Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 5

‫خصائص االنتباه‪.

‬‬

‫إن الطبيعة الديناميكية لالنتباه مردها طبيعة المنبهات المتباينة و المتدرجة من البساطة إلى التعقيد ٍ و من السكون إلى الحركة عالوة‬
‫على عوامل جذب االنتباه التي تؤثر ال محالة عليه بصفة عامة‪ .‬و نظرا ٍ ألهميته البالغة وجب أن تقف على أهم خصائص عملية‬
‫االنتباه و التي نلخصها في الجدول التالي السيد علي سيد أحمد و فائقة محمد بدر‪..‬ص‪. 23-22:‬‬

‫مظاهرها‬ ‫الخاصية‬

‫‪-‬يقع االنتباه بين عمليتا اإلحساس= و اإلدراك لذا يطلق عليه‬ ‫االنتباه عملية إدراكية مبكرة‬
‫» عملية إدراكية مبكرة‪« ‬‬

‫‪-‬أهم عوامل اإلصغاء‪: ‬‬ ‫االصغاء‬


‫اٍستكشاف للبنية المحيطة مثال‪ :‬التركيز على بعض األحاديث‪،‬‬
‫المثيرات السمعية‪.‬‬
‫‪-‬توجيه االنتباه لبعض المثيرات المتوائمة مع حاجاته= و حاالته‬ ‫االختيار و االنتقاء‬
‫النفسية‪.‬‬

‫‪-‬ترتكز على اإلحاطة الحسية البصرية او السمعية= ‪ ,‬أي‬ ‫عملية اإلحاطة‬


‫استقبال المثيرات و استجماعها ثم انتقائها‬

‫‪-‬التوجيه بفاعلية و إيجابية و اهتمام‬ ‫التركيز‬


‫‪ -‬إهمال إشارات التنبيهات األخرى‬
‫‪ -‬التنبيه قصديا في مجال اإلدراك‬
‫‪ -‬االنتباه غير المنقطع‬ ‫التعاقب‬
‫‪ -‬التركيز على تسلسل موجه للفكر عبر فترة زمنية‪.‬‬

‫‪-‬ظهور المثير بعد فترة زمنية طويلة مع ظهور مثير دخيل‪.‬‬ ‫التموج‬
‫‪-‬تباين شدة االستثارة من مصدر المثير نفسه بين القوة‬ ‫التذبذب‬
‫و الضعف‪.‬‬

‫طول فترة االنتباه‬


‫تختلف طول فترة االنتباه من طفل آلخر في نفس العمر كما تختلف باختالف العمر ‪ ،‬يوضحه الجدول التالي‬

‫متوسط طول فترة االنتباه‬ ‫العمر‬


‫‪ 8‬دقائق‬ ‫في عمر سنتين‬
‫‪ 9‬دقائق‬ ‫في عمر ثالث سنوات‬
‫‪ 12‬دقيقة‬ ‫في عمر اربعة سنوات‬
‫‪ 14‬دقيقة‬ ‫في عمر خمس سنوات‬
‫‪ 17‬دقيقة‬ ‫في عمر ست سنوات‬

‫نظريات االنتباه‬

‫أ‪-‬نظرية االنتباه أحادى المصدر ‪:Theory Resource- Single‬‬

‫ترجع نظرية االنتباه أحادي المصدر العالم دوييتش وآخرون ‪ ,‬تتلخص تلك النظرية في أن االنسان يتكمن من االنتباه لمثير واحد فقط‬
‫ويدخله حيز المعالجة= وال يتمكن من معالجة مثيرين في وقت واحد‪ ،‬مثال‪ :‬ال يتمكن الفرد من التحدث في الهاتف وكتابة رسالة إلى‬
‫شخص آخر‪ ،‬وبمعنى آخر يقوم الفرد بعزل كل المثيرات ويدخل مثير واحد لغرض المعالجة ‪ .‬وتقوم تلك النظرية على عدد من‬
‫المسلمات مؤداها‪:‬‬
‫أ‪ -‬إن المعلومات أثناء معالجتها تمر بمراحل ‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة التعرف ‪ :‬تشمل عملتي ‪ :‬اإلحساس ‪ ،‬اإلدراك‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة اختيار االستجابة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة تنفيذ االستجابة‪.‬‬
‫ب‪ -‬االنتباه عبارة عن قدرات ذات سعة محددة‪ :‬إن االنتباه قدرة أحادية المصدر ال يمكن توجيهها إلى أكثر من مثيرين فهي‬
‫طاقة محددة السعة تستطيع التركيز على مثير معين دون غيره من المثيرات األخرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬هناك مرشحا " ‪ : "Filtre‬يسمح بمعالجة المعلومات من خالل تركيز االنتباه عليها‪ ،‬ويمنع بعضها األخر‪.‬‬

‫ب‪-‬نظرية التوزيع المرن‪ :‬تفترض هذه النظرية ان سعة االنتباه يمكن ان تتغير على نحو مرن كنتيجة لتغيير متطلبات المهمة ففي‬
‫الوقت الذي يواجه فيه الفرد مثيرين معا‪ ،‬يمكن لسعة االنتباه ان تتزايد الى احدهم دون اهمال االخر و يرى بعض اصحاب هذه‬
‫النظرية ان المعالجة لمثيرين مختلفين يمكن ان تستمر على نحو متواز خالل جميع مراحل المعالجة‪ .‬ومن هنا فان هذه النظرية‬
‫تفترض ان كمية االنتباه المخصص لمهمة ما ليست محددة وثابتة وإنما يمكن ان تتغير تبعا لتغير متطلبات هذه المهمة‬
‫ج‪-‬نظرية المصادر المتعددة‪ :‬تفترض نظرية المصادر المتعددة ان االنتباه ليس مجرد قدرة ذات سعة محددة و انما هو مجموعة‬
‫متعددة من القنوات لكل منها سعته الخاصة وكل منها مخصص لمعالجة نوع معين من المعلومات او المثيرات‪ .‬حيث يرى كثير من‬
‫اصحاب هذه النظرية ان االنتباه يوجه لمراحل مختلفة في معالجة المعلومات لعدة مثيرات في الوقت نفسه و ذلك دون أي تداخل بينهم‬
‫بحيث ال تتأثر عملية االنتباه الى المثيرات المختلفة‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة على االنتباه‬
‫تنقسم العوامل المؤثرة في االنتباه إلى قسمين (يتفاعالن كل منهما معا ً ) ‪:‬‬
‫القسم االول‪ :‬العوامل الخارجية‪ :‬تتصل بخصائص المنبه الموضوعية وهى‬

‫شدة المنبه ‪ :‬تجذب شدة منبه ما االنتباه إليه دون غيره من المنبهات األقل شدة‪ ،‬فاألضواء الزاهية واألصوات العالية‬ ‫‪‬‬
‫والروائح النفاذة أجذب لالنتباه من األضواء الخافتة واألصوات الضعيفة ‪ ،‬والروائح المعتدلة ‪.‬‬
‫الجدة أو الحداثة ‪ :‬تجتذب المنبهات الجديدة التي تدخل في خبرة الشخص ألول مرة انتباهه أكثر من المنبهات المألوفة‬ ‫‪‬‬
‫لديه‪ ،‬وعلى ذلك فأي حدث شاذ أو مغاير للمألوف كفيل بأن يثير انتباهنا أكثر من غيره‪ ،‬فمثالً استخدام الحرف الطباعي‬
‫المائل في كتاب ما يلفت نظر القارئ إلى المفاهيم الرئيسة بطبع الكلمات الدالة عليها في هذه الصورة المغايرة‪ ،‬وكذلك‬
‫استخدام الطباشير الملون في الكتابة على السبورة‪ ،‬وتقديم المادة الدراسية بمختلف الطرق واألساليب الممكنة من شأنه أن‬
‫يجذب انتباه األطفال إلى المعلومات المقدمة‬
‫‪ .‬الحركة ‪ :‬تجذب األشياء المتحركة انتباه اإلنسان ‪ ،‬فمن المعروف أن اإلعالنات الكهربية المتحركة أجذب لالنتباه من‬ ‫‪‬‬
‫اإلعالنات الثابتة ‪ ،‬وكذلك الحركة المفاجئة أو السريعة لطفل أو شخص أو حيوان تجذب االنتباه‬

‫موضع المنبه ‪ :‬تشير بعض الدراسات= الى أن القارئ العادي أكثر ميالً إلى االنتباه إلى النصف األعلى من صفحات‬ ‫‪‬‬
‫الجريدة التي يقرؤها منه إلى االنتباه إلى النصف األسفل‪ ،‬وأن الصفحتين األولى واألخيرة أجذب لالنتباه من الصفحات‬
‫الداخلية ‪ ،‬وقد استفاد من هذه النتائج متخصصو اإلعالنات فجعلوا إعالنا‪ē‬م بارزة في هذه المواضع دون غيرها‪..‬‬
‫وكذلك تبين أن أحسن موضع للمنبه إلثارة االنتباه أن يكون موجوداً أمام العينين مباشرة ‪ ،‬فاإلعالنات التجارية الموجودة‬
‫على جانبي الطريق في مستوى البصر أكثر إثارة لالنتباه من اإلعالنات المرتفعة جداً عن مستوى البصر ‪ ،‬أو المكتوبة‬
‫على األرض‪.‬‬
‫ً‬
‫حجم المنبه ‪ :‬تتأثر درجة االنتباه بحجم المنبه ‪ ،‬فاألشياء= األكبر حجما أكثر إثارة لالنتباه من األشياء الصغيرة في حجمها‬ ‫‪‬‬
‫كما هو الحال في اإلعالنات الكبيرة ‪ ،‬والكلمات المكتوبة بحروف كبيرة أكثر إثارة لالنتباه من الكلمات المكتوبة بحروف‬
‫صغيرة ‪.‬‬
‫طبيعة المنبه ‪ :‬يختلف انتباهنا باختالف طبيعة المنبه ‪ ،‬ويقصد بطبيعة المنبه نوعه وكيفيته ‪ ،‬أي هل هو منبه بصري أو‬ ‫‪‬‬
‫سمعي أو شمي مثالً ؟ وهل المنبه البصري صورة إنسان أو حيوان أو جماد ؟ وهل المنبه السمعي قصة ؟ أو غناء ‪ ،‬أو‬
‫قطعة موسيقية ؟ ولقد تبين من الدراسات التي أُجريت في هذا ا‪Đ‬ال أن الصورة أكثر إثارة لالنتباه من الكلمات= ‪ ،‬وأن‬
‫كلمات الشعر أكثر إثارة لالنتباه من كالم النثر ‪.‬‬
‫تغير المنبه ‪ :‬المنبه المتغير أكثر لفتا ً لالنتباه من المنبه الذي يظل على حالة واحدة أو على سرعة واحدة ‪ ،‬فمثالً تغير‬ ‫‪‬‬
‫إيقاع صوت المحاضر يساعد على انتباه الجمهور ‪ ،‬وكلما كان التغير فجائيا ً ز اد أثره ‪ ،‬فنحن ال نشعر بدقات= الساعة‬
‫المنتظمة في حجرة المكتب‪ ،‬لكنها تجذب انتباهنا إذا توقفت فجأة ‪ ،‬والراديو بانطفائه أو ارتفاع صوته ‪ ،‬وأسلوب‬
‫المخاطبة في المحاضرة أو اإلعالنات‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫التباين أو التضاد ‪ :‬يؤثر التباين أو التضاد فى الفرد ‪،‬فكل شيء يختلف اختالفا كبيرا عما يوجد في محيطه من األرجح‬ ‫‪‬‬
‫أن يجذب االنتباه إليه ‪ ،‬فنقطة حمراء تبرز في مجال انتباهنا إن كانت وسط نقط سوداء ‪ ،‬كذلك وجود امرأة بين عدد من‬
‫الرجال ‪ ،‬وقد فطن رجال اإلعالن إلى هذه الحقيقة ‪ ،‬فاختصروا تفاصيل اإلعالن وزحمتها إلى عدد قليل من الخطوط‬
‫ذات األلوان الزاهية ‪.‬‬
‫إعادة العرض ‪ :‬تؤدي إعادة عرض المنبه إلى إثارة االنتباه لدى الفرد‪ ،‬ولذلك ‪ ،‬فإن تكرار اإلعالن التجاري عدة مرات‬ ‫‪‬‬
‫في اليوم يؤدي إلى انتباه الناس إليه ‪ ،‬وتكرار اإلعالن على مسافات= مختلفة في الطريق يثير انتباه سائقي السيارات ‪،‬‬
‫غير أن التكرار الكثير قد يؤدي إلى الملل‪ .‬ولذلك يلجأ المتخصصون في ميدان اإلعالن إلى تكرار الفكرة في إطار‬
‫مختلف لتجنب الملل ‪ .‬ويستطيع المعلم الماهر أن يستفيد من هذه العوامل الخارجية الستثارة انتباه تالميذه ‪ ،‬وتركيزه‬
‫وتوجيهه نحو أهداف التعلم المنشودة بشكل يحقق اإلثارة والمتعة والفائدة ‪.‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫العوامل الداخلية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫توجد عوامل داخلية مختلفة ته يئ الفرد لالنتباه إلى موضوعات خاصة دون غيرها ‪ ،‬فمن أهم هذه العوامل الداخلية‬
‫المثيرة لالنتباه ما يلى‪: ‬‬
‫أ‪ -‬الدوافع ‪:‬تلعب دوافع اإلنسان وحاجاته ورغباته المختلفة أهمية كبيرة في توجيه انتباهه إلى األشياء والمواقف‬
‫واألحداث المالئمة إلشباعها ‪ ،‬فالجائع في طريق عام يكون أكثر انتباها ً إلى الفتات المطاعم وروائح األطعمة ‪ ،‬والعطشان‬
‫أكثر انتباها ً إلى الماء والمشروبات األخرى التي تروي ظمأه ‪ ،‬واألم التي تحتاج إلى شراء مالبس لطفلها تكون أكثر‬
‫انتباها ً إلى اإلعالنات الخاصة بمالبس األطفال ‪ ،‬والشخص العاطل الذي يبحث عن عمل يكون أكثر انتباها ً إلى إعالنات‬
‫الوظائف الخالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬التهيؤ أو الوجهة الذهنية ‪ :‬يؤثر التهيؤ أو الوجهة الذهنية في الفرد ‪،‬فعلى سيل المثال إذا كان الفرد يريد كتابا ً‬
‫محدداً فسيكون أول شيء يثير انتباهه عند دخول المكتبة‪ ،‬كذلك نرى الطالب المجد حساسا ً لالتصاالت والمناقشة ‪،‬‬
‫والطبيب حساسا ً لسماع رنين جرس الهاتف ليالً ‪ ،‬واألم النائمة إلى جوار طفلها قد ال يوقظها صوت الرعد ‪ ،‬لكنها تكون‬
‫شديدة الحساسية= لكل حركة أو صوت يصدر عن الطفل‪ ،‬ومن االمور التي توثر في التهيؤ أو الوجهة الذهنية لدى الفرد ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫مستوى الحفز واالستثارة الداخلية ‪ :‬البد من توافر مستوى من الحفز أو االستثارة الحافزة التي تحرك طاقة‬ ‫‪‬‬
‫الفرد لكي يتم جذب االنتباه لمنبه معين ‪ ،‬ويرتبط الحفز باالنتباه ارتباطا ً منحنيا ً بمعنى تخفيض االنتباه إذا‬
‫انخفض الحفز ‪ ،‬ويزداد االنتباه مع تزايد الحفز ‪.‬‬
‫االهتمامات= والميول ‪ :‬تعد اهتمامات األفراد وميولهم ‪ ،‬ودوافعهم وقيمهم من أهم العوامل الداخلية لالنتباه ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فانتباه الشخص لبعض موضوعات في البيئة المحيطة به أو األحداث التي تحدث حوله إنما تتحدد من خالل‬
‫اهتماماته= ودوافعه وقيمه ‪ ،‬وعلى هذا فإن الشاعر الذي يهتم بمصطلحات الشعر ستختلف الجوانب التي تلفت‬
‫انتباهه في تسجيلها عن تلك التي يهتم بها عالم اللغة الذي يهتم بطبقات الصوت وأساليب النطق ‪ ،‬فمثالً عالم‬
‫نبات وجيولوجي وسيكولوجي زاروا حديقة الحيوان ‪ ،‬األول يلفت نظره غالبا ً وبوجه خاص الزهور والنباتات‬
‫‪ ،‬وأما الثاني فينتبه بوجه خاص إلى ما قد يوجد بالحديقة من أحجار وصخور ‪ ،‬وأما الثالث فيجذبه سلوك‬
‫الحيوانات داخل األقفاص‪ ،‬وسلوك من يتفرجون عليها خارج األقفاص ‪.‬‬
‫الراحة والتعب ‪ :‬يرتبط التيقظ واالنتباه بالراحة‪ ،‬على حين يؤدي التعب إلى نفاذ الطاقة الجسمية والعصبية ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وضعف القدرة على تركيز االنتباه ‪ ،‬فالطفل الذي لم ينل حظا وافرا من النوم ‪ ،‬أو أ‪Ĕ‬كه نشاط بدني أو ذهني‬
‫متواصل يكون أقل انتباها ً داخل حجرة الدرس ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬عوامل تشتيت االنتباه ‪:‬‬


‫يشكو كثير من التالميذ من تشتيت انتباههم أثناء المذاكرة ‪،‬و أنه كان العامل الرئيس في تخلفهم وتعثرهم مرة بعد أخرى ‪،‬‬
‫ويرجع هذا إلى عدة عوامل تساعد على تشتيت االنتباه وهي‪:‬‬
‫‪( 1‬العوامل النفسية ‪ :‬يرجع تشتيت االنتباه إلى عوامل نفسية كعدم ميل الطالب إلى المادة وبالتالي عدم اهتمامه‬
‫بها ‪ ،‬أو انشغال فكره وغرامه الشديد بأمور أخرى رياضية أو اجتماعية أو عائلية ‪ ،‬أو إسرافه في التأمل الذاتي‬
‫واجترار المتاعب واآلالم ‪ ،‬أو ألنه يشكو ألمر ما من مشاعر أليمة بالنقص أو الذنب أو القلق أو االضطهاد ‪،‬‬
‫وهنا يجب التمييز بين شرود في الذهن حيال مادة دراسية معينة أو موضوع معين‪.‬‬
‫ف أو عدم‬‫‪( 2‬العوامل الجسدية ‪ :‬قد يرجع شرود الذهن إلى التعب واإلرهاق الجسمي وعدم النوم بقدر كا ٍ‬
‫االنتظام في تناول وجبات الطعام أو سوء التغذية أو اضطراب إفرازات الغدد الصماء= ‪ ،‬إن هذه العوامل من‬
‫شأنها أن تنقص حيوية الفرد وأن تضعف قدرته على المقاومة بما شتت انتباهه ‪.‬‬
‫‪( 3‬العوامل العقلية ‪ :‬تتمثل العوامل العقلية في صعوبة الموضوع ‪ ،‬وعدم االستعداد و عدم إتقان المتطلبات‬
‫األساسية للموضوع المطروح أو المهمة المستهدفة= ‪ ،‬أو غموض األفكار وتشابكها= ‪.‬‬
‫‪( 4‬العوامل االجتماعية ‪ :‬قد يرجع شرود االنتباه إلى عوامل اجتماعية كالمشكالت غير المحسوسة ‪ ،‬أو نزاع‬
‫مستمر بين الوالدين ‪ ،‬أو صعوبات مالية ‪ ،‬أو متاعب عائلية مختلفة ‪ .‬مما يجعل الفرد يلتجئ إلى أحالم اليقظة‬
‫يجد فيها مهربا ً من هذا الواقع المؤلم ‪ ،‬ويالحظ أن األثر النفسي لهذه العوامل االجتماعية يختلف باختالف قدرة‬
‫الناس على االحتمال والصمود ‪ ،‬فمنهم= من يكون أثرها فيهم كأثر الكوارث والصدمات العنيفة ‪ ،‬ومنهم من‬
‫يستطيع الصمود لهذه اآلثار وتخطيها بسهولة كأن شيئا ً لم يكن‪.‬‬
‫‪( 5‬العوامل الفيزيقية (البيئية) ‪ :‬تؤثر العوامل الفيزيقية (البيئية) على انتباه التلميذ‪ ،‬منها سوء التهوية وارتفاع‬
‫درجة الحرارة والرطوبة ‪ ،‬ومنها الضوضاء‪ ،‬وسوء معاملة اآلخرين للفرد ‪ ،‬والفوضى ‪ ،‬وعدم االنتظار ‪،‬‬
‫وتعقيدات الموقف وتشابك عناصره ‪ ،‬ونوع العمل الذي ينهمك فيه الفرد ‪ ،‬وسوء ارتباط المنبه بالموضوع وعدم‬
‫انتمائه‪.‬‬
‫‪ (6‬عوامل مرتبطة باإلفراط في استخدام التكنولوجيا الحديثة‪ :‬يمثل اإلفراط في استخدام التكنولوجيا الحديثة أحد‬
‫أهم العوامل ذات التأثير في تشتت ونقص القدرة على االنتباه وتوصلت الدراسة إلى أن استخدام التقنيات‬
‫التكنولوجية ليالً أنما يؤثر تأثير سلبيا على جودة النوم‪ ،‬كما انه يعد احد العوامل الهامة= ذات التأثير في صعوبات‬
‫االنتباه مما ينعكس سلبيا ً على األداء االكاديمي‪.‬‬

‫‪ .‬ثالثا ً ‪:‬األسباب المحتملة لتشتت االنتباه‪:‬‬

‫‪- 1‬تلف المخ العضوي‪ :‬يعد تلف المخ العضوي من االحتماالت األولى عن األسباب الممكنة لإلصابة باضطرابات نقص‬
‫االنتباه ‪ .‬يمكن تحديد ابرز االسباب المتعلقة تلف المخ العضوي والتي قد تودى الى االصابة المحتملة لتشتت االنتباه فيما‬
‫يلى‪:‬‬
‫أ‪ -‬خلل في وظائف المخ‪ :‬إذا وجد خلل في وظائف المخ تصبح مشوشة وغير واضحة‪ ،‬مما يكون له تأثيره على‬
‫االنتباه لدى الفرد‪.‬‬
‫‪ .‬ب‪ -‬الناقالت= العصبية ‪:‬يرى العلماء أن اختالل التوازن الكيميائي لهذه الناقالت= يؤدي إلى اضطراب ميكانزيم‬
‫االنتباه فتضعف قدرة الفرد على االنتباه والتركيز ويزداد اندفاعه ونشاطه الحركي‬
‫‪ .‬ج‪ -‬ضعف النمو العقلي‪ :‬إذا كان نمو الطفل ضعيفا وال يتماشى مع عمره الزمني فإن ذلك سوف يؤدي إلى‬
‫ضعف المراكز العصبية بالمخ المسؤولة عن االنتباه‪.‬‬
‫‪- 2‬العوامل الوراثية‪ :‬تلعب الوراثة دورا هاما في إصابة األطفال باضطراب االنتباه ولك إما بطريقة مباشرة من خالل‬
‫نقل الموروثات التي تحملها الخلية التناسلية لعوامل وراثية خاصة بتلف أو ضعف بعض المراكز العصبية المسؤولة عن‬
‫االنتباه بالمخ أو بطريقة غير مباشرة من خالل نقل الموروثات لعيوب تكوينية تؤدي إلى تلف أنسجة المخ والتي بدورها‬
‫تؤدي إلى ضعف نموه بما في ذلك المراكز العصبية الخاصة باالنتباه‪.‬‬
‫‪-3‬العوامل البيئة‪ :‬تتمثل العوامل البيئة في االتى ‪:‬‬
‫‪ -‬عوامل متعلقة بمرحلة الحمل‪ :‬قد تتعرض األم أثناء فترة الحمل لبعض األشياء التي تؤثر على الجنين وتجعله‬
‫عرضة بعد الوالدة لإلصابة باضطراب االنتباه وذلك مثل تعرضها لقدر كبير من األشعة أو بعض العقاقير الطبية التي‬
‫تؤثر على الحمل في األشهر الثالثة األولى من الحمل ‪.‬‬
‫‪-4‬عوامل متصلة باألسرة‪ :‬أظهرت بعض الدراسات= ان أمهات= األطفال الذين يعانون من نقص االنتباه ال يظهرون أيا من‬
‫عالمات الحب والعاطفة ألبنائهم وتمتاز معاملتهم= لهم بالقسوة ويتعرض األبناء للعقاب دائما‪ .‬ولكن في دراسة نفت األولى‬
‫أظهرت ان هذا السلوك الصارم من قبل األمهات هو رد فعل طبيعي لسلوك أبنائهم الشاذ‪ .‬وقد ثبت ان األطفال الذين‬
‫يجدون الدعم و الحب من الوالدين والذين يقومون بالتعاون مع المدرسة والطبيب المعالج يمكن لهم التحسن بدرجة كبيرة‪،‬‬
‫كما يمكنهم التكيف مع حياتهم اليومية‪.‬‬

‫الخصائص السلوكية للتالميذ ذوى صعوبات االنتباه مع فرط النشاط‬


‫يمكن تحديد الخصائص السلوكية للتالميذ ذوى صعوبات االنتباه مع فرط النشاط فى مراحل النمو المختلفة على النحو‬
‫التالي ‪:‬‬
‫اوال‪ :‬مرحلة سن المهد ‪:‬‬
‫من الخصائص المميزة الضطرابات االنتباه والحركة المفرطة في مرحلة الطفولة المبكرة ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬البكاء والصياح بصوت مرتفع‪.‬‬
‫‪-‬سرعه االستثارة‪ ،‬والغضب‪.‬‬
‫‪ -‬الحركة المفرطة‪.‬‬
‫‪ -‬اضطرابات النوم‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬مرحلة الطفولة المبكرة (ما قبل المدرسة)‪: ‬‬
‫يبدي العديد من األطفال الذين لديهم اضطراب نقص االنتباه مع فرط النشاط في سن ما قبل المدرسة سلوكيات حركية‬
‫نشطة تخلو من الراحة‪ ،‬وتغيرات كبيرة في المزاج ونوبات من الغضب‪ ،‬وإرهاق ناتج عن نقص النوم ‪ ،‬وزمن االنتباه‬
‫لديهم قصير جداً كما يظهر العديد من األطفال في هذه المرحلة العمرية مشكالت في اللغة والكالم ويصفون عادة بأن‬
‫تصرفاتهم خرقاء ‪ .‬وتبدو مشكالتهم أكثر وضوحا ً حين يكونون في مواقف ضمن مجموعات وقد يبدون سلوكيات عدوانية‬
‫وكثير من هؤالء األطفال ال يستمرون في رياض األطفال‪ .‬ويمكن تلخيص الخصائص السلوكية للتالميذ ذوى صعوبات‬
‫االنتباه مع فرط النشاط في مرحلة الطفولة المبكرة (ما قبل المدرسة) النحو التالى‪:‬‬
‫‪ -‬العنف في التعامل مع األشياء واآلخرين‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة في اضطرابات النوم‪ - .‬سرعه التغيير المزاجي والغضب‪.‬‬
‫‪ -‬تصلب الرأي وعدم االنصياع لألوامر‪.‬‬
‫‪ -‬قصر مدة االنتباه‪.‬‬
‫‪ -‬مشكالت في الكالم واللغة‪ ،‬حيث يوصف الكالم في تلك المرحلة بأنه ال يتالءم والعمر الزمني والعقلي للطفل‪ ،‬وانه غير‬
‫متناسق ومفهوم وغير مترابط‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬مرحلة الطفولة المتاخرة (المدرسة االبتدائية)‪: ‬‬
‫تستمر المظاهر السلوكية لمرحلة ما قبل المدرسة مع الطفل حتى مرحلة المدرسة‪ ،‬لكنها تأخذ شكالً أكثر‬
‫حدة وأكثر وضوحا ً لما تتطلبه تلك المرحلة من الجلوس بهدوء لفترات زمنية طويلة والتعامل مع الواجبات المنزلية تلك‬
‫التي تتطلب التركيز واالنتباه إضافة إلى التعاون مع الزمالء والمشاركة في األنشطة المدرسية وأداء الواجبات والتكليفات‬
‫المختلفة‪ .‬ونتيجة لما يتميز به الطفل من االنشغال وعدم االنتباه وعدم االنصياع لألوامر والتوجيهات ومقاومة القوانين‬
‫تزداد مشكالته= في المدرسة‪.‬‬
‫رابعا‪:‬مرحلة المراهقة ‪:‬‬
‫تنخفض حدة الحركة المفرطة في مرحلة المراهقة في حين تبقي مشكالت= االندفاع وقصور االنتباه على‬
‫درجتها من الحدة وتزداد حصيلة المراهق في هذه المرحلة من خبرات اإلخفاق والفشل المتمثلة في الفشل الدراسي والفشل‬
‫في إقامة عالقات اجتماعية سوية مما يزيد من حدة السلوك المعادي= والمضاد للمجتمع‪ .‬هناك أنماط سلوكية مميزة للطفل‬
‫مفرط النشاط تتمثل في العالقات مع اآلخرين على النحو التالي ‪:‬‬
‫‪-‬ال يستطيع تكوين صداقات‬
‫‪ -‬يتشاجر مع غيرة من األطفال دون تحريض أو استفزاز‬
‫‪ -‬تصرفاته وعاداته مزعجة وحادة الطبع‪ - .‬ينزع إلى السيطرة واالستبداد بمن حوله بشكل زائد‪- .‬يجد رفضا ً ونبذا من‬
‫اآلخرين بشكل مستمر‪.‬‬
‫خامسا‪:‬مرحلة الرشد ‪:‬‬
‫من أهم الصفات التي يتصف بها مضطربي االنتباه في هذه المرحلة ما يلي‬
‫‪-‬السلوك العدواني‬
‫‪-‬ضعف االهتمام بالعالقات االجتماعية مع اآلخرين‪.‬‬
‫‪-‬تقلب الحالة المزاجية‬
‫‪ -‬مفهوم الذات منخفض‪.‬‬
‫‪-‬لديهم عجز متعلم‬
‫‪-‬نقص الدافع لإلنجاز‬
‫‪-‬إشاعة الفوضى داخل الجماعة التي ينتمون إليها‬
‫‪-‬عدم االهتمام بالعمل وكثرة الغياب والمشاحنات= مع الزمالء والمديرين‬

You might also like