Professional Documents
Culture Documents
الانتباه
الانتباه
إن الطبيعة الديناميكية لالنتباه مردها طبيعة المنبهات المتباينة و المتدرجة من البساطة إلى التعقيد ٍ و من السكون إلى الحركة عالوة
على عوامل جذب االنتباه التي تؤثر ال محالة عليه بصفة عامة .و نظرا ٍ ألهميته البالغة وجب أن تقف على أهم خصائص عملية
االنتباه و التي نلخصها في الجدول التالي السيد علي سيد أحمد و فائقة محمد بدر..ص. 23-22:
مظاهرها الخاصية
-يقع االنتباه بين عمليتا اإلحساس= و اإلدراك لذا يطلق عليه االنتباه عملية إدراكية مبكرة
» عملية إدراكية مبكرة«
-ظهور المثير بعد فترة زمنية طويلة مع ظهور مثير دخيل. التموج
-تباين شدة االستثارة من مصدر المثير نفسه بين القوة التذبذب
و الضعف.
نظريات االنتباه
ترجع نظرية االنتباه أحادي المصدر العالم دوييتش وآخرون ,تتلخص تلك النظرية في أن االنسان يتكمن من االنتباه لمثير واحد فقط
ويدخله حيز المعالجة= وال يتمكن من معالجة مثيرين في وقت واحد ،مثال :ال يتمكن الفرد من التحدث في الهاتف وكتابة رسالة إلى
شخص آخر ،وبمعنى آخر يقوم الفرد بعزل كل المثيرات ويدخل مثير واحد لغرض المعالجة .وتقوم تلك النظرية على عدد من
المسلمات مؤداها:
أ -إن المعلومات أثناء معالجتها تمر بمراحل :
-مرحلة التعرف :تشمل عملتي :اإلحساس ،اإلدراك.
-مرحلة اختيار االستجابة.
-مرحلة تنفيذ االستجابة.
ب -االنتباه عبارة عن قدرات ذات سعة محددة :إن االنتباه قدرة أحادية المصدر ال يمكن توجيهها إلى أكثر من مثيرين فهي
طاقة محددة السعة تستطيع التركيز على مثير معين دون غيره من المثيرات األخرى.
ج -هناك مرشحا " : "Filtreيسمح بمعالجة المعلومات من خالل تركيز االنتباه عليها ،ويمنع بعضها األخر.
ب-نظرية التوزيع المرن :تفترض هذه النظرية ان سعة االنتباه يمكن ان تتغير على نحو مرن كنتيجة لتغيير متطلبات المهمة ففي
الوقت الذي يواجه فيه الفرد مثيرين معا ،يمكن لسعة االنتباه ان تتزايد الى احدهم دون اهمال االخر و يرى بعض اصحاب هذه
النظرية ان المعالجة لمثيرين مختلفين يمكن ان تستمر على نحو متواز خالل جميع مراحل المعالجة .ومن هنا فان هذه النظرية
تفترض ان كمية االنتباه المخصص لمهمة ما ليست محددة وثابتة وإنما يمكن ان تتغير تبعا لتغير متطلبات هذه المهمة
ج-نظرية المصادر المتعددة :تفترض نظرية المصادر المتعددة ان االنتباه ليس مجرد قدرة ذات سعة محددة و انما هو مجموعة
متعددة من القنوات لكل منها سعته الخاصة وكل منها مخصص لمعالجة نوع معين من المعلومات او المثيرات .حيث يرى كثير من
اصحاب هذه النظرية ان االنتباه يوجه لمراحل مختلفة في معالجة المعلومات لعدة مثيرات في الوقت نفسه و ذلك دون أي تداخل بينهم
بحيث ال تتأثر عملية االنتباه الى المثيرات المختلفة.
العوامل المؤثرة على االنتباه
تنقسم العوامل المؤثرة في االنتباه إلى قسمين (يتفاعالن كل منهما معا ً ) :
القسم االول :العوامل الخارجية :تتصل بخصائص المنبه الموضوعية وهى
شدة المنبه :تجذب شدة منبه ما االنتباه إليه دون غيره من المنبهات األقل شدة ،فاألضواء الزاهية واألصوات العالية
والروائح النفاذة أجذب لالنتباه من األضواء الخافتة واألصوات الضعيفة ،والروائح المعتدلة .
الجدة أو الحداثة :تجتذب المنبهات الجديدة التي تدخل في خبرة الشخص ألول مرة انتباهه أكثر من المنبهات المألوفة
لديه ،وعلى ذلك فأي حدث شاذ أو مغاير للمألوف كفيل بأن يثير انتباهنا أكثر من غيره ،فمثالً استخدام الحرف الطباعي
المائل في كتاب ما يلفت نظر القارئ إلى المفاهيم الرئيسة بطبع الكلمات الدالة عليها في هذه الصورة المغايرة ،وكذلك
استخدام الطباشير الملون في الكتابة على السبورة ،وتقديم المادة الدراسية بمختلف الطرق واألساليب الممكنة من شأنه أن
يجذب انتباه األطفال إلى المعلومات المقدمة
.الحركة :تجذب األشياء المتحركة انتباه اإلنسان ،فمن المعروف أن اإلعالنات الكهربية المتحركة أجذب لالنتباه من
اإلعالنات الثابتة ،وكذلك الحركة المفاجئة أو السريعة لطفل أو شخص أو حيوان تجذب االنتباه
موضع المنبه :تشير بعض الدراسات= الى أن القارئ العادي أكثر ميالً إلى االنتباه إلى النصف األعلى من صفحات
الجريدة التي يقرؤها منه إلى االنتباه إلى النصف األسفل ،وأن الصفحتين األولى واألخيرة أجذب لالنتباه من الصفحات
الداخلية ،وقد استفاد من هذه النتائج متخصصو اإلعالنات فجعلوا إعالناēم بارزة في هذه المواضع دون غيرها..
وكذلك تبين أن أحسن موضع للمنبه إلثارة االنتباه أن يكون موجوداً أمام العينين مباشرة ،فاإلعالنات التجارية الموجودة
على جانبي الطريق في مستوى البصر أكثر إثارة لالنتباه من اإلعالنات المرتفعة جداً عن مستوى البصر ،أو المكتوبة
على األرض.
ً
حجم المنبه :تتأثر درجة االنتباه بحجم المنبه ،فاألشياء= األكبر حجما أكثر إثارة لالنتباه من األشياء الصغيرة في حجمها
كما هو الحال في اإلعالنات الكبيرة ،والكلمات المكتوبة بحروف كبيرة أكثر إثارة لالنتباه من الكلمات المكتوبة بحروف
صغيرة .
طبيعة المنبه :يختلف انتباهنا باختالف طبيعة المنبه ،ويقصد بطبيعة المنبه نوعه وكيفيته ،أي هل هو منبه بصري أو
سمعي أو شمي مثالً ؟ وهل المنبه البصري صورة إنسان أو حيوان أو جماد ؟ وهل المنبه السمعي قصة ؟ أو غناء ،أو
قطعة موسيقية ؟ ولقد تبين من الدراسات التي أُجريت في هذا اĐال أن الصورة أكثر إثارة لالنتباه من الكلمات= ،وأن
كلمات الشعر أكثر إثارة لالنتباه من كالم النثر .
تغير المنبه :المنبه المتغير أكثر لفتا ً لالنتباه من المنبه الذي يظل على حالة واحدة أو على سرعة واحدة ،فمثالً تغير
إيقاع صوت المحاضر يساعد على انتباه الجمهور ،وكلما كان التغير فجائيا ً ز اد أثره ،فنحن ال نشعر بدقات= الساعة
المنتظمة في حجرة المكتب ،لكنها تجذب انتباهنا إذا توقفت فجأة ،والراديو بانطفائه أو ارتفاع صوته ،وأسلوب
المخاطبة في المحاضرة أو اإلعالنات.
ً ً
التباين أو التضاد :يؤثر التباين أو التضاد فى الفرد ،فكل شيء يختلف اختالفا كبيرا عما يوجد في محيطه من األرجح
أن يجذب االنتباه إليه ،فنقطة حمراء تبرز في مجال انتباهنا إن كانت وسط نقط سوداء ،كذلك وجود امرأة بين عدد من
الرجال ،وقد فطن رجال اإلعالن إلى هذه الحقيقة ،فاختصروا تفاصيل اإلعالن وزحمتها إلى عدد قليل من الخطوط
ذات األلوان الزاهية .
إعادة العرض :تؤدي إعادة عرض المنبه إلى إثارة االنتباه لدى الفرد ،ولذلك ،فإن تكرار اإلعالن التجاري عدة مرات
في اليوم يؤدي إلى انتباه الناس إليه ،وتكرار اإلعالن على مسافات= مختلفة في الطريق يثير انتباه سائقي السيارات ،
غير أن التكرار الكثير قد يؤدي إلى الملل .ولذلك يلجأ المتخصصون في ميدان اإلعالن إلى تكرار الفكرة في إطار
مختلف لتجنب الملل .ويستطيع المعلم الماهر أن يستفيد من هذه العوامل الخارجية الستثارة انتباه تالميذه ،وتركيزه
وتوجيهه نحو أهداف التعلم المنشودة بشكل يحقق اإلثارة والمتعة والفائدة .
القسم الثاني:
العوامل الداخلية :
توجد عوامل داخلية مختلفة ته يئ الفرد لالنتباه إلى موضوعات خاصة دون غيرها ،فمن أهم هذه العوامل الداخلية
المثيرة لالنتباه ما يلى:
أ -الدوافع :تلعب دوافع اإلنسان وحاجاته ورغباته المختلفة أهمية كبيرة في توجيه انتباهه إلى األشياء والمواقف
واألحداث المالئمة إلشباعها ،فالجائع في طريق عام يكون أكثر انتباها ً إلى الفتات المطاعم وروائح األطعمة ،والعطشان
أكثر انتباها ً إلى الماء والمشروبات األخرى التي تروي ظمأه ،واألم التي تحتاج إلى شراء مالبس لطفلها تكون أكثر
انتباها ً إلى اإلعالنات الخاصة بمالبس األطفال ،والشخص العاطل الذي يبحث عن عمل يكون أكثر انتباها ً إلى إعالنات
الوظائف الخالية.
ب -التهيؤ أو الوجهة الذهنية :يؤثر التهيؤ أو الوجهة الذهنية في الفرد ،فعلى سيل المثال إذا كان الفرد يريد كتابا ً
محدداً فسيكون أول شيء يثير انتباهه عند دخول المكتبة ،كذلك نرى الطالب المجد حساسا ً لالتصاالت والمناقشة ،
والطبيب حساسا ً لسماع رنين جرس الهاتف ليالً ،واألم النائمة إلى جوار طفلها قد ال يوقظها صوت الرعد ،لكنها تكون
شديدة الحساسية= لكل حركة أو صوت يصدر عن الطفل ،ومن االمور التي توثر في التهيؤ أو الوجهة الذهنية لدى الفرد ما
يلي :
مستوى الحفز واالستثارة الداخلية :البد من توافر مستوى من الحفز أو االستثارة الحافزة التي تحرك طاقة
الفرد لكي يتم جذب االنتباه لمنبه معين ،ويرتبط الحفز باالنتباه ارتباطا ً منحنيا ً بمعنى تخفيض االنتباه إذا
انخفض الحفز ،ويزداد االنتباه مع تزايد الحفز .
االهتمامات= والميول :تعد اهتمامات األفراد وميولهم ،ودوافعهم وقيمهم من أهم العوامل الداخلية لالنتباه ،
فانتباه الشخص لبعض موضوعات في البيئة المحيطة به أو األحداث التي تحدث حوله إنما تتحدد من خالل
اهتماماته= ودوافعه وقيمه ،وعلى هذا فإن الشاعر الذي يهتم بمصطلحات الشعر ستختلف الجوانب التي تلفت
انتباهه في تسجيلها عن تلك التي يهتم بها عالم اللغة الذي يهتم بطبقات الصوت وأساليب النطق ،فمثالً عالم
نبات وجيولوجي وسيكولوجي زاروا حديقة الحيوان ،األول يلفت نظره غالبا ً وبوجه خاص الزهور والنباتات
،وأما الثاني فينتبه بوجه خاص إلى ما قد يوجد بالحديقة من أحجار وصخور ،وأما الثالث فيجذبه سلوك
الحيوانات داخل األقفاص ،وسلوك من يتفرجون عليها خارج األقفاص .
الراحة والتعب :يرتبط التيقظ واالنتباه بالراحة ،على حين يؤدي التعب إلى نفاذ الطاقة الجسمية والعصبية ،
ً ً
وضعف القدرة على تركيز االنتباه ،فالطفل الذي لم ينل حظا وافرا من النوم ،أو أĔكه نشاط بدني أو ذهني
متواصل يكون أقل انتباها ً داخل حجرة الدرس .
- 1تلف المخ العضوي :يعد تلف المخ العضوي من االحتماالت األولى عن األسباب الممكنة لإلصابة باضطرابات نقص
االنتباه .يمكن تحديد ابرز االسباب المتعلقة تلف المخ العضوي والتي قد تودى الى االصابة المحتملة لتشتت االنتباه فيما
يلى:
أ -خلل في وظائف المخ :إذا وجد خلل في وظائف المخ تصبح مشوشة وغير واضحة ،مما يكون له تأثيره على
االنتباه لدى الفرد.
.ب -الناقالت= العصبية :يرى العلماء أن اختالل التوازن الكيميائي لهذه الناقالت= يؤدي إلى اضطراب ميكانزيم
االنتباه فتضعف قدرة الفرد على االنتباه والتركيز ويزداد اندفاعه ونشاطه الحركي
.ج -ضعف النمو العقلي :إذا كان نمو الطفل ضعيفا وال يتماشى مع عمره الزمني فإن ذلك سوف يؤدي إلى
ضعف المراكز العصبية بالمخ المسؤولة عن االنتباه.
- 2العوامل الوراثية :تلعب الوراثة دورا هاما في إصابة األطفال باضطراب االنتباه ولك إما بطريقة مباشرة من خالل
نقل الموروثات التي تحملها الخلية التناسلية لعوامل وراثية خاصة بتلف أو ضعف بعض المراكز العصبية المسؤولة عن
االنتباه بالمخ أو بطريقة غير مباشرة من خالل نقل الموروثات لعيوب تكوينية تؤدي إلى تلف أنسجة المخ والتي بدورها
تؤدي إلى ضعف نموه بما في ذلك المراكز العصبية الخاصة باالنتباه.
-3العوامل البيئة :تتمثل العوامل البيئة في االتى :
-عوامل متعلقة بمرحلة الحمل :قد تتعرض األم أثناء فترة الحمل لبعض األشياء التي تؤثر على الجنين وتجعله
عرضة بعد الوالدة لإلصابة باضطراب االنتباه وذلك مثل تعرضها لقدر كبير من األشعة أو بعض العقاقير الطبية التي
تؤثر على الحمل في األشهر الثالثة األولى من الحمل .
-4عوامل متصلة باألسرة :أظهرت بعض الدراسات= ان أمهات= األطفال الذين يعانون من نقص االنتباه ال يظهرون أيا من
عالمات الحب والعاطفة ألبنائهم وتمتاز معاملتهم= لهم بالقسوة ويتعرض األبناء للعقاب دائما .ولكن في دراسة نفت األولى
أظهرت ان هذا السلوك الصارم من قبل األمهات هو رد فعل طبيعي لسلوك أبنائهم الشاذ .وقد ثبت ان األطفال الذين
يجدون الدعم و الحب من الوالدين والذين يقومون بالتعاون مع المدرسة والطبيب المعالج يمكن لهم التحسن بدرجة كبيرة،
كما يمكنهم التكيف مع حياتهم اليومية.