Professional Documents
Culture Documents
بحث حول الشخصية المعنوية
بحث حول الشخصية المعنوية
بحث حول الشخصية المعنوية
مـقـدمـة
إن
فكرة الشخصية المعنوية قد ظهرت أول األمر كفكرة لها مدلول قانوني في نطاق القانون
الخاص لتعبر عن مجموعة أشخاص طبيعية حققت جهودها ضمن وحدة واحدة بغية تحقيق هدف
مشترك ,أو مجموعة أموال وجدت لتكوين ذمة مالية مستقلة عن ذمة أصحابها بغية تحقيق
غاية معينة ,وذلك في شكل شركة أو جمعية أو أي تجمع معترف به قانونا بحيث تصبح هذه
المجموعة تشكل شخصا قانونيا مستقال عن أشخاص مكونيه ,له أهليته القانونية في
اكتساب الحقوق وتحمل التزامات ,وله ذمة مالية مستقلة أيضا عن الذمم المالية
للشركاء وله نائب يعبر عن إرادته .ومن هنا نطرح اإلشكالية التالية:
ما المقصود بالشخصية المعنوية ؟
ولإلجابة على هذه األسئلة اتبعنا
الخطوة اآلتية:
-مقدمة.
-المبحث األول :مفهوم الشخصية
المعنوية وطبيعتها.
-المطلب األول :مفهوم الشخصية
المعنوية.
-الفرع األول :تعريف الشخصية المعنوية.
-الفرع الثاني :أهمية الشخصية
المعنوية.
-أوال :األهمية الفنية.
-ثانيا :األهمية القانونية.
-المطلب الثاني :طبيعة الشخصية
المعنوية.
-الفرع األول :تكييف فكرة الشخصية
المعنوية.
-أوال :الشخصية المعنوية فكرة مفترضة.
-Ιعرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة
مفترضة.
-ΙΙنقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة
مفترضة.
-ثانيا :الشخصية المعنوية فكرة حقيقية.
-Ιعرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة
حقيقية.
-ΙΙنقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة
حقيقية.
-ثالثا :النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية .
-Ιعرض النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية.
-ΙΙنقد النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية.
-الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري
من فكرة الشخصية المعنوية.
-المبحث الثاني :أنواع الشخصية
المعنوية وأركانها.
-المطلب األول :أنواع الشخصية
المعنوية والفرق بينهما.
-الفرع األول :الشخصية المعنوية
الخاصة.
-أوال :تعريف الشخصية المعنوية الخاصة.
-ثانيا :نهاية الشخصية المعنوي الخاصة.
-الفرع الثاني :الشخصية المعنوية
العامة.
-أوال :تعريف الشخصية المعنوية العامة.
-ثانيا :أنواع الشخصية المعنوية
العامة والفرق بينهما.
-Ιأنواع الشخصية المعنوية العامة.
-1الشخصية المعنوية اإلقليمية.
أ -الدولة.
ب -الوالية.
ج -البلدية.
-2الشخصية المعنوية المرفقية.
أ -المؤسسات العامة الوطنية.
ب -المؤسسات المحلية اإلقليمية.
-3الشخصية المعنوية المهنية.
-ΙΙالفرق بين الشخصية المعنوية
اإلقليمية و الشخصية المعنوية المرفقية.
-ثالثا :نهاية الشخص المعنوي العام.
-الفرع الثالث :الفرق بين الشخصية المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة.
-المطلب
الثاني :أركان الشخصية المعنوية.
-الفرع األول :مجموعة أشخاص أو أموال.
-الفرع الثاني :الغرض المشروع.
-الفرع الثالث :االعتراف.
-المبحث الثالث :النتائج المترتبة على
الشخصية المعنوية.
-المطلب األول :الذمة المالية
المستقلة.
-المطلب الثاني :األهلية القانونية.
-المطلب الثالث :الموطن المستقل.
-المطلب الرابع :نائب يعبر عنه.
-المطلب الخامس :حق التقاضي.
-الخاتمة.
-قائمة المصادر والمراجع.
-الفهرس.
المبحث األول :مفهوم الشخصية المعنوية
وطبيعتها
المطلب األول :مفهوم الشخصية المعنوية
الفرع األول :تعريف الشخصية المعنوية
الشخصية
المعنوية هي الهيئات والمؤسسات والجماعات التي يريد المشرع أن يعترف بها ,ويعطيها
الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل ,وفي اكتساب الحقوق
وتحمل االلتزامات وأن يكون لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن األشخاص
الطبيعيين[.]1
الشخصية المعنوية في القانون هي
كل مجموعة من األشخاص تستهدف غرضا مشتركا ,أو مجموعة من األموال ترصد لمدة زمنية
محددة لتحقيق غرض معين ,بحيث تكون هذه المجموعة من األشخاص المكونين لهذه المجموعة
ومستقال عن العناصر المالية لها .أي أن تكون لهذه المجموعة من األشخاص واألموال
مصلحة جماعية مشتركة مستقلة عن المصالح الذاتية والفردية ألفراد المجموعة.
فالشخصية المعنوية لها ثالث عناصر البد من توافرها ,وهي:
-1مجموعة من األفراد أو مجموعة من
األموال في ظل تنظيم.
-2غرض مشترك تسعى إلى تحقيقه هذه
المجموعة.
-3اعتراف المشرع في الدولة بهذه
الشخصية المعنوية[.]2
الفرع الثاني :أهمية الشخصية المعنوية
إن
فكرة الشخصية المعنوية لعبت دورا سياسيا وقانونيا هاما في عزل فكرة السيادة وفكرة
السلطة العامة عن األشخاص وذوات الحكام وإلحاقهما بفكرة الدولة كشخص معنوي عام
وأصيل.
كما أن لفكرة الشخصية المعنوية أهمية
فنية وقانونية كبيرة في نطاق التنظيم اإلداري ,حيث تظهر هذه األهمية في زاويتين:
أوال :األهمية الفنية
تتجلى
األهمية الفنية لفكرة الشخصية المعنوية في عملية التنظيم اإلداري ,بحيث تعتبر
الوسيلة الفنية الناجعة في عملية تقسيم األجهزة والوحدات اإلدارية المكونة للنظام
اإلداري ,وكذلك وسيلة لتوزيع اختصاصات السلطة اإلدارية ,إقليميا ومصلحيا ,وكذلك
تحديد العالقات فيما بينها.
ثانيا :األهمية القانونية
تلعب
فكرة الشخصية المعنوية دورا قانونيا هاما في نطاق التنظيم اإلداري ,إذ بهذه الفكرة
أمكن القيام بمختلف الوظائف اإلدارية بواسطة أشخاص طبيعيين موظفي الدولة باسم اإلدارة
ولحسابها ,فتعتبر هذه األعمال أعمال األشخاص اإلدارية رغم أنها أنجزت بواسطة أشخاص
طبيعيين[.]3
المطلب الثاني :طبيعة الشخصية المعنوية
الفرع األول :تكييف فكرة الشخصية
المعنوية
أوال :الشخصية المعنوية فكرة مفترضة
-Ιعرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة
مفترضة
"وتسمى
بالنظرية الرومانية بسبب تبني شراح القانون الروماني لها .كما أن لها سند فقهي في
العصر الحديث يتزعمه الفقيه سافيني .ويرى أصحاب هذه النظرية أن فكرة الشخصية
المعنوية ما هي إال محض افتراض وليس لها أساس من الواقع"[,]4
لجأ إليها المشرع في الدولة كحيلة قانونية لتمكن التجمعات والهيئات من تحقيق
أهدافها وأغراضها حتى تكون لها أهلية اكتساب الحقوق وتحمل الواجبات وااللتزامات
ويعتبرها – مجازا وافتراضا -شخصا من أشخاص القانون في الدولة[.]5
-ΙΙنقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة
مفترضة
" -إن االفتراض عدم والعدم ال
يولد شخصا وال ينشئ حقا"[.]6
" -إن مذهب أو نظرية المجاز واالفتراض
القانوني تؤدي إلى إطالق سلطان الدولة في التحكم في مصير الجماعات والتجمعات بشكل
يقيد من تكوين وإنشاء الجماعات والتجمعات التي أصبحت تشكل أهمية كوسيط عدم مسؤولية
األشخاص المعنوية مدنيا وجنائيا"[.]7
ثانيا :الشخصية المعنوية فكرة حقيقية
-Ιعرض نظرية الشخصية المعنوية فكرة
حقيقية
الشخصية
المعنوية أساسها اجتماع عدة أفراد لتحقيق غرض معين مشروع .وهذا االجتماع يؤدي إلى
نشوء إرادة مشتركة منفصلة عن إرادة المكونين له وهي أساس فكرة الشخصية المعنوية,
وحتى إن تدخلت الدولة فإن تدخلها ال يعني أنها هي التي أنشأت الشخص المعنوي بل ال
يتجاوز األمر حد االعتراف[,]8
ومن أنصار هذه النظرية:جيبرك ,سالي.]9[...
-ΙΙنقد نظرية الشخصية المعنوية فكرة
حقيقية
إن
أهم نقد وجه ألصحاب هذه النظرية أنهم إذا كانوا قد نجحوا في تفسير وتأصيل الشخصية
القانونية لجماعات األفراد ,فإنهم عجزوا على تفسير بعض التجمعات كتجمعات األموال[.]10
ثالثا :النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية
-Ιعرض النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية يذهب أصحاب هذا المذهب وأهمهم :اهرنج ,دوجي ,بالنيول
وجيز ,...إلى التقرير والقول بأن فكرة الشخصية المعنوية ال فائدة ترجى منها وأنه
ليس لها أي أساس أو قيمة أو فائدة في عالم القانون وأنه يمكن االستغناء عنها
باعتماد أفكار ونظريات قانونية أخرى تكون البديل األكثر سالمة ومنطقية ووضوح مثل:
مثل فكرة الملكية المشتركة عند اهرنج ,وفكرة التضامن االجتماعي والمراكز القانونية
عند الفقيه ليون دوجي[.]11
-ΙΙنقد النظرية المنكرة للشخصية
المعنوية
-يعاب عن هذه النظرية أن الحقوق
وااللتزامات والذمة المالية المستقلة ال تستند إال لشخص يعترف به القانون.
-كما يؤخذ عنها أن تطبيقها ينجر عنه
الرجوع بالفكر القانوني إلى الوراء خاصة وأن فكرة الملكية المشتركة عرفت ذيوعا في
الحضارات القديمة قبل أن تظهر للوجود فكرة الشخصية المعنوية[.]12
الفرع الثاني :موقف المشرع الجزائري من
فكرة الشخصية المعنوية
"تنص
المادة 49من القانون المدني على :األشخاص االعتبارية هي:
* الدولة
والوالية والبلدية.
* المؤسسات
العمومية ذات الطابع اإلداري.
* الشركات المدنية والتجارية.
* الجمعيات
والمؤسسات.
* الوقف.
* كل مجموعة من أشخاص أو أموال يمنحها القانون شخصية قانونية"[.]13
ومن نص المادة
49نستنتج أن المشرع الجزائري تبنى صراحة نظرية الشخصية المعنوية لما لها من قيمة
وأثر قانوني ,ذلك أن الدولة كشخص معنوي عام تحتاج إلى أن يلتف حولها مجموعة من
األشخاص االعتبارية العامة كالوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري
بغرض مساعدتها
على القيام بأعباء السلطة العامة
وتوفير الخدمة للجمهور .إن فكرة الشخصية المعنوية أو االعتبارية على مستوى نظرية
التنظيم اإلداري تحتل من المكانة ما يحتله العمود الفقري بالنسبة لإلنسان ,إذ ال
يتصور على اإلطالق قيام الدولة بمهامها دون االعتماد على فكرة الشخصية المعنوية
التي تؤهلها على توزيع المهام والوظائف وإنشاء الهيئات المختلفة إلشباع حاجات
األفراد[.]14
المبحث الثاني :أنواع الشخصية المعنوية
وأركانها
المطلب األول :أنواع الشخصية المعنوية والفرق
بينهما
الفرع األول :الشخصية المعنوية الخاصة
أوال :تعريف الشخصية المعنوية الخاصة
وهي
األشخاص القانونية التي ال تتبع الدولة بل تتبع األفراد والجماعات الخاصة ,وتهدف
بصورة أساسية إلى تحقيق مصالح فردية خاصة ,تتميز من حيث طريقة وأداة إنشائها
وخضوعها لرقابة الدولة .ويكون إنشاؤها بموجب قرار من الجهة المختصة .ويمكن تعريفها
بأنها هي تلك التي يكونها األفراد سواء لتحقيق غرض خاص بهم أو بغرض يعود بالنفع
العام وهي على نوعين ,مجموعات األشخاص ومجموعات األفراد ,مثالها :الشركات
التجارية ,الجمعيات المدنية الخاصة[.]15
ثانيا :نهاية الشخصية المعنوي
الخاصة
تنتهي الشخصية المعنوية في األصل عند حل الشركة و
انقضائها ,إال أنه من المقرر أن تبقى الشركة محتفظة بشخصيتها المعنوية طيلة فترة
التصفية.و يترتب على اعتبار الشركة شخصا معنويا صحيحا اكتساب الحقوق و تحمل االلتزامات,
شأنها
في ذلك شأن
األشخاص الطبيعيين ,إال أن الشخص المعنوي يتمتع بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما لصفة اإلنسان الطبيعية مثل
السن ,الزواج ,الوالدة ,و غيـرها[.]16
الفرع الثاني :الشخصية المعنوية العامة
أوال :تعريف الشخصية المعنوية العامة
وهي الدولة أو
األشخاص المعنوية التي تتبع الدولة ,ويمكن تعريفها بأنها مجموعة من األشخاص واألموال التي تنشأ من قبل الدولة بموجب
نظام
ويكون لها هدف مشروع[.]17
ثانيا :أنواع الشخصية المعنوية العامة
والفرق بينهما
-Ιأنواع الشخصية المعنوية العامة
-1الشخصية المعنوية اإلقليمية
"وهي
األشخاص االعتبارية التي تمارس اختصاصها في مجال جغرافي معين من الدولة ويشمل هذا
النوع الدولة والوالية والبلدية"[.]18
أ -الدولة :وقد
جاء ذكرها على رأس المادة 49من القانون المدني نظرا ألهميتها وألنها تشكل الشخص
المعنوي األم وباقي األشخاص متفرعة عنها .وينحصر اختصاص الدولة في نطاق إقليم
معين ,وال يحتاج وجود الدولة إلى نص في الدستور أو القانون أو أي وثيقة أخرى ذات
طابع دولي أو داخلي.
ولوال فكرة الشخصية االعتبارية لما
تسنى الفصل في الذمة المالية بين ممتلكات الدولة وممتلكات جهات أخرى ,كما أن لفكرة
الشخصية االعتبارية الفضل في إقرار مسؤولية الدولة عن أعمال موظفيها وفي االعتراف
لها بأهلية التقاضي والتعاقد[.]19
ب -الوالية :هي
عبارة عن منظمة جغرافية تتمتع بالشخصية
القانونية واالستقالل المالي تمارس مهاما محددة في القانون ,وقد استقلت الوالية عن
الشخص األم (الدولة) ماليا وإداريا حتى تساعد الدولة ذاتها في أداء مهمتها بحسب ما
تتطلبه الظروف الخاصة بكل جزء من اإلقليم[.]20
ج -البلدية :وتعتبر
البلدية منظمة إقليمية مستقلة تمارس مهاما محددة في القانون على مستوى رقعة
جغرافية[.]21
-2الشخصية المعنوية المرفقية
وتنشأ
لتحقيق مصالح عامة لألفراد تحت رقابة الدولة أو أحد األشخاص االعتبارية التابعة
لها ,وتسمى هذه األشخاص بالهيئات أو المؤسسات العمومية ,ولقد لجأ المشرع إلى إنشاء
هذه األشخاص إلدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا من االستقالل لضمان فعاليتها
وحسن إدارتها[.]22
وتنقسم هذه المؤسسات إلى وطنية وأخرى
محلية.
أ -المؤسسات العامة الوطنية :وهي
التي تحدثها الدولة وتشرف على تسييرها ولها نشاط يتجاوز حدود مقر إقليم محافظة
واحدة أو بلدية واحدة.
ب -المؤسسات المحلية اإلقليمية :وتنشأ
بقرار أو مداولة من الهيئات المحلية الوالئية أو البلدية وعادة ما يرتبط نشاطها
بالتنمية المحلية[.]23
-3الشخصية المعنوية المهنية
هي أشخاص تمثل الهيئات والنقابات
المهنية ،وتتمثل وظيفتها األساسية في إدارة
شؤون طائفة معينة من األفراد والدفاع عن
مصالحهم
المشروعة[.]24
-ΙΙالفرق بين الشخصية المعنوية
اإلقليمية والشخصية المعنوية المرفقية
تختلف األشخاص المعنوية
المرفقية عن األشخاص المعنوية اإلقليمية بأنها مقيدة بالهدف أو الخدمة الذي أنشأت
من أجل تحقيقه في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود الجغرافية لإلقليم الذي تمثله,
وتهدف األشخاص االعتبارية المرفقية إلى تحقيق أغراض متنوعة منها ماهو إداري أو
اجتماعي أو اقتصادي ,حيث يؤدي هذا االختالف إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب
النشاط الذي تتواله[.]25
ثالثا :نهاية الشخص المعنوي
العام
الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة
تنقضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من أركانها التي تقوم عليها كما لو تفتت إلى عدة دول أو اندمجت بدولة أخرى أو
فقدانها
إلقليمها أو انعدام السلطة
السياسية بسبب الفوضى.
أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بذات األداة التي نشأت بها ،
كما لو صدر قانون يعيد تقسيم الوحدات المحلية فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث غيرها أو يدمجها في
بعضها.
أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص المعنوي قائم ًا
حتى يتم اختيار الشخص الجديد.
وتنقضي الشخصية المعنوية المرفقية والمهنية
بإلغائها أو حلها بذات طريقة
إنشائها أو باندماجها بشخص معنوي مرفقي آخر.
وعند نهاية الشخص المعنوي العام أيا كانت صورته تنتقل أمواله إلى الجهة التي
حددها القانون أو القرار الصادر بإلغائه
أو حله ،وإال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا الشخص[.]26
الفرع الثالث :الفرق بين الشخصية
المعنوية العامة والشخصية المعنوية الخاصة
يمكن التفريق من
عدة أوجه:
1ـ من حيث الهدف :فإن الهدف من إيجاد الشخص المعنوي الخاص هو هدف خاص يتمثل في الربح المادي ،أما الشخص
المعنوي العام فإنه
إيجاده يهدف إلى تحقيق مصلحة عامة.
ً
2ـ حرية االنتماء :فإن االنتماء إلى الشخص المعنوي الخاص يكون اختياريا ،بخالف االنتماء إلى الشخص المعنوي العام
فإنه إجباري ،كاالنتماء إلى الدولة
بالمواطنة.
3ـ من حيث إنشاؤها:
كما بينت في التعريف ،فإن الشخصية
المعنوية الخاصة تنشأ بموجب قرار إداري من الجهة
المختصة
والذين ينشئونها هم أفراد عاديون ،أما الشخصية المعنوية العامة فإنها تنشأ موجب تنظيم يصدر من قبل المنظم.
4ـ من حيث الوسائل :فإن الشخصية
المعنوية
العامة تستخدم وسائل القانون العام من السلطة العامة ،بينما
تستخدم
الشخصية المعنوية الخاصة قواعد القانون الخاص في كل نشاطها .وللشخصية المعنوية امتيازات
ليست للشخصية المعنوية الخاصة؛ بحكم اختالف
الهدف من كل
منهما ،فإن العامة تكون لخدمة وتحقيق الصالح العام والمنفعة
العامة ،أما
الخاصة فإن هدفها يكون لتحقيق هدف خاص بمنشئها ،وهو الربح
المادي[.]27
المطلب الثاني :أركان الشخصية المعنوية
يقوم
الشخص المعنوي بتوافر عدة عناصر ومقومات وشروط تتمثل أساسا في األركان التالية:
الفرع األول :مجموعة أشخاص أو أموال
يستند
وجود الشخص المعنوي إلى توافر مجموعة من األشخاص (األفراد) كالجمعيات أو مجموعة من
األموال (األشياء) كالشركات المساهمة .وعادة ما يقوم الشخص المعنوي على وجود
مجموعة من األشخاص واألموال في آن واحد ,فالبلدية مثال هي :سكان البلدية وممتلكاتها.
الفرع الثاني :الغرض المشروع
إن
الشخص المعنوي العام ال وجود له -من الناحية القانونية -إذ لم يكن يهدف من وراء
نشاطاته إلى تحقيق وانجاز غرض مشروع ,أي يسمح به النظام القانوني السائد بالدولة.
الفرع الثالث :االعتراف
يشترط
لوجود الشخص المعنوي -بغض النظر عن وضعية الدولة -االعتراف بوجوده من طرف السلطة
المختصة ,وبموجب الوسيلة القانونية الالزمة:
-فالبلدية أو الوالية إنما تحدث وتنشأ
بموجب قانون صادر عن السلطة التشريعية.
-والجمعيات الوالئية تتم بموجب ترخيص
صادر عن والي ,بعد توافر شروطها ,طبقا للقانون رقم 31-90المؤرخ في 4ديسمبر 1990
المتعلق بالجمعيات[.]28
المبحث الثالث :النتائج المترتبة على
الشخصية المعنوية
المطلب األول :الذمة المالية المستقلة
يتمتع
الشخص االعتباري بذمة مالية مستقلة عن الدولة من جهة ,وعن الذمة المالية لألشخاص
المكونين له ,فمثال االلتزامات التي تترتب على الشخص المعنوي ال يجوز أن تلقى على
عاتق األشخاص المكونين له ,وااللتزامات التي تترتب على األشخاص المكونين ال تلقى
على عاتق الشخص المعنوي[.]29
المطلب الثاني :األهلية القانونية
يتمتع الشخص المعنوي العام
بأهلية قانونية في
الحدود التي رسمها القانون تمكنه من اكتساب الحقوق وتحمل االلتزامات ،غير أن هذه األهلية أضيق
نطاق ًا من أهلية الشخص الطبيعي فهي مقيدة بممارسة التصرفات القانونية التي تدخل في ميدان نشاطه وتخصصه ،ومقيدة
كذلك بحدود
الهدف الذي يسعى الشخص
االعتباري العام لتحقيقه .وهذه األهلية مستقلة
عن شخصية األعضاء المكونين له ويمارسها عنه من يمثله من أشخاص الطبيعيين[.]30
المطلب الثالث :الموطن المستقل
للشخص
االعتباري موطن خاص به يختلف عن موطن
األشخاص المكونين له ،وهو عادة المقر أو المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ،وللموطن أهمية
خاصة بالنسبة للشخص االعتباري ليتم تحديد الجهة القضائية المختصة إقليميا في النظر في الدعاوي التي ترفع من قبله أو
توجه ضده[.]31
المطلب الرابع :نائب يعبر عنه
ليس
للشخص المعنوي وجود مادي ملموس يمكن أن يرى ,وإال لماذا سمي شخصا معنويا .لذا وجب
أن يمثله شخص طبيعي يتحدث باسمه ويبرم العقود باسمه ويتقاضى باسمه ,فمثال :الوالي
نائب عن الوالية ,ورئيس المجلس الشعبي البلدي نائب عن البلدية ,ومدير الجامعة نائب
منها[.]32
المطلب الخامس :حق التقاضي
للشخص
المعنوي العام أهلية التقاضي ,فله أن يكون مدعيا أو مدعى عليه ,كما يجوز أن تقاضي
األشخاص االعتبارية بعضها البعض ,ويباشر هذا الحق عن الشخص االعتباري العام أشخاص
طبيعية[.]33
الـخـاتـمـة
إن مصير الشخص المعنوي شأنه شأن الشخص الطبيعي إلى
الزوال ,فانتهاء الشخصية المعنوية عموما يعود ألسباب شتى كانتهاء األجل إذ كان
وجودها مؤقتا أو محددا زمنيا ,أو إتمام تحقيقها للغرض الذي أنشأت ألجله كذا أسباب
اإللغاء مع تعدد صوره ,كما أن الشخص الطبيعي تنقضي شخصيته القانونية بوفاته وما
يتعلق بذلك من تركة وميراث ,أما انتهاء الشخص المعنوي يبقى ويمتد قدر التصفية حيث
تسدد ديونه وتحول باقي حقوقه إلى الجهة التي يقررها سند إنشاءه أو وفقا لما يقضي
به إجراء الحل أو طبقا للقانون.
قائمة المصادر والمراجع
-محمد الصغير بعلي ,القانون اإلداري( ,د.ط ,باتنة ,مطبعة عمار
قرفي ,د.ت).
-عالء الدين
عشي,مدخل القانون اإلداري( ,د.ط,الجزائر ,دار الهدى للطباعة والنشر2009 ,م).
-عمار بوضياف,
الوجيز في القانون اإلداري( ,ط ,2:الجزائر ,جسور للنشر والتوزيع2007 ,م).
-عمار عوابدي ,القانون اإلداري ,الجزء
األول النظام اإلداري( ,ط ,3:بن عكنون الجزائر ,ديوان المطبوعات الجامعية2005 ,م).
-د.مولود ديدان ,القانون المدني( ,ط ,2008الجزائر ,دار بلقيس).