعال لتفسير أسباب عدم التوازن التي عرفها االقتصاد الوطني‬
‫حيث بين أن حجم اإلنتاج وحجم التشغيل ومن ثم حجم الدخل يرتبط بالدرجة األولى مع حجم الطلب الكلي‬
‫الفعال والذي يتكون من عنصرين أساسيين هما ‪:‬‬
‫‪-‬الطلب على السلع االستهالكية والطلب على السلع االستثمارية فاألول يتوقف على عوامل موضوعية‬
‫وعوامل ذاتية ونفسية أما الطلب على السلع اإلنتاجية فيتوقف على الكفاية الحدية لرأس المال وسعر الفائدة‪.‬‬

‫‪ -III‬دور النقود في النشاط االقتصادي عند الكينزيين‬


‫لقد اختلفت نظرة المدرسة الكينزية ألثر النقود على النشاط االقتصادي اختالفا كليا على رؤية المدرسة‬
‫التقليدية حيث أن النقود في الفكر التقليدي تعتبر عنصر حيادي في التحليل االقتصادي‪ ،‬على اعتبار أنها‬
‫ليست إال وسيط للتبادل‪ ،‬وبالتالي تم الفصل بينها وبين تحليل النشاط االقتصادي‪ ،‬أما في التحليل الكينزي‬
‫فالنقود تعتبر عنصر غير حيادي‪ ،‬بحيث تغيرها يؤثر على معدالت الفائدة ومستويات االستثمار ‪،‬اإلنتاج‪،‬‬
‫العمالة‪ ،‬والدخل‪ ،‬فـ"كينز" لم يفصل التحليل النقدي عن التحليل االقتصادي العيني‪.‬‬
‫و في هذا االطار يرى أن السياسة النقدية ليست محايدة كما هو الشأن عند التقليديين‪ ،‬فالتشغيل الكامل ال‬
‫يتحقق بصفة دائمة‪ ،‬ومن ثم فأي زيارة في كمية النقود سوف تؤدي إلى حدوث زيادة في مستويات الناتج‬
‫والتشغيل‪ ،‬على اعتبار انه في الظروف العادية للنشاط االقتصادي فان حالة التوازن تحدث عند أي مستوى‬
‫من مستويات التشغيل‪ ،‬فزيادة كمية النقود ستؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة وهذا االنخفاض يكون بمثابة‬
‫الدافع لزيادة حجم االستثمار‪ ،‬ومن ثم زيادة اإلنتاج والتشغيل‪ .‬ويمكن توضيح اثر النقود على المتغيرات‬
‫السابقة كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬اثر زيادة كمية النقود على سعر الفائدة ‪:‬عندما يقوم البنك المركزي بزيادة كمية النقود عن طريق دخوله‬
‫السوق المفتوحة مشتريا لألوراق المالية على سبيل المثال_ يقوم األعوان االقتصادية بإنفاق هـذه الكمية من‬
‫النقود المتاحة في شراء سندات‪ ،‬أو أي أصول أخرى تعود عليه بالفائدة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة ثمنها من ثم‬
‫انخفاض سعر الفائدة (العالقة بين سـعر ا لفـائدة وأسعار األوراق المالية في البورصة هي عالقة عكسية)‪ ،‬هذا‬
‫االنخفاض بدوره سوف يشجع األعوان االقتصادية على حيازة كمية اكبر من النقود(نظرا النخفاض تكلفة‬
‫الفرصة البديلة لالحتفاظ بالنقود)‪ .‬والنتيجة أن زيادة كمية النقود سيترتب عليها حدوث انخفاض في سعر‬
‫الفائدة‪.‬‬
‫‪ -2‬اثر انخفاض سعر الفائدة على االستثمار‪ :‬بافتراض ثبات المتغيرات األخرى‪ ،‬فان زيادة كمية النقود‬
‫ستؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادة الطلب على االستثمار(العالقة بين سعر الفائدة‬
‫واالستثمار هي العالقة عكسية)‪ .‬والسبب هو انخفاض تكلفة االستثمار وتوقع الحصول على المزيد على‬
‫األرباح‪ .‬وكما هو معلوم فان دافع االستثمار يتوقف على متغيرين هما سعر الفائدة (عالقة عكسية) والكفاية‬
‫الحدية لراس المال(عالقة طردية)‪.‬‬
‫‪-3‬اثر الزيادة في االستثمار على الدخل‪ :‬إن انخفاض سعر الفائدة بسبب زيادة كمية النقود‪ ،‬يؤدي إلى زيادة‬
‫حجم االستثمار ‪ ،‬وإن العمل على انتهاج المزيد من االستثمار من شانه أن يزيد في حجم الدخل الوطني ‪،‬‬
‫بمقدار مضاعف االستثمار‪.‬‬
‫‪-4‬اثر تخفيض كمية النقود‪ :‬إن دراسة اثر حدوث انخفاض في عرض النقود عن مستوى توازني معين من‬
‫الدخل الوطني يمكن تحليلها بنفس المنهجية والطريقة السابقة‪.‬‬
‫فإذا حدث وان عمل البنك المركزي على تخفيض عرض النقود‪ ،‬فسوف تعتبر األعوان االقتصادية‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬أنها ال تستطيع الحفاظ على كمية النقود التي بحوزتها عند سعر الفائدة الجاري (المرتفع‬
‫نسبيا) وهذا يعني أنها ال تستطيع إقراض ما ترغب فيه عند هذا السعر‪ ،‬ومن ثم تحاول هذه األعوان تحويل‬
‫جزء من السند ات التي بحوزتها إلى سيولة نقدية ‪،‬فيزداد عرض السندات للبيع‪ ،‬فينخفض سعرها وبالمقابل‬
‫ترتفع أسعار الفائدة ‪ .‬ونتيجة لألثر العكسي للمضاعف فيؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى الدخل الوطني نتيجة‬
‫انخفاض مستوى االستثمار‪.‬‬
‫ومن التحليل السابق نخلص إلى نتيجة جوهرية مفادها‪ ،‬أن الفرق بين التحليل الكينزي والتحليل الكالسيكي‪،‬‬
‫هو أن زيادة كمية النقود عند التقليديين يترتب عليه حدوث ارتفاع في المستوى العام لألسعار بشكل مباشر‬

‫‪19‬‬
‫وتلقائي‪ .‬أما الـدخل فيفتـرض أن يبقى ثابتا عند مستـوى التشغيـل الكامل للموارد االقتصادية‪ ،‬حيث ال تطلب‬
‫النقود سوى ل لمعامالت واالحتياط‪ ،‬كما أن نقـص كمية النقود يترتب عليه انخفـاض في مستـوى األسعار‪ .‬أما‬
‫التحليل الكينزي فهـو يقوم على أن كل زيادة في المعروض النقـدي‪ ،‬سيـؤدي إلى زيادة في حجم الدخـل‬
‫الوطني نتيجـة أن الموارد االقتصادية لم تصـل بعد إلى مستوى العمالة الكاملة‪ ،‬وحيث تطلب النقود كذلك‬
‫بدافع المضاربة باإلضافة إلى دافـع االحتياط والمعامالت‪ ،‬وبطريقة أخرى فزيادة كمية النقود تؤدي إلى‬
‫انخفاض سعر الفائـدة‪ ،‬مما يشجع على االستثمار والذي بدوره عن طريق المضاعف سيحدث تدفقا جديدا في‬
‫الدخل الوطني‪ .‬اذا فالنتيجة الحتمية لهذا التحليل هو البرهان على أن النقود ال تعتبر محايدة كما افترض ذلك‬
‫التحليل النقدي التقليدي‪.‬‬
‫‪ -IV‬دوافع الطلب على النقود عند كينز‬
‫أرجع'' كينز ''الطلب على النقود إلى ثالثة عوامل )محددات(هي‪:‬‬
‫‪ -‬دافع المعامالت‪ :‬يستمد باعث المبادالت وجوده من وظيفة النقود كوسيلة للتبادل‪ ،‬وهو أكثر الدوافع‬
‫الثالثة شيوعا للطلب على النقود‪.‬‬
‫ويقصد بدافع المعامالت (المبادالت) رغبة األفراد في االحتفاظ بنقود سائلة للقيام بالنفقات الجارية خالل‬
‫فترة المدفوعات‪ ،‬أي الفترة التي يتقاضى فيها الشخص راتبه الدوري ‪ ،‬ورغبة المشروعات في االحتفاظ‬
‫بالنقود السائلة لدفع نفقات التشغيل من ثمن المواد األولية و أجور العمال والنفقات الضرورية لسيرورة‬
‫المشروعات كإيجارات العقارات و غير ذلك (تمويل راس المال العامل)‪.‬‬
‫ويعتبر هذا الدافع أكثر العوامل الثالثة للطلب على النقود شيوعا‪ ،‬حيث يعتبر العامل الرئيسي الذي‬
‫يحفز األفراد و المشروعات على االحتفاظ بأرصدة نقدية سائلة‪.‬‬
‫ومنه فاللجوء إلى االحتفاظ بكمية من الرصيد النقدي لغرض المعامالت إنما يدخل في نطاق إحداث‬
‫التوازن –عبر الزمن – بين تدفقات النفقات و تدفقات المداخيل‪ ،‬باعتبار أن هذه األخيرة تدفقات دورية و‬
‫األخرى تدفقات تتسم باإلنفاق المستمر للفرد أو المشروع ‪.‬‬
‫أما العوامل التي تحدد كمية األرصدة النقدية التي يتم االحتفاظ بها ألغراض المعامالت في الظروف‬
‫العادية هي المستوى العام لألسعار‪ ،‬و مستوى العمالة ‪..‬إال أن العامل المهم واألساسي الذي يعتمد عليه‬
‫الطلب على النقود لهذه الغرض هو الدخل ‪،‬باعتبار أن العوامل األخرى ال تتغير في العادة في مدة‬
‫قصيرة ‪ ،‬فالطلب على النقود لغرض المعامالت هو دالة لمتغير الدخل حيث( ‪)Y‬الدخل و(‪)dT‬الطلب‬
‫على النقود لغرض المعامالت ‪. dT = f (Y) :‬‬
‫‪ -‬دافع االحتياط ‪ :‬يعود هذا الدافع إلى حالة الاليقين من ظروف المستقبل التي يمكن أن يتعرض لها األفراد‬
‫أو المؤسسات‪ ،‬وعلى ذلك فهم يحتفظون بجزء من دخلهم النقدي لهذا الغرض ‪.‬‬
‫و يقصد بدافع االحتياط (الحيطة)رغبـة األفـراد (المشروعات)في االحتفاظ بنقود في صورة سائلة لمواجهة‬
‫الحـوادث الطارئة و غير المتوقعـة كالمـرض و البطالة ‪،‬أو االستفادة من الفرص غير المتوقعة كانخفاض‬
‫أسعار بعض السلع ‪.‬أما المشروعات فهي تهـدف إلى هـذا النـوع من اإلجـراء إلى مواجهة ما قد يحدث من‬
‫طوارئ أو كوارث تتطلب القيام بنفقات إضافيـة متعلقة باإلنتاج أو االستفادة من فرص صفقات رابحة ‪.‬‬
‫ويتوقف الطلب على النقود لغرض االحتياط على مستـوى الدخل باإلضافة إلى عوامل أخرى أقل‬
‫أهمية كطبيعة الفـرد و الظـروف النفسية المحيطة بـه ودرجة عـدم التأكد السائـدة في المجتمع (فترة األزمات‬
‫)ودرجة نمو و تنظيم راس لمال ‪،‬ومدى استقرار ظروف قطاع األعمال الخ‪..‬اال أن العامل األساسي الذي‬
‫يتوقف ع ليه هذا الدافع هو مستوى الدخل ‪،‬باعتبار العوامل األخرى ال تتغير عادة في المدة القصيرة ‪ .‬وعلى‬
‫ذلك فالطلب على النقود بدافع االحتياط هو دالة لمتغير الدخل‪،‬وحيث (‪)d p‬يرمز للطلب على النقود لالحتياط‬
‫فان العالقة تكون كما يلي ‪ ، dp = f(Y).‬ويطلق عادة على طلب النقود لغرض المعامالت و االحتياط‬
‫اصطالح الطلب على النقود على األرصدة العاملة أو النشطة والذي يرى كينز انه يرتبط بالدخل وليس له‬
‫عالقة بأسعار الفائدة ‪ ،‬ويمكن التعبير عن ذلك رياضيا‪،‬حيث(‪ )dA‬الطلب على النقود العاملة فنحصل على‪:‬‬
‫)‪dA=f(Y‬‬
‫هذا يعني أن الطلب على النقود بد افع المعامالت و االحتياط ‪،‬يعتمد فقط على متغير واحد هو الددخل ‪،‬‬
‫وال عالقة له بنفقة االحتفاظ بالنقود في صورة سائلة أي سعر الفائدة ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ويمكن التعبير عن العالقة الرياضية التي تربط بين الطلب على النقود بدافع المعامالت واالحتياط‬
‫(‪)dA‬وبين الدخل (‪)Y‬بيانيا في الشكل التالي ‪:‬‬
‫دافع المعامالت‬ ‫دافع االحتياط‬
‫‪R‬‬ ‫(‪DA1 )Y1‬‬ ‫(‪DA2 )Y2‬‬
‫‪Y‬‬
‫منحنى التفضيل النقدي‬
‫‪Y1‬‬ ‫المعامالت واالحتياط‬

‫‪Y0‬‬
‫‪DA‬‬
‫‪da0‬‬ ‫‪da1‬‬ ‫‪DA‬‬ ‫شكل( ‪ )1‬منحنى يبين العالقة بين سعر الفائدة‬
‫و بين دوافع الطلب على النقود للمعامالت و االحتياط منحنى التفضيل النقدي لغرض المعامالت‬
‫واالحتياط‪.‬‬
‫وبما أن دالة الطلب على النقود في هذا اإلطار ال عالقدة لهدا بسدعر الفائددة فديمكن التعبيدر عدن العالقدة‬
‫بين هذا النوع من الطلب على النقود وبين سعر الفائدة بيانيا كما هو موضح في الشكل‪.‬‬
‫يمثل الطلب على النقود العاملة (‪ )dA‬بخط موازي للمحور الرأسي (سعر الفائدة ) ‪،‬و الذي يعبر عن عدم‬
‫مرونة الطلب على النقود لذلك الغرض ‪ ،‬وبالتالي عدم حساسيته لسعر الفائدة‪.‬‬
‫‪ -‬دافع المضاربة ‪ :‬يقصد بالمضاربة عملية بيع وشراء األوراق المالية من أسهم وسندات في أسواق المال‬
‫بغية الحصول على الربح‪ ،‬الذي يمثل الفرق بين ثمن شراء الورقة المالية وثمن بيعها‪ ،‬حيث يعتمد مقدار‬
‫الربح على مقدرة المضارب على التنبؤ بأحوال السوق‪.‬‬
‫إن االحتفاظ بالنقود في صورة سيولة نقدية ليس تطورا أو استنتاجا من الوظائف التقليدية ‪،‬ولكنه من‬
‫ابتكار "كينز"‪ .‬فالنقود التي يحتفظ بها ألغراض المضاربة ترجع إلى وظيفة النقود كمستودع (مخزن)للقيمة ‪،‬‬
‫وهو دافع لم تهتم به النظرية التقليدية مطلقا‪ ،‬على اعتبار أن دافع الطلب على النقود يقتصر على أغراض‬
‫المعامالت و االحتياط فقط‪ .‬ويمثل االحتفاظ بالنقود لدافع المضاربة توافر أرصدة نقدية في شكل سيولة‬
‫يخصص للمضاربة ويحقق األرباح ‪.‬فاألفراد يحتفظون بأرصدة نقدية بالبنوك انتظارا للفرص السانحة التي‬
‫تحقق لهم أرباحا نتيجة التغير في أس عار األوراق المالية في البورصات(األسواق المالية) ‪ ،‬حيث ترتفع قيمتها‬
‫أو تنخفض وفقا لتغيرات أسعار الفائدة في السوق النقدي ‪.‬أي أن األفراد يفاضلون بين التنازل في الحاضر‬
‫عن فائدة مالية بسيطة انتظار فائدة أكبر قيمة في المستقبل ‪.‬‬
‫إن الطلب على النقود بدافع المضاربة سيكون شديدة المرونة بالنسبة لتغيرات سعر الفائدة –انظر‬
‫الشكل (‪ ) 3‬بحيث تقوم عالقة عكسية بين دالة الطلب على النقود لغرض المضاربة وبين سعر الفائدة‪،‬‬
‫ويمكن كتابة ذلك رياضيا ‪،‬فاذا رمزنا(‪ )d s‬للطلب على النقود لغرض المضاربة ‪،‬نحصل على العالقة‬
‫التالي ‪ds = f( R) :‬‬
‫‪R‬‬

‫منحنى الطلب لغرض المضاربة‬


‫‪R1‬‬

‫‪R0‬‬

‫‪R2‬‬

‫‪Q‬‬ ‫‪Q2‬‬ ‫‪Q0 Q1‬‬

‫‪21‬‬
‫شكل (‪)3‬منحنى الطلب على النقود لغرض المضاربة‬

‫من الشكل ‪ )3(-‬نالحظ أنه عند مستوى مرتفعا جدا لسعر الفائدة يتجه األفراد (المشروعات) إلى‬
‫استثمار كل األموال التي بحوزتهم في شراء سندات ومن ثم يكون الطلب على النقـود لـدافع المضاربة عنـد‬
‫هـذا المستوى عديم المرونة فيعبر عنه بخط مستقيم منطبقا على المحور الراسي‪.‬‬
‫عندما يكون سعر الفائدة منخفضا جدا ‪،‬كما هو الحال عند(‪ )R2‬يفضل األعوان االقتصادية االحتفاظ بأموالهم‬
‫في صورة سيولة ‪ ،‬فيكون الطلب على النقود حينئذ مرن مرونة ال نهائية بالنسبة لسعر الفائدة ‪ ،‬فيكون منحنى‬
‫دافع المضاربة خط موازي للمحور األفقي‪ .‬ويبين هذا الخط أنه ال يجد عنده األفراد ورجال األعمال أي فائدة‬
‫من استثمار أرصدتهم السائلة في شراء سندات وهي الحالة التي أشار إليها "كينز" بمصيدة (فخ)السيولة ‪،‬‬
‫والتي يستند إليها عادة في تفسير عدم نجاعة و فعالية السياسة النقدية في فترة الكساد ‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like