Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلمتداد الجغرافي والمعتقدات في حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬االمتداد الجغرافي لمنطقة ميسوبوتاميا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الكتابة والمغة والعموم في حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬

‫المطمب األول‪ :‬الكتابة والمغة عند حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العموم في حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬

‫خاتمة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫مقدمة‪.‬‬

‫تشير «ميسوبوتاميا» أو بالد الرافدين إلى رقعة كبيرة من األرض تشمل العراق وشرق سوريا‬
‫وجنوب شرق تركيا وأجزاء من غرب إيران والكويت‪ .‬الكممة نفسيا من أصل يوناني بمعنى‬
‫األرض بين النيرين‪ .‬النيران المقصودان ىنا ىما دجمة والفرات المذان ينبعان من شرق تركيا‬
‫ويصبان في الخميج العربي‪.‬‬

‫شيدت بعض أقدم المدن في العالم في تمك المنطقة بين النيرين إلى جانب أقدم نظام كتابة‬
‫معروف حتى اآلن‪ .‬ساىم قاطنو ىذه المنطقة في تقديم العديد من االكتشافات الميمة‬
‫والتطورات في عمم الفمك والرياضيات والعمارة‪.‬‬

‫ازدىرت العديد من الثقافات واإلمبراطوريات في منطقة بالد الرافدين خالل ألف سنة‪ ،‬من‬
‫وغالبا ما نشبت الحروب في تمك المنطقة‬
‫ً‬ ‫ضمنيا اإلمبراطورية السومرية واآلشورية والبابمية‪.‬‬
‫وفقًا آلثار الحروب المكتشفة في منطقة تل حاموكار‪ ،‬ومن ىنا نطرح التساؤل التالي‪ :‬فما‬
‫ىي العموم التي اىتموا حضارة ميسوبوتاميا؟‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلمتداد الجغرافي والمعتقدات في حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬االمتداد الجغرافي لمنطقة ميسوبوتاميا‪.‬‬
‫عتبر بالد ما بين النيرين أو كما ُيطمق عمييا ببالد الرافدين منطقة تاريخية توجد في‬
‫تُ ّ‬
‫تعد من المراكز الحضارية األولى الموجودة في‬‫قارة آسيا‪ ،‬كما أنيا ّ‬
‫الجنوب الغربي من ّ‬
‫العالم‪ ،‬ومن أىم ىذه الحضارات التي قامت عمييا نذكر ‪:‬الحضارة السومرية‪ ،‬وحضارة واكد‪،‬‬
‫والحضارة البابمية‪ ،‬واآلشورية‪ ،‬والكمدانية‪ ،‬والتي كان أغمبيا في العراق ‪.‬‬
‫تمت السيطرة عمى المناطق المجاورة لمعراق مع ازدىار تمك الحضارات في تمك المنطقة‪،‬‬
‫فمن الشرق سيطروا عمى جزء من إيران (عرب ستان حالياً)‪ ،‬ومن الغرب سيطروا عمى‬
‫سورية حتى وصموا فمسطين‪ ،‬والتي كان ُمنتش اًر فييا السبي البابمي خالل عيد الممك " نبوخذ‬
‫نصر" ‪ ،‬وبعد موتو تراجعت حضارة ىذه المنطقة‪ ،‬فنشأت حضارة الفرس وسيطرت عمى‬
‫ّ‬
‫بابل‪ ،‬حتى جاءت الفتوحات اإلسالمية لتمك المنطقة في عيد الصحابي عمر بن الخطاب‪،‬‬
‫وأصبحت بغداد عاصمة لمخالفة العباسية (العصر الذىبي ) ‪.‬‬
‫وتقع بالد ما بين النيرين في الوقت الحالي بالعراق‪ ،‬وتركيا‪ ،‬والجميورية السورية أي جميع‬
‫المناطق التي تقع ما بين نيري الفرات ودجمة‪ ،‬وكال ىذين النيرين ينبعان من جبال أرمينيا‬
‫عدة روافد‪. 1‬‬
‫الموجودة في تركيا‪ ،‬وتغذييما ّ‬
‫توجد الطرق البرية فقط عمى ضفاف نير الفرات كون ضفاف نير دجمة أغمبيا موجودة في‬
‫مناطق صعبة ووعرة وحادة‪ ،‬ومناخ بالد ما بين النيرين غالباً ما يكون شبو جاف ورطب‬
‫وتتميز بكثرة البحيرات والمستنقعات‬
‫ّ‬ ‫كونيا مناطق صحراوية خاصة من الجية الشمالية‪،‬‬
‫يتوحد النيران بشط العرب ويصبان في خميج العرب ‪.‬‬ ‫الطينية‪ ،‬وفي الجية الجنوبية ّ‬
‫أن سفينة سيدنا نوح عميو الصالة والسالم قد رست بالقرب من منطقة‬
‫ُذكر في كتاب التوراة ّ‬
‫أن سفينة نوح قد رست‬
‫أما كتب التفسير اإلسالمية فقد ذكرت رواية مشابية ليا تقول ّ‬
‫بابل‪ّ ،‬‬
‫ثم‬
‫في منطقة الكوفة وىي قريبة من بابل‪ ،‬وذلك بعد أن أُبيد جميع البشر في حادثة الطوفان‪ّ ،‬‬

‫‪ -1‬سوسة‪ ،‬أحمد‪ ،‬تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات االثارية والمصادر التاريخية‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬دار الحرية لمطباعة‪ ،‬بغداد‪ ،1983 ،‬ص ‪.549‬‬
‫ظير أول مجتمع بشري بعد ىذه الحادثة في منطقة ما بين النيرين‪ ،‬والتي تعتبر منشأً‬
‫لساللة البشر والحضارات المتعاقبة عمى األرض‪.‬‬
‫بعد سنة ‪ 6000‬قبل الميالد كانت الحاجة لري المزروعات والدفاع عن المدن وحمايتيا‬
‫دافعاً في تش ّكل الحضارة األولى في بالد ما بين النيرين عمى أيدي سكانيا القدامى‪ ،‬حيث‬
‫قاموا ببناء األسوار حول مدنيم وانشاء قنوات الري‪ ،‬ثم قامت المستوطنات والتي صارت مدناً‬
‫فيما بعد‪ ،‬ومن أقدم ىذه المستوطنات التي نشأت ىناك (تل الحل‪ ،‬وأوروك)‪ ،‬كما كان‬
‫السومريون مسؤولين عن انتشار الثقافة ىناك ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬معتقدات وديانة حضارات ما بين النهرين أو «ميسوبوتاميا»‪.‬‬
‫واألكاديون الساميون‬ ‫ىي المعتقدات والممارسات الدينية التي كان يؤمن بيا السومريون‬
‫الشرقيون واألشوريون والبابميون ومن ثم آمن بيا المياجرون اآلراميون والكمدان الذين كانوا‬
‫الحديث وجنوب شرق تركيا وشمال‬ ‫يعيشون في بالد ما بين النيرين (منطقة تشمل العراق‬
‫شرق سوريا) وىي الحضارات التي كانت تحكم المنطقة لمدة ‪ 4200‬سنة‪ ،‬منذ األلفية الرابعة‬
‫قبل الميالد في جميع أنحاء بالد ما بين النيرين وحتى القرن العاشر تقريباً بعد الميالد في‬
‫آشور ‪. .‬اإليمان بأكثر من آلية كانت الديانة الوحيدة في بالد ما بين النيرين القديمة طوال‬
‫آالف السنين قبل الدخول في فترة من التراجع التدريجي والتي بدأت بين القرن األول والثالث‬
‫األصمية‬ ‫بعد الميالد ‪ .‬حدث ىذا التراجع بسبب االنفتاح عمى الديانة المسيحية الشرقية‬
‫المميزة (السريانية المسيحية مثل ‪:‬الكنيسة اآلشورية الشرقية والكنيسة السريانية األرثوذكسية )‬
‫وكذلك المانوية والغنوصية‪ ،‬واستمرت حوالي ثالثة إلى اربعة قرون‪ ،‬حتى اندثرت أغمب‬
‫التقاليد الدينية األصمية لممنطقة مع بقاء آخر اآلثار الموجودة بين بعض المجتمعات‬
‫اآلشورية النائية حتى القرن العاشر بعد الميالد‪.2‬‬
‫ونسيت العديد من جوانب الممارسات الشائعة والتعقيدات ليذه العقيدة مع مرور‬
‫ضاعت ُ‬
‫الزمن‪ ،‬كغيرىا من األديان المندثرة‪ .‬ولكن لحسن الحظ أغمب المعمومات والمعارف نجت‪ ،‬فقد‬
‫عمل المؤرخين والعمماء عمالً عظيماً بمساعدة عمماء الدين والمترجمين إلعادة إحياء‬

‫‪ - 2‬دياكوف وكوفاليف‪ ،‬الحضارات القديمة‪ ،‬ترجمة نسيم واكيم اليازجي‪ ،‬دار عالء الدين‪ ،‬دمشق‪ ،2000 ،‬ج ‪ ،1‬الفصل‬
‫السابع‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫المعرفة العممية لمتاريخ الديني والتقاليد والدور الذي لعبتو ىذه المعتقدات في الحياة اليومية‬
‫ويعتقد أن دين بالد ما‬
‫في الحضارة السومرية واآلكادية واآلشورية والبابمية خالل تمك الفترة‪ُ .‬‬
‫بين النيرين كان لو تأثير كبير عمى الديانات الالحقة في جميع أنحاء العالم من ضمنيا ‪:‬‬
‫ِ‬
‫الموحدة مثل الصائبة‬ ‫الكنعانية واألرامية واليوناينة القديمة والديانات الفينيقية والديانات‬
‫واإلسالم ‪.‬ومن المعروف أن اإللو آشور كان ٌيعبد مع آلية أخرى في آشور حتى نياية القرن‬
‫الرابع بعد الميالد‪ .‬فكانت ديانة بالد ما بين النيرين ديانة شركية‪ ،‬فقد كانوا يعبدون أكثر من‬
‫‪ 2,100‬آلية مختمفة وكثير منيا كانت مرتبطة بمدينة أو والية معينة داخل بالد ما بين‬
‫النيرين مثل‪ :‬سومر وأكاد وآشور ونينوى وأور وأوروك وماري وبابل‪ .‬كانت بعض أىم ىذه‬
‫اآللية ‪:‬آنو وانكي وانميل وعشتار وعاشور وشمش وشولمان وتموز وأدد‪/‬حداد وسين (نانا)‬
‫وكور وداغان ونينورتا ونسروخ ونركال وتيامات وبيل ومردوخ ‪.‬جان بوتيرو من المؤرخين‬
‫الذين زعموا أن دين بالد ما بين النيرين ىو أقدم دين في العالم‪ ،‬مع وجود عدة مزاعم أخرى‬
‫مشابية‪ .‬وبما أن الكتابة قد أخترعت في بالد ما بين النيرين فمن المؤكد أنيا األقدم في‬
‫التاريخ المكتوب‪ .‬فما يعرف عن دين بالد ما بين النيرين جاء من األدلة األثرية التي‬
‫أكتشفت في المنطقة‪ ،‬ال سيما من المصادر األدبية والتي عادةً ما تكون مكتوبة بالخط‬
‫المسماري عمى ألواح الطين والتي تصف األساطير والممارسات الطقوسية‪ .‬ويمكن أن تكون‬
‫غيرىا من األدوات مفيدة عند إحياء دين بالد ما بين النيرين‪ .‬وكما ىو شائع في معظم‬
‫الحضارات القديمة‪ ،‬أن األجسام المصنوعة من المواد األكثر متانة وقيمة‪ ،‬وىذا ما جعميا‬
‫تبقى صامدة‪ ،‬كانت مرتبطة بالمعتقدات والممارسات الدينية‪ .‬وىذا ما دفع أحد الباحثين إلى‬
‫زعم "أن معيشة شعب بالد ما بين النيرين برمتيا كانت منصبة عمى تدينيم‪ ،‬فكل شيء‬
‫تقريباً بقي منيم من الممكن استخدامو كمصدر لمعرفة دينيم ‪."3‬‬
‫‪ 400‬بعد الميالد تقريباً‪ ،‬ماعدا‬ ‫عمى الرغم من أن ىذه الديانة اندثرت بشكل كبير في عام‬
‫مناطق قميمة معزولة في آشور (الجزء العموي من بالد ما بين النيرين)‪ ،‬إال أنيا مازالت‬
‫مؤثرة عمى العالم الحديث‪ ،‬غالباً بسبب العديد من القصص التي وردت في اإلنجيل‬

‫‪ - 3‬تومسون‪ ،‬وليم ر‪" )2004(.‬التعقيد‪ ،‬وتناقص العوائد الحدية‪ ،‬والمسمسل ما بين النيرين تجزؤ" (المجمد ‪ ،3‬مجمة بحوث‬
‫النظم العالمية)‪.‬‬
‫والموجودة اليوم في الييودية والمسيحية واإلسالم والصائبة‪ ،‬فيذه القصص من الممكن أن‬
‫تكون مستندة في األصل عمى أساطير بالد ما بين النيرين القديمة‪ ،‬خصوصاً أسطورة الخمق‬
‫وجنة عدن وطوفان نوح وبرج بابل وشخصيات مثل نمرود وليميث ‪.‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬
‫قصة أصل النبي موسى تشابو قصة سرجون األكدي ‪.‬وقد أليمت ديانة بالد ما بين النيرين‬
‫أيضاً مجموعات متعددة وثنية جديدة معاصرة لمبدء في عبادة آل ِيتيم مرة أخرى‪ ،‬وان كان‬
‫ذلك بطريقة مختمفة غالباً عن طريقة شعب بالد ما بين النيرين أنفسيم ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الكتابة والمغة والعموم في حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬الكتابة والمغة عند حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬
‫أقدم لغة مكتوبة معروفة في بالد ما بين النيرين كانت السومرية‪ ،‬وىي لغة معزولة متراصة‪.‬‬
‫ليجات سامية كانت تتحدث في بالد ما بين النيرين في وقت مبكر مع السومرية‪ .‬في وقت‬
‫الحق لغة سامية‪ ،‬األكدية‪ ،‬جاءت لتكون المغة السائدة‪ ،‬عمى الرغم من أن السومريو كان‬
‫يحتفظ بيا لألغراض االدارية‪ ،‬الدينية‪ ،‬األدبية‪ ،‬والعممية‪ .‬أصناف مختمفة من األكدية‬
‫استخدمت حتى نياية الفترة البابمية الثانية‪ .‬ثم أصبحت اآلرامية‪ ،‬التي كانت قد أصبحت‬
‫شائعة في بالد ما بين النيرين‪ ،‬المغة اإلدارة اإلقميمية الرسمية لإلمبراطورية الفارسية‬
‫األخمينية‪ .‬توقف استخدام األكدية‪ ،‬ولكن كال من السومرية واألكديو كانت ال تزال تستخدم‬
‫في المعابد لبضع قرون‪.‬‬
‫‪ th4‬قبل الميالد) اخترع‬ ‫في وقت مبكر من بالد ما بين النيرين (حوالي منتصف األلفية‬
‫الكتابة المسمارية‪ .‬المسمارية تعني حرفيا "عمى شكل وتد"‪ ،‬وذلك بسبب الطرف المثمث لمقمم‬
‫المستخدم لضغط العالمات عمى الطين الرطب‪ .‬النموذج الموحد لكل عالمة مسمارية يبدو‬
‫أنو تطور من الصور التوضيحية‪ .‬النصوص األولى ( ‪ 7‬ألواح قديمة) تأتي من أي‪-‬آنا فناء‬
‫شديد القدسية مكرسة لإللية إنانا في اوروك‪ ،‬المستوى الثالث‪ ،‬من مبنى وصف بانو المعبد‬
‫‪4‬‬
‫(ج) من حفاريو‪.‬‬

‫‪ - 4‬جورج سارتون ( ‪" .)1955‬الكمدانيون الموجودون ىناك عمم الفمك في آخر ثالثة قرون قبل الميالد"‪ ،‬مجمة الجمعية‬
‫األمريكية الشرقية ‪ ،75‬ص‪.166‬‬
‫النظام الرمزي المبكر من المسمارية استغرق سنوات عديدة لإلتقان‪ .‬لذلك فقط عدد محدود‬
‫من األفراد تم تعيينيم كتبة ليتم تدريبيم عمى القراءة والكتابة‪ .‬لم يكن حتى اعتماد االستخدام‬
‫أن أجزاء كبيرة من سكان بالد ما‬ ‫عمى نطاق واسع لمنص المقطعي في ظل حكم سرجون‬
‫بين النيرين أصبحوا غير أميين‪ .‬محفوظات ضخمة من النصوص استعيدت من السياقات‬
‫األثرية لممدارس البابمية الطباعيو القديمة‪ ،‬من خالليا محو األمية نشرت‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬العموم في حضارة ميسوبوتاميا‪.‬‬


‫منذ بداياتيم في سومر ( العراق اآلن) حوالي ‪ 3500‬قبل الميالد بدأت محاولة‬
‫شعوب بالد ما بين النيرين المحاولة لتسجيل بعض المالحظات عن العالم مع بيانات عددية‬
‫دقيقة لمغاية‪ .‬ولكن المالحظات والقياسات كانت عمى ما يبدو ألغراض أخرى غير القوانين‬
‫العممية‪ .‬مثال ممموس لقانون فيثاغورس تم تسجيمو في وقت مبكر من القرن الثامن عشر‬
‫قبل الميالد‪ ،‬حيث سجمت الكتابة المسمارية لبالد ما بين النيرين في قرص بميمبتون ‪322‬‬
‫سجالت أعداد من ثالثية فيثاغورس (‪ 3‬و ‪ 4‬و ‪ ... )5,12,13( )5‬مؤرخة في عام ‪1900‬‬
‫قبل الميالد‪ ،‬وربما آالف السنين قبل فيثاغورس‪ ,‬ولكن لم تحدث صياغة نظرية لقانون‬
‫فيثاغورث وقتيا‪.‬عمم الفمك ىو العمم الذي يسعى إلى تسجيل ودراسة مالحظات عن االشارات‬
‫القوية من حركات النجوم‪ ،‬الكواكبو القمر تركت عمى اآلالف من األلواح الطينية التي تم‬
‫إنشاؤىا من قبل الكتبة‪ .‬حتى اليوم‪ ،‬الفترات الفمكية التي حددىا عمماء ما بين النيرين ال تزال‬
‫تستخدم عمى نطاق واسع في التقويمات الغربية‪ :‬السنة الشمسية ‪ ،‬الشير القمري ‪ ،‬سبعة أيام‬
‫في األسبوع‪ .‬باستخدام ىذه البيانات التي وضعوىا والطرق الحسابية لحساب تغيير طول‬
‫النيار في أثناء السنة والتنبؤ بظيور واختفاء القمر والكواكب و كسوف الشمس والقمر‪ .‬فقط‬
‫عدد قميل من أسماء عمماء الفمك معروفة اليوم مثل كيدينو ‪ ،‬وىو عالم فمك كمدي وعالم‬
‫‪5‬‬
‫رياضيات عاصر عمماء الفمك اليونانيين‪.‬‬

‫‪ - 5‬توفيق سميمان‪ ،‬دراسات في حضارات غرب آسيا القديمة من أقدم العصور إلى عام ‪1190‬ق‪.‬م‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار دمشق‪،‬‬
‫دمشق‪ ،1958 ،‬ص‪.28‬‬
‫قيم كيدينو لمسنة الشمسية ما زالت تستخدم اليوم في التقويمات‪ .‬عمم الفمك و التنجيم تم‬
‫اعتبارىما نفس الشيء‪ ،‬كما يتضح من ممارسة ىذا العمم في بابل من قبل الكينة‪ .‬بل بدال‬
‫من اتباع االتجاه الحديث نحو عقالنية العمم‪ ،‬واالبتعاد عن الخرافات والمعتقد‪ ،‬الفمك في بالد‬
‫النيرين وعمى العكس أصبح قائما أكثر عمى التنجيم في وقت الحق من ىذه الحضارة ‪-‬‬
‫دراسة النجوم من حيث األبراج والنذر مما قد يفسر شعبية ألواح الطين‪ .‬استخدم أبرخش‬
‫ىذه البيانات لحساب مبادرة محور األرض‪.‬‬
‫ألف وخمسمائة عام بعد كيدينو قام محمد بن جابر البتاني ‪ ،‬المولود فيما يعتبر تركيا اآلن‬
‫باستخدام البيانات التي تم جمعيا وتحسينيا عمى يد أبرخش لقياس المبادرة المحورية‬
‫لألرض‪ .‬كانت قيم البتاني ‪ 54.5‬ثانية قوسية في السنة‪ ،‬مقارنة بالقيمة الحالية التي تبمغ‬
‫‪ 49.8‬ثانية قوسية في السنة (‪ 26,000‬سنة لمحور األرض لمف دائرة اإليماءة)‪.‬‬
‫يمكن أن ترجع أصول الفمسفة إلى حكمة بالد ما بين النيرين القديمة‪ ،‬والتي جسدت فمسفات‬
‫معينة في الحياة‪ ،‬وال سيما األخالق‪ ،‬في أشكال جدل‪ ،‬حوار‪ .‬شعر ممحمي‪ ،‬فولكمور‪ ،‬نشيد‪،‬‬
‫كممات أغاني‪ ،‬نثر‪ ،‬وامثال‪ .‬المنطق البابمي والعقالنية تطورت تجاوز المالحظة‬
‫طاقيو‬
‫التجريبية‪.‬أقدم شكل لممنطق وضع من قبل البابميين‪ ،‬وال سيما في الطبيعة الغير ّ‬
‫الصارمة لنظاميم االجتماعي‪ .‬الفكر البابمي كان بدييي وقابمة لممقارنة "لممنطق العادي" التي‬
‫وصفيا جون ماينارد كينز‪ .‬الفكر البابمي كان مبني أيضا عمى أساس عمم وجود النظم‬
‫‪6‬‬
‫المفتوحة وىو متوافق مع البديييات األرجوديكيو‪.‬‬
‫المنطق كان يستعمل إلى حد ما في عمم الفمك البابمي الفكر البابمي كان لو تأثير كبير عمى‬
‫الفمسفة اليونانية المبكره والفمسفة الييمينية‪ .‬عمى وجو الخصوص‪ ،‬النص البابمي حوار من‬
‫التشاؤم يحتوي عمى أوجو التشابو مع الفكرالمناىض لمسفسطائيين‪ ،‬والمذىب اليرقميطي‬
‫لمتناقضات‪ ،‬والجدل والحوارات ألفالطون‪ ،‬وكذلك المقدمة المايوتيو طريقة سقراط لسقراط‪.‬‬
‫الفيمسوف الفينيقي طاليس قد درس أيضا في بابل‪.‬‬

‫‪ - 6‬فؤاد جميل‪ " ،‬زينوفون في العراق وحممة العشر آالف اغريقي ‪" ،‬مجمة سومر‪ ،‬مج‪ ، 1964، 20‬ص‪.227.‬‬
‫خاتمة‪.‬‬
‫تبقى حضارة بالد الرافدين من أوائل الحضارات البشرية التي ظيرت عمى األرض وليا‬
‫الفضل الكبير لما تركت وراءىا من انجازات وتحقيقات شممت عمى عموم جميع مجاالت‬
‫الحياة السياسية والصناعية والزراعية و بالخصوص الجانب الفكري الذي اثر تأثي ار كبي ار‬
‫عمى جميع الحضارات األخرى التي ظيرت بعد حضارة بالد الرافدين‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪.‬‬
‫‪ .1‬توفيق سميمان‪ ،‬دراسات في حضارات غرب آسيا القديمة من أقدم العصور إلى عام ‪1190‬ق‪.‬م‪،‬‬
‫ط ‪ ،1‬دار دمشق‪ ،‬دمشق‪.1958 ،‬‬
‫‪ .2‬تومسون‪ ،‬وليم ر‪" )2004 (.‬التعقيد‪ ،‬وتناقص العوائد الحدية‪ ،‬والمسمسل ما بين النيرين تجزؤ"‬
‫(المجمد ‪ ،3‬مجمة بحوث النظم العالمية)‪.‬‬
‫‪ .3‬جورج سارتون ( ‪" .)1955‬الكمدانيون الموجودون ىناك عمم الفمك في آخر ثالثة قرون قبل‬
‫الميالد"‪ ،‬مجمة الجمعية األمريكية الشرقية ‪.75‬‬
‫‪ .4‬دياكوف وكوفاليف‪ ،‬الحضارات القديمة‪ ،‬ترجمة نسيم واكيم اليازجي‪ ،‬دار عالء الدين‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ج‪ ،1‬الفصل السابع‪.‬‬
‫‪ .5‬سوسة‪ ،‬أحمد‪ ،‬تاريخ حضارة وادي الرافدين في ضوء مشاريع الري الزراعية والمكتشفات االثارية‬
‫والمصادر التاريخية‪ ،‬ج‪ ،1‬دار الحرية لمطباعة‪ ،‬بغداد‪.1983 ،‬‬
‫‪ .6‬فؤاد جميل‪ " ،‬زينوفون في العراق وحممة العشر آالف اغريقي ‪" ،‬مجمة سومر‪ ،‬مج‪. 1964، 20‬‬

You might also like