Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 157

‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫حٌن نكتب عن الباطل الٌجب ان نفعل اال شٌبا‬


‫واحدا وهو ان ننقل للناس الباطل كما هو عند اهله‬
‫والناس بفطرتهم التً فطرهم هللا علٌها سٌعرفون‬
‫حتما انه باطل‬

‫بن حلبٌة‬
‫لماذا ؟‬
‫ٔ‪ -‬فً حربنا ضد الكنٌسة كان لزاما علٌنا ان نفتح‬
‫جمٌع الجبهات ‪ ،‬وان نخوض حربا شاملة فنفضح‬
‫كتاب الكنٌسة والهوت الكنٌسة وشرٌعة الكنٌسة‬
‫وتارٌخ الكنٌسة ورجال الكنٌسة‬
‫وهذا الكتاب جزء من الحرب ضد الهوت الكنٌسة‬
‫والذي صدر منه كتاب ( المدخل الً المسٌحٌة )‬
‫واجزاء من كتاب عقٌدة الخبلص واالن نتحدث عن‬
‫االفخارستٌا‬
‫ٕ‪ -‬ومنهجنا دابما هو منهج واحد ‪ ،‬اال ننقل اال‬
‫عن اباء الكنٌسة فٌدٌنون هم انفسهم كنٌستهم‬
‫وٌعرؾ الجمٌع الحقٌقة‬
‫‪1‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖ‪ -‬ولذلك ٌجب علٌنا نحن المسلمٌن ان تنتدب منا‬


‫طابفة لقراءة كتب البلهوت المسٌحً وتفنٌدها‬
‫وتقدٌمها للناس لٌتبٌن الحق من الباطل‬
‫ٗ‪ -‬وفً كتابنا هذا سننقل باذن هللا ماكتبته‬
‫الطوابؾ المسٌحٌة فً موضوع االفخارستٌا‬
‫ونترك لكل ذي عقل ان ٌحكم عقله فٌما ٌقرأ‬
‫٘‪ -‬ابتدعت الكنٌسة شٌبا اسمته سر االفخارستٌا‬
‫‪ ،‬وهو امر مضحك ‪ ،‬فهو ٌعنً باختصار ان ٌؤكل‬
‫االنسان الهه!!!!!!!!‬
‫‪ -ٙ‬كما كان عرب الجاهلٌة ٌصنعون الهة من‬
‫التمر وٌؤكلونها فان الكنٌسة تصنع الها من الخبز‬
‫وتؤكله‬
‫‪ -7‬وكل ما سنفعله كما اوضحنا هو ان ننقل‬
‫لبلخوة عن كبار اباء الكنٌسة هذه العقٌدة العجٌبة‬
‫والتً ستصل بهم فً النهاٌة بالتؤكٌد ان ٌقهقهوا‬
‫وٌحمدوا هللا علً انهم مسلمٌن‬
‫‪ -8‬وعلم البلهوت هو علم معقد حتً ضرب به‬
‫المثل فقٌل ( تعقٌدات الهوتٌة) ونود ان نعلن‬

‫‪2‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫لبلخوة ان هذه الدراسة لٌست متاحة للجمٌع وانما‬


‫تتطلب الجهد والصبر فً الفهم ‪ ،‬والعزاء فً‬
‫اضاعة الوقت والجهد فً هذه الدراسة ان المسلم‬
‫سٌكون قد الم بقلب المسٌحٌة فٌحمد هللا انه اصبح‬
‫مسلم عن علم‬
‫الباب االول لٌتورجٌة االفخارستٌا‬
‫ٔ‪ -‬قبل ان نخوض فً متاهات البلهوت دعنا‬
‫نفصل لبلخوة ماذا ٌحدث ؟ هذه صورة لبلدوات‬
‫المستخدمة‬

‫‪3‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ -‬الً ٌمٌن الصورة الكؤس التً ٌتم ملإها‬


‫بالخمر (دم المسٌح) وفً الوسط صٌنٌة بها قطعة‬
‫من القربانة (تسمً تلك القطعة بالحمل ‪ -‬أي ولد‬
‫الخروؾ ) وللٌسار القربانة ‪ ،‬الحظ الحربة التً‬
‫سٌتم طعن الحمل بها ‪ ،‬ومبلبس الكاهن ‪.....‬‬
‫ٖ‪ -‬تختلؾ الطقوس من كنٌسة الخري وان كان‬
‫اؼلبها مشترك فً العناصر السابقة‬
‫ٗ‪ -‬االن ماهً القربانة ؟‬

‫كما هو واضح فً الصورة‬


‫‪ -1‬هً عبارة عن خبزة مستدٌرة كقرص الشمس‬
‫و ترمز إلى شمس البر الرب ٌسوع المسٌح كما‬
‫أنها فً إستدارتها ال ٌوجد لها بداٌة وال نهاٌة كما‬
‫أن هللا لٌست له بداٌة وال نهاٌة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬والختم األوسط عبارة عن دابرة كتب على‬
‫حافتها بالٌونانٌة "قدوس هللا‪ ،‬قدوس القوي‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫قدوس الحً الذي ال ٌموت "‬


‫ٖ‪ -‬و فً مركز الدابرة ٌوجد صلٌب كبٌر محاط‬
‫باثنً عشر صلٌبا ً و ٌرمز للسٌد المسٌح و االثنً‬
‫عشر رسوالً و هذا الصلٌب الكبٌر ٌسمى‬
‫بالٌونانٌة ‪decpotikon‬وتعرب إسبادٌكون‬
‫ومعناها "السٌدي‪".‬‬

‫ٗ‪ -‬وتضاؾ للقربانة خمسة ثقوب ثبلثة عن ٌمٌن‬


‫االسبادٌقون و إثنٌن عن ٌساره و تشٌر إلى ثقوب‬
‫المسامٌر فً جسد السٌد المسٌح إلى جانب طعنة‬
‫الحربة و إكلٌل الشوك‬
‫٘‪ -‬و ٌُصنع عجٌن القربان من دقٌق القمح‬
‫األبٌض رمز النقاء و الطهارة وٌضاؾ إلى العجٌن‬
‫خمٌرة والتً ترمز للخطٌة التً حملها السٌد‬
‫المسٌح فً جسده‪ .‬كما أن الخمٌرة تموت بدخولها‬
‫النار كذلك ماتت الخطٌة فً جسد السٌد المسٌح‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬ال ٌضاؾ ملح إلى عجٌن القربان ألن الملح‬
‫ٌضاؾ للطعام إلصبلح طعمه ولحفظه من الفساد و‬
‫لكن جسد السٌد المسٌح ؼٌر قابل للفساد كما إنه‬
‫ال ٌحتاج أن ٌُصلح بملح‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -7‬وقد جرت العادة على قراءة الٓ٘ٔ مزموراً‬


‫وقت صناعة القربان ألنها تحوي الكثٌر من‬
‫النبوات عن تجسد السٌد المسٌح‪.‬‬
‫‪ -8‬وعدد القرابٌن المقدمة فً كل قداس ٌكون‬
‫دابما ً بالفرد كؤن ٌكون ‪ ٖ،٘،7‬و لهذه األرقام‬
‫رموز خاصة ‪:‬‬

‫أ‪ -‬رقم ٖ ٌشٌر للثالوث القدوس واختٌار واحدة‬


‫منها أثناء القداس ٌشٌر إلى تجسد السٌد المسٌح‬
‫أقنوم االبن لٌصٌر حمل هللا الذي ٌرفع خطٌة‬
‫العالم‪.‬‬
‫ب‪ -‬رقم خمسة ٌشٌر إلى ذبابح العهد القدٌم والتً‬
‫كانت من خمسة أنواع‪ ،‬الؽنم والبقر والمعز‬
‫والحمام والٌمام‪.‬‬
‫ت‪ -‬رقم ‪ٌ 7‬شٌر إلى الذبابح السابقة مضافا ً إلٌها‬
‫العصفوران الخاصان بتطهٌر األبرص‪.‬‬
‫ث‪ -‬وبالطبع جمٌع ذبابح العهد القدٌم كانت تشٌر‬
‫إلى ذبٌحة العهد الجدٌد والتً قُدمت على الصلٌب‪.‬‬
‫٘‪ -‬هذه صورة لشنودة مع القربانة ( وبقدر ما‬
‫استطٌع الرإٌا ‪ -‬وانا رجل متقدم فً العمر) لٌست‬
‫‪6‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫القربانة تشبه التً فً الصورة باعلً ‪ ،‬نرجو من‬


‫الشباب اصحاب النظر القوي التدقٌق فً‬
‫الصورتٌن واخطارنا ولهم الشكر‬

‫ٔ‪ -‬فً الكنٌسة الكاثولٌكٌة ‪ٌ ،‬صنع خبز قرص‬


‫التقدمة (بروسفورن) من طبقتٌن رمز طبٌعتً‬
‫المسٌح‬

‫‪7‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ -‬هذه الصورة لصٌنٌة التقدمة وتسمً‬


‫(دٌسكوس ) اي القرص ‪ ،‬وفً الصورة قطعة خبز‬
‫مربعة كبٌرة تسمً الحمل وترمز للمسٌح ‪ ،‬وهو‬
‫الجزء االوسط من القربانة‬
‫ٖ‪ -‬الحظ علً ٌسار الحمل فً الصورة قطعة خبز‬
‫مثلثة ترمز للعذراء مرٌم وتسمً (ثٌوتٌكوس )(ام‬
‫االله)‬
‫ٗ‪ -‬وعلً ٌمٌن الحمل القطع الخاصة بالقدٌسٌن‬
‫التسعة ‪ ،‬واسفل الحمل قطع صؽٌرة ترمز العضاء‬
‫الكنٌسة االحٌاء واالموات‬
‫٘‪ٌ -‬ؤخذ الكاهن قرص التقدمة ( البروسفورون )‬
‫وٌباركه ٖ مرات باشارة الصلٌب باستخدام الرمح‬
‫ثم ٌقطع جوانب الختم داخل القرص وٌتبقً جزء‬
‫مربع هو (الحمل) وٌضعه فً وسط الصٌنٌة‬
‫(الدٌسكوس)‬
‫‪ -ٙ‬ثم ٌقطع جزء من الطبقة السفلً للحمل لٌصبح‬
‫علً شكل صلٌب ‪ ،‬ثم ٌطعن الجانب االٌمن للحمل‬
‫بالحربة وهو ٌقرأ نص ٌوحنا (‪)ٖ٘،ٖٗ-ٔ9‬‬
‫‪Joh 19:34‬لَكِنَّ َواحِداً مِنَ ا ْل َع ْس َك ِر َط َعنَ َج ْن َب ُه‬
‫ِب َح ْر َب ٍة َولِ ْل َو ْق ِ‬
‫ت َخ َر َج دَ ٌم َو َما ٌء‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ش َهادَ ُت ُه َح ٌّق‬
‫ش ِهدَ َو َ‬ ‫‪َ Joh 19:35‬والَّذِي َعا ٌَنَ َ‬
‫َوه َُو ٌَ ْعلَ ُم أَ َّن ُه ٌَقُول ُ ا ْل َح َّق لِ ُت ْإ ِم ُنوا أَ ْن ُت ْم‪.‬‬
‫‪ٌ -7‬خلط الشماس بعض الماء مع الخمر الذي‬
‫سٌصب فً الكؤس وٌقدمه للكاهن لٌباركه ‪ ،‬ثم‬
‫ٌصب الشماس الخمر والماء فً الكؤس بٌنما ٌقرأ‬
‫الكاهن ( لٌتبارك اتحاد اشٌاءك المقدسة االن والً‬
‫دهر الدهور ‪ -‬امٌن )‬
‫‪ٌ -8‬ؤخذ الكاهن رؼٌؾ اخر وٌقطع منه جزء مثلث‬
‫( الثٌوتٌكوس ) ورؼٌؾ ثالث وٌقطع منه جزء‬
‫مربع (ٌرمز للقدٌسٌن ) ورؼٌؾ رابع ٌقطع منه‬
‫اجزاء ترمز لرعاٌا الكنٌسةاالحٌاء ورؼٌؾ خامس‬
‫ٌقطع منه اجزاء ترمز لبلموات ثم ٌضعها كلها فً‬
‫الدٌسكوس بالشكل فً الصورة‬
‫‪ٌ -9‬ؤخذ الكاهن قطعة من الخبز لنفسه اوال وٌقول‬
‫( تذكرنً ٌارب انا الؽٌر مستحق وسامحنً علً‬
‫خطاٌاي المقصودة وؼٌر المقصودة)‬
‫ٓٔ‪ -‬كما فً الصورة ٌؽطً الدٌسكوس والكؤس‬

‫‪9‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ثم ٌقرأ علٌها المزامٌر وبعض الصلوات‬

‫‪11‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔٔ‪ٌ -‬صر البابا علً ان ٌتناول الناس من ٌدٌه‬


‫وهم ركوع له‬

‫رابط فٌدٌو‬
‫‪http://www.youtube.com/watch?v=A3zHpo3gtN0‬‬

‫واالن مع االنبا بنٌامٌن ٌصؾ لنا القداس‬


‫االرثوذكسً المصري بالصور‬
‫ٔ‪ٌ -‬عتبر القداس اإللهً هو أهم عمل روحً تقوم‬
‫به الكنٌسة ‪ ،‬فهو عصب الحٌاة الروحٌة ‪ ،‬وال‬
‫ٌمكن أن نتخٌل الكنٌسة بدون قداس ‪ .‬فالعقٌدة‬

‫‪11‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫العظمً فً المسٌحٌة هً التجسد ‪ ،‬والتجسد معناة‬


‫أن هللا اتخذ له جسدا ‪ ،‬فصار إنسانا ‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ونحن فً القداس نتحد بهذا الجسد اإللهً‬
‫ولذلك فإن شرح التجسد بدون وجود اإلفخارستٌا‬
‫هو مجرد كبلم نطري وفلسفً ال ٌستند الً واقع‬
‫عملً معاش ‪ ،‬وبالتالً تصبح قصة التجسد قصة‬
‫تارٌخٌة ‪ ،‬ومجرد رواٌة تروي للناس ال أكثر‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬القداس جعل قصة المسٌح حاضرة فً كل ٌوم‬
‫علً المذبح ‪ ،‬وعندما نراه علً المذبح نعرؾ أن‬
‫تجسده لٌس تارٌخا ‪ ،‬ولكنه واقع معاش ‪ ،‬وتكون‬
‫شخصٌة السٌد المسٌح واقعا نعٌشة كل ٌوم ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬كلمة قداس من كلمة مقدس ‪ ،‬وسمً بهذا‬
‫األسم ألنه ٌقدس القرابٌن ‪ٌ .‬قــــــــــــدس اإلنسان‬
‫الحاضر ٌقـــدس المكــــــان " تــصٌر كنٌســة‬
‫مقدســــــــــــــــــة‪.‬‬
‫٘‪ -‬حتى الــوقت الـذي نـصلً فٌــه القــــداس‬
‫ٌصٌر مقدســـــــــا ‪ .‬وأٌضا الستر واللفافة‬
‫والصلٌب والمذبح والمنجلٌة والكتب ‪ ..‬كلها‬
‫صارت مقدسة بصلوات القداس‬

‫‪12‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٙ‬وقمة التقدٌس هً أن ٌتحول الخبز والخمر‬


‫إلً جسد الرب الحقٌقً ودمه الكرٌم‬
‫‪ -7‬القداس ٌسمً أٌضا لٌتورجٌا ‪ ،‬وهذة الكلمة‬
‫الٌونانٌة ٌقصد بها جــــمٌع الصــــــــلوات العامة‬
‫فً الكنٌسة ‪ ،‬وألن كل الصلوات العامة مرتبطة‬
‫بالقداس ‪ ،‬فؤصبحت الكلمة كؤنها مرادؾ للقداس ‪.‬‬
‫‪ -8‬وللقداس اسم آخر ‪ ،‬وهو " أنافورا " ‪ ،‬وهً‬
‫كلمة ٌونانٌة أٌضا وهً تعنً )الصـــــعٌدة ) ‪:‬‬
‫أنـــــــــا ‪ :‬صـــــــــــــــاعد ‪ ،‬مرتفع ففً القداس‬
‫نرتفع مع الصلوات إلً السماء ‪ ،‬بشرط أن ٌكون‬
‫هناك استعداد قلبً وذهنً ‪ .‬لذلك فؤول عبارة بعد‬
‫صبلة الصـــــــلح فً القداس هً ‪ " :‬أنو إٌمون‬
‫طاس كارذٌاس " ‪ ،‬وهً ٌونانٌة وتعنً " أرفعوا‬
‫قلوبكم " ‪ ،‬وقد تركت بالٌونانٌة فً الترجمـــة‬
‫القبطٌة حتى تحتفظ بلفظ " أنــــــــو " المشتق من‬
‫األنافورا‪.‬‬
‫‪ -9‬وٌقول الكاهن بعدها ‪ :‬إٌفخارٌس تٌسومٌن‬
‫طوكٌرٌو " ( أشكروا الرب )‪ .‬وقد تركت بالٌونانٌة‬
‫أٌضا لوجود لفظ اإلفخارستٌا وهو سر الشكر ‪.‬‬
‫وكؤن الكنٌسة عندما نحتت ( صاؼت )‬
‫‪13‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٓٔ‪ -‬فنحن فً القداس نعلن حضور الرب معنا‬


‫ونرفع قلوبنا إلٌه ثم نشكره‬
‫ٔٔ‪ٌ -‬نقسم األنافورا إلى ثبلثة أجزاء‬
‫أ‪ -‬صلوات األفخارستٌا مجموعة الصلوات من‬
‫بداٌة األنافورا حتى القسمة‬
‫ب‪ -‬القسمة وماٌلٌها من صلوات قبلها وبعدها‬
‫ت‪ -‬التناول‬
‫ٕٔ‪ -‬فً العهد القدٌم كان كل مقدم للذبٌحة ٌضع‬
‫ٌده علً الخروؾ فتنتقل الخطٌة من الخاطىء إلً‬
‫الخروؾ وٌذبح بدال منه وتؽفر خطٌته ‪ .‬وهذا‬
‫رمزا للمسٌح حمل هللا ‪.‬‬
‫ٖٔ ‪ -‬فً العهد الجدٌد ذبح عنا الحمل حامبل كل‬
‫خطاٌانا ‪ .‬ففً وقت رفع الحمل نضع خطاٌانا علً‬
‫الخروؾ والكاهن كنابب عنا ٌضع ٌده علً الحمل‬
‫من خبلل طلباتنا كٌرٌالٌسون ‪.‬‬
‫ٗٔ‪ -‬وبٌنما المسٌح حال فً وسطنا نطلب منه‬
‫سبلما للكنٌسة واألكلٌروس واالجتماعات والزروع‬
‫والعشب وأهوٌة السماء ‪ ..‬فالكنٌسة تطلب من‬
‫أجل كل الخلٌقة ‪ ..‬ثم المجمع فرصة لحضور‬
‫‪14‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫القدٌسٌن وطلب شفاعتهم‬


‫٘ٔ‪ -‬البد من الشعور بحضور المسٌح فً الكنٌسة‬
‫ومهابته فهو ملك الملوك حاضر معنا هذه الولٌمة‬
‫‪ -ٔٙ‬بعد صبلة المزامٌر ٌؽسل الكاهن ٌدٌه ثبلث‬
‫مرات هذه الؽسبلت ماهً اال إشارة إلى وجوب‬
‫الؽسل الداخلً ألنه من المعروؾ ان الخطٌة تعمل‬
‫حاجزا بٌننا وبٌن هللا ‪ ،‬فبل ٌسمع صلواتنا ‪...‬‬
‫‪ٌ -ٔ7‬نشؾ الكاهن ٌدٌه فى ستر ابٌض كتان ‪ ،‬ثم‬
‫ٌؤخذ لفافة من فوق الصٌنٌة وٌضعها فى كمه أو‬
‫على ٌده الٌسرى أو فوق رأسه ‪ ...‬ثم ٌؤخذ بٌدٌه‬
‫الٌمنى الصلٌب ‪ ،‬وٌقؾ متجها إلى الؽرب ‪ ،‬وٌقدم‬
‫له الحمل اكبر الموجودٌن رتبة أكراما للحمل‪.‬‬
‫‪ٌ -ٔ8‬ؤخذ الكاهن القارورة ‪ ،‬وٌضعها على أول‬
‫قربانة ثم ٌرشم ذاته ‪ ،‬ثم ٌرشم على الخبز والخمر‬
‫بالصلٌب ثبلث رشومات‬
‫‪ -ٔ9‬أثناء التقدمة ٌنتقً األب الكاهن ‪ .‬أفضل‬
‫القربان المقدم لتكون قربانة التقدٌس وصانع‬
‫القربان ٌجب أن ٌكون حرٌصا ودقٌقا جدا أثناء‬
‫عمل القربان ‪ ،‬وٌصاحب عمله بتبلوة المزامٌر‬
‫بروح الصبلة‬
‫‪15‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕٓ‪ -‬والقربانة التً تقدم هً نموذج للكنٌسة ‪.‬‬


‫فهً عبارة عن مجموعة كبٌرة من حبات القمح‬
‫وكل حبة منها تشٌر إلنسان مسٌحً ‪ .‬ثم ٌطحن‬
‫القمح ‪ ،‬وعملٌة الطحن هذه ترمز لؤللم الذي‬
‫نجتازه فً الحٌاة الروحٌة ‪ ،‬األلم فً النسكٌات ‪،‬‬
‫وتعب الوقوؾ فً الصبلة أمام هللا ‪ ،‬وكذلك آالم‬
‫ومتاعب الخدمة ‪ ،‬وآالم ومتاعب االضطهاد وهذا‬
‫لٌس ؼرٌبا ألنه إن كان رأس الكنٌسة إلهنا‬
‫المصلوب ‪ ،‬فبل بد أن ٌكون الجسد (الكنٌسة)‬
‫مصلوبا كذلك ‪ ،‬وإذا تنازلت الكنٌسة عن حمل‬
‫الصلٌب فلن تكون كنٌسة المسٌح ‪ ،‬فالصلٌب‬
‫مبلزم للكنٌسة‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬لذلك البد أن تطحن حبات القمح وتصٌر دقٌقا‬
‫ناعما‪ .‬فبدون الطحن تكون كل حبة مستقلة وؼٌر‬
‫متحدة بؽٌرها ‪ ،‬ولكن مع الطحن ٌصعب التمٌٌز‬
‫بٌنها ‪ ،‬فتتحول الكنٌسة من أفراد متفرقٌن إلً‬
‫جسد واحد ‪.‬‬
‫ٕٕ‪ -‬ولكن الدقٌق لم ٌصر بعد جسدا (كٌانا) واحدا‬
‫‪ ،‬فما أسهل أن ٌتطاٌر متفرقا ‪ ،‬لذلك ٌجمعه الماء‬
‫الذي ٌرمز للروح القدس ‪ ،‬الماء ٌوحد الدقٌق فً‬
‫‪16‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫جسم واحد كما أن الروح الواحد ٌجعل الكنٌسة‬


‫واحدة بحلوله علٌها ‪ ،‬أي أن الكنٌسة ال ٌمكن أن‬
‫تنحل ‪ ،‬فبل ٌوجد حبة قمح دخلت الطاحونة وتعود‬
‫مرة أخري إلً طبٌعتها األولً ‪ ،‬فطبٌعة الكنٌسة‬
‫تبدأ وال تنتهً‪.‬‬
‫ٖٕ‪ٌ -‬خلط بعد ذلك العجٌن بالخمٌرة وهً ترمز‬
‫للشر ‪ ،‬ففً العهد القدٌم كانوا ٌحتفلون بعٌد‬
‫الفطٌر وهو خبز بدون خمٌرة ألنها ترمز للشر ‪.‬‬
‫وقد شرح معلمنا بولس الرسول موضوع الفطٌر‬
‫بقوله ‪" :‬إذا لنعٌد ‪ ،‬لٌس بخمٌرة عتٌقة ‪ ،‬وال‬
‫بخمٌرة الشر والخبث ‪ ،‬بل بفطٌر اإلخبلص والحق‬
‫ٕٗ‪ -‬لماذا إذا توضع فً القربان وهً رمز للشر‬
‫؟! ‪ .‬إنها توضع لتعبر عن خطاٌانا التً حملها‬
‫السٌد المسٌح فً جسده عنا وتوضع القربانة فً‬
‫النار ‪ ،‬ونتٌجة النار تذبل الخمٌرة وتموت‬
‫فالقربانة فعبل فٌها خمٌرة ولكنها خمٌرة مٌتة ‪،‬‬
‫والكنٌسة بها خطٌة ولكنها مٌتة‬
‫ٕ٘‪ -‬والقربانة ال ٌوضع بها فٌها ملح ‪ ،‬ألن‬
‫المسٌح قال "أنتم ملح األرض‬
‫‪17‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٕٙ‬وال ٌدخل الهٌكل إال قربانة واحدة ‪ ،‬وٌوضع‬


‫الباقً خارج الهٌكل ‪ ،‬فالقربانة التً دخلت الهٌكل‬
‫تشٌر للمسٌح الذي دخل األقداس العلٌا وحده فقط‬
‫وال توضع علً المذبح ؼٌر قربانة واحدة هً‬
‫المسٌح ‪ ،‬فهً مختارة من عدة قرابٌن قدمت أمام‬
‫الهٌكل ‪ ..‬وال ٌدخل ؼٌر المسٌح الحمل‬
‫‪ -ٕ7‬عدد القربان المقدم فهو ٌمثل المسٌح بٌن‬
‫تبلمٌذة القدٌسٌن وبذلك ٌكون القربان الموجود‬
‫فً الطبق لؤلختٌار ٌمثل الرسل وفً وسطهم السٌد‬
‫المسٌح‬
‫‪ -ٕ8‬القربان المتبقً سوؾ ٌوزع علً الشعب فً‬
‫صورة (لقمة البركة) أي(األولوجٌا) بعد أنتهاء‬
‫القداس‬
‫‪ -ٕ9‬بعد اختٌار أحسن قربانة لتكون هً جسد‬
‫المسٌح ‪ٌ ،‬رشم أبونا القربان كله باألباركة‬
‫الممسوكة فً قارورة بٌد الشماس عن ٌمٌن‬
‫الكاهن ‪ ،‬وٌكون الرشم أوال للقربانة المختارة‪ ،‬ثم‬
‫باقً القربان وٌختم بالقربانة المختارة ‪ ،‬ألن ربنا‬
‫ٌسوع المسٌح هو البداٌة والنهاٌة‬

‫‪18‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖٓ‪ -‬هذا الرشم باألباركة ٌعبر عن التقدٌس بمادة‬


‫السر المزمع أن تتحول إلً دم المسٌح الذي ٌطهر‬
‫الجمٌع من كل الخطاٌا ‪ .‬حتً القربانة المختارة أن‬
‫تكون جسدا للمسٌح ٌتم تقدٌسها باألباركة تعبٌرا‬
‫عن أن السٌد المسٌح ٌقدس ذبٌحة نفسه بنفسه ‪،‬‬
‫وهذا أمر سٌتكرر أثناء القداس عدة مرات ‪..‬‬
‫ٖٔ‪ٌ -‬ؤخذ األب الكاهن قلٌبل من الماء فً ٌده‬
‫الٌمنً وٌمسح به القربانة الموضوعه فً ٌده‬
‫الٌسري ‪ ،‬لؽسلها من أي شوابب أو ؼبار أو دقٌق‬
‫عالق بها ‪ .‬وقد ٌعتبر هذا الؽسل بمثابة معمودٌة‬
‫للقربانة كمثال تعمٌد السٌد المسٌح‬
‫ٕٖ‪ -‬ثم ٌلؾ الكاهن القربانة فً لفافة بٌضاء‬
‫نظٌفة رمزا لتقمٌط الطفل ٌسوع المولود أو تكفٌنه‬
‫ودفنة فً القبر فالصٌنٌة مذود وقبر وصلٌب‬
‫وعرش واللفابؾ أقمطة وأكفان ولباس البر فً‬
‫السماء ‪ ،‬واإلبروسفارٌن هو الحجر الذي دحرج‬
‫علً فم القبر ‪ ،‬واللفافة المثلثة فوقه هً ختم‬
‫بٌبلطس الذي ختم به علً قبر المخلص‬
‫ٖٖ‪ -‬تتم دورة الحمل ثم رشومات الحمل ثم صبلة‬
‫الشكر ثم تصلً أوشٌة التقدمة وٌؽطً الهٌكل‬
‫‪19‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫باألبروسفارٌن ثم تحلٌل الخدام‬


‫ٖٗ‪ٌ -‬وضع البخور فً المجمرة وهى فً ٌد‬
‫الشماس وهو واقؾ على ٌمٌن المذبح ‪...‬بعد ذلك‬
‫ٌصلى الكاهن صبلة سر بخور البولس طالبا فٌها‬
‫من اإلله العظٌم األبدى الكابن والذي كان معنا‬
‫وٌسؤله أن ٌطهر قلوبنا وأفكارنا ونفوسنا من كل‬
‫خطٌة‪ ،‬التً صنعناها بإرادتنا أو بؽٌر أرادتنا‪.‬‬
‫ٖ٘‪ -‬بعد ذلك ٌدور حول المذبح الثبلث دورات‬
‫وهو ٌقول الثبلث اواشى الصؽار " أوشٌةالسبلم ‪-‬‬
‫أوشٌة األباء ‪ -‬أوشٌة االجتماعات " ‪ ...‬ثم ٌنزل‬
‫من الهٌكل لٌعمل دورة بخورالبولس ‪ ،‬وهى‬
‫مطابقة تماما لدورة بخور عشٌة وباكر ‪,‬‬
‫‪ٌ -ٖٙ‬ستحسن أن ٌقوم الكاهن الخدٌم بدورة‬
‫البولس كلها ‪ ،‬أما أن كان الخدٌم هو األب‬
‫البطرٌرك أو المطران أو األسقؾ ‪ ،‬فٌعمل الدورات‬
‫الخاصة بالهٌكل فقط ‪ ،‬وعند باب الهٌكل ٌسلم‬
‫المجمرة ألحد األباء الكهنة لٌكمل دورة البخور فً‬
‫الكنٌسة كلها‪.‬‬
‫‪ -ٖ7‬وتعلٌل ذلك أن األسقؾ فً الهٌكل ٌرمز إلى‬
‫المسٌح فً السماء ‪ ..‬أما إعطاإه المجمرة ألحد‬
‫‪21‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الكهنة فٌرمز إلى تكلٌؾ هللا مبلبكته وقدٌسٌة‬


‫الفتقاد بنى البشر وخدمتهم‬
‫‪ -ٖ8‬فً دورة البولس ٌطوؾ الكاهن الكنٌسة كلها‬
‫الن بولس الرسول تعب فً األسفار أكثر من بقٌة‬
‫الرسل‬
‫‪ -ٖ9‬رتبت خمس قراءات فً كل قداس وهى‪:‬‬
‫البولس ‪ -‬الكاثولٌكون ‪ -‬االبركسٌس ‪ -‬السنكسار‬
‫‪ -‬اإلنجٌل‬
‫ٓٗ‪ -‬حلول الروح القدس بدء قداس الذبٌحة‪:‬‬
‫بعد صبلة الصلح والقبلة المقدسة ‪ٌ ،‬رفع الكاهن‬
‫االبروسفارٌن والشماس مقابله‪..‬إشارة إلى دحرجة‬
‫الحجر من على قبر المخلص ‪ ..‬وٌكون هذا إعبلنا‬
‫بؤنه بقٌامة المخلص من بٌن األموات ٌصٌر لنا‬
‫حق الدخول إلى األمجاد السماوٌة‪.‬‬
‫ٔٗ‪ٌ -‬بخر الكاهن ٌدٌه استعدادا لمسك القربانة‬
‫والكؤس ‪ ،‬وٌمسك القربانة بٌده الٌمنى‬
‫وٌضعها على راحة ٌده الٌسرى وٌقول مع رشمها‬
‫* وشكر ‪ ..‬وباركه ‪ ..‬وقدسه *‬
‫ٕٗ‪ -‬وٌقسمها إلى ثلث وثلثٌن دون فصل وٌنفخ‬
‫فٌها نفخة الروح القدس ‪ ..‬وٌرشم الكؤس ثبلث‬
‫‪21‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫مرات بإصبعه وهو ٌقول *وشكر ‪ ..‬وباركها ‪..‬‬


‫وقدسها وٌنفخ فٌها نفخة الروح القدس ‪...‬‬
‫ٖٗ‪ -‬وٌستعرض الكاهن حٌاة الرب ٌسوع‬
‫آالمه وموته وقٌامته وصعوده ومجٌبه الثانً‬
‫للدٌنونة العامة فٌصرخ الشماس منذرا الشعب‬
‫بالسجود بخوؾ وخشوع أمام هللا ألنها لحظة‬
‫حلول الروح القدس ‪..‬‬
‫ٗٗ‪ -‬وٌسجد الكاهن وٌصلى سرا صبلة‬
‫استدعاءالروح القدس وهو باسط ٌدٌه على المذبح‬
‫وٌقوم بسرعة راشما القربانة ٖ رشومات ثم‬
‫ٌسجد ‪ ،‬وٌقوم ثانٌة سرٌعا لرشم الكؤس ٖ‬
‫رشومات طالبا من هللا ان ٌجعل الخبز جسدا‬
‫مقدسا له والكؤس دما كرٌما للعهد الجدٌد ‪ ،‬ثم‬
‫ٌسجد ثالثا وٌقول سرا *ربنا وإلهنا مخصلنا‬
‫ٌسوع المسٌح ‪* ...‬ثم ٌقوم وٌقول جهرا ‪ٌ :‬عطى‬
‫عنا خبلصا وؼفرانا للخطاٌا وحٌاة أبدٌة لمن‬
‫ٌتناول منه ‪ .......‬فٌقوم الشعب من السجود ‪....‬‬
‫٘ٗ‪ -‬وبهذا ٌتحول الخبز إلى جسدالمسٌح والمزٌج‬
‫إلى دم المسٌح ‪.‬ومن هذه اللحظة ٌعتبر خطؤ كبٌرا‬
‫‪22‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الجلوس بعد حلول الروح القدس وإتمام التحول بل‬


‫ٌنبؽً الوقوؾ بكل احترام وخشوع ناظرٌن جهة‬
‫الشرق حٌث المذبح واألسرار اإللهٌة الرهٌبة‪.‬‬
‫‪ -ٗٙ‬فى تقسٌم الجسد تجسٌد عمٌق لمعنى االالم‬
‫التى وقعت على السٌد المسٌح له المجد ‪..‬‬
‫والفواصل التى ٌعملها الكاهن فى الجسد الطاهر‬
‫تسمى " الجروح ‪"...‬‬
‫لذلك ٌضع الكاهن الثلث على الثلثٌن بحٌث ٌكونان‬
‫معا صلٌبا ‪ ،‬ثم ٌقسم الجسد الطاهر على شكل‬
‫الصلٌب‬
‫‪ٌ -ٗ7‬نبؽى علٌك اٌها االخ اثناء صبلة القسمة‬
‫ان تتؤمل فى اثناء تقسٌم الجسد االم الرب ٌسوع‬
‫من اجلك‬

‫‪23‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪24‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪25‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪26‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪27‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪28‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪29‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪31‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫باب ثانً الهوت االفخارستٌا‬


‫علمنا مما سبق ان االفخارستٌا هً العمود‬
‫الربٌسً للمسٌحٌة النها تمثل عملٌا تجسد المسٌح‬
‫واتحاده مع اعضاء الكنٌسة ‪ ،‬سنشرح االن الهوت‬
‫االفخارستٌا فً الكنابس المختلفة‬
‫فصل اول الكنٌسة المصرٌة االرثوذكسٌة‬
‫مبحث اول ‪ :‬متً المسكٌن‬
‫متً المسكٌن ابو الرهبنة الحدٌثة فً مصر واالب‬
‫الروحً للبابا شنودة وقد ترك الرجل صٌدلٌته‬
‫وبٌته وحٌاته الدنٌا وانقطع فً الدٌر قرابة الستٌن‬
‫عاما لٌعٌش كما ٌقول حٌاة روحٌة فما هً هذه‬
‫الحٌاة ؟؟؟‬
‫ٌقول االب متً ( الذي ترك الدنٌا وانقطع فً الدٌر‬
‫) فً كتابه سر االفخارستٌا االتً ‪-:‬‬
‫مسؤلة ‪ :‬البلهوت اللٌتورجً‬
‫ٔ‪ٌ -‬إكد االب متً ان سر االفخارستٌا الٌمكن‬
‫علً البشر فهمه فٌقول ‪:‬‬
‫أن سر اإلفخارستٌا ٌنبع من مصادر أعمق من‬
‫‪31‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫التارٌخ وأعمق من القوانٌن وأعمق من كل‬


‫القدرات البشرٌة ومحدودٌة الفكر البشري‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وٌإكد ان االفخارستٌا هً سلوك مرعب‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫وكم تتعجب عندما ٌقص علٌك البابا القدٌس‬
‫دٌونسٌوس الكبٌر البابا الرابع عشر (ٕٔٗ‪-‬‬
‫توسل إلٌه البابا كثٌراً‬
‫ٗ‪ٕٙ‬م‪ ).‬قصة الرجل الذي َّ‬
‫ٌتشجع وٌتناول وهو محجم من رهبة المذبح‬‫َّ‬ ‫أن‬
‫ومخافة الجسد والدم!‬
‫ٖ‪ -‬وٌإكد تخلؾ علم البلهوت فً مصر فٌقول ‪:‬‬
‫ببزوغ القرن العشرٌن بدأت حركة انبعاث فً‬
‫الوعً الكنسً عموما ً لدى كل علماء الؽرب‬
‫والشرق ما عدا مصر‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وٌإكد عدم وضوح المضمون البلهوتً‬
‫لعبادات الكنٌسة ( اللٌتورجٌا) فٌقول ‪:‬‬
‫ولكن ٌلزمنا أن نعرؾ أن »البلهوت اللٌتورجً‬
‫«لٌس مجرد نهضة روحٌة للعبادة داخل الكنٌسة‪،‬‬
‫ولكنه ٌختص أٌضا ً بإعطاء الخدمات الدٌنٌة‬
‫مفهومها الصحٌح بحٌث ال تكون خدمة قابمة فً‬
‫‪32‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الكنٌسة قط إالَّ ومضمونها البلهوتً قابم معها‪ ،‬إن‬


‫لم ٌكن فً أذهان الشعب عموما ً فبل أقل من أن‬
‫ٌكون فً أذهان القابمٌن بالخدمات والتعلٌم‬
‫٘‪ -‬ثم ٌعرؾ علم البلهوت اللٌتورجً فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬إذا كانت اللٌتورجٌا هً الخدمة اإللهٌة العملٌة‬
‫التً تقوم بها الكنٌسة بكل كٌانها الكهنوتً‬
‫والشعبً‪ ،‬وإذا كان علم البلهوت هو فهم كل ما‬
‫الفعالة فً الكنٌسة وفً اإلنسان‬
‫ٌخص طبٌعة هللا َّ‬
‫ً‬
‫عامة‪ ،‬فً عبارات إٌمانٌة قانونٌة‪،‬‬
‫ب‪ -‬فهذا ٌنتهً بنا إلى أن تعرٌؾ البلهوت‬
‫اللٌتورجً ٌنبؽً أن ٌنقسم إلى قسمٌن‪:‬‬
‫ٌوضح‬
‫ِّ‬ ‫األول‪ :‬هو شرح اللٌتورجٌا شرحا ً إٌمانٌا ً‬
‫معنى الطقوس والصلوات فً العبادة لٌعطٌها‬
‫قٌمتها الروحٌة الصحٌحة‪ ،‬وبالتالً ٌُظهر‬
‫أهمٌتها ومدى صحة التزام اإلنسان بها‬
‫كتقلٌد‪.‬‬
‫والثانً‪ :‬رفع هذه المفهومات وهذه اإلٌضاحات إلى‬
‫مستوى اإلٌمان والعقٌدة التً تربطنا بطبٌعة هللا‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٙ‬والنه ٌعرؾ ان احدا لم ٌفهم شٌبا مما قاله‬


‫ٌحاول اٌضاحه بمثال فٌقول ‪:‬‬
‫فمثبلً‪ ،‬نحن فً القداس نس ِّبح »تسبحة‬
‫الشاروبٌم« بصوت ُمدو‪ .‬فالمطلوب بحسب‬
‫مستلزمات علم البلهوت اللٌتورجً أن ٌكون‬
‫اإلٌضاح كاآلتً‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من جهة اللٌتورجٌا بحد ذاتها‪:‬‬
‫( أ ) ما هً هذه التسبحة وما هو تارٌخ‬
‫استخدامها فً القداس ومدى عبلقتها بالتقلٌد‬
‫ً‬
‫عامة‪.‬‬ ‫القبطً أوالً ثم بالتقلٌد الكنسً‬
‫(ب) ما قٌمة هذه التسبحة روحٌا ً بالنسبة‬
‫ً‬
‫عامة وبالنسبة لتقدٌس القرابٌن بوجه‬ ‫للقداس‬
‫خاص‪.‬‬
‫( ج ) هل أهمٌة هذه التسبحة تبلػ إلى حد االلتزام‬
‫نتمسك به جداً ونشترك‬
‫َّ‬ ‫بها كتقلٌ ٍد هام ٌنبؽً أن‬
‫فٌها بكل روحنا وكٌاننا؟‬
‫ثانٌا ً‪ :‬من جهة علم البلهوت بحد ذاته‪:‬‬
‫ما هً عبلقة طبٌعة هللا بتسبحة الشاروبٌم؟ وهل‬
‫‪34‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫هللا ٌطلب م َّنا أن نشترك فعبلً فً تسبحة الشاروبٌم‬


‫فً هذه اللحظات؟ إذاً‪ ،‬ما هو النص اإلٌمانً الذي‬
‫ٌمكن وضعه لتحدٌد القٌمة اإلٌمانٌة لتسبحة‬
‫الشاروبٌم فً اللٌتورجٌا حتى تصٌر مقولة قانونٌة‬
‫لٌتورجٌة فً البلهوت األرثوذكسً؟ حتى نعرفها‬
‫نحن أوالً ألنفسنا ثم ٌعرفها ع َّنا العالم كله ثانٌة!‬
‫‪ -7‬وهذا ٌعنً ( بقدر مااستطعنا ان نفهم ) ان‬
‫االب متً ٌطالب ان تكون العبادات علً اسس‬
‫عقابدٌة ونصٌة ‪ ،‬والمسلم سٌتعجب من هذا الطلب‬
‫الؽرٌب ‪ ،‬اذ انه معروؾ لدٌنا نحن المسلمٌن ان‬
‫العبادات نصٌة ‪ ،‬ولكن العبادات الكنسٌة اسسها‬
‫اباء الكنٌسة وتسمً بالتقلٌد واؼلبها لم ٌفعله‬
‫المسٌح ولم ٌرد فً االنجٌل‬
‫‪ -8‬وٌضرب لذلك مثال بتسبحة الشاروبٌم ( من‬
‫الذي اضافها للقداس ‪ ،‬ومافابدة تلك االضافة‬
‫وماعبلقة ذلك باهلل ؟‬
‫‪ -9‬وٌإكد انه ٌجب االسراع فً توضٌح االسس‬
‫العقدٌة لتلك العبادات قبل ان ٌثور الناس ضد تلك‬
‫العبادات فٌقول‬
‫‪35‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫فالتارٌخ الكنسً له حتمٌاته والزمن ٌطالبنا‪،‬‬


‫وعلٌنا أن نستجٌب قبل أن ٌصرخ الشعب فً‬
‫وجهنا عندما ٌستبد به الجوع والعطش إلى‬
‫المعرفة‪ ،‬بل وٌنسب إلٌنا التقصٌر والجهل‪ ،‬وقبل‬
‫ً‬
‫عبلنٌة بتقدٌم عقٌدتنا وإٌماننا‬ ‫أن ٌطالبنا العالم‬
‫اللٌتورجً مو َّقعا ً على مقوالت الهوتٌة واضحة‬
‫ٌسندها إٌمان حقٌقً‪ ،‬ولٌس كبلما ً ومحاجاة‪ ،‬بل‬
‫وحٌاة وسٌرة وح ًّقا إلهٌاً‪ ،‬تنبثق من عمق التقلٌد‬
‫الصمٌم الذي ورثناه‪ ،‬وتشرحه‪.‬‬
‫ٓٔ ‪ٌ -‬إكددد االب متددً علددً نمددو أي زٌددادة حجددم‬
‫العبادات الكنسٌة وذلك بالحذؾ والزٌادة منها علدً‬
‫مر العصور فٌقول ‪:‬‬
‫تحركا ً فً‬
‫والذي ٌتابع تارٌخ اللٌتورجٌة ‪ٌ....‬جد ُّ‬
‫اللٌتورجٌة ٌتجه ناحٌة النمو بشكل واضح‪...... .‬‬
‫ٔٔ‪ -‬وٌإكدددد عددددم تناسدددق تلدددك العبدددادات وتعددددد‬
‫مصدددادرها لدرجدددة ان بعضدددها منقدددول مدددن كندددابس‬
‫اخري فٌقول ‪:‬‬
‫ولكن الصعوبة واألهمٌة القصوى أن ندرس هدذه‬
‫والمطوالت والمعدَّ الت والمحذوفات حتدى‬
‫َّ‬ ‫اإلضافات‬
‫‪36‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫نعرؾ‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬الدوافع التً ح َّتمت بهذا‬
‫أ‪ -‬إن كانددت الهوتٌددة نتٌجددة الصددراعات العقابدٌددة‬
‫لمقاومة البدع‬
‫التطدددور الطبٌعدددً‬
‫ُّ‬ ‫ب‪ -‬أو إن كاندددت بٌبٌدددة نتٌجدددة‬
‫والفكري والحضاري‬
‫ت‪ -‬أو هدددً مجدددرد اسدددتعارات مدددن تقالٌدددد أخدددرى‬
‫ألقطار مجداورة كدان لهدا تدؤثٌر مدا فدً وقدت مدا مثدل‬
‫تددؤثٌر تقلٌددد سددورٌا علددى مصددر وتقلٌددد اإلسددكندرٌة‬
‫على روما‪.‬‬
‫ٕٔ‪ -‬وٌحددداول معرفدددة تدددؤثٌر تلدددك العبدددادات علدددً‬
‫عقٌدددة الكنٌسددة ومدددي تناسددقها مددع بعضددها ومددع‬
‫عقٌد الكنٌسة فٌقول ‪:‬‬
‫نكتشددؾ مدددى خضددوع هددذا النمددو وهددذا التطددور‬
‫دانون مددا؟ ثددم مدددى ارتبدداط هددذا القددانون بالتقلٌددد‬
‫لقد ٍ‬
‫البلهدددوتً العدددام أو العقٌددددة اإلٌمانٌدددة العامدددة التدددً‬
‫تعٌشها الكنٌسة‪.‬‬
‫ندرس األثر الذي نجدم عدن هدذه اإلضدافات‪ ،‬علدى‬
‫المدى البعٌد والقرٌب‪ ،‬على إٌمان الشعب‪.‬‬
‫‪37‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫نددددرس مددددى انسدددجام حركدددة هدددذا النمدددو وهدددذا‬


‫التطور وهذه الزٌادة أو النقصان الحادث اآلن‪.‬‬
‫ٖٔ‪ -‬وٌإكددد علددً ضددرورة قٌددام الكنٌسددة باعددادة‬
‫تقددٌم تلددك العبددادات بحددذؾ مددالم ٌعددد صددالحا منهددا ‪،‬‬
‫وهو ماٌعنً ان اجزاء مدن العبدادات الكنسدٌة حالٌدا‬
‫ؼٌر صالح فٌقول ‪:‬‬
‫ثم مدى إمكانٌاتنا فً التح ُّكم فٌهدا فدإن كدان لهدا‬
‫لحدددة لصدددالح العبدددادة ومبلءمدددة البٌبدددة‬
‫ضدددرورة ُم َّ‬
‫وتطورهددا نسددتزٌدها‪ ،‬ألندده معددروؾ قطع دا ً لدددى كددل‬
‫ُّ‬
‫علماء البلهوت والتقلٌد والدراسات الكنسدٌة بوجده‬
‫عام أن النمو صفة طبٌعٌة فدً التقلٌدد الكنسدً بكدل‬
‫صوره‪.‬‬
‫ٗٔ‪ٌ -‬إكدددد ان هنددداك عبدددادات اسدددقطتها الكنٌسدددة‬
‫علً مر العصور وعبادات اهملت فٌقول ‪:‬‬
‫ندرس أٌضا ً ما سقط مدن التقلٌدد اللٌتدورجً عبدر‬
‫القرون‪ ،‬وما تقلَّص عنه فتج َّمد وتو َّقؾ سدواء كدان‬
‫عن إهمال أو عدم دراٌة أو بحكم التؽٌٌدر واالنتقدال‬
‫حكم إلى حكم ومن لؽ ٍة إلدى لؽدة ومدن بٌبدة إلدى‬ ‫من ٍ‬
‫بٌبة‪ ،‬فنكشفه ونوضحه ونشرحه‪.‬‬
‫‪38‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫٘ٔ‪ -‬وٌإكد ان العبادات الكنسدٌة فدً حاجدة الدً‬


‫اعادة تقٌم الهوتً واعادة تقنٌن فٌقول ‪:‬‬
‫وفً النهاٌة توضع هذه األمور كلها تحت التقٌدٌم‬
‫البلهوتً‪ ،‬وبعد أن ُتفحدص فحصدا ً مخلصدا ً بالنسدبة‬
‫ألهمٌتها فً العبادة واإلٌمان ُتق َّنن كنسٌا ً حتى تؤخذ‬
‫طابعها اإلٌمانً العام‪.‬‬
‫خبلصة‬
‫أ ‪ٌ -‬إكددددد االب متددددً ان العبددددادات والصددددلوات‬
‫الكنسٌة بعضدها مدبهم وبعضدها بدبل معندً وبعضدها‬
‫عشوابً فٌقول ‪:‬‬

‫ٔ‪ -‬ومددددن هنددددا ٌتضددددح مبلددددػ أهمٌددددة البلهددددوت‬


‫اللٌتددورجً‪ ،‬فهددو المسددبول عددن نقددل واقددع العبددادة‬
‫والصددبلة إلددى واقددع إٌمددانً واضددح ومحدددد وحددً‬
‫ونام‪ ،‬حتى ال ٌبقى شدًء قدط فدً العبدادة مبهمدا ً أو‬ ‫ٍ‬
‫بددبل معنددى أو مجددرد تسددلٌم عشددوابً ؼٌددر معددروؾ‬
‫تارٌخدده وأهمٌتدده‪ .‬هددذا أمددر مسددتحٌل ألن كددل مددا ال‬
‫تدارٌخ لدده فددبل معنددى لدده‪ ،‬وٌبقددى فددً مفهددوم العبددادة‬
‫النافلة‪.‬‬
‫‪39‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ -‬علدددددى أنددددده توجدددددد قدددددوانٌن كنسدددددٌة كثٌدددددرة‬


‫وتحدددذٌرات بدددبل عددددد ال ٌبددددو مفهومدددا ً سدددببها وال‬
‫معروفا ً تارٌخها‪ ،‬فتبدو وكؤنهدا نافلدة ولٌسدت بدذات‬
‫أهمٌدددة‪ ،‬ولكدددن بمجدددرد دراسدددتها دراسدددة تارٌخٌدددة‬
‫عرؾ سببها وتتضح قٌمتها‬ ‫عرؾ أصلها و ٌُ َ‬ ‫صادقة ٌُ َ‬
‫الروحٌة البلهوتٌة وتبدو على أقصى مدا ٌمكدن مدن‬
‫األهمٌة‪ ،‬بل وربما تكدون هدً أحدد المعداٌٌر الهامدة‬
‫فً تحدٌد معالم أرثوذكسٌة اللٌتورجٌة القبطٌة!‬
‫ب‪ٌ -‬إكد االب متً علً جهل اباء الكنٌسة فٌقول‬
‫ٔ‪ -‬وك َم َثل مدن هدذه األمثلدة‪ُ ،‬خ ْدذ موضدوع الدثبلث‬
‫الصلوات (األواشً) التً ُتقال بعدد قدراءة اإلنجٌدل‪.‬‬
‫فكثٌر مدن الكهندة‪ ،‬بدل ربمدا معظمهدم ٌحدذفها ألنهدا‬
‫تبدددو أمامدده وكؤنهددا تكددرار ونافلددة ال لددزوم لهددا‪ ،‬أو‬
‫ٌقولهددددا الكدددداهن بمنتهددددى السددددرعة حتددددى ٌتفددددرغ‬
‫للتطوٌل فً ألحان قداس التناول‬
‫ب‬‫صد ْل َ‬
‫تكدون ُ‬
‫ٕ‪ -‬فلو علم الكاهن أو األسقؾ أنها ِّ‬
‫القدددداس األول المسددد َّمى بقدددداس الكلمدددة أو قدددداس‬
‫الموعددوظٌن‪ ،‬وأندده بحددذفها ٌكددون قددد حددذؾ قدَّ اس دا ً‬
‫بؤكمله من الطقس الكنسً‬

‫‪41‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖ‪ -‬ثم هو بهذا العمل ٌكون قد حرم قطاعدا ً كبٌدراً‬


‫من الشعب (الدذٌن ال ٌحضدرون قدداس المتنداولٌن)‬
‫مددن نددوال بركددة هددذه الصددلوات قبددل أن ٌخددرج مددن‬
‫الكنٌسة‬
‫ٗ‪ -‬ثم لو علم أن هذه الصلوات هدً أقددم أجدزاء‬
‫ومسدجلة‬
‫َّ‬ ‫عامدة وهدً مدن وضدع الرسدل‬ ‫ً‬ ‫اللٌتورجٌا‬
‫فً النصدوص اللٌتورجٌدة مندذ القدرن الثدانً‪ ،‬ولهدا‬
‫وزنهدا البلهدوتً العددالً لَ َمدا تجدرأ الكدداهن قدط علددى‬
‫أن ٌحذفها‪.‬‬
‫ت‪ -‬وٌإكد علً جهل الشعب بالعبادات فٌقول‬
‫ولو علدم الشدعب هدذا كلده ألقبدل علٌهدا وتف َّهمهدا‬
‫واشترك فٌها بكل قلبه وطالب بهدا بكدل حدزم لندوال‬
‫قوة وبركة القداس الخاص بالكلمة أو بالموعوظٌن‬
‫مسؤلة مفهوم السر‬
‫ٌإكد االب متً ان االسرار الٌمكن ادراكها وانها‬
‫نوعٌن وان االسرار دخلت الكنٌسة المصرٌة‬
‫متؤخرا فً القرن ‪ ٔٙ‬المٌبلدي وعن طرٌق‬
‫شخص مجهول وان اكبر علماء االسرار‬
‫المصرٌٌن حتً القرن ٘ٔ المٌبلدي لم ٌكن ٌعرؾ‬
‫‪41‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ان االسرار سبعة وان االفخارستٌا هو السر الذي‬


‫ٌحرك الكنٌسة وانه ٌجب تؤسٌس ذلك السر‬
‫الهوتٌا ‪ ،‬والٌك التفاصٌل ‪:‬‬
‫ٔ‪ٌ -‬إكددددد االب متددددً ان االفخارسددددتٌا هددددً سددددر‬
‫االسرار وهً الروح التً تحرك الكنٌسة فٌقول‬
‫أن اإلفخارسددتٌا لٌسددت فقددط أحددد أسددرار الكنٌسددة‬
‫السبعة‪ ،‬بل هً السر الدذي ٌنبدع منده كدل األسدرار‪،‬‬
‫ألن منه تنبع القوة اإللهٌة البلزمة لكل شًء ولكدل‬
‫سر!!‪ .‬فاإلفخارستٌا بالمعٌار البلهوتً الصادق هً‬
‫سددر األسددرار جمٌعداً‪ ،‬هددً محددور حركددة الحٌدداة فددً‬
‫الكنٌسة‪ ،‬وهً أٌضا ً المنبع الدابم الذي تنسكب منه‬
‫هذه الحٌاة علدى الكنٌسدة كلهدا علدى مددى العصدور‬
‫كلها‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وٌإكد علً ضرورة ان ٌتم تحقٌق ذلك القدول‬
‫علمٌا والهوتٌا فٌقول ‪:‬‬
‫مجدرد‬
‫َّ‬ ‫فرق كبٌ ٌر جدداً بدٌن أن نقولهدا‬‫ولكن هناك ٌ‬
‫قددددول جزافددددا ً أن اإلفخارسددددتٌا هددددً سددددر األسددددرار‬
‫كتعرٌؾ مدرسً للسر قابل للحفظ والتسمٌع‪ ،‬وبٌن‬
‫أن ٌقولهدددا علدددم البلهدددوت اللٌتدددورجً عدددن تحقٌدددق‬
‫‪42‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫تارٌخً آبابً وبرهان إنجٌلدً إلهدً لتصدٌر مقولدة‬


‫إٌمانٌة مإسسة على وعً تارٌخً والهوتً‬
‫ٖ‪ -‬وٌإكد ان االسرار الٌمكن فهمها فٌقول ‪:‬‬
‫واألسددرار عموم دا ً حقددابق تخددتص بدداهلل‪ ،‬إمددا فددً‬
‫كسر الثالوث وٌس َّمى سر البلهوت؛ وإ َّمدا فدً‬ ‫ِّ‬ ‫ذاته‪،‬‬
‫سدددد والفدددداء و ٌُسددد َّمى سدددر‬‫ددر التج ُّ‬ ‫عبلقتددده بندددا كسد ِّ‬
‫دددري‬
‫التدددددبٌر اإللهددددً؛ وإ َّمددددا فددددً اتحادنددددا بدددده كسد َّ‬
‫المعمودٌددة واإلفخارسددتٌا مددع بقٌددة أسددرار الكنٌسددة‬
‫المعروفة بؤسرار الكنٌسة السبعة‬
‫و فً المفهوم البلهوتً‪ ،‬فكلمة »سر« وجمعهدا‬
‫»أسدرار« أو »سدرابر« تفٌدد حقٌقدة أو حقدابق‬
‫إلهٌة ثابتة ومسدتقرة كاندت مخفٌدة ومكتومدة مندذ‬
‫الددددهور‪ ،‬ألنهدددا كاندددت فابقدددة علدددى قددددرة اإلنسدددان‬
‫العقلٌة‪ ،‬أو أعلى من مستواه الروحً أو أكثر مدن‬
‫حاجته‬
‫ومدددن القددددٌس بدددولس الرسدددول أٌضددداً‪ ،‬نعلدددم علدددم‬
‫الٌقدٌن أن «سدر المسدٌح» هدو مدن العمدق واالمتدداد‬
‫بما ال ٌمكن أن ٌُستقصى‪ .‬فاألسدرار هدً ذخٌدرة هللا‬
‫التً ال ُتح ُّد وال ُتضبط بلفظٍ ‪ ،‬وال ُتستنفذ‪:‬‬
‫‪43‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫لً أنا أصؽر جمٌع القدٌسٌن أُعطٌت هذه النعمة‬


‫شددددر بددددٌن األمددددم بؽنددددى المسددددٌح الددددذي ال‬ ‫أن أُب ِّ‬
‫ستقصددى‪ ،‬وأُنٌددر الجمٌددع فٌمددا هددو شددركة السددر‬ ‫َ‬ ‫ٌُ‬
‫المكتوم منذ الدهور فً هللا‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وان االسددرار تعلددن لكثٌددرٌن وبوسددابل كثٌددرة‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫ثم أعلنها هللا بروحده ألنبٌابده ورسدله وقدٌسدٌه‬
‫ثم للكنٌسدة ‪ ،‬وذلدك إمدا بدوحً إلهدً أو إلهدام فدً‬
‫رإٌددا أو بسددمع األُذن أو بانفتدداح الددذهن أو بتلقددٌن‬
‫الروح ‪ ،‬أو كؤمر ووصٌة صدرٌحة واضدحة بتسدلٌم‬
‫محسدددوس كمدددا صدددنع المسدددٌح مدددع تبلمٌدددذه فدددً‬
‫العشاء الربانً‪.‬‬
‫٘‪ -‬وان تحدٌددد االسددرار دخددل الكنٌسددة المصددرٌة‬
‫متؤخرا وعن طرٌق كاتب ؼٌر معروؾ فٌقول ‪:‬‬
‫أول َمددددنْ حدددددَّ د عدددددد األسددددرار الكنسددددٌة بددددالرقم‬
‫(سبعة) هً الكنٌسة الرومانٌة الكاثولٌكٌة بواسطة‬
‫أسددقؾ بددارٌس «بطددرس لمبددارد» مددع ؼٌددره‪ ،‬وقددد‬
‫قبلهدددا تومدددا األكدددوٌنً‪ ،‬وق َّننهدددا بعدددد ذلدددك مجمدددع‬
‫فلورنسا (سنة ‪ٖٔٗ9‬م)‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ثم دخل هذا التقلٌدد إلدى الكنٌسدة القبطٌدة‪ .‬وأول‬


‫ذكددر لهددا تحددت أٌدددٌنا هددو مددا ورد فددً المخطوطددة‬
‫المعروفدددة باسدددم «نزهدددة النفدددوس» وهدددً لكددداهن‬
‫مجهددول‪ ،‬وأقدددم مخطوطددة لهددا معروفددة لدددٌنا هددً‬
‫الموجدددودة بددددٌر أنبدددا مقدددار(الهدددوت ٕٗ) بتدددارٌخ‬
‫برمهات ‪ /‬مارس ‪ -‬أبرٌل ٗ‪ٔ٘ٙ‬م‪.‬‬
‫ولكدددن ٌُظدددن أن مإلِّدددؾ كتددداب «نزهدددة النفدددوس»‬
‫لددٌس قبطٌددا ً أرثوذكسددٌا ً ألندده ٌددورد أقددواالً لٌوحندددا‬
‫الدمشددقً (وهددو مددن آبدداء الكنٌسددة البٌزنطٌددة فددً‬
‫القرن الثدامن بعدد االنشدقاق الدذي حددث فدً مجمدع‬
‫خلقٌدونٌة عام ٔ٘ٗم)‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬وان ادق كتدددب االسدددرار المصدددرٌة لدددم ٌدددذكر‬
‫االسرار مجموعة ولم ٌقل انها سبعة فٌقول ‪:‬‬
‫وعلدددى أي حدددال لدددم نجدددد ذكدددراً لتحدٌدددد أسدددرار‬
‫الكنٌسة بالعدد سبعة فدً مخطوطدة العدالِم ابدن كبدر‬
‫المعروفددددة باسددددم «مصددددباح الظلمددددة فددددً إٌضدددداح‬
‫الخدمة»‪ ،‬وهو أهم وأدق َمنْ كتب فً األسدرار فدً‬
‫القددرون األخٌددرة‪ ،‬وحتددى لددم ٌددذكرها مجموعددة معداً‪،‬‬
‫بل جاءت فً كتابه ناقصة عن العدد سبعة ومتفرقدة‬
‫على مددى الكتداب‪ .‬عِلمدا بدؤن هدذا العدالِم عداش حتدى‬
‫‪45‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫إلى أوابل القرن الرابع عشر‬


‫وقد استلمت الكنٌسة هذه األسرار جمٌعا ً‪ :‬مدا هدو‬
‫الهوتً وما هو كنسً‪ ،‬واستودعتها قلدب قدٌسدٌها‬
‫جٌل إلدى جٌدل بالتسدلٌم مدن أسداقفة‬
‫ومختارٌها من ٍ‬
‫وكهنة‪،‬‬
‫‪ -7‬وان هناك نوعٌن من االسرار فٌقول ‪:‬‬
‫نفرق بٌن أسرار البلهوت‬
‫ولكن ٌلزم أن ِّ‬
‫سددد‬
‫والتدددبٌر (أي سددر الثددالوث األقدددس وسددر التج ُّ‬
‫والفداء) وبٌن أسرار الكنٌسة‪ .‬ألن أسدرار الكنٌسدة‬
‫تقدددوم علدددى ممارسدددات عملٌدددة بالصدددبلة للتقددددٌس‬
‫ُتسددتخدم فٌهددا وسددابط حس د ٌَّة منظددورة‪ :‬كالمدداء فددً‬
‫المعمودٌددة‪ ،‬والزٌددت فددً التثبٌددت‪ ،‬والخبددز والخمددر‬
‫الممدددزوج بالمددداء فدددً اإلفخارسدددتٌا‪ ،‬والزٌدددت فدددً‬
‫مسددددحة المرضددددى‪ ،‬ووضددددع الٌددددد بالصددددلٌب فددددً‬
‫الكهنوت‪ ،‬وفً التوبة‪ ،‬وفً الزٌجة‪.‬‬
‫ددر الكنسدددً عمدددبلً مقدَّ سدددا ً ٌدددتم‬
‫وهكدددذا ٌُعتبدددر السد ُّ‬
‫بالصبلة واستخدام وسابط حس ٌَّة منظورة تندال مدن‬
‫خبللهدددا الدددنفس البشدددرٌة نعمدددة هللا ومواهبددده ؼٌدددر‬
‫المنظورة‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫عرؾ القدٌس أؼسطٌنوس السر‬


‫وقد َّ‬
‫الكنسددددً هكددددذا‪ :‬الشددددكل المنظددددور لنعمددددة ؼٌددددر‬
‫منظورة‪.‬‬
‫٘ٔ‪ -‬هذه الوحدة الحقٌقٌة الحٌة مع الرب ٌسوع‬
‫المسٌح تتم بصورة عملٌة فً األسرار وباألخص‬
‫فً اإلفخارستٌا‪ ،‬بفعل خفً أي سرابري ؼٌر‬
‫منظور وال محسوس‪ ،‬بقوة سمابٌة من فوق‬
‫بالروح القدس‬
‫ٌوضح ذلك هكذا‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫والقدٌس ٌوحنا ذهبً الفم‬
‫إنه ٌلزم أن نفهم عجب هذا السر‪ ،‬وما هو‪ ،‬ولماذا‬
‫سلِّم لنا‪ ،‬وما هً المنفعة من ممارسته‪ ،‬ألننا نصٌر‬ ‫ُ‬
‫جسداً واحداً وأعضا ًء من لحمه وعظامه ‪ -‬كما قٌل‬
‫‪ -‬وهذا ٌتم باألكل‪ ،‬الذي سلَّمه لنا مجانا ً كهبة ‪...‬‬
‫ألنه هٌؤ جسده على مستوانا لنتحد به كما ٌتحد‬
‫الجسد بالرأس‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫مسؤلة مفهوم كلمة إفخارستٌا‬


‫ٔ ‪ٌ -‬إكد االب متً ان كلمة افخارستٌا كلمة‬
‫ٌونانٌة واستخدمت فً العهد القدٌم بمعنً الشكر‬
‫او صبلة الشكر فٌقول ‪:‬‬
‫كلمة إفخارستٌا تعنً بالٌونانٌة عموما ً الشكر‬
‫أي اإلحساس (مجرد إحساس) بالشكر أو المسرة‬
‫ولكن كلمة »إفخارستٌا« اس ُتخدمت أٌضا ً بمعنى‬
‫تقدمة شكر‪ ،‬أي شكر مع َّبر عنه بتقدم ٍة ما سواء‬
‫كان ذلك بالتسبٌح أو بالصلوات أو بالذبابح‬
‫وقد اس ُتخدمت كلمة إفخارستٌا (كصبلة) بنوع‬
‫مخصوص فً حالة شكر هللا على خلقة العالم‬
‫فكل صبلة مقدَّ مة هلل فٌها شكر من أجل خلقة العالم‬
‫كانت تس َّمى إفخارستٌا‬
‫ٕ ‪ -‬وٌإكد االب متً ان الكنٌسة استخدمت‬
‫الكلمة بمعنً مختلؾ فٌقول ‪:‬‬
‫خصص كلمة إفخارستٌا‬ ‫أما فً الكنٌسة ف ُت َّ‬
‫للتعبٌر عن سر الجسد والدم كتقدمة عموما ً أو‬
‫للتعبٌر عن مواد السر التقدمة ‪ -‬أي خبز‬

‫‪48‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫اإلفخارستٌا وخمر اإلفخارستٌا‪.‬‬


‫ٖ ‪ -‬وهنا ٌبدأ االشكال االول حول كٌفٌة تحول‬
‫الخبز والخمر الً افخارستٌا والذي كان فً‬
‫كتابات ٌوستٌن واٌرٌنٌبوس وانتقل للكنٌسة بعدهم‬
‫فٌإكد ان الكنٌسة االرثوذكسٌة التعتبر االفخارستٌا‬
‫تحولت حقٌقٌا بعد الصلوات كما فً الكنٌسة‬
‫الكاثولٌكٌة (رأي ٌوستٌن) وانما بعد استدعاء‬
‫الروح القدس (رأي اٌرٌنٌبوس ) فٌقول ‪:‬‬
‫ٌوضح لنا القدٌس الشهٌد ٌوستٌن أنه بمجرد أن‬
‫ِّ‬
‫ٌتلو ربٌس اإلفخارستٌا الشكر على الخبز والخمر‬
‫الممزوج بالماء ٌصٌران فً الحال مادتً‬
‫إفخارستٌا (ٌتحوالن)‪ ،‬أي ٌصٌر الخبز تقدمة‬
‫(ذبٌحة) إفخارستٌا والخمر تقدمة (ذبٌحة)‬
‫إفخارستٌا‪.‬‬
‫أ َّما فً الكنٌسة األرثوذكسٌة اآلن تقلٌد متؤخر‬
‫التحول هذا إالَّ بعد‬
‫ُّ‬ ‫فبل ٌصٌر تبلوة التقدٌس وال ٌتم‬
‫حلول الروح القدس علٌهما وذلك بعد تبلوة الشكر‬
‫والبركة والتقدٌس مع الرشومات‪.‬‬
‫نفهم من كبلم القدٌس ٌوستٌن أنه‪ :‬بعد فعل‬
‫‪49‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الشكر على الخبز والخمر ٌتم سر الشكر مباشر ًة‪،‬‬


‫سر اإلفخارستٌن ٌصٌر الخبز والخمر‬ ‫أي بعد ّ‬
‫إفخارستٌا‪ .‬وقد اقتصرت على ذلك الكنٌسة‬
‫البلتٌنٌة فً الؽرب حتى اآلن‪ ،‬أ َّما فً كنابس‬
‫الشرق عموما ً فٌتحتم استدعاء الروح القدس بعد‬
‫التحول‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫الشكر للحلول على الخبز والخمر لٌتم‬
‫أي أن الخبز والخمر ال ٌصٌران إفخارستٌا‬
‫(تقدمة شكر) بفعل رشومات التقدٌس والشكر فقط‬
‫بل باستجابة هذا التقدٌس والشكر لفعل الروح‬
‫وذلك باستدعاء الروح القدس وحلوله‪.‬‬
‫وٌإٌد ذلك بوضوح القدٌس إٌرٌنٌبوس الذي‬
‫ٌقوإلن الخبز بعد استدعاء الروح القدس لٌس بعد‬
‫خبزاً ساذجا ً بل إفخارستٌا من شقٌن‪ :‬شق أرضً‬
‫وشق سماوي‬
‫ٗ‪ -‬وٌإكد ان الذي ٌتناول االفخارستٌا ٌكون قد‬
‫اكل المسٌح بالفعل وان المسٌح ٌتؽلل فً احشاء‬
‫من ٌؤكله فٌثبت فٌه وهوٌثبت فً المسٌح وانه‬
‫فً المعمودٌة ٌخرج االنسان بمفرده حامل المسٌح‬
‫اما فً االفخارستٌا فٌتحد الجمٌع معا ومع المسٌح‬

‫‪51‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫فٌقول‬
‫السري‬
‫ِّ‬ ‫أن كل َمنْ أكل من هذا الخبز الفصحً‬
‫السري‪ٌ ،‬كون قد أكل بالفعل‬ ‫ِّ‬ ‫وهذا الخمر الفصحً‬
‫السري المسٌح نفسه فً حالة الذبٌحة الفصحٌة‬ ‫ِّ‬
‫التً قدَّ مها لآلب لمؽفرة الخطاٌا وحٌاة أبدٌة لكل‬
‫َمنْ ٌتناول منه‪.‬‬
‫ولكً ٌرفع عن ظنِّ اإلنسان أنه ٌؤكل خبزاً‬
‫ساذجا ً وخمراً ممزوجا ً ساذجاً‪ ،‬عاد فؤ َّكد‪ :‬ألن‬
‫مشرب ٌّ‬
‫حق‬ ‫ٌ‬ ‫جسدي مؤكل ٌ ٌّ‬
‫حق ودمً‬
‫الذي فً صمٌم معناه قال بولس الرسول‪ :‬ال أحٌا‬
‫فً‪.‬‬
‫أنا‪ ،‬بل المسٌح ٌحٌا َّ‬
‫وهكذا أعطى المسٌح عهداً أبدٌا ً مو َّثقا ً أن كل َمنْ‬
‫ٌؤكل من الخبز المكسور الفصحً والخمر‬
‫بسر‬
‫الممزوج الفصحً‪ ،‬الذي نع ِّبر عنه ِّ‬
‫اإلفخارستٌا‪ٌ ،‬كون قد أكل المسٌح بحال ذبٌحة‬
‫فصحٌة على الصلٌب‬
‫كما أعطى المسٌح استعبلنا ً جدٌداً لفاعلٌة األكل‬
‫من الجسد والشرب من الدم الفصحً بقوله َمنْ‬
‫فً وأنا فٌه‬‫ٌؤكل جسدي وٌشرب دمً ٌثبت َّ‬
‫‪51‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫السري مع المسٌح‬ ‫ِّ‬ ‫هذا الثبوت المتبادَ ل بالفعل‬


‫بواسطة االشتراك فً الجسد والدم‪ ،‬هو ما ٌُع َّبر‬
‫السري‪ .‬الذي ع َّبر عنه‬
‫ِّ‬ ‫عنه الهوتٌا ً باالتحاد‬
‫القدٌس ٌوحنا فً رسالته األولى هكذا‪ :‬أما شركتنا‬
‫نحن فهً مع اآلب ومع ابنه ٌسوع المسٌح كما‬
‫فنحن الذٌن أكلنا الجسد وشربنا الدم‪ ،‬دخلنا فً‬
‫صمٌم العهد الجدٌد وجوهره الذي صنعه هللا اآلب‬
‫معنا بدم ابنه الوحٌد الذي شربناه من ٌده‪ ،‬فتؽلؽل‬
‫االبن فً أحشابنا ودخلنا نحن فً عمق أعماقه‬
‫للبنوة‬
‫َّ‬ ‫وصرنا فً وحدة أمام عٌن اآلب أهَّلتنا‬
‫ومٌراث االبن الوحٌد‪.‬‬
‫فً المعمودٌة ٌخرج اإلنسان الجدٌد بمفرده‬
‫حامبلً المسٌح فٌه حسب قول بولس الرسول‪ :‬ألن‬
‫كلَّكم الذٌن اعتمدتم بالمسٌح قد لبستم المسٌح …‬
‫أما فً سر اإلفخارستٌا فٌخرج المإمنون‬
‫م َّتحدٌن فً شركة معا ً ومع المسٌح‪» :‬كؤس‬
‫باركها‪ ،‬ألٌست هً شركة دم المسٌح؟‬‫البركة التً ُن ِ‬
‫الخبز الذي نكسره‪ ،‬ألٌس هو شركة جسد المسٌح؟‬
‫فإننا نحن الكثٌرٌن خبز واحد‪ ،‬جسد واحد‪ ،‬ألننا‬

‫‪52‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫جمٌعنا نشترك فً الخبز الواحد‪.‬‬


‫مسؤلة المفهوم البلهوتً لسر العشاء‬
‫ٔ‪ٌ -‬إكد االب متً ان سر االفخارستٌا كان‬
‫محجوبا عن العامة وال ٌعرفه اال الخواص فٌقول ‪:‬‬
‫حٌنما ٌسرد المإرخون وال ُك َّتاب الكنسٌون فً‬
‫العهد الجدٌد أخبار الكنٌسة‪ ،‬نجد اإلفخارستٌا تحتل‬
‫مدوناتهم‪ .‬ولكن لؤلسؾ‬ ‫دابما ً مكانا ً هاما ً فً كل َّ‬
‫الشدٌد ٌحاول ال ُك َّتاب دابما ً وخصوصا ً فً القرون‬
‫السرٌة على ممارسة السر‪ ،‬عن‬ ‫ِّ‬ ‫األُولى إضفاء‬
‫درك مفهومه إالَّ عند المختصٌن‬ ‫قصد‪ ،‬حتى ال ٌُ َ‬
‫ٕ‪ -‬وٌإكد االب متً ان المسٌح صاغ‬
‫االفخارستٌا لتكون هً التً ستضبط اٌمان االجٌال‬
‫القادمة فٌقول ‪:‬‬
‫لقد كان سر اإلفخارستٌا منذ أول ٌوم تؤسس‬
‫فٌه‪ ،‬خبلل العشاء لٌلة الخمٌس‪ ،‬معت َبراً أنه سر‬
‫األجٌال القادمة كلها الذي سٌضبط إٌمانهم باهلل‬
‫وحٌاتهم فً المسٌح وسلوكهم فً الحاضر‬
‫ورجاءهم فً المستقبل‪.‬‬
‫هكذا رأى المسٌح‪ ،‬وهكذا ص َّمم ود َّبر وأسس هذا‬
‫‪53‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫السر أن كلمات الرب التً أسس بها سر‬


‫اإلفخارستٌا متفقة تماما ً مع أعماله فحٌاة الرب ال‬
‫ٌمكن فهمها إالَّ بموته‪ ،‬وموته ال ٌمكن فهمه إالَّ‬
‫بحٌاته‪ ،‬وحٌاته وموته ال ٌمكن إعبلنهما إالَّ‬
‫باإلفخارستٌا‪.‬‬
‫جسد ودم على المذبح ٌشهدان بصورة دابمة‬
‫لبلهوت المسٌح على مستوى اإلٌمان والقوة‬
‫والحٌاة‪ .‬فالبلهوت لن ٌستنفذ اإلفخارستٌا شرحا ً فً‬
‫ٌوم من األٌام‪ ،‬بل اإلفخارستٌا هً التً ُتلقً النور‬
‫والحق والحٌاة باستمرار فً القلوب والعقول لفهم‬
‫الهوت المسٌح على مدى العصور‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وٌإكد علً ؼباء الرسل وان المسٌح كان‬
‫ٌعرؾ انهم اؼبٌاء ولذلك لم ٌشرح لهم البلهوت‬
‫نظرٌا وانما صنع االفخارستٌا النها هً التً‬
‫ستنور قلوبهم وتجعلهم ٌفهمون الحقا فٌقول ‪:‬‬
‫ظرت‬‫أ َّما الحوادث التً عبرها المسٌح إذا ُن َ‬
‫تارٌخٌا ً وحسب‪ ،‬مثل المحاكمة والصلب والموت‬
‫وحتى أخبار القٌامة‪ ،‬فإن فهم التبلمٌذ لها من جهة‬
‫الهوت المسٌح ومضمون العهد الجدٌد فٌها كان‬

‫‪54‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫عسٌراً ومتعثراً جداً‪ .‬وهذا هو كبلم المسٌح بعد‬


‫القٌامة لتلمٌذٌن من التبلمٌذ‪:‬‬
‫أٌها الؽب ٌَّان والبطٌبا القلوب‬
‫ولكن ألن الرب كان عالما ً ببطء القلوب فً‬
‫اإلٌمان على مستوى الحوادث وثقل اآلذان فً‬
‫السمع والفهم على مستوى األخبار وشرحها‪،‬‬
‫وضع فً تدبٌره هذا السر بعمقه اإللهً وأسسه‬
‫لهم لٌلة العشاء األخٌر لٌكون هو بذرة اإلٌمان‬
‫الح ٌَّة الباقٌة لهم إلى نهاٌة الدهور‪ ،‬حتى وإن‬
‫كانوا لم ٌفهموه آنب ٍذ‪ ،‬لست تعلم أنت اآلن ما أنا‬
‫أصنع‪ ،‬ولكنك ستفهم فٌما بعد‪.‬‬
‫وفهموا كل شًء! نعم‪ ،‬فهموا كل شًء! ألن سر‬
‫اإلفخارستٌا أضاء لهم فعبلً طرٌق الحٌاة والخلود‪،‬‬
‫س َر ْت فٌهم فعبلً قوة وفعل دم المسٌح الذي‬ ‫لقد َ‬
‫قدَّ مه لهم مسفوكا ً فً سر كؤس اإلفخارستٌا قبل‬
‫الصلٌب!! فكان لهم قوة لرإٌة الحوادث على‬
‫مستوى النبوة التً لم ٌفهموها أوالً ولكن ل َّما‬
‫تحققت أمام أعٌنهم على الصلٌب صاروا لها‬
‫شهودا‬
‫‪55‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫المسٌح لم ٌشرح لتبلمٌذه الفداء والكفارة بالدم‬


‫والخبلص بالصلٌب كنظرٌة فكرٌة أو كفلسفة‬
‫الهوتٌة‪ ،‬ولكنه قدَّ م لهم الفداء والكفارة بالدم كسر‬
‫وقوة روحٌة تسري فٌهم من خبلل الجسد‬
‫المكسور الذي قدَّ مه لهم فً الخبز لبلشتراك فٌه‬
‫كحق ٌإكل اآلن و ٌُفهم ؼداً‪ ،‬وبالدم المسفوك الذي‬
‫قدَّ مه لهم فً كؤس البركة لٌشربوا منه كحق‬
‫شرب اآلن و ٌُفهم ؼداً كذلك‪.‬‬
‫ٌُ َ‬
‫ٗ‪ٌ -‬إكد االب متً ان االفخارستٌا بعد ان فتحت‬
‫عقول الرسل فهموا كل شًء عن المسٌح فٌقول ‪:‬‬
‫كذلك أٌضا ً فمن خبلل اإلفخارستٌا والجسد‬
‫المؤكول أدركوا سر القٌامة بالجسد التً قامها‬
‫سوه بإٌمانهم‬‫المسٌح وأدركوا عدم الموت الذي أح ُّ‬
‫وفعبلً صارت اجتماعاتهم حول اإلفخارستٌا بعد‬
‫صعود الرب وبحضور الروح القدس مصدر فرح‬
‫ال ٌوصؾ بسبب إحساسهم بحضور الرب‪ ،‬وبسبب‬
‫النور الذي أضاء قلوبهم وأذهانهم وأدركوا به كل‬
‫شًء‬
‫خبلصة المبحث االول‬
‫‪56‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ‪ -‬االب متً المسكٌن ٌقول ان المسٌح كان‬


‫متعمدا اال ٌشرح البلهوت نظرٌا وانما عملٌا‬
‫للتبلمٌذ ولذلك امرهم باالفخارستٌا التً هً خبز‬
‫وخمر مخلوط بالماء وبعد الصلوات وحضور‬
‫الروح القدس ٌتحول الخمر والماء الً جسد‬
‫المسٌح ودمه وعندما ٌؤكله المسٌحً ٌتحول الً‬
‫شرٌك فً المسٌح وشرٌك لجمٌع اعضاء الكنٌسة‬
‫وتنفتح عٌنه وعقله فٌفهم وٌعً كل الهوت المسٌح‬
‫ٕ‪ -‬هناك بالطبع المبات وربما االالؾ من عبلمات‬
‫االستفهام والتعجب الذي ٌثٌره هذا الفهم ولكننا كما‬
‫اوضحنا لن نعلق علً شًء من عندنا ‪ ،‬ولقد اثار‬
‫االب متً نفسه مسؤلة الخبلؾ بٌن االرثوذكس‬
‫والكاثولٌك حول من الذي ٌحول الخبز والخمر هل‬
‫هً الصلوات ام الروح القدس ؟ ولم ٌفصل فً‬
‫االمر وتركه معلقا ببل اجابة‬
‫ٖ‪ -‬سننتقل االن الً البابا شنودة وفهمه ومنه‬
‫نعرؾ االجابة علً سإال هام‬
‫اذا كان دم المسٌح وجسده حقٌقٌان كما ٌقول‬
‫االب متً وانهما فتحا اعٌن التبلمٌذ وازاال‬

‫‪57‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ؼباءهما فلماذا الٌعمبلن هذا فً جمٌع من‬


‫ٌتناولهما ؟‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬البابا شنودة‬
‫من كتاب ( الوسابط الروحٌة ) الباب الثامن‬
‫(التناول )‬
‫ٔ‪ -‬كثٌرون ٌتناولون ٓٓ آالؾ ‪ ،‬بل مبات اآلالؾ‬
‫ٓٓ و لكن لٌس الجمٌع ٌستفٌدون نفس الفابدة‬
‫الروحٌة !!‬
‫ٕ‪ -‬و لنضرب مثاالً بالرسل األحد عشر الذٌن‬
‫تناولوا فى ٌوم خمٌس العهد و من ٌد الرب نفسه‬
‫‪ :‬واحد منهم فقط ‪ ،‬تبع المسٌح حتى الصلٌب ‪ ،‬هو‬
‫القدٌس ٌوحنا الحبٌب ‪ ،‬و استحق أن ٌكلمه لرب ‪،‬‬
‫و أن ٌعهد إلٌه بالسٌدة العذراء قاببلً " هذه أمك "‬
‫( ٌو ‪ ٓ ) ٕ7 : ٔ9‬فؤخذها إلى بٌته ‪ ،‬و صارت‬
‫بركة له ٓٓ‬
‫ٕ‪ -‬و تلمٌذ من الذٌن تناولوا ‪ ،‬تبع المسٌح حتى‬
‫بٌت ربٌس الكهنة ٓ و كان قد تحمس أٌضا ً و قطع‬
‫أذن عبد ربٌس الكهنة ‪ ،‬دفاعا ً عن المسٌح ( ٌو‬
‫‪ ٓ ) ٕ7 – ٕ٘ : ٔ8‬و لكنه عاد فؤنكر الرب ثبلث‬
‫مرات !!‬

‫‪58‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖ‪ -‬و باقى التبلمٌذ التسعة هربوا وقت القبض‬


‫على معلمهم و سٌدهم !! و الكل كانوا قد تناولوا‬
‫معا ً‬
‫ٗ‪ -‬هكذا التناول حسب حالة قلب اإلنسان ‪ ،‬و‬
‫حسب استعداده الروحى ‪ ،‬هكذا تكون استفادته‬
‫الروحٌة ٓفهو من الوسابط الروحٌة ‪ ،‬و لكن‬
‫تختلؾ فابدته من شخص آلخر ‪ ،‬حسب استعداده‬
‫له ٓٓ‬
‫٘‪ -‬كثٌرون ٌتناولون كثٌراً ‪ ،‬بل قد ٌتناولون كل‬
‫ٌوم و فى كل قداس ٓ وربما ال ٌستفٌدون !!‬
‫وربما من كثرة التناول ببل استعداد ‪ ،‬قد ٌتحول‬
‫األمر إلى مجرد عادة ‪ ،‬و تسقط خٌبة األسرار من‬
‫قلوبهم !‬
‫‪ -ٙ‬إذن ٌحتاج اإلنسان إلى قداسة لكى ٌستحق‬
‫التناول من األسرار المقدسة ٓ وهذا ٌذكرنى‬
‫بعبارة جمٌلة قالها صموبٌل النبى ألسرة ٌسى‬
‫البٌتلحمى حٌنما أراد أن ٌقدم دبٌحة ٓٓ قال لهم ‪:‬‬
‫"تقدسوا و تعالوا معى إلى الذبٌحة "‬
‫‪ٌ -7‬شرح الكتاب عواقب من ٌتناول بؽٌر استحقاق‬
‫فٌقول الرسول عن التناول إذن أى من أكل هذا‬
‫الخبز أو شرب كؤس الرب بدون استحقاق ‪ٌ ،‬كون‬
‫مجرما ً فى جسد الرب و دمه ٓ و لكن لٌمتحن‬
‫اإلنسان نفسه ٓٓ ألن الذى ٌؤكل و ٌشرب بدون‬
‫‪59‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫استحقاق ‪ٌ ،‬ؤكل و ٌشرب دٌنونة لنفسه ؼٌر ممٌز‬


‫جسد الرب ٓ‬
‫‪ٌ -8‬وم التناول ٌوم ؼٌر عاد ‪ ،‬بوسابل كثٌرة ٓ‬
‫االستعداد له الصوم ‪ ،‬طهارة الجسد ‪ ،‬و باالعتراؾ‬
‫و التوبة ‪ ،‬و المصالحة مع الناس ‪ ،‬و الدخول إلٌه‬
‫بانسحاق ‪ ،‬و الصبلة قبل التناول و بعده ‪ ،‬و‬
‫الكنٌسة تعد الشخص للتناول بؤكثر من تحلٌل‬
‫للمؽفرة‬
‫‪ -9‬أتذكر أننى ذات ٌوم فى بدء رهبنتى ‪ ،‬كتبت فى‬
‫مذكرتى فى ٌوم تناولى ‪:‬‬
‫هذا الفم الذى تقدس بتناول جسد الرب و دم ‪:‬‬
‫كلمة زابدة ال تخرج منه ٓ و لقمة زابدة ال تدخل‬
‫فٌه‬
‫تعلٌق‬
‫ٌوضح البابا شنودة ان التناول فً حد ذاته لٌس‬
‫مفٌد وانما ٌستفٌد االنسان بقدر استعداده الروحً‬
‫والجسدي وهو ماٌختلؾ من انسان الخر فقد‬
‫ٌتحول فً بعض الناس الً نعمة ولدي االخرٌن‬
‫الً دٌنونة‬
‫وان التبلمٌذ الذٌن تناولوا من ٌد الرب هربوا‬
‫وتركوه للصلب‬
‫‪61‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫فاذا كان الروح القدس ٌحل فً االفخارستٌا‬


‫وتتحول الً دم ولحم المسٌح الحقٌقً فكٌؾ‬
‫الٌكون لها تؤثٌر بٌنما الصوم واصبلح الجسد ٌزٌد‬
‫من قوتها ؟‬
‫هذا هو مادفع البروتستانت الً انكار أي نوع من‬
‫التؤثٌرات الروحانٌة فً االفخارستٌا وسننقل فً‬
‫الفصل القادم عن االستاذ عوض سمعان لنستكمل‬
‫الصورة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬االنبا بنٌامٌن‬
‫ٔ‪ٌ -‬إكد االب بنٌامٌن انه رؼم تعدد القربانات‬
‫والكبوس بتعدد الكنابس اال ان جسد المسٌح هو‬
‫واحد ‪ ،‬وانه ٌتم شركة فعلٌة مع المسٌح بشكل‬
‫ٌتناسب مع البشر وؼٌر مفهوم النه سر وان كثرة‬
‫التدقٌق العقلً فً الطقس تحطم الطقس فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ترتفع أنظارنا نحو المذبح فنجد جسد المسٌح‬
‫الواحد الذي ٌقدم فً كل مكان بؽٌر تعدد!!‬
‫ب‪ -‬لقد قصد الرسول بولس بذلك (رسالة‬
‫كورنثوس األولى ٓٔ‪ )ٔٙ :‬أننا جمٌعا ً بالرؼم من‬

‫‪61‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫تعددنا ببعضنا البعض نصٌر واحداً عن طرٌق‬


‫اتحاد كل منا بالمسٌح وذلك باألكل من جسده ودمه‬
‫ت‪ -‬الشركة والدم‪ :‬تعنى اتحاداً فعلٌا ً بالمسٌح على‬
‫نوع ما وبكٌفٌة تتناسب مع اإلنسان‪ ...‬وإن كنا ال‬
‫ندرك هذا األمر بعقولنا ألنه سر‬
‫ث‪ -‬قال القدٌس اؼناطٌوس الثٌإفوروس‬
‫إن الرب ٌسوع المسٌح جسداً واحداً وهناك كذلك‬
‫كؤس واحدة لبلتحاد بدمه ومذبح واحد وان تعدد‬
‫فً أماكن كثٌرة‬
‫ج‪ -‬وقال القدٌس ٌوحنا ذهبً الفم‬
‫هل المسحاء كثٌرون الن الذبٌحة تقدم فً مجاالت‬
‫كثٌرة؟ حاشا‪ ،‬الن المسٌح واحد فً كل مكان وهو‬
‫هنا بكلٌته جسد واحد وكما انه ٌقدم فً أماكن‬
‫متعددة وال ٌزال جسداً واحداً ال أجساداً كثٌرة هكذا‬
‫الذبٌحة هً أٌضا ً واحدة‬
‫ح‪ -‬وقال القدٌس مارأفراٌم السرٌانى‬
‫إن جسد الرب ٌتحد بجسدنا على وجه ال ٌلفظ به‬
‫ودمه أٌضا ً الطاهر ٌصب فً شراٌننا‪ -‬وهو كله‬
‫بصبلحه األقصى ٌدخل فٌنا‬
‫خ‪ٌ -‬حطم الطقس نوعان‪:‬‬
‫الذى ال ٌفهم الطقس ومعانى الطقس وال ٌلتزم‬
‫‪62‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫بإتمام الطقس السلٌم ‪.‬‬


‫الذى ٌدقق فى الطقس ولكن بدون نعمة‪ ..‬كؤنه‬
‫عابد وثن أو فرٌسى‪ ..‬فهو ال ٌفهم األبعاد الروحٌة‬
‫التى وراءه وهذا ٌنفر الناس من الطقس‬
‫وهذا النوع الثانى انتشر فى الكنٌسة فى فترات‬
‫ضعؾ الكنٌسة‪..‬‬
‫ٕ‪ -‬وٌإكد ان لمس جسد المسٌح له قوة ذاتٌة تعٌد‬
‫االنسان ببل خطٌة ثم ٌعود لٌإكد ان فً االنسان‬
‫قوي تمنعه من االستفادة من التناول وانه الٌستفٌد‬
‫اال من هو مستعد للتناول ‪ ،‬وال ندري اذا كان‬
‫ٌقصد كما فهمنا ان ؼضب االنسان وانفعاله اقوي‬
‫من جسد المسٌح ودمه فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ٌ -‬قول القدٌس كٌرلس الكبٌر‪ :‬إن الجسد‬
‫المقدس الذي هو جسد االبن الكلمة الخاص هو‬
‫مزود بفاعلٌة قوته ومزروع فٌه القوة اإللهٌة‬
‫التً لبلبن‪ ،‬لذلك فلنتمسك به بواسطة االفخارستٌا‬
‫السرٌة لكً ٌحررنا من أمراض النفس ومن‬
‫هجمات الشٌطان ‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن الرب دخل بٌت بطرس ولمس ٌدها فنالت‬
‫الشفاء من جسده اإللهً الذي ٌملك قوة الشفاء‬
‫ألنه جسد هللا وكان ممكنا ً أن ٌقول لها كإله قومً‬
‫‪63‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ولكن لمسها‪.‬‬
‫ت‪ -‬إننا فً األفخارستٌا ال نلتقً باهلل على‬
‫مستوى القلب والفكر فقط بل نقبله على مستوى‬
‫االتحاد الجسدي الفعال فٌنا‪ ...‬وحٌنبذ ٌطفى حمى‬
‫اللذات ؼٌر البلبقة وٌقٌمنا من موت الخطٌة كما‬
‫أقام الموتى وٌجعلنا أقوٌاء حتى فً األمور‬
‫الروحٌة وبذلك فقط نفعل ما نرضٌه‪...‬‬
‫ث‪ -‬إنها لمسه تطرد األمراض الروحٌة والنفسٌة‬
‫وتحل قوة الشٌطان وتؤثٌره كما تحل النار الشمع‬
‫األفخارستٌا قوة تعٌد اإلنسان إلى حالة البر قبل‬
‫معرفة الشر وذلك بسٌطرة الخٌر على الشر‬
‫والقضاء على بذور الشر فٌه ‪.‬‬
‫ج‪ -‬البد أن ٌدخل فى وعى الناس أن التناول البد‬
‫أن ٌكون عن احتٌاج (احتٌاج للمظلة الواقعٌة التى‬
‫تهب اإلنسان حٌاة تضاد الموت)‪ ..‬ولٌس عن‬
‫استحقاق‪ ..‬مثل إنسان داخله روح المعصٌة ٌرٌد‬
‫أن ٌطٌع لكن داخله تٌار ٌجعله عنٌد هو متعرض‬
‫لتٌار شرٌر ٌنزع عنه فعل الطاعة‪ ..‬تعرض‬
‫إلشعاعات دنسة تهٌج فٌه الكرامة والذاتٌة‪.‬‬
‫ح‪ -‬فعل التناول من خبلل الشركة مع المسٌح ومن‬
‫خبلل التناول والمظلة الواقٌة التى تفٌد من هو‬
‫مستعد للتناول فى حٌاة توبة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وٌتحدث مع الخبلؾ مع البروتستانت فٌقول ‪:‬‬
‫‪64‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أ‪ -‬اخوتنا البروتستانت ٌقولوا حٌن نجلس إلى‬


‫المابدة المقدسة ٌرسم فى أذهاننا صورة المسٌح‬
‫وهو مع اإلثنى عشر ٌعطٌهم جسده ودمه مجرد‬
‫ٌرسم فى األذهان ولٌس حٌاة حقٌقٌة‪ ..‬مجرد‬
‫ذكرى تارٌخٌة‪..‬‬
‫ب‪ -‬العمل السرابرى فٌه اإلٌمان فنحن نتناول‬
‫الجسد والدم تحت أعراض الخبز والخمر ولكن‬
‫ٌلزم اإلٌمان ألن الفرق بٌننا وبٌن البروتستانت أن‬
‫البروتستانت ٌإمنوا أن الخبز والخمر ٌتحول فى‬
‫المإمن إلى جسد ودم المسٌح لكن إٌماننا نحن‬
‫األرثوذكسى أن الذى على المذبح هو الجسد والدم‬
‫سواء أنا أكلته أم ال؟‬
‫ت‪ -‬البروتستانت ٌإمنوا ان على المذبح هو خبز‬
‫وخمر فقط‪ ..‬لكن إٌماننا نحن األرثوذكسى أن الذى‬
‫على المذبح هو الجسد والدم حتى لو أكلته أم ال؟‬
‫لذلك أبونا ٌمسك الجسد فى ٌده وٌقول الجسد‬
‫المقدس وكل الشعب ٌقول‪ :‬نسجد لجسدك‬
‫المقدس‪ ..‬وٌقول الكاهن‪ :‬ولدمك الكرٌم وٌرد‬
‫الشعب‪ :‬ولدمك الكرٌم‪..‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬االنبا ؼرٌؽورٌوس (اسبلة‬
‫مشروعة)‬
‫‪65‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أ ‪ -‬فً المباحث الثبلثة الماضٌة ثارت عدة اسبلة‬


‫هامة نذكر منها‬
‫من الذي ٌحول الخبز والخمر الً جسد ؟ الروح‬
‫القدس ام الصلوات ؟‬
‫هل جسد المسٌح ٌعمل بذاته ؟ لماذا اذن الٌظهر‬
‫تؤثٌره علً كل من ٌتاولون ؟ بمعنً اذا كانت‬
‫التوبة والصبلح الزمة لعمل االفخارستٌا اال ٌعنً‬
‫هذا انها اهم تؤثٌرا من جسد المسٌح ؟‬
‫برؼم تعدد القربانات كٌؾ ٌكون جسد المسٌح‬
‫واحد ؟‬
‫لماذا لم ٌقتنع البروتستانت ؟‬
‫ب‪-‬هناك مبات االسبلة ولكننا هنا سنلجؤ الً مصدر‬
‫مسٌحً لبلسبلة واالجابات هو الجزء الثامن من‬
‫موسوعة االب ؼرٌؽورٌوس وننقل الصور من‬
‫نفس الكتاب نظرا لحساسٌة االسبلة‬

‫‪66‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ‪ٌ -‬إكد االب ؼرٌؽورٌوس ان الحشرات‬


‫والقوارض كانت تؤكل بقاٌا جسد الرب لذلك لم ٌعد‬
‫ٌتم االحتفاظ بها فٌقول ؟‬

‫‪67‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ٌ -‬إكد االب ؼرٌؽورٌوس ان جسد المسٌح‬


‫والهوته الٌفترقان وان التناول للجسد المتعلق‬
‫بالبلهوت فٌقول ‪:‬‬

‫ٖ‪ٌ -‬إكد االب ؼرٌؽورٌوس ان االسرار التدرك‬


‫بالحواس فٌقول‬
‫‪68‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٗ‪ٌ -‬إكد االب ؼرٌؽورٌوس ان جسد المسٌح فً‬


‫القربانة هو نفس جسده حٌن كان حٌا وبعد ان قام‬
‫من الموت وانه لم ٌنفصل عن الهوته وان التناول‬
‫ٌشمل الجسد متحدا بالبلهوت‬
‫‪69‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫٘‪ٌ -‬إكد االب ؼرٌؽورٌوس ان المسٌح اعطً‬


‫للتبلمٌذ جسده لٌؤكلوه وهو واقؾ بٌنهم فٌقول‬

‫‪71‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫المبحث الخامس (الجبهة) اسبلة ؼٌر مشروعة‬


‫داخل الكنٌسة القبطٌة حالٌا تٌار الهوتً ٌخالؾ‬
‫البابا شنودة وٌتهمه بالخروج عن البلهوت‬
‫‪71‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫وٌستلهم ذلك التٌار كتابات االب متً المسكٌن‬


‫وٌتزعمه حالً الدكتور (جورج بباوي ) استاذ‬
‫البلهوت الذي حرمه البابا شنودة‬
‫وال ٌعنٌنا قصة الجبهة وال بباوي وانما ٌعنٌنا‬
‫الخبلؾ البلهوتً حول االفخارستٌا وتوضٌح ان‬
‫هناك اعتراضات الهوتٌة تقسم رأي الكنٌسة حول‬
‫االفخارستٌا كما سننقل فً السطور التالٌة‬
‫اوال ‪ :‬االتهامات ضد البابا‬
‫تدعً الجبهة ان هناك تعلٌم جدٌد فً الكنٌسة‬
‫القبطٌة وتتهم الكنٌسة القبطٌة صراحة بالخروج‬
‫عن البلهوت المسٌحً وذلك فً رسالة بعنوان ‪:‬‬
‫(سر اإلفخارستٌا والتعلٌم الجدٌد فً الكنٌسة‬
‫القبطٌة) حٌث تقول الرسالة (سننقل الصور كدلٌل‬
‫الٌحتمل تؤوٌل الن التهم خطٌرة)‬
‫ٔ‪ -‬تإكد اللجنة نقبل عن القمص بٌشوي كامل انه‬
‫ٌمسك هللا وٌؤكله فً االفخارستٌا ‪ ،‬وتنقل من‬
‫القداس اعتراؾ الكاهن واٌمانه ان االفخارستٌا‬
‫جسد المسٌح الحقٌقً الذي لم ٌفارق الهوته‬
‫فتقول‬

‫‪72‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ -‬تهاجم اللجنة مجلة الكرازة المتحدثة باسم‬


‫الكنٌسة وتتهمها بنشر مقال نسطوري للبابا‬
‫شنودة ( نسطورٌوس هو الد اعداء الكنٌسة‬
‫القبطٌة)‬
‫وتإكد اللجنة ان المسٌحً بعد التناول ٌكون الرب‬
‫بداخله وٌعنٌنا هنا الخبلؾ حول هل ٌؤكل‬
‫المسٌحً فً االفخارستٌا البلهوت ام الناسوت ام‬
‫االثنٌن معا ؟‬
‫‪73‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫فهل ٌمكن الفصل بٌن البلهوت والناسوت ؟‬

‫ٖ‪ -‬تتحدث اللجنة عن خطر علً عقٌدة الكنٌسة‬


‫من داخلها وان المبتدعٌن ٌحكمون الكنٌسة‬
‫وٌنشرون تعالٌم مخالفة لبلرثوذكسٌة الصحٌحة‬
‫وهذا بٌت القصٌد الذي نتحري عنه وهو ان هناك‬
‫داخل االرثوذكسٌة رإٌة تخالؾ رإٌة الكنٌسة‬
‫الرسمٌة الحالٌة ‪ ،‬فتقول اللجنة ‪:‬‬

‫‪74‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٗ‪ -‬هذه صورة من مذكرات القمص بٌشوي كامل‬

‫٘‪ -‬ولقد كان االنبا شنودة علً علم بذلك التٌار‬


‫فرد علٌه فً كتابه بدع حدٌثة الذي سنناقشه الحقا‬
‫‪75‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ثانٌا ‪ :‬ماذا نؤكل ونشرب فً االفخارستٌا‬


‫ٔ‪ -‬برؼم اتفاق االرثوذوكس علً ان الخبز‬
‫والخمر ٌتحوالن حقٌقة الً جسد المسٌح فانهما‬
‫ٌختلفان‪ ،‬هل ٌتحول الً ناسوت فقط ام ناسوت‬
‫والهوت ؟‬
‫ٕ‪ -‬البابا شنودة ٌإكد ان التحول هو ناسوت فقط‬
‫الن البلهوت الٌإكل ‪ ،‬والجبهة تتهم البابا‬
‫بالنسطورٌة والفصل بٌن البلهوت والناسوت(وهذا‬
‫ٌعتبر فً المسٌحٌة كفر)‬
‫ٖ‪ -‬نشرت الجبهة هذا المقال للرد علً مقال البابا‬
‫شنودة فننقل منه االتً ‪:‬‬
‫ٗ‪ -‬تقول الجبهة فً العنوان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ماذا نؤكل ونشرب فً اإلفخارستٌا؟!‬
‫ناسوتا ً" حسب التعلٌم الجدٌد لؤلنبا شنودة"‬
‫أم جسد ودم عمانوبٌل إل ِهنا" حسب التقلٌد الكنسً‬
‫والقداسات اإللهٌة"‬
‫ب‪ -‬التعلٌم بتناول الجسد والدم ناسوتا ً بدون‬
‫البلهوت هو إنكار لقوة وعمل الرب ٌسوع من‬
‫خبلل سر اإلفخارستٌا‬
‫ت‪ -‬كما أرسلنً اآلب الحً وأنا حً باآلب فمن‬
‫بً‬
‫ٌؤكلنً فهو ٌحٌا َّ‬

‫‪76‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫هذ ا هو الخبز الذي نزل من السماء لٌس كما أكل‬


‫آباإكم المن وماتوا من ٌؤكل هذ ا الخبز فانه ٌحٌا‬
‫إلى األبد (ٌوحنا‪)٘8،٘9-ٙ‬‬
‫ث‪ -‬واضح أن السٌد المسٌح ٌقول من ٌؤكلنً( أي‬
‫ٌؤكل المسٌح ناسوتا مع الهوت بؽٌر انفصال )‬
‫وبعد ذلك ٌقول‬
‫"من ٌؤكل هذا الخبز " تؤكٌدًا علً أن من ٌؤكل هذا‬
‫الخبز" ٌؤكلنً"‪ ،‬وأن" من ٌؤكلنً ٌحٌا بً ‪ " ،‬أي‬
‫ٌحٌا بالمسٌح الحً فٌه بداخله ‪ .‬معنً ذلك أن من‬
‫ٌؤكل هذا الخبز ٌؤكل المسٌح الحً( الهوتا مع‬
‫ناسوت ) فٌثبت فٌه لذلك ال ٌموت‪ ،‬بل ٌحٌا إلى‬
‫األبد( لٌس بالخبز ) بالمسٌح الحً فٌه‬
‫ج‪ -‬فإن كنا نؤكل فً سر اإلفخارستٌا الخبز ناسوتا‬
‫بدون الهوت فكٌؾ ٌكون المسٌح حً فٌنا وٌقٌم‬
‫مانحا الحٌاة األبدٌة؟‬ ‫ً‬ ‫من الموت‪،‬‬
‫٘‪ -‬تهاجم الجبهة البابا شنودة لرفضه االٌات‬
‫السابقة وعدم تقدٌمه تفسٌرا الهوتٌا لما ٌدعٌه‬
‫فتقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬كل اآلٌات السابقة ٌرفضها قداسة البابا وٌهاجم‬
‫كل من ٌستخدمها دون أن ٌشرح سببا الهوتٌا‬
‫لرفضه لها‪.‬‬
‫ب‪ٌ -‬قول قداسة البابا ُمعلِّ ًقا على القدٌس بولس‬
‫اح ُك ُموا أَ ْن ُت ْم فًِ َما أَقُول ُ‪.‬‬ ‫أَقُول ُ َك َما لِ ْل ُح َك َم ِ‬
‫اء‪ْ :‬‬
‫‪77‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ش ِر َك َة دَ ِم‬
‫س ْت ه ًَِ َ‬‫ار ُك َها أَلَ ٌْ َ‬‫س ا ْل َب َر َك ِة الَّتًِ ُن َب ِ‬‫َكؤْ ُ‬
‫ش ِر َك َة َج َ‬
‫س ِد‬ ‫س ه َُو َ‬‫ٌح؟ ا ْل ُخ ْب ُز الَّذِي َن ْكسِ ُر ُه أَلَ ٌْ َ‬ ‫ا ْل َمسِ ِ‬
‫ٌح؟‬‫ا ْل َمسِ ِ‬
‫(رسالة كورنثٌوس االولً ٓٔ‪)ٔٙ،ٔ٘-‬‬
‫وهكذا علَّم عن الشركة فً الجسد والدم ولٌس‬
‫شركة فً البلهوت كما ٌقول المنادون بتؤلٌه‬
‫اإلنسان !! ح ًقا إن الهوت المسٌح لم ٌنفصل عن‬
‫ضا إن البلهوت ال ٌإكل وال‬ ‫ناسوته ولكن أٌ ً‬
‫ٌشرب‪ ،‬فهذه إحدى خواصه‬
‫‪ -ٙ‬الحظ هنا بداٌة مشكلة رهٌبة تواجه الهوت‬
‫االفخارستٌا وهً تؤلٌه االنسان وسنفصل ذلك فً‬
‫مبحث خاص‬
‫‪ -7‬تهاجم اللجنة قول البابا بان البلهوت الٌإكل‬
‫وتتهمه بالنسطورٌة فتقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬من الذي قال أن" البلهوت ال ٌإكل وال ٌشرب‪،‬‬
‫فهذه إحدى خواصه"؟ !من الذي َع ِرؾ خواص‬
‫البلهوت فٌؤتٌنا بإحداها؟ ما هو المصدر الكتابً أو‬
‫لمعلِم نسطور‪.‬‬ ‫اآلبابً لهذا النص ؼٌر ا ُ َ‬
‫‪ -8‬ما معنً الثبات فً المسٌح ؟ البابا ٌدعً‬
‫الثبات فً المحبة واللجنة تتهمه باالرٌوسٌة فتقول‬
‫أ‪ٌ -‬قول البابا شنودة ‪:‬‬
‫فً وأنا فٌه لٌس معناها‬ ‫أما قول الرب" ٌثبت َّ‬
‫الثبات فً الهوته " فالذٌن تناولوا ألول مرة فً‬
‫‪78‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫العشاء الربانً لم ٌثبتوا ‪ ! ..‬فمنهم من خاؾ‬


‫وهرب‪ ،‬ومنهم من أنكره ثبلث مرات ‪ .‬وكلهم‬
‫اختفوا فً العلٌة هرب من الٌهود‪...‬‬
‫فسرها الرب فً‬ ‫فً وأنا فٌه " َّ‬
‫عبارة" ٌثبت َّ‬
‫إنجٌل ٌوحنا أٌضا حٌنما قال لرسله" اثبتوا فً‬
‫محبتً" "‬
‫ب‪ -‬تقول اللجنة ‪:‬‬
‫ؼرٌب ومدهش أن ٌُقال أننا نثبت فً المسٌح‬
‫باألعمال الصالحة( المحبة )وحفظ الوصاٌا وال‬
‫نثبت فً البلهوت ‪.‬أي أننا لنا عبلقة بشرٌة‬
‫جسدانٌة بالرب ٌسوع وكؤنه قد اشترك فً طبعنا‬
‫اإلنسانً واكتفى بذلك‪ ،‬ولم ٌسمح لنا‬
‫نوته ‪.‬‬‫بالشركة فً ُب َّ‬
‫ت‪ -‬وهنا ٌظهر الوجه األرٌوسً المختفً خلؾ‬
‫تعلٌم قداسته ‪.‬فٌقول لنا هنا وبشكل مستتر‪ ،‬أننا‬
‫لسنا أبناء هللا بالمرة حسب نعمة الرب‬
‫‪ -9‬اللجنة تدعو البابا الً التوبة وانه وضع نفسه‬
‫تحت الحروم الكنسٌة ( أي لم ٌعد مسٌحٌا ) فتقول‬
‫‪:‬‬
‫أ‪ -‬إننا أمام هذه الحقابق الناصعة مثل الشمس فً‬
‫رابعة النهار‪ ،‬ندعو قداسة البابا شنودة إلى توبة‬
‫علنٌة واعتذار وتراجع عما كتب ‪.‬وندعو األحبار‬
‫األجبلء بتقدٌم النصح واإلرشاد لقداسته‪،‬‬
‫‪79‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫وحثه على التوبة والعودة إلى اإلٌمان األرثوذكسً‬


‫ب‪ -‬األنبا شنودة وضع نفسه وبقلمه وباعترافه‬
‫تحت حرومات الﻤﺠمع المسكونً الثالث ومعه كل‬
‫من ٌوافقه على تعلٌمه أو ٌدافع عنه أو ٌنشر‬
‫له‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬سٌاسة ام دٌن؟‬


‫ا‪ -‬تتهم اللجنة الكنٌسة بمهاجمة االب متً‬
‫المسكٌن السباب سٌاسٌة ولٌست دٌنٌة فتقول‬
‫األب شنودة ماهر المعروؾ بعلمه فاجؤنا بمحاضرة‬
‫عن هذا الموضوع من الفجٌعة فً المعرفة وفً‬
‫مستقبل العلم البلهوتً والطقسً فً الكنٌسة‬
‫القبطٌة ‪ .‬لذلك فقد رأٌت ضرورة الرد على هذا‬
‫الحدٌث الذي ٌؤخذ شكل العلم بٌنما هو عمل‬
‫سٌاسً ٌنؤى بنا بعٌدا عن الحق وعن العلم الجاد ‪.‬‬
‫فوجدت لزاما القٌام بالرد علٌه‬
‫ٕ‪ -‬تإكد اللجنة مهاجمة البابا لكتابات االب متً‬
‫دون مبرر فتقول‬
‫بدأت المشكلة ألول مرة عندما صدر الكتاب‬
‫العمبلق" اإلفخارستٌا والقداس " للمتنٌح األب‬
‫متى المسكٌن عام ‪ٔ977‬‬

‫‪81‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫قدَّ مت شرحا بحثٌا بطرٌقة علمٌة عن موضوع لم‬


‫ٌكن مطروقا فً الكنٌسة القبطٌة من قبل وهو‬
‫"الفصح وولٌمة العشاء األخٌر"‬
‫وبحسب التقلٌد الجدٌد فً كنٌستنا كان ال بد من‬
‫شن هجوما شرسا على كل كتاب جدٌد ٌصدره‬
‫األب المبارك كعبلمة من عبلمات هٌاج إبلٌس‪،‬‬
‫و ُبؽضه للؽنً الروحً الفٌاض المعلن بكتاباته ‪.‬‬
‫فهذا الهٌاج الشٌطانً ال ٌمكن للعٌن‬
‫الروحٌة إال أن تمٌزه كصورة نموذجٌة لحسد‬
‫إبلٌس وكراهٌته للخٌر وللزخم الروحً الدَ سِ م‬
‫المقدم بالكتاب‪.‬‬
‫فقامت قٌامة األنبا شنودة ولم تقعد فبدأ ٌهاجم كل‬
‫ما فً الكتاب بصورة ال تلٌق ال بمنصبة وال القٌمة‬
‫الروحٌة والعلمٌة للمادة المعروضة بالكتاب أو‬
‫للجهد الجبار المبذول فٌه‬
‫ٖ‪ -‬تإكد اللجنة علً الخبلؾ حول الفصح والعشاء‬
‫االخٌر فتقول ‪:‬‬
‫وعندما تعرض لموضوع العشاء األخٌر أصر على‬
‫المعارضة بهدؾ المعارضة لمجرد تسخٌؾ آراء‬
‫الكاتب دون مبرر ‪ .‬فزعم أن العشاء األخٌر للسٌد‬
‫المسٌح كان هو ولٌمة الفصح بحسب الطقس‬
‫الٌهودي‪ ،‬وأن المسٌح أقامه فً موعد أكل‬
‫الفصح‪ ،‬وأن السٌد المسٌح قد أكل خروؾ‬
‫‪81‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الفصح قبل صلبه‪ ،‬وبذلك فالمسٌح قد صلب فً‬


‫الٌوم التالً للفصح أي فً عٌد الفطٌر وهذا‬
‫مستحٌل ‪!!!.‬‬
‫ٗ‪ -‬وتإكد علً وجود عشرات الخبلفات بٌن‬
‫شنودة ومتً فتقول ‪:‬‬
‫وتمادي األنبا شنودة فؤخذ ٌتهكم علً سر‬
‫اإلفخارستٌا حٌث قال‪،‬‬
‫كٌؾ قدم المسٌح للتبلمٌذ جسده فً العشاء‬
‫األخٌر وهو مازال حٌا بجسده؟‬
‫!!! وهل المسٌح أكل نفسه؟‬
‫!!! وهل نحن نؤكل البلهوت فً اإلفخارسستٌا؟‬
‫!!!وهل من ٌتناول ٌصٌر مسٌحا تسجد له‬
‫الناس؟ ‪!!!...‬‬
‫المبحث السادس ‪ :‬شنودة والمسكٌن‬
‫اوضحنا فً الصفحات السابقة ان االفخارستٌا‬
‫اثارت عشرات المشكبلت بٌن اقطاب الكنٌسة‬
‫المصرٌة وننقل االن من كتاب بدع حدٌثة لبلنبا‬
‫شنودة انتقاضاته لكتاب االفخارستٌا لبلب متً‬
‫المسكٌن وردود اللجنة علً كتابات شنودة‬
‫ٔ‪ٌ -‬تهم البابا شنودة االب متً المسكٌن وتبلمٌذه‬
‫بانهم خرجوا عن تعالٌم االرثوذكسٌة بسبب تؤثرهم‬
‫بكتابات الكنابس االخري وعدم فهمهم لكتب االباء‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫‪82‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أ‪ -‬خطورة هذه البدع الحدٌثة‪ ،‬إنها تصدر من‬


‫أشخاص داخل الكنٌسة‪ ،‬أو كانوا كذلك‪.‬‬
‫وأٌضا ً من خطورتها أنهم ٌعبرون بها عن اإلٌمان‬
‫األرثوذكسى!‬
‫ب‪ -‬وأصعب من هذا كله أنهم ٌنسبون أخطاءهم‬
‫إلى القدٌسٌن ‪ .‬إما بعدم فهم منهم لما ٌقوله‬
‫القدٌسون‪ ،‬أو بسبب سوء ترجمتهم ألقوالهم‪ ،‬أو‬
‫بلون من اإلدعاء على القدٌسٌن‪.‬‬
‫ضا أنهم ٌنشرون أفكارهم‪...‬‬ ‫والخطورة أٌ ً‬
‫وبعض من هإالء ‪ ،‬فٌما ٌوضح أفكاره ‪ٌ ،‬هاجم‬
‫الوحى اإللهى!!‬
‫ت‪ -‬بعضهم عاش فى ببلد الؽرب ‪ ،‬وتؤثر‬
‫باإلنحرافات الفكرٌة التى فٌه ‪.‬والبعض اآلخر ‪،‬‬
‫لم ٌذهب إلى الببلد الؽربٌة ‪ ،‬ولكنه قرأ الكتب التى‬
‫أصدرها كتاب ؼربٌون‪ ،‬وتؤثر بها‪،‬‬
‫واعتنقها‪ ،‬وأراد نشر ما ٌعتنق!‬
‫ٕ‪ٌ -‬إكد البابا علً ان االفخارستٌا لٌست الطبٌعة‬
‫االلهٌة وٌتهم المسكٌن بانه ٌقول ان المسٌحً‬
‫ٌؤكل الطبٌعة االلهٌة فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هل فى اإلفخارستٌا نؤكل الطبٌعة اإللهٌة؟!‬

‫‪83‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٌقول المإلؾ هذا الكبلم فى تسجٌل صوتى له عن‬


‫اإلفخارستٌا‪ .‬ونفس هذا الكبلم ورد فى كتابهم عن‬
‫األصول األرثوذكسٌة اآلبابٌة‬
‫ب‪ -‬طب ًعا البلهوت ال ٌإكل وال ٌشرب ‪..‬وتعبٌر‬
‫"نؤكل الطبٌعة اإللهٌة"‪ "،‬ونشرب البلهوت"‪ ،‬أمر‬
‫ؼٌر مقبول على اإلطبلق ‪.‬وهو ؼرٌب على األُذن‬
‫وعلى الذهن‪.‬‬
‫ت‪ -‬هللا روح ومن ؼٌر المعقول أن نقول ‪:‬نؤكل‬
‫الروح‪ ،‬أو نشرب الروح والسٌد المسٌح قال" من‬
‫ٌؤكل جسدى وٌشرب دمى ولم ٌقل من ٌؤكل‬
‫الهوتى وٌشرب الهوتى‬
‫ٖ‪ -‬هل ٌؤكل المسٌحً لحم وعظام المسٌح كما‬
‫ٌقول المسكٌن ام ال ٌفعل كما ٌقول شنودة ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هل المسٌح ٌخلق من لحمه وعظامه اإلنسان‬
‫الجدٌد؟‬
‫‪ٌ:‬قول المإلؾ فى كتابه اإلفخارستٌا ص ٕٗٔ‬
‫"فالمسٌح‪ ،‬من لحمه وعظامه‪ٌ ،‬خلق كل ٌوم‬
‫اإلنسان الجدٌد الروحانى "وٌكرر نفس‬
‫‪84‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الكبلم فى كتابه العنصرة‪.‬‬


‫ب‪ -‬وعبارة من لحمه وعظامه تجعلنا نفتح با ًبا‬
‫جدٌداً‪ ،‬ؼال ًبا سٌحتاج إلى كتاب آخر ٌصدر قرٌ ًبا‬
‫عن جسد المسٌح – والجسد السرى‬
‫ٗ‪ -‬جسد المسٌح بٌن شنودة والمسكٌن ‪ٌ ،‬تهم‬
‫شنودة المسكٌن بانه ٌخلط بٌن مفاهٌم جسد‬
‫المسٌح وانه متناقض فً فهمه لمعنً الجسد وان‬
‫اصرار المسكٌن علً ان الكنٌسة وجماعة‬
‫المإمنٌن هم جسد المسٌح ٌإدي العتبار كل‬
‫مسٌحً مساوي للمسٌح ومكون من الهوت‬
‫وناسوت فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ٌ -‬قول البابا ‪:‬‬
‫إن جسد المسٌح – فى كتابات المإلؾ – وكذلك‬
‫عبارة جسد المسٌح السرى إنما ٌمثبلن تعقٌدات‬
‫ضا‬
‫كثٌرة ومتناقضات أٌ ً‬
‫ب‪ -‬ماذا تعنى عبارة جسد المسٌح ؟‬
‫عبارة( جسد المسٌح )لها ثبلثة استخدامات‪:‬‬

‫‪85‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ – تعنى أو ال جسد المسٌح الذى ولد من‬


‫القدٌسة العذراء مرٌم‪ ،‬والذى صلب عنا‪،‬‬
‫والذى دفن وقام‪ ،‬وصعد إلى السماء‪ ،‬وجلس عن‬
‫ٌمٌن اآلب‪.‬‬
‫ٕ – وتعنى جسد المسٌح بمعنى الكنٌسة‬
‫ٖ – والمعنى الثالث ٌستخدم فى سر اإلفخارستٌا ‪.‬‬
‫ت‪ -‬ؼٌر أن البعض ٌجمع بٌن هذه االستخدامات‬
‫الثبلثة فى معنى واحد!‬
‫ث‪ -‬وقد شرحت خطؤ هذا الجمع أو الخلط‪ ،‬وأجبت‬
‫علٌه فى سلسلة" سنوات مع أسبلة الناس "وأنا‬
‫مضطر أن أرجع إلى نفس الموضوع‪ ،‬وقد أخذ‬
‫صورة أخرى‪.‬‬
‫ج‪ -‬وهنا نسؤل عن جسد المسٌح ما هو؟ وكٌؾ‬
‫تكون؟‬
‫المعروؾ أن السٌد المسٌح أخذ جسده من العذراء‬
‫مرٌم‪ ،‬بعمل الروح القدس ‪.‬لذلك‬
‫نقول فى قانون اإلٌمان عن أقنوم االبن أنه" نزل‬
‫من السماء‪ ،‬وتجسد من الروح القدس‬
‫‪86‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ومن مرٌم العذراء وتؤنس‪".‬‬


‫ح‪ -‬فما معنى قول المإلؾ عن المسٌح" بإتحاده أو‬
‫ال بجسدنا فى العذراء التى أخذ منها عروسه الذى‬
‫هو الجسد"؟!‬
‫خ – هل ناسوت المسٌح هو الكنٌسة؟ وهل اتحد‬
‫بجسدنا؟!‬
‫إنه ٌذكرنا بنفس فكره ‪:‬صلب بجسدنا‪ ،‬تؤلم‬
‫بجسدنا‪ ،‬قام بجسدنا‪ ،‬دفن بجسدنا !!كما‬
‫ورد فى كتابه( بولس الرسول فهل أخذ المسٌح‬
‫عروسه أى الكنٌسة من العذراء مرٌم؟!‬
‫د‪ -‬ألٌس فى هذا خلط بٌن جسد المسٌح المولود‬
‫من العذراء‪ ،‬وبٌن جسده بمعنى الكنٌسة أى‬
‫جماعة المإمنٌن؟!‬
‫ذ‪ -‬وهل اتحد جسده ببلهوته؟ أم اتحدت الكنٌسة‬
‫ببلهوته؟!‬
‫السٌد المسٌح اتحد الهوته بناسوته‪ .‬فإن كان‬
‫ناسوته هو الكنٌسة أى جماعة المإمنٌن‪ٌ ،‬كون‬
‫الهوته فى اتحاده بالكنٌسة قد اتحد بكل جماعة‬
‫‪87‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫المإمنٌن ‪.‬وصار كل فرد من المإمنٌن هو ناسوت‬


‫متحد ببلهوت !!مثل المسٌح تماما ً!‬
‫ر‪ -‬ونحن الذٌن لم نكن موجودٌن أثناء مٌبلد السٌد‬
‫المسٌح‪ ،‬هل اتحد بنا البلهوت– كؤعضاء فى‬
‫الكنٌسة ‪ -‬؟ !وكٌؾ؟ !ومتى؟!‬
‫ز‪ -‬وإن كان هناك أشخاص سٌنضمون إلى جسد‬
‫الكنٌسة فٌما بعد‪ ،‬ولم ٌولدوا حتى اآلن‪..‬‬
‫فهل هإالء اتحد بهم البلهوت فى بطن العذراء قبل‬
‫أن ٌولدوا؟ !أم عندما ٌولدون فى المستقبل سٌتحد‬
‫بهم البلهوت كؤعضاء فى الكنٌسة‪.‬‬
‫س ‪ -‬إن اتحاد البلهوت بالكنٌسة كلها هو ضد‬
‫انفراد السٌد المسٌح بهذه الطبٌعة‪ ،‬طبٌعة اإلله‬
‫المتجسد ‪.‬‬
‫ش ‪ -‬وهل كل أعضاء الكنٌسة قد ولدوا بؽٌر أب‬
‫مثل المسٌح‪ ،‬بعمل الروح القدس؟ !وهل‬
‫صار للمسٌح اخوة أشقاء بالمبلٌٌن؟!‬

‫‪88‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أمر ٌعجز العقل البشرى عن فهمه‪ ،‬وال ٌقبله علم‬


‫البلهوت ‪..‬ولم ٌقل به أحد اآلباء القدٌسٌن من‬
‫معلمى البٌعة!!‬
‫٘ ‪ٌ -‬نفً البابا ادعاءات المسكٌن باتحاد طبٌعة‬
‫الهٌة وبشرٌة فً ؼٌر المسٌح الن القول بذلك‬
‫ٌإدي الً تؤلٌه االنسان فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أما قوله إنه فى ٌوم العنصرة حدث اتحاد بٌن‬
‫طبٌعة إلهٌة وطبٌعة بشرٌة‪ ،‬فٌها التبلمٌذ ٌمثلون‬
‫الكنٌسة كلها فؤمر ال ٌمكن أبدًا قبوله الهوت ًٌا‪.‬‬
‫الوحٌد الذى اتحدت فٌه الطبٌعة اإللهٌة بالطبٌعة‬
‫البشرٌة‪ ،‬هو السٌد المسٌح اإلله المتجسد ‪.‬ولٌس‬
‫ضا‬
‫الرسل أٌ ً‬
‫ب‪ -‬وهنا أحب أن أقول إن هناك طرٌقتٌن لمهاجمة‬
‫الهوت المسٌح‪:‬‬
‫أ – إما التعلٌم األرٌوسى الذى ٌنزل بالمسٌح إلى‬
‫مستوى البشر‪.‬‬
‫ب – وإما تؤلٌه البشر‪ ،‬إذ ٌرفع البشر إلى مستوى‬
‫المسٌح ‪.‬وهذا ما نرى له مثاال‬
‫‪89‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫اآلن‪ ،‬إذ ٌقال إنه فى ٌوم الخمسٌن‪ ،‬حدث للتبلمٌذ‬


‫اتحاد طبٌعة إلهٌة بطبٌعة بشرٌة!!‬
‫ماذا ٌكون إذن الفرق بٌنهم وبٌن السٌد المسٌح؟!‬
‫ال فرق‪ ،‬وهذا ما ٌذكره مإلؾ كتاب العنصرة‪..‬‬
‫‪ٌ -ٙ‬هاجم البابا قول المسكٌن ان الروح القدس‬
‫ٌحول المسٌحٌٌن الً ابناء هللا ( أي الهة ) وٌقول‬
‫ان البشر لٌس لهم الهوت كالمسٌح وانما اقصً‬
‫ماٌصلون الٌه كمال الناسوت وان ابوة هللا‬
‫للمسٌحٌٌن لٌست كؤبوته للمسٌح فٌقول ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هل الروح القدس ٌشكلنا بطبٌعة ابن هللا؟‬
‫ولكن المإلؾ ٌكمل مفهومه بعبارة أخرى مشابهة‬
‫وهى‪" :‬لذلك بعد أن ٌلدنا الروح القدس فى‬
‫المعمودٌة‪ ،‬وٌشكلنا بطبٌعة ابن هللا‪ ،‬ال ٌسعه إال‬
‫أن ٌشهد ألرواحنا أننا أوالد هللا"‬
‫ب‪ -‬وهنا نقؾ أمام عبارة" ٌشكلنا بطبٌعة ابن‬
‫هللا‪ ".‬طبٌعة ابن هللا‪ ،‬هى الهوت كامل متحد‬
‫بناسوت كامل ‪.‬هذه هى طبٌعة" الكلمة المتجسد ‪".‬‬
‫فكٌؾ ٌشكلنا الروح القدس بهذه الطبٌعة؟!‬
‫‪91‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ت‪ -‬كل ما ٌمكن أن ٌقال إنه ٌقربنا من صورة‬


‫ناسوته‪ٌ ،‬جعلنا مشابهٌن لكمال الناسوت فى ما‬
‫تستطٌع طبٌعتنا البشرٌة أن تصل إلٌه بمعونة‬
‫النعمة‬
‫أما أن ٌشكلنا بطبٌعة ابن هللا‪ ،‬فهذا ؼٌر ممكن‬
‫الهوت ًٌا ‪.‬ستظل طبٌعتنا البشرٌة هى هى‪ ،‬لكن مع‬
‫نقاوة وتجدٌد ‪.‬وتظل طبٌعة ابن هللا هى هى ‪:‬‬
‫الهوت كامل متحد بناسوت كامل مقدس‬
‫ث – ح ًقا إننا نصٌر أبناء هللا‪ ،‬ولكن لٌس بطبٌعة‬
‫ابن هللا ‪.‬فهو ابن هللا بمعنى‪ ،‬ونحن أبناء هللا‬
‫بمعنى‪ .‬لذلك فقد كتب عنه إنه" ابن هللا الوحٌد "‬
‫إذن بنوتنا هلل هى نوع من المحبة أو التبنى أو‬
‫اإلٌمان‪ ،‬ولٌست مطل ًقا ألننا تشكلنا بطبٌعة ابن هللا!‬
‫‪ -7‬هل المسٌحً ٌصٌر مسٌحا كطبٌعة المسٌح ام‬
‫كافعاله ؟ ٌقول البابا ‪:‬‬
‫سا فى ؼٌر موضعه‬ ‫أ‪ٌ -‬ستخدم المإلؾ اقتبا ً‬
‫للقدٌس أوؼسطٌنوس إذ ٌقول" ‪:‬إننا لم نصر فقط‬
‫مسٌحا‪".‬‬
‫ً‬ ‫مسٌحٌٌن‪ ،‬بل صرنا‬

‫‪91‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ب‪ -‬القدٌس أوؼسطٌنوس كان ٌتكلم عن أن السٌد‬


‫المسٌح اعتبرنا كشخصه وكذلك فى العناٌة‬
‫بالفقراء إذ قال" كنت جوعا ًنا فؤطعمتمونى ‪.‬كنت‬
‫عطشا ًنا فسقٌتمونى( وقال بعدها" بما أنكم‬
‫فعلتموه بؤحد إخوتى هإالء األصاؼر‪ ،‬فبى‬
‫قد فعلتم‬
‫ت‪ -‬هذا ما قصده القدٌس أوؼسطٌنوس‪ ،‬ولم ٌكن‬
‫ٌتكلم عن معنى الهوتى‪ ،‬أو عن أنه قد صار لنا‬
‫طبٌعة المسٌح‪ ،‬حاشا‪.‬‬
‫ث‪ -‬فبل ٌجوز إذن استخدام ما قاله اآلباء فى ؼٌر‬
‫القصد الذى قصدوه‪ ،‬وتحوٌله إلى معنى آخر‪.‬‬
‫مبحث اخٌر ‪ :‬التؤله‬
‫اوال ‪ :‬كتب ‪ :‬المتروبولٌت ‪ /‬نقوال أنطونٌو‬
‫مطران طنطا وتوابعها للروم األرثوذكس‬
‫والوكٌل البطرٌركً لشإون الطابفة العربٌة بمصر‬
‫ماٌلً ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬ان التؤله لٌس فقط عقٌدة ارثوذكسٌة وانما هو‬
‫الهدؾ من الحٌاة المسٌحٌة فٌقول ‪:‬‬
‫‪92‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ‪ -‬إن هدؾ العقابد األرثوذكسٌة‪ :‬أن تقودنا للحٌاة‬


‫فً اآلب‪ ،‬بحضور المسٌح الحً فٌنا‪ ،‬بقوة الروح‬
‫القدس‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬وهذا ٌتحقق بالحٌاة األسرارٌة المقدسة‬
‫الكنسٌة‪ .‬لكً نتخطى طبٌعتنا الفاسدة البشرٌة‪،‬‬
‫ونسموا ونبلػ إلى الحٌاة الحقة‪ ،‬ونتؤله أي نشترك‬
‫فً الطبٌعة اإللهٌة؛ وذلك بعد تطهٌر أنفسنا من‬
‫األهواء والشهوات المعابة ‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وعقٌدة التؤله‪ ،‬الشركة اإللهٌة‪ ،‬المساهِمة فً‬
‫حٌاة ؼٌر المخلوق‪ ،‬االتحاد بالطبٌعة اإللهٌة‪.‬‬
‫أحدى عقابد كنٌستنا األرثوذكسٌة‬
‫ٗ‪ -‬و َمن ال ٌإمن بما تقره كنٌستنا األرثوذكسٌة‬
‫من عقابد ٌفصل نفسه عن الكنٌسة و ٌُقطع من‬
‫الشركة معها‪.‬‬
‫ب‪ٌ -‬حذر المسٌحٌٌن من اتباع كتابات البابا شنودة‬
‫الخارجة عن االرثوذكسٌة فتقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬رأٌنا أن نوضح مفصلٌن ألبنابنا األحباء بالرب‬
‫ٌسوع المسٌح‪ ،‬بمصر‪ ،‬عقٌدة “التؤله” التً تإمن‬
‫بها كنٌستنا األرثوذكسٌة‪ ،‬كما تكلم عنها وعلم بها‬
‫ضلوا‬
‫آباءنا القدٌسون المتوشحون باهلل‪ .‬لببل ٌُ َ‬
‫‪93‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫بتعالٌم ؼرٌبة خارجة عن إٌمان كنٌستهم‬


‫األرثوذكسٌة الحق وٌنساقوا ورابها ظانا ً منهم أنها‬
‫اإلٌمان الحقٌقً‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ومن ذلك‪ ،‬إطبلعهم على كتاب‪ٌ ،‬باع فً‬
‫المكتبات المسٌحٌة‪ ،‬عنوانه “بدع حدٌثة”‪ ،‬لقداسة‬
‫البابا شنودة الثالث بطرٌرك الكنٌسة القبطٌة‬
‫األرثوذكسٌة‪ ،‬فً البلهوت المقارن‪ .‬المقالة‬
‫الخامسة فٌه موضوعها “تؤلٌه اإلنسان”‪ ،‬وقد‬
‫خصص هذه المقالة لٌبٌن أن القول “بتؤله‬
‫اإلنسان” هو بدعة‪.‬‬
‫ت‪ٌ -‬نقل ادعاء شنودة ان التؤله كان خطٌبة‬
‫االنسان االولً فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬موضوع التؤله هو خطٌة للمبلك‪ .‬بنفس شهوة‬
‫اإللوهٌة أؼرى الشٌطان اإلنسان األول‪ .‬ال تكن لك‬
‫آلهة أخرى أمامً (خرٕٓ‪(ٖ :‬‬
‫ٕ‪ -‬تؤلٌه اإلنسان معناه أن ٌتصؾ الصفات اإللهٌة‬
‫لذلك محال أن أحد اآلباء نادى بهذا التؤله ‪ٌ.‬نادون‬
‫باتحاد طبٌعة إلهٌة بطبٌعة بشرٌة‪ .‬هل نؤكل‬
‫ونشرب البلهوت فً اإلفخارستٌا‬

‫‪94‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖ‪ -‬هل هللا أراد تؤلٌهنا منذ خلقه لنا؟!‪ .‬هل السٌد‬
‫المسٌح أله ناسوته؟!‪ .‬هل نشترك فً الطبٌعة‬
‫اإللهٌة باالفخارستٌا؟!‪ .‬هل صار هللا إنسانا ً لكً‬
‫ٌصٌر اإلنسان إلهاً؟!‪ .‬هل القداسة هً شركة فً‬
‫الثالوث‪ .‬هل حلول الروح القدس أقنومٌا ً هو‬
‫التؤله؟‬
‫ث‪ٌ -‬نقل نصوص عن التؤله فً كتابات اباء‬
‫الكنٌسة فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬منذ القرن السادس صار دٌر القدٌسة كاترٌنا‬
‫فً جبل سٌناء بمصر مركز انتشار الهدوبٌة األهم‪.‬‬
‫إن االسم األبرز من بٌن المعلمٌن السٌنابٌٌن هو‬
‫ٌوحنا الذي كان ربٌسا ً للدٌر نحو ٓ‪ٙ٘ٓ – ٘8‬‬
‫سلمً” بسبب كتابه “سلم‬ ‫م‪ ،‬وحمل لقب “ال ُ‬
‫الفردوس” أو “السلم إلى السماء”‪ ،‬الذي وضع له‬
‫ثبلثة وثبلثون درجة بها ٌصل الراهب إلى‬
‫الفردوس‪.‬‬
‫سلمً فً الدرجة السابعة‬‫ٕ‪ -‬و ٌُظهر قول ال ُ‬
‫والعشرٌن أن مبلذ الراهب األوحد هو أن ٌبحث‬
‫عن هللا داخل نفسه وسٌجده فٌها ألن نعمة‬
‫المعمودٌة فً الواقع موجودة فً “القلب( ”القلب‬
‫فً الكتاب المقدس هو مركز المعرفة‪ ،‬والذاكرة‪،‬‬
‫‪95‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫واالنتباه‪ ،‬ومركز الحٌاة الروحٌة‪ ،‬ومركز االتحاد‬


‫باهلل‬
‫ٖ‪ -‬وعلى هذا فعلى الراهب أن ال ٌتخٌل تخٌبلً‬
‫خارج عن نفسه ‪:‬أن حضور ٌسوع داخل كٌانه‪،‬‬
‫الذي (الحضور) تعطٌه الحٌاة األسرارٌة‬
‫(المعمودٌة‪ ،‬التثبٌت‪ ،‬االفخارستٌا) حقٌقة تمتلبه‬
‫ووجودٌة‪ ،‬ال تتعلق بالتخٌل‪ ،‬هو ما ٌدّعً الراهب‬
‫إلى أن ٌعٌه‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬لهذا السبب ترتبط الحٌاة الروحٌة لرهبان‬
‫الصحراء‪ ،‬ارتباطا ً شدٌداً ببلهوت التؤله الذي نجده‬
‫عند اآلباء الٌونانٌٌن‪ ،‬وال سٌما االسكندرٌون‬
‫منهم ‪.‬‬
‫٘‪ -‬كان بولس المدهش ٌنفً وجوده الخاص ولم‬
‫ٌكن ٌعلم إذا كانت له حٌاة خاصة به “لست أنا‬
‫فً…” (ؼبلٕ‪. )ٕٓ :‬‬ ‫أحٌا بل المسٌح ٌحٌا ّ‬
‫اإلنسان‪ ،‬صورة هللا‪ٌ ،‬صٌر هللا بالتؤله‪ ،‬إنه ٌملك‬
‫تماما ً أن ٌهجر كل ما لدٌه من طبٌعة‬
‫‪ -ٙ‬القدٌس سمعان البلهوتً الحدٌث ٌقول ‪:‬‬

‫‪96‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪.‬رأٌتك تصعد إلى السماوات آخذاً إٌاي معك ‪.‬لكن‬


‫لست أعلم أبالجسد أُخذت أم بدونه – أنت وحدك‬
‫الذي ٌعلم‪ ،‬أنت وحدك الذي خلقتنً ”…‬
‫‪ -7‬والقدٌس ؼرٌؽورٌوس السٌنابً ٌقول ‪ :‬إن‬
‫التخٌل بؤشكاله كلها اإلرادٌة منها والئلرادٌة هو‬
‫العدو األخطر لئلتحاد مع هللا ‪.‬‬
‫‪ -8‬والقدٌس ؼرٌؽورٌوس باالماس‬
‫التؤله ‪.‬بالنسبة لباالماس‪ ،‬لٌست معرفة هللا إذا‬
‫معرفة تفترض بالضرورة نوعا ً من الخارجٌة فٌما‬
‫بٌن الشخص العارؾ والشًء المعروؾ فقط‪ ،‬بل‬
‫هً وحدة فً النور ؼٌر المخلوق‪.‬‬
‫ج‪ٌ -‬دعً ان بنوة هللا معناها التؤله فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬والسإال الذي أطرحه وٌطرح نفسه بقوة (فً‬
‫هذا الموضوع)‪ :‬كٌؾ ٌكون اآلب‪ ،‬أبا ً لنا (البشر)‬
‫وننادٌه “أبانا الذي فً السموات”‪ .‬إن لم نكن‬
‫أبناء له‪ ،‬أي أبناء لآلب بالتبنً بابنه المسٌح‬
‫ٌسوع الذي هو واآلب والروح القدس واحد فً‬
‫الطبٌعة وفً الجوهر؟‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬كٌؾ نكون متبنون لآلب‪ .‬إن لم نكن متؤلِّهون‪،‬‬
‫أو مإلَّهون‪ ،‬بالنعمة بالروح القدس الذي هو‬
‫‪97‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫واآلب واالبن واحد فً الطبٌعة وفً الجوهر؟‪.‬‬


‫كٌؾ نكون متبنون لآلب بٌسوع المسٌح‪،‬‬
‫ومإلَّهون بالنعمة بالروح القدس‪.‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬رد اللجنة علً شنودة‬
‫أ‪ -‬تدعً اللجنة ان موضوع التؤله شؽل كتابات‬
‫االباء فً القرن الماضً فتقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬لقد اكتسبت عقٌدة التؤله األهمٌة القصوى فً‬
‫القرن المنصرم بسبب النهضة اآلبابٌة والتوسع‬
‫فً ترجمة ونشر ودراسة كتب اآلباء‪ ،‬حتى أنه من‬
‫العسٌر أن نجد واحداً من البلهوتٌٌن األرثوذكس‬
‫المعاصرٌن إال وكتب مقاالت متعددة‪ .‬بل وبعضهم‬
‫كتب كتبا ً كاملة فً موضوع التؤله‬
‫ٕ‪ -‬كل هذه الكتابات الحدٌثة مبنٌة على أساس‬
‫البلهوت األرثوذكسً للكنابس الشرقٌة وكتابات‬
‫وتفسٌرات اآلباء للكتاب المقدس‪ .‬لم ٌقتصر حدٌث‬
‫التؤله علً العلماء والبلهوتٌٌن األرثوذكس من‬
‫الكنابس الروسٌة والٌونانٌة واإلنطاكٌة وجامعاتها‬
‫المنتشرة فً كل األرض‪ ،‬بل امتد الحدٌث عن هذا‬
‫الموضوع لعلماء الكنٌسة الكاثولٌكٌة وأٌضا‬
‫للكنابس البروتوستانتٌة‬
‫‪98‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ب‪ -‬تدعً اللجنة اٌضا ان االباء المإسسون‬


‫للكنٌسة تحدثوا عن التؤله وان الوحٌد الذي انكر‬
‫التؤله قدٌما وحدٌثا هو شنودة فتقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬من آباء الكنٌسة الذٌن تحدثوا عن التؤله‪:‬‬
‫القدٌس أؼناطٌوس اإلنطاكً (القرن األول)‪،‬‬
‫القدٌس إرنٌإس والقدٌس إكلٌمنضوس اإلسكندري‬
‫(القرن الثانً) والعبلمة أرٌجانوس وترتلٌانوس‬
‫والقدٌس كبرٌانوس (القرن الثالث) والقدٌس‬
‫أثناسٌوس الرسولً الذي ٌُع َتبر المرجع الربٌسً‬
‫لموضوع التؤله‪ ،‬والقدٌس كٌرلس عمود الدٌن‬
‫وهو المرجع الثانً لموضوع التؤله بعد القدٌس‬
‫أثناسٌوس‪ ،‬والقدٌس باسٌلٌوس الكبٌر والقدٌس‬
‫ؼرٌؽورٌوس البلهوتً والقدٌس عرٌؽورٌوس‬
‫النٌصً وٌوحنا ذهبً الفم والقدٌس أؼسطٌنوس‬
‫والقدٌس هٌبلرٌون بواتٌة والقدٌس مكسٌموس‬
‫المعترؾ‬
‫ٕ‪ -‬ومع كل هذه الجمهرة اآلبابٌة الكبرى من‬
‫كتابات أعاظم البلهوتٌٌن والقدٌسٌن القدامى‬
‫والمعاصرٌن حول هذا الموضوع الخطٌر ٌقؾ‬
‫“قداسة األنبا شنودة ”وحده ضد العالم المسٌحً‪،‬‬
‫‪99‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ل ٌُك ِّفر كل من ٌتكلم فً موضوع التؤله‪ ،‬فٌتهمهم فً‬


‫كتابه األخٌر بالشرك باهلل!!! وٌنكر بشدة أن آباء‬
‫الكنٌسة قد تكلموا عن موضوع التؤله!!!‬
‫ت‪ -‬تهاجم اللجنة ما كتبه شنودة فً جزبٌة واحدة‬
‫وهً اصراره علً عدم وجود التؤله فً كتابات‬
‫االباء وتنقل دلٌل صارخ علً خطؤه ثم تتهمه اما‬
‫بالجهل واما بالتدلٌس فتقول ‪.:‬‬
‫ٔ‪ٌ -‬قول قداسة األنبا شنودة‪:‬‬
‫سان معناه أنه ٌتصؾ بالصفات‬ ‫“تؤلٌه اإلن َ‬
‫اإللهـ ٌَّــة‪ ،‬لذلك محال أن أحد اآلبـَاء َن َ‬
‫ادى ب َهذا‬
‫التؤلُـه( ”الكرازة السنة ٕٖ العددان ٖٕ‪ٕٗ-‬‬
‫‪ٌ23‬ولٌوٕٗٓٓ)‬
‫ٕ‪ -‬مثبل صارخا ٌنفً تماما ما ٌقوله البابا شنودة‪،‬‬
‫تلك المقولة الشهٌرة للقدٌس أثناسٌوس الرسولً‬
‫فً أشهر كتاب له “تجسد الكلمة”‪ ،‬الفصل الرابع‬
‫والخمسون‪ ،‬والذي ٌقول فٌه‪:‬‬
‫“ألن كلمة هللا صار إنسانا ً لكً ٌصٌر اإلنسان‬
‫إلها‪”.‬‬
‫ٖ‪ -‬بهذا التحدي ٌضع األنبا شنودة نفسه أمام‬
‫إشكال ال ٌمكن حله فٌبرز سإال خطٌر له احتمالٌن‬
‫‪111‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫فقط‬
‫إما أن ألنبا شنودة لم ٌعلم ولم ٌسمع من قبل ما‬
‫قاله اآلباء فً موضوع التؤله؟ وهذه مصٌبة!!!‬
‫وإما أن األنبا شنودة على علم بما قاله اآلباء عن‬
‫التؤله لكنه ٌستخؾ بعقلٌة سامعٌه الذٌن ٌفترض‬
‫فٌهم الجهل الشدٌد؟ وهنا فالمصٌبة أعظم!!!‬
‫ثالثا ‪ :‬رد االنبا بٌشوي علً الجبهة‬
‫أ‪ٌ -‬تهم االنبا بٌشوي اللجنة بتحرٌؾ نص االنجٌل‬
‫فٌما ٌخص عبارة (شركاء الطبٌعة االلهٌة ) والتً‬
‫وردت فً رسالة بطرس الثانٌة ٔ‪ ، ٗ-‬كما ٌلً ‪:‬‬
‫(اللذٌن بهما قد وهب لنا المواعٌد العظمى و‬
‫الثمٌنة لكً تصٌروا بها شركاء الطبٌعة االلهٌة‬
‫هاربٌن من الفساد الذي فً العالم بالشهوة ) كما‬
‫ٌفسر معناها‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬هذه العبارة وردت فى النص الٌونانى الذى‬
‫كتبت به رسالة بطرس الثانٌة أصبلً "ثٌاس‬
‫كٌنونى فٌسٌوس" وفى الترجمة اإلنجلٌزٌة‪:‬‬
‫‪partakers of the divine nature‬‬
‫)‪ (N.K.J‬وفى الترجمة العربٌة "شركاء الطبٌعة‬
‫‪111‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫اإللهٌة"‪ .‬ولم ٌرد إطبلقا ً فى أى لؽة سواء اللؽة‬


‫األصلٌة أو الترجمة حرؾ "فى" وهو (إن)‬
‫بالٌونانى و ‪ in‬باإلنجلٌزى‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬ولكن لؤلسؾ فإن البعض مثل الدكتور جورج‬
‫ٌحرفون هذه‬
‫حبٌب بباوى ورهبان دٌر أبى مقار ّ‬
‫تعرضهم لها‪ ،‬وٌقولون "شركاء فى‬ ‫اآلٌة عند ّ‬
‫الطبٌعة اإللهٌة"‪..‬‬
‫ٖ‪ -‬هذا لم ٌقله الرسول بطرس ألنه ال ٌمكن إطبلقا ً‬
‫أن ٌشترك أى مخلوق فى طبٌعة هللا‪ ،‬أو فى‬
‫كٌنونته‪ ،‬أو فى جوهره‪ .‬ومن ٌدّ عى ذلك ٌكون قد‬
‫دخل فى خطؤ الهوتى خطٌر ضد اإلٌمان باهلل‪،‬‬
‫وبسمو جوهره وطبٌعته فوق كل الخلٌقة‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬كما أن هذا اإلدعاء هو لون من الكبرٌاء سقط‬
‫فٌه الشٌطان من قبل حٌنما قال "أصٌر مثل العلى"‬
‫(اش ٗٔ‪ ..)ٔٗ :‬الرب ٌحمٌنا من هذا الكبرٌاء‬
‫المهلك‪.‬‬
‫٘‪ -‬أما قول معلمنا بطرس الرسول "لكى تصٌروا‬
‫بها شركاء الطبٌعة اإللهٌة" فهو بمنتهى البساطة‬

‫‪112‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٌقصد أن نشترك مع هللا فى ملكوته األبدى من‬


‫خبلل اشتراكنا فى قداسته حسب الوصٌة‬
‫‪ -ٙ‬وبهذا توجد شركة المحبة بٌننا وبٌن هللا‪.‬‬
‫ونصٌر شركاء الطبٌعة اإللهٌة‪ ..‬ولكن لٌس‬
‫شركاء فى الطبٌعة اإللهٌة كما ٌتجاسر البعض‬
‫وٌقولون‪.‬‬
‫ب‪ -‬وٌستشهد االنبا بٌشوي باقوال االباء حول‬
‫معنً التؤله وانه لٌس حرفٌا فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬من الرسالة رقم (ٓ٘) للقدٌس كٌرلس الكبٌر‬
‫وقد أرسلها إلى فالرٌان أسقؾ أٌقونٌة‪.‬‬
‫موت السٌد المسٌح أنه "لٌس موت إنسان مثلنا"‬
‫وذلك ألنه "هو وحده"‪ "..‬إله بالطبٌعة" وذلك‬
‫حتى بالرؼم من أنه صار مثلنا من حٌث أنه قد‬
‫تؤنس‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فمن ٌستطٌع أن ٌدّ عى األلوهة فى ضوء كبلم‬
‫مثل كبلم القدٌس كٌرلس‬
‫ٖ‪ -‬أما القدٌس أثناسٌوس الرسولى ففى المقال‬
‫األول ضد األرٌوسٌٌن كتب ما ٌلى‪:‬‬

‫‪113‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أ‪ -‬فلو أنه حٌنما صار إنسانا ً حٌنبذ فقط دعى ابن‬
‫وإله‪ ،‬ولكن قبل أن ٌصٌر هو إنسانا ً دعا هللا الناس‬
‫القدماء أبناء وجعل موسى إلها ً لفرعون (واألسفار‬
‫تقول عن كثٌرٌن "هللا قابم فى مجمع هللا فى وسط‬
‫اآللهة" مز ٕ‪ ،)ٔ :8‬فمن الواضح أنه دعى إبن‬
‫وإله بعدهم‪ .‬فكٌؾ ٌكون كل شا من خبلله وهو‬
‫قبل الكل؟ أو كٌؾ ٌكون هو "المولود قبل كل‬
‫خلٌقة" (كو ٔ‪ ،)ٔ٘ :‬إن كان هناك آخرون قبله‬
‫ٌدعون أبناء وآلهة‪ .‬وكٌؾ أن هإالء الشركاء‬
‫األولٌن ال ٌشاركون "الكلمة"؟‬
‫ب‪ -‬هذا الرأى ؼٌر صحٌح؛ وهو حٌلة للمهودٌن‬
‫الحالٌٌن‪ .‬ألنه كٌؾ ٌقدر أحد فى هذه الحالة أن‬
‫ٌعرؾ هللا كآب له؟ ألنه ال ٌمكن أن ٌكون هناك‬
‫تبنى بدون االبن الحقٌقى‪ ،‬الذى قال "ال أحد ٌعرؾ‬
‫اآلب إال االبن ومن أراد االبن أن ٌعلن له"‪ .‬وكٌؾ‬
‫ٌكون هناك تؤله بدون الكلمة وقبله؟ ولكن‪ ،‬هو قال‬
‫إلخوتهم الٌهود "قال آلهة ألولبك الذٌن صارت‬
‫إلٌهم كلمة هللا" (ٌو ٓٔ‪.)ٖ٘ :‬‬

‫‪114‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ت‪ -‬وإن كان كل ما دعوا أبناء وآلهة إما فى‬


‫السماء أو على األرض‪ ،‬تم لهم التبنى والتؤله من‬
‫خبلل الكلمة‪ ،‬واالبن نفسه هو الكلمة‪ ،‬فمن الواضح‬
‫أنه من خبلله هم جمٌعهم‪ ،‬وهو نفسه قبل الكل‪ ،‬أو‬
‫باألحرى هو نفسه وحده االبن الحقٌقى‪ ،‬وهو‬
‫الوحٌد إله حق من اإلله الحق‪ ،‬ولم ٌنل هذه‬
‫كمكافؤة على بره وال لكونه آخر معهم‪ ،‬ولكن بسبب‬
‫أنه كل هذه بالطبٌعة ووفقا ً للجوهر‪".‬‬
‫ٗ‪ -‬فالقدٌس أثناسٌوس هنا ٌإكد أن االبن هو‬
‫الوحٌد الذى ٌدعى ابن حقٌقى وهو وحده إله حق‬
‫من اإلله الحق بالطبٌعة وبحسب الجوهر‪ ،‬أما‬
‫الخبلبق فحتى وإن دعوا بنٌن أو آلهة فإن هذا‬
‫التبنى هو فقط من خبلل الكلمة‪ ،‬فبنوة الخبلبق‬
‫لٌست بنوة بالطبٌعة وال بحسب الجوهر‪.‬‬
‫٘‪ -‬وفى الفصل التاسع ٌكمل القدٌس كٌرلس بؤكثر‬
‫وضوح موضحا ً مفهومه ومجٌبا ً على المعارضٌن‬
‫الذٌن ٌقولون‪" :‬لو كان القدٌسون لٌسوا بالطبٌعة‪،‬‬
‫النور‪ ،‬فلماذا ال ٌدعوهم المخلص شركاء النور‬
‫بدالً من النور؟ وكٌؾ ٌصبح المخلوق مختلفا ً عن‬
‫ابن هللا‪ .‬مادام التبلمٌذ قد سمعوا "أنتم نور العالم"‬
‫‪115‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫(مت ٘‪ ")ٔٗ :‬فٌجٌب القدٌس كٌرلس بقوله‬


‫السدٌد‪:‬‬
‫أ‪ -‬إجابتنا على هذا ٌا ساداتى األعزاء هى‪ :‬نحن‬
‫أبناء هللا بل دعٌنا آلهة فى األسفار اإللهٌة حسب‬
‫المكتوب "ألم أقل أنكم آلهة وبنو العلى كلكم" (‬
‫مزٕ‪ .)ٙ: 8‬هل ٌعنى هذا أن نتخلى عن كٌاننا‬
‫ونرتفع إلى جو البلهوت ؼٌر المنطوق به وأن‬
‫نخلع االبن الكلمة من بنوته ونجلس نحن فى‬
‫مكانه مع اآلب ونجعل محبة الذى أكرمنا عذراً‬
‫للكفر؟‬
‫ب‪ -‬حاشا هلل‪ .‬فاالبن هو كابن ؼٌر متؽٌر‪ ،‬أما نحن‬
‫فبالتبنى صرنا أبناء وآلهة بالنعمة‪ ،‬ؼٌر جاهلٌن‬
‫من نحن‪ ،‬وعلى نفس القٌاس ال نإمن أن‬
‫القدٌسٌن هم النور‬
‫ت‪ -‬ورؼم أننا بشر من األرض‪ ،‬ومع ذلك نصٌر‬
‫آلهة لٌس مثل اإلله الحقٌقى أو كلمته‪ ،‬بل كما قد‬
‫سر هللا الذى قد وهبنا هذه النعمة؛ هكذا أٌضا ً‬
‫نصٌر رحماء مثل هللا‪ ،‬ال بؤن نصٌر مساوٌٌن هلل‬
‫وال بؤن نصٌر صانعى خٌرات بالطبٌعة وبالحقٌقة‬

‫‪116‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٙ‬ولكى نحسم األمور بالنسبة ألقوال اآلباء نرى‬


‫المقال الثالث ضد األرٌوسٌٌن رفض القدٌس‬
‫أثناسٌوس المساواة والتطابق بٌن المإمنٌن وبٌن‬
‫السٌد المسٌح الكلمة المتجسد وذلك ألن الذى ٌرفع‬
‫نفسه إلى مستوى المسٌح فإنه ٌحدر المسٌح إلى‬
‫مستواه وبالتالى ٌشارك األرٌوسٌٌن فى معتقداتهم‬
‫كما ٌلى‪:‬‬
‫بالمرة بل‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬ولكن حقٌقة األمر أنه لم ٌتكلّم هكذا‬
‫فً وأنا فٌك لٌكونوا‬ ‫قال "كما أنك أنت أٌها اآلب ّ‬
‫ضا واحدًا فٌنا" (ٌو‪ .)ٕٔ:ٔ7‬وباإلضافة إلى‬ ‫هم أٌ ً‬
‫ذلك فإنه باستعماله لفظة "كما" فهو ٌشٌر إلى‬
‫أولبك الذٌن ٌصٌرون مثله كما هو فى اآلب ولكن‬
‫عن بعد‪ ،‬عن بعد لٌس من جهة المكان ولكن من‬
‫جهة الطبٌعة ألنه من جهة المكان لٌس هناك شا‬
‫بعٌد عن هللا‪ ،‬لكن من جهة الطبٌعة وحدها فإن كل‬
‫األشٌاء هى بعٌدة عن هللا‪ .‬وكما قلت ساب ًقا فإن‬
‫استعمال األداة "كما" ال ٌعنى التطابق‪ ،‬وال‬
‫شبه بمثال ٌُنظر إلٌه من‬ ‫المساواة ولكن ٌعنى الت ّ‬
‫جهة مع ٌّنة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إ ًذا فما هى المشابهة وما هى المساواة التى‬
‫لنا مع االبن؟ بل إن آراء اآلرٌوسٌٌن ُتدحض من‬
‫‪117‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ً‬
‫وخاصة بكلمات ٌوحنا‪ ،‬أن االبن هو فى‬ ‫كل ناحٌة‬
‫اآلب بطرٌقة‪ ،‬أما نحن فنصٌر فً اآلب بطرٌقة‬
‫أخرى‪ .‬وأننا لن نصٌر مثل الكلمة أبداً‪ ،‬وال الكلمة‬
‫سٌصٌر مثلنا‪ ،‬إالّ إذا تجاسروا كما ٌفعلون عادة ـ‬
‫فقالوا إن االبن باشتراكه فى الروح وبتقدّ مه فى‬
‫الفضٌلة صار هو نفسه فى اآلب‪ .‬ولكن حتى‬
‫مجرد قبول هذا الفكر هو ُكفر شدٌد ألن الكلمة ـ‬
‫كما سبق أن قٌل ـ هو الذى ٌُعطى للروح‪ ،‬وكل ما‬
‫هو للروح قد أخذه من الكلمة‪.‬‬
‫ت‪ٌ -‬قارن بٌشوي بٌن االباء ومتً المسكٌن‬
‫لٌوضح ان المسكٌن ٌحرؾ اقوال االباء ولم‬
‫ٌفهمها فٌقول ‪:‬‬
‫كتابات القمص متى‬ ‫أقوال اآلباء القدٌسٌن‬
‫المسكٌن‬
‫كتاب "شرح الرسالة‬ ‫القدٌس كٌرلس‪:‬‬
‫إلى أفسس" صفحة‬ ‫نحن أبناء هللا بل دعٌنا‬
‫ٗ‪9‬‬ ‫آلهة فى األسفار اإللهٌة‬
‫لهذا ترتب فى‬ ‫حسب المكتوب "ألم أقل‬
‫أنكم آلهة وبنو العلى كلكم" المشورة األبوٌة أن‬
‫‪118‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫( مزٕ‪ .)ٙ: 8‬هل ٌعنى هذا ٌتم لنا التبنى بواسطة‬


‫ابنه ٌسوع المسٌح‬ ‫أن نتخلى عن كٌاننا‬
‫ونرتفع إلى جو البلهوت لنؤخذ موقعه من اآلب‬
‫ؼٌر المنطوق به وأن نخلع كؤبناء‪ ،‬ونؤخذ شكله‬
‫ومواصفاته فى البر‬ ‫االبن الكلمة من بنوته‬
‫ونجلس نحن فى مكانه مع وقداسة الحق‪.‬‬
‫اآلب ونجعل محبة الذى‬
‫أكرمنا عذراً للكفر؟ حاشا‬
‫هلل‪ .‬فاالبن هو كابن ؼٌر‬
‫متؽٌر‪ ،‬أما نحن فبالتبنى‬
‫صرنا أبناء وآلهة بالنعمة‪.‬‬
‫كتاب شرح الرسالة‬ ‫القدٌس كٌرلس‪:‬‬
‫إذن نحن نرتفع إلى كرامة إلى أفسس صفحة‬
‫أسمى من طبٌعتنا بسبب ٗ٘‬
‫إذ صارت لنا نفس‬ ‫(بفضل) المسٌح ألننا‬
‫سنكون أٌضا ً "أبناء هللا" دالة االبن لدى اآلب‬
‫وصرنا –بكل ٌقٌن‬ ‫لٌس مثله تماماً‪ ،‬بل‬
‫بالنعمة وبالتشبه به‪ .‬فهو وبكل عظمة‪ -‬فى‬
‫االبن الحقٌقى‪ ،‬الكابن مع عٌون المبلبكة‬
‫‪119‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫والقوات السمابٌة‬ ‫اآلب منذ األزل‪ ،‬أما نحن‬


‫أبناء بالحق وبالقوة‪.‬‬ ‫فبالتبنى بسبب تعطفه‪،‬‬
‫ومن خبلل النعمة التى‬
‫أخذناها "أنا قلت أنكم‬
‫آلهة‪ ،‬وكلكم أبناء العلى"‬
‫(مز ٕ‪ )ٙ :8‬فالطبٌعة‬
‫المخلوقة الخاضعة للخالق‪،‬‬
‫دعٌت إلى ما هو فوق‬
‫الطبٌعة بإرادة اآلب فقط‪،‬‬
‫أما االبن‪ ،‬واإلله والرب‪،‬‬
‫فهو لٌس االبن واإلله‬
‫بإرادة اآلب واختٌاره‪،‬‬
‫وإنما بالوالدة من جوهر‬
‫اآلب ذاته ٌصبح بالطبٌعة‬
‫له كل صفات هللا وصبلحه‪.‬‬
‫وأٌضا ٌمكننا أن نرى بكل‬
‫وضوح أنه االبن الحقٌقى‬
‫بالمقارنة مع أنفسنا فهو‬
‫بالطبٌعة له كٌان خاص‪،‬‬
‫ؼٌر كٌاننا الذى بالتبنى‬
‫‪111‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫وبالتشبه‪ .‬إذن هو االبن‬


‫بالحق وبالطبٌعة‪ ،‬ونحن‬
‫صرنا به أبناء أٌضاً‪ ،‬وننال‬
‫الخٌرات بالنعمة دون أن‬
‫تكون هذه الخٌرات هى من‬
‫طبٌعتنا‪.‬‬

‫كتاب "شرح إنجٌل‬ ‫القدٌس كٌرلس‪( :‬كتاب‬


‫شرح تجسد االبن الوحٌد القدٌس ٌوحنا" –‬
‫الجزء األول‪ -‬صفحة‬ ‫الفصل ٕٔ)‪:‬‬
‫ولذلك فإنه ؼٌر ممكن ألى ٘‪:ٗٙ‬‬
‫وٌدعوهم لٌكونوا‬ ‫من الناس أن ٌرتقى إلى‬
‫شركاء معه فى مجد‬ ‫مجد األلوهة‬
‫األلوهة‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫القدٌس أثناسٌوس‪:‬‬
‫فرؼم أنه ٌوجد ابن واحد كتاب شرح الرسالة‬
‫حسب الطبٌعة وهــو االبن إلى أفسس صفحة‬
‫ٕ‪9‬‬ ‫الحقٌقى الوحٌد الجنس‪،‬‬
‫لذلك أصبح من‬ ‫هكذا نصٌر نحن أٌضا ً‬
‫أبناء‪ ،‬لكن لٌس مثله هو المحتم أن ٌكون‬
‫أساس ترابٌنا أمامه‬ ‫بالطبٌعة وبالحق‪ ،‬بل‬
‫مترسخا ً على محبتنا‬ ‫بحسب نعمة ذلك الذى‬
‫دعانا‪ ،‬ورؼم أننا بشر من له لنتبادل النظرة‬
‫والرإٌا على أساس‬ ‫األرض‪ ،‬ومع ذلك نصٌر‬
‫المحبة كالمثٌل‬ ‫آلهة لٌس مثل اإلله‬
‫الحقٌقى أو كلمته‪ ،‬بل كما للمثٌل‪ .‬على أن‬
‫قد سر هللا الذى قد وهبنا وجودنا على خلفٌة‬
‫المسٌح االبن‬ ‫هذه النعمة؛ هكذا أٌضا ً‬
‫نصٌر رحماء مثل هللا‪ ،‬ال المحبوب قادر أن‬
‫ٌجبر نقص محبتنا‬ ‫بؤن نصٌر مساوٌٌن هلل‬
‫حتى تتساوى مع‬ ‫وال بؤن نصٌر صانعى‬
‫‪112‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫خٌرات بالطبٌعة وبالحقٌقة‪ .‬محبة اآلب الكلى‬


‫المحبة‪.‬‬
‫كتاب مٌبلد المسٌح‬
‫ومٌبلد اإلنسان‬
‫صفحة ‪:7‬‬
‫بل هى عطٌة هللا‬
‫لئلنسان بمٌبلد‬
‫المسٌح‪ ،‬إذ رفع‬
‫البشرٌة فٌه إلى‬
‫درجة بنوته‪ ،‬فصار‬
‫الكل أبناء هللا‬
‫ٌدعون!! والبنون‬
‫متساوون فى كل‬
‫شا‪.‬‬

‫ث ‪ٌ -‬فرق بٌشوي بٌن ناسوت المسٌح واجساد‬


‫المإمنٌن فٌقول ‪:‬‬

‫‪113‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ‪ -‬نإكد أن ما ٌخص السٌد المسٌح من عبارات‬


‫ُتع ّبر عن ألوهٌته باعتباره هللا الكلمة المتجسد فإن‬
‫ذلك ال ٌخص بؤى حال البشر العادٌٌن‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فاالستحقاقات األدب ٌّة لبلهوت قد صارت‬
‫للناسوت اإللهى بسبب االتحاد؛ دون أن ٌتحول‬
‫الناسوت إلى الهوت‪ .‬ودون أن ٌتعارض ذلك مع‬
‫عبارة "مجدى ال أعطٌه آلخر" (اش ٕٗ‪)8 :‬‬
‫ٖ‪ -‬لذلك فإن صٌرورة الناسوت "إلهٌا ً" عند‬
‫القدٌس أثناسٌوس وعند اآلباء هو أن ٌتمجد‬
‫الناسوت بمجد البلهوت‪ ،‬وأن تكون له‬
‫االستحقاقات األدبٌة التى لبلهوت‪ .‬وهذا قاصر على‬
‫ناسوت السٌد المسٌح وحده دون جمٌع المإمنٌن‬
‫من البشر‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وما نرفضه فى "تؤلٌه الناسوت" كعبارة‬
‫حساسة هو أن ٌفهمها البعض خطؤ بؤن الناسوت‬
‫قد تحول إلى الهوت ألن هذه هى هرطقة أوطاخى‪.‬‬
‫٘‪ -‬إننا نحذر من التبلعب باأللفاظ والعبارات حٌث‬
‫أن شرح اآلباء لموضوع التؤلُّه كما أوردناه من‬
‫قبل قد نفى تماما ً المساواة بالنسبة للمإمنٌن مع‬

‫‪114‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫السٌد المسٌح‪ ،‬وكذلك ٌنفى أى نوع من االتحاد‬


‫الطبٌعى واألقنومى بالبلهوت بالنسبة للبشر‪ ،‬وهى‬
‫البدعة التى قاومها قداسة البابا فى كتابه "بدع‬
‫حدٌثة"‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬كتابات جورج بباوي‬


‫أ‪ -‬الدكتور جورج حبٌب بباوي‬
‫عمٌد المعهد البلهوتً األرثوذكسً بوالٌة‬
‫إندٌانا ٌكفر البابا شنودة وٌتهمه باتباع المنهج‬
‫االسبلمً فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬هجوم األنبا شنودة على االٌمان الذي دونه‬
‫آباء االسكندرٌة والذي نشر بكل لؽات األرض‬
‫ٌجعلنا عاجزٌن عن الصمت‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬لقد الزمتنا محبة المسٌح نفسه الذي "تواضع‬
‫لكً ٌرفعنا" الى ان ندافع وان نفند هجوم األنبا‬
‫شنودة الذي أصبح بالنسبة لنا ال ٌحمل صفة "بابا‬
‫االسكندرٌة" ألنه ٌمزق المسٌح الواحد الى اثنٌن‬
‫وٌكتب بٌدٌه ذات اٌمان أرٌوس‪.‬‬

‫‪115‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖ‪ -‬هذا ال نستطٌع أن نؽفره له – إال إذا تراجع‬


‫وتاب – وال نستطٌع أن نؽفر له االستخفاؾ بجهل‬
‫القارئ وبعقله ألنه ٌقول فً آخر ما كتب من‬
‫سلسلة التجادٌؾ "‬
‫ٗ‪ -‬على انهم فً اثبات تؤلٌه االنسان ٌنادون‬
‫بعبارة ؼرٌبة وهً "تؤله ناسوت الرب ٌسوع‬
‫وهذا ضد االتحاد بٌن الهوت الرب وناسوته‪ ،‬حٌث‬
‫نقول انه بؽٌر اختبلط وال امتزاج وال تؽٌٌر أي ان‬
‫البلهوت لم ٌتؽٌر وٌصٌر ناسوتاً‪ ،‬وال الناسوت‬
‫تؽٌر وصار الهوتا ً وإال فؤن إحدى الطبٌعتٌن تكون‬
‫قد زالت ولكنهم ٌذكرون عبارة "تؤله ناسوت الرب‬
‫ٌسوع كعنوان فً ص ‪" ٘9‬األصول اآلبابٌة" من‬
‫نفس كتابهم وٌتكرر نفس العنوان فً ص ‪،60‬‬
‫‪ ،62‬ص ٖ‪.ٙ‬‬

‫٘‪ -‬وٌقولون فً ص ‪" ٘9‬وبالتالً تصبح‬


‫شركتنا فً االبن المتجسد لٌست شركة فً ناسوت‬
‫دون البلهوت‪."..‬‬

‫‪116‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٙ‬ثم تؤمل أٌها القارئ ماذا ٌقول االنبا شنودة‬


‫الذي كان اسقفا ً لمدٌنة االسكندرٌة وترك وإنضم‬
‫الى الهراطقة والمسلمٌن أٌضا ً ‪.‬هذه هً بقٌة‬
‫كلمات األنبا شنودة "فمن ٌدعون اذن الشركة فً‬
‫البلهوت!! ولعل هذا بعض مما ٌسمٌه إخوتنا‬
‫المسلمون الشرك باهلل!! "‬
‫ب‪ٌ -‬إكد بباوي ان التؤله ورد فً كتابات القدٌس‬
‫اثناسٌوس فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬راجع المقاالت ضد األرٌوسٌٌن وهذه هً‬
‫النصوص كما وردت‪:‬‬
‫ٕ‪ -‬هو رب المجد وهو العلً‪ ،‬نزل من السماء‬
‫وهو معبود على الدوام ‪ ..‬لذلك فهو لم ٌكن إنسانا ً‬
‫ثم صار بعد ذلك الهاً‪ ،‬بل كان الها ً وصار انسانا ً‬
‫باألحرى كً ٌإلهنا" (‪.)ٖ9-ٖ8‬‬
‫ٖ‪ -‬كل الذٌن دعوا ابناء وآلهة سواء على األرض‬
‫أم فً السموات نالوا التبنً وصاروا متؤلهٌن من‬
‫خبلل اللوؼوس" (‪.)ٖ9‬‬

‫‪117‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٗ‪ -‬ألن الجسد الذي أخذه هو جسده الخاص الذي‬


‫حسب طبٌعته كجسد ٌقبل النعمة كما قٌل وبحسب‬
‫الرفعة (التً اعطٌت له) أخذ (االبن) البشرٌة فً‬
‫كٌانه ‪ ..‬من أجل تؤلٌه البشرٌة‪.." (45).‬‬
‫٘‪ -‬عندما ٌشرح القدٌس اثناسٌوس عبارة سفر‬
‫األمثال ‪" ٕٕ : 8‬الرب خلقنً ‪ٌ "..‬كتب موضحا ً‪:‬‬
‫"إذا سمعنا فً سفر األمثال لفظ "خلق" فبل ٌجب‬
‫ان نفهم ان الكلمة مخلوق ‪ ..‬بل انه لبس الجسد‬
‫المخلوق الذي خلقه هللا ألجلنا فقد هٌؤ له جسداً‬
‫مخلوقا ً ألجلنا كما هو مكتب (عب ٓٔ ‪ )٘ :‬لكً‬
‫نستطٌع أن نتجدد ونإله" (‪(.ٗ7‬‬
‫‪ -ٙ‬فقد "صار الكلمة جسداً لكً ٌجعل اإلنسان‬
‫قادراً على تقبل األلوهة ‪ ...‬وٌتضح من هذا اننا‬
‫لسنا ابناء بالطبٌعة‪ .‬أما الذي جاء وسكن فً‬
‫وسطنا فهو ابن بالطبٌعة" (‪.)٘9‬‬
‫‪ -7‬وكما اننا نحن جمٌعا ً من األرض وفً آدم‬
‫نموت هكذا نحن اذ نولد من فوق من الماء‬
‫والروح فإننا فً المسٌح ُنحٌا جمٌعا ً فبل ٌعود‬

‫‪118‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الجسد فٌما بعد أرضٌا ً بل ٌصٌر الهٌا ً كالكلمة‬


‫وذلك بسبب كلمة هللا الذي ألجلنا صار جسداً‪".‬‬
‫‪ٌ -8‬قول معلمنا العظٌم أثناسٌوس‪:‬‬
‫نحن نتؤله ألننا ال نتناول جسداً بشرٌا ً وانما ألننا‬
‫نتناول جسد الكلمة ذاته" (الرسالة الى مكسٌموس‬
‫ص ٕ)‪.‬‬
‫خبلصة ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬كل هذه النقاط التً نقلناها عن الباء‬
‫االرثوذكس ٌكذبها البروتستانت وسوؾ ٌتضح ذلك‬
‫فً الفصل الثالث حٌث ننقل عن الكنٌسة االنجٌلٌة‬
‫ٕ‪ -‬اخطر نتٌجة الدعاء االرثوذكس ان التحول‬
‫(الخبز والماء والخمر ) الً جسد ودم حقٌقٌٌن هو‬
‫مسؤلة التؤله‬
‫ٖ‪ -‬رفضت الكنٌسة المصرٌة تلك النتٌجة رؼم انها‬
‫نتٌجة طبٌعٌة الدعاباتها وان التؤله هو‬
‫االرثوذكسٌة الحقٌقٌة كما ٌقول متً المسكٌن‬
‫وتبلمٌذه‬

‫‪119‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫الفصل الثانً‬
‫الكنٌسة الكاثولٌكٌة‬
‫هذه (رسالة البابا ٌوحنا بولس الثانً ) عن‬
‫االفخارستٌا‬
‫أ‪ٌ -‬دعً البابا ان المسٌح حً ومتواجد فً القربان‬
‫وانه ٌحدث تحول حقٌقً الً جسد المسٌح ودمه‬
‫وٌدعً ان هذا السر فوق طاقة العقل البشري وهو‬
‫نفس ما ادعته الكنٌسة االرثوذكسٌة ونقلناه سابقا‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬الكنٌسة من االفخارستٌا‪ .‬تختصر هذه العبارة‬
‫سر الكنٌسة بؤكمله‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪121‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫صل فً الفرح‪ ،‬لوعد المسٌح‪:‬‬ ‫ٕ‪ -‬وهً تتمٌم‪ٌ ،‬ح ُ‬


‫"وها أنا معكم طوال األٌام حتى انقضاء الدهر"‬
‫(متى ‪ .)ٕٓ :ٕ8‬تعٌش الكنٌسة هذا الوعد فً سر‬
‫االفخارستٌا بشكل فرٌد‪ .‬فمنذ أن بدأت الكنٌسة‬
‫مسٌرتها األرضٌة ٌوم العنصرة‪ ،‬ترافقها‬
‫االفخارستٌا كل ّ ٌوم وكل لحظة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وقد قال المجمع بحق أن االفخارستٌا هً‬
‫فسر‬
‫"أساس الحٌاة المسٌحٌة وق ّمتها"‪ّ .‬‬
‫االفخارستٌا ٌحوي كنـز الكنٌسة الروحً بؤكمله‪،‬‬
‫الحً‬
‫ّ‬ ‫فصحنا والخبز‬
‫َ‬ ‫أعنً ٌسوع المسٌح نفسه‪،‬‬
‫الذي ٌمنح الحٌاة للعالم من خبلل جسده الذي‬
‫ٌُحٌٌه الروح القدس‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬لذا تنظر الكنٌسة باستمرار إلى ٌسوع المسٌح‬
‫المتواجد فً القربان حٌث ٌُظهر ملء محبته‪.‬‬
‫٘‪ٌ -‬قول بولس السادس‪" :‬نقول انه وجود‬
‫حقٌقً‪ ،‬ال ألنّ باقً الظواهر لٌست حقٌقٌة‪ ،‬بل ألن‬
‫جوهري‪، ،‬أي انه ٌجعل‬
‫ّ‬ ‫وجوده حقٌقً بمعنً أنه‬
‫المسٌح حاضرا فً طبٌعته البشرٌة واإللهٌة"‪.‬‬

‫‪121‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٙ‬وما هذا إالّ إعادة لما قاله المجمع الترٌدنتٌنً‬


‫عن حضور المسٌح‪" :‬بصبلة تكرٌس الخبز‬
‫والخمر‪ٌ ،‬ستحٌل جوهر الخبز إلى جوهر المسٌح‬
‫وٌستحٌل جوهر الخمر إلى جوهر المسٌح‪ .‬هذا ما‬
‫تدعوه الكنٌسة (االستحالة)‪.‬‬
‫‪ -7‬هذا هو سر اإلٌمان الذي ال ٌمكن للعقل أن‬
‫ٌحتوٌه‪ ،‬والذي ال ٌمكن قبوله إالّ باإلٌمان‪ ،‬كما‬
‫كان آباء الكنٌسة ٌقولون‪.‬‬
‫‪ٌ -8‬قول كٌرلس األورشلٌمً‪" :‬ال تتو ّقؾ عند‬
‫عنصر الخبز والخمر الطبٌعً‪ ،‬فهً جسد المسٌح‬
‫ودمه‪ .‬ال شك أن الحواس توحً لك إنها خبز‬
‫وخمر‪ ،‬لكن اإلٌمان ٌإ ّكد لك إنها جسد المسٌح‬
‫ودمه"‪.‬‬
‫‪ -9‬من هنا ننشد مع القدٌس توما األكوٌنً ‪" :‬لك‬
‫أجثو خاشعا ٌا إلهً"‪ ...‬أمام هذا السر‪ ،‬تختبر‬
‫الطبٌعة البشرٌة كم هً محدودة‪.‬‬
‫ٓٔ‪ -‬البابا بولس السادس‪" :‬كل محاولة بشرٌة‬
‫لفهم سر االفحارستٌا ٌجب أن ٌؤخذ بعٌن االعتبار‬
‫أن أعراض الخبز والخمر لم تعد تشٌر إلى خبز أو‬
‫‪122‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫تحولت جوهرٌا وبشكل حقٌقً‬


‫إلى خمر‪ ،‬بل إنها ّ‬
‫إلى جسد المسٌح ودمه"‪.‬‬

‫ب‪ٌ -‬تهم البابا التبلمٌذ بالؽباء وعدم الفهم ( كما‬


‫نقلنا قبلنا عن متً المسكٌن فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬هل فهم الرسل الكلمات التً نطق بها السٌد‬
‫المسٌح؟ ربما لم ٌفهموها‪ .‬فمعنى هذه الكلمات لم‬
‫ٌ ّتضح إالّ فً الثبلث ٌّة الفصحٌة‪ ،‬أي من ٌوم‬
‫الخمٌس إلى ٌوم القٌامة‪ .‬فً هذه األٌام نجد "السر‬
‫الفصحً"‪ ،‬وفٌها أٌضا نجد "السر االفخارستً"‪.‬‬
‫ت‪ٌ -‬دعً البابا ان االفخارستٌا تفتح االعٌن للفهم‬
‫وانها مشاركة حقٌقٌة واتحاد حقٌقً فً المسٌح‬
‫وان الكنٌسة تتحد بالمسٌح حقٌقة فٌقول ‪:‬‬
‫األفخارستً‪ ،‬ومنه‬
‫ّ‬ ‫فالكنٌسة تعٌش من المسٌح‬
‫وسر‬
‫ّ‬ ‫سر إٌمان‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تتؽذى وبه تهتدي‪ .‬االفخارستٌا ّ‬
‫نور‪ .‬وفً كل مرة تحتفل فٌها الكنٌسة بسر‬
‫القربان‪ٌ ،‬ختبر المإمنون ما اختبره تلمٌذا‬

‫‪123‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫عماوس‪" :‬فانفتحت أعٌنهما وعرفاه" (لوقا ٕٗ‪:‬‬


‫ٖٔ)‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬أن المسٌح لم ٌتركنا وٌعود إلى أبٌه إالّ بعد أن‬
‫ترك لنا إمكانٌة المشاركة فٌه بشكل حقٌقً‪ ،‬كما‬
‫لو كنا حاضرٌن ٌوم خمٌس األسرار‪ .‬وهكذا‬
‫ٌستطٌع كل ّ إنسان أن ٌشترك فً سر الفداء‬
‫وٌجنً ثماره الخبلصٌة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬فالكنٌسة تعٌش باستمرار من قوة خبلص‬
‫مجرد ذكرى‬
‫ّ‬ ‫المسٌح‪ ،‬وتتحد به ال من خبلل‬
‫ً‬
‫حقٌقٌة‪ ،‬ألن سر االفخارستٌا ٌتجدد‬ ‫تقٌمها‪ ،‬بل‬
‫فعبل فً كل جماعة مإمنة تقدّ م الذبٌحة عن ٌد‬
‫مكرس‪ .‬وهكذا توصِ ل االفخارستٌا إلى‬
‫الكاهن ال ّ‬
‫جمٌع البشر المصالحة التً استح ّقها ٌسوع‬
‫المسٌح مرة واحدة‪ .‬وبالفعل‪" ،‬فذبٌحة المسٌح‬
‫وذبٌحة االفخارستٌا ذبٌحة واحدة"‬
‫ٗ‪ -‬فالذبٌحة تهدؾ إلى إدخالنا فً عبلقة حمٌمة‬
‫مع ٌسوع المسٌح‪ ،‬من خبلل المناولة‪ .‬وٌسوع‬
‫نفسه ٌإ ّكد لنا أن هذا االتحاد ٌحدُث بشكل حقٌقً‪.‬‬

‫‪124‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ث‪ٌ -‬دعً البابا نقبل عن ٌوحنا الدمشقً ان‬


‫الذبٌحة واحدة فً كل مكان وفً كل زمان فٌقول ‪:‬‬
‫وهذا ما قاله أٌضا ٌوحنا الدمشقً‪" :‬نقدّ م دوما‬
‫الح َمل‪ ،‬ال حمبل الٌوم وحمبل آخر ؼدا‪ ،‬بل‬‫نفس َ‬
‫نفس الحمل‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬هنالك ذبٌحة واحدة‪...‬‬
‫فنحن الٌوم نقدّ م الذبٌحة التً قُدِّ مت فً الماضً‬
‫والتً لم تنته أبدا"‪ .‬القداس ال ٌُضاؾ وال ٌضٌؾ‬
‫ٌإونها‪ .‬ما ٌتكرر هو‬
‫شٌبا إلى ذبٌحة الصلٌب‪ ،‬بل ِّ‬
‫"إظهار ذكرى" الذبٌحة‪ ،‬الذي من خبللها ٌصبح‬
‫ما قدّ مه المسٌح حاضرا فً الزمان‪ .‬لذا ال ٌمكن أن‬
‫نعتبر سر االفخارستٌا وكؤنه أمر قابم بحد ذاته‪،‬‬
‫دون عبلقة بذبٌحة الصلٌب‪.‬‬
‫ج‪ٌ -‬إكد البابا ان المسٌحً ٌؤكل الروح القدس‬
‫وهذا عكس ما ادعاه شنودة من ان الروح التإكل‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ومن خبلل تناول جسده ودمه‪ٌ ،‬عطٌنا المسٌح‬
‫أٌضا روحه القدوس‪ٌ .‬قول القدٌس أفرام‪ٌ" :‬دعو‬
‫َ‬
‫الخبز جسدَه وٌمؤله من روحه‪ ...‬ومن‬ ‫(المسٌح)‬
‫ٌؤكل بإٌمان‪ٌ ،‬ؤكل النار والروح‪ ...‬خذوا كلوا منه‬
‫‪125‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫كلكم‪ ،‬وكلوا معه الروح القدس‪ .‬فهذا بالفعل‬


‫جسدي ومن ٌؤكله ٌحً إلى األبد"‪.‬‬
‫ح‪ -‬وٌتحدث عن الشركة مع المسٌح واالب‬
‫والروح القدس وشركة الكنٌسة بالجسد السري‬
‫واالتحاد باهلل فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬ألن هدفها النهابً هو شركة جمٌع البشر‬
‫بٌسوع المسٌح‪ ،‬وبه مع اآلب والروح القدس‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬والمناولة تشدّ د الكنٌسة فً وحدتها كجسد‬
‫السري‪ٌ .‬تكلم القدٌس بولس عن هذه‬ ‫ّ‬ ‫المسٌح‬
‫لسر االفخارستٌا عندما ٌكتب‬
‫الموحدة" ّ‬‫ِّ‬ ‫"الفعالٌة‬
‫ألهل كورنتس‪" :‬ألٌس الخبز الذي نكسره مشاركة‬
‫فً جسد المسٌح؟ فإ ّنا نحن الكثٌرٌن خبز واحد‬
‫وجسد واحد ألننا جمٌعا نشترك فً الخبز الواحد"‬
‫( ا كورنتس ٓٔ‪.)ٔ7-ٔٙ :‬‬
‫وٌفسر الذهبً الفم قاببل‪" :‬ما هو هذا الخبز؟‬
‫ّ‬ ‫ٖ‪-‬‬
‫انه جسد المسٌح‪ .‬ماذا ٌصبح من ٌقبلونه؟ جسد‬
‫المسٌح‪ .‬ال أجساد المسٌح‪ ،‬بل جسد المسٌح‬
‫الواحد‪ .‬فكما أن الخبز واحد‪ ،‬مع أنه مإلؾ من‬
‫حبات قمح كثٌرة‪ ،‬وهً حبات ال نراها لكنها‬
‫‪126‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫موجودة ومتحدة بحٌث ٌختفً االختبلؾ فٌما بٌنها‬


‫داخل وحدة الخبز الواحد‪ ،‬هكذا نحن متحدون مع‬
‫بعضنا البعض ومع المسٌح"‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وهكذا تح ّقق الكنٌسة هوٌ َتها من خبلل تناولها‬
‫جسد الرب ودمه‪ .‬فهً "فً المسٌح‪ ،‬بمثابة السر‪،‬‬
‫أي العبلمة واألداة فً االتحاد الصمٌم باهلل ووحدة‬
‫الجنس البشري بر ّمته"‬
‫٘‪ -‬وقد ع ّبر أحد اآلباء البٌزنط ٌٌّن عن هذه‬
‫الحقٌقة بروح إٌمان ثاقب قاببل‪" :‬هكذا‪ ،‬رتبة‬
‫االفخارستٌا كاملة‪ ،‬خبلفا ألٌة رتبة أخرى‪ .‬فهً‬
‫تقود إلى قمة جمٌع الخٌرات‪ ،‬ألننا فً سر‬
‫االفخارستٌا نلتقً باهلل نفسه‪ ،‬وفٌه ٌتحد هللا فٌنا‬
‫بشكل كامل"‪.‬‬
‫خ‪ٌ -‬إكد البابا علً حضور المسٌح فً القربان‬
‫وانه ٌجب السجود والعبادة للقربان(الذي هو‬
‫المسٌح حقٌقة ) فٌقول‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أن التعبدات للقربان األقدس‪ ،‬خارج إطار‬
‫ذبٌحة القداس‪ ،‬لها أهمٌة كبٌرة فً حٌاة الكنٌسة‪.‬‬
‫وهً تع ّبدات مرتبطة ارتباطا وثٌقا بذبٌحة القداس‪.‬‬
‫‪127‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ -‬فحضور المسٌح فً األشكال المقدسة بعد‬


‫القداس‪ ،‬وهو حضور ٌبقى فعلٌا ما دامت أعراض‬
‫الخبز والخمر صالحة‪( ،‬هذا الحضور) ٌنبع من‬
‫االحتفال بالذبٌحة وٌتوق إلى تحقٌق روح‬
‫السرانٌة والروحٌة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المشاركة‬
‫ٖ‪ -‬وٌعود إلى الرعاة واجب تشجٌع هذه التع ّبدات‬
‫اإلفخارستٌة‪ّ ،‬أوالً من خبلل َم َثلهم‪ ،‬السٌما عرض‬
‫القربان األقدس والسجود له‪ .‬جمٌل أن نتحدّ ث مع‬
‫المسٌح كما فعل ٌوحنا الذي مال على صدر‬
‫ٌسوع‪ ،‬لنشعر بدؾء قلبه‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬وإن كانت المسٌحٌة الٌوم ٌجب أن تتم ٌّز ب‬
‫"فنّ الصبلة"‪ ،‬كٌؾ ال نشعر بالحاجة إلى المكوث‬
‫مطول فً حضرة ٌسوع القربانً‪ ،‬والتحدّ ث‬
‫بشكل ّ‬
‫الروحً إلٌه‪ ،‬والسجود الصامت له‪.‬‬
‫قمت شخصٌا بهذه الخبرة‪ ،‬ولطالما‬‫ُ‬ ‫٘‪ -‬لطالما‬
‫نهلت منها سندًا ونع ًما ال ُتحصى‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬وكم من القدٌسٌن أعطونا مثاال فً ذلك‪:‬‬
‫القدٌس الفونس ماري دي لٌجوري كتب فً هذا‬
‫الصدد‪" :‬بعد األسرار‪ ،‬السجود للمسٌح فً القربان‬
‫‪128‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ّ‬
‫وأعزها على قلب هللا وأكث ُرها‬ ‫هو ّأول التع ّبدات‪،‬‬
‫فابدة لنا"‪.‬‬
‫د‪ -‬وٌتحدث عن الشراكة فً الطبٌعة االلهٌة (الحظ‬
‫ان البابا اضاؾ كلمة (فً) والتً اصر االنبا‬
‫بٌشوي علً انها ؼٌر صحٌحة ) فٌقول ‪:‬‬
‫نمو‬
‫ٔ‪ -‬الشركة ؼٌر المنظورة‪ ،‬مع إنها فً ّ‬
‫مستمر‪ ،‬تفترض حٌاة النعمة التً تجعلنا "شركاء‬
‫فً الطبٌعة اإللهٌة" (ٕ بطرس ٔ‪ ،)ٗ :‬كما‬
‫تفترض فضابل اإلٌمان والرجاء والمحبة‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬هكذا فقط ٌمكن أن تتحقق شركة مع اآلب‬
‫واالبن الروح القدس‪ .‬فاإلٌمان وحده ال ٌكفً‪ :‬بل‬
‫ٌجب البقاء فً حٌاة النعمة المقدِّ سة وفً المحبة‬
‫وداخل الكنٌسة "قلبا وجسدا"‪ٌ .‬جب العٌش‪ ،‬كما‬
‫ٌقول القدٌس بولس‪ ،‬حسب "اإلٌمان الذي ٌعمل‬
‫بالمحبة" (ؼبلطٌة ‪.)٘:ٙ‬‬
‫ذ‪ -‬وٌشبه البابا من ٌؤكل االفخارستٌا بمرٌم التً‬
‫حملت المسٌح بٌن احشابها فٌقول ‪:‬‬

‫‪129‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ‪ -‬وقد مارست مرٌم‪ ،‬نوعا ما‪ ،‬إٌمانها‬


‫اإلفخارستً قبل تؤسٌس االفخارستٌا‪ ،‬عندما قدّ مت‬
‫المتجسد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫حشاها البتولً مسكنا لكلمة هللا‬
‫فاإلفخارستٌا ُتعٌدنا إلى سر موت الموت وقٌامته‪،‬‬
‫سا فً خط التجسد‪.‬‬ ‫لكنها توجد أسا ً‬
‫ٕ‪ -‬ففً التجسد حبلت مرٌم العذراء بالمسٌح‬
‫الحقٌقً‪ ،‬بجسده ودمه‪ ،‬مح ِّققة فً ذاتها ما‬
‫سٌحدث لكل ّ مإمن سٌقبل فٌما بعد جسد المسٌح‬
‫ودمه فً المناولة‪ .‬هنالك إذا تشاب ٌه عمٌق بٌن‬
‫كلمة هاأنذا التً قالتها مرٌم فً البشارة‪ ،‬وكلمة‬
‫آمٌن التً ٌقولها المإمن قبل أن ٌتناول جسد‬
‫المسٌح‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬فقد ُطلب من مرٌم أن تإمن أن من َتقبله فً‬
‫أحشابها الطاهرة هو ابن هللا‪ ،‬ونحن ٌُطلب م ّنا أن‬
‫نإمن أن َمن نق ُبله فً القربان هو حقا ابن هللا‬
‫بجسده ودمه الحقٌقٌٌن‪" .‬طوبى لمن آمنت" (‬
‫لوقا ٔ‪.)ٗ٘ :‬‬
‫سر البشارة إٌمانَ الكنٌسة‬
‫ٗ‪ -‬استبقت مرٌم فً ّ‬
‫االفخارستً‪ .‬فعندما كانت تحمل فً أحشابها ابن‬
‫ّ‬
‫‪131‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫هللا المتجسد أثناء زٌارتها لخالتها ألٌصابات‪،‬‬


‫أصبحت‪ ،‬نوعا ما‪ ،‬بٌت قربان‪ ،‬أول بٌت قربان فً‬
‫التارٌخ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫الكنٌسة االنجٌلٌة المصرٌة‬

‫من كتاب ‪ :‬العشاء الربانً ‪ -‬عوض سمعان‬


‫أ‪ٌ -‬إكد المإلؾ علً اختبلؾ الطوابؾ المسٌحٌة‬
‫حول االفخارستٌا وٌطلب منهم اختبار ادلتهم‬
‫والبحث بحٌاد فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬للعشاء الربانً مكانة سامٌة لدٌنا نحن‬
‫المسٌحٌٌن‪ ،‬ولذلك كان الكاتب ٌهتم به منذ حداثته‬
‫أكثر من أي موضوع دٌنً آخر‪ .‬ولما وجد فً دور‬
‫الشباب أن الطوابؾ المسٌحٌة تختلؾ بشؤنه‬
‫اختبلفا ً كبٌراً‪ ،‬وأن لكل طابفة حججا ً خاصة تعتمد‬
‫علٌها فً تؤٌٌد عقٌدتها‪ ،‬عكؾ على دراسة ما‬
‫سجله الكتاب المقدس عنه‪ ،‬وما سجله أٌضا ً رجال‬
‫الدٌن فً كل الطوابؾ‪ ،‬حتى تتجلى له الحقٌقة‪.‬‬
‫‪131‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ثم أصدر منذ ربع قرن تقرٌبا ً كتاب "العشاء‬


‫الربانً" ٌوضح فٌه حقٌقة هذا العشاء‪ ،‬وٌشرح‬
‫اآلٌات الخاصة به‪.‬‬
‫ٕ‪ -‬فتعرض بعض رجال الدٌن لنقده شفوٌا ً‬
‫وتحرٌرٌا ً‪ ،‬فقابل نقدهم جمٌعا ً بصدر رحب وعاد‬
‫إلى كتابه ٌدرسه بكل تدقٌق‪ ،‬فوجد أنه لم ٌخطا‬
‫فً شًء‪ ،‬وأن السبب فً نقدهم ٌرجع إلى أن هذا‬
‫الكتاب كان موجزاً – ولذلك درس من جدٌد‬
‫موضوع العشاء الربانً فً مراجع أكثر‪ ،‬فؤسفرت‬
‫الدراسة عن إصدار الكتاب الذي ٌقدمه للقراء‬
‫اآلن‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬أن الحقٌقة هً بنت البحث‪ ،‬وأن من ٌرفض‬
‫دراسة اآلراء المخالفة لرأٌه‪ ،‬أو ٌدرس هذه اآلراء‬
‫بروح تختلؾ عن تلك التً ٌدرس بها اآلراء‬
‫الموافقة له‪ ،‬ال ٌتٌسر له إدراك الحقٌقة إطبلقا ً‪.‬‬
‫ولذلك قال الرسول‪" :‬امتحنوا كل شًء‪ .‬تمسكوا‬
‫بالحسن" (ٔ تسالونٌكً ٘‪.)ٕٔ :‬‬
‫ٗ‪ -‬إذاً علٌنا أن نستمع لكل اآلراء الدٌنٌة‪ ،‬حتى‬
‫المخالفة منها لرأٌنا‪ ،‬وأن ندرسها جمٌعا ً فً ضوء‬
‫الوحً اإللهً‪ ،‬لكً نعرؾ حكمه علٌها‪ ،‬وحكمه‬
‫هو فصل الخطاب بشؤنها‪.‬‬

‫‪132‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫٘‪ -‬ومن المؤثور عن بعض أتقٌاء األرثوذكس‬


‫القدامى أنهم قالوا "إن انقٌاد اإلنسان وراء الؽٌر‪،‬‬
‫ٌُفقده شخصٌته وٌجعله عاجزاً عن التصرؾ فً‬
‫شًء من تلقاء ذاته‪ .‬ولما كان هللا ٌتطلب من‬
‫المإمنٌن أن ٌكونوا أقوٌاء الشخصٌة‪ ،‬وجب‬
‫علٌهم أال ٌلقوا بقٌادتهم إلى إنسان ما‪ ،‬بل أن‬
‫ٌسمعوا لكثٌرٌن وأن ٌقرأوا لكثٌرٌن‪ ،‬حتى تنطلق‬
‫أرواحهم حرة من كل قٌد تبحث عن الحق أٌنما‬
‫كان‪ ،‬ؼٌر خاضعة أو مقدسة لفرٌق خاص من‬
‫الناس" (كتاب انطبلق الروح ص ‪)ٖٓ -ٕ9‬‬
‫ب‪ٌ -‬إكد ان االفخارستٌا لٌست تقلٌدا لعبادة مثرا‬
‫الوثنٌة فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أما الدعوى بؤن استعمال العشاء الربانً عند‬
‫المسٌحٌٌن مقتبس من عبادة مثرا الوثنٌة (كما‬
‫ٌقول بعض النقاد)‪ ،‬فهً دعوى باطلة من‬
‫أساسها‪ ،‬ألن عبادة مثرا كانت تتطلب من‬
‫المشتركٌن فٌها أن ٌتناولوا معا ً خبزاً وماء (ولٌس‬
‫خبزاً وخمراً)‪ ،‬وذلك للداللة على تآلفهم وارتباطهم‬
‫معا ً‪.‬‬

‫‪133‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ -‬فضبلً عن ذلك فإن أتباع المسٌح كانوا بعٌدٌن‬


‫عن هإالء الوثنٌٌن بعداً شاسعا ً‪ ،‬ال ٌسمح بانتقال‬
‫عقٌدة مثرا إلٌهم بطرٌق مباشر أو ؼٌر مباشر‪.‬‬
‫ت‪ٌ -‬دعً ان للعشاء الربانً (االفخارستٌا) اربعة‬
‫اؼراض وٌدعو الً توحٌد الطوابؾ المسٌحٌة‬
‫فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬أن المسٌح قال لتبلمٌذه عن العشاء الربانً‬
‫"اصنعوا هذا لذكري" (لوقا ٕٕ‪ .)ٔٔ :‬والحق أن‬
‫هذا ؼرض واحد من بٌن أربعة أؼراض سجلها‬
‫الوحً لهذا العشاء‪.‬‬
‫أ‪ -‬تذكر المسٌح‬
‫ب‪ -‬إعبلن موت المسٌح‬
‫ت‪ -‬انتظار مجًء المسٌح‬
‫ث‪ -‬االعتراؾ بوحدة المإمنٌن الحقٌقٌٌن‬
‫ٕ‪ٌ -‬جب أن نؽض الطرؾ عن أنفسنا ككنابس أو‬
‫طوابؾ‪ ،‬وأن ننظر إلى المإمنٌن الحقٌقٌٌن فً كل‬
‫العالم كجسد واحد رأسه المسٌح‪ ،‬ألننا جمٌعا ً‬
‫بروح واحد اعتمدنا إلى جسد واحد (ٔ كورنثوس‬
‫ٕٔ‪)ٖٔ :‬‬

‫‪134‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٖ‪ -‬وإال فإن العشاء الذي نمارسه ال ٌكون بعد‬


‫عشاء الرب بل عشاءنا نحن‪ ،‬وببس النتٌجة‪ .‬ألننا‬
‫نكون أرثوذكس وكاثولٌك وإنجٌلٌٌن‪ ،‬ولكن ال‬
‫نكون مسٌحٌٌن لهم فكر المسٌح‪ ،‬إذ أن المسٌح‬
‫كما نعلم‪ٌ ،‬رٌد أن نكون واحداً‪ ،‬فقد قال "لٌكون‬
‫الجمٌع واحداً" (ٌوحنا ‪)ٕٔ :ٔ7‬‬
‫ث‪ٌ -‬وضح سبب االختبلؾ حول االفخارستٌا وٌذكر‬
‫اراء الفرق فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬مما ٌإسؾ له كثٌراً أننا اختلفنا من جهته‬
‫اختبلفا ً كبٌراً‪ .‬وٌرجع السبب فً ذلك إلى أن فرٌقا ً‬
‫منا أخذ حدٌث المسٌح عن هذا العشاء بالمعنى‬
‫الحرفً أو المادي‪ ،‬وأخذه الفرٌق اآلخر بالمعنى‬
‫المجازي أو الروحً‪ ،‬وفٌما ٌلً أهم اآلراء بشؤنه‬
‫ٕ‪ٌ -‬قول األرثوذكس والكاثولٌك إن الخبز والخمر‬
‫ٌتحوالن بطرٌقة سرٌة إلى ذات الهوت المسٌح‬
‫وناسوته‪ ،‬وذلك مع بقاء الخبز والخمر كما هما فً‬
‫الشكل واللون والطعم والرابحة‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬فالتحول الذي ٌحدث فً العشاء الربانً حسب‬
‫اعتقادهم‪ ،‬هو تحول فعلً ال معنوي‪ ،‬وكل ما فً‬
‫األمر أنه ؼٌر مدرك بالحواس البشرٌة‪.‬‬

‫‪135‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٗ‪ -‬كما ٌقولون إن لهذا العشاء فاعلٌة ذاتٌة (أي‬


‫أن فاعلٌته مستمدة من ذاته ولٌست متوقفة على‬
‫إٌمان الذٌن ٌقبلونه‪ ،‬فٌكون مثل العشاء الربانً‬
‫لدٌهم مثل النار التً تشتعل من ذاتها ألن فٌها‬
‫خاصٌة االشتعال)‪.‬‬
‫٘‪ -‬وهذه الفاعلٌة هً منح الذٌن ٌتناولون منه‬
‫الؽفران والحٌاة األبدٌة‪ ،‬وإعطاإهم امتٌاز التمتع‬
‫بحلول المسٌح فً نفوسهم‪ ،‬ومساعدتهم على‬
‫عمل وصاٌاه فً العالم الحاضر أٌضا ً‪.‬‬
‫‪ -ٙ‬ؼٌر أن الكاثولٌك ٌختلفون عن األرثوذكس من‬
‫جهة شروط فاعلٌة العشاء الربانً‪ .‬فٌقولون إن‬
‫هللا ال ٌتطلب من المتناولٌن من هذا العشاء أن‬
‫ٌكونوا أنقٌاء أو أطهاراً‪ ،‬كما ٌقولون إن فاعلٌته ال‬
‫تتوقؾ على عمل الروح القدس فً نفوس هإالء‪.‬‬
‫‪ -7‬أما األرثوذكس فٌقولون إن فاعلٌة العشاء‬
‫الربانً وإن كان ال تتوقؾ على سلوك الذٌن‬
‫ٌتناولون منه‪ ،‬ؼٌر أنه من الواجب علٌهم أال‬
‫ٌقاوموا تؤثٌره فً نفوسهم‪ ،‬كما ٌقولون إنه إذا‬
‫تناول إنسان من العشاء الربانً بدون استحقاق ال‬
‫وٌعرض نفسه‬ ‫ّ‬ ‫ٌفٌد منه‪ ،‬ولٌس هذا فحسب بل‬
‫لدٌنونة هللا أٌضا ً‪.‬‬

‫‪136‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -8‬وٌقول اللوثرٌون‬
‫أ‪ -‬إن العشاء الربانً هو ذات جسد المسٌح ودمه‪،‬‬
‫لٌس بمعنى أنه ٌتحول إلى ذات الهوت المسٌح‬
‫وناسوته‪ ،‬أو إلى ذات جسده ودمه فحسب‪ ،‬بل‬
‫بمعنى أن ذات جسده ودمه ٌحبلن فً العشاء‬
‫المذكور‪ ،‬حلول السٌؾ فً الؽمد واستقراره فٌه‪.‬‬
‫ولذلك ٌعتقدون أنهم بالتناول من العشاء الربانً‪،‬‬
‫ٌتناولون ذات جسد المسٌح ودمه فً ؼبلؾ من‬
‫الخبز والخمر‪.‬‬
‫ب‪ -‬فالحلول الذي ٌقولون به إذاً هو حلول فعلً‪،‬‬
‫وكل ما فً األمر ؼٌر مدرك بالحواس البشرٌة‪.‬‬
‫ت‪ -‬وفاعلٌة العشاء الربانً لدٌهم لٌست مستمدة‬
‫من ذاته (كما ٌقول األرثوذكس والكاثولٌك)بل‬
‫متوقفة على إٌمان الذٌن ٌتناولون منه‪.‬‬
‫ث‪ -‬كما أن فاعلٌة هذا العشاء لدٌهم لٌست هً كل‬
‫فاعلٌته عند األرثوذكس والكاثولٌك‪ ،‬بل هً فقط‬
‫تمتع المتناولٌن بحلول المسٌح فٌهم‪ .‬ألن‬
‫اللوثرٌٌن ٌعتقدون أن الحصول على الؽفران‬
‫والحٌاة األبدٌة ٌكون فقط بواسطة اإلٌمان الحقٌقً‬
‫بالمسٌح‬

‫‪137‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ج‪ -‬وٌرجع السبب فً اعتقادهم‪ ،‬إلى فهم حدٌث‬


‫المسٌح عن العشاء الربانً الذي ذكرناه فٌما سلؾ‬
‫بالمعنى الحرفً (كاألرثوذكس والكاثولٌك)‪ ،‬ؼٌر‬
‫أنهم نفوا اتحاد البلهوت فً هذا العشاء‪ ،‬كما‬
‫فسروا حدٌث المسٌح عنه تفسٌراً ٌرون أنه ال‬
‫ٌتعارض مع الواقع أو مع خصابص المادة‬
‫‪ -9‬وٌقول المشٌخٌون أو الكلفٌنٌون‬
‫أ‪ -‬إن العشاء الربانً ال ٌتحول إلى ذات الهوت‬
‫المسٌح وناسوته‪ ،‬أو ٌحوي ذات جسد المسٌح‬
‫ودمه‪ ،‬بل إن المسٌح ٌرافق هذا العشاء بحالة‬
‫روحٌة إلى قلوب الذٌن ٌتناولون منه باإلٌمان‪،‬‬
‫دون أن ٌطرأ على العشاء تؽٌٌر ما‬
‫ب‪ -‬ؼٌر أنهم ٌتفقون مع اللوثرٌٌن وؼٌرهم من‬
‫الطوابؾ التً سنذكرها فٌما بعد‪ ،‬على أن العشاء‬
‫الربانً لٌست له فاعلٌة ذاتٌة‪ ،‬بل أن فاعلٌته‬
‫متوقفة على إٌمان الذٌن ٌتناولون منه‪.‬‬
‫ت‪ -‬وٌرجع السبب فً اعتقادهم إلى فهم حدٌث‬
‫المسٌح عن العشاء الربانً بالمعنى المجازي ال‬
‫الحرفً‬
‫ٓٔ‪ -‬وٌقول األسقفٌون‬
‫‪138‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أ‪ -‬إن العشاء الربانً هو سر جسد المسٌح ودمه‪،‬‬


‫وأن المسٌح فً هذا السر هو قوت روحً‬
‫للمإمنٌن‪ .‬ألنهم ٌعتقدون أنهم ٌتناولون المسٌح‬
‫بحالة روحٌة عند التناول من العشاء الربانً‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما من جهة عبلقة العشاء الربانً بجسد‬
‫المسٌح ودمه‪ ،‬فٌقولون أنهما ال ٌحبلن فً هذا‬
‫العشاء بل ٌحبلن فً المإمنٌن‪،‬‬
‫ت‪ -‬ألن الخبز والخمر ال ٌتحوالن إلى ذات جسد‬
‫المسٌح ودمه‪ ،‬أو ٌحل ذات جسده ودمه فٌهما‪ ،‬بل‬
‫أنهما ٌظبلن كما هما خبزاً وخمراً‬
‫ج‪ٌ -‬وضح اسباب الخبلؾ بٌن الطوابؾ فٌقول ‪:‬‬
‫هذه هً أهم العقابد الخاصة بالعشاء الربانً‪،‬‬
‫ومنها ٌتضح لنا أن االختبلؾ الجوهري بٌنها‬
‫ٌنحصر فً أن بعضها ٌنص على أن العشاء‬
‫الربانً ٌتحول إلى ذات الهوت المسٌح وناسوته‪،‬‬
‫أو أن ذات جسده ودمه ٌحبلن فً هذا العشاء‪،‬‬
‫ٌنص على أن العشاء الربانً‬
‫ّ‬ ‫وأن البعض اآلخر‬
‫ٌظل كما هو دون تؽٌٌر أو تبدٌل‪ ،‬وأن التحول‬
‫تحوال)‪ ،‬هو‬
‫الذي ٌحدث فٌه (إن جاز أن ٌسمى ّ‬
‫تحول معنوي أو اعتباري فحسب‪ ،‬وذلك بسبب‬

‫‪139‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫كون هذا العشاء تذكاراً لموت المسٌح على‬


‫الصلٌب‪.‬‬
‫ح‪ٌ -‬دعو الً عدم اتباع االباء وانما الكتاب‬
‫المقدس فٌقول ‪:‬‬
‫المفروض هو التمسك بكلمة هللا وحدها‪ ،‬ولٌس‬
‫بكلمة هللا وأقوال القدٌسٌن القدماء‪ ،‬ألن هإالء‬
‫القدٌسٌن‪ ،‬وإن كانوا على جانب عظٌم من التقوى‪،‬‬
‫إال أنهم لم ٌخرجوا عن كونهم بشراً معرضٌن‬
‫للخطؤ نظٌرنا‪.‬‬
‫خ‪ -‬ويورد اقوال ابائية تنفي استتااةة اةببتو واةب تر‬
‫اةي جسد ودم فيقول ‪:‬‬

‫ٔ –عن ٌوسابٌوس القٌصري أنه قال فً شرح‬


‫لآلٌة "الكبلم الذي أكلمكم به هو روح وحٌاة"‪:‬‬
‫"كؤن المسٌح ٌقول لتبلمٌذه‪ ،‬ال تظنوا أنً أتكلم‬
‫معكم عن الجسد الذي أنا حامله‪ ،‬كؤن هذا ٌجب أن‬
‫ٌإكل‪ .‬وال تظنوا أنً أقدم لكم دمً المادي لكً‬
‫تشربوه‪ .‬لكن أعلموا أن الكلمات نفسها التً‬
‫كلمتكم بها هً روح وحٌاة‪ ،‬حتى أن ذات كبلمً‬
‫هو لحم ودم‪ ،‬والذي ٌخصصه لنفسه ٌقتات كما‬

‫‪141‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫بطعام سماوي‪ .‬وٌكون شرٌكا فً الحٌاة‬


‫السماوٌة"‬
‫ٕ‪ -‬وعن أؼسطٌنوس أنه قال‪" ،‬إن حدٌث المسٌح‬
‫عن األكل من جسده ال ٌجوز فهمه حرفٌاً‪ ،‬ألن‬
‫نعمته ال تقبل باألسنان"‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وعن أثناسٌوس الرسولً أنه قال‪ :‬إن التناول‬
‫من جسد المسٌح ودمه ال ٌكون إال روحٌا ً"‬
‫ٗ‪ -‬قال المسٌو البرتٌنوس إن اثنٌن من الباباوات‬
‫وأربعة من الكرادلة وخمسة من األساقفة وبعض‬
‫علماء البلهوت الذٌن ظهروا لؽاٌة العصر الذي‬
‫عاش فٌه‪ ،‬قد نادوا بؤن حدٌث المسٌح الوارد فً‬
‫(ٌوحنا ‪ ،)ٙ‬خاص باالٌمان بشخصه‬
‫د‪ -‬كما ٌورد تباٌن مفهوم االستحالة وعدم قدرة‬
‫القابلٌن بها علً اقناع بعضهم البعض فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ٌ -‬قول فرٌق منهم إن الخبز وحده ٌتحول إلى‬
‫المسٌح بكامله‪ ،‬أو بالحري إلى جسده ودمه معاً‪،‬‬
‫ألن الدم عنصر من عناصر الجسد (ولذلك ٌكفً‬
‫التناول من الخبز وحده)‪ .‬وٌقول فرٌق آخر إن‬
‫الخبز ٌتحول فقط إلى جسد المسٌح‪ ،‬إنما الخمر‬

‫‪141‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫هً التً تتحول إلى دمه‪ ،‬ولذلك ٌجب التناول من‬


‫الخبز والخمر معا ً‬
‫ٕ‪ -‬وٌقول فرٌق إن الخبز ٌتحول إلى جسد‬
‫المسٌح بما فٌه من عظام ومفاصل وعروق وؼٌر‬
‫ذلك‬
‫ٖ‪ -‬وٌقول فرٌق إن العشاء الربانً ٌتحول إلى‬
‫ناسوت المسٌح مع الهوته ونفسه‪ .‬وٌقول فرٌق‬
‫آخر إنه ٌتحول إلى ناسوت المسٌح والهوته دون‬
‫نفسه‪ ،‬ألن هذا العشاء ذبٌحة والذبٌحة تكون خالٌة‬
‫من النفس‬
‫ٗ‪ -‬وٌقول فرٌق إن الخبز الذي ٌستعمل فً‬
‫العشاء الربانً ٌجب أن ٌكون فطٌراً (أي خالٌا ً من‬
‫الخمٌر)‪ ،‬وٌقول فرٌق آخر إنه ٌجب أن ٌكون‬
‫خبزاً‪ ،‬أي به خمٌر‬
‫٘‪ -‬وٌقول فرٌق إن اإلستحالة تحدث عندما ٌردد‬
‫الكاهن فً القداس قول المسٌح "هذا هو جسدي"‪،‬‬
‫وٌقول فرٌق آخر إنها تحدث بعد ذلك‪ ،‬عندما‬
‫ٌستدعً الكاهن الروح القدس لكً ٌحل على الخبز‬
‫والخمر‬

‫‪142‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪ -ٙ‬وهكذا ٌرمً كل فرٌق صاحبه بالخطؤ دون أن‬


‫ٌستطٌع إقناعه‪ ،‬وذلك لسببٌن‪:‬‬
‫أ‪ -‬ال توجد آٌة واحدة كتابٌة تنص على كٌفٌة‬
‫حدوث االستحالة أو الوقت الذي تحدث فٌه‪ .‬أو‬
‫الشروط التً ٌجب أن تتوافر لحدوثها‪.‬‬
‫ب‪ -‬إن اإلستحالة التً ٌقولون عنها لٌست‬
‫واقعٌة‪ ،‬إذ أنها ال تترك أي أثر ٌدل علٌها‪.‬‬
‫ذ‪ -‬وٌرد علً حجج القابلٌن باالستحالة فٌقول ‪:‬‬
‫ٔ‪ -‬إننا إذا وضعنا أمامنا أن المسٌح بتجسده لم‬
‫ٌتحول ناسوته إلى الهوت‪ ،‬أو الهوته إلى ناسوت‪،‬‬
‫بل ظل البلهوت هو البلهوت بعٌنه‪ ،‬وظل الناسوت‬
‫هو الناسوت بعٌنه‪ ،‬كما أن المسٌح من الناحٌة‬
‫االنسانٌة‪ ،‬لم ٌكن ٌوما ً ما شٌبا ً ؼٌر الناسوت ثم‬
‫حل فٌه الناسوت‪ ،‬أدركنا أنه ال ٌمكن من الناحٌة‬
‫الكتابٌة أو العقلٌة أو ؼٌرهما من النواحً‪ ،‬أن‬
‫ٌتحول العشاء الربانً إلى الهوت المسٌح‬
‫وناسوته‪ ،‬أو ٌحل ذات جسده ودمه فً هذا‬
‫العشاء‪.‬‬
‫ٕ – إذا تؤملنا العبارات التً أسندها المسٌح إلى‬
‫الخبز والخمر‪ ،‬أدركنا أنه لم ٌقصد مطلقا ً أنهما‬
‫‪143‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ذات جسده ودمه‪ .‬فقوله عن الخبز "هذا هو‬


‫جسدي الذي ٌبذل عنكم"‪ٌ ،‬دل على أن الخبز لم‬
‫ٌكن ذات جسده‪ ،‬ألن الذي بذل عن التبلمٌذ‪ ،‬أو‬
‫بالحري قدم فدٌة عنهم‪ ،‬هو الجسد الذي كان‬
‫المسٌح موجوداً فٌه وقتبذ وهذا الجسد بذل عنهم‬
‫لٌس عند تقدٌم الخبز لهم‪ ،‬بل بذل فً الٌوم التالً‬
‫لتقدٌم الخبز المذكور‪ ،‬وذلك عندما قدم المسٌح‬
‫نفسه على الصلٌب عوضا ً عنهم وعنا‪ .‬أما الخبز‬
‫الذي أعطاه للتبلمٌذ‪ ،‬فلم ٌبذل أو ٌقدم فدٌة على‬
‫االطبلق‪ ،‬بل أكله التبلمٌذ بؤفواههم ونـزل إلى‬
‫جوفهم‪ ،‬األمر الذي ٌدل على أن قول المسٌح عن‬
‫الخبز إنه جسده‪ ،‬ال ٌراد به إال أن هذا الخبز مثال‬
‫لجسده أو رمز له‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬وقوله عن الخمر "هذا هو دمً الذي ٌسفك‬
‫من أجل كثٌرٌن"‪ٌ ،‬دل على أن الخمر لٌست هً‬
‫ذات دمه‪ ،‬ألن الذي سفك من أجل كثٌرٌن هو دمه‬
‫الذي كان ٌجري فً جسمه وقتبذ‪ ،‬وهذا الدم سفك‬
‫لٌس عند تقدٌم الخمر لتبلمٌذه‪ ،‬بل سفك فً الٌوم‬
‫التالً لتقدٌمها لهم‪ .‬وذلك عندما قدم المسٌح نفسه‬
‫على الصلٌب عوضا ً عنهم وعنا كما ذكرنا‪ .‬أما‬
‫الخمر التً أعطاها لهم‪ ،‬فلم تسفك أو تقدم فدٌة‬
‫على االطبلق‪ ،‬بل شربها التبلمٌذ ونـزلت إلى‬
‫‪144‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫جوفهم‪ ،‬األمر الذي ٌدل على أن قول المسٌح عنها‬


‫إنها دمه‪ ،‬ال ٌراد به إال إنها مثال لدمه أو رمز له‪.‬‬
‫ٖ‪ -‬كما أن قوله عن الكاس‪" :‬هذه الكؤس هً‬
‫العهد الجدٌد بدمً"‪ ،‬هو قول مجازي‪ ،‬ألنه ال‬
‫الكؤس أو السابل الذي كان فٌها هو العهد الجدٌد‪،‬‬
‫إذ أن هذا العهد كما نعلم جمٌعا ً لٌس شٌبا ً مادٌا ً‬
‫مثل الكؤس أو الخمر‪ ،‬بل هو معاملة هللا للمإمنٌن‬
‫بالنعمة المجانٌة على أساس الدم الكرٌم الذي سفك‬
‫مرة على الصلٌب‪ ،‬ولذلك فقول المسٌح عن الكؤس‬
‫إنها العهد الجدٌد‪ ،‬ال ٌراد به إال أن هذه الكؤس هً‬
‫إشارة إلى العهد المذكور‪ ،‬أو دلٌل علٌه كما ذكرنا‬
‫فٌما سلؾ‪.‬‬
‫ٗ‪ -‬إن المسٌح وإن كان من الممكن أن ٌوجد‬
‫ببلهوته فً كل مكان فً وقت واحد‪ ،‬ألن البلهوت‬
‫ال ٌتحٌز بحٌز على االطبلق (متى ‪ .)ٖٓ :ٔ8‬لكن‬
‫ال ٌمكن أن ٌوجد بناسوته فً أكثر من مكان واحد‬
‫فً وقت واحد‪ ،‬ألن الجسد الذي شاء المسٌح أن‬
‫ٌتخذه لنفسه لم ٌكن جسداً إثٌرٌا ً (كما قال بعض‬
‫الفبلسفة) بل كان جسداً من لحم ودم وعظم مثل‬
‫أجسادنا (عبرانٌٌن ٗٔ‪ ٕ:‬ولوقا ٕٗ‪– ٖ9 :‬‬
‫ٖٗ)‪.‬‬

‫‪145‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫٘‪ -‬والجسد المادي المكون من لحم ودم وعظم‪،‬‬


‫ٌتحٌز كما نعلم بالحٌز الذي ٌوجد فٌه دون سواه‪.‬‬
‫ولذلك عندما كان المسٌح موجوداً بالجسد مع‬
‫ٌوحنا المعمدان على نهر األردن‪ ،‬لم ٌكن موجوداً‬
‫بالجسد فً نفس هذا الوقت فً مكان آخر مثل‬
‫أرٌحا أو كفر ناحوم‪ .‬وعندما كان معلقا ً بالجسد‬
‫على الصلٌب‪ ،‬لم ٌكن موجوداً بالجسد فً هذا‬
‫الوقت فً مكان آخر مثل بٌت صٌدا أو بٌت عنٌا‪..‬‬
‫‪ -ٙ‬وإذا كان األمر كذلك فإن العشاء الربانً الذي‬
‫ٌصنع على األرض‪ ،‬ال ٌمكن أن ٌكون هو ذات‬
‫جسد المسٌح الذي فً السماء اآلن بل رمزاً له‪،‬‬
‫ألن المسٌح لم ٌكن له أكثر من جسد واحد من لحم‬
‫ودم وعظم‪.‬‬
‫‪ٌ – 7‬قول البعض (إن جسد المسٌح باتحاده‬
‫بالبلهوت صارت له بعض خصابصه‪ ،‬ونظراً ألن‬
‫المسٌح ٌمكن أن ٌوجد ببلهوته فً كل مكان فً‬
‫وقت واحد‪ ،‬فبل ٌصعب علٌه إذاً أن ٌكون هكذا‬
‫بالجسد أٌضا ً‪).‬‬
‫‪ -8‬وٌرد االستاذ عوض سمعان بقوله ‪:‬‬
‫أ‪ -‬هذه الحجة ال ٌجوز األخذ بها لسببٌن‪:‬‬

‫‪146‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ب‪( -‬األول) بالرجوع إلى الكتاب المقدس ٌتضح لنا‬


‫أن ناسوت المسٌح لم ٌتؤثر ببلهوته على االطبلق‪،‬‬
‫بل ظل كما هو الناسوت الذي ٌتعب وٌنام وٌجوع‬
‫وٌعطش (ٌوحنا ‪ 7 ،ٗ:ٙ‬و متى ٕ‪ ،)ٖ:‬وال ٌوجد‬
‫إال فً مكان واحد فً وقت واحد كما ذكرنا فٌما‬
‫سلؾ‪.‬‬
‫ت‪ -‬وقد عرؾ هذه الحقٌقة جمٌع القدٌسٌن‬
‫القدماء‪ ،‬وفً مقدمتهم القابلون باإلستحالة‬
‫أنفسهم‪ ،‬ولذلك قالوا "إن اتحاد البلهوت بالناسوت‬
‫هو بؽٌر اختبلط أو امتزاج أو تؽٌٌر"‬
‫ث‪ -‬الثانً‪ :‬إن هذه الحجة تإدي إلى ضبللتٌن‬
‫شنٌعتٌن‪ ،‬إذ لو كان البلهوت قد ؼ ٌّرخصابص‬
‫الناسوت‪ ،‬لكان الناسوت أٌضا ً (والعٌاذ باهلل) قد‬
‫ؼٌر خصابص البلهوت‪.‬‬
‫ج‪ -‬كما أنه لو كان المسٌح ٌوجد بالجسد فً أكثر‬
‫من مكان واحد فً وقت واحد‪ ،‬لتضاربت اآلراء‬
‫من جهة ما فعله المسٌح وما حدث له فً هذا‬
‫العالم‪ ،‬ولقال فرٌق من الناس (مثبل) إن المسٌح‬
‫صلب‪ ،‬ولقال فرٌق آخر إنه لم ٌصلب‪ ،‬ولكان‬
‫الفرٌقان على حق!! فهل ٌرضى صاحب الحجة‬

‫‪147‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫التً نفحصها بالضبللتٌن اللتٌن تترتبان على‬


‫حجته هذه؟!‬
‫ح‪ -‬أما القول‪ ،‬بؤن العشاء الربانً ال ٌصبح‬
‫باالستحالة جسداً آخر للمسٌح‪ ،‬بل ٌصبح ذات‬
‫جسد المسٌح الذي ولد من العذراء‪ ،‬والذي صعد‬
‫به إلى السماء وال ٌزال موجوداً به هناك‪ ،‬وأنه‬
‫لذلك ال ٌكون هناك مع االستحالة أكثر من جسد‬
‫واحد للمسٌح "‪ ،‬فبل ٌجوز األخذ به‪ ،‬إذ فضبل عن‬
‫أنه لٌست هناك آٌة واحدة فً الكتاب المقدس‬
‫تإٌده أو تنص علٌه‪،‬‬
‫خ‪ -‬فبل ٌمكن أن ٌكون المسٌح موجوداً اآلن‬
‫بالجسد فً السماء (كما ٌقول الكتاب المقدس)‬
‫وٌكون فً الوقت نفسه موجوداً بهذا الجسد تحت‬
‫شكلً الخبز والخمر فً أماكن كثٌرة على وجه‬
‫األرض (كما ٌقول المإمنون باالستحالة والحلول‪،‬‬
‫بناء على عقٌدتهم من جهة العشاء الربانً) وال‬
‫تكون هناك أجساد متعددة للمسٌح‪ .‬ولذلك ال ٌمكن‬
‫أن ٌكون العشاء الربانً هو ذات جسد المسٌح‬
‫باالستحالة أو الحلول على االطبلق‪.‬‬
‫ر‪ -‬وٌرد علً الذٌن ٌطلبون االٌمان دونما بحث او‬
‫مناقشة فٌقول ‪:‬‬
‫‪148‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٔ‪ٌ -‬قول االرثوذكس ‪:‬‬


‫االستحالة نوعان‪ :‬استحالة حسٌة وأخرى سرٌة‪.‬‬
‫فاألولى مثل تحوٌل الماء إلى خمر فً بلدة قانا‬
‫الجلٌل‪ ،‬والثانٌة مثلما ٌحدث فً العشاء الربانً‪،‬‬
‫أو مثلما حدث فً النار التً ألقً فٌها الفتٌة‬
‫الثبلثة‪ ،‬فإنها تحولت حٌنبذ إلى نسٌم علٌل مع‬
‫بقابها ناراً كما كانت قبل إلقابها فٌها‪ .‬لذلك لٌس‬
‫هناك مجال لبلعتراض على عقٌدة االستحالة لعدم‬
‫وجود أثر منظور ٌدل علٌها فً العشاء الربانً‬
‫ٕ‪ -‬وٌرد االستاذ سمعان‬
‫أ‪ -‬ال ٌجوز إطبلقا ً أن ٌتخذ المرء الموضوع الذي‬
‫ٌرٌد البرهنة على صدق رأٌه فٌه‪ ،‬هو بذاته حجة‬
‫له‪ .‬ولذلك فالقول إن االستحالة السرٌة مثلما ٌحدث‬
‫فً العشاء الربانً‪ ،‬هو قول مرفوض شكبلً‬
‫وموضوعا ً‪.‬‬
‫(ب) أما من جهة النار التً ألقى فٌها الفتٌة‪ ،‬فإنها‬
‫لم تتحول إلى نسٌم علٌل كما ٌقول صاحب هذه‬
‫الحجة‪ ،‬بل ظلت كما كانت من قبل ناراً مستعرة‪.‬‬
‫والدلٌل على ذلك أنها أحرقت الرجال الذٌن ألقوا‬
‫هإالء الفتٌة فٌها‪ ،‬كما أحرقت القٌود التً كان‬
‫الفتٌة المذكورون مربوطٌن بها (دانٌال ٖٔ‪-ٕٕ :‬‬
‫‪149‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕٗ) ‪ .‬إذاً فكل ما حدث هو أن الرب بمرافقته‬


‫لهإالء الفتٌة (ٖ‪ ، )ٕ٘ :‬حفظهم من تؤثٌر النار‬
‫علٌهم‬
‫ت‪ -‬فضبلً عن ذلك فان تحول النار إلى نسٌم علٌل‬
‫بالنسبة إلى الفتٌة (إن جاز هذا التعبٌر) ‪ ،‬ال ٌصح‬
‫أن ٌتخذ قٌاسا ً إلثبات حدوث استحالة فً العشاء‬
‫الربانً مع بقابه كما هو خبزاً وخمراً فً الجوهر‬
‫والمظهر‪ ،‬ألن هذه النار مع بقابها ناراً فً‬
‫مظهرها‪ ،‬لم تمس الفتٌة بؤذى‪ ،‬األمر الذي ٌدل‬
‫على أنها وإن لم تتؽٌر بالنسبة لهم فً مظهرها‪،‬‬
‫إال أنها تؽٌرت فً جوهرها‪ .‬وبذلك تكون‬
‫االستحالة التً حدثت فً هذه النار (إن جاز أن‬
‫تسمى استحالة ) هً استحالة حسٌة ولٌس‬
‫استحالة سرٌة‪.‬‬
‫ث‪ -‬ولكن العشاء الربانً ال ٌحدث فٌه تؽٌٌر على‬
‫اإلطبلق‪ ،‬ال فً الخواص العرضٌة أو الخواص‬
‫الجوهرٌة‪ ،‬ألن المذاق والرابحة فٌه ٌظبلن كما‬
‫هما مثل الشكل واللون تماما ً‪ -‬ولذلك ال ٌجوز أن‬
‫ُتتخذ هذه النار دلٌبلً على إمكانٌة تحول العشاء‬
‫الربانً إلى ذات جسد المسٌح ودمه‪ ،‬مع بقاء‬
‫مادتً هذا العشاء كما هما دون تؽٌٌر ظاهري أو‬
‫جوهري‪.‬‬
‫‪151‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ٕ‪ٌ -‬قول االرثوذكس ‪:‬‬


‫االستحالة التً تحدث فً العشاء الربانً هً‬
‫استحالة سرٌة‪ ،‬ولذلك فإن ما ٌتؽٌر فٌه لٌس‬
‫المظهر بل الجوهر‪ ،‬والجوهر ال ٌكمن إدراكه‬
‫ٖ‪ -‬وٌرد االستاذ سمعان‬
‫أ‪ -‬من دراسة أقوال المإمنٌن باالستحالة والحلول‬
‫ٌتضح أنهم ال ٌقصدون بجوهر العشاء الربانً‬
‫ماهٌته أو كنهه وطبٌعته كما ٌتبادر إلى الذهن‬
‫الذي ٌفهم ما هو جوهر الشًء‪ ،‬بل ٌقصدون‬
‫بجوهر هذا العشاء عقٌدتهم بشؤنه‪.‬‬
‫ب‪ -‬وهذا ما ٌتعارض مع المعنى المعروؾ لدٌنا‬
‫كل التعارض‪ ،‬وإن دل على شًء فانه ٌدل على‬
‫استعمالهم بعض األلفاظ فً ؼٌر معناها األصلً‬
‫لتؤٌٌد وجهة نظرهم‪ .‬أما لو أنصفوا فً التعبٌر لما‬
‫قالوا إن العشاء الربانً ٌتحول لدٌهم جوهراً ال‬
‫مظاهراً‪ ،‬بل قالوا إنه ٌتحول لدٌهم عقٌدة ال‬
‫حقٌقة‪ ،‬ألن التؽٌٌر فً جوهر الشًء (أو بالحري‬
‫فٌما ماهٌته أو كنهه) ٌتبعه حتما ً تؽٌٌر فً‬
‫أعراضه وخصابصه جمٌعاً‪ ،‬األمر الذي ال ٌحدث‬
‫عندهم فً العشاء الربانً‪.‬‬

‫‪151‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫ت‪ -‬إن التحول عندما ٌكون حقٌقٌا ً ٌكون واضحا ً‬


‫جلٌاً‪ ،‬سواء أكان سرٌا ً أم حسٌاً‪ ،‬أو إال كان تحوالً‬
‫خٌالٌا ً وهمٌاً‪ ،‬وفً هذه الحالة ال تكون له قٌمة أو‬
‫اعتبار‪ .‬فمثبلً‪ :‬لو أن المسٌح لم ٌحول الماء إلى‬
‫خمر بهٌبة واضحة فً قانا الجلٌل‪ ،‬لما صدّ ق أحد‬
‫أنه حولها‪ ،‬وال آمن أحد من تبلمٌذه برسالته تبعا ً‬
‫لذلك (ٌوحنا ٕ‪)ٔٔ :‬‬
‫ث‪ -‬إذاً فالتحول من الناحٌتٌن الكتابٌة والعقلٌة‪ ،‬ال‬
‫ٌكون تحوالً إال إذا ظهر الدلٌل العملً علٌه كما‬
‫ذكرنا‪-‬‬
‫ج‪ -‬ولذلك إذا رجعنا إلى الكتاب المقدس‪ ،‬نجد أن‬
‫المسٌح لم ٌطلب منا إطبلقا ً أن نإمن بؤمور‬
‫تتعارض مع حكم حواسنا علٌها (إن كانت هذه‬
‫األمور تقع تحت حكمها) ‪ ،‬بل كان ٌنبر على‬
‫وجوب استخدام حواسنا فً الحكم على األمور‬
‫المذكورة‪ ،‬حتى ال ٌكون إٌماننا بها إٌمانا ً شكلٌا ً أو‬
‫وهمٌا ً بل إٌماننا فعلٌا ً أو حقٌقٌا ً‪.‬‬
‫ح‪ -‬فمثبلً عندما ظهر للتبلمٌذ فً الؽرفة التً كانوا‬
‫مختببٌن فٌها وأبوابها مؽلقة‪ ،‬وارتابوا فً أمره‬
‫ورجلً‪...‬‬
‫ّ‬ ‫ٌدي‬
‫ظانٌن أنه روح‪ ،‬قال لهم"انظروا ّ‬
‫إنً أنا هو‪ ...‬جسونً وانظروا‪ ،‬فإن الروح لٌس‬
‫‪152‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫له لحم وعظام كما ترون لً"‪ .‬وحٌن قال هذا‪،‬‬


‫أراهم ٌدٌه ورجلٌه لكً ٌشاهدوا بعٌونهم آثار‬
‫المسامٌر التً سمر بها على الصلٌب‪ .‬ولكً ٌزٌل‬
‫كل أثر لما عساه أن ٌولد الرٌب أو الشك فً‬
‫نفوسهم‪ ،‬أخذ جزءاً من سمك مشوي وشٌبا ً من‬
‫شهد العسل وأكل قدامهم"‪ ،‬كما كان ٌفعل من قبل‬
‫(لوقا ٕٗ‪. )ٖٗ -ٖ9 :‬‬
‫ٗ‪ٌ -‬قول االرثوذكس ‪:‬‬
‫"اإلٌمان هو الثقة بما ٌرجى واإلٌقان بؤمور ال‬
‫ترى" (عبرانٌٌن ٔٔ‪ ، )ٔٓ :‬ولذلك ٌجب أن‬
‫نإمن بتحول العشاء الربانً إلى ذات جسد المسٌح‬
‫ودمه‪ ،‬كما تنص التقالٌد حتى وإن كنا ال ندرك هذا‬
‫حول الماء مرة إلى خمر‬ ‫التحول بحواسنا‪ .‬فالذي ّ‬
‫فً قانا الجلٌل‪ ،‬ال ٌعسر علٌه أن ٌحول العشاء‬
‫الربانً إلى ذات جسده ودمه األكرمٌن‪ .‬فلٌكن لنا‬
‫إذاً إٌمان مرثا ومرٌم فً قدرة المسٌح‪ ،‬فهما مع‬
‫بقاء أخٌهما لعازر فً القبر مدة أربعة أٌام‪ ،‬آمنتا‬
‫أنه سٌقوم بقوة المسٌح‬
‫٘‪ -‬وٌرد االستاذ سمعان ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلٌمان ٌجب أال ٌكون بؽٌر ما ٌجب اإلٌمان به‪،‬‬
‫وما ٌجب اإلٌمان به هو من وحً هللا الذي بٌن‬
‫‪153‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫أٌدٌنا‪ ،‬وبما أن هذا الوحً ال ٌنص على أن العشاء‬


‫الربانً ٌتحول إلى ذات جسد المسٌح ودمه سرٌا ً‬
‫أو حسٌاً‪ٌ ،‬جب أال نإمن أنه ٌتحول إلٌهما بؤي‬
‫شكل من األشكال‪ ،‬وإن آمنا بهذا التحول‪ ،‬ال نكون‬
‫مإمنٌن بكلمة هللا‪ ،‬بل بؽٌر كلمة هللا‪ ،‬وهذا لٌس‬
‫من اإلٌمان بشًء‪.‬‬
‫ب‪ -‬أما القول بؤن اإلٌمان ٌجب أن ٌكون بكل من‬
‫الكتاب المقدس والتقالٌد‪ ،‬أو بالحري أقوال‬
‫القدٌسٌن القدماء‪ ،‬فلٌس بصواب‪ ،‬ألن القدٌسٌن‬
‫وإن كانوا قد بلؽوا درجة سامٌة من التقوى‪ ،‬إال‬
‫أنهم لم ٌخرجوا عن كونهم بشراً مثلنا‪ ،‬والبشر‬
‫لٌسوا معصومٌن من الخطؤ‪ .‬ولذلك ال ٌجوز لنا أن‬
‫نتخذ أقوالهم حجة نبنً علٌها إٌماننا‪ ،‬بل علٌنا أن‬
‫ندرسها فً ضوء الكتاب المقدس‪ ،‬فإن وجدناها‬
‫تتوافق معه أفدنا مما فٌها من شرح وتعلٌم‪ ،‬وإن‬
‫وجدناها ال تتوافق معه ٌجب أن نؽض الطرؾ‬
‫عنها‪.‬‬
‫ت‪ -‬أن الذٌن ٌعتقدون باالستحالة أو الحلول‬
‫ٌقولون إن العشاء الربانً ٌتحول إلى ذات جسد‬
‫المسٌح ودمه أو إن ذات جسده ودمه ٌحبلن فٌه‪،‬‬
‫إذاً ٌجب علٌهم أال ٌإمنوا أو ٌطلبوا من أحد أن‬
‫ٌإمن باالستحالة أو الحلول‪ ،‬بل أن ٌبحثوا عن‬
‫‪154‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫األدلة الكتابٌة أو العملٌة التً تثبت صدق رأٌهما‪،‬‬


‫وٌظهروها ألنفسهم وؼٌرهم حتى ٌتحققوا جمٌعا ً‬
‫منها‪.‬‬
‫ث‪ -‬وبما أن العشاء الربانً ٌظل عندهم كما هو‬
‫خبزاً وخمراً مظهراً وجوهراً‪ .‬كما هً الحال عند‬
‫ؼٌرهم من المسٌحٌٌن‪ ،‬فضبلً عن ذلك لٌست هناك‬
‫آٌة واحدة فً الكتاب المقدس تنص على حدوث‬
‫استحالة أو حلول فً هذا العشاء‪ ،‬لذلك لٌس هناك‬
‫ما ٌبرر اإلٌمان باالستحالة أو الحلول بؤي حال من‬
‫األحوال‪.‬‬
‫ج‪ -‬ألن اإلٌمان المسٌحً لٌس هو اإلٌمان األعمى‬
‫(كما ٌقول بعض الناس) ‪ ،‬بل إنه اإلٌمان المبصر‪،‬‬
‫إذ أن هللا أعطانا بصٌرة لكً نعرؾ الحق (ٌٔوحنا‬
‫٘‪. )ٗ :‬‬
‫ح‪ -‬فنحن ال نرفض اإلٌمان باألمور التً تفوق‬
‫العقل كما ٌتهمنا البعض‪ ،‬بل نرفض اإلٌمان‬
‫باألمور التً تتعارض مع الوحً أو مع الوحً‬
‫والعقل معا ً‪.‬‬
‫خبلصة‬

‫‪155‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫اوضحنا من خبلل اقول اباء الكنٌسة بمختلؾ‬


‫طوابفها ان االفخارستٌا الٌوجد علٌها ادلة من‬
‫الكتاب المقدس وال هً مقبولة عقبل وانما هو‬
‫تقلٌد الكنٌسة االرثوذكسٌة والكاثولٌكٌة الذي‬
‫ورثته دون فحص او تمحٌص ورفضته الكنابس‬
‫البروتستانتٌة بعد الفحص والتمحٌص‬
‫خاتمة‬
‫وختاما النجد افضل مما قاله االستاذ سمعان‬
‫لٌست هناك آٌة واحدة فً الكتاب المقدس تنص‬
‫على حدوث استحالة أو حلول فً هذا العشاء‪،‬‬
‫لذلك لٌس هناك ما ٌبرر اإلٌمان باالستحالة أو‬
‫الحلول بؤي حال من األحوال‪.‬‬
‫اإلٌمان المسٌحً لٌس هو اإلٌمان األعمى بل إنه‬
‫اإلٌمان المبصر‪ ،‬إذ أن هللا أعطانا بصٌرة لكً‬
‫نعرؾ الحق ‪.‬‬
‫فنحن ال نرفض اإلٌمان باألمور التً تفوق العقل‬
‫كما ٌتهمنا البعض‪ ،‬بل نرفض اإلٌمان باألمور التً‬
‫تتعارض مع الوحً أو مع الوحً والعقل معا ً‪.‬‬

‫‪156‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬
‫دكتور ‪ /‬عاطف عثمان حلبية‬ ‫االفخارستيا الخالف الالهوتي المسيحي‬

‫‪157‬‬ ‫منتدٌات اتباع المرسلٌن‬

‫‪http://www.ebnmaryam.com‬‬

You might also like