Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 56

‫قسم الدعوة والثقافة اإلسالمية‬

‫مادة‬
‫حاضر العامل اإلسالمي‬
‫‪483‬‬

‫مدرس املادة‬
‫أ‪/‬حممد سامي منياوي‬

‫)‪(1‬‬

(2)
‫أهداف املادة ومفرداتها ومراجعها‬

‫أهداف املادة‬
‫‪ .1‬تعريف الدارس ابلعامل اإلسالمي وأقطاره وسكانه وربط ذلك بعمةكا اإلسكالن ونعةكا‬
‫هللا به على البشريا‪.‬‬
‫العكامل اإلسكالمي وعلكى مككامن الوكعف بكةعي‬ ‫‪ .2‬تعريف الدارس على مكامن القكة‬
‫صحيح‪.‬‬
‫أقط ككار‬ ‫‪ .3‬تعري ككف ال ككدارس بةاق ككيف اار ككلةع ق ككاراه الع ككامل س كةار م ك م ككن يع ككي‬
‫مر ككةقلا ذاه أيلبي ككا مر ككلةا أو م ككن يع ككي ةاأ ككا أوأ ككا س ككليبا أو ةاأ ككا أوأ ككا‬
‫أأككرب بشكككا أقليككاه‪ ،‬األمككر الككؤد يك ةد عي الككةعي علككى أسككاليئ الككدعة ااال ةككا‬
‫لكا قطر فاألساليئ اليت تصلح لقطر قد ال تصلح لقطر آأر‪.‬‬
‫‪ .4‬تعريككف الككدارس علككى أككر ال ككة ابارككلةع‪ ،‬وذل ك فعرفككا األأطككار الككيت ككدة‬
‫اارلةع حالياً ومرةقبالً‪ ،‬ووسا ا الةصدد هلؤه األأطار ةاألياً وأارجياً‪.‬‬
‫ا ك ككا علك ككى عقيك ككد‬ ‫‪ .5‬تعريك ككف الك ككدارس علك ككى ج ك ككةة ااةلكك ككا العربيك ككا الرك ككعةةيا‬
‫اارلةع وحماولا ال ة هب اجملااله ااخةل ا‪.‬‬

‫)‪(3‬‬
‫مقدمة‬

‫تكةين الداعيا اارل أب يةعرف على عااه‬ ‫دف ماة حاضر العامل اإلسالمي اي‪ :‬اإلس ان‬
‫اإلسالمي الكبري‪ ،‬وقوااي اارلةع وأةوا ا‪ ،‬وعلى ثرواه العامل اإلسالمي وكي يا اسةغالهلا‪،‬‬
‫ومحاية ا من األأةاع‪ ،‬واسةثةارها وترخريها فيةا أمر هللا من ن يف ال اس‪ ،‬وعلى الةحدايه اليت‬
‫اجملةةعاه اإلسالميا ااعاصر وكي يا تؤليل ا‪ .‬والةعرف على اأةانه‬ ‫تةاجه ا يا اإلسالميا‬
‫قواايه ‪ ،‬فإ من مل ي ة أبمةر اارلةع فليس م ‪ .‬والةعرف‬ ‫أقطار األر ‪ ،‬ومشاركة‬
‫على كي يا ختليص األما من الةبعيا واجل ا‪ ،‬وال اقا‪ ،‬واار ‪ ،‬عذ انه كلةا اشةد الةعي ماتت اهلزميا‬
‫واندحره سبل ا‪ ،‬وتكرره ال رقا‪.‬‬

‫معرفا مةاأن قة العامل اإلسالمي‪ ،‬للعةا‬ ‫وبعبار أأرب تر ماة حاضر العامل اإلسالمي‬
‫على احملافما علي ا‪ ،‬وت ةية ا‪ ،‬والرري في ا‪ ،‬ومعرفا مةاأن الوعف للعةا على ت حية ا‪ ،‬والةغلئ‬
‫الدعة بثباه‪ ،‬ووعي‪،‬‬ ‫علي ا‪ ،‬وازالة ا‪ .‬فيةزوة الداعيا بثقافا واسعا‪ ،‬واعيا‪ ،‬متك ه من الرري‬
‫وعجيابيا‪ ،‬والدعا الةاعة ه مصدر قة األما‪ ،‬وهب تة هنوة ا‪.‬‬

‫حاضر العامل اإلسالمي ه اارةشرقة ‪ ،‬أال يف االسةعةار‬ ‫وا ق أ أول من قان بدراساه‬
‫ميف اابشرين‪ ،‬فقد ةرسةا العامل اإلسالمي ةراساه مرة يوا‪ ،‬وعرفةا واقعه‪ ،‬وأوضاعه‪ ،‬وعةاما‬
‫عل‬ ‫على أربار‬ ‫القة لديه‪ ،‬وعةاما الوعف‪ ،‬وكةبةا اي ةوهل ‪ ،‬حيث عرضت ةراسا‬
‫االجةةاع‪ ،‬وال س‪ ،‬والرياسا‪ ،‬واالقةصاة‪ ،‬وعلى ااخابراه‪ ،‬وأساتؤ اجلامعاه‪ ،‬فة على ضةر‬
‫وضيف ةراساه‪ ،‬وتةصياه‪ ،‬تبع أريق الةعاما ميف أقطار العامل اإلسالمي‪ ،‬بقصد اهلية ا‬ ‫ذل‬
‫عليه‪ ،‬وجره اي الةبعيا الرياسيا واالقةصاةيا‪ ،‬وال كريا‪ ،‬إببراز الرلبياه‪ ،‬والعةا على خت يف با‬
‫عزالا اإلجيابياه‪ .‬وهؤا االهةةان هة عكس ما هندف اليه من ةراسة ا هلؤه اااة ا يةيا‪ ،‬حيث‬
‫)‪(4‬‬
‫هندف عي عبراز العامل اإلسالمي بصةرته ااويئا وأمهيا األما اارلةا وأمهيا العامل اإلسالمي وواقيف‬
‫اارلةع اليةن‪ ،‬وعةاما قةته‪ ،‬وأسباب ضع ه ومعاجلا هؤه األسباب‪.‬‬

‫)‪(5‬‬
‫األمة اإلسالمية والعامل اإلسالمي‬

‫جعا اإلسالن من اارلةع أما أاصا من ةو ال اس‪ ،‬أما مةةيز ليرت كغريها من األم ‪،‬‬
‫ذاه شخصيا خمةل ا متان االأةالف عن الشخصيا اليت عرف ا العامل قبل ا من أالل م ةن‬
‫الة ررياه اا حرفا اي الع صريا أو الةعدة أو عزل األأال عن الشريعا أ العقيد عن األأال ‪،‬‬
‫م اهي ا وار‬ ‫وذل أ نمر اإلسالن ااةكاملا للكة وا يا واجملةةيف أثره أتثريا بعيدا‬
‫اعبُ ُدو ِ )‪.‬‬ ‫وال م واا اهج قال تعاي‪( :‬عِ َّ ه ِؤهِ أ َُّمةُ ُك أ َُّماً و ِ‬
‫اح َد ً َوأ َََن َربُّ ُك ْ فَ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت لِل ِ‬
‫َّاس َأتْ ُمُرو َ‬ ‫ُأ ِر َج ْ‬
‫ٍ‬
‫وقد وصف هللا سبحانه وتعاي هؤه األما أبهنا أري األم ‪ُ ( :‬ك ةُ ْ َأ ْ َري أ َُّما أ ْ‬
‫وف َوتَكْك َ ْة َ َع ِن الْ ُة َك ِر َوتُك ْ ِمُة َ ِاب ّللِ)‪ .‬فةضيف سبحانه وتعاي بؤل مةاص اه هؤه األما‪:‬‬‫ِابلْةعر ِ‬
‫َ ُْ‬
‫األمر اباعروف وال ي عن اا كر واإلميا ابهلل‪ .‬فما ال كر اإلسالمي انطالقاً من أبيعةه‬
‫وموةةنه القا على الةةحيد اخلالص يةاجه ال مرايه ويديل برأيه في ا وال يةةقف عن ال مر‬
‫اا صف وال يةقبا كا شير‪ ،‬وهة برةاحه وان ةاحه على الثقافاه وال كر العااي قاةر على‬
‫عةليا األأؤ والعطار على قاعدته وةو أ خيرج عن مقةماته‪ ،‬وقد ح ظ اإلسالن من االهنيار‬
‫والة ك بقار القرآ الكرمي بعيدا عن كا األأطار سليةا مل يرةه سةر مصداقا لقةله سبحانه‪:‬‬

‫(عِ ََّن ََْن ُن نَكَّزلَْا ال ِّؤ ْكَر َوعِ ََّن لَهُ ََافِمُة َ )‪ ،‬وبقيت الر ا ال بةيا هاةيا للةرلةع بعد أ أسلة ا عايها‬
‫أسالف ا نقيا ت ري للةرلةع الدرب‪ .‬وكؤل العلةار الؤين ي ةدو ابلقرآ والر ا الؤين مل خيا‬
‫زمن‪.‬‬ ‫م‬

‫وقد حتدد وضع الناس يف أمة اإلسالم على النحو التايل‪:‬‬

‫)‪(6‬‬
‫‪ -1‬ع هؤه األما جتةيف مشا كا اارلةع بال اسةث ار ممن عاش ةاأا العامل اإلسالمي أو‬
‫أارجه‪.‬‬

‫جمةةعا من الدول‪.‬‬ ‫ةولا واحد أو‬ ‫‪ -2‬ع هؤه األما مةجةة ابل عا سةار جتةعت أوصاهلا‬

‫مر لياه‬ ‫ااكا ومشاركا‬ ‫‪ -3‬ع هؤه األما ت ةح صدرها ان مل يكن مرلةا ويعي مرتبطا‬
‫ا يا ميف األيلبيا اإلسالميا‪.‬‬

‫وعلى هذا كان وصف األمة اإلسالمية أبمة الوسط‪:‬‬

‫قال تعاي‪َ ( :‬وَك َؤلِ َ َج َع ْلَا ُك ْ أ َُّماً َو َسطًا)‪.‬‬

‫والةسط هة اخلرييا كا شير واالعةدال كا شير‪ ،‬وعدن اإلفراط والة ريط والغلة والةقصري‪،‬‬
‫َنحيا مما فيه أري ةين وةنيا‪.‬‬ ‫وعدن االقةصار على َنحيا والةقصري‬

‫الروابط اليت جتمع أفراد األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫وألةاهن‬ ‫ولغا‬ ‫وبيئا‬ ‫وحد اإلسالن بع اارلةع على اأةالف ع اصره وأج اس‬
‫وأوأاهن ‪ ،‬وأقان هؤه الةحد على أسس بي ا وقةاعد راسخا ال يةررب علي ا الوعف وال يةرلا‬
‫عي ب ية ا الة رخ واالَنالل‪.‬‬

‫قال صلى هللا عليه وسل ‪" :‬اا من للة من كالب يا اارصةص‪ ،‬يشد بعوه بعوا"‬

‫وقد وكا عي اارلةع رسالا واضحا مشرقا قةيا ال يعرف العامل ولن يعرف رسالا أعدل م ا وال‬
‫أفوا وال أمين للبشريا‪ ،‬هؤه الرسالا‪ :‬الدعة اي هللا وحده وما ي بين على الةةحيد من واجباه‪.‬‬

‫)‪(7‬‬
‫فقامت الرابطا بع أب ار األما اإلسالميا على أساس العقيد اإلسالميا أساس الدين اإلسالمي‬
‫الؤد هة فطر اإلنرا ف يه‪:‬‬

‫‪ -1‬توحيد اإلله‪ :‬الةاحد األحد الصةد الؤد مل يلد ومل يةلد ومل يكن له ك ةا أحد‪ .‬فإقرار اارل‬
‫ابإلله الةاحد يعين عفراة العبةةيا هلل وحده‪ ،‬وحترير العباة من عباة العباة اي عباة هللا‪ ،‬واأراج‬
‫من ظلةاه اجل ا اي عدل الرةار‪.‬‬

‫مكا‪،‬‬ ‫‪ -2‬التوجه حنو كعبة واحدة يف الصالة‪ :‬فحيثةا يكة اارل يةةجه اي البيت ا ران‬
‫مما حيقق وحد اهلدف‪ ،‬ويعةة اارلةع االجتاه اخلالص الؤد ال تشةةه أهداف جانبيا وال تة ازعه‬
‫ياايه ةنيةيا تزول‪ ،‬وت ة ي ال ةار والطبقيا‪.‬‬

‫خمةلف‬ ‫‪ -3‬وحدة الكتاب – القرآ الكرمي‪ :‬الؤد يقةن عليه الةشرييف وت أؤ م ه األحكان‬
‫شئة ا يا الةعبديا والرياسيا واالقةصاةيا واالجةةاعيا والرتبةيا والعركريا‪ ،‬مما حيقق وحد‬
‫ال كر ووحد الثقافا ووحد االجتاه‪ ،‬وهي من األسس اهلاما اليت ال تقةن ألما بغريها قا ةا‪.‬‬

‫‪ -4‬وحدة احلج اىل بيت هللا احلرام‪ :‬وا ج م متر اسالمي س ةد عان يةحد بع اارلةع‬

‫ف ة يغؤد روح الةحد اإلسالميا العاما‪ ،‬اليت ترتفيف على العصبياه والقةمياه‪ ،‬ومن حيج تشيف‬
‫فيه محاسا ةي يا اثا اإلسالن العليا‪ ،‬كةا أنه وسيلا ل قا وتباةل العلةن‪ ،‬واألفكار‪ ،‬بع اارلةع‪،‬‬
‫وي ةح عقا اارل على أساليئ أعدار اإلسالن وي وح ‪.‬‬

‫‪ -5‬وحدة اللغة‪:‬‬

‫وهي اللغا العربيا اليت اأةارها هللا سبحانه لةكة لغا القرآ الكرمي وحث نبيه ال اس على تعلة ا‬
‫تشريعاته‪ ،‬فاللغا العربيا ليرت للعرب وعمنا هي للةرلةع‬ ‫والةكل هبا اعرفا أحكان اإلسالن وت‬
‫)‪(8‬‬
‫مجيعا‪ ،‬وهي وسيلا الة اه بع اارلةع ووسيلا الةعاو والةعار الؤد حي ظ اإلسالن م جا‬
‫وي قا تراثه‪ .‬قال صلى هللا عليه وسل ‪ " :‬وع العربيا ليرت ألحدك أبب وال أن‪ ،‬عمنا هي لرا‬
‫فةن تكل ابلعربيا ف ة عريب " وقال عةر بن اخلطاب رضي هللا ع ه‪ " :‬تعلةةا العربيا فإهنا من‬
‫ةي ك ‪ ،‬وتعلةةا ال را ض فإهنا من ةي ك " فةعرفا العربيا واجئ فإ ف الكةاب والر ا فر ‪،‬‬
‫وال ي ةا عال ابلعربيا‪ .‬وما ال ية الةاجئ عال به ف ة واجئ "‪.‬‬

‫أقطار ااعةةر ‪،‬‬ ‫وقد ح ظ القرآ هؤه اللغا وصاهنا اإلسالن ونشر ا ةعة الةةحيد بع األم‬
‫ولةال اا امراه واهلجةاه الشرسا اليت قاةها اارةعةرو والشعةبية على هؤه اللغا اا وجد ميف‬
‫أقطار شبه القار اهل ديا‪ ،‬واندونيريا‪ ،‬وماليزاي‪ ،‬وأفريقيا‪ ،‬لغا أأرب توارع ا انةشارا‪.‬‬ ‫العربيا‬

‫‪ -6‬التاريخ املشرتك ألمة اإلسالم‪:‬‬

‫إبحراس‬ ‫الؤد ي ةج ع ه وحد اآلمال واآلالن‪ ،‬وجيعا من اارلةع أما واحد حيس كا فرة م‬
‫مةاقيف بدر‪،‬‬ ‫مشاركةه الةجدانيا‬ ‫الررار والورار‪ ،‬فكا مرل يةجه اي اآلأر‬ ‫اآلأر‬
‫وال ةح‪ ،‬وتبةك‪ ،‬والريمةك‪ ،‬والقاةسيا‪ ،‬وحطع‪ ،‬وعع جالةه‪ ،‬وبالط الش دار‪ ،‬ونكبا اارلةع‬
‫االحتاة الرةفييت‪ ،‬واريرتاي‪ ،‬وال لبع‪ ،‬وفطاين‪،‬‬ ‫األندلس‪ ،‬و فلرطع‪ ،‬ووضيف اارلةع‬
‫وأفغانرةا ‪ ،‬واهل د‪ ،‬وكشةري‪ ،‬وأثيةبيا‪ ،‬ويريها‪.‬‬

‫‪ -7‬وحدة النبوة والرسالة‪:‬‬

‫ةل ِفَا أُن ِزَل عِلَْي ِه ِمن َّربِِّه َوالْ ُة ْ ِمُة َ ُكاٌّ َآم َن ِاب ّللِ َوَمآل ِ َكةِ ِه َوُكةُبِ ِه َوُر ُسلِ ِه الَ‬
‫الر ُس ُ‬
‫قال تعاي‪َ ( :‬آم َن َّ‬
‫صريُ)‪.‬‬ ‫نكُ َ ِر ُ بع أَح ٍد ِمن ُّرسلِ ِه وقَالُةاْ ََِسعَا وأَأَعَا يُ ْ رانَ َ ربكََّا وعِلَي َ الْة ِ‬
‫ْ َ ْ َ َ َْ َ‬ ‫ّ َْ َ َ ّ ُ َ‬

‫)‪(9‬‬
‫فأّن‬
‫ومن ذل ت ةج وحد القي والةقاليد والعاةاه بع أب ار اارلةع خمةلف أقطاره ‪ّ ،‬‬
‫تةج ت أرجار هؤا العامل اإلسالمي جتد بع اارلةع قي صلا الرح ‪ ،‬وحق اجلار‪ ،‬وا شةا‪،‬‬
‫والةقار‪ ،‬ونبؤ اا كراه‪ ،‬وأكا الطيباه‪ ،‬واعراف األسر ‪ ،‬وآةاب ااعاماله واحد ‪ ،‬حىت أن ال‬
‫جتد يربا أو ت افرا حع يوة مجيف من اارلةع الةاعع على اإلسالن ولة كانةا من أقطار شىت‪،‬‬
‫أل اإلسالن وحد قية وتقاليده وفق أحكان القرآ الكرمي وم اهي الر ا الشري ا‪ .‬قال تعاي‪:‬‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ف بكَْيكَك ُ ْ عِنَّهُ‬
‫اللَ أَلَّ َ‬
‫ع قُكلُةهب ْ َولَكك َّن ّ‬ ‫ت َما ِ األ َْر ِ َمجيعاً َّما أَلََّ ْ‬
‫ت بَْ َ‬ ‫ع قُكلُةهب ْ لَ ْة أَن َ ْق َ‬ ‫( َوأَلَّ َ‬
‫ف بَْ َ‬
‫َع ِز ٌيز َح ِكي ٌ)‪.‬‬

‫تةاةه وترامح وتعاأ ‪ ،‬مثا اجلرد‪ ،‬عذا اشةكى‬ ‫وقال صلى هللا عليه وسل ‪ " :‬مثا اا م ع‬
‫م ه عوة‪ ،‬تداعى له سا ر اجلرد ابلر ر وا ةى "‬

‫اجملةةيف اإلسالمي فدعاه أها الؤما‪ ،‬هل ما للةرلةع‬ ‫هؤا ومل ي ةا اإلسالن يري اارلةع‬
‫ما علي ‪ ،‬وقد حدة عالقاه اارلةع هب على أَسى ما عرفت البشريا من عالقاه‬ ‫وعلي‬
‫"‪.‬‬ ‫جتاوزه حد اإلنصاف عي آفا الرب والرمحا " يقاتا ةوهن وحيةي ويعي‬

‫و ضةر م ةن األما جند أ اإلسالن يقي من أهله أما كاملا على أوفق وأكةا ما يكة نمان‬
‫األم ‪.‬‬

‫وم ةن األما اإلسالميا أكثر مشةال من م ةن العامل اإلسالمي ف ة يةريف حىت يشةا اارلةع‬
‫مجييف أركا العامل وأقطاره‪ .‬فالدعة اإلسالميا ةعة عاايا ال تقةصر على شعئ معع أو‬ ‫مجيعا‬
‫تصلح لإلسالن ولدعةته واباة ه م ةا كانت أبيعة ا وم ةا كا ج س‬ ‫بالة معي ا‪ ،‬فكا أر‬
‫سكاهنا ولةهن ولغة ‪ .‬قال تعاي‪:‬‬

‫)‪(10‬‬
‫َّاس بَ ِش ًريا َونَ ِؤ ًيرا)‪.‬‬
‫اك عَِّال َكافَّاً لِّل ِ‬
‫( َوَما أ َْر َس ْلَ َ‬

‫وأما ما يطلق عليه العامل اإلسالمي اليوم‪:‬‬

‫العامل القدمي‬ ‫اليت تكاة تكة مةصلا‪ ،‬ةومنا حةاجز‪ ،‬أو فةاصا‪،‬‬ ‫الرقعا من األر‬ ‫ف ة تل‬
‫أندونيريا‪ ،‬عي جزر الرأس األأور‪ ،‬مقابا‬ ‫(آسيا وافريقيا وأوراب)‪ ،‬من عيراي الغربيا شرقا‬
‫احمليط األألري يراب‪ ،‬ومن جبال اآلرال وسيبرياي مشاال‪ ،‬عي مةزمبيق ج ةاب‪ ،‬ف ة على‬ ‫الر غال‪،‬‬
‫ذل م ةن جغر يشةا البلدا اليت ترك ا أكثريا مرلةا أو كانت ختويف للةرلةع سابقا‬
‫أو كانت ذاه أيلبيا مرلةا‪.‬‬

‫فيه أكثر‬ ‫ومن هؤا يةوح أ مراحا العامل اإلسالمي تزيد على ‪ 37‬ملية كيلةمرت مربيف‪ ،‬ويعي‬
‫األندلس‪ ،‬وصقليا‪،‬‬ ‫من ‪ 850‬ملية نرةا‪ ،‬ابسةث ار األقالي اليت اَنرر ع ا ُّ‬
‫ااد اإلسالمي‪،‬‬
‫م طقةع‬ ‫تةسيف ةا ‪ ،‬وأصةصا‪،‬‬ ‫والبلقا ‪ ،‬واهل د‪ .‬وري مجييف ااعةقاه فةا زال اإلسالن‬
‫هامةع من م اأق العامل‪ :‬مها‪ :‬قلئ أفريقيا وج ةهبا‪ ،‬وج ةب شر آسيا‪ ،‬ابإلضافا اي أنه يشق‬
‫أريقه اي العامل اجلديد – أمريكا الشةاليا واجل ةبيا‪ ،‬وأسرتاليا – واإلسالن هة ةين اارةقبا‪ ،‬وقار‬
‫أفريقيا بشكا أاص هي قار اارةقبا ابل ربا لإلسالن‪ ،‬وال خيلة قطر من أقطار العامل من‬
‫مرلةع‪ .‬وه اك أقطار تو أقلياه عسالميا كبري ‪.‬‬

‫وبؤل يزيد عدة األقلياه اإلسالميا على ‪ 250‬ملية نرةا‪ ،‬فيصا عدة اارلةع عي أكثر‬
‫العامل أبمجعه‪.‬‬ ‫من مليار نرةا‬

‫)‪(11‬‬
‫أمهية العامل اإلسالمي‬

‫يةةةيف العامل اإلسالمي فيزاه مةعدة أكربةه أمهيا كبري ‪ ،‬كةا جعلةه مةأن الصراع بع القةب‬
‫العاايا ااخةل ا‪ ،‬ومن هؤه ااةيزاه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬موقعه االسرتاتيجي‪:‬‬

‫ف ة يشغا قلئ العامل القدمي (آسيا‪ ،‬وافريقيا‪ ،‬وأوراب) وميةد على مرافا تقدر ب حة ‪ 20‬ألف ك‬
‫احمليط‬ ‫أندونيريا عي جزر الرأس األأور مقابا الر غال‬ ‫من الشر اي الغرب‪( ،‬من ايرايَن‬
‫األألري)‪ .‬كةا يبلغ امةداةه من الشةال عي اجل ةب أكثر من سبعا آالف كيلة مرتا‪ ،‬من جبال‬
‫اآلرال مشاال عي مةزمبيق ج ةاب‪ .‬فيشرف بؤل على األذرع ااا يا من البحار واحمليطاه ويةحك‬
‫م افؤها اهلاما‪.‬‬

‫فالبحار اهلامة اليت يشرف عليها العامل اإلسالمي هي‪:‬‬

‫‪-1‬البحر األبيض املتوسط ‪ -‬البحر األمحر‪ -‬حبر العرب‪ -‬اخلليج العريب ‪ -‬البحر األسود‪-‬‬
‫حبر البنغال‪ -‬حبر الصني اجلنويب‬

‫وأما احمليطات اهلامة فهي‪:‬‬

‫‪ -‬احمليط األطلسي‪ -‬احمليط اهلندي‪ -‬احمليط اهلادي‬

‫وأما أهم املنافذ املائية اليت يتحكم فيها العامل اإلسالمي فهي‪:‬‬

‫‪ -‬مضيق جبل طارق‪ - :‬مضيق بنزرت‪ - :‬مضيق الدردنيل والبوسفور‪ - :‬قناة السويس‪- :‬‬
‫مضيق ابب املندب وخليج عدن‪ - :‬مضيق هرمز وخليج عمان‪ - :‬مضيق ملقا وسنغافورة‪:‬‬

‫)‪(12‬‬
‫اثنيا‪ :‬وفرة الثروات يف العامل اإلسالمي وتنوعها‪:‬‬

‫ميةاز العامل اإلسالمي أبمهيةه االقةصاةيا فا حباه هللا من ثرواه مة ةعا زراعيا ومعدنيا وحيةانيا‬
‫وهؤه فكر مةجز عن هؤه الثرواه‪:‬‬

‫‪ -1‬الثروات الزراعية‪:‬‬

‫والتراع العامل اإلسالمي ية ةع م اأه‪ ،‬األمر الؤد ي ةد اي ت ةع الثرواه الزراعيا‪ ،‬والؤد ي ةد‬
‫بدوره اي الةكاما الزراعي الؤد ال يةةفر ألد عامل يري عامل اإلسالن‪ .‬وهؤا بدوره ي ةد اي‬
‫االكة ار الؤايت‪.‬‬

‫ومن املمكن إمجال األقاليم املناخية اإلسالمية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬املناخ االستوائي‪ - :‬املناخ املومسي‪ - :‬املناخ السوداين‪ - :‬املناخ املعتدل الدايفء‪ - :‬املناخ‬
‫القاري‪:‬‬

‫ومن الغالت الزراعية اهلامة يف العامل اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ -‬األرز‪ - :‬القمح‪ - :‬اخلضروات والفواكه‪ - :‬القطن‪ - :‬احلبوب الزيتية‪ - :‬األشجار‬


‫الزيتية‪ -:‬قصب السكر‪ - :‬بنجر السكر‪ - :‬املطاط‪ - :‬الغالت العلفية‪:‬‬

‫‪ -2‬الثروات احليوانية‪:‬‬

‫العامل اإلسالمي مراعي أبيعيا واسعا‪:‬‬

‫‪ -‬السفاان‪ -:‬األستبس‪ -:‬الكأل الصحراوي‪:‬‬

‫)‪(13‬‬
‫‪ -3‬الثروة املائية وصيد البحر‪:‬‬

‫ومن أهم هذه الثروات‪:‬‬

‫األمساك‪ - ،‬واإلسفنج‪ - ،‬واللؤلؤ‬

‫‪ -4‬الثروة املعدنية‪:‬‬

‫والعامل اإلسالمي غين مبعادنه املستغلة والغري مستغلة واألحتياطية‪ ،‬وسنذكر أمهها‪:‬‬

‫البرتول والغاز الطبيعي‪ -:‬الفوسفات‪ -‬الكروم‪ :‬ـ‪ -‬احلديد‪ - :‬القصدير‪ - :‬الرصاص‪ :‬ـ‪-‬‬
‫أمالح الصوديوم الذهب‪ -‬والنحاس‪ -،‬والفحم احلجري‪ -،‬واليورانيوم‪.‬‬

‫‪ -6‬الثروة الصناعية‪:‬‬

‫أ يصبح عااا ص اعيا‪ ،‬عذ تةةفر فيه‬ ‫ع ما بي اه من ثرواه تةيح للعامل اإلسالمي ال رصا‬
‫مقةماه الص اعا وهي‪:‬‬

‫أ‪ -‬تةفر ااةاة اخلان‪ ،‬من مةاة زراعيا‪ ،‬ومعدنيا‪ ،‬وحيةانيا‪ ،‬ويابيا‪.‬‬

‫ب‪ -‬تةفر مصاةر الطاقا – القةب احملركا – من برتول‪ ،‬وياز أبيعي‪ ،‬ومراقط مياه اليت تةلد‬
‫الك رابر ااا يا‪ ،‬وال ح ا جرد‪ ،‬والطاقا الشةريا‪.‬‬

‫البلدا اا ةجا للبرتول‪.‬‬ ‫ج‪ -‬تةفر رؤوس األمةال وأاصا‬

‫اندونيريا‪ ،‬وب غالةي ‪ ،‬وابكرةا ‪ ،‬ومصر‪ ،‬وسةراي‪ ،‬وتةنس‪.‬‬ ‫ة‪ -‬تةفر األيدد العاملا وأاصا‬

‫)‪(14‬‬
‫هك‪ -‬تةفر األسةا االسة الكيا‪ :‬الداأليا التراع العامل اإلسالمي وكثر سكانه‪ .‬واخلارجيا لر ةلا‬
‫ااةاصاله اليت تصا العامل اإلسالمي بغريه‪.‬‬

‫)‪(15‬‬
‫التحول من ماضي األمة اإلسالمية اجمليد إىل حاضرها األليم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬العوامل الداخلية‬

‫اثنيا‪ :‬العوامل اخلارجية‬

‫اثلثا‪ :‬نتائج التحدايت الداخلية واخلارجية‬

‫التحول من ماضي األمة اإلسالمية اجمليد إىل حاضرها األليم‬

‫يري اإلسالن جمرب الةاريخ كله‪ .‬وقطيف ما بع ا واراه الةث يا مثا حوار ال راع ا‪ ،‬والروما ‪،‬‬
‫وال رس‪ ،‬واهل ةة الةث يا‪ ،‬وربط بع ا ي يا اإلبراهيةيا ورسالا حمةد صلى هللا عليه وسل ‪ ،‬بعد أ‬
‫ا واراه الةث يا قد أغت على ا ي يا االبراهيةيا‪ ،‬فأعاة اإلسالن الرلرلا –‬ ‫كانت تل‬
‫سلرلا ال بةاه وأوجد حوار مةصلا برسااله الرةار‪ ،‬من لد آةن عليه الرالن‪ ،‬عي حمةد‬
‫صلى هللا عليه وسل ‪ ،‬فكا كةا قال صلى هللا عليه وسل ‪ " :‬مثلي ومثا األنبيار من قبلي كرجا‬
‫زاويا من زواايه‪ ،‬فكا ال اس يطةفة ابلبيت‪،‬‬ ‫بىن بيةاً فجةله وحر ه‪ ،‬عال مةضيف لب ا‬
‫ويعجبة ‪ ،‬ويقةلة ‪ :‬هال وضعت هؤه اللب ا‪ ،‬فأَن اللب ا وأَن أامت اارسلع "‬

‫فكا العصر الةسيط‪ ،‬وال وا األوربيا مثرتع من مثار اإلسالن‪ .‬فكا من الطبيعي وا الا هؤه‬
‫أ يةاجه اإلسالن الةحدايه العاتيا من أول ظ ةره‪ ،‬الةحدايه الةث يا‪ ،‬والي ةةيا وال صرانيا‪،‬‬
‫أما اإلسالن عي كثري من الةحدايه الداأليا واخلارجيا أث ار مرري‬ ‫واجملةسيا‪ ،‬وأ تةعر‬
‫وأرج م ا‪،‬‬ ‫أر‬ ‫اإلسالن‪ ،‬وأثبت اإلسالن قدرته على البقار واالسةةرار‪ ،‬والةةدة‪ ،‬فةا ةأا‬
‫وما اسةطاعت األزماه أ تقوي عليه‪ ،‬أو جتعله ي ار‪ ،‬وظا حمة ما بؤاتيةه اخلاصا الةاضحا‪،‬‬
‫عن يريه من ال حا‪ ،‬واألةاي ‪.‬‬
‫)‪(16‬‬
‫اادي ا الةحدايه‪ :‬حتدد وث يا‬ ‫مكا عي أ قامت ةولةه‬ ‫* نع واجه اإلسالن م ؤ ظ ةره‬
‫قري ‪ ،‬وحتدد أها الكةاب من الي ةة‪ ،‬وال صارب‪ ،‬ةاأا شبه اجلزير ‪ ،‬وأارج ا‪ ،‬وتغلئ على‬
‫عي حمن ةاأليا عذ متكن‬ ‫ع د اخلل ار الراشدين‪ ،‬وتعر‬ ‫هؤه الةحدايه‪ ،‬وامةد شرقا ويراب‬
‫عبد هللا بن سبأ الي ةةد ومن ه على شاكلةه من بؤر الة اقواه بع اارلةع‪ ،‬ووسعةا هؤه‬
‫اي امةشا ا ران‪ ،‬واسةةره األحداث زمن األسر األمةيا‪ ،‬واشةد‬ ‫الة اقواه‪ ،‬فأةب ذل‬
‫الةحدد من الداأا‪ ،‬بع اإلسالن وبع من تماهر ابإلسالن‪ ،‬من أها الكةاب‪ ،‬ومن ال رس‪،‬‬
‫واجملةس‪.‬‬

‫عمياهنا‪ ،‬والةةر بعقيد ا‪ ،‬حبيث فةتت على‬ ‫وكانت األما من الةعي على ةي ا‪ ،‬ومن القة‬
‫أصحاب الشر وال راة أهداف ‪ ،‬فرار اإلسالن ري ما ما أصاب اارلةع من جراح قدما‪ ،‬عي‬
‫توعف‪ ،‬وبدأ الزيغ يدأا ن ةس ‪ ،‬فأصاهب الةغري‪ ،‬فقاةه عي الوعف –‬ ‫أ بدأه عقيد‬
‫مصداقا لقةله سبحانه وتعاي‪:‬‬

‫اّللَ الَ يُـغَِهريُ َما بَِق ْوٍم َح ََّّت يُـغَِهريُواْ َما ِأبَنْـ ُف ِس ِه ْم)‪.‬‬
‫(إِ َّن ه‬

‫فكانت العةاما الداأليا أه من العةاما اخلارجيا اليت أثره على نقا العامل اإلسالمي من ماضيه‬
‫اجمليد عي حاضره األلي ‪ .‬فحي ةا كانت األما أاضعا أوةعا اتما لرلطا اإلسالن‪ ،‬حكة ا‬
‫ي بثق عن قانةنه‪ ،‬وجمةةع ا يقةن على نمامه‪ ،‬وأأالق ا مرةل ةا من روحه‪ ،‬عزه وتةحده‬
‫الغربا عن اإلسالن أصابة ا ال رقا والوعف‬ ‫وأصاهبا الغىن‪ ،‬وحي ةا أأؤه هؤه األما‬
‫والةخلف‪.‬‬

‫العوامل الداخلية مث اخلارجية اليت أسهمت يف نقل املسلمني من ماضيهم اجمليد إىل حاضرهم‬
‫األليم ونتائج ذلك‪:‬‬
‫)‪(17‬‬
‫أوال ‪ -‬العوامل الداخلية‬

‫‪ -1‬انشقاق املسلمني إىل فرق‪:‬‬

‫شق اارلةع‬ ‫ص ةف اارلةع‪،‬‬ ‫فقد جنحت القةب ا اقد على اإلسالن‪ ،‬ااةرللا‬
‫وصدع ‪ .‬فم ره فر اخلةارج وفر الشيعا وقد َنهوت كا م ةا أها الر ا واجلةاعا‪ ،‬فعةا‬
‫صراعاه‬ ‫على تبديد أاقا اارلةع اااةيا والعركريا وال كريا بةةجي ا عي ةاأل‬ ‫ذل‬
‫ةاميا‪ .‬كةا ظ ره فر أأرب كاارجئا واجل ةيا‪ ،‬وااعةزلا‪ ،‬ويريها‪ ،‬أقلقت ابل اارلةع‬
‫وشغلة ‪.‬‬

‫‪ -2‬اشتغال املسلمني ابلفلسفة وعلم الكالم‪:‬‬

‫العصر العباسي األول (‪ 232 – 132‬هك) برتمجا العلةن اليةَننيا‪،‬‬ ‫اشةغا بعض اارلةع‬
‫واهل ديا‪ ،‬عي اللغا العربيا‪ .‬مث اَنرف هؤا االجتاه اي ترمجا ال لر ا اإلهليا االيريقيا‪ ،‬فدألت ا يا‬
‫العامل اإلسالمي‪.‬‬ ‫ال كريا‬

‫و القر الرابيف اهلجرد اختؤه ال لر ا أابيف الةحدد لعقيد اإلسالن‪ ،‬على يد ابن سي ا‬
‫(‪ 428 – 370‬هك)‪ ،‬الؤد يعةرب من أأطر فالس ا اارلةع‪.‬‬

‫‪ -3‬االنقسام السياسي لدولة اإلسالم‪:‬‬

‫تصعيد بعض الة اقواه وتعةيق روح اخلالفاه فأةه عي‬ ‫فقد أفلحت ال عراه الرياسيا‬
‫العامل اإلسالمي ثالثا‬ ‫الصدع بع الزعاماه اارلةا‪ ،‬وجار وقت (القر الرابيف اهلجرد) كا‬
‫أل ار‪:‬‬

‫)‪(18‬‬
‫بغداة‬ ‫اخللي ا العباسي الشرعي‬

‫مصر‬ ‫واخللي ا ال اأةي‬

‫األندلس‪.‬‬ ‫واخللي ا األمةد‬

‫وهؤا أةب عي اهةزاز ثقا اارلةع ابخللي ا‪ ،‬مث هانت علي اخلالفا‪ .‬وهؤا أبعا أةب عي أةيف‬
‫مةاج ا أعدا ه‪،‬‬ ‫العامل اإلسالمي‪ ،‬وأةب عي ضعف هؤا العامل اإلسالمي‬ ‫العدو اخلارجي‬
‫ع د الدولا العثةانيا‬ ‫فةةقف ااد اإلسالمي مث أأؤ ابالَنرار‪ ،‬ليعةة عي ااد من جديد‪،‬‬
‫حامال معه بؤور الوعف‪.‬‬

‫‪ -4‬الشعوبية‪:‬‬

‫اكةربت الشعةبيا م ةما أاصا فأألقت على حمةقرد العرب والؤين يصغرو شأهن ‪ .‬ف ي‬
‫وا الا هؤه تعين الةعصئ ضد العرب‪ ،‬وقد بدأها الؤين ترللةا عي اإلسالن‪ ،‬وه حيقدو عليه‪،‬‬
‫من الي ةة‪ ،‬وال صارب‪ ،‬واجملةس‪ ،‬وقد رة بعض العرب ابلةعصئ للعرب‪ ،‬فخالف ااةعصئ ضد‬
‫العرب‪ ،‬وااةعصئ للعرب‪ ،‬روح اإلسالن‪ ،‬ألهنا محلت روح الة رقا بع العرب‪ ،‬ويريه من‬
‫اارلةع‪ .‬واسةغلت ا ركا الشعةبيا األةب‪ ،‬واللغا‪ ،‬والشعر العريب‪ ،‬والةأليف‪ ،‬واا اأر ‪ ،‬واا اضلا‬
‫وقت تزايده فيه‬ ‫األما اإلسالميا‪،‬‬ ‫بع العج والعرب‪ .‬فكانت الشعةبيا نزي ا‪ ،‬وضع ا‬
‫أأطار الةحدايه اخلارجيا على اارلةع‪ ،‬وعلى العامل اإلسالمي (مثا الةحدد الصلييب‬
‫وااغةيل)‪.‬‬

‫)‪(19‬‬
‫‪ -5‬الباطنية‪:‬‬

‫عامل اإلسالن‪ ،‬فقد ضةت مجييف الع اصر اا اهوا‬ ‫وكانت من أكرب عةاما اهلدن من الداأا‬
‫لإلسالن حيث قرروا أ للقرآ الكرمي‪ ،‬واألحاةيث ظةاهر بةاأن‪ ،‬وأهنا جترد ميف الماهر جمرب‬
‫تةه اجل ال صةرا جليا‪ ،‬وهي ع د العقالر رمةز‪ ،‬وعشاراه‪ ،‬عي‬ ‫اللئ من القشر‪ ،‬وأ تصةرا‬
‫حقا ق أ يا‪ ،‬وأ من تقاعد عقله عن الغةص على اخل ااي‪ ،‬واألسرار‪ ،‬والبةاأن‪ ،‬واأليةار‪ ،‬وق يف‬
‫بماهرها‪ ،‬كانت حتت األيالل اليت هي تكلي اه الشرع‪ ،‬ومن ارتقى عي عل الباأن عَنط ع ه‬
‫الةكليف‪ ،‬واسرتاح من أعبا ه‪.‬‬

‫وإبسقاط الةكاليف الشرعيا‪ ،‬وعنكار اارئةليا ال رةيا‪ ،‬وااللةزان األأالقي‪ ،‬واجلزار األأرود‪ ،‬فةح‬
‫الباب واسعا أمان حريا الش ةاه‪ ،‬واللؤاه‪ ،‬والدعة اإلابحيا‪ ،‬وعباة اجلرد‪ ،‬وقد عةدوا عي‬
‫صرف أل ا الشرع عن معاني ا الماهر عي أمةر ابأ ا‪ ،‬بغري ةليا من القرآ ‪ ،‬والر ا‪ ،‬وترقط‬
‫فيه‬ ‫م عا كالن هللا تعاي وكالن رسةله صلى هللا عليه وسل ‪ ،‬أل الباأن ال ضبط له‪ ،‬ال تةعار‬
‫اخلةاأر‪ ،‬وميكن ت زيله على وجةه شىت‪ ،‬حرئ مقةوى األهةار‪ ،‬والغاايه‪ ،‬وهدف الر يري هة‬
‫هدن الشريعا‪ ،‬بةأويا ظةاهرها‪ ،‬وحتري ا‪ ،‬لةال مقاصده و أهداف ‪.‬‬

‫الشان ضد‬ ‫‪ .‬وقد بقيت هؤه ال رقا تثري ال نت‪ ،‬وت شر الرعئ‪ ،‬وتعاونت ميف الصليبيع‬
‫اارلةع‪ ،‬وايةالةا عدةا من قاة اإلسالن‪ ،‬كةا حاولةا ايةيال صالح الدين‪ ،‬أكثر من مر ‪.‬‬
‫ابإلضافا عي أ الباأ يا تربأه من الصحابا رضةا هللا علي ‪ ،‬وأاصا من أيب بكر‪ ،‬وعةر‪،‬‬
‫كةئ‬ ‫رضي هللا ع ةا‪ ،‬وشةه الباأ ية صةر شخصياه كثري ‪ ،‬من صدر اإلسالن وةسةها‬
‫الةاريخ‪ ،‬واألةب‪ ،‬األمر الؤد مكن أعدار اإلسالن فيةا بعد من محلا الةشةيه ااةعةد اليت قت‬
‫برجااله القر األول اهلجرد أري القرو ‪.‬‬

‫)‪(20‬‬
‫يلةا وأسةأه‬
‫ًّ‬ ‫* السبئية‪ :‬من أقران الباأ يا‪ ،‬و ه أتباع عبد هللا بن سبأ الي ّ‬
‫ةةد‪ ،‬وه أعمة‬
‫علي رضي هللا ع ه‬
‫ّ‬ ‫اعةقاةا با وأأبث من الي ةة والّصارب‪ ،‬فقد كانةا يعةقدو‬
‫ً‬ ‫قةال وأأبث‬
‫علي رضي هللا ع ه ابلّار‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الرالن‪ ،‬وه الّؤين أحرق‬
‫اإلالهيّا كةا يعةقد الّصارب عيرى عليه ّ‬
‫علي بزَنةقا فأحرق ‪،‬‬‫البخارد‪ :‬أُِيتَ ٌّ‬
‫ّ‬ ‫وأنكر ذل عليه ابن عبّاس رضي هللا ع ةا كةا صحيح‬
‫رسةل هللا صلّى هللا عليه وسلّ ‪" :‬ال‬ ‫فبلغ ذل ابن عباس فقال‪ :‬لة ُكْت أَن مل أُح ِرقْك لَِك ِي ِ‬
‫ْ ُ ْ‬ ‫َ ّ‬
‫"م ْن بدَّل ةيَه فاقةلةه))‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تُك َع ّؤبُةا ب َعؤاب هللا" َولََقةَكلْةُك ُ ل َق ْةل رسةل هللا صلّى هللا عليه وسلّ ‪َ :‬‬
‫زمن عثةا أديعا ومكراً‪ ،‬وكا من‬ ‫ةةاي مثّ أظ ر اإلسالن‬
‫وكا كبريه عبد هللا بن سبأ ي ّ‬
‫أشد احملرضع على اخللي ا عثةا رضي هللا ع ه حىت وقعت ال ة ا‪ ،‬قيا‪ :‬عنه من ا ري ابلعرا ‪،‬‬
‫وقيا‪– :‬وهة الراجح‪ -‬عنه من أها اليةن من ص عار‪ ،‬وقيا أصله رومي‪ ،‬وهة أول من أسس‬
‫أها البيت‪.‬‬ ‫الةشييف على الغلة‬

‫مث ةعا عي القةل ابلرجعا‪ ،‬مث عي القةل أبلةهيا علي‪ ،‬وأنه مل يقةا با صعد عي الرةار‪ ،‬وأ‬
‫علي‪ ،‬والرب سةأه أو تبرةه‪ ،‬عي‬
‫صةر علي‪ ،‬وأ الرعد صةه ّ‬ ‫ااقةةل عمنا هة شيطا تصةر‬
‫يري ذل من أابأيله الكثري ‪.‬‬

‫وقد تربأ مجييف أها البيت من هؤا الي ةةد‪ ،‬ويؤكر أ بعض الشيعا قد تربأ م ه أيواً‪* .‬‬
‫القرامطة‪ :‬حركا ابأ يا هداما ت ةرئ عي شخص اَسه محدا بن األشعث ويلقئ بقرمط لقصر‬
‫األهةاز مث رحا عي الكةفا‪ .‬وقد اعةةده هؤه ا ركا الة مي‬ ‫قامةه وساقيه وهة من أةزسةا‬
‫الررد العركرد‪ ،‬وكا ظاهرها الةشييف آلل البيت واالنةراب عي حمةد بن عَساعيا بن جع ر‬
‫الصاة وحقيقة ا اإل اة واإلابحيا وهدن األأال ‪ ،‬والقوار على الدولا اإلسالميا‪.‬‬

‫)‪(21‬‬
‫ةامت هؤه ا ركا قرابا قر من الزما ‪ ،‬وقد بدأه من ج ةيب فارس وانةقلت عي سةاة الكةفا‬
‫والبصر وامةده عي األحرار والبحرين واليةن وسيطره على رقعا واسعا من ج ةيب اجلزير العربيا‬
‫والصحرار الةسطى وعةا وأراسا ‪ .‬وقد ةألةا مكا واسةباحةها واحةلةا ةمشق‪ ،‬مث اَنرر‬
‫األحرار والبحرين‪.‬‬ ‫سلطاهن وزالت ةولة وسقط آأر معاقل‬

‫الدمار‬ ‫وس‬ ‫األعرا‬ ‫ابرتكاب الكبا ر‪ ،‬وهة‬ ‫هدف ا حماربا اإلسالن بكا الةسا ا وذل‬
‫أصحاب الش ةاه‬ ‫حىت جيةعةا علي‬ ‫والرطة على األمةال وحتليا احملرماه بع أتباع‬
‫وااراهقع وأسافا ال اس‪.‬‬

‫‪ -6‬الصوفية‪:‬‬

‫نشأ الةصةف من ي بةعع خمةل ع تالقيا‪:‬‬

‫الدنيا‪ ،‬واإلنقطاع للعباة ‪ .‬وقد هنى رسةل‬ ‫األول‪ :‬هة انصراف بعض العباة اارلةع عي الزهد‬
‫هللا صلى هللا عليه وسل عن ذل ‪ :‬فقال‪ ":‬ما ابل أقةان ي علة كؤا وكؤا‪ ،‬لكين أصةن‪ ،‬وأفطر‪،‬‬
‫وأصلي‪ ،‬وأَنن‪ ،‬وأتزوج ال رار‪ ،‬فةن ريئ عن س يت فليس مين " (مة ق عليه)‪.‬‬

‫الدنيا‪ ،‬ونعية ا‪. . .‬‬ ‫الزهاة‬ ‫وبعد وفاته صلى هللا عليه وسل كثر الزهاة الؤين يالةا‬

‫و وسط تل ال ةس وجد الةصةف مكانه عذ وجد أرضا أصبا‪ ،‬رةا على حيا الرتف الؤد‬
‫فشا بع اارلةع‪.‬‬

‫والثاين‪ :‬هة ما سرب عي اارلةع من فكرتع‪:‬‬

‫)‪(22‬‬
‫ال س ابلرايضا الروحيا‪،‬‬ ‫‪ - 1‬فكر اإلشراقيع من ال الس ا‪ ،‬وه يرو أ ااعرفا تقؤف‬
‫والة ؤيئ ال ري‪.‬‬

‫الطةا ف اليت‬ ‫ال ةس اإلنرانيا‪ ،‬وقد ابةدأه هؤه ال كر تدأا‬ ‫‪ - 2‬فكر ا لةل اإلهلي‬
‫الصدر األول‪ ،‬ع دما اأةلط اارلةة ابل صارب‪ ،‬وقد ظ ره‬ ‫كانت ت ةةي كؤاب عي اإلسالن‬
‫بعض‬ ‫لةهنا األأري‬ ‫بعض الباأ يا‪ ،‬مث ظ ره‬ ‫الربئيا‪ ،‬والكيرانيا‪ ،‬مث القرامطا‪ ،‬مث‬
‫الصةفيا‪.‬‬

‫عقائد الصوفية وأفكارهم‪:‬‬

‫صةر البشر‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬اعةقاةه ابحةجاب هللا‬

‫اثنياً‪ :‬قةهل بةجةة عهلع‪.‬‬

‫اثلثاً‪ :‬تطبيق مبدأ عشاعا األمةال وال رار‪.‬‬

‫قليا أو كثري‪.‬‬ ‫رابعاً‪ :‬عدن الةزام بةعالي اإلسالن‬

‫الةحي‪ ،‬وال بة ‪ ،‬والرسالا‪.‬‬ ‫أامراً‪ :‬فراة عقيد‬

‫حرماه اإلسالن ابالعةدار على ا جيج واقةحان الكعبا ونزع ا جر األسةة‬ ‫ساةساً‪ :‬انة اك‬
‫ونقله عي مكا آأر‪.‬‬

‫سابعاً‪ :‬عنكاره للقياما واجل ا وال ار‪.‬‬

‫وه اك معع آأر أأؤه م ه ال زعاه الصةفيا‪ ،‬وهة‪ :‬كة ال صةص واألحكان – أد نصةص‬
‫القرآ والر ا – ظاهر وابأن – ويم ر أ ااةصةفا اسةعاروا ذل الة كري من الباأ يا‪. . .‬‬

‫)‪(23‬‬
‫اإلسالن‪ ،‬الؤد‬ ‫الزهد‪ ،‬فةح ألفكار ا لةل‪ ،‬مث وحد الةجةة‪ ،‬فم ر الةصةف‬ ‫فااغاال‬
‫القر الرابيف واخلامس اهلجرد‪ ،‬مث بلغ أقصى مداه فيةا بعد ذل ‪ ،‬بعيدا كا البعد عن‬ ‫اشةد‬
‫هدد القرآ الكرمي‪ ،‬والر ا ااط ر ‪ ،‬حىت بلغ أ ااةصةفا يرةة من يةبيف القرآ والر ا (أها‬
‫الشريعا) و (أها الماهر)‪ .‬ويرةة أن ر (أها ا قيقا) و (أها الباأن)‪ .‬فالةقت الصةفيا ميف‬
‫اإلسالن‪ ،‬وعةده‬ ‫ال لر ا‪ ،‬والباأ يا‪ ،‬وحجبت كثريا من ااخدوعع عن ف حقيقا العباة‬
‫عي تقديس ااشايخ فقالةا‪ " :‬من قال لشيخه مل مل ي لح "‪ .‬وانةجت الةةاكا بدال من الةةكا‪،‬‬
‫الؤد أفرد كثريا من عقيد القوار والقدر‪ .‬وحةهلا من عقيد عجيابيا ةافعا عي عقيد سلبيا‬
‫خمؤلا‪ ،‬وعي الرضار الرليب ابلةاقيف وعدن حماولا الةغيري‪.‬‬

‫اجملةةيف اإلسالمي زمن العباسيع‪ ،‬ولك ا‬ ‫ومن اجلدير ابلؤكر أ الصةفيا أأؤه ت ةشر‬
‫ع د الدولا العثةانيا‪ ،‬صاره هي اجملةةيف‪ ،‬وأصبحت‬ ‫كانت رك ا م عزال عن اجملةةيف ولك ا‬
‫ابل ربا للعاما هي اادأا عي الدين وجمال ممارسةه‪ .‬فةرلطت جمةةعا من اخلرافاه واألوهان‪،‬‬
‫واألمةاه‪ ،‬وصار الةدين هة اإلميا ابلشيخ وبكراماته وأبحةاله‪،‬‬ ‫تةعلق اباشايخ األحيار م‬
‫الرحر‪،‬‬ ‫وقدرته على اشة اف الغيئ‪ ،‬وعلى ش ار اارضى من يري ةوار‪ ،‬وقدرته على ف‬
‫واسةخراج الشياأع من أجراة من ترلطت علي ‪ .‬كةا أصبح الةصةف هة الةعلق ابألضرحا‪،‬‬
‫واألوليار‪ ،‬ونؤر ال ؤور هل ‪ ،‬والةقرب ابلقرابع‪ ،‬ةو عةا حقيقي فقةوى الدين‪ . .‬فقد أصبح‬
‫حس العاما هة الدين‪ ،‬وليس هة ما أنزله هللا كةابه‪ ،‬وس ا رسةله صلى هللا عليه وسل ‪.‬‬ ‫هؤا‬

‫وأدرك أئمة املسلمني‪ ،‬وعلماؤهم‪ ،‬أهداف الفالسفة‪ ،‬والباطنية‪ ،‬والصوفية‪ ،‬فكانت هلم‬
‫جهودهم املوفقة يف تفنيد بدعهم‪ ،‬ورد كيدهم‪ ،‬وإبراز احلق واضحا جليا من خالل مصادره‬
‫األصلية‪ ،‬كتاب هللا تعاىل‪ ،‬وسنة رسوله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫)‪(24‬‬
‫ومن أبرز هؤالء العلماء‪:‬‬

‫األ ةا األربعا‪ ،‬مث اإلمان ابن تيةيا وابن القي اللؤا كانت هلةا صةاله وجةاله ميف أرابب‬
‫وأقةاهل نقوا‪ ،‬ونقدا‪ ،‬من أالل‬ ‫البدع‪ ،‬وأ ةا الكالن‪ ،‬وأساأع ال الس ا‪ ،‬فأوسعةا نمراي‬
‫األصيا‪ ،‬واالعةقاة اارةقي ‪ ،‬واا ج القةمي‪ ،‬لكةاب هللا وس ا رسةله صلى هللا عليه وسل ‪،‬‬ ‫ال‬
‫ومها العرو الةثقى اليت جيئ على كا مرل أ يةةر هبا مصداقا لقةله صلى هللا عليه وسل ‪" :‬‬
‫تركت فيك ما ع متركة به لن تولةا‪ ،‬كةاب هللا وس يت "‪.‬‬

‫و العصةر ا ديثا هامج الشيخ حمةد بن عبد الةهاب‪ ،‬والشيخ الدهلةد‪ ،‬والشيخ أبة زهر ‪،‬‬
‫ويريه ‪ ،‬فكا العلةار ااخلصة ابارصاة لكا من حياول العبث بدين اإلسالن‪.‬‬

‫‪ -7‬اإلسرائيليات‪:‬‬

‫وهي مجييف العقا د يري اإلسالميا‪ ،‬ال سيةا تل اليت ةس ا أها الكةاب من الي ةة‪ ،‬وال صارب‪،‬‬
‫ابإلسالن‪ ،‬فةةك ةا من ةس ت اصيا كثري ابألا‪ ،‬وتةسعاه عديد ‪،‬‬ ‫بةاسطا من تماهر م‬
‫تةعار ميف اإلسالن وأصةله‪.‬‬

‫ةس االسرا يلياه‪ ،‬وأبرز ما في ا ماة الك انا‪ ،‬والة ب اه‪ ،‬اليت كا هلا‬ ‫لقد جنح أها الكةاب‬
‫الة ررياه لآلايه القرآنيا‪،‬‬ ‫عصةر الوعف‪ ،‬والةخلف‪ ،‬وتل‬ ‫أثر سير على اارلةع‬
‫أوصاف ااال كا‪ ،‬واجل ا‪ ،‬وال ار‪ ،‬وا شر‪ ،‬وتصةيره تصةيرا خيرج هبا عن أصل ا القرآين‪،‬‬ ‫والةةسيف‬
‫صحا عصةا األنبيار‪ ،‬والرسا علي الرالن‪.‬‬ ‫والغةز‬

‫وقد حؤر عي هؤا اخلطر م ؤ وقت مبكر‪ ،‬الصحايب عبد هللا بن عباس رضي هللا ع ةا‪ ،‬حيؤر من‬
‫األأؤ عن أها الكةاب‪ " :‬اي معشر اارلةع‪ :‬كيف ترألة أها الكةاب‪ ،‬وكةابك الؤد أنزل‬

‫)‪(25‬‬
‫على نبيه صلى هللا عليه وسل ‪ ،‬أحدث األأبار ابهلل‪ ،‬تقرأونه مل يشئ‪ ،‬وقد حدثك هللا أ أها‬
‫الكةاب بدلةا ما كةئ هللا‪ ،‬ويريوا أبيدي الكةاب‪ ،‬فقالةا‪ :‬هؤا من ع د هللا‪ ،‬ليشرتوا به مث ا قليال‪،‬‬
‫قط يرألك عن‬ ‫أفال ي اك ما جارك من العل عن مرا لة ‪ ،‬وال وهللا ما رأي ا رجال م‬
‫الؤد أنزل عليك "‪.‬‬

‫وأثر عن اإلمان أمحد بن ح با قةله‪ " :‬ثالثا ال أصا هل ‪ :‬الة رري وااالح وااغازد "‪ .‬أد أهنا‬
‫ليرت ذاه أسانيد صحيحا مةصلا‪.‬‬

‫‪ -8‬التعصب املذهيب‪:‬‬

‫شاعت م ؤ القر الرابيف اهلجرد بدعا الةعصئ ااؤهيب‪ .‬فانةج ذل خمال ا الكثري من ال صةص‬
‫الصحيحا‪ ،‬وتقدمي الرأد علي ا‪ ،‬ونشر ال نت واخلالف بع اارلةع‪ ،‬والةحايا على الدين‪،‬‬
‫واجلةةة على الةقليد‪ ،‬وعيال ابب االجة اة‪ ،‬واالشةغال ابالفرتاضاه اخلياليا‪ ،‬األمرالؤد أةب‬
‫عي شيةع اجل ا‪ .‬على اادب الطةيا‪.‬‬

‫وقد أةه هؤه الةحدايه الداأليا‪ ،‬ميف ما رافق ا من حتدايه أأرب‪ ،‬وحتدايه أارجيا‪ ،‬عي‬
‫شد الوغط على العامل اإلسالمي‪ ،‬وقاةه عي الوعف‪ ،‬والة ك ‪ ،‬واإلَنالل‪ ،‬وترةب اارلةة‬
‫جمال اإلأرتاع‪ ،‬واإلبداع‪ ،‬وساةه اجلةةة‪ ،‬والةقليد‪ ،‬والةةاكا‪ ،‬واالَنراف‪،‬‬ ‫عي حالا من العجز‬
‫عن ال ج القةمي‪ ،‬واالبةعاة عن الشريعا‪ ،‬وشاب عميا اارلةع كثري من الكدر‪ ،‬فاهناره قةاه ‪،‬‬
‫يد االسةعةار األوريب ا ديث‪ ،‬وأر صريعا أمان اهلجةاه‬ ‫ووقيف العامل اإلسالمي لقةا سا غا‬
‫الشرسا‪ ،‬اليت قاة ا الصليبيا ا ديثا‪ ،‬ميف الص يةنيا‪ ،‬والشيةعيا‪.‬‬

‫)‪(26‬‬
‫اثنيا ‪ -‬العوامل اخلارجيـة‬

‫‪ -1‬التحدي املغويل " الترتي "‪:‬‬

‫اجلزر‬ ‫األصلي م غةليا (مشال صحرار يةيب‪ ،‬وصحرار يةيب تقيف‬ ‫ااغةل والةةار قبا ا مةأ‬
‫الشرقي من وسط آسيا‪ .‬ت صا ما بع م غةليا الداأليا وم غةليا اخلارجيا‪ ،‬وكانت هؤه القبا ا‬
‫ال زاعاه القبليا‪ ،‬و البحث عن م ابت العشئ‪ ،‬وةانت ابلةث يا‪ ،‬اليت تقةل‬ ‫تقوي أوقا ا‬
‫الشر ‪،‬‬ ‫بةجةة قةتع‪ " :‬قة اخلري وال ةر والدفر‪ ،‬وقة الشر والمالن والربة‪ ،‬ويركن عله اخلري‬
‫الغرب‪ .‬وتقةن ممارسا ا على الرحر وعلى الرشاقا اجلرديا من رقص ويريه‪،‬‬ ‫وعله الشر‬
‫فاكةربت كلةا شاما معىن " الراحر "‪.‬‬

‫واسةطاع بعد ذل أحده ‪ ،‬لقئ ن ره (ج كيزأا ) أد أعم االةك‪ ،‬أ يةحد هؤه القبا ا عان‬
‫‪ 603‬هك ‪ 1206 /‬ن‪ ،‬ويويف هل ةسةةرا اجةةاعيا‪ ،‬حربيا ابلغ الشد والع ف‪ ،‬للطاعا فيه أكرب‬
‫نصيئ‪ ،‬فكانةا أعم األم أاعا لرالأي ‪ ،‬ةو معرفا معاين الش قا‪ ،‬أو الرمحا‪ ،‬وبعد أ‬
‫وحده محا هبةجيا‪ ،‬وبربريا‪ ،‬ووحشيا على العامل اإلسالمي‪ ،‬وكانت محالته ومحاله أأالفه‪،‬‬
‫ا وار اإلسالميا‪.‬‬ ‫يامشا كةد البحر‪ ،‬أو الطةفا ‪ ،‬الؤد كاة يغر ‪ ،‬ويبدة‪ ،‬أو يقة‬

‫بالة اإلسالن‪،‬‬ ‫تة ج كيزأا عان ‪ 624‬هك ‪ 1227 /‬ن فقان ح يده هةالكة إبمتان ةوره‬
‫فةحالف ميف الصليبيع‪ ،‬وأعلن هةالكة أنه عمنا أرسا عي يرب آسيا ليقوي على اخلالفا العباسيا‪،‬‬
‫ويعيد بيت ااقدس‪ ،‬بعد أ كا قد حررها صالح الدين عان ‪ 583‬هك‪ .‬فاعةرب هةالكة ن ره حمررا‬
‫لل صارب من اارلةع‪0 ،‬‬

‫)‪(27‬‬
‫وقان وزير اارةعص اخللي ا العباسي وهة (ابن العلقةي حمةد بن حمةد) فكاتبا هةالكة‪ ،‬وابن‬
‫العلقةي هؤا رافوي شيعي‪ ،‬قان إبضعاف اخلالفا العباسيا فكا ده ااخةل ا‪ ،‬وأضعف اجلي ‪،‬‬
‫وقلا عدةه‪ ،‬وأشار على اخللي ا فدارا هةالكة‪ .‬فاسةطاع هةالكة بةشجييف من ال صارب‪،‬‬
‫متكن ةأةل بغداة‬ ‫والشيعا‪ ،‬الةصةل عي بغداة عاصةا ةار اإلسالن‪ ،‬وةار الرالن‪ ،‬وفراعد‬
‫هنر ةجلا‪ ،‬وقةلةا معم‬ ‫جبحافله‪ ،‬فخربةا ااراجد وأتل ةا ااكةباه‪ ،‬إبحرا الكةئ‪ ،‬أو إبلقا ا‬
‫سكا بغداة ةو أ يرةث ةا عمرأ ‪ ،‬أو أ الً‪ ،‬وةو أ يعط ةا على مريض‪ ،‬أو يقدروا عااا‪ .‬وقد‬
‫قدر اا رأة القةلى فلية ومثامنا ا ألف‪.‬‬

‫وكا ابن العلقةي يطةيف أ يزيا الر ا ابلكليا وأ يم ر البدعا الرافوا ابختاذه ع د هةالكة‬
‫يدا‪ ،‬وعةا ابل عا على تعطيا اادارس‪ ،‬وااراجد‪ ،‬واجلةاعاه‪ ،‬واجلةعاه‪ ،‬والربط ببغداة‪،‬‬
‫واسةةر اباشاهد‪ ،‬وحمال الرفض‪ ،‬وكا يريد أ يبين مدرسا ها لا للرفض‪ .‬ولكن هةالكة أمهله‪،‬‬
‫وأذله‪ ،‬فؤا وابل أمره‪ ،‬وتةىف مؤمةما مدحةرا‪.‬‬

‫وهكؤا سقطت بغداة وأصبحت ب عا الةةار‪ ،‬وال صارب‪ ،‬والرافوا مأوب جلةاعا من ال صارب‪،‬‬
‫والشيعا‪ ،‬والةث ع‪.‬‬

‫مصر‪ ،‬بقياة قطز‪ ،‬والماهر بيربس‪،‬‬ ‫* وقيض هللا سبحانه وتعاي ألما اإلسالن‪ :‬ااةالي‬
‫األما روح اجل اة‪ ،‬واسةثريه‬ ‫وعلةار مثا العز بن عبد الرالن " سلطا العلةار "‪ ،‬فةحركت‬
‫مصر‪ ،‬والشان‪ ،‬والةقت جبيةش ااغةل ت يده وت ازره بعض‬ ‫أاقاه األما‪ ،‬ووج ت اي اجل اة‬
‫ال جداه ال صرانيا فكةئ هللا ال صر اابع لإلسالن‪ ،‬واهنزن ااغةل هزميا م كر ألول مر‬
‫على معم البالة‬ ‫اترخي ‪ ،‬بعد أ كانت القلةب قد يئرت من ال صر علي ‪ ،‬السةيال‬
‫اإلسالميا‪،‬‬

‫)‪(28‬‬
‫ضعف بالة اإلسالن و اهناك ا‪ ،‬وقد عرب الريةأي عن مأسا هؤا‬ ‫وهكؤا أس الغزو ااغةيل‬
‫الغزو بقةله‪ " :‬هة حديث أيكا األحاةيث وأرب يطةد األأبار‪ ،‬واتريخ ي ري الةةاريخ‪ ،‬وَنزلا‬
‫تصغر كا َنزلا‪ ،‬وفاةحا تطبق األر ومتألها ما بع الطةل والعر "‪.‬‬

‫‪ -2‬احلروب الصليبية‪:‬‬

‫األما‪ ،‬فحةلةا رايا اجل اة‪ ،‬بعد م ةصف القر‬ ‫متكن األتراك الرالجقا أ حييةا روح اجل اة‬
‫الةاريخ‪ ،‬نةج ع ا انةشار‬ ‫اخلامس اهلجرد ضد البيزنطيع وكانت معركا من ااةاقيف ا اَسا‬
‫آسيا الصغرب‪ ،‬فاجته أابأر بيزنطا لةرةيا اخلالف ميف البااب‪ ،‬واسة جدوا به ةاية ‪،‬‬ ‫اإلسالن‬
‫فدعا ال صارب للحرب ضد اارلةع‪ ،‬السةخالص بيت ااقدس‪ ،‬ووعد من يشرتك في ا من‬
‫ال صارب‪ ،‬ابلغ را الكاما‪ ،‬فةجاوب هةاف ال صارب‪ " :‬هكؤا أراة هللا " واختؤوا شعار الصليئ‪،‬‬
‫وبدأوا ابلةدفق على بالة اإلسالن‪ ،‬عان ‪ 1097‬ن‪ ،‬فاشةعلت حرب ضاريا بدو هةاة أةال‬
‫قرنع من الزما ‪.‬‬

‫كا ةور من أةوار الةاريخ اإلسالمي‪ ،‬و كا َنحيا من‬ ‫وتشار حكةا هللا تعاي أ ي ض‬
‫ميدا القي ‪،‬‬ ‫هؤه األما على أريقا األنبيار‪،‬‬ ‫نةاحي العامل اإلسالمي‪ ،‬رجال يقةمة‬
‫األما‪ .‬تبعا للقاعد اليت ال تةخلف‪( :‬عِ َّ‬ ‫وااعةقداه‪ ،‬جيدةو أمر الدين‪ ،‬وي خة روح اجل اة‬
‫اللَ الَ يكُغَِّريُ َما بَِق ْةٍن َح َّىت يكُغَِّريُواْ َما ِأبَنْك ُ ِر ِ ْ )‬
‫ّ‬

‫)‪(29‬‬
‫واستفاد الغرب الصلييب من احلروب الصليبية كثريا‪:‬‬

‫ا روب‬ ‫سياسيا‪ :‬ازةاةه سلطا االةك‪ ،‬ابشرتاك عدة كبري من أمرار االقطاع ميف فرساهن‬
‫األوربيا ا ديثا‪.‬‬ ‫على رعاايه ‪ ،‬فم ره ااةال‬ ‫الصليبيا‪ ،‬فخال اجلة للةلةك‪ ،‬فزاةه سلطا‬
‫مثا بريطانيا‪ ،‬وفرنرا‪ ،‬وبروسيا‪ ،‬وروسيا‪.‬‬

‫إجتماعيا‪ :‬اقةبس األوربية كثريا من مماهر اآلةاب االجةةاعيا‪ ،‬واألأال ‪ ،‬واللباس‪ ،‬من‬
‫اارلةع‪ ،‬وعاةوا لةطبيق ا على أوراب‪ ،‬كةا اهةزه أبقا االقطاعيع وأأؤه تم ر أبقاه أأرب‪،‬‬
‫مثا الطبقا الةسطى من الةجار أاصا‪ ،‬واليت ةعيت ابلطبقا الربجةازيا‪.‬‬

‫إقتصاداي‪ :‬فقد ترل األوروبية زمان الةجار أبن ر ‪ ،‬وتعلةةا بعض الص اعاه‪ ،‬وأاصا ص اعا‬
‫ا رير‪ ،‬والزجاج‪ ،‬والةر ‪ ،‬ونقلةا بعض أشجار ال اك ا عي أوراب‪ ،‬وتعلةةا أساليئ الزراعا‪.‬‬

‫ترمجا العلةن‪ ،‬وااعارف اإلسالميا‪ ،‬عي الالتي يا‪ ،‬بعد‬ ‫علميا وثقافيا‪ :‬فقد نشأه حركا واسعا‬
‫من حئ‬ ‫أ أأليف األوروبية على معلةماه جغرافيا‪ ،‬وفلكيا‪ ،‬واترخييا‪ ،‬وزراعيا‪ ،‬مك ة‬
‫خمةلف نةاحي ا يا ‪،‬‬ ‫أوراب‬ ‫االسةطالع‪ .‬وابأةصار فقد أحدثت ا روب الصليبيا تغريا‬
‫وجماال ا‪ ،‬ونقلة ا من عصر اإلقطاع اامل ‪ ،‬عي ع د جديد أألق عليه اس ‪ :‬عصر ال وا –‬
‫وحركا ال وا هؤه حركا تغيري شاملا جلةييف نةاحي ا يا ‪ ،‬الرياسيا‪ ،‬واالجةةاعيا‪ ،‬واإلقةصاةيا‪،‬‬
‫ايطاليا‬ ‫أوراب وامةده من القر الثاين عشر اايالةد عي القر الراةس عشر‪ .‬وابةدأ‬ ‫والثقافيا‬
‫لصلة ا الكبري ابلعامل اإلسالمي من بقيا أورواب‪ ،‬عدا أسبانبا‪ ،‬والربتغال‪.‬‬

‫)‪(30‬‬
‫وميكن تلخيص أسباب اليقظة األوروبية يف‪:‬‬

‫أوصاله‪ ،‬جمدة‬ ‫أرجار العامل‪ ،‬فأأؤه تررد‬ ‫‪ -1‬الروح الدافعا اليت بث ا اإلسالن‪ ،‬وحوارته‪،‬‬
‫الشر ‪ ،‬وعن أريق‬ ‫حياته وقةاه‪ ،‬وقد تلق ة ا أوراب عن اارلةع عاب ا روب الصليبيا‬
‫األندلس‪ ،‬وصقليا‪ ،‬وج ةب ايطاليا‪ ،‬واجلامعاه اإلسالميا‪.‬‬

‫‪ -2‬الةةرة على الك يرا اجلاهلا‪ ،‬ونبؤ سلطاهنا الرياسي‪ ،‬والديين‪ ،‬بكا ما ميثله من أطااي‪،‬‬
‫واأطار‪ ،‬وحجر على الة كري‪ ،‬وكبت للعل ‪ ،‬واضط اة للعلةار‪ ،‬ابس ةين الك يرا‪ ،‬وعصةة ا‪.‬‬

‫نع أفاةه ال وا األوروبيا من ا وار اإلسالميا كةا تقةل ااصاةر األوروبيا ن ر ا‪ ،‬ولك ا مل‬
‫ترر على اخلط اإلسالمي فا أفاةته‪ ،‬با صبغت ذل كله ابلصبغا اليةَننيا‪ ،‬والرومانيا‪ ،‬والةث يا‪،‬‬
‫فكانت حركا ال وا رة عي الةث يا األوي – يغشي ا يشار رقيق من ال صرانيا‪ ،‬ظا هؤا الشغار‬
‫أواأر القر الةاسيف عشر‪ ،‬وبدايا القر العشرين‬ ‫ير ّ كثريا شيئا فشيئا‪ ،‬عي أ متز هنا يا‬
‫للةيالة‪.‬‬

‫‪ -3‬حركة االستعمار األورويب‪:‬‬

‫قلبه‪ ،‬ضرب من احملال‪ ،‬فبدأوا بةغيري االسرتاتيجيا‪،‬‬ ‫أةرك الصليبية أ م امجا العامل اإلسالمي‬
‫واجت ةا عي أساليئ أأرب‪ .‬هي أسلةب االسةعةار الؤد مر فرحلةع‪:‬‬

‫املرحلة األوىل‪ :‬االستعمار األورويب القدمي‪:‬‬

‫القر اخلامس عشر اايالةد أه نةيجا‬ ‫كانت حركا الكشةف اجلغرافيا اليت مت شطر كبري م ا‬
‫عةليا لل وا األوروبيا‪ ،‬وكا هدف األوروبيع من هؤه ا ركا حتقيق أمرين‪:‬‬

‫)‪(31‬‬
‫الداأا‪.‬‬ ‫أ‪ -‬تطةيق العامل اإلسالمي إلضعافه مت يدا لوربه‬

‫ب‪ -‬البحث عن أريق جتارد ال مير بداير اارلةع ميف اهل د‪.‬‬

‫لقد محلت االكةشافاه اجلغرافيا الروح الصليبيا‪ ،‬فا في ا من حقد‪ ،‬وكراهيا‪ ،‬على اإلسالن‪،‬‬
‫واارلةع‪.‬‬

‫نتيجة هذه الكشوف اجلغرافية على بالد اإلسالم‪:‬‬

‫لقد تغريه أريق الةجار عن بالة اإلسالن‪ ،‬والبحر األبيض ااةةسط‪ ،‬عي احمليطاه الكربب –‬
‫عي ضعف جتار اارلةع‪ ،‬مث ضعف الص اعا‪،‬‬ ‫األألري‪ ،‬واهل دد‪ ،‬واهلاةد – فأةب ذل‬
‫عي الباةيا‪ ،‬فكرده البواعا‪،‬‬ ‫والزراعا‪ ،‬فقد هجر ال اس ااد عي األرايف‪ ،‬وعاة الكثري م‬
‫وأةه األسةا ‪ ،‬وقا عدة سكا ااد ‪ ،‬فأصبحت قرب‪ ،‬األمر الؤد أةب ميف الزمن عي عزلا‬
‫اارلةع‪ ،‬وعي شيةع اجل ا‪ ،‬والةأأر‪ ،‬واألميا‪.‬‬

‫وأما من الناحية العسكرية فقد نةج عن حركا الكشةف اجلغرافيا‪ :‬عكةشاف العامل اجلديد‪،‬‬
‫حركا َسيت‪ :‬االسةعةار األوريب القدمي – واتبعت أوراب الغربيا أسلةب عابة‬ ‫واسةيطانه‪،‬‬
‫الركا ‪ ،‬أو جريه ‪ ،‬أو االأةالط هب ‪ ،‬بعد عذالهل ‪ ،‬وفصل عن ماضي هنا يا‪ ،‬كةا حصا‬
‫مةاج ا‬ ‫االمريكةع‪ ،‬واسرتاليا‪ .‬وأصبح العامل اجلديد امةداةا ألوراب‪ ،‬ومة را هلا‪ ،‬وظ ريا‪،‬‬
‫اإلسالن‪.‬‬

‫املرحلة الثانية‪ :‬االستعمار األورويب احلديث‪:‬‬

‫وقان على اسةغالل أرياه البالة اارةعةر (ب ةح ااي )‪ ،‬واسةعباة سكاهنا‪ ،‬والريطر على‬
‫مقدرا ا‪.‬‬
‫)‪(32‬‬
‫أوراب ترةى‪ :‬حركا الثةر الص اعيا‪.‬‬ ‫وقد نةج هؤا االسةعةار عن حركا‬

‫أساليئ الص اعا‪ ،‬أصبح‬ ‫أو (االنقالب الص اعي)‪ :‬وهي عبار عن سلرلا من الةغيرياه‬
‫انةاج مص ةعاته‪.‬‬ ‫اإلنرا بربب ا يعةةد على اآلاله‬

‫وصاره هؤه اآلاله تدار بقةب يري بشريا‪ ،‬سخرها اإلنرا أو اأرتع ا كالبخار‪ ،‬أو البرتول‪ ،‬أو‬
‫الثلث األأري من القر‬ ‫بريطانيا‬ ‫الك رابر‪ ،‬وحديثا ابلطاقا الؤريا‪ .‬وقد بدأه هؤه الثةر‬
‫أوراب‪ ،‬وأمريكا‪ ،‬م ؤ مطليف القر الةاسيف‬ ‫الثامن عشر اايالةد‪ ،‬واسةةره بعد ذل وانةشره‬
‫عشر اايالةد‪ ،‬وزاة االنةاج الص اعي زاية ها لا‪ ،‬بقليا من ال قاه‪ ،‬فاحةاج أصحاب ااصانيف‬
‫أوراب‪،‬‬ ‫عي ااةاة اخلان‪ ،‬والقةب احملركا‪ ،‬وعي األسةا لةصريف البواعا‪ ،‬فة اسةغالل ال ح‬
‫عي اَنطاط‬ ‫ااصانيف‪ ،‬فأةب ذل‬ ‫اسةغالله األأ ال وال رار‪ ،‬كةا اسةخدمةا‬ ‫واسةخدن‬
‫األأال وانةشر ال راة اخللقي‪ ،‬كةا انةشره عاة شرب اخلةر‪ ،‬ولعئ اايرر‪ ،‬ويريمها من‬
‫اا اسد اخللقيا‪ ،‬واأرتعت الرك ا ديديا‪ ،‬ل قا ااةاة اخلان‪ ،‬ولةصريف البوا يف‪ ،‬وظ ره أبقا‬
‫حتةكر ااصانيف‪ ،‬ازةاة ماهلا زاية فاحشا َسيت ابلطبقا الرأَساليا اليت أصبح مه ا مجيف ااال وأبد‬
‫أوراب –‬ ‫وسيلا‪ ،‬وابلة افس ا ر ةو قيد من ةين أو تقاليد‪ ،‬األمر الؤد أةب عي ب س العةال‬
‫وظ ره أبقا العةال الكاةحا من عةال اا اج وااصانيف‪.‬‬

‫وأما أه أنةاع االسةعةار ا ديث وااعاصر وأةوم ا أثرا ف ة االسةعةار ال كرد الؤد ال يزال‬
‫العامل اإلسالمي يعاين م ه ويعي فيه‪.‬‬

‫)‪(33‬‬
‫وفيما يلي الدول األوروبية اليت سيطرت على العامل اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ -1‬بريطانيا‪ :‬واسةعةره ماليزاي‪ ،‬وشبه جزير اهل د‪ ،‬وسةاحا اخلليج العريب‪ ،‬واجل ةب العريب‪،‬‬
‫ومصر‪ ،‬والرةةا ‪ ،‬وأوي ده‪ ،‬وجزرا من الصةمال‪ ،‬واريرتاي‪ ،‬وت زانيا‪ ،‬ونيجرياي‪ ،‬وقربص‪ ،‬وياَن‪ .‬كةا‬
‫اسةعةره بعد ا رب األوي‪ :‬العرا وشرقي األرة وفلرطع‪ .‬ويريها‪.‬‬

‫‪ -2‬فرنرا‪ :‬واسةعةره اهل د الصي يا‪ ،‬ومايل‪ ،‬وتشاة‪ ،‬وال يجر‪ ،‬والر غال‪ ،‬ومديشقر (ماالياش)‪،‬‬
‫ومةريةانيا‪ ،‬وااغرب‪ ،‬واجلزا ر‪ ،‬وتةنس‪ ،‬ويي يا‪ ،‬وجيبةيت‪ .‬وبعد ا رب األوي اسةعةره سةراي‪،‬‬
‫ولب ا ‪ ،‬وكيليكيا‪.‬‬

‫‪ -3‬ايطاليا‪ :‬واسةعةره‪ :‬ليبيا‪ ،‬وجزرا من الصةمال‪ ،‬وأرترياي‪.‬‬

‫هنر‬ ‫آرال‪ ،‬وحة‬ ‫‪ -4‬روسيا‪ :‬واسةعةره‪ :‬سيبرياي‪ ،‬وتركرةا الغربيا‪ ،‬واألراضي اإلسالميا‬
‫ال لغا‪ ،‬وشبه جزير القرن‪ ،‬وبالة الق قاس (القةقاز)‪ .‬وامةده ب ةذها عي مشايل عيرا ‪.‬‬

‫‪ -5‬أسبانيا‪ :‬واسةعةره‪ :‬الريف ااراكشي‪ ،‬واقلي أفين‪ ،‬والصحرار ااغربيا‪ .‬وعقلي مةرو اإلسالمي‬
‫ال لبع‪.‬‬

‫‪ -6‬هةل د ‪ :‬واسةعةره‪ :‬جزر اهل د الشرقيا (اندونيريا)‪.‬‬

‫‪ -7‬الربتغال‪ :‬واسةعةره‪ :‬مةزمبيق‪.‬‬

‫أوسط أفريقيا‪.‬‬ ‫‪ -8‬بلجيكا‪ :‬واسةعةره‪ :‬الكةنغة‬

‫)‪(34‬‬
‫‪ -4‬احلركة الصهيونية‪:‬‬

‫مةاج ا الةحدايه‪ ،‬واألأطار‪ ،‬اليت‬ ‫الص يةنيا حركا سياسيا ع صريا ةي يا‪ ،‬قان هبا أصحاهبا‬
‫أوراب حتت ظا فكر القةمياه‪ ،‬ف ي دف عي مجيف اااليع من الي ةة‬ ‫واج ت الي ةة‬
‫هبا‪ ،‬واختاذ‬ ‫كيا ي ةةد قةمي ( فلرطع) اسة اةا عي مزاع اترخييا وةي يا تربط‬ ‫العامل‬
‫فلرطع نقطا انطال لدولا كبري متةد من ال راه عي ال يا‪ ،‬ومن مث تكةين امرباأةريا ص يةنيا‬
‫عاايا تكة وريثا للحوار الغربيا‪.‬‬

‫هؤا وقد َسيت الص يةنيا هبؤا االس نربا عي جبا ص ية (‪ )Zion‬ابلقدس‬

‫وقد هدفت الصهيونية ابلتعاون مع االستعمار إىل أهداف أساسية يف العامل اإلسالمي‪:‬‬

‫‪ -1‬متزيق وحد العرب واارلةع‪ ،‬وا يلةلا ةو وحد العامل اإلسالمي‪ ،‬ابل صا بع قاريت آسيا‬
‫وأفريقيا‪ ،‬ف دفت الص يةنيا عي وراثا ال مان الرأَسايل‪ ،‬والريطر على العامل اإلسالمي‪.‬‬

‫‪ -2‬تةةا الغزو الثقا للعامل اإلسالمي‪ ،‬بةدمري كا القي ‪ ،‬واألنمةا‪ ،‬واألأالقياه‪ ،‬ونقا أسلةب‬
‫اإل اة‪ ،‬واإلابحيا‪ ،‬والةرلط‪.‬‬

‫‪ -5‬احلركة الشيوعية‪:‬‬

‫القر الرابيف عشر اهلجرد ظ ةر الشيةعيا‪ ،‬كاجتاه‬ ‫ومن ااصا ئ اليت حلت ابلعامل اإلسالمي‬
‫عقا دد ي اقض اإلسالن ابلكليا‪ ،‬وككيا رَسي هدفه عابة الةجةة اإلسالمي واسةئصاله ليس من‬
‫االحتاة الرةفييت فحرئ وعمنا من ااعامل أمجيف‪.‬‬

‫)‪(35‬‬
‫والشيوعية فلسفة مادية جدلية للةاريخ ونمان ا يا تقةن أساسا على اااة ‪ ،‬ومعاةا األةاي ‪،‬‬
‫ت ةرئ عي " كارل ماركس " ال يلرةف األااين وح يد ا اأان الي ةةد " مرةأاد ماركس "‪.‬‬

‫جر األما اإلسالميا فكراي‪ ،‬وواكبةه حرب ةمةيا‪،‬‬ ‫وحترك ال كر اااركري وليد الص يةنيا‬
‫البالة اإلسالميا اليت حكةة ا‪.‬‬ ‫هدف ا اسةئصال اارلةع وتص يا وجةةه البشرد وال كرد‬
‫البالة اإلسالميا العربيا على شكا (مةضا) بةاسطا بعض الكةاب‬ ‫فقد بدأه االشرتاكيا‬
‫ال صارب ةو أ يكة هل أتثري على اجملةةيف‪.‬‬

‫اثلثا ‪ -‬نتائج التحدايت اخلارجية والداخلية على العامل اإلسالمي‬

‫أوال‪ :‬االبتعاد عن تطبيق الشريعة اإلسالمية‬

‫علةا ا‪ ،‬وجمدةي ا‪ ،‬وقاة ا‬ ‫وج ا تصدها األما ممثلا‬ ‫ع تةايل هؤه الةحدايه‪ ،‬والةقةف‬
‫ااخلصع‪ ،‬اسة زف قةاها‪ ،‬وقاةها أأريا عي الوعف‪ ،‬وأأؤ العامل اإلسالمي يرري من ضعف عي‬
‫قياة البشريا‪ ،‬وتةجي ا عي وج ا اخلري‬ ‫ضعف‪ .‬وأأؤ اارلةة يةخلة عن مةقع األساسي‬
‫كا اجتاه‪ ،‬حع قعدوا عن‬ ‫هبا اإلسالن‪ ،‬وختلةا عن الةبعاه اليت أَنأ ا هب‬ ‫اليت يكل‬
‫االجة اة ورك ةا عي الةبعيا والةقليد‪.‬‬

‫بطة‬ ‫اإلسالمي‬ ‫اجل اة وتوحيا ‪ ،‬فاَنرر عرث‬ ‫وأسالف‬ ‫فاضي‬ ‫وانقطعت صلة‬
‫األما روح اإلبداع‪ ،‬واالبةكار‪ ،‬وانقاة اارلةة عي عصر من‬ ‫الكةئ‪ ،‬يدورو حةله‪ ،‬فأهدره‬
‫اجلةةة‪ ،‬والةزن علةار األما وم كروها ةا ر ا ةاشي‪ ،‬وااةة ‪ ،‬وعك ةا على نصةص الرابقع‪،‬‬
‫وكةب ‪ ،‬ي زلةهنا أحياَن م ازل العصةا والقداسا‪.‬‬

‫)‪(36‬‬
‫خمةلف جمااله‬ ‫و الةقت الؤد بدأ فيه العامل اإلسالمي يةحرك من مجةةه‪ ،‬ويبعث اإلسالن‬
‫حياته‪ ،‬وي ض ع ه يبار اجلةةة‪ ،‬والةقليد‪ ،‬واجلربيا‪ ،‬والةةاكا‪ ،‬بقيان ةعةاه سل يا إلحيار‬
‫ليبيا‪،‬‬ ‫جند‪ ،‬وا ركا الر ةسيا‬ ‫قلئ األما (كحركا الشيخ حمةد بن عبد الةهاب‬ ‫اإلسالن‬
‫ااغرب‪ ،‬وشركا عسالن واجلةعيا‬ ‫اهل د‪ ،‬والرل يا‬ ‫الرةةا ‪ ،‬وا ركا الدهلةيا‬ ‫وا ركا اا ديا‬
‫أندونيريا‪ ،‬ويريها من ةعةاه اإلصالح)‪ ،‬كا قد أغى سبيا ا وار اااةيا‪ ،‬والة‬ ‫احملةديا‬
‫مل شعث اارلةع‪،‬‬ ‫االسةعةار الغريب بالة اإلسالن‪ ،‬واشةد الةحدد‪ ،‬فل ت جح هؤه ا ركاه‬
‫وكا جناح ا حمدوةا‪ ،‬و بالة معي ا‪ .‬فابةعد اارلةة عن تطبيق الشريعا ب عا هؤا االسةعةار‬
‫والص يةنيا والشيةعيا وأساليب ا أكثر فأكثر‪ ،‬واشةد األمرا ‪ :‬الةهن الداألي‪ ،‬والةآمر اخلارجي‪،‬‬
‫على الكيد للشريعا اإلسالميا وتشةيه معاا ا فكراي‪ ،‬وصرف اارلةع ع ا واقعيا‪.‬‬

‫معم بالة اإلسالن‪ .‬وبقيت زاويا‬ ‫وهكؤا كا ال ةيجا أ ألغي العةا ابلشريعا اإلسالميا‬
‫ضيقا هلا هي زاويا األحةال الشخصيا اليت حاول تالميؤ الغرب زحزحا الشريعا ع ا عي أ‬
‫أزالةها عن كثري من البلدا اإلسالميا‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬سقوط اخلالفة العثمانية وتفكك األمة اإلسالمية‪:‬‬

‫العثةانية من شعئ الغز الرتكي‪ ،‬وأصل من بالة الرتكرةا ‪ ،‬نزحةا أمان اكةراح ج كيز أا‬
‫لدولا أةارزن اإلسالميا‪.‬‬

‫ويعةرب عثةا بن أرأغرل هة اا سس األول للدولا العثةانيا‪ ،‬وبه َسيت‪ ،‬ع دما اسةقا إبمارته‬
‫س ا ‪ 699‬هك ‪ 1300 /‬ن‪ ،‬وأأؤه هؤه اإلمار على عاتق ا محايا العامل اإلسالمي‪ ،‬وتةلت قياة‬
‫اجل اة‪ ،‬وأصبحت ااة س الةحيد للج اة‪ ،‬فجارها كا رايئ فيه‪ ،‬واجةؤبت ااةحةرع ل صر‬
‫اإلسالن من جماهدين وعلةار وةعا ‪ ،‬فةةك ت بؤل من رة الصليبيع ونقلت الصراع من آسيا‬
‫)‪(37‬‬
‫الةقةع بع كةاشا الصليبيا أحد فكي ا‪:‬‬ ‫عي أوراب بعد أ كا العامل اإلسالمي على وش‬
‫اآلأر‪ :‬كا‬ ‫شبه القار اهل ديا‪ ،‬وال‬ ‫البحر من اجل ةب الشرقي‪ ،‬وقةاعده‬ ‫الربتغالية‬
‫زحف الروس من الشةال‪.‬‬

‫ن ةس ممةزجا ابلروح العركريا ااةأصلا كياهن ‪ ،‬محلةا‬ ‫وهبؤه العاأ ا اإلسالميا ااةأججا‬
‫قرونه ااةأأر ‪ ،‬امةده على ثالث قاراه‬ ‫رايا اإلسالن‪ ،‬وأقامةا أكرب ةولا عسالميا عرف ا الةاريخ‬
‫العامل آنؤاك‪ .‬وأبطلت عةا الكةاشا الصليبيا‪،‬‬ ‫هي‪ :‬آسيا‪ ،‬وأوراب‪ ،‬وأفريقيا‪ ،‬فكانت أقةب ةولا‬
‫وهدةه أوراب‪ ،‬وألزمة ا جانئ الدفاع أمان اإلسالن فرت أةيلا من الزمن‪ .‬وبقيت ا ارس األمع‬
‫اس (بالة اإلسالن)‪ ،‬وعلى حاكة ا اس‬ ‫للعامل اإلسالمي أربعا قرو ‪ ،‬وأألقت على ةولة‬
‫(سلطا ) وكا أعز ألقابه عليه‪( :‬الغازد) أد اجملاهد‪ .‬أما الل ما العثةاين والرتكي ف ةا من‬
‫ااصطلحاه ا ديثا‪ .‬كةا أألق على جيةش ا‪( :‬ج د اإلسالن)‪ ،‬وعلى عاا ا الديين‪( :‬شيخ‬
‫القرو الثالثا األوي لةكةين هؤه‬ ‫اإلسالن)‪ .‬وحكةت ابلعدل ابلعةا ابلشرع اإلسالمي‪.‬‬
‫الدولا‪.‬‬

‫وقد بقيت الدولا العثةانيا عزيز اجلانئ وهي تؤوة عن محى اإلسالن وأسده أدماه جليلا‬
‫أأطار‬ ‫ال رت األأري من حيا ا وقعت‬ ‫لإلسالن واارلةع على امةداة اترخي ا‪ ،‬ولك ا‬
‫عديد ‪ ،‬أأطرها على اإلأال هة‪ :‬تشجييف الصةفيا‪ ،‬وعدن اختاذ اإلسالن مصدرا أساسيا‬
‫للةشريعاه والقةانع واألنمةا اليت ترري علي ا الدولا – فكثر عصدار الةشريعاه والقةانع‬
‫بربئ الوغةط األوروبيا‪ ،‬فة كبت الدولا‬ ‫الةضعيا فيةا َسي ابلةجديداه (كةا ذكرَن) وذل‬
‫مةاج ا العةاصف االسةعةاريا‪ ،‬مما نةج ع ه عدن اسةطاعة ا ااقاوما واهناره‬ ‫الطريق‬
‫ال ايا‪.‬‬

‫)‪(38‬‬
‫اثلثا‪ :‬متزق العامل اإلسالمي بني التكتالت واألحالف الدولية املعاصرة‬

‫وفيةا يلي نبؤ عن أه هؤه الةكةاله واألحالف الدوليا حيث يم ر أثرها جليا على العامل‬
‫سيا عرض ا‪:‬‬ ‫اإلسالمي‬

‫أوال‪ :‬هيئة األمم املتحدة‪.U. N :‬‬

‫ظ ر ضعف الدولا العثةانيا اارلةا للعيا ‪ ،‬ميف بدايا القر الرابيف عشر اهلجرد‪ ،‬وفقده وزهنا‬
‫أمان الدول األوروبيا القةميا ااةغطرسا وأاصا روسيا‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وفرنرا‪ ،‬وأاانيا‪ ،‬وال ةرا‪،‬‬
‫وعيطاليا‪ .‬فاجت ت تل الدول القةران أمالك الدولا العثةانيا فيةا أَسةه‪ :‬اارألا الشرقيا‪.‬‬

‫الدول اا ةصر إبنشار عصبا األم ‪ ،‬من مجعيا عةةميا م ل ا من م دوبع ميثلة‬ ‫وقامت تل‬
‫ج يف مقرها الدا ‪.‬‬ ‫العصبا‪ ،‬ت عقد مر كا عان اد ش رين‬ ‫الدول األعوار‬

‫وتكونت هيئة األمم املتحدة من األجهزة الرئيسية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬اجلمعية العمومية‪:‬‬

‫وتكةنت من مجييف الدول األعوار‪ ،‬اليت بلغ عدةها عان ‪ 1987‬ن (‪ 159‬ةولا)‪ .‬وميثا كا عوة‬
‫في ا م دوبة ال يزيد عدةه على مخرا هل مجيعا صةه واحد‪ .‬وتقةن اجلةعيا‪ :‬بةةثيق العالقاه‬
‫الرل ‪ ،‬واألمن العااي‪ .‬وترةيا اخلالفاه بع‬ ‫والةعاو الدويل‪ ،‬وحبث ااشكاله اليت ت ثر‬
‫مياةين‬ ‫الدول‪ ،‬واحملافما على حقة اإلنرا وحرايته األساسيا‪ .‬وزاية الةوامن الدويل‬
‫االقةصاة‪ ،‬واالجةةاع‪ ،‬والثقافا‪ ،‬والرتبيا‪ ،‬والصحا‪ .‬وعقرار ميزانيا األم ااةحد ‪ ،‬وانةخاب أعوار‬
‫ومةظ ي األج ز األأرب الةابعا هليئا األم ‪.‬‬

‫)‪(39‬‬
‫‪ -2‬جملس األمن‪:‬‬

‫ويةكة من مخرا أعوار ةا ةع ه ممثلة‪ :‬االحتاة الرةفييت‪ ،‬والةالايه ااةحد األمريكيا‪،‬‬


‫وبريطانيا‪ ،‬وفرنرا‪ ،‬والصع (الةأ يا سابقا‪ ،‬والشعبيا حاليا)‪ .‬ومن سةا أعوار يري ةا ةع يكة‬
‫انةخاهب اد س ةع‪ .‬وقد زيد عدة األعوار الغري ةا ةع فأصبح مخرا عشر عوةا‪.‬‬

‫العامل ابلةعاو ميف اجلةعيا العاما (أبعا‬ ‫ويقةن جملس األمن‪ :‬ابحملافما على األمن والرالن‬
‫ف ةن الدول اا ية ا)‪ ،‬واختاذ قراراه بةةقييف عقةابه اقةصاةيا‪ ،‬أو اجراراه ا يف وقةع العدوا ‪،‬‬
‫ظروف أاصا‪ .‬وقد وافقت مجييف الدول األعوار‬ ‫او لةق ه‪ ،‬واختاذ عجرار حريب ضد ااعةدد‬
‫على أ تويف حتت تصرف اجمللس أيا قةاه مرلحا‪ ،‬وتقدن كا تر ياله عركريا يطلئ م ا‬
‫أو ية ق علي ا‪.‬‬

‫‪ -3‬األمانة العامة‪( :‬السكراتراي)‪:‬‬

‫‪ -4‬اجمللس االقتصادي واالجتماعي‪:‬‬

‫اجلةعيا العةةميا‪ ،‬وم ةةه تقدمي أدماه عقةصاةيا‪،‬‬ ‫ويةألف من مثانيا عشر عوةا‪ ،‬ت ةخب‬
‫هؤه ااياةين‬ ‫واجةةاعيا‪ ،‬وصحيا‪ ،‬وثقافيا للدول اعوار‪ ،‬عن أريق وكااله مةخصصا‬

‫ومن أهم هذه الوكاالت‪:‬‬

‫م مةا األيؤيا والزراعا‪ ،‬وم مةا اليةنركة للثقافا والةعلي ومقرها ابريس‪.‬‬

‫الدويل لإلنشار والةعةري‪ ،‬وم مةا‬ ‫وم مةا العةا الدوليا‪ .‬وم مةا الصحا العاايا‪ ،‬والب‬
‫الالجئع الدوليا‪.‬‬

‫)‪(40‬‬
‫‪ -5‬حمكمة العدل الدولية‪:‬‬

‫وتةألف من مخرا عشر قاضيا من كبار رجال القانة من خمةلف الدول‪ .‬ومركزها مدي ا الهاد‬
‫اخلالفاه بع الدول‪ ،‬وااطالئ اليت تةقدن‬ ‫هةل د ‪ .‬ويعةة أتسير ا عي عان ‪ 1921‬ن لل مر‬
‫هبا على ضةر ااعاهداه واالت اقياه الدوليا القا ةا‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬دول حلف األطلسي‬

‫وهؤا االس نربا عي مشال احمليط األألري‪.‬‬

‫واةعى م شئةا هؤا ا لف أ أابعه ةفاعي‪ ،‬وأنه مةجه ضد أطر العدوا الشيةعي على أوراب‬
‫الغربيا‪ .‬وأعربت ةوله عن الثقا أبهداف هيئا األم ومباة ا‪ ،‬ونصت مقدمةه على ريبا ااةعاقدين‬
‫الرالن‪ ،‬والةصةي على محايا ال مان الدميقراأي – ال ةةذج الغريب – ابلقة ‪.‬‬

‫ومن حلف األألري انبثقت‪( :‬م مةا الةعاو االقةصاةد والة ةيا)‪ ،‬بقصد ربط ةول أوراب الغربيا‬
‫بعجلا االقةصاة األمريكي‪ .‬وم افرا للرة األوروبيا ااشرتكا‪ .‬وضةت عي جانئ ةول ا لف‬
‫بعض الدول احملايد مثا‪ :‬ال ةرا‪ ،‬والرةيد‪ ،‬وسةيررا‪ ،‬وف ل دا‪ ،‬ويةيةسالفيا‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬جامعة الدول العربية‬

‫وهي م مةا عقليةيا أنشئت عان ‪ 1945‬ن من أجا مزيد من الةعاو الرياسي‪ ،‬واالقةصاةد‪،‬‬
‫والثقا بع الدول العربيا اارةقلا‪ .‬وأعواؤها اث ا وعشرو ةولا هي‪ :‬ااةلكا العربيا الرعةةيا‪،‬‬
‫الكةيت‪ ،‬البحرين‪ ،‬قطر‪ ،‬عةا ‪ ،‬اليةن الشةاليا‪ ،‬اليةن اجل ةبيا‪ ،‬االماراه العربيا‪ ،‬األرة ‪ ،‬سةراي‪،‬‬
‫لب ا ‪ ،‬العرا ‪ ،‬مصر‪ ،‬الرةةا ‪ ،‬الصةمال‪ ،‬جيبةيت‪ ،‬ليبيا‪ ،‬تةنس‪ ،‬اجلزا ر‪ ،‬ااغرب‪ ،‬مةريةانيا‪.‬‬

‫)‪(41‬‬
‫ابإلضافا عي فلرطع‪ .‬وكا مقرها القاهر ‪ ،‬وانةقا عي تةنس عان ‪ 1979‬ن بعد اعرتاف مصر‬
‫فلرطع احملةلا‪.‬‬ ‫ابلكيا الص يةين‬

‫وأما أهداف اجلامعة كما بينها امليثاق فهي‪:‬‬

‫‪ -1‬تةثيق الصاله بع الدول العربيا‪ ،‬وت ريق أطط ا‪ ،‬حتقيقا للةعاو بي ا‪ ،‬وصيانا السةقالهلا‬
‫وسياة ا‪.‬‬

‫الشئة االقةصاةيا‪ ،‬واااليا‪ ،‬والثقافيا‪ ،‬واالجةةاعيا‪،‬‬ ‫‪ -2‬تةثيق الةعاو بع البالة العربيا‬


‫والصحيا‪ ،‬والعركريا‪.‬‬

‫العامل‪ ،‬أاصا هيئا األم ااةحد‬ ‫‪ -3‬حتقيق الةعاو ميف اهليئاه الدوليا اليت تعةا ل شر الرالن‬
‫وفروع ا‪.‬‬

‫ومن هذا العرض السريع للتكتالت الدولية يتضح تبعثر جهد املسلمني‪ ،‬وخفوت صوت‬
‫اإلسالم ومنهاجه فيها‪ ،‬وملا كان اإلسالم يفرض وجوده‪ ،‬وجيمع أفراده‪ ،‬فقد حتركت الغرية يف‬
‫بعض بلدانه ودوله وقادته فقامت جهود مشكورة يف سبيل جتميع املسلمني وطاقاهتم‪ .‬فظهر‬
‫للوجود‪ :‬منظمة املؤمتر اإلسالمي‪ ،‬وجملس التعاون لدول اخلليج العربية‪.‬‬

‫)‪(42‬‬
‫توقعات حول مستقبل العامل اإلسالمي‬

‫أوال‪ :‬االجتاه إىل التزام اإلسالم نتيجة معاانة املسلمني املعاصرة‬

‫اثنيا‪ :‬االجتاه إىل وحدة اجلهود وتضامن املسلمني‬

‫أوال ‪ -‬االجتاه إىل التزام اإلسالم‬

‫نةيجا معاَن اارلةع ااعاصر حتاول األما اإلسالميا أ تةجاوز احملن الكثري والةحدايه اليت‬
‫تعرتض ا ري وسا ا الةدمري واهلةجيا‪ ،‬كةا حتاول أ تل جراح ا وأ تةعرف على مةاأن‬
‫حيا ا اليت كانت م افؤ للعدو‪ ،‬وثغراه ترلا م ا‪ ،‬وأ تةلةس مةاأن القة لة طلق‬ ‫الوعف‬
‫مر بعد مر ‪ ،‬وأاصا فقد بقي هلا اإلسالن علةا وحوار وثقافا وانةةار وبقي كةاهبا وس ا رسةهلا‬
‫وااةاج ا من جديد‪.‬‬ ‫األمر الؤد ميك ا من الصةةة ويعي ا على ال ة‬

‫ولقد ش د القر الرابيف عشر اهلجرد حماواله وم امراه ومكا د ال حتصى عدةا وال تقدر‬
‫ضخاما وشراسا اسة دفت القوار على اإلسالن وتركييف اارلةع ومصاةر وهنئ أرياه العامل‬
‫اإلسالمي ومقدراته‪.‬‬

‫فقد ش د الثلث األأري من القر الرابيف عشر اهلجرد رجعا عسالميا مباركا‬ ‫وري كا ذل‬
‫العامل اإلسالمي جتارب كثري من الرأَساليا عي الشيةعيا‪ ،‬ورفيف أكثر‬ ‫ورجةعا عي هللا بعد أ أا‬
‫أقطاره كثريا من الشعاراه‪ :‬ا ريا‪ ،‬والديقراأيا‪ ،‬والةقدميا‪ ،‬واإلشرتاكيا‪ ،‬والقةميا‪ ،‬والةأ يا‪. . .‬‬
‫لةصاةن هؤه‬ ‫عخل‪ ،‬وكل ا جتارب ابره ابل شا وشعاراه تراقطت الةاحد تلة األأرب‪ ،‬ذل‬
‫األنمةا والشعاراه ميف فطر اإلنرا اليت فطر هللا ال اس علي ا‪.‬‬

‫ونةيجا لؤل يرزه ميف هنايا القر الرابيف اهلجرد ظةاهر تدل على االجتاه اللةزان اإلسالن‬
‫)‪(43‬‬
‫ومن هذه الظواهر‬

‫بعض‬ ‫‪ -‬اادارس اليت أطط ا ةعا الةغريئ‪ ،‬أأؤه تدفيف األفةاج عي هللا‪ ،‬كةا بدأه اا اهج‬
‫األقطار اإلسالميا أتأؤ مرارا ال أبس به ابجتاه اإلسالن‪.‬‬

‫‪ -‬اجلامعاه اليت س ر ةعا الةغريئ على م اهج ا وظ ةها مراكز الةدمري أصبحت تقدن مناذج‬
‫الشباب الصاة اارلةزن إبميانه وعقيدته فأصبحت كبالط فرعة يرىب فيه مةسى عليه الرالن‬
‫ص ةف ااثق ع من األأبار وااعلةع‬ ‫لي دن بيده عرش فرعة ‪ .‬فانةشره الدعة انةشارا واسعا‬
‫شىت الةخصصاه‪.‬‬ ‫واا دسع‪ ،‬ومن أالب اجلامعاه‬

‫مجييف أَنار بالة اإلسالن ويغؤي‬ ‫‪ -‬وبقي األزهر ري ما أطط له ي ري الربيا أمان اارلةع‬
‫بشبابه وشيةأه‪ .‬وتصا عن أريقه الدعة عي خمةلف أجزار األر ‪.‬‬

‫‪ -‬ومشخت اجلامعاه اإلسالميا وأاولت يريها وت ةقت على اجلامعاه العلةانيا وأقبا علي ا‬
‫الشباب اارل من خمةلف بقاع اإلسالن‪.‬‬

‫وكلت أقالم ‪.‬‬ ‫‪ -‬وأ ت صةه ةعا الةغريئ وتةاروا أبفكاره بعيدا وكرده بواعة‬
‫وأصبح نقد ه الر‪ ،‬والدفاع عن اإلسالن ليس هدفا حبد ذاته‪ ،‬وكثر نقد ا وار الغربيا بشقي ا‬
‫(االشرتاكي والرأَسايل) ب مراه عسالميا عةيقا مرة ري ‪ .‬كةا ارت عت األصةاه أبأؤ الصةر‬
‫ا قيقيا لإلسالن من مصاةره األوي‪ :‬كةاب هللا وس ا رسةله صلى هللا عليه وسل ‪ ،‬وحيا الرلف‬
‫الصاحل الؤين أبقةا اإلسالن‪ ،‬وعاشةه‪.‬‬

‫عقيد اإلسالن وأفكاره وحلةله‬ ‫‪ -‬وأصبحت وسا ا اإلعالن م ابر للدعة اإلسالميا وعر‬
‫األسةا ‪ .‬وازةاةه الع ايا‬ ‫للةشاكا‪ ،‬كةا أصبح الكةاب اإلسالمي هة أكثر الكةئ رواجا‬

‫)‪(44‬‬
‫مصر وااةلكا العربيا الرعةةيا والعرا واهل د واإلحتاة الرةفيييت وةول‬ ‫ابلرتاث اإلسالمي ونشره‬
‫الغرب‪.‬‬

‫‪ -‬وأصبحت مكا واادي ا مكا اجلاذبيا للةرلةع‪ .‬فالرحاله وال زهاه وقوار أوقاه‬
‫اإلجازاه والعطا الرَسيا تكة عةر مباركا وزاير عي مدي ا الرسةل صلى هللا عليه وسل ‪.‬‬

‫‪ -‬وأصبح ال كر اإلسالمي والصةه اإلسالمي والشخصيا اإلسالميا حديث اا ةدايه ال كريا‬


‫الشر والغرب‪ .‬فةأسس ااركز الدويل للر ا ال بةيا على سبيا ااثال اةاج ا من أسار عي الر ا‬
‫من اارةشرقع واارةغربع ويريه من ااراكز‪.‬‬

‫ااأكةاله اارةةرة وااعلباه والؤاب ح وا لةايه وااعج اه‬ ‫‪ -‬وظ ر حترد ا الل وا ران‬
‫والصابة واللحةن ااثلجا واارأباه‪ ،‬والةدقيق على ألة األأعةا واألشربا من شح اخل زير‬
‫والكحةل‪.‬‬

‫‪ -‬عنةشار اللباس الشرعي لل رار‪ ،‬واإلجتاه عي الزد اإلسالمي للرجال‪ ،‬وقد أأؤ يم ر هؤا‬
‫اادارس واجلامعاه وااعاهد‪.‬‬ ‫بةضةح‬

‫اسةغالل األمةال واسةثةارها‪ ،‬فربزه الب ةك اإلسالميا‪.‬‬ ‫‪ -‬حترد ا الل‬

‫‪ -‬عةة اارجد لةأةيا ةوره‪ ،‬فامةأله ااراجد ابلشباب‪ ،‬وم ا تقةن الرحاله ل شر الدعة‬
‫اإلسالميا‪ ،‬وةعة ال اس عي الكةاب والر ا‪.‬‬

‫وبعد أ كانت الدولا اليت تقي حدوة اإلسالن – ااةلكا العربيا الرعةةيا – تةصف ابلرجعيا‬
‫احملافا الدوليا‬ ‫والةخلف‪ ،‬تطارةها س ان وسا ا اإلعالن من خمةلف اجل اه‪ ،‬أأؤه اليةن تربز‬
‫العربيا واإلسالميا بةز كبري وععةزاز‪.‬‬
‫)‪(45‬‬
‫‪ -‬وأصبحت اا اةا بةطبيق أحكان اإلسالن جتد صدب كبريا‪ ،‬وتقرتب بعض الدول م ه‪ ،‬وأأرب‬
‫وماليزاي وأندونيريا واجلزا ر‬ ‫مصر وب غالةي‬ ‫ترت يف في ا األصةاه ت اةد بةطبيق شرع هللا كةا‬
‫تركيا اجملةةيف العلةاين ااةغرب‪ ،‬عاة الةيار اإلسالمي عي هؤه البالة وأصبح اليةن‬ ‫وااغرب‪ ،‬وحىت‬
‫أقةب الةياراه الشعبيا اا ثر ‪ ،‬األمر الؤد أجرب ا كان على اإلَن ار والعةة عي اارلةع‪ ،‬و‬
‫مجييف مراحا الةعلي ‪.‬‬ ‫تركيا اليةن سبعة ألف مرجد‪ ،‬والدين اإلسالمي ماة عجباريا‬

‫ااقاأعاه‬ ‫اتيالند يرت يف صةه اإلسالن يطالئ بةحقيق أحكان اإلسالن‬ ‫‪ -‬وحىت‬
‫اَن ت الشيةعيا ليحدث اإلن راج على‬ ‫اإلسالميا في حين هلا حكان اتيالند البةذيا‪ .‬وكؤل‬
‫اإلحتاة الرةفيييت والصع الشعبيا ويةيةسالفيا ويريها‪.‬‬ ‫اارلةع‬

‫ال الس ا ورجال‬ ‫شىت العلةن وم‬ ‫‪ -‬وأأؤ اإلسالن يغزو الغرب فأسل كثري من ااةخصصع‬
‫الرياسا والدين‪ ،‬وش دوا أ اإلسالن هة الدين الةحيد الؤد حي ظ للبشريا كرامة ا أفراةا‬
‫أوراب وأمريكا وآسيا وأفريقيا) عي‬ ‫ومجاعاه‪ .‬واندفيف ألةف من البشر (ممن يبحثة عن اخلالص‬
‫اإلسالن‪.‬‬ ‫الدأةل‬

‫‪ -‬عحيار فكر الةوامن اإلسالمي على اارةةيع الرَسي والشعيب ونشاأاه ال دواه واا متراه‬
‫قوااي اإلسالن – الرياسيا والرتبةيا واألةبيا ‪.-‬‬ ‫اليت تبحث‬

‫كا ركن من أركا أوراب وأمريكا انطلق م ا ندار هللا أكرب‪ ،‬عامر‬ ‫كةا ارت عت ااراجد وااآذ‬
‫اباصلع واا م ع‪. .‬‬

‫)‪(46‬‬
‫‪ -‬ات ا معم اارلةع اليةن على حتديد أصةم ‪ :‬االسةعةار‪ ،‬والص يةنيا‪ ،‬والرأَساليا‬
‫قوااي الةخلف والة ةيا‬ ‫والشيةعيا‪ ،‬كةخاأر أارجيا‪ ،‬عي جانئ ااشكاله الداأليا ااةةثلا‬
‫وال قر واجل ا واار ‪ .‬وبؤل ف يرريو َنة الةعي ابلؤاه‪.‬‬

‫واملعىن من ذلك كله أن األمة إبذن هللا جمتمعة اللتزام اإلسالم رغم قصار النظر من الناس‬
‫ضعاف الصلة ابهلل الذين يتيهون يف منازع الشر اليت استشرت يف اجملتمعات اليت وصفها‬
‫أهلها ابطال ابلتقدم والرقي‪.‬‬

‫اثنيا ‪ -‬االجتاه إىل وحدة اجلهود وتضامن املسلمني‬

‫والةقا ‪،‬‬ ‫وآتل‬ ‫وعي أمهيا وحد‬ ‫وعي عةاما ضع‬ ‫ت به اارلةة عي أطةر ت رق‬
‫فارت عت األصةاه ت اةد أبمهيا الةقار اارلةع للةشاور والة اه بعد أ جربةا كا ااؤاهئ‬
‫أو جمرة ظن أب هؤه ال م مل تغن ع‬ ‫وال م العربيا بشقي ا اإلشرتاكي والرأَسايل اعةقاةا م‬
‫العامل‬ ‫شيئا وكانت سرااب أاةعا ركوةا أل ه فةعرقلت هنوة وت رقت كلةة ‪ ،‬وواقيف األمر أ‬
‫اإلسالمي مدا كبريا وقة شعبيا ها لا تقةل ابلعةة عي اإلسالن من جديد وال أةل على ذل من‬
‫بعض بلدا العامل اإلسالمي ورةوة ال عا الع ي ا اليت‬ ‫مقاوما الةجارب الشيةعيا واالشرتاكيا‬
‫بعو ا اآلأر ضد العلةانيا وفصا الدين عن الدولا‪ ،‬وفصا الدين عن ا يا ‪.‬‬ ‫ظ ره‬

‫العامل اإلسالمي‪ .‬كا جل ةة‬ ‫هؤا وقد ظ ره أنشطا أيبا على اارةةيع الرَسي والشعيب‬
‫عجناح ا‪.‬‬ ‫ااخلصع من األما‪ ،‬وللةةلكا العربيا الرعةةيا ةور ابرز‬

‫وأهم هذه األنشطة‪.‬‬

‫‪ /1‬منظمة املؤمتر اإلسالمي‪:‬‬

‫)‪(47‬‬
‫مكا ااكرما عان ‪ 1345‬هك ‪ 1926 /‬ن بعد علغار اخلالفا‬ ‫وتعةة فكرته عي أول اجةةاع عقد‬
‫العثةانيا برعايا اال عبد العزيز ومصر ومرلةع من شبه القار اهل ديا‪.‬‬

‫بيت ااقدس عان ‪ 1931‬ن ‪ 1350 /‬هك ورفيف صةته احةجاجا على‬ ‫مث عقد م متر عسالمي‬
‫اإلحتاة الرةفيييت‪ ،‬وأصدر ندار للرأد العان َنشده ااراعد ‪.‬‬ ‫اضط اة اارلةع‬

‫كةا عقد م متر كراتشي عان ‪ 1949‬ن و‪ 1951‬ن‪ .‬واجةةاع بغداة عان ‪ 1962‬ن‪ ،‬واجةةاع‬
‫مقاةيشة لعان ‪ 1964‬ن‪ .‬وللة متر جل ا م ةة ا معاجلا الشئة الثقافيا واإلةاريا والرياسيا‬
‫واإلجةةاعيا واالقةصاةيا‪.‬‬

‫و الرةي اه بدأه الدعة إلقاما جتةيف عسالمي ةويل‪ ،‬كانت ااةلكا العربيا الرعةةيا من أول‬
‫الداعع هلا‪.‬‬

‫ف ي القةا اإلسالميا ابلرابط عان ‪ 1389‬هك ‪ 1969 /‬ن تقرر عنشار هؤه اا مةا‪ ،‬وكا م متر‬
‫عحرا اارجد األقصى‪.‬‬ ‫القةا رة فعا على اجلرميا الي ةةيا‬

‫اا متر الثالث لةزرار أارجيا الدول اإلسالميا جبد عان ‪ 1392‬هك ‪/‬‬ ‫ومت عقرار ميثا اا مةا‬
‫عقرار هؤا اايثا ثالثة ةولا عسالميا‬ ‫‪ 1972‬ن‪ .‬واشرتك‬

‫مجييف أجزار العامل‪ ،‬حبيث أصبحت ملجأ كا اجلةاعاه‬ ‫و ة م مةا اا متر اإلسالمي ابارلةع‬
‫العامل‪.‬‬ ‫واألقلياه اارلةا‬

‫أهداف املنظمة‪:‬‬

‫‪ -1‬تعزيز الةوامن اإلسالمي بع الدول األعوار‪.‬‬

‫)‪(48‬‬
‫اجملااله االقةصاةيا واالجةةاعيا والثقافيا والعلةيا‪ .‬و‬ ‫‪ -2‬ةع الةعاو بع الدول األعوار‬
‫اجملااله ا يةيا األأرب‬

‫مجييف أشكاله‪.‬‬ ‫‪ -3‬العةا على حمة الة رقا الع صريا والقوار على االسةعةار‬

‫‪ -4‬اختاذ الةدابري الالزما لدع الرالن واألمن الدوليع القا ةع على العدل‪.‬‬

‫‪ -5‬ت ريق العةا من أجا ا ا على سالما األماكن ااقدسا‪ ،‬وحتريرها‪ ،‬وةع ك اح الشعئ‬
‫ال لرطيين‪ ،‬ومراعدته على اسرتجاع حقةقه‪ ،‬وحترير أراضيه‪.‬‬

‫سبيا احملافما على كرامة ا واسةقالهلا وحقةق ا‬ ‫‪ -6‬ةع ك اح مجييف الشعةب اإلسالميا‬
‫الةأ يا‪.‬‬

‫‪ -7‬عجياة اا اخ لةعزيز الةعاو والة اه بع الدول األعوار والدول األأرب‪.‬‬

‫وجه ااخططاه‬ ‫وقد تبىن اال فيصا بن عبد العزيز الدعة عي الةوامن اإلسالمي للةقةف‬
‫االسةعةاريا‪ ،‬ومل شعث اارلةع وجماهبا الغزو ال كرد جبةييف أشكاله‪ ،‬وكا من نةا ج هؤه‬
‫الدعة ‪:‬‬

‫‪ -1‬قطعت الدول األفريقيا عالقا ا الرياسيا ميف الص يةنيا وانقلئ كثري م ا عي مةاال البالة‬
‫اإلسالميا‪.‬‬

‫مراعد الدول األفريقيا ال اميا‪ ،‬وليقةن‬ ‫اإلسالمي للة ةيا ليرد ال راغ‬ ‫‪ -2‬أنشئ الب‬
‫فشارييف الة ةيا االقةصاةيا على أسس أاليا من ااعاماله الربةيا‪.‬‬

‫)‪(49‬‬
‫‪ -3‬أنشئت األمانا العاما للدول اإلسالميا جبد ‪ ،‬بعد انعقاة عد ةوراه الةك ورؤسار الدول‬
‫اإلسالميا (م مةا الدول اإلسالميا) فعقده عد م متراه قةا عسالميا أس ر الثالث م ا عن‬
‫مكا ااكرما‪.‬‬ ‫أتسيس جمةيف ال قه اإلسالمي‬

‫العامل‬ ‫الة ريق بع م سراه الدعة‬ ‫‪ -4‬أنشئ اجمللس األعلى للةراجد وبدأ العةا‬
‫اإلسالمي ورعايا ااراجد وعةار ا وتكةين الدعا ‪.‬‬

‫الر ةاه األأري العديد من اا متراه وال دواه اإلسالميا‬ ‫‪ -5‬تبين القوااي اإلسالميا‪ :‬فعقد‬
‫شئة اارلةع ومد يد‬ ‫وتكرره اللقاراه الرَسيا والشعبيا بع قاة ال كر اإلسالمي للةداول‬
‫العة عي الشعةب واألقلياه اليت تعاين المل واإلضط اة‪.‬‬

‫عبد العزيز جبد خلدما األقلياه‬ ‫كةا أنشئ مع د شئة األقلياه اارلةا الةابيف جلامعا اال‬
‫مكا ااكرما خلدما قوااي األقلياه‬ ‫اارلةا وةراسا مشكال ا‪ .‬وأنشئت عذاعا ندار اإلسالن‬
‫اارلةا أيوا‪ .‬وأصبحت اجلامعا اإلسالميا ابادي ا اا ةر جتةعا كبريا ألب ار اارلةع وم ربا‬
‫عسالميا كبريا عقد في ا اا متر اإلسالمي لةةجيه الدعة وععداة الدعا األول والثاين‬

‫‪/2‬رابطة العامل اإلسالمي‬

‫‪ 14‬ذد‬ ‫أنشئت ب ار على قرار صدر عن اا متر اإلسالمي العان األول الؤد عقد فكا ااكرما‬
‫ا جا عان ‪ 1382‬هك ‪ 1962 /‬ن‪ ،‬وهي م مةا عسالميا عاايا متثا في ا مجييف الشعةب اإلسالميا‬
‫أَنار ااعةةر ‪ ،‬ومقرها مكا ااكرما‪ ،‬وهلا جملس أتسيري م لف من كبار العلةار ورجال ال كر‬
‫العامل اإلسالمي‪ .‬ولقيت كا الةشجييف واا ازر والدع من حكةما ااةلكا العربيا الرعةةيا‪.‬‬
‫و ة فقاوما مجييف ا ركاه والةياراه ااعاةيا لإلسالن‪ ،‬وفراند كا عةا اخلري للعامل اإلسالمي‪.‬‬

‫)‪(50‬‬
‫ومن أهداف الرابطة‪:‬‬

‫‪ -‬تبليغ ةعة اإلسالن‪ ،‬وشرح مباة ه وتعاليةه‪ ،‬وةحض الشب اه ع ه‪.‬‬

‫‪ -‬الةصدد للةياراه واألفكار اهلداما اليت يريد م ا أعدار اإلسالن فة ا اارلةع عن ةي‬
‫وتشةيت مشل ومتزيق وحد ‪.‬‬

‫‪ -‬الدفاع عن القوااي اإلسالميا فا حيقق مصاحل اارلةع وآماهل وحيا مشاكل ‪.‬‬

‫ومن الوسائل اليت تستخدمها الرابطة لتحقيق األهداف‪:‬‬

‫البالة اإلسالميا‪.‬‬ ‫‪ -‬العةا على حتكي الشريعا‬

‫العامل اإلسالمي لةباةل وج اه ال مر‪،‬‬ ‫‪ -‬األأؤ فبدأ الشةرب عن أريق م متراه لكبار العلةار‬
‫وت ريق اجل ةة من أجا نشر الدعة اإلسالميا‪.‬‬

‫‪ -‬االسة اة من مةس ا ج عن أريق عقاما ال دواه واحملاضراه‪.‬‬

‫كافا أَنار األر وتةزييف الكةئ واجملاله اإلسالميا جماَن‪.‬‬ ‫‪ -‬ةع وتشجييف العلةار والدعا‬

‫‪ -‬بعث عدة من الةفةة عي مجييف أقطار العامل اإلسالمي ولألقطار اليت تةةاجد في ا األقلياه‬
‫اإلسالميا لدراسا مشاكل والةعرف علي ومراعد وةعة ‪.‬‬

‫‪ -‬ةع مجييف اا مةاه واا سراه اإلسالميا اليت هلا صلا ابلرابطا وت ريق اجل ةة والعةا‬
‫اإلسالمي مع ا خلدما الدعة اإلسالميا‪.‬‬

‫‪ -‬العةا على نشر لغا القرآ الكرمي بع الشعةب اإلسالميا‪.‬‬

‫)‪(51‬‬
‫ومن أنشطة الرابطة‪:‬‬

‫‪ - 1‬أنشأه هيئا اإلياثا اإلسالميا ومقرها جد لةقدمي ااراعداه اااليا والعي يا لالجئع‬
‫الصةمال وال يجر والرةةا‬ ‫وااةوررين‪ .‬وأقامت هؤه اهليئا جمةةعا كبري من ااراكز الطبيا‬
‫وب جالةي والباكرةا ويريها‪.‬‬

‫‪ - 2‬أقامت الرابطا مطبعا أاصا ل شر ال كر والةعي الديين ومت تزويدها أبحدث اآلاله‬
‫وااعداه‪ ،‬ووزعت اااليع من ااصاحف ومئاه اآلالف من تراج معاين القرآ الكرمي فخةلف‬
‫العامل‪ .‬وأنشأه لؤل عةار شئة وأحباث القرآ الكرمي وترمجا معانيه‪.‬‬ ‫اللغاه الرا د‬

‫‪ - 3‬وتصدر الرابطا جملةع ش ريةع عحدامها ابلعربيا واألأرب ابالجنليزيا‪ ،‬ابإلضافا عي جريد‬
‫أأبار العامل اإلسالمي األسبةعيا‪ ،‬وجملا رسالا اارجد ال صليا‪ ،‬وكةاب ةعة ا ق الش رد‪.‬‬
‫خمةلف أَنار العامل‪.‬‬ ‫وتقةن الرابطا بةشجييف عدة من الصحف اإلسالميا‬

‫‪ - 4‬شكلت الرابطا‪ ،‬اجمللس األعلى العااي للةراجد ب ار على قرار م متر رسالا اارجد الؤد‬
‫عقد فكا عان ‪ 1395‬هك ‪ 1975 /‬ن بدعة من رابطا العامل اإلسالمي‪ .‬وبلغ عدة أعوار هؤا‬
‫العامل‪.‬‬ ‫اجمللس ‪ 55‬عوةا ميثلة خمةلف الشعةب واألقلياه اإلسالميا‬

‫‪ - 5‬أسرت الرابطا اجملةيف ال ق ي اإلسالمي بةةجيه من اجمللس الةأسيري للرابطا يو مجاعا‬


‫من العلةار وال ق ار يةةلة ةراسا واقيف األما اإلسالميا وااشكاله اليت تةاج ا وعجياة ا لةل‬
‫ال قه اإلسالمي وعحيار الرتاث ونشره‪.‬‬ ‫الصحيحا على أساس ااصاةر ااعةةد‬

‫وقد انبثقت من جملس اجملةيف ال ق ي عد جلا هي‪ :‬جل ا ااصطلحاه ال ق يا‪ ،‬وجل ا الرتاث‬
‫ال ق ي‪ ،‬وجل ا البحث العلةي‪ ،‬وجل ا الصيايا‪ ،‬وجل ا الدراساه ااعاصر وجل ا ااكافآه‪.‬‬

‫)‪(52‬‬
‫‪/3‬املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم‪:‬‬

‫قرره م مةا اا متر اإلسالمي عان ‪ 1982‬ن ت يؤاً لةةجي اه قاة الدول اإلسالميا عنشار‬
‫ااغرب‪ ،‬وقرروا أ يكة‬ ‫اا مةا اإلسالميا للرتبيا والعلةن والثقافا (ايريركة) ومقرها الرابط‬
‫شئةهنا الة ميةيا‬ ‫مياةين العلةن والثقافا ذاه اسةقالل ذايت‬ ‫للة مةا وكالا مةخصصا تعةا‬
‫واااليا‪ ،‬وهلا أج ز ا اخلاصا هبا وهي‪:‬‬

‫‪ -‬اا متر العان وهة اهليئا العليا ابا مةا ويو وزرار الثقافا والعلةن‪.‬‬

‫‪ -‬ااكةئ الة يؤد ويةكة من ‪ 9‬ةول وثالث شخصياه عسالميا‪.‬‬

‫‪ -‬اإلةار العاما وعلى رأس ا مدير عان م ةخئ من اا متر العان‪.‬‬

‫وكانت قد برزت فكرة إنشاء املنظمة اإلسالمية للرتبية والعلوم بعد حرق املسجد األقصى‪.‬‬
‫ومن أهدافها‪:‬‬

‫‪ -‬تةثيق روابط األأة بع األعوار‪.‬‬

‫الدول يري األعوار أو اليت يقا في ا عدة‬ ‫‪ -‬محايا اهلةيا اإلسالميا وتركيز هؤه اهلةيا وخباصا‬
‫اارلةع‪.‬‬

‫‪ -‬الدفاع عن اإلسالن وتقدميه بصةرته الصحيحا‪.‬‬

‫‪ -‬العةا على جعا الثقافا اإلسالميا حمةر تعلي الدول اإلسالميا‪.‬‬

‫القرب اإلسالميا‪ .‬وبدأه ابل عا فاليزاي وسريالية ‪.‬‬ ‫‪ -‬ابإلضافا عي حماربا األميا لدب الكبار‬

‫الر غال‪.‬‬ ‫اادارس القرآنيا‪ .‬وبدأه ابل عا‬ ‫‪ -‬العةا على تطةير الطر الرتبةيا‬
‫)‪(53‬‬
‫‪ -‬تعلي اللغا العربيا لغري ال اأقع هبا لةعل الدين وتصحيحه‪.‬‬

‫وهذه فكرة عن جملس التعاون لدول اخلليج‪:‬‬

‫تعاظةت الةحدايه االقةصاةيا على م طقا اخلليج العريب بشكا أاص اجا العامل الص اعي‬
‫لل ط‪ ،‬فم ر جملس الةعاو لدول اخلليج س ا ‪ 1401‬هك ‪ 1981 /‬ن وقد جنح هؤا اجمللس‬
‫بربئ الروح اإلسالميا اليت جتةيف بع هؤه الدول‪ ،‬ويعةرب مثال الةاجئ على بالة اارلةع أ‬
‫أرياته وعمكانياته‪،‬‬ ‫حتةؤيه وتطةره للةغلئ على األأطار اليت تةاجه هؤا العامل اإلسالمي الغين‬
‫ثرواته‪.‬‬ ‫اجلا يف على أرضه‪ ،‬اارلةب اإلراة والةحك‬

‫وجده هؤه الدول الةحدايه اليت تةاجه هؤه اا طقا تةعاظ بةعاظ حاجا العامل الص اعي‬
‫لل ط‪ ،‬ولؤا فاندماج ا هة العاما ا اس َنة تةجه جديد لصيايا سياسيا اقةصاةيا واجةةاعيا‬
‫تبعد اا طقا عن الة افس الدويل ويكرب ا قة ت اوضيا كبري ومقدر على اختاذ القرار لصا ا‬
‫ومتكي ا من محايةه‪.‬‬

‫فقد قرره ةولا اإلماراه العربيا وةولا البحرين وااةلكا العربيا الرعةةيا وسلط ا عةا وةولا‬
‫قطر وةولا الكةيت عقاما ت مي ي دف عي تعةيق وتةثيق الروابط والصاله والةعاو بع أعوا ا‬
‫خمةلف اجملااله يطلق علي ا اس جملس الةعاو لدول اخلليج العربيا – ليكة هؤا اجمللس‬
‫مجييف ااياةين– ويعةرب ةعةا ألهداف جامعا‬ ‫الةسيلا لةحقيق أكرب قدر من الة ريق والةكاما‬
‫الدول العربيا وأدما للقوااي العربيا واإلسالميا‪.‬‬

‫ومن أهداف اجمللس‪:‬‬

‫مجييف ااياةين وصةال عي وحد ا‪.‬‬ ‫‪ -1‬تعةيق الة ريق والةكاما والرتابط بع الدول األعوار‬

‫)‪(54‬‬
‫خمةلف اجملااله‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعةيق وتةثيق الروابط والصاله وأوجه الةعاو القا ةا بع شعةهبا‬

‫ذل الشئة اآلتيا‪:‬‬ ‫خمةلف ااياةين فا‬ ‫‪ -3‬وضيف أنمةا مةةاثلا‬

‫أ‪ -‬الشئة االقةصاةيا واااليا‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشئة الةجاريا واجلةارك وااةاصاله‪.‬‬

‫ج‪ -‬الشئة الةعليةيا والثقافيا‪.‬‬

‫ة‪ -‬الشئة االجةةاعيا والصحيا‪.‬‬

‫هك‪ -‬الشئة اإلعالميا والرياحيا‪.‬‬

‫و‪ -‬الشئة الةشريعيا واإلةاريا‪.‬‬

‫جمااله الص اعا والةعدين والزراعا والثرواه ااا يا‬ ‫‪ -4‬ةفيف عجلا الةقدن العلةي والةقين‬
‫وا يةانيا وانشار مراكز حبةث علةيا وعقاما مشارييف مشرتكا وتشجييف تعاو القطاع اخلاص فا‬
‫يعةة ابخلري على شعةهبا‪.‬‬

‫)‪(55‬‬
‫األخطار اليت هتدد العامل اإلسالمي ما مل يعتصم ابإلسالم‪:‬‬

‫سبيا‬ ‫يقف اارل مؤهةال اليةن وهة يرب احملاواله اارعةر اارةةر من قبا أعدار اإلسالن‬
‫الريطر وفر الةصايا على كا مقدراه اارلةع صغريها وكبريها‪ ،‬ومحاله الةص يا واإلضط اة‬
‫بلدا اارلةع إلبعاةه عن ةعة اإلسالن‪.‬‬ ‫واإلعةقال والةعؤيئ اليت يةعر هلا الشباب اارل‬

‫كل هذه املؤامرات واألوضاع احملزنة املؤملة تعود يف جمملها إىل سببني‪:‬‬

‫‪ -1‬يياب اإلسالن م جا وتشريعا وسياسا وتطبيقا عن حيا األما – وحلةل الةشريعاه‬


‫خمةلف جمااله حيا اارلةع‪ .‬فقد حاولت‬ ‫اارةةرة وااباةدر اهلداما وال م العلةانيا‬
‫الص يةنيا والشيةعيا والصليبيا الغربيا ج دها البعاة اإلسالن عن تةجيه حيا اارلةع وجعله‬
‫م ةن‬ ‫جمال ا يا فأصبحت الثةر‬ ‫فكر اترخييا أو سلةكا تعبداي ال عالقا له اب ا والعقد‬
‫بعض األنمةا ثةر على اإلسالن وعلى ااةةركع أبهدابه‪.‬‬

‫‪ -2‬فقدا الةحد بع أقطار اإلسالن إبسقاط وحد العقيد واابدأ من حرااب ا وانعدان هؤا‬
‫معم ا االه‪ .‬فأصبحت هؤه األقطار تعاين ما تعاين من احملن وااصا ئ ف رةها –‬ ‫الةعاو‬
‫ضرب‬ ‫بي ةا تةكالئ القةب ااواة مةعاونا مةعاضد تشدها عي بعو ا وحد ااصلحا‬
‫اإلسالن وت ريق كلةةه وابةزاز مةارةه وأاقاته‪.‬‬

‫انتهى واحلمد هلل رب العامني‬

‫)‪(56‬‬

You might also like