مبدا تفريد العقاب

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 40

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ‬ www.elkanounia.

com ‫ﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌروض زوروا‬

fb.com/Elkanounia.Ma twitter.com/ElkanouniaMa
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ﺻﻔﺣﺔ ﻣﺳﺗﺟﺩاﺕ اﻟﺳﺎﺣﺔ اﻟﻘﺎﻧﻭﻧﻳﺔ ا‬

‫ذحد اششاف االسرار الذكرىس ‪:‬‬ ‫مه اػذاد الطلثح ‪:‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫الدورة الجامعية‬
‫‪2018/2017‬‬
‫مقدمة‬
‫داخااال‬ ‫ااا‬ ‫داخااال اشعةا ااا أمااات ي ةااام ر م م ااات م اااي سالماااي اش ااا‬ ‫إذا كاااال اش ااا‬
‫ةءا عااا ا ا‬ ‫ااا‬ ‫ااا‬ ‫ضااااد‬ ‫اشةع ةاااف ض اااتق ساااتق ظااالام ة م فةااا ش ظااا ا ساااتاد س ةاااا ااا ءا‬
‫ا كاال مااة االش‬ ‫اشع ا ا اشع ااادم ااتد س اال اشةع ةااف‬ ‫طبااع ا كاال مااة أخاال ءااا ي ااا ض اات‬
‫االا م ءااا ااا‬ ‫ل اااا‬ ‫ااادم ر اشاا إ إماااا أل ض ة اال ساام‬ ‫اد اا أر مااا‬ ‫شااي م ااي خااات ظا اا‬
‫أر ظااا ض ة ااال سااام ساااتق ااار اش ااا ا ت اشلظاد ااا‬ ‫اش ااام ةاااج ع ااا ر أر يتض اااي أر ي لظاااي اشةاش ااا‬
‫ا وااااا اشعااااتادا ر م‬ ‫ري ااااا أل مااااة اشة اااا ةا أمااااي م ضةوااااة ش ة ااااتب أل ض ئاااال كاااال ااااتر‬
‫مت وبءاااا ا مااات اشااا إ يااا ا‬ ‫دادةاااا ااا ة مااالب اشعتضةااا ر خطااال‬ ‫مت وب ءاااا ي اااا م ااا‬ ‫خطااال‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ااا ضت اشعااا ا اشع اااادم اشة ا ااا اشلا ااا‬ ‫اااا اشةل ااالب س ةاااا ض اااع‬ ‫ضتضااا ش‬ ‫ااا ط‬ ‫اااي مااا‬
‫اشعتضة ر مت وبءا‬ ‫اش املمم ر خطل‬ ‫لى اش‬ ‫اشةاثل أمامي م ض ر سم ذش‬ ‫اإلض اب‬

‫ةبااا أ تضاا اشعااا ا اشع اااادم اشااا إ ضةوااة تض اااي ااا اش ااا ط اش ضتضااا‬ ‫رهاال ماااا ض ااات‬
‫ااا اشةل االب ساام ي ا رد اش اااملل مااة أ اال لظ ااف اشع ا ا اشة ا ا مل ااا ر ظ ا ا مااف مااا‬ ‫اشةة لي ا ش‬
‫اشع ض مة لظ ف ه ا اشع ا‬ ‫ض لاسع مف اشء‬

‫اات ةتاياال م اا د مااة اش طاال ي ااا شااا‬ ‫رظاا ماات اشعاا ا اشع ااادم م اا اش ااتل اش ااا ف‬
‫مةاااا أ ااابا ااا اش ل ااا‬ ‫اااع اشاااتدب اش اااا ر اش اااا‬ ‫ااالى‬ ‫أر ياضااا‬ ‫ش عااا ا هااا‬ ‫ضواااة ض ااات‬
‫إشاااا م اااال اشةعاااات مااااة‬ ‫ي ااااا كااااال م طااااع اش ل اااا ضءااا‬ ‫ااا‬ ‫ااابا اش اااال ر اشلي اااا ساااام اش‬
‫ا ااا‬ ‫يااا ي لظاااي ا‬ ‫م ااا ر س ااام شاااي اااة ستضاااع اشة اااا‬ ‫شىشاااا إشااا ر ااا‬ ‫اشةةاااا‬ ‫ر ااا‬
‫ااال‬ ‫ر ااا م‬ ‫تض اااي أر إيااا ى ي لظاااي اشةاش ااا‬ ‫ااا‬ ‫أر اشة‬ ‫ااا م ي اشع ااا ض‬ ‫ااا‬ ‫ااا اشة‬ ‫ااالا‬
‫اشةعااات ظب ااا‬ ‫اش ا ااا أ ااا‬ ‫إش ءاااا م اااض اشةااا ا‬ ‫ااااص اش ااام ل ااا‬ ‫ماااة اش ئااال ا ر ا‬
‫ااال اش ءاااا اشااا ضة ااااد را إشااا اشب اااا اااة أمعاااف اشل اااادل شع ااال اشعااا ا اشع اااادم‬ ‫ش فتضاااا ر أسواااا‬
‫م‬ ‫ذا سب‬

‫لشاااا اش فاااات إشاااا اشةعاااات مااااة ماااا م ضعاااا م اظب ااااي إشاااا مااااتضر ضعاااا‬ ‫ي ااااا‬
‫ااا م‬ ‫طااال اش وااات اش‬ ‫اااب‬ ‫اااي رظااا كاااال هااا ا اش طااال اشااا إ ش اااع ااااشع ا‬ ‫ياش اااي ر‬ ‫ااا‬
‫ي اااا أل ه اااا ا باساااا رث اااا ااا ة اش ا ااا اشع اد ااا ر ااا ة اش وااات اش ا ااام‬ ‫سااام اش ئااال اشل اااط‬
‫م اش اد سم اشةع ةف‬ ‫راش‬

‫‪1‬‬
‫ااات ااال‬ ‫ري لظ ااا سااام اش اااتل اش اااامة‬ ‫ظاملم ااا رس ااا‬ ‫رظااا أدى هااا ا اش طااال إشااا ثااال‬
‫مااف اش ااا أل هاا ر اش ااة شااا فءاات إم مااف ضةاالل اااشم ااا ‪ 8181‬مااة خ ا‬ ‫ةب ا أ تض ا اش ااا‬
‫ااالال ” تضااا اش ل ااا ” رظااا‬ ‫ااا‬ ‫ظااا مءا شط بااا اشو ااا ا ه ااا اش ااات ش ااال ام ةا ااا‬ ‫د ر‬
‫اش اااام د اااا إشاااا‬ ‫ضاااا‬ ‫اااا اش‬ ‫ااااامم م ااااي اشة‬ ‫ااااب اش ئاااال اشاااا إ كاماااا‬ ‫ءاااات هاااا ا اشةباااا أ‬
‫ااا شة ااا ص اش ااات‬ ‫اااام اش ااات درل اش فااات ش اشااا اش‬ ‫ااا أ اااا‬ ‫مب ااا‬ ‫م ااايرش مل ااال‬
‫ااا اش ل ااا سااام‬ ‫ااا ر‬ ‫ااا ا باااا يتضااا امخ اااا مط ااا شااا ى اشعاااامم ماااف اش ك ااا‬ ‫ضااااد‬
‫اشةع ةف‬ ‫اش ساب‬

‫وةااي را اا ب ادر‬ ‫اا‬ ‫ااا‬ ‫رذشاا ش‬ ‫اا ط اش ا اام ساام أ اا ع مطااا‬ ‫ضاا‬ ‫كةااا د اا ش‬
‫الظتا مب أ اش ت‬ ‫رذش‬ ‫ةف ط اش تضف ر اش ا سم ض راي‬ ‫اش إ كال ضئل ش‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫اااا ع‬ ‫رخئل ااااا‬ ‫ضاااا‬ ‫اااا اش‬ ‫ي اااات أمااااي ر ااااب امم ااااادا اش اااام ر ءاااا ش ة‬
‫ضاااااا اشع ضاااااا أر‬ ‫اااااا اش‬ ‫ضاااااا (اشة‬ ‫اااااا‬ ‫ءاااااال م‬ ‫اااااا ط اش ا اااااام أدى ا ماااااات إشاااااا‬
‫و )‬ ‫اش لك‬

‫ااا اثااات امم اااادا اش ااام‬ ‫ااات ركاااال ذشااا‬ ‫ااا سااام اش اااتل اش ا اااف‬ ‫هااا ر اشة‬ ‫م ااا‬
‫عااار‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ااي ها ااي اشة‬ ‫ض ا ساام ثل ءااا اش ا ضا ر مااة أهااا مااا ااا‬ ‫ا اش‬ ‫ر ء ا إش ا اشة‬
‫ر ما ت ي اش اش‬ ‫ي اشة‬ ‫اش ا شةا‬

‫اااب يتضااا امخ اااا ر ار ءاااا ماااة إم اااال خااات ااال ر سااام اش اااتد‬ ‫ااا ام اااتا‬ ‫ضااااد‬
‫تض اش ل‬ ‫ش ا م اشع ادم ئ ي‬ ‫اش مال ر اشةوال مف ام تا‬ ‫تر‬ ‫اشلاي ي‬

‫ماااف “شةباااتر ر” ر”س اااتإ”‬ ‫ااا اشل ااا‬ ‫اشوباااتى كامااا ماااف ءااال اشة‬ ‫ي ااات أل اش ااال‬
‫رك ش اش ا م راش ي” ا ساشل‪”.‬‬

‫ااات ا عءااا اش ا ااا اشع اد ااا‬ ‫اش ة ااا سااام م ئاااض اش اااتل اش ا اااف‬ ‫ءااال اش ااال‬ ‫سة ااا‬
‫اااا أم اااااق أسوااااا‬ ‫اااا‬ ‫هاااا ر اشة‬ ‫ضاااا ا ظلامااااي اشطااااا ف اش ةاااام اش عتضباااام رظاااا م اااا‬ ‫م ءعااااا‬
‫اا‬ ‫ةااا اهاا ا أمئااا اشة‬ ‫فاات إشاا اش اال اإل تاماام ا ااي‬ ‫ضاا اشة اا اش اام كاماا‬ ‫اا اش‬ ‫اشة‬
‫إشااا د اااام ة‬ ‫سااام أ ااااثءا رظااا ا ااا‬ ‫ئااا اشةعااات ر كاااال شءاااا مواااال اشئااا ا‬ ‫اشل ااا‬
‫‪.‬‬ ‫اإل تام اااااااااا رسواااااااااات اش تضاااااااااا اش ااااااااااا م‬ ‫أ ا اااااااااا ة رهةااااااااااا‪ :‬سواااااااااات اش طاااااااااال‬

‫‪2‬‬
‫لضااال اش فااات‬ ‫ا اشةااا ءم اش ةااام ش ا ااا اشعتضةااا ر ركااا ا‬ ‫ااا ا ااا‬ ‫ااا‬ ‫ة ااا هااا ر اشة‬ ‫رظااا‬
‫اشةعت ‪.‬‬ ‫ول ك م مة اشعتضة إش ش‬

‫ا ااات اش فااات إشااا اش ل ااا سب ااا ما‬ ‫رظااا أثااات هااا ا ا ش طااال اشوب ااات سااام اش وااات اش اااا م إشااا‬
‫م ءااا ض ع ا‬ ‫م ااي ساام اال ا مفة ا اش ضة ا أ ااب اشء ا‬ ‫اشعااامم راش ئااا‬ ‫م ءااا إض ا‬ ‫كااال اشء ا‬
‫رهااال ا مااات‬ ‫اااع اشاااتدب اش اااا ر اش اااا‬ ‫ه اااي اإل ااااس ش‬ ‫اشعاااامم ر إ ااااد‬ ‫أ ا اااا سااام إ ااا‬
‫ع ه سءا‪.‬‬ ‫ضتض سم اخ ا اش ل اشة ا ب ش‬ ‫اش إ ض ا إ طا اش ا م ط‬

‫ااا ها م دةااا‬ ‫ر اش ااااشم ساااالل اش تضااا ضع ااال اش ل ااا ماااة ي اااا مل ءاااا رم ااا ا ها رك ااا‬
‫ا اااي ي اااا أل‬ ‫اااي س تضااا اش اااا هااال لض اااي شااا دا ياااا كااال ساااتد ضاااتاد‬ ‫ماااة اااتق‬ ‫شفاااتر‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ااا أل وااالل ذا‬ ‫اااي ساش ل ااا م ض باااام أل طباااع ب اااا سااا‬ ‫اشة وااال‬ ‫إل ااا‬ ‫اش ل ااا ر ااا‬
‫دظ ااا ر ااا ب رم ف ةءاااا‬ ‫ضااا ها م اااب ا ئااال‬ ‫اااع هااا ا ساش ل ااا م ض باااام‬ ‫متدردضااا رشوااام ض‬
‫ا اااا‬ ‫م ءااااا سااااتدإ ضةوااااة اشل اااال إش ااااي ا اااا ةا‬ ‫ظاملمااااا طتض اااا م باااال اش ا اااات ل اشءاااا‬
‫اااا ر اااتر‬ ‫رشااا ج اااة ستضاااع طب اااع ظااااملل معاااتد م اااا شاااي ة‬ ‫خا ااا م دةااا ش فاااتر‬
‫ا‬ ‫اش‬ ‫اشة تر‬ ‫اش ام ر اش لا‬

‫رماااة ه اااا ااا م أهة ااا مل ااال ا هااا ا شوااالل مبااا أ تضااا اشعااا ا م ض ئااال اااة اشة ااااه ا‬
‫ءااااا اشة ااااتب‬ ‫ي ااااا أمااااي ض ئاااال اااااش طب ع اشةباشاااات ش ل اااا ماااا‬ ‫اشة ا اااات ش ا اااا اشع اد اااا‬
‫ااا ط اش ا ااام الختا ءااا ماااة ظاشبءاااا‬ ‫معاااتد رإ م اشءااا ااا اشلاظ ااا اإل تام اا ي اااا اال‬ ‫ئاال‬
‫اشلاظف‬ ‫اشةعتد ر إستايءا‬

‫ر ع اااا إشااااو اش ساااام مااااا ماااا ى لسااااع اشة ااااتب اشةات اااام ساااام اخ ااااا ا ش ااااا اش املضاااا‬
‫اااع اشااضااا ماااة مبااا أ تضااا اشعااا ا اشع اااادم ة رماااا اشةااا ى اشة اااتر ش ااا ط اش ا ااام‬ ‫اش اااتر ض ش‬
‫ءااااا ها ااااي اش اااا ط ة رأإ در‬ ‫اش ضتضاااا ساااام تضاااا هاااا ا اشعاااا ا ة ر ماااااهم اش اااا رد اش اااام ااااض‬
‫سم ه ا اش تض ة‬ ‫اش ا‬ ‫ش ةي‬

‫‪3‬‬
‫اااااا ا‬ ‫ءااااااا ا ض ااااااا‬ ‫اشة ت اااااا‬ ‫اااااا‬ ‫ااااااة اإلشااااااواش اشةطترياااااا ر ا‬ ‫رشإل ا اااااا‬
‫مل ل ا ه ا إش اشةبايا اش اش ‪:‬‬

‫‪ ‬المبحث األول ‪ :‬التفريد التشريعي‬


‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬التفريد القضائي‬
‫‪ ‬المبحث الثالث ‪ :‬التفريد اإلداري‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬التفريد التشريعي‬

‫ٌعتبر التفرٌد التشرٌعً من بٌن مظاهر تفرٌد العقوبة‪ ،‬حٌث ٌلعب المشرع الجنابً دورا هاما فً‬
‫تحدٌد الجرابم و العقوبات المترتبة عنها‪ ،‬و نظرا لدور العقوبة االصالحً‪ ،‬كان من الالزم على المشرع‬
‫أثناء صٌاؼته و تحدٌده للعقوبات أن ٌراعً ظروؾ كل مجرم على حدة‪ ،‬و ذلك من خالل مالءمة‬
‫العقوبات و تفرٌدها‪ ،‬بحٌث ال تطبق بصورة مطلقة على الجمٌع‪ ،‬بل البد فٌها من أن تكون متناسبة مع‬
‫ظروؾ كل مجرم‪.‬‬

‫و من أهم أشكال ندخل المشرع الجنابً فً تحدٌد العقوبة أو تفرٌد الجزاء‪ ،‬تظهر على‬
‫الخصوص فً تنصٌصه علٌها و تحدٌدها من حٌث الكم و الكٌؾ ( المطلب االول )‪ ،‬و فً اٌجاده‬
‫ألسباب تإدي الى االعفاء منها أو مجرد تخفٌفها أو تشدٌدها (المطلب الثانً )‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المطلة االول ‪ :‬ذحذٌذ الؼقىتاخ مه طشف المششع‪.‬‬


‫فؤول مرحلة ٌتجسد فٌها دور المشرع فً تفرٌد الجزاء‪ ،‬هً مرحلة تحدٌد العقوبة سواء من‬
‫حٌث الكم و الكٌؾ‪ ،‬اذ أن مبدأ الشرعٌة ٌقضً بؤنه ال عقوبة بدون نص‪ ،‬ما ٌعنً أن القاضً الجنابً ال‬
‫ٌحكم بعقوبة لم ٌنص علٌها القانون‪ ،‬و ال بعقوبة ؼٌر التً نص علٌها هذا القانون‪ ،‬و ال اضافة عقوبة‬
‫الى أخرى اال اذا أوجب ذلك القانون أو سمح به على االقل‪ ،1‬و ذلك حماٌة لحقوق االفراد و حرٌاتهم من‬
‫التعسؾ‪ .‬و هذا ما ٌستشؾ من المادة ‪ 3‬من القانون الجنابً المؽربً التً تنص "ال ٌسوغ مؤاخدة أحد‬
‫على فعل ال ٌعتبر جرٌمة بصرٌح القانون و ال معاقبته بعقوبات لم ٌقررها القانون"‪ ،‬و من الفقرة‬
‫األولى من الفصل ‪ 33‬من الدستور‪ ،‬و التً تقول "ال ٌجوز القاء القبض على أي شخص أو اعتقاله أو‬
‫متابعته أو ادانته‪ ،‬اال فً الحاالت و طبق االجراءات التً ٌنص علٌها القانون"‪ ،‬و من االعالن العالمً‬
‫لحقوق االنسان الذي صدر سنة ‪ 8493‬و الذي جاء فٌه "ال ٌدان أي شخص من جراء فعل أو ترك‪ ،‬اال‬
‫اذا كان ذلك ٌعتبر جرما وفقا للقانون الوطنً أو الدولً وقت ارتكابه"‪.‬‬

‫و العقوبة التً ٌنص علٌها المشرع الجنابً و ٌحددها كما و كٌفا‪ ،‬قد ٌكون ذلك بشكل جامد‬
‫كعقوبة االعدام‪ ،‬بحٌث ال ٌمكن للقاضً الجنابً أن ٌؽٌرها أو ٌتصرؾ فٌها اال بسند موجب من القانون‪،‬‬
‫و قد ٌكون ذلك التنصٌص بشكل مرن بوضع حد أدنى و حد أقصى للعقوبة ( الفقرة االولى )‪ ،‬و قد ٌصل‬
‫االمر الى تنصٌصه على عقوبتٌن ٌمكن للقاضً من خاللهما اختٌار العقوبة المناسبة للفعل المرتكب‪( 2‬‬
‫الفقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫الفقشج األولى ‪ :‬الرذسج الكمً للؼقىتح‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫ان نظام التدرج الكمً للعقوبة وجد بعدما فشلت السٌاسة العقابٌة القدٌمة التً خلقت كثٌرا من‬
‫السخط و االستٌاء فً أوساط المهتمٌن‪ ،‬حٌث ظهرت عدة مدارس حاولت ارساء المبادئ االساسٌة‬
‫للسٌاسة الجنابٌة الحدٌثة‪ ،‬و من ضمن هذه المدارس المدرسة الوضعٌة التً استطاعت ارساء أسس‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬علً عمً‪ ،‬المختصر فً النظرٌة العامة للقانون الجنابً المؽربً‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬دار النشر الجسور‪-‬وجدة‪ ،‬الطبعة االولى ‪ ،8443‬ص ‪.838 :‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.833 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬التً كانت تدعو الٌها المدرسة التقلٌدٌة بقٌادة بكارٌا‪ ،‬بتنهام‪ ،‬و فوٌرباخ‪ ،‬حٌث كانت تمٌل فً نظرٌاتها الى التجرٌد عند تقدٌرها للعقوبات بكٌفٌة‬
‫متساوٌة و جامدة بالنسبة للنوع الواحد من الجرابم‪ ،‬و رفض االعتراؾ بإمكانٌة و ضع حدٌن‪ ،‬حد أدنى و حد أقصى للعقاب عن الجرٌمة الواحدة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫نظرٌة الخطورة االجرامٌة التً تعتبر قوام نظام التدرج الكمً للعقوبة و التدبٌر الوقابً معا‪ ،4‬و قد‬
‫تشبعت عدة تشرٌعات بهذه النظرٌة‪ ،‬حٌث اتجهت الى وضع سلم تتدرج فٌه كافة العقوبات و التدابٌر‪ ،‬اذ‬
‫ٌكون على القاضً اختٌار أنسبها بموجب سلطته التقدٌرٌة‪ ،‬و أؼلب التشرٌعات الٌوم تضع حدا أدنى و‬
‫حدا أقصى للعقوبة ٌكون على القاضً انتقاء مدة العقوبة من بٌن هذٌن الحدٌن دون تجاوزهما اال‬
‫بموجب نص خاص ٌسمح بذلك‪ ،‬كالتشرٌع الجنابً الجزابري الذي ٌنص فً قانون العقوبات فً المادة‬
‫‪ٌ" 899‬عاقب بالحبس من شهرٌن الى سنتٌن ‪ ،"...‬و التشرٌع المؽربً الذي تكاد كل عقوباته تندرج بٌن‬
‫حدٌن قانونٌن‪ ،‬و مثال ذلك الفصل ‪ 841‬من القانون الجنابً الخاص بحماٌة المس بسالمة الدولة‬
‫الخارجٌة‪ ،‬تتدرج العقوبة من ‪ 5‬سنوات كحد أدنى الى عشرٌن سنة كحد أقصى‪.‬‬

‫و الى جانب التدرج الكمً للعقوبة‪ ،‬فقد ٌنص المشرع على عقوبات تخٌٌرٌة تطبق على نفس الجرٌمة‪،‬‬
‫وهو ما سنتطرق الٌه فً الفقرة التالٌة‪.‬‬

‫الفقشج الثاوٍح ‪ :‬الؼقىتاخ الرخٍٍشٌح‪.‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ٌمكن القول بؤن العقوبات التخٌٌرٌة لٌست سوى نتٌجة لما كان قد دعا الٌه جارسون و أقره سالً‬
‫عن نظرٌة العقوبات المت وازنة و التً تتلخص فً وضع المشرع مجموعتٌن اثنتٌن من العقوبات‪،‬‬
‫االولى عقوبات مشٌنة‪ ،‬و الثانٌة عقوبات ؼٌر مشٌنة‪ ،‬حٌث ٌترك للقاضً سلطة اختٌار العقوبة المناسبة‬
‫من احدى المجموعتٌن لكل مجرم على حدة‪ ،‬و قد تحدث جارسون فً تقرٌره المقدم الى جمعٌة السجون‬
‫العامة المنعقد فً روما سنة ‪ 8341‬عن عدة اعتبارات منها الباعث و سخط الرأي العام‪ ،‬و جعل من‬
‫االول معٌا را للتفرقة بٌن المجموعتٌن السابقتٌن‪ ،‬بحٌث اذا كان الباعث دنٌبا فرضت العقوبة المحددة فً‬
‫سلم العقوبات المشٌنة‪ ،‬و العكس فً حالة ارتكاب جرٌمة بدافع ؼٌر دنٌا على أال تكون الوسابل التً‬
‫استعملت فً ارتكاب الجرٌمة مثٌرة لسخط الرأي العام‪.5‬‬

‫و قد أكد سالً اقتناعه بنظرٌة العقوبات المتوازنة معتبرا اٌاها وسٌلة للوصول الى تفرٌد عادل‬
‫للعقوبة‪ ،‬اال أنه ٌعترض على الباعث كمعٌار للتفرقة ألنه لٌس سوى جزء من الظروؾ المتصلة بالفعل‬
‫المرتكب‪ ،‬فً حٌن ٌرى أن ضرورة مالءمة العقوبة للجرٌمة ٌنبؽً أن تقع طبقا لشخصٌة المجرم‪.6‬‬

‫و نجد أن معظم التشرٌعات الحدٌثة أخدت بنظام العقوبات التخٌٌرٌة الذي ٌقضً بترك حرٌة‬
‫االختٌار للقاضً فً الحكم على المجرم بإحدى العقوبتٌن المختلفتٌن من حٌث النوع أو بكلٌهما أو‬
‫بعقوبة واحدة أو عقوبتٌن من بٌن عقوبات أو أكثر مختلفة النوع محددة للجرٌمة المرتكبة‪ ،‬اال أن االخذ‬
‫بهذ ا النظام ٌتفاوت حسب القدر من الحرٌة المتروك للقاضً فً اختٌار نوع العقوبة االكثر مالءمة‬
‫لشخص المجرم‪ ،‬و ٌتفرع عن هذا النظام نوعان من النظم ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬وظام الؼقىتاخ الرخٍٍشٌح الحشج‪.‬‬


‫و ٌكون للقاضً فً ظل هذا النظام مطلق الحرٌة فً الحكم بالعقوبة التً ٌختارها بٌن العقوبات‬
‫المقررة‪ ،‬سواء كانت عقوبتٌن أو أكثر من ذلك‪ ،‬بحٌث ال ٌلتزم بؤٌة قاعدة فً االختٌار‪ ،‬على أن‬
‫ٌطبق أشد العقوبتٌن فً حالة ما اذا كان الباعث دنٌبا‪ ،‬و فرض العقوبة االخؾ فً حالة ما اذا‬
‫كان الباعث ؼٌر دنٌا‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬لطٌفة المهداتً‪ ،‬حدود سلطة القاضً التقدٌرٌة فً تفرٌد الجزاء‪ ،‬طوب برٌس‪-‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،3112‬ص‪53 :‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31،35‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬

‫‪6‬‬
‫و باستقراء بعض النصوص العقابٌة فً بعض التشرٌعات نجد منها من أخذ بهذا النظام‪ ،‬و فً‬
‫مقدمتها القوانٌن االنجلوساكسونٌة‪ ،‬كالقانون االنجلٌزي الذي ٌؤخذ بؤوسع نطاق بما ٌعرؾ بنظام‬
‫العقوبات التخٌٌرٌة الحرة‪ ،‬حٌث تنص المادة ‪ 835‬من قانون العدل الجنابً لعام ‪ 8493‬على‬
‫قاعدة عامة مفادها أن الؽرامة عقوبة تخٌٌرٌة لجمٌع الجرابم باستثناء الجرابم المعاقب علٌها‬
‫بالسجن المإبد أو االعدام‪ .‬و نفس االمر بالنسبة للقانون االمرٌكً‪ ،‬الذي ٌقر باعتبار الحبس و‬
‫الؽرامة عقوبتٌن تخٌٌرٌتٌن لمعظم الجرابم‪ .‬و قانون العقوبات السوٌسري الذي أقر ثالث‬
‫عقوبات سالبة للحرٌة متدرجة فً شدتها‪ ،‬و هً السجن و الحبس‪ ،‬و الحجز‪ ،‬اضافة لعقوبة‬
‫الؽرامة‪ ،‬و للقاضً سلطة االختٌار بٌن نوعٌن من هذه العقوبات‪.7‬‬

‫و تؤخذ بهذا النظام كذلك قوانٌن أوروبٌة و أخرى عربٌة و لكن بطرٌقة جد محدودة‪ ،‬كالقانون‬
‫الفرنسً‪ ،‬و االلمانً و االٌطالً و التونسً و اللبنانً‪ ،‬و تتفاوت فٌما بٌنها فً منح القاضً‬
‫سلطة تخٌٌرٌة بٌن نوعٌن أو أكثر من العقوبات‪ ،‬حٌث ٌعتبر القانون الفرنسً أقلها اتباعا لهذا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫النظام‪ ،‬و االٌطالً أمٌل الى توسٌع سلطة القاضً فً هذا المجال دون أن تتعدى نطاق جد‬
‫محدود‪ ،‬حٌث ان العقوبات التخٌٌرٌة فٌه هً الحبس و الؽرامة لعدد من الجنح البسٌطة‪.8‬‬

‫ثاوٍا ‪ :‬وظام الؼقىتاخ الرخٍٍشٌح المقٍذج ‪.‬‬

‫أما بخصوص نظام العقوبات التخٌٌرٌة المقٌدة فقد اختلفت فٌه القوانٌن‪ ،‬حٌث قٌدته بعضها‬
‫بالباعث و بعضها بالمالءمة و البعض االخر ببشاعة الجرٌمة أو خطورة المجرم‪.‬‬

‫‪ -‬نظام العقوبات التخٌٌرٌة المقٌدة الباعث‪:‬‬


‫ومفاده أن ٌضع المشرع عقوبتٌن متباٌنتٌن فً الشدة على سبٌل التخٌٌر ‪ ،‬و ٌجب على‬
‫القاضً أن ٌحكم بالعقوبة األشد عندما ٌكون الباعث على ارتكاب الجرٌمة دنٌبا‪.9‬‬

‫‪ -‬نظام العقوبات التخٌٌرٌة المقٌدة بالمالءمة‪:‬‬


‫و ٌقصد بالمالءمة مدى تناسب العقوبة مع ظروؾ المجرم و شخصٌته و ظروؾ الجرٌمة‬
‫الموضوعٌة‪ ،‬كؤن ٌخٌر القاضً بٌن عقوبة سالبة للحرٌة و الؽرامة‪ ،‬فاذا كانت الحالة‬
‫المادٌة للمجرم ال تسمح له بدفع الؽرامة‪ ،‬فالقاضً ٌحكم بالعقوبة السالبة للحرٌة ألنها‬
‫االنسب للتطبٌق‪.10‬‬

‫‪ -‬نظام العقوبات التخٌٌرٌة المعتدة ببشاعة الجرٌمة أو خطورة المجرم‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬قرٌمس سارة‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجٌستٌر فً فرع القانون الجنابً و العلوم الجنابٌة "سلطة القاضً الجنابً فً تقدٌر‬
‫العقوبة" جامعة الجزابر‪ٌ ،‬وسؾ بن خدة‪ ،‬ص‪ .819،813 :‬موقع ‪www.biblio.univ-alger.dz‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬أكرم نشؤت ابراهٌم‪ ،‬الحدود القانونٌة لسلطة القاضً الجنابً فً تقدٌر العقوبة‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزٌع‪ ،‬طبعة ‪ ،8443‬ص ‪:‬‬
‫‪.831،884‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬راجع فً هذا الصدد أكرم نشؤت ابراهٌم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.835،839،833 :‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬قرٌمس سارة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.814،813‬‬

‫‪7‬‬
‫و الذي ٌقضً بتطبٌق العقوبة االشد اذا كان الجانً ٌنطوي على خطورة أو كانت الجرٌمة‬
‫بشعة‪.11‬‬
‫أما المشرع المؽربً فموقفه من نظام العقوبات التخٌٌرٌة ٌتضح من خالل استقراء نصوص القانون‬
‫الجنابً‪ ،‬حٌث ٌالحظ أن نصٌب العقوبات التخٌٌرٌة ضبٌل اذ ٌقتصر على عقوبتٌن الحبس و الؽرامة فً‬
‫المواد ‪/323 ،323 ،311 ،313 ،394 ،395 ،342 ،333‬ؾ‪،931 ،3418 ،339 ،333 ،338 ،3‬‬
‫‪/921 ،914 ،953 ،955 ،953 ،993 ،933 ،938‬ؾ‪ ،924 ،3‬و فً الفصول ‪،95 ،93 ،93 ،89‬‬
‫‪ ،51 ،53 ،53 ،93 ،92‬من قانون الصحافة الصادر فً ‪ 85‬نونبر ‪ ،8453‬و قد تم تعدٌله و تتمٌمه‬
‫بقانون ‪ 3‬أكتوبر ‪ ،3113‬و الفصول ‪ 32، 31، 35 ،39 ،33‬من الظهٌر الشرٌؾ المتعلق بالوقاٌة من‬
‫االمراض العقلٌة و معالجتها و حماٌة المرضى المصابٌن بها الصادر ‪ 85‬ماي ‪ .8454‬وقد فضل‬
‫المشرع فً كل هذه النصوص عدم تقٌٌد القاضً فً الخٌار بٌم العقوبتٌن بؤي قٌد أو شرط‪.12‬‬

‫و فً حكم صادر عن المجلس االعلى عدد ‪ 119‬فً ‪ٌ 83‬ولٌوز ‪ ،8454‬مجلة القضاء و القانون ‪ ،‬العدد‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ ،31‬سنة ‪ ،8411‬ص ‪ ،882‬و رد فً حٌثٌاته " ال تخرق المحكمة القانون اذا حكمت بعقوبة واحدة‬
‫تطبٌقا لقانون ٌعاقب بإحدى العقوبتٌن أو بالعقوبتٌن معا"‪ ،‬حٌث رفض المجلس االعلى نقض الحكم‬
‫الصادر عن اقلٌمٌة مكناس عندما قرر عقاب المتهم بؽرامة قدرها ‪ 81111‬فرنك و بإلؽاء مدة السجن‬
‫مقتصرة هكذا على أنه اذا مرت هذه الفترة بحٌث احترم فٌها االلتزامات الملقاة على عاتقه‪ٌ ،‬صبح وقؾ‬
‫تنفٌذ العقوبة نهابٌا بحٌث ال ٌتم النطق بها فً حقه‪ ،‬معتبرة اٌاه ‪-‬الحكم‪ -‬ؼٌر مخالؾ لظهٌر ‪ 31‬شتنبر‬
‫‪ 8498‬الذي ٌنص على أنه من وجد فً حالة سكر واضحة للعٌان فً مكان عمومً فانه ٌعاقب بؽرامة‬
‫تتراوح بٌن ‪ 1111‬و ‪ 39111‬فرنك و بالسجن تتراوح مدته بٌن ‪ٌ 85‬وما و ‪ 1‬شهور أو بإحدى هاتٌن‬
‫العقوتٌن فقط‪.13‬‬

‫و قبل ختام هذا المطلب البد من االشارة الى التوجهات الجدٌدة للمشرع الجنابً المؽربً فً‬
‫تحدٌد العقوبات‪ ،‬و ذلك من خالل مسودة مشروع القانون الجنابً‪ ،‬حٌث أصبحت مراجعة و اصالح‬
‫النص القدٌم مطلبا حٌوٌا توافقت حوله مختلؾ الفعالٌات القانونٌة و الحقوقٌة ببالدنا‪ ،‬نظرا لكون الظاهرة‬
‫االجرامٌة عرفت خالل هذه المدة الطوٌلة تطورا و تنامٌا كما و كٌفا‪ ،‬بموازاة مع العولمة‪ ،‬و سهولة تنقل‬
‫االشخاص و االموال‪ ،‬و تطور تكنولوجٌا التواصل و وسابل االتصال ‪ ،...‬لتصبح الجرٌمة فً خضم هذه‬
‫التطورات أكثر خطورة و تحدٌا و تنظٌما‪ ،‬ما دفع المشرع الى استدراك نقابص النص القدٌم و ومحاولة‬
‫‪14‬‬
‫استٌعاب و تنظٌم بعض الجرابم التً لم تكن منظمة من قبل‪.‬‬

‫فالمالحظ أن المسودة فً تصدٌها للظاهرة اإلجرامٌة بصفة عامة و لألنماط الحدٌثة لإلجرام‬
‫بخاصة‪ ،‬نهجت عدة مقاربات‪ ،‬حٌث نجدها تنص و ألول مرة على جرابم بعٌنها و تفرد لها عقوبات‬
‫خاصة‪ ،‬كما هو الشؤن بالنسبة للجرٌمة المنظمة الوطنٌة و العابرة للحدود (المادة ‪ 349‬من المسودة)‪ ،‬و‬
‫اإلتجار بالبشر(المواد‪8‬ـ‪ 338‬إلى ‪89‬ـ‪ ،)338‬كما أخضعت لسلطان القانون الجنابً أفعاال خطٌرة تنطوي‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬أنظر أكرم نشؤت ابراهٌم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.831 :‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -‬لطٌفة مهداتً‪ ،‬حدود سلطة القاضً التقدٌرٌة فً تفرٌد الجزاء‪ ،‬طوب برٌس‪-‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،3112‬ص‪..48 ،41 ،34 :‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬لطٌفة مهداتً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43 ،48 :‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬نور الدٌن العمرانً‪ ،‬منظومة التجرٌم فً ضوء مسودة مشروع القانون الجنابً‪ ،‬المستجدات و مواطن القصور‪ ،‬المجلة المؽربٌة للقانون‬
‫الجنابً و العلوم الجنابٌة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد الثالث ‪ ،3181‬ص ‪.98‬‬

‫‪8‬‬
‫بحد ذاتها على انتهاك لمبادئ حقوق اإلنسان و قواعد القانون الدولً اإلنسانً‪ ،‬التً جرمها من جهة‬
‫الدستور الجدٌد للمملكة لسنة ‪ ،3188‬و ٌتعلق األمر بجرابم اإلبادة الجماعٌة ( م ‪5‬ـ‪ 993‬من المسودة)‪ ،‬و‬
‫الجرابم ضد اإلنسانٌة ( م ‪2‬ـ‪ ،) 993‬و جرابم الحرب (م ‪81‬ــ ‪89 ، 993‬ــ‪ ،)993‬و اإلختفاء القسري (م‬
‫‪4‬ـ‪ ،)338‬كما جرمت المسودة و ألول مرة أفعاال تنطوي على مساس بمقومات النزاهة و الشفافٌة و قٌم‬
‫التخلٌق ؛ كاإلثراء ؼٌر المشروع (م ‪2‬ـ‪ 351‬من المسودة)‪ ،‬و اإلخالل بإلزامٌة التصرٌح بالممتلكات‬
‫(م‪8‬ـ‪ ،)313‬كما حرص واضعوا مسودة مشروع القانون الجنابً على تدارك مواطن قصور تعتري‬
‫المجموعة الجنابٌة الحالٌة فً مجال مكافحة الفساد اإلداري السٌما جرٌمة الرشوة ؛ كتجرٌم الوساطة فً‬
‫الرشوة (م ‪ 359-8‬من المسودة)‪ ،‬و هً مبادرة و لو جاءت متؤخرة مقارنة بالعدٌد من التشرٌعات‬
‫المقارنة بما فٌها العربٌة؛ كالتشرٌع الجنابً التونسً (م ‪ 48‬منه)‪ ،‬و المصري (م‪815‬و‪ ،)814‬فإن من‬
‫شؤنها ردع و معاقبة سماسرة الرشوة و وسابطها‪ ،‬و إقرار المسإولٌة الجنابٌة للشخص االعتباري فً‬
‫حال ثبوت ارتكاب ممثلٌه أو مدٌره أو وكالبه لصالحه جرٌمة رشوة أو استؽالل النفوذ (م ‪3‬ـ‪ 359‬من‬
‫‪15‬‬
‫المسودة) أو جرٌمة اختالس أو ؼدر(م ‪8‬ـــ‪.)391‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كما أنه حرصا من واضعً المسودة على توحٌد المقتضٌات الزجرٌة و إدراجها فً صلب مدونة‬
‫جنابٌة واحدة ‪ ،‬و التً طالما ظلت تعانً من تعدد و تشتت النصوص و تناثرها فً العدٌد من القوانٌن‬
‫الخاصة‪ ،‬فقد تم إدماج بعض المقتضٌات الزجرٌة فً صلب المسودة؛ كتلك المتعلقة بتهرٌب المهاجرٌن‬
‫(المواد ‪83‬ـــ‪ 338‬إلى ‪31‬ـــ‪ ،)338‬و اإلتجار باألعضاء البشرٌة (المواد ‪32‬ـــ‪ 338‬إلى ‪93‬ـــ‪ ،)338‬و‬
‫‪16‬‬
‫جرابم المخدرات و المإثرات العقلٌة (المواد ‪3‬ـــ‪ 991‬إلى ‪81‬ـــ‪.)991‬‬

‫المطلة الثاوً‪ :‬االسثاب الرً ذؤثش فً ذحذٌذ الؼقىتح‪.‬‬

‫االصل أن للقاضً كامل السلطة التقدٌرٌة فً تحدٌد العقوبة‪ - 17‬فً نطاق الحدود الشرعٌة التً‬
‫ٌحددها المشرع ‪ -‬التً ٌراها مناسبة لردع المجرم مستندا فً ذلك على خطورة الجرٌمة و شخصٌة‬
‫المجرم‪ ،‬لكنه استثناءا من االصل السابق‪ ،‬نجد المشرع ٌتدخل اما لإلعفاء من العقوبة أو التخفٌؾ منها (‬
‫الفقرة االولى )‪ ،‬أو الرفع منها فً بعض الحاالت ( الفقرة الثانٌة )‪.‬‬

‫الفقشج االولى ‪ :‬أسثاب االػفاء مه الؼقىتح و الرخفٍف مىها‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أسثاب االػفاء مه الؼقىتح‪.‬‬

‫أسباب االعفاء من العقوبة هً أسباب ترد على حاالت محددة على سبٌل الحصر‪ٌ ،‬تمثل اثرها‬
‫ف ً االعفاء من العقاب مع بقاء الفعل محتفظا بصفته االجرامٌة‪ ،‬أي مستوفٌا لكافة عناصر و شروط‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬لطٌفة مهداتً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 898‬من القانون الجنابً‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫المسإولٌة المترتبة عنه‪ ،‬وهً تختلؾ عن أسباب االباحة و التبرٌر‪ ،‬فاإلباحة تنفً الركن القانونً‬
‫للجرٌمة‪ ،‬حٌث تنصرؾ هذه األسباب األخٌرة الى الفعل أو االمتناع فترفع عنه وصفه االجرامً فال ٌتم‬
‫مساءلة الفاعل‪ ،‬نظرا ألن وجود هذه االسباب ٌجعل الجرٌمة ؼٌر قابمة أصال‪ ،‬أما بالنسبة لألعذار‬
‫القانونٌة المعفٌة فإنها تحول دون ترتٌب العقوبة على الفاعل رؼم أن الجرٌمة تكون مكتملة االركان و‬
‫ٌكون هناك شخص مسإول عنها‪ ،‬و ذلك لحكمة لخصها االستاذ نجٌب حسنً فً قوله " علة العذر‬
‫المعفً هً اعتبارات نفعٌة مستمدة من سٌاسة العقاب مبناها تقدٌر الشارع أن المنفعة االجتماعٌة‬
‫التً ٌجلبها عدم العقاب هً حاالت معٌنة تربو المنفعة التً ٌحققها العقاب فٌقرر بناءا على ذلك‬
‫استبعاد العقاب جلبا للمنفعة األهم اجتماعٌا"‪.18‬‬

‫و هذه االعذار واردة على سبٌل الحصر‪ ،‬حٌث ٌنص الفصل ‪ 893‬من القانون الجنابً على أن "‬
‫األعذار القانونٌة هً حاالت محددة فً القانون على سبٌل الحصر‪ٌ ،‬ترتب علٌها مع ثبوت الجرٌمة و‬
‫قٌام المسؤولٌة أن ٌتمتع المجرم اما بعدم العقاب‪ ،‬اذا كانت أعذار معفٌة‪ ،‬و اما بتخفٌف العقوبة اذا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫كانت أعذارا مخففة "‪ ،‬و القاضً ال ٌجوز له القول بوجودها و اعفاء الفاعل تبعا‪ ،‬مالم ٌكن منصوصا‬
‫علٌها فً نص قانونً‪ ،19‬ؼبر أنه ٌبقى له الحق فً أن ٌحكم على المعنً باألمر بتدابٌر الوقاٌة الشخصٌة‬
‫أو العٌنٌة‪.‬‬

‫و من األمثلة على األعذار المعفٌة من العقاب‪ ،‬الفصل ‪ 539‬من القانون الجنابً‪ ،‬حالة العذر‬
‫المقرر للسارق اذا كان المسروق ملكا لزوجه أو أحد فروعه‪ ،‬و الفصل ‪ 331‬الذي أعفى من العقوبة‬
‫طبقا للفصول من ‪ 893‬الى ‪ 895‬أي مرتكب لجناٌة تزٌؾ أو تزوٌر النقود أو أوراق مالٌة‪ ،‬أو سندات‬
‫تصدرها الخزٌنة العامة‪ ،‬و كذا كل من ساهم فً هذه الجرٌمة ( الفصلٌن ‪ 339‬و ‪ 335‬من القانون‬
‫الجنابً ) شرٌطة اشعار السلطات العامة و الكشؾ عن شخصٌة مرتكبها و ذلك قبل تمام تلك الجناٌات و‬
‫قبل اجراء أٌة متابعة فٌها‪ ،‬و كذلك من مكن السلطة من اعتقال الجناة االخرٌن‪ ،‬و لو لم ٌفعل ذلك اال بعد‬
‫ابتداء المتابعة‪.‬‬

‫و تجدر االشارة الى أن االعذار المعفٌة من العقاب ال تالحظ اال من طرؾ محكمة الموضوع‪ ،‬و‬
‫تإدي بالحكم باالعفاء ال بالبراءة‪ ،‬وهذا ٌعنً أن أثرها ٌقتصر على االعفاء من العقوبة‪ ،‬و بالتالً ٌبقى‬
‫الفعل محتفظا بصفته االجرامٌة حٌث تبقى المسإولٌة المدنٌة للجانً قابمة اذا تضرر الؽٌر من فعلته‪،‬‬
‫كما ٌبقى هو معرضا للحكم علٌه بالتدابٌر الوقابٌة اذا ثبتت حالته الخطرة باستثناء االقصاء‪.20‬‬

‫ثاوٍا ‪ :‬االسثاب المخففح للؼقىتح‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -‬خبالً حسن‪ ،‬مقال "مبدأ تفرٌد العقاب"‪ ،‬مجلة ‪ ، marocdroit‬موقع ‪ ،www.marocdroit.com‬ساعة االطالع ‪.81/88/12،89:31‬‬
‫‪19‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬شرح الق انون الجنابً المؽربً‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دراسة فً المبادئ العمة التً تحكم الجرٌمة و المجرم و العقوبة و التدبٌر‬
‫الوقابً‪ ،‬الشركة المؽربٌة لتوزٌع الكتب‪ ،‬الطبعة السابعة ‪ ،3181‬ص ‪.311 :‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬علً عمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.833 ،833‬‬

‫‪10‬‬
‫و تسمى االعذار القانونٌة المخففة تمٌٌزا لها عن االعذار المعفٌة كلٌا من العقاب‪ ،‬و هً مثلها‬
‫مثل هذه االخٌرة واردة على سبٌل الحصر‪ ،21‬حٌث ٌنص الفصل ‪ 899‬من القانون الجنابً " االعذار‬
‫القانونٌة المخففة‪ ،‬ال تطبق اال على جرٌمة أو جرائم معٌنة‪ ،‬و هً مقررة فً الكتاب الثالث من هذا‬
‫القانون المتعلق بمختلف الجرائم"‪ ،‬و ٌترتب علٌها مع ثبوت الجرٌمة و قٌام المسإولٌة الجنابٌة على‬
‫عاتق الجانً أن ٌتمتع باإلعفاء الجزبً من العقاب‪ ،‬و هذا االعفاء الجزبً و فً الحدود التً ٌقررها‬
‫القانون‪ ،‬مفروض قانونا‪ ،‬مالم ٌوجد نص ٌقضً بخالؾ ذلك‪ ،‬ال ٌملك القاضً ازاءه أٌة سلطة‬
‫تقدٌرٌة‪.22‬‬

‫و من حاالت االعذار القانونٌة المخففة المنصوص علٌها فً الكتاب الثالث من المجموعة الجنابٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬جناٌة القتل أو الضرب و الجرح حٌنما ٌرتكب نتٌجة استفزاز بالضرب أو العنؾ الجسٌم (‬
‫الفصل ‪ ،) 981‬أو نتٌجة مفاجؤة الزوج لزوجته و شرٌكها متلبسٌن بجرٌمة الخٌانة الزوجٌة (‬
‫الفصل ‪ ،)983‬أو نتٌجة مفاجؤة رب االسرة ألشخاص فً منزله و هم فً حالة اتصال جنسً‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ؼٌر مشروع ( الفصل ‪.) 931‬‬


‫‪ -‬حالة الفصل ‪ 938‬الذي ٌنص " ٌتوفر عذر مخفض للعقوبة فً جرائم الجرح و الضرب اذا‬
‫ارتكبت ضد شخص بالػ عند مفاجأته متلبسا بهتك عرض بعنف أو دون عنف على طفل دون‬
‫الثانٌة عشرة"‪.‬‬

‫و المهم أن ثبوت أي عذر قانونً ٌفرض نفسه على القاضً فال ٌملك أن ٌتجاهل أثره و ال ٌخفض‬
‫العقوبة فً الحدود التً قررها النص المقرر للعذر (الفصل ‪ " 933‬عندما ٌثبت العذر القانونً‪ ،‬فان‬
‫العقوبة تخفض الى ‪ :‬الحبس من سنة الى ‪ 5‬سنوات فً الجناٌات المعاقب علبها قانونا باإلعدام أو‬
‫السجن المؤبد‪ ،‬الحبس من ستة أشهر الى سنتٌن فً جمٌع الجناٌات االخرى‪ ،‬الحبس من شهر الى ‪3‬‬
‫أشهر فً الجنح )‪.‬‬

‫و الى جانب االعذار القانونٌة المخفضة للعقوبة‪ ،‬و التً حددها المشرع على سبٌل الحصر فً‬
‫القانون الجنابً‪ ،‬فقد خول للمحكمة منح الظروؾ المخففة التً لم ٌتم تحدٌدها فً نصوص تشرٌعٌة‪،‬‬
‫حٌث ٌنص الفصل ‪" 891‬اذا تبٌن للمحكمة الزجرٌة بعد انتهاء المرافعة فً القضٌة المطروحة علٌها‪ ،‬أن‬
‫الجزاء المقرر للجرٌمة فً القانون قاس بالنسبة لخطورة االفعال المرتكبة أو بالنسبة لدرجة اجرام‬
‫المتهم‪ ،‬فإنها تستطٌع أن تمنحه التمتع بظروؾ التخفٌؾ‪ ،‬اال اذا وجد نص قانونً ٌمنع ذلك‪ ،"...‬و ٌلتزم‬
‫القاضً أثناء منحه اٌاها بتعلٌل قراراه‪ ،‬و أثرها ٌكون شخصٌا‪ ،‬فال تخفؾ العقوبة اال فٌما ٌخص‬
‫المحكوم علٌه الذي منح التمتع بها‪.23‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 893‬من القانون الجنابً‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.313‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.315 ،319‬‬

‫‪11‬‬
‫و تعرؾ الظروؾ المخففة بكونها عناصر أو وقابع عرضٌة تبعٌة تضعؾ من جسامة الجرٌمة و‬
‫تكشؾ عن ضآلة خطورة فاعلها و تستتبع تخفٌؾ العقوبة الى أقل من حدها االدنى أو الحكم‬
‫بتدبٌر ٌناسب تلك الخطورة‪.24‬‬

‫و مع أن لهذه الظروؾ المخففة أهمٌة كبٌرة فً تفرٌد العقاب و تحقٌق أؼراض العقوبة‪ ،‬نظرا‬
‫الن هناك أنماط عدٌدة و مختلفة من المجرمٌن تستحق طابفة منهم نوعا من الرأفة بناءا على عالمات‬
‫الندم و التوبة التً تبدو علٌهم بعد ارتكاب الجرٌمة‪ ،‬و بالتالً وجب معاملتهم معاملة خاصة‪ ،‬اال ان‬
‫تطبٌقها ‪-‬الظروؾ المخففة‪ -‬قد ال ٌخلو من بعض المنزلقات خصوصا اذا ما أثٌر استعمالها بفرط من‬
‫العواطؾ و االنفعاالت قد تإدي الى افالت بعض الجناة من العدالة‪ ،‬أو قد ال ٌستفٌد اخرون منها رؼم‬
‫توافر ظروؾ مخففة بالنسبة لهم‪ ،‬الشًء الذي دفع بالمشرع الى تقٌٌد االخذ بها بوجوب تبرٌرها من‬
‫طرؾ القاضً‪ ،25‬كما أشرنا الى ذلك من قبل ( الفصل ‪.) 891‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫و ٌختلؾ نظام الظروؾ المخففة‪ ،‬بٌن المشرع الذي ال ٌحددها سلفا و انما ٌترك ذلك لسلطة‬
‫القاضً التقدٌرٌة‪ ،‬و هو موقؾ المشرع المؽربً ( الفصل ‪ ،891‬و توضح الفصول ‪ 892‬الى ‪858‬‬
‫كٌفٌة تخفٌؾ العقوبات و شروط هذا التخفٌؾ)‪ ،‬و المشرع المصري فً المادة ‪ 82‬من قانون العقوبات‪،‬‬
‫المشرع اللبنانً فً المادة ‪ 353‬من قانون العقوبات‪ ،‬المشرع السوري فً المادة ‪ 351‬من قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬و بٌن المشرع الذي ٌحددها سلفا‪ ،‬بحٌث ال ٌبقى على القاضً اال الرضوخ الى القابمة المحددة‬
‫سلفا من طرؾ المشرع‪ ،‬و ٌؤخذ بهذا النظام كل من قانون العقوبات السوٌسري ( المادة ‪ ،) 91‬و هناك‬
‫من ٌؤخذ بكال النظامٌن السابقٌن‪ ،‬حٌث ٌلجؤ المشرع الى تحدٌد بعض الظروؾ المخففة‪ ،‬و مع ذلك ٌترك‬
‫للقاضً سلطة تقدٌرٌة فً استظهار ظروؾ أخرى‪ ،‬و هو ما أخذ به المشرع االٌطالً فً المادتٌن ‪ 13‬و‬
‫‪ 13‬مكرر‪ ،‬اذ تحدد االولى ستة ظروؾ مخففة و تخول الثانٌة للقاضً سلطة استظهار ؼٌرها‪.26‬‬

‫و فً االخٌر تجدر االشارة الى اشكالٌة جوهرٌة تخص تطبٌق ظروؾ التخفٌؾ‪ ،‬و تتعلق فً‬
‫االثار المترتبة عن االخذ بظروؾ التخفٌؾ‪ ،‬و ذلك عندما ٌتم تكٌٌؾ الواقعة من طرؾ المحكمة بإعطابها‬
‫وصفا مخالفا للوصؾ القانونً الذي كٌفها به المشرع ( نظرا للتقسٌم الثالثً الذي ٌعتمده من جناٌات و‬
‫جنح و مخالفات)‪ ،‬فهل ٌإخذ بالوصؾ القانونً القضابً أو بالوصؾ القانونً الذي اختاره المشرع؟‬
‫و اجابة من المشرع على هذا االشكال نجده ٌنص فً الفصل ‪ 883‬من القانون الجنابً على " ان نوع‬
‫الجرٌمة ال ٌتؽٌر اذا حكم بعقوبة متعلقة بنوع اخر من أنواع الجرابم لسبب مخفؾ"‪.‬‬

‫الفقشج الثاوٍح ‪ :‬األسثاب الرً ذشفغ الؼقىتح ‪.‬‬

‫األ سباب التً تإدي الى رفع العقوبة هً الظروؾ المشددة ( أوال )‪ ،‬و العود ( ثانٌا )‪ ،‬و ٌلحق بهما‬
‫التعدد ( ثالثا )‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ -‬لطٌفة مهداتً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.13 ،18‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ :‬ص ‪.15 ،13‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬لطٌفة مهداتً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.14 ،13 ،12‬‬

‫‪12‬‬
‫أوال ‪ :‬ظشوف الرشذٌذ‪.‬‬

‫مما ال شك فٌه‪ ،‬أن فً كل تشرٌع زجري ٌحدد المشرع للجرٌمة العقوبة العادٌة التً تستحقها‬
‫فٌما اذا ارتكبت فً ظروؾ عادٌة تشدد هذه العقوبة و ٌرفعها اذا اصطحبت بظروؾ و مالبسات ٌطلق‬
‫علٌها اصطالحا ظروؾ التشدٌد‪ ،‬و هً واردة على سبٌل الحصر فً الكتاب الثالث من المجموعة‬
‫الجنابٌة التً عالج فٌها المشرع مختلؾ الجرابم و عقوباتها فً الحالة العادٌة و ؼٌر العادٌة‪ ،‬و هً على‬
‫نوعان‪: 27‬‬
‫‪ -‬الظروؾ المشددة العٌنٌة أو المادٌة فً الجرٌمة‪:‬‬
‫ككٌفٌة ارتكابها أو مكان اقترافها أو زمن هذا االقتراؾ‪ ،‬الى ؼٌر ذلك من المالبسات‪ ،‬فمثال‬
‫عاقب المشرع فً الفصل ‪ 515‬من القانون الجنابً السرقة العادٌة بحبس ٌتراوح بٌن سنة و ‪5‬‬
‫سنوات و ؼرامة‪ ،‬لكنه عاقب على ذات الجرٌمة بالسجن المإبد اذا كان السارقون أو أحدهم‬
‫حامال لسالح‪ ،‬أو احتفظ أحدهم فقط بالسالح فً الناقلة ذات المحرك التً استعملت لنقلهم الى‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫مكان الجرٌمة أو خصصت لهروبهم‪ ،28‬و هذه الظروؾ المشددة العٌنٌة تسري على الفاعل‬
‫االصلً و المساهمٌن و المشاركٌن معه فً الجرٌمة حتى و لو كانوا ٌجهلون تماما توافرها فً‬
‫النازلة‪.29‬‬

‫‪ -‬الظروؾ الشخصٌة فً الجرٌمة ‪:‬‬


‫و تتعلق هذه الظروؾ بمالبسات عابدة للجانب الشخصً أو الذاتً للمجرم‪ ،‬فمثال عاقب المشرع‬
‫جرٌمة االؼتصاب بسجن ٌتراوح من ‪ 5‬الى ‪ 81‬سنوات ( الفصل ‪ ،) 931‬لكنه شدد العقوبة فً‬
‫الفصل ‪ ،932‬فجعلها من ‪ 81‬الى ‪ 31‬سنة اذا كان الفاعل من أصول الضحٌة‪ ،‬أو ممن لهم سلطة‬
‫علٌها أو وصٌا علٌها أو خادما باألجرة عندها أو عند أحد االشخاص السالؾ ذكرهم‪ ،‬أو كان‬
‫موظفا أو ربٌسا دٌنٌا‪.30‬‬

‫و المالحظ أن الظروؾ المشددة الشخصٌة ال تنتج اثرها كما تقضً بذلك الفقرة ‪ 3‬من الفصل‬
‫‪ 831‬من القانون الجنابً اال بالنسبة لمن توافرت فٌه شخصٌا دون ؼٌره من المساهمٌن أو‬
‫المشاركٌن‪.‬‬

‫و نظرا ألهمٌة ظروؾ التشدٌد و مدى تؤثٌرها على الشخص المتابع أمام القضاء بارتكابه‬
‫لجرٌمة مرفوقة بظرؾ مشدد‪ ،‬فقد أناط المشرع بالقانون وحده تحدٌد هذه الظروؾ و تقرٌرها (‬
‫الفصل ‪ ،) 853‬كما أن قواعد التفسٌر ال تسمح للقضاء بوضعها من عنده باستعمال القٌاس‬
‫إلٌجاد ظروؾ تشدٌد جدٌدة ؼٌر ما ٌكون قد قرره المشرع صراحة‪ ،‬و هذا باالضافة الى أن‬
‫المشرع تولى بنفسه حدود رفع العقوبة بسبب قٌام ظروؾ التشدٌد فً النصوص التً تقرر هذه‬
‫الظروؾ المشددة ذاتها و لم ٌترك ذلك للقضاء‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬علً عمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.833 ،833 :‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.322 :‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.322‬‬

‫‪13‬‬
‫ثاوٍا‪ :‬الؼىد‪.‬‬

‫ٌكون المجرم فً حالة عود اذا ارتكب جرٌمة أو أكثر بعد أن ٌكون قد حكم علٌه بحكم حابز لقوة‬
‫الشًء المحكوم فٌه من أجل جرٌمة ثابتة ( الفصل ‪ ،) 859‬و ال تثبت حالة العود بمجرد ارتكاب جرابم‬
‫حررت بشؤنها محاضر أو وقع االعتراؾ بارتكابها‪ ،‬و انما تثبت االحكام الصادرة بالعقوبة عن هذه‬
‫الجرابم متى كانت حابزة لقوة الشًء المقضً به‪ ،‬فالسارق الذي ٌرتكب سرقة و ٌدان من أجلها بحكم‬
‫اكتسب قوة الشًء المقضً به‪ ،‬و بعد ذلك ٌرتكب حرٌمة سرقة أخرى فانه ٌعتبر فً حالة عود‪.‬‬

‫و المشرع الجنابً قد اعتبر العود للجرٌمة ظرفا من الظروؾ التً ٌإدي تحققها الى رفع العقوبة عن‬
‫الحدود العادٌة المقررة للجرٌمة‪ ،‬بسبب أن المجرم العابد ٌجب أن تشدد عقوبته مادامت العقوبة التً حكم‬
‫علٌه بها من أجل الجرٌمة االولى لم تفلح فً ردعه و اصالحه بإبعاده كلٌا عن طرٌق الجرٌمة‪ ،‬مما‬
‫ٌتحتم معه التشدٌد فً مواجهته لتوخً الخطورة االجرامٌة الكامنة فٌه‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫و العود ٌعتبر ظرفا شخصٌا ٌلحق الشخص الذي توافر فٌه‪ ،‬و هو ٌإدي لرفع العقوبة بالنسبة لكافة‬
‫الجرابم سواء كانت جناٌات أو جنحا أو مخالفات‪ ،‬و وهذا عكس الظروؾ المشددة التً ال تتصور اال‬
‫بالنسبة للجناٌات و الجنح دون المخالفات‪ ،‬و ٌشترط فٌه تحقق شرطٌن ‪:‬‬
‫‪ o‬األول ‪ :‬أن ٌكون صدور حكم حابز لقوة الشًء المحكوم به لمإاخذة و عقاب شخص‬
‫معٌن‪ ،‬للقول بؤن نفس الشخص ٌوجد فً حالة عود عندما ٌرتكب جرٌمة تالٌة لصدور‬
‫الحكم القاضً بإدانته و عقابه‪.‬‬
‫‪ o‬الثانً ‪ :‬ارتكاب الشخص للجرٌمة بعد صدور حكم سابق ٌقضً بعقابه‪.‬‬

‫و قد حدد المشرع كٌفٌة تشدٌد العقاب فً حالة تحقق ظرؾ العود وخص له أحكام مؽاٌرة ألحكام تشدٌد‬
‫العقاب‪ ،‬ذلك أن المشرع حدد كٌفٌة تشدٌد العقوبة بالنسبة لكل جرٌمة على حدة‪ ،‬أما بالنسبة لرفع العقاب‬
‫و تشدٌده بسبب تحقق حالة العود‪ ،‬فانه أتى بؤحكام عامة ترفع العقوبة‪ ،‬تضمنتها الفصول ‪،851 ،855‬‬
‫‪ ،854 ،852‬من القانون الجنابً‪.‬‬

‫الرؼذد‪.‬‬ ‫ثالثا ‪:‬‬

‫و التعدد نوعان‪ ،‬اما معنوي أو حقٌقً‪.‬‬


‫فؤما التعدد المعنوي فٌتحقق فً الحالة التً ٌمكن فٌها وصؾ الفعل الواحد بعدة أوصاؾ‪ ،‬كمن ٌشرع فً‬
‫هتك عرض أنثى فً الطرٌق العام‪ ،‬حٌث ٌمكن وصؾ فعله هذا بؤنه ٌشكل اخالال علنٌا بالحٌاء ( الفصل‬
‫‪ ،) 933‬و محاولة هتك عرض ( الفصل ‪ ،) 939‬ففً مثل هذه االحوال ال نكون أمام تعدد حقٌقً‬
‫للجرابم‪ ،‬ألن الفعل واحد‪ ،‬و انما ٌقبل أوصافا قانونٌة متعددة بتعدد النصوص التً ٌظهر بؤن الفعل ٌشكل‬
‫خرقا لها‪ ،‬و قد تطرق المشرع الى هذا النوع فً الفصل ‪ " 833‬الفعل الواحد الذي ٌقبل أوصافا متعددة‬
‫ٌجب أن ٌوصف بأشدها"‪ .‬اذن فالمشرع فً التعدد المعنوي قرر اعطاء الوصؾ االشد للفعل الذي ٌقبل‬
‫أوصاؾ جنابٌة متعددة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أما التعدد الحقٌقً للجرابم فٌتحقق طبقا للفصل ‪ 884‬عندما ٌرتكب الشخص جرابم متعددة فً ان واحد‪،‬‬
‫أو فً أوقات متوالٌة دون أن ٌفصل بٌنها حكم ؼٌر قابل للطعن‪.‬‬

‫و ان كان تحقق ظرؾ التعدد ٌقتضً ضم العقوبات أو التدابٌر الوقابٌة المقررة قانونا لكل جرٌمة من‬
‫الجرابم‪ ،‬اال أنه ٌالحظ من خالل النصوص المنظمة ألحكام التعدد الحقٌقً للجرابم‪ ،‬نجدها تنص على‬
‫هذا المنطق جزبٌا‪ ،‬بحٌث ٌطبق بالنسبة للعقوبات المالٌة ( الفصل ‪ ،) 838‬و اإلضافٌة و تدابٌر الوقاٌة (‬
‫الفصل ‪ ،) 833‬و العقوبات الصادرة فً المخالفات ( الفصل ‪ ، ) 833‬فً حٌن نجده قرر قاعدة عدم‬
‫الضم فً الجناٌات و الجنح ( الفصل ‪.) 831‬‬

‫و نورد فً هذا الصدد قرارا لمحكمة النقض‪ ،31‬قضت برفض طلب الطاعن فً قرار صادر عن محكمة‬
‫االستبناؾ بخرٌبكة‪ ،‬بتارٌخ ‪ 34‬أبرٌل ‪ 3189‬فً القضٌة ذات العدد ‪ ،3189/353‬و القاضً بدمج‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫العقوبتٌن المحكوم بهما‪ ،‬االولى ملؾ عدد ‪ 88/942‬و المحكوم بتارٌخ ‪ 19/83 /35‬قرار عدد ‪ ،823‬و‬
‫الثانٌة عدد ‪ 83/133‬المحكوم بتارٌخ ‪ 3183/12/14‬قرار عدد ‪ 119‬مع تنفٌد العقوبة األشد‪ ،‬حٌث‬
‫أقرت المحكمة أنه فً حالة تعدد جناٌات أو جنح صدر بشؤنها عدة أحكام سالبة للحرٌة تنفد العقوبة‬
‫األشد‪ ،‬مع العلم أن العقوبتٌن المطلوب دمجهما قابلتٌن للتنفٌذ حابزتان لقوة الشًء المقضً به‪.‬‬

‫و فً قرار اخر لمحكمة النقض‪ ،32‬قضت بنقض القرار المطعون فٌه الصادر عن ؼرفة الجناٌات‬
‫االستبنافٌة بخرٌبكة فً القضٌة ذات العدد ‪ ،81/14/3183‬حٌث أن المحكمة المطعون فً قرارها لم‬
‫تبٌن ما إذا كان القراران المطلوب دمج العقوبتٌن الحبسٌتٌن اللذان قضٌا بهما اكتسبا قوة الشًء المقضً‬
‫به ‪ ،‬خاصة و أن أحد القرارٌن و هو صادر بتارٌخ ‪ ،19/14/3183‬تحت عدد ‪ 8823‬فً الملؾ الجنحً‬
‫‪ 521/3183‬علٌه طابع المحكمة ٌفٌد أنه مطعون فٌه بالنقض‪ .‬و ذلك عكس ما تقضً به الفقرة الثانٌة‬
‫من الفصل ‪ 831‬من القانون الجنابً‪ ،‬التً تفترض أن تكون األحكام قابلة للتنفٌذ فً حالة تعدد الجرابم‬
‫حتى تطبق العقوبة األشد‪.‬‬

‫و فً االخٌر‪ ،‬بقً لنا أن نشٌر الى نقطة فً بالػ األهمٌة‪ ،‬و هً حالة اجتماع األسباب المشددة و‬
‫األسباب المخففة للعقوبة فً نازلة واحدة‪ ،‬حٌث تطرق المشرع لذلك من خالل الفصل ‪ 818‬من القانون‬
‫الجنابً الذي ٌنص " فً حالة اجتماع أسباب التخفٌف و أسباب التشدٌد ٌراعً القاضً فً تحدٌد‬
‫العقوبة مفعول كل منها على الترتٌب االتً ‪:‬‬
‫‪ ‬الظروف المشددة العٌنٌة المتعلقة بارتكاب الجرٌمة‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف المشددة الشخصٌة المتعلقة بشخص المجرم‪.‬‬
‫‪ ‬األعذار القانونٌة المتعلقة بارتكاب الجرٌمة و المخففة للعقوبة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ 15‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 12‬ناٌر ‪ ،3185‬فً الملؾ الجنحً عدد ‪ ،3189/8/1/89112‬المنشور بنشرة قرارات محكمة النقض –‬
‫الؽرفة الجنابٌة‪ -‬العدد ‪ ،3185 ،31‬ص ‪.91 ،95 :‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬قرار عدد ‪ ،511‬الصادر بتارٌخ ‪ٌ 83‬ونٌو ‪ ،3183‬فً الملؾ الجنحً عدد ‪ ،3183/8/1/5381‬المنشور بنشرة قرارات محكمة النقض –‬
‫الؽرفة الجنابٌة‪ -‬العدد ‪ ،3189 ،89‬ص ‪.85 ،89 ،83 :‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ‬األعذار القانونٌة المتعلقة بشخص المجرم و المخففة للعقوبة‪.‬‬
‫‪ ‬حالة العود‪.‬‬
‫‪ ‬الظروف القضائٌة المخففة‪".‬‬

‫فمن خالل هذا النص ٌكون على المحكمة أن تعمل كل أسباب التشدٌد و التخفٌؾ فً حالة اجتماعها‪،‬‬
‫كما علٌها أن تحترم فً نفس الوقت الترتٌب الذي جاء به المشرع فً الفصل السابق‪ ،‬فال تعمل مثال‬
‫أحكام العود قبل اعمال ظروؾ التشدٌد أو التخفٌؾ‪ ،‬و كمثال على ذلك اذا ارتكب شخص سرقة‬
‫باستعمال نفق تحت أرضً‪ ،‬فان هذه السرقة تعتبر جناٌة القترافها بظرؾ من ظروؾ التشدٌد التً‬
‫سردها المشرع فً الفقرة ‪ 5‬من الفصل ‪ 581‬من القانون الجنابً‪ ،‬و تعاقب بالسجن من ‪ 5‬الى ‪81‬‬
‫سنوات‪ ،‬فاذا كان مرتكب الجرٌمة السابقة قد سبق آن حكم علٌه بحكم جنابً بات عن جناٌة السرقة‬
‫الموصوفة‪ ،‬فانه ٌعتبر فً حالة عود‪ ،‬و تطبٌقا للفصلٌن ‪ 855‬و ‪ 818‬من القانون الجنابً تكون عقوبته‬
‫هً السجن من ‪ 81‬الى ‪ 31‬سنة‪.33‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجال التفريد القضائي للعقوبة‪.‬‬

‫بخالؾ التفرٌد القانونً أو التشرٌعً الذي ٌراعٌه المشرع عندما ٌشرع الجزاء الذي ٌقرره‬
‫فً النص العقابً‪ ،‬فالتفرٌد القضابً تظهر معالمه عند تطبٌق هذا العقوبة‪ ،‬حٌث ٌقوم القاضً بتقدٌر‬
‫العقو بة بناءا على السلطة التً منحه إٌاه المشرع‪ .‬فالجرٌمة أٌا كان سبب وقوعها وبعد ان ٌقدر المشرع‬
‫جسامتها فً صورة حد أدنى وحد أقصى ٌترك للقاضً سلطة اإلختٌار بٌن هذٌن الحدٌن أو ٌنزل‬
‫بالعقوبة حتى دون الحد األدنً حسب جسامة الجرٌمة وخطورة المجرم‪.‬‬

‫وٌعتبر التفرٌد القضابً من أهم أنواع التفرٌد على اإلطالق‪ ،‬ألن المشرع عند تقدٌره للعقوبة‬
‫ٌكون جاهال بالظروؾ التً ارتكبت فٌها والظروؾ المحٌطة بالجانً‪ ،‬وهذا ما ٌحول دون مالبمة العقاب‬
‫لكل مجرم‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن القاضً تتاح له فرصة اإلتصال بالمجرم فٌتمكن من الوقوؾ على‬
‫أحواله وظروؾ إجرامه على نحو ٌإمن قدرا كافٌا من العدالة‪ ،34‬ولإلحاطة بمجال التفرٌد القضابً‬
‫سنتطرق للسلطة التقدٌرٌة للقاضً فً تفرٌد العقاب على ضوء مجموعة من األحكام القضابٌة(المطلب‬
‫األول)‪ ،‬لكن السإال الذي ٌطرح هنا حول ما هً المعاٌٌر التً ٌنطلق منها القاضً لقٌاس األم المتكامل‬
‫لجسامة الجرٌمة‪ ،‬ومسإولٌة مقترفها‪ ،‬وقدر ما ٌستحق من العقاب؟ وهذا ما سنحاول اإلجابة علٌه‬
‫مبرزٌن مختلؾ ضوابط السلطة التقدٌرٌة للقاضً فً تفرٌد العقاب( المطلب الثانً)‬

‫المطلة األول‪ :‬السلطح الرقذٌشٌح للقاضً فً ذفشٌذ الؼقاب ػلى ضىء األحكام القضائٍح‬
‫تعطً القوانٌن المقارنة ومعها القانون المؽربً للقضاء الزجري سلطة تقدٌرٌة فً تقدٌر‬
‫الحجج واألدلة‪ ،‬حٌث ال ٌحكم القضاء الزجري إال باقتناعه الصمٌم‪ ،‬هذا إلى جانب سلطته التقدٌرٌة فً‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬أنظر عبد الواحد العلمً‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.343 ،342 ،341 ، 345‬‬
‫‪ -39‬خبالً حسن مقال "مبدا تفرٌد العقاب " منشور بالموقع ‪ Marocdroit :com‬ساعة اإلطالع ‪ 82.33‬بتارٌخ ‪ 83‬نونبر ‪3182‬‬
‫اإللكترونً‬

‫‪16‬‬
‫تفرٌد العقاب‪ ،‬لذا نص الفصل ‪ 141‬من القانون الجنابً المؽربً على أنه "للقاضً سلطة تقدٌرٌة فً‬
‫تحدٌد العقوبة وتفدٌرها فً نطاق الحدٌن األدنى والقصى المقررٌن فً القانون المعاقب على الجرٌمة‪،‬‬
‫مراعٌا فً ذلك خطورة الجرٌمة المرتكبة من ناحٌة وشخصٌة المجرم من ناحٌة أخرى" ‪.‬‬

‫وبهذا النص ٌكون المشرع قد خول للقاضً بطرٌقة ؼٌر مباشرة صالحٌات واسعة فً‬
‫تنزٌل السٌاسة العقابٌة‪،35‬كما أقر المجلس األعلى (محكمة النقض حالٌا) سلطة القاضً التقدٌرٌة فً عدة‬
‫قرارات نذكر منها {‪...‬تكون المحكمة قد استعملت سلطتها فً تقدٌر العقوبة لما ارتؤت رفعها إلى الحد‬
‫‪36‬‬
‫الذي ٌناسب الجرٌمة‪}...‬‬

‫وإذا كان المشرع قد حدد سلفا العقوبة المالبمة لكل جرٌمة بٌن الحدٌن األدنى واالقصى‪،‬‬
‫فإنه ترك سلطة تقدٌرٌة للقاضً من أجل التصرؾ بٌن هذٌن الحدٌن(الفقرة األولى)‪ ،‬ولم تقتصر سلطة‬
‫القاضً على ذلك فقط؛ بل ٌمكن له أن ٌنزل بالعقوبة عن حدها األدنى عندما ٌمنح المتهم ظروؾ‬
‫التخفٌؾ (الفقرة الثانٌة)‪ ،‬وأحٌانا ٌمكن له ان ٌوقؾ تنفٌد العقوبة(الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقشج األولى‪ :‬سلطح القاضً فً الرصشف تٍه الحذٌه األدوى واألقصى‪.‬‬


‫ٌطلق الفقه الجنابً عادة على الحد األدنى والحد األقصى للعقوبة اصطالح الحدود الشرعٌة‪،‬‬
‫وهً الحدود التً أقرها القانون لعقوبة كل جرٌمة على حدة‪ ،‬وذلك كؤن تتراوح العقوبة مثال من خمس‬
‫‪37‬‬
‫سنوات كحد أدنً إلى عشرٌن سنة كحد أقصى‪ ،‬ومثالها فً القانون الجنابً المؽربً الفصل ‪190‬‬
‫المتعلق بجرٌمة المس بسالمة الدولة الخارجٌة‪ .‬وما ٌلفت اإلتنباه هنا هو المدى الواسع بٌن الحد األدنى‬
‫والحد األقصى‪ ،‬مما دفع بعض الفقة –محمد محً الدٌن عوض‪ -‬إلى وصؾ هذا التحدٌد بكونه‬
‫‪38‬‬
‫"فضفاضا"‪.‬‬

‫وٌمنح الفصل ‪ 141‬ق‪.‬ج للقاضً سلطة تقدٌرٌة واسعة بٌن هذٌن الحدٌن‪ ،‬فٌستطٌع الحكم فً الجرٌمة‬
‫الواحدة إن تعدد جناتها على البعض بالحد االدنى‪ ،‬وعلى البعض اآلخر بالحد األقصى إذا بدا له أن هذا‬
‫المجرم ٌشكل خطورة على المجتمع‪ ،‬وهو فً ذلك ؼٌر ملزم بتعلٌل قراره وباألسباب التً دعته إلى‬
‫التخفٌؾ أو التشدٌد‪ ،‬وبالتالً فلٌس لمن شدد عقوبته الطعن فً قرار القاضً ألنه ال ٌخضع للرقابة من‬
‫‪39‬‬
‫هذه الناحٌة‪.‬‬

‫والنتٌجة التً ٌمكن استخالصها مما سبق‪ ،‬هً حتمٌة اختالؾ األحكام باختالؾ القضاة و المحاكم‪ ،‬وفً‬
‫هذا نوع من التحكم إن صح التعبٌر؛ ألن ما قد ٌبدوا لهذا القاضً مخففا للعقوبة قد ال ٌبدوا كذلك لؽٌره‬
‫من القضاة‪ ،‬وبالتالً نكون قد عرضنا حرٌة األفراد لنوع من التعسؾ‪ ،‬فما هو الضابط ٌا ترى لسلطة‬
‫القاضً التقدٌرٌة بالنسبة لهذا التحدٌد‪،40‬وهذا ما سنحاول اإلجابة علٌه فً المطلب الثانً من هذا‬
‫المبحث‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫موالي الحسن اإلدرٌسً " السٌاسة العقابٌة بالمؽرب بٌن التحدٌات واإلصالحات "أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص سنة‬
‫‪ ،3189/3183‬جامعة محمد الخامس من كلٌة العلوم القانونٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة بسال ص‪. 813.‬‬
‫‪36‬‬
‫القرار عدد ‪ 4/8193‬الصادر فً ‪ 3119/88/3‬منشور بقضاء المجلس األعلى العدد ‪ 13‬السنة ‪ 3111‬ص‪.339 :‬‬
‫‪37‬‬
‫الفصل ‪..." 841‬أما إذا ارتكبت وقت السلم فإن العقوبة هً السجن من خمس إلى عشرٌن سنة "‬
‫‪38‬‬
‫لطٌفة المهداتً " حدود سلطة القاضً التقدٌرٌة فً تفرٌد العقاب " الطبعة األولى ‪-3112‬مطبعة طوب برٌس الرباط صفحة ‪54‬‬
‫‪39‬‬
‫نفس المرجع ص‪11 :‬‬
‫‪40‬‬
‫نفس المرجع ص‪11:‬‬

‫‪17‬‬
‫الفقشج الثاوٍح‪:‬سلطح القاضً فً مىح ظشوؽ الرخفٍف‪.‬‬
‫قد تتشابه الظروؾ القضابٌة المخففة إلى حد بعٌد مع األعذار القانونٌة المخففة‪ ،‬إذ أن كلٌهما‬
‫ٌإدي إلى التخفٌؾ من مقدار العقوبة‪ ،‬إال أن الفارق الجوهري بٌنهما‪ ،‬هو أن الثانٌة قد أوردها المشرع‬
‫على سبٌل الحصر وبالنسبة لجرابم معٌنة‪ ،‬فً حٌن أن األولى لم ترد فً القانون على سبٌل الحصر‪ ،‬بل‬
‫ُترك أمر تقدٌرها إلى القاضً الجنابً ٌستنبطها وٌُعمِلها بحسب الظروؾ‪.41‬‬

‫وأمام سكوت المشرع عن تعرٌؾ الظروؾ المخففة‪ ،‬فٌمكن تعرٌفها بؤنها الخصابص‬
‫الموضوعٌة أو الشخصٌة ؼٌر المحددة قانونا‪ ،‬والتً ٌمكن أن تسمح بتخفٌؾ العقوبة المقررة للجرٌمة‬
‫وفقا للمعٌار الذي نص علٌه القانون‪.42‬ولنظام ظروؾ التخفٌؾ أهمٌة كبرى تبرز فً كونه قضً على‬
‫القسوة والطرٌقة التً كانت تتسم بها األحكام من ناحٌة‪،43‬ومن ناحٌة أخرى وضع حد لقرارات البراءة‬
‫التً كان القضاة ٌصدرونها فً حالة عد وجود عقوبة مالبمة‪ ،‬بحٌث تكون العقوبة المخصصة ؼاٌة فً‬
‫الشدة‪ ،‬وهذا بالضبط ما حذا بجل التشرٌعات إلى التنصٌص على ظروؾ التخفٌؾ تاركة للقضاء سلطة‬
‫منحها من عدمه إذا ما تبٌن أن العقوبة قاسٌة بالنسبة لخطورة الجرٌمة‪.44‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫نظم المشرع المؽربً الظروؾ المخففة فً الفصول ‪ 146‬إلى الفصل ‪ ،151‬وألزم المحكمة عندما‬
‫ترى تمتٌع المتهم بظروؾ التخفٌؾ بالضابطٌن التالٌٌن‪.‬‬

‫‪ ‬األول‪ :‬التقٌد بالمدى الذي ٌصل إلٌه هذا التخفٌؾ بحٌث ال ٌجوز لها تخطٌه‪ ،45‬وبالتالً التقٌد‬
‫بنطاق التخفٌؾ القضابً سواء فً العقوبات األصلٌة‪ :‬من جناٌات‪ ،46‬وجنح تؤدٌبٌة‪ 47‬و‬
‫ضبطٌة‪ ،48‬والمخالفات‪ .49‬وحتً فً العقوبة اإلضافٌة حسب جانب من الفقه‪.50‬‬
‫‪ ‬الثانً‪ :‬أن ال ٌوجد فً القانون نص ٌمنع منح ظروؾ التخفٌؾ القضابٌة‪.51‬‬

‫ولإلشارة فإلزام القاضً الجنابً بمراعاة الضابطٌن المذكورٌن ال ٌعنً إجباره بمنح‬
‫الظروؾ المخففة ألي كان بل هو حر فً منحها من عدمه‪ ،‬والظرؾ المخفؾ هو ظرؾ شخصً‬
‫ٌمنحه القاضً للمتهم عندما ٌري مسوغ لذلك‪ .‬ونذكر بعض تجلٌات هذه السلطة فً العمل القضابً‬
‫حٌث‪:‬‬

‫جاء فً قرار الؽرفة اإلستبنافٌة بالمحكمة اإلبتدابٌة بتازة ‪،52‬بعد أن قضى الحكم اإلبتدابً‬
‫بإدانة المتهم األول بجنحة الخٌانة الزوجٌة والحكم علٌه بخمسة أشهر حبسا نافذا‪ ،‬وبالمشاركة فٌها‬
‫بالنسبة للمتهمة الثانٌة والحكم علٌها بشهر واحد حبسا نافذا‪ ،‬على أساس تمتٌع المتهمٌن بظروؾ‬

‫‪41‬‬
‫عبد الواحد العلمً "شرح القانون الجنابً المؽربً القسم العام "الطبعة السابعة ‪ 3181-8932‬صفحة ‪315 :‬‬
‫‪42‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص ‪18 :‬‬
‫‪43‬‬
‫المقصود التشرٌعات القدٌمة‬
‫‪44‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص ‪13 :‬‬
‫‪45‬‬
‫عبد الواحد العلمً مرجع سابق ص‪315 :‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل ‪ 892‬و‪ 893‬من ق‪.‬ج‬
‫‪47‬‬
‫الفصل ‪ 894‬من ق ج‬
‫‪48‬‬
‫الفصل ‪ 851‬من ق ج‬
‫‪49‬‬
‫الفصل ‪ 858‬من ق ج‬
‫‪50‬‬
‫ٌرى الفقٌه أحمد الخملٌشً إلى أنه بالنظر إلى طبٌعة إرتباط العقوبات اإلضافٌة عموما بالعقوبات األصلٌة قد ٌمتد معه أثر الظروؾ المخففة‬
‫إلى األولى‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫كالفصل ‪ 35‬من قانون ‪ 83‬أكتوبر ‪ 8428‬المتعلق باإلثمان ومراقبتها ‪.‬والفصل ‪ 83‬من الظهٌر ‪ٌ 38‬ولٌوز ‪ 8433‬المنظم للصٌد البري‬
‫‪52‬‬
‫قرار بتارٌخ ‪ 3183/8/3‬ملؾ رقم ‪ 83/23‬ؼٌر منشور‪ ،‬أنظر الملحق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫التخفٌؾ‪ .‬وبعد االستبناؾ‪ ،‬قضت ؼرفة اإلستبنافات بالحكــــم على المتهم األول بشهرٌن حبسا نافذا بدل‬
‫خمسة أشهر‪ ،‬وبتؤٌٌد الحكم اإلبتدابً فٌما قضى به بخصوص المتهمة الثانٌة‪.‬‬

‫من هذا القرار ٌتضح اختالؾ السلطة التقدٌرٌة لكل من قاضً الحكم اإلبتدابً واإلستبنافً؛‬
‫بشؤن تقدٌر ظروؾ التخفٌؾ والنزول عن الحد األدنى المقرر لللجرٌمة طبقا للفصل ‪ 150‬ق‪.‬ج‪ .‬وعلٌه‬
‫فالقاضً له ان ٌمنح ظروؾ التخفٌؾ لمتهم وال ٌمنحها لمتهم آخر فً نفس الواقعة‪،‬وقد ٌمنحها للمتهمٌن‬
‫فً نفس الواقعة مع اختالؾ العقوبة المقررة لكل واحد منهم‪ ،‬واألكثر من ذلك قد ٌرى قاضً الدرجة‬
‫األولى تمتٌع المتهم بظروؾ التخفٌؾ‪ ،‬فً حٌن ال ٌرى قاضً الدرجة الثانٌة ذلك‪ ،‬وقد ٌمنحاه ظروؾ‬
‫التخفٌؾ مع اختالؾ التقدٌر لكل قاض كما هو الشؤن فً هذا القرار‪.‬‬

‫وحري بالبٌان أنه ال ٌجوز لمن رفض تمتٌعه بظروؾ التخفٌؾ أن ٌطعن فً القرار الذي‬
‫لم ٌمنحه التخفٌؾ؛ ألن القاضً طبقا للفصل ‪ 146‬ق ج ؼٌر ملزم قانونا بتبرٌر سبب الرفض‪ ،‬والعكس‬
‫‪53‬‬
‫ؼٌر صحٌح؛ إذا ٌلزم القاضً تعلٌل قراره عند منحه لظروؾ التخفٌؾ‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وفً قرار صادر عن ؼرفة الجناٌات اإلسبنافٌة بمحكمة الإلستبناؾ بالرباط‪ ،54‬بتؤٌٌد القرار‬
‫المستؤنؾ القاضً بإد انة المتهم بجناٌة السرقة الموصوفة والحكم علٌه بؤربع سنوات حبسا نافذا " وحٌث‬
‫تداولت الؽرفة فً شؤن منح المتهم المدان ظروؾ التخفٌؾ أو عدم منحه إٌاه‪ ،‬على اعتبار الجزاء المقرر‬
‫لألفعال الثابتة فً حقه قاس بالنسبة لخطورة األفعال المرتكبة ولدرجة إجرام المتهم‪ ،‬والنزول بالعقوبة‬
‫المقررة للجرٌمة عن الحد األدنى المقرر فً القانون ‪...‬وحٌث ارتؤت المحمة أن العقوبة جاءت مناسبة‬
‫وخطورة األفعال المرتكبة مما ٌنبؽً معه تؤٌٌد الحكم المستؤنؾ‪"...‬‬

‫وفً قرار آخر صادر عن نفس المحكمة بتارٌخ ‪ " 552015/10/22‬وحٌث توبع المتهم من‬
‫أجل ما نسب إلٌه بخصوص جناٌة السرقة الموصوفة ‪...‬وفق مقتضٌات الفصل ‪ 509‬من القانون‬
‫الجنابً‪ ،‬وحٌث أنه نظرا لظروؾ المتهم اإلجتماعٌة قررت المحكمة بعد المداولة تمتٌعه بظروؾ‬
‫التخفٌؾ طبقا لمقتضٌات الفصل ‪ 147‬من ق ج‪ ،‬والفصل ‪ 430‬من ق م ج‪ ،‬ثم مإاخدة المتهم من أجل‬
‫ما نسب إلٌه والحكم علٌه بسنتٌن حبسا نافذا‪"...‬‬

‫ونود من خالل هذه القرارت القضابٌة بٌان كٌؾ أن القضاء المؽربً ٌلجؤ بكثرة إلى‬
‫استعمال هذه التقنٌة‪ ،‬بهدؾ تخفٌؾ العقوبة إلى ما دون حدها األدنى‪ ،‬وفً كال القرارٌن تمت إذانة المتهم‬
‫بجناٌة السرقة الموصوفة طبقا للفصل ‪ 509‬ق ج والتً تصل عقوبتها من ‪ 10‬إلى ‪ 20‬سنة‪ ،‬وفً حالة‬
‫ظروؾ التخفٌؾ فإن الجناٌات التً ٌصل حدها األدنى عشر سنوات فطبقا للفصل ‪ 147‬ق ج تنزل‬
‫العقوبة ابتداء من خمس سنوات إلى عشر سنوات أو من سنتٌن إلى خمس سنوات‪ ،‬ففً القرار األول تم‬
‫تنزٌل العقوبة إلى أربع سنوات‪ ،‬وفً القرار الثانً تم تنزٌل العقوبة إلى حدها األدنى فً حالة ظروؾ‬
‫التخفٌؾ حٌث حكم على المتهم بسنتٌن فقط‪.‬‬

‫ولعل أهم ما ٌمكن استنتاجه فً هذا الموضوع أن المحكمة الزجرٌة ال تستطٌع ان تستعمل حقها فً منح‬
‫ظروؾ التخفٌؾ لتخرج به عن الحدود التً وضعها القانون بالنسبة للعقوبة المطبقة بمجرد أنها ترٌد‬

‫‪53‬‬
‫عبد الواحد العلمً مرجع سابق ص ‪312 :‬‬
‫‪54‬‬
‫قرار ؼٌر منشور‪ ،‬أنظر الم لحق‬
‫‪55‬‬
‫قرار ؼٌر منشور‪ ،‬أنظر الملحق‬

‫‪19‬‬
‫ذلك‪ ،‬وإنما ٌجب علٌها ان تبٌن السبب وأن تعلل رأٌها فً الموضوع‪ ،‬حتً تتسنى الرقابة علٌها من‬
‫طرؾ محكمة النقص‪.‬‬

‫الفقشج الثالثح‪ :‬سلطح القاضً فً وقف الرىفٍز‪.‬‬


‫أحٌانا رؼم تمتٌع القاضً المتهم بظروؾ التخفٌؾ‪ ،‬فإن العقوبة تبقى قاسٌة بالنسبة إلٌه‪ ،‬خصوصا‬
‫إذا تعلق األمر بجرٌمة بسٌطة وكان المجرم ؼٌر متعود على اإلجرام‪ ،56‬ومن هذا المنطلق تسٌر أؼلب‬
‫التشرٌعات األروبٌة إلى األخد بنظام وقؾ التنفٌد المجرد‪ ،‬ومن بٌنها التشرٌع المؽربً حٌث نص على‬
‫وقؾ التنفٌد فً الفصول ‪ 58 57 56 55‬من قانون الجنابً‪ ،‬وٌنص الفصل ‪ 55‬على أنه " فً حالة‬
‫الحكم بعقوبة الحبس أو الؽرامة‪ ،‬فً ؼٌر مواد المخالفات‪ ،‬إذا لم ٌكن قد سبق الحكم على المتهم بالحبس‬
‫من أجل جناٌة أو جنحة عادٌة‪ٌ ،‬جوز للمحكمة ان تؤمر بإٌقاؾ تنفٌد العقوبة على أن تعلل ذلك "‪.‬‬

‫وعلٌه فللقاضً أن ٌوقؾ تنفٌد العقوبة بعد الحكم على المتهم‪ ،‬وٌبقى تنفٌد العقوبة موقوفا خالل فترة‬
‫معٌنة حددها المشرع فً خمس سنوات‪ ،‬بحٌث إذا لم ٌصدر عن المحكوم علٌه أي فعل معاقب خالل‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫هذه الفترة ٌصبح الحكم بإٌقاؾ التنفٌذ كؤن لم ٌكن‪ ،‬وبالعكس إذا عاد المحكوم علٌه وارتكب داخل هذه‬
‫الفترة جناٌة أو جنحة ترتب على ذلك إلؽاء إجراءات وقؾ التنفٌد واعتبرت الجرٌمة الجدٌدة سابقة فً‬
‫ارتكاب العود‪.‬‬

‫إال أن سلطة القاضً فً وقؾ التنفٌد لٌست مطلقة؛ فهو من جهة ملزم بتعلٌل قراره بوقؾ تنفٌد‬
‫العقوبة‪ ،‬وإال عرض حكمه للنقض‪ 57‬ومن جهة أخرى أال ٌكون الجانً قد حكم علٌه بالسجن من أجل‬
‫جناٌة أو جنحة عادٌة‪ ،‬بحٌث إذا سبق الحكم علٌه بجناٌة أو جنحة ؼٌر عادٌة؛ كؤن تكون سٌاسٌة او‬
‫عسكرٌة فإنه ال ٌإثر على وقؾ التنفٌد‪ ،‬وعلة هذا الشرط واضحة إذ أنه ٌجب أن ٌستفٌد من وقؾ التنفٌد‬
‫المجرم اإلبتدابً فقط‪ ،‬ونذكرهنا بعض القرارت التً لجؤ فٌها القضاء إلى إٌقاؾ تنفٌد العقوبة رؼم‬
‫خطورة الجرٌمة المرتكبة‪:‬‬

‫قرار صادر عن محكمة الإلستبناؾ بالرباط ‪58‬بعد أن تم إذانة المتهم بجناٌة تكوٌن عصابة إجرامٌة‬
‫والحكم علٌه بسنتٌن حبسا نافذا فً القرار المستؤ َنؾ‪ ،‬وبعد المداولة قضت المحكمة " بتؤٌٌد القرار فٌما‬
‫قضى به‪...‬وجعل العقوبة الحبسٌة المحكوم بها نافذة فً حدود سنة وموقوفة التنفٌد فً السنة األخرى "‬

‫وفً قرار صادر عن نفس المحكمة‪ ،59‬بناء على الطعن المقدم ضد القرار الصادر عن ؼرفة‬
‫الجناٌات اإلبتدابٌة والقاضً بمإاخذة المتهمٌن من أجل ما نسب إلٌهم من جناٌة السرقة الموصوفة‪ ،‬طبقا‬
‫للفصل ‪ 509‬والحكم على كل واحد منهم بسنتٌن حبسا نافذا فً حدود سنة وموقوفة التنفٌد فً الباقً‪" ،‬‬
‫وحٌث قررت المحكمة بعد المداولة العمل بظروؾ التخفٌؾ‪...‬وحٌث أن العقوبة المحكوم بها جاءت‬
‫قاسٌة بالنظر إلى خطورة الفعل المرتكب‪...‬إرتؤت المحكمة تؤٌٌده مع جعل العقوبة الحبسٌة نافذة فً‬
‫حدود أربعة أشهر وموقوفة التنفٌد فً الباقً‪".‬‬

‫‪56‬‬
‫خبال حسن مرجع سابق ص ‪91‬‬
‫‪57‬‬
‫قرار عدد ‪ 8/232‬مإزخ فً ‪ ،3113/5/33‬ملؾ جنحً عدد ‪.3113/481‬قضاء المجلس األعلى عدد ‪1‬ماي ‪ 3115‬ص‪ 339 :‬جاء فً حٌثٌاته‬
‫" وحٌث ٌتضح أن المحكمة لبن عللت قرارها بمنح المتهم ظروؾ التخفٌؾ فإنها لم تات بؤي تعلٌل خاص لتوقٌع عقوبة حبسٌة موقوفة التنفٌد فً‬
‫حق المتهم ؼٌر مراعٌة بذلك ما أوجبه المشرع فً الفصل ‪ 55‬من القانون الجنابً المشار إلٌه اعاله مما جاء معه قرارها مخالفا للقانون ومعرضا‬
‫بالتالً للنفض واإلبطال‪".‬‬
‫‪58‬‬
‫قرار عدد ‪ 519‬بتارٌخ ‪ 3188/9/35‬ملؾ عدد ‪ 31/3188/333‬ؼٌر منشور ‪:‬أنظر الملحق‬
‫‪59‬‬
‫قرار عدد ‪ 514‬صادر بتارٌخ ‪ 3185/81/32‬فً الملؾ رقم ‪ 3183/3185/955‬ؼٌر منشور ‪ :‬أنظر الملحق‬

‫‪20‬‬
‫ونستشؾ من هذا القرار األخٌر أن المحكمة منحت المتهمٌن ظروؾ التخفٌؾ فً حدها األدنى وهو‬
‫سنتٌن على اعتبار أن جرٌمة السرقة الموصوفة تصل عقوبتها من عشر إلى عشرٌن سنة إال أنه فً‬
‫حالة ظروؾ التخفٌؾ كما سبقت اإلشارة فإنها تصل حتى سنتٌن كحد أدنى ‪ ،‬إال أن ؼرفة اإلستبنافات‬
‫بالمحكمة المذكورة لم تكتؾ فقط بظروؾ التخفٌؾ‪ ،‬بل لجؤت لنظام وقؾ التنفٌد‪ ،‬حٌث أصبحت العقوبة‬
‫نافذة فً حدود أربعة أشهر(بدل سنة فً القرار المستؤنؾ) وموقوفة التنفٌذ فً الباقً‪.‬‬

‫وٌالحظ أن القضاء أصبح مٌاال للرأفة بالمتهمٌن‪ ،‬إذا ال ؼرابة أن نجد على ؼرار هذا القرار حكما‬
‫ٌقضً بمإاخدة المتهم بجناٌة السرقة الموصوفة بسنتٌن موقوفة التنفٌد‪ ،‬إذ كٌؾ ٌعقل أن جناٌة كالسرقة‬
‫الموصوفة ٌصل حدها األقصى فً القانون إلى عشرٌن سنة حبسا نافذا ٌخرج منها المتهم سلٌما بدون‬
‫عقاب بسب ظروفه‪ ،‬علما أن وقؾ التنفٌد تمتد آثاره إلى ‪ 5‬سنوات فقط‪ ،‬وبعدها ٌصبح الحكم بإٌقاؾ‬
‫التنفٌذ منعدما‪ ،‬وٌمكن للمتهم ان ٌعود إلى ارتكاب ما شاء من الجرابم دون الخوؾ من أي عقوبة عالقة‬
‫فً ذمته‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ومن هذا المنطلق ٌمكننا القول وال ؼضاضة بؤن وقؾ التنفٌذ رؼم ما له من إٌجابٌات‪ ،‬فإنه متى‬
‫اقترن بظروؾ التخفٌؾ قد ٌإدي إلى الخروج عن السٌاسة العقابٌة للمشرع‪.‬‬

‫المطلة الثاوً‪:‬ضىاتظ السلطح الرقذٌشٌح للقاضً‬


‫منح الفصل ‪ 141‬من ق ج للقاضً سلطة تقدٌرٌة فً تحدٌد العقوبة وتفرٌدها‪ ،‬إال أنه وضع أمامه‬
‫ضوابط تتعلق بخطورة الجرٌمة المرتكبة من ناحٌة (الفقرة األولى)‪ ،‬وضوابط تتعلق بشخصٌة المجرم‬
‫من ناحٌة أخرى (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقشج األولى‪ :‬الضىاتظ المرؼلقح تالجشٌمح‪.‬‬


‫إن الخطورة اإلجرامٌة تؽٌر مناط التجرٌم والعقاب‪ ،‬إذ ٌؤخد القاضً بعٌن اإلعتبار الجرٌمة‬
‫والعقوبة المنصوص علٌها فً القانون بعد تكٌفها‪ ،‬ولذلك فالخطورة هً الضابط األولً الذي ٌعتمد علٌه‬
‫القاضً لتحدٌد نوع ومقدار العقوبة‪ ،‬بل إن المشرع ٌجٌز للقاضً عند انتفاء الخطورة اإلجرامٌة بالنسبة‬
‫للجانً العدول عن تطبٌق العقوبة والحكم بوقؾ التنفٌذ‪ 60،‬لذلك ٌرى جانب من الفقه‪،61‬أن الخطورة‬
‫اإلجرامٌة تستمد كٌانها من جوهر الجرٌمة المرتكبة وشخص مرتكبها من حٌث مقوماته النفسٌة‬
‫والبٌولوجٌة واالجتماعٌة‪.‬‬

‫ٌتضح من خالل الفصل ‪ 141‬أن المشرع رؼم نصه على خطورة الجرٌمة كضابط على القاضً‬
‫األخذ به عند تفرٌد العقوبة‪ ،‬إال أنه لم ٌحدد المعاٌٌر المشكلة للخطورة اإلجرامٌة حٌث ترك األمر إلى‬
‫القضاء‪ ،‬وعلى عكس المشرع المؽربً فإن التشرٌع اإلٌطالً لسنة ‪ٌ 1930‬عتبر مثاال وضحا لتطبٌق‬
‫فكرة الخطورة اإلجرامٌة‪ ،‬وهو التشرٌع الذي ال زال معموال به حتى الٌوم‪ ،‬حٌث حدد الضوابط التً‬
‫ٌجب اإلستعانة بها من طرؾ القاضً‪ 62‬بنص الفصل ‪ 132‬من القانون المشار إلٌه على ان " التحدٌد‬
‫الواقعً للعقوبة منوط بالسلطة التقدٌرٌة للقاضً‪ ،‬والذي ٌجب علٌه أن ٌبٌن األسباب التً تفسر إعماله‬

‫‪60‬‬
‫محمد الحمٌانً " إشكالٌة العقوبة المبررة –دراسة مقارنة‪" -‬أطروحة لنٌل شهادة دكتورة فً القانون الخاص سنة ‪ 3185/3189‬من جامعة‬
‫محمد الخامس كلٌة العلوم القانونٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة أكدال ص‪844 :‬‬
‫‪61‬‬
‫محمد شالل حبٌب "الخطورة اإلجرامٌة دراسة مقارنة " طبعة ‪ 8431‬بؽداد ص ‪ 33‬مؤخود من المرجع السابق نفس الصفحة‬
‫‪62‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص ‪834 :‬‬

‫‪21‬‬
‫للسلطة الممنوحة له "‪.‬كما أن المادة ‪ 133‬من نفس القانون فجاءت متضمنة للمعاٌٌر التً ٌتعٌن على‬
‫القاضً أن ٌؤخذها بعٌن اإلعتبار‪.63‬‬

‫ونعتقد ان البٌان الذي أورده المشرع اإلٌطالً له قٌمته العلمٌة‪ ،‬ذلك أنه تضمن اإلشارة إلى أهم‬
‫مواطن استخالص الخطورة اإلجرامٌة التً تعد مرتكزا إلعمال السلطة التقدٌرٌة فً تحدٌد العقوبة‬
‫‪.64‬وقد نهج قانون العقوبات اللٌبً فً المادتٌن ‪ 27‬و‪ 28‬منه‪ .‬نهج المشرع اإلٌطالً‪.‬‬

‫وبناء على ما سبق فعلى القاضً الجنابً ان ٌدخل فً اعتباره كال من العنصر المادي والنفسً للوقوؾ‬
‫على جسامة الجرٌمة‪،‬‬

‫أوال‪ :‬ضىاتظ الشكه المادي‬


‫وهً إما ضوابط تتعلق بالنشاط اإلجرامً‪ ،‬أو النتٌجة اإلجرامٌة‪.‬‬

‫‪ )1‬ضوابط النشاط اإلجرامً‪:‬‬


‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الوسٌلة‪ :‬وهً الكٌفٌة التً ٌتم بها النشاط اإلجرامً‪ ،‬فقد ٌستعٌن الجانً بوسابل مختلفة‪،‬‬
‫كالسالح والسالح األبٌض أو السم‪ ،‬وكل ذلك ٌإثر طبعا فً تحدٌد مقدار العقوبة‪.‬‬

‫الزمان‪ :‬وٌعتد بالزمان كظرؾ فً الجرابم ٌدخله المشرع فً حساب الجزاء‪ ،‬فاللٌل مثال‬
‫ٌعتبر ظرفا مشددا إذا رافق جرٌمة اإلعتداء أو السرقة أو القتل وٌعتبر مخففا إذا ما‬
‫صاحب جرٌمة الفعل الفاضح العلنً‪.‬‬

‫المكان‪ :‬وهو الموقع الذي ارتكب فٌه النشاط اإلجرامً‪ ،‬وله أهمٌة بالؽة أٌضا فً تقدٌر‬
‫الجزاء الجنابً‪ ،‬قد ٌرتكب الفعل فً مكان آهل بالسكان او فً مكان عمومً‪ ،‬مما‬
‫‪65‬‬
‫قد ٌشدد العقوبة أو ٌخففها حسب األحوال‪.‬‬

‫‪ )2‬ضوابط النتٌجة اإلجرامٌة‪:‬‬

‫فالنتٌجة اإلجرامٌة بمدلولها القانونً تتمثل فً الضرر المعنوي الذي ٌنال من مصلحة أو حقا ٌحمٌه‬
‫القانون؛ فهً إذا العاقبة الضارة للفعل؛ أي المساس بالمصلحة التً تحمٌها قاعد التجرٌم مساسا ٌتكون‬
‫إما من الضرر الفعلً‪ ،‬وإما من مجرد تعرٌض المال أو المصلحة محل الحماٌة للخطر‪ ،‬فالتؽٌٌر الذي‬
‫ٌحدث فً العالم الخارجً ٌؤخذ صورة الضرر الفعلً أو الضرر المحتمل الوقوع‪66‬؛ وكلما كان الضرر‬

‫‪63‬‬
‫جسامة الجرٌمة المستخلصة من ‪-8:‬طبٌعة الفعل ونوعه ووسابل ارتكابه ومحله وزمانه ومن سابر الظروؾ المتعلقة به‬
‫‪.‬‬ ‫‪-3‬جسامة الضرر أو الخطر الذي لحق أو هدد المجنً علٌه فً الجرٌمة‬
‫‪-3‬درجة القصد أو الخطؤ‬
‫كما ٌجب على القاضً ان ٌؤخد فً اإلعتبار أٌضا المٌل اإلجرامً أو القدرة على اإلجرام المستخلصة من ‪:‬‬
‫‪ -8‬بواعث الجرٌمة ونوع المجرم‬
‫‪-3‬السوابق الجنابٌة والقضابٌة‪ ،‬وبصفة عامة سلوكه وأسلوب حٌاته السابق على الجرٌمة ‪.‬‬
‫‪ -3‬سلوكه المعصر أو الالحق للجرٌمة‪.‬‬
‫‪ -9‬ظروؾ حٌاته الخاصة والعابلٌة واإلجتماعٌة‪ ( .‬المادة ‪ 833‬من قانون العقوبات اإلٌطالً ) ‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص ‪838‬‬
‫‪65‬‬
‫مثال "جرٌمة الفعل العلنً الفاضح إذا ما ارتكبت فً مكان عمومً أو على قارعة الطرٌق أو بجانب المسجد تكون العقوبة حتما أشد مما لو‬
‫ارتكبت فً مكان خال من السكان او فً مسكن خاص"‪ .‬لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص‪895 899 :‬‬
‫‪66‬‬
‫كما فً جرٌمة ترك األطفال او العاجزٌن وتعرٌضهم للخطر فً القانون الجنابً المؽربً الفصلٌن ‪ 954‬إلى ‪.918‬‬

‫‪22‬‬
‫تافها وضبٌلة كانت العقوبة خفٌفة والعكس صحٌح‪ ،‬وقد نصت بعض التشرٌعات على هذا المعٌار‬
‫صراحة كالتشرٌع اإلٌطال المادة ‪133‬والتشرٌع اللٌبً المادة ‪ 28‬كما سبق البٌان إذ ال وجود لمثل هذٌن‬
‫‪67‬‬
‫النصٌن فً القانون المؽربً‪.‬‬

‫ثاوٍا‪ :‬ضىاتظ الشكه المؼىىي‪.‬‬


‫الركن المعنوي كما عرفه الدكتور احمد الخملٌشً" اإلرادة الجنابٌة‪ ،‬أي توجٌه اإلرادة فعال إلى تحقٌق‬
‫‪68‬‬
‫النشاط اإلجرامً‪ ،‬أو على األقل تعطٌل هذه اإلرادة وارتكاب هذه الجرٌمة عن طرٌق اإلهمال‪".‬‬

‫واستظهار القصد الجنابً من أهم واجبات القاضً إذ ال ٌستقٌم بؽٌرها إمكانٌة تطبٌق قانون‪ ،‬وال تقدٌر‬
‫عقوبة‪ ،‬وهو ٌتفاوت فً دقته من جرٌمة إلى أخرى تفاوتا كبٌرا‪ .‬كما ٌعبر عن مدى خطورة الفاعل ألنه‬
‫ٌعكس نفسٌة الجانً الخطٌرة‪.‬‬

‫و ٌقع على القاضً تحدٌد نوع القصد الجنابً هل هو قصد عام او قصد خاص‪ ،‬محدود او ؼٌر‬
‫محدود‪ ،‬بسٌط أو مسبوق بسبق اإلصرار‪ ،‬وهل هو قصد مباشر او احتمالً‪ .‬وبالنسبة للخطؤ ؼٌر العمدي‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ٌحدد القاضً هل هو خطؤ واعً أو مع التبصر‪ ،‬أم أنه خطؤ ؼٌر واعً والراجع إلى سهو أو نسٌان‪،‬‬
‫ومع كل هذا التدرج تتدرج أٌضا خطورة الجانً التً تإخذ طبعا فً الحساب عند اختٌار العقوبة‪.‬‬

‫الفقشج الثاوٍح‪ :‬الضىاتظ المرؼلقح تالمجشم‪.‬‬


‫إن التجربة القضابٌة أبانت ان القاضً ال ٌمكنه تكوٌن قناعته إال إذا استحضر فً ذهنه كال من الفعل‬
‫والفاعل‪ .‬وفً هذا الصدد ٌقول السٌد "كورؾ" فً دراسة له بعنوا ن ‪:‬كٌؾ ٌكون التفرٌد القضابً " إنه‬
‫من المستحٌل فهم الفعل اإلجرامً ونسبته للفاعل بدون التعرؾ على شخصٌة المنحرؾ المسإول عن‬
‫الفعل للتحقق على األقل من وجود عالقة بٌنهما وإال تعرضنا لقرارت ال معنى لها "‪.‬‬

‫وهكذا جاءت السٌاسات الجنابٌة الحدٌثة واضحة الرإٌا‪ ،‬وكان من توصٌات المإتمرالدولً الثانً‬
‫للدفاع اإلجتماعً سنة ‪ ،1949‬والمإتمر الثانً عشر الدولً الجنابً والسجونً المنعقد "بالهاي" فً‬
‫ؼشت ‪ ،1950‬والمإتمر الدولً الثالث للدفاع اإلجتماعً المنعقد "بسان مرتان" ‪. 1951‬على انه ٌنبؽً‬
‫‪69‬‬
‫مراعاة شخصٌة المجرم عند تحدٌد العقوبة او التدبٌر الوقابً‪.‬‬

‫إن اإلهتمام بشخصٌة المجرم أصبح ضرورة ٌتطلبها مبدأ تفرٌد العقاب‪ ،‬وعلٌه ٌمكن حصر المعاٌٌر‬
‫الشخصٌة المعتمدة فً تحدٌد الجزاء المناسب‪ ،‬فً كل من الدافع أو الباعث على ارتكاب الجرٌمة‪،‬‬
‫إضافة إلى سلوك المجرم وقت إرتكاب الجرٌمة و بعدها‪ ،‬وظروؾ حٌاته الشخصٌة والعابلٌة‬
‫واإلجتماعٌة‪.‬‬

‫أوال‪:‬دوافغ أسذكاب الجشٌمح ‪.‬‬


‫ذهب بعض الفقه ‪70‬المؽربً إلى تعرٌؾ الدافع بانه "الباعث الذي حمل الفاعل على توجٌه إرادته إل‬
‫ارتكاب الفعل أي الشعور النفسً الذي تولد لدى الفاعل ابتداء فجعله ٌفضل اختٌار سلوك طرٌق الجرٌمة‬
‫على ؼٌره فً صور السلوك األخرى " ‪.‬وعلٌه فإذا كان القصد واحدا فً كل جرٌمة وٌشكل إحدى‬

‫‪67‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص‪895 :‬‬
‫‪68‬‬
‫احمد الخملٌشً" شرح القانون الجنابً الفسم العام" الطبعة األولى ‪، 8435/8915‬مطبعة المعارؾ الرباط ص‪885:‬‬
‫‪69‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص ‪894:‬‬
‫‪70‬‬
‫عمر أبو الطٌب "محاضرات السنة الثانٌة فً الحكام العامة للجرٌمة " الجزء ‪ 3‬ط ‪ 8443/8448‬الرباط ص‪ 343:‬ماخود من الورجع السابق‬

‫‪23‬‬
‫صورتً الركن المعنوي ‪،‬فإن الباعث عكس ذلك ٌتؽٌر فً الجرٌمة الواحدة وٌقبل التجزبة بحٌث ٌمكن‬
‫ان ٌكون شرٌفا أو دنٌبا مثال‪ .‬إضافة إلى أن الباعث فً القانون الجنابً ال ٌإخد بعٌن اإلعتبار إال فً‬
‫‪71‬‬
‫حاالت خاصة‬

‫وكمبدأ عام فال ٌإثر الدافع على قٌام الجرٌمة وال على تقدٌر الجزاء‪ .‬وإن كان المشرع المؽربً‬
‫الٌاخذ بفكرة الباعث مبدبٌا كضابط للعقوبة‪ ،‬إال ان المالحظ أن القضاء فً إطار سلطته التقدٌرٌة ٌجعل‬
‫الباعث النبٌل وسٌلة لتخفٌؾ الجزاء والباعث الحقٌر وسٌلة لتشدٌد العقوبة‪ ،‬وٌستنتج هذا من السلطة‬
‫التقدٌرٌة المخولة بٌن الحدٌن األدنى و األقصى‪ 72‬طبقا للفصل ‪ 141‬ق ج‪ ،‬وفً منح ظروؾ التخفٌؾ‬
‫من عدمه طبقا للفصل ‪ 146‬ق ج‪ ،‬وكذا فً سلطة القاضً بوقؾ التنفٌذ‪ ،‬وأٌضا ٌعتبر الباعث ضابطا‬
‫الختٌار إحدى العقوبتٌن الممنوح للقاضً لٌختار بٌنهما –عقوبة سالبة للحرٌة او عقوبة مالٌة‪-‬وفً هذا‬
‫الصدد نذكر ان بعض التشرٌعات تقٌم وزنا خاصا للبواعث كالقانون األلمانً فً المادة ‪ " 20‬حٌثما‬
‫ٌسمح القانون باإلختٌار بٌن األشؽال الشاقة فإنه ٌمكن فرض األشؽال الشاقة على من ٌتبٌن إرتكابه‬
‫للجرٌمة بباعث دنًء "‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫ثاوٍا‪ :‬سلىك المجشم وقد اسذكاب الجشٌمح او تؼذي‪.‬‬


‫إن سلوك المجرم وقت ارتكاب الجرٌمة أو بعده مهم من الناحٌة العملٌة ألن هذا السلوك ٌمكن أن‬
‫ٌساعد القاضً على اكتشاؾ شخصٌة الجانً‪ ،‬فقد ٌلجؤ الجانً إلى استعمال بعض الوسابل اإلحتٌالٌة‬
‫مثال إلخفاء مع الم الجرٌمة أثناء ارتكابها أو بعد انتهابه منها‪ ،‬وقد ٌحصل أن ٌتراجع عن تنفٌذها او بعد‬
‫اإلنتهاء منها وٌحاول إصالح ما بدر منه‪ ،‬وقد ٌبادر إلى التبلٌػ عن نفسه ‪،‬وكل هذا ٌقتضً معاملة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫فٌإدٌان ؼالبا إلى تخفٌؾ العقوبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ظشوف المجشم الشخصٍح والؼائلٍح‪.‬‬


‫بال شك تؤثر الظروؾ الشخصٌة والعابلٌة على سلوك المجرم‪ ،‬فلٌس من ترعرع فً جو عابلً‬
‫هادئ كمن ٌفتقد إلى أبسط وسابل العٌش الكرٌم ‪،‬فهذه الظروؾ ٌحسن القاضً اإلستعانة بها عند تطبٌق‬
‫العقوبة وأخذها فً اإلعتبار‪ ،‬كما ٌستحسن ان ٌعتمد على بعض الظروؾ األخرى كالسن والزواج‬
‫والحمل بالنسبة للمرأة والمرض بالنسبة للمرٌض؛ ألن هذه الظروؾ قد ٌكون لها تؤثٌر أٌضا فً توجٌه‬
‫السلوك نحو ارتكاب الجرٌمة ‪،‬فمثال كون المتهم متزوجا ٌحٌا حٌاة منتظمة ال ٌحس فٌها بالحرمان‬
‫الجنسً فإنه ٌمٌل بعقابه إلى الشدة حٌن ٌرتكب جرٌمة اإلعتداء على العرض‪ ،‬ومن تستلزم مهنته‬
‫المحافظة على مصالح معٌنة للمجتمع ٌمٌل بعقابه إلى الشدة حٌن ٌرتكب جرٌمة اعتداء على هذه‬
‫المصالح كرجل الشرطة إذا انضم إلى عصابة من المجرمٌن أو الطبٌب الذي أضر عمدا بصحة‬
‫المرٌض‪.‬‬

‫وحتى قاضً التحقٌق عندما ٌلتمس منه إجراء تحقٌق إعدادي‪ ،‬فعلٌه أن ٌقوم ببحث حول شخصٌة‬
‫المتهم والظروؾ المحٌطة به‪ ،‬سواء كانت عابلٌة أو اقتصادٌة او اجتماعٌة وفً هذا ٌقول الدكتور عبد‬

‫‪71‬‬
‫ٌؤخد المشرع المؽربً الباعث الدنًء بعٌن اإلعتبار فً جرٌمتً الخٌانة والتجسس فً الفصول ‪ 838‬إلى ‪ 835‬من ق ج‬
‫وٌاخد بالباعث النبٌل فً جرٌمة التستر عن الجرم إذا تعلق األمر باألقارب او األصهار الفصل ‪ 345‬ق ج‬
‫‪72‬‬
‫لطٌفة المهداتً مرجع سابق ص ‪853 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الواحد العلمً "وهذا اإلجراء الذي أوجبه المشرع عندنا على قاضً التحقٌق فً الجناٌات له أهمٌة كبرى‬
‫ال تخفى‪ ،‬إذ بواسطته ٌتم اإلطالع على العناصر التً كان لها الدور فً إنتاج الظاهرة اإلجرامٌة فً‬
‫الواقع المادي الخارجً‪ ،‬والتً لوال تظافرها‪ ،‬لم ٌكن هذا الماثل أمام قاضً التحقٌق متهما فً جرٌمة‪،‬‬
‫وما دام القانون الجنابً ٌسبػ على الظروؾ المولدة للجرٌمة أهمٌة بالؽة عند تفرٌد العقاب "‪.73‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مجال التفريد التنفيذي للعقوبة‬

‫لم ٌعد السجن فً الزمن المعاصر مجرد مكان ٌختص لعزل المحكوم علٌهم طٌلة فترة العقوبة المحكوم‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫بها‪ ،‬بل تحول فً ظل السٌاسة العقابٌة الحدٌثة إلى مرفق إجتماعً ؼاٌته تقوٌم وتؤهٌل وإصالح النزالء‪.‬‬
‫فقد إستفادة اإلدارة العقابٌة من النتابج التً توصلت إلٌها الدراسات اإلجرامٌة فٌما ٌتعلق بشخصٌة‬
‫المحكوم علٌه‪ ،‬وما ٌطرأ علٌها من تؽٌر بفعل العقاب الجنابً حال قٌامها بتنفٌذ العقاب الجنابً المقضً‬
‫به فً حق الجانً‪ ،‬فقد ٌتاح للقابمٌن على التنفٌذ العقابً التعدٌل من طبٌعة العقوبة أو من مدتها أو من‬
‫طرٌقة تنفٌذها حسب ما ٌطرأ على شخصٌة المجرم ومدى إستجابته للتؤهٌل واإلصالح‪.‬‬

‫والتفرٌد التنفٌذي أو اإلداري للعقوبة‪ :‬هو الذي تتواله السلطة التنفٌذٌة فً حدود المبادئ والقواعد‬
‫العامة التً ٌحددها المشرع‪ ،‬فكثٌرا ما ٌعهد هذا األخٌر إلى السلطة التنفٌذٌة‪ ،‬باعتبارها الجهة القابمة‬
‫على التنفٌذ العقابً وإدارة المإسسات والمنشآت العقابٌة التً ٌتم التنفٌذ فٌها‪ ،‬بمهمة تفرٌد العقوبة‬
‫المالبمة لظروؾ الجرٌمة والمجرم من ناحٌة‪ ،‬وتحقٌقها للؽاٌة منها كما رسمها القانون (تؤهٌل وإصالح‬
‫السجٌن) من ناحٌة أخرى‪.74‬‬

‫فالقاضً بعد أن ٌحكم على الجانً بالعقوبة التً ٌراها مالبمة لظروؾ الجرٌمة وفاعلها‪ ،‬تتولى‬
‫السلطة أو الجهة اإلدارٌة مهمة تنفٌذ هذه العقوبة على المحكوم علٌه‪ ،‬وبحكم إتصالها المباشر والقرٌب‬
‫بهذا األخٌر فإنها قد تجد أن العقوبة المحكوم بها علٌه ؼٌر مالبمة لظروفه الشخصٌة‪ ،‬خاصة بعد انقضاء‬
‫فترة زمنٌة من التنفٌذ‪ ،‬ومن تم فإن التفرٌد ال ٌكون ممكنا بدون فحص دقٌق لشخصٌة الجانً واإللمام‬
‫بالعوامل اإلجرامٌة والسبل المتوقعة لتقوٌمها‪ ،‬وبعد تطور ؼاٌة العقاب إلى اإلصالح والتؤهٌل ظهرت‬
‫الحاجة إلى تقسٌم السجناء إلى مجموعات توزع على المإسسات العقابٌة التً تناسبها مع وضع برنامج‬
‫التؤهٌل المالبم لظروؾ كل مجموعة‪ ،‬وبالتالً فإن الفحص والتصنٌؾ ٌعدان أمران الزمان لتوزٌع‬
‫المحكوم علٌهم على المإسسات العقابٌة المختلفة‪.75‬‬

‫‪73‬‬
‫عبد الواحد العلمً "شروح فً القانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة الجنابٌة " الجزء الثانً‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء‪،‬الطبعة الخامسة‬
‫ص‪53:‬‬
‫‪74‬‬
‫‪-‬خدٌجة السعٌدي‪" ،‬سلطة اإلدارة فً مجال تفرٌد العقاب" رسالة لنٌل دٌبلوم الماستر‪ ،‬العلوم والمهن الحرة‪،‬السنة‪،3189-3183:‬ص‪.83:‬‬
‫‪75‬‬
‫‪-‬عثمان فكري ‪" ،‬التفرٌد التنفٌذي للعقوبات السالبة للحرٌة"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً العلوم القانونٌة‪ ،‬ص‪ ،53:‬السنة الجامعٌة‪-3185 :‬‬
‫‪.3181‬‬

‫‪25‬‬
‫وٌمكن الوقوؾ فً إطار هذا المبحث على النظام القانونً للفحص والتصنٌؾ فً النظام القانونً‬
‫المؽربً والقوانٌن المقارنة (المطلب األول)‪ ،‬ثم نتطرق إلى بعض نمادج التفرٌد التنفٌذي للعقوبة‬
‫(المطلب الثانً)‪.‬‬

‫المطلة األول ‪ :‬الفحص و الرصىٍف‬


‫ٌفترض الفحص والتصنٌؾ أن إلجرام كل شخص عوامله التً ٌكشؾ عنها البحث العلمً‪ ،‬وأن‬
‫لعالجه األسالٌب العلمٌة التً تحدد كٌفٌة مواجهة هذه العوامل للقضاء علٌها أو اإلضعاؾ منها‪.‬‬

‫والعالقة بٌن هذٌن النظامٌن أنهما نظامان متكامالن‪ ،‬فالفحص ٌمهد للتصنٌؾ‪ ،‬وهذا األخٌر‬
‫ٌستثمر العلم الذي توافر بالفحص‪ ،‬وإذا كان التصنٌؾ ؼٌر متصور بدون فحص سابق‪ ،‬فإن الفحص‬
‫الذي الٌعقبه تصنٌؾ فهو جهد ضابع‪.76‬‬

‫وبناء علٌه‪ ،‬فإن التفرٌد التنفٌذي للعقاب ٌبدأ بنظام فحص المحكوم علٌه (الفقرة األولى) ثم بعد ذلك ٌلٌه‬
‫نظام التصنٌؾ بحسب البرنامج التؤهٌلً المالبم لشخصٌته (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الفقشج األولى ‪ :‬وظام الفحص للمحكىم ػلًٍ‬


‫لدراسة هذا النظام سنقؾ أوال عند مفهومه (أوال)‪ ،‬لنرى بعد ذلك تجلٌاته فً القانون المؽربً(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهىم وظام الفحص‬


‫ٌعتبر الفحص نوع من الدراسات الفنٌة التً ٌقوم بها أخصابٌون فً مجاالت مختلفة تتعلق‬
‫بالمجرم والجرٌمة‪ ،‬حتى ٌتمكنوا من المالبمة بٌن الظروؾ اإلجرامٌة واألسالٌب العقابٌة التً تجعل‬
‫الجزاء الجنابً المحكوم به ٌحقق تؤهٌله‪.77‬‬

‫وٌ جب أن ٌشمل الفحص الذي ٌُجرى على المحكوم علٌه جمٌع جوانب شخصٌته اإلجرامٌة‪ ،‬بمعنى عدم‬
‫التقٌد بنوع واحد من الفحوصات‪ ،‬وإنما ٌتم الفحص من جوانب مختلفة الطبٌة (البٌولوجً ) والنفسٌة‬
‫والعقلٌة واإلجتماعٌة ‪...‬‬

‫والهدؾ من هذا الفحص هو فهم نفسٌة السجٌن وإمكانٌته ودوافعه‪ ،‬من أجل التحكم فً هذه الدوافع‪،‬‬
‫وبالتالً ضبط سلوكه‪ .‬كما ٌمكن من التفرقة بٌن أنواع السلوك المختلفة‪ ،‬فهناك المرٌض عقلٌا‪،‬‬
‫والمرٌض مرضا نفسً ‪...‬‬

‫ثاوٍا ‪ :‬وظام الفحص فً القاوىن المغشتً‬


‫أقر المشرع المؽربً نظام الفحص‪ ،78‬بموجب المادة ‪ 92‬من القانون ‪ 98-23‬المنظم للسجون‬
‫التً جاء فٌها "ٌوزع المدانون على المإسسات المخصصة لتنفٌذ العقوبات المشار إلٌها فً المادة ‪8‬‬
‫أعاله‪ ،‬على أن ٌراعى بصفة خاصة عند التوزٌع جنس المعتقل‪ ،‬والسكنى عابلته وسنه وحالته الجنابٌة‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق عثمان فكري‪" ،‬التفرٌد التنفٌذي للعقوبات السالبة للحرٌة"‪ ،‬ص‪ ، 59:‬السنة الجامعٌة‪.3181-3185 :‬‬
‫‪77‬‬
‫‪ -‬فوزٌة عبد الستار‪" ،‬علم اإلجرام وعلم العقاب" الطبعة الخامسة دار النهضة العربٌة سنة ‪ ،8432‬ص‪.358 :‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬أخد المشرع الفرنسً بهذا النظام عندما أنشؤ سنة ‪ 8451‬ما ٌسمى مركز التوجٌه القومً بمدٌنة فرٌزن‪ ،‬الذي ٌتضمن ‪ 839‬زنزانة وٌستقبل‬
‫كل شهر حوالً مابة من المحكوم علٌهم بعقوبة سالبة للحرٌة ( القانون رقم ‪ 8931 -3114‬الصادر بتارٌخ ‪ 39‬نوفمبر ‪ 3114‬منشور‬
‫بالجرٌدة الرسمٌة رقم ‪ 323‬بتارٌخ ‪ 35‬نوفمبر ‪.) 3114‬‬

‫‪26‬‬
‫وسوابقه وحالته الصحٌة‪ ،‬البدنٌة والعقلٌة‪ ،‬ومإهالته وبصفة أعم شخصٌته‪ ،‬وكذا النظام السجنً الذي‬
‫ٌخضع له قصد إعادة إدماجه اإلقتصادي"‬

‫فمن أجل معرفة الحالة الصحٌة والبدنٌة والعقلٌة للسجٌن البد أن ٌتعرض هذا األخٌر لفحص دقٌق‬
‫وعلمً‪ .‬كما أكدت هذا النظام المادة ‪ 52‬والمادة ‪ 129‬من نفس القانون‪.‬‬

‫أما من الناحٌة التنظٌمٌة فقد أكد المرسوم التطبٌقً لقانون ‪ 98-23‬على ضرورة إحتواء الملؾ‬
‫الشخصً للمعتقلٌن على جزء ٌتعلق بحالته الصحٌة‪.79‬‬

‫ولتفعٌل نظام الفحص أحدثت المندوبٌة العامة إلدارة السجون مكتب اإلستقبال والتوجٌه على مستوى كل‬
‫مإسسة سجنٌة‪ ،‬أسند إلٌها إستقبال السجناء الجدد وأخد معلومات عن وضعٌتهم وتتبع حالتهم‪.‬‬

‫لكن من الناحٌة العملٌة ٌصعب تفعٌل هذا المبدأ‪ ،‬أوال لحداثة المكتب وكذلك لعدم توفٌر العناصر المكونة‬
‫لهذا المكتب وخاصة األطباء النفسانٌٌن والمساعدٌن اإلجتماعٌٌن‪ ،‬وعدم وجود مإسسات عقابٌة تناسب‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تفرٌد المعاملة العقابٌة‪ .‬كما أن قراره ال ٌلزم ربٌس المإسسة السجنٌة فؤرابه تبقى ذات طابع إستشاري‬
‫فقط‪.80‬‬

‫الفقشج الثاوٍح ‪ :‬وظام الرصىٍف فً القاوىن المغشتً‬


‫كذلك بالنسبة لهذا النظام البد فً دراسته الوقوؾ عند مفهومه (أوال)‪ ،‬ثم لنرى بعد ذلك مظاهره فً‬
‫القانون المؽربً(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهىم وظام الرصىٍف وأساسً‬


‫لقد تضاربت األراء الفقهٌة حول تحدٌد مدلول التصنٌؾ‪ ،‬ومن تم إنقسمت إلى إتجاهٌٌن‪ ،‬إتجاه‬
‫الباحثٌن األمرٌكٌن‪ ،‬وإتجاه الباحثٌن األروبٌن‪ ،‬وقد كرس هذا الخالؾ المإتمر الدولً الجنابً والعقابً‬
‫الذي عقد "بالهاي" سنة ‪.1950‬‬

‫فاإلتجاه األمرٌكً‪ 81‬قد عرؾ التصنٌؾ بؤنه "فحص المحكوم عٌه‪ ،‬وتشخٌص حالته اإلجرامٌة‪ ،‬ثم‬
‫توجٌهه إلى برنامج المعاملة المالبمة‪ ،‬ثم تطبٌق هذا البرنامج علٌه"‪.‬‬

‫فما ٌالحظ على هذا التعرٌؾ هو أنه ٌشمل التشخٌص والتوجٌه والمعاملة‪ ،‬والؽاٌة من هذه العمومٌة فً‬
‫نظر هذا اإلتجاه هً وضع أسلوب لمعالجة السجٌن‪ ،‬عن طرٌق التنسٌق بٌن التشخٌص والتوجٌه‬
‫والمعاملة طول مدة التنفٌذ العقابً‪.‬‬

‫أما فٌما ٌخص اإلتجاه األروبً‪ 82‬فقد عرؾ التصنٌؾ بؤنه "توزٌع المحكوم علٌهم على المإسسات‬
‫العقابٌة المختلفة وتقسٌمهم داخل المإسسة الواحدة إلى فبات طبقا ألسلوب المعاملة المخصصة لكل فبة"‬
‫ٌتبٌن من خالل هذا التعرٌؾ أنه ٌتعٌن تحدٌد برنامج المعاملة وتعدٌلها وفقا للتطور المالحظ على‬
‫شخصٌة المحكوم علٌه‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 82‬من المرسوم التطبٌقً للقانون ‪ 43-33‬على أنه " ‪......‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق عثمان فكري‪" ،‬التفرٌد التنفٌذي للعقوبات السالبة للحرٌة"‪ ،‬ص‪ ،14:‬السنة الجامعٌة‪.3181-3185 :‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬أشار إلٌه نفس المرجع السابق ‪.‬ص‪.14‬‬
‫‪82‬‬
‫‪ -‬أشار إلٌه نفس المرجع السابق ‪.‬ص‪.14‬‬

‫‪27‬‬
‫ثاوٍا ‪ :‬وظام الرصىٍف فً القاوىن المغشتً‬
‫ٌعتبر القانون ‪ 98-23‬اإلطار القانونً المنظم لوضعٌة السجناء بالمؽرب‪ ،‬وقد تناول المشرع‬
‫من خالله طرٌقة تصنٌؾ السجناء فً الفرع الثانً من الباب الثالث المتعلق بتنفٌذ األحكام‪.‬‬

‫ولعل أهم المالحظات التً ٌمكن الوقوؾ علٌها عند دراسة موضوع السجناء كما تناول ذلك القانون ‪-23‬‬
‫‪ 98‬هً أن التصنٌؾ ٌتخد شكلٌن أساسٌٌن‪ ،‬وهما التصنٌؾ األفقً والتصنٌؾ الرأسً‪.‬‬

‫فبالنسبة للتصنٌف األفقً هو عبارة عن توزٌع المحكوم علٌهم على المإسسات السجنٌة بكل أنحاء‬
‫المؽرب‪ ،‬حٌث ٌتم توزٌعهم بحسب نمط اإلعتقال الذي ٌجب أن ٌخضعو إلٌه تٌسٌرا إلعادة إدماجهم‪ ،‬أو‬
‫إذا إقتضت ذلك حالتهم الصحٌة أو لتقرٌبهم من وسطهم العابلً‪.‬‬

‫أما فٌما ٌتعلق بالتصنٌف الرأسً فهو اإلنتهاء من مرحلة التصنٌؾ الخارجٌة وتحدٌد المإسسة السجنٌة‬
‫المناسبة‪ ،‬فإنه ٌتم بعد ذلك تصنٌؾ السجناء داخلٌا‪ .‬فما هً معاٌٌر هذا التصنٌؾ ؟‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫لقد حددت المادة ‪ 29‬من القانون ‪ 98-23‬المنظم للسجون معاٌٌر خاصة للتصنٌؾ السجناء‪ ،‬تتحدد أساسا‬
‫فً جنس المعتقل وسنه وحالته الجنابٌة وحالته الصحٌة البدنٌة والعقلٌة‪... 83‬‬

‫المطلة الثاوً ‪ :‬ومارج الرفشٌذ الرىفٍزي‬


‫من أجل إنجاح السٌاسة العقابٌة الجدٌدة والتً تتضمن معاملة عقابٌة حدٌثة تقوم على ترجٌح كفة‬
‫اإلصالح وإعادة تؤهٌل السجٌن لتحضٌر عودته واإلندماج فً المجتمع‪ ،‬نجد أن الشرع المؽربً عمل‬
‫على تٌسٌر تطبٌق أنظمة التؤهٌل وإعادة اإلدماج‪ ،‬حٌث نص فً القانون ‪ 98-23‬وقانون المسطرة‬
‫الجنابٌة على جملة من التحفٌزات واإلمتٌازات ٌمكن من خاللها بلػ الؽاٌة المتمثلة فً اإلصالح وإعادة‬
‫تؤهٌل السجٌن‪.‬‬

‫الفقشج األولى ‪ :‬اإلفشاج المقٍذ تششط‬


‫ٌعتبر اإلفراج المقٌد بشروط‪ 84‬من أسباب إٌقاؾ تنفٌذ العقوبة السالبة للحرٌة‪ ،‬مكافؤة للمحكوم علٌه‬
‫من أجل جنحة أو جناٌة‪ ،‬الذي برهن عن حسن سٌرته وانضباطه‪ ،‬وأثبت إستعداده لإلندماج السلٌم داخل‬
‫المجتمع‪.85‬‬
‫وٌنظم اإلفراج المقٌد بشروط المواد من ‪ 622‬إلى ‪ 632‬من قانون المسطرة الجنابٌة‪ ،‬والمواد ‪ 154‬إلى‬
‫‪ 159‬من المرسوم التطبٌقً للقانون ‪ 98/23‬المتعلق بتنظٌم وتسٌٌر المإسسات السجنٌة والفصل ‪144‬‬
‫من القانون المتعلق بالقضاء العسكري‪.‬‬
‫ألخذ صورة واضحة عن نظام اإلفراج المقٌد البد لنا من تطرق بداٌة إلى مفهومـه والشروط المتطلبة‬
‫إلستفادة المحكوم علٌه منه )أوال(‪ ،‬لنمـر بعد ذلك إلى تشخٌصه )ثانٌا)‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫‪ -‬أنظر المالحق‪( :‬إحصابٌات صادرة عن المندوبٌة العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج تفسر طرٌقة ومعاٌٌر تصنٌؾ السجناء داخل‬
‫المإسسة لسجنٌة بالمؽرب)‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫ترس إش اش تم م ‪ARNOUD BONNEVILLE DE MASSANGY‬‬ ‫اإلستا اش تسم أر اشة‬ ‫‪ -‬ضت ف اش ل سم ا اب مي‬
‫اش ل ( تار سم‬ ‫ي ظ ادي م مة‬ ‫م ي اشة ول‬ ‫‪ 8181‬اش إ كال ظا ا رإظ ت ه ا اش فا ك لب مة اإلستا ميع ض‬
‫ترس سم ستم ا سم ‪ 88‬ي ‪ 8111‬أما سم اشةات س‬ ‫أر ظاملل م فا شإلستا اشة‬ ‫اشااش ة مئض أر ث ا أر ف اشة ) رظ‬
‫ذش سم معةل اش املل اشع ادم رسم ظاملل اشة طت‬ ‫ء ت سا ضلش ل ‪ 8891‬ظبل أل ئب م فة‬ ‫اإلستا اش تسم ة‬ ‫أدخ مي‬
‫اشع اد‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬المصدر تعرٌفة ورقٌة منشرة عبر موقع المندوبٌة العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج ‪:‬‬

‫‪http://www.dgapr.gov.ma‬‬

‫‪28‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهىم اإلفشاج المقٍذ وششوطً‬
‫سنتطرق أوال لمفهوم اإلفراج المقٌد بشرط (‪ ،)1‬ثم سنرى شروطه (‪.)9‬‬
‫مفهوم اإلفراج المقٌد بشروط‬ ‫‪-1‬‬
‫عرؾ المشرع المغربً اإلفراج المقٌد فً المادة ‪ 59‬من القانون الجنابً بؤنه "إطـالق سراح‬
‫المحكـوم علٌـه قبـل األوان نظرا لحسن سٌرته داخل السجن وإذا أخل بالشروط التً حددها القرار‬
‫باإلفراج المقٌد فإنـه ٌعـاد إلى الـسجن لتتمـٌم مـا تبقى من عقوبته"‪.‬‬
‫وأما بعض الفقه‪ 86‬فٌذهب الى تعرٌفه بكونه "تعلٌق تنفٌذ الجزاء الجنابً أو إطالق سراح المحكوم‬
‫علٌه قبل انقضاء كل مدة العقوبة المحكوم علٌه أو جزء منها‪ ،‬متى تحققت بعض شروط اإلفراج ومن ثم‬
‫إلتـزام المحكـوم علٌـه بـإحترام مـا ٌفرض علٌه من إجراءات خالل المدة المتبقٌة من ذلك الجزاء "‪.‬‬
‫كما ٌعرفه البعض األخر‪ 87‬بؤنه " اإلفراج عن المحكوم علٌه بعقوبة سالبة للحرٌـة بعـد إنقـضاء‬
‫مـدة معٌنـة منهـا‪ ،‬إفرجا مقٌدا بشروط محددة تتمثل فً إخضاعه لمجموعة من اإللتزامات التً تقٌد‬
‫حرٌته‪ ،‬وٌترتـب عـلى تنفٌـذها اإلفـراج النهابً عنه‪ ،‬اما إذا أخل بها‪ ،‬فتسلب حرٌته مرة ثانٌة‪ ،‬وٌعود‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫الى المإسسة العقابٌة لتنفٌذ المدة المتبقٌة "‪.‬‬


‫ومن خالل هذه التعارٌؾ‪ٌ ،‬تبٌن أن اإلفراج المقٌد بشرط ٌنطوي على تؽٌٌر فقط فً كٌفٌة تنفٌذ‬
‫الجزاء الجنـابً‪ ،‬فبعد أن كان ٌنفذ فً وسط مؽلق سالب للحرٌة‪ ،‬أصبح ٌتم فً وسط حر ٌكتفً فٌه بتقٌٌد‬
‫تلك الحرٌة‪.‬‬

‫شروط اإلفراج المقٌد‬ ‫‪-9‬‬


‫إشترط المشرع المؽربً مجموعة من الشروط البد من توفرها للقول بإمكانٌة استفادة المحكوم‬
‫علٌه من نظام اإلفراج المقٌد‪ ،‬فباإلضافة الى ضرورة توفر المحكوم علٌه على الشرط العام المنصوص‬
‫علٌه فً المادة ‪ 59‬من القانون الجنـابً‪ 88‬المتمثل فً حسن سلوك المحكوم علٌه وبرهنته على ذلك من‬
‫خالل سٌرته داخل المإسسة التً ٌنفذ بها العقوبة‪ ،‬نص عـلى ضرورة توفر باقً الشروط األخرى‬
‫المنصوص علٌها فً المادة ‪ 622‬من ق م ج‪ ،‬وكذا المرسوم رقـم ‪ 2.00.485‬المحـدد لكٌفٌـة تطبٌق‬
‫الظهٌر المتعلق بتنظٌم المإسسات السجنٌة وتسٌٌرها‪ ،89‬وهكذا ال ٌمكن تمتٌع أي محكوم علٌه باإلفراج‬
‫الـشرطً إال بعد تؤكد من توفره على الشروط التالٌة‪:‬‬

‫‪ -‬تنفٌذ مقرر مكتسب لقوة األمر المقضً به ‪ٌ :‬جب أن ٌكون الشخص موضوع إقتراح اإلفراج‬
‫المقٌـد محكـوم علٌـه بمقتضى مقرر قضابً مكتسب لقوة األمر المقضً به من أجل جناٌة أو جنحة‪،‬‬
‫وعلى هذا األسـاس ال ٌجـوز تمتٌـع المعتقلـٌن اإلحتٌاطٌٌن وكذا المحكوم علٌهم بمقتضى مقرر حابز لقوة‬
‫األمر المقضً به من أجل جرٌمة أو عدة جرابم‪ ،‬والزالوا معتقلـٌن من أجل جرابم أخرى لم ٌقع البث‬
‫فٌها بمقتضى مقرر حابز لقوة األمر المقضً به‪ ،‬كما ال ٌمتد نطـاق اإلفـراج الـشرطً إلى الخاضعٌن‬
‫لبعض التدابٌر الوقابٌة الشخصٌة كاإلٌداع القـضابً فً مإسـسة لعـالج األمـراض العقلٌـة أو الوضـع‬
‫فً مإسـسة للعالج طبقا للمادة ‪ 103‬من قانون الجنابً‪.90‬‬

‫‪188 : 8891‬‬ ‫‪ - 86‬م ة مع ي م " ا اش ا " مطب ‪ :‬دا اش ء اش ت اش اهت‬


‫اش ‪981: 8819 :‬‬ ‫‪ - 87‬م ب اش اد اش ءل م " ا اش ا ر ا اإل تا " مطب ‪ :‬دا اشعام‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 54‬من ق‪.‬ج على أنه "هو إطـالق سراح المحكـوم علٌـه قبـل األوان نظرا لحسن سٌرته داخل السجن وإذا أخل بالشروط التً‬
‫حددها القرار باإلفراج المقٌد فإنـه ٌعـاد إلى الـسجن لتتمـٌم مـا تبقى من عقوبته"‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 9393 :‬بتارٌخ‪ ،81-88-3111 :‬الصفحة‪ .3134 :‬مرسوم رقم ‪ 935.11.3‬صادرفً ‪ 1‬شعبان ‪3( 8938‬‬
‫نوفمبر ‪ )3111‬تحدد بموجبه كٌفٌة تطبٌق القانون رقم ‪ 33-43‬المتعلق بتنظٌم وتسٌر المإسسات السجنٌة الصادرة بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫‪ 311.44.8‬بتارٌخ ‪ 83‬منجمادى األولى ‪ 35( 8931‬أؼسطس ‪.)8444‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -‬أعبسالمً عبدالحكٌم "دور قاضً تطبٌق العقوبات فً مسطرة اإلفراج الشرطً" ص‪. 13 :‬منشور عبر الموقع اإلكترونً التالً ‪:‬‬
‫‪http://platform.almanhal.com‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -‬ضرورة قضاء مدة من العقوبة‪ٌ :‬شترط المـشرع لتمتٌـع المحكـوم علٌـه بـاإلفراج الـشرطً‬
‫ضرورة قضاءه مدة معٌنة من العقوبة ٌفترض معها أنها كانت كافٌة إلصالحه وتؤهٌله لإلندماج فً‬
‫المجتمع وفً هذا الـصدد نجـد المشرع المؽربً قد مٌز بٌن فبات المحكوم علٌهم حسب نوع الفعل‬
‫الصادر بـشؤنه العقوبـة التـً ٌنبؽـً مراعاتهـا ألجـل اقتراح اإلفراج المقٌد على الشكل التالً‪:‬‬

‫‪ ‬قضاء نصؾ العقوبة المحكوم بها على األقل متى كانت الجرٌمة المنفذ من أجلها تتصؾ بوصؾ‬
‫جنحة‪.‬‬
‫‪ ‬قضاء ثلث العقوبة المحكوم بها على األقل متى كانت الجرٌمة المنفذ من أجلها تتـصؾ بوصـؾ‬
‫جناٌـة أو جنحـة ٌزٌد الحد األقصى للعقوبة المقررة لها عن خمس سنوات"‪.‬‬
‫‪ ‬قضاء ثالث سنوات على األقل من اإلعتقال الفعلً‪ ،‬إذا تعلق األمر بمحكوم علٌه باإلقصاء‪ ،‬على‬
‫أن تحـسب المـدة ابتداءا من الٌوم الذي ٌصبح فٌه تدبٌر اإلقصاء ساري المفعول) المادة‪ 622‬من‬
‫ق‪ .‬م‪ .‬ج(‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫أما المشرع الفرنسً وعلى خالؾ المشرع المغربً فقـد حـدد مـدة العقوبـة التـً ٌجـب قـضابها مـن‬
‫أجـل اسـتفادة المحكوم علٌهم باإلفراج الشرطً على أساس معٌار مختلؾ ٌفرق بٌن فبات المحكوم علٌهم‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫المبتدبٌن والعابـدٌن‪ :‬فبالنـسبة للمبتدئٌن حدد هذه المدة فً ضرورة قضاء نصؾ المدة المحكوم بها‪ ،‬أما‬
‫بالنسبة للعائدٌن فرفعها إلى ثلثً المـدة المحكـوم بها‪.92‬‬

‫‪ -‬تحسن سلوك المحكوم علٌه داخل السجن‪ٌ :‬جب التؤكد من أن المحكـوم علٌـه قـد اسـتجاب‬
‫ألسـالٌب المعاملـة التهذٌبٌة؛ و بعبارة أخرى أن ٌكون المحكوم علٌه حسن السلوك وهو ما ٌظهر من‬
‫خالل وجود إمارات ظـاهرة تـدل عـلى إمكانٌة إندماجه وتكٌفه مع المجتمع‪ ،‬وال ٌنبؽً أن ٌشكل سلوك‬
‫السجٌن قبل إعتقاله ونـوع سـوابقه القـضابٌة عابقـا فً سبٌل إقتراح إستفادته من اإلفراج المقٌد‪ ،‬إذا‬
‫العبر ة بتحسن سلوكه أثنـاء تنفٌـذ العقوبـة بـشكل ٌجعلـه مـإهال للتعـاٌش داخل المجتمع بعد اإلفراج عنه‬
‫وهو ما عبر عنه المشرع المؽربً فً المادة ‪ 622‬من ق‪.‬م‪.‬ج بالعبارة "برهنوا بما فٌه الكفاٌة عـلى‬
‫تحـسن سـلوكهم" اال ان هـذه العبارة االخٌرة بالنظر الى عمومٌتها تطرح صعوبة تحدٌد الحاالت التً‬
‫تظهر تحـسن السـلوك‪ ،‬ولتجـاوز هـذه الـصعوبة نجد أن المشرع الفرنسً أورد بعض اإلمارات على‬
‫سبٌل المثال‪ ،‬تجعل من ٌتوفر علٌها خاضعا إلفراج المقٌد ‪ ،‬ومن بٌن هذه اإلمارات ممارسة النشاط‬
‫المهنـً ‪ ،‬أو متابعـة التعلـٌم أو تكـوٌن مهنـً‪ ،‬أو ممارسـة عمل مإقت ألجل اإلندماج اإلجتماعً‪،‬‬
‫والمساهمة االساسٌة فً حٌاة العابلٌة‪ ،‬أو الخضوع للعالج‪ ،‬وكذا القٌام بالمجهودات لتعوٌض الضحاٌا‪،‬‬
‫وهً حاالت تؤخذ ما للشخصٌة المحكوم علٌه من دور فً تحسن السلوك وذلك ببذله مجهود ٌبـٌن فٌـه‬
‫الرؼبة فً تحقٌق اإلندماج‪.93‬‬
‫ثاوٍا ‪ :‬ذشخٍص وظام اإلفشاج المقٍذ‬

‫لتشخٌص اإلفراج القٌد بشرط ال بد من الوقوؾ عند واقع هذا النظام (‪ ،)1‬ثم تدابٌر التً ٌمكن من‬
‫خاللها مراقبته (‪.)9‬‬

‫‪ -1‬واقع اإلفراج المقٌد‬


‫‪91‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع السابق‪ ،‬لدكتور أعبسالمً عبدالحكٌم "دور قاضً تطبٌق العقوبات فً مسطرة اإلفراج الشرطً" ص‪. 13 :‬‬
‫‪92‬‬
‫‪ -‬وما ٌمكن ابدإه من مالحظة بشان المعٌار المعتمد من طرؾ المشرع الفرنسً ‪ ،‬أنه معٌار ٌـساٌر التوجـه الحـدٌث فً تؤهٌل المحكوم‬
‫علٌهم‪،‬الذي أصبح ٌنظر الى خطورة الشخص ومدى إستعداده للحصول على اإلفراج المقٌد بـشروط‪ ،‬والـذي ٌتماشى وأفكار المدرسة الدفاع‬
‫االجتماعـً ‪ ،‬عكـس النظـرة التقلٌدٌـة التـً تنظـر الى الفعـل الجرمـً المجـرد دون مرعـاة لشخصٌة المحكوم علٌه‪ ،‬وهو ما ال ٌتماشى‬
‫والهدؾ التؤهٌلً الحدٌث اإلفراج المقٌـد بـشروط ‪ ،‬األمـر الـذي ٌجعـل المعٌـار الذي تبناه المشرع المؽربً قاصرا عن تحقٌق اي تؤهٌل‬
‫للسجٌن‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ -‬أعبسالمً عبدالحكٌم "دور قاضً تطبٌق العقوبات فً مسطرة اإلفراج الشرطً" ص‪. 13 :‬منشور عبر الموقع اإلكترونً التالً ‪:‬‬
‫‪http://platform.almanhal.com‬‬

‫‪30‬‬
‫ٌمكن ألي شخص محكوم علٌه بعقوبة سالبة للحرٌة تفوق مدتها ثالثة أشهر بسبب إرتكابه إلحدى‬
‫األفعال الجرمٌة التً ٌمكن أن توصؾ بؤنها جنحة أو جناٌة‪ ،‬والذي ٌكون قد برهن خالل فترة إعتقاله بما‬
‫فٌه الكفاٌة‪ ،‬عن االستقامة والسلوك الحسن‪ٌ( ،‬مكن له) أن ٌستفٌد من اإلفراج المقٌد بشروط‪.‬‬
‫إال أن ما ٌحول بٌن المحكوم علٌة واإلستفادة من اإلفراج المقٌد هو إجراءاته التً تتمٌز بؤنها‬
‫متعددة ومتشعبة تتطلب ممارستها سلوك عدة جهات إدارٌة متدخلة‪ ،‬وعدة إجراءات مسطرٌة سواء فً‬
‫مرحلة ما قبل اإلفراج أو فً مرحلة ما بعد اإلفراج‪ ،‬كما أن هذه اإلجراءات ٌعهد بها إلى السلطة‬
‫اإلدارٌة لذلك فإنها ال تقبل أي الطعن‪ ،94‬وٌبقى اإلفراج القٌد بشرط هو إمتٌاز ممنوح للمحكوم علٌه‬
‫ولٌس حق من الحقوق‪ ،‬لذلك فإن من أسباب تعطٌل فعالٌة اإلفراج المقٌد بشرط هو تعدد الجهات اإلدارٌة‬
‫التً ٌمنحها القانون اإلختصاص إما بإتخاد القرار أو إبداء الرأي فً الموضوع‪.95‬‬
‫وٌتضح ضعؾ التفعٌل لهذا النظام (اإلفراج القٌد بشرط) من خالل اإلحصابٌات السنوٌة وهذا ما‬
‫ٌوضح الجدول‪ ،96‬الذي ٌبٌن عدد ملفات اإلفراج القٌد بشرط التً ٌتم فٌها منح هذا اإلمتٌازخالل سنة‬
‫‪.2015‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ -9‬تدابٌر لمراقبة اإلفراج المقٌد بشرط‬


‫هً تدابٌر تستهدؾ عموما ضمان إحترام المفرج عنه لإللتزامات الواردة فً قرار اإلفراج‪ ،‬وإن‬
‫كان المشرع لم ٌورد أمثلة لهذه التدابٌر‪ ،‬إال أنه ٌمكن إستنتاجها من خالل الشروط التً ٌجب أن‬
‫ٌتضمنها قرار اإلفراج المقٌد‪ ،97‬والمحددة فً المادة ‪ 627‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬

‫وتتجسد هذه التدابٌر بالخصوص فً اإللتزام باإلقامة فً المكان المحدد فً قرار اإلفراج‪،‬‬
‫واإللتزام بإعالم السلطة المحلٌة أو عامل اإلقلٌم المقٌم به مثال ‪ ،...‬وفً حالة رؼبته فً تؽٌر محل إقامته‬
‫أو سكناه وذلك داخل أجل محدد‪ 98‬واإللتزام بعدم تؽٌٌر محل اإلقامة أو السكنى أو اإلنتقال خارج اإلقلٌم‬
‫الذي ٌرٌد التوجه إلٌه‪.‬‬

‫وٌجب التنبٌه إلى أن المشرع المؽربً لم ٌؤتً بؤي تدبٌر من أجل مرافقة السجٌن أثناء فترة‬
‫التجربة بعد اإلفراج‪ ،‬بإستثناء اإلنخراط فً سلك القوات المسلحة الملكٌة‪ ، 99‬على عكس المشرع‬
‫الفرنسً الذي خصص مجاال مهما لتدبٌر المساعدة تتوالها لجان اإلختبار ومساعدة المفرج عنهم وكدا‬
‫جمعٌات الرعاٌة الالحقة‪ ،‬وذلك بتنسٌق مع قاضً تطبٌق العقوبات‪.‬‬

‫الفقشج الثاوٍح ‪ :‬الشخص اإلسرثىائٍح للخشوج‬

‫تضمنت القواعد القانونٌة الدولٌة ضمانات تهتم بتنظٌم معاملة السجناء‪ ،‬ؼٌر أنها ال تتضمن قواعد‬
‫صارمة وأمرة ملزمة للدول‪ ،‬وموضوع الرخص اإلستثنابٌة من أهم المواضٌع المطروحة على المستوى‬
‫الدولً‪ ،‬والتً تندرج فً إطار التفرٌد التنفٌذي للعقوبة‪.100‬‬

‫‪94‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 313‬من القانون الجنابً المؽربً‪.‬‬
‫‪95‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق عثمان فكري‪" ،‬التفرٌد التنفٌذي للعقوبات السالبة للحرٌة"‪ ،‬السنة الجامعٌة‪ .3181-3185 :‬ص‪.32:‬‬
‫‪96‬‬
‫‪ -‬أنظر الجدول (المصدر المندوبٌة العامة إلدارة السجون) بالمالحق‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫‪ -‬أنظر المالحق نمودج قرار اإلفراج المقٌد بشروط ص‪:‬‬
‫‪98‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 132‬من ق‪.‬م‪.‬ج تنص على أن "‬
‫‪99‬‬
‫‪ -‬نفس المادة ‪ 132‬من ق‪.‬م‪.‬ج ‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫‪ -‬المرجع السابق عثمان فكري‪" ،‬التفرٌد التنفٌذي للعقوبات السالبة للحرٌة"‪ ،‬السنة الجامعٌة‪ .3181-3185 :‬ص‪.34:‬‬

‫‪31‬‬
‫وقد نظم المشرع المؽربً الرخص اإلستثنابٌة للخروج فً المواد من ‪ 46‬إلى ‪ 49‬من القانون‬
‫‪ 98-23‬المتعلق بتنظٌم وتسٌٌر المإسسات السجنٌة‪.‬‬

‫والرخص اإلستثنابٌة للخروج هً منحة أقرها القانون لفابدة المعتقل المتمٌز بحسن السٌرة‬
‫والسلوك تشجٌعا له على إنضباطه وإنخراطه الجدي فً البرامج التؤهٌلٌة واإلصالحٌة المعدة من طرؾ‬
‫المإسسة السجنٌة‪ ،‬وذلك بالسماح له بمؽادرة السجن لمدة ال تتعدى عشرة أٌام‪ ،‬إما ألسباب شخصٌة‪ ،‬أو‬
‫لتمكٌنه من الحفاظ على روابطه العابلٌة‪ ،‬أو بقصد تهٌٌا سبل إعادة إندماجه اإلجتماعً والمهنً‪.101‬‬

‫وٌمكن للسجٌن أن ٌستفٌد من هذه الرخص اإلستثنابٌة للخروج إذا توافرت فٌه شروط موضوعٌة‬
‫(أوال) وأخرى شكلٌة (ثانٌا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الششوط المىضىػٍح‪:‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫تتمثل الشروط الموضوعٌة التً ٌنبؽً أن تتوفر فً الجانً حتى ٌتمكن من اإلستفادة من هذا اإلمتٌاز فً‬
‫ماٌلً‪:‬‬

‫أن ٌكون الحكم نهابً فً الموضوع‪ ،‬وبذلك ٌستثنى المعتقلٌن اإلحتٌاطٌٌن وكذلك الذي‬ ‫‪‬‬
‫تقدم بالنقض لدى محكمة النقض‪.‬‬
‫أن ٌكون المعتقل قضى نصؾ المدة على األقل‪.102‬‬ ‫‪‬‬
‫أن ٌتمٌز السجٌن بحسن السلوك داخل المإسسة السجنٌة‪ ،‬وهو شرط جوهري أشارت إلٌه‬ ‫‪‬‬
‫المادة ‪ 46‬من القانون ‪ ،98-23‬وهذا الشرط تستخلصه اإلدارة من خالل عالقة السجٌن‬
‫بباقً السجناء وموظفً اإلدارة‪.‬‬

‫ورؼم توفر هذه الشروط فً السجٌن‪ ،‬فإنه ٌبقى لإلدارة كامل الصالحٌة فً قبول أو رفض طلب‬
‫اإلستفادة من الرخصة‪ ،‬إال أنه مبدبٌا عند توفر الشروط الموضوعٌة ٌمكن لسجٌن الحصول على‬
‫الرخصة بإحترام باقً الشروط األخرى‪.‬‬
‫ثاوٍا‪ :‬الششوط الشكلٍح‪:‬‬

‫إن الشروط الشكلٌة التً ٌتعٌن أن تتوفر فً السجٌن حتى ٌتمكن من اإلستفادة من الرخصة تنقسم إلى‬
‫شروط متعلقة بالسجٌن (‪ )1‬وأخرى تخص المإسسة السجنٌة(‪.)9‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة للسجٌن‪ٌ :‬جب أن ٌكون السجٌن متوفر على بطاقة التعرٌؾ الوطنٌة‪ ،‬وهذا ما ٌطرح‬
‫إشكال بالنسبة لألحداث‪ ،‬لكن عملٌا وبالنظر إلى المعاملة الخاصة التً تولٌها المإسسة لهذه‬

‫‪101‬‬
‫‪ -‬المصدر تعرٌفة ورقٌة منشرة عبر موقع المندوبٌة العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج ‪:‬‬
‫‪http://www.dgapr.gov.ma‬‬
‫‪102‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 91‬من ق ‪ 43-33‬نصت على أنه "ٌمكن لوزٌر العدل أن ٌمنح بعض المدانٌن الذٌن قضو نصؾ العقوبة‪"...‬‬

‫‪32‬‬
‫الفبة فإنهم ٌستفٌدون من هذه الرخصة تجاوزا‪ .‬ثم أن ٌتعهد السجٌن كتابة لإللتزام بالشروط‬
‫المنصوص علٌها فً قرار الرخصة‪ .‬وأخٌرا تعٌٌن مقر إقامته خالل مدة الرخصة اإلستثنابٌة‪.‬‬
‫‪ -9‬بالنسبة للمؤسسة‪ٌ :‬تعٌن علٌها مأل مطبوع الرخصة الذي ٌعتبر بمثابة ضبط لهوٌة السجٌن‪،‬‬
‫بحٌث ٌتضمن وضعٌته الجنابٌة وسٌرته وحالته الصحٌة‪ .‬ثم أن تقوم بإنجاز محضر بتبلٌػ‬
‫قرار رخصة الخروج لمساعدة اإلدارة على إحصاء عدد الحاصلٌن على هذه الرخصة‪.‬‬
‫وأخٌرا أن تقوم بإنجاز محضر بخروج كل سجٌن إستفاد من الرخصة‪.103‬‬
‫الفقشج الثاوٍح ‪ :‬وظام الؼفى‬

‫أجاز المشرع المؽربً إمكانٌة العفو العام عن العقوبات من طرؾ جاللة الملك وهو ما نجد سندا له فً‬
‫الدستور الجدٌدة لسنة ‪ 2011‬حٌث نص الفصل ‪ 58‬منه على أنه "ٌمارس الملك حق العفو"‪.‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫وٌنظم العفو الظهٌر الشرٌؾ الصادر بتارٌخ ‪ 06‬فبراٌر ‪ 1958‬الذي تم تؽٌٌره وتتمٌمه بالظهٌر‬
‫الشرٌؾ بمثابة قانون الصادر بتارٌخ ‪ 08‬أكتوبر ‪ ،1977‬والنظام الداخلً للجنة العفو‪.‬‬
‫والعفو حق ٌمارسه جاللة الملك‪ ،104‬وٌنتج عنه سقوط العقوبة كلٌا أو جزبٌا‪ ،‬أو استبدالها بعقوبة أخؾ‪،‬‬
‫وٌمكن أن ٌكون فردٌا أو جماعٌا‪ .105‬ومثال ذلك فً هذا السٌاق بمناسبة عٌد الشباب لهذه السنة‬
‫(‪ ،)2017‬أمر الملك‪ ،‬بإصدار عفوه على مجموعة من األشخاص‪ ،‬منهم المعتقلون ومنهم الموجودون‬
‫فً حالة سراح‪ ،‬المحكوم علٌهم من طرؾ مختلؾ محاكم المملكة‪ ،‬وعددهم ‪ 477‬شخصا‪.‬‬
‫وٌمكن التماسه قبل تحرٌك الدعوى العمومٌة أو أثناء ممارستها أو بعد صدور حكم نهابً ٌقضً‬
‫باإلدانة‪ ،‬من طرؾ المعتقل أو أحد أقاربه أو أصدقابه أو محامٌه أو من طرؾ المصالح الدبلوماسٌة أو‬
‫القنصلٌة‪ ،‬كما ٌمكن تقدٌم التماس من النٌابة العامة أو تقدٌم اقتراح من المندوبٌة العامة إلدارة السجون‬
‫وإعادة اإلدماج‪... 106‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ -‬المصدر تعرٌفة ورقٌة منشرة عبر موقع المندوبٌة العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج ‪:‬‬
‫‪http://www.dgapr.gov.ma‬‬
‫‪104‬‬
‫‪ -‬أنظر الجدول (المصدر المندوبٌة العامة إلدارة السجون) بالمالحق‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ -‬نفس المصدر السابق‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ -‬تنعقد بمدٌرٌة الشإون الجنابٌة والعفو لجنة لدراسة طلبات واقتراحات العفو تتؤلؾ من‪:‬‬
‫وزٌر العدل والحرٌات أو مفوضه بصفته ربٌسا؛‬
‫المدٌر العام للدٌوان الملكً أو مفوضه؛‬
‫الربٌس األول والوكٌل العام للملك لدى محكمة النقض أو ممثلهما؛‬
‫مدٌر الشإون الجنابٌة والعفو أو ممثله؛‬
‫المندوب العام إلدارة السجون وإعادة اإلدماج أو ممثله؛‬
‫ضابط من األركان العامة للقوات المسلحة الملكٌة إذا تعلق اآلمر بعسكري أو شبه عسكري‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الخاتمة‬
‫هامااا ماااة أ ااال‬ ‫ك ااا‬ ‫ر خ اماااا ضةواااة اش ااال أل مبااا أ تضااا اشعااا ا اشع اااادم أ اااب اش ااال‬
‫اااا‬ ‫ي ااااا أل ر‬ ‫ر ه اااال ر إ اااااد إدمااااا اشةعاااات‬ ‫ة اااال ساااام إ اااا‬ ‫ااااع ياضااااا أ ا اااا‬
‫ا‬ ‫اش تد ا‬ ‫مئ‬ ‫سم ا عار ض‬ ‫اش ل ظ طل‬

‫اااتادا‬ ‫ءاااا معااا اشة اااتب ماااة ء اااي ض ااا د ا س اااا اش ااام ااا‬ ‫ااا ل‬ ‫ر ش اااا ها اااي اشةي‬
‫اااع اشاااتدب اش اااا راش اااا‬ ‫ش ااا اشعاااتادا ره ساااي هااال‬ ‫ركااا ا اش ل اااا راش ااا ا ت اشلظاد ااا اشة ااات‬
‫ااا ضت اش ل ااا ماااة ارضااا خطل ءاااا ااا اشةع ةاااف ماااف‬ ‫اااا ض ااال‬ ‫اشعاااامم‬ ‫ر م ارشااا إ ااا‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫اشعتضةاا ر‬ ‫اا ط ي اش ضتضاا متا ااا ساام ذشاا كاال مااة ااتر‬ ‫ااا اشع ااادم مااة ا اا ةا‬ ‫ةو ااي ش‬
‫ااا‬ ‫اشة اااتس‬ ‫اشعاااامم ساشة اااتب ااات أي اماااا شاااإلدا‬ ‫اشعااا ا هااال إ ااا‬ ‫رماااا دا هااا‬ ‫اشةعااات‬
‫ااة اا ل اش ااع ة‬ ‫ااض مااة اش ل اا أر ر ااف ياا شءااا متا اا ساام ذشاا‬ ‫اا ط اش‬ ‫اا اشعاا ا‬
‫اش داخل اشةع ةف‬ ‫ر م ى ظا ي ش لد ك تد‬ ‫اش ع‬ ‫داخل اشةي‬

‫راشة ااااض ت اشةةواااة ام ةااااد‬ ‫ااالا‬ ‫ضااا ر ش‬ ‫ااا اشة اااتب اشةات ااام هااال‬ ‫إم أماااي ماااا ض اااا‬
‫ضااااد‬ ‫ا ااا ة‬ ‫ااا اش ا ااام ش ااا ط ي اش ضتضااا ة ءااالم ة س‬ ‫ءاااا سااام تضااا اشعااا ا أث اااا مةا‬
‫اا‬ ‫مااة أل‬ ‫ل ا ف اشءاال ا ة اش ا ا دم ا ر ا ظئ ا ش ل اا ا ماات اش ا إ ض ا ل إش ا اش اال‬ ‫ا‬
‫م اش و ااات سااام ر اااادل ةواااة ماااة‬ ‫ماااة أ اااي مةاااا ض ااا‬ ‫اااة اشااااتق اشااا إ ر ااا‬ ‫هااا ر اش ااا ط‬
‫بطءا راش لش درل ام تاسءا‬

‫هااا ا ماااة ءااا ر ماااة ءااا أخاااتى ضعااا امه ةاااا أك ااات ةتي ااا اش تضااا اإلدا إ شةاااا شءا اااي‬
‫ااااش ا ر م عاااا سااام‬ ‫اشعاااامم ر إ اد اااي ساااتدا‬ ‫تماااامم إ ااا‬ ‫اشةتي ااا ماااة أهة ااا كباااتى سااام اك ةاااا‬
‫اشةع ةف‬

‫‪34‬‬
‫المراجع‬
‫‪ ‬عبد الواحد العلمً "شروح فً القانون الجدٌد المتعلق بالمسطرة الجنابٌة " الجزء الثانً‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة الدار‬
‫البٌضاء‪،‬الطبعة الخامسة‬
‫‪ ‬عبد الواحد العلمً‪ ،‬شرح القانون الجنابً المؽربً‪ ،‬القسم العام‪ ،‬دراسة فً المبادئ العمة التً تحكم الجرٌمة و المجرم‬
‫و العقوبة و التدبٌر الوقابً‪ ،‬الشركة المؽربٌة لتوزٌع الكتب‪ ،‬الطبعة السابعة ‪،2016‬‬
‫‪ ‬احمد الخملٌشً" شرح القانون الجنابً الفسم العام" الطبعة األولى ‪، 1985/1405‬مطبعة المعارؾ الرباط‬
‫‪ ‬علً عمً‪ ،‬المختصر فً النظرٌة العامة للقانون الجنابً المؽربً‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬دار النشر الجسور‪-‬وجدة‪ ،‬الطبعة‬
‫االولى ‪1998‬‬
‫‪ ‬لطٌفة المهداتً‪ ،‬حدود سلطة القاضً التقدٌرٌة فً تفرٌد الجزاء‪ ،‬طوب برٌس‪-‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪2007.‬‬
‫‪ ‬أكرم نشؤت ابراهٌم‪ ،‬الحدود القانونٌة لسلطة القاضً الجنابً فً تقدٌر العقوبة‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزٌع‪،‬‬
‫طبعة ‪1998‬‬
‫‪ ‬محمد نجٌب حسنً "علم العقاب" مطبعة‪ :‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬القاهرة سنة ‪.1968‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫‪ ‬فوزٌة عبد الستار‪" ،‬علم اإلجرام وعلم العقاب" الطبعة الخامسة دار النهضة العربٌة سنة ‪.1987‬‬
‫‪ ‬علً عبدالقادر القهوجً "علم العقاب وعلم اإلجرام" مطبعة‪ :‬دار الجامعٌة‪ ،‬السنة‪1986 :‬‬
‫‪ ‬محمد نجٌب حسنً "علم العقاب" مطبعة‪ :‬دار النهضة العربٌة‪ ،‬القاهرة سنة ‪1968‬‬
‫‪ ‬نور الدٌن العمرانً‪ ،‬منظومة التجرٌم فً ضوء مسودة مشروع القانون الجنابً‪ ،‬المستجدات و مواطن القصور‪،‬‬
‫المجلة المؽربٌة للقانون الجنابً و العلوم الجنابٌة‪ ،‬مطبعة المعارؾ الجدٌدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬العدد الثالث ‪2016‬‬
‫‪ ‬أعبسالمً عبدالحكٌم "دور قاضً تطبٌق العقوبات فً مسطرة اإلفراج الشرطً" منشور عبر الموقع اإلكترونً‬
‫‪HTTP://PLATFORM ALMANHAL.COM‬‬ ‫التالً ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬خبالً حسن‪ ،‬مقال "مبدأ تفرٌد العقاب"‪ ،‬موقع‪www.marocdroit.com .‬‬
‫‪ ‬محمد الحمٌانً " إشكالٌة العقوبة المبررة –دراسة مقارنة‪" -‬أطروحة لنٌل شهادة دكتورة فً القانون الخاص سنة‬
‫‪ 2015/2014‬من جامعة محمد الخامس كلٌة العلوم القانونٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة أكدال‬
‫‪ ‬عثمان فكري "التفرٌد التنفٌذي للعقوبات السالبة للحرٌة"‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً العلوم القانونٌة‪ ،‬ص‪،53:‬‬
‫السنة الجامعٌة‪.2016-2015 :‬‬
‫‪ ‬موالي الحسن اإلدرٌسً " السٌاسة العقابٌة بالمؽرب بٌن التحدٌات واإلصالحات "أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون‬
‫الخاص سنة ‪ ،2014/2013‬جامعة محمد الخامس من كلٌة العلوم القانونٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة بسال‬
‫‪ ‬قرٌمس سارة‪ ،‬مذكرة من أجل الحصول على شهادة الماجٌستٌر فً فرع القانون الجنابً و العلوم الجنابٌة "سلطة‬
‫القاضً الجنابً فً تقدٌر العقوبة"‪ .‬جامعة الجزابر‪ٌ ،‬وسؾ بن خدة‪ .‬موقع ‪www.biblio.univ-alger.dz‬‬
‫‪ ‬خدٌجة السعٌدي‪" ،‬سلطة اإلدارة فً مجال تفرٌد العقاب" رسالة لنٌل دٌبلوم الماستر‪ ،‬العلوم والمهن‬
‫الحرة‪،‬السنة‪.2014-2013:‬‬
‫‪ ‬نشرة قرارات محكمة النقض –الؽرفة الجنابٌة‪ -‬العدد ‪2015 ،20‬‬
‫‪ ‬نشرة قرارات محكمة النقض –الؽرفة الجنابٌة‪ -‬العدد ‪2014 ،14‬‬
‫‪ ‬قضاء المجلس األعلى العدد ‪ 63‬السنة ‪2006‬‬
‫‪ ‬إحصابٌات صادرة عن المندوبٌة العامة إلدارة السجون وإعادة اإلدماج تفسر طرٌقة ومعاٌٌر تصنٌؾ السجناء داخل‬
‫المإسسة السجنٌة بالمؽرب‬

‫‪35‬‬
www.elkanounia.com

36
‫المالحق‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪8 ..................................................................................................................................................‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬التفريد التشريعي ‪5 ..................................................................................‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تحدٌد العقوبات من طرؾ المشرع‪5 ............................................................................................. .‬‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬التدرج الكمً للعقوبة‪5 ............................................................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬العقوبات التخٌٌرٌة‪1 ................................................................................................................... .‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أوال ‪ :‬نظام العقوبات التخٌٌرٌة الحرة‪1 ............................................................................................................... .‬‬


‫ثانٌا ‪ :‬نظام العقوبات التخٌٌرٌة المقٌدة ‪2 ............................................................................................................. .‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬االسباب التً تإثر فً تحدٌد العقوبة‪4 ............................................................................................ .‬‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬أسباب االعفاء من العقوبة و التخفٌؾ منها‪4 ..................................................................................... .‬‬
‫أوال ‪ :‬أسباب االعفاء من العقوبة‪4 .................................................................................................................... .‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬االسباب المخففة للعقوبة‪81 ..................................................................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬األسباب التً ترفع العقوبة ‪83 ........................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬ظروؾ التشدٌد‪83 .................................................................................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬العود‪89 ............................................................................................................................................. .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التعدد‪89 ....................................................................................................................................... .‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مجال التفريد القضائي للعقوبة‪81 ..................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬السلطة التقدٌرٌة للقاضً فً تفرٌد العقاب على ضوء األحكام القضابٌة ‪81 .............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬سلطة القاضً فً التصرؾ بٌن الحدٌن األدنى واألقصى‪82 ................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪:‬سلطة القاضً فً منح ظروغ التخفٌؾ‪83 ........................................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬سلطة القاضً فً وقؾ التنفٌذ‪31 ..................................................................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪:‬ضوابط السلطة التقدٌرٌة للقاضً ‪38 ............................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الضوابط المتعلقة بالجرٌمة‪38 ................................................................................................... .‬‬
‫أوال‪ :‬ضوابط الركن المادي ‪33 ......................................................................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬ضوابط الركن المعنوي‪33 ................................................................................................................... .‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الضوابط المتعلقة بالمجرم‪33 ..................................................................................................... .‬‬
‫أوال‪:‬دوافع أرتكاب الجرٌمة ‪33 .....................................................................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬سلوك المجرم وقت ارتكاب الجرٌمة او بعده‪39 ......................................................................................... .‬‬

‫‪37‬‬
‫ثالثا‪ :‬ظروؾ المجرم الشخصٌة والعابلٌة‪39 ......................................................................................................‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬مجال التفريد التنفيذي للعقوبة ‪35 .............................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الفحص و التصنٌؾ ‪31 ...........................................................................................................‬‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬نظام الفحص للمحكوم علٌه ‪31 ...................................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم نظام الفحص ‪31 .......................................................................................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬نظام الفحص فً القانون المؽربً ‪31 ......................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬نظام التصنٌؾ فً القانون المؽربً ‪32 ..........................................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم نظام التصنٌؾ وأساسه ‪32 ...........................................................................................................‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬نظام التصنٌؾ فً القانون المؽربً ‪33 ....................................................................................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪ :‬نماذج التفرٌد التنفٌذي ‪33 ........................................................................................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلفراج المقٌد بشرط ‪33 ...........................................................................................................‬‬
‫‪www.elkanounia.com‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم اإلفراج المقٌد وشروطه ‪34 .........................................................................................................‬‬


‫ثانٌا ‪ :‬تشخٌص نظام اإلفراج المقٌد ‪31 ............................................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬الرخص اإلستثنابٌة للخروج ‪38 ...................................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬الشروط الموضوعٌة‪33 ..................................................................................................................... :‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الشروط الشكلٌة‪33 ............................................................................................................................ :‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬نظام العفو‪33 .........................................................................................................................‬‬

‫الخاتمة ‪39 ...............................................................................................................................................‬‬

‫المراجع ‪35 ..............................................................................................................................................‬‬

‫‪32 ................................................................................................................................................‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪38‬‬

You might also like