Professional Documents
Culture Documents
المنتخب من القدورى واللباب-FIKIH
المنتخب من القدورى واللباب-FIKIH
المنتخب من القدورى واللباب-FIKIH
وبعد:
فإن كلية العلوم اإلسالمية ،التابعة لجامعة السلطان محمد الفاتح الوقفية ،أول كلية كانت ومازالت
الدراسة فيها باللغة العربية في جميع المواد المدرجة في برامجها .ومنها مادة الفقه .وكان "اللباب في شرح
الكتاب" كتابا مقررا لهذه المادة .والمراد بالكتاب مختصر القدورى لإلمام الشيخ أحمد القدوري المتوفى
وعد بعضم
سنة 428هجرية .ومكانته من بين المتون المعتبرة لدى الحنفية معروفة غنية عن التعريفّ .
مسائله فرأى أنها تزيد على 12000مسألة .وعليها شروح كثيرة ،فمنها اللباب للميداني.
وكنت ممن يقوم بتدريسه منذ بضع سنين .ومن خالل ممارستي بالتدريس الحظت أن البرنامج
الحاضر غير كافية لتناول كل ما بين د ّفتي "اللباب في شرح الكتاب" .فتكليف الطالب بكل ما فيه من
المسائل ،يكاد يكون تكليف بما ليس في وسعه .ولو ُك ّلف ،فاليستطيع أن يميز ما يلزمه لزوما ّأوليا وما
ّ
دونه في اللزوم ،فيضيع بعض جهوده في مسائل شاذة ،نادرة الوقوع ،ويشغله عن المسائل الهامة .ألن من
المعروف أن الثروات الفقهية تكثر فيها مسائل افتراضية قد اليلقاها الطالب طول عمره ولو مرة .وعلى
سبيل المثال قوله" :ومن باع سيفا مح ّلى بفضة بمائة درهم ِ ،
وح ْليته خمسون درهما ،فدفع المشتري من ُ
ثمنه خمسين درهما ،جاز البيع ،وكان المقبوض حصة الفضة وإن لم يبين ذلك" (اللباب في شرح
الكتاب .)243:ومثال آخر" :وإن قال :له علي مائ ٌة ودرهم فالمائة كلها دراهم .وإن قال " :له علي مائة
ّ ٌ ّ
وثوب لزمه ثوب واحد ،والمرجع في تفسير المائة إليه" (اللباب في شرح الكتاب .)273:وكذا األمر فيما
ٌ
يتعلق بتفاصيل أحكام العباد واإلماء كما اليخفى على أهله.
فكان من الضرورة أن يختار المدرس ما هو ألزم للطالب وأوجب عليه من المسائل لضيق الوقت
الدراسي .وهذا الواقع الحي الملموس هو الذي دفعني إلى وضع هذه المنتخبات من القدوري.
ومنننن جهنننة أخنننرى أن التركينننز علنننى علنننل األحكنننام أمنننر هنننام فننني دراسنننة الفقنننه لتفقينننه الطالنننب.
ومنننن المعنننروف أن القننندوري لنننم ينننأت بعلنننل المسنننائل إال ننننادرا .وإنمنننا قنننام بنننه الشنننارح المينننداني فننني
غالنننب األحنننوال وأجننناده .فعلنننى سنننبيل المثنننال(" :ومنننن أقنننر بحن خننق وشنننرس الخينننار لنفسنننه ،لزمنننه اإلقنننرار)
ّ
لصنننحة إقنننراره( ،وبطنننل الخينننار) ألننننه للفسنننخ ،واإلقنننرار ال يقبلنننه" (اللبننناب فننني شنننرح الكتننناب.)273:
3
ومثنننال آخنننر(" :فنننإن صنننالح عنهنننا بنننإقرار ،وجبنننت فيهنننا الشنننفعة) ألننننه معتنننرف بالملنننك للمن ِ
نندعي ،وإنمنننا
اسننننتفاده بالصننننلح ،وهننننو مبادلننننة ماليننننة" (اللبنننناب فنننني شننننرح الكتنننناب .)305:وحاولننننت أن أجمننننع بننننين
الحسننننيين فننني هنننذه العجالنننة :المسنننائل الهامنننة منننن القننندوري والتعلنننيالت القيمنننة والشنننروح النافعنننة منننن
الميداني.
ثننننننم إن الشننننننارح يطيننننننل أحيانننننننا ذكننننننر المصننننننادر والمراجننننننع فنننننني بيننننننان الننننننراجح والصننننننحيح
والتصحيح والمفتى به والظاهر في المسألة .فعلى سبيل المثال:
"(وقننننناال :يجنننننوز التوكينننننل بغينننننر رضنننننا الخصنننننم) وبنننننه أخنننننذ أبنننننو القاسنننننم الصنننننفار ،وأبنننننو
العتنننابي :إننننه المختنننار .وفننني مختنننارات الننننوازل لصننناحب الهداينننة :والمختنننار فننني
اللينننف،وفي فتننناوى َّ
التعنننننت منننن ا،بنننني ،يقبنننل توكيلننننه مننننن غينننر رضنننناه ،وإذا علننننم أن
هنننذه المسننننألة :أن القاضننني إذا علننننم ّ
الموكنننل قصننند إضنننرار خصنننمه ،ال يقبنننل .ومثلنننه فننني قاضنننيخان عنننن شنننمس األئمنننة السرخسننني وشنننمس
ملخصنننا .وفننني الننندرر:
األئمنننة الحلنننواني .وفننني الحقنننايق :وإلينننه منننال األزجنننندي .كنننذا فننني "التصنننحيح" َّ
وعليه فتوى المتأخرين (اللباب في شرح الكتاب.) 334:
ومثال آخر:
(وال يفنننري بينننننه) أي بننننين المفقننننود (وبنننين امرأتننننه) ألن الغيبننننة ال توجننننب الفرقنننة( .فننننإذا تننننم لننننه
َّ
مائة وعشرون سنة من يوم ُولد ،حكمنا بموته) ألن الظاهر أنه ال يعيش أكثر منها.
قنننال فنننني التصنننحيح :قننننال اإلمننننام اإلسنننبيجابي :وهننننذه رواينننة الحسننننن عننننن أبننني حنيفننننة ،وذكننننر
محمننند فننني األصنننل :منننوت األقنننران ،وهنننو ننناهر المنننذهب ،وهكنننذا فننني الهداينننة .قنننال فننني النننذخيرة:
ويشنننترس جمينننع األقنننران ،فمنننا بقننني واحننند منننن أقراننننه ال ُيحكنننم بموتنننه .ثنننم إن بعنننض مشنننايخنا قنننالوا:
يعتبنننر منننوت أقرانننننه منننن جميننننع البلننندان .وقننننال بعضنننهم :أقرانننننه منننن أهننننل بلنننده .قننننال شنننيخ اإلسننننالم
نندره بتسنننعين سننننة ،وعلينننه الفتنننوى.
خنننواهر زاده :وهنننذا القنننول أصنننح .قنننال :والشنننيخ محمننند بنننن حامننند قن َّ
قلننننت:وعلى هننننذا مشننننى اإلمننننام برهننننان األئمننننة المحبننننوبي والنسننننفي وصنننندر الشننننريعة( .اللبنننناب فنننني
شرح الكتاب.)412:
وال يخفنننى علنننى أهلنننه أن الطالنننب المبتننندى ال يسنننتطيع أن يخنننر بنتيجنننة منننن هنننذه التفاصنننيل.
ولذلك تركتها تيسيرا عليه.
والحاصنننل أن غرضننني بهنننذا الجهننند المتواضنننع ،أن أضننننع كتيبنننا يجمنننع مسنننائل فقهينننة منتخبننننة
منننن مسنننائل القننندوري ،منننع إضنننافات وتعلنننيالت قيمنننة منننن شنننرحهه "اللبننناب" للمينننداني ،تيسنننيرا علنننى
4
نننندءا بكتننننناب الطهنننننارة إلنننننى كتننننناب
طالنننننب علنننننم يننننندرس فننننني كلينننننة إسنننننالمية أو إلهينننننة أونحوهنننننا ،بن ْ
الفنننرائض ،ليطلنننع علنننى جمينننع األبنننواب الفقهينننة باختصننننار ،حتنننى ال يتخنننر وهنننو غرينننب عنننن أهننننم
المصطلحات الفقهية حتى العناوين الواردة في المؤلفات الفقهية.
5
6
كتاب الطهارة
الطهننننننارة لغننننننة :النظافننننننة .وشننننننرعا :النظافننننننة عننننننن النجاسننننننة حقيقيننننننة كانننننننت أو حكميننننننة.
والحقيقيننننة :الخبننننف كالنننندم والبننننول والغننننائ ،والحكميننننة :الحنننند ،وهننننو حننننال يمنننننع صننننحة العبننننادة
كالجنابة وعدم الوضوء.
وتنقسنننننم الطهنننننارة باالعتبنننننار الثننننناني إلنننننى قسنننننمين :الكبنننننرى وهننننني الغسنننننل ،والموجنننننب لنننننه
األكبننننر كالجنابننننة والحننننيض والنفنننناس ،و الصننننغرى وهنننني الوضننننوء ،والموجننننب لننننه الحنننند الحنننند
األصغر وهو عدم الوضوء.
والمرفقنننان والكعبنننان يننندخالن فننني الغسنننل خالفنننا لزفنننر .والمفنننروض فننني مسنننح النننرأس مقننندار
الم ِغينننرة بنننن ُشن ْننعبة أن النبننني علينننه السنننالم أتنننى سنننباطة
ربعنننه لمنننا روى ُ
نند ُم النننرأس) وهنننو ُ
الناصنننية (مقن َّ
نننل فنننني حننننق المقنننندار
وخ َّفيننننه"(رواه مسننننلم) .والكتنننناب ُم ْجمن ٌ
قننننوم فبننننال وتو َّضننننأ ومسننننح علننننى ناصننننيته ُ
فبينته السنة.
ّ
وسن ُن الوضوء (والسنة :ما وا ب عليه النبي عليه السالم مع الترك أحيانا):
ُ
ننننواك ،والمضمضنننننة ثالثنننننا
والسن ُ غسنننننل اليننننندين ثالثنننننا إلنننننى الرسنننننغين ،والتسنننننمية فننننني ابتدائنننننهِ ،
ْ ْ
واالستنشاي ثالثا ،ومسح األذنين ،وتخليل اللحية واألصابع ،وتكرار الغسل إلى الثال .
ومسنننتحبات الوضنننوء (والمسنننحب :منننا فعلنننه النبننني منننرة وتركنننه أخنننرى ،والمنننندوب :منننا فعلنننه
مرة أو مرتين ،وقيل :هما سواء):
نواقض الوضوء:
7
- 1كننننل منننننا خنننننر منننننن السننننبيلين ،سنننننواء كنننننان انتشنننننر أو ال ،إال ريننننح ال ُقبنننننل ألننننننه اخنننننتال
ُ
الريح.
- 2والننننندم - 3 ،والقنننننيح – 4 ،والصنننننديد ،إذا تجننننناوزت هنننننذه الثالثنننننة عنننننن موضنننننعها إلنننننى
موضنننع يلحقنننه حكنننم التطهينننر ،ألنهنننا قبنننل التجننناوز تُعتبنننر بادينننة ال خارجنننة ،واألصنننل :الخنننرو ،حتنننى
الن ِفط ِة،
لو سق لحم من غير سيالن الدم ال ينقض .وال ينقض الماء الصافي إذا خر من َّ
– 5والقنننيء إذا كننننان مننننلء الفننننم بحيننننف ال يقنننندر علننننى إمسنننناكه أو مننننا ال ُيمكنننننه اإلمسنننناك إال
بكلفة.
– 6والننننوم مضنننطجعا أو متك نننا أو مسنننتندا إلنننى شنننيء لنننو أزينننل لسنننق ،ألن االسنننترخاء يبلننن
نهايتننننه بهننننذا النننننوع مننننن االسننننتناد .وال ينقضننننه النننننوم حالننننة القيننننام والقعننننود والركننننوع والسننننجود فنننني
باي ولم ي ِتم االسترخاء.
الصالة وغيرها ،ألن بعض االستمساك خ
َّ
- 7والقهقنننة فننني كنننل صنننالة ذات ركنننوع وسنننجود ،بخنننالف صنننالة الجننننازة وسنننجدة النننتالوة،
فإنه ال ينتقض وضو ُ ه ولكن تبطل صالته وسجدته.
الغسل:
ُ
الغسننننل :المضمضننننة واالستنشنننناي وغ ْسننننل سننننائر البنننندن ممننننا يمكننننن غسننننله مننننن غيننننر
فننننرض ُ
وسرة. حر كأذن
ُ َّ
ويزيننننل نجاسننننة إن كانننننت علننننى بدنننننه ثننننم يتوضننننأ وضننننوءه
الغسننننل :أن يغسننننل فرجننننه ُ
وسنننننة ُ
للصننننالة ،ثننننم ُيفننننيض المنننناء علننننى رأسننننه وسننننائر جسننننده ثالثننننا ،بادئننننا بعنننند الننننرأس ب ِِشنننن ِّقه األيمننننن ثننننم
األيسر.
8
نند ْف ِق والشنننهوة منننن الرجنننل والمنننرأة حالنننة الننننوم
نني منننن محلنننه علنننى وجنننه الن َّ – 1إنفصنننال المنن
ّ
واليقظنننة وإن لننننم يخنننر مننننن الفننننر عنننند أبنننني حنيفنننة ومحمنننند .وشننننرس أبويوسنننف خروجننننه بالشننننهوة
فإن خر بعد انكسارها لم يجب الغسل عنده.
ننذي (مننناء أبنننيض رقينننق يخنننر عنننند المالعبنننة) والنننو ْذي (مننناء أصنننفر غلننني يخنننر
ولنننيس فننني المن ْ
عقيب البول) ُغ ْسل ولكن فيهما وضوء.
وتجنننوز الطهنننارة بالمننناء المطلنننق (المننناء الطبيعننني) وهنننو النننذي لنننم يخالطنننه شنننيء كمننناء السنننماء
والعيون وا،بار والبحار واألنهار.
هنننام :وللمننناء طبنننع وأوصننناف :فطبعنننه ،رِ َّقتنننه وسنننيالنه وأوصنننافه ،طعمنننه وريحنننه ولوننننه .وقننند
أمننر النبنني عليننه السننالم بحفنن المنناء مننن النجاسننة فقننال" :ال يبننول َّن أحنندكم فنني المنناء النندائم (الراقنند)
ّ
سلن فيه من النجاسة" (البخاري) .ألن النهي عن شيء أمر بضده. وال ي ْغت َّ
ٌ
وال تجنننوز بمننناء اعتصنننر منننن الثمنننار كعصنننير الرمنننان والتفننناح والبرتقنننال ،والبمننناء غلنننب علينننه
له اسما على ِحدة كالمر ِي. غيره من الجامدات الطاهرة فأخرجه عن طبعه كالفول ،أو أحد
وتجنننوز بمننناء خالطنننه شنننيء جامننند طننناهر فغينننر أحننند أوصنننافه الثالثنننة ولنننم يخرجنننه عنننن طبعنننه
ّ
كمنننناء السننننيل فإنننننه يخننننتل بننننالتراب واألوراي ،فمننننا دامننننت رِ َّقننننة المنننناء غالبننننة تجننننوز بننننه الطهننننارة وإن
تغيرت أوصافه كلها .وإن صار الطين غالبا ،التجوز.
والمنناء إمننا أن يكننون جاريننا وإمننا راكنندا .والجنناري ،قيننل :هننو مننا يننذهب ب ِِت ْبن خننة ،وقيننل :مننا يعن ّ
ننده
النننناس جارينننا .قينننل :هواألصنننح .وإذا وقعنننت فينننه نجاسنننة جننناز الوضنننوء مننننه إذا لنننم ُينننر لهنننا أثنننر منننن
أوصافه ألنها ال تستقر مع جريان الماء في التراب.
وأمننننا الراكنننند ،فإمننننا أن يكننننون قلننننيال وإمننننا كثيننننرا .والكثيننننر هننننو الننننذي ال يتحننننرك أحنننند طرفيننننه
بتحرينننك الطنننرف ا،خر.وفننني تحدينننده بالنننذراع أقنننوال :منهنننا منننا هنننو عشنننر فننني عشنننر مسننناحة .والمعتبنننر
ٌ
9
فنننني العمننننق أن يكننننون بحننننال ال ينحسننننر (ال ينكشننننف) بنننناالغتراف ،فمننننا كننننان فوقننننه ،كثيننننر ومننننا دونننننه
قليننننل .وإذا وقعننننت نجاسننننة فنننني القليننننل لننننم تجننننز الطهننننارة بننننه لتنجسننننه ،تغيننننرت أوصننننافه أو ال .وأمننننا
الكثيننننر فننننإذا وقعنننننت نجاسننننة فننننني أحنننند جانبينننننه جنننناز الطهنننننارة مننننن الجننننناب ا،خننننر ،ألن الظننننناهر أن
النجاسة ال تصل إليه ،ألن أثر التحريك في السراية فوي أثر النجاسة.
(فننني الوضنننوء والغسنننل) ،ويجنننوز والمننناء المسنننتعمل ال يجنننوز اسنننتعماله فننني طهنننارة األحننندا
نننت ْعمل فنننني الوضننننوء والغسننننل .و ُغسننننالة الجامنننندات خ
فنننني طهننننارة األنجنننناس .والمسننننتعمل :كننننل منننناء اُ ْسن ُ
الطاهرات كالثياب ،ال تكون مستعملة.
تطهير األنجاس:
كننننل إهنننناب (جلنننند) ُد ِبنننن فقنننند ط ُهننننر وجننننازت الصننننالة فيننننه وعليننننه ،والوضننننوء منننننه ،إال جلنننند
الخنزينننر لنجاسنننة عيننننه وجلننند ا،دمننني لكرامتنننه .وشننننعر الميتنننة وع ْظ ُمهنننا وقرنهنننا طننناهر النعننندام النننندم
ْ
فيها.
وإذا وقعنننت فننني الب نننر نجاسنننة ُننننزح ما هنننا .وإن منننات فيهنننا حينننوان وأُ ْخنننرِ قبنننل انتفاخنننهُ ،ننننزح
ننغرِ ه ففننني الفنننأرة وأمثالهننا منننا بنننين عشنننرين دلننوا إلنننى ثالثنننين ،وفننني
وصن ْ
ننب ُك ْبنننرِ الحيننوان ُ
مننن مائهنننا بحسن ِ
الدجاجة والهرة وأمثالهما ما بين أربعين دلوا إلى ستين ،وفي الشاة وأمثالها نُزِ ح جميع مائها.
تفسخ ،نُزِ ح جميع مائها ،ص ُغر الحيوان أو كبر. وإن انتفخ الحيوان فيها أو َّ
ُ
وإن كانننت الب ننر م ِعينننا كلمننا ننننزح مننن أعالهننا نبننع مننن أسنننفلها ،فقنند روي عننن محمنند أنننه قنننال:
ينزح منها مائتا دلوخ إلى ثالثمائة دلو.
يتفسنننخ،
وإن ُوجننند فننني الب نننر حينننوان و ال ين ْنندرون متنننى وقنننعُ ،ينظنننر فينننه :فنننإن لنننم يننننتفخ ولنننم ّ
أعنننادوا صنننالة ينننوم وليلنننة ،وإن اننننتفخ أو تفسنننخ أعنننادوا صنننالة ثالثنننة أينننام ولياليهنننا فننني قنننول أبننني حنيفنننة.
وقننننال أبويوسننننف ومحمنننند :لننننيس علننننيهم إعننننادة شننننيء حتننننى يتحققننننوا متننننى وقننننع ألن اليقننننين ال ُيننننزال
بالشك .وقولهما قياس وقوله استحسان ،وهو األحوس في العبادات.
10
سؤر ا،دمي ومايؤكل لحمه طاهر بمنزلة الماء المطلق.
ومنننن لنننم يجننند المننناء وهنننو مسنننافر أو كنننان بيننننه وبنننين المننناء نحن ُننو المينننل (أربعنننة آالف خطنننوة
نننتد أو
تقريبننننا) أو أكثننننر ،أو كننننان يجنننند المنننناء إال أنننننه مننننريض يضننننره اسننننتعماله فخنننناف إن اسننننتعمله اشن ّ
نننند مرضنننننه أو خننننناف الجننننننب إن اغتسنننننل بالمننننناء البنننننارد أن يقتلنننننه البنننننرد أو ُيمرِ ضنننننه ،فإننننننه يتنننننيمم
امتن ّ
نننتم نننن ُكم منننن ا ْلغ ِ
نننائ ِ أو المسن نننتم علنننى سننننفرخ أو جننناء أحننند ِم بالصنننعيد الطننناهر ،لقولنننه تعنننالى " :وإِن كن
ْ ُُ ٌ ْ ْ ْ ُْ ُ ْ
يكم" (النسننننناء.)43/4 : ننننوهكم وأين ِ
نننند ننننعيدا طيِبنننننا فامسنننننحوا بوجن ِنننندوا مننننناء فتيممنننننوا صن ِ
النسننننناء فلنننننم ت ِجن ُ
ُْ ْ ُ ُ ُ ْ ّ َّ ُ
الصعيد :اسم لوجه األرض .والطيب :الطاهر.
ٌ
ولننننيس بننننالزم علننننى المتننننيمم إذا لننننم يغلننننب علننننى نننننه أ َّن ِب ُقربننننه منننناء ،أن يطلننننب المنننناء فنننني
الفلنننوات ألن الغالنننب عننندم المننناء فيهنننا .وإن غلنننب علنننى ننننه بأمنننارة أو إخبنننار عن خ
نندل ،لنننم يجنننز لنننه أن
يتيمم حتى يطلبه .وأما في العمران فيجب الطلب.
والتنننننيمم ضنننننربتان يمسنننننح بإحنننننداهما وجهنننننه وبننننناألخرى يدينننننه إلنننننى المرفقينننننه ،أي معهمنننننا.
سواء فعال ونية. والتيمم من الجنابة والحيض والنفاس والحد
ّ
ويجنننوز التنننيمم عنننند أبننني حنيفنننة ومحمننند بكنننل منننا كنننان منننن جننننس األرض كنننالتراب والرمنننل
والك ْحننننل ،وال ُيشننننترس أن يكننننون عليهننننا ُغبننننار .وكننننذا يجننننوز بالغبننننار عننننندهما مننننع
ُ ِ
والك ْلننننس والحجننننر
القننندرة علنننى الصنننعيد .وقنننال أبويوسنننف :ال يجنننوز إال بنننالتراب والرمنننل .وعننننه :ال يجنننوز إال بنننالتراب.
والخالف مع وجود التراب ،أما إذا ُع ِدم ،فقوله كقولهما.
وال يكننننون التننننراب "مسننننتعمال" باالسننننتعمال فلننننو تننننيمم واحنننند مننننن موضننننع وتننننيمم آخننننر بعننننده
منه جاز.
11
والنينننة فنننرض فننني التنننيمم ألن التنننراب ُملن ِّننو ٌ فنننال يكنننون ُمط ِّهنننرا إال بالنينننة ومسنننتحبة (أو سننننة)
َّ
في الوضوء ،ألن الماء ُمط ِ ّهر بنفسه فال يحتا إلى نية التطهير.
ٌ
نننف عنننننه فأخننننذ حكمننننه .وينقضننننه أيضننننا
وينننننقض التننننيمم كننننل شننننيء ينننننقض الوضننننوء ،ألنننننه خلن ٌ
وجود الماء إذا قدر على استعماله.
ويسننننتحب لمننننن لننننم يجنننند المنننناء فنننني أول الوقننننت – وهننننو يرجننننو أن يجننننده فنننني آخننننره – أن
ُيننننؤخر الصننننالة إلننننى آخننننر الوقننننت المسننننتحب ال المكننننروه ،فننننإن وجنننند المنننناء توضننننأ بننننه وصنننن ّلى ،وإال
تيمم وصلى .ولو لم ُيؤخر وتيمم وصلى جاز ،فال إعادة عليه إن وجده بعد أدائه بالتيمم.
خ
بتيمم ما شاء من الفرائض والنوافل كالوضوء. ويصلي
ويجنننننوز التنننننيمم للصنننننحيح إذا حضنننننرت جننننننازة والنننننولي غينننننره فخننننناف إن اشنننننتغل بالطهنننننارة
ُ
بالمنننناء أن تفوتننننه الصننننالة ،فإنننننه يتننننيمم ويصننننلى .وكننننذا فنننني صننننالة العينننند ،ألنهمننننا ال تقضننننى ،بخننننالف
ننندرِ ك الجمعننننة صننننلى الظهننننر أربعننننا .وكننننذا ال يجننننوز التننننيمم إذا ضنننناي
صننننالة الجمعننننة فإنننننه إن لننننم ُين ْ
الوقت ألنها إن فاتته يصليها قضاء.
المسنننح علنننى الخفنننين جنننائزة بالسننننة .واألخبنننار فينننه مستفيضنننة ،حتنننى قينننل :إ ّن منننن لنننم ينننره كنننان
مبتنندعا ولكننن مننن رآه ثننم لننم يمسننح آخننذا بالعزيمننة كننان مننأجورا .وهننو جننائز مننن كننل حنند خ موجن خ
نب
الغسننننل.
للوضنننوء إذا لنننبس الخفننننين علنننى طهننننارة كاملنننة ثننننم أحننند .وال يجننننوز المسنننح عليهمننننا فننني ُ
فننن إن كننننان مقيمننننا مسننننح يومنننا وليلننننة ،وإن كننننان مسننننافرا مسننننح ثالثنننة إيننننام ولياليهننننا .وابتنننندا ها ،عقيننننب
الحننننند ،ال عقينننننب الوضنننننوء وال لبسنننننهما .ومحنننننل المسنننننح ننننناهر الخفنننننين .والفنننننرض فننننني مقننننندار
أصابع من أصغر أصابع اليد. المسح ثال
وينننننقض المسننننح مننننا ينننننقض الوضننننوء ،وينقضننننه أيضننننا نننننزع الخ ّفننننين أو أحنننندهما ألنننننه اليجننننوز
الجمنننع بنننين الغسنننل والجمنننع فننني و يفنننة واحننندة .وينقضنننه أيضنننا ُم ِضننني المننندة ،فنننإذا تمنننت المننندة وهنننو
متوضننن ٌ ،ننننزع خفينننه وغسنننل رجلينننه فقننن ،ولنننيس علينننه إعنننادة بقينننة الوضنننوء .وكنننذلك يفعنننل إذا ننننزع
ّ
12
قبننل المنندة .وحكننم النننزع يثبننت بخننرو القنندم إلننى سنناي الخننف .ومننن لننبس شنني ا علننى الخننف مسننح
عليه بشرس لُبسه على طهارة ،بخالف ما لبسه بعد ما أحد .
ْ
وال يجننننوز المسننننح علننننى الجننننوربين ،رقيقننننين كانننننا أو ثخينننننين عننننند أبنننني حنيفننننة ،إال أن يكونننننا
الجلننند علننننى منننا يسننننتر القننندم منهمنننا إلننننى الكعنننب ،أو علننننى منننا يلنننني
ُ ُمج َّلننند ْين أو ُمن َّعلنننين .أيُ :ج ِعننننل
ْ
للر ْجنننل .وقننناال :يجنننوز المسنننح علنننى الجنننوربين إذا كاننننا ثخيننننين بحينننف األرض منهمنننا خاصنننة كالنعنننل ِ
ّ
والي ْن ِفنننذان المننناء إلنننى القننندمين إذا مسنننح عليهمنننا .وهنننو تأكيننند
نندُ ، الرجنننل منننن غينننر شن خّ
ّ
يستمسنننكان علنننى ِ
للثخانة.
نننرم عليهننننا
والحننننيض ُيسننننق عننننن الحننننائض الصننننالة ،ألن فنننني قضننننائها حرجننننا لتضنننناعفها .ويحن ِ
ُ ّ
الصوم وال ُي ْس ِقطه ،وتقضي الحائض والنفساء الصوم وال تقضي الصالة.
وال تنننندخل الحننننائض -وكننننذا النفسنننناء والجنننننب -المسننننجد وال تطننننوف بالبيننننت ،و ال يأتيهننننا
زوجهنننا لحرمننننة ذلننننك كلننننه .وال يجننننوز لحننننائض وال نفسننناء وال جنننننب قننننراء ُة القننننرآن .وكننننذا ال يجننننوز
ننند خ منننس المصنننحف إال بغالفنننه المتجنننافي بخنننالف المتصنننل بنننه .وأمنننا كتنننب التفسنننير،
لهنننم وال لمح ِ
ُ ْ
فال يجوز له مس موضع القرآن منها ،وله أن يمس غيره.
13
نننل مننننن عشننننرة أيننننام ولننننو لتمننننام عادتهننننا ،لننننم يجننننز وطؤهننننا حتننننى
وإذا انقطننننع دم الحننننيض ألقن َّ
تصننننل ،ألن الصننننالة صننننارت دينننننا فنننني ذمتهنننننا
ّ تغتسننننل ،أو يمضنننني عليهننننا وقننننت صننننالة كامننننل ولننننم
فط ُهرت حكما.
ولنننننو انقطنننننع الننننندم لننننندون عادتهنننننا فنننننوي ثالثنننننة أينننننام ،لنننننم ي ْقر ْبهنننننا حتنننننى تمضننننني عادتهنننننا وإن
اغتسلت ،ألن العود في العادة غالب فكان االحتياس في االجتناب.
والطهر إذا تخلل بين الدمين في مدة الحيض فهو كالدم الجاري.
وأقننننل الطهننننر الفاصننننل بننننين الحيضننننتين خمسننننة عشننننر يومننننا ،وال غايننننة ألكثننننره وإن اسننننتغري
الع ُمر.
ُ
دم االستحاضة:
ننل منننن ثالثنننة أينننام أو أكثنننر منننن عشنننرة أينننام فننني الحنننيض ،أو أكثنننر منننن
وهنننو منننا تنننراه المنننرأة أقن ّ
نننل وآيسنننن ٌة مخالفننننا لعادتهننننا قبننننل اإلينننناس ،فحكمننننه
أربعننننين فنننني النفنننناس ،وكننننذا مننننا تننننراه صننننغير ٌة وحامن ٌ
"توضننن ِ ي وصننن ِّلي وإن قطنننر
َّ حكنننم الرعننناف الننندائم :ال يمننننع الصنننوم وال الصنننالة وال النننوسء لحنننديف:
الدم على الحصير".
ُ
وإذا زاد الننندم علنننى عشنننرة أينننام ،وكاننننت لهنننا عننناد ٌة معروفنننةُ ،ر َّد ْت إلنننى أينننام عادتهنننا المعروفنننة،
ومننننا زاد علننننى ذلننننك فهننننو استحاضننننة ،فتقضنننني مننننا تركننننت مننننن الصننننالة بعنننند العننننادة .وإذا لننننم يتجنننناوز
العشرة يكون الدم كله حيضا وتنتقل عادتها إليه.
وإن ابتنننندأت المننننرأة مننننع البلننننوا ُم ْستحاضننننة واسننننتمر بهننننا النننندم فحيضننننها عشننننرة أيننننام مننننن كننننل
َّ
شننننهر مننننن أول مننننا رأت ،والبنننناقي عشننننرون يومننننا استحاضننننة .ونفاسننننها أربعننننون يومننننا حتننننى تطهننننر أو
تموت.
ومن أحكامها:
والم ْستحاضننن ُة ومننننن بمعننننناه منننن أصننننحاب األعننننذار كمنننن بننننه سننننل ُس البنننول ،وانفننننالت الننننريح،
ُ
دمنننه ،يتوضنننؤون لوقنننت كنننل صنننالة مفروضنننة فيصنننلون بنننه ُ
والجن ْننر ُح النننذي ال ْيرقنننأ ُ
ُ نناف الننندائم،
والرعن ُ
14
فنننني الوقننننت مننننا شننننا ا مننننن الفننننرائض والواجبننننات والنوافننننل أداء وقضنننناء ،فننننإذا خننننر الوقننننت بطننننل
وضننننو هم ،وكننننان علننننيهم اسننننت ْ ناف الوضننننوء لصننننالة أخننننرى .وينننننتقض وضننننو هم أيضننننا بمننننا يفسنننند
الوضوء من غير أعذارهم.
ويشنننترس لثبنننوت العنننذر أن يسنننتوعب العنننذر تمنننام وقنننت صنننالة مفروضنننة ،وذلنننك بنننأن ال يجننند
فنننني جميننننع وقتهننننا زمنننننا يتوضننننأ ويصننننلي فيننننه خاليننننا عننننن العننننذر ،ولننننو باالقتصننننار علننننى المفننننروض.
ويستمر ما ُو ِجد في كل وقت ولو مرة .ويزول إذا انقطع وقتا كامال.
والنفاس:
وهننننو اسننننم للنننندم الخننننار عقيننننب الننننوالدة .والنننندم الننننذي تننننراه الحامننننل ،ومننننا تننننراه فنننني حننننال
والدتها قبل خرو الولد ،استحاضة.
ننند لننننه ،وأكثننننره أربعننننين يومننننا ،وإذا تجنننناوز النننندم األربعننننين ينظننننر فيننننه :فننننإن
وأقننننل النفنننناس ال حن ّ
كاننننت ُمبتننندأة (أي :ليسنننت لهنننا عنننادة معروفنننة فننني النفننناس) فهنننو استحاضنننة .وإن كاننننت ُم ْعتنننادةُ ،ر َّدت
ْ
إلى أيام عادتها ،فتقضي ما تركت من الصالة بعد العادة كما مر في الحيض.
ومنننن ولننند ت ولننندين أو أكثنننر فننني بطنننن واحننند فنفاسنننها منننن الولننند األول عنننند أبننني حنيفنننة وأبننني
يوسف ،ومن الثاني عند محمد وزفر.
باب تطهيراألنجاس:
والمنننراد بنننه إزالنننة النجاسنننة الحقيقينننة .واألنجننناس جمنننع نجنننس وهنننو ضننند الطننناهر ،والنجاسنننة
ضننند الطهنننارة .وتطهينننر النجاسنننة منننن بننندن المصنننلي وثوبنننه والمكنننان النننذي يصنننلي علينننه واجنننب لقولنننه
فطهر"(المدثر.)4:
تعالي" :وثيابك ِ ّ
طري تطهيرها:
الخننن َّف نجاسننن ٌة لهنننا ِجن ْننر ٌم ُينننرى بعننند الجفننناف فج َّفن ْ
ننت ،فدلكنننه بننناألرض ونحوهنننا وإذا أصنننابت ُ
كان طاهرا ،ألن الجلد ال تتداخله أجزاء النجاسة إال قليال .وأما الرطب منها فوجب غسلها.
َّ
15
والمنننني نجنننس نجاسنننة ُمغ َّلظنننة يجنننب غسنننل ر ْطبنننه ،فنننإذا جن َّننف علنننى الثنننوب والبننندن أجنننزأ فينننه
ّ
ِ ِ ِ
الفر ُك لقوله عليه السالم لعائشة" :ا ْغسليه إن كان رطبا وا ْفركيه إن كان يابسا".
ُ ْ
نننننت بالشننننننمس والننننننريح ونحوهننننننا وذهننننننب أثرهننننننا (اللننننننون
وإذا أصننننننابت األرض نجاسننننننة فجفن ْ
والطعنننننم والرائحنننننة) جنننننازت الصنننننالة علنننننى مكانهنننننا ،ولكنننننن ال يجنننننوز التنننننيمم منهنننننا ،ألن المشنننننروس
للصالة الطهارة ،وللتيمم الطهورية (أي :طهارته في نفسه كالماء).
نننع
وإن أصننننابته نجاسننننة مخففننننة كبننننول مننننا ُيؤكننننل لحمننننه جننننازت الصننننالة معننننه مننننا لننننم يبلنننن ُر ُبن ُ
نننم ،وهنننو األحنننوس .والتقننندير بنننالربع جمينننع الثنننوب .وقينننل :ربنننع الموضنننع النننذي أصنننابه كالنننذيل والك ِ
ُ ّ
للتيسير على الناس.
وإن كانننننت النجاسننننة عينننننا مرئيننننة كالنننندم فطهننننارة محلهننننا زوال عينهننننا ولننننو بمننننرة ،إال أن يبقننننى
ّ ْ َّ
كلننون وريننح فننال يضننر بقننا ه .ومننا لننيس لننه عننين مرئيننة كننالبول فطهارتهننا أن خ مننن أثرهننا مننا يشننق إزالتننه
ّ ّ
نندر بعضنننهموي ْعصنننر كنننل منننرة حتنننى يغلنننب علنننى نننن الغاسنننل أننننه قننند ط ُهنننر .وإنمنننا قن ّ ُيغسنننل المحنننل ُ
بالثال ألن غالب الظن يحصل عنده.
االستنجاء:
ف فينننه
وهنننو إزالنننة منننا علنننى السنننبيلين منننن النجاسنننة .وهنننو سننننة مؤكننندة للرجنننال والنسننناء ،و ُي ْجنننزِ ُ
الحجنننر ومنننا قنننام مقامنننه منننن كنننل عنننين طننناهرة قالعنننة ،ويمسنننح المخنننر حتنننى ُينقينننه ،ولنننيس فينننه عننندد
ُ
يجنننز فننني طهارتنننه إال المننناء أو
ْ لنننم مخرجهنننا نجاسنننة ال تجننناوزت وإن أفضنننل. بالمننناء وغسنننله مسننننون،
المائع.
16
نننرو لننننورود النهنننني عنننننه وال بطعننننام ،دمنننني أو بهيمننننة ألنننننه إتننننالف
وال يسننننتنجي بعظننننم وال بن ْ
ّ
وإهانة ،وال بيمينه لورود النهي عنه أيضا إالمن عذر.
كتاب الصالة
معناها ،حكمها وأوقاته:
معناهننننا :وهنننني فنننني اللغننننة :النننندعاء ،وفنننني الشننننرع :األفعننننال المخصوصننننة المفتتحنننن ُة بننننالتكبير،
المختتم ُة بالتسليسم.
حكمهننننا :وهنننني فننننرض عننننين علننننى كننننل مكلننننف ،و ُتننننؤمر بهننننا األوالد لسننننبع سنننننين ،ويكفننننر
ويضرب حتى يصلي.
جاحدها ،ويحبس تاركها عمدا كسال ُ
أوقاتها:
الفجننننر :أول وقتهننننا طلننننوع الفجننننر الثنننناني المسننننمى بننننالفجر الصننننادي وهننننو البينننناض المعتننننرض
فننني األفنننق ،بخنننالف األول المسنننمى بالكننناذب فإننننه يخنننر مسنننتطيال فننني األفنننق ثنننم ت ْع ُقبن ُننه ُلمنننة .وآخنننر
ُ
وقتها ُقبيل طلوع الشمس.
ْ
والظهنننر :أول وقتهنننا إذا زالنننت الشنننمس وآخنننر وقتهنننا عنننند أبننني حنيفنننة إذا صنننار ِ نننل كنننل شن خ
ننيء
مثلينننه ِسننننوى فنننني ِء الننننزوال .وعننننندهما :إذا صننننار ِ ننننل كنننل شننننيء مثلننننه ِسننننوى فننننيء الننننزوال .وبننننه قننننال
ْ ْ
األئمة الثالثة .وعليه العمل اليوم.
والعصننننر :أول وقتهننننا إذا خننننر وقننننت الظهننننر علننننى اخننننتالف القننننولين السننننابقين وآخننننر وقتهننننا
قبيل غروب الشمس.
والمغنننرب :أول وقتهنننا إذا غربنننت الشنننمس ،وآخنننره منننا لنننم يغنننب الشنننفق وهنننو البيننناض النننذي
ُيرى في األفق بعد غيبة الحمرة عند أبي حنيفة ،وعندهما :هو الحمرة .والعمل على قولهما.
والعشاء :أول وقتها إذا غاب الشفق على القولين ،وآخره ما لم يطلع الفجر الصادي.
والنننوتر :أول وقتنننه بعننند العشننناء وآخنننره منننا لنننم يطلنننع الفجنننر .وفاقننند وقنننت العشننناء والنننوتر غينننر
مكلف بهما.
ٌ
17
باب األذان:
وهنننو سننننة مؤكننندة للرجنننال للصنننلوات الخمنننس والجمعنننة دون منننا سنننواها كالعيننند والكسنننوف.
وصننننفة األذان معروفننننة .وال ترجينننننع فيننننه ،وهنننننو أن يرفننننع المننننؤذن صنننننوته بالشننننهادتين بعننننند بعنننند منننننا
خفضه بهما .ويزيد في أذان الفجر بعد حي على الفالح "الصالة خير من النوم" مرتين.
َّ
واإلقامنننة مثنننل األذان ،إال أننننه يزيننند فيهنننا بعننند حننني علنننى الفنننالح" ،قن ْنند قامنننت الصنننالة" منننرتين.
ّ
ننندر فنننني اإلقامننننة ويسننننتقبل بهمننننا القبلننننة ،فننننإذا بلنننن إلننننى الصننننالة
(يتمهننننل) فنننني األذان ويحن ُ
ّ ويترسننننل
ّ
حول وجهه يمينا وشماال. ّ والفالح
وهي ستة:
)2والطهنننارة منننن األنجننناس ،ومنننن لنننم يجننند منننا يزينننل بنننه النجاسنننة صنننلى معهننناولم ُي ِعننند الصنننالة
بعد ما وجده.
)3وسنننتر العنننورة ،ولنننو خالينننا أو فننني بينننت ُم ْظلنننم .والعنننورة منننن الرجنننل :منننا تحنننت السنننرة إلنننى
الركبنننة ،والركبنننة عنننورة .وبننندن المنننرأة الحنننرة كلنننه عنننورة إال وجههنننا وك َّفيهنننا .وفننني قننندميها اخنننتالف:
ْ ّ
نننس ولننننيس بعننننورة فنننني حننننق
فقيننننل :عننننورة ،وقيننننل :لننننيس بعننننورة .وقيننننل :عننننورة فنننني حننننق النظننننر والمن ّ
الصالة.
18
ومنننا كنننان عنننورة منننن الرجنننل فهنننو عنننورة منننن األمنننة ،وبطنهنننا و هرهنننا عنننورة أيضنننا ،ومنننا ِسنننوى
ذلننننك مننننن بنننندنها فلننننيس بعننننورة .ومننننن لننننم يجنننند ثوبننننا صننننلى عريانننننا قاعنننندا ،يننننوم إيمنننناء بننننالركوع
والسجود ،فإن صلى قائما أجزأه .واألول أفضل.
نننام :وكشننننف ربننننع عضننننوخ مننننن أعضنننناء العننننورة يمنننننع صننننحة الصننننالة إن اسننننتمر مقنننندار أداء
هن ّ
ّ
ركن وإال فال.
خ
)4واسننننتقبال القبلننننة ،فنننن إن كننننان بمكننننة ففرضننننه إصننننابة عينهننننا ،وإن كننننان غائبننننا ففرضننننه إصننننابة
أي
عنننندو أو مريضننننا فيصننننلي إلننننى َّ
ّ جهتهننننا ،ألن التكليننننف بحسننننب الوسننننع .إال أن يكننننون خائفننننا مننننن
جهنننة قننندر .ومنننن اشنننتبهت علينننه القبلنننة ولنننيس بحضنننرته منننن يسنننأله عنهنننا ،اجتهننند وصنننلى إلنننى جهنننة
اجتهننناده ،فنننإن علنننم أننننه أخطنننأ بعننند منننا صنننلى ،فنننال إعنننادة علينننه ألننننه أتنننى بمنننا ُوسنننعه .وإن علنننم فننني
الصالة ،استدار إلى القبلة وبنى عليها.
)6والنينننننة :وال يفصنننننل بينهنننننا وبنننننين التحريمنننننة بعمنننننل أجنبننننني عنننننن الصنننننالة .ثنننننم إن كاننننننت
ّ
الصنننالة نفنننال أو سنننننة يكفينننه مطلنننق ا لنيننننة .والبننند منننن التعيننننين فننني الفنننرض كظهننننر وعصنننر .وال يلننننزم
"أي
نننل َّ
تأمن خ
تعيننننين عنننندد الركعننننات .والمعتبننننر فنننني النيننننة عمننننل القلننننب ،وهننننو أن ي ْعلننننم بداهننننة مننننن غيننننر ّ
مستحب إعانة للقلب. ٌ صالة يصلى" ،والتلف بها
)1التحريمنننة ،لقولننننه عليننننه السننننالم" :مفتنننناح الصننننالة :الطهننننور ،وتحريمهننننا :التكبيننننر" ،وسننننميت
حرم األشياء المباحة قبلها المبايِنة للصالة.
بها ألنها ت ِ
ُ ّ
)2والقيام .ومن قدر عليه ولم يقدر على السجود ،ندب له أن يصلي قاعدا باإليماء.
)3والقراءة
)4والركوع
)5والسجود
عبده ورسولُه"
)6والقعدة األخيرة مقدار التشهد إلى قولهُ . . . " :
باب صفة الصالة:
19
نننس
كبننننر ورفننننع يديننننه مننننع التكبيننننر حتننننى ُيحنننناذي ويمن َّ وإذا أراد الرجننننل النننندخول فنننني الصننننالة
ّ
بإبهامينننه شنننحمتي أذنينننه ويسنننتقبل بك ّفينننه القبلنننة ،ويعتمننند بينننده اليمننننى علنننى اليسنننرى ويضنننعهما الرجنننل
ْ
ننمك"سن ْننبحانك اللهنننم وبِح ْمننندك وتبنننارك اسن ُ تحنننت ُسن َّننرته والمنننرأة تحنننت ثننندييها ،ثنننم يسنننتفتح ويقنننولُ :
وتعننننالى جنننندك وال إلننننه غيننننرك" ،ثننننم يقننننول" :أعننننوذ بنننناهلل مننننن الشننننيطان الننننرجيم ،بسننننم اهلل الننننرحمن
ُ
وي ِسنننر بهمنننا ولنننو كاننننت الصنننالة جهرينننة ،ثنننم يقنننرأ الفاتحنننة وسنننورة معهنننا أو ثنننال آينننات منننن
النننرحيم"ُ ،
وي ْخفونهنننا سنننواء
أي سنننورة شننناء .وإذا قنننال اإلمنننام" :وال الضنننالين" قنننال :آمنننين ،ويقولهنننا المنننؤتم أيضنننا ُ
ّ
جهرية.
ّ كانت الصالة سرية أو
ّ
نننوى رأسننننه
ويسن ّ
هنننره ُ نننر ُ أصنننابعه ويبسنننن
ثنننم ُيكبننننر ويركنننع ويعتمنننند بيدينننه علننننى ركبتينننه ويفن ِ
ّ
بع ُجنننزِ ه وال يرفنننع رأسنننه وال ُين ِّكسنننه ،ويقنننول :سنننبحان ربننني العظنننيم ثالثنننا ،وذلنننك أدننننى كمنننال السننننة،
واألوسنننن خمننننس واألكمننننل سننننبع .ثننننم يرفننننع رأسننننه ويقننننول" :سننننمع اهلل لمننننن حمننننده" ،ويكتفنننني بننننه
نننؤتم" :ربنننننا لننننك الحمنننند" ويكتفننننى بننننه،
نننم التحمينننند سننننرا ويقننننول المن ْ
اإلمننننام عننننند اإلمننننام ،وقنننناال :يضن
ّ
وأفضله" :اللهم ربنا ولك الحمد" ،والمنفرد يجمع بينهما في األصح.
فنننننإذا اسنننننتوى قائمنننننا كبنننننر وسنننننجد واضنننننعاركبتيه أوال ،واعتمننننند بيدينننننه علنننننى األرض بعننننندهما
ويو ِ ّجنننه أصنننابعه نحنننو القبلنننة وسنننجد علنننى أنفنننه وجبهتنننه ،فنننإن اقتصنننر علنننى
ووضنننع وجهنننه بنننين كفينننه ُ
أحنننندهما جنننناز عننننند أبنننني حنيفننننة .وعننننندهما :ال يجننننوز االقتصننننار علننننى األنننننف إال مننننن عننننذر ،وعليننننه
نننذيها ألن
ويبنننندي سنننناعديه ويجننننافي بطنننننه عننننن فخذيننننه .والمننننرأة تنننننخفض وتُ ْلننننزِ ُي بطنهننننا بفخن ْ
الفتننننوىُ .
ذلك أستر لها .ويقول" :سبحان ربي األعلى" ثالثا وهو أدنى كمال السنة كما مر تفصيله.
ّ
ثنننم يكبنننر ويرفنننع رأسنننه إلنننى أن يسنننتوي جالسنننا ،فنننإذا اطمنننأ ّن جالسنننا كبنننر وسنننجد ثانينننا ،ثنننم كبنننر
ّ
وقنننام إلنننى الركعنننة الثانينننة ،وال يقعننند لالسنننتراحة وال يعتمننند بيدينننه علنننى األرض ،ويكنننره فعلهمنننا تنزيهنننا
لمن ليس به عذر.
ويفعنننل فنننى الركعنننة الثانينننة مثنننل منننا فعنننل فننني األولنننى ،إال أننننه ال يسنننتفتح وال يتعنننوذ ،وال يرفنننع
يديه إال في التكبيرة األولى فق .
20
بنننات ،السننننالم علينننك أيهننننا النبننني ورحمننننة
والطي ُ نننلوات
ُ التحينننات هلل والصن
ُ وتشنننهد ابنننن مسننننعود:
ّ ّ
اهلل وبركاتننننه ،السننننالم علينننننا وعلننننى عبنننناد اهلل الصننننالحين ،أشننننهد أن ال إلننننه إال اهلل وأشننننهد أن محمنننندا
عبده ورسوله.
وال إشنننارة بالسنننبابة عنننند التشنننهد فننني ننناهر الرواينننة .وعنننن أبننني يوسنننف :يشنننير بهنننا ،واعتمنننده
ّ
المتأخرون لثبوته باألحاديف الصحيحة ،فيرفعها عند النفي ويضعها عند اإلثبات.
وال يزينننند علننننى التشننننهد فنننني القعنننندة األولننننى .فننننإن زاد عامنننندا ُكننننره ،وإن كننننان ناسننننيا سننننجد
للسهو إن كانت الزيادة بمقدار" :اللهم صل على محمد" على المذهب.
ويقنننرأ فننني الركعنننة الثالثنننة والرابعنننة الفاتحنننة خاصنننة ،وهنننو األفضنننل ،فلنننو سنننبح ثالثنننا أو وقنننف
ّ
صح ،وال بأس به على المذهب. ساكتا بقدرها ّ
وفننني القعننندة األخينننرة صننن ّلى علنننى النبننني بعننند التشنننهد ودعنننا بمنننا شننناء ممنننا يشنننبه ألفننناظ القنننرآن
ننت نفسننني لمنننا كثينننرا وال يغفنننر النننذنوب إال
واألدعينننة المنننأثورة كقولنننه علينننه السنننالم" :اللهنننم إنننني لمن ُ
أنت ،فاغفرلي مغفرة من عندك ،وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
وال يننندعو بمنننا يشنننبه كنننالم النننناس تحنننرزا عنننن الفسننناد .وفننني تحدينننده أقنننوال :والمختنننار :أن منننا
في القرآن والحديف ال يفسد مطلقا ولو شبه بكالم الناس.
ثم يسلم عن يمينه وعن يساره فيقول :السالم عليكم ورحمة اهلل.
اختلفنننوا فينننه :وعنننند اإلمنننامين :يسننن ّلم بعننند اإلمنننام .وعنننن أبننني حنيفنننة فينننه روايتنننان .وقنننال أبنننو
جعفرالطنننناوي :المختننننار :أن ينتظننننر إذا سننننلم اإلمننننام عننننن يمينننننه يسننننلم المقتنننندي عننننن يمينننننه ،وإذا فننننرا
عن يساره يسلم عن يساره.
ويجننننب أن يجهننننر اإلمننننام بننننالقراءة فنننني الفجننننر والننننركعتين األوليننننين مننننن المغننننرب والعشنننناء
ويخفيهننننا فيمننننا بعنننند األوليننننين .والمنفننننرد إن شنننناء
وجمعننننة وعينننندين والتننننراويح والننننوتر فنننني رمضننننانُ ،
جهنننر وأسنننمع نفسنننه وإن شننناء خافنننت .ويجنننب أن ُيخفيهنننا اإلمنننام والمنفنننرد فننني الظهنننر والعصنننر لقولنننه
عليه السالم" :صالة النهار عجماء" أي :ليس فيها قراءةٌ مسموعة.
باب الوتر:
21
والنننوتر واجنننب عنننند أبننني حنيفنننة ،وهنننذا آخنننر أقوالنننه ،وهنننو الظننناهر منننن مذهبنننه ،وهنننو األصنننح.
وعننننه أننننه سننننة وبنننه أخنننذ اإلمامنننان ،وعننننه أننننه فريضنننة ،وبنننه أخنننذ زفنننر .وقينننل بنننالتوفيق :فنننرض عمنننال،
واجب إعتقادا ،سنة ثبوتا.
ركعننننات ال يفصننننل بينننننهن بسننننالم ،ويقنننننت فنننني الثالثننننة قبننننل الركننننوع فنننني جميننننع وهننننو ثننننال
السننننة وتجنننب قنننراءة الفاتحنننة وسنننورة معهنننا فننني كنننل ركعنننة مننننه .ويقننننت بالننندعاء المشنننهور" :اللهنننم إننننا
رب" ،أو "اللهنننم اغفنننر لننني" أو يقنننرأ" :ربنننننا
نسنننتعينك ،". . .ومنننن ال ُيحسننننه أو ال يحفظنننه يقنننول" :ينننا ّ
آتنا في الدنيا حسنة .". . .وال يقنت في صالة غيره.
صفة القراءة:
ننزف
ولنننيس فننني شنننيء منننن الصنننلوات قنننراء ُة سنننورة بعينهنننا علنننى طرينننق الفريضنننة ،بحينننف ال ُي ْجن ُ
فيهننننا غيرهننننا ،وإنمننننا تتعننننين الفاتحننننة علننننى طريننننق الوجننننوب .ويكننننره للمصننننلي أن يتخننننذ سننننورة -غيننننر
َّ
الفاتحنننة – لصنننالة بعينهنننا ،بحينننف ال يقنننرأ غيرهنننا ،لمنننا فينننه منننن هجنننران البننناقي ،كقنننراءة سنننورة السنننجدة
لفجر كل جمعة .وهذا إذا رأى ذلك حتما واجبا وإال فال بأس به.
وأدننننى منننا ُيجنننزف منننن القنننراءة فننني الصنننالة منننا يتناولنننه اسنننم القنننرآن ولنننو دون ا،ينننة عنننند أبننني
ُ
حنيفنننة .وفننني ننناهر الرواينننة :آينننة تامنننة ،طويلنننة كاننننت أو قصنننيرة .وعنننندهما :ال ُيجنننزف أقنننل منننن ثنننال
آيات قصار أو آية طويلة.
وال يقرأ المؤتم خلف اإلمام مطلقا ،فإن قرأ ُكره تحريما وتصح الصالة في األصح.
الجماعة واإلمامة:
ومننننن أراد النننندخول فنننني صننننالة غيننننره يحتننننا إلننننى نيتننننين :نيننننة الصننننالة ونيننننة االقتننننداء باإلمننننام.
والجماعة للرجال سنة مؤكدة ،وقيل :وجبة .وأقلها اثنان مع اإلمام.
وأولنننى الننننناس باإلمامننننة أعلمهننننم بأحكننننام الصنننالة ،فننننإن تسنننناووا فأحسنننننهم تننننالوة لكتنننناب اهلل،
فإن تساووا فأكثرهم اتقاء للشبهات ،فإن تساووا فأكبرهم سنا.
22
ومنننن صنننلى منننع واحننند ولنننو صنننبيا أقامنننه عنننن يميننننه ،ولنننو صنننلى خلفنننه أو علنننى يسننناره جننناز
ويكره .وإن كانا اثنين تقدم اإلمام عليهما.
ويصننننف اإلمننننام الرجننننال ثننننم الصننننبيان ثننننم النسنننناء ،وينبغنننني أن يننننأمرهم بننننأن يتراصننننوا ويسنننندوا
ويسوا مناكبهم.
الخلل ُ
مسألة محاذاة النساء في صالة الجماعة:
وإن قامننننت امننننرأة مشننننتها ٌة – ولننننو زوجننننة أو م ْحرمننننا – إلننننى جنننننب رجننننل ركنننننا كننننامال ،وهمننننا
مشنننتركان فننني صنننالة واحننندة ،وال حائنننل بينهمنننا ،ولنننم ُيشنننر إليهنننا لتتنننأخر عننننه ،وننننوى اإلمنننام إمامتهنننا،
ننام إمامتهنننا فسننندت صنننالتها ال
فسننندت صنننالته ال صنننالتها .وإن أشنننار إليهنننا فلنننم تتنننأخر ،أو لنننم يننننو اإلمن ُ
تننندم المحنننناذاة ركننننا كننننامال ،أو لنننم يكونننننا فننني صننننالة واحننندة ،أو بينهمننننا حائنننل ،لننننم
صنننالته .وإن لننننم ْ
قدر ما يقوم فيه المصلي.
تضرهما المحاذاة .وال ُف ْرجة تقوم مقام الحائل ،وأدناها ُ
حضور النساء الجماعة:
الشنننواب حضنننور الجماعنننة مطلقنننا لمننننا فينننه منننن خنننوف الفتننننة .وأمنننا العجننننوز،
ّ ويكنننره للنسننناء
فال بأس بأن تخر في الفجر والمغرب والعشاء عند أبي حنيفة ،وفي الصلوات كلها عندهما.
وال يصننننلي الطنننناهر خلننننف صنننناحب العننننذر كسننننلس البننننول لمننننا فيننننه مننننن بننننناء القننننوي علننننى
الضنننعيف .وال القنننارف – وهنننو منننن يحفننن منننن القنننرآن منننا تصنننح بنننه الصنننالة -خلنننف األمننني – وهنننو
ّ
عكس القارف.-
ويجننننننوز أن يصننننننلي المتوضنننننن خلننننننف المتننننننيمم ،والغاسننننننل رجليننننننه خلننننننف الماسننننننح علننننننى
الخفنننين ،والقنننائم خلنننف القاعننند لمنننا روي أننننه علينننه السنننالم صنننلى آخنننر صنننالته قاعننندا والقنننوم خلفنننه
قينننام .وال يصنننلي المفتنننرض خلنننف المتنفننننل ،وال منننن يصنننلي فرضنننا خلننننف منننن يصنننلي فرضنننا آخننننر،
ويصلي المتنفل خلف المفترض ألن فيه بناء الضعيف على القوي وهو جائز.
23
ومنننن اقتننندى بإمنننام ثنننم علنننم أن اإلمنننام علنننى غينننر طهنننارة فننني زعمهمنننا فسننندت صنننالته اتفاقنننا
لظهنننور بطالنهنننا .وأمنننا لنننو كاننننت صنننحيحة فننني زعنننم اإلمنننام وفاسننندة فننني زعنننم المقتننندي ،ففينننه رأينننان،
فقينننننل :صنننننحت صنننننالة المقتننننندي ألن العبنننننرة بنننننزعم اإلمنننننام ،وقينننننل :لنننننم تصنننننح ألن العبنننننرة بنننننزعم
وص ِ ّحح ٌ
كل منهما. المقتديُ .
ما يكره في الصالة:
ويكننننره للمصننننلي )1 :أن يعبننننف بثوبننننه أو جسننننده )2 ،وأن يق ّلننننب الحصننننى فنننني األرض إال أن
ال يمكنننننه السننننجود عليننننه فيسننننويه مننننرة واحنننندة )3 ،وأن يفرقننننع أصننننابعه )4 ،وأن يتخ َّصننننر :أن يضننننع
ننندل ثوبننننه تكبننننرا أو تهاونننننا :أن ُيلقيننننه علننننىيننننده علننننى خاصننننرته ألنننننه مننننن فعننننل الجبننننابرة )5 ،وأن يسن ِ
ّ ُْ
شنننعره وهننننو أن ِ
كتفينننه منننن غيننننر أن ُيننندخل يديننننه فننني ُك َّمينننه )6 ،وأن يشننننبِك أصنننابعه )7 ،وأن ي ْعقنننن
ْ ّ ْ
يكنننف ثوبننننه،
َّ وأن ) 8 نننه،
ن مع يسنننجد نننه،
ن حال علنننى نننه
ن يدع أن ة
ُ والسنننن يجمعنننه ويعقنننده فنننني ُمنننؤ َّخرِ رأسننننه،
وهنننو رفعنننه منننن بنننين يدينننه أو منننن خلفنننه إذا أراد السنننجود )9 ،وأن يلتفنننت يميننننا وشنننماال بعنقنننه بحينننف
ننالف األ ْولنننى)10 ،
فخن ُيخنننر وجهنننه عنننن القبلنننة ،فأمنننا النظنننر بطنننرف عيننننه منننن غينننر أن ي ْلنننوِ ي عنقنننه ِ
وأن ُي ْق ِعننننني إقعننننناء الكلنننننب ،وهنننننو أن ينصنننننب ركبتينننننه ويضنننننع يدينننننه علنننننى األرض )11 ،وأن يفتنننننرل
يتربع إالبعذر.
ذراعيه عند السجود )12 ،وأن يرد السالم بلسانه أو بيده )13 ،وأن َّ
قنننال فنننني الهدايننننة بعنننند أن ذكننننر هننننذه األفعننننال" :والصننننالة جننننائزة فنننني جميننننع ذلننننك السننننتجماع
وتعننناد علنننى وجنننه غينننر مكنننروه .وهنننذا الحكنننم فننني كنننل صنننالة أ ُ ِ ّدين ْ
ننت منننع الكراهنننة" .وقنننال شنننرائطهاُ ،
"تعننناد الصنننالة لالحتيننناس علنننى وجنننه لنننيس فينننه كراهنننة" (فنننتح القننندير
البنننابرتي فننني شنننرحه علنننى الهداينننةُ :
.)416/1
فننني صنننالته انصنننرف وتوضنننأ فننني أقنننرب مكنننان وبأقنننل عمنننل ممكنننن ،وبننننى ومنننن سنننبقه الحننند
علنننى صنننالته إن لنننم يكنننن إمامنننا .وإن تجننناوز المننناء القرينننب إلنننى غينننره فسننندت صنننالته لمشنننيه منننن غينننر
حاجنننة .فنننإن كنننان إمامنننا اسنننتخلف بنننأن ي ُجنننر بثنننوب منننن خلفنننه ثنننم خنننر وتوضنننأ وبننننى علنننى صنننالته منننا
َّ
لم يتكلم .واالست ناف في حق الكل أفضل خروجا من الخالف.
ومننننن قهقننننه فنننني صننننالته اسننننتأنف الوضننننوء والصننننالة جميعننننا .وإن تكلننننم فنننني الصننننالة كالمننننا
أن أو تنننأ َّوه أو ارتفنننع بكنننا ه منننن
ُيعنننرف فننني تفننناهم النننناس عامننندا أو سننناهيا بطلنننت صنننالته .وكنننذا لنننو َّ
وجع أو مصيبة ،ال من ذكر جنة أو نار لداللته على زيادة الخشوع.
24
بعننند منننا قعننند قننندر التشنننهد ،توضنننأ وعننناد إلنننى مكاننننه وسننن ّلم ،ألن التسنننليم وإن سنننبقه الحننند
فننني هنننذه الحالنننة أو تكلنننم أو عمنننل عمنننال واجنننب فنننال بننند منننن التوضنننؤ لينننأتي بنننه .وإن تعمننند الحننند
ينافي الصالة تمت صالته لتعذر البناء بوجود القاطع.
وإن وجننند المتنننيمم المننناء فننني صنننالته قبنننل القعنننود األخينننر قننندر التشنننهد بطلنننت صنننالته إتفاقنننا،
وإن وجده بعده تمت صالته إتفاقا.
وعبننننر بالفوائننننت دون المتروكننننات تحسننننينا للظننننن ،ألن الظنننناهر مننننن حننننال المسننننلم أن ال يتننننرك
َّ
الصالة عمدا.
باب األوقات التي تكره فيها الصالة واألوقات التي ال تجوز فيها
وكنننذا ال تجنننوز الصنننالة علنننى جننننازة حضنننرت قبنننل دخنننول أحننند هنننذه األوقنننات وأُ ِ ّخنننرت إلينننه،
وال سنننجدة تنننالوة ،ينننة ُتلينننت قبلنننه ألنهنننا فننني معننننى الصنننالة ،إال عصنننر يومنننه فإننننه يجنننوز إدا ه عنننند
25
ننؤدى غيرهنننا فإنهنننا وجبنننت كاملنننة فنننال
غنننروب الشنننمس لبقننناء سنننببه وهنننو جنننزء منننن وقنننت العصنننر ،وال تن َّ
ننؤدى ناقصنننا وكنننامال ،ومنننا وجنننب كنننامال ال ُينننؤدى إال
( .القاعننندة :منننا وجنننب ناقصنننا ُين َّ تنننؤدى بالنننناق
كمال).
ويكنننره التنفنننل بعننند صنننالة الفجنننر حتنننى تطلنننع الشنننمس وترتفنننع ،وبعننند صنننالة العصنننر ولنننو لنننم
تتغيرالشنننننمس حتنننننى تغنننننرب .وال بنننننأس أن يصنننننلي فننننني هنننننذين النننننوقتين الفوائنننننت ويسنننننجد للنننننتالوة
ويصنننلي علنننى الجننننازة .وال يصنننلي فيهمنننا ركعتننني الطنننواف ألنهنننا وجبنننت لخنننتم الطنننواف ال للوقنننت.
ويكنننره أن يتنفنننل بعننند طلنننوع الفجنننر بنننأكثر منننن ركعتننني سننننة الفجنننر ،وال يتنفنننل قبنننل المغنننرب لمنننا فينننه
من تأخير المغرب المستحب تعجيله .ويسمى باألوقات المكروهة تنزيها.
باب النوافل:
وهننني جمنننع نافلنننة .وهننني لغنننة :الزينننادة ،وشنننرعا :عبنننارة عنننن فعنننل مشنننروع لنننيس بفننننرض وال
واجننننب .وهنننني تعننننم السنننننة والمسنننننتحبة .والسنننننة شننننرعا :الطريقننننة المسنننننلوكة فنننني النننندين مننننن غينننننر
افتراض وال وجوب.
)1ركعتننننان بعنننند طلننننوع الفجننننر ،وهنننني آكنننند مننننن سننننائر السنننننن ،ولننننذا قيننننل إنهننننا قريبننننة مننننن
الواجب.
)2وأربنننع قبنننل الظهنننر بتسنننليمة واحننندة ،ويقتصنننر فننني الجلنننوس األول علنننى التشنننهد ،وال ينننأتي
فننني ابتنننداء الثالثنننة بننندعاء االسنننتفتاح .وكنننذا كنننل رباعينننة مؤكننندة ،بخنننالف المسنننتحبة كمنننا فننني األربنننع
قبل العصر فإنه يأتي بالصالة على النبي ويستفتح ويتعوذ.
ّ
)3وركعتان بعدها.
)6وأربع قبل ِ
العشاء بتسليمة.
)7وركعتننننننان بعنننننندها ،وهمننننننا مؤكنننننندان ،وإن شنننننناء صننننننلى أربننننننع ركعننننننات بتسننننننليمة ،وهمننننننا
مستحبتان.
26
وآكد السنن :سنة الفجر ثم األربع قبل الظهر ثم الكل سواء.
وال يقضننننى شننننيء مننننن السنننننن إذا خننننر الوقننننت ،سننننوى سنننننة الفجننننر إذا فاتننننت مننننع الفننننرض،
وقضاه من يومه قبل الزوال.
واألفضنننل فننني النوافنننل عنننند أبننني حنيفنننة أربعنننا أربعنننا لنننيال ونهنننارا .وعنننندهما :ال يزيننند باللينننل
على ركعتين بتسليمة واحدة.
وهننني فننني الفنننرض فنننرض فننني النننركعتين مطلقنننا وواجبنننة فننني النننركعتين األولينننين ،فنننإن قنننرأ فننني
األولينننين مخينننر فننني األخنننريين :إن شننناء قنننرأ الفاتحنننة وإن شننناء سنننبح ثالثنننا وإن شننناء سنننكت ،ولهنننذا ال
يجب السهو بتركها في اهر الرواية .إال أن األفضل أن يقرأ الفاتحة فيهما.
فساد النفل:
وإذا فسنننندت صننننالة النفننننل بفعلننننه أو بغيننننر فعلننننه قضنننناها وجوبننننا .ويقضنننني ركعتننننين وإن نننننوى
أكثنننر ،خالفنننا ألبننني يوسنننف .فنننإن صنننلى أربنننع ركعنننات وقعننند فننني األولينننين مقننندار التشنننهد ثنننم أفسننند
األخننننريين قضننننى ركعتننننين فقنننن ،ألن الشننننفع األول قنننند تننننم .وإن لننننم يقعنننند وأفسنننند األخننننريين قضننننى
ّ
أربعا.
ويجنننوز أن يصنننلي النوافنننل -راتبنننة أو مسنننتحبة -قاعننندا منننع القننندرة علنننى القينننام ،ويقعننند كمنننا
فننني حالنننة التشنننهد .وإن افتتحهنننا قائمنننا ثنننم قعننند منننن غينننر عنننذر وأتمهنننا قاعننندا ،جننناز عنننند اإلمنننام ،وال
يجوز عندهما إال من عذر.
ومنننن كنننان خنننار العمنننران يجنننوز لنننه أن يتنفنننل علنننى دابتنننه متوجهنننا إلنننى جهنننة دابتنننه ،ويركنننع
ويسنننجد باإليمننناء برأسنننه ،ويجعنننل السنننجود أخفنننض منننن الركنننوع .وال فنننري فينننه بنننين المسنننافر والمقنننيم.
وعند أبي يوسف يجوز ذلك في العمران أيضا.
27
وهننننو واجننننب فنننني الزيننننادة فنننني الفننننرائض والنوافننننل بعنننند السننننالم علننننى اليمننننين ،ثننننم يسننننجد
سنننجدتين ثنننم يتشنننهد وينننأتي بالصنننالة علنننى النبننني ويسننن ّلم .ويجنننب إذا زاد فننني صنننالته فعنننال منننن جنسنننها
ولنننيس منهنننا كمنننا إذا ركنننع ركنننوعين ،لمنننا فينننه منننن تنننأخير ركنننن ،أو تنننرك واجنننب كالقعننندة األولنننى ،أو
تنننننرك الفاتحنننننة أو القننننننوت أو قنننننراءة التشنننننهد أو تكبينننننرات العيننننندين ،أو جهنننننر اإلمنننننام بنننننالقراءة فيمنننننا
خافت فيه أو خافت فيما ُي ْجهر فيه.
ُ ُي
ُ
األمثلة التطبيقية:
ومنننن سنننها عنننن القعننندة األولنننى منننن الفنننرض ثنننم تنننذكر :فنننإن كنننان إلنننى القعنننود أقنننرب ،عننناد إلينننه
وال سنننجود علينننه ،وإن كنننان إلنننى القينننام أقنننرب لنننم ي ُعن ْنند وسنننجد للسنننهو لتنننرك الواجنننبُ .ق ِيننند بقولنننه "منننن
ّ
الفرض" ألن المتنفل يعود ما لم يقيد الركعة بسجدة.
ومنننن سنننها عنننن القعننندة األخينننرة فقنننام إلنننى الخامسنننة رجنننع إلنننى القعننندة منننا لنننم يسنننجد ،ويسنننجد
أخنننر فرضنننا وهنننو القعننندة األخينننرة ،وإن قينند الخاسنننة بسنننجدة بطنننل فرضنننه وتحولنننت فرضنننه للسننهو ألننننه َّ
ّ
نفننال ويضنننم إليهننا نننندبا ركعننة سادسنننة ،ولننو فننني العصنننر .ويضننم رابعنننة فنني الفجنننر كنني ال يتنفنننل بنننالوتر.
وال يسجد للسهو ،وعليه إعادة الفرض.
وإن قعننند فننني األخينننرة ثنننم قنننام إلنننى الخامسنننة عننناد نننندبا إلنننى القعنننود منننا لنننم يسنننجد ،ويسنننجد
للسننننهو مننننن غيننننر إعننننادة التشننننهد ثننننم يسنننن ّلم .وإن قينننند الخامسننننة بسننننجدة ،ضننننم إليهننننا ركعننننة أخننننرى
َّ ّ
اسنننننتحبابا وقننننند تمنننننت صنننننال ته لوجنننننود الجلنننننوس األخينننننر فننننني محلنننننه ،والركعتنننننان الزائننننندتان نافلنننننة،
ويسجد للسهو لتأخير السالم.
الشك في الصالة:
ننك فننني صنننالته وهنننو فيهنننا :صنننلى ثالثنننا أم أربعنننا ،وكنننان ذلنننك أول منننا عنننرض لنننه بعننند
ومنننن شن ّ
ننك بعننند منننا قعننند قن ْنندر التشنننهد ،ال يعتبنننر شنننكه .فنننإن كنننان يعنننرض لنننه
بلوغنننه اسنننتأنف الصنننالة .ولنننو شن ّ
كثيننرا ،بنننى علننى غالننب نننه إن كننان لننه ننن ،فننإن لننم يكننن لننه ننن بنننى علننى اليقننين وهننو األقننل ،ألنننه
المتيقن.
28
بينهمنننا .وحقيقننن ُة اإليمننناء :طأطنننأة النننرأس .وال يرفنننع إلنننى وجهنننه شننني ا ليسنننجد علينننه .فنننإن لنننم يسنننتطع
القعنننننود اسنننننتلقى علنننننى هنننننره وجعنننننل رجلينننننه إلنننننى القبلنننننة وأومنننننأ برأسنننننه بنننننالركوع والسنننننجود .وإن
أخنننر
ووجهنننه إلنننى القبلنننة ،وأومنننأ برأسنننه جننناز .فنننإن لنننم يسنننتطع اإليمننناء برأسنننه َّ
ُ اضنننطجع علنننى جنبنننه
الصنننالة ،وال ينننوم بعينينننه وال بحاجبينننه وال بقلبنننه .ويجنننب علينننه القضننناء ولنننو كثنننرت ،إذا كنننان يفهنننم
مضنننمون الخطننناب .وقنننال بعضنننهم :لنننو عجنننز عنننن اإليمننناء وتحرينننك النننرأس ،سنننقطت عننننه الصنننالة ولنننو
فهم الخطاب.
وإن قننندر علنننى القينننام ولنننم يقننندر علنننى الركنننوع والسنننجود ،لنننم يلزمنننه القينننام ،ألن ُر ْك ِنينننة القينننام
َّ
للتوسنننل إلنننى الركنننوع والسنننجود فكنننان تبعنننا لهمنننا ،فنننإذا لنننم يقننندر عليهمنننا ال يكنننون القينننام ركننننا ،وجننناز
لننننه أن يصننننلي قاعنننندا أو قائمننننا يننننوم برأسننننه إيمنننناء ،واألفضننننل اإليمنننناء قاعنننندا لكننننون رأسننننه أخفننننض
وأقرب إلى األرض (والجلوس على الكراسي ليس إال خالف األفضل).
ومننننن أغمنننني عليننننه خمننننس صننننلوات فمننننا دونهننننا ،قضنننناها إذا صننننح لعنننندم الحننننر ،وإن زادت
عليها ال يقضيها للحر كالحائض.
وهننني فننني القنننرآن أربعنننة عشنننر سنننجودا .والسنننجود واجنننب علنننى التراخننني -إن لنننم تكنننن فننني
الصنننالة -فننني هنننذه المواضنننع ،علنننى التنننالي والسنننامع ،سنننواء قصننند سنننماع القنننرآن أو لنننم يقصننند ،بشنننرس
أن يكننننون التننننالي آدميننننا ،فلننننو سننننمعها مننننن طيننننر أو صنننندى ،ال تجننننب عليننننه .وإن كننننان الرجننننل فنننني
الصننننالة :فننننإن تالهننننا بنفسننننه وجننننب السننننجود علننننى الفننننور ،وإن سننننمعها مننننن الخننننار سننننجدها بعنننند
الصالة.
ومنننن تنننال آينننة سنننجدة خنننار الصنننالة فلنننم يسنننجد ،حتنننى دخنننل فننني الصنننالة ثنننم تالهنننا وسنننجد
لها أجزأته السجدة الواحدة عن التالوتين.
ومن كرر تالوة آية سجدة واحدة في مجلس واحد ،أجزأته سجدة واحدة.
ومنننن أراد السنننجود كبنننر منننن غينننر أن يرفنننع يدينننه وسنننجد ،ويقنننول فيهنننا منننا يقنننول فننني سنننجود
ّ
الصالة ،ثم كبر ورفع رأسه ،وال تشهد عليه وال سالم.
29
ُرخننننن ُ السنننننفر :قصنننننر الصنننننالة ،وإباحنننننة الفطنننننر ،وامتنننننداد مننننندة المسنننننح ،وسنننننقوس الجمعنننننة
والعيدين واألضحية ،وحرمة خرو المرأة بغير محرم.
والسننننفر الننننذى تتغيننننر بننننه األحكننننام :أن يقصنننند اإلنسننننان موضننننعا بينننننه وبننننين ذلننننك الموضننننع
ومشننني األقننندام ،ألننننه الوسننن .وعبنننر
بسنننير اإلبنننل ْ مسنننيرة ثالثنننة أينننام ولياليهنننا منننن أقصنننر أينننام السننننة
ّ ْ
ب"القصد" ألنه لو طاف الدنيا من غير قصد إلى قطع مسيرة ثالثة أيام ،ال يترخ .
وال يعتبنننر فننني ذلنننك ،السنننير فننني ا لمننناء ،وإنمنننا يعتبنننر فننني كنننل موضنننع منننا يلينننق بحالنننه .حتنننى لنننو
ُ
كننان موضننع لننه طريقننان ،أحنندهما فنني البننر ،وهننو ُي ْقطننع فنني ثالثننة أيننام ،والثنناني فنني البحننر ،وهننو ُي ْقطن ُنع
ّ
فننني ينننومين ،فإننننه إذا ذهنننب فننني طرينننق البنننر ي ْق ُصنننر ،وفننني الثننناني ال يقصنننر ،وكنننذا العكنننس .وكنننذا األمنننر
ّ
في طريق الجبل والسهل.
وفننننرض المسننننافر ركعتننننان فنننني كننننل صننننالة رباعيننننة ،وال تجننننوز الزيننننادة عمنننندا لتننننأخير السننننالم
وتننرك واجننب القصننر ،فننإن صننلى أربعننا :فننإن قعنند فنني الثانيننة قنندر التشننهد أجزأتننه الركعتننان عننن فرضننه
وكاننننت األخرينننان لنننه نافلنننة وكنننان مسننني ا (أي :يكنننره) .وإن لنننم يقعننند فننني الثانينننة مقننندار التشنننهد ،بطلنننت
صالته الختالس النافلة بها قبل إكمالها ،فعليه إعادتها صحيحة.
وال قصنننر فننني المغنننرب والنننوتر والنفنننل .والمختنننار فننني السننننن أن ينننأتي بهنننا إن كنننان علنننى أمنننن
وقرار ،ال على عج خ
لة وفرار.
مبننندأ السنننفر :إذا جننناوز بينننوت مصنننره .وال ينننزال علنننى حكنننم السنننفر حتنننى يننننوي اإلقامنننة فننني
بلننند واحننند خمسنننة عشنننر يومنننا فصننناعدا أو ين ْنندخل وطننننه .وإن ننننوى اإلقامنننة أقنننل منننن ذلنننك لنننم ُينننتم .
ّ
ولنننو ننننوى اإلقامنننة خمسنننة عشنننر يومنننا فننني موضنننعين مسنننتقلين لنننم تصنننح نيتنننه .ولنننو كنننان متر ّقبنننا للسنننفر:
غدا أخر أو بعد خ
غد حتى بقي على ذلك سنين ،ص ّلى ركعتين.
وإذا انتقنننل عنننن وطننننه واسنننتوطن غينننره ثنننم سنننافر إلنننى وطننننه األول صنننلى ركعتنننين منننا لنننم يننننو
اإلقامة خمسة عشر يوما فيه ،ألنه لم يبق وطنا له.
30
قضاء الفوائت في السفر:
ومننن فاتتننه صنننالة فنني السنننفر قضنناها ركعتننين ولنننو فنني الحضنننر .ومننن فاتتننه فننني الحضننر قضننناها
أربعا ولو في السفر ،ألن الصلوات ُتقضى كما تقررت في الذمة.
والعاصنننني والمطيننننع سننننواء فنننني ُرخنننن ِ السننننفر إلطننننالي النصننننوص ،وألن نفننننس السننننفر لننننيس
بمعصية وإنما المعصية ما يجاوره ،وال ُقب ُح المجاور ال ُي ْع ِدم المشروعية.
ْ
باب صالة الجمعة:
وال تصنننح الجمعننننة إال فنننني مصننننر ،وهننننو كننننل موضننننع لننننه أميننننر وقن خ
ننناض ُين ِّفننننذ األحكننننام ويقننننيم
الحنننندود .وهننننذا عننننند أبنننني يوسننننف .وعنننننه :أنهننننم إذا اجتمعننننوا فنننني أكبننننر مسنننناجدهم ال يسننننعهم .وال
تجوز في ال ُقرى.
السننننلطان :وال تجننننوز إقامتهننننا إال للسننننلطان أو لمننننن أمننننره بإقامتهننننا ،ألنهننننا تُقننننام بجمننننع عظننننيم
بد منه تتميما ألمره.
وقد يقع في التقديم والتقدم تنازع فال ّ
وقتها :وهو وقت الظهر.
الخطبننننة قبننننل الصننننالة .وسنننننن الخطبننننة :أن يخطننننب اإلمننننام خطبتننننين ويفصننننل بينهمننننا بقعنننندة
خفيفننننة ويخطننننب قائمننننا علننننى طهننننارة ،وإن خطننننب قاعنننندا أو علننننى غيننننر طهننننارة ،أو لننننم يقعنننند بننننين
الخطبتين جاز ويكره لمخالفته المتوار .
الجماعننننة :وأقلهننننم عننننند أبنننني حنيفننننة ثالثننننة رجننننال سننننوى اإلمننننام ،وعننننندهما :اثنننننان سننننوى
اإلمام.
نننن،
زمن خنننر خض ،وال ِ شننننروس وجوبهننننا :والتجننننب علننننى مسننننافر ،وال امننننرأة ،وال مننننريض ،وال ممن ِ
ّ
وال أعمنننننى ،وال معنننننذور بمشنننننقة مطنننننرأوثلج ،وال علنننننى قنننننر ِو خ ّي .وإذا حضنننننروا وصننننن ّلوا منننننع النننننناس
أجنننزأهم عنننن فنننرض الوقنننت .ويكنننره للمعنننذورين أن يصنننلوا الظهنننر بجماعنننة ينننوم الجمعنننة فننني المصنننر
لما فيه من صورة المعارضة ،وكذا أهل السجن.
ومن أحكامها:
31
ويجنننوز للمسنننافر أن ين ُننؤ َّم فننني الجمعنننة ،ألن عننندم وجوبهنننا علينننه رخصنننة لنننه دفعنننا للحنننر ،فنننإذا
حضر تقع الجمعة فرضا.
ومننن صننلى الظهننر فنني منزلننه يننوم الجمعننة قبننل صننالة اإلمننام وال عذرلننه ُكننره لننه ذلننك تحريمننا
بننل حنننرم ،ألننننه تنننرك الفنننرض القطعننني باتفننناي العلمننناء ،وجنننازت صنننالته جنننوازا موقوفنننا :فنننإن بننندا لنننه أن
ُ
يحضنننر الجمعنننة فتوجنننه إليهنننا بطلنننت صنننالة الظهنننر وصنننارت نفنننال عنننند أبننني حنيفنننة بالسنننعي ،وإن لنننم
ُي ْدركها .وقاال :ال تبطل صالة الظهر بمجرد السعي حتى يدخل مع اإلمام.
ومن أدرك اإلمام يوم الجمعة في التشهد أو في سجود السهو بنى عليها.
وإذا ُرفع األذان األول ترك الناس البيع والشراء وتوجهوا إلى صالة الجمعة.
وإذا توجننننه اإلمننننام إلننننى المنبننننر تننننرك الننننناس الصننننالة والكننننالم حتننننى يفننننرا مننننن خطبتننننه .ومننننن
شرع صالة قبله أتمها للزومها بالشروع.
ويكره السفر بعد الزوال يوم الجمعة قبل أن يصليها وال يكره قبله.
صنننالة العيننندين واجبنننة ،تجنننب علنننى منننن تجنننب علينننه الجمعنننة .وقتهمنننا :فنننإذا ارتفعنننت الشنننمس
دخل وقتهما ،وإذا زالت خر .والخطبة فيهما سنة.
صنننننورتها :ويصنننننلي اإلمنننننام بالنننننناس ركعتنننننين كركعتننننني الفجنننننر تمامنننننا ،إال أننننننه يكبنننننر ثنننننال
تكبينننرات زائننندة فننني األولنننى بعننند اإلسنننتفتاح ،وفننني الثانينننة بعننند السنننورة قبنننل الركنننوع .ويخطنننب اإلمنننام
بعد الصالة .ومن فاتته صالة العيد مع اإلمام لم يقضها وحده.
بعيننند الفطنننر منننن األحكنننام :ويسنننتحب فننني ينننوم الفطنننر أن يطعنننم اإلنسنننان شننني ا قبنننل ومنننا يخننن
الخنننننرو إلنننننى المصننننن َّلى ،وال يكبننننن ر فننننني الطرينننننق جهنننننرا عنننننند أبننننني حنيفنننننة ،وعنننننندهما يكبنننننر جهنننننرا
ّ
اسنننتحبابا .وإذا حننند عنننذر مننننع النننناس منننن الصنننالة فننني الينننوم األول صنننلوها فننني الثنننانى(يومين) ولنننم
يصلوها بعده.
32
ويسنننتحب أن ُينننؤخر األكنننل حتنننى يفنننرا منننن الصنننالة ،ويتوجنننه إلنننى المصننن َّلى وهنننو يكبنننر جهنننرا،
ويخطنننننب اإلمنننننام خطبتنننننين ،يع ّلنننننم النننننناس فيهمنننننا األضنننننحية وتكبينننننرات التشنننننريق .والتكبينننننرات تبننننندأ
عقينننب صننننالة الفجنننرمن يننننوم عرفننننة اتفاقنننا ،وتنتهنننني عقينننب صننننالة العصننننر منننن يننننوم النحنننر عننننند أبنننني
حنيفننننة ،فهنننني ثمنننناني صننننلوات .وقنننناال :آخننننره صننننالة العصننننر مننننن آخننننر أيننننام التشننننريق ،فهنننني ثننننال
وعشنننننننرون صنننننننالة عنننننننندهما .والفتنننننننوى علنننننننى قولهمنننننننا .والتكبيرواجنننننننب منننننننرة عقينننننننب الصنننننننلوات
نننل
المفروضنننات علنننى المقيمنننين فنننني األمصنننار فننني الجماعننننات المسنننتحبة عنننند أبنننني حنيفنننة ،وعلننني كن ّ
من ص ّلى المكتوبة عندهما.
وإذا انكسننننفت الشننننمس صنننن َّلى اإلمننننام بالننننناس ركعتننننين كهي ننننة النافلننننة بالخطبنننننة وال أذان وال
إقامنننة وال تكنننرار ركنننوع ،بنننل فننني كنننل ركعنننة ركنننوع واحننند ،ولكننننه يطينننل القنننراءة والركنننوع والسنننجود
ِ
ؤمننننون
ويخفننني القنننراءة عنننند أبننني حنيفنننة ،ويجهنننر عنننندهما .ثنننم يننندعو بعننندها والقنننوم ُي ّ
واألدعينننة فيهمننناُ .
علنننى دعائنننه حتنننى تنجلننني الشنننمس كلهنننا .ويصنننلي بالنننناس اإلمنننام النننذي يصنننلي بهنننم الجمعنننة .فنننإن لنننم
يحضر اإلمام صالها الناس فرادى في منازلهم.
ولنننيس فننني خسنننوف القمنننر جماعنننة ألننننه يكنننون لنننيال ،وفننني االجتمننناع فينننه مشنننقة ،وإنمنننا يصنننلي
كل واحد بنفسه لقوله عليه السالم" :إذا رأيتم شي ا من هذه األهوال فا ْفزعوا إلى الصالة".
باب االستسقاء:
قننننال أبوحنيفننننة :لننننيس فنننني االستسننننقاء صننننالة مسنننننونة فنننني جماعننننة ،وإنمننننا االستسننننقاء النننندعاء
نننل السنننماء علنننيكم ِمن ْ
ننندرارا" ربكنننم إنننننه كنننان غفننناراُ ،ي ْر ِسن ِ ِ
نننت ْاسنننتغفروا َّ
واالسنننتغفار لقولنننه تعنننالى" :فقلن ُ
)نننننوح .)11،10 :ورسننننول اهلل عليننننه السننننالم استسننننقى ولننننم ُتننننرو عنننننه الصننننالة .وقنننناال :يصننننلي اإلمننننام
ْ
ننب رداءه لمنننا ُروي ِ
بالنننناس ركعتنننين ،يجهنننر بنننالقراءة فيهمنننا ثنننم يخطنننب ثنننم يسنننتقبل القبلنننة ويننندعو وي ْقلن ُ
عن النبي عليه السالم ،وال يقلب القوم أرديتهم ألنه لم ينقل.
33
ويسنننتحب أن يجتمنننع النننناس فننني رمضنننان كنننل ليلنننة بعننند صنننالة العشننناء فيصنننلي بهنننم إمنننامهم
خمننننس ترويحننننات ،كننننل ترويحننننة أربننننع ركعننننات ،وفنننني كننننل ترويحننننة تسننننليمتان .سننننميت بننننذلك ألنننننه
يقعننند عقنننب أربعنننة لالسنننتراحة .ثنننم ينننوتر بهنننم إمنننامهم ،ويجهنننر بنننالقراءة .وال ُيصننن َّلى النننوتر وال التطنننوع
بجماعة في غير رمضان .قال في الهداية :وعليه إجماع المسلمين.
وهننني جنننائزة بعننند النبننني علينننه السنننالم عنننند أبننني حنيفنننة ومحمننند .وقنننال أبويوسنننف :وهننني كاننننت
خاصننننة بننننه عليننننه السننننالم .واألصننننل فيننننه قولننننه تعننننالى" :وإذا كنننننت فننننيهم فأقمننننت لهننننم الصننننالة . .
(.النسننناء .)102 :وقننند ورد فننني صنننالة الخنننوف رواينننات كثينننرة ،وأصنننحها سنننت عشنننرة رواينننة مختلفنننة،
وصالها النبي عليه السالم أربعا وعشرين مرة .كذا في شرح المقدسي.
ننندو أو سننننب خع ،جعننننل اإلمننننام الننننناس طننننائفتين ،طائفننننة فنننني وجننننه
وإذا اشننننتد الخننننوف بحضننننور عن ّ
ُ
العنننندو للحراسننننة وطائفننننة خلفننننه فصننننلي بهننننذه الطائفننننة ركعننننة ،فننننإذا رفننننع رأسننننه مننننن السننننجدة الثانيننننة
نندو وجننناءت تلنننك الطائفنننة فيصنننلي بهنننم اإلمنننام ركعنننة وتشنننهد وسنننلم
مضنننت هنننذه الطائفنننة إلنننى وجنننه العن ّ
اإلمننننام وحننننده ،ولننننم يسنننن ِّلموا وذهبننننوا إلننننى وجننننه العنننندو ،وتننننأتي الطائفننننة األولننننى فصنننن َّل ْوا مننننا فنننناتهم
ُو ْحنننندانا ركعننننة بغيننننر قننننراءة وتشننننهدوا وسننننلموا ومضننننوا إلننننى وجننننه العنننندو ،وتننننأتي الطائفننننة األخننننرى
فص َّل ْوا ركعة بقراءة ألنهم مسبوقون ،وتشهدوا وسلموا.
واألفضننننل أن يجعلهننننم اإلمننننام طننننائفتين ويصننننلي بإحننننداهما تمننننام الصننننالة ،ويصننننلي بنننناألخرى
إمام آخر.
احت ِضننننر الرجننننل( هرت عالمننننات المننننوت) ُل ِّقننننن بننننذكر الشننننهادتين وال
حالننننة االحتضننننار :وإذا ُ
الشننند والتغمنننيض :بسنننم اهلل وعلنننى ملن ِننة
وغمنننض عينننناه ويقنننال عنننند ّ
نند لحيننناه َّ
ينننؤمر بهنننا ،فنننإذا منننات ُشن ّ
رسول اهلل.
34
خ
فافننننة .وإن اقتصنننننروا تكفينننننه :والسنننننة أن يكفننننن الرجننننل فنننني ثالثننننة أثننننواب :إزارخ وقمنننني خ ِ
ول
علنننننى إزار ولفافنننننة جننننناز .وهنننننذا كفنننننن الكفاينننننة .وإن لنننننم يوجننننند ُيكتفنننننى بثنننننوب واحننننند .وهنننننو كفنننننن
الضرورة.
:منننن أصنننل العننننق إلنننى القننندمين ،واللفافنننة :تزيننند واإلزار :منننن الفنننر ِي إلنننى القننندم ،والقمننني
ْ
لف فيها وتُرب من األعلى واألسفل. ِ
والقدم ُلي َّ على ما فوي القرن
ْ
ِ
وخمننننار لوجههننننا ورأسننننها ،وخرقننننة علننننى وتك َّفننننن المننننرأة فينننني خمسننننة أثننننواب :إزار وقمنننني
ثنننندييها ولفافننننة .وهننننذا كفننننن السنننننة لهننننا .وإن اقتصننننروا علننننى إزار ِ
وخمننننار ولفافننننة جنننناز .وهننننذا كفننننن
الكفاية فى حقها .ويكره في أقل من ذلك ،إال في حالة الضرورة.
ُفره وال شعره. وال ُيسرح شعر الميت وال لحيته وال ُيق
ُ ّ
الصالة عليه:
وهننني أربنننع تكبينننرات فبعننند األولنننى يقنننول :سنننبحانك اللهنننم وبحمننندك ...وبعننند الثانينننة :يصنننلى
علننننى النبنننني كمننننا فننننى التشننننهد ،وبعنننند الثالثننننة :ينننندعو لنفسننننه وللميننننت وللمسننننلمين .وال توقيننننف فننننى
وعاف ِ
نننه ِ الننندعاء ،وإن دعنننا بالمنننأثور فهنننو أحسنننن .ومنننن األدعينننة المنننأثورة " :اللهنننم اغفنننر لنننه وارحمنننه،
واغسننن ْله بالمننناء والنننثلج والبنننرد ،ون ِّقن ِننه منننن الخطاينننا كمنننا ُين َّقنننى
ِ واعننف عننننه ،وأكنننرم نُ ُزلنننه وو ِ ّسنننع ُمدخلنننه،
نندنسِ ،
وأبدلنننه دارا خينننرا منننن داره ،وأهنننال خينننرا منننن أهلنننه ،وزوجنننا خينننرا منننن ننيض منننن الن َّ
الثنننوب األبن ُ
ننذه منننن عنننذاب القبنننر وعنننذاب الننننار" .ثنننم كبنننر تكبينننرة رابعنننة وأدخلنننه الجننننة منننع األبنننرار ِ
وأعن ْ ِ زوجنننه،
وسلم.
وليسننننت فيهننننا قننننراءة الفاتحننننة عننننندنا .وتكننننره صننننالة الجنننننازة فنننني مسننننجد ،فقيننننل :تحريمننننا،
ور ِ ّجح.
وقيل :تنزيهاُ ،
وي َّشننننق إن كانننننت
األرض ُصننننلبةُ ،
ُ وي ْلحنننند إن كانننننت
ويحفننننر القبننننر مقنننندار نصننننف قامننننةُ .
دفنننننهُ :
وي ِ ّ
وجنننه علنننى القبلنننة علنننى رخنننوة .ويقنننول النننذي يضنننعه فننني القبنننر :باسنننم اهلل وعلنننى ملنننة رسنننول اهللُ ،
وتحل ُعقد الكفن .ثم ُيهال التراب عليه.
جنبه األيمنُ ،
وال ُيرفنننع علينننه بنننناء .وقينننل :ال بنننأس بنننه ،وهنننو المختنننار .وال بنننأس بالكتابنننة ،حتنننى ال ينننذهب
األثر وال ُيمتهن القبر.
ِ
والسق :
ما يتعلق بالمولود ّ
35
وك ِّفنننن
ننتهل المولنننود بعننند النننوالدة (أيُ :وجننند مننننه منننا يننندل علنننى حياتنننه) ُسنننمي و ُغ ِّسنننل ُ
وإن اسن ّ
ننتهلُ ،غ ِّسنننل فننني المختنننار وأدر فننني خرقنننة ،ولنننم ُيصن َّ
ننل علينننه وينننور .وإن لنننم يسن ّ وصننن ِّلي علينننه وينننر
ُ
ِ
السق الذي لم يتم خ ْل ُقه في المختار.
وال يور .وكذا ُيغ َّسل ّ وال ير
باب الشهيد:
وهنننو النننذي قتلنننه المشنننركون أو ُوجننند فننني المعركنننة وبنننه أثنننر أو قتلنننه المسنننلمون (البغننناة و ُقطّننناع
ويصنننلى علينننه وال ُيغ َّسنننل ،ولكنننن يننننزع عننننه منننا ال يصنننلح للكفنننن كنننالفر ِو
الطرينننق) لمنننا ،فن ُننيك ّفن بثيابنننه ُ
ْ
والخف والسالح.
ّ
ننننف ُغ ِّسنننننل النقطننننناع حكنننننم شنننننهادة الننننندنيا عننننننه ،وإن كنننننان منننننن شنننننهداء ا،خنننننرة.
ومنننننن ا ْر ُتن َّ
واالرتثا :أن يأكل ويشرب أو يتداوى أو يبقى حيا حتى يمضي عليه وقت صالة وهو يعقل.
ومنننن ُقتنننل منننن البغننناة (وهنننم الخنننارجون عنننن طاعنننة اإلمنننام) أو قطننناع الطرينننق حالنننة المحاربنننة،
ُ
لم ُيغسل ولم ُيصل عليه.
الصنننالة فننني الكعبنننة جنننائزة ،فرضنننها ونفلهنننا .فنننإن صنننلى اإلمنننام فيهنننا بجماعنننة فجعنننل بعضنننهم
هننره إلننى هننر اإلمننام صننح االقتننداء بننه ،ألن كننل جانننب قبلننة .ومننن جعننل هننره إلننى وجننه اإلمننام لننم
تجز صالته لتقدمه على اإلمام.
ومن صلى على هر الكعبة جازت صالته ويكره لما فيه من ترك التعظيم.
36
كتاب الزكاة
معناهننننننا :الزكنننننناة لغننننننة :الطهنننننننارة والنمنننننناء ،وشننننننرعا:تمليك جنننننننزء مخصننننننوص ،مننننننن منننننننال
مخصوص هلل تعالى. مخصوص ،لشخ
حكمهنننا وشنننرس وجوبهنننا :وهننني واجبنننة (فنننرض) علنننى الحنننر المسنننلم البنننال العاقنننل إذا ملنننك
الدين وعن حاجته األصلية ،ناميا ،وحال عليه الحول .وعلى هذا:
نصابا ملكا تاما ،فارغا عن َّ
فلنننيس علنننى صنننبي وال مجننننون زكننناة ألنهمنننا غينننر مخننناطبين بنننأداء العبنننادة كالصنننالة والصنننوم،
ِ
بمالننننه ألنننننه نننب ألنننننه ال يملننننك مننننا بيننننده ملكننننا تامننننا .وال علننننى مننننن علنننني ديننننن يحنننني
وال علننننى مكاتن خ
مشغول بحاجته األصلية.
وال ي جننننوز أداء الزكنننناة إال بنيننننة مقارنننننة لننننألداء أو مقارنننننة لعننننزل مقنننندار الواجننننب ،ألن الزكنننناة
عبادة ،وكان من شرطها :النية.
بعض المصطلحات:
النصننناب :مقننندار ال تجنننب فيمنننا دوننننه زكننناة .ويتعلنننق بهنننذا النصننناب وجنننوب الزكننناة والفطننننرة
واألضحية وحرمان الصدقة.
والحاجنننة األصنننلية :وهننني منننا البننند مننننه لإلنسنننان فننني معاشنننه كنننا لمأكنننل والمسنننكن والمركنننب
وآلة الحرف .والمستحق بالحاجات األصلية كالمعدوم.
[والنمننننناء :الزينننننادة .وهننننني إمنننننا يكنننننون حقيقنننننة بنننننأن يكنننننون بالتوالننننند والتناسنننننل فننننني األنعنننننام
وبالتجنننارة فننني أمنننوال التجنننارة ،وإمنننا تقنننديرا وهنننو بنننالتمكن منننن االسنننتنماء متنننى شننناء (كنننالنقود والنننذهب
واألموال التجارية .مجمع األنهر.]193 ،192/1 :
37
نننس خ
ذود مننننن اإلبننننل صنننندقة لعنننندم بلننننوا النصنننناب.فإذا بلغننننت خمسننننا نننل مننننن خمن خ
ولننننيس فنننني أقن َّ
سنننائمة وحنننال عليهنننا الحنننول ففيهنننا شننناة تنننم لهنننا حنننول ،إلنننى تسنننع .ففننني عشنننر :شننناتان ،وفننني خمنننس
شياه ،وفي عشرين :أربع شياه، عشرة:ثال
وفي خمس وعشرين :بنت مخاض وهي التي طعنت في السنة الثانية،
ننننراب سننننواء فنننني النصنننناب والوجننننوب ،ألن اسننننم اإلبننننل يتناولهمننننا .والبخننننت: ِ
ننننت والع ُ
والب ْخ ُ
ُ
ِ
وهو المتولد بين العربي والعجمي ،والعراب :إبل عربي.
ننل منننن أربعنننين شننناة زكننناة لعننندم بلنننوا النصننناب .وفننني أربعنننين سنننائمة وحنننال عليهنننا
لنننيس فننني أقن َّ
الحنننول :شنننا ٌة ،إلنننى مائنننة وعشنننرين ،فنننإذا زادت واحننندة ففيهنننا شننناتان إلنننى منننائتين ،فنننإذا زادت واحننندة
38
شننياه ،إلننى ثالثمائننة وتسننعة وتسننعين ،فننإذا بلغننت إلننى أربعمائننة :ففيهننا أربننع شننياه .ثننم فنني ففيهننا ثننال
كل مائة :شاةٌ .والضأن والمعز سواء.
قننننال أبوحنيفننننة :إذا كانننننت الخيننننل سننننائمة ،وكانننننت ذكننننورا وإناثننننا إو إناثننننا فقنننن ،وحننننال عليهننننا
قومهنننا وأعطنننى عنننن كنننل
الحنننول ،فصننناحبها بالخينننار :إن شننناء أعطنننى عنننن كنننل فنننرس ديننننارا وإن شننناء ّ
مائتي درهم خمسة دراهم بمنزلة عروض التجارة.
مسائل شتى:
وال شننننيء فنننني البغننننال والحميننننر مننننن زكنننناة إجماعننننا ،إال أن تكننننون للتجننننارة ،ألنهننننا تصننننير مننننن
العروض.
ننالر ْع ِي فننني أكثنننر حولهنننا ،فنننإن علفهنننا صننناحبها نصنننف الحنننول أو
والسنننائمة هننني التننني تكتفننني بن ِ
ّ
أكثر فال زكاة فيها لزيادة المؤنة فينعدم النماءمعنى.
39
العفنننوِ عنننند أبننني حنيفنننة وأبننني يوسنننف ،وتجنننب فينننه عنننند محمننند وزفنننر( .والعفنننو:
وال زكننناة فننني ْ
ما بين الفريضتين مثل ما بين الثالثين واألربعين في البقر).
وإذا هلك المال بعد وجوب الزكاة سقطت عنه الزكاة لتعلقها بالعين دون الذمة.
نصنننابها مائتنننا درهنننم ولنننيس فيمنننا دونهنننا صننندقة ،فنننإذا بلغنننت إلنننى منننائتين وحنننال عليهنننا الحنننول
غرامات تقريبا). الع ْشرِ ( :)40/1خمسة دراهم( .والدرهم :ثال
ففيها ُر ُب ُع ُ
باب زكاة الذهب:
نصننننابها عشننننرون مثقنننناال (والمثقننننال الشننننرعي مائننننة حبننننة مننننن شننننعير ،وهننننو 4.5غننننرام تقريبننننا).
الع ْشر :نصف مثقال.
وليس فيما دونها صدقة ،فإذا بل إليها وحال عليها الحول ففيها ُر ُب ُع ُ
وح ِليِهمنننننا وا،نينننننة منهمنننننا الزكننننناة ،ألنهمنننننا ُخ ِلقنننننا أثماننننننا فتجنننننب وفننننني ِتبنننننر النننننذهب والفضنننننة
ُ ّ ْ
زكاتهما كيف كانا .والثمن :ما ُيق َّوم به األشياء.
العروض:
باب زكاة ُ
والعروض :ما سوى النقدين :الذهب والفضة.
ُ
الزكننناة واجبنننة فننني عنننروض التجنننارة كائننننة منننا كاننننت ،إذا بلغنننت قيمتهنننا نصنننابا منننن النننورِ ي أو
الذهبُ ،يق ِّومها صاحبها بما هو أنفع منهما للفقراء والمساكين احتياطا لحق الفقراء.
وإذا كنننان النصننناب كنننامال فننني طرفننني الحنننول ،فنقصنننانه فيمنننا بنننين ذلنننك ال ُيسنننق الزكننناة .وأمنننا
لو هلك كله لبطل الحول.
وتضننننم قيمننننة العننننروض التنننني للتجننننارة إلننننى الننننذهب والفضننننة للمجانسننننة مننننن حيننننف الثمنيننننة.
ُ
وكذلك ُيضم الذهب إلى الفضة بالقيمة عند اإلمام.
المنننراد بالزكننناة هننننا :العشنننر .قنننال أبنننو حنيفنننة :فننني قلينننل منننا أخرجتنننه األرض وكثينننره العشنننر،
ننندين ،وفنننني سننننواء سن ِ
نننقي بالمنننناء الجنننناري أو سننننقته السننننماء ،وال يشننننترس فيننننه الحننننول ،ويجننننب مننننع الن َّ ُ
أرض الصغير والوقف ألن فيه معنى المؤنة (الضريبة).
40
وقاال :ال يجب العشر إال بالشروس ا،تية:
وأمنننا منننا ال ُيوسنننق كنننالقطن ،فقنننال أبنننو يوسنننف :يجنننب فينننه العشنننر إذا بلغنننت قيمتنننه قيمنننة خمسنننة
أوسنننق منننن أدننننى منننا يننندخل تحنننت الوسنننق ،ألننننه ال يمكنننن التقننندير الشنننرعي فينننه فننناعتبرت القيمنننة كمنننا
في عروض التجارة.
وقننننال محمنننند :يجننننب العشننننر إذا بلنننن الخننننار خمسننننة أمثننننال مننننن أعلننننى مننننا ُيقنننندر بننننه نوعننننه،
خ
أحمال. فاعتبر في القطن خمسة
نناكين والعننناملين
الصننندقات للفقنننراء والمسن ِ
ُ وقننند بنننين اهلل تعنننالى مصنننارف الزكننناة فقنننال " :إنمنننا
واهلل
ننناب والغننننارمين وفنننني سننننبيل اهلل وابننننن السننننبيل فريضننننة مننننن اهلل ُ
عليهننننا والمؤلفننننة قلننننوبهم وفنننني الرقن ِ
عليم حكيم".
وقننند سنننق منهنننا المؤلفنننة قلنننوهم .وهنننم ثالثنننة أصنننناف :صن ْننن ٌف كنننان ينننؤ ِلّفهم النبننني ﷺ ليسنننلموا
ُ
ويسنننلم قنننومهم بإسنننالمهم وصننننف أسنننلموا ولكنننن علنننى ضنننعف ،فيريننند تقرينننرهم علينننه وصننننف كنننان ُ
أعز اإلسالم وأغنى عنهم.
يعطيهم لدفع شرهم .والمسلمون ا،ن في غنية عنهم ،ألن اهلل تعالى َّ
والفقير :من له مال دون النصاب.
41
وفي سبيل اهلل :منق ِط ُع الغزاة ،وقيل :منقطع الحا ،وقيل :طلبة العلم.
وابن السبيل :من كان له مال في وطنه ،وهو في مكان آخر الشيء له فيه.
وإذا دفنننع الزكننناة إلنننى رجنننل يظننننه فقينننرا ثنننم بنننان أننننه غنننني فنننال إعنننادة علينننه عنننند أبننني حنيفنننة
ومحمد ألنه أتى بما في وسعه .وعليه اإلعادة عند أبي يوسف لظهور خط ه بيقين.
ويجوز دفع الزكاة إلى من ال يملك نصابا وإن كان صحيحا مكتسبا ألنه فقير.
ويكنننره نقنننل الزكننناة منننن بلننند إلنننى آخنننر إال أن ينقلهنننا إلنننى قرابتنننه أو إلنننى قنننوم هنننم أحنننو إليهنننا
من أهل بلده.
وهننني واجبنننة علنننى الحنننر المسنننلم ولنننو صنننغيرا أو مجنوننننا ،إذاكنننان مالكنننا لمقننندار النصننناب منننن
أي مال كان ،فاضال عن حاجاته األصلية .وال يشترس فيه الحول.
ّ
ويخرجننننه عننننن نفسننننه وعننننن أوالده الصننننغار والمجننننانين إن كننننانوا فقننننراء .وإن كننننان لهننننم مننننال
أخرجهننننا مننننن مننننالهم.وال يجننننب عليننننه أن ُيننننؤدي عننننن زوجتننننه وال عننننن أوالده الكبننننار وإن كننننانوا فنننني
عياله النعدام واليته عليهم ،ولو أدى عنهم بغير أمرهم أجزأهم استحسانا لثبوت اإلذن عادة.
42
كتاب الصوم
وهننننو لغننننة :اإلمسنننناك مطلقننننا ،وشننننرعا :اإلمسنننناك عننننن المف ِطّننننرات حقيقننننة أو حكمننننا فنننني وقننننت
مخصوص بنية.
أنواعننننه :وهننننو ضننننربان :واجننننب ونفننننل .فالواجننننب ضننننربان :الضننننرب األول :مننننا يتعلننننق بزمننننان
بعيننننه كصنننوم رمضنننان والننننذر المعنننين زماننننه ،فيجنننوز بنينننة منننن اللينننل ،أو بنينننة منننا بنننين الفجنننر والنننزوال.
والضننننرب الثنننناني :مننننا يثبننننت فنننني الذمننننة مطلقننننا(من غيننننر مننننا يتعننننق بزمننننان) كقضنننناء رمضننننان والنننننذر
أي صننننوم
معينننننة مننننن الليننننل .والنيننننة :أن يعلننننم بقلبننننه َّ المطلننننق وصننننوم الكفننننارات .فننننال يجننننوز إال بنيننننة
ّ
يصوم.
ثنننم صنننوم رمضنننان يتنننأدى بمطلنننق النينننة وبنينننة النفنننل وبنينننة فنننرض آخنننر .والنفنننل بكنننل أنواعنننه
يجوز بنية قبل الزوال.
التماس الهالل:
وينبغننني للنننناس أن يلتمسنننوا هنننالل رمضنننان عنننند غنننروب الشنننمس فننني الينننوم التاسنننع والعشنننرين
منننن شنننعبان ،فنننإن رأوه صننناموا ،وإن ُغنننم علنننيهم أكملنننوا شنننعبان ثالثنننين ثنننم صننناموا .ومنننن رآه وحنننده
َّ
صام وإن لم ُت ْقب ْل شهادته ،وإن أفطر فعليه القضاء دون الكفارة لشبهة الرد.
وإذا كنننان فننني السنننماء علنننة منننن غننني خم أو غبنننار ،ق ِبنننل اإلمنننام شنننهادة الواحننند العننندل ،رجنننال كنننان
ْ
ننناته سن ِنني ِاته ألن قنننول الفاسنننق فننني النننديانات غينننر مقبنننول .وإن
أو امنننرأة .والعننندل :هنننو النننذي غلبنننت حسن ُ
ّ
لم يكن فيها علة لم تقبل الشهادة حتى يراه جمع كثير يقع العلم بخبرهم.
وقت الصوم:
وقتنننه منننن طلنننوع الفجنننر الثننناني إلنننى غنننروب الشنننمس لقولنننه تعنننالى" :كلنننوا واشنننربوا حتنننى يتبنننين
لكننننم الخنننني األبننننيض مننننن الخنننني األسننننود مننننن الفجننننر ،ثننننم أتمننننوا الصننننيام إلننننى الليننننل" .والخيطننننان:
بياض النهار وسواد الليل.
43
ما يفسد الصوم ويوجب القضاء أو الكفارة وما ال يفسده:
النسننننيان :وإن أكننننل الصننننائم أو شننننرب أو جننننامع ناسننننيا لننننم ُيفطننننر ،وال قضنننناء عليننننه وال كفننننارة.
وإن ن أن ذلك أفسد صومه فأكل بعد ذلك عمدا فعليه القضاء دون الكفارة.
واالحنننتالم :وإن ننننام فننناحتلم ،أو نظنننر وفكنننر فنننأنزل ،أو احنننتجم أو قبنننل ولنننم ُيننننزل ،لنننم ُيفطنننر،
ّ
لمس فعليه القضاء دون الكفارة لقصور الجناية. وإن أنزل ب ُقبلة أو خ
والقننني ُء :وإن قننناء بنننال ُصننننعه لنننم يفطنننر ولنننو منننلء فينننه .وإن قننناء عمننندا منننلء فينننه فعلينننه القضننناء
ْ
أقل من ملء فيه ال يفطر. َّ عمدا قاء وإذا دون الكفارة.
والجمننناع :ومنننن جنننامع عامننندا أو أكنننل أو شنننرب مننننا ُيتغننن َّذى بنننه أو ُيتنننداوى بنننه فعلينننه القضنننناء
الكتاب ،لكمال الجناية بقضاء شهوة الفر أو البطن. والكفارة مثل ك ّفارة الظهار الثابتة بن
والسننننفر :والمسننننافر،إن كننننان الصننننوم ال يضننننره فصننننومه أفضننننل ،لقولننننه تعننننالى :وأن تصننننوموا
خير لكم .وإن أفطر وقضى جاز ،ألن السفر الي ْعرى عن المشقة.
وإن مننننات المننننريض أو المسننننافر ،وهمننننا علننننى حالهمننننا لننننم يلزمهمننننا القضنننناء لعنننندم إدراكهمننننا
فعنندة مننن أيننام أخننر" .وإن
عنندة مننن أيننام أخننر فنني قولننه تعننالى" :فمننن كننان منننكم مريضننا أو علننى سننفر َّ
صنننح المنننريض أو أقنننام المسنننافر ثنننم ماتنننا لزمهمنننا القضننناء بقننندر الصنننحة واإلقامنننة .وفائننندة اللنننزوم :فنننإن
لم يقضيا وجب الوصية عليهما باإلطعام.
والحمنننننل واإلرضننننناع :والحامنننننل والمرضنننننع إذا خافتنننننا علنننننى ولنننننديهما – ولنننننو رضننننناعا – أو
على أنفسهما ،أفطرتا وقضتا دفعا للحر ،وال فدية عليهما إعتبارا بالمريض والمسافر.
44
طعنننم لكنننل خ
ينننوم مسنننكينا والشنننيخوخة :والشنننيخ الفننناني النننذي ال يقننندر علنننى الصنننيام ،يفطنننر وي ِ
ُ
كمنننننننننا يطعنننننننننم فننننننننني الكفنننننننننارات ،لقولنننننننننه تعنننننننننالى" :وعلنننننننننى النننننننننذين يطيقوننننننننننه فدينننننننننة طعنننننننننام
المسكين"(البقرة .)184:معناه :ال يطيقونه.
مشائل شتى:
ومنننن علينننه قضنننناء رمضنننان وقنننرب موتننننه ،وجنننب عليننننه الوصنننية باإلطعنننام لكننننل ينننوم مسننننكينا،
وإن لم يوص به فتبرع عنه وليه جاز .وعلى هذا الزكاة.
ّ
ومنننن دخنننل فننني صنننوم التطنننوع أو فننني صنننالة التطنننوع ثنننم أفسننندهما وجنننب قضنننا هما .ثنننم عنننند
الحنفينننة ال يبننناح اإلفطنننار فننني صنننوم التطنننوع إال بعنننذر .والضنننيافة عنننذر لقولنننهﷺ" :أ ْف ِطنننر ،واقن ِ
ننض يومنننا
مكانه".
اإلغمنننناء لوجننننود النيننننة منننننه، ومننننن أغمنننني عليننننه فنننني رمضننننان لننننم يقننننض اليننننوم الننننذي حنننند
والظاهر دوامه عليها .وقضى ما بعده النعدام النية.
وإذا حاضننننت المننننرأة أو ن ِفسننننت ،أفطننننرت وقضننننت إذا ط ُهننننرت .ولننننيس عليهننننا اإلمسنننناك تشننننبها
بحال المعذور ،ألن صومها حرام ،والتشبه بالحرام حرام.
وإذا قننننندم المسنننننافر أو بنننننرف المنننننريض أو طهنننننرت الحنننننائض أو النفسننننناء فننننني بعنننننض النهنننننار،
وجب عليهم اإلمساك بقية يومهم قضاء لحق الوقت.
َّ
ومنننن تسنننحر وهنننو يظنننن أن الفجنننر لنننم يطلنننع ،أو أفطنننر وهنننو يظنننن أن الشنننمس قننند غربنننت ،فبنننان
خالفه ،أمسك بقية يومه وقضى ذلك اليوم ،وال كفارة عليه لقصور الجناية.
ومنننن رأى هننننالل الفطننننر (هنننالل شننننوال) وحننننده لنننم ُيفطننننر الحتمننننال الغلننن .فننننإن أفطننننر فعليننننه
القضاء ،وال كفارة عليه لشبهة الهالل.
وإن كاننننت بالسنننماء علنننن ٌة ،لنننم تقبننننل فننني هنننالل الفطننننر إال شنننهادة رجلننننين أو رجنننل وامننننرأتين،
ألننننه تعلنننق بنننه ْنفنننع العبننند وهنننو الفطنننر فأشنننبه سنننائر حقوقنننه .واألضنننحى كنننالفطر فننني هنننذا .وإن لنننم تكنننن
بالسماء علة ،لم تُقبل في هالل الفطر إال شهادة جم خع كثير يقع العلم بخبرهم.
45
باب االعتكاف:
ويحننننرم علننننى المعتكننننف الننننوسء ودواعيننننه لقولننننه تعننننالى" :وال تباشننننروهن وأنننننتم عنننناكفون فنننني
المسننننناجد" (البقنننننرة .) 187 :وال يخنننننر منننننن المسنننننحد إال لحاجنننننة اإلنسنننننان أو للجمعنننننة والعيننننند .وال
يتكلم إال بخير.
الحج
ّ كتاب
الحنننج – بفنننتح الحننناء وكسنننرها -لغنننة :القصننند مطلقنننا ،وشنننرعا :زينننارة مكنننان مخصنننوص فننني
زمن مخصوص بفعل مخصوص.
وهننننو فننننرض فنننني العمننننر مننننرة ،علننننى حننننر مسننننلم بننننال عاقننننل صننننحيح إذا قنننندر علننننى الننننزاد
والراحلة فاضال عن مسكنه وما البد منه وعن نفقة عياله إلى حين عوده.وكان الطريق آمنا.
ويشننننترس فنننني حننننق المننننرأة – ولننننو عجننننوزا – أن يكننننون لهننننا محننننرم ،ويكننننره تحريمننننا أن تحننننج
مع غير محرمها ،ويجوز حجها مع الكراهة.
المواقينننت :وهننني المواضنننع التننني اليجنننوز لمنننن يريننند مكنننة أن يتجاوزهنننا إال ُم ْحرمنننا بحنننج أو
وتعننننرف ا،ن بآبننننار علنننني وألهننننل العننننراي ذات الحل ْيفننننة ُ
عمننننرة .وهنننني خمسننننة :فألهننننل المدينننننة ذو ُ
الج ْحفنننة ،بقنننرب رابننن وألهنننل نجننند قنننرن المننننازل وألهنننل النننيمن يل ْملنننم .وإن ِ خ
ْ ْ عن ْننري وألهنننل الشنننام ُ
46
لنننم يمننننر بميقننننات منهننننا ،تحننننرى وأحننننرم إذا حنننناذى أحنننندها .فننننإن قنننندم اإلحننننرام علننننى هننننذه المواقيننننت
َّ ّ
جاز.
ومننننن كننننان منزلننننه داخننننل المواقيننننت إلننننى الحننننرم ،فميقاتننننه للحننننج والعمننننرةِ ،
الحننننل .ويجننننوز
ألهل الحل أن يدخل مكة لحاجة من غير إحرامِ .
(الح ّل :داخل المواقيت إلى حدود الحرم).
ومنننن كنننان بمكنننة فميقاتنننه فننني الحنننج الحنننرم ،وفننني العمنننرة الحنننل .إال أن التنعنننيم أفضنننل لنننورود
األثر به.
اإلحنننننرام :وإذا أراد الرجنننننل اإلحنننننرام اغتسنننننل أو توضنننننأ وقننننن َّ أ نننننافره ولنننننبس ثنننننوبين ،إزارا
ِ
فيسنننره لننني وتقبلنننه منننني" ،ثنننم ُيل ِبننني .والتلبينننة:
ّ ورداء وصنننلى ركعتنننين ثنننم قنننال" :اللهنننم إنننني أريننند الحنننج ّ
"لبينننك اللهنننم لبينننك ،لبينننك ال شنننريك لنننك لبينننك ،إن الحمننند والنعمنننة لنننك والملنننك ،ال شنننريك لنننك"،
ّْ َّ ْ
فإذا لبى مع النية فقد أحرم ،فعليه أن يتقي من محظورات اإلحرام.
مننننن محظننننورات اإلحننننرام :الرفننننف (الجمنننناع أو الكننننالم الفنننناحش) ،والفسننننوي والجنننندال ،وال
َّ
يقتننننل صننننيدا وال يشننننير إليننننه وال ينننندل عليننننه ،وال يلننننبس قميصننننا وال سننننراويل وال خفننننين ،وال يغطنننني
مننننن لحيتننننه وال مننننن نننس طيبننننا ،وال يحلننننق رأسننننه وال شننننعر بدنننننه ،وال يقنننن
رأسننننه وال وجهننننه ،وال يمن ّ
فره.
الطنننواف :وإذا دخنننل المسنننجد الحنننرام طننناف بالبينننت :ابتننندأ بنننالحجر األسنننود فاسنننتقبله وكبنننر
وه َّلنننل ورفنننع يدينننه منننع التكبينننر واسنننتلمه ،وقبلنننه إن اسنننطاع منننن غينننر أن ينننؤذي مسنننلما ،ثنننم أخنننذ عنننن
ّ
ِ
ويلقننني ا،خنننر علنننى
يميننننه ،وقننند اضنننطبع رداءه قبنننل ذلنننك ،بنننأن يجعنننل أحننند طرفينننه تحنننت إبطنننه األيمنننن ُ
ننننل ُ(يسنننننرِ ُع) فنننني األشنننننواس الثالثنننننة األول،
وير ُمن ُ كتفننننه األيسنننننر ،وهنننننو سنننننة .فيطنننننوف سنننننبعة أشننننواس.
ْ
ويمشنننني فيمننننا بقنننني علننننى ِهين ِتننننه بسننننكينة ووقننننار ،ويسننننتلم الحجننننر كلمننننا مننننر بننننه ،ويخننننتم الطننننواف
ّ
باإلسنننتالم .ثنننم يصنننلي ركعتنننين عنننند مقنننام إبنننراهيم أو حيثمنننا تيسنننر منننن المسنننجد .وهننني واجبنننة لكنننل
طواف .وال تُص َّلى وقت الكراهة.
47
وهننننذا الطننننواف يسننننمى طننننواف القنننندوم وطننننواف التحيننننة للحننننا .وهننننو سنننننة ل فنننناقي .ولننننيس
علننننى أهننننل مكننننة طننننواف القنننندوم إذا أراد أن يحننننج ،النعنننندام القنننندوم .وإذا لننننم ينننندخل المحننننرم مكننننة
وتوجه إلى عرفات ووقف بها سق عنه طواف القدوم وال شيء عليه ،ألنه سنة.
ثنننم يقنننيم بمكنننة محرمنننا ،ويطنننوف بالبينننت تطوعنننا كلمنننا بننندا لنننه ،ويصنننلى لكنننل اسنننبوع ركعتنننين.
وهو أفضل من تطوع الصالة ل فاقي.
وهننننو سنننننة .وإذا كننننان اليننننوم السننننابع مننننن ذي الحجننننة خطننننب اإلمننننام خطبننننة يعلننننم الننننناس فيهننننا
الخرو إلى منى ،والصالة بعرفات والوقوف بها واإلفاضة منها.
فننإذا صننلى الفجنننر يننوم التروينننة (اليننوم الثننامن منننن ذي الحجننة) بمكنننة خننر إلننى مننننى فأقننام بهنننا
حتى يصلي بها الفجر يوم عرفة .ثم يتوجه إلى عرفات فيقيم بها.
(جمننننع تقننننديم)
وإذا زالننننت الشننننمس صننننلى اإلمننننام بالننننناس الظهننننر والعصننننر فنننني وقننننت الظهر ْ
بننننأذان واحنننند وإقننننامتين ،وال يتطننننوع بننننين الصننننالتين .ويخطننننب خطبتننننين قبننننل الصننننالة ،يع ّلمهننننم فيهمننننا
الوقفة بعرفة والمزدلفة ورمي الجماروالنحر والحلق وطواف الزيارة ونحو ذلك.
ومنننن صنننلى وحنننده أو بجماعنننة منننع غينننر اإلمنننام األعظنننم ،صنننلى الظهنننر والعصنننر فننني وقتهمنننا
عنننند أبنننني حنيفننننة ،ويجننننوز جمعهمننننا عننننند اإلمننننامين .ثننننم يتوجننننه إلننننى جبننننل الرحمننننة للوقننننوف بقربهننننا.
وهنننو أحننند ركنننني الحنننج .ويننندعو بمنننا شننناء ،ويجتهننند فينننه ،ألننننه منننن أرجنننى مواضنننع اإلجابنننة .والعرفنننات
كلها موقف إال بطن ُعرنة .ويجب عليه أن يبقى بعرفة إلى الغروب.
48
ومنننن أدرك الوقنننوف بعرفنننات ولنننو لحظنننة ،منننا بنننين زوال الشنننمس منننن ينننوم عرفنننة إلنننى طلنننوع
الفجنننر منننن ينننوم النحنننر فقننند أدرك الوقنننوف .ومنننن اجتننناز بعرفنننة وهنننو ننننائم أو ُم ْغمنننى علينننه أو لنننم يعلنننم
أنها عرفة أجزأه ذلك عن الوقوف ،ألن الركن قد ُوجد.
الوقفة بالمزدلفة:
وإذا غربننننت الشننننمس أفنننناض اإلمننننام والننننناس معننننه حتننننى يننننأتوا المزدلفننننة .ويصننننلون المغننننرب
والعشنننناء فنننني وقننننت العشنننناء (جمننننع تننننأخير) بننننأذان واحنننند وإقامننننة واحنننندة .ومننننن صننننلى المغننننرب فنننني
ف عنننند أبننني
ف عنننند أبننني حنيفنننة ومحمننند ،فعلينننه إعادتهنننا منننا لنننم يطلنننع الفجنننر .وتُ ْجنننزِ ُ
الطرينننق ال تُ ْجنننزِ ُ
يوسننننف مننننع الكراهننننة فننننال إعننننادة عليننننه .وإذا طلننننع الفجننننر يصننننلون الفجننننر بِغلن خ
نننس ثننننم وقفننننوا وقفننننة
ويننندعون .وهنننو واجنننب .وقتهنننا :منننن طلنننوع الفجنننر إلنننى طلنننوع الشنننمس ولنننو لحظنننة .والمزدلفنننة كلهنننا
موقف إال ب ْطن ُمح َّسر ،وهو واد بين منى ومزدلفة .م ْهلك جيش أبرهة.
أحكام منى:
وقبنننل طلننننوع الشننننمس أفاضننننوا إلنننى منننننى مكبننننرين ومهللننننين وملبنننين ومصننننلين علننننى النبننننيﷺ،
ننذ ِف مقننندار األنملنننة .ويكبنننر
فنننإذا أتنننوه يبتننند ن بجمنننرة العقبنننة فيرمونهنننا بسن ْننبع حصنننيات مثنننل حصنننى الخن ْ
أحنننب ألننننه
ّ منننع كنننل حصننناة ،وال يقنننف عنننندها ،ويقطنننع التلبينننة منننع أول حصننناة ،ثنننم ينننذبح تطوعنننا إن
ِ
قصنننر والحلنننق أفضنننل.
ُم ْفنننرِ ٌد ،ويجنننب ذلنننك علنننى المتمتنننع والقنننارن كمنننا سنننيأتي .ثنننم يحلنننق رأسنننه أو ُي ّ
وقد حل له كل شيء من محظورات اإلحرام إال الجماع.
ثنننم ينننأتي مكنننة منننن يومنننه ذلنننك أو منننن الغننند أو منننن بعننند الغننند فيطنننوف بالبينننت .وهنننو النننركن
الثنننناني للحننننج لقولننننه تعننننالى" :وليطَّ َّوفننننوا بالبيننننت العتيننننق" .ويسننننمى طننننواف الزيننننارة وطننننواف اإلفاضننننة
ننل فننني هنننذا الطنننواف ،ألن
يرمن ُ
وطنننواف الفنننرض .فنننإن كنننان قننند سنننعى سنننابقا عقينننب طنننواف القننندوم ال ُ
ننندم السننننعي بعنننند طننننواف
نننعي عليننننه .فننننإن لننننم يكننننن قن ّ
نننعي .وال سن ْ
الرمننننل لننننيس إال فنننني طننننواف بعننننده سن
ٌ
القدوم رمل في هذا الطواف وسعى بعده .وهذا السعي واجب .وقد حل له الجماع.
ويكنننره تحريمنننا تنننأخير طنننواف الزينننارة عنننن هنننذه األينننام الثالثنننة ،فنننإن أخنننره لزمنننه دم عنننند أبننني
حنيفة ،وال يلزمه عندهما.
49
بنندءا بالصنننغرى ثنننم
ْ فننإذا زالنننت الشنننمس مننن الينننوم الثننناني مننن أينننام النحنننر رمننى الجمنننار النننثال
الوسنننطى ثنننم الكبننن رى فيرمننني كنننال منهنننا بسنننبع حصنننيات ،ويكبنننر منننع كنننل حصننناة .وإذا كنننان منننن الينننوم
النفننر إلننى مكننه جنناز لننه ذلننك إلننى أن
الثالننف رمننى مثننل مننا رمننى فنني اليننوم الثنناني .وإذا أراد أن يتعجننل ْ
يطلع طلوع فجر الرابع ،وال ينفر بعده لدخول وقت الرمي.
فننني الينننوم الرابنننع وإن أراد أن يقنننيم بمننننى إلنننى الرابنننع -وهنننو أفضنننل -رمنننى الجمنننار النننثال
بعد الزوال أيضا ،فإن رماه بعد طلوع الفجر جاز عند أبي حنيفة.
طواف الصدر:
ثنننم إذا أراد السنننفر طننناف بالبينننت سنننبعة أشنننواس ال يرمنننل فيهنننا ،ويصنننلى بعنننده ركعتنننين .وهنننذا
يسنننمى طنننواف الصننندر وطنننواف النننوداع .وهنننو واجنننب علنننى ا،فننناقي .ثنننم يعنننود إلنننى أهلنننه . .ولنننيس
بواجب على أهل مكة ومن في حكمهم ممن كان داخل الميقات ،ألنهم ال ُيو ِ ّدعون.
والمنننننرأة فننننني جمينننننع األحكنننننام المنننننذكورة كالرجنننننل لعمنننننوم الخطننننناب .إال أنهنننننا :ال تكشنننننف
نننل فنننني الطننننواف ،وال ُتهننننر ِول
ترمن ُ
رأسننننها لإلحننننرام ،وتكشننننف وجههننننا ،وال ترفننننع صننننوتها بالتلبيننننة ،وال ُ
ْ
بين الميلين األخضرين في السعي ،وال تحلق رأسها ولكن تُق ّصر ،وتلبس المخي والخفين.
باب ِ
القران:
50
وإذا لننننم ينننندخل القننننارن مكننننة وتوجننننه إلننننى عرفننننات ووقننننف بهننننا فقنننند صننننار رافضننننا (تاركننننا)
لعمرتنننه ،وسنننق عننننه دم القنننران ،ووجنننب علينننه دم لنننرفض عمرتنننه ،وهنننو دم جبنننرخ ،فنننال يجنننوز أكلنننه مننننه.
ْ
ووجب عليه قضاء عمرته.
باب التمتع:
التمتنننع لغنننة :االنتفننناع .وشنننرعا :الجمنننع بنننين إحنننرام العمنننرة وإحنننرام الحنننج فننني أشنننهر الحنننج
مننن غيننر إلمننام صننحيح بأهلننه ،واإللمننام :أن يرجننع إلننى أهلننه بعنند العمننرة .والقننران أفضننل مننن اإلفننراد
عندنا .وأشهر الحج :شوال ،وذو القعدة وعشر من ذي الحجة.
ٌ
وصنننفة التمتنننع :أن يحننننرم بعمنننرة منننن الميقننننات فننني أشننننهر الحنننج ،ويننندخل مكننننة فيطنننوف لهننننا
نننل مننننن عمرتننننه ،وحننننل لننننه كننننل مننننا يحننننرم عليننننه
ويقطننننع التلبيننننة ،ويسننننعى ،ويحلننننق أو ُيقصننننر ،وقنننند حن ّ
بننناإلحرام .ولنننيس علينننه طنننواف القننندوم .ويقنننيم بمكنننة حنننالال .فنننإذا أراد أن يخنننر إلنننى عرفنننات أحنننرم
بنننالحج منننن الحنننرم (منننن مقنننره) وفعنننل منننا فعلنننه المفنننرد .وإذا أراد أن يقننندم سنننعي الحنننج ،طننناف بعننند أن
ّ
ُيحرم بالحج ويرمل ويسعى بين الصفا والمروة .ثم يتوجه إلى عرفات.
وإذا رمى جمرة العقبة ذبح شاة وجوبا وحلق رأسه .وحل له كل شيء إال الجماع.
مسائل شتى:
وإذا حاضننننت المننننرأة عننننند اإلحننننرام ،أحرمننننت وصنننننعت كننننل مننننا يصنننننعه الحننننا ّ ،غيننننر أنهننننا ال
تطوف بالبيت حتى تطهر ،ألنها منهية عن دخول المسجد.
وإذا حاضت بعد طواف الزيارة انصرفت من مكة ،والشيء عليها لترك طواف الصدر.
مجنننناوزة الميقننننات بغيننننر إحننننرام :ومننننن جنننناوز الميقننننات مننننن غيننننر إحننننرام ثننننم أحننننرم داخننننل
الميقات ،لزمه دم واحد سواء كان مفردا أو قارنا.
51
اسننننتعمال الطيننننب :وإذا تطيننننب المحننننرم فعليننننه الكفننننارة :فننننإن تطيننننب عضننننوا كننننامال كننننالرأس
َّ
واليننند فعلينننه دم (شننناة) ،ألن الجناينننة تتكامنننل بتكامنننل االرتفننناي ،وذلنننك فننني العضنننو الكامنننل ،فيترتنننب
عليه كمال الموجب ،وهو الدم .وإن كان أقل من عضو كر ُبعه فعليه صدقة ،لقصور الجناية.
ُ
والسنننروال ،أو غطّنننى رأسنننه يومنننا كنننامال أو ولنننبس المخننني :وإن لنننبس ثوبنننا مخيطنننا كنننالقمي
ليلة كاملة فعليه دم .وإن كان أقل من يوم فعليه صدقة.
ربنننع رأسنننه أو ربنننع لحيتنننه فصننناعدا كمنننا هنننو معتننناد فننني بعنننض النننبالد فعلينننه
والحلنننق :وإن حلنننق ُ
دم ،ألن للربع حكم الكل ،وإن كان أقل منه فعليه صدقة .وكذا لو حلق إبطيه أو عانته.
يننننندا أو وقنننن األ نننننافير :وإن قنننن ّ أ نننننافير يديننننه ورجلينننننه معننننا فعلينننننه دم واحنننند .وإن قننننن
أقل من خمسة أ افير فعليه صدقة. ّ رجال فعليه دم أيضا ،ألن للربع حكم الكل .وإن ق
الجناينننة منننن عنننذر :وإن تطينننب أو حلنننق أو لنننبس منننن عنننذر فهنننو مخينننر :إن شننناء تصننندي علنننى
سنننتة مسننناكين لكنننل مسنننكين نصنننف صننناع منننن ُبن خننر كمنننا فننني صننندقة الفطنننر ،وإن شننناء صنننام ثالثنننة أينننام،
ّ
لقوله تعالى" :ففدي ٌة من صيام أو صدقة أو نسك" (البقرة.)196:
ثننننم إن الصننننوم ُي ْجزِ ئُننننه فنننني الحننننرم وغيننننره ألنننننه عبننننادة فنننني كننننل مكننننان .وكننننذا الصنننندقة .وأمننننا
بالحرم باالتفاي. النسك (الدم) فيخت
الجمنننننناع ودواعيننننننه :وإن قبننننننل أو لمننننننس بشننننننهوة فعليننننننه دم مطلقننننننا ،أنننننننزل أو لننننننم ُينننننننزل ألن
ّ
ألجنننل اإلحنننرام مطلقنننا فيجنننب الننندم مطلقنننا .وفننني الجنننامع الصنننغير :إن أننننزل فعلينننه الننندواعي محرمنننة ْ
وصححه قاضيخان.
ّ دم وإال فال،
ومنننن جنننامع قبنننل الوقنننوف بعرفنننة فسننند حجنننه ،وعلينننه شننناة ،ويمضننني فننني حجنننه وجوبنننا ،وعلينننه
القضننناء فنننورا ولنننو حجنننه نفنننال ،ألن النوافنننل وجنننب بالشنننروع .ولنننيس علينننه أن يفننناري زوجتنننه إذا حنننج
بهننا فنني القضنناء .ومننن جننامع بعنند الوقننوف بعرفننة قبننل الحلننق لننم يفسنند حجننه ،فوجننب عليننه بدنننة (إبننل
فغ ِّل موجبها.
أو بقرة) ألنه أعلى أنواع الجنايةُ ،
ُ
ومن جامع بعد الحلق وقبل طواف الزيارة فعلية شاة لبقاء إحرامه في حق النساء فق .
ومنننن جنننامع فننني العمنننرة قبنننل الطنننواف فسننندت عمرتنننه ،ومضنننى فيهنننا ،وقضننناها فنننورا ،وعلينننه
شاة .وإن جامع بعد الطواف قبل السعي ،فعليه شاة .وال تفسد عمرته وال يلزمه قضا ها.
52
ومننننن جننننامع ناسننننيا أو جنننناهال أو نائمننننا أو مكرهننننا كمننننن جننننامع عامنننندا فنننني الحكننننم السننننتواء
الكل في االرتفاي (االنتفاع).
والجنايات في الطواف:
ومن طاف طواف الزيارة محدثا فعليه شاة ،وإن طافه جنبا فعليه بدنة لغل الجناية.
واألفضنننل أن يعينننند الطننننواف طنننناهرا مننننا دام بمكننننة إلمكانننننه مننننن غيننننر عسننننر ،وال ذبننننح عليننننه إن
أعاده.
ومنننن طننناف طنننواف الزينننارة محننندثا فعلينننه صننندقة ،ألننننه دون طنننواف الزينننارة وإن كنننان واجبنننا،
كثير. وإن طافه جنبا فعليه شاة ،ألنه نق
ومنننن تنننرك طنننواف الزينننارة وعننناد إلنننى بلنننده ،بقننني ُمحرمنننا فننني حنننق النسننناء حتنننى يطوفهنننا ،فكلمنننا
جامع لزمه دم .إال أن يقصد رفض اإلحرام فال يلزمه بالثاني شيء.
ومن ترك طواف الصدر وعاد إلى بلده ،فعليه شاة تذبح بالحرم ،ألنه ترك الواجب.
والجناينننة فننني السنننعي :ومنننن تنننرك السنننعي كلنننه أو أكثنننر أشنننواطه فعلينننه شننناة ألننننه واجنننب ،فيلنننزم
الدم بترك الواجبات ،دون الفساد.
والجنايات في الوقفات:
ومنننن أفننناض منننن عرفنننة قبنننل الغنننروب فعلينننه دم لتركنننه الواجنننب ،إن عننناد قبنننل الغنننروب سنننق
الدم ،ال بعده لفوات وقته.
ومنننن تنننرك الوقنننوف بالمزدلفنننة منننن الفجنننر إلنننى طلنننوع الشنننمس منننن غينننر عنننذر فعلينننه دم ألننننه
من الواجبات.
والجنايات في الجمرات:
53
ومنننن تنننرك رمننني الجمنننار فننني األينننام كلهنننا فعلينننه دم واحننند ،ألن الجننننس متحننند .وإن أعننناد كلهنننا
علنننى الترتينننب قبنننل غنننروب الشنننمس فننني الينننوم الرابنننع فعلينننه دم واحننند للتنننأخير عنننند أبننني حنيفنننة ،وال
شنننيء علينننه عنننندهما ،ألن األينننام كلهنننا وقنننت لهنننا[ .قنننال علننني القننناري " :والحاصنننل أن الرمننني موقنننت
عنننند أبننني حنيفنننة ،وعنننندهما لنننيس بموقنننت ،فنننإذا أخنننر رمننني ين خ
ننوم إلنننى ينننوم آخنننر ،فعننننده يجنننب القضننناء
منننع الننندم ،وعنننندهما يجنننب القضننناء الغينننر ،ألن األينننام كلهنننا وقنننت لهنننا عنننندهما .وأمنننا إذا خنننر وقتهنننا
فوجب دم أيضا عندهما لترك الرمي" .إرشاد الساري ،ص.]240:
الجنايات في الصيد:
دل علينننننه فعلينننننه الجنننننزاء .ويسنننننتوي فننننني ذلنننننك العامننننندوإذا قتنننننل المحنننننرم صنننننيدا ِّبر ّينننننا ،أو ّ
والمخطننننن والناسننننني إلحرامنننننه والمبتننننندأ والعائننننند ،ألننننننه ضنننننمان إتنننننالف ،فأشنننننبه غرامنننننات األمنننننوال.
والجنننزاء الواجنننب عنننند أبننني حنيفنننة أبننني يوسنننف :أن ُيقن َّننوم الصنننيد فننني المكنننان النننذي ُقتنننل فينننه أو فننني
يقومه ذوا عدل ،لهما بصارة في تقويم الصيد.
أقرب المواضع منهّ .
المحنننرم مخينننر فننني تلنننك القيمنننة :إن شننناء اشنننترى بهنننا هنننديا (شننناة منننثال) فذبحنننه بمكنننة إن
ثنننم ُ
بلغنننت قيمتنننه هنننديا وإن شننناء اشنننترى بهنننا قمحنننا فتصننندي بنننه أينننن شننناء فيعطننني لكنننل مسنننكين نصنننف
صاع من ُبر وإن شاء صام عن كل نصف صاع من ُب خر يوما.
ّ ّ
وقال محمد :يجب في الصيد نظيره فيما له نظير من عناي أو شاة أو بدنة.
وال بننننأس أن ينننننذبح المحنننننرم الشننننناة والبقنننننر والبعينننننر والننننندجا ،ألنهنننننا ليسنننننت بصنننننيود لعننننندم
التوحش.
مالحظنننة هامنننة :وكنننل شنننيء فعلنننه القنننارن ممنننا ذكرننننا أن فينننه علنننى المفنننرد دمنننا ،فعلينننه (القنننارن)
دمان :دم لحجته ودم لعمرته .وكذا الصدقة.
باب اإلحصار:
54
وال يجننننوز ذبننننح دم اإلحصننننار إال فنننني الحرم(.وعننننند بعننننض العلمنننناء جنننناز ذبحننننه فنننني محننننل
اإلحصار).
والمحصننننر بننننالحج ولننننونفال ،إذا تحلننننل ولننننم يحننننج مننننن عامننننه ،فعليننننه حجننننة قضنننناء وعمننننر ٌة.
وعلنننى المحصنننر بنننالعمرة قضنننا ها .وعلنننى القنننارن حجنننة وعمرتنننان .ومنننن أحصنننر بمكنننة منننن الوقنننوف
والطواف ،كان محصرا ،ألنه تعذر عليه اإلتمام.
باب الفوات:
ومنننن أحنننرم بحنننج فرضنننا أو نفنننال ففاتنننه الوقنننوف بعرفنننة حتنننى طلنننع الفجنننرمن ينننوم النحنننر ،فقننند
فاتنننه الحنننج لقولنننه ﷺ" :الحنننج عرفنننة" ،ويجنننب علينننه أن يتحلنننل بأفعنننال العمنننرة ،فيطنننوف ويسنننعى منننن
غير إحرام جديد لها ،ويتحلل بالحلق أو التقصير .ويقضي الحج من قابل ،وال دم عليه.
والعمنننرة ال تفنننوت ألنهنننا غينننر موقتنننة بوقنننت .وهننني جنننائزة فننني جمينننع السننننة ،إال خمسنننة أينننام،
يكره فيها كراهة تحريم :يوم عرفة ،ويوم النحر ،وأيام التشريق الثال .
والعمننننرة سنننننة مؤكنننندة .وهنننني عبننننارة عننننن اإلحننننرام والطننننواف والسننننعي والحلننننق أو التقصننننير.
فاإلحرام شرس ،والطواف ركن ،وغيرهما واجب.
ف عننننن واحنننند إلننننى سننننبعة أنفننننس ،إذا كننننان كننننل منننننهم يرينننند ال ُقربننننة ولننننو
واإلبننننل والبقننننرة ُت ْجننننزِ ُ
المتعننننة ،وا،خننننر القننننران ،وا،خننننر التطننننوع أو الجننننزاء ،ألن
اختلننننف وجننننه القربننننة بننننأن أراد بعضننننهم ُ
المقصنننود بهنننا واحننند ،وهنننو اهلل تعنننالى .وإن أراد أحننندهم بنصنننيبه اللحنننم لنننم ُيجنننزف عنننن البننناقين عنننن
القربة .و ينبغي أن ُيعتمد في ذلك على بيانه.
ويجننننوز األكننننل لصنننناحب الهنننندي مننننن هنننندي التطننننوع والمتعننننة والقننننران بمنزلننننة األضننننحية .وال
يجوز األكل له من بقية الهدايا كدماء الكفارات والنذور وهدي اإلحصار والجنايات.
وال يجنننوز ذبنننح هننندي التطنننوع والمتعنننة والقنننران إال فننني ينننوم النحنننر (وأينننام التشنننريق) .ويجنننوز
ذبح بقية الهدايا في أي وقت شاء.
55
وال يجوز ذبح الهدايا مطلقا إال في الحرم ،ألن الهدي اسم لما ُيهدى إلى الحرم.
ٌ
ويجوز أن يتصدي بها على مساكين الحرم وغيرهم.
كتاب البيوع
معناه :البيع فى اللغة مبادلة ش بش ماال أو غيره .وهو من األضداد فقوله" :ابتاع الدار" بمعنى
"اشتراها" .وجمعه البيوع .وشرعا :مبادلة مال بمال بالتراضي.
مشروعيته .البيع أمر مشروع لقوله تعالى" :وأحل اهلل البيع وحرم الربا" ولحاجة الناس إليه.
لزوم البيع :وإذا حصل اإليجاب والقبول لزم البيع وإن لم يقبض ،بمعنى أنه الخيار لواحد منهما
في الفسخ ألن فيه إبطال حق ا،خر بعد اللزوم فاليجوز إال من عيب أو عدم ر ية كما سيأتى.
أ – العقل :ويشترس أن يكون العاقد عاقال فالينعقد بيع المجنون والصبي الذي اليعقل ،ألن أهلية
المتصرف شرس النعقاد التصرف ،واألهلية التثبت بدون العقل فاليثبت االنعقاد بدونه .وأما البلوا فليس
بشرس ،فلو باع الصبي العاقل مال نفسه ينقد موقوفا على إجازة وليه وعلى إجازة نفسه بعد البلوا.
ب -إتحاد المجلس :وإذا أوجب أحد المتعاقدين البيع -بائعا كان أو مشتريا -فا،خر بالخيار:
إن شاء قبل في المجلس وإن شاء رده .وللموجب الرجوع مالم يقبل ا،خر ،ألنه ليس في رجوعه إبطال
اعتبر مجلس بلوا الكتاب وأداء الرسالة .وأيهما حق الغير .والكتاب كالخطاب ،وكذلك اإلرسال حتى ُ
فاري المجلس – وإن لم يبتعد -قبل قبول ا،خر بطل اإليجاب ،لقوله عليه السالم" :البيعان بالخيار مالم
ّ
يتفرقا" .والتفري هنا محمول على تفري األقوال دون األبدان.
ّ ّ
– أن يكون المعقود عليه موجودا :فاليجوز بيع المعدوم وما له خطر المعدوم كبيع اللبن فى
الضرع الحتمال انتفاخ الضرع .وكذا بيع الثمر والزرع قبل هوره ألنهما معدوم.
56
متقوما :أي أن يعتبره الشرع ماال فاليجوز بيع الخمر والخنزير ألنهما ليسا بمال
د – أن يكون المال ِّ
للمسلم شرعا.
س _ أن يكون المبيع مقدور التسليم :فاليجوز بيع الطيور في الهواء والحيوان ا،بق في الغابة.
ل – ومن شروس صحة عقد البيع أن يكون المبيع والثمن معلوما :ويشترس أن يكون المبيع وثمنه
معلوما علما يمنع المنازعة .فإن كان أحدهما مجهوال جهالة مفضية إلى المنازعة فسد البيع .وإن كان
مجهوال جهالة التفضي إلى المنازعة اليفسد ،ألن الجهالة إذا كانت مفضية إلى المنازعة كانت مانعة من
التسليم والتس ّلم فاليحصل مقصود البيع ،وإذا لم تكن مفضية إليها التمنع من ذلك فيحصل المقصود
(بدائع.)156/5:
-واألعواض المشار إليها من مبيع أو ثمن ،اليحتا إلى معرفة مقدارها في جواز البيع النتفاء
الجهالة باإلشارة.
ومؤجل إذا كان األجل معلوما حيف اليفضي إلى المنازعة .وإذا أطلق -ويجوز البيع بثمن ّ خ
حال
ّ
الثمن كان على غالب نقد البلد .وإن كانت النقود مختلفة فالبيع فاسد للجهالة ،إال أن يبين أحدها في
ّ
المجلس فجاز الرتفاع الجهالة قبل تقرر الفساد.
-ويجوز بيع الطعام (الحنطة) وجميع الحبوب مكايلة بمكيال معروف ،ومجازفة (بال كيل وال وزن)
وبإناء بعينه اليعرف مقداره ،وبوزن حجر بعينه اليعرف مقداره لعدم الجهالة.
57
-ومن اشترى صبرة طعام على أنها مائة قفيز بمائة درهم مثال فوجدها ّ
أقل ،كان المشتري بالخيار:
إن شاء أخذ الموجود بحصته من الثمن وإن شاء فسخ البيع لتفري الصفقة عليه .وإن وجدها أكثر من ذلك
فالزيادة للبائع ،ألن البيع وقع على مقدار معين.
ّ
-واليجوز بيع ثمرة ُ
ويستثنى منها أرطال (مقدار) معلومة ،ألن الباقي بعد االستثناء مجهول.
-ويجوز بيع الحنطة بانفرادها في سنبلها والباقالء في قشرها مع ما فيها من جهالة ،للعرف.
واألصل فى ذلك" :أن كل ما كان اسم المبيع متناوال له عرفا أو كان متصال به اتصال قرار ،دخل
فيه من غير ذكر" .واألمثلة على ذلك:
-من باع بناء دخلت عرصته في البيع وإن لم يسمها ،ألن اسم البناء يتناولها عرفا ،وهي متصلة به
اتصال قرار فتدخل تبعا له.
-ومن باع أرضا دخلت أشجارها في البيع وإن لم يسمها ألنها متصلة باألرض اتصال قرار ال
لفصل ،واليدخل الزرع إال بالتسمية ،ألنه متصل بها للفصل ،وله غاية ينتهي إليها بخالف األول.
-ومن باع شجرة ،التدخل ثمرتها في البيع ألن االتصال وإن كان خلقة لكنها للقطع ال للبقاء .إال
أن يشترطها المشتري فحين ذ تدخل في المبيع.
-ومن باع بيتا دخل في البيع مفاتيح أغالقها ،ألن األغالي يدخل فيه لإلتصال ،والينتفع بها دون
المفاتيح.
واألصل فيه أن كل ما يتعلق بتسليم المبيع فهو على البائع وكل ما يتعلق بتسليم الثمن فهو على
المشتري ،إال أن يشترطا غيره .وعلى هذا:
58
-وأجرة وزن الثمن على المشتري لما بي ّناه أنه هو المحتا إلى تسليم الثمن ،والتسليم اليتحقق
ّ
إال بالوزن( .فعلى هذا :كانت أجرة حوالة الثمن على المشتري في هذا الزمن).
ومن باع سلعة بسلعة أو ثمنا بثمن قيل لهما :س ِّلما معا الستوائهما فى التعيين.
معنى التسليم:
والتسليم يكون بالتخلية على وجه يتمكن من القبض بال مانع وال حائل ألن التخلية قبض حكما
إن كان على وجه يقدر على قبضه حقيقة بال كلفة.
معناه ومشروعيته:
مدته :وهي ثالثة أيام فما دونها ،واليجوز أكثر من ذلك عند أبي حنيفة لحديف حبان السابق.
للتروي ليندفع به الغبن ،وقد تمس
ّ سميا مدة معلومة ،ألنه شرع للحاجة
وعندهما يجوز أكثر من ذلك إذا ّ
ْ
الحاجة إلى األكثر ،فصار كالتأجيل في الثمن.
ُم ْل ُك المبيع فى مدة الخيار :ولو اشترى ثالجة بالخيار وتس ّلمها ثم تركها عند البائع ليحفظها فتلفت
فهل هي هلكت على ملك البائع أو على ملك المشتري؟ فيه حالتان:
59
الحالة األولى :إن كان الخيار لهما معا .بقي المبيع في ملك البائع اتفاقا .فإذا هلك في يد البائع
قبل قبض المشتري ،انفسخ البيع وال ش عليه .وإن قبضه وهلك في يده في مدة الخيار ،وأراد البائع أن
يفسخ العقد ،ضمنه المشتري بالقيمة ال بالثمن ،ألنه أتلف مال الغير ،وفي اإلتالف وجبت القيمة.
الحالة الثانية :إن كان الخيار للمشتري فق .يخر المبيع من ملك البائع اتفاقا .وهل يدخل في
ملك المشتري؟ قال أبو يوسف ومحمد :يدخل في ملكه ألنه لما خر من ملك البائع ،فلو لم يدخل في
ملك المشتري ،بقي المال بالمالك وال عهد لنا به في الشرع .وإن هلك في يده سق خياره ألنه عجز عن
رد المبيع فلزمه ثمنه.
وقال أبو حنيفة :خر المبيع من ملك البائع ولم يدخل في ملك المشتري ،ألنه لو قلنا بأن المبيع
دخل في ملكه الجتمع البدالن في ملك رجل واحد حكما :ملك المبيع وملك الثمن ،فال أصل له في
الشرع ألن المعاوضة تقتضي المساواة ،وعقد البيع عقد معاوضة.
وثمرة الخالف تظهر في عشرة مسائل ،منها :لو قبضه المشتري ثم أودعه عند البائع(تركه عنده
ليحفظه)فهلك ،فهو على البائع عند اإلمام وال ش على المشتري .ألنه رفع القبض بإعادته قبل أن يدخل
في ملكه ،فهلك في ملك البائع ،وهالك المبيع يبطل البيع .وعندهما يهلك على المشتري ويلزمه الثمن
ألنه دخل في ملك المشتري فتركه عند البائع وديعة فالوديعة أمانة واألمانة التضمن.
ومن ُشرس له الخيار فله أن يفسخ العقد فى مدة الخيار وأن يجيزه ،ألن هذا هو فائدة الخيار .فإن
ْ
أجازه بغير علم صاحبه جاز إجماعا ألنه إسقاس لحقه فاليتوقف على علم ا،خر كالطالي .وإن فسخه لم
يجز إال بعلم ا،خر ،ألن الفسخ تصرف فى حق ا،خر وهذا اليجوز بدون علمه.
متى يبطل؟
وإذا مات من له الخيار بطل خياره وتم البيع من جهته ،ولم ينتقل إلى ورثته ألن االختيار ليس إال
فيما يقبل االنتقال. مشي ة وإرادة فاليتصور انتقاله ،واالر
60
باب خيار الر ية
روي عن مكحول مرسال عن النبى عليه السالم أنه قال" :من اشترى شي ا لم يره فهو بالخيار إذا
رآه" .وأخذ به الحنفية وقالوا :من اشترى شي ا لم يره فالبيع جائز ،وله الخيار إذا رآه ،إن شاء أخذه وإن
شاء رده.
والمراد بالر ية :حصول المعرفة بالمبيع معرفة تزيل الجهالة فيه .وهو يختلف باختالف المال فقد
تحصل المعرفة بالر ية بالعين كالحيوان أو بالشم كالطيب أو بالذوي كالعسل أو بالتشغيل كا،الت
الكهربائية .ور ية النموذ كر ية الكل إن لم يختلف .ور ية الوكيل كر ية الموكل.
مدته :وهو غير مؤ ّقت ،بل يبقى إلى أن يوجد ما يبطله .وهو حصول المعرفة في المبيع ،فإذا
حصلت سق خياره.
فاليثبت لغير المشتري. خيار الر ية للبائع :ومن باع ما لم يره فالخيار له ألنه مع ّلق بالشراء بالن
ر ية األعمى :بيع األعمى وشرا ه جائز ،وله الخيار إذا اشترى ألنه اشترى ما لم يره .ويسق
يشمه إذا كان يعرف
يج ّس المبيع إذا كان يعرف بالجس ،أو ّ خياره بمايفيد العلم بالمقصود .وذلك بأن ُ
بالشم ،أو يذوقه إذا كان يعرف بالذوي .ألن هذه األعمال تفيد العلم بالمقصود فكانت في حقه بمنزلة
ّ
الر ية .وال يسق خياره في العقار حتى يوصف له ،ألن الوصف يقام مقام الر ية كما في السلم.
وهل ينتقل حق الخيار؟ ومن مات بطل خياره ولم ينتقل إلى ورثته كخيار الشرس.
بيع الفضولي :ومن باع مال غيره بغير أمره فالبيع موقوف على إجازة مالكه ،فإن أجازه فالبيع
ولكل من المشتري والفضولي أن يفسخ العقد قبل أن يجيز المالك.
ّ صحيح وإال فال.
حكمه :ثبوت حق الرد بسبب العيب .وال حاجة إلى اشتراطه ألن مطلق العقد يقتضي سالمة المبيع
من العيوب ،فعند فوته يثبت له الخيار كي اليتضرر بلزوم ما اليرضى .وإذا اطلع المشتري على عيب في
المبيع فهو بالخيار :إن شاء أخذه بجميع الثمن وإن شاء رده ،وليس له إن ي ِ
مسكه ويأخذ النقصان ،ألنُ
في المبيع وصف واألوصاف اليقابلها ش من الثمن(أي :اليمكن معرفة نسبة النقصان من الثمن). النق
61
شروس ثبوت خيار العيب اثنان :أن يكون العيب قديما كان عند البائع ،وأن لم يره المشتري عند
البيع وال عند القبض ،فإن رآه فال خيار له ألنه رضي به.
عند المشتري عيب فى المبيع ثم اطلع على عيب كان عند البائع فله عيب :وإذا حد -حدو
أن يرجع بنقصان العيب ،واليرد المبيع ألنه خر من ملك البائع بعيب واحد ويعود إليه بعيبين ،وفيه إضرار
به فتعين الرجوع بالنقصان .إال أن يرضى البائع أن يأخذه بعيبه ألنه حين ذ أسق حقه .مثال ذلك :ولو قطع
ّ
المشتري القمال أو الخشب فوجد به عيبا ،رجع بالعيب على البائع المتناع الرد بالقطع ،إال أن يقبله البائع.
-حصول زيادة :وإذا اشترى سيارة وصبغها ثم اطلع على عيب رجع بنقصانه المتناع الرد بالزيادة.
-تصرف يدل على الرضا :ومن اشترى فرسا فوجد به عيبا واستمر ركوبه امتنع الرد لتصرفه تصرف
ّ
المالك.
شرس البراءة من العيوب :وإذا شرس البائع البراءة من كل عيب فقبله المشتري فليس له أن يرده
بعيب مطلقا ،سواء كان العيب موجودا وقت العقد أو حد بعده قبل القبض ،وإن لم يسم جملة العيوب
ّ
يعدها ،ألن البراءة عن الحقوي المجهولة صحيح لعدم إفضائها إلى المنازعة.
ولم ّ
المراد بالفاسد :الممنوع ،فيعم الباطل والمكروه .فالباطل :ما اليكون مشروعا بأصله ووصفه كبيع
الخمر والخنزير ،والفاسد :ما يكون مشروعا بأصله دون وصفه كالبيع بدون بيان الثمن ،والمكروه :ما يكون
مشروعا بأصله ووصفه لكن جاوره شيء آخر منهي عنه كالبيع في وقت الجمعة.
وبعبارة أخرى :إذا كان أحد العوضين أو كالهما غير متقوم أو غير مملوك فالبيع باطل .وإذا كان
أحد العوضين مجهوال أو غير مقدور التسليم فهو فاسد.
األمثلة:
-وإذا كان أحد العوضين أو كالهما محرما (يحرم االنتفاع به شرعا) فالبيع باطل كالميتة والدم
ّ
تعد ماال في الشرع.
والخمر ولحم الخنزير ،النعدام ركن البيع وهو مبادلة المال بالمال ،فإن هذه األشياء ال ّ
-وكذا إذا كان المبيع غير مملوك ألحد فالبيع باطل كاإلنسان الحر.
62
-ومن جمع بين حالل وحرام كمن باع حرا وعبدا ،أو شاة ذكية وميتة ،أو لحم بقرة و حمار ،أو
ّ
سمي ثمن كل واحد منهماّ لو حنيفة عصير وخمر بثمن واحد فالبيع باطل فيهما باإلجماع .و كذا عند أبي
وقاال :جاز في الحالل وبطل في الحرام.
حكم الباطل :اليفيد الحكم فاليملك المشتري المبيع وال البائع الثمن ،فإذا خاصمه لدى القضاء
لم يسمعه القاضي.
-بيع السمك فى الماء والطير في الهواء فاسد ،للعجز عن التسليم .وإن مسكه وس ّلمه جاز.
-بيع الحمل في بطن الحيوان باطل لعدم تحقق وجوده عند العقد.
انتفاخ ال لبن.
ٌ -بيع اللبن في الضرع فاسد للغرر ألنه عساه
-بيع الصوف على هر الغنم فاسد لجهالة موضع القطع فيقع التنازع فيه.
،وهو ما يخر من الصيد بضرب الشبك ألنه مجهول. -واليصح بيع ضربة القان
-واليجوز بيع المزابنة والمحاقلة لنهيه عليه السالم عنهما .والمزابنة :بيع الرطب بالتمر خرصا.
خ
بحنطة مثل كيلها خرصا. والمحاقلة :بيع الحنطة في سنبلها
-واليجوز بيع المنابذة والمالمسة وبإلقاء الحجر :وهذه بيوع كانت في الجاهلية وهو أن يتساوم
الرجالن على سلعة فإذا لمسها المشتري أو نبذها إليه البائع أو وضع المشتري عليها حصاة لزم البيع،
فاألول بيع المالمسة والثاني المنابذة والثالف إلقاء الحجر .وقد صح عن النبي عليه السالم أنه نهى عن بيع
المالمسة والمنابذة (رواه البخارى) ،وألن فيه تعليق البيع بالخطر فكأنه قال البائع" :أي ثوب لمسته ،أو
نبذته عليك فقد بعته منك" فأشبه القمار.
ألقيت عليه حجرا ،أو ُ
-واليجوز بيع ثوب من ثوبين لجهالة المبيع ،إال أن يقول :على أنه بالخيار أن يأخذ ّأيهما شاء،
فجاز البيع استحسانا.
-بيع وشرس :وكل شرس يقتضيه العقد -كشرس الملك للمشتري ،-اليفسد العقد لثبوته بدون
الشرس .وكل شرس اليقتضيه العقد وفيه منفعة ألحد المتعاقدين كأن يشترس البائع على المشتري أن اليبيع
يؤجره للبائع ،أو أن يشتري منه البائع ،أو أن يهديه
المبيع أو يقرضه قرضا أو أن يستعمله كذا مدة ،أو أن ّ
المشتري هدية ،فسد العقد لنهيه عليه السالم "عن بيع وشرس" ،وألن فيه زيادة عارية عن العوض فيؤدي
إلى الربا ،أو ألنه يقع بسببه المنازعة فيعرى العقد عن مقصوده.
63
-البيع إلى أجل مجهول -كوقت الدياس والحصاد -فاسد لجهالة األجل ،فإن و ّقتاه قبل حلول
األجل جاز البيع وانقلب صحيحا.
والثالف :وإذا قبضه المشتري ملكه ،فإن باعه بعد ذلك نفذ بيعه وامتنع فسخ العقد لتعلق حق الغير
به.
-بيع النجش ،وهو أن يزيد فى الثمن لير ّغب غيره في الشراء واليريده ،ويكره ذلك لنهيه عنه عليه
السالم.
سوم غيره لنهيه عنه عليه السالم أيضا ولما فيه من اإلضرار .وهذا بعد أن اتفقا على ْ -
السوم على ْ
الثمن ،وأما قبله فال بأس به ،ألنه بيع من يزيد (المزايدة) فهو جائز.
البدوي قبل وصوله إلى سوي البلد ويخبره
َّ -تل ّقى الجلب أو الركبان :وهو أن يستقبل الحضري
بكساد ما معه كذبا ليشتري منه سلعته بالو ْكس وأقل من ثمن المثل(النهاية البن األثير) .وهومكروه لنهيه
عليه السالم ولما فيه من تغرير محرم.
ّ
-والبيع عند أذان الجمعة مكروه أيضا ،وقد ُخ ّ منه من الجمعة عليه فيجوز مبايعة النساء ونحوها
ممن الجمعة عليه.
وكلها مكروهة تحريما لصريح النهي ،واليفسد به العقد فيجب الثمن ال القيمة ،ويثبت الملك قبل
القبض ،ألن النهي ورد لمعنى خار خ عن صلب العقد ال لمعنى فيه وال في شرائ الصحة ،فأوجب الكراهة
ال الفساد.
64
باب اإلقالة
معناها ومشروعيتها :وهي رفع العقد .وهي أمر مر ّغب فيه لقوله عليه السالم" :من أقال نادما أقال
اهلل عثرته يوم القيامة".
وهل هي فسخ أم بيع؟ :وهي فسخ في حق المتعاقدين ،وبيع جديد في حق غيرهما عند أبي حنيفة.
وعند أبي يوسف بيع فى حق الكل ،وعند محمد فسخ في حق الكل .وتظهر ثمرة الخالف في مسألة
الشفعة ،فإن قيل فسخ التثبت الشفعة في المبيع الذي ُيرد باإلقالة وإن قيل بيع ثبتت.
ما يمنع اإلقالة وما اليمنع :وهالك الثمن اليمنع صحة اإلقالة ،وهالك المبيع يمنعها .فإن هلك
بعض المبيع جازت اإلقالة في الباقي.
معناهما:
والمرابحة :نقل ما ملكه بالعقد األول مع زيادة ربح ،والتولية :من غير زيادة ربح وال نقصان.
ومن أحكامهما:
والتصح المرابحة وال التولية حتى يكون العوض مما له مثل كالمكيالت أوالموزونات أو الدراهم
ألن وجود الربح وعدمه اليعرف إال إذا عرف رأس المال.
القصار والصباا والفتل والنقل .وكل شيء يزيد في عين
ويجوز أن يضيف على رأس المال أجرة ّ
ّ
المبيع أو في قيمته أ ُلحق به ،ألن العرف جارخ بإلحاي هذه األشياء على رأس المال في عادة التجار.
ثم يقول البائع :قام علي بكذا ،واليقول :اشتريته بكذا كي اليكذب .فإن اطّلع المشتري بعد ذلك
ّ
المسمى وإن شاء
ّ الثمن بجميع أخذه شاء إن حنيفة، أبي عند بالخيار هو ف المرابحة على كذب في
فسخ لفوات الرضا .وأما في التولية فله أن يسق الزيادة.
65
وقال محمد :الي ِ
سق فيهما ألن االعتبار بالتسمية لكونها معلوما. ُ
والفري بين البيع المطلق وبين المرابحة والتولية :أن مقدار الربح مذكور فيهما دون البيع المطلق.
حول ،لم يجز له بيعه حتى يقبضه باالتفاي ،للحديف" :التبع ما ليس
وي ّ
مماينقل ُ
ُ ومن اشترى شي ا
عندك" ،و ألن فيه غرر انفساخ العقد على اعتبار الهالك .وأما العقار فكذا عند محمد إلطالي
الحديف .وقاال :يجوز فيه ألن ركن البيع صدر من أهله في محله ،وال غرر فيه ألن الهالك في
العقار نادر بخالف المنقول .والحديف محمول على غرر انفساخ العقد.
والتصرف في الثمن قبل القبض جائز ألنه ليس فيه غرر االنفساخ بالهالك لعدم تعين الثمن بالتعيين
ّ
بخالف المبيع.
الزيادة في الثمن والمبيع :ويجوز للمشتري أن يزيد في الثمن في مجلس العقد وبعده ،بشرس قبول
البائع .ويجوز للبائع أن يزيد في المبيع بشرس قبول المشتري ،ويلزمه دفعها إليه .ويجوز له أيضا ّأن
ي ُح ّ من الثمن ولو بعد قبضه .والزيادة والح ّ يلتحقان بأصل العقد عند الثالثة .وعند زفر:
اليلتحقان فتكون هبة مبتدأة :فإن قبضها صحت وإال بطلت.
وثمرة الخالف تظهر في المثال ا،تي :ولو اشترى عشر كيلو من سكر بعشر ليرات ،وزاد البائع
كيلووين ،ثم انفسخ العقد ،فالزيادة للمشتري عند زفر لكونها هبة مستقلة ال عالقة لها بالمبيع ،وعندهم
للبائع اللتحاقها بأصل العقد.
باب الربا
66
وإذا بيع البر بالبر أو الذهب بالذهب يشترس فيه أمران لجواز البيعِ :مثال بمثل ،فإذا زاد أحدهما كان
ُّ
ربا الفضل ،ويدا بيد فإذا كان أحدهما مؤجال – ولو مثال بمثل -كان ربا النسي ة .وربا النسي ة هو ما كان
الناس يتعاملون به فى الجاهلية ،فكان كلما زاد األجل في الدين زاد الربا.
واألصل فيه قوله عليه السالم" :الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر
ُّ
بالتمر والملح بالملح ،مثال بمثل ،يدا بيد ،فمن زاد أو استزاد فقد أربى ،ا،خذ والمعطى فيه سواء .فإذا
بوية".
اختلفت هذه األصناف فبيعوا كيف ش تم إذا كان يدا بيد" .وتُسمى هذه األشياء "األشياء الستة الر ّ
والعلة فيها :القدر مع الجنس .والمراد بالقدر :الوزن في الذهب والفضة ،والكيل فى البر والشعير والتمر
وكل ما يباع بالوزن أو بالكيل ُيلحق بها بالقياس.
والملحّ .
القاعدة:
وال فري في ذلك بين أن يكون أحد العوضين جيدا وا،خر ردي ا ،لما رواه الشيخان عن أبي سعيد
ّ
كل
جنيب(جيد) ،فقال" :أ ّ
خ وعن أبي هريرة أن رسول اهلل عليه السالم استعمل رجال على خيبر فجاءه بتمرخ
تمر خيبر هكذا؟" ،قال :ال ،إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين ،والصاعين بالثال .فقال" :التفعل! ِبع
ابتع بالدراهم جنيبا".
الجمع(الرديء) بالدراهم ثم ْ
وما هي المكيالت والموزونات؟
رسول اهلل على تحريم التفاضل فيه كيال ،فهو مكيل أبدا وإن ترك قال أبوحنيفة :وكل شيء ن
أقوى من العرف ،واألقوى اليترك باألدنى. الناس الكيل فيه ،مثل البر والشعير والتمر والملح ،ألن الن
67
فلو بيع شي من هذه األربعة بجنسها متساويا وزنا ،اليجوز وإن ُت ُعورِ ف ذلك لعدم تحقق المساواة فيما
هو مقدر فيه.
رسول اهلل على تحريم التفاضل فيه وزنا فهو موزون أبدا وإن ترك الناس الوزن فيه، وكل ما ن
مثل الذهب والفضة ،فلو بيع أحدهما بجنسه متساويا كيال ،اليجوز وإن تعورف.
وما لم ين ّ عليه كسائر األشياء الستة المذكورة فهو محمول على عادات الناس ،ألنها داللة اهرة.
ورد على ذلك لمكان العادة وكانت هي المنظور وقال أبويوسف :يعتبر العرف مطلقا ألن الن
إليها وقد تبدلت فيجوز بيع البر والشعير والتمر وزنا.
أي
ال ربا بين المسلم والحربي في دار الحرب عند أبي حنيفة ،ألن مالهم مباح لنا في دارهم ،فب ّ
طريق أخذه المسلم ،أخذ ماال مباحا إذا لم يكن فيه غدر ،بخالف المستأمن منهم ألن ماله صار محظورا
بعقد األمان .والربا حرام مطلقا عند جمهور العلماء ،وهو األصح.
باب الصرف
عقد الصرف :وهو ما وقع على جنس األثمان من ذهب وفضة .ويشترس لصحته ما يشترس في باب
الربا .وعلى هذا:
والبد
ّ -فإن باع فضة بفضة أو ذهبا بذهب لم يجز إال مثال بمثل ،وإن اختلفا في الجودة والصياغة،
من قبض العوضين قبل االفتراي باألبدان.
-وإذا باع الذهب بالفضة جاز التفاضل الختالف الجنس ووجب التقابض لحرمة النساء.
مالحظة :والحكم في صرف العمالت الورقية اليوم كحكم الذهب والفضة ،لقيامها مقامهما في
الثمنية.
68
السلم
باب ّ
– 1معناه :السلم في الفقه بيع آجل بعاجل .والمراد با،جل المبيع المؤجل ،وبالعاجل :الثمن
المسلم فيه.
المسلم إليه ،والمبيعْ :
رب السلم ،والبائعْ :
المعجل .ويسمى المشتريّ :
ّ
– 2شروس صحة السلم :واليصح السلم عند أبي حنيفة إال بالشروس ا،تية:
-أن يكون جنس المبيع ونوعه وصفته ومقداره ووقت تسليمه ومكانه معلوما .
-وأن يكون الثمن مس ّلما إلى البائع عند العقد.
-وأن يكون المبيع موجودا من حين العقد إلى حين التسليم.
وعلى هذا :اليجوز السلم في الحيوان لعدم إمكان ضب صفاته ،وال في الجلود عددا للتفاوت،
ويجوز وزنا إلمكان ضبطه.
واألصل في ذلك :أن كل ما أمكن ضب صفته ومعرفة مقداره بكيل أو وزن أو عدد ،جاز السلم
فيه ألنه اليفضي إلى المنازعة .وما اليمكن ضب صفته واليعرف مقداره لكونه غير مكيل أو موزون أو
آحاده متفاوتة ،فاليجوز السلم فيه ،ألنه مجهول يفضي إلى المنازعة.
ِ
المح ّل ،حتى لو كان واليجوز السلم حتى يكون المسلم فيه موجودا من حين العقد إلى حين
منقطعا عند العقد وموجودا عند ِ
المح ّل ،أو على العكس ،أو منقطعا فيما بين ذلك ،اليجوز.
واليجوز في طعام قرية بعينها وال في ثمرة نخلة بعينها ،ألنه ربما تعتريه آفة فتنتفي قدرة التسليم.
واليجوز التصرف في المسلم فيه قبل قبضه ،ألنه مبيع والتصرف فيه قبل القبض اليجوز.
-ويجوز بيع الكلب ولو عقورا ،والفهد وسائر السباع – سوى الخنزير – لالنتفاع بها وبجلدها.
-واليجوز بيع الخمر والخنزير لنجاستهما وعدم ِح ّل االنتفاع بهما.
القز عند أبي حنيفة وأبي يوسف ،ويجوز بيع بزرهما .وقال محمد:
القز إال مع ّ
-واليجوز بيع دود ّ
يجوز كيفما كان.
69
الكوارات.
-واليجوز بيع النحل إال مع ّ
واليمنعون من بيع الخمر والخنزير والميتة فيما بينهم ،ألنها
-وأهل الذمة في البياعات كالمسلمينُ .
أموال في اعتقادهم ،ونحن أ ُ ِمرنا بتركهم وما يدينون للحديف" :اتركوهم وما يدينون" أي :التمنعوهم مما
ْ
يعتقدون بإباحته.
كتاب الرهن
معناه لغة :الحبس .وشرعا :حبس ش بحق يمكن استيفا ه منه .وهو جائز الستيثاي الدين .وذلك
فإن الثمن إن كان مؤجال ،فقد يحتا البائع إلى توثيق حقه فيطلب ما يستوفيه من المشترى.
وينعقد بااليجاب والقبول كسائر العقود ويلزم بالقبض .وقبل القبض فالراهن بالخيار :إن شاء
س ّلمه إليه وإن شاء رجع عن الرهن.
بعض المصطلحات :الراهن :هو المشتري والمدين .المرتهن :هو البائع والدائن .الرهن :ش
ذو قيمة.
وإذا س َّلم الراهن الرهن إلى المرتهن وقبضه ،دخل فى ضمانه لتمام العقد .ومعنى ذلك أنه إذا
هلك الرهن فى يد المرتهن ينظر:
-فإن كانت قيمة الرهن والدين سواء ،صار المرتهن مستوفيا لدينه حكما.
حف الرهن:
-وللمرتهن أن يحفظه بنفسه وزوجته وولده وخادمه ،وإن حفظه بغير من فى عياله أو أودعه أو
تعدى ضمنه ضمان الغصب بجميع قيمته البمقدار الدين
أعاره أو آجره فهلك ضمنه ألنه يعتبر متعديا .فإذا َّ
فق ،ألنه بالتعدى صار غاصبا.
70
-وإذا اتفق الراهن والمرتهن على وضع الرهن على يد خ
عدل جاز ،وليس ألحدهما أخذه إال بإذن
ا،خر لتعلق حقهما به معا ،فإن هلك فى يده هلك من ضمان المرتهن ،ألن يده كيد المرتهن.
-ونفقة الرهن – لوكان حيوانا – على الراهن .واألصل فيه :أن كل ما ُيحتا اليه لمصلحة الرهن
فعلى الراهن ألنه م ْلكه ،وكل ما كان لحفظه فعلى المرتهن ألنه يحبسه لحقه.
حبس الرهن:
وللمرتهن أن يطالب الراهن بدينه إذا حل األجل ،وله أن يحبس الرهن واليرده إليه إذا مطله،
فليس على المرتهن أن يم ّكنه من بيع الرهن حتى يقضيه الدين من ثمنه ،فإن قضاه س ّلم الرهن إليه .وإن لم
يقضه باع الرهن بإذن الراهن واستوفى حقه.
مسائل متفرقة:
-وإذا و ّكل الراهن المرتهن ببيع الرهن عند حلول األجل فالوكالة جائزة.
-وإن شرطت هذه الوكالة فى عقد الرهن فالوكالة جائزة أيضا ،فليس للراهن عزله.
-واليصح الرهن إال بدين مضمون ،فاليصح باألمانات كالوديعة ألن األمانات غير مضمونة.
وإن باع الراهن الرهن بغير إذن المرتهن فالبيع موقوف على إذن الراهن لتعلق حق الغير به.
كتاب الحجر
تصر خف ّخ
قولي
ّ
معناه لغة :المنع وشرعا :منع من ِ
نفاذ ٌ
71
حسا ومشاهدة
المرد لها لوجودها ّ
ّ وهذه األسباب إنما توجب الحجر في األقوال دون األفعال ألنها
بخالف األقوال ألن اعتبارها موجودة بالشرع.
-ومن باع من هؤالء شي ا أو اشترى وهو يعقل البيع(بأن يعلم أن البيع سالب والشراء جالب)
فالولي بالخيار إن شاء أجازه وإن شاء فسخه ألن عقدهم ينعقد موقوفا الحتمال الضرر فإذا أجاز فقد تعينت
ّ
جهة المصلحة فنفذ.
-والصبي والمجنون التصح عقودهما والإقرارهما ،واليقع طالقهما والعتاقهما لعدم اعتبار
أقوالهما .وإن أتلفا شي ا لزمهما ضمانه لوجود اإلتالف حقيقة .وأما العبد فأقواله نافذة في حق نفسه لوجود
أهليته ،غير نافذ في حق مواله ،فإذا أقر بمال لزمه بعد الحرية ولم يلزمه في الحال ،وإن أقر بحد أو قصاص
ّ ّ
لزمه في الحال ،وينفذ طالقه ألنه أهل له.
والحجر على غير هؤالء الثال :السفيه ،والغالم الغير الرشيد ،والمفلس
والسفيه :الخفيف العقل ،المتلف لماله فيما الغرض له فيه والمصلحة .فهل ُيحجر عليه؟
وقال أبوحنيفة :اليحجر على السفيه إذاكان بالغا عاقال حرا ،وتصرفه جائز لوجود األهلية ولو كان
مب ِ ّذرا مفسدا ُي ْت ِلف ماله فيما الغرض له فيه والمصلحة مثل أن ُيلقيه في البحر أو ُيحرقه في النار ،ألن في
حمل األعلى لدفع األدنى .وأما
فاليت َّ
أشد ضررا من التبذيرُ ،
س ْلب واليته إهدار آدميته وإلحاقه بالبهائم وهو ّ
إذا بل الغالم غير رشيد ،فلم ُيس ّلم إليه مالُه حتى يبل خمسا وعشرين .وإذابل أليه ُس ِّلم إليه ماله ولو لم
ُيؤنس منه الرشد ،ألن المنع عنه كان بطريق التأديب ،واليتأدب بعد ذلك غالبا ،أال ُيرى أنه قد يصير جدا
في هذاالسن فالفائدة للمنع.
وقاال :يحجر على السفيه ويمنع التصرف في ماله نظرا له اعتبارا بالصبي .والفتوى على قولهما.
اليدفع إليه ماله أبدا ولو بل خمسا وعشرين حتى ُيؤنس منه الرشد ألن علة
وقاال فيمن بل غير رشيدُ :
المنع كان للسفه فيبقى مابقيت العلة.
72
وإن أراد أن يحج فرض الحج لم يمنع منه ألنه واجب عليه بإيجاب اهلل تعالى ،ولكن لم ُيس ِّلم القاضي
ْ
ويسلمها إلى ثقة من الحا لينفقها عليه في طريق الحج.
النفقة إليه ُ
وإن مرض وأوصى بوصايا في ال ُقرب وأبواب الخير ،جاز ذلك في ثلف ماله.
حد البلوا:
وبلوا الغالم باالحتالم واإلنزال وبلوا الجارية بالحيض واالحتالم ،فإن لم توجد هذه العالمات
اختلفوا فيه فقال اإلمام :فإذا تم لهما ثماني عشرة سنة يعتبران بالغين حكما ،وعندهما :خمس عشرة سنة
.وعليه الفتوى.
وإذا راهق(قارب) الغالم والجارية البلوا وأشكل أمرهما فقاال :قد بلغنا فالقول قولهما ،وأحكامهما
بعد هذا اإلقرار أحكام البالغين.
وجبت الديون على رجل وطلب ُغرما ه (أصحاب الحق) من القاضي حبسه والحجر عليه لم ْ وإذا
ْ
يحجر ألن في الحجر عليه إهدار أهليته .وإن كان له مال لم يتصرف فيه الحاكم ولكن يحبسه أبدا حتى
الدين واجب عليه والمماطلة لم فيحبسه لدفع الظلم وإيصال الحق إلى
يبيعه بنفسه في دينه ،ألن قضاء َّ
ِ
مستحقه .هذا كله عند أبي حنيفة .وقاال :إذاطلب غرماء المفلس الحجر عليه حجر القاض عليه ومنعه من
بأقل من ثمن المثل والتصرف بماله واإلقرار به حتى اليتضرر الغرماء.
البيع ّ
َّ
على قدر ديونهم. وباع القاضي مال المفلس إن امتنع من بيعه بنفسه وقسمه بين غرمائه بالحص
وإذا أقر بمال ألحد حال الحجر لزمه ذلك بعد قضاء الديون ألنه تعلق بهذا المال حق األولين.
ّ
مقدمة على حق
َّ األصلية حاجته ألن أرحامه وذوي الصغار وأوالده زوجته على و عليه وينفق من ماله
ُ
الغرماء.
ومن أفلس أو مات وعنده متاع لرجل بعينه ،كان قد اشتراه منه وتس ّلمه ،فصاحب المتاع أ ُ ْسوة(سواء)
فيه لبقية الغرماء ألن حقه في ذمته كسائر الغرماء.
كتاب اإلقرار
معناه :وهو لغة :االعتراف وشرعا :اإلخبار بحق عليه .وهو حجة قاصرة على ِ
المقرِ
ّ
73
شروس صحته :العقل والبلوا والحرية
ومن أحكامه:
-وإذا أقر العاقل البال الحر بحق لزمه إقراره ،مجهوال كان ما أقر به أو معلوما ويقال له :بي ِْن
ّ
المجهول ليتم ّكن من استيفائه ،فإن لم يبين أجبره القاضي على البيان .فلو قال :لفالن علي شيء أو حق
ّ ّ ُ
المقرله(صاحب الحق) أكثر من ذلك. يبين ما له قيمة .والقول فيه قوله مع يمينه إن ادعى ُ لزمه أن
ّ
-وإذا أقر الرجل في مرض موته( مرض ينتهي إلى الموت) بديون ،وعليه ديون لزمته في صحته
ّ
مثل ،كان د ْين الصحة والدين المعروف أسبابه ،مق َّدما
وديون لزمته في مرضه لكن بأسباب معلومة كمهر خ
على ما أقره في مرضه ،ألن اإلقرار اليعتبر دليال إذا كان فيه إبطال حق الغير ،وفي إقرار المريض ذلك.
وإذا قضيت ديون الصحة والديون المعروفة األسباب وفضل شيء منها ،كان فيما أقربه في حال المرض.
-وإن لم يكن عليه ديون في صحته جاز إقراره في حال مرضه ألنه لم يتضمن إبطال حق الغير،
المقرله أولى من الورثة. وكان
ُ ّ
باطل لتعلق حق الورثة بماله في مرضه ،وفي تخصي
ٌ -وإقرار المريض لوارثه بدين أو عين
البعض به إبطال حق الباقين ،إال أن يصدقه فيه بقية الورثة.
أقل بطلب منها ثم أقر لها بد ْين ومات وهي في العدة :فلها
ّ -ومن ط ّلق زوجته في مرضه ثالثا أو ّ
األقل من الدين ومن ميراثها منه ،ألنهما متهمان في ذلكُ .قيِد "بطلبها ودوام عدتها" ألنه بغير طلبها يكون
ّ
أقل من الدين أو أكثر ،ويبطل اإلقرار.
فارا فلها الميرا ،سواءكان ّ
ّ
وصدقه ،ثبت نسبه
ّ -ومن أقر بغالم يعبِر عن نفسه ويولد مثله لمثله وليس للغالم نسب معروف
ّ
منه ،وشارك الورثة في ميراثه.
الم ِقر في نصيبه من الميرا ، -ومن مات أبوه فأقر بأ خخ ،لم يثبت نسب أخيه من أبيه ولكنه يشارك
ُ َّ ّ
ألن إقراره تضمن شي ين :أ – حمل النسب على الغير(أبيه) وال والية له عليه ،فاليثبت.
74
كتاب اإلجارة
معناها :وهي لغة اسم لألجرة ،واصطالحا :عقد على المنافع بعوض .وهو جائز .واليجوز في
القياس ألن المنافع معدومة عند العقد فاليجوز بيع المعدوم إال أن العين أقيمت مقام المنفعة هنا في حق
إضافة العقد إليها ليرتب اإليجاب بالقبول لحاجة الناس.
شروس صحتها :والتصح اإلجارة حتى تكون المنافع واألجرة معلومة ألن الجهالة في المعقود
عليه وبدله تفضي إلى المنازعة .والمنافع تارة تصير معلومة ببيان المدة كاست جار البيت للسكنى ،وتارة
ببيان العمل كاست جار الخياس لخياطة الثوب ،وتارة بتعيين المعقود عليه واإلشارة إليه كمن استأجر رجال
ّ
على أن ينقل هذا الطعام إلى موضع معلوم.
ويصح شرس الخيار في اإلجارة كما في البيع ألنه عقد معاوضة ،واليلزم فيه القبض في المجلس
فجاز اشتراس الخيار كالبيع.
-ويجوز است جار األرض للزارعة ولكن اليصح العقد حتى يسمى مايزرع فيها أو يقول :على أن
يزرع فيها ماشاء ،ألن مايزرع فيها متفاوت ،وبعضه يضر باألرض فالبد من التعيين كي التقع المنازعة.
-ويجوز أن يستأجر الساحة ليبني عليها بناء أو يغرس فيها أشجارا فإذا انقضت المدة لزمه أن يقلع
البناء والغرس ويس ّلمها فارغة ،إال أن يختار صاحب األرض أن يغرم له قيمة البناء ِ
والغراس مقلوعا (منقوضا
ال قائما) فيملكه.
-ويجوز است جار الدواب للركوب والحمل ،فإن أطلق الركوب جاز له أن ُيركبها من شاء ،وإن قيد
ّ
بأن قال" :على أن يركبها فالن" فليس له أن يركبها غيره ،فإن خالف الشرس فعطبت الدابة ضمنها ألن الناس
يتفاوتون في الركوب .وإن ضمن المستأجر الدابة التالفة فال أجر عليه ألن "األجر اليجتمع مع الضمان".
ِ
المستعمل .وأما العقار وما اليختلف باختالف المستعمل وكذلك يعتبر التقييد في كل ما يختلف باختالف
فال يعتبر تقييده ،فإذا شرس في العقار سكنى واحد بعينه فله أن ُيسكن غيره.
-فلو استأجر دابة وسمى نوعا وقدرا يحمله عليها مثل أن يقول خمسة أقفزة حنطة ،فله أن يحمل
أقل ضررا كالشعير لكونه خيرا من المشروس ،وليس له أن يحمل
ما هو مثل الحنطة في الضرر كالعدس أو ّ
مقدرة بالعقد فله أن يستوفيها
أضر من الحنطة كالملح والحديد .واألصل فيه :أن من استحق منفعة ّ ماهو
ّ
أو مثلها أو دونها لدخوله تحت اإلذن وليس له أكثر من ذلك لعدم دخوله تحت اإلذن .وعلى هذا :فلو
75
استأجر دابة ليركبها فأردف معه رجال فعطبت ،ضمن نصف قيمتها ألنها تلفت بركوبهما ،وأحدهما مأذون
له وا،خر غير مأذون له.
-وإذا كبح الدابة بلجامها أو ضربها كبحا وضربا متعارفا فعطبت ضمنها عند أبي حنيفة ألن اإلذن
مقيد بشرس السالمة .وقاال :اليضمن ألن المتعارف مما يدخل تحت مطلق العقد ،فكان حاصال بإذنه
فاليضمنه .و ُقيد بكونه متعارفا ألنه بغير المتعارف يضمن اتفاقا.
ّ
األُجراء وأحكامه:
خاص.
ٌ واألجراء جمع أجير وهو على ضربين :أجير مشترك وأجير
ٌ
فالمشترك :من يعمل ال لواحد أو لواحد من غير توقيت كالصباا .ومن أحكامه :أنه اليستحق األجر
ّ
حتى يعمل ،والمتاع أمانة في يده فإن هلك (من غير عمله كأن ُسري منه أو ُغ ِصب) لم يضمن شي ا وإن
ُشرِ س عند أبي حنيفة ألن شرس الضمان في األمانة مخالف لقضية الشرع فيكون باطال .وقاال :يضمنه إال
من شيء غالب كالحريق .وأما ماتلف بعمله كتخريق الثوب من د ّقه وزلق الحمال وانقطاع الحبل الذي
ي ُشد به المكاري ِ
الح ْمل(وهو الذى ينقل أشياء باألجرة) فمضمون عليه. ُ
.ومن أحكامه :أنه يستحق األجرة واألجير الخاص :وهو الذى يعمل لواحد عمال مؤ ّقتا بالتخصي
است ْؤ ِجر شهرا للخدمة أو لر ِ
عي الغنم ،ألن المعقود عليه تسليم بتسليم نفسه في المدة وإن لم يعمل،كمن ُ
نفسه العمله .والضمان على األجير الخاص فيما تلف في يده بأن ُسرِ ي منه أو ُغ ِصب ،ألنه أمانة في يده،
وكذا ما تلف من عمله المعتاد كتخريق الثوب من د ّقه ،إال أن يتعدى أو كان عمله غير معتاد فيضمن.
خ
معان ثالثة :أ -إما بشرس التعجيل واألجرة التجب بالعقد فاليجب تسليمها به وإنما تُستحق بأحد
– أو باستيفاء المعقود وقت العقد ألنه شرس الزم ،ب – وإما بالتعجيل من غير شرس بأن يعطيه حاال ًّ،
ست ِحق عليه البدل .فمن استأجر دارا سنة مثال
عليه ،ألن عقد اإلجارة عقد معاوضة فإذا استوفى المنفعة اُ ُ
ِ
فللمؤجر أن يطالبه بأجرة كل يوم ،إال أن يبين وقت االستحقاي بقدر معلوم من غير بيان وقت االستحقاي،
ّ
عند العقد.
وليس للخياس أن يطالب باألجرة أو بعضها حتى يفرا من العمل ألن العمل في البعض غير منتف خع
ّ
به فاليستوجب به األجر ،إال أن يشترس التعجيل لما مر أن الشرس فيه الزم.
ّ
األجرة في الترديد والتخيير:
76
ولو قال للخياس :إن ِخ ْطت هذاالثوب فارسيا فبدرهم وإن خطته روميا فبدرهمين جاز الشرطان،
ّ
عمل استحق األجرة المشروطة. وأي العملين ِ
ّ
ولو قال :إن خطته اليوم فبدرهم وإن خطته غدا فبنصف درهم ،فإن خاطه اليوم فله درهم ،وإن
خاطه غدا فله أجر مثله لفساد العقد للجهالة عند أبي حنيفة .وقال أبويوسف ومحمد :الشرطان جائزان
وأيهما فعل استحق األجرة .وقال زفر :الشرطان فاسدان.
َّ
حدادا فبدرهمين ،جاز
وإن قال :إن عملت في هذا الدكان ع ّطارا فبدرهم في الشهر وإن عملته ّ
وأي العملين فعل استحق المسمى فيه عند أبي حنيفة ألنه خيره بين عقدين صحيحين مختلفين. الشرطانّ ،
ّ
أي العملين سيعمل.وقاال :اإلجارة فاسدة لجهالة األجرة ،ألنه اليعلم ّ
فاسد في بقية
كل شهر بدرهم فالعقد صحيح في شهر واحد لكونه معلوما ،و ٌ ومن استأجر دارا ّ
الشهور لجهالتها .إال أن يسمي جملة شهور جملة معلومة ،فيجوز لزوال المانع ،ألن المدة صارت معلومة.
فإن سكن ساعة من الشهر الثاني صح العقد فيه ،ولم يكن للمؤجر أن ُيخرجه منها إلى أن ينقضي الشهر.
كل شهر يسكن في أوله ساعة ،ألنه تم العقد بتراضيهما بالسكنى في الشهرالثانى.
وكذلك حكم ّ
ّ
مسائل متفرقة:
-ويجوز أخذ أجرة الحمام مع ما فيه من الجهالة في المدة ومقدار الماء الذي يستعمله لتعارف
الناس ،ولم تعتبر هذه الجهالة إلجماع المسلمين .وقال عليه السالم" :ما رآه المسلمون حسنا فهو عند اهلل
حسن"(مسند أحمد ،379/1 :المستدرك.)83/3 :
-واليجوز االست جار على الطاعات مثل األذان واإلقامة واإلمامة والحج وتعليم القرآن والفقه.
هذا جواب المتقدمين وأجازه المتأخرون .فقال في الهداية :وبعض مشايخنا استحسنوا االست جار على
الطاعات كتعليم القرآن .وعليه الفتوى.
-واليجوز على المعاصي مثل الغناء والنوح ،وكذا سائر المالهي ألنه است جار على المعصية،
التستحق بالعقد.
والمعصية ُ
(المر ِضعة) بأجرة معلومة مع ما فيه من الجهاالت لتعامل الناس ،وعليها -ويجوز است جار ال ِظّ ْ رِ
ُْ
أن تصلح طعام الصبي .وإن أرضعته في المدة بلبن شاة فال أجرة لها ألنها لم تأت بالعمل المستحق عليها.
وإن حبلت كان ألولياء الصبي أن يفسخوا اإلجارة إذا خافوا على الصبي من لبنها ألن لبن الحامل ي ِ
فسد ُ ّ
الصبي .وكذا إذا مرضت.
77
وكل صان خع لعمله أثر في العين كالصباا فله أن يحبس العين بعد الفراا من عمله حتى يستوفي
ّ -
ّ
وغسل الثوب نظير الحمل.
ُ كالحمال.
ّ األجرة .ومن ليس لعمله أثر في العين فليس له أن يحبسها باألجرة
ُ
-وإذا اشترس المستأجر على الصانع أن يعمل بنفسه فليس له أن يستعمل غيره ألنه لم يرض بعمل
عمل في ذمته ويمكن إيفا ه بنفسه
ٌ غيره .وإن أطلق له العمل فله أن يستأجر من يعمله ألن المستحق
وباالستعانة بغيره.
-القاعدة :والواجب في اإلجارة الفاسدة أن التزيد األجرة على المسمى لرضاهما به ويجوز أن
عنه .وهذا لو الفساد لشرس فاسد اللجهالة في التسمية .وأما إن كان لجهالة المسمى أو عدم التسمية تنق
أصال فوجب أجر المثل بالغا ما بل لعدم ما ُيرجع إليه عند النزاع.
وإن قبض المستأجر الدار فعليه األجرة وإن لم يسكنها .فإن غصبها غاصب من يده سق األجر.
الم ْؤجر العيب بطل خيار المستأجر لزوال سببه.
وإن وجد بها عيبا يضر بالسكنى فله الفسخ ،وإن أزال ُ
وكذا إن فاتت المنفعة بالكلية كانقطاع الماء ،انفسخت اإلجارة.
كتاب الشفعة
حق يثبت للشفيع شرعا في تملك العقار جبرا على المشتري بما قام
وهى لغة :الضم ،وشرعاّ :
عليه.
و لثبوت حق الشفة ثالثة أسباب :الشركة في نفس المبيع والشركة في حق المبيع والجوار .وهي
تثبت أوال للشريك في نفس المبيع كالشريك في العقار ،ثم للشريك في حق المبيع ِ ّ
كالشرب والطريق
الخاصين لألرض ثم للجار .فليس للشريك في الطريق والشرب والجار شفعة مع الشريك في نفس المبيع،
فإن س ّلم الشريك في نفس المبيع فالشفعة للشريك في حق المبيع كحق الطريق والشرب ،وليس للجار
شفعة معه ألنه شريك في المرافق ،فإن س ّلم الشريك في حق المبيع فالشفعة للجار.
78
{مثال لذلك :مزرعة مشتركة بين االثنين ولها ِشرب خاص وطريق خاص وبجانبها مزرعة متصلة
بها ،فباع أحد الشريكين حصته منها ،فالشفعة للشريك ا،خر أوال ،وإن لم يأخذها فللشريك في حق الطريق
والشرب ثانيا ،وإن لم يأخذها فللجار المالصق أخيرا}.
مراحل الشفعة:
والشفعة تثبت في العقار كاألرض والدور والب ر لوجود سببها وهو االتصال في الملك .والحكمة
فيه :دفع ضرر سوء الجوار على الدوام .والشفعة في المنقول النعدام االتصال والحكمة.
والمسلم والذمي في استحقاي الشفعة سواء ألنهما مستويان في السبب والحكمة فيستويان في
االستحقاي.
ويشترس لثبوت الشفعة أن ُيتم َّلك العقار بعوض هو مال ،وعلى هذا :والشفعة في العقار الذي
يتزو الرجل عليه أو يخالع زوجته به أو يستأجر به عقارا غيره أو يصالح به عن دم عمد أو ي ِ
عتق عليه ُ ُ
عبدا ،ألن الشفعة إنما تجب في مبادلة المال بالمال ،وهذه األعواض ليست بمال ،فإيجاب الشفعة فيها
خالف المشروع ،وقلب الموضوع.
يرد العقار بخيار العيب والر ية ألنها بمنزلة الشراء ،فيثبت فيها الخياران كما في الشراء.
وللشفيع أن ّ
وإذا مات الشفيع قبل قضاء القاضي بالشفعة بطلت شفعته ،ألن ملكه انتقل إلى وارثه بالموت،
وقيام الملك من وقت البيع إلى وقت القضاء شرس لثبوت الشفعة .والتبطل بموت المشتري ألن الحق
اليبطل بموت من عليه الحق كاألجل في الدين.
79
وإذا اجتمع الشفعاء وتساو ْوا في سبب االستحقاي فالشفعة بينهم على عدد ر سهم الستوائهم في
السبب ،واليعتبر باختالف األمالك قلة أو كثرة.
والحيلة في إسقاس الشفعة :وإذا باع أرضا إال مقدار ذراع مثال في طول الحد الذي يلى الشفيع،
فال شفعة له النقطاع الجوار .وهو مكروه عند محمد ألنها إنما ثبتت لدفع الضرر ،ولو أبحنا الحيلة مادفعناه.
عد ضررا.
فالي ّ
والتكره عند أبي يوسف ألن اإلسقاس منع عن إثبات الحق قبل ثبوته ُ
وإذا بنى المشتري على العرصة ثم قضى القاضي بالشفعة ،فالشفيع بالخيار :إن شاء أخذها بالثمن
وبقيمة البناء مقلوعا وإن شاء ك ّلف المشتري ق ْلعه ألنه بناه في مكان تع ّلق به حق الغير.
وإذا اشترى بثمن مؤجل فالشفيع بالخيار :إن شاء أخذ العقار بثمن ّ خ
حال وإن شاء صبر حتى ينقضي َّ
األجل ثم يأخذه ،وليس له أن يأخذه في الحال بثمن مؤجل ،ألن البائع إنما رضي األجل للمشتري فالناس
يتفاوت في قضاء الدين فقد اليرضاه للشفيع.
كتاب الشركة
فشركة األمالك كالعين التي يرثها رجالن أو يشتريانها أو ُو ِهب ْت لهما أو ملكاها باالستيالء كإحيائهما
أرضا ميتة .وحكمها :وكل من الشريكين أجنبى في حصة ا،خر فاليجوز ألحدهما أن يتصرف في نصيب
ا،خر إال بإذنه.
وشركة عقود على أربعة أوجهُ :مفاوض ٌة وعنان(بفتح العين وكسرها)وشركة الصنائع وشركة الوجوه.
)1شركة المفاوضة :وهي أن يشترك رجالن (أو أكثر) فيستويان في مالهما وتصرفهما ِ
ودينهما
(وربحهما) ،ألن المفاوضة بمعنى المساواة ،فاليجوز إال إذا كان الشريكان متساويين في المال ،وليس
المراد به تساويهما في رأس المال بل المراد به أن اليملكان نقودا غير ذلك .واليشترس التساوي في غير
النقود من األموال واألمالك .واليجوز أيضا بين المسلم وغير المسلم لعدم المساواة في التصرف فإن غير
80
المسلم يتجر في الخمر واليجوز ذلك للشريك المسلم .وهذا عند أبي حنيفة ومحمد .ويجوز عند أبي
يوسف لتساويهما في الوكالة والكفالة ،والمفاوضة مبنية عليهما.
وتنعقد المفاوضة على الوكالة والكفالة ،فكل واحد منهما وكيال عن ا،خر وكفيال له .ولذلك فما
كل واحدمنهما من الديون بدال فا،خر ضامن(كفيل)له تحقيقا
يشتريه كل منهما يكون على الشركة ،وما يلزم َّ
للمساواة .وإذا ُفقدت المساواة -بأن زاد مال أحدهما بالوراثة أو الهبة – بطلت المفاوضة وصارت الشركة
ِعنانا ألن المساواة ليست بشرس فيها كمايأتى.
)2شركة العنان :وتنعقد على الوكالة فق -ألنها من ضروريات التصرف – دون الكفالة ألنها
ليست من ضرورياته ،واشتراطها في المفاوضة القتضاء لف المفاوضة المساواة بينهما كما سبق.
ويصح التفاضل في رأس المال مع التساوي في الربح ،وكذا يصح التفاضل في الربح مع التساوي
في رأس المال ،ألن الربح كما ُيستحق بالمال ُيستحق بالعمل أيضا ،وقديكون أحدهما أ ْحذ ُي وأهدى ،أو
أكثر عمال وأقوى فاليرضى بالمساواة فم َّس ْت الحاجة إلى التفاضل.
والتصح الشركة إذا ُشرس ألحدهما مقدار معين من الربح ألنه ربا.
ّ
ويرد ثمنه وربحه)
ّ ولكل واحد من الشريكين أن ُيب ِضع المال (وهو أن يدفع المتاع إلى الغير ليبيعه
ْ
في المفاوضة والعنان وأن ُيوكل من يتصرف فيه ،ويرهن ويرتهن ،ويستأجر األجنبي عليه ،ويبيع بالنقد
والنسي ة.
)3شركة الصنائع ،وتسمى شركة التقبل واألعمال واألبدان .كخياطين أو صباغين أو خياس وصباا
ّ ّ ّ ّ
يشتركان على أن يتقبال أعماال ويكون الكسب بينهما ،جاز ذلك .ومايتقبله كل منهما من العمل يلزمه ويلزم
ّ
شريكه ،فإن عمل أحدهما دون ا،خر فالكسب بينهما على ما اتفقا عليه .واليشترس فيه اتحاد العمل
والمكان.
81
)4شركة الوجوه :والرجالن يشتركان وال مال لهما ولكن لهما وجاه ٌة عند الناس ،على أن يشتريا
بوجوههما ويبيعا فما حصل من الربح بينهما ،فتصح الشركة على هذا المنوال .وكل واحد منهما وكيل
ل خر فيما يشتريه ،ألن التصرف على الغير اليجوز إال بوكالة أو والية ،والوالية ههنا فتعينت الوكالة.
وليس لواحد من الشريكين – في األنواع األربعة – أن يؤدىي زكاة مال ا،خر إال بإذنه ألنه ليس
من جنس التجارة.
كتاب المضاربة
وهي عقد على الشركة فى الربح بمال(نقود) من أحد الشريكين وعمل من ا،خر .ولصحتها شروس:
وإذا صحت المضاربة بشروطها المذكورة وكانت مطلقة غير مقيدة بزمان أو مكان أو نوع جاز
ويبضع ويو ِّكل ويرهن ويرتهن إلطالي العقد فينتظم َّ
كل ما ِ للمضارب أن يشتري ويبيع بنقد ونسي ة ويسافر
هو من صنيع التجار .وليس له أن يدفع المال مضاربة إال بإذن رب المال ،فإن دفع بغير إذنه يضمن المال.
وإن كانت مقيدة ببلد بعينه أو بسلعة بعينها لم يجز للمضارب أن يخالفه.
وإذامات رب المال أو المضارب بطلت المضاربة ألنها توكيل فالوكالة تبطل بموتهما
وماهلك من مال المضاربة فهو من الربح ال من رأس المال ،وإذاكان الهالك أكثر من الربح
فالضمان على المضارب ألنه أمين فاليكون ضمينا.
كتاب الوكالة
وهي إقامة الغير مقام نفسه في تصرف معلوم .واألصل في الوكالة أن كل عقد جاز أن يعقد االنسان
بنفسه جاز أن يو ّكل به غيره ،ألنه ربما يعجز عن المباشرة بنفسه لسبب ّما فيحتا إلى أن يو ّكل غيره.
82
ويجوز التوكيل بالخصومة في جميع الحقوي وإثباتها لدى القاضي عند أبي حنيفة ،وقال أبويوسف:
ِ
والخصومة فيه. اليجوز في إثبات الحد والقصاص
ويجوز أيضا باالستيفاء واإليفاء لسائر الحقوي إال في الحدود والقصاص فإنه اليصح التوكيل
باستيفائهما مع غيبة الموكل عن مجلس اإلنفاذ ،ألنها تندرأ بالشبهات ،وشبهة العفو محتملة حال غيبته.
واليجوز التوكيل بالخصومة إالبرضا الخصم عند أبي حنيفة ،إال أن يكون الموكل مريضا أو بعيدا.
وقاال :يجوز مطلقا.
اليسق حق التصرف من الموكل فيما و ّكل به بل يملكه وتلزمه أحكام ذلك التصرف، والتوكيل ُ
لمايم ِّلكه لغيره.
ألن الوكيل إنما يملك التصرف من جهته فالبد من كونه مالكا ُ
حقوي العقود في الوكالة:
كل عقد تصح إضافته إلى نفسه ويستغني عن إضافته إلى الموكل ،كالبيع والشراء
أحدهماّ :
واإلجارة ،فحقوقه تتعلق بالوكيل دون الموكل ،ألن الوكيل هو العاقد حقيقة وحكما ،فيكون هو المكلف
ويطال ُب بالثمن إذا اشترى ويقبض المبيع ،وإذا اشترى سلعة وقبضها
عن تسليم المبيع وقبض الثمن إذا باعُ ،
ثم اطلع على عيب فيها فله أن يردها على البائع ما دام المبيع بيده لتعلق الحقوي به .حتى إذا طلب الموكل
من المشتري ثمن المبيع فله أن يمنعه ألنه أجنبي عن العقد وحقوقه ،ألن الحقوي إلى العاقد في هذا
النوع.
والثاني :كل عقد اليصح إضافته إلى نفسه بل يضيفه إلى مو ّكله كالنكاح والخلع والصلح عن دم
فاليطالب وكيل الزو بالمهر ،واليلزم وكيل المرأة في
العمد ،فإن حقوقه تتعلق بالموكل دون الوكيلُ ،
تسليمها للزو ألن الوكيل سفير.
ُ عقد النكاح
مسائل متفرقة:
-وليس للوكيل أن ُيو ِّكل غيره فيما ُو ِّكل به ،ألنه رضي برأيه والناس يتفاوتون في ا،راء ،فاليكون
راضيا بغيره ،إال إذا أذن له أو يقول له :اعمل برأيك.
-وللموكل أن يعزل الوكيل عن الوكالة متى شاء ألن الوكالة حقه فله أن يبطله .وهو على وكالته
وجاز تصرفه حتى يبل العزل إليه ويعلمه.
-وتبطل الوكالة بموت المو ّكل ،وكذا بموت الوكيل لبطالن أهليته.
83
-والوكيل بالبيع والشراء اليجوز له أن يعقد عند أبي حنيفة مع من ُترد شهادته له مثل أبيه وأمه
وجده وجدته وولده وأحفاده وزوجته وعبده للتهمة ،وألن المنافع بينهم متصلة فصار كأنه اشترى من نفسه
وهو اليجوز .وقاال :يجوز بيعه منهم بمثل القيمة ،ألن التوكيل مطلق.
-والوكيل بالبيع يجوز بيعه بالقليل والكثير عند أبي حنيفة .وقاال :اليجوز بيعه بنقصان فاحش
بحيف اليتغابن الناس في مثله ،ألن مطلق األمر يتقيد بالمتعارف ،والمتعارف :البيع بثمن المثل.
-والوكيل بالشراء يجوز عقده بمثل القيمة وزيادة يسيرة بحيف يتغابن الناس في مثلها ،واليجوز
بما اليتغابن الناس في مثله اتفاقا.
-هام :والذي اليتغابن الناس فيه هو :ما اليدخل تحت تقويم ُ
المق ِّومين(.المراد بالمقومين :هي ة
التقويم من أهل الخبرة).
-الوكالة بالخصومة تتناول الوكالة بالقبض عند أبي حنيفة وصاحبيه خالفا لزفر .والوكالة بقبض
الدين تتناول الوكالة بالخصومة عند أبي حنيفة ،وقاال :التتناولها ،ألنه ليس كل من ُيؤتمن على المال،
َّ
يعرِ ف طريق الخصومة فبالتالي لم يكن رضا بالقبض رضا بالخصومة.
-وإذا أقر الوكيل بالخصومة على موكله عند القاضي يعتبر إقراره باالتفاي .فهل يعتبر إذا أقر عند
ّ
غير القاضي؟ قال أبو حنيفة ومحمد :اليعتبر ألن اإلقرار إنما يكون جوابا عند القاضي .وقال أبويوسف:
بمجلس القضاء ،فكذا إقرار نائبه. يجوز ألنه قائم مقام الموكل ،وإقراره اليخت
فالن الغائب في قبض دينه فصدقه الغريم ،أُ ِمر بتسليم الدين إليه ألنه
خ -ولو ادعى رجل أنه وكيل
أقر باستحقاي القبض له .فإن حضر الغائب فصدقه فبها وإال قضى الدين ثانيا ورجع به على الوكيل الذي
ادعى الوكالة.
فصدقه المودع ،لم ُيؤمر بالتسليم إليه ،ألن
ّ خ
فالن الغائب بقبض الوديعة -ولو ادعى رجل أنه وكيل
المودع أقر له بمال الغير بخالف الدين فإن المال له فيه.
84
كتاب الكفالة
ذم خة إلى ذمة في المطالبة .وهي ضربان :كفالة بالنفس وكفالة بالمال.
وهي ضم َّ
- 1والكفالة بالنفس جائزة إلطالي قوله عليه السالم" :الزعيم غارم" .والكفالة هنا بإحضار
ت بنفس
المكفول به ،ألن الحضور الزم على األصيل فجاز أن يلتزم الكفيل بإحضاره .وتنعقد بقوله :تك َّف ْل ُ
فالن ،فإذا طولب به وجب عليه إحضاره .وإذا مات المكفول به برف الكفيل بالنفس من الكفالة ألنه سق
الحضور عن األصيل فسق اإلحضار عن الكفيل .والتجوز الكفالة بالنفس في الحدود والقصاص عند
أبي حنيفة ،وتجوز عندهما (أي في إحضار من عليه الحدود والقصاص).
– 2الكفالة بالمال :وهي جائزة أيضا ،معلوما كان المال المكفول به أو مجهوال ألن معنى الكفالة
على التوسع والتسامح .ومثال المعلوم أن يقول :تكفلت عنه خ
بألف ،ومثال المجهول أن يقول :تكفلت بما
الدرك. لك على فالن ،أو بما ُي ْدرِ ُكك في هذا البيع .ويسمى هذا ضم ُ
ان َّ
– 3ومن أحكامها:
-والمكفول له (صاحب الحق) بالخيار إن شاء طالب الكفيل وإن شاء طالب األصيل ألن الكفالة
ضم ذمة إلى ذمة فى المطالبة كما مر.
ّ
بايعت فالنا فعلي ،أو إن قدم فالن فعلي ما عليه
-ويجوز تعليق الكفالة بالشرس مثل أن يقول :إن ْ
ّ ّ
من الدين.
-وتجوز الكفالة بأمر المكفول عنه(األصيل) وبغير أمره ألنه الضرر فيه على األصيل ،فإن كفل
أدى دينه بأمره ،وليس له حق الرجوع قبل أداء الدين .وإن كفل بغير أمره لم
أدى عليه ألنه ّ
بأمره رجع بما ّ
أداه ألنه متب ِر ٌع.
يرجع بما ّ
ّ
-وإذا أبرأ الطالب المكفول عنه أو استوفى حقه برف الكفيل ،ألن إبراء األصيل توجب إبراء الكفيل.
غد فأنت
وإذا أبرأ الكفيل لم يبرأ األصيل لبقاء الدين عليه .واليجوز تعليق البراءة بشرس كأن يقول :إذا جاء ٌ
بري من الكفالة ،ألن اإلبراء فيه معنى التمليك ،فالتمليك اليقبل التعليق.
-هام :وكل حق اليمكن استيفا ه من الكفيل التصح الكفالة به كالحدود والقصاص ،بأن قال" :إن
لم يحضر هو أقيموا الحد والقصاص علي" ،ألن العقوبة التجري فيها النيابة .وأما الكفالة باحضار من عليه
ّ
الحد والقصاص فهو على خالف كما سبق آنفا.
85
-وإذا مات الرجل وعليه ديون ولم يترك ماال فتك ّفل رجل عنه – وارثا كان او غيره – للغرماء لم
تصح الكفالة عند أبي حنيفة ألن الدين سق بموته فالتصح الكفالة بدين ساق .وقاال :تصح ألنه كفل
بدين كان ثابت عليه ولم يوجد ِ
مسق ،فسؤاله عنه فى ا،خرة دليل على عدم سقوطه .وهذا إذا كان بنية
طلب ما أداه من مال الميت ،وأما إذا تبرع به انسان فيصح باالتفاي.
كتاب الحوالة
وهي نقل الدين من ذمة إلى ذمة .وهي جائزة .وتصح برضا المحيل(المديون) والمحال(الدائن)
والمحال عليه (الذي يقبل الدين) .وإذا تمت الحوالة برف المحيل من الدين على المختار،وهو قول اإلمام
وصاحبيه .وقال زفر :اليبرأ اعتبارا بالكفالة .ولهم أن الحوالة للنقل لغة فمتى انتقل الدين من الذمة اليبقى
واألحكام الشرعية يراعى فيها المعاني اللغوية.
ُ فيها ،بخالف الكفالة فإنها للضم في اللغة،
ّ
واليرجع المحال ،على المحيل إال إذا لم يستوف حقه.
الم ْقرِ ُض أمن خطرِ الطريق .وصورته :أن يدفع إلى تاجر مبلغا
قرض استفاد به ُ
الس ْفتج ُة وهي ٌ
وتكره ُ
ستفيد
نوع نف خع اُ ُ
قرضا ليدفعه إلى رجل في بلد آخر ليستفيد به سقوس خطر الطريق .وقالوا بكراهتها لما فيه ُ
بالقرض ،وقد نهى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم عن خ
قرض جر نفعا (كل قرض جر نفعا فهو ربا).
ّ
كتاب الصلح
والصلح لغة :المسالمة بعد المخالفة ،وشرعا :عقد يرفع النزاع ويقطع الخصومة( .وإذا ادعى
رجل حقا أو ماال على آخر ،وأراد المدعى عليه أن يصالحه على مال ليترك المدعي الدعوى والخصومة،
فله ذلك).
86
اعتبِر فيه ما يعتبر فى البياعات من ثبوت خيار العيب بمال عن خ
مال ُ وإن وقع الصلح عن إقرار خ
والر ية والشرس وحق الشفعة ،لوجود معنى البيع فيه ،وهو مبادلة المال بالمال .وإن وقع عن مال بمنافع
كسكنى دارخ فيعتبر فيه ما يعتبر فى اإلجارات من كون المدة واألجرة والمنفعة معلوما وبطالنه بموت أحد
ُ
المتعاقدين فى المدة ،لوجود معنى اإلجارة فيه ،وهو تمليك المنافع بمال.
والصلح جائز من دعوى األموال والمنافع وجناية العمد والخطأ ،ألن كلها من حقوي العباد،
واليجوز من دعوى خّ
حد ألنه حق اهلل فاليجوز االعتياض عن حق غيره.
مسائل متفرقة:
-وإذا ادعى رجل على امرأة نكاحا وهى تنكره ،فصالحته على مال حتى يترك الدعوى ،جاز الصلح
وكان ذلك فى معنى الخلع.
-ومن و ّكل رجال بالصلح عن دم العمد فصالحه لم يلزم الوكيل بدل الصلح ألنه سفير والسفير
الضمان عليه ،بل يلزم الموكل ،ألن العقد ُيضاف إليه.
خ
بمال أعط ْوه إياه جاز ذلك، التخار :وإذا كانت التركة بين ورثة فأخرجوا أحدهم منها -مسألة
ُ
أعطوه من حصته من الميرا أو كثيرا ،ألنه أمكن تصحيحه بيعا(أي :يمكن أن يعتبر بيعاْ قليال كان ما
صحيحا) .وفيه أثر عثمان رضى اهلل عنه فإنه صالح تن ِ
ماضر األشجعية امرأة عبد الرحمن بن عوف عن ُر ْب ِع
ُ
ُث ُم ِنها على ثمانين ألف دينار.
-وإذا كان فى التركة دين على الناس فأدخلوه في الصلح في مسألة التخار بأن قالوا لواحد منهم:
خذ هذا المال من التركة واترك الديون لنا فالتطلب منها شي ا ،فالصلح باطل ،ألن فيه تمليك الدين ِمن غير
من عليه الدين وهو باطل(أى أن الخار منهم م ّلك حقه من الدين إياهم ،وهم ليسوا مدينين).
87
-والحيلة فى تصحيح ذلك :أنهم إن شرطوا أن ُيبرِ ف الخار ُ المدينين من حصته من الدين
ْ
واليرجع عليهم أحد بنصيب الخار ،فالصلح جائز ،ألنه اسقاس وتمليك الدين ممن عليه الدين ،وهو
جائز.
كتاب الهبة
وهي لغة :التبرع وشرعا :تمليك عين بغير عوض .وتصح الهبة باإليجاب والقبول وتتم بالقبض(أي
اليملك الموهوب له الهبة إال بالقبض) ،والقبض شرس لتمام الهبة .والتجوز الهبة فيما ُي ْقسم إال إذا كان
محوزا مقسوما،ألن القبض الكامل اليمكن إال بعد القسمة ،فمن وهب جزءا ُمشاعا فيما يحتمل القسمة
اليقسم فجائزة ،ألن
قسمه وس ّلمه إليه جاز .وأما هبة المشاع فيما ُ
كنصف األرض كانت الهبة فاسدة ،فإن ّ
القبض القاصر هو الممكن فيكتفى به.
-وإذا كانت العين الموهوبة في يد الموهوب له ،ملكها بالقبول وإن لم يجدد قبضها ألن العين في
قبضته.
-وإذا وهب األب البنه الصغير هبة ،ملكها االبن بالعقد وإن لم يوجد القبض من الصغير ألنها في
قبضة األب فينوب قبضه عن قبض االبن لواليته عليه .وإذا وهب له أجنبي تمت الهبة بقبض األب لما
ذكرنا.
-وإذا ُو ِهبت لليتيم هبة فقبضها وليه له جاز وتمت الهبة .ولي اليتيم :األب ثم وصيه ،ثم الجد ثم
ّ
وصيه .وعند عدم هؤالء تتم بقبض من هو في حجره :فإن كان في حجر أمه أو أخيه أو عمه فتمت بقبضهم.
ّ
ربيه فقبضه له جائز ،ألن له عليه يدا معتبرة .وإذا قبض الصبي الهبة بنفسه وهو
ُ ّ ي أجنبي حجر في كان وإن
يعقل – مميز – جاز ألنه في النافع المحض كالبال .
88
-وإذا وهب ألجنبي هبة فقبضها فللواهب الرجوع فيها ولكنه يكره للحديف" :العائد (الراجع) في
هبته كالكب العائد في قي ه(البخارى) ،إال أن ُيع ِّوضه عنها أويزيد في العين زيادة متصلة أو يموت
أحدالمتعاقدين أو تخر الهبة من ملك الموهوب له فاليجوز الرجوع.
خ
محرم منه فالرجوع فيها ألن المقصود بها صلة الرحم وقد حصل .وكذا -وإن وهب هبة لذي خ
رحم
حكم ما وهب أحد الزوجين ا،خر ألن المقصود بها صلة أيضا.
-واليصح الرجوع في الهبة بعد القبض إال بتراضيهما أو بحكم الحاكم لوقوع االختالف فيه ،فإذا
امتنع الموهوب له من تسليمها إلى الواهب بعد القضاء وهلك ضمنها ،واليضمن قبله.
واعتبِر فيه
ُ عوضني كذا،
المعين جائزة مثل أن يقول :وهبتك هذا على أن ُت ّ -والهبة بشرس العوض
ّ
شروس الهبة من التقابض وعدم الشيوع وغيرها ،ألنه هب ٌة ابتداء .فإذا تقابضا صح العقد وكان في حكم البيع
انتهاء لوجود المعاوضة ،فيجري فيه أحكام البيع فيرد العوضان بخيار العيب والر ية وتجب فيهما الشفعة.
ُ
العمرى والرقبى:
"جعلت لك داري ما دمت حيا فإذا ِم َّت ُر ّد ْت إلي" ،والشرس فاسد والهبة
ُ الع ْمرى :وهي أن يقول:
ُ
ّ ّ
للم ْعمرِ له في حياته ولورثته بعد موته لصحة التمليك وبطالن الشرس ألن الهبة التبطل بالشرس
جائزة ،فالدار ُ
الفاسد.
والر ْقبى :وهي أن يقولْ " :أرقب ُتك هذه الدار" ،أو" :هذه الدار لك ُر ْقبى" ،معناه :إن ِمت قبلك فهي
ْ
ت قبلي عادت إلي .وهي باطلة عند أبي حنيفة ومحمد ألنه تعليق التمليك بالخطر ،فإن س ّلمها ِ
ّ لك وإن م َّ
إليه كانت عارية ،فله أخذها متى شاء .وقال أبو يوسف :هي جائزة ألن قوله" :داري لك" تمليك ،وقوله:
(س ِّمى بالرقبى ألن كل واحد منهما يراقب موت ا،خر).
"ر ْقبى" شرس فاسد فيبطل كالعمرىُ .
ُ
تبرع أيضا ،والتجوز في مشا خع يحتمل القسمة ،واليصح
والصدقة كالهبة فالتصح إال بالقبض ألنها ٌ
الرجوع فيها بعد القبض.
كتاب الوقف
89
وهو لغة :الحبس ،وشرعا :حبس العين على ملك الواقف والتصدي بالمنفعة عند أبي حنيفة.
وعندهما :حبسها على حكم ملك اهلل تعالى.
ْ
واليخر الموقوف من ملك الواقف واليلزم إال بأحد األمرين :أن يحكم الحاكم بلزومه ،أو أن
وقفت داري على كذا ،فيصح الرجوع عنه ويجوز بيعه قبل
ُ يع ّلقه الواقف بموته بأن يقول :إذا ِمت فقد
"وقفت داري" ،سواء كان في المشاع
ُ لزومه .هذا عند أبي حنيفة .وقال أبويوسف :يزول الملك بمجرد قوله:
أوغيره ،س ّلمه إلى المتولي أو ال .وقال محمد :اليزول الملك حتى يستوفي أربعة شروس )1 :أن يجعل
ويس ّلمه إليه )2 ،وأن يكون مفرزا غيرمشا خع )3 ،وأن اليشترس لنفسه شي ا من منافع ِ
الواقف للوقف متولّيا ُ
الوقف )4 ،وأن يكون مؤ َّبدا ،بأن يجعل آخره للفقراء لو اندس الوقوف له.
ومن أحكامه:
-وقف المشاع الذي يمكن تقسيمه ،جائز عند أبي يوسف ألن قبض المتولي أو التسليم إلى
الموقوف له ،ليس بشرس عنده .واليجوز عند محمد ألن التسليم أو القبض شرس عنده كما سبق ،فاليمكن
ذلك في المشاع.
متأب ٌِد .وأما وقف المنقول ففيه خالف بينهم :فعند اإلمام اليصح
-ويصح وقف العقار اتفاقا ألنه ّ
النعدام شرس األبد .وعند أبي يوسف :يصح تبعا المقصودا فإذا وقف ضيعة ببقرها وعبيدها جاز ،وكذا
ْ
سائر آالت الحراثة ،ألنه تب ٌع لألرض في تحصيل ما هو المقصود .فإنه قد يثبت من الحكم تبعا ما اليثبت
مقصودا كحق ِ
الشرب في بيع الحقل .وقال محمد :يصح مقصودا فيجوز حبس الخيل عنده استحسانا
ل ثار المشهورة فيه.
-وإذا صح الوقف بالشروس المذكورة ولزم ،لم يجز بيعه والتمليكه بعد ذلك لخروجه عن ملك
الواقف .واألصل في ذلك مارواه البخارى وغيره أن عمر بن الخطاب رضي اهلل عنه كان له أرض تُ ْدعى
استفدت ماال نفيسا أفأتصدي به؟ فقال عليه السالم:
ُ ث ْمغا وكانت نخال نفيسا فقال عمر :يارسول اهلل إني
واليوهب واليور ،ولكن ُت ْنف ُق ثمرته على المساكين" ،فتصدي عمر في سبيل اهلل
ُ اليباع
"تصدي بأصله ُ
ْ
وفي الرقاب والمساكين وابن السبيل وذوي القربى.
-والواجب أن ُيبدأ من ر ْي ِع الوقف(غ َّل ِت ِه) ِبعمارته ،سواء شرس الواقف ذلك أو ال ،ألن قصد الواقف
ْ
مؤبدا ،والتبقى دائمة إال بالعمارة ،فيثبت شرس العمارة اقتضاء. صرف الغلة ّ
ُ
-وإذا جعل الواقف غ َّلة الوقف أو بعضها لنفسه أو جعل الوالية على الوقف إلى نفسه جاز عند
أبي يوسف.
90
ومن بنى سقاية للمسلمين أو خانا يسكنه بنو السبيل(المسافرون) أو رباطا يسكنه الفقراء أو وقف
أرضه مقبرة ،لم ي ُزل ملكه عنه عند أبي حنيفة حتى يحكم به القاضي .وقال أبويوسف :يزول ملكه ألن
التسليم إلى لمتولي أو إلى الموقوف عليه ليس بشرس عنده .وقال محمد :اليزول ملكه إال إذا استقى الناس
من السقاية وسكنوا الخان والرباس ودفنوا في المقبرة ،زال الملك ألن التسليم شرس عنده.
كتاب الغصب
وهو فى اللغة :أخذ الش من الغير على سبيل التغلب والقهر .وشرعا :أخذ مال ُمتق ِّو خم محترم بغير
إذن المالك على وجه يزيل يده.
ومن غصب عينا فالواجب عليه رد العين المغصوبة إن كانت قائمة ،وإن هلكت :فإن كانت مما
تعذرت
لها مثل فعليه الضمان بمثلها ،وإن كانت مما المثل لها فعليه قيمتها يوم الغصب اتفاقا ،ألنه لما َّ
مراعاتها صورة بتفاوت ا،حاد وجبت مراعاة المعنى فق وهو المالية دفعا للضرر بقدر اإلمكان.
ويح ّول عند أبي حنيفة وأبي يوسف ،فإذا غصب عقارا وهلك بآفة
والغصب إنما يتحقق فيما ينقل ُ
سماوية ،لم يضمنه عندهما ألن الغصب لم يتحقق النعدام إزالة يد المالك لعدم وجود النقل والتحويل في
العقار .وقال محمد :يضمنه ألن الغاصب أثبت يده عليه المتناع تصرف المالك فيه ،ومن ضرورته زوال
من العقار بفعل الغاصب محل واحد في حالة واحدة مستحيل .وما نق
يد المالك ألن اجتماع اليدين على ّ
كتخريبه إياه ،ضمنه في قولهم جميعا ألنه إتالف والعقار ُيضمن باإلتالف.
وإذا هلك المغصوب النقلي في يد الغاصب بفعله أو بغير فعله ضمنه ،لدخوله في ضمانه بالغصب
السابق ،وإن نق في يده فعليه ضمان النقصان .وقيد بالنقصان ،ألنه لو تراجع(نزل) السعر اليضمن ألنه
َّ
عبارة عن فتور الرغبات ،دون فوت الجزء.
وإ ذا تغيرت العين المغصوبة بفعل الغاصب حتى زال اسمها وأعظم منافعها – كمن غصب شاة
فذبحها وشواها أو طبخها – زال ملك صاحبها عنها وملكها الغاصب بالضمان ،ولكن لم يحل له االنتفاع
بها حتى يؤدي بدلها استحسانا ،ألن في إباحة االنتفاع قبل أداء البدل ،فتح باب الغصب.
مسائل شتى:
91
ورد األرض
-ومن غصب أرضا فغرس فيها أشجارا أو بنى بناء ،وجب عليه قلع الغرس والبناء ّ
إلى صاحبها كما أخذها ،ألن األرض اليمكن غصبها حقيقة فبقي فيها حق المالك كما كان ،والغاصب
بقلع األشجار وهدم البناء ،فللمالك أن يضمن أشغلها فيؤمر بتفريغها .وإن كانت األرض المغصوبة تنق
للغاصب قيمة البناء والغرس مقلوعا ويملكها مع األرض ،ألن في ذلك نظرا(مصلحة) لهما ودفع الضرر
عنهما.
ضمن القمال
-ومن غصب ُقماشا(أو سيارة) فصبغه بلون زادت قيمته به فصاحبه بالخيار :إن شاء ّ
الصب ُ ألن فيه رعاية للجانبين.غير مصبوا وإن شاء أخذ وض ِمن قيمة ما زاد ِ
ّ ْ
فضمنها المالك قيمتها ،ملكها الغاصب ،ألن المالك ملك البدل بكماله ّ -ومن غصب عينا فأخفاها
المبدل بكماله ،وليس له أن يأخذ العين وبدلها ألن اجتماع البدلين في فيقتضي ذلك أن يملك الغاصب
ُْ
ملك شح واحد غير جائز في الشرع.
-واليضمن الغاصب منافع ماغصبه كركوب الدابة(السيارة) وسكنى الدار وخدمة العبد ،ألنها
المغصوب باستعماله في ملكه ،إال أن ينق حصلت على ملك الغاصب ،واالنسان اليضمن ما حد
في ْغرم النقصان كما مر.
-وإذا استهلك المسلم خمر ذمي أو خنزيره ضمن قيمتهما ألنهما مال في حقه ومعتقداته ونحن
ّ
أ ُ ِمرنا بتركهم وما يدينون للحديف" :اتركوهم وما يدينون" .وإذا استهلك ذمي خمر مسلم وخنزيره(بأن أسلم
ّ ْ
وهما في يده) لم يضمن ألنهما ليسا بمال في حق المسلم بل هو مأمور بإتالفهما وممنوع عن تملكهما.
كتاب الوديعة
وهي لغة :الترك ،وشرعا :تسلي الغير على حف ماله (أو ترك المال عند الغير ليحفظه).
92
تعدى المودع على الوديعة كأن كانت دابة (أو سيارة) فركبها أو ثوبا فلبسها ثم أزال التعدي،
وإذا َّ
زال الضمان لزوال سببه وهو التعدي .فإن طلبها صاحبها فجحدها فهلكت ضمنها ألنه صار غاصبا.
وإن أودع رجالن عند رجل وديعة ثم حضر أحدهما فطلبها :فإن كانت من القيميات اليدفعها إليه
ّ
إتفاقا .وإن كانت من ذوات األمثال(مثل الحنطة) فحضر أحدهما وطلب نصيبه منها ،اختلفوا فيه :فعند أبي
حنيفة لم يدفع إليه شي ا حتى يحضر ا،خر ،ألنه اليمكن التسليم إال بتقسيم الوديعة وليس للمودع واليته.
وقاال :يدفع ألنه يطالبه بنصيبه الذي س ّلمه إليه.
كتاب العارية
وهي (بتشديد الياء وتخفيفها) تمليك المنافع بغير عوض كمن استعار كتابا ليطالعه ثم يرده .وهي
جائزة ألنها نوع إحسان وقد استعار النبي عليه السالم دروعا من صفوان .وتنعقد باإليجاب والقبول،
عقد تبر خع فعقد التبرع غير الزم.
وللمعير أن يرجع متى شاء ألنها ُ
ُ
وعارية النقود والمكيل والموزون قرض ،ألن اإلعارة تمليك المنافع واليمكن االنتفاع بها إال
باستهالك عينها فيقتضي تمليك العين ضرورة.
وإذا استعار أرضا ليبني بناء أو يغرس أشجارا جاز ،وللمعير أن يرجع فيها متى شاء إن كانت غير
مؤقتة بوقت ،ألنها عقد غير الزم ،ويك ّلف المستعير ق ْلع البناء واألشجار .وإن كان فيه ضرر باألرض ُي ْترك
ويدفع المعير قيمة البناء واألشجار مقلوعين لدفع الضرر .وإن كانت مؤقتة بوقت فرجع قبل الوقت ،ضمن
ُ
المعير للمستعير ما يتضرر بالقلع ،ألنه مغرور من جهته.
93
كتاب ال َّل ِقي
معناه :وهو مولود طرحه أهله خوفا من العيلة أو فرارا من التهمة .وهو حر مسلم تبعا للدار(دار
ْ
االسالم).
نفقته :ونفقته من بيت المال ،ألنه مسلم عاجز عن التكسب وال مال له وال قرابة وألن ميراثه لبيت
المال ،فالخرا بالضمان ،والغنم بالغرم .وإن أنفق ملتقطه عليه من غير إذن من القاضي كان متبرعا لعدم
الوالية له عليه.
نسبه :وإن ّادعى مسلم أو ذمي أنه ابنه فالقول قوله مع يمينه استحسانا ،ألنه إقرار له بما ينفعه .وإن
ادعاه اثنان ووصف أحدهما عالمة في جسده فهو أولى به ألن الظاهر شاهد له .وإن لم يصف أحدهما
عالمة فهو ابناهما الستوائهما في السبب.
وتصرفات الملتق فيه :واليجوز تزويجه النعدام سبب الوالية ،والتصر ُفه في ماله ألن واليته
ضعيفة .ويجوز أن يقبض له الهبة ألنه نفع محض ،ويؤ ِ ّدبه ويع ّلمه ويس ّلمه في صناعة.
كتاب اللقطة
با،دمي واللقط ُة بالمال .واللقطة– : معناها :واللقي واللقطة من أصل واحد إال أن ال َّل ِقي اخت
الم ْل ُتق .
وتس َّكن :-اسم للمال ُ
بفتح القافُ ،
ِ
الملتق ، أقل من عشرة دراهم عرفها في المجامع أياما على حسب رأيتعريفها :وإن كانت قيمتها َّ
ّ
ِ
الملتق ،فيعرفها حتى يغلب على مفوض ٌة إلى رأي
ُ ّ وإن كانت أكثر ،عرفها حوال .وقيل :إن مدة التعريف َّ
94
نه أن صاحبها اليطلبها بعد ذلك .فإن جاء صاحبها دفعها إليه وإال تصدي بها على الفقراء .وإن جاء
ِ
الملتق ألنه تصرف في مال ضمن
صاحبها بعد أن تصدي بها فهو بالخيار :إن شاء أمضى الصدقة وإن شاء َّ
الغير بغير إذنه .وإن كانت اللقطة شي ا تافها ،وغلب على نه أن صاحبها اليطلبها ،جاز له االنتفاع بها من
غير تعريف.
مسائل شتى:
-ويجوز التقاس الشاة اتفاقا ،وكذا البقر والبعير عند الحنفية خالفا لألئمة الثالثة .فإن أنفق الملتق
على اللقطة بغير إذن الحاكم فهو متبرع لقصور واليته ،وإن أنفق بإذنه كان دينا على صاحبها .وإذا حضر
مالكها فللملتق أن يمنعه حتى يأخذ ما أنفقه عليها.
-ولقطة ِ
الح ّ ِل والحرم سواء في جواز االلتقاس .وأما ما روي في عدم جوازه فمحمول على االلتقاس
بغير نية التعريف.
حل
-واليتصدي باللقطة على غني .وإن كان الملتق غنيا لم يجز له أن ينتفع بها ألنه ليس بم ّ خ
للصدقة ،وإن كان فقيرا فالبأس أن ينتفع بها ألنه محل للصدقة.
-ويجوز للملتق الغني أن يتصدي بها على أبيه وابنه وأمه وزوجته إن كانوا فقراء ألنهم محل
للصدقة.
كتاب الخنثى
وإذاكان للمولود فر وذكر فهو خنثى :فإن كان يبول من الذكر فهو غالم وإن كان يبول من الفر
فهو أنثى .وإذا بل وخرجت له لحية أو احتلم احتالم الرجال فهو رجل ،فتجري عليه أحكام الرجل ،وإن
هر له ثدي كثدي المرأة أو حاض فهو امرأة ،فتجري عليه أحكام المرأة .فإن لم تظهر له إحدى هذه
العالمات أو تعارضت(ولم يمكن تعيين أحد الطرفين بإجراء العملية الجراحية) فهو خنثى مشكل ،وله
أحكام مخصوصة:
وهو انسان غائب انقطع خبره فالتعلم حياته والموته .وينصب له القاضي من يحف ماله ويستوفي
حقوقه وينفق من ماله على زوجته وأوالده الصغار ،واليفري بينه وبين امرأته ،ألن الغيبة التوجب الفرقة.
فإذا تمت له مائة وعشرون سنة من يوم ُولد حكم بموته ،ألن الظاهر أنه اليعيش أكثر منها .وإذا حكم بموته
اعتدت امرأته عدة الوفاة و ُق ِسم ماله بين ورثته الموجودين في وقت الحكم بموته .ومن مات قبل ذلك من
المفقود من أحد مات في حال فقده لعدم تحقق من المفقود شي ا لعدم تحقق موته .والير ورثته لم ير
عند موت المورِ ،ولم يتوفر هذا الشرس في حياته ،ألنه من شروس اإلر :أن تتحقق حياة الوار
المفقود.
معناه :واألرض الموات :هي ما الينتفع به من األرض النقطاع الماء عنه أو لغلبته عليه أو ما أشبه
مما يمنع الزراعة .و إحيا ها ،إصالحها بالبناء أوالغرس أو ِ
لكراب أو غير ذلك .فما كان منها قديم الخراب
اليعرف لها مالك في اإلسالم ،أو كان مملوكا في اإلسالم ولكن لطول تركه وعدم االنتفاع به اليعرف له
مالك بعينه ،وهو بعيد من العامر بحيف إذا وقف انسان جهوري الصوت في أقصى العامر فصاح بأعلى
صوته لم ُي ْسمع الصوت فيه ،فهي موات عند أبي حنيفة وأبي يوسف .وقال محمد :إن ُملكت فى اإلسالم،
التكون مواتا .وإن لم ُيعرف مالكها تكون لجماعة المسلمين(لبيت المال).
إذن اإلمام(الدولة):
ومن أحيا أرضا بإذن اإلمام ملكه اتفاقا ،وأما بغير إذنه فلم يملكه عند أبي حنيفة ألنه غنيمة
للمسلمين .وقاال :يملكه ألنه مال مباح سبقت إليه يده كالحطب والصيد.
مسائل شتى:
96
-ومن حفر ب را في ب ِّر َّية فله حريمها :فإن كانت للعط ِن ُ
(منا ِخ اإلبل) فحريمها من كل جانبها أربعون خ
ذراعا .وإن كانت للناضح (وهى التى ُيستخر ما ها بسير اإلبل ونحوها) فحريمها ستون ذراعا .وإن كانت
عينا جارية فحريمها ثالثمائة ذرا خع من كل جانب ،فمن أراد أن يحفر ب را في حريمها- ،ب را كانت أو عينا-
ُمنع منه كي اليتحول الماء إلى الثانى فيتعطل األول.
-والمسلم والذمي سواء في إحياء األرض الموات.
كتاب اإلباي
وهو هروب المملوك/العبد وفراره .وهو من سوء األخالي ،ونُدب أخذه لمن قوي عليه ورده إلى
وبعدا. ِ
الجعل يختلف باختالف المسافة قربا ُ
ُ و،خذه ُج ْع ٌل عليه ،ومقدار مواله،
كتاب المأذون
فك الح ْجرِ .هذا فإن المملوك(عبدا كان أو جارية) محجور أصال
واإليذان لغة :اإلعالم ،وشرعاّ :
فليس له أن يبيع ويشتري ويتصرف في سائر التجارات إال إذا أذن مواله وأعلن ذلك بين أهل التجارة،
فصار مأذونا فله أن يتصرف في كل ما يتعلق بالتجارة إن كان اإلذن عاما ،وفيما أذن له إن كان محدودا.
كتاب المزارعة
والمزارعة – :وتسمى المخابرة والمحاقلة – وهي عقد على الزرع ببعض الخار كالثلف والربع.
وهي باطلة عند أبي حنيفة لما ُر ِوي أنه عليه السالم" :نهى عن المخابرة"(رواه البخارى) ،وألن األجر
مجهول ،أو معدوم وكل ذلك مفسد .وهي جائزة عندهما لما ُروي أنه عليه السالم" :عامل أهل خيبر على
ِ
نصف ما يخر من ثمرخ أو زر خع"(رواه البخارى) ،وألنه عقد شركة بين المال والعمل فيجوز اعتبارا
بالمضاربة .والفتوى على قولهما لحاجة الناس إليها ولظهور تعامل األمة بها .والقياس يترك بالتعامل كما
فى االستصناع.
97
ولما كان العمل والفتوى على قولهما ،فرع عليه القدوري فقال :والتصح المزارعة إال بشرطين :أن
َّ
تكون المدة معلومة ،وأن يكون الخار مشاعا بينهما كالثلف والربع تحقيقا للشركة ،ألن شرس جزء معين
َّ ْ
يقطع الشركة ،فإن ُشرِ س قدر معلوم ألحدهما بطل العقد الحتمال أن اليخر إال ذلك.
،فإن شرطا ذلك على العامل وحده وأجرة الحصاد والنقل ِّ
والدياس والتذرية عليهما بالحص
ففيه قوالن :قيل :إنه يفسد العقد ألنه شرس اليقتضيه العقد ،وفيه منفعة ألحدهما ،وهو اهر الرواية .وقيل:
إنه يصح أخذا بالتعامل.
كتاب المساقاة
الس ْقي ،وشرعا :دفع الشجر إلى من ُيصلحه بجزء من ثمرِ ه .وهى باطلة عند
وهي لغة :مفاعلة من َّ
أبي حنيفة وجائز عندهما كما في المزارعة .والفتوى على قولهما إذا كانت المدة معلومة ،والحصة معلومة
من الثمرة ومشاعا.
وإذا فسدت المساقاة فللعامل أجر مثله كما في اإلجارة الفاسدة .وتبطل المساقاة بموت أحدهما
كاإلجارة.
كتاب النكاح
معناه :وهو لغة :الضم والجمع .وشرعا :عقد يفيد ملك المتعة قصدا (ال تبعا).
98
شاهدين حر ْين بالغين عاقلين
ْ حكم الشهادة وشروطها :والينعقد نكاح المسلمين إال بحضور
ّ ْ
رجل وامرأتينُ ،ع ُدوال كان الشهود أو
خ مسلمين سامعين قولهما فاهمين كالمهما على المذهب ،رجلين أو
ْ ْ ْ
غير عدول أو محدودين في قذف أو أعميين أو ابني الزوجين أو ابني أحدهما ألن كال منهم أهل للوالية
ْ ْ
تحمال ،وإنما التقبل شهادة القريب لقريبه أداء للتهمة ،فاليبالى بفواته في النكاح.
فيكون أهال للشهادة ّ
وإن تزو مسلم ذمية بشهادة ذميين جاز عند أبي حنيفة وأبي يوسف ولكن اليثبت النكاح بشهادتهم
ّ ّ
عند جحود الزو لعدم جواز شهادة الكافر على المسلم ،وقال محمد :اليصح نكاحه إال بشهادة مسلمين.
ْ
النساء المذكورات في آية المحرمات التالية(سورة المحرمات :واليجوز للرجل أن يتزو
ّ
النساء:)23:
"حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخاالتكم وبنات األخ وبنات األخت
وأمهاتكم الّتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم الّتي في حجوركم من نسائكم
بهن -فإن لم تكونوا دخلتم بهن فالجناح عليكم – وحالئل أبنائكم الذين من أصالبكم ،وأن
الّتي دخلتم ّ
تجمعوا بين األختين إال ما قدسلف ،إن اهلل كان غفورا رحيما" .وعلى هذا :
اليحل للرجل أن يتزو بأخته وال ببنات أخته مطلقا وال ببنات أخيه مطلقا.
والبأم امرأته دخل على بنتها أو لم يدخل لما تقرر في القاعدة :الدخول على األمهات يحرم
ّ
البنات ،والعقد على البنات يحرم األمهات.
ّ
والببنت امرأته التي دخل بها سواء كانت البنت في ِحجره أو في حجر غيره ،ألن ذكر الحجر في
ا،ية خر مخر العادة المخر الشرس .والبامرأة أبيه سواء دخل بها أو ال .والبامرأة ابنه وبني أوالده.
وال بأمه وال بأخته من الرضاعة كما يأتي مفصال .واليجمع بين األختين والبين المرأة وعمتها
والخالتها والابنة أخيها والابنة أختها لقوله عليه السالم" :التنكح المرأة على عمتها والعلى خالتها (رواه
البخارى) والعلى ابنة أخيها والعلى ابنة أختها" (رواه أبو داود والترمذى) .والقاعدة فيه :ولو فرضت واحدة
منهما (من العمة أوالخالة) :ذكرا ،ينظر فيه ،فإن كان الزوا جائزا بينهما جاز جمعهما في نكاح وإال فال.
والبأس بأن يجمع الرجل بين امرأة وابنة زو كان لها من قبل.
وإذا طلق الرجل امرأته طالقا بائنا لم يجز له أن يتزو بأختها ونحوها ممن اليجوز الجمع بينهما
عدتها لبقاء أثر النكاح المانع من العقد وهو العدة.
حتى تنقضي ّ
99
حرمة المصاهرة :ومن زنى بامرأة أو مسها أو مسته بشهوة ،حرمت عليه أمها وبنتها وحرمت على
أبيه وابنه.
مسائل شتى:
-واليجوز أن ينكح المولى جاريته ألنها تحل له بملك اليمين وهو أعم بملك النكاح ويجوز بعد
ّ
عتقه إياها ،وكذا اليجوز أن تتزو المرأة عبدها لإلجماع على بطالنه ،ويجوز بعد عتقها إياه.
-ويجوز لمسلم أن يتزو كتابية ،واليجوز للمسلمة أن تتزو كافرا ،كتابيا كان أو غير كتابي.
-واليحل لمسلم أن ينكح غير الكتابيات من المجوسيات والوثنيات وغيرها ممن الكتاب لهم.قال
ّ
"سنوا بهم سنة أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم والآكلي ذبائحهم".
عليه السالم في مجوس هج ْرُ :
-ويجوز للمحرم والمحرمة أن يتزو في اإلحرام(دون الوسء) ِلماروي أنه عليه السالم "تزو
والينكح" فمحمول على الوسء. ِ
ميمونة وهو محرم" .وأما ما روي من قوله" :الينك ُح المحرم ُ
الوالية وإذن الولي:
والوالية :هى(بفتح الراء وكسرها) تنفيذ األمر على الغير بغير إذنه ،والولي هو من ين ّفذ األمر على
الغير بغير إذنه .والولي في النكاح هو العصبة بنفسه كما في الميرا ،وهم :االبن ثم األب ثم األخ ثم
يقدم احتراما لحقه).
العم(لكن األب َّ
وهل يشترس إذن الولي؟ وينعقد نكاح المرأة الحرة البالغة العاقلة برضاها فق ،سواء عقدت بنفسها
أو بوكيلها ،وإن لم يعقد لها ولي ولم يأذن به عند أبي حنيفة ،بكرا كانت أوثيبا ،لجواز تصرفها في خال
حقها ،وهي من أهله .ولهذا كان لها التصرف في المال .وقاال :الينعقد نكاح المرأة إال بإذن وليها للحديف
الصحيح" :النكاح إال بولي" .وحمله أبو حنيفة على االستحباب.
واليجوز للولي إجبار البكر البالغة العاقلة على النكاح النقطاع الوالية بالبلوا .وإذا استأذنها الولي
ولم تقبل لم يجز له أن يزوجها لعدم رضاها.
ويجوز نكاح الصغير والصغيرة جبرا إذا زوجهما الولي لوجود شرس الوالية ،وهو العجز للصغر.
سوء اإلختيار ألنهما كامال الرأي
فإن زوجهما األب أو الجد فالخيار لهما بعد بلوغهما إن لم ُيعرف منهما ُ
وافرا الشفقة فيلزم النكاح بمباشرتهما كما إذا باشراه برضاهما بعد البلوا( .وقال ابن ُشبرمة :لهما الخيار
ُْ
بعد البلوا .واختاره هي ة المجلة في الدولة العثمانية ،سنة .)1911:وإن زوجهما غير األب والجد _ ولو
100
كان األم والقاضي _ فلهماالخيار إذا بلغا ،ولو بعد الدخول :فإن شاء أمضى النكاح وإن شاء فسخه ألن
والية غير األب والجد قاصرة لقصور شفقته.
وإذا غاب الولي األقرب غيبة منقطعة جاز لمن هو أبعد منه أن يزوجها.
الكفاءة:
والعقر والعطية وهو ما يدفعه الزو إلى زوجته بعقد الزوا .وله أسماء مثل ِ
النحلة والصداي
ّ ُ
والفريضة واألجرة والعالي .ويستحب تسمية المهر أثناء العقد واليجب فيصح النكاح بغيرذكره ألنه ثبت
شرعا إ هارا لشرف المحل فال يُحتا إلى ذكره لصحة النكاح .وإن ُس ّمي فلها المسمى ،وإن لم يسم فلها
ّ
مهر المثل.
مقداره :وأقله عشرة دراهم أو دينار واحد .وكانت قيمة الشاة دينارا في عهد الرسول عليه السالم
والحد ألكثره.
ّ كما في حديف حكيم بن حزام.
حكم المسمى :وهي تستحق تمام المسمى بالدخول بها أو بموته عنها أو بموتها عنه ألنه بالدخول
المبدل وبه يتأكد البدل ،وبالموت ينتهي النكاح ويتقرر جميع حقوقه. يتحقق تسليم
ُْ
وإن طلقها قبل الدخول أو الخلوة الصحيحة فلها نصف المسمى لقوله تعالى" :فنصف مافرضتم".
وحكم المهر إذا لم يسم :وإن تزوجها دون ذكر المهر أو تزوجها بشرس أن المهر لها ،ففيه حالتان،
ّ
األولى :إن دخل بها أو خال بها أو مات عنها أو ماتت عنه فلها مهر مثلها .والثانية :وإن طلقها قبل الدخول
عوهن" ،وهي ثالثة أثواب من كسوة مثلها.
ّ "ومت
ّ الم ْتع ُة لقوله تعالى:
أو الخلوة فلها ُ
101
وتستحب المتعة لكل مط ّلقة دفعا لوحشة الفراي ،إال لمط ّلقة واحدة وهي التي ط ّلقها زوجها قبل
المفوضة" ،فإ ّن ُم ْتعتها واجبة ألنها بدل عن نصف مهرالمثل.
سمى " ِّ الدخول بها ولم ُيس َّم لها مهر ،وتُ َّ
والمفوض ُة – بفتح الواو – المفوض ُة – بكسر الواو – من فوض ْت أمرها إلى وليها أ ِ
وزجها بالذكر مهر،
َّ َّ و ِّ
فوضها وليها إلى الزو بالذكر مهر ثم تراضيا على مقدار .ولها ما ُفرض لها من المهر بعد العقد في
من ّ
الحالتين (مجمع األنهر.)349/1:
ويجوز تسمية المهر بعد العقد بتراضيهما أو بفرض القاضي فهو لها إن دخل بها أو مات عنها.
وإن زاد الزو في المهر بعد العقد وقبِلت الزوجة الزيادة لزمته ،وتسق إن طلقها قبل الدخول
مسماة في أصل العقد والتنصيف مخت ّ بالمذكور في
ّ فال تستحق نصفها عند أبي حنيفة ألنها لم تكن
العقد .وقال أبو يوسف :تُن َّصف الزيادة مع األصل ألنها تلتحق بأصل العقد كما في البيع .وإن
حطّت(نقصت) المرأة عن الزو من مهرها المسمى صح الح ّ سواء قبِل الزو أو ال ألنه حقها.
حسي أو شرعي.
والخلوة :هي أن يبقى الزو مع زوجته وليس هناك مانع من الوسء ّ
والمانع الحسى كأن كان أحدهما مريضا يمنع الوسء أو كان مجبوبا (مقطوع العضو) أو كانت ر ْتقاء
ّ
أو قرناء أو ذات عضلة(كلها عيوب عضوية فيها تمنع الوسء) .والمانع الشرعي مثل أن كان أحدهما صائما
بحج أو عمرة أو كانت حائضا.
ّ في رمضان أو ُمحرِ ما بفرض أو نفل
وحكمها :وإذا خال الزو بامرأته وليس هناك مانع من الوسء حسي أو شرعي ثم طلقها فلها كمال
ّ ّ
وجد مانع حسي أو شرعي فبقا ه معها
ُ مهرها ألنها س ّلمت المبدل واستح ّقت البدل كما في البيع .وإن
ليست بخلوة صحيحة ،فلوطلقها بعد ذلك وجب نصف المهر باإلتفاي الكله .وأما خلوة المجبوب فلها
كمال المهر عند أبي حنيفة ألنها أتت بما في وسعها ،وعندهما لها نصفه ألن عذره فوي عذر المريض10 .
زو الرجل بنته أو أخته على أن يزوجه ا،خر بنته أوأخته ليكون أحد العقدين ِ
– نكاح الشغار :وإذا ّ
عوضا(مهرا) عن ا،خر ،فالشرس فاسد والعقدان جائزان ألن النكاح اليبطل بالشرس الفاسد ،ولكل واحدة
لخ ُل ِّوه عن المهر.
منهما مهر مثلها لفساد التسمية .ويسمى ذلك نكاح الشغار ُ
وكذا إذا تزو حر امرأة على أن يخدمها سنة (لتكون الخدمة مهرا)أو على تعليم القرآن فلها مهر
مثلها لعدم صحة التسمية بما ليس بمال.
102
اليخرجها من البلد أو على أن والزوا على شرس :وإذا تزو امرأة على ألف درهم على أن ُ
اليتزو أخرى عليها :فإن و ّفى بالشرس فلها المسمى وإال فلها مهر مثلها ألنه وعد ما فيه نفع لها فعند فواته
ينعدم رضاها بالمسمى .ولو طلقها قبل الدخول فلها نصف المسمى في المسألتين لسقوس الشرس.
بك كذا مدة بكذا من المال .وهو باطل نكاح المتعة والمو ّقت :والمتعة هي أن يقول :أتمتع ِ
َّ ُ
باالجماع .وأما المو ّقت فهو أن يتزو امرأة لمدة معلومة كشهر أو سنة مثال ،اختلف أئمة الحنفية فيه فقال
زفر :النكاح صحيح والشرس فاسد ألن النكاح اليبطل بالشروس الفاسدة ،وقال أبو حنيفة وصاحباه :النكاح
باطل ألن الموقت بمعنى المتعة ،والعبرة في العقود للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني ،والفري بين
ما إذا طالت المدة أو قصرت ألن التوقيت هو المعيِن لجهة المتعة وقد وجد.
ّ
زو امرأة بغير
زو رجال أو ّ
ونكاح الفضولي :وهو الذي يتصرف في حق الغير بغير إذنه كمن ّ
إذنهما فالنكاح موقوف على رضا األصيل فإن أجاز صح النكاح وإال فبطل ألنه تصرف في حق الغير
فالينفذ إال برضاه.
وإذا ضمن(كفل) ولي الزوجة أو وكيلها المهر للمرأة صح ضمانه ألنهما من أهل االلتزام ،والولي
والوكيل في النكاح سفير ومعبِر ولذا ترجع حقوقه إلى األصيل .والمرأة بالخيار في مطالبة المهر فإن شاءت
ّ
طالبت زوجها و إن شاءت طالبت وليها اعتبارا بسائر الكفاالت.
وإذا فري القاضي بين الزوجين في النكاح الفاسد -كالزوا بغير شهود -قبل الدخول بها ،فال مهر
ّ
لها ألن النكاح الفاسد الحكم له قبل الدخول .وكذا بعد الخلوة لفسادها بفساد النكاح .وأما إن كان التفريق
(حد) أو
بعد الدخول فلها مهر مثلها ولو ُسمي لها المهر ،ألن الوسء في دار االسالم اليخلو عن ع ْقرخ ّ
ُع ْقرخ (مهر) وقد سق الحد بشبهة العقد فيجب مهر المثل .وعليها العدة لالحتياس وتحرزا عن اشتباه النسب.
ّ
ويثبت نسب ولدها منه ،ألن النسب ُيحتاس في إثباته صيانة للولد عن الضياع.
103
ومهر مثلها يعتبر بأخواتها وعماتها وبنات عمها،ألنهم قوم أبيها ،واإلنسان من جنس قوم أبيه،
واليعتبر بأمها وخالتها إذا لم تكونا من قبيلتها ألن المهر يختلف بشرف النسب ،والنسب يعتبر من جانب
األب.
تعددالزوجات:
وللحر أن يتزو أربعا لقوله تعالى" :فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثال ورباع" ،والأكثر،
ّ
وله أن يستمتع بما شاء من اإلماء(الجوارى) .وإن طلق الحر إحدى األربع -ولو طالقا بائنا -لم يجز له أن
يتزو رابعة حتى تنقضي عدتها ألن نكاحها باي من وجه .وأما إذا ماتت فله أن يتزو رابعة دون توقف
النقطاع النكاح بالكلية.
وإذا كان لرجل زوجات فعليه أن يعدل بينهن في الق ْسم :في البيتوتة والملبوسة والمأكولة والصحبة
لقوله عليه السالم" :من كانت له امرأتان ومال إلى إحداهما في القسم ،جاء يوم القيامة ِ
وشقه مائل(مشلول)"
بينهن تطييبا
ّ األولى أن ُيقرع
رواه أبو داود والنسائي .والحق لهن في القسم حال السفر للحر ولكن ْ
لخاطرهن.
ّ
العيوب في الزوجين:
-وإذا كان بالزوجة عيب كجنون أوجذام أو برص أو رت خق أو قرن(يمنع الوسء) فال خيار للزو في
ْ
فسخ النكاح إلمكان دفع الضرر عنه بالطالي.
-وإذا كان بالزو جنون أو جذام أو برص فال خيار لها في الفسخ عند أبي حنيفة وأبى يوسف،
وقال محمد :لها ذلك دفعا للضرر عنها.
تاما
أجله حوال ّ
ورفعته إلى القاضىّ ،
ْ عنينا(الذى اليقدر على الوصول إلى النساء)
-وإذا كان الزو ّ
الحتمال التأثر من الفصول األربعة ،فإن وصل بها فبها وإال فري القاضي بينهما إن طلبت المرأة ذلك وأبى
ّ
الزو الطالي .وكانت هذه الفرقة تطليقة بائنة الرجعية ،ألن البينونة ُشرعت ِلتملك المرأة نفسها والتملكها
إن كانت رجعية .ولها كمال المهر إن كان قد خال بها خلوة صحيحة ألن خلوة العنين صحيحة تجب بها
العدة فيجب بها المهر.
-وإذا كان الزو مجبوبا(مقطوع العضو) وطلبت المرأة الفرقة ،فري القاضي بينهما في الحال ولم
ّ
يؤجله لعدم الفائدة في التأجيل.
ّ
104
خصيتاه)أجله القاضي كما في العنين الحتمال االنتشار.
ّ -وإذا كان الزو خ ِصيا(وهو الذى ُس ّلت
ّ
إسالم أحد الزوجين:
-وإذا أسلمت المرأة في دار االسالم وزوجها كافر ،عرض القاضي اإلسالم عليه ،فإن أسلم فهى
امرأته وإن أبى فري القاضي بينهما ألنه اليجوز للمسلمة أن تبقى تحت نكاح كافر.
ّ
-وإذا اسلم الرجل وزوجته كافرة :فإن كانت كتابية فهي زوجته لجواز نكاح المسلم كتابية ابتداء.
وإن كانت غير كتابية ُعرِ ض اإلسالم عليها كما سبق.
حيض إن كانت من ذوات الحيض ،وبعد -وإذا أسلمت المرأة في دار الحرب ،بانت منه بعد ثال
ثالثة أشهر إن كانت من ذوات األشهر ،وبعد وضع حملها إن كانت حامال.
-وإذا ارتد أحد الزوجين عن اإلسالم وثبت ذلك بالقضاء وقعت البينونة بينهما.
-وإذا ّ
ارتدا معا وأسلما معا فهما على نكاحهما لعدم اختالفهما في الدين.
واليعلى
وإن كان أحد الزوجين مسلما فالولد على دينه نظرا لمصلحته في الدارين ،واإلسالم يعلو ُ
عليه .وإن كان أحدهما كتابيا وا،خر غير كتابي فالولد كتابي فإن الولد يتبع خير األبوين في الدين ،ألن
الكتابي أقرب إلى اإلسالم في األحكام ِ
كح ّل مناكحته وذبيحته.
كتاب الرضاع
معناه :والرضاع -بفتح الراء وكسرها : -م ّ لبن آدمية في وقت مخصوص.
ّ
حكمه :قليل الرضاع وكثيره سواء في الحكم وهو تحريم النكاح إلطالي قوله تعالى" :وأمهاتكم
الّتي أرضعنكم وأخواتكم من الرضاعة" ،وإلطالي قوله عليه السالم " :يحرم من الرضاع ما يحرم من
النسب" .رواه البخارى وغيره.
مدته :سنتان عند اإلمامين وسنتان ونصف سنة عند اإلمام ،وبعدها لم يتعلق بالرضاع تحريم.
105
يحرم بالرضاع؟ يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب للحديف المذكور ،كأمه وأخته وعمته
من ْ
وخالته من الرضاع ،وامرأة أبيه وامرأة ابنه من الرضاع كما اليجوز له ذلك من النسب.
وكل رضيعين اجتمعا على ثدي واحد ،لم يجز إلحدهما أن يتزو ا،خر ألنهما أخوان من الرضاع.
المرضع ِ
المرضعة ألنهم إخوتها ،وال ولد ولدها ألنهم أوالد إخوتها .واليتزو الصبي وكذا سائر أوالد
ُ ُْ
ِ
المرضعة ألنها عمته من الرضاع. أخت زو
لب ُن الف ْحل :واليتعلق التحريم إال بلبن الفحل .صورته :امرأة أرضعت صبية أجنبية فإن كان لبنها
من زوجها الحاضر تعلق به التحريم فكانت الصبية بنته من الرضاعة ،ويسمى هذا اللبن لبن الفحل .وإن
كان من زوجها األول لم يتعلق به التحريم فكانت الصبية ربيبة زوجها الحاضر ال بنته من الرضاع.
اختالس األلبان :وإذا اختل لبن امرأتين تعلق التحريم بأكثرهما عند أبي يوسف ألن الحكم لألكثر
ولألكثر حكم الكل .وقال محمد :تعلق بهما ألن الجنس اليغلب الجنس .وعن أبي حنيفة روايتان .قال
الميداني صاحب اللباب" :وقول محمد أحوس في باب المحرمات"(.)464
واليشترس أن ترتضع الصبي من ثديها فإذا ُح ِلب اللبن _ ولو بعد موتها _ وأُشرِ ب الصبي تعلق
به التحريم لحصول معنى الرضاع.
الشهادة في ثبوت الرضاع :والتقبل شهادة النساء منفردات في ثبوت الرضاع ،وإنما يثبت بشهادة
بما ال يطلع عليه الرجال، رجلين أو رجل وامرأتين ،ألن قبول شهادة النساء منفردات لضرورة تخ
والرضاع ليس منه .وإذا قامت الحجة في الرضاع ُفري بينهما .والتقع الفرقة إال بتفريق القاضي لما فيه من
ّ
إبطال حق العبد.
كتاب الطالي
معناه :وهو رفع قيد النكاح في الحال أو في المآل(المستقبل) بلف مخصوص .وحق الطالي جعله
اهلل إلى الزو ابتداء كما دلت عليه ا،يات كقوله تعالى " :وإن طلقتموهن" " ،وإذا طلقتم النساء فط ّلقوهن
لعدتهن" ،والخطاب للرجال.
ّ
أقسامه من حيف اإليقاع :الطالي على ثالثة أوجه :أحسن الطالي ،وطالي السنة وطالي البدعة.
106
وأحسن الطالي :أن يطلق الرجل امرأته تطليقة واحدة في طهر واحد لم يجامعها فيه ،ويتركها حتى
تنقضي عدتها.
السنة :أن يطلق الرجل المدخول بها ثالثا في ثالثة أطهار ،ففي كل طهر تطليقة.
وطالي ّ
وطالي البدعة :أن يطلقها ثالثا أو اثنتين بكلمة واحدة ،أو يطلقها ثالثا أو اثنتين في طهر واحد.
ألن األصل في الطالي الحظر والكراهة ،وأما اإلباحة فإنما هي للحاجة وهي تندفع بالواحدة ،والزيادة
إسراف فكان بدعة .ومع ما فيه من المعصية فإذا طلقها وقع الطالي وبانت امرأته منه وكان عاصيا،
والمعصية التُ ْع ِدم المشروعية ألن النهي لمعنى في غيره (أي :والمعصية في صورة اإللقاء ال في الطالي).
والسنة في الطالي :وهي من وجهين :في العدد و في الوقت .فالسنة في العدد بأن يكون واحدا.
ويستوي فيه المدخول بها وغير المدخول بها .والسنة في الوقت تتحقق في حق المدخول بها خاصة ،وهو
أن يطلقها واحدة في طهر لم يجامعها فيه .وأما في غير المدخول بها فال فري في السنة بين حال الحيض
والطهر ألن رغبتها في زوجها كانت صادقة في الحالتين.
والسنة فيمن التحيض :إن كانت المرأة ممن التحيض فالسنة في تطليقها :أن يطلقها ثالثا في ثالثة
أشهر .ألن الشهر في حقها قائم مقام الحيض .والحامل كالتي التحيض عند أبي حنيفة وأبي يوسف .وقال
محمد وزفر :اليطلقها للسنة إال واحدة ألن األصل في الطالي الحظر فاألفضل تقليله مهما أمكن.
والطالي في الحيض :وإذا طلق الرجل امرأته في حيضها وقع الطالي مع النهي عنه ألن النهي
اللسبب الحيض بل لمعنى آخر ،فالتنعدم مشروعيته .ولكنه يستحب له أن يراجعها ،فإذا طهرت وحاضت
حيضا آخر وطهرت فهو مخير :إن شاء طلقها ثانيا وإن شاء أمسكها.
ّ
كل زو إذا كان بالغا عاقال ولو ُمكرها أو سكران بمحظور،
من يقع طالقه ومن اليقع :ويقع طالي ّ
فاليقع طالي الصبي والالمجنون والالنائم لعدم اإلختيار ،وكذا المغمى عليه.
أقسام الطالي من حيف وضوح ألفا ه :وهو على ضربين :صريح وكناية.
و الصريح ،هو إيقاع الطالي بألفاظ لم تُستعمل إال فيه ،كقوله :أنت طالق ومط ّلقة وطلقتك .واليقع
به إالواحدة رجعية وإن نوى أكثر من ذلك ،ألن هذه األلفاظ تستعمل في الطالي والتستعمل في غيره،
فكان صريحا ،فالصريح اليفتقر إلى النية لوضوحه فيقع الطالي قضاء وإن لم ينوه .وأما ديانة(بينه وبين
اهلل)فلم يقع إن لم ينو به الطالي.
107
والكناية :وهي إيقاع الطالي بألفاظ لم توضع له ويحتمل الطالي وغيره .واألصل في الكنايات أنه
اليقع إال بنية أو بداللة حال من مذاكرة الطالي أو وجود الغضب ،ألنها غير موضوعة للطالي بل تحتمله
ّ
وغيره فالبد من التعيين ألن الطالي اليقع باالحتمال .وإن لم ينو لم يقع شيء.
وألفاظ الكنايات بعضها أقوى من األخرى في الداللة على احتمال الطالي .فأما األقوى منها كقوله
ِ
فارقتك أو ِ
أنت حرة .وإذا نوى بها م ْطلق حت ِك أو المرأتهِ :
ّ سر ُ
ّ
أنت بائن ،أو حرام أو الحقي بأهلك أو
الطالي كانت طلقة واحدة بائنة(ومعنى البينونة أنه إذا أراد أن يتزوجها ثانيا ،تزوجها بنكاح جديد وبمهر
جديد)لما فيها من قوة الداللة على الطالي .وإن نوى بها ثالثا كانت ثالثا ،وإن نوى اثنتين كانت واحدة،
ألن الثنتين عدد محض والداللة ل ّلف المطلق عليه فيثبت أدنى البينونة وهي الواحدة.
وهذا كله في القضاء ألن الظاهر أن مراد الزو كان تطليقا ،والقاضي إنما يقضي بالظاهر .واليقع
فيما بينه بين اهلل تعالى في جميع الكنايات إال إذا نوى بها طالقا.
بالشدة:
ّ وصف الطالي
إضافة الطالي إلى الشرس أو إلى النكاح :وإذا أضاف الطالي إلى وجود شرس ،وقع عقيب وجوده،
ِ
ذهبت إلى بيت فالن فأنت طالق ودخلت ،وقع الطالي لوجود ِ
دخلت الدار أو إن مثل أن يقول :إن
دخلت مرة أخرى لم يقع ثانيا ألن اليمين قد انح ّلت ،إال إذا قال" :كلما دخل ِت" ،فيتكرر
ْ المشروس .وإن
تطليقات. الطالي بتكرر الشرس حتى يقع ثال
وإذا اختلفا في وجود الشرس فالقول قول الزو فيه لتمسكه باألصل وهو عدم الشرس ،إال أن تقيم
عي واليمين على المنكر. مد ِعية .والبينة على ّ
المد ِ المرأة ّبينة ،ألنها ّ
108
ِ
تزوجتك فأنت طالق" أو " كل امرأة أتزوجها وإذا أضاف الطالي إلى النكاح كقوله ألجنبية" :إن
فهي طالق" وقع الطالي عقيب النكاح ووجب له نصف المهر ،وإن دخل بها وجب لها مهر مثلها .واليجب
حد الزنى لوجود الشبهة.
الطالي قبل الدخول :وإذا طلق امرأته ثالثا جملة قبل الدخول والخلوة بها وقعن عليها .وإن فري
ّ
الطلقات قائال" :أنت طالق ،أنت طالق أنت طالق" ،بانت باألولى ولم تقع الثانية والثالثة ألنها صارت
باألولى أجنبية لعدم العدة عليها فاليقع الطالي على األجنبية.
تفويض الطالي إلى الزوجة :ولو قال لها" :ط ّلقي نفسك" فلها أن تطلق نفسها مادامت في مجلسها
سمى بالمخيرة) ،وإن طلقت نفسها كان طالقا واحدا بائنا ل اليتمكن الزو من مراجعتها من
ذلك( ،وهى تُ َّ
َّ
غير رضاها .فإن قامت منه قبل أن تطلق نفسها أو أخذت في عمل آخر ،خر األمر من يدها ،ألن المخيرة
ليس لها إال المجلس بإجماع الصحابة .ولو قال لها" :طلقي نفسك متى ش ِت" ،فلها أن تطلق نفسها في
المجلس وما بعده ،ألن كلمة "متى" تعم جميع األوقات.
ّ
الطالي في مرض الموت :وهو الذي يعجز به المريض عن إقامة مصالحه خار البيت ومات على
هذا الحال .وإذا طلق امرأته في مرض موته طالقا بائنا من غير طلب منها والرضاها فمات فيه وهي في
لها ألنه لم تبق بينهما عالقة زوجية فصارت العدة :ورثت منه .وإن مات بعد انق ضاء عدتها فالميرا
كاألجنبية.
كتاب الرجعة
معناها :وهي(بكسر الراء وفتحها) عبارة عن استدامة ملك النكاح القائم في العدة .واليمكن ذلك
إال إذاكان الطالي رجعيا .وهو إن كان بلف صريح واحدا أو اثنين وبغير تشديد بوصف ،كان رجعيا.
حكمها :ولو طلق الرجل امراته تطليقة رجعية أو تطليقتين رجعيتين فله أن يراجعها في عدتها،
بردهن" ،سماه
ّ رضيت بذلك أو لم ترض ،ألنها باقية على الزوجية ،لقوله تعالى" :وبعولتهن أحق
ب ْعال(زوجا) ،وهذا يقتضي بقاء الزوجية بينهما.
ِ
راجعتك ،أو راجعت امرأتي .وإما بالفعل كالوسء والرجعة إما أن تكون بالقول ،مثل أن يقول:
والتقبيل واللمس بشهوة .ويستحب أن ُيشهد على الرجعة شاهدين،فإن لم ُيشهد صحت الرجعة .
109
والمطلقة الرجعية تعتد في بيت زوجها .ويستحب له أن اليدخل عليها حتى ي ِ
ؤذنها أو ُيسمعها. ُ
مشد خد أو بلف كنائي جاز له أن يتزجها في عدتها وبعد
وإذا كان الطالي بائنا دون الثال بوصف ّ
ّ
تحل له حتى تنكح زوجا غيره بنكاح
انقضائها لكنه بنكاح جديد لوجود البينونة .وإذا كان الطالي ثالثا ،لم ّ
صحيح ويدخل بها وسءا ثم يطلقها الزو الثاني أو يموت عنها وتنقضي عدتها منه.
وإذا طلق الرجل امرأته تطليقة أو تطليقتين ،وانقضت عدتها منه وتزوجت زوجا آخر ودخل بها ثم
تطليقات عند أبي حنيفة وأبي يوسف ،ألن الزو الثانى طلقها ،ثم عادت إلى األول ،عادت ،وله ثال
فما دونها أولى .وقال محمد: من الطالي كمايهدم الثال ،فإنه إذا كان يهدم الثال يهدم ما دون الثال
اليهدم ما دون الثال ،فيبقى له حق تطليقة أو تطليقتين.
كتاب اإليالء
الحلف على ترك ُقربان زوجته مدة مخصوصة. ِ الحلف مطلقا ،وشرعا: ِ معناه :وهو لغة
ْ
حنف. خ
طلقة بائنة إن بر في حلفه والكفار ُة والجزاء المع ّل ُق إن ِ وحكمه :وقوع
ُ َّ
حج" أو
فعلي ّ بيانه :وإذا قال المرأته" :واهلل الأ ْقر ُب ِك" أو "الأقربك أربعة أشهر" أو "إن قر ْب ُت ِك
ّ ُ
أربعة ول لقوله تعالى" :للذين ُي ْؤلون من نسائهم ترب "عبدي حر" أو "أنت طالق" فهو م خ
ُ
ِ
أشهر"(البقرة .)226/فإن وط ها في األربعة األشهر حنف في يمينه ،ولزمته الكفارة(كفارة اليمين) أو
المشروس فى التعليق ،وسق اإليالء .وإن لم ي ْقربها حتى مضت أربعة أشهر ،بانت منه بتطليقة واحدة(بائنة)
ألنه لمها بمنع حقها فجازاه الشرع بزوال نعمة النكاح عند ُم ِض ِي المدة.
ّ
أقل من أربعة أشهر كشهرين ،لم يكن موليا ،فإن قربها قبل مضي الشهرين لزمته
وإن حلف على َّ
كفارة اليمين للحنف ،وإن لم يقربها لم يقع الطالي.
الخ ْلع
كتاب ُ
وإن كان النشوز(سبب النزاع) من ِقب ِل الزو كره له أن يأخذ منها عوضا ،وإن كان النشوز منها كره
له أن يأخذ أكثر مما أعطاها من المهر ،وإن أخذ جاز في القضاء لقوله" :فالجناح عليهما".
وإن طلقها على مال كقوله لها :أنت طالق بألف أو على ألف فقبِلت في المجلس وقع الطالي
ولزمها المال ،وكان الطالي بائنا ألنها بذلت المال لتسلم نفسها وذلك بالبينونة.
111
كل حق لكل واحد من الزوجين على ا،خر مما يتعلق بالنكاح كالمهر
والخلع والمبارأة ُيسقطان ّ
والنفقة الماضية باالتفاي .أما نفقة العدة ففيه خالف ،فعند اإلمام :اليسق إال بالذكر ،وقال أبويوسف:
سميا.
اليسقطان إال ما ّ
سميا .وقال محمدُ :
يسق في المبارأة واليسق في الخلع إال ما ّ
مسائل شتى:
ومن هذه الحيثية ينقسم الطالي إلى رجعي وبائن ،والبائن ينقسم إلى البينونة الكبرى(أو المغ ّلظة)
ّ ّ
والبينونة الصغرى(أو المخ ّففة) .وإليك بيانه:
منها ما في الطالي الرجعي :ولو طلقها بصريح الطالي دون ذكر العدد أو طلقها اثنين ال أكثر فله
أن يراجعها من غير نكاح جديد في عدتها .وإذا انقضت العدة صار الطالي بائنا(بينونة صغرى) فإذا أرادت
أن تعود إلى زوجها ،التعود إال بنكاح جديد .وإن كان الطالي واحدا ،بقي له اثنان من الثال ،وإن كان
اثنين بقي له واحد منه.
ِ
نفسك" وكان الطالي واحدا بائنا ،ألن ومنها ما إذا اختارت نفسها عقيب قول زوجه لها" :اختاري
اختيارها نفسها دليل على أنها تريد أن تملك نفسها ،وذلك بالبينونة ،إذ يتمكن الزو في الرجعي من
مراجعتها دون رضاها.
ومنها ما كان في الخلع ألنها بذلت عوضا لتملك نفسها وذلك بالبينونة.
ِ
فارقتك ،فإذا نوى بها الطالي كان واحدا ومنها :ما وقع ببعض الكنايات كقوله لها :أنت ِحرام ،أو
بائنا.
ومنها :وصف الطالي بالشدة والغلظة كالجبال وطالي الشيطان ،فكان بائنا.
ومنها :ما وقع بتفريق القاضي ألسباب .وهذه المسائل السبعة المذكورة كلها بينونة صغرى.
112
كتاب الظهار
معناه :وهو تشبيه المسلم زوجته لقصد التحريم بِمحرمة عليه تأبيدا كقوله لهاِ :
أنت علي كظهر
َّ ُ َّ
ّأمى .وأخته وعمته و أمه من الرضاعة كأمه ،ألنهن في التحريم المؤبد كاألم نسبا .وكان الظهار نوعا من
أنواع الطالي في الجاهلية.
حكمه :وإذا قال لها ذلك حرمت عليه ،فاليحل له وطؤها وال لمسها وال تقبيلها ،وكذا حرم عليها
ُ
تمكينه من نفسها حتى يك ّفر عن هاره .وإن وط ها قبل أن يك ّفر ،است ْغفر اهلل تعالى وال ش عليه غير الكفارة
عاوده حتى يكفر ،لقوله عليه السالم للذي واقع في هاره قبل الكفارة"ِ :استغفرِ اهلل ،والتع ْد
األولى ،والي ِ
ُ
حتى تكفر".
وتجب الكفارة إذا عزم على العود (الوسء) بعد الظهار لقوله تعالى" :ثم يعودون لما قالوا" .وإن
رضي أن تبقى زوجته محرمة عليه ولم يعزم على وط ها لم تجب الكفارة ،ولكنه ُيجبر على التكفير دفعا
للضرر عنها.
كفارة الظهار :وهي على الترتيب ا،تي :عتق رقبة بنية الكفارة ،فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين،
الوارد فيه(سورة المجادلة )4-1:وقوله" :فإن لم يجد ،فإن لم فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا للن
يتماسا".
ّ يستطع" يفيد الترتيب .وكل ذلك يجب بالعزم قبل المسيس لقوله تعالى" :قبل أن
مسائل متفرقة:
-ولو جامعها خالل الشهرين في أدائها بالصيام ليال عامدا أو نهارا ناسيا استأنف الصوم عند أبي
.وقال أبويوسف :اليستأنف ألنه اليمنع حنيفة ومحمد ألن الشرس في الصوم أن يكون قبل المسيس بالن
التتابع إذ اليفسد به الصوم وهو الشرس.
. -وإن أفطر يوما بعذر كسفر ومرض أو بغير عذر ،استأنف لفوات التتابع الثابت بالن
113
-وإن لم يستطع المظاهر الصوم لمرض ُ
سن ،أطعم ستين مسكينا .ومقدار ِ
الي ْرجى بر ه ،أو لكبرِ ّ
نصف صاع من ُب خر أو صاع من تمر أو شعير كصدقة الفطر قدرا و م ْصرِ فا أو قيم ُة لكل مسكين ُالمطعومِ ّ :
ّ
ذلك ،ألن المقصود سد الخ َّل ِة ودفع الحاجة ،وهو حاصل في القيمة.
-وإن أطعم مسكينا واحدا ستين يوما أجزأه ،وإن أعطاه في يوم واحد – ولو بدفعات – لم ُي ْجزِ ه
إال عن يومه لفقد التعدد حقيقة وحكما.
كتاب اللعان
معناه :واللعان مصدر العن كقاتل ،من ال َّل ْع ِن وهو ال َّطر ُد واإلبعادُ ،سمي به ألن الزو يلعن نفسه
ْ
أوال كما سيأتى .وشرعا :شهادات مؤكدات باأليمان مقرونة باللعن من جهة وبالغضب من أخرى ،قائمة
مقام حد القذف في حقه ومقام حد الزنى في حقها.
وموضوع اللعان :القذف بالزنى فإذا قذف الرجل امرأته بالزنى صريحا أو نفى نسب ولدها منه أو
من غيره وطالبته المرأة بموجب القذف فعليه اللعان إن عجز عن البرهان(أربعة شهداء) .وإن امتنع اللعان
حبسه الحاكم حتى يالعن فيبرأ ُ أو يك ّذب نفسه فيحد حد القذف(ثمانون جلدة) ألن اللعان خلف عن الحد
ُ ُ َّ
فإذا لم يأت بالخلف وجب عليه األصل.
صدقه فيما
وإن العن الزو وجب عليها اللعان بعده ،فإن امتنعت حبسها الحاكم حتى تالعن أو تُ ّ
صدقته أقام الحد عليها.
فري القاضي بينهما ،وإن ّ يدعي عليها ،فإن العنت
ّ
ّ
صفة اللعان كما ورد في القرآن:
أن يبتدأ القاضي بالزو فيشهد على نفسه أربع مرات ،ويقول في كل مرة :أشهد باهلل أني لمن
كنت من الكاذبين فيما رميتها به
علي إن ُ الصادقين فيما رمي ُتها به من الزنى ،ويقول في الخامسة :لعنة اهلل
ّ ْ
من الزنى (أو من نفي نسب ولدها).
ثم تشهد المرأة أربع مرات ،وتقول في كل مرة :أشهد باهلل إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنى،
إن غضب اهلل علي إن كان من الصادقين فيما رماني به من الزنى.
وتقول في الخامسةّ :
ّ
مالحظة :وإنما ُخ اللعن في جانبه والغضب في جانبها ألن النساء يتجاسرن باللعن فإنهن
ْ
ختير الغضب لت َّت ِقي والتُ ْقدم عليه.
ِ يستعملنه في كالمهن كثيرا كما ورد في الحديف" :تُ ْك ِثرن اللعن" ،فأُ ِ
ْ
114
نتيجة اللعان:
وإذا تالعنا فري القاضي بينهما وكانت الفرقة تطليقة بائنة عند أبي حنيفة ومحمد ألنها بتفريق
ّ
العنين فتفريق القاضي اليكون إال بائنة فجاز له أن يتزوجها .وقال أبويوسف :تحرم عليهالقاضي كما في ّ
مؤبدا لقوله عليه السالم" :المتالعنان اليجتمعان أبدا" ،رواه الدارقطني .ولهما أن اإلكذاب رجوع ،والشهادة
وحل له أن يتزوجها بعقد
ّ حد القذف
حده القاضي َّ
بعد الرجوع الحكم لها ،فإن عاد الزو فأكذب نفسه ّ
جديد .وأما الحديف فمحمول على عدم اإلكذاب ألنهما حين ذ يبقيان متالعنين.
وإن كان القذف بنفي نسب ولدها ،نفى القاضي نسبه عن أبيه وألحقه بأمه.
مسائل متفرقة:
-وقد سبق في التعريف أن اللعان شهادات مؤكدات باأليمان ،فإن لم يكن الزوجان من أهل الشهادة
على مسلم مثل أن كانا محدودين في قذف فال لعان بينهما ألن شهادة المحدود لم تقبل لقوله تعالى:
"والتقبلوا لهم شهادة أبدا" .و كذا إن كانت الزوجة كتابية فاللعان بينهما لفقدها أهلية الشهادة على مسلم،
وكذا إن كانت معروفة بالفحش .ولكن الزو ُيع َّز ُر في الحالتين حسما لهذا الباب.
-وقذف األخرس اليتعلق به اللعان ألنه يتعلق بالتصريح كحد القذف ،وقذفه الي ْعرى عن شبهة،
والحدود تندرأ بالشبهات.
ألقل من ستة أشهر ِ
حملك منى" ينظر :فإن جاءت به َّ -وإذا قال الزو المرأته الحامل" :ليس
اليتي َّق ُن بوجود الحمل عند قذفه به فلم يصر قاذفا( .ومن المعلوم
فاللعان بينهما عند أبي حنيفة وزفر ألنه ُ
أقل مدة الحمل الذي يعيش المولود بعد والدته ستة أشهر) .وقال الصاحبان :يجب اللعان لتي ّقن الحمل
أن َّ
عند القذف فيتحقق القذف.
-وإذا قال الزو المرأته الحاملِ " :
زنيت وهذا الحمل من الزنى" تالعنا لوجود القذف بصريح
الزنى ،ولم ينف القاضي نسب الحمل عنه ،ألن اللعان كان بسبب القذف بالزنى البنفي الحمل ،فالحمل
التترتب عليه األحكام إالبعد الوالدة.
-وإذا نفى الرجل ولد امرأته عقيب الوالدة أو في المدة التي ُتقبل التهن ة فيها _ وهي سبعة أيام
عادة_ صح نفيه والعن به ،ألنه بالنفي صار قاذفا .وإن نفاه بعد ذلك العن وثبت النسب ،ألنه ثبت نسبه
بوجود االعتراف منه داللة وهو السكوت وقبول التهن ة فالينتفي بعد ذلك .وهذا عند أبي حنيفة .وقاال:
يصح نفيه في مدة النفاس ألن النفي يصح في مدة قصيرة واليصح في مدة طويلة ففصلنا بينهما بمدة
النفاس ألنه أثر الوالدة.
115
كتاب العدة
وهي لغة ،اإلحصاء .وشرعا :ترب ٌ يلزم المرأة عند زوال النكاح أو شبهته .والحكمة فيها :التعرف
ّ
عن براءة الرحم ل اليختل األنساب.
وإذا طلق الرجل امرأته المدخول بها ،طالقا بائنا أو رجعيا أو وقعت الفرقة بينهما بغير طالي –
ّ
كتمكينها ابن زوجها من نفسها – ينظر:
فإن كانت ممن تحيض :فعدتها ثالثة أقراء كوامل لقوله تعالى" :والمطلقات يتر َّب ْصن بأنفسهن ثالثة
عد من العدة ،فتعتد بالحيض التي تليها .واألقراء جمع قروء"(البقرة .)228/ولو طُ ِّلقت في الحيض لم ُي ّ
ال ُقرء وهي الحيض عندنا.
ْ
وإن كانت المطلقة ممن التحيض من ِصغر أو ِكبرخ كمن بلغت ِس ّن اإلياس ،فعدتها ثالثة أشهر
"والالئى ي سن من المحيض من نساءكم إن ارتبتم فعدتهن ثالثة أشهر والالئي لم ّ لقوله تعالى:
يحضن"(الطالي.)4/
وإن كانت حامال فعدتها أن تضع حملها لقوله تعالى" :وأوالت األحمال أجلهن أن يضعن
حملهن"(الطالي .)4/وهذا إذا كانت حرة ،وإن كانت أمة فعدتها حيضتان ،وإن كانت ممن التحيض فعدتها
شهر ونصف.
وإذا مات الرجل وهي حائل(غير حامل) أو ممن التحيض من ِصغرخ أو كبر ،فعدتها أربعة أشهر
وعشرة أيام لقوله تعالى :والذين ُيتو َّف ْون منكم ويذرون أزواجا يتر َّب ْصن بأنفسهن أربعة أشهر
وعشرا"(البقرة .)234/وإن كانت أمة فعدتها شهران وخمسة أيام.
وإن كانت حامال فعدتها أن تضع حملها إلطالي قوله تعالى" :وأوالت األحمال أجلهن أن يضعن
حملهن".
116
العدة في طالي الفرار:
ومات ،فقال أبوحنيفة ومحمد: وإذا طلق الرجل امرأته طالقا بائنا في مرض موته ليمنعها الميرا
أربعة أشهر وعشرا من وقت الموت(عدة الوفاة) لقوله تعالى" :والذين أبعد األجلين وهو أن تترب
فعدتها ُ
حيض(عدة الطالي) لقوله تعالى" :والمطلقات يتوفون منكم "...و إن لم تر فيها حيضا تعتد بعدها بثال
يتربصن بأنفسهن ثالثة قروء" احتياطا .و لو امتد طهرها تبقى عدتها حتى تبل اإلياس .وقال أبويوسف:
ِحي خض. عدتها ثال
ُقيد الطالي بالبائن ،ألنه إذا كان رجعيا فعليها عدة الوفاة إجماعا.
ّ
خ
خالف ورثته. وإذا مات في عدتها على
مسائل متفرقة:
-وإن كانت المرأة آيسة واعتدت بالشهور ثم رأت الدم على عادتها أو تزوجت بعد الشهور وحبلت
من زوجها ،انتقض ما مضى من عدتها وفسد نكاحها ،وكان عليها أن تستأنف العدة بالحيض( .وقيل:
واليفتى ببطالن االعتداد باألشهر بعد تمام االعتداد بها.ص.)514:
-والمنكوحة نكاحا فاسدا – كمن تزو بغير شهود – فعدتها بالحيض في الفرقة والموت إن كانت
ممن تحيض ،وباألشهر إن كانت ممن التحيض ،ألن العدة للتعرف عن براءة الرحم ،ال لقضاء حق النكاح
ّ
المع ِر ُف ،واألشهر قائمة مقام الحيض. لفساده ،والحيض هو
ُ ّ
عد من العدة ،ألنه انقضى بعضه ،واليعد
-وإذا طلق الرجل امرأته في الحيض ،فهذا الحيض الي ّ
الحيض من العدة إال إذا كان كامال.
-وابتداء العدة في الطالي عقيب الطالي وفي الوفاة عقيب الوفاة ،وإن لم تعلم بالطالي أو الوفاة
حتى مضت مدة العدة ،فقد انقضت عدتها .وابتداء العدة في النكاح الفاسد عقيب القضاء بالتفريق بينهما،
أو عقيب إ هار عزمه بلسانه على ترك وط ها ،والعبرة بمجرد عزمه بقلبه.
-والخلوة في النكاح الفاسد التوجب العدة (والدخول يوجب ذلك كما سبق) .والطالي في نكاح
العدد ،ألنه فسخ وال طالي إال بعد نكاح صحيح. فاسد الينق
الحداد أو اإلحداد:
وهو ترك الزينة والطيب وغيرها مما يدعو إلى الرغبة فيها في العدة إ هارا للتأسف على فوات نعمة
النكاح .وهو واجب على المبتوتة(المطلقة بائنا) وعلى المتوفى عنها زوجها ولو أمرها المطّلق أو الميت
117
بتركه ،ألنه حق الشرع الحق الزو ،ألنه عليه السالم نهى المعتدة أن تختضب بالحناء وقال" :الحناء طيب"
رواه الطبرانى في الكبير .وأما المطلقة رجعيا فيجوز بل ينبغي لها أن تتزين لزوجها الستمال قلبه إليها
ليراجعها.
ِخطبة المعتدة:
واليجوز للمطلقة الرجعية والالمبتوتة الخرو ُ من بيتها ليال وال نهارا ،ألن نفقتها واجبة على الزو
فالحاجة إلى الخرو .وأما المتوفى عنها زوجها فتخر نهارا أو بعض الليل ألنه النفقة لها فتضطر إلى
خرجوهن من بيوتهن
ّ الخرو .والتبيت في غير منزلها .واألصل في ذلك قوله تعالى" :التُ
واليخرجن"(الطالي.)1:
ويجب على المعتدة أن تعتد في المنزل الذي يضاف إليها بالسكنى حال وقوع الفرقة ،فإن أخرجها
الورثة أو إن كانت البيت بأجر والتجد ماتؤديه ،انتقلت إلى حيف شاءت.
ثم إن وقعت الفرقة بطالي بائن أو ثال :فالبد من ُسترة بينهما .والبأس به مع السترة ألنه معترِ ف
بالحرمة .إال أن يكون الزو فاسقا ُيخاف عليها منه فحين ذ تخر وتعتد في مكان آخر .واألولى أن يخر
هو ويتركها.
وأقل مدة الحمل ستة أشهر لقوله تعالى" :وحمله وفصاله ثالثون شهرا"(األحقاف )15:ثم قال:
"وفصاله في عامين"(لقمان )14:فبقي للحمل ستة أشهر .ومعناه أنه اليعيش إن ُولد قبل ستة أشهر.
وأكثرها سنتان عند الحنفية لقول عائشة" :الولد اليبقى في البطن أكثر من سنتين ولو ب ِِظ ّ ِل ِم ْغز خل".
والظاهر أنها قالته سماعا ،إذ العقل اليهتدي إليه.
118
ألقل من سنتين من الطالي بانت من زوجها بانقضاء العدة بوضع
وإن جاءت المطلقة الرجعية بولد َّ
الحمل وثبت نسبه من زوجها لوجود العلوي في النكاح أو في العدة .واليصير به مراجعا ،ألنه يحتمل
العلوي قبل الطالي ويحتمل بعده فاليصير مراجعا بالشك.
وإذا جاءت به لتمام سنتين ثبت نسبه منه مالم تُ ِقر بانقضاء عدتها ،الحتمال امتداد طُهرها وعلوي
َّ
النطفة في العدة ،ويصير مراجعا.
وإذا جاءت به ألكثر من سنتين من الطالي ثبت نسبه وكانت رجعة ألن الظاهر أن العلوي حصل
بعد الطالي إذ الحمل اليبقى أكثر من سنتين ،و هر أنه وط ها في العدة فيصير مراجعا.
وإذاجاءت به لتمام سنتين من يوم الفرقة لم يثبت نسبه من الزو ،ألنه كان حادثا بعد الطالي
يدعيه الزو فحين ذ ثبت منه ألنه التزمه.
فاليكون منه ،ألن وطأها حرام عليه ،إال أن ّ
نسب ولد المتوفى عنها زوجها:
ويثبت نسب ولد المتوفى عنها زوجها_ ولو غير مدخول بها ،ما لم ِتقر بانقضاء عدتها_ ما بين
َّ
الوفاة وبين سنتين.
مسائل شتى:
مطلقا(أي معتدة كانت)بانقضاء عدتها والمدة تحتمله ،ثم جاءت بولد ،ينظر
ّ -وإذا اعترفت المعتدة
ألقل من ستة أشهر من وقت االقرار ثبت نسبه من زوجها لظهور ك ِذبِها بيقين .وإن
فيه :فإن جاءت به َّ
بعده ،ألنها أمينة جاءت به لتمام ستة أشهر فأكثر لم يثبت نسبه عند أبي حنيفة ،ألنه ُعلم باإلقرار أنه حد
في اإلخبار ،وقول األمين مقبول ما لم يتحقق ك ِذبه.
وج ِحد ْت والدتها ،اختلفوا فيه :فقال أبوحنيفة :لم يثبت نسبه إال أن يشهد
-وإذا أتت المعتدة بولد ُ
رجالن أو رجل وامرأتان أو أن يكون حبل اهر ،أو اعتراف من ِقبل الزو فيثبت النسب من غير شهادة.
وقاال :يثبت في الجميع بشهادة امرأة واحدة ،ألن الفرال (النكاح) قائم بقيام العدة وهو ُم ْلزِ م للنسب.
119
تزوجها ،لم يثبت نسبه لتحقق سبق
ألقل من ستة أشهر منذ ّ
-وإذا تزو الرجل امرأة فجات بولد َّ
العلوي(الحمل) على النكاح .وإن أتت به لتمام ستة أشهر فصاعدا ،ثبت نسبه إن اعترف الزو به أو سكت
عنه ،ألن الفرال قائم والمدة تامة .وإن جحد الزو الوالدة ،ثبت نسبه بشهادة امرأة واحدة تشهد بالوالدة،
ألن النسب ثابت بالفرال.
-وإن جحد الزو الوالدة ،ثبت نسبه بشهادة امرأة واحدة تشهد بالوالدة ألن النسب ثابت بالفرال
وهو قائم.
-وإذا تزوجت الحامل من الزنى جاز النكاح ،ألن ماء الزاني الحرمة(الاحترام)له ،ولكن اليجوز
له وط ها حتى تضع حملها ،ل الي ِ
سقي بمائه زرع غيره ،إال أن يكون هو الزاني فجاز وطؤها.
كتاب النفقات
نفقة الزوجة:
وهي واجبة على الزو للزوجة إذا س ّلمت نفسها في منزله ،ألن النفقة جزاء االحتباس .وفي قدرها
يعتبر بحالهما جميعا موسرا كان الزو أو معسرا .وقيل :يعتبر بحال الزو .
وإذا طلق الرجل امرأته فلها النفقة والسكنى في عدتها ،رجعيا كان الطالي أو بائنا ،ألن النفقة جزاء
خ
حكم مقصود بالنكاح وهو الولد ،إذ العدة واجبة لصيانة الولد فتجب النفقة ،ولهذا االحتباس وهو قائم في
كان لها السكنى باالجماع.
والنفقة للمتوفى عنها زوجها ،ألنها تجب في ماله ،وال مال له بعد الموت ،واليمكن إيجابها على
الورثة.
120
حج ْت مع محرم غير زوجها ،فالنفقة لها لفوات االحتباس .وقال
ِست المرأة في د ْين أو ّ
وإذا ُحب ْ
أبويوسف :لها النفقة في الحج.
ويجب عليه أن ُي ْسكنها في دار منفردة ليس فيها أحد من أهله ،إال أن ترضى المرأة ذلك .وإن كان
له ولد من غيرها فليس له أن ُيسكنه معها ألنها تتضرر به.
وللزو أن يمنع والديها وولدها من غيره وأهلها من الدخول عليها ،ألن المنزل ملكه .واليمنعهم
من النظر إليها وال من كالمهم معها في وقت اختاروا ذلك لما فيه من قطيعة الرحم .وقيل :اليمنعهم من
الدخول والكالم وإنما يمنعهم من القرار .وقيل :اليمنعها من الخرو إلى والديها ،واليمنعهما من الدخول
عليها كل جمعة(اسبوع).
ومن أعسر في نفقة امرأته لم ُيف ِري القاضي بينهما ،بل يقول لها :استديني عليه ،ألن في التفريق
ّ
أقل ضررا.
إبطال حقه من كل وجه وفي االستدانة تأخير حقها مع إبقاء حقه فكان أولى لكونه َّ
وإذا غاب الرجل ،وله مال في يد رجل ،فرض القاضي في ذلك المال نفقة زوجة الغائب وأوالده
والي ْقضى بنفقة في مال الغائب إال لهؤالء ،ألنها واجبة عليه لهم قبل القضاء ،فكان قضاء
الصغار ووالديهُ .
القاضي إعانة لهم.
نفقة األوالد:
ونفقة األوالد الصغار الفقراء على األب ،واليشاركه فيها أحد .إال أنه إن كان األب معسرا واألم
موسرةُ ،ت ْؤمر باإلنفاي ويكون د ْينا على األب .و ُقيِد بالفقراء ،ألن نفقة األوالد األغنياء كانت في مالهم.
ّ
وإن كان الصغير رضيعا فليس على أمه أن ترضعه قضاء ،ألن اإلرضاع يجري مجرى النفقة ،وهي
على األب .ولكن ُت ْؤمر به ديانة ألنه من باب خدمة البيت كالطبخ فإنها ُت ْؤمر بذلك ديانة ،واليجبرها القاضي
عليها ،ألن حق الزو عليها بعد النكاح تسليم نفسها لالستمتاع ال غير .إال إذا كان الطفل اليأخذ ث ْدي
غيرها فحين ذ تُ ْجبر األم على إرضاعه صيانة له عن الهالك.
إن استأجرها وهي زوجته أو معتدته من ويستأجر له األب م ْن ترضعه عندها ألن الحضانة لها .و ْ
مستحق عليها ديانة ،إال أنها ُع ِذر ْت
ٌ رضع ولدها له ،لم يجز ذلك االست جار ألن اإلرضاعطالي رجعي ،لت ِ
ُ
أقدمت عليه باألجر هرت قدرتها ،فكان الفعل واجبا عليها فاليجوز أخذ األجرة ْ الحتمال عجزها ،فإن
121
على الواجب .وإن انقضت عدتها فاستأجرها األب على إرضاعه جاز ،ألن النكاح قد زال بالكلية ،وصارت
كاألجبية.
ونفقة األبوين:
ويجب على الرجل نفقة أبويه وأجداده وجداته إن كانوا فقراء ،سواء كانوا من ِقب ِل األب أو األم،
ولو قادرين على الكسب ،وخالفوه في دينه لقوله تعالى" :وصاحبهما في الدنيا معروفا"(لقمان .)15:نزلت
في األبوين الكافرين.
والتجب النفقة مع اختالف الدين إال للزوجة واألبوين واألجداد والجددات والولد وولد الولد،
وجزء المرء في معنى نفسه.
الجزئيةْ ، لما مر أن نفقة الزوجة بمقابلة االحتباس ،وأما غيرها فلثبوت
ّ ّ
بالسوية في اهر الرواية ألن المعنى يشملهما. وهي على الذكور واإلنا
وإذا كان لالبن الغائب مال عند مود خع أو مديون قضى القاضي فيه بنفقة أبويه وولده الصغير وزجته.
وإن باع أبوه متاعه في نفقته جاز عند أبي حنيفة استحسانا ،وإن باع عقاره لم يجز .وقال صاحباه :اليجوز
له بيع شيء من ماله ،وهو القياس ،ألنه ال والية له عليه النقطاعها بالبلوا .وجه االستحسان أن لألب والية
الحف في مال الغائب ،وبيع المنقول من باب الحف ،وال كذلك العقار ألنها مح َّصنة بنفسها.
وإن كان لالبن الغائب مال في يد أبويه فأنفقا منه على أنفسهما بغير إذن من القاضي لم يضمنا،
ألنهما استوفيا حقهما ،ألن نفقتهما كانت واجبة عليه قبل القضاء.
وإن كان له مال في يد أجنبى فأنفق األجنبي على أبويه بغير إذن القاضي ض ِمن ،ألنه تصرف في
ّ ّ
مال الغير بغير والية ،ألنه نائب للحف فق الغير ،بخالف ما إذا أمره القاضي ،ألن أمره ُم ْلزِ ٌم لعموم
واليته.
وهو من اليحل مناكحته على التأبيد مثل اإلخوة واألخوات وأوالدهما واألعمام والعمات
رحم محر خم منه ،إن كان صغيرا فقيرا ،أو كانت
خ واألخوال والخاالت .والنفقة واجبة على الرجل لكل ذي
امرأة ولو بالغة إذاكانت فقيرة ،أو كان ذو الرحم ذكرا ز ِمنا ،أو أعمى وكان فقيرا ،ألن الصلة في القرابة
مثل
ُ خ
محرم .لقوله تعالى" :وعلى الوار خ
رحم القريبة واجبة دون البعيدة ،والفاصل :أن يكون ذا
ذي الرحم المحرم مثل ذلك". ذلك(البقرة ،)233:وفي قراءة ابن مسعود" :وعلى الوار
122
والع ْمى أمارة الحاجة لتحقق العجز ،فإن القادر على ثم البد من الحاجة ،فالصغر واألنوثة والزمانة
ُ ُ ُ
الكسب غني بكسبه بخالف األبوين ألنهما يلحقهما تعب الكسب ،والولد مأمور بدفع الضرر عنهما ،فتجب
نفقتهما مع قدرتهما على الكسب.
في قوله تعالى "وعلى الوار " ،تنبيه ألن التنصي وتجب ذلك على األوالد على قدر الميرا
بالغ ْن ِم.
الغ ْرم ُ
على اعتبار المقدار ،وألن ُ
وتجب نفقة البنت البالغة واالبن الزمن واألعمى إذاكانوا فقراء على أبويه أثالثا على قدر ميراثهما:
هكذا. فعلى األب الثلثان وعلى األم الثلف ،ألن سهمهما في الميرا
والتجب نفقة ذوي األرحام مع اختالف الدين لبطالن أهلية اإلر .
والتجب النفقة على الفقير إال لزوجته وأوالده الصغار ألنه التزمها باإلقدام على العقد.
وكان الحد الفاصل بين الغني والفقير هنا نصاب صدقة الفطر.
نفقة المملوك:
كتاب الحضانة
معناها :وهى -بفتح الحاء وكسرها :-القيام بتربية الولد.
متى تسق :وكل من تزوجت من هؤالء المذكورات سق حقها في الحضانة لقوله عليه السالم:
ِ
"أنت أحق به مالم تنكحي" .وتعود الحضانة بال ُفرقة لزوال المانع.
123
واألم والجدة أحق بالغالم حتى يستغني بأن يأكل وحده ويشرب وحده ويلبس وحده ويستنجي
وحده ،وإذا استغنى يحتا إلى التأديب والتثقيف فيعود إلى األب فإنه أقدر على ذلك .وهما أحق بالجارية
حتى تحيض(تبل ) ألن بعد االستغناء تحتا إلى معرفة آداب النساء ،والمرأة على ذلك أقدر .وبعد البلوا
تحتا إلى التحصين والحف ،واألب فيه أقوى وأهدى.
كتاب العتاي
مقدمة:
ودي ِة واألُ ُموم ِة الحروب والقتال ،فإذا أخذ المسلمون من المقاتلين الكفار كان
الع ُب َّ
وكان مصدر ُ
اإلمام مخيرا بين أن يتركهم أحرارا أوأن يستر َّقهم توفيرا للمنفعة على المسلمين(مجمع األنهر.)640/1 :
ويق ّسمهم بين الغانمين فصاروا عبيدا وإماء لهم .وجاز لمالكه/مواله أن يستخدم مملوكه أوييعه أو يهبه أو
ُ
يعتقه ،ويحل له أن يستفرل مملوكته بملك اليمين.
ولد األم ِة(الجارية) من موالها حر ألنه مخلوي من ماء الحر .وولد األمة من زوجها – سواء كان
والري .وولد الحرة من العبد حر تبعا
ّ مملوك لسيدها ألن الولد يتبع لألم في الملك
ٌ حرا أو عبدا مملوكا –
ألمه ألنه يتبعها في الملك والري.
124
باب التدبير
وهو تعليق المولى عتق مملوكه بموته كقوله :إذا مت فأنت حر ،فصار ُمد َّبرا فاليجوز له بعد ذلك
ّ
المد ّبرة أمة فله أن يطأها كما كان ذلك جائزا له
بيعه وال هبته ،ويجوز له أن يستخدمه ويؤاجره .وإن كانت ُ
قبل التدبير .وإذا مات المولى عتق المدبر والمدبرة.
باب االستيالد
وهو طلب المولى ولدا من أمته بالوسء فإذا أتت بولد من موالها صارت ّأم ولد له .وحكمها حكم
المدبرة فاليجوز بيعها والتمليكها ،وله وطؤها واستخدامها وإجارتها وتزويجها ،وإذا مات المولى عتقت
فصارت حرة.
باب الكتابة
أدى
وإذا كاتب المولى عبده أو أمته على مال معلوم شرطه عليه وق ِبل العبد صار العبد مكاتبا .وإن ّ
المال تم عتقه ،وإن عجز عنه عاد إلى الري .وإن مات مولى المكاتب لم تنفسخ الكتابة ويؤدي المال إلى
ِ
"فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا" (النور ،)33 :واألمر هنا للندب ب فيه لقوله تعالى:
أمر ُمر َّغ ٌ
ٌ
ورثته .والكتابة
على الصحيح.
باب الوالء
وهو لغة :النصرة والمحبة وشرعا :عبارة عن التناصر بوالء العتاقة أو بوالء المواالة .فكان الوالء
نوعين :النوع األول :والء العتاقة ويسمى والء النعمة .وسببه :العتق ،وإذا أعتق الرجل مملوكه فوال ه له
بالغنم .ووالء
الغرم ُ ِ
المعتق يرثه إذا مات ويعقل عنه إذا جنى ألن ُ الري عنه ،وثمرته :أن
ألنه أحياه بإزالة ّ
ِ
المعتق ،وإن لم يكن للمعتق عصبة من العتاقة تعصيب :فإن كان للمعتق عصبة من النسب فهو أولى من
ِ
للمعتق. النسب فميراثه
وأما والء المواالة :فسببه العقد ،فإذا أسلم رجل مجهول النسب على يد رجل ووااله (أي :عقد
معه عقد المواالة) على أن يرثه إذا مات ويعقل عنه إذا جنى فالوالء صحيح ،فإن مات المولى األسفل(الذى
شرعا. فهو أولى ألنه وار له فميراثه للمولى األعلى ،وإن كان له وار أسلم) وال وار
125
كتاب الجنايات
وشبه خ
عمد وخطأ ٌ وما أُجرِ ي م ْجرى الخطأ والقتل بسبب. أنواع القتل :وهو على خمسة أوجهِ ٌ :
عمد ْ ُ
كالمح ّدد من
ماتعمد ضربه بسالح أو بما أجري مجرى السالح في تفريق األجزاء ُ
ّ أ -العمد :وهو
واليوقف عليه إال بدليله ،وهو استعمال آلة قاتلة .وموجب
الحديد والخشب والحجر .ألن العمد هو القصد ُ
ذلك :المأثم ،ألنه من أكبر الكبائر بعد الشرك باهلل ،والقو ُد(القصاص) ،إال أن ي ْع ُفو األولياء أويصالحوه ألن
لقاتل".
خ لقوله عليه السالم" :الميرا الحق لهم .والكفارة فيه .و حرمان اإلر
ب – شبه العمد :واختلفوا في تعريفه فقال أبوحنيفة :هو أن يتعمد الضرب بماليس بسالح وال ما
وسمي بشبه العمد لتقاصر معنى العمدية فيه
أجري مجرى السالح كالضرب بحجر كبير أو بخشبة عظيمةُ .
باستعمال آلة التستعمل في القتل غالبا .وقال الصاحبان :وهو عمد ألن هذه ا،الت تقتل غالبا .وأما شبه
العمد عندهما :فهو أن يتعمد ضربه بما اليقتل غالبا كالعصا .وموجبه على القولين :المأثم ألنه قصد
الضرب ،والكفار ُة لشبهِ ِه بالخطأ كما سيأتى .والقود فيه لعدم التعمد منه في قتله .وفيه ِدي ٌة ُمغ َّلظ ٌة على
والشبهة إنما تُؤ ِثّر في إسقاس القصاص دون حرمان اإلر . العاقلة .و فيه حرمان اإلر ،ألنه جزاء القتلُ .
– والخطأ :وهو على وجهين :خطأ في القصد وهو أن ير ِمى شخصا يظنه صيدا فإذا هو آدمي.
ْ
وخطأ في الفعل :وهو أن يرمي صيدا فأصاب آدميا .وموجبه في الوجهين :الكفارة والدية على العاقلة،
ْ
ِ
لقوله تعالى " :وماكان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إالخطأ ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة مؤمنة ودي ٌة ُمس َّلمة
إلى أهله"إلى أن قال" :فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين" .والمأثم فيه في الوجهين .والمراد بالمأثم إثم
جناية القتل .وأما في نفس اإلثم فاليخلو عنه لتركه العزيمة والمبالغة في التثبت عند الرمي ،إ ْذ شر ُع الكفارة
ْ
ويحرم القاتل من الميرا إلطالي الحديف. ِ
ْيؤذن باعتبار هذا المعنى ،ألن الكفارات شرعت لرفع اإلثمُ .
والكفارة الواجبة في شبه العمد والخطأ :عتق رقبة مؤمنة لقوله تعالى "فتحرير رقبة مؤمنة" فمن لم
،والمقادير ال ُت ْعر ُف إال بالتوقيف. ف فيها اإلطعام ،ألنه لم يرِ ْد به ن
والي ْجزِ ُ
يجد "فصيام شهرين متتابعين"ُ .
126
ح – وما أ ُجري مجرى الخطأ :مثل النائم ينقلب على رجل فقتله .وحكمه حكم الخطأ من وجوب
الكفارة والدية وحرمان اإلر .
د – وأماالقتل بسبب :كمن حفر ب را في غير ملكه بغير إذن من السلطان فوقع فيه انسان فمات.
ألن القتل وموجبه :الدية على العاقلة(عاقلة المسبِب) .والكفارة فيه والإثم ،واليتعلق به حرمان الميرا
ّ
من الحافر معدوم حقيقة ،إال أنه ُيعتبر قتال في حق الضمان (الدية) لما فيه من حق الغير.
باب القصاص
– 1القصاص في النفس:
مثل ما فعله على المقتول ،فلذا ُتعتبر المماثلة بين القاتل والمقتول ،وبين
وهو أن ُي ْفعل بالقاتل ُ
الجارح والمجروح في ح ْق ِن الدم ووحدة الدار كما يأتي مفصال.
ون الدم على التأبيد عمدا .وهو المسلم والذمي ،بخالف الحربي كل مح ُق ِ
ّ والقصاص واجب بقتل ّ ِ ْ
والم ْست ْأمن ألن األول غير محقون الدم ،والثانى وإن كان محقون الدم فى دارنا لكن العلى التأبيد ،ألنه إذا
ُ
رجع صار مباح الدم(الحربي :وهو رجل ،مابين بلده وبين المسلمين حرب قائم ،والمستأمن وهو حربي
دخل بالد اإلسالم بأمان وإذن).
ويقتل الحر بالحر ،والحر بالعبد ،والعبد بالحر ،والعبد بالعبد إلطالي قوله تعالى" :وكتبنا عليهم
ُ
فيهاأن النفس بالنفس"(المائدة ،)45:وألن القصاص مبني على المساواة في العصمة ،وهي بالدين أو بالدار،
ّ
فالحر والعبد مستويان فيهما.
ويقتل المسلم بالذمي لما رواه الدارقطنى أنه عليه السالم "قتل مسلما بذمي" ،وألن المساواة في
ُ
واليقتل المسلم بالمستأمن ألنه غير محقون الدم على التأبيد لكونه على قصد الرجوع.
العصمة ثابتة بالدارُ .
والز ِم ِن للعمومات ،وألن في اعتبار
ويقتل الرجل بالمرأة ،والكبير بالصغير والصحيح باألعمى َّ
ُ
التفاوت فيما وراء العصمة امتناع القصاص.
127
واليست ْوفى القصاص إال بالسيف لقوله عليه السالم" :القود إال بالسيف" والمراد به السالح.
ُ
القصاص فيما دون النفس(في الجروح):
ومن جرح رجال عمدا فلم يزل صاحب فرال حتى مات فعليه القصاص لوجود السبب.
ومن قطع يد غيره عمدا من الم ْف ِصل ،قطعت يده لقوله تعالى" :والجروح قصاص" .وهو ُي ْنب عن
كل ما أمكن رعاية المماثلة فيه وجب القصاص فيه وما ال ،فال .وقد أمكن في القطع كمابي ّنا ،ف ّ المماثلة
ّ
الر ْجل ومارِ ُن األنف
وص ْغرها ،ألن منفعتها التختلف به .وكذلك ِ
بك ْبرِ اليد ُ
فاعتبر .والعبرة ُ
من الم ْفصل ُ
ّ
واألذن إلمكان رعاية المماثلة .والقصاص في قلع العيون المتناع المماثلة .وأما إن كانت قائمة فذهب
ضوءها فق فعليه القصاص إلمكان المماثلة.
ْ
السن قصاص لقوله تعالى" :والسن بالسن"(المائدة)45:إلمكان رعاية المماثلة ُفت ْؤخذ الثنية
ّ وفي
ّ
كل ش َّج خة(جرح في الرأس) يمكن فيها المماثلة ،القصاص .والقصاص بالناب وهكذا .وفي ّ
اب ّ
والن ُ
بالثنية ّ
ْ ّ
ِ
في ع ْظم إال في السن ألن اعتبار المماثلة في غير السن متع ّذر الحتمال الزيادة والنقصان .فمن قطع يد
رجل من نصف الساعد أو جرحه جائفة(وهي التي وصلت إلى جوفه كماجرحه بالسكين في بطنه) فبرأ
منها فالقصاص عليه لتع ّذر المماثلة ،ألن الساعد عظم فالقصاص فيه كمامر ،والبر ُء في الجائفة نادر،
ُْ ّ
فاليمكن أن ُي ْجرح الجاني على وجه يبراُ منه ،فيكون إهالكا ،فاليجوز ،وعليه الدية في ماله دون العاقلة.
ْ
وكذلك تجب الدية في كل جناية سق القصاص لشبهة.
والقصاص بين الرجل والمرأة فيما دون النفس ألن األطراف ُيسلك فيها مسلك األموال فينعدم
التماثل للتفاوت بينهما في القيمة فإن دية المرأة نصف دية الرجل كماسيأتى.
128
كتاب الديات
الديات جمع دية وهي اسم للمال الذي هو بدل النفس .واألرل اسم للمال الواجب فيما دون
النفس .وهي على أنواع:
وإذا قتل رجل رجال شبه عمد فعلى عاقلته دية ُمغ َّلظ ٌة وعليه الكفارة .والدية المغلظة(ويقال:
المع ّظمة) عند أبي حنيفة وأبي يوسف :مائة من اإلبل أرباعا :خمس وعشرن بنت مخاض وهي التى طعنت
ُ
في السنة الثانية ،وخمس وعشرون بنت لبون وهي التي طعنت في الثالثة ،وخمس وعشرون ِح َّقة وهي التي
طعنت في الرابعة ،وخمس وعشرون جذعة وهي التي طعنت في الخامسة.
وعند محد :ثالثون جذعة وثالثون حقة وأربعون ثنية(وهي التي أكملت الخامسة وطعنت في
ّ
(المغ ِرب) .والثنيات كلها حامل .واليثبت التغلي إال في اإلبل خاصة ألنه أمر توقيفي. السادسة
ّ ّ ُ ّ
من حيف السن ال من حيف العدد فإن الدية التزيد على مائة(مجمع واعلم أن التغلي
األنهر.)638/2:
و في الخطأ تجب الدية على العاقلة والكفارة على القاتل .والدية في الخطأ غير مغلظة وهي مائة
من اإلبل أخماسا :عشرون بنت مخاض وعشرون ابن مخاض وعشرون بنت لبون وعشرون حقة وعشرون
جذعة.
والتثبت الدية إال من هذه األنواع الثالثة المذكورة عند أبي حنيفة .وقاال :تثبت منها ومن غيرها
فمن البقر م تان ومن الشاة ألفان ومن ال ُحل ِل(الثياب) مائتا ح ّلة ،كل حلة ثوبان ،ألن عمر وضع الدية حسب
ما يملكه الناس.
ودية ما أُجري مجرى الخطأ ،ودية القتل بالتسبب مثل دية الخطأ ،وعليه الكفارة.
129
ويستوي في دية النفس الصغير والكبير والوضيع والشريف والمسلم والذمي الستوائهم فى الحرمة
والعصمة وكمال األحوال في األحكام الدنيوية .ودية المرأة نصف دية الرجل لما روي من علي موقوفا
ّ
ومرفوعا.
ومن ضرب عضوا فأذهب منفعته أو قطعه ففيه دية كاملة .واألصل فيه أن كل ما يفوت به جنس
منفعة العضو تجب به دية كاملة ألن البدن يصير هالكا بالنسبة إلى تلك المنفعة .وعلى هذا :ففي اللسان
والعقل والمارن :الدية .وفي العينين واليدين والرِ جلين واألذنين والشفتين والحاجبين وثديي المرأة :الدية
الم ْزدوجة :نصف الدية .وفي كل إ ِْصبع من لفوات جنس المنفعة كلها ،وفي كل واحد من هذه األشياء ُ
والرجلينُ :ع ْشر الدية لقوله عليه السالم" :في ُك ّل إ ِْصبع ع ْشر من اإلبل" .رواه النسائى
أصابع اليدين ِ
ٌ ُ ّ
والترمذى .واألصابع كلها -صغيرها وكبيرها -سواء الستوائهما في المنفعة.
سن من الرجل نصف ُع ْشر الدية ،وهي خمس من اإلبل أو خمسون دينارا أو خمسمائة
وفي كل خّ
على خالف القياس. درهم .وحين ذ يزيد مجموع دية األسنان على دية النفس .والبأس به لثبوته بالن
الدية في ِ ّ
الشجا :
ِّ
الشجا جمع َّش َّجة وهي جروح في الوجه والرأس ،وهي عشرة:
والتسيله.
)2الدامعة :وهي التي ُت ْظهر الدم كالدمع ُ
130
)ا،م ُة :وهي التي تصل إلى ّأم ِّ
الدماا وهي الجلدة التي فيها الدماا. َّ 10
المجروح مملوكا بغير هذا
ُ ففي الشجا من الحارصة إلى الموضحة حكومة عدل ،وهي :أن ُيق َّوم
معه،فقد ُر التفاوت بين الثمنين ،يجب بحسابه من دية الحر.
ْ الجرح ثم
ْ
الشجة عمدا إلمكان المماثلة فيها بالقطع إلى العظم ،وإن كانت
َّ وفي الموضحة القصاص إن كانت
خطأ ففيه ُع ْشر الدية على العاقلة .والقصاص في بقية الشجا إلى العاشرة ،وأما دية كل منها :ففي الهاشمة
ُ
ا،مة ثلف الدية. وفي ، الدية ر ش ع ونصف
ُ ُ ْ ر ش ع المنقلة وفي ُع ْشر الدية
َّ ُ ْ ُ
مسائل متفرقة:
-ومن َّ
شج رجال موضحة فذهب سمعه أو بصره أو كالمه فعليه ْأرل الموضحة مع الدية الكاملة.
-ومن قلع ِس َّن رجل فنبتتأخرى مكانها سق األرل.
ِلجر خح أو طر خف أو موضحة إال بعد البر ِء ،ألن الجراحات يعتبر فيها مآلها الحتمال أن
ُْ ْ ُ -
واليقت
ت ْسرِ ي إلى النفس فيظهر أنه قتل.
الشعر سق األرل عند أبي حنيفة ألنه -ومن ّ
شج رجال فالتحمت الشجة ولم يبق لها أثر ونبت َّ
لم يبق سوى األلم وهو اليوجب األرل .وقال أبو يوسف :عليه أرل األلم ،وهي حكومة عدل .وقال
محمد :عليه أجرة الطبيب وثمن الدواء ألنه إنما لزمه ذلك بفعله.
-وكل عمد سق فيه القصاص بشبهة كما عفا أحد أولياء المقتول القاتل ،فالدية في مال القاتل.
والي ْحرم من الميرا .الصبي والمجنون خطأ ويجب فيه الدية على العاقلة والكفارة فيهُ ، -وعمد
ّ
والغر ُة نصف ُعشر دية -ومن ضرب بطن امرأة فألقت جنينها ميتا فعلى عاقلته ُغر ُة عبد أو جارية،
ُ َّ َّ
وع ْشر دية المرأة .وإن ألقت حيا ثم مات فعليه دية كاملة.
الرجل ُ
-ومن حفر ب را أو وضع حجرا في الطريق فتلف به إنسان ففيه الدية لتسببه والكفارة عليه والحرمان
إر .
-وإذا مال الحائ إلى الطريق فلم ينقضه صاحبه في مدة يقدر على نقضه حتى سق ،ضمن ما
الم ْتلف نفسا فالدية على العاقلة ،وإكان ماال فالضمان على صاحب ِ
تلف به من نفس أو مال .إال أنه إن كان ُ
الحائ .
131
كتاب القسامة
واليعلم قاتله
ُ وهي اليمين ،فإذا ُوجد قتيل في مح ّلة وعليه آثار الجناية من ضرب أو جراحة،
استحلف القاضي خمسين رجال منهم ،يختارهم ولي المقتول ،والظاهر أنه يختار من َّيتهمه بالقتل .ويحلف
ّ
والعلمت له قاتال" .وإن لم ي ْك ُم ْل أهل المحلة خمسين ُك ِررت األيمان
ُ كل واحد منهم قائال" :باهلل ماقتلته
ّ
عليهم حتى يتم خمسون يمينا .وم أبى ُحبس حتى يحلف .فإذا حلفوا ُقضي على أهل المحلة بالدية .وإنما
وجبت الدية بالقتل الموجود منهم اهرا ،لوجود القتيل بين أ هرهم أو بتقصيرهم في المحافظة كما في
قتل الخطأ.
وإن ُوجد ميت الأثر به فالقسامة والدية ألنه ليس بقتيل .وإن وجد في الشارع فالقسامة فيه ،والدية
على بيت المال .وإن وجد في برِ َّية ليس بقربها عمارة فهو هدر .وإن وجد بين القريتين كانت القسامة والدية
على أقربهما إليه.
كتاب المعاقل
وهي جمع م ْع ُقل خة بمعنى العقل وهو الدية .والمعاقل :جماعة ت ْحمل الدية.
وكانت الدية في شبه العمد والخطأ على العاقلة تخفيفا على القاتل .والعاقلة أهل الديوان إن كان
سنين .وإن لم يكن القاتل من أهل القاتل من أهل الديوان ،فيؤخذ من عطاياهم(من رواتبهم) في ثال
أقل من نصف عشر
سنين .والتتحمل العاقلة إن كانت الدية َّ الديوان فعاقلته قبيلتهُ ،تق َّس ُ عليهم في ثال
تحمل العاقلة الدية للتحرز عن اإلجحاف(أي عن التكليف بما اليطيق
الدية وإنما هي من مال الجاني ،ألن ّ
بتحمل المال العظيم ،فإن كان خفيفا فال إجحاف عليه بتحمله.
ّ عليه) بالجاني
واليتحمل العاقلة جناية العمد ،وكذا التعقل الجناية التي اعترف بها الجاني ألن إقراره قاصر على
نفسه .والتعقل أيضا ما لزم بالصلح عن دم العمد ألن الواجب فيه القصاص ،فإذا صالح عنه كان بدله في
ماله .وإذا لم يكن للقاتل عاقلة فالدية من بيت المال.
132
كتاب حد الزنى
ويثبت بالبينة واإلقرار ،فالبينة :أن يشهد أربعة من الرجال األحرار العدول مجتمعين في مجلس
واحد على رجل أو امرأة بالزنى ،فيسألهم القاضي للتثبت بعد أدائهم الشهادة :ماهو الزنى ،وكيف هو ،وأين
ّ
زنى ،وبمن زنى ،ومتى زنى .فإذا بينوا ذلك سأل القاضي عن حال الشهود فإن ع ِّدلوا في ِ
الس ِر والعالنية _
ّ ّ
فاليكتفى بظاهر العدالة هنا اتفاقا بخالف سائر الحقوي _ حكم بشهادتهم بإقامة الحد وجوبا لتوجه الحكم
عليه.
عدد الشهود عن أربعةُ :ح ّدوا جميعا ألنهم قذف ٌة. وإن نق
وأما اإلقرار :فهو أن يقر البال العاقل على نفسه بالزنى أربع مرات في أربعة مجالس ،وإذا تم إقراره
ّ
سأله القاضي عن الزنى :ماهو ،وكيف هو ،وأين زنى ،ومتى زنى كما في الشهود ،فإذا بين كله لزمه الحد
ّ
لتمام الحجة.
إقامة الحد:
وإن كان الزاني محصنا(متزوجا) ُر ِجم بالحجارة حتى يموت ،ويبتدأ الشهود برجمه إن كان ثبوته
بالبينة ،ثم القاضي إن حضر ،ثم الناس ،فإن امتنع الشهود اإلبتداء سق الحد ألنه دليل على رجوعهم عن
الشهادة.
وشرس اإلحصان :أن يكون حرا عاقال بالغا مسلما قد تزو امرأة بنكاح صحيح ودخل بها.
وصح أنه
ّ ويك َّفن ويص َّلى عليه ألنه ُقتل بحق فاليسق الغ ْسل كالمقتول قصاصا،
ويغ َّس ُل المرجوم ُ
ُ
عليه السالم صلى على الغامدية التي ُرجمت بعد إقرارها بالزنى.
وإن كان الزاني غير محصن وكان حرا فحده مائة جلدة لقوله تعالى" :الزانية والزانى فاجلدوا كل
واحد منهما مائة جلدة"(،هذا عام في المحصن وغير المحصن إال أن الجلد نُسخ بالخبر المتواتر في حق
133
وينزع عنه ثيابه كله إال اإلزار لستر عورته ويضرب ضربا متوسطا ويفري على
المحصن فكان حده الرجم)ُ .
َّ
أعضائه ل اليؤدي إلى الهالك ،واليضرب على وجهه وفرجه.
وم ْن ِق ٌ للعقوبة. ِ وإن كان عبدا ُج ِلد خمسين جلدة ألن ِ
الر َّي ُمن ّص ٌف للنعمة ُ
ّ
وخ ِّلى سبيل المحدود. وإن رجع ِ
المق ّر عن إقراره قبل إقامة الحد عليه أو في وسطه ُقبِل رجوعه ُ
والرجل والمرأة في ذلك سواء غير أن المرأة الينزع عنها ثيابها إال الفر ُو والح ْشو ألنهما يمنع
ْ
وتضر ُب جالسة ألنه أستر لها.
وصول األلمُ ،
واليقيم المولى الحد على عبده وأمته إال بإذن القاضي ألن الحد حق اهلل تعالى فاإلمام أو القاضي
نائب عن شرعه.
الرجوع عن الشهادة:
وإذا رجع أحد الشهود بعد الحكم وقبل الرجم :قال أبوحنيفة وأبويوسفُ :ضرِ بوا كلهم حد القذف
العدد ،وقال محمدُ :يح ّد الراجع فق .وسق الرجم باالتفاي .وإن رجع أحدهم لصيرورتهم قذفة لنق
بعد الرجم ُح َّد الراجع وحده لكونه قاذفا في الحال ،وض ِمن ُر ُبع الدية ألن ربع النفس تلف بشهادته.
مسائل متفرقة:
واليجمع في المحصن بين الجلد والرجم ،ألن المقصود الزجر فالرجم يكفيه .واليجمع في البكر
بين الجلد والنفي إال أن يرى القاضي مصلحة فيه فيغربه قدر مايراه تعزيرا الحدا.
ُ ّ
والمريض :إن كان حده رجما يرجم واليؤخر ،وإن كان جلدا لم ُيجلد حتى يبرأ تحرزا عن التلف.
الترجم حتى تضع حملها تحرزا عن إهالك الولد ألنه نفس محترمة،
والحامل :إن كان حدها رجما ُ
وترجم عقيب وضعها .وفي رواية عن أبي حنيفة أنها ُتؤخر إلى أن يستغني الولد عنها إن لم يوجد أحد
ُ
يقوم بتربيته .وإن كان حدها جلدا التجلد حتى تخر من نفاسها.
زوجتك فوط ها فال حد عليه للشبهة ألنه غير امرأته وقالت النساء إنها ْ المغرور :ومن ُز َّفت إليه
ُ
اعتمد على إخبارهن ،وعليه المهر ،ألن الوسء في دار االسالم اليخلو عن ع ْقرخ ِّ
(حد) أو ُع ْقرِ (م ْهرخ ).
134
كتاب حد الشرب
ومن شرب الخمر طوعا – ولو قطرة – فأ ُ ِخذ وريحه موجود فيه ،وشهد الشهود بذلك عليه أو أقر
هرت .وإن شهِ دوا عليه بعد ما ذهبت ريحها لم
ْ به ،فعليه الحد ،سواء س ِكر أو ال ،ألن جناية الشرب قد
يحد.
َّ
ومن شرب النبيذ (العصير) اليحد إذا لم يسكر فإن ِ
سكر ُح ّد .والسكران من :من اليعرف الرجل ُ
يخ ِل ُ كالمه ويهذي ألنه هو المتعارف
من المرأة ،واألرض من السماء عند أبي حنيفة .وعندهما :هو الذي ْ
بين الناس .والفتوى على قولهما.
كتاب حد القذف
معنى القذف :وهو لغة الرمي ،وشرعا :الرمي بالزنى ،وهو من الكبائر باإلجماع .فمن قذف رجال
محصنا أو امرأة محصنة بصريح الزنى – كقوله :زنيت –ولم يأت بأربعة شهداء ،وطالب المقذوف بالحد،
حده الحاكم ثمانين سوطا إن كان القاذف حرا لقوله تعالى " :والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة
شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة"(النور .)4/وإن كان القاذف عبدا فنصفه.
الشروس الالزمة في المقذوف :ويشترس أن يكون محصنا لقوله تعالى" :والذين يرمون
المحصنات" ،ولإلحصان أربعة معان:
135
بم ْحص خن" فاليحد قاذف غير المسلم.
ثانيا :اإلسالم لقوله عليه السالم" :من أشرك باهلل فليس ُ
ثالثا :العفة :فاليحد قاذف غير العفيف عن الزنى.
وعلى هذا :فمن قذف أمة أو عبدا أو كافرا أو صبيا أو مجنونا أو غير عفيف بالزنى اليحد به لعدم
يعزر.
إحصانه ،والمدخل للقياس في الحدود إال إنه ّ
جلدات تأديب دون خّ
حد ،وأكثره تسعة وثالثون سوطا وأقله ثال ٌ والتعزير لغة :التأديب ،وشرعا:
اليقع به الزجر ،وقيل :إن أدناه مايراه القاضي أنه ينزجر به ألن الناس يتفاوت عندهما ،ألن مادون الثال
فيه .وقال أبويوسف :يجوز أن يبل إلى خمسة وسبعين سوطا .وإن رأى القاضي أن ي ُضم الحبس على
َّ
الضرب في التعزير فعل.
سقوس الشهادة :وإذا ُحد المسلم في القذف لم تقبل شهادته أبدا وإن تاب لقوله تعالى" :والتقبلوا
لهم شهادة أبدا".
كتاب حد السرقة
والنطق والبصر :والتقطع يد األخرس واألعمى لشبهة فيهما ،والحدود تندرأ بالشبهات.
الوارد في السرقة مجمل في والنصاب في المسروي :والقطع في أق ل من عشرة دراهم .والن
حق النصاب وقد بينه عليه السالم بقوله " :القطع إال في دينار أو عشرة دراهم"(والدينار يساوي 4.5غرام
ّ
من ذهب تقريبا).
136
المعد لإلحراز
الحرز :وهو ما يمنع وصول يد الغير .والحرز على ضربين :حقيقة ،وهو المكان ُ
كالبيوت والصندوي .ومعنى ،وهو حرز بالحاف كمن جلس في الطريق وعنده متاعه ،ألن االستسرار
اليتحقق إال بهذين األمرين ،فالقطع في الزرع الذي لم ُي ْحصد وال في الثمر على الشجر لعدم اإلحراز.
عدم الشبهة :ألن الشبهة دارئة للحد كما لو ّادعى الساري أن ما أخذه م ْلكه سق الحد لوجود
الشبهة الحتمال الصدي.
ومن أحكامه:
-ويجب القطع بإقراره مرة واحدة عند أبي حنيفة ومحمد ،ومرتين عند أبي يوسف ،أو بشهادة
شاهدين.
الم ْت ِلف. -وتُ ْقط ُع يمين الساري من المفصل ُ
ِ
اليؤدي إلى التلف ألن الحد زاجر ُ
ويعالج ل ُ
شرس لظهورها.
ٌ ِ
فيطالب بالسرقة ألن الخصومة -والتقطع يد الساري إال أن يحضر صاحب العين
مسائل شتى:
137
-وال قطع على الضيف إذا سري من ُمضيفه ألن البيت لم يبق حرزا في حقه لكونه مأذونا في
دخوله ،فيكون فعله خيانة السرقة.
جماعة ممتنعين(قادرين على أن يدفعوا عن أنفسهم بالقوة وهو السرقة الكبرى .وإذا خر
والشجاعة) أو واحد يقدر على االمتناع بنفسه فقصدوا قطع الطريق ،فلهم خمس حاالت ،كما ورد في قوله
تعالى" :إنما جزاء الذين يحاربون اهلل ورسوله ويسعون في األرض فسادا :أن ُيق َّتلوا أو ُيص َّلبوا أو ُتقطَّع
أيديهم وأرجلهم من خالف أو ُي ْنف ْوا من األرض ،ذلك لهم ِخ ْز ٌي في الدنيا ولهم في ا،خرة عذاب عظيم.
إال الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن اهلل غفور رحيم"(المائدة):
الحالة األولى :إن أ ُ ِخ ُذوا قبل أن يأخذوا ماال أو يقتلوا نفسا ،حبسهم القاضي حتى ُيحدثوا توبة،
وهو المراد بالنفي في قوله" :أو ُينف ْوا من األرض".
الحالة الثانية :وإن أخ ُذوا مال مسلم أو ذمي ،والمأخوذ إذا ُق ِسم على جماعتهم بالسوية ،وأصاب
وأرج ُلهم من خالف .أي :يده اليمنى مع
ُ كل واحد منهم عشرة دراهم فصاعدا أو ما قيمته ،قطعت أيديهم
َّ
رجله اليسرى.
الحالة الثالثة :وإن قتلوا نفسا ولم يأخذوا ماالُ ،قتلوا حدا القصاصا ،ولذلك اليشترس فيه ما يشترس
بمح َّد خد ،واليجوز العفو عنهم ،فلو عفا أولياء المقتول عنهم لم ُي ْلتفت إلى
في القصاص ،كأن يكون القتل ُ
الحق للعباد فيها.
عفوهم ،ألن الحد وجب حقا هلل تعالى ،ف َّ
وأرجلهم من خالف
ُ الحالة الرابعة :وإن قتلوا وأخذوا المال فالقاضي بالخيار :إن شاء قطع أيديهم
وي ْصل ُب من
ألخذهم المال ،ثم قتلهم وصلبهم لقتلهم الناس ،وإن شاء قتلهم فق وإن شاء صلبهم فق ُ .
ويبع ُج ب ْط ُنه بر ْم خح إلى أن يموت .وال يبقى مصلوبا أكثر من ثالثة أيام حتى اليتأ َّذى الناس يراد صلبه حيا
ُ ّ ُْ
برائحته الكريهة.
وإن باشر القتل واحد منهم دون ا،خرين ،أُ ْجرِ ي الحد على جميعهم ألن الواحد إنما أمكنه بقوة
الباقين.
138
وي ْنظر فيه :فإن قتل
ر(ي ْقبض) عليه سق حد الحرابةُ ،
الحالة الخامسة :ومن تاب منهم قبل أن ُي ْقد ُ
رده إن كان قائما وض ِمنه
نفساُ ،دفع إلى أولياء المقتول ،فإن شا ا قتلوه قصاصا .وإن كان قد أخذ المالّ :
إن كان هالكا ،ألن التوبة التُسق حق ا،دمي.
كتاب األشربة
واشتد وقذف
ّ الن ِي ُء من ماء العنب إذا ُترِ ك حتى غال واألشربة المحرمة أربعة :أحدها :الخمر وهي
َّ ّ
ويسمى ال ِطّالء .والثالف:
بالزبد وصفى ور َّي فصار مسكرا .والثانى :العصير إذا طُبِخ حتى ذهب أقل من ثُ ُلث ْيه ُ
َّ
الن ِيء من ماء الرطب إذا غال واشتد .والرابع :نقيع الزبيب وهو النيء من ماء الزبيب إذا غال السكر وهو
ّ َّ ّ ُ
واشتد .والنقيع :إذا أ ُ ْل ِقي الزبيب في إناء ليبت َّل بالماء وتخر منه الحالوة ،ويسمى هذا الشراب نقيعا.
ْ
واشتد وقذف بالزبد .إال أن حرمة النقيع دون حرمة الخمر ،حتى الي ْك ُفر
ّ والكل حرام إذا غال(فار)
الحد بشربه حتى ي ْسكر.
ّ ُم ْست ِحله واليجب
ويترك حتىأوالب ّر أوغيره ُفيلقى في الماء ُ والنبيذ :شراب ُي ّتخذ من التمر أو الزبيب أوالعسل
ُ
واشتد وقذف بالزبد ما لم ُيسكر.
ّ حل شربه وإن غال
طبِخ نبيذ التمر والزبيب أدنى طبخ ُّيستخر منه .وإذا ُ
هذا عند أبي حنيفة وأبي يوسف .وقال محمد :حرام ،والفتوى على قوله .وكذا يحل نبيذ العسل والتين
والحنطة والشعير والذرة وإن لم ُيطبخ عند الشيخين خالفا لمحمد.
وإذا تخ َّلل ْت الخمر ح ّل ْت سواء صارت خالّ بنفسها أوبش طُرح فيها كالملح ألن التخليل ُيزيل
ِّ
المخدرات ،ألنه يفسد العقل ويصد الوصف المفسد .واليحرم أكل الب ْن ِج والحشيش واألفيون وغيرها من
حد وإن س ِكر
عن ذكر اهلل وعن الصالة ،ولكن تحريمها دون تحريم الخمر ،حتى ولو أكل شي ا من ذلك ،الي ّ
عزر بما دون الحد.
منه ولكن ُي َّ
139
كتاب الصيد
ويجوز االصطياد بالكلب المع َّلم والفهد والبازي وسائر الجوارح المع َّلمة .وتعليم الكلب وغيره
أن يترك األكل ثال مرات .وتعليم البازي أن يرجع إذا ُد ِعي .وإذا أرسل الصائد كلبه المع َّلم أو بازيه أو
ّ
حل أكله .وإن ترك صقره على صيد وذكر اسم اهلل عليه عند إرساله أو نسيه فأخذ الصيد وجرحه فمات ّ
المع ّلم لم يؤكل ألنه عالمة الجهل.
التسمية عمدا لم ُيؤكل كما في التذكية االختيارية .وإن أكل منه الكلب ُ
وإن أكل منه البازي أُكل ألن الترك ليس شرطا في تعليمه.
فالت ْجزِ ف
ُ المر ِس ُل الصيد قبل موته وجب أن ُيذ ّكيه ألنه قدر على الذكاة االختيارية وإن أدرك
ُْ
االضطرارية لعدم الضرورة .وإن ترك التذكية لم ُي ْؤكل .وعن أبي حنيفة وأبي يوسف أنه يحل أكله .وإن
يجرحه لم يؤكل في اهر الرواية ألن الجرح شرس ليتحقق معنى الذكاة .قال اإلسبيجابى: ْ خنقه الكلب ولم
وروى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه يؤكل .وهو رواية عن أبي يوسف ،والصحيح اهر المذهب.
فسمى عند الرمي ،أ ُ ِكل ما أصاب السهم إذا جرحه فمات .وإن لم
وإذا رمى الرجل سهما إلى صيد ّ
يجرحه – كما إذا قتله بحجر أو بِعصا – لم يؤكل ألن الجرح شرس ،إال إذا أدركه حيا وذ ّكاه ،يؤكل.
ّ
واليؤكل صيد المجوسي والمرتد والوثني ألنهم ليسوا من أهل الذكاة ،وحكم ذكاة االضطرار
كحكم ذكاة االختيار.
ويجوز اصطياد ما يؤكل لحمه وما اليؤكل لجواز االنتفاع بجلده أو شعره أو قرنه .إال الخنزير فإنه
يقتل لدفع شره واليجوز االنتفاع بشيء من أجزائه.
كتاب الذبائح
من ُيؤكل ذبيحته ومن اليؤكل :وذبيحة المسلم والكتابي حالل ،رجال كان أو امرأة ،لقوله تعالى:
ّ
والت ْؤكل ذبيحة المجوسي لقوله عليه
ُ ذبيحتهم. "وطعام الذين أوتوا الكتاب ِحل لكم" ،والمراد بالطعام
"سنوا بهم ُس َّنة أهل الكتاب غير ناكحي نسائهم والآكلي ذبائحهم" .وكذا التؤكل ذبيحة المرتد
السالمُ :
140
المحرِ م من النعم ِ
الم ْحرِ م ،سواء اصطاده في الح ّ ِل أو في الحرم .وأما ما ذ ّكاه(ذبحه) ُ
والوثني ،وكذا صيد ُ
ّ
فحالل مطلقا.
وإذا خر جنين من بطن الذبيحة :فإن كان حيا ،اليؤكل إال بعد ذبحه .وإن كان ميتا لم ُيؤكل عند
أبي حنيفة ،سواء تم خ ْلقه أو لم يتم ،وعندهماُ :ي ْؤكل إذا تم خ ْل ُقه.
َّ
ما يحل أكله وما اليحل وما يكره:
وإذا ُذبح مااليؤكل لحمه ط ُهر جلده .وفي طهارة لحمه قوالن ،واألصح :اليطهر.
ومايحل منهاُ :غراب الزرع ،واألرنب والجراد والسمك لقوله عليه السالمِ :
"أح ّلت لنا ميتتان:
واليؤكل من حيوان الماء إال السمك.
السمك والجراد"(ابن ماجه)ُ ،
141
وما يكره منها :ويكره الطافي من السمك وهو الذي مات ح ْتف أنفه ويطوف على وجه الماء وبطنه
من فوي ،وما ْهره من فوي ُيؤكل .ويكره أكل لحم الفرس عند أبي حنيفة ،وقاال :البأس بأكله.
كتاب األضحية
حكمها :وهي واجبة على كل مسلم مقيم موسر في يوم األضحى عند أبي حنيفة ،و في رواية عن
الصاحبين أنها سنة مؤكدة .والتجب على الفقير والمسافر.
واألضحية إنما تكون من اإلبل والبقر والغنم والتجوز من غيرها ألنه لم تُ ْنقل التضحية من غيرها
ف منها إال الثَّ ِني وهو ابن خمس من اإلبل وحولين من البقر والجاموس
والي ْجزِ ُ
عن النبي وال عن الصحابةُ .
الض ْأ ِن(الشاة) والمعز فصاعدا ،إال الضأن فإن الجذع منه(وهى شاة تمت لها ستة أشهر إذا
وابن حول من َّ
ف.
كانت عظيمة) ُي ْجزِ ُ
واإلبل والبقر ُة عن واحد إلى سبعة إذا كان كلهم على نية القربة كمتعة وقران
ُ وتذبح الشاة عن واحد
ُ
ونذر وعقيقة التحاد المقصود مع اختالف جهات قربتهم .وإذا بين أحد منهم أنه يريد اللحم لم ُت ْجزِ ْء
ّ
أضحيتهم .واليجب عليهم أن يتساءلوا عن نياتهم إن لم ُي ْظهِ روها.
وتمنع هذه العيوب إن كانت موجودة وقت الشراء .وأما إذا اشتراها سليمة ثم تعيب ْت ينظر :فإن كان
َّ
غنيا غيرها وإن كان فقيرا أجزأت له.
َّ
الخ ْصية) والجرباء
ُ ويجوز أن ُيض َّحى بالج ّماء(التي القرن لها ِخلقة) والخ ِصي(مضروب
ْ ّ
والثوالء(المجنونة).
مسائل متفرقة:
142
-ويتصدي بجلدها أو يعمل منه آلة يستعملها بالبيت.
-واألفضل أن يذبحها بيده إن كان ُيحسن الذبح ،وإال استعان بغيرهُ .
ويكره أن يستعين بكتابي ألنها
عبادة وهو ليس من أهلها.
-وإذا غ ِل رجالن فذبح كل منهما أضحية ا،خر أجزأ عنهما ويكون كل منهما وكيال عن ا،خر.
ولو ذبح أضحية غيره بغير أمره جاز استحسانا.
-ويقسم لحمها وزنا الجزافا.
-ولو شرى بدنة لألضحية ثم أشرك فيها ستة جاز استحسانا .واالشتراك قبل الشراء أحب وأبعد
عن الخالف.
أ -األيمان
أوال :اليمين الغموس ،والغمس :اإلدخال في الماء ،سميت به ألنها تُدخل صاحبها في النار .و
تسمى أيضا باليمين الفاجرة ،وهي الح ِل ُف على أمر ماض يتعمد الكذب ،مثل أن يقولِ :
واهلل لم أفعل ويعلم ّ
أنه قدفعله .وحكمها :يأثم الحالف بها لقوله عليه السالم" :من حلف كاذبا أدخله اهلل النار" .وهي من
الكبائر ،والكفارة فيها ألنها أعظم من أن ترفعه الكفارة ،ويستغفر اهلل.
ثانيا :اليمين المنعقدة :وهي الحلف على أمر مستقبل على أن يفعله أو اليفعله .وإذا ح ِنف لزمته
الكفارة لقوله تعالى" :ولكن ُيؤاخذكم بما ع ّق ْدتم األيمان"(المائدة.)79/
143
ثالثا :اليمين اللغو :وهو أن يحلف على أمر خ
ماض أنه فعله أو لم يفعله وهو يظن كما قال ،وكان
األمر بخالفه .وروي عن أبي حنيفة أن اللغو ما يجري بين الناس من قولهم :ال واهلل ،بلى واهلل من غير
قصد .والفري بينه وبين الغموس ،وجود تعمد الكذب في الغموس دون اللغو .وحكمه :والكفارة فيه لقوله
"اليؤاخذكم اهلل باللغو في أيمانكم"(المائدة)79:
تعالىُ :
باهلل ِ
تاهلل .ومن حلف واهلل ِ
ألفاظ اليمين :واليمين إنما تكون بحروف القسم وباسم اهلل تعالى كقولهِ :
بغير اهلل لم يكن حالفا كالنبي والقرآن والكعبة ،لقوله عليه السالم" :من كان منكم حالفا فليحلف باهلل أو
ليذ ْر"(خ) .وإذا قال :أ ُ ْق ِسم أو أقسم باهلل ،أو أحلف أو أحلف باهلل ،أ ْشهد أو أشهد باهلل فهو حالف ألن هذه
ِ
وعهد اهلل وميثاقه ،ألن العهد يمين ،قال تعالى" :وأوفوا بعهد اهلل" األلفاظ مستعملة في الحلف .وكذلك:
يهودي ،أو نصراني ،أو كافر" فهو
ّ فعلت كذا فأنا
ُ (النحل ،)91:والميثاي عبارة عن العهد .ولو قال" :إن
يمين .ولو قال" :فعلي غضب اهلل أو لعنته" ينظر فيه :فإن كان في عرفهم يمينا فيمين وإال فال.
ّ
كفارة اليمين :واألصل فيه قوله تعالى " :فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوس ما تطعمون
أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة ،فمن لم يجد فصيام ثالثة أيام ،ذلك كفارة أيمانكم إذا
حلفتم"(المائدة .)79/وعلى هذا :فإن الحانف مخير بين إطعام عشرة مساكين و كسوتهم وبين تحرير رقبة،
فإن لم يقدر على أحد منها صام ثالثة أيام متتابعات ،لقراءة ابن مسعود "متتابعات" وهي كالخبر المشهور
فيقيد به المطلق.
ُ َّ
مسائل متفرقة:
-ومن حلف على معصية كقوله :واهلل الأكلم أبي أو أقتل فالنا ،وجب عليه أن يحنف في يمينه
ويكفر عنه لقوله عليه السالم" :من حلف على يمين ورآى غيرها خيرا منها فليأت بالذي هو خير ثم ليك ِّفر
ُ
عن يمينه"(ي).
فإن استباحه فعليه
علي" ْ فعلت كذا فهذا الطعام حرام
ُ -ومن حرم على نفسه شي ا مباحا :كقوله" :إن
ّ ّ
كفارة يمين ،ألن تحريم الحالل يمين لقوله تعالى " :ياأيها النبي لم تحرم ماأحل اهلل لك" ثم قال " :قدفرض
ّ ّ
اهلل لكم تحلة أيمانكم".
-ومن حلف :اليأكل لحما فأكل سمكا لم يحنف ،ومن حلف اليأكل خبزا فأكل لحم معجون لم
فاليطلق اللحم على السمك والالخبز على لحم معجون في العرف.
مبنية على العرف ُ يحنف ألن األيمان
ّ
استطعت" يحمل على الصحة.
ُ وكذا لوقال" :واهلل س ِآتيك غدا إن
144
ِ
فالح ْنف عليه لعدم إمكان الوقوف على مشي ة اهلل -ومن استثنى وقال" :إن شاء اهلل" متصال بيمينه
تعالى.
ب -النذور
وهو إيجاب عين الفعل المباح على نفسه تعظيما هلل تعالى(التعريفات للجرجاني) .وهو على نوعين:
أحدهما :مطلق مثل أن يقولّ ِ :هلل علي صوم أو حج أو أضحية ،وجب الوفاء به لقوله عليه السالم " :من
ّ
وسمى فعليه الوفاء بما سمى .والثانى :معلق بشرس كقوله :إن جاء غائبي أو إن شفى اهلل مريضي فوجد
ّ نذر
الشرس فعليه الوفاء بنفس النذر الذي سماه إلطالي الحديف ،ولم يخر عن العهدة بكفارة اليمين في
فعلت كذا فعلي حجة أوُ الصورتين بالخالف .وروي أن أباحنيفة رجع عن ذلك وقال :إذا قال الناذر :إن
ّ
صوم خ
سنة ،فهو مخير بين الوفاء بما سماه وبين كفارة يمين .وقيل إن هذا التخيير فيما إذا ع ّلق النذر بشرس
َّ ُ
بت خمرا فعلي كذا. اليريده كأن يقول :إن شر ُ
ّ
ويشترس لصحة النذر أن يكون من جنس المنذور عبادة مقصودة فرضا أو واجبا كالحج والصوم
والزكاة ،فلو نذر بقراءة القرآن أو بناء المسجد أو زيارة القبور لم يلزمه شيء ألنه ليس لها أصل في الفروض
ّ ذبحت شاة ،لم يلزمه شيء ،إال إذا زادّ ِ :
"هلل علي" أو ُ ت من مرضي هذا المقصودة .وكذا لوقال :إن برِ ْئ ُ
"أتصدي بلحمها" ،ألن الذبح اليعد عبادة إال إذا كان هلل.
بعض المصطلحات:
الي ْجبر على الخصومة إذا تركها. والم َّد ِعي :من
بحق له على غيره عند الحاكمُ .
إخبار ّ
ٌ الدعوى:
ُ ُ
والمدعى به :الحق.
َّ والم ّدعى عليه :من ُي ْجبر على الخصومة.
ُ
ُ
المدعي ،ومن مقدمتها الشهادة .وهي حجة اهرة،
ِ مايث ِبت صدي
والبينات جمع بينة وهي كل ُ
الم ّد ِعي حتى ُيب ِين ما ادعاه بيانا يزيل االلتباس فيه كجنسه ونوعه ومقداره.
والتُقبل الدعوى من ُ
ّ
الم ّدعى عليه ،فإن اعترف قضى عليه ،وإن أنكر طلب منه بينة إلثبات وإذاصحت الدعوى ،سأل القاضي ُ
ّ
والب ّد من ِ ما ادعاه فإن أحضرها قضى بها .وإن عجز عنها وطلب َّ ِ
المدعي يمين خصمه استحلفه القاضيُ .
المدعى عليه عن اليمين
طلبه ألن اليمين حقه .وإن حلف انقطعت الخصومة وسقطت الدعوى .وإذا نكل ّ
145
عي .والسكوت نكول ،ألن السكوت في معرض البيان بيان.
المد ِ
ُقضي عليه بالنكول ألنه إقرار بما ّادعاه ّ
المدعي لحديف" :البينة على المدعي واليمين على المنكر(رواه البخارى والترمذى)
ِ والتُستحلف من
وصورة اليمين :والتجوزاليمين إال باهلل تعالى لقوله عليه السالم" :من كان منكم حالفا ،فلي ْح ِل ْف
اليستحلف بالطالي والبالعتاي في اهر الرواية .و أجازه البعض .واليجوز تغلي اليمين ِ
باهلل أو ليذ ْر" .و ُ
على المسلم بزمان كيوم الجمعة ،والبمكان كمقام إبراهيم وأمام الركن بمكة ،أو عند ِمنبر النبي عليه السالم
المقس ِم به وهو حاصل باهلل.
في المدينة ألن المقصود تعظيم ُ
ويستحلف اليهودي :باهلل الذي أنزل التوراة على موسى ،والنصراني :باهلل الذي أنزل اإلنجيل على
ُ
كل بما يعتقده.
عيسى ،والمجوسي باهلل الذي خلق النارُ ،فيغ َّل ُ على ّ خ
مسائل شتى:
-واليستحلف الم ِ
نكر في إنكاره النكاح والرجعة والفيء في اإليالء والر َّي واالستيالد والنسب
ّ ْ ُ ُْ
والوالء والحدود عند أبي حنيفة ،وقاال :يستحلف في ذلك كله إال في الحدود ألن النكول عندهما إقرار
واإلقرار يجري في هذه األشياء ،والفتوى على قولهما.
-وإن أقام أحد الطرفين شاهدين و ا،خر أربعة أو أكثر ،فهما سواء ألن َّ
كل شهادة علة تامة.
-واستواء البينتين :وإذا استوت البينتان شارك المدعيان فيما يدعيانه ،مثاله :مال بيد رجل ،وادعى
رجالن أنهما اشتراه وأقاما البينةُ ،قبلت بينتهما فالمال بينهما ،وكل منهما بالخيار :إن شاء أخذ نصف المال
ّ
بنصف الثمن وإن شاء ترك لتفريق الصفقة عليه(انقسام المال).
-وإذا اختلف الزوجان في قدر المهر أو في جنسه فأيهما أقام البينة قبلت ألنه ن َّور دعواه بالبينة.
وإن أقاما البينة قبلت بينة الزوجة ألنها تثبت الزيادة .وإن لم تكن لهما بينة تحالفا ،ولم ُيفسخ النكاح.
ّ
-وإن اختلف الزوجان في متاع البيت وال بينة لهما :فما يصلح للرجال عرفا فهو للزو ومايصلح
للنساء فهو للزوجة ،وما يصلح لهما فهو للزو .والفري في الحكم بين ما وقع االختالف في حال قيام
النكاح أو بعد الفرقة .ولو مات أحد الزوجين واختلف وارثه مع ا،خر فهو للباقى سواء كان المتاع
ممايصلح للرجال أو للنساء ألن اليد ِل ْلح ِي دون الميت.
ّ
-ومن ادعى نسب أحد التوأمين ونفى ا،خر ثبت نسبهما منه ألنهما من ماء واحد.
146
كتاب الشهادات
حق. خ
صدي إلثبات خ معناها :والشهادة خبر قاطع في اللغة ،وفي الشرع :إخبار
حكمها :ويجب على الشاهد أدا ها واليجوز كتمانها إذا طالب المدعي لقوله تعالى" :واليأب
الشهداء إذا ما ُد ُعوا" (البقرة" ،)282/والتكتموا الشهادة ،ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"(البقرة .)283/ويجب
عليه بغير طلب إذا لم يعلمه المدعي وخاف الشاهد فوت الحق إن لم يشهد به .وهذا كله في غير الحدود.
وأما فيها فالشاهد ُمخير بين الستر واإل هار ،والستر أفضل لقوله عليه السالم للذي شهد عنده" :لو سترته
َّ
بثوبك لكان خيرا لك" ولقوله عليه السالم" :من ستر على مسلم ستر اهلل تعالى عليه في الدنيا وا،خرة"(ت،
د).
أوال :في حد الزنى وحد القذف :ويجب فيهما أربعة من الرجال لقوله تعالى " :والّتي يأتين الفاحشة
من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم"(النساء ،)15/ولقوله" :ثم لم يأتوا بأربعة شهداء"(النور.)4/
ثانيا :و في القصاص وبقية الحدود كحد السرقة والشرب ،رجالن لقوله تعالى" :واستشهدوا
شهيدين من رجالكم"(البقرة .)282/والتقبل شهادة النساء في الزنى وبقية الحدود والقصاص لحديف
لدن رسول اهلل والخليفتين من بعده :أن الشهادة للنساء في الحدود والقصاص".
"مضت السنة من ْ
ْ الزهري:
ثالثا :وما سوى ذلك المذكور من سائر الحقوي ،فتقبل فيها شهادة رجلين أو رجل وامرأتين ،سواء
كان الحق ماال أو غيره مثل النكاح والطالي والوكالة والوصية.
رابعا :وتقبل شهادة امرأة واحدة فيما اليطلع عليه الرجال كالوالدة والبكارة والعيوب التي بالنساء.
147
الشرس الثالف :العدالة ،لقوله تعالىِ :
"م َّم ْن ترضون من الشهداء"(البقرة ،)282/ولقوله" :وأشهدوا
ذوي عدل منكم"(الطالي .)2/وهو الذي يجتنب الكبائر ويتباعد عنها .وعن أبي يوسف :أن الفاسق إذا كان
وجيها في الناس ذا مروءة ،تقبل شهادته ألنه يمتنع الكذب لمروءته.
اتفق أبوحنيفة وصاحباه أن الحاكم يسأل عن حال الشهود سرا وعالنية في الحدود والقصاص
مطلقا سواء طعن الخصم فيهم أو لم يطعن ،ألن الشبهة فيها دارئة .وأما في سائر الحقوي فكذا األمر عند
الصاحبين ألن الحكم إنما يجب بشهادة العدول فوجب البحف عن العدالة .وقال أبوحنيفة :يقتصر الحاكم
على الظاهر وال يسأل عنهم سرا لقوله عليه السالم" :المسلمون عدول بعضهم على بعض إالمحدودا في
قذف" ،وألن الظاهر انزجار المسلم عن الحرام فيكتفى بالظاهر إذ ال يمكن الوصول إلى القطع .وقيل:
اختالفهم هذا باختالف عصر وزمان ال باختالف حجة وبرهان.
-والتقبل شهادة األعمى ألن األداء يحتا إلى التمييز باالشارة بين المشهود له والمشهود عليه،
واليميز األعمى إال بالصوت ،والصوت يشبه الصوت.
ّ
-والتقبل شهادة المحدود في قذف وإن تاب لقوله تعالى" :والتقبلوا لهم شهادة أبدا" ،واالستثناء
في قوله" :إالالذين تابوا" منصرف لمايليه وهو قوله" :وأول ك هم الفاسقون" فيرتفع فسقه بالتوبة واليرتفع
النهي عن قبول شهادتهم لقوله تعالى" :أبدا".
-والتقبل شهادة الوالد لولده وولد ولده ،والشهادة الولد ألبويه وأجداده ،والشهادة أحد الزوجين
ل خر ،والشهادة الشريك لشريكه فيما هو من شركتهما للتهمة ألن المنافع متصلة بينهم .وتجوز شهادة
بعضهم على البعض.
-والتقبل شهادة من يرتكب من الكبائر التي يتعلق بها الحد كالزنى والسرقة وشرب الخمر والمن
يشتهر بأكل الربا والمن يقامر.
-وتقبل شهادة الرجل ألخيه وعمه النعدام التهمة.
مسائل شتى:
-واليجوز للشاهد أن يشهد بشيء لم يعاينه إال النسب والموت والنكاح فإنه يسعه أن يشهد بها إذا
أخبره بها من يثق به استحسانا ،فإنه لو لم يقبل فيها الشهادة بالتسامع ألدى إلى الحر وتعطيل األحكام.
148
-وقال أبوحنيفة في شاهد الزور :أُش ِ ّهره في السوي وأح ِ ّذ ُر ُه الناس والأُع ِّزره .وقاال :نوجعه ضربا
ونحبسه حتى يتوب.
الرجوع عن الشهادة:
قبل الحكم :وإذا رجع الشهود عن شهادتهم قبل الحكم بها سقطت شهادتهم ،واليثبت شيء من
الحق ،ألن الحق إنمايثبت بالقضاء ،والضمان عليهما ألنهما لم يتلفا شي ا .واليصح الرجوع إالبحضرة
الحاكم.
المزكون عن التزكية ضمنوا عند أبي حنيفة ألنها إعمال(مؤثر)للشهادة ألن القاضي لم
وإذا رجع ُ
يعمل بها إال بالتزكية فصارت في معنى علة العلة .وقاال :اليضمنون شي ا.
ويشترس فيه ما يشترس في الشاهد من الحرية واالسالم والعدالة .ولو ُق ِّلد الفاسق يصح إال أنه
الينبغي أن ُيق َّلد كما في حكم الشهادة.
والبأس بالدخول في القضاء لمن يثق بنفسه أنه يؤدي فرضه ،وإال يكره .واليقبل القاضي هدية،
ويس ِّوى بين الخصمين في الجلوس بين يديه ِ
واليحضر دعوة إال أن تكون عامة ،ألن الخاصة مظ َّنة التهمةُ .
واليل ِّقنه حجة ،واليضحك في وجهه احترازا عن
ُ واليسار أحدهما،
ُ
ِ
واإلشارة إليهما. ِ
واإلقبال عليهما
التهمة ،واليمازحهم ألن ِ
المزاحة ُتزيل المهابة .ويحبس الرجل في نفقة زوجته لظلمه بامتناعه ،واليحبس ُ ُ
الوالد في د ْين ولده.
وليس للقاضي أن يستخلف نائبا عنه على القضاء ،ألنه ُق ِّلد للقضاء دون التقليد فصار كتوكيل
الوكيل.
149
حضر من يقوم مقامه كوكيله ووصيِه.
واليقضي القاضي على غائب وال له ،إال أن ي ُ
ّ
التقبل شهادته لهؤالء لمكان
وحكم الحاكم ،بائه وإن عال ،وولده وإن سفل ،وزوجته ،باطل ،ألنه ُ
التهمة ،فاليصح القضاء لهم ،بخالف حكمه عليهم فيقبل ألنه تقبل شهادته عليهم النتفاء التهمة ،فكذا
القضاء.
مسألة التحكيم:
حكم رجالن رجال ليحكم بينهما ،ورضيا بحكمه جاز حكمه ،ألن لهما والية على أنفسهما
وإذا َّ
فصح تحكيمهما .وي ْن ُف ُذ حكمه عليهما إن كان الحكم يحمل شروس القاضي ألنه بمنزلة القاضي بينهما
فاليجوز تحكيم الكافر النعدام أهلية القضاء.
اليباح له أن
واليجوز التحكيم في الحدود والقصاص ألنه الوالية لالنسان على دم نفسه ولهذا ُ
خ
خطأ فقضى بالدية على العاقلة لم ين ُف ْذ حكمه ألنه الوالية له عليهم. ي ْقتل نفسه .وإن ح ّكما رجال في ِ
دم ُ
كتاب القسمة
وتشتمل القسم ُة على معنى اإلفراز والمبادلة .و اإلفراز هو الظاهر في المكيالت والموزونات لعدم
التفاوت حتى كان ألحدهما أن يأخذ نصيبه حال غيبة صاحبه .والمبادلة هي الظاهر في غيره للتفاوت حتى
اليكون ألحدهما أن يأخذ نصيبه في غيبة صاحبه
وينبغى للقاضي أن ينصب قاسما يرزقه من بيت المال ليق ِّسم بين الناس بغير أجرة ،ألن القسمة
ُ
من جنس عمل القضاء ،إذ به تنقطع المنازعة ،فأشبه رزي القاضي .ويجوز أيضا أن ينصب قاسما يق ِسم
واليجبر الناس على قاسم واحد ،والي ْترك ال ُق ّسام يشتركون
ُ باألجرة من مال المتقاسمين ألن النفع لهم.
حتى اليتغالوا في األجرة .وأجرة القسمة على عدد الر وس عند أبي حنيفة ،ألن األجر بدل التمييز واإلفراز
وهو اليتفاوت .وعندهما على قدر األنصباء ألن األجر مؤونة الملك فيتق َّدر بقدره.
150
شروس القاسم :ويجب أن يكون عدال ،مأمونا ،عالما بالقسمة.
-وإذا حضر الشركاء عند القاسم وفي أيديهم عقار أو دار أو أرض ّادع ْوا أنهم ورثوها عن فالن،
لم يقسمها عند أبي حنيفة حتى ُيقيموا البينة على موته وعدد ورثته ،ألن التركة عليها حقوي قبل الميرا .
عوا
واد ْ
وعندهما يقسمها باعترافهم ألن اليد دليل الملك .وإن كان المال المشترك في أيديهم غير العقارَّ ،
مطلق وطلبوا قسمته ،قسمه في قولهم جميعا.
ٌ ملك
أو ُم ْشترى أو ٌ أنه ميرا
-وإذا كان كل واحد من الشركاء ينتفع بنصيبه بعد القسمة قسم المال بطلب أحدهم .وإن كان
أحدهم ينتفع وا،خر يستضر لقلة نصيبه :فإن طلب صاحب الكثير قسم له ،وإن طلب صاحب القليل لم
ّ
يقسم له ،وإن كان كل واحد منهما يستضر لقلته لم يقسمه إال بتراضيهما.
ّ
وقيل :أيهما طلب القسمة قسمها.
والقياس أن التجوز المهاي ة ألنها مبادلة المنفعة بجنسها وهو ربا لكنها جازت استحسانا باإلجماع.
لبن خ
غنم أو في أوالدها ألنها أعيان باقية ،ويمكن قسمتها عند والتجوز المهاي ة في ثمر شجرخ أو ِ
حصولها فالحاجة إلى التهايوء.
كتاب اإلكراه
أنواعه :وهو إما ُم ْل ِج ٌ بأن يكون بالقتل أو بالضرب الشديد أو بالحبس المديد أو بقطع العضو.
وهذا ُمعدم للرضا ومفسد لالختيار .وإما غير ُملج خ بأن يكون بحبس يوم أو بضرب خفيف .وهذا معدم
الرضا غير ُمفسد االختيار .والحاصل :أن عدم الرضا ووجود أصل االختيار ثابت في جميع صور اإلكراه
151
لكنه يفسد االختيار في بعض صوره واليفسد في بعضه .وإذا أُ ْط ِلق اإلكراه يقصد به الملج منهما ،ألن
غير الملج التأثير له في االختيار فال تأثير له فى التصرفات.
حكم اإلكراه(نتائجه) :وهو يختلف باختالف األحوال كما يظهر في األمثلة ا،تية:
-وإذا أُكرِ ه الرجل على بيع ماله أو على إقرار بدين ،خر فباعه أو أقر به لم يصح العقد فهو بالخيار
ّ
إن شاء أمضى وإن شاء فسخه ،ألن من شرس صحة هذه العقود :التراضي ،واإلكراه ُيعدمه.
-وإن أُكرِ ه على شرب الخمر أو على أكل لحم الخنزير بغير ملج لم يجز له إقدامه عليه ،إذ
المكرِ ه
الضرورة فيه ،وإن كان بملج جاز له ذلك كما في حال المخمصة بل وجب عليه ،وإن صبر وأوقع ُ
هدده به وقتله مثال ،أثم المكره ،ألنه عاونه على إهالك نفسه .وكذلك الحكم في اإلكراه على الكفر باهلل
ما ّ
سب النبي عليه السالم ،إال أنه يؤجر هنا إن صبر و ُقتل ،ألنه ترك الرخصة واختار العزيمة إلعزاز الدين
أو ّ
.
وسعه أن يتلفه ألن مال الغير ُيستباح للضرورة كما في حال -وإن أُكره على إتالف مال الغير ِ
المخمصة .ولصاحب المال أن ُيض ِّمن المكرِ ه ال المكره ألنه كا،لة.
152
ومن أكره على الردة لم ت ِب ْن امرأته منه ألن الردة تتعلق باالعتقاد فإذا كان قلبه مطم نا باإليمان لم
يكفر فالتثبت البينونة بالشك.
ِ
السير/الجهاد
كتاب ّ
معناه :الدعاء إلى الدين الحق وقتال من لم يقبله.
حكمه :الجهاد فرض على الكفاية إلعزاز دين اهلل ودفع الفساد عن العباد .وإذا قام به فريق من
المسلمين سق عن الباقين لحصول المقصود .وهذا إذا كان بذلك الفريق كفاية ،وإال فرض على األقرب
العدو إلى أن تحصل الكفاية .وإن لم ي ُقم به أحد ِأثم جميع المسلمين بتركه.
ّ فاألقرب من
153
-واليجوز المن عليهم(أى :العفو) لما فيه من إبطال حق الغانمين.
-واإلمام في األسرى بالخيار بين ثالثة أمور :إن شاء قتلهم لدفع فسادهم وإن شاء استر ّقهم لمنفعة
المسلمين وإن شاء تركهم أحرارا ذمة للمسلمين كما فعل عمر رضى اهلل عنه بأهل العراي .واليجوز أن
يردهم إلى دار الحرب لما فيه من تقويتهم على المسلمين.
-والي ْق ِسم اإلمام الغنيمة في دار الحرب حتى ُيخرجها إلى دار اإلسالم ألن الملك اليثبت للغانمين
إال باإلحراز في دار اإلسالم.
-مسألة األمان :وإذا أ َّمن مسلم كافرا لم يجز ألحد من المسلمين قتله(التأمين :إزالة الخوف عن
الكافر).
-وإذا غلب الكفار على الكفار فسب ْوهم وأخذوا أموالهم ملكوها فإن غلبنا على الغالبين حل لنا ما
نجد من مال المغلوبين إعتبارا بسائر أموالهم.
-وإذا غلب الكفار على المسلمين وأخذوا أموالهم وأحرزوها بدارهم ملكوها ،فإذا هر المسلمون
عليهم بعد كان المال غنيمة لهم.
-والبأس بالتنفيل وهو التحريض على القتال بإعطاء شيء زائد على سهم الغنيمة كقول القائد :من
قتل قتيال فله سلبه(أي :ما على الكافر المقتول من ثيابه وسالحه ومركبه).
ُ
الخ ُم ُس منها لإلمام والباقى للغانمين لقوله تعالى" :واعلموا أنما غنمتم من ش
-قسم الغنيمة :و ُ
فأن هلل خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" (األنفال.)41 :
-وإذادخل المسلم دار الحرب بأمان فاليحل له أن يتعرض لشيء من أموالهم وال دمائهم
ّ
غدر بهم والغدر حرام.
والفروجهم ألن ذلك ْ
ِ
مستأمنا) فاليحل للمسلمين أن يتعرض لشيء من ماله ودمه -وإذا دخل الحربي إلينا بأمان(يسمى:
واليم َّكن له أن يقيم في دارنا أكثر من سنة فإن أقام ُو ِضعت الجزية عليه فصار ذميا.
وعرضه كماسبقُ .
ّ
العشرية :كل أرض أسلم أهلها عليها قبل أن ُي ْقدر عليها أو ُفتحت ع ْنوة و ُقسمت بين الغانمين فهي
أرض عشر فيؤخذ ُع ْشر ما يخر منها .ألنها و يفة أرض المسلمين لما فيه من معنى العبادة.
ُ ُ
154
وأقر أهلها عليها ولم تقسم بين الغانمين ،فهي أرض خرا ، والخراجية :وكل أرض ُفتحت عنوة ِ
َّ
ويعين مقدارها من ِقبل الدولة االسالمية الغالبة كر ُب ِع ما يخر من األرض أو ُخ ُمسها .ألنه و يفة (ضريبة)
ُ ُ َّ
أرض الكفار لما فيه من معنى العقوبة .وما جباه اإلمام من الخرا فتصرفه إلى اإلمام.
-والجزية على امرأة والصبي والز ِم خن والأعمى والشيخ كبير والفقير اليكتسب وال على الرهبان
اليخالطون الناس .ألن الجزية ُوضعت بدال عن القتل وهم ممن اليجوز قتلهم في الحرب
الذين ُ
واليستطيعون على القتال.
-ومن أسلم من الذميين سقطت الجزية ألنها تجب على وجه العقوبة فتسق باالسالم .ومن امتنع
أداء الجزية أُخذت جبرا ولم ُينقض عهده .والينتقض عهد أهل الذمة إال إذا لحق بدار الحرب أو غلبوا
على موضع فيحاربنا.
ُ
بِيعة والكنيسة والصومعة والبيت نار في دار االسالم .وإذا انهدمت الكنائس -واليجوز إحدا
ْ
والبِي ُع القديمة أعادوها من غير زيادة على ما كانت.
والمرتد هو الراجع عن اإلسالم .و من ارتد ُعرض عليه اإلسالم استحبابا ،فإن كانت له شبهة،
ويعرض عليه اإلسالم في كل يوم ،فإن أسلم فبِها وإال ُقتل لحديف رواه ِ
ويحبس ثالثة أيامُ ،
ُكشفت لهُ ،
155
والتقتل المرتدة لنهيه عليه السالم عن قتل النساء مطلقا ،ولكن تحبس
ُ بدل دينه فاقتلوه".
البخارى" :من ّ
حتى تُسلم .ومن قتل المرتد قبل أن ُيعرض اإلسالم عليه ُكره له ذلك وال شيء على القاتل لق ْتله مباح الدم.
واليزول ملك المرتد عن أمواله عند أبي يوسف ومحمد .ويزول عند أبي حنيفة زواال موقوفا ،فإن
أسلم فهو له .وإن مات أو ُقتل على ردته ،انتقل ما كان قد اكتسبه في حال إسالمه إلى ورثته المسلمين.
وأما ما اكتسبه حال ردته فهو في ٌ للمسلمين فيوضع في بيت المال .ويبطل نكاحه باالتفاي.
ْ
وتصرفاته من بيع وشراء ورهن موقوف .وتصرفات المرتدة جائزة ونافذة.
كتاب البغاة
وإذا تغ ّلب قوم من المسلمين على بلد من بالد اإلسالم وخرجوا عن طاعة اإلمام أو نائبه دعاهم
إلى العود إلى الجماعة وكشف عن شبهتهم .واليبد هم بقتال حتى يبد وه ،فإن بد وه قاتلهم حتى ُيفري
ّ
واليغنم أموالهم .ويح ِبس اإلمام أموالهم ،فإن تابوا وعادوا إلى
ُ جمعهم .والتُسبى ذراريهم والنسا هم
الطاعة ردها عليهم.
والحظر لغة :المنع والحبس وشرعا :ما ُم ِنع من استعماله شرعا .واإلباحة :ضد الحظر .والمباح:
ما أجيز فعله وتركه بالاستحقاي ثواب والعقاب .وتدخل فيها مسائل شتى ،منها:
أحكام النظر:
واليجوز للرجل أن ينظر من األجنبية إال إلى وجهها وكفيها .وكذا قدميها في رواية عن أبي حنيفة.
وهذا إذا أمن الشهوة فإن لم يأمن لم ينظر إال لحاجة ضرورية لقوله عليه السالم" :من نظر إلى محاسن
امرأة أجنبية عن شهوة ُص َّب في عينيه اُ ،ن ُك يوم القيامة" .ويجوز للقاضي إذا أراد أن يحكم وللشاهد إذا
أراد أن يشهد :النظر إلى وجهها ولو خاف الشهوة إلحياء الحقوي .ويجوز للطبيب أن ينظر إلى موضع
بقدر الضرورة فصار كنظر الخ َّتان.
المرض منها ال أكثر ،ألن ماثبت بالضرورة يتق َّدر ْ
وينظر الرجل والمرأة من الرجل إلى جميع بدنه إال ما بين سرته إلى ركبتيه .وتنظر المرأة من المرأة
وهن من اليحل له
ّ إلى جميع بدنها إال ما بين سرتها إلى ركبتيها .وينظر الرجل من ذوات محارمه –
156
نكاحهن أبدا بنسب أو سبب – إلى وجهها ورأسها وصدرها وساقيها وعضديها .والينظر إلى هرها وبطنها.
ومملوكة غيره كمحارمه.
واليجوز للمملوك أن ينظر من سيدته إال وجهها وكفيها ألنه ذكر غير محرم والزو والشهوة
ٌ
متحققة.
ومحل الجواز في النظر في المسائل السابقة مشروس بما إذا أمن فتنة الشهوة وإال فاليجوز.
واليحل للرجل لبس الحرير ويحل للنساء لقوله عليه السالم" :إن هذين – مشيرا إلى الذهب
بتوسده عند أبي حنيفة لما فيه من استخفاف. ِ
والحرير – حرام على ذكور أمتي حل إلناثهم" .والبأس ّ
ويكره عندهما.
والمنطق ُة ِ
وحلي ُة السيف من واليجوز للرجل التح ّلي بالذهب والفضة مطلقا .ويجوز له الخاتم ِ
ُ
الفضة لما جاء من ا،ثار في إباحة ذلك .ويجوز للنساء التح ّلي بالذهب والفضة مطلقا .ويكره للولي أن
ُيلبس الصبي الذهب والفضة والحرير لتعويده على طريق الشريعة.
ّ
. واليجوز األكل والشرب في آنية الذهب والفضة للرجال والنساء لعموم الن
(المز ّين بالفضة) عند أبي حنيفة .ويكره عند أبي يوسف .وعلى ِ
المف َّضض ُ
ويجوز الشرب في اإلناء ُ
والمغ َّل ُف)بالذهب والفضة.
(المل ّب ُس ُ
ب ُ المض َّب ُ
هذا االختالف :اإلناء ُ
بخصاء البهائم لما فيه من النفع ألنها ت ْسمن بذلك ويطيب لحمها.والبأس ِ
ويقبل قول الفاسق والكافر في المعامالت .واليقبل في أخبار الديانات كثبوت الهالل إال قول
ُ
العدل.
ويكره االحتكار في أقوات ا،دميين والبهائم إذا كان ذلك في بلد يضر االحتكار بأهله لحديف:
ضيعته فليس بمكروه.ِ "الجالب مرزوي والمحتكر ملعون" .وإن لم يضر لم يكره .ومن احتكر غ َّلة
ّ
والينبغي للسلطان أن ُيس ِ ّعر على الناس ،ألن الثمن حق العاقد فكان التقدير إليه ،إال إذا تعلق به
ضرر العامة فحين ذ البأس به بمشورة أهل الرأي والبصيرة.
157
ب إلى المعصية.
ويكره بيع السالح في أيام الفتنة ممن ُي ْعر ُف أنه من أهل الفتنة ألنه تسب ٌ
التقام بعينه بل بعد تغيره،
والبأس ببيع العصير(والعنب) ممن ُي ْعل ُم أنه ّيتخذه خمرا ألن المعصية ُ
ّ
بخالف بيع السالح في أيام الفتنة ،ألن المعصية تقوم بعينه.
كتاب الوصايا
أ – الوصية:
مضاف إلى ما بعد الموت .وهى مستحبة غير واجبة ،ألنها تبرع والتبرعات ليست
ٌ وهي تمليك
بواجبة.
ومن أحكامها:
ويستحب لإلنسان أن ي ِ
وصي بدون الثلف من ماله ،سواء أكان الورثة أغنياء أم فقراء ولكن تركها ُ
أفضل إن كانوا فقراء .والتجوز الوصية بما زاد على ثلف المال ،وإن أوصى وأجازها الورثة جاز ،واللقاتل،
عمدا كان القتل أو خطأ بعد أن كان مباشرا .ويجوز أن ُيوصي المسلم للكافر ،والكافر للمسلم.
رتد فله
ردها قبل الموت لم ت ّ ِ ِ
الموصى له ،إنما يعتبر بعد موت الموصي فإذا ّ
وقبول الوصية من قب ِل ُ
أن يأخذها بعد الموت.
158
ومن أوصى بوصايا من حقوي اهلل تعالى وضاي(لم ي ْك ِف)عنها ثلف مالهُ ،ق ّدم الفرائض منها على
غير الفرائض ،مثل تقديم الحج والزكاة والكفارة على وصيته للفقراء أو للمساجد.
ومن أوصى بحجة اإلسالم أحجوا(الورثة) عنه رجال من بلده ألن الواجب الحج من بلده ،وإن لم
ت ِف النفقة فأحجوا عنه من حيف تفي .ومن خر من بلده حاجا فمات في الطريق وأوصى أن ُيح َّج عنه،
ُح َّج عنه من بلده عند أبي حنيفة ألن الوصية تنصرف إلى الحج من بلده .وقاالُ :يحج عنه من حيف بل
فرض ق ْط ِع المسافة بقدره.
ُ ألن السفر بنية الحج وقع قربة وسق
بسكنى داره سنين معلومة أو أبدا ،ألن المنافع يجوز تمليكها بعوض
وتجوز الوصية للحمل .وتجوز ُ
وبغير عوض كاإلجارة والعارية فكذلك بالوصية.
ِ
الموصي بطلت الوصية ولم يقم ورثته مقامه ،ألن الوصية إيجاب بعد وإن مات الموصى له قبل
ْ
الموت وقد مات الموصى له قبل ثبوت الحق له فبطل.
ويجوز للموص ِي الرجوع عن الوصية ألنها تبرع لم يتم فجاز الرجوع فيه كالهبة.
ب – اإليصاء:
وهو أن يجعل الرجل رجال وصيا (نائبا) على تنفيذ وصيته أو قضاء دينه أو على أوالده الصغار بعد
ّ
الموصي تمت الوصاية ،فليس للوصي أن يردها ِ موته .وإن أوصى الرجل إلى رجل فقبِل الوصي في وجه
ّ
في غير وجهه في حياته و بعد موته ،ألن الميت مضى إلى سبيله معتمدا عليه .وإن ردها في وجهه جاز.
ومن أوصى إلى كافر أو فاسق أخرجهم القاضي من الوصية ونصب غيرهم إتماما للنظر ،ألن الكافر
معاداته الدينية باعثة على ترك النظر ،والفاسق ُم َّتهم بالخيانة.
ِ
الموصي والورثة. ومن أوصى إلى من يعجز عن القيام بالوصية ،ضم القاضي غيره إليه رعاية لحق
َّ
ومن أوصى إلى اثنين لم يجز ألحدهما أن يتصرف دون صاحبه عند أبي حنيفة ومحمد ،ألن الوالية
تثبت بالتفويض فيراعى وصفه وهو وصف االجتماع ،إذ هو شرس مفيد ،إال في أشياء ضرورية ليست من
ُ
ِ
وطعام الصغار وكسوتهم وقضاء دين عليه والخصومة في حقوي باب الوالية كشراء كفن الميت وتجهيزه،
الميت ألن االجتماع فيها متعذر ،ولهذا ينفرد فيها أحد الوكيلين .وقال أبو يوسف :يجوز لكل واحد منهما
ماصنع.
159
كتاب الفرائض
وعلم الفرائض من العلوم الشريفة التي تجب العناية بها الفتقار الناس إليها ،وجاء في الحديف:
"تع َّلموا الفرائض وع ِّلموها الناس فإني امر ٌ مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف اثنان
ُ
والترمذي والنسائي والحاكم وقال :صحيح
ّ في الفريضة فاليجدان من يقضي بينهما" .رواه اإلمام أحمد
اإلسناد.
على هر القلب وهي ومن أوجب الواجبات على طالب علم الفرائض أن يحف آيات الميرا
رقم 11 :و 12و 176من سورة النساء ،ألنها أصل في معرفة أسهم أصحاب الفروض.
والجد(أب األب)وإن
ّ والمجمع على توريثهم من الذكور عشرة :االبن وابن االبن وإن سفل ،واألب
ُ
ِ
ة(المعتق).ومولى النعم عال ،واألخ وابن األخ والعم وابن العم ،والزو
ْ ّ ّ
ألم أو ألب واألخت
سبع :البنت وبنت االبن واألم والجدة ّ والمجمع على توريثهم من االنا ُ
ِ
والزوجة وموالة النعمة(المعتقة).
بين مسلم بحال أربعة :المملوك والقاتل من المقتول والمرتد وأهل الملتين فالتوار ومن الير
وكافر.
والفروض المحدودة في كتاب اهلل ستة :النصف والربع والثمن والثلثان والثلف والسدس.
فالنصف فرض خمسة :للبنت وبنت االبن إذا لم تكن بنت الصلب ،واألخت من األب واألم،
واألخت من األب إذا لم تكن أخت ألب وأم ،وللزو إذا لم يكن للميت ولد وال ولد ابن.
والربع فرض اثنين :للزو مع الولد أو ولد االبن ،وللزوجات إذا لم يكن للميت ولد وال ولد ابن،
تستقل به الواحدة إذا انفردت ويشترك به األكثر.
والثلثان فرض أربعة أصناف :البنات وبنات االبن واألخوات األشقاء واألخوات من األب.
والثلف فرض صنفين :لألم إذا لم يك ن للميت ولد وال ولد ابن ،وال اثنان فأكثر من األخوة
ويفرض لها ثلف ما يبقى بعد
ويفرض لألم في مسألتين وهما :زو وأبوان وزوجة وأبوانُ ،
واألخواتُ .
فرض الزو في األولى وبعد فرض الزوجة في الثانية ،والباقي لألب.
والثلف فرض لكل اثنين فصاعدا من ولد األم ،ذكورِ هم وإناثهم فيه سواء.
160
والسدس فرض سبعة أصناف :لكل واحد من األبوين مع وجود الولد أو ولد االبن ،ولألم مع
اإلخوة واألخوات من أي جهة كانوا ،وللجدات الصحيحات ،وللجد الصحيح مع الولد ،ولبنات االبن مع
ألب مع األخت ألب وأم ،وللواحد من ولد األم.
البنت ،ولألخوات خ
والحجب منع شخ معين عن ميراثه إما كله ويسمى حجب الحرمان(وهو اإلسقاس) أو بعضه
ّ
بوجود شخ آخر ،ويسمى حجب النقصان(مجمع األنهر)756/2 :
ويسق األخ من األم بأربعة :بالولد وولد االبن واألب والجد الصحيح.
ابن
معهن أو بإذائهن أو أسفل منهن ُ
ّ وإذا استكملت البنات الثلثين سقطت بنات االبن إال أن يكون
ابن فيع ِّصب ُه ّن.
ُ ُ
لهن وإذا استكملت األخوات خ خ
معهن أخ ّ
ّ وأم الثلثين سقطت األخوات ألب ،إال أن يكون ألب ّ
فيع ِّص ُب.
ُ
وتحجب األم من الثلف إلى السدس بالولد أو بولد االبن أو باألخوين مطلقا.
ُ
ِ
عصبة المولى ِ
المعتق ثم بعده أقرب وإذا لم تكن للميت عصبة من النسب فالعصبة له :المولى
بنفسه على الترتيب السابق.
161
باب الرد
والفاضل عن فرض ذوي السهام – إذا لم يكن عصب ٌة – مردود عليهم بقدر سهامهم .واليرد على
ِ
والرحم بين الزوجين. ستحق بالرحم
ّ الزوجين ألن الرد إنما ُي
مسائل متفرقة:
ِّ
المور . عند موت تحقق حياة الوار بعض ،ألن من شروس اإلر
-ومن مات وترك ورثة وح ْمالُ ،و ِقف ما ُله حتى تضع امرأته في قول أبي حنيفة.
-مسألة الجد مع اإلخوة :والجد الصحيح أولى بالميرا من األخوة واألخوات فيحجبهم عند أبي
حنيفة ،ألنه بمنزل األب عند فقده .وقاالُ :يقاسمهم إال أن تنقصه المقاسمة من الثلف ،فيكون له الثلف
والباقي بين اإلخوة واألخوات.
وإذا لم يكن للميت عصبة وال ذو فرض ،ورثه ذ ُوو أرحامه لقوله تعالى" :وأولوا األرحام بعضهم
أولى ببعض"(األنفال .)75 :وهم عشرة أصناف :ولد البنت ،وولد األخت ،وبنت األخ ،وبنت العم ،والخال،
والخالة ،وأب األم ،والعم من األم ،والعمة ،وولد األخ من األم ،ومن أ ْدلى بهم .فمن انفرد منهم أحرز
جميع المال .وعند االجتماع ُير َّج ُحون بقرب الدرجة ثم بقوة القرابة ثم بكون األصل وارثا عند اتحاد الجهة
وغيرها من طري الترجيح.
لذوي األرحام وتوضع التركة في بيت المال ،وبه وهذا عند الحنفية .وقال زيد بن ثابت :الميرا
قال مالك والشافعي(مجمع األنهر)76/2 :
162
المناسخة :وهي مفاعلة من النسخ بمعنى النقل والتحويل .والمراد بها ههنا أن ُي ْنقل نصيب بعض
منه (مجمع األنهر.)770/2 : الورثة بموته قبل القسمة إلى من ير
163
فهرس الموضوعات
مقدمة3/
كتاب الطهارة7/
الوضوء7/
الغسل8/
األسآر10/
باب التيمم11/
دم ا،ستحاضة14/
النفاس15/
كتاب الصالة17/
باب األذان18/
باب الوتر21/
الجماعة واإلمامة22/
باب النوافل26/
164
باب سجود السهو27/
باب االستسقاء33/
كتاب الزكاة37/
كتاب الصوم43/
باب االعتكاف46/
كتاب الحج46/
باب القران50/
باب التمتع51/
باب اإلحصار54/
باب الهدي55/
كتاب البيوع56/
165
باب خيار الر ية61/
باب اإلقالة65/
باب الربا66/
باب الصرف68/
باب السلم69/
كتاب الرهن70/
كتاب الحجر71/
كتاب اإلقرار73/
كتاب اإلجارة75/
كتاب الشفعة78/
كتاب الشركة80/
كتاب المضاربة82/
كتاب الوكالة82/
كتاب الكفالة85/
كتاب الحوالة86/
كتاب الصلح86/
كتاب الهبة88/
كتاب الوقف90/
كتاب الغصب91/
166
كتاب الوديعة92/
كتاب العارية93/
كتاب اللقطة94/
كتاب الخنثى95/
كتاب المفقود96/
كتاب اإلباي97/
كتاب المأذون97/
كتاب المزارعة97/
كتاب المساقاة98/
كتاب النكاح99/
المهر101/
تعدد الزوجات104/
كتاب الرضاع105/
كتاب الطالي106/
كتاب الرجعة109/
كتاب اإليالء110/
كتاب الظهار113/
كتاب اللعان114/
167
كتاب العدة116/
كتاب النفقات120/
نفقة األوالد121/
نفقة األبوين122/
كتاب الحضانة123/
كتاب العتاي124/
باب لتدبير125/
باب االستيالد125/
باب الكتابة125/
باب الوالء125/
كتاب الجنايات126/
باب القصاص127/
كتاب الديات129/
كتاب القسامة132/
كتاب المعاقل132/
كتاب حد الزنى133/
كتاب حد الشرب135/
كتاب حد القذف135/
كتاب حد السرقة136/
كتاب األشربة139/
168
كتاب الصيد140/
كتاب لذبائح140/
كتاب األضحية142/
كتاب الشهادات147/
كتاب القسمة150/
كتاب اإلكراه151/
كتاب السير153/
كتاب البغاة156/
كتاب الوصايا158/
كتاب الفرائض160/
169