‫المحاضرة ‪ :1‬مدخل عام لدراسة الفرد‬

‫أوال‪ :‬الفرد‬

‫‪-1‬مفهوم الفرد‬

‫لغويا‪ :‬تعني مفردة الفرد ‪ Individuelle‬الشيء الذي ال ينقسم فهو جزء أحادي‪ ،‬بمعنى أنه يمكن أن يحقق‬

‫وجوده من ذاته دون الحاجة إلى مساعدة اآلخرين أو إلى االرتباط بهم (عامر ناصر شطارة‪ ،4102 ،‬ص‬
‫‪.)941-905‬‬

‫والفرد هو المتفرد والمتميز عن الجماعة‪ ،‬فنقول انفرد زيد باألمر تفرد به‪ ،‬وتفرد باألمر أي كان فيه فردا‬
‫ال نظير له (عالء جواد كاظم‪ ،4109 ،‬ص ‪.)992‬‬

‫ففي اللغة العربية الفرد يقابل الزوج وهو ما يتناول شيئا واحدا دون غيره‪ ،‬والفرد من الناس هو الرجل‬
‫المنقطع النظير الذي ال مثيل له في صفاته‪.‬‬

‫اصطالحا‪ :‬تصف موسوعة الالند الفرد على أنه ̋̋̋̋الكائن الذي يعيش بذاته ويتسم بمثل هذا التمركز وهذا‬

‫التناسق الوظيفي بحيث ال يمكن تقسيمه دون تحطيمه (عامر ناصر شطارة‪ ،4102 ،‬ص ‪.)941-905‬‬

‫أما في العلوم البيولوجيا هو كل كائن حي تتعاون أجزائه تعاونا دائما ووثيقا بهدف الحفاض على بقائه‬

‫بحيث إذا اختل هذا التعاون تعطلت وظائف هذا الكائن الحي أو تبدلت تبدال تاما‪.‬‬

‫‪-2‬الفرد في علم النفس‪ :‬هو الشخص المتميز عن اآلخرين بهويته ووحدته‪ ،‬بمعنى آخر هو شخص ذو‬

‫صفات خاصة مختلفة عن الصفات المشتركة بينه وبين أبناء جنسه‪.‬‬

‫‪-3‬الفرد في علم االجتماع‪ :‬الفرد هو وحدة من الوحدات التي يتألف منها المجتمع مثل المواطن في الدولة‪،‬‬

‫الالعب في الفريق‪ ،‬فهذه كلها آحاد يتألف منها الجسم االجتماعي‪ ،‬إذا رجعنا إلى اللغة الفرنسية‪ :‬الفرد‬

‫‪ individu‬والتي جاءت من الكلمة الالتينية ‪ individuum‬والتي تعني الال منقسم أي ‪ indivisible‬بمعنى‬

‫المشكل بوحدة غير منقسمة وغير مجزئة ومنه جاءت كلمة ‪ individualisme‬التي تعني الفردانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫ثانيا‪ :‬الفردانية‬

‫‪-1‬مفهوم الفردانية‪Individualism :‬‬

‫الفردانية هي الحالة التي يكون عليها الفرد كيانا مستقال ومتفردا عن الجماعات التي ينتمي إليها وقاد ار على‬

‫اتخاذ ق ارراته استنادا إلى إمكانياته الخاصة وقدراته المستقلة عن أفراد الجماعة اآلخرين الذي ينتمي إليهم‬

‫الفرد‪ .‬كما أنها نزعة أو سلوك يؤكد على الخصائص الذاتية للفرد وعلى سماته ومميزاته الخاصة وذلك بما‬

‫يتعارض مع ما هو جمعي وعام ومشترك وهذا يعني أن الفردانية تؤكد ما هو خاص ومتفرد؛ بمعنى أن‬

‫الفرد وفقا لمفهوم الفردانية كائن إنساني يمتلك وحدته الداخلية ويؤدي وظيفته كنسق ونظام متكامل ويمتلك‬

‫استقالليته خاصة في دائرة الوسط الذي ينتمي إليه (‪ .)Louis Dument,1978‬كما ترمز الفردانية إلى‬

‫واقع اجتماعي وثقافي يستطيع فيه الناس بوصفهم أفرادا اختيار طريقة حياتهم وسلوكهم وممارسة عقائدهم‬

‫كما ترمز إلى مجتمع فيه النظام االجتماعي والقضائي وحماية حقوق الناس بوصفهم أفرادا غير مكرهين‬

‫على التضحية أو التنازل عن شيء يعتقدون به ( ‪)Charles Taylor,1999,p19‬‬

‫[فالفردانية من العالم الذي يمتلك فيه اإلنسان نفسه ويسيطر على وجوده بحرية مؤكدة على نحو لم يعهد‬

‫في المجتمعات التقليدية القديمة فقد حررتهم الفردانية من اكراهات الماضي وطغيان الشموليات األسطورية‬

‫القديمة]‬

‫فالفردانية في صورة اإلنسان الذي يتميز عن الجماعة أو اآلخرين بطرق تفكيره وعمله ونظرته للوجود وهي‬

‫حالة من إعطاء الفرد سمات وخصائص شخصية يتفرد بها ويكتسب عبرها هويته المتميزة‪ .‬والفردانية ال‬

‫تعني من جهة أخرى‪ ،‬التفرد أو العزلة والتضاد مع ما هو اجتماعي‪ ،‬بل تعني أن الفرد يكتسب خصائص‬

‫يتميز فيها عن اآلخرين في سياق التعاون والتكامل االجتماعي‪.‬‬

‫‪2‬‬
 ‫‪-2‬مفهوم الطبيعة‪:‬‬

‫تعرف الطبيعة في معاجم اللغة العربية بأنها اسم يدل على السجية والفطرة وهي القوة السارية في األجسام‬

‫التي يصل بها الموجود إلى كماله الطبيعي‪ ،‬وهذا المعنى هو األصل الذي تعود إليه المعاني الفلسفية‬

‫األخرى ومن هذه المعاني‪:‬‬

‫أ)‪-‬طبيعة الشيء؛ حقيقته وجوهره وهي مجموع الخصائص النوعية التي تميزه عن غيره كطبيعة الحياة‬

‫ومن هذه المعاني كذلك قولهم‬

‫ب)‪-‬طبيعة اإلنسان؛ وهي ما يتميز به من صفات فطرية وهي عكس الصفات المكتسبة فيقال طبيعة‬

‫اإلنسان العاقل؛ أي مجموع وظائفه الفطرية والعقلية ويقال طبيعة اإلنسان الحسية أي ما يتميز به من دوافع‬

‫وغرائز‪.‬‬

‫‪ -3‬مفهوم الغريزة‪:‬‬

‫هي مجموع معقد من ردود األفعال الخارجية والوراثية المشتركة بين جميع أفراد النوع والمتعلقة بغرض معين‬

‫ال يشعر به الفاعل‪ ،‬وقد تطلق على االندفاع اإلرادي المصحوب باالحتياج وهي صورة من صور النشاط‬

‫النفسي وطراز من السلوك يعتمد على الفطرة والوراثة البيولوجية‪ .‬هي الدافع الحيوي األصلي الموجه لنشاط‬

‫الفرد والعامل على حفظ بقائه والمؤدي إلى إقباله على المالئم واحجامه عن المنافي‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفردية‪:‬‬

‫يتحدد ببداية وجود اإلنسان كفرد حين ينفصل جسميا عن أمه ولكنه يظل معتمدا عليها‪ ،‬ثم يزداد شعوره‬
‫بالفرق بين األنا واألنت أي بين الذات النامية وبين اآلخرين‪ ،‬وبالتدرج تتوحد وتتبلور مظاهر شخصيته‬
‫الجسمية والعقلية واالنفعالية واالجتماعية‪ ،‬وينشأ عن ذلك تركيب منظم موحد هو الذات‪ ،‬ثم تنشأ في‬

‫‪3‬‬
‫الشخص بواعث للتخلص من فرديته وذاتيه المستقلة فينغمس في الوسط االجتماعي لتقوية شخصيته‬
‫ومساندة شعوره بفرديته وامداده بالشعور باالنتماء االجتماعي (أحمد قوارية‪)4112 ،‬‬

‫‪4‬‬