Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 97

‫التشكرات‪:‬‬

‫يقول اهلل تعالى في محكم تنزيلو " ‪:‬إن ربك لذو فضل على الناس ولكن‬
‫أكثركم ال يشكرون"‪ ،‬اآلية ‪ 37‬سورة النمل‪.‬‬

‫ف الحمد اهلل أوال وأخيرا أن وفقنا إلتمام ىذا البحث المتواضع ولسنا ندعي فييا‬
‫الكمال؛‬

‫فكل شيء إنما تم نقصان وإنما ىو االجتياد وما التوفيق إال من عنده سبحانو‬
‫وتعالى؛ وألنو من لم يشكر الناس ال يشكر اهلل ف إننا نود أن نثني على جيود‬
‫شخصيات كثيرة كان ليا الفضل في أن يظير ىذا العمل على ما ىو عليو اآلن؛‬

‫ونخص بالذكر في المق ام األول أستاذنا المشرف الذي كان لبحثنا منو‬
‫التوجيو والتصويب منذ أن كان فكرة إلى أن صار واقعا ملموسا ولم يبخل‬
‫علينا بشيء يمكن أن يقدم في ىذا المجال ف لو منا جزيل الشكر وف ائق‬
‫التقدير واإلحترام عرف انا لو بجميلو؛‬

‫كما نشكر الق ائمين على المكتبة التي استسقي منيا البحث معلومات وما‬
‫أبدوه لنا من تسييالت في إجراءات الوصول واإلعارة للكتب الموجودة‪،‬‬
‫وكل األساتذة وطلبة الكلية‪.‬‬
‫المعنى‬ ‫الرمز‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫صفحات‬ ‫صص‬

‫طبعة‬ ‫ط‬

‫جزء‬ ‫ج‬

‫تحقيؽ‬ ‫تح‬

‫تعميؽ‬ ‫تع‬

‫مجمد‬ ‫مج‬

‫تقديـ‬ ‫تؽ‬

‫ميالدم‬ ‫ـ‬

‫ىجرم‬ ‫ق‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫لقد ركز جؿ المؤرخيف ك الباحثيف في الدراسات التارخيية عمى التاريخ المدكم ‪ ،‬أم التاريخ‬
‫السياسي فتناكلكا تطكر الدكؿ مف حيث قياميا‪ ،‬كسقكطيا لكنيـ ترككا مجاال فسيحا لـ يمؽ نفس العناية‬
‫بالبحث ك الدراسة‪ ،‬إنيا البحكث المتعمقة بصناع التاريخ ‪ ،‬عامة الشعب مف فالحيف ‪ ،‬حرفييف ‪ ،‬بسطاء ك‬
‫ميمشيف ‪ ،‬كمف ىذه الفئات ‪:‬عنصر أساسي كجد في كافة الحضارات االنسانية ‪ ،‬كاف دائما في قمب‬
‫االحداث ‪ ،‬فما ىك ام ترل ىذا العنصر؟‬

‫إنو عنصر العبيد ‪ :‬كىـ أناس حكمت عمييـ الظركؼ ليككنكا ناقصي االىمية ‪ ،‬ميضكمي الحقكؽ‪،‬‬
‫سكاء لفقرىـ أك عجزىـ عف قضاء الديكف أك استرقاقيـ في الحركب‪ .‬فظاىرة الرؽ متجدرة في االنسانية ‪،‬‬
‫ك حتى المفكركف مف أمثاؿ افالطكف ‪ ،‬لـ يككنكا يتصكركا عالما مف دكف عبيد ‪ ،‬فتدىكرت أكضاع العبيد‪،‬‬
‫كساءت معاممتيـ فكصؿ االمر الى قتميـ مف أجؿ التسمية‪ ،‬ك لـ يخفؼ مف كطأة العبيد اال بعض‬
‫التشريعات ‪ ،‬ك القكانيف لكنيا لـ تفي بالغرض ‪ .‬الى أف جاء االسالـ ك لفت نظر المجتمع ‪ ،‬الى أف ىذه‬
‫الفئة مف بيف البشر‪ ،‬ك كجب معاممتيـ عمى ىذا االساس ‪ ،‬ك كضع شركطا تضبط ىذه الظاىرة المتغمغمة‬
‫في المجتمع ‪ ،‬التي ال يمكف القضاء عمييا مرة كاحدة ‪ ،‬لكف االسالـ كضع شركطا الستعباد ‪ ،‬فال يككف‬
‫العبيد اال مف حرب شرعية بإذف االلماـ حسبما تقتضيو المصمحة ‪ ،‬مع إعطاء االسير حؽ االفتداء سكاء‬
‫بماؿ ‪ ،‬اك بخدمات يقدميا لممسمميف‪.‬‬

‫تمكف االسالـ مف الحد مف ظاىرة الرؽ ‪ ،‬بكضعو قكاعد تجفيؼ منابع الرؽ‪ ،‬سكاء بالكفارات‬
‫المرغبة في العتؽ‪ ،‬ك أميات االكالد ‪ ،‬ك رغـ ىذه االمكر التي ساميت في القضاء عمى الرؽ بشكؿ كبير‪،‬‬
‫إال أنو في بعض الفترات مف الحضارة االسالمية ‪ ،‬عرؼ المسممكف انتشا ار الفتا لمعبيد ففي القرنيف الرابع‬
‫ك الخامس اليجرييف ‪ ،‬ك لما عرفتو االكضاع السياسية مف أحداث ك تقمبات‪ ،‬أصبح ىناؾ تنافس عمى‬
‫جمب العبيد ‪ ،‬خصكصا مف الغمماف الصقالبة ك الجكارم القينات‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫ماىي مصادر الرقيؽ باالندلس ؟‬

‫ما ىي أصناؼ الرقيؽ ؟ ك مف أيف كاف يجمب الرقيؽ ‪ ،‬كمف اشتغؿ بتجارة الرقيؽ؟‬

‫أ‬
‫ما ىي اكضاع تجارة العبيد في االندلس؟‬

‫لالجابة عف ىذه التساؤالت قمت بتقسيـ البحث الى فصميف رئيسييف‪:‬‬

‫الفصؿ االكؿ‪ :‬عنكنتو كضع العبيد قبيؿ عيد ممكؾ الطكائؼ‪ .‬ك قد تـ تقسيمو الى اربعة مطالب ‪،‬‬
‫فنقكـ في المطمب االكؿ بتقديـ تعربؼ لمعبيد ‪ ،‬الرقيؽ ‪ ،‬ك الصقالبة ‪ .‬اما في المطمب الثاني فنتحدث عف‬
‫اصناؼ العبيد ( االكركبي ‪ ،‬السكداني ‪ ،‬البربرم )‪ ،‬ك في المطمب الثالث عف تجارة العبيد في االندلس‪ .‬ك‬
‫المطمب الرابع الذم يتحدث عف مكانتيـ في الجيش ك القصكر‪.‬‬

‫الفصؿ الثاني‪ :‬تحت عنكاف امارة خيراف العامرم ‪ .‬ك تـ تقسيمو الى مطمبيف ‪ :‬ك يتحدث المطمب‬
‫االكؿ عف تأسيس امارة خيراف العامرم عالقتيا باالمارات االخرل ‪ .‬المطمب الثاني ‪ ،‬ك يتناكؿ سقكط‬
‫امارة خيراف العامرم‪.‬‬

‫ك قمت بإرفاؽ بحثي ىذا بمجمكعة مف المالحؽ‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫ينتمي مكضكعنا الى الدراسات االجتماعية التاريخية‪ ،‬كقد لفت انتباىنا الىمية ىذا النكع مف‬
‫الدراسات ‪ ،‬ذلؾ أف التاريخ المدكم قتؿ بحثا ك دراسة‪.‬‬

‫الكتابة عف الحيز الذم أشغؿ منو مكانا ك ىك االندلس ‪ ،‬كاثراء المكتبة التاريخية ‪ ،‬ببحث حكؿ‬
‫مكضكع العبيد‪.‬‬

‫اىمية الموضوع‪:‬‬

‫شكمت فئة العبيد مككنا اجتماعيا في كؿ الدكؿ التي قامت باالندلس ‪ ،‬ك لـ تخمك منيـ أم بيئة‬
‫سكاء ريفية أك مدنية ‪ ،‬مما جعمت مياـ العبيد تتنكع بتنكع البيئات التي سكنيا ‪ ،‬ك يضطمع بأدكار خطيرة‬
‫نظ ار لممناخ السياسي ك االجتماعي القائـ ‪ ،‬فأككمت لو مياـ خطيرة كرعاية شؤكف القصر ‪ ،‬ك حتى‬
‫االشراؼ عمى تربية السالطيف ك االمراء ‪ ،‬بؿ ك قيادة الجيكش ‪ ،‬دكف أف نيمؿ دكر الجكارم فأغمب‬
‫الخمفاء كانت أمياتيـ مف الجكارم ألجؿ ذلؾ كمو حاكؿ العبيد اكتساب نصيب مف الثقافة ك العمـ لتبكء‬
‫مكانة عالية ك اكتساب االعجاب مف السمطة السياسية التي كاف سندا ليا ‪ .‬فكاف لزاـ عمينا التطرؽ الى‪:‬‬

‫ب‬
‫ػإعطاء نبذة تاريخية عف العبيد‪ ،‬ثـ تبييف مصادر ىذا العبيد ك أنكاعو باألندلس خالؿ فترة الدراسة‪.‬‬

‫ػإبراز الحركة التجارية المتعمقة بتجارة العبيد ‪،‬مف مسالؾ ك تجار ك أىـ االسكاؽ‪.‬‬

‫الدراسات السابقة ‪:‬‬

‫حسب ما كصؿ إلينا كجدنا دراستيف متميزيف حكؿ العبيد في االندلس خالؿ عصر الخالفة االمكية‬
‫األكلى ‪ ,‬الرؽ في بالد االندلس لعبد اهلل بنمميح ‪ ,‬طبعة دار االنتشار العربي بيركت لبناف ‪ , 2004‬ك‬
‫رسالة ماجستير مك سكمة دكر الرقيؽ في الحياة السياسية ك الثقافية في بالد االندلس خالؿ القرنيف الرابع‬
‫ك الخامس اليجرييف العاشر ك الحادم عشر الميالدييف‪.‬‬

‫المنيج المتبع‪:‬‬

‫استخدمنا المنيج الكصفي المناسب لمسرد التاريخي ‪ ،‬في عرض التطكر التاريخي لظاىرة االستعباد‪،‬‬
‫ك استنباط المعمكمات قمنا باستقراء النصكص التاريخية ‪ ،‬ك كذا استخدمنا المنيج المقارف المناسب‬
‫لمقارنة االكضاع المختمفة لمعبيد ك المنيج التحميمي لمخركج بنتائج ك معمكمات جديدة‪.‬‬

‫ك قد اتبعنا المنيج التاريخي الذم يتناسب مع ىذا النكع مف الدراسات ‪ ,‬كذلؾ استخدمنا آلية‬
‫الكصؼ عند ذكر المسالؾ التي يعبرىا تجار العبيد ‪ ,‬ك بعض المدف التي كانت تشتير بأسكاؽ العبيد‪.‬‬

‫صعوبات البحث‪:‬‬

‫ك ككؿ دراسة فقد كاجيتنا مجمكعة مف الصعكبات ك العراقيؿ في أثناء تناكلنا ك دراستنا ليذا المكضكع‬
‫كاف اىميا‪:‬‬

‫‪ -‬مف المشاكؿ التي كاجيتني في ىذا البحث ‪ ،‬تشعب المكضكع فيذه الظاىرة ‪ ،‬ظاىرة اجتماعية انسانية‬
‫متجدرة في عمؽ التاريخ ‪ ،‬قمة المراجع التي تناكلت ىذا المكضكع ‪ ،‬إال ما تعمؽ بالعبيد في الحضارات‬
‫القديمة ‪ ،‬إضافة الى كجكب االلماـ بالفقو باعتبار المكضكع جزء كبير منو متعمؽ بالفقو‪.‬‬

‫‪ -‬قمة المصادر ك المراجع المتخصصة التي تناكلت ىذا المكضكع ك ربما يعكد ذلؾ إلى ككف العبيد مف‬
‫الشريحة الدنيا في المجتمع ‪ ,‬مع ما يحتاجو مكضكعنا مف كثرة إطالع ك بحث فال يتفؽ ذلؾ مع ضيؽ‬
‫‪.‬‬ ‫البحث‬ ‫فترة‬

‫ت‬
‫‪-1‬تعريف الرق‪:‬‬

‫الرق لغة‪:‬‬

‫كردت لفظة الرقيؽ في المغة العربية فالرؽ يعني الممؾ ك ىك العبكدية ‪ .1‬ك الرؽ كممة مشتقة مف‬
‫الفعؿ رٌ ؽ‪ -‬يرؽ‪-‬رقا ‪ ,2‬ك رؽ ك لطؼ ك ىك ضد غمظ ك ثخف بمعنى رؽ ك نحؼ ‪.3‬‬

‫ك نقكؿ رؽ الحر أم دخؿ في الرؽ‪ ,‬ك جرل عميو ما يجرم عمى المممكؾ مف بيع أك ىبة اك عتؽ‬
‫اك غير ذلؾ ‪ ,4‬ك الرؽ في المغة ىك الضعؼ ك منو رقة القمب ‪ , 5‬ك الرؽ بالكسر العبكدية ك ىك مصدر‬
‫‪6‬‬
‫‪ ,‬ك قاؿ ابف سكيف يطمؽ الرؽ عمى الذكر ك االنثى‬ ‫رٌ ؽ أك استرقو ‪ ,‬ك عبد مرقكؽ ‪ ,‬ك مرؽ ك رقيؽ‬
‫ك جمع كممة الرقيؽ أرقاء مثؿ شحيح أشحاء ‪.7‬‬

‫ك أصمو الخضكع لمذؿ ك الضعؼ ك الممؾ ك العبكدية ك منو الرقيؽ ك ىك المممكؾ كال أك بعضا‪.8‬‬

‫ك فضال عما ذكر‪ ,‬فإف االنساف سكاء كاف ح ار أـ عبدا ‪ ,‬فإنو يذىب إلى استحقاؽ اهلل سبحانو ك‬
‫تعالى ‪ ,‬ك المعركؼ انو ىك العبد المممكؾ هلل ‪.9‬‬

‫‪ 1‬ابن السيد أيب احلسن علي بن امساعيل النحوي اللغوي االندلسي‪ :‬ادلخصص‪ ,‬دار الكتب العلمية‪ ,‬لبنان‪ ,‬مج‪, 3‬ص ‪.143‬‬
‫‪ 2‬الفَتوز أبادي رلد الدين زلمد بن يعقوب‪ :‬القاموس احمليط‪ ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬لبنان‪2005,‬م‪ ,‬ط‪, 8‬ص‪...887‬أيب احلسن أمحد بن فارس بن زكريا‪:‬‬
‫معجم مقاييس اللغة‪ ,‬تح‪ :‬عبد السالم زلمد ىارون‪ ,‬دار الفكر‪,‬ج‪,1‬ص‪...376‬االصفهاين أيب القاسم احلسن بن زلمد الراغب‪ :‬ادلفردات يف غريب‬
‫القرآن ‪,‬مكتبة نزار مصطفى‪,‬ج‪, 1‬ص‪.265‬‬
‫‪ 3‬ابن منظور أبو الفضل مجال الدين زلمد بن مكرم‪ :‬لسان العرب‪ ,‬تح‪ :‬عبد اهلل بن الكبَت‪ ,‬زلمد أمحد حسن اهلل‪ ,‬ىاشم زلمد الشاذيل‪ ,‬دار ادلعارف‪,‬‬
‫القاىرة‪ ,‬مج‪,1‬ص‪.1707‬‬
‫‪ 4‬شوقي الضيف‪ :‬ادلعجم الوسيط‪ ,‬مكتبة الشروق الدولية‪ ,‬مصر‪2004,‬م‪ ,‬ط‪, 4‬ص‪.366‬‬
‫‪ 5‬اجلرجاين علي بن زلمد السيد الشريف‪ :‬معجم التعريفات‪ ,‬تح‪ :‬زلمد صديق ادلنشاوي‪ ,‬دار الفضيلة‪ ,‬القاىرة‪,‬ص‪.96‬‬
‫‪ 6‬الزبيدي زلب الدين أبو فيض زلمد ادلرتضى احلسيٍت‪ :‬تاج العروس من جوىر القاموس‪ ,‬تح‪ :‬مصطفى حجازي‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بَتوت‪1966 ,‬م‪ ,‬مج‪6‬‬
‫‪,‬ص ص ‪.359 - 358‬‬
‫‪ 7‬الفيومي أمحد بن زلمد بن علي‪ :‬ادلصباح ادلنَت‪ ,‬يف غريب الشرح الكبَت‪,‬ج‪, 1‬ص‪.235‬‬
‫‪ 8‬سعدي أبو حبيب‪ :‬القاموس الفقهي لغة و اصطالحا‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪1988,‬م‪ ,‬ط‪, 2‬ص‪.151‬‬
‫‪ 9‬علي كسار غدير الغزايل‪ :‬اجلذور التارخيية لظاىرة الرقيق عند الشعوب القددية وعرب اجلزيرة قبل االسالم (دراسة مقارنة)‪ ,‬رللة الدراسات االفريقية‪,‬‬
‫العدد ‪, 2013, 15‬ص‪.76‬‬

‫‪1‬‬
‫الرق اصطالحا‪:‬‬

‫الرقيؽ اصطالحا يعني استرقاؽ الشخص ك ادخالو في حالة الرؽ أم تممكو ‪ ,‬ك جمعو عبدا لسبب‬
‫مف االسباب لالسترقاؽ تككف مختمفة حسب قكانيف الديانات ك االمـ ‪ ,‬عميو فإف ىذا الشخص يحرـ مف‬
‫حريتو ك يككف ممكا لغيره ‪.1‬‬

‫شرع في االصؿ جزاء عف الفكر االصمي ‪ ,‬أما أنو عجز‬


‫ك يعرؼ الفقياء الرؽ بأنو عجز حكمي ٌ‬
‫فإنو ال يممؾ ما يممكو الحر مف الشيادة ك القضاء ك غيرىما ‪ .2‬أما أنو حكمي ‪ ,‬ألف الرقيؽ يككف أحيانا‬
‫أقكل مف الحر حسا في األعماؿ ‪.3‬‬

‫ألف الفكرة لما استنكفكا أف يككنكا عبادا هلل ك تمردكا ‪ ,‬ك أعمنكا الحرب لئال تككف كممتو ىي العميا‪,‬‬
‫جا ازىـ بأف سمبيـ حرية التصرؼ << ك كضعيـ مف مقاـ االنسانية ‪ ,‬إلى مقاـ أسفؿ منو كمقاـ الحيكانات‬
‫ك جعميـ عبيد عبادة‪ ,‬فأجاز بيعيـ ك شرائيـ>> ‪.4‬‬

‫بينما تذكر دائرة المعارؼ االمريكية الرؽ بأنو نظاـ أك حالة يككف كضع إنساف ممكا آلخر ك لك‬
‫السيادة المطمقة عمى جسده ك عممو ‪ ,‬أما مكسكعة الحضارة أف الرؽ ىك ككف االنساف مستعبدا لغيره‬
‫مممككا لو ‪ ,‬فاقد التصرؼ في ذاتو ‪ ,‬ك في مكاسبو ‪ ,‬أما االسترقاؽ فيك االدخاؿ في الرؽ ‪.5‬‬

‫ك عميو فإف االنساف المسترؽ أشبو بالمتاع الخاص بسيده كبالتالي االنتقاص مف كرامتو ‪ ,‬ك مف‬
‫حؽ سيده أف يبيعو أك يؤجره لمف يشاء ‪ ,‬ك بيذا يتـ تجريد ىذا الشخص تجريدا كامال مف حريتو ‪ ,‬فال‬
‫يمكف لك أف يعقد أك يتحمؿ أم التزاـ ‪.6‬‬

‫‪ 1‬علي كسار غدير الغزايل‪ :‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص‪.76‬‬


‫‪ 2‬امحد شفيق‪ :‬الرق يف االسالم‪ ,‬تر‪ :‬أمحد زكي‪ ,‬دار الطيبة‪ ,‬اجليزة‪2009 ,‬م‪ ,‬ص‪.9‬‬
‫‪ 3‬عبد الكرمي بن إبراىيم السمك‪ :‬الرق عرب التاريخ االنساين ‪ ,‬رللة أحوال ادلعرفة‪ ,‬السنة الثامن عشر ربيع االخر ‪1435‬ه‪2014/‬م‪ ,‬العدد‪, 73‬ص‪.3‬‬
‫‪ 4‬السرخسي مشس الدين‪ :‬كتاب ادلبسوط‪ ,‬دار ادلعرفة‪ ,‬بَتوت‪ ,‬ج‪, 7‬ص‪.98‬‬
‫‪ 5‬عيوين زلمد‪ :‬دور الرقيق يف احلياة السياسية والثقافية ببالد االندلس خالل القرنُت ‪4‬و‪ 5‬اذلجريُت‪ ,‬أطروحة لنيل شيادة ادلاجستَت‪ ,‬يف العلوم‬
‫االسالمية‪ ,‬سلطوطة‪ ,‬قسم اللغة و احلضارة العربية االسالمية‪ ,‬كلية العلوم االسالمية‪ ,‬جامعة اجلزائر‪2012 ,‬م‪2013/‬م‪ .‬ص‪.14‬‬
‫‪ 6‬علي كسار غدير الغزايل‪ :‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص‪.76‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-2‬الرق في االسالم و احكامو‪:‬‬

‫يعرؼ الفقياء في االسالـ الرؽ بأنو عجز حكمي يصيب مف يقع أسي ار في حرب مشركعة فيفقد‬
‫اىميتو القانكنية ك ىذا العجز يزكؿ بالفداء أك العتؽ ‪ ,‬ك قد جاء االسالـ في كقت كاف فيو العالـ يرزح‬
‫تحت نير العبكدية ك التسخير ك كاف الرؽ منتش ار بيف االمـ المجاكرة لو ‪ ,‬حيث كاف الرقيؽ في‬
‫الحضارات القديمة يصنؼ في الطبقة الثالثة في المجتمع ك تسمى طبقة العبيد‪ ,‬ك يككؿ إليو كؿ االعماؿ‬
‫الشاقة مف زراعة ك بناء ك تنقيب في المناجـ أما عندما جاء االسالـ فمـ يمغ الرؽ دفعة كاحدة لما سمؾ‬
‫سبيال جفؼ فيو منابعو ك ألغى أسبابو ك جعؿ كاليا البدائؿ كحصره في حالة كاحدة ك ىي أسرل الحرب ك‬
‫ىذا عمى أساس المعاممة بالمثؿ الف قكانيف الحرب في ذلؾ الزمف كانت تفرض ذلؾ ‪ .‬ك نجد في القرآف‬
‫الكريـ النص الصريح الذم يتضمف حكما يتعمؽ باالسرل ىك‪ :‬اآلية ﴿ فإذا لقيتـ الذيف كفركا فضرب‬
‫الرقاب حتى اذا اثخنتمكىـ فشدكا الكثاؽ فإما منا بعد ك اما فداءا حتى تضع الحرب اكزارىا ‪ ،‬ذلؾ ك لك‬
‫يشاء اهلل النتصر منيـ ك لكف ليبمك بعضكـ ببعض ‪ .‬ك الذيف قتمكا في سبيؿ اهلل فمف يضؿ اعماليـ﴾‪. 1‬‬

‫ك ك الة االمكر مف المسمميف إذا خاضكا مع أعدائيـ حربا شرعية ك أسركا منيـ أسرل فيخيركف في‬
‫معاممتيـ بيف أربعة أمكر‪:‬‬

‫‪- 1‬اطالؽ سراحيـ بال مقابؿ ك ىذا ىك المف‪.‬‬

‫‪- 2‬إطالؽ سراحيـ بمقابؿ ك ىذا ىك الفداء‪.‬‬

‫‪- 3‬القتؿ‪.‬‬

‫‪- 4‬االسترقاؽ‪.‬‬

‫أما المف ك الفداء فمقكؿ المكلى عز كجؿ في اآلية السابقة الذكر مف سكرة محمد‪ ,‬ك أما القتؿ فمقكلو‬
‫سبحانو ‪ ﴿ :‬ما كاف لنبي اف يككف لو اسرل حتى يثخف في االرض ﴾ ‪.2‬‬

‫‪ 1‬سورة زلمد‪ ,‬اآلية‪.4:‬‬


‫‪ 2‬سورة االنفال‪ :‬اآلية ‪.68‬‬

‫‪3‬‬
‫ك أما االسترقاؽ فمما ثبت في سيرة النبي صمى اهلل عميو ك سمـ ما يفيد كقكع االسترقاؽ لالسرل في‬
‫بعض الغزكات فقد استرؽ النساء ك االكالد في غزكة بني قريظة ‪ ,1‬ك في كقائع كثيرة يصعب حصرىا ثبت‬
‫فييا كقكع االسترقاؽ منو صمى اهلل عميو ك سمـ ك نفسر ثبكت ذلؾ في عيد النبكة تفسي ار منطقيا فنقكؿ انو‬
‫أبقاه لدكاعي منيا ما ىك اقتصادم كالحاجة إلى اليد العاممة ك منيا العسكرم بتكظيفيـ كجند في الجيش ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬اال‬ ‫كما أحؿ القرآف الكريـ االستمتاع بممؾ اليميف أك إباحة الزكاج بالفتيات المؤمنات‬
‫عمى اركاحيـ اك ما ممكت ايمانيـ فانيـ غير ممكميف ﴾ ‪ .3‬ك جعؿ االسالـ العتؽ كفارة لمحنث في اليميف‬
‫ك كفارة لكثير مف الخطايا قاؿ تعالى‪ ﴿ :‬ال يؤاخذكـ اهلل بالمغك في ايمانكـ ك لكف يؤاخذكـ بما عقدتـ‬
‫االيماف‪ .‬فكفارتو اطعاـ عشرة مساكيف مف اكسط ما تطعمكف اىميكـ اك كسكتيـ اك تحرير رقبة ﴾ ‪.4‬‬

‫كما اعتمدت الشريعة االسالمية قانكنا تعتؽ مف خاللو االمـ ك ابنيا بحيث إذا حممت مف سيدىا ك‬
‫كضعت لو طفال ‪ ,‬حرـ بيعيا أك ىبتيا ك تعتؽ عند كفاتو ‪ ,‬ك كلده منيا ح ار ‪.5‬‬

‫ك نجد أف الشريعة االسالمية نصت في كثير مف مصادرىا عمى حسف معاممة الرقيؽ فمف أحاديث‬
‫الرسك ؿ الكريـ (ص)‪ ":‬لممممكؾ طعامو ك كسكتو بالمعركؼ ‪ ،‬ك ال يكمؼ مف العمؿ ما ال يطيؽ " ‪ ،‬ك‬
‫قكلو ايضا‪ " :‬اتقكا اهلل فيما ممكت ايمانكـ ‪ ،‬اطعمكىـ مما تاكمكف ‪ ،‬ك اكسكىـ مما تمبسكف ‪ ،‬ك ال تكمفكىـ‬
‫مف العمؿ ما ال يطيقكف ‪ ،‬فما احببتـ فامسككا ‪ ،‬ك ما كرىتـ فبيعكا ‪ ،‬ك ال تعذبكا خمؽ اهلل ‪ ،‬فانو ممككـ‬
‫اياىـ ك لك شاء لممكيـ اياكـ "‪ .‬كما حث النبي صمى اهلل عميو ك سمـ عمى المساكاة بيف الناس ‪ ،‬فجعؿ‬
‫الخادـ اخا لسيده اك اب نا ك جعؿ الخادمة اختا لسيدتيا اك بنتا فقاؿ في حديثو ‪ " :‬ك ال يقكلف احدكـ عبدم‬
‫ك ال امتي ‪ ،‬ك لكف ليقؿ فتام ك فتاتي " ‪ ،6‬ك كاف مف اعماؿ المحتسب في الكاليات االسالمية مالحظة‬
‫تطبيؽ ىذه القكاعد االسالمية عمى معاممة الرقيؽ ‪.7‬‬

‫‪ 1‬عبد اهلل ناصح علوان‪ :‬نظام الرق يف االسالم‪ ,‬دار السالم‪ ,‬ص ص ‪.23- 22‬‬
‫‪ 2‬أمحد سليمان البشايرة‪ :‬ادلرجع نفسو‪ ,‬ص‪.116‬‬
‫‪ 3‬سورة ادلؤمنون‪ :‬اآلية ‪.6‬‬
‫‪ 4‬سورة ادلائدة‪ :‬اآلية ‪.91‬‬
‫‪ 5‬مركز زايد للتنسيق وادلتابعة‪ :‬نظام الرق عرب العصور‪, 2011 ,‬ص‪.36‬‬
‫‪ 6‬زلمد الصاحل الصديق‪ :‬توجييات نبوية يف الدين و االخالق و االجتماع ‪ ,‬ديوان ادلطبوعات اجلامعية‪ ,‬اجلزائر‪ , 1996 ,‬ص‪.92‬‬
‫‪ 7‬راغب السرجاين ‪ " :‬الرقيق يف اخلالفة االموية "‪. http://islamstory.com ،‬‬

‫‪4‬‬
‫ك خالصة القكؿ أف االسالـ كاف مؤث ار في اتجاىات االمـ بالتشريع الذم أجراه لمرؽ ‪ ,‬فتعامؿ معو‬
‫معاممة فريدة ك مخالفة لمنظـ االخرل ‪ ,‬حيت جعؿ االصؿ في االنساف الحرية ك أف االستعباد مخالؼ‬
‫لمفطرة ك حرـ الظمـ ‪ ,‬ك نزع عناصر الشر التي تتمثؿ بتسمط القكم ك ىكاف الضعيؼ ‪ ,‬ك لـ يجعؿ‬
‫العبكدية حالة دائمة بؿ نجده يكسع االبكاب ك يييئ االسباب لمخركج منو ا‪ ,‬كقد ترؾ االسالـ االسترقاؽ‬
‫أم ار مباحا في أرفؽ صكرة يرل فييا االماـ التكازف بيف مصمحة المسمميف ك مصمحة الضعفاء المسترقيف‪.‬‬
‫كفي ىذا الصدد يقكؿ (كؿ ديكرانت) ‪" :‬عمؿ االسالـ عمى تضييؽ دائرة االسترقاؽ ك تحسيف حاؿ االرقاء‪,‬‬
‫فقصر االسترقاؽ المشركع عمى مف يؤسركف في الحرب مف غير المسمميف ك عمى أبناء االرقاء أنفسيـ‪,‬‬
‫أما المسمـ فال يجكز أف يسترؽ‪ ,‬كما كاف ذلؾ في الديف المسيحي" ‪.1‬‬

‫‪ 1‬عبد السالم الًتمانيٍت‪ :‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص‪.33‬‬

‫‪5‬‬
‫تمييد‪:‬‬

‫يصؼ الناس عيد ممكؾ الطكائؼ في األندلس بأكثر الفترات انحطاطا في تاريخيا‪ ،‬قمٌما تذكر‬
‫سيرتيـ دكف شتـ كتخكيف كاساءة‪ ،‬ممكؾ ميادنيف خائنيف انصرفكا نحك مصالحيـ الذاتية‪ ،‬يحكمكف شعكبا‬
‫ال مبالية منغمسة في الشيكات الحسية‪ ،‬الىيف العبيف عابثيف بمكركثات أجدادىـ‪.‬‬

‫اف نظاـ العبكدية الذم كاف منذ اقدـ العصكر جزء ميمان مف النسيج االجتماعي في حياة االمـ‬
‫كالشعكب اذ شمؿ الرجاؿ كالنساء كاألطفاؿ فيؤالء شكمكا جزءان ميمان في تجارة الرقيؽ في عصكر متقدمة‪.‬‬
‫كلتجارة العبيد اصناؼ عدة منيـ العبيد السكد كالبيض الذيف يتـ استقداميـ مف مصادر منكعة كتجارة‬
‫العبيد تجارة قديمة عرفتيا المجتمعات االنسانية كحيث تكجد صراعات كحركب بيف المجتمعات كاألمـ‬
‫كالشعكب فيناؾ مف يقع في االسر كيستعبد كيدخؿ اسكاؽ النخاسة كيعرض كبضاعة لمبيع كالشراء كيتـ‬
‫استخداميـ كأيدم عاممة مجانية لمعمؿ في البيكت كالقصكر كالمزارع كالبساتيف كالكرش ‪ ،‬كاستغمكا بأعنؼ‬
‫صكرة مف االستغالؿ كاالستعباد‪ ،‬فمـ تكف ىذه التجارة كليدة العصكر االسالمية ‪ ،‬كانما تجارة الرقيؽ ىي‬
‫دكلية كاسعة النطاؽ مكغمة في القدـ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تعريف العبيد‪ ،‬الرقيق‪ ،‬الصقالية‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف العبيد‪:‬‬

‫العبيد ىك االنساف المحركـ مف حريتو الطبيعية كاعتباره ممكا لمغير كفي منظكر اخر لمعبيد ىك‬
‫امتالؾ شخص ما كالسيطرة عميو بما يحرمو مف حريتو الشخصية ك استغالؿ ذلؾ الشخص مف خالؿ‬
‫تكظيفو اك ادارتو‪ .‬فيك يعد جزءا مف الماؿ الذم حصمكا عميو اثناء الحرب اك عف طرؽ الشراء كلـ يكف‬
‫لو أدني حؽ انساني‪ ،‬بؿ اف الحؽ لسيده اك مالكو في تجكيعو اك تعذيبو اك التنكيؿ بو فيك حالة تجرد‬
‫االنساف حتى مف انتمائو الكطني أم اف العبيد ال يشعركف بالمكاطنة اك االنتماء لمكطف‪ .‬كقد عرؼ العبيد‬
‫في الحضارات القديمة في ظاىرة استباحت القيـ االنسانية كقسمت المجتمعات الى احرار كعبيد حتى اف‬
‫سيدنا يكسؼ عميو السالـ كاف عبدا عند عزيز مصر ككذلؾ كاف عدد مف الصحابة كما ىك حاؿ سيدنا‬
‫‪1‬‬
‫كىي مف المؤشرات الكاضحة عمى ظاىرة العبكدية القدية اك التقميدية‪ .‬كعادة ما يمارس‬ ‫بالؿ الحبشي‬
‫‪2‬‬
‫كىك عمؿ فردم اك‬ ‫ىذا األمر عف طريؽ كسائؿ مثؿ العنؼ أك التيديد بالعنؼ كالخداع أك اإلكراه‬
‫جماعي لخدمة جماعة مف الناس‪ ،‬ككممة العبيد مف الناحية االجتماعية تعني االنساف في الصكرة كالشكؿ‪،‬‬
‫ك العبيد في المنظكر القانكني الركماني القديـ شبيو بالحيكاف كلو نفس المصير ‪ ،‬ال يحؽ لو الممكية‬
‫‪3‬‬
‫كمف حؽ سيده اف‬ ‫كليس لو عائمو كىك مممكؾ لغيره يتصرؼ بو سيده كما يتصرؼ المالؾ بممكو‬
‫يستخدمو في ام عمؿ اك يؤجره اك يبيعو اك يرىنو اك ييبو اك يقتمو ‪ ،‬فيك حالة بشعة في التعامؿ‬
‫‪4‬‬
‫كيرد‬ ‫االنساني اك البشرم عندما يستغؿ االنساف القكم اآلخر الضعيؼ كيحكلو الى مجرد اداة ناطقة‬
‫مفيكـ العبيد ىنا في الممارسات المشابية لو كاتجارة بالبشر ك استغالؿ األطفاؿ كالنخاسة كتيريب البشر‬
‫كاال تجاربيـ في ظؿ غياب معايير الكرامة ك اإلنسانية فيك حالة قمع انساف آلخر يحرمو كيسمبو حريتو‬
‫ككرامتو كيسخره‪.‬‬

‫لمعمؿ كيتعامؿ معو كشخص منبكذ إلمكاف لو في المجتمع اال مساحة العمؿ كالخدمة التي تيدؼ‬
‫لتحقيؽ الربح بؿ اف الشخص عندما يمكت يخمؼ لكرثتو امكاال منقكلة كغير منقكلة مثؿ االراضي كالنقكد‬

‫‪ 1‬عمرواي ا لسعيد‪ ،‬جردية االسًتقاق يف القانون الدويل‪ ،‬أطروحة دكتو اره قانون‪ ،‬جامعة زلمد خيضر‪ ،‬بسكره‪ ،‬اجلزائر‪.2017 ،‬‬
‫‪ 2‬مؤشر العبودية العادلي‪ ،‬العدد االول‪، 2013 ،‬متاح على الرابط ‪.WWW.GLOBALSLAVERYINDEX.ORG‬‬
‫‪ 3‬عبد اجمليد محدان‪ ،‬العبيد عند الرومان خالل القرنُت الثاين و االول قبل ادليالد‪ ،‬رللة دراسات تارخيية‪ ،‬دمشق‪ ،‬العددان ‪17‬و‪، 18‬لعام ‪.2012‬‬
‫‪ 4‬سعدي سليم‪ ،‬القانون و االحوال الشخصية يف كل من العراق ومصر‪ 332-2050 ،‬ق م‪ ،‬دراسة تارخيية مقارنة‪ ،‬ر سالة ماجستَت‪ ،‬جامعة‬
‫منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬اجلزائر ‪.2010‬‬

‫‪7‬‬
‫ك االثاث كالعبيد ‪ .1‬كقد ارتبط ظيكر العبكدية مع ظيكر الزراعة كازدياد الحاجة لميد العاممة التي دفعت‬
‫بعض المجتمعات الستخداـ العبيد في االعماؿ الز ارعية‪ .‬اف ظاىرة العبيد الزالت تتجدد في الكقت‬
‫الحاضر بشكؿ كبصكرة مغايرة لما الفتو البشرية مف الممارسات التي تجسدت بظاىرة االستعباد السالفة‬
‫الذكر كاليكـ أصبح االستعباد يزاكج كمتا الظاىرتيف حيث تذكر كسائؿ االعالـ صك ار بشعة لممارسات‬
‫تتمثؿ باختطاؼ االطفاؿ مف اجؿ المتاجرة بأعضائيـ كبيعيا اك استغالليـ في االعماؿ الشاقة كبأجكر‬
‫زىيدة كاستخداميـ لمتركيج لممخدرات اك المتاجرة بالنساء ألغراض الدعارة كغيرىا مف الظكاىر التي تسمب‬
‫االنساف كرامتو‪.‬‬

‫كما يعرؼ فاركف العبيد بأنو ‪" :‬أداة ناطقة" ليميزه عف األداة المجترة ك عف األداة الصامتة أك‬
‫‪2‬‬
‫الصماء‪.‬‬

‫‪ 1‬عبد السالم الًتماميٍت‪ ،‬الرق ماضيو وحاضره‪ ،‬سلسلة عامل ادلعرفة‪ ،‬دار الثقافة والفنون‪ ،‬الكويت‪.1990 ،‬‬
‫‪ 2‬ف‪ .‬دياكوف‪ .‬س‪ .‬كوفاليف‪ :‬احلضارات القددية اجلزء الثاين‪ ،‬ترمجـة‪ :‬نـسيم اليازجي ـ دمشق‪، 1959 ،‬ص‪. 517‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-2‬تعريف الرقيق‪:‬‬

‫الرؽ كىك أبشع صكر اإلنسانية لػـ يػكػف مػف صػنػع اإلنػسػاف المتكحش ك إنما كاف مف صنع اإلنسػاف‬
‫المػتػحػضػر‪ ..‬فالجماعات البدائية التي كانت تعيش في العػصػر الحجرم كتتغذل مف الصيد كالقنص كجني‬
‫‪1‬‬
‫الثمار الطبيعية لـ تعرؼ الرؽ فقد كاف يشيع فييا التعاكف كالمساكاة كتعمؿ مشتركة في تحػصػيػؿ غػدائػيػا‬
‫كاذا ما ندر الغداء فقد تدفعيا غريزة الكػفػاح مػف أجؿ البقاء إلى قتؿ المستضعؼ مف أبنائيا الذيف ال‬
‫يقدركف عمى الحصكؿ عميو فػيػقػتػمػكف الػشػيػكخ كالمرضى أك يتخمكف عنيـ فيمكتكف مف سغب كجكع كقد‬
‫يقتمكف النسػاء كاألط ػفػاؿ ألنػيػا أفػكاه ال نػفػع منيا‪ .‬ككانت تعتبر الغريب منيا عدكا ليا يريػد أف يستكلي‬
‫‪2‬‬
‫عمى ما في يدىا مف قكت فكانػت تػقػتػمػو كربما أكمتو الف استبقاءه حيا يكمفيا عبء غدائػو كحراستو‪.‬‬

‫حيث عرؼ العالـ بمختمؼ اممو ك حضاراتو الرؽ‪ ،‬ك كاف مشركعا متداكال بيف دكؿ العالـ تقره‬
‫القكانيف ك الديانات السماكية المختمفة‪.‬‬

‫فاختمفت نظرة الشعكب القديمة لظاىرة الرؽ حيث مارستيا اغمب االمـ القديمة لالستفادة مف قدرات‬
‫االشخاص الذيف كقعكا في االسر نتيجة الحركب ك ليذا تـ تسخيرىـ في أعماؿ تحتاج جيد اكبر ك‬
‫مشقة‪.‬‬

‫‪-1-2‬الرقيق لغة‪:‬‬

‫يعني الممؾ ك العبكدية ‪ ،3‬حيث قاؿ ابف سكيف يطمؽ الرؽ عمى الذكر ك االنثى كجمع كممة الرقيؽ‬
‫‪4‬‬
‫أرقاء مثؿ شحيح أشحاء‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ك أصمو الخضكع لمذؿ كالضعؼ ك الممؾ كالعبكدية كمنو الرقيؽ ك ىك المممكؾ كال أك بعضا‪.‬‬

‫‪ 1‬يروي كثَت من الرحالة أن شعوبا مهجية معاصرة ال تعرف الرق كسكان أوسًتاليا األصليُت وشعوب اإلسكيمو والقبائل اليت تعيش يف حوض هنـر‬
‫األمـازون وفـي وسـط أفـريـقـيـا وفـي جـزر احمليط اذلندي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Westermack, op cit, chapitre XVII.‬‬
‫‪ 3‬ابن السيد أيب احلسن علي بن امساعيل النحوي اللغوي االندلسي‪ :‬ادلخصص‪ ,‬دار الكتب اللممية‪ ,‬لبنان‪ ,‬مج‪, 3‬ص ‪.143‬‬
‫‪ 4‬الفيومي أمحد بن زلمد بن علي‪ :‬ادلصباح ادلنَت‪ ,‬يف غريب الشرح الكبَت‪,‬ج‪, 1‬ص‪.235‬‬
‫‪ 5‬سعدي أبو حبيب‪ :‬القاموس الفقيي لغة و اصطالحا‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬دمشق‪1988,‬م‪ ,‬ط‪, 2‬ص‪.151‬‬

‫‪9‬‬
‫‪-2-2‬الرقيق اصطالحا‪:‬‬

‫الرقيؽ اصطالحا يعني استرقاؽ الشخص ك ادخالو في حالة الرؽ أم تممكو‪ ,‬ك جعمو عبدا لسبب‬
‫مف االسباب االسترقاؽ تككف مختمفة حسب قكانيف الديانات ك األمـ‪ ,‬ك عميو فإف ىذا الشخص يحرـ مف‬
‫‪1‬‬
‫حريتو كيككف ممكا لغيره‪.‬‬

‫شرع في االصؿ جزاء عف الفكر األصمي‪ ,‬أما أنو عجز فإنو‬


‫كيعرؼ الفقياء الرؽ بأنو عجز حكمي ٌ‬
‫‪2‬‬
‫ال يممؾ ما يممكو الحر مف الشيادة كالقضاء ك غيرىما ‪.‬‬

‫بينما تذكر دائرة المعارؼ األمريكية الرؽ بأنو نظاـ أك حالة يككف كضع إنساف ممكا آلخر كلك‬
‫السيادة المطمقة عمى جسده كعممو‪ ,‬أما مكسكعة الحضارة فتجد أف الرؽ ىك ككف اإلنساف مستعبدا لغيره‬
‫‪3‬‬
‫مممككا لو‪ ,‬فاقد التصرؼ في ذاتو‪ ,‬كفي مكاسبو‪ ,‬أما االسترقاؽ في اإلدخاؿ في الرؽ‪.‬‬

‫ك عميو فإف االنساف المسترؽ أشبو بالمتاع الخاص بسيده كبالتالي االنتقاص مف كرامتو‪ ,‬كمف حؽ‬
‫سيده أف يبيعو أك يؤجره لمف يشاء‪ ,‬ك بيذا يتـ تجريد ىذا الشخص تجريدا كامال مف حريتو‪ ,‬فال يمكف لو‬
‫أف يعقد أك يتحمؿ أم التزاـ ‪.4‬‬

‫حيث يمكف التمييز بني صنفيف اك قسميف مف الرقيؽ في المجتمع اليكناني‪.‬القسـ االكؿ منيـ ‪،‬‬
‫رقيؽ الدكلة كيطمؽ عمييـ لفظ الييمكت‪ ،‬منيـ العبيد بالكالدة ك االحرار ممف استرقكا عف طريؽ الحرب‪،‬‬
‫يتميزكف عف الصنؼ اآلخر بأنو ليس لمكاله حؽ التصرؼ المطمؽ عميو ‪ ،‬فال يستطيع أف يسمبو حقو في‬
‫الحياة‪ ،‬أما القسـ الثاني فيـ األرقاء‪ :‬يتككف أغمبيـ مف أسرل الحركب الداخمية بيف المدف‪ ،‬يستخدمكف في‬
‫الحراسة‪ ،‬االدارة‪ ،‬الجيش‪ ،‬الجكسسة‪ ،‬ككؿ األعماؿ الشاقة‪ ،‬العتقاد اليكناني أف الرؽ كجد النتاج ما‬
‫‪5‬‬
‫تحتاجو المدينة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫علي كسار غدير الغزايل‪ :‬اجلذور التارخيية لظاىرة الرقيق عند الشعوب القددية وعرب اجلزيرة قبل االسالم (دراسة مقارنة)‪ ,‬رللة الدراسات االفريقية‪،‬‬
‫العدد ‪ ،2013 ،15‬ص ‪.76‬‬
‫‪ 2‬أمحد شفيق‪ :‬الرق يف االسالم‪ ,‬تر‪ :‬أمحد زكي‪ ,‬دار الطيبة‪ ,‬اجليزة‪2009 ,‬م‪ ,‬ص‪.9‬‬
‫‪ 3‬عيوين زلمد‪ :‬دور الرقيق يف احلياة السياسية والثقافية ببالد ادلغرب و االندلس خالل القرنُت ‪4‬و‪ 5‬اليجريُت‪ ,‬أطروحة لنيل شيادة ادلاجستَت‪ ,‬يف العلوم‬
‫االسالمية‪ ,‬سلطوطة‪ ,‬قسم اللغة واحلضارة العربية االسالمية‪ ,‬كلية العلوم االسالمية‪ ,‬جامعة اجلزائر‪2012 ,‬م‪2013/‬م‪ .‬ص‪.14‬‬
‫‪ 4‬علي كسار غدير الغزايل‪ :‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص‪.76‬‬
‫‪ 5‬بشاري بن عمرية لطيفة ‪.‬الرق من الفتح االسادلي اىل غاية رحيل الفاطميٍت ص‪.29‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-3‬تعريف الصقالبة‪:‬‬

‫يقصد بالصقالبة سكاف البالد المختمفة مف بالد بمغاريا التي امتدت أراضييا مف بحر قزكيف إلى‬
‫البحر االدرياتيكي‪ ،‬إال اف الجغرافييف العرب في العصكر الكسطى أطمقكا ىذه الكممة عمى الشعكب‬
‫االسالمية عامة‪ ،‬ثـ تكسع العرب في استعماؿ ىذا االسـ فأطمقكه عمى جميع ارقائيـ الذيف جمبكىـ مف أية‬
‫اـ مسيحية ‪ ،1‬أك الذيف جيء مف جميقية‪،‬كقطالكنيا‪،‬كلمبارديا ككانكا يباعكف احداثا‪ ،‬كمف الجنسيف كيربكف‬
‫تربية اسالمية‪ .2‬يذكر الرحالة ابف حكقؿ الذم زار االندلس في القرف الرابع اليجرم العاشر ميالدم‪ ،‬أنو‬
‫عندما يككف ىؤالء الصقالبة عمى مشارؼ االندلس يخصكف‪ ،‬ككاف مف يفعؿ ذلؾ ىـ تجار الييكد‪ ،3‬أما‬
‫إذا سبكا في اماكف اخرل ترككا فحكلتيـ عمى أحكاليـ مقركريف عمى صحة صحة أجساميـ ‪ ،4‬ككاف‬
‫معظميـ مف االطفاؿ مف الجنسيف كتتـ تنشئتيـ كمف ثـ استخداميـ في الحرس كالحاشية‪ ،‬كالجيش‪ ،‬كاخذ‬
‫عددىـ يتنامى حتى عجت القصكر ‪.5‬‬

‫أما بالنسبة لمكظائؼ التي كانكا يشغمكنيا فمـ تكف مف الكظائؼ المتدنية عمى غرار االجناس‬
‫األخرل‪ ،‬بؿ كانكا يشغمكف كظائؼ محترمة‪ ،‬كأىميا العمؿ في القصكر كذلؾ لخدمة الحريـ‪ ،‬كعندما اشتد‬
‫عضدىـ أقحمكا في الجيش األندلسي ككذا المناصب االدارية‪ ،‬كقد احسنكا صنيعا بهم عندما استغمكىـ في‬
‫ىذه الكظائؼ‪ ،‬كاستعانكا بهم لتدعيـ سلطانهم باألندلس كاخماد الحركات االنفصالية كالقضاء عمى‬
‫المؤامرات الداخمية حيث كجد منيـ األمكيكف اداة طيعة لتنفيذ مشاريعيـ‪ ،‬كالتصدم لالنقالبات التي كاف‬
‫يقكـ بها أشراؼ العرب كالمكلدكف‪.‬‬

‫كقد بدئ في استخداميـ أياـ عبد الرحماف الداخؿ‪ ،‬كأخذ عددىـ يتزايد لحاجة االمراء األمكيكف ليذا‬
‫العنصر االجنبي الذم تفانى في خدمة أمراء بني أمية حتى كصؿ عددىـ في عيد الخميفة عبد الرحماف‬

‫‪ 1‬أمحد سلتار العبادي‪ ،‬يف تاريخ ادلغرب واالندلس‪ ،‬مؤسسة الثقافة اجلامعة االسكندرية‪ ،‬ص‪.08:‬‬
‫‪ 2‬نفسو‪ ،‬ص‪.9 :‬‬
‫‪ 3‬ابن حوقل أبو القاسم‪ ،‬صورة األرض‪ ،‬منشورات دار مكتبة احلياة‪ ،‬بَتوت‪، 1992 ،‬ص‪.106 :‬‬
‫‪ 4‬ابن حوقل‪ ،‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.106 :‬‬
‫‪ 5‬نفسو‪ ،‬ص‪. 106 :‬ادلقديسي مشس الدين‪ ،‬احسن التقاسيم يف معرفة األقاليم‪ ،‬حتقيق زلمد أمُت الضناوي‪ ،‬دار الكتب العلمية‪،2003/1424 ،‬‬
‫ص‪.194‬‬

‫‪11‬‬
‫‪1‬‬
‫ككاف ىذا العدد اليائؿ في كفاية القصر مف مطعـ‬ ‫الناصر ‪300‬ق ‪ 3750‬رجال ك‪ 6750‬مف النساء‬
‫كممبس‪.2‬‬

‫كعمى أية حاؿ فإف األمكييف اعتمدكا في اكثر أياميـ عمى جيش مف الصقالبة‪ ،‬كناؿ ىؤالء منيـ‬
‫عناية كحظكة‪ ،‬كتمكف عدد كبير منيـ أف يصمكا إلى مناصب حساسة في السمطة األمكية‪ ،‬حتى اف‬
‫بعضيـ استطاع امتالؾ اراضي شاسعة‪ ،‬كثركات طائمة كزاد شأنيـ كارتقى مركزىـ في عيد الخميفة الحكـ‬
‫المستنصر‪ ،‬ككاف ىذا األخير يقربيـ كيتغاضى عف األعماؿ المخالفة لتقاليد القصر التي تصدر منيـ مف‬
‫حيف آلخر‪ ،‬كيمتمس ليـ االعذار‪ ،‬كيحث المقربيف منو باإلحساف إلييـ‪ ،‬كالتغاضي عف تصرفاتيـ غير‬
‫الالئقة ككاف يقكؿ‪« :‬ى ـ أمناؤنا فينبغي لمرعية أف تمبي ليـ كترفؽ في معاممتيـ ‪ ،‬فتسمـ مف معرتيـ إذ‬
‫‪3‬‬
‫ليس يمكننا في كؿ كقت االنكار عمييـ» ‪.‬‬

‫كازدادت مكانتيـ مع كفاة الحكـ المستنصر‪ ،‬كتكلي ىشاـ المؤيد مقاليد السمطة كاعتبركا انفسيـ‬
‫أصحاب السمطة العميا في البالد‪ ،‬ك أف ادارتيا أصبحت بيف أيدييـ‪ ،‬لقد استعاف بهم بنك أمية لتدعيـ‬
‫سلطانهم كما اسمفنا‪.‬‬

‫إال أنيـ في حقيقة االمر كانكا نقمة عمى البيت االمكم بأكممو‪ ،‬كأف اختالطيـ بالطبقة الدنيا في‬
‫المجتمع االندلسي كاف شبو منعدـ‪ ،‬كظمكا طكاؿ عيكدىـ باألندلس محافظيف عمى النكع‬
‫العرقي‪ homogènes‬ك أنيـ ظمكا متضامنيف فيما بينيـ‪ .‬كالدليؿ عمى ذلؾ ىك عند سقكط الخالفة‬
‫األمكية اتحدكا في كتمة كاحدة‪ ،‬كقرركا أف يجمعكا شمميـ كيستقركا في شرؽ األندلس حيث تمكنكا مف‬
‫‪4‬‬
‫تككيف طائفة خاصة بهم‪.‬‬

‫كازداد نفكذ الصقالبة بعد كفاة الحكـ المستنصر‪ ،‬كتدخمكا في الشؤكف السياسية لمدكلة كلما كصؿ‬
‫المنصكر بف أبي عامر إلى سدة الحكـ‪ ،‬كأصبح مطمؽ التصرؼ في شؤكف الدكلة عمؿ عمى تشتيت شمؿ‬
‫ىذه الطائفة‪ ،‬كأخذ يعتمد عمى غيرىـ ممف يطمئف إلييـ كيأمف جانبيـ‪.‬‬

‫‪ 1‬ادلقري أمحد بن زلمد التلمساين‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب‪ ،‬حتقيق إحسان عباس‪ ،‬دار‪ ،‬صادر‪.102 ،1388،1968 .‬‬
‫‪ 2‬ابن اخلطيب لسان الدين‪ ،‬أعمال األعالم‪ ،‬ص‪.41-40‬‬
‫‪ 3‬ابن عذارى ادلراكشي‪ ،‬ادلصدر السابق‪ ،‬ج‪، 2‬ص‪.259 :‬‬
‫‪ 4‬العبادي أمحد سلتار‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.408 :‬‬

‫‪12‬‬
‫‪1‬‬
‫في فترة حجابة المظفر عبد الممؾ‬ ‫كعمى الرغـ مف ذلؾ فقد حاكؿ كاحد مف الفتياف العامرييف‬
‫الكصكؿ إلى الحكـ كتدبير شؤكنو‪ ،‬فاستفحؿ أمره حتى أصبح اآلمر الناىي مستغال مرض الحاجب‬
‫المظفر أبي مركاف عبد الممؾ ليحقؽ ما كاف ييدؼ إليو مف السيطرة عمى شؤكف الحكـ‪ ،‬فما كاد عبد‬
‫الممؾ يشفى مف مرضو‪ ،‬حتى زج بو في السجف ثـ دس لو مف قتمو ‪ .2‬كيستنتج مف ىذه الحادثة‪ ،‬اف‬
‫طاعة ىؤالء لسادتيـ كانت مرتهنة بقكة القائد كبطشو‪.‬‬

‫كعندما تزعزعت أركاف الخالفة االمكية‪ ،‬كاف ليؤالء الصقالبة ضمع في المؤامرات التي قامت في‬
‫قرطبة‪ ،‬كسائر بالد االندلس ككاف خيراف العامرم ىك الرأس المدبر ‪ ،‬كالقائد ليذه المجمكعات الصقمبية‪.‬‬

‫كعندما أفؿ نجـ الخالفة األمكية‪ ،‬كانمحت معالميا ظيرت دكيالت صغيرة في شرؽ األندلس‬
‫‪3‬‬
‫كتحالفت فيما بينيا كتسمت بالدكلة العامرية الصقمبية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫عمى الشػعكب الػتي كانت تقطف‬ ‫أطمؽ المؤرخكف كالجغرافيكف المسممكف اسـ ((الصقالبة))‬
‫األراضي الممتدة بيف األستانة كبالد المجر ‪ .‬عمى أف اسـ صقالبة ‪،‬كاف يطمؽ في األصؿ عمى جميع‬
‫األسرل الذيف كانت تأسرىـ الجيكش الجرمانية في حمالتيا ضد األمػـ الصقمبية ‪ ،‬ثـ يبيعكىـ إلى‬
‫المسمميف في األندلس ‪ ،‬ثـ تكسع المسممكف في استعماؿ ىذا ‪ ،‬فأطمقكه عمى أرقائيـ الذيف جمبكىـ مف أية‬
‫‪5‬‬
‫أمة مسيحية‪ .‬كأما طريقيـ إلى األنػدلس فقد كاف يخترؽ ألمانيا كالى المكانئ البحرية بإيطاليا كفرنسا ‪.‬‬

‫أما تاريخ استعماؿ الصقالبة ‪ ،‬فإنو يعكد إلى كقت مبكر ‪ ،‬يذكر الرحالة ابف حكقػؿ الذم زار‬
‫األندلس زمف الخميفة الحكـ الثاني ‪ ،‬يػذكر أف الصػقالبة في األنػدلس لـ ينحدركا مف ساحؿ البحر األسكد‬
‫فقط ‪ ،‬بؿ ىـ أيضا مف جية جميقيػة كبػالد اإلفػرنج كغيرىما مف الجيات كالمغرب التي جمبت الكثير‬

‫‪ 1‬ابن اخلطيب لسان الدبن‪ ،‬ادلصدر السابق‪ ،‬ص‪.121 :‬‬


‫‪ 2‬ابن عذاري ادلراكشي‪ ،‬البيان ادلغرب يف أخبار األندلس وادلغرب‪ ،‬حتقيق ومراجعة ج من كوالن وليفي بروفنسال‪ ،‬دار الكتب العلمية ط ‪،2009 ،1‬‬
‫ص ‪.26-24‬‬
‫‪ 3‬العبادي أمحد سلتار‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.277 :‬‬
‫‪ 4‬ابن حوقل ‪ .‬صورة األرض ‪ . 110 .‬وأطلق عليهم ابن بسام اسم (( اجملا جيب ) ‪ .‬الذخَتة ‪ . 34: 1/4 .‬وأطلق علـيهم ابـن عذارى(( العلوج)) ‪.‬‬
‫كما ترد تسمبتهم (( باخلرس )) لعجمتهم ‪ .‬البيان ادلغرب ‪.162: 3.‬وأما ادل قري فتتو يطلق عليهم (( ادلماليك )) ‪ ،‬أو الصقالبة ‪ .‬نفح الطيب ‪1 .‬‬
‫‪. 398:‬‬
‫‪ 5‬متز ‪ ،‬آدم احلضارة اإلسالمية يف القرن الرابع اذلجري ‪. 270: 1.‬‬

‫‪13‬‬
‫منيـ‪ ، 1‬كيكضح جكدت الركابي ذلؾ‪ ،‬بقكلو‪(( :‬فقد كاف أكثرىـ أسرل جمبيـ رجاؿ مف القراصنة المغاربة‬
‫‪2‬‬
‫كاألندلسييف في أثنػاء غا ارتيـ عمى الشكاطئ األكربية لمبحر األبيض المتكسط )) ‪.‬‬

‫بتضح أف الصقالبة كانكا يجمبكف مف بقاع أكربية عديدة ‪ ،‬كقد عمد ء ىـ الستخداميـ ‪ ،‬كبخاصة‬
‫في عيد الخالفة األمكية ‪ 3‬كجنكد حتى كصؿ البعض منيـ إلى المراتب الرفيعة كالشرطة كالخدـ ‪.4‬‬

‫كقد ككف الخمفاء ‪ ،‬في القرف الرابع اليجرم ‪ ،‬مف الصقالبة حرسا خاصا يعتمػدكف عمييـ كؿ‬
‫االعتماد ‪ ،‬كالخضياف منيـ كانكا يييئكف لخدمة الحريـ ‪ ،‬كقد اشتيركا بالخدمػة المخمصة األمينة ‪،‬‬
‫(كعممية الخصاء ػ الم افية لإلنسانية ػ كاف يتكالىا تجار مختصكف مف الييكد ‪ ،‬يذكر ابف حكقؿ (( أف‬
‫الخدـ الصقالبة كجميع مف عمى كجو األرض مف الصػقالبة الخصيػاف فمػف جمب األندلػس ألمـ عند قرىـ‬
‫منيا يخصكف كيفعؿ ذلؾ ىػـ تجػار الييكد )) ‪ ،5‬ككانكا كثي ار ما يمكتكف بسبب الجراحة ‪ ،‬كثمنيـ أغمى‬
‫مف العادييف‪.‬‬

‫كعممية الخصاء ىذه يقكـ بيا تجار الييكد ػ كما أشار ابف حكقؿ ػ فميـ صيادكف كمعامؿ لخصائيـ‬
‫في جنكب فرنسا كفي مدينة (( فرداف )) منيا بخاصة ‪ ،‬ككانكا عمػى األغمب صغار السف عند مجيئيـ‬
‫األندلس ‪ ،‬كلكف سرعاف ما يتعممكف العربيػة ‪ ،‬كفنػكف الفركسية ‪ ،‬كيتأدبكف بآداب المجتمع األندلسي ‪.‬‬

‫كقد اقتنى منيـ المسممكف ػ في القرف الرابع ػ عددا ىائال ‪ ،‬حتى ذكر أنو كػاف يكجد في بعض‬
‫األحياف أكثر مف خمسة عشر ألفا في قرطبة منيـ في مدينة الزىراء كحػدىـ أكثر مف ثالثة آالؼ ‪ ،6‬لكف‬
‫المنصكر بف أبي عامر أدرؾ خطكرتيـ عمى سمطانو ‪ ،‬فعمؿ عمى استئصاليـ كاخراجيـ مف القصر ‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫ككلى صقالبة غيرىـ ممف يرضاىـ ىك عرفكا باسػـ الفتياف أك المماليؾ العامرية ‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن حوقل ‪ .‬صورة األرض ‪. 110 .‬‬


‫‪ 2‬الركايب ‪ .‬جودت ‪ .‬يف األدب األندلسي ‪. 39 .‬‬
‫‪ 3‬العبادي ‪ ،‬أمحد سلتار ‪ .‬الصقالبة يف األندلس ‪. 9 .‬‬
‫‪ 4‬ادلقري‪ ،‬نفح الطبيب‪.387-386-366 :1 ،‬‬
‫‪ 5‬ابن حوقل ‪ .‬صورة األرض ‪. 110 .‬‬
‫‪ 6‬دلقري ‪ .‬نفح الطيب ‪ . 567: 1 .‬ويذكر ابن اخلطيب أن عددمهكان بالتحديدمبدينة الزىراء‪ :‬ثالثة آالف وسبعمائة ومخسـُت ‪ .‬أعمال األعالم ‪.‬‬
‫‪.40‬‬
‫‪ 7‬كان عدد الصقالبة خدام القصر الذين نكبهم ادل نصور مثامنائة أو يزيدون وعلى رأسهم فائق وجؤذر ‪ .‬انظر ‪ :‬ادلقري ‪ .‬نفح الطيب ‪، 397 : 1.‬‬
‫‪.396‬‬

‫‪14‬‬
‫كلقد استطاع فريؽ أف يتحرر مف العبكدية ‪ ،‬كيشغؿ مكانػا الئقابػو في الحيػاة االجتماعية ‪ ،‬كمنيـ‬
‫مف امتمؾ أراضي كأصبح غنيا ‪ ،1‬كنبغت طائفػة منػيـ في العمػـ كاألدب ؛ فكاف منيـ الشعراء كالكتاب‬
‫كالمؤلفكف ‪ ،‬كقد خصيـ حبيب الصقمبي بكتػاب ذكر فيو مآثرىـ ‪ ،‬سماه ((كتاب االستظيار كالمغالبة عمى‬
‫مف أنكر فضائؿ الصقالبة ))‪ ، 2‬كىك مع األسؼ مفقكد ‪.‬‬

‫كقد لعب الصقالبة دك ار أساسيا بكجو عاـ ‪ ،‬فشارككا في المؤامرات في قرطبة كسائر األندلس ‪ ،‬في‬
‫عيد الفتنة ‪ ،‬كسرعاف ما تمكنكا مف االنفراد بالسمطة في شرؽ األنػدلس‪ ،‬في القرف الخامس اليجرم ‪ ،‬في‬
‫كلكف صكتيـ خفت في عيد المرابطيف‬ ‫المرية كدانية كبمنسية كجزائر البحر األبيض المتكسػط ‪،‬‬
‫كالمكحديف حتى النكاد نسمع عمييـ شيئا ‪.‬‬

‫تمؾ لمحة عابرة تصكر عناصر المجتمع األندلسي ‪ ،‬كطبيعتو كالديانات التي يعتنقيػا ‪ ،‬الشيء‬
‫الذم أدل إلى عدـ كحدتيا ‪ ،‬يقكؿ شكقي ضيؼ‪ (( :‬شاركت في التككيف البشػرم إليبيريا أجناس كثيرة‬
‫منيا اآلسيكم كاإلفريقي كاألكربي ‪ ،‬كلػذلؾ أصػبحت في دمائيػا القارات الثالث ‪ ،‬مما حاؿ دكف قياـ كحدة‬
‫‪3‬‬
‫سياسية فييا ))‪.‬‬

‫كلعؿ عدـ قياـ كحدة سياسية ‪ ،‬خالؿ القرف الخامس اليجرم ‪ ،‬طعميا سيرة أمػراء الطكائؼ السيئة‬
‫تجاه الرعية باالستئثار بخيرات البالد لصالحيـ ‪ ،‬كفرض الضرائب الباىضػة عمى الرعية ‪ ،‬لتأميف أنفسيـ‬
‫كممالكيـ مف ىجمات األعداء الجيراف ػ كما تقدـ ػ كمػف نصارل الشماؿ بدفع األتاكة كاليدايا لمتقرب منيـ‪،‬‬
‫ثـ إقباليـ عمى حياة الترؼ كالبػذخ‪ ،‬كقد تجمى ذلؾ كاضحا في شرب الخمكر‪ ،‬كاقتناء الجكارم ‪ ،4‬كارتكاب‬
‫المعاصي‪ 5،‬كسماع الغناء ‪ ،‬كبناء القصكر ‪ ،‬ك االسراؼ كالتبذير في إقامة االحتفاالت ‪.6‬‬

‫‪ 1‬الركايب ‪ ،‬جودت ‪ .‬يف الدب األندلسي ‪. 39.‬‬


‫‪ 2‬ابن األبار ‪ .‬التكملة لكتاب الصلة ‪. 238 :1 .‬‬
‫‪ 3‬ضيف ‪ ،‬شوقي ‪ .‬عصر الدول واإلمارات ـ األندلس ‪.15.‬‬
‫‪ 4‬انظـر ‪ :‬ابن بسام ‪ .‬الذخَتة ‪ ، 112: 1/3 .‬ابن األبار ‪ .‬احللة السَتاء ‪ ،43: 2 .‬ادلقري ‪ .‬تفح الطيب ‪. 286 ، 170: 4 .‬‬
‫‪ 5‬أورد ابن األبار عن كثرة حب ادلعتضد ان عباد للنساء وسلاطتهن إىل أن (( افتض مثامنائة بكر )) ‪ .‬احللة السَتاء ‪. 43: 2 .‬‬
‫‪ 6‬ذكر ابن بسام أن ادلامون بن ذي النون أقام حفال مبناسة ختان ابنو حيي ‪(( ،‬فحشد أمراء البالد ‪ ،‬ومجلة والوزراء والقواد ‪ ،‬فـأقبلوا إليو كال َقطا القارب‬
‫الذنٍت‪ ،‬وبو يضرب ادلثل عند أىل‬ ‫أَرساال )) الذخَتة ‪ ، 128: 1/4 .‬ويذكره ادلقري ‪ ،‬بقولو ‪ (( :‬واىم اإلعذار ادلشهور الذي يقال لو ‪ :‬اٌعذار ُّ‬
‫ادلغرب)) ‪.‬نفح الطيب ‪:1 .‬ى ‪.440.‬‬

‫‪15‬‬
‫كفي تنافس أمراء الطكائؼ في بناء القصكر ‪ ،‬أكرد ابف بساـ قكؿ ابف حياف يصؼ ما استحدثو‬
‫مظفر كمبارؾ في بمنسية ‪(( :‬كسمؾ مبارؾ كمظفر سبيؿ الممكؾ الجبابرة في إشػادة البناء كالقصكر ‪،‬‬
‫كالتناىي في عميات األمكر ‪ ،‬إلى أبعد الغايات كمنتيى النيايات ‪ ،‬بما أبقيػا شأنيما حديثا لمف بعدىما ‪.‬‬
‫كاشتمؿ ىذا الرأم أيضا عمى جميع أصحابيما كمف تعمؽ ىما مف كزرائيما ككتاىما ‪ ،‬فاحتذكا فعميما في‬
‫تفخيـ البناء ‪ ،‬فيامكا منو في ت ارىػات ميضػمة ‪ ،‬كتسكعكا في أشغاؿ متصمة ‪ ،‬الىيف عما كاف يكمئذ فيو‬
‫األمة ‪ ...‬فنفػؽ سػكؽ المتػاع ‪ ،‬كبعقكىـ كبعثر عف ذخائر األمالؾ لقصرىـ ‪ ،‬كضرب تجارتيما أكجو‬
‫الركاب نحكىـ ‪ ،‬حتى بمغكا مف ذلؾ البغية كفكؽ مؿء فؤاد األمنية ‪ ،‬فما شئت مف طرؼ رائع ‪ ،‬كمركب‬
‫ثقيؿ ‪ ،‬كممبس رفيع جميؿ ‪ ،‬كخادـ نبيؿ ‪ ،‬كآالت متشاكمة كأمكر متقابمة ‪ ،‬تػركؽ النػاظريف ‪ ،‬كتمغيظ‬
‫‪1‬‬
‫الحاسديف )) ‪.‬‬

‫كلـ يكف ىذا الثراء خاصا بذكم القصكر كاألمراء ‪ ،‬بؿ كاف يشمؿ طبقات أخػرل مف الناس ‪ ،‬مف‬
‫‪2‬‬
‫أبرزىـ التجار ‪ ،‬كالمقربكف مف الحكاـ ‪ ،‬كطبقة الفقياء‪.‬‬

‫ككانت طبقة الفالحيف التي تمثؿ األغمبية مف أبناء المجتمع األندلسي ‪ ،‬أكثر الطبقات االجتماعية‬
‫تأث ار ذا االضطراب االجتماعي ‪ ،‬إلى جانب أنيا أكؿ ضحايا القحط كالمجاعػة‪ ،‬ككانت أكثر مف يصاب‬
‫باالضطػرابات كالحركب الداخمية أك الخارجية مف حرؽ لممزارع كخراب لمبساتيف ‪ ،3‬فال غرابة إذا سمعنا‬
‫ابف عذارل يتحدث عف حالة الفالحيف المحزنة كالسيما فالحك بمنسية حيف كاف يحكميا مظفر كمبارؾ ‪،‬‬
‫فيقكؿ عنيما إنيما ‪(( :‬كانا يحثاف بسكؽ الرعية المضطيدة بسمطاتيا ما فال يعبآف بما آذاىا مف كمفيما ‪،‬‬
‫يقمدانيا شػ اررالعماؿ ‪ ،‬كيستزيداف عمييا في الكظائؼ الثقاؿ ‪ ،‬مع األياـ كالميالي ‪ ،‬حتى لغدا كثير منػيـ‬
‫يمبسػكف الجمكد كالحصر كيأكمكف البقؿ كالحشيش كفر أكثرىـ عػف قػراىـ )) ‪ ،4‬كاذا حػدثنا صاحب كتاب‬
‫الذيؿ كالتكممة عف حدكث مجاعة عاـ ثمانية كأربعيف كأربعمائة في إشبيمية ‪ ،‬كبيف أنيا كانت مريعة‬

‫‪ 1‬ابن بسام‪ ،‬الذخَتة‪.17 :1/3 ،‬‬


‫‪ 2‬عباس ‪ ،‬إحسان ‪ .‬تاريخ األدب األندلسي ‪ ،‬عصر الطوائف وادلرابطُت ‪. 42.‬‬
‫‪ 3‬خالص ‪ ،‬صالح ‪ .‬إشبيلية يف القرن اخلامس اذلجري ‪. 32.‬‬
‫‪ 4‬ابن عذارى ‪ .‬البيان ادلغرب ‪. 162: 3 .‬‬

‫‪16‬‬
‫لدرجة خطيرة اضطر الناس فييا إلى دفف كؿ ثالثة أك أربعة أشخاص في قبر كاحد ‪ ،‬كخمت المساجد مف‬
‫الناس ‪.1‬‬

‫يتضح أف ممكؾ الطكائؼ كانكا يمجأكف إلى ىذا السبيؿ لجمع ثركاتيـ الطائمة كزيادة غناىـ الفاحش‪،‬‬
‫عمى حساب العامة مف فالحيف كغيرىـ ‪ ،‬فكػاف الخطػر الػداخمي منيـ أيضا ؛ فكما لعبكا دك ار رئيسا في‬
‫خمؽ ممكؾ الطكائؼ قامكا بنفس الدكر في إزالتيـ ‪.‬‬

‫‪ 1‬فالح القيسي ‪ ،‬فايز عبد البٍت ‪ .‬أدب الرسائل يف األندلس يف القرن اخلامس اذلجري ‪ .32.‬نقال عن عبد ادللك ادلراكشي ‪.‬الـذيل والتكملة‪،1/5 ،‬‬
‫‪.31‬‬

‫‪17‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬أصناف العبيد (األوروبي‪ ،‬السوداني‪ ،‬البربري)‪.‬‬

‫‪-1‬العبيد األوروبي‪:‬‬

‫تأتي ىذه الفئة محتمة المرتبة األخيرة مف سمـ فئة المسمميف مف العناصر المككنة لممجتمع‬
‫االندلسي‪ ،‬ك ىـ مزيج مف الجميقييف ك األلماف ك الفرنسييف ك االيطالييف‪ ،‬ك غيرىـ مف بالد أكركبا‬
‫الكسطى ك الجنكبية‪ ،1‬ك قد استعممت ىذه الكممة في االندلس الى اف عممت ك صارت تطمؽ عمى جميع‬
‫‪2‬‬
‫االرقاء مف االمة المسيحية‪ .‬أكؿ مف استخدميا في االندلس ىك الحكـ الريضي‪.‬‬

‫ك كاف العبيد االكركبي يجمبكف عف طريؽ التجارة ك الحمالت العسكرية كما اف التجار الييكد كاف‬
‫ليـ دكر كبير في جمبيـ الى االندلس ك ىـ صغار فيربكف تربية عسكرية ك يدربكف عمى خدمة القصر‪.‬‬
‫ك كاف ىؤالء التجار يتكلكف عممية خصييـ قبؿ تقديميـ الى االندلس ك ىذا ما اكده ابف حكقؿ عندما زار‬
‫‪3‬‬
‫االندلس في القرف الرابع لميجرم‪.‬‬

‫قائال‪:‬‬ ‫العممية‬ ‫ىذه‬ ‫ذىب إلى كصؼ كيؼ كانت تتـ‬ ‫كالـ ابف حكقؿ بؿ‬ ‫كقد أكد المقدسي‬
‫"يسمح القضيب كالمزكداف في مره كاحده كقاؿ بعضيـ يشؽ المزكداف فتخرج البيضتاف‪ ،‬ثـ تجعؿ تحت‬
‫القضيب خشبة ك يقط مف اصمو ‪ ...‬ك اذا خصكىـ جعمكا في منفذ البكؿ بمركد رصاص يخرجكنو اكقات‬
‫‪4‬‬
‫البكؿ الى اف يبرء ك كي ال يمتحـ"‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫بيف القسطنطينية كالبمغار كىـ مف أبناء يافث‪ ،‬كقد‬ ‫إسـ أطمقو العرب‪ ،‬عمى سكاف بالد الخزر‬
‫استعممت ىذه الكممة ككممة صقميب في فرنسا قديما كمعناه عبد أك رقيؽ ‪.‬‬

‫‪ 1‬زلمد قسم السيد زلمد البليلة‪ ،‬اجملتمع االندلسي يف عصر االمارة االموية (‪316 -138‬ه) (‪928-755‬م)‪ ،‬قسم التاريخ و احلضارة االسالمية ‪،‬‬
‫كلية الدراسات العليا‪ ،‬جامعة دانج‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪ 2‬عبد االلو بنمليح‪ ،‬الرق يف بالد ادلغرب و االندلس‪ ،‬ص ‪.218‬‬
‫‪ 3‬زلمد حناوي‪ ،‬النظام العسكري باالندلس يف عصري اخلالفة و الطوائف‪ ،‬دار ايب رقراق ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،2003‬ص‪.33‬‬
‫‪ 4‬ادلقدسي ادلعروف بالبشاري‪ :‬احسن التقاسيم يف معرفة االقاليم‪ ،‬مكتبة مد بوىل‪ ،‬القاىرة‪1411 ،‬ه‪1991/‬م‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪.223-222‬‬
‫‪ 5‬ابن حوقل‪ ،‬ادلتويف بعد سنة ‪367‬ىـ‪977/‬م‪" ،‬صورة االرض" (بَتوت‪ ،‬مكتبة احلياة‪) 1938 ،‬مصورة عن طبعة كرامرز الثانية‪ 132 ،‬ليدن‪،‬‬
‫برين‪ 1938‬ص‪.97‬‬

‫‪18‬‬
‫دؿ عمى ذلؾ بعض الركايات التارخيية التي تؤكد أما كصكليـ المغرب فكاف في القرف الثاني لميجرة‬
‫كجكدىـ في البالط االغمبي‪ ،‬حيث أف االمير إبراىيـ بف االغمب كاف يمتمؾ عددا منيـ‪ ،‬كىناؾ ركاية‬
‫‪1‬‬
‫تاريخية تقص إخفاء زيادة اهلل الثالث ألؼ دينار ذىبي في أحزمة ألؼ صقميب ‪.‬‬

‫ال خيتمؼ الشأف بالنسبة لمفاطميف إذ كاف لمعبيد الصقميب دكر اكبر ك أخطر حيث جرت العادة‬
‫عمى اقتنائيـ ك االعتناء بيـ منذ الصغر لينشأكا عمى الطاعة كالكفاء‪ ،‬مما أىميـ لتكيؿ مناصب ىامة في‬
‫الدكلة ك الجيش فبرز منيـ قادة كقيصر كمظفر الذيف انفردا بالحكـ‪ ،‬كالنفكذ في المناطؽ المسندة كأما عف‬
‫مصدر ىذا الرقيؽ فكانت التجارة المصدر الرئيسي لجمبو ناىيؾ إلييما لميجرة عف ىدايا االمراء ك الممكؾ‪،‬‬
‫كمنيـ باديس بف المنصكر الزيرم الذم أرسؿ الى الخميفة الحاكـ الفاطمي ك في ذلؾ داللة عمى أف‬
‫بمصر ىدية كمنيا‪ ":‬عشركف كصيفة بارعة الجماؿ كعشرة مف الصقالبة"البالط الزيرم لـ يخؿ ىك أيضا‬
‫مف تكاجد الصقالبة‪.‬‬

‫مع اطالؿ عصر المرابطيف تغيرت المعطيات السياسية ك بالتالي تغير مصدر الرقيؽ ‪ ،‬لذلؾ جند‬
‫اال أف ىذا ال ينفي كجكدىـ بالبالط كممة الصقالبة تبدؿ بالعمكج‪ ،‬الحشـ‪ ،‬الركـ‪ ،‬أك الفتياف المرابطي فابف‬
‫عذارم يقكؿ عف يكسؼ بف اتشفني"‪ :‬كبعث الى االندلس فابتيع لو مجمة مف االعالج "ليتـ استعماىمـ في‬
‫الحرس اخالص لألمير يكسؼ بف تاشفيف‪ .‬كيقصد ىبـ غالبا الرقيؽ الذيف لـ ترد بشأىنـ إشارة صرحية‬
‫حكؿ أصكىمـ خاصة في العيد المرابطي كما أكرداف سابقا‪:‬‬

‫نظ ار لتكقؼ المد الصقميب ك االقتصار عمى رقيؽ الممالؾ النصرانية المجاكرة خصكصا أراغكف‬
‫كقشتالة‪ ،‬كأما الرقيؽ الجميقي فكاف مرتبطا بالحدكد السياسية لالندلس كالصراع الدائـ مع الجاللقة‪،‬‬
‫كمصدر الرقيؽ االفرنجي فمف فاسككنية ك الالنقدكؾ كاثبت المصادر التارخيية كجكده بالمغرب ك‬
‫‪2‬‬
‫االندلس‪.‬‬

‫‪ 1‬القاضي النعمان‪.‬رسالة افتتاح الدعوة‪.‬حتقيق وداد قاضي‪.‬دار الثقافة‪.‬بَتوت ص‪.207‬‬


‫‪ 2‬بنلمليح ‪.‬الرق يف ادلغرب و االندلس‪.‬ص‪.141 219_218‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-2‬العبيد السوداني‪:‬‬

‫اسـ أطمؽ عمى مف كاف يؤتى ىبـ مف بالد الحبشة‪ ،‬النكبة‪ ،‬الزغاكة ‪ .‬يقكؿ عنيـ إبف خمدكف‪":‬إمنا‬
‫تذعف في الغالب أمـ السكداف لنقص االنسانية لدييـ‪ ،‬كقرىبـ مف عرض الحيكانات كىذا دليؿ عمى‬
‫‪1‬‬
‫كثرة تكاجدىـ في الغرب‬ ‫العجـ‪......،‬كيرجك بانتظامو في ربقة الرؽ حصكؿ رتبة أك إفادة ماؿ أك عز"‬
‫االسالمي‪ ،‬حيث أف طارؽ استخدـ أحدىـ لمجكسسة عمى االعداء‪ ،‬أثناء ‪ .‬ليصبح استعماىمـ شائعا فقد‬
‫استخدميـ االغالبة ك الفاطميكف‪.‬حيث اختذ الخميفة فتح االندلس كاف عبيد اهلل الميدم كما تشرم‬
‫المصادر التارخيية اثني عشر ألؼ مممكؾ بني ركمي كحبشي" اقتصرت أدكار العبيد السكد في البالط‬
‫الفاطمي عمى حراسة القصكر كمرافقة االمراء في المكاكب أك استخداميـ في تعذيب المخالفيف‪ .‬كنكرد في‬
‫ىذا الشأف نصا يشير الى تعذيب جعفر بف خريكف الذم قاد " كطمع السكداف عمى السرير فقفزكا عميو‬
‫حتى مات" إال أنو برز منيـ صندؿ الفت فرقة العبيد ضد مترد كتامة‪.‬‬

‫كنظ ار لقدرة العبيد السكد عمى الصبر كالتحمؿ استكثر منيـ الخمفاء ك االمراء في المغرب‪ .‬كمؿ‬
‫‪2‬‬
‫يختمؼ الى أف نصبيـ قادة االمر في االندلس فقد زاد كمؼ أبك القاسـ الحمكدم صاحب مالقة بيـ‬
‫عمى أعمالو ‪،‬كما شكمكا فرقة خاصة في جيش زىرم الفت كال عجب في تكاجدىـ في البالط المرابطي‬
‫تكجياد نظ ار لمعالقات التجارية بيف المغرب كالسكداف الغريب‪ ،‬ك باعتبار دكلة المرابطيف دكلة حرب لذلؾ‬
‫استقدـ االمير يكسؼ بف عمي عددا منيـ يقدر بالفيف فا رس ‪ .3‬كاف لمعبيد السكداف ‪،‬كىذا نص لممقرم‬
‫دكر ابرز في معركة الذالقة الشييرة حيث فاؽ عددىـ االربعة آالؼ فارس يبدم مدل بسالتيـ‪":‬كمؿ تزؿ‬
‫الكرات بينيـ تتكالى الى أف أمر أمرب المسمميف حشمو السكداف‪،‬فرتجؿ منيـ زىا أربعة آالؼ كدخمكا‬
‫المعركة بدرؽ الممط‪،‬كسيكؼ اليند‪،‬كم ازريؽ الزاف فطعنكا الخيؿ فرحمت بفرساىنا‪،‬كأحجمت عف أقراىنا‬
‫كتالحؽ األذفكنش أبسكد نفذت م ازريقو‪،‬فأىكل ليضربو بالسيؼ ‪ ،‬فمصؽ بو االسكد‪ ،‬كقبض عمى عنانو‪،‬‬
‫كانتضى خنج ار كاف متمنطقا بو‪،‬فأثبتو في فخذه‪ ،‬فيتؾ حمؽ ذرعو‪،‬كنفذ مف فخذه مع لداد سرجو ككاف‬
‫كقت الزكاؿ كىبت ريح النصر" لـ يقتصر استخداـ المرابطيف لمسكداف كطاقة حربية فحسب‪،‬بؿ استخدمكا‬
‫في مختمؼ المجاالت‪ ،‬كحراسة القكافؿ التجارية كأدالء ليا ‪ ،‬لـ يتـ االقتصار عمى استخداـ الذكراف مف‬
‫العبيد السكد‪،‬فقد استيرت الجكارم السكدانيات خاصة جكارم أكدغست مع اختالؼ الباحثيف حكؿ‬

‫‪ 1‬ابن خلدون ‪.‬ادلقدمة‪.‬حتقيق درويش اجلويدي‪.‬ادلكتبة العصرية‪.‬صيدا‪.‬بريوت‪.1996‬ص‪. 157‬‬


‫‪ 2‬ابن بسام الشنًتيٍت الذخَتة يف زلاسن أىل اجلزيرة‪ ،‬حتقيق‪ :‬إحسان عباس‪ ،‬دار الغرب االسالمي‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط‪ ،2000 ، 1/‬ص ‪.481‬‬
‫‪ 3‬بوتشيش‪ ،‬مباحث يف التاريخ االجتماعي للمغرب و االندلس خالل عصر ادلرابطُت‪ ،‬دار الطليعة‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط‪1998، 1‬م‪ ،‬ص‪.103‬‬

‫‪21‬‬
‫أصكليف إف كف مغربيات سكف أكدغست‪،‬اك سكدانيات اصال نظ ار لجماليف كبياض بشرىتف حيث‬
‫يصفيف البكرم‪":‬جكار حساف الكجكه‪،‬بيض االلكاف ‪،‬منثنيات القدكد ال تنكسر ليف ىنكد‪،‬لطاؼ الخصكر‬
‫ضخاـ االرداؼ‪ ،‬كاسعات كيبدكا أف ىذا الصنؼ مف االكتاؼ‪،‬ضيقة الفركج‪،‬المستمتع بإحداىف كأنو يتمتع‬
‫ببكر أبدا" الجكارم كاف يتخذ لممتعة ‪ ،‬لكف اشتيرت الجكارم السكدانيات بحسف التدبير المنزيؿ‪،‬كالتفنف في‬
‫صناعة الحمكيات كالجكزينقات كالقطا يؼ ك غيرىا حتى بيعت الكاحدة منيف بمائة مثقاؿ أك أكثر‪.‬‬

‫حيث اطمؽ ىذا االسـ عمى العبيد االفارقة نسبة إلى لكف بشرتيـ ‪ ,‬ك قد اكتسبكا ىذا المكف مف شدة‬
‫الح اررة ‪ ،‬ألف الشمس تسامت رؤكسيـ مرتيف في كؿ سنة ‪ ،1‬ك كاف يؤتى بيـ مف امـ كثيرة فيـ خميط‬
‫معقد مف اجناس مختمفة مف بالد النكبة ك البجة ك الزغاكة ك المراكة ك االستاف ك البربر ك اصناؼ الزنج‬
‫ك غيرىـ ‪.2‬‬

‫ك قد كصفيـ العالمة ابف خمدكف بقكلو ‪ " :‬انما تذغف في الغالب امـ السكداف لنقص االنسانية‬
‫فييـ‪ ،‬ك قربيـ مف عرؼ الحيكانات العجـ ‪ ،‬كما قمناه اك مف يرجك بانتظامو في ربقة الرؽ حصكؿ رتبة أك‬
‫إفادة ماؿ أك عز كما يقع لممالؾ الترؾ بالمشرؽ ك العمكج مف الجاللقة ك االفرنجة ‪ ،‬ك ىذا دليؿ عمى‬
‫تكاجدىـ بكثرة في بالد االندلس ‪ .‬ك تعرض اقدـ الؤرخيف لذكحرىـ ك ىك الفتح ابف حاقاف الذم ذكرىـ‬
‫تحت اسـ الزنج ‪ ،‬ثـ جاء بعده ابك حامد الغرناطي فسماىـ قكقك اما ابف القطاف فقد سماىـ جناكة ك ىك‬
‫المصطمح نفسو الذم اطمقو عمييـ الياقكت الحمكم مشي ار الى اف كناكة قبيمة مف البربر تضرب في بالد‬
‫السكداف ‪.3‬‬

‫صفات مطمكبة ك كاجبة في‬


‫ٌ‬ ‫كما أف العبيد السكد عرفكا بالصبر ك الكد ك القدرة عمى التحمؿ ك ىذه‬
‫في الزراعة ك اعماؿ البناء ك بناء الجسكر ‪ ،‬باالضافة إلى‬
‫ٌ‬ ‫االعماؿ المختمفةٌ مثؿ العمؿ‬

‫‪ 1‬ابن مخدون عبد الرمحان‪ :‬مقدمة ابن مخدون من تاريخ ابن مخدون ادلسم‪ -‬ى ديوان ادلبتدأ واخلرب يف تاريخ العرب والرببر و من عاصرىم من ذوي‬
‫الشان االكرب‪ ،‬ضبط ‪ :‬خليل شحادة‪ ،‬مر‪ :‬سهيل زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط‪1401 ،1‬ه‪1981 /‬م‪ ،‬ص ‪ .105‬الشريف االدريسي‪ :‬نزىة ادلشتاق‬
‫يف اخًتاق اآلفاق ( ادلغرب و ارض السودان و مصر و االندلس )‪ ،‬دار بريل‪ ،‬ليدن احملروسة ‪1863 ،‬م‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫‪ 2‬ابو الفرج زلمد ابن اسحاق ادلعروف بابن الندمي ‪ ،‬الفهرست ‪ ،‬ص ‪.09‬‬
‫‪ 3‬يوسف حسُت دويدار ‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪21‬‬
‫أف العبيد مرغكب فيييـ التقانيـ االعماؿ المنزلية ك مف المدف التي عرفت بتصديرىا لمرقيؽ االسكد مدينة‬
‫في بالد االندلس ‪.2‬‬
‫ٌ‬ ‫اء‬
‫ر‬ ‫االم‬ ‫ك‬ ‫الخمفاء‬ ‫منيـ‬ ‫استكثر‬ ‫لذا‬ ‫ك‬ ‫ادغست‬ ‫ك‬ ‫‪1‬‬
‫تكركر‬

‫أياـ الخميفة االمكم عبد الرحماف الناصر ‪ 3‬فقد كجدكا بيا اكالد السكداف ‪ ,‬كما‬
‫ففي القرف ‪4‬ىػ‪10/‬ـ ٌ‬
‫السكداف في المجتمع االندلسي خالؿ القرف‪ 5‬ق‪11/‬ـ ‪ ,‬ك ذلؾ‬‫ٌ‬ ‫قيؽ‬
‫أف ىناؾ إشارات تدؿ عمى كجكد الر ٌ‬
‫كزير المتككؿ صاحب بطميكس مف‬ ‫أيمف‬
‫ٌ‬ ‫ما كضحو لنا محمد بف‬ ‫مف خالؿ‬
‫خالؿ بيتيف شعرييف كردت بيما عبارة (( اختالط البيض بالسكد )) ك أف صاحبيما (( أراد الشباب ك‬
‫الشيب ك قاؿ‪ :‬ىك ك اهلل ما أ ارد اال الركـ ك الزنج ك كنى باختالطيـ ك انتشارىـ فينا ك انبساطيـ )) ‪.4‬‬

‫كما كاف لمعبيد السكداف دكر بارز في السمطة السياسية ك اتخاذىـ حرسا ك جندا ‪ ،‬ك كاف استقرارىـ‬
‫في عدة مدف مثؿ ‪ :‬قرطبة ‪ ،‬كما شكمكا فرقة عسكرية خاصة في جيش زىير الفتى بمدينة المرية ‪.5‬‬

‫ك‬ ‫ك لـ يقتصر استخداـ الرقيؽ السكداف في مجاالت الحربية‪ ,‬ك انما استخدمكا كذلؾ لمحراسة ‪،‬‬
‫لـ يقتصر استخداـ الذككر مف العبيد السكد ‪ ,‬ما اشتيرت عندىـ الجكارم السكدانيات خاصة جكارم‬
‫دينار كبار ك أزيد ‪ٌ,‬ى كما يحسف التدابير المنزلي‬
‫ٌ‬ ‫حيث تباع الكاحدة منيـ ب ‪100‬‬
‫ٌ‬ ‫أكدغست ‪ٌ,‬ى‬
‫كأصناؼ الحمكيات مثؿ الجكزينقات ‪ ,‬ك الكزينجات ك الكنافات ك القطايؼ ‪ ,6‬فال يكجد احذؽ بصناعتيا‬
‫‪,‬‬ ‫اجساميف‬ ‫اعتداؿ‬ ‫ك‬ ‫لجماليف‬ ‫كجكارم‬ ‫استعماليف‬ ‫عف‬ ‫منيف فضال‬

‫‪ 1‬مدينة يف بالد السودان بقرب مدينة صنعانة على النيل و ىي أكرب من مدينة سال و أكثر جتارة ‪ ,‬و اليها يسافر أىل ادلغرب االقصى بالصوف و‬
‫احلمَتي‪ :‬ادلصدر السابق‪ ,‬ص ‪.134‬‬
‫النحاس واخلزر ٌو خيرجون منها البقر و اخلدم‪ٌ ...‬‬
‫‪ 2‬عياٌدة العزب موسى‪ :‬جتارة العبيٌد ًيف افريـٌ ٌقيا ‪ ,‬مكتبة الشروق الدولٌية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪, 2007, 1‬ص ‪.110‬‬
‫‪3‬‬
‫معاوية بن ىشام بن عبد ادللك بن مروان بن‬‫ىو عبد الرمحان بن زلمد بن عبد اهلل بن زلمد بن عبد الرمحان بن احلكم بن ىشام بن عبد الرمحان بن ٌ‬
‫تويف يوم االربعاء سنة‬‫بأب ادلطرف ولد ًيف للمؤمنٌن سنة ‪277‬ه ‪ ,‬و ً‬ ‫احلكم ادلعروف بعبد الرمحان الثالث‪ ,‬و يلقب بالناصر ل ٌدين اهلل ‪ ,‬و يكٌت ً‬
‫تاريخ علماء االندلس‪ ,‬تح‪277 :‬ه بـٌُويع ٌأمَتاً إبر ٌاىيم االيباري‪ ,‬دار الثقافة‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪1983, 1‬م‪ ,‬ج‪, 1‬ص‪... 31‬ابن‬ ‫الفرضى‪ٌ :‬‬
‫‪350‬ىـ‪ ...‬ابن ً‬
‫اخلطٌيب السلمان لسان الديٌن‪ :‬أعمال االعامل فٌيمن ٌبويع قبل االحتالم من ملوك االسالم ‪ ,‬تح‪ :‬لٌي ًفي بروفنسال‪ ,‬دار ادلكشوف‪ٌ ,‬بَتوت‪ ,‬لبنان‪,‬‬
‫‪...‬الضًب ‪ :‬بغٌية ادللتمس ًيف رجال أىل االندلس ‪ ,‬تح‪ :‬إبر ٌاىيم االيباري ‪,‬‬
‫ً‬ ‫اكشي‪ :‬ادلصدر السابق‪ ,‬ص ‪156‬‬
‫ط‪2,1956‬م‪ ,‬ص‪... 28‬ابن عذارى ادلر ً‬
‫ادلصرية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪, 1‬مج ‪ , 14‬ص‪.432‬‬ ‫دار الكتاب ٌ‬
‫يف بالد االندلس ‪ ,‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص‪.203‬‬ ‫‪ 4‬عبد االلو بن ملٌيح‪َّ :‬‬
‫الرق َّ‬
‫‪5‬‬
‫وىي مرسى‬ ‫وىي على ساحل البحر‪ ,‬و ذلا قلعة منٌيعة معروفة بقلعة ٌخَتان‪ ,‬بناىا عبد الرمحان الناصر وعظمت ًيف دولة ادلنصور بن ًأيب عامر‪ً ,‬‬ ‫ً‬
‫تاريخ و فكر و حضارة و تراث )‪ ,‬مكتبة الثقافة‬ ‫تاريخ االندلس ( ٌ‬
‫‪...‬حسُت مؤنس‪ :‬موسوعة ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫االندلس‪ ...‬ادلقري‪ :‬ادلصدر السابق‪,‬ج‪, 1‬ص‪162‬‬
‫ال ٌدينٌية‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ط‪, 1‬ج‪1416, 1‬ىـ‪1996/‬م‪ ,‬ص ‪.432‬‬
‫‪ 6‬مؤلف رلهول‪ :‬االستبصار ًيف عجائب االمصار‪ ,‬تع‪ :‬سعد زغلول عبد احلميٌد‪ ,‬دار الشؤون الثقافٌية العامة‪ ,‬العراق‪ ,‬ص ص ‪.216-215‬‬

‫‪22‬‬
‫‪1‬‬
‫م‬
‫حيث كصفيـ البكر ٌ‬
‫ٌ‬ ‫إال أف بعض الخادمات السكدانيات عنيف أحيانا مف ضركب الميانة ك االحتقار‬
‫بقكلو ‪(( :‬حريـ أكدغست ‪ 2‬ال يكجد مثمو في بمد‪ ،‬يجمب منيا جكار حساف بيض االلكاف ‪ ,‬مائسات القدكد‪,‬‬
‫لطاؼ ضخاـ االرداؼ كاسعات االكتاؼ ‪ ,‬ضيقات الفركج ‪ ,‬المستمتع بإحداىف ‪ ،‬كانما يتمتع ببكر‬
‫ابدا ‪.3 ))...‬‬

‫كما جمب تجار الرقيؽ المسممكف العبيد السكد مف ساحؿ إفريقيا الشرقي ك ىي ارض الزنج التي‬
‫االحمر ك‬ ‫قرب مدخؿ البحر‬
‫ٌ‬ ‫اطمقيا العرب عمى زنجبار أك زنزبار ‪ٌ,‬ى ك جزء مف المنطقة الكاقعةٌ‬
‫الحبشة باالضافة إلى مساحات أخرل في إفريقياٌ الداخمية ‪.4‬‬

‫ك الحبشة باالطالؽ‬ ‫يعد الرقيؽ الحبشي مفضال مف بيف السكداف حيث يقكؿ سعيد المغربيٌ ‪(( :‬‬
‫الخصياف الممكؾ ك االكابر منيـ)) ‪.5‬‬
‫ٌ‬ ‫مف افضؿ أجناس السكداف ك‬
‫ٌ‬

‫‪1‬‬
‫دويدار‪ :‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص ص ‪. 50-49‬‬ ‫حسُت يٌوسف ٌ‬
‫ٌ‬
‫‪2‬‬
‫وىي م ٌدينة عظٌيمة أىلة فٌيها أمم ال حتصى‪ ,‬وذلا بساتٌُت كثٌَتة‪ ,‬و حتل كثٌَت ٌو يزرعون فٌيها القمح‪ ,‬واقعة بٌُت ادلغرب و السودان‪ ...‬مؤلف‬
‫أودغست‪ً :‬‬
‫رلهول‪ :‬االستبصار ًيف عجائب االمصار ‪ ,‬ادلصدر نفسو‪ ,‬ص‪.215‬‬
‫‪ 3‬البكري‪ :‬ادلسالك و ادلمالك ‪ ,‬دار الكتاب االسالمي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ص‪...158‬عبد االلو بن ملٌيح‪ :‬ظاىرة الرق ًيف الغرب االسالمي‪ ,‬مطبعة النجاح‬
‫اجل ٌديدة‪ ,‬الرباط‪, 2002,‬ص ‪.27‬‬
‫‪ 4‬فٌيصل السامر‪ :‬ثورة الزنج‪, 1954 ,‬ط‪, 1‬ص ‪.23‬‬
‫‪5‬‬
‫التاريخ‪ ,‬كلٌية اآلداب‪,‬‬
‫العريب االسالمي حىت ثورة الزنج‪2855 ,‬ه‪ ,869/‬سلطوط لنٌيل شهادة ادلاجستٌَت ًيف ٌ‬
‫حسُت علًي أمحد زلافظة‪ :‬الرقٌيق اجملتمع ً‬
‫ٌ‬
‫جامعة األردن‪, 1987 ,‬ص ‪... 88‬عز الديٌن عمر موسى‪ :‬النشاط االقتصادي ًيف ادلغرب االسالمي خالل القرن السادس اذلجري‪ ,‬دار الغرب‬
‫االسالمي‪ ,‬بٌَتوت‪ ,‬ط‪1424, 2‬ه‪2003/‬م‪ ,‬ص ‪.118‬‬

‫‪23‬‬
‫‪-3‬العبيد البربري‪:‬‬

‫كاف السبب في بداية الفتح االسالمي لبالد المغرب مصد ار ىاما لمتزكد مف الرقيؽ البربرم خصكصا‬
‫الجكارم البربريات المكاتي تميزف بحسنيف ك جماليف ‪ ،‬فابيرف المشارقة ‪ ،‬فأحمك عمى طمبيف لالنجاب ك‬
‫اتخاذىف أميات اكالد حتى أف الخميفة االمكم عبد المالؾ بف مركاف قاؿ‪ ":‬مف أراد الباءة كقد ممؾ الدنيا‬
‫أبناء بربريات ك ميا المنصكر ك عبد الرحماف ك رغـ ىذا فإف فعميو بالبربريات" اقتصر دكرىف عمى‬
‫االنجاب ك لـ يكف ليف أم تأثير ثقافي أكسياسي مف مشاركة في دفة البربريات الحكـ أك المشاركة في‬
‫‪1‬‬
‫الحياة الثقافية اك حتى االسياـ في االعماؿ الخيرية‪.‬‬

‫عرؼ االسترقاؽ منذ بداية الفتح االسالمي ‪ ,‬ك ليذا أعتبر مصد ار ىاما لمتزكد مف الرقيؽ البربرم ‪,2‬‬
‫خاصة الجكارم البربريات الالتي تميزف بجماليف ك بحسنيف فكاف الجماؿ سمة الجكارم البربريات عمى‬
‫أف‬
‫أكثر مف ألؼ دينار‪ ,‬حتى ٌ‬
‫إللنجاب ك دفعٌ مبالغ كبيرة حتى بمغ سعر الكاحدةٌ منيف ٌ‬
‫ٌ‬ ‫طمبيف‬
‫أراد‬ ‫مف‬
‫دينار ك قاؿ‪ٌ (( :‬‬
‫ٌ‬ ‫بف مركاف اشترل جارية بإفريقية دفع فييا ستة مائة‬
‫الخميفة عبد الممؾ ٌ‬
‫الباءةٌ فعميو بالبربريات )) ‪.3‬‬

‫كما أف المنصكر ك عبد الرحماف قد ممؾ الدنيا بربريات ‪ .4‬ك رغـ ىذا فمـ يكف لمجكارم البربريات‬
‫بؿ‬ ‫تأثير ثقافي أك سياسي مف مشاركة في الحكـ أك المساىمة في الحياة الثقافية ك االعماؿ الخيرية ‪ٌ,‬ى‬
‫اقتصر دكرىف عمى االنجاب ‪.5‬‬

‫ك الجكارم ثالثة انكاع ك ىي ‪ :‬جكارم المذة ك جكارم الخدمة ك الجكارم اميات االكالد ‪.6‬‬

‫اما جكارم المذة ك ىف الجكارم المكاتي يمتعف ‪ ،‬ك يسميف اسيادىف ‪ ،‬ك ينشركف اجكاء المرح ك‬
‫السركر في بيكتيـ ‪ ،‬ك يزلف اليـ ك الكدر عمى النفكس ‪ ،‬ك قد شكمت جكارم المذة نسبة كبيرة مف عدد‬

‫‪ 1‬السيوطي ‪.‬ادلستظرف من أخبار اجلواري ‪.‬تعليق أزلد عبد الفتاح‪.‬شركة السهاب‪.‬اجلزائر ‪.1991‬ص‪.12‬‬
‫يف بالد االندلس ‪ ,‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص‪.212‬‬ ‫‪ 2‬عبد االلو بنملٌيح‪َّ :‬‬
‫الرق َّ‬
‫الريس للكتب و النشر‪ ,‬ط‪1992, 1‬م ‪ ,‬ص ‪.176‬‬ ‫التجاين‪ :‬حتفة العروس و متعة النفوس تح‪ :‬جلٌيل العطٌية‪ٌ ,‬رياض ٌ‬
‫ً‬ ‫‪ 3‬زلمد بن أمحد‬
‫‪4‬‬
‫أمَت ادلؤمنٌُت‪ :‬ادلسالك و ادلمالك‪ ,‬مطبعة ٌبريل‪ ,‬لٌيدن احملروسة‪1889 ,‬م‪ ,‬ص ‪.92‬‬
‫ًأيب القاسم عبٌيد اهلل بن عبد اهلل بن خرداذبة موىل ٌ‬
‫‪5‬‬
‫يوين زلمد‪ :‬ادلرجع السابق‪ ,‬ص ‪.51‬‬ ‫ٌع ً‬
‫‪6‬‬
‫تاريخ اخللفاء‪ ,‬وزارة االوقاف و الشؤون الديـٌنٌية‪ ,‬قطر‪ ,‬ط‪1434 , 2‬ه‪2013 /‬م‪,‬‬
‫السيوطًي احلافظ جالل الديٌن عبد الرمحان بن ًأيب بكر‪ٌ :‬‬ ‫ٌ‬
‫ص‪.363‬‬

‫‪24‬‬
‫الجكارم في االندلس ‪ .1‬اما الجكارم اميات االكالد فأصميف جكارم لذة اتخذف مف اجؿ االنجاب مف‬
‫سادتيـ ‪ ،‬كما انو يحؽ لمسيد اف يتزكج الجارية بعد اعتاقيا ‪ ،‬فإذا رفضت الزكاج منو ليس لو اف يعيد‬
‫لممكيتو اك يجبرىا عمى الزكاج منو ‪ ،‬ك اكالدىا مف ىذا الكطء احرار شرعيكف لقكلو صمى اهلل عميو ك‬
‫سمـ‪ " :‬ثالثة يؤتكف اجرىـ مرتيف ‪ ،‬رجؿ كانت لو امة فأدبيا فأحسف ادبيا ك عمميا ‪ ،‬فأحسف تعميميا ثـ‬
‫اعتقيا ك تزكجيا ‪ ،‬ك عبد يؤدم حؽ اهلل ك حؽ مكالية ‪ ،‬ك مؤمف مف اىؿ الكتاب " ‪.2‬‬

‫ك انجاب الكلد حمـ كؿ جارية؛ النو سيضمف استرقاقيا ‪ ,‬كما أف منزلتيا ستسمك عند سيدىا ‪،‬‬
‫في شؤكف الحكـ ‪ ,‬حيث يقكؿ ابف‬ ‫ستصبح ليا مكانةٌ مرمكقةٌ تسمح ليا بالتدخؿ ٌ‬
‫ٌ‬ ‫النيا أـ كلد ‪ٌ,‬ى بؿ‬
‫حزـ ‪ (( :‬لـ يؿ الخالفة في الصدر االكؿ مف كانت امو مف االماء سكل يزيد ك ابراىيـ بف الكليد ‪ ...‬ك ـ‬
‫يؿ الخالفة في دكلة بني امية مف كانت امو مف الحرائر اصال )) ‪.3‬‬

‫قد اقتنى بعضيف االمراء ك الخمفاء ك أصبحف اميات اكالد ‪ ,‬مثؿ أـ عبد الرحماف الداخؿ‬
‫ك ٌ‬
‫التي عرفت بالعرجاء ك ىي ٌأـ كلد ‪ ٌّ ,‬ىّ ك أـ‬
‫عبد الرحماف الناصر ك ىي الجارية مزنة ٌ‬
‫النفزية ‪ٌ,‬ى ك أـ ٌ‬
‫الخميفة الحكـ المستنصر ىي مرجاف ك ىي أـ كلد ك كذلؾ ىشاـ المؤيد ىي السيد صبح ك يقاؿ اف‬
‫المستنصر امتنع عف التعرض لمكلد مف غيرىا مف الجكارم ‪.‬‬

‫اما جكارم الخدمة ىف الجكارم الالتي يقمف باالعماؿ المنزلية أك خدمة أسيادىف ‪ ,‬ك يعكد ىذا ربما‬
‫الى انيف لـ يحظيف بجماؿ جسدم اك ينصيب مف الثقافة ‪ ،‬اك ربما تجاكزف سف الشباب اك غير ىذا ‪،‬‬
‫ألف المصادر التاريخية لـ تذكر شيئا كثي ار عف جكارم الخدمة اال ما كرد عف كفي جارية القاضي ‪ ،‬ابي‬
‫عباس المركاني ‪ ،4‬التي كانت تنسج في زاكية بيتو اثناء نظره في قضايا الناس ‪ ،‬ك كجارية جعفر بف‬
‫سعيد ‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫سعيد الدغلًي ‪ :‬احلٌياة االجتماعية ًيف االندلس و أثرىا يف االدب العريب و يف االدب االندلسي ‪ ,‬دار السامة‪ٌ ,‬بَتوت ‪,‬‬ ‫زلمد ٌ‬
‫ط‪1,1404‬ىـ‪1984/‬م‪ ,‬ص ص‪.46-44‬‬
‫اذلنداوية للتعلٌيم و الثقافة‪ ,‬القاىرة‪2012 ,‬م ‪,‬ص ‪.58‬‬
‫ٌ‬ ‫‪ 2‬أمحد ش ٌفيق‪ :‬الرق ًيف االسالم ‪ ,‬تر‪ :‬أمحد زًكي ‪ ,‬مؤسسة‬
‫‪3‬‬
‫تلخيص أخبار ادلغرب‪ ,‬مطبعة ٌبريل‪ ,‬لٌيدن احملروسة‪,‬‬
‫التيم ًمي ‪ :‬ادلعجب ًيف ٌ‬
‫علي ٌ‬ ‫زلي ال ٌدين ًأيب زلمد عبد الوىاب بن ً‬
‫اكشي ً‬ ‫عبد الواحد ادلر ً‬
‫‪1881‬م‪ ,‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 4‬ايب عباس ‪ ،‬و ىو ابو العباس ابراى يم بن عباس بن عيسى بن عمر ادلرواين ‪ ،‬من اىل قرطبة ‪ ،‬و كان رجال عاقال صاحلا و قاضيا عادال متواضعا ‪،‬‬
‫استقضاه االمَت عبد الرمحان بن احلكم على قرطبة ‪ ...‬ابن حيان القرطًب ‪ :‬ادلصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ، 179‬عيوين زلمد ‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.53‬‬
‫‪ 5‬جعفر بن سعيد ‪ :‬ىو ابو جعفر امحد بن عبد ادللك بن سعيد العنسي ‪ ،‬استكتبو ابو سعيد بن عبد ادلؤمن ملك غرناطة ايام عهد الطوائف مث قتلو‬
‫بسبب حفصة ‪ ...‬ادلقري ‪ ،‬ادلصدر السابق ‪ ،‬ج‪ ،5‬ص ص ‪.318-317‬‬

‫‪25‬‬
‫لـ يقتصر عمؿ الجكارم عمى المتعة ك الخدمة ك االنجاب بؿ اصبحف يجدف الكثير مف المجاالت‬
‫‪1‬‬
‫فكانت منيـ المغنية ك االدبية ك الكاتبة ك الشاعرة ك غير ذلؾ‪ ،‬كما قاـ الخميفة المنصكر ابف ابي عامر‬
‫بانفاؽ عشرات الكؼ الدنانير في شراء الجكارم ك تبديميف ‪.‬‬

‫‪ 1‬ابو عامر ‪ :‬و ىو ابو عامر زلمد بن ايب حفص عبد اهلل بن عامر بن ايب عامر زلمد بن الوليد بن يزيد بن عبد ادللك ‪ ،‬و جده السابع عبد ادللك ‪...‬‬
‫رينهرت دوزي ‪ :‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ .72‬احلميدي ‪ :‬ادلصدر السابق ‪ ،‬ص ‪ ... 78‬ابن اآلبار للحافظ ايب عبد اهلل زلمد بن عبده بن ايب بكر‬
‫القضاعي البلسمي ‪ :‬التكملة لكتاب الصلة‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم اذلراس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج‪ ،1990 ،2‬ص ‪.232‬‬

‫‪26‬‬
‫المطمب الثالث‪ :‬تجارة العبيد في األندلس‪.‬‬

‫كاف لمعبيد أسكاؽ يباع فييا ككانػت تػقػاـ فػي مدينة الدكلة المنتصرة الػتػي يػسػاؽ إلػيػيػا األسػرل‬
‫كالسبايا ففي مػدف سػكمػر كعػيػالـ كبػابػؿ كأشػكر كمصر عرفت أقدـ أسكاؽ الرقيؽ المأسكر ثـ قامت لو‬
‫أسكاؽ في أثينا كاسبارطة كقرطاجة كركما‪ .‬كما زادت الحاجة إلى العبيد اتسعت تجارتو بالرقػيػؽ المجمكب‬
‫بالخطؼ كالشراء كقامت لػو أسػكاؽ فػي الجػزر الػيػكنػانػيػة ككػانػت جػزي ػرة (دي ػمػػكس ‪ )Delos‬كقبرص‬
‫ككريت كركدكس مف أشير أسػكاقػو‪ .‬كفػي العصكر الكسطى ازدىرت تجارة العبيد المػأسػكر ك المجمكب في‬
‫دكؿ الشرؽ كالػغػرب فػاشػتػيػرت فػي الدكلة اإلسالمية أسكاؽ مػكػة كالمػديػنػة كالػطػائػؼ كدمشؽ كالقاىرة‬
‫كاإلسكػنػدريػة كبػغػداد كالػبػصػرة كالكػكفػة كسػمػرقػنػد كبػخػارم كغػيػرىػا مػف المػدف الكػبػرل كفػي الػدكؿ‬
‫المػسػيػحػيػة اشػتػيػرت أسػكاؽ القسطنطينيػة ك الػبػنػدقػيػة ك مػرسػيػمػيػا ك بػركفػانػس ‪ Provence‬ك فرداف‬
‫‪ Verdun‬كبالرمك ‪ Palerme‬ككاندم ‪. Candi‬ككاف الييكد العارفكف بمغات الشرؽ كالغرب يػجػكبػكف‬
‫يسرقكف أبناء النصارل أك‬ ‫أسػكاؽ العبيد فػي الػبػالد اإلسػػالم ػيػػة ككانكا يشتركف العبيد كيتجركف بػو‬
‫يشػتػركنػيػـ مػف آبػائػيػـ الفقراء كيبيعكنيـ لممسمميف فػي أسػبػانػيػا ‪ ،‬كذلؾ كاف تجمر البندقية كمرسيميا‬
‫يجمعكف العبيد المسيحي كيحممكنو إلػى أسػكاؽ الػبػالد الػعػربػيػة عمى الرغـ مف تحريـ الكنيسة بيع‬
‫المسيحييف لممسػمػمػيف‪.‬‬

‫‪-1‬تعريف تجارة العبيد‪:‬‬

‫لغة مف باب قتؿ‪ ،‬ك اتجر ك االسـ تجارة‪ ،‬ككذلؾ تسمى العرب بائع الخمر تاج ار ‪ ،‬ك الجمع تجار‪،‬‬
‫أما في الفقو االسالمي فالمتاجرة" شراء شيء ليباع بالريح" أك االسترباح بالبيع كالشراء كعرفيا الفقياء‬
‫اممعاصركف"نقؿ االشياء مف مكاف إنتاجيا الى مكاف انتاجيا يحتاج إلييا الستيالكيا "‪ ،1‬ك المتاجرة‬
‫بالرقيؽ تعيف استغالؿ ىؤالء العبيد التي يطمبيا منيا اسيادىـ‪،‬كقد أطمؽ عمي مف يتجر بالرقيؽ بالنخاس‬
‫"كىك بائع الدكاب اصال‪ ،‬أك الدالؿ فيك العارؼ ببضاعتو ك بالتالي ك في ىذا االطار يذكر ابف يمكنو أف‬
‫يدؿ المشترم عمى ضالتو‪ ،‬اال أف النخاسيف اشتيركا بالحيؿ بطالف"‪:‬فكـ مف حنيفة بيعت خبيصة‪ ،‬كمس ار‬
‫كمدة بصفراء مذىبة‪ ،‬كممسكحة العجز بثقيمة الركادؼ‪ ،‬كبطينة بمجدكلة الحشا‪،‬كخبراءالفـ بطيبة‬
‫النكية‪،‬ككـ صفركا البياض الحادث عف القركح في العيف ‪،‬كالربض كالبيؽ في الجمد‪ ،‬ك مجمكا العيف‬

‫‪ 1‬مرمي بن نوح‪،‬ادلتاجرة بالرقيق بُت الفقو والقانون‪،‬ص‪.166 18‬‬

‫‪27‬‬
‫الزرقاء كحالء‪،‬ككـ مف مرة حمركا الخدكد المصفرة ‪ ،‬كأكسبكا الشعر الشقر حالؾ السكاد‪ ،‬كجعدكا الشعر‬
‫السبطة‪،‬كبيضكا الكجكه المسمرة‪ ،‬كدممجكا السيقاف المعرقة ‪ ،‬كأذىبكا آثار الجدرم كالكشـ ك الحكة ‪ ،‬ك كـ‬
‫‪1‬‬
‫مف مريض بيع بصحيح ك غالـ بجارية‪.‬‬

‫ك لعؿ ما جاء في كتب الحسبة مف تكضيح لكسائؿ غش ىذه البضاعة يؤكد عدـ التزاـ فئة مف‬
‫التجار بالضكابط المطمكبة ك ىتافتيـ عمى الربح ك جمع الثركات أبي طريقة مما جعؿ السقطي يرل أف‬
‫خطبيـ جميؿ كأمرىـ ليس بالمختصر ك ال القميؿ كذلؾ انيـ يتصرفكف بيف االنساب ك االمكاؿ ك ابيت‬
‫مفسدىـ مبا ال يقضي لشرع ك ال تقره نفس المؤمف ك ال ترتضيو حباؿ‪ ،‬ك ليـ في شأنيـ خدع كمكر‬
‫يعاممكف الناس بو كيداخمكىنـ حبس بيا فالنخاسكف إذا يتاجركف ببضاعة آدمية ليا خصكصيتيا التي‬
‫تتمثؿ في العالقات العائمية التي تربط االشخاص المباعيف‪ ،‬كاذا لـ يراعكا ما حدده المشرع في شأنيا‬
‫فإىنـ يقعكف في أخطاء ال تجكز شرعا كخمط االنساب‪ ،‬كما تمثؿ ىذه البضاعة رأس ماؿ مالكيا كالغش‬
‫فييا محرـ ألنو يؤدم الى مزجيا بالحراـ‪.‬‬

‫ك لحماية المشترم مف الغش فييا‪ ،‬أكجب الفقياء الخيار في بيع الرقيؽ‪ ،‬بحيث يبقى ىؤالء عند‬
‫مقتنييـ مدة زمنية تتراكح بني ثالثة أياـ ك سنة‪ ،‬يطمع فييا المالؾ الجديد عمى خالؿ ك عيكب الشخص‬
‫الذم اشرتاه‪ ،‬كمف رأم مالؾ أف ‪ :‬الجارية يككف الخيار لمجمكعات أخرل مف التجار غير المسمميف‬
‫كالييكد ‪.‬‬

‫‪-2‬تجار العبيد‪:‬‬

‫لقد كانت تجارة الرقيؽ مف أىـ التجارات الرائجة بالمغرب ك االندلس ‪ ،‬كاشتير الييكد باالشتغاؿ في‬
‫ىذه التجارة خاصة الييكد الراذانية لقد اختمؼ الباحثكف في أصؿ تسميتيـ‪ ،‬فمنيـ مف ذىب الى انيا‬
‫مشتؽ مف كممة' ردف 'الفارسية ‪ ،‬كتعيف عرؼ الطريؽ كمنيـ ردىار الى راذاف إحدل قرل بغداد أك رادا‬
‫تكنس الالتينية ك التي تعيف نير الركف لكف غمب عمى الذيف اشتغمكا بيا اسـ الراذانية كما اختمفكا في‬
‫أصؿ نشأىتـ فجعميـ البعض اكركبييف مف اسبانيا كفرنسا‪ ،‬كمنيـ مف كما أف ظركؼ اكركبا الكسطى ك‬
‫الجنكبية قاؿ انيـ مشارقة مف العراؽ أك ىـ مف بقايا الفينيقييف الشرقية كالغربية أتاحت لمييكد فرصة‬
‫المتاجرة بالعبيد‪ .‬ككاف الييكد الراذانية دائمي التنقؿ بيف مختمؼ المدف االكركبية كحكاضر العامؿ‬

‫‪ 1‬آدم ميتز ‪،‬احلضارة االسالمية يف القرن الرابع اذلجري‪،‬ج‪،1‬ص‪.167 70‬‬

‫‪28‬‬
‫االسالمي كيتقنكف عدة لغات منيا الصقمبية كىي تساعدىـ عمى الرقيؽ الصقميب‪ .‬ك االفرجنة تدؿ عمى‬
‫انيـ كانكا ميركف عرب بالد الفرجنة لنقؿ بضاعتيـ الفارسية كالعربية كقد ذكر ابف خردادية انيـ كانكا‬
‫يتاجركف منذ القديـ بالرقيؽ الذم يجمبكنو مف بالد الصقالبة الى جانب سمع أخرل كالديباج ك المسؾ‬
‫كجمكد الخز كالفراء كالسيكؼ كالسمكر‪،‬كما كاف ىؤالء يشكمكف شبكة ليا فركعيا في مختمؼ مناطؽ‬
‫نشاطيـ البصني ك اليند ك بالد الخزر ك بالد المغرب كعمى ختكـ الصحراء‪ ،‬مما سيؿ تنقميـ مف بمد‬
‫آلخر كمف سكؽ الخرل بيف سنتي ‪ 800‬ك‪1200‬ـ‪ ،‬كاشتيركا في أسكاؽ المدف الكبرل ك في القرل ك‬
‫‪1‬‬
‫االرياؼ الى درجة أف كممة ييكدم أصبحت مرادفة في المانيا لكممة تاجر في القرف الرابع اليجرم‪.‬‬

‫ثـ انقطعت االخبار عف نشاطيـ البحرم حكالي ثالثة قركف ألسباب غير معركفة‪ ،‬لكنيـ ظمكا‬
‫ينقمكف بضائعيـ عبر الطرؽ البرية بيف بالد الصقالبة ك بالد المسمميف‪.‬‬

‫كقد انتشر تجار الرقيؽ الييكد في أسكاؽ بالد المغرب حيث دلت بعض االثار القميمة التي كردت‬
‫في المؤلفات التارخيية عمى كجكد الييكد مبدىنا كبكادييا منيـ الذيف استقركا بيا منذ العصكر القديمة‪،‬‬
‫كمنيـ مف كفذكا إلييا مف المشرؽ بعد الفتح كنزلكا بالمدف التي ازدىرت بيا التجارة‪ .‬ك كرد في كثائؽ‬
‫الجزيرة أف مدف البحر االحمر الساحمية كشبو الجزيرة العربية ك اليند تفيض بأناس جاءكا إلييا ليس فقط‬
‫مف مدف كبرل في بالد المغرب االسالمي مثؿ برقة كطرابمس بميبيا ك القيركاف ك الميدية بتكنس كتممساف‬
‫ك الجزائر ك طنجة بالمغرب االقصى ‪.2‬‬

‫ككاف التجار الييكد ببالد المغرب يستفيدكف مف الرفاه االقتصادم كالتسامح الديني بصفتيـ أىؿ‬
‫ذمة‪ ،‬فيتمتعكف باالماف عمى أركاحيـ ك امكاليـ مقابؿ دفع الجزية‪ ،‬كانتشركا عمى طكؿ الطرؽ التجارية‬
‫منذ فترة التكاجد اليكناني ثـ الركماني فاالسالمي ك رغـ أف المصادر تتحدث كثي ار عنيـ كعف دكرىـ في‬
‫أسكاؽ بالد المغرب‪ ،‬إال انيا لـ تبني اىمية أعدادىـ في القركف االربعة االكلى‪.‬‬

‫كقد استعاف بيـ الفاطميكف في مجاالت عدة‪ ،‬حتى أف الخميفة المعز لديف اهلل استكزر منيـ يعقكب‬
‫بف يكسؼ بف كمس‪ ،‬ك االب سعيد النسرم‪ ،‬ركأـ عمى جيكشو جكىر الصقمي ككاف ييكديا مف جنكب‬

‫‪ 1‬نقوال زياد تطور الطرق البحرية والتجارة بُت البحر االمحر واخلليج العريب واحمليط اذلندي يف "دراسات اخلليج ‪ 149‬واجلزيرة العربية " (الكويت‪ ،‬السنة‬
‫االوىل العدد ‪)،4‬ص‪.25‬‬
‫‪ 2‬مسعود كوايت‪،‬اليهود يف ادلغرب االسالمي من الفتح اىل سقوط دولة ادلوحدين‪،‬دارىومة‪،‬اجلزائر‪،2000،‬ص‪.171 129‬‬

‫‪29‬‬
‫ايطاليا‪ ،‬كمع انيـ اشتيركا بالغش ك التالعب باالسعار كالتعامؿ بالربا اال انيـ يسركا المعامالت التجارية‬
‫بيف بمداف االنظمة المتعارضة‪ ،‬كالفاطميف بالمغرب ك االمكييف باالندلس ‪.1‬‬

‫‪-3‬مسالك العبيد‪:‬‬

‫‪-1-3‬مسالك العبيد الصقمبي‪:‬‬

‫الطريؽ التجارم البرم الذم يخترؽ اكركبا مف ضفاؼ نير االلب كاقميـ الساؿ عبر المانيا الى‬
‫فرداف كليكف كميناء ناربكنة الفرنسي عمى ساحؿ البحر االبيض المتكسط ثـ الى شبو جزيرة إبيريا ثـ يعبر‬
‫التجار مضيؽ جبؿ طارؽ الى سبتو ثـ الى تاىرت ثـ الى القيركاف كمنيا الى مصر ك بالد الشاـ‬
‫‪2‬‬
‫كالعراؽ‪.‬‬

‫الطريؽ التجارم الذم يخرج مف كسط بالد الصقالبة بكىيميا كيتجو عبر نير الدانكب الى مدينة‬
‫براغ كمنيا الى بكلندا ثـ الى كييؼ في ركسػيا كمنيا الى بالد الخزر بحر قزكيف ك بالد خكارزـ ثـ الى‬
‫‪3‬‬
‫ايراف كالعراؽ‪.‬‬

‫الطريؽ التجارم البرم الذم سمكو ابف فضالف‪ ،‬رسكؿ الخميفة المقتدر الى بالد الصقالبة ككاف شرقا‬
‫الى ىمذاف يقكده دليؿ مف الصقالبة ‪ .‬ك يخرج الطريؽ مف بغداد ك يسير كالرم ثـ يعبر نير جيحكف الى‬
‫بخارل ثـ منيا الى نير الفكلغا كتستغرؽ المسافة نحك احد عشر شي ار‪.‬‬

‫الطريؽ التجارم النيرم الذم يخترؽ نير الفكلغا الذم يخرج مف بالد الصقالبة ك يصب في بػحر‬
‫‪4‬‬
‫الى أف ىذا النير ‪ :‬يأتي مف أقصى‬ ‫الخزر بحر قزكيف ‪ .‬ك يشير أبك الفداء صاحب " تقكمي البمداف "‬
‫الشػماؿ كالشرؽ مف حيث ال عمارة ‪ ،‬ك يمر بالقرب مف مدينة بالر ‪ ،‬كىي بمغار ‪ ،‬بميدة عمى شطو يقاؿ‬
‫ليا أككؾ ثـ يتجػاكزىا الى كيستدير عمييا مف شمالييا ك غربييا ‪ ،‬ك يجرم منيا الى قرية يقاؿ ليا‬
‫بمجمف‪ ،‬ك يجرم جنكبا ثـ يعطؼ‪ ،‬ك يجرم الى الشرؽ ك الجنكب‪ ،‬ك يمر عمى مدينة صرال مف جنكبيا‬

‫‪ 1‬موريس لومبارد‪،‬االسالم يف مجده االول‪،‬تررلة وتعليق امساعيل العريب‪،‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪،1979،‬ص‪.172 315‬‬
‫‪ 2‬عبد االلو بنلمليح ‪،‬الرق يف ادلغرب و االندلس‪،،‬ص‪.194‬‬
‫‪ 3‬احلمَتي ‪،‬الروض ادلعطار يف خرب االقطار‪،‬حتقيق إحسان عباس‪،‬مكتبة لبنان‪،‬بَتوت‪،1975،‬ص‪. 50‬‬
‫‪ 4‬الن خرذدابة‪،‬ادلسالك و ادلمالك‪،‬دارإحياء الًتاث العريب‪،1988،‬ص‪. 22‬‬

‫‪31‬‬
‫ك غربيا؛ فإذا تجاكز مدينة صرال افترؽ‪ ،‬ك يصير عمى ما قيؿ ألؼ نير ك نير‪ ،‬كيصب الجميع في‬
‫بحر الخزر‪ .‬ك تجرم في ىذا النير السفف الكبار‪ ،‬كيسافر فيو المسافركف الى الركسى ك الصقمب‪.‬‬

‫الطريؽ التجارم البحرم كتبدأ الرحمة عمى ىذا الطريؽ مف االسكندرية أك دمياط ك تعبر السػفف‬
‫البحر االبيض الى خميج القسػطنطينة كمنو الى بحر القرـ البحر االسكد‪ ،‬ثـ يسػرم المسافر بكاسطة‬
‫القكافؿ أك عرب الطرؽ المائية بكاسطة القكارب الى بحر الخزر بحر قزكيف كمنو الى بالد الصقالبة ‪.‬‬

‫‪-2-3‬مسالك العبيد االفريقي‪:‬‬

‫المصادر التاريخية تحدثت بإسياب عف العالقات التجارية بيف المغرب كالسكداف‪،‬ك التي لـ تتكقؼ‬
‫رغـ صعكبة المسالؾ‪ ،‬ك االضطرابات السياسية ك الحركب ‪ ،‬ك نحاكؿ إبراز إىـ مصدر العبيد االفريقي‬
‫كسنقسميا الى الطرؽ التجارية التي كانت تربط بيف المغرب ك بالد السكداف ثالث فركع ر ئيسية ‪،‬حسب‬
‫المراكز المغربية ‪ ،‬أقصى أكسط‪ ،‬ك ادنى‪:‬‬

‫‪-1-2-3‬المغرب األدنى بالسودان‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬بربط مناطؽ برقة كطرابمس بالسكداف االكسط ك عبر صحراء فزاف كيبدأ مف طرابمس‬
‫متجيا نحك عاصمة صحراء فزاف (المركز التجارم الصحراكم ثـ يسير الى مناطؽ السكداف االكسط كىي‬
‫الكانـ)‪،‬كبعده ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬يربط مناطؽ طرابمس بالسكداف ك يمر بجبؿ نفكسة ثـ بعد ذلؾ يتجو الى غدامس ‪،‬‬
‫تادمكة ثـ غانة في السكداف الغربي‪.‬‬

‫الطريق االوسط‪ :‬ك يربط المغرب االكسط ببالد السكداف الغربي كيبدأ الطريؽ عادة‪ ،‬اما مف تممساف‬
‫عبر كجدة‪ ،‬فاس‪ ،‬صفركم سجمماسة‪ ،‬درعة ‪ ،‬تامدلت ‪،‬أكدغست ثـ الى بالد السكداف أك مف تاىرت ك‬
‫يسير باتجاه الصحراء جنكبا داخال الى كرقالف‪ ،‬المركز التجارم الكاقعة عمى الحافات الشمالية لمصحراء‬
‫ثـ يصؿ الى تادمكة كبعدىا يسير الطريؽ الى مدينة كككك المركز التجارم السكداني‪ ،‬ك اخي ار يصؿ الى‬
‫غانة في السكادف الغربي‬

‫‪-2-2-3‬من المغرب االقصى‪ :‬يبدأ ىذا الطريؽ مف المغرب االقصى كينقسـ الى فرعيف ىما‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫الفرع االول‪ :‬يربط مدينة سجمماسة في المغرب االقصى باغكدغشت ك غانة في السكادف الغربي‬
‫يبدأ الطريؽ مف سجمماسة الكاقعة عمى الحافات الشمالية لمصحراء كبعد اف تغادر القكافؿ التجارية المدينة‬
‫"تسير في مفاكز كصحراء مقدار خمسيف يكما ثـ يمقاه قكـ يقاؿ ليـ ابنية مف صنياجة الصحراء ليس ليـ‬
‫قرار شأنيـ كميـ اف يتمثمكا بعمائميـ سنة فييـ ‪..‬كمعاشيـ عمى االبؿ ليس ليـ زرع ك ال طعاـ ثـ يصير‬
‫الى بمد غسط‪ ،‬فقد شبو ابف حكقؿ فرعي الطريؽ الذاىباف الى السكداف الغريب بشكؿ مثمث رأس مدينة‬
‫اكدغشت ك اقصر اضالعو بني السكس كاكدغشت الفرع الثاني مف الطريؽ كالضمع االخر أما البكرم فقد‬
‫قاؿ" ‪:‬كمف مدينة سجمماسة ندخؿ الى بالد الممتد بني سجمماسة كاكدغشت‪ .‬السكداف الى غانة كبينيا ك‬
‫بيف غانة مسرية شيريف في صحراء غرم عامرة اال بقكـ ضاعنني ك ال تطمئف بيـ منزؿ كىـ مسكنة مف‬
‫صنياجة ‪".‬كاف مدينة غانة تبعد عف اكدغشت حكالي عشريف يكما‪ ،‬كاشار صاحب كتاب االستبصار الى‬
‫أف بني اكدغشت كسجمماسة مخسني مرحمة كمف اكدغشت الى غانة عشريف مرحمة لكف الحميرم اشار‬
‫اف الطريؽ بيف اكدغشت كغانة ىك اثنا عشر مرحمة ك مف المحتمؿ انو استخداـ طريؽ اخر اقصر مف‬
‫الطريؽ المتعارؼ عميو ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬كىذا الطريؽ يربط مناطؽ السكس في المغرب االقصى بمدينة غانة ك باقي المدف‬
‫السكدانية كاشار ابف الفقيو الى ىذا الطريؽ كيبدأ مف" مدينة طرقمة الى مدينة غانة مسيرة ثالث اشير‬
‫مفاكز كقفار‪ ،‬ككصؼ البكرم قائال" ‪ :‬مف كادم درعة خمس مراحؿ الى كادم تارجا كىك اكؿ الصحراء‬
‫كبعدىا يستمر سير الطريؽ كيصؿ الى جبؿ اد ارراف‪ ،‬كيكمؿ البكرم الى اف ىذا الجبؿ" مجابة ماؤىا عمى‬
‫ثمانية أياـ كىي المجابة الكبرل كذلؾ الماء في بيف ينتسر مف صنياجة كمف بيف ينتسر الى قرية تسمى‬
‫مدككف لصنياجة كمنيا الى غانة اربعة أياـ ‪".‬كقد سبب ىذا المسمؾ صراع بني امكم االندلس ك‬
‫‪1‬‬
‫الفاطميف في المغرب االقصى لمسيطرة عميو‪.‬‬

‫‪-4‬أوضاع و أخطار المسالك الصحراوية‪:‬‬

‫لعؿ خير ما نستشيد بو عمى كعكرة ىذه المسالؾ‪ ،‬ك االخطار الداىمة بيا نص لإلدريسي‪":‬ك ىذه‬
‫الصحراء يسمكيا المسافركف في زماف الخريؼ ك صفة السير بيا انيـ يرقكف بجماليـ في السحر االخير‬
‫ك يمشكف الى اف تطمع الشمس "‪ .‬ك يكمؿ اإلدريسي كصفو كيكثر نكرىا في الجك كيشتد الحر عمى‬
‫االرض فيحطكف احماليـ ك يقيدكف امجاىمـ كيعرضكف امتعتيـ ‪ ،‬ك يخيمكف عمى انفسيـ ظالال تكنيـ مف‬

‫‪ 1‬البكري‪،‬ادلغرب يف ذكر بالد إفريقية و ادلغرب‪،‬ص ‪.159‬‬

‫‪32‬‬
‫حر اليجرم ك سمكـ القائمة" تتكقؼ عف المسير بعد شركؽ الشمس كبعد اف تشتد الح اررة فيخيمكف ليقكا‬
‫انفسيـ مف السمكـ الحارة‪ ،‬كيقيمكف كذلؾ الى أكؿ كقت العصر ك حيف أتخذ الشمس في الميؿ ك‬
‫االنحطاط الى كقت العتمة كيعرسكف أينما كصمكا كيبيتكف بقية لعميـ الى كقت الفجر االخير ثـ يرحمكف‬
‫كىكذا سفر التجار الداخميف الى بالد السكداف عمى ىذا الترتيب ليفارقكنو ألف الشمس تقتؿ حبرىا مف‬
‫تعرض لمشمس في القائمة عند شدة القيظ كح اررة األرض ‪،‬فاممنطقة التي تفصؿ بالد المغرب ك بالد‬
‫السكدافي مفاكز كبرار سمؾ إال في الشتاء‪ ،‬كسالكيا في حينو متصؿ السفر دائـ الكرد ك الصدر ك مف‬
‫الصعكبات التي تؤثر عمى تنقؿ العبيد في الطرؽ الصحراكية اختالؼ درجة الح اررة‪ ،‬فالمدل الحرارم‬
‫اليكمي كالفصمي كبير‪ ،‬فقد ترتفع الح اررة الى خمسيف درجة في النيار مما جعؿ التجار يختاركف الكقت‬
‫‪1‬‬
‫فتسير قافمتيـ بعد صالة العصر‬ ‫المناسب لرحمتيـ كتنخفض الى عشريف درجة تحت الصفر ليال‬
‫كتقضي جزءا كبي ار مف الميؿ في الطريؽ ثـ تتكقؼ لتأخذ قسطا مف الراحة‪ ،‬كعند طمكع الفجر تستأنؼ‬
‫سفرىا الى أف ترتفع درجة الح اررة‪ ،‬فتتكقؼ مرة أخرل كتنزؿ االثقاؿ عف الجماؿ‪ ،‬كتنصب الخياـ الى أف‬
‫تنخفض الح اررة مف جديد‪ ،‬فتستأنؼ رحمتيا مرة أخرل‪ ،‬ك في بعض االحياف تقضي الميؿ كمو في السير‪.2‬‬

‫ك مف الصعكبات ندرة الماء فمناخ الصحراء جاؼ ك االمطار نادرة‪ ،‬لذا فإف التجار يختاركف‬
‫الطريؽ الذم يتكفر فيو الماء‪ ،‬كقد سجؿ البكرم قمتو في بعض المناطؽ خاصة في الطريؽ الرابط بف‬
‫غدامس ك تادمكة "‪......‬الى مجابة رابعة أحد عشر يكما في رماؿ جرد ال ماء فييا ك ال نبت"‪.‬‬

‫ك قد قدـ ابف بطكطة (عاش في القرف ‪8-7‬ق‪14-13 /‬ـ) شيادة حية معا كاف يحدث ليـ احيانا‪،‬‬
‫عندما تحدث عف لقاء قافمتو مع قافمة أخرل في الصحراء‪ ،‬فاخربيـ رجاليا عف انقطاع بعض أصحاىبـ‬
‫عنيـ‪ ،‬فمما كاصؿ أصحابو طريقيـ كجدكا فيو" أحدىـ ميتا تحت شجرة‪...‬كعميو ثيابو ك اىتمت بعض‬
‫‪3‬‬
‫بنك كارث مف صنياجة‬ ‫القبائؿ يتكفير الماء لمتجار‪ ،‬فاختص يده سكط‪ ،‬ككاف الماء عمى نحك ميؿ منو"‬
‫حفركا عدة آبار‪ ،‬مثؿ البئر الكبيرة التي تقع عمى حدكد بالدىـ ‪ ...‬كتعددت اآلبار في الطريؽ الرابط بيف‬
‫سجمماسة كأكدغست مجاؿ حركة صنياجة ك في الطريؽ الرابط بيف بني درعة كغانة ‪.4‬‬

‫‪ 1‬إمساعيل العريب‪،‬الصحراء الكربى وشواطئها‪،‬املؤسسة الوطنية للكتاب‪،‬اجلزائر‪،1983،‬ص‪. 15‬‬


‫‪ 2‬بشار ي بن عمَتة لطيفة‪،‬الرق يف بالد ادلغرب من الفتح االسالمي اىل رحيل الفاطمُت‪،‬ص‪. 224‬‬
‫‪ 3‬ابن بطوطة‪،‬رحلة ابن بطوطة‪،‬دار الكتاب اللبناين ‪،،‬بَتوت (د‪،‬ط‪،‬د‪،‬ت)‪،‬ص‪.442‬‬
‫‪ 4‬بشاري بن عمَتة لطيفة‪،‬املرجع السابق‪،‬ص ‪.226‬‬

‫‪33‬‬
‫خطر الرياح و العواصف ‪:‬‬

‫يتعرض التجار ك العبيد عند قطعيـ الصحراء الى مصاعب الرياح الجافة ك الرياح الرممية‬
‫الفجائية عمييـ كعمى حيكناتيـ ك تمحؽ بيـ أض ار ار جسيمة فيي تحمؿ ذرات الرماؿ الذقيقة كتدفع بيا الى‬
‫كؿ أجزاء جسـ االنساف فتصيبو كسكاكيف حادة الميا مريع إذا تراكمت حكؿ الكاقؼ قبرتو في بضع‬
‫دقائؽ‪ ،‬كلذلؾ فإف االشخاص ينصحكف بسرعة الحركة أثناء ىبكبيا ‪.1‬‬

‫خطر الضياع‪:‬‬

‫اف ىبكب الريا ح يشكؿ في الصحراء حالة ضبابية تحجب ك تصعب مف درجة الرؤية ك تضر‬
‫بعيف الناظر حتى ال يكاد يستطيع فتح عينيو صعب عميو تقصي اآلثار كتتبع الطريؽ‪ ،‬مما ينتج عنو‬
‫ضياع حتمي لممسافر خاصة إذا كاف كحيدا؛ يتحدث ابف حكقؿ عف ىذا قائال‪ :‬فتكاترت الرياح عمى‬
‫قكافميـ ك مفردة فأىمكت غير قافمة ك مفردة فكاف التجار يحافظكف عمى كحدة القافمة لتفادم ىذا الخطر‪،‬‬
‫بكصؿ ذيؿ الجمؿ االكؿ برأس الجمؿ الثاني بكاسطة حبؿ ‪.2‬‬

‫خطر قطاع الطرق‪:‬‬

‫مف المشاكؿ الكبيرة جدا التي تعرض ليا المسافركف ك الرحؿ قديما ك حديثا ىي خطر قطاع‬
‫الطرؽ‪ ،‬ك قد كانت بعض االماكف مشيكرة جدا بتكاجد ك تمركز قطاع الطرؽ بيا‪.‬‬

‫مف ذلؾ ما ذكره العبدرم في كصفو المغارة الكاقعة جنكب غرب مدينة تممساف انيا" مف أضر بقاع‬
‫االرض عمى المسافريف‪ ،‬ألف المجاكريف ليا مف أكضع خمؽ اهلل كأشدىـ إذاية‪ .‬فكاف التجار مضطريف الى‬
‫محؿ السالح لمدفاع عف أنفسيـ ككانكا يستعينكف أحيانا بحراس مسمحيف مف بعض كقد اىتمت القبائؿ‬
‫المنتشرة في القبائؿ الخبرية بشؤكف الطرؽ كالصحارم ك الفيافي كالقفار ‪ .3‬الصحراء بتجارة القكافؿ ألنيا‬
‫أكثر أمنا كشدا ألزر بعضيا البعض‪ ،‬مف بيف ىذه القبائؿ قبيمة صنياجة الصحراء التي كانت تجكب‬
‫المناطؽ الممتدة بيف سجمماسة جنكب المغرب االقصى ك بيف أكدغست مدخؿ بالد السكداف الغريب‪،‬‬
‫ككانت تكفر الماء ك االدالء لمقكافؿ‪ ،‬لكنيا كانت تراقبيا ‪ .‬الى جانب ذلؾ ما يميز ىذه الطرؽ مف انتشار‬

‫‪ 1‬ياقوت احلمري ‪،‬معجم البلدان‪،‬ج‪،1‬ص‪. 12‬‬


‫‪ 2‬بن حوقل‪،‬صورة االرض‪،‬ص‪. 103‬‬
‫‪ 3‬العبذري البلنسي‪،‬الرحلة ادلغربية ‪،‬نشر االداب اجلزائرية ‪،‬اجلزائر ‪،‬ص ‪.8‬‬

‫‪34‬‬
‫‪1‬‬
‫ك البرية التي يككف ليا بالغ الخطر عمى سالمة القكافؿ‪،‬‬ ‫الحيكانات المتكحشة ك تفرض عمييا الضرائب‬
‫ال سيما االحكاض ك البرؾ المائية التي كانت ىذه الحيكانات تتمركز بجانبيا ك في حدكدىا ‪.2‬‬

‫‪-5‬أسواق العبيد‪:‬‬

‫عرؼ المغرب ك األندلس ثالث أنكاع مف األسكاؽ‪:‬‬

‫االسكاؽ النكع االكؿ‪ :‬ىي االسكاؽ التي تصاحب الجيكش في غزكتيـ ‪ ،‬ك في ىذه الحالة يقيـ‬
‫التجار أسكاقيـ قرب القكاعد العسكرية أما النكع الثاني ‪ :‬مف االسكاؽ ىي االسكاؽ االسبكعية ‪ ،‬ك ىي‬
‫منتشرة في انحاء مختمفة مف المغرب ‪ ،‬ك يبدكا أف البعض منيا كاف يغص بالتجار المتجكليف‪ .‬فذكر أف‬
‫سكؽ أغمات ك ريكة يذبح فيو أكثر مف مائة ثكر ك ألؼ شاة كينفذ ذلؾ في اليكـ نفسو أما النكع الثالث‬
‫مف االسكاؽ ‪ :‬فيي أسكاؽ المدف‪ ،‬كتنظيميا ال يختمؼ عف تنظيـ أسكاؽ المدف االسالمية عامة ‪.‬‬

‫سجمماسة‪:‬‬

‫مدينة"سجمماسة "التي أصبحت مرك از مف أىـ مراكز التجارة عند أطراؼ الصحراء‪ ،‬فقصدىا التجار‬
‫مف البصرة ك الككفة‪ ،‬ككانت سمعيا تحمؿ الى المشرؽ عف طريؽ مكانئ المغرب أك تحمؿ عف الطريؽ‬
‫البرم لممؤدم الى إفريقية‪.‬‬

‫يصفيا ابف حكقؿ مبر از دكرىا التجارم‪ ،‬فشبو القيركاف بسجمماسة في صحة االىكاء ‪ ،‬ك مجاكرة‬
‫البيداء‪ ،‬ك التجارة الغير منقطعة منيا الى بالد السكداف‪ ،‬ك سائر البمداف ك ارباحيا المتكافرة ‪ ،‬ك المتقاطرة‬
‫‪3‬‬
‫فبنكا‬ ‫ظير ثراء فاحش عمى أىالييا ‪ ،‬كنظ ار لككنيا مرك از ال تنقطع عنيا التجارة الى السكداف عمييا‬
‫الدكر ك القصكر ‪ .4‬ك حافظت سجمماسة عمى مكانتيا التجارية لعدة قركف سيما ك أف الطريؽ الذم كانت‬
‫تسمكو القكافؿ التجارية المتجية مف مصر الى غانة قد اىممو التجار بسبب العكاصؼ الرممية ك غارات‬
‫أىؿ البدك عمييـ ‪ ،‬فكانت سجمماسة مقصدا ليـ لمدخكؿ الى بالد السكداف‪ ،‬ك بذلؾ أصبحت ممتقى‬
‫لمختمؼ القكافؿ التجارية عمى أساس انيا كانت آخر محطة لدخكليـ بالد السكداف‪.‬‬

‫‪ 1‬بشاري بن عمَتة لطيفة ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.228‬‬


‫‪ 2‬البكري‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.157‬‬
‫‪ 3‬ابن حوقل ‪،‬صورة االرض‪،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 4‬اليغقويب ‪ ،‬كتاب البلدان‪ ،‬دار إحياء الًتاث ‪،‬بَتوت ‪،1988،‬ص‪. 360‬‬

‫‪35‬‬
‫يقكؿ عنيا ابف بطكطة‪ :‬مدينة في جنكب المغرب في طرؼ بالد السكداف‪ ،‬في مقطع جبؿ درف في‬
‫كسط رمؿ‪ ،‬بيا نير كبير غرسكا عميو بساتيف ك نخيال مد البصر‪ .‬حدثني بعض الفقياء مف المغاربة مف‬
‫ك قد شاىدىا‪ :‬اف مزارعيا اثنا عشر فرسخا مف كؿ جانب لكف ال يزرع في كؿ سنة اال خمسيا‪ ،‬كمف أراد‬
‫الزيادة عمى ذلؾ منعكه‪ ،‬كذلؾ الف الريع إذا كثر ال يبقى لو قيمة فال يشترم مف الظناء بشيء‪ .‬ك بيا‬
‫أصناؼ العنب ك التمر ك أما تمرىا فستة عشر صنفا ما بيف عجكة ك دقؿ‪.‬‬

‫ك لنسائيا يد صناع في غزؿ الصكؼ‪ ،‬ك يعمؿ منو كؿ عجيب حسف بديع مف االرز التي تفكؽ‬
‫القصب‪ ،‬ك يبمغ ثمف االرز ثالثيف دينا ار ك اربعيف كأرفع ما يككف مف القصب ك يتخذف مف عقارات يبمغ‬
‫ثمنيا مثؿ ذلؾ مصبكغة بأنكاع االلكاف‪ ،‬ك أىؿ ىذه المدينة مف أغنى الناس ك أكثرىـ ماال ألنيا عمى‬
‫طريؽ غانة التي ىي معدف الذىب‪ ،‬ك ألىميا جرأة عمى دخكؿ تمؾ البرية مع ما ذكر مف صعكبة الدخكؿ‬
‫فييا‪ ،‬ك ىي في بالد التبر يعرؼ منيا‪ ،‬ك اهلل المكفؽ‪.‬‬

‫أودغست‪:‬‬

‫كما برزت مدينة" أكدغست "في الطرؼ الجنكبي مف الصحراء الكبرل كسكؽ تجارية عظيمة‬
‫نافست" سجمماسة "في ىذا المضمار ‪،‬حيث ظمت ردحا مف الزماف مرك از تجاريا مزدى ار ففي أسكاقيا كاف‬
‫يتـ تبادؿ منتجات المغرب البعيد ك الذىب الذم كاف يأتييا مف االطراؼ الجنكبية ‪ ،‬ك مف شكاطئ‬
‫المحيط االطمسي ‪ ،‬ك مما زاد في أىميتيا أنيا كانت ترتبط ببالد المغرب في الشماؿ بعدد مف الطرؽ‬
‫أشيرىا الطريؽ المسماة "طريؽ التمر ‪ 1‬ك قد كصفيا " الحميرم " بقكلو‪:‬‬

‫"كىي مدينة عظيمة آىمة‪...‬ك أىميا أخالط مف جميع االمصار قد استكطنكىا لكثرة خيرىا ك نفاؽ‬
‫أسكاقيا ك تجارىا" ‪ ،‬ك تحدث عف اىميتيا كمركز مف المراكز التجارية فيقكؿ"‪ :‬ك ىـ أرباب نعـ جزيمة‪ ،‬ك‬
‫أمكاؿ جميمة ك ليـ أسكاؽ نافقة حافمة ‪،‬عامرة الدىر كمو‪ ،‬ال يكاد يسمع االنساف فييا ‪ .‬ضكضاء " ابف‬
‫‪2‬‬
‫صكا فيو‬ ‫حكقؿ "إذ قاؿ"‪ :‬ك لقد رأيت بأكدغست جميسو ‪ ،‬لكثرة غكغاء الناس‪ ،‬ك تجارىـ انما ىي التبر‬
‫ذكر حؽ لبعضيـ عمى رجؿ مف تجار أكدغست ‪ ،‬ك ىك مف أىؿ سجمماسة باثنتي ك اربعيف ألؼ دينار‬

‫‪ 1‬اليعقويب ‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪. 360‬‬


‫‪ 2‬احلمَتي ‪،‬الروض ادلعطار‪،‬ص ‪.28‬‬

‫‪36‬‬
‫" فيي بذلؾ تعد منطقة جذب لمتجار نظ ار لكثرة خي ارتيا‪ ،‬ك نفاؽ أسكاقيا ك تجارتيا ‪ ،‬فمنيا كانت تجمب‬
‫الدرؽ الممطية الجيدة ‪ ،‬ك الذىب البالغ النقاء المصنكع عمى شكؿ خيكط" ‪.1‬‬

‫اغمات‪:‬‬

‫ك ضبطيا القمقشندم فقاؿ" ‪:‬اغمات بفتح االلؼ ك سككف الغيف المعجمة ك فتح الميـ ك االلؼ ك‬
‫تاء مثناة مف فكؽ في آخرىا ‪" .2‬ك كصفيا اليعقكبي ك ىك بمد خصب فيو مرعى ك مزارع في سيؿ ك‬
‫جبؿ ك اىمو قكـ مف البربر ‪".‬ك كاف الغمات عالقات تجارية مع برغكاطة ك اغمات "رستاؽ فيو مدينة‬
‫كثيرة الخير ك التجارة عمى حد رأم ابف حكقؿ‪.‬‬

‫أما البكرم فيقكؿ‪ :‬فاف اغمات عنده مدينتاف" احداىما تسمى اغمات ايالف ك االخرل اغمات كريكة‬
‫ك بيا مسكف رئيسيـ ك بيا ينزؿ التجار ‪.3‬‬

‫ك الغرباء ك اغمات ايالف ال يسكنيا غريب ك بينيما ثمانية امياؿ‪".‬كىكذا فاف اغمات كانت مقسمة‬
‫الى قسميف قسـ ادارم ك اآلخر تجارم ‪ .‬اما االدريسي فانو بعد اف كصؼ المدينة ك بناءىا ك بساتينيا ك‬
‫النير ك االرجاء ك القبائؿ التي تسكف فييا‪ ،‬ك كصؼ اىميا الى انيـ يمتمككف رؤكس امكاؿ ضخمة نتيجة‬
‫التجارة حيث اشار قائال" ‪:‬ك ىـ اممياء تجار مياسير يدخمكف الى بالد السكداف باعداد الجماؿ الحاممة‬
‫لقناطير االمكاؿ"‪ ،‬ك يضيؼ حكؿ مقدرة اىميا في التجارة" ك ما منيـ رجؿ يسفر عبيده ك رجالو االكلو في‬
‫قكافميـ المائة حمؿ ك السبعكف ك الثمانكف مجاؿ كميا مكقرة ك بابكاب منازليـ عالمات تدؿ عمى مقادير‬
‫امكاليـ ك ىكذا فاف النشاط التجارم كاف كبي ار كاسعا في اغمات‪ ،‬ك اف اىميا كانكا يمتمككف امكاال طائمة‬
‫قد جنكىا مف التجارة ك خصكصا مع بالد السكداف ‪.‬‬

‫تاىرت‪:‬‬

‫عاصمة الرستميف قامت سنة ‪ 164‬لميجرة‪ ،‬انتعشت بيا التجارة‪ ،‬فجاءىا الناس مف كؿ حدب ك‬
‫صكب‪ ،‬زاد مف الركاج التجارم إشراؼ قبائؿ لكاتة زكناتة عمى تنظيـ القكافب ك الحرص عمى أمنيا‬

‫‪ 1‬ابن حوقل‪،‬صورة االرض‪،‬ص ‪.92‬‬


‫‪ 2‬القلقشندي‪،‬مصدرسابق‪،‬ص ‪.92‬‬
‫‪ 3‬البكري ‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪.12‬‬

‫‪37‬‬
‫لتصبح تاىرت مرك از تجاريا ىاما لمختمؼ السمع ك مف اىميا الرقيؽ كيؼ ال ك ىي مركك اللتقاء القكافؿ‬
‫ك شبكة مف المسالؾ خاصة في عيد االماـ أفمح فكثرت االمكاؿ ك ازدىر االقتصاد ‪. 1‬‬

‫بجاية‪:‬‬

‫يقكؿ عنيا البكرم "مدينة بجاية أزلية عامرة باىؿ االندلس " ذكرىا في معجـ البمداف ‪":‬بجاية ك في‬
‫مدينة عمى ساحؿ البحر بني إفريقية ك المغرب أكؿ مف اختطيا الناصر بف عمناس بف محاد" عيد‬
‫صاحب االستبصار كانت عظيمة‪ ،‬ك يطؿ عمييا جبؿ أمسيكف شماال ك جنكبا جباؿ الجرجرة ك يقابميا‬
‫عمى البحر طرطكشة االندلسية ‪ ،‬يدخؿ إلييا خكر مف البحر الركمي تدخؿ منو ك كاف لممدينة سكر‬
‫عظيـ ك حكمات عديدة تسمت حسب أسامي أبكاب ىذا الم اركب السكر‪":‬حكمة باب البحر‪ ،‬حكمة باب‬
‫باطمة ‪ ،‬ك حكمة المذبح أيف كاف يباع االسرل" فتعددت االسكاؽ في بجاية ك يذكر الغربييف بعضيا‪:‬‬
‫سكؽ القيسارية ‪ ،‬سكؽ الصكؼ سكؽ باب البحرٌ ك راجت التجارات المختمفة خاصة اف بجاية كانت‬
‫تممؾ ميناء في غاية االميية يذكره االدريسي ‪":‬السفف إلييا مقمعة‪،‬ك القكافؿ بيا منحطة‪ ،‬ك االمتعة الييا ي ار‬
‫ك بح ار مجمكبة ‪ ،‬ك أىميا تجار مياسير يجالسكف تجار المغرب االقصى ك تجار الصحراء ك تجار‬
‫المشرؽ ك بيا تحؿ الشدكد ك تباع البضائع باالمكاؿ المقنطرة" ‪.2‬‬

‫وارجالن‪:‬‬

‫أسكاقيا نشيطة يباع فييا العبيد الذيف يجمبيـ التجار عرب الصحراء‪ ،‬ك يكفر ليـ أىؿ غانة الذيف‬
‫ييامجكف بالد بربرة ك أميمو ك يسبكف سكاىنا‪ ،‬ك طيمة القرف الرابع سيطر االباضيكف عمى التجارة بيذه‬
‫المنطقة ‪ ،‬نظ ار لمجكئيـ إلييا بعد سقكط تاىرت ‪.3‬‬

‫زويمة‪:‬‬

‫تقع كسط الصحراء بإقبسـ فزاف عمى حدكد بالد الكانـ ‪،‬بيا أسكاؽ ىامة لمرقيؽ‪ ،‬تعتبر نقطة تكزيع‬
‫لرقيؽ الكانـ كمنيا الى باقي البمداف‪ ،‬ك ربما قؿ نشاطيا التجارم بعد الغزك الياللي ‪.4‬‬

‫‪ 1‬ادلقدسي‪ ،‬احسن التقاسيم يف معرفة االقاليم‪ ،‬ص ‪.228‬‬


‫‪ 2‬االدريسي‪.‬نزىة ادلشتاق‪.‬ص‪.954‬‬
‫‪ 3‬ابن سعيد ادلغريب ‪،‬احليلي ادلغرب ‪،‬ص ‪.126‬‬
‫‪ 4‬االدريسي‪،‬مصدرسابق‪،‬ص ‪. 214‬‬

‫‪38‬‬
‫غانة‪:‬‬

‫أكؿ مممكة قامت بالسكداف الغربي ‪ 184‬لميجرة ‪ ،‬ساىـ في ازدىارىا االقتصادم ك التجارم‬
‫‪،‬مكقعيا الجغرافي أيف تجتمع إلييا القكافؿ التجارية ‪،‬مف كؿ االقطار ك االمصار إضافة الى تشجيع‬
‫الممكؾ لمتجارة خصكصا تجارة الذىب ك الرقيؽ ‪.1‬‬

‫‪-6‬أسواق االندلس‪:‬‬

‫ك الى جانب االسكاؽ السالفة الذكر ىناؾ سكؽ خاصة لمجكارم ك العبيد يعرؼ باسـ المعرض‬
‫"يجمب إليو الرقيؽ مف جميع انحاء المعمكرة ‪ ،‬فنجد فيو اليندية ك الركمية ‪ ،‬ك البربرية‪ ،‬ك الحجازية‪ ،‬ك‬
‫العراقية‪ ،‬ك الزنجية كالصقمبية‪ .‬تباع فيو الجكارم ك تباع فيو جكارم المتعة أك االنجاب" أك الخدمة‪ ،‬ك‬
‫تختمؼ اثمانيا بحسب ما تتمتع بو كؿ كاحدة مف مجاؿ‪ ،‬ك مكاىب‪ ،‬ك ما تجيده مف فنكف الغناء‪ ،‬ك‬
‫الرقص‪ ،‬ك المكسيقى‪ ،‬ك الشعر‪....‬‬

‫بمنسية‪:‬‬

‫كىي مدينة مسكرة قد أتقف سكرىا المنصكر عبد العزيز بف عبد الرحماف بف ابي عامر‪ ،‬ك ال يعمـ‬
‫ببالد االندلس أتقف مف بناء سكرىا ك ال أمجؿ منو‪ ،‬ك ليا خمسة أبكاب الباب الشرقي يسمى باب القنطرة‪،‬‬
‫ك عمى ىذه القنطرة تخرج الرفاؽ الى طميطمة ك سرقكسطة ك طرطكشة ك في القبمة باب ابف صخر ك في‬
‫الجكؼ باب الحنش ك في الغرب باب بيطالة ك يميو باب القيسارية‪ ،‬ك مف ىذيف البابيف تخرج الرفاؽ الى‬
‫غرب االندلس" ك مما يدؿ عمى ركاج تجارة الرقيؽ بيذه المدينة ما يركيو العذرم عنيا‪":‬انما يتفاخر أىميا‬
‫بكثرة االغاني ‪ ،‬ك قد أخبرت أف مغنية بمغت في بمنسية أكثر مف ألؼ مثقاؿ ك أما مادكف االلؼ‬
‫فكثريات‪."2‬‬

‫قرطبة‪:‬‬

‫قاؿ عنيا ابف حياف‪":‬قرطبة دار ممؾ بيف أمية ك لدريؽ الركمي قبميـ ك ىي مدينة زرع ك ضرع ‪ ،‬ك بيا‬
‫مف أنكاع الفك اكو ما ال يحصى‪ ،‬داخميا مميح كخارجيا عجيب فسيح ‪ ،‬ك منظرىا بيي مشرؽ‪ ،‬ك شكميا‬

‫‪ 1‬ابن خلدون ‪ ،‬كتاب العرب و ديوان ادلبتدأ و اخلرب‪،‬ج‪،6‬ص‪. 409‬‬


‫‪ 2‬العذري‪.‬نصوص عن االندلس من كتاب ترصيع االخبار‪.‬حتقيق االستاذ عبد العزيز االىواين‪.‬د‪.‬ت‪.‬منشورات معهد الدراسات االسالمية ‪ ،‬مدريد‪،‬‬
‫ص‪.19‬‬

‫‪39‬‬
‫بديع مؤنؽ‪..‬ك اتصمت العمارة بيا في أياـ بني أمية ثمانية فراسخ طكال ك في عرضيا فرسخيف كؿ ذلؾ‬
‫ديار قصكر ك بساتيف ك مساجد كقيساريات ك أسكاؽ ك ليا سبعة أبكاب أكليا باب القنطرة ك ىك القبمي ثـ‬
‫باب الحديد ك ىك باب شرقي ثـ باب الييكدم ك ىك باب جكيؼ‪ ،‬ك باب عامر ك ىك باب غربي ك باب‬
‫العطاريف ك باب عبد الجبار" كقد اشتيرت قرطبة بتكاجد عدد كبير مف الصقالبة حتى فاؽ عدد مف‬
‫يحرس القصر ك يقكـ بشؤكنو ستة آالؼ صقميب ك ساعد عمى انتعاش ىذه التجارة كفرة السبي اياـ‬
‫المنصكر بف أبي عامر إضافة الى المكقع الجغرافي المتميز لقرطبة حيث تمثؿ محك ار لمركر الطرؽ‬
‫االندلسية ‪.1‬‬

‫المرية‪:‬‬

‫مدينو عظيمة عمى ساحؿ البحر‪ ،‬ك ىي محدثة أحدثيا العرب في االسالـ كانكا يرابطكف فييا ‪ ،‬ك‬
‫ىي متقنة البناء ‪ ،‬بديعة الشكؿ ‪ ،‬ك ليا قصبة عظيمة ‪ ،‬ك عمى القصبة سكر متقف ‪ ،‬ال يصعد لقصبتيا‬
‫إال بكمفة ‪ ،‬ك قد كاف لكاجيتيا البحرية الفضؿ في جعميا الميناء المتكسطي االكؿ المتاح لمتجارة بكافة ك‬
‫مشقة أنكاعيا ك عمى رأسيا تجارة الرقيؽ ‪.‬‬

‫كما كثرت حيؿ تجار الرقيؽ مف أجؿ ركاج تجارتيـ ‪ ،‬بالرغـ مف خضكع تمؾ التجارة لمرقابة الشديدة‬
‫لما تدره عمى الدكلة مف ارباح ‪ ،‬إذ كانكا يبيعكف صنفا بدؿ آخر‪ ،‬أك التخمص مف العيكب الخمقية في‬
‫الرقيؽ مف النساء بتغيير المكف أك تغطية النمش ‪ ،‬كاخفائو ببعض الدىكف‪ ،‬أك تغيير لكف الشعر‪ ،‬أك إخفاء‬
‫الركائح الكريية عف طريؽ الدىف باالسفنج ك الطيب‪ .‬أك يبيعكف العبد‪ ،‬ك فيو عيب خفي أك مرض ال‬
‫يفطف إليو المشترم ‪ ،‬أك يككف العبد مسركقا ‪ ،‬أك يككف لو ك كاف أىؿ يمكف ىركبو إلييـ أك يككف ح ار قد‬
‫استعبد ‪ .‬لذلؾ كاف تشدد الرقابة عمى تمؾ االسكاؽ‪ ،‬عمى النخاسيف أف يقسمكا أف ال يكتمكا عيبا‪.‬‬

‫ك خالصة ىذا المطمب أف المصدر االساسي لمتزكد بالرقيؽ كاف السيب مف خالؿ الحركب ‪ ،‬ك‬
‫ىذا ما خمؽ نكعا مف الكفرة نتيجة تكسع الفتكحات االسالمية فكلد ذلؾ نكعا مف التعكد عمى كجكد الرقيؽ‪،‬‬
‫لكف بتكقؼ اتساع حركة الفتكحات أصبح مف الالزـ ايجاد مصدر آخر لمرقيؽ فكاف رقيؽ الشراء‪ ،‬ك بتنكع‬
‫مصادر الرؽ تنكعت أصنافو بيف الصقالبة الركـ ك السكداف‪ ،‬ك بيف الفحكؿ ك الخصياف ‪ ،‬ك بيف الجكارم‬
‫ك العبيد مف الذكراف ‪ ،‬خمقت ىذه التجارة الرائجة مراكز تجارية كبرل في المغرب باعتباره الكسيط التجارم‬

‫‪ 1‬مؤلف رلهول‪,‬ذكر بالد االندلس حتقيق مولينا لويس‪..‬ج‪.1.‬مدريد‪1972‬ص‪.33‬‬

‫‪41‬‬
‫لتصدير العبيد السكداف ‪ ،‬ك مراكز أخرل في االندلس باعتبارىا الممر لتكريد العبيد الصقالبة خصكصا‬
‫الخصياف ‪ ،‬حيث كاف بفرداف بفرنسا معمؿ لمخصاء كما ببجانة كمنيا الى سائر البمداف‪ ،‬ك كاف التجار‬
‫الييكد مف يشرفكف عمى عممية االخصاء ‪ ،‬فتكلدت طبقة مف التجار الييكد في ىذا المجاؿ ‪ ،‬ك ىذا ال‬
‫ينفي اشتغاؿ المسمميف ك المسيحييف بيذه التجارة لكف بدرجة أقؿ ‪ ،‬ك رغـ كعكرة المسالؾ العابرة الى‬
‫أكاسط إفريقيا لجمب الرقيؽ السكداف ‪ ،‬ك المسالؾ االخرل ناحية البمغار ك السالؼ اال أف حركة التزكيد‬
‫بالرقيؽ لـ تتكقؼ مما يدؿ عمى اىميتيا مف الناحية المادية ك مف ناحية ربط العالقات‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬مكانة العبيد في الجيش و القصور‪.‬‬

‫‪-1‬في الجيش‪:‬‬

‫تعددت ك تنكعت ادكار العبيد في الجيش ‪ ،‬مف بداية االعداد لممعركة الى غاية المكاجية الحربية ‪،‬‬
‫فقد أشرؼ المكالي عمى دار الحرب ‪ ،‬ك بالتالي أككمت ليـ ميمة تخزيف االسمحة ‪ ،‬ك تذكر المصادر‬
‫التاريخية دك ار عسكريا آخر يتمثؿ في التعبئة لمجندية طكعا أك كرىا‪ ،‬ك يسمى مف يقكـ بيذه العممية‬
‫بالحاشد ‪ ،‬ك منيـ مداـ الفتى الذم أرسؿ لحشد الزكيمييف ك البحرييف ‪ ،‬ك الحسف بف رشيؽ الصقميب الذم‬
‫قاـ بنفس االدكار‪ ،‬بؿ يقؼ االمر عند ىذا الحد بؿ استعممكا في جباية االمكاؿ ‪ ،‬كالتي تطمبتيا الحممة‬
‫عمى مصر‪ ،‬ك أككمت الميمة الى جكىر الذم كاف كفيال بيا فباع ما في الخزائف ‪ ،‬ك ال يمكف ألحد أف‬
‫ينكر دكر العبيد في المكاجيات الحربية ‪ ،‬ك قد شاع ك ساىـ بأمكالو تقربا مف مكاله باالندلس لفظ الحشـ‬
‫إما داللة عمى االجداد االجنبية عمى اختالؼ مصادرىا ‪ ،‬أك الحرس المقرب مف الخميفة ‪ ،‬لتعيف في عيد‬
‫المرابطيف فرقة مف الجيش صراحة ‪ ،‬ك نذكر بعض مشاركات العسكرييف مف العبيد ‪ :‬شارؾ" الصقالبة "‬
‫في الجيش الفاطمي كجند مرتزقة ‪ ،‬ك كاف ليـ فيو حضكر كاسع ك فعاؿ ‪ ،‬ك بخاصة بعد قياـ عبيد اهلل‬
‫الميدم بترتيب أفرادىـ في الديكاف الذم أنشأه ليذا الغرض كما ذكرنا ‪ .‬ك قد استفاد الفاطميكف أيما إفادة‬
‫مف خدمات ىذه العناصر في المجاؿ العسكرم ‪ ،‬حيث برز منيـ قكاد عسكريكف أكفاء قادكا جيكش‬
‫الفاطمييف الى االنتصار في كثير مف المكاجيات العسكرية التي خاضكىا ضد خصكميـ ‪ ،‬سكاء في البر‬
‫أك في البحر ‪ ،‬ك ىك االمر الذم يبرر اعتماد السمطة الفاطمية عمى ىذه العناصر الصقمبية ‪ ،‬ال سيما‬
‫في الحمالت العسكرية الحاسمة ‪ ،‬فقد استطاع "بشرل الصقميب أف يقكد باقتدار الجيش الذم أنقذ عبيد‬
‫اهلل الميدم ك ابنو القائـ مف أسرىما في سجمماسة ‪ ،1‬كما تمكف" صابر " الخادـ مف الحاؽ ىزيمة نكراء‬
‫بجيش الركـ في البحر سنة ‪ 316‬ق ‪ 928 -‬ـ‪ ،‬ك أف يعكد الى الميدية محمال بغنائـ ك أمكاؿ ك أسالب‬
‫كثيرة ‪.‬‬

‫ك لعؿ ما بمغو جكىر الركمي الصقمي مف مكانة يعد صكرة صادقة لما يمكف أف تصؿ إليو عناصر‬
‫مف ىذه الفرقة مف سمطة ك نفكذ عسكرم ‪ ،‬ك ال غرك في ذلؾ ‪ ،‬فقد كشؼ جكىر عف مقدرات عسكرية‬
‫فذة ‪ ،‬إذ تمكف مف تكطيد االمف في جميع أرجاء بالد االندلس في أقؿ مف سنة ‪ ،‬ك اتماـ الفتكحات‬

‫‪ 1‬الداعي إدريس‪.‬تاربخ اخللفاء الفاطميُت‪.‬حتقيق زلمد اليعالوي‪.‬دار الغرب االسالمي‪.‬بَتوت‪.‬لبنان‪.‬ص‪.260‬‬

‫‪42‬‬
‫العسكرية التي استيميا أبك عبد اهلل في سنة ‪ 291‬ق‪ 903 -‬ـ‪ ،‬حيث أخضع لسمطاف المعز أىالي ىذه‬
‫البالد حتى دانكا لو بالطاعة ك الكفاء فال عجب إذف إف عظـ شأف جكىر الركمي عند المعز لديف اهلل‬
‫فاختاره دكف سكاه لقيادة الحممة العسكرية التي أرسميا لفتح مصر‪ ،‬ك تمقيبو" بالقائد" ‪.1‬‬

‫أشارت بعض المصادر الى شخصية" صندؿ الفتى" مف العناصر السكدانية في جيش الفاطمييف‬
‫كاف يعمؿ جاسكسا حربيا لدل عبيد اهلل الميدم ‪ ،‬قبؿ ارتقائو الى رتبة قائد في الجيش فيما بعد ‪ ،‬حيث‬
‫كانت ميمتو ترتكز عمى نقؿ االخبار في سرية تامة بيف عبيد اهلل الميدم ك كيؿ عيده القائـ ‪ ،‬كما تمكف‬
‫صندؿ الخادـ مف لعب دكر كبير في اسرتجاع نككر حيف أرسمو القائـ فاستكلى عمييا بعد المعركة التي‬
‫دامت أسبكعا ‪ ،‬كما تمكف ميسكر الفتى مف إخضاع فاس ‪ ،‬ك قد تبيف دكر ىذه العناصر السكدانية بقكة‬
‫عمى أياـ الخميفة المعز لديف اهلل ‪ ،‬حيث كانت ضمف فرؽ الجيش ‪ ،‬الذم سيره ىذا االخير لفتح مصر‬
‫في سنة ‪ 362‬ق‪ 972 -‬ـ ك في إفريقية الزيرية استعاف المعز بف باديس ‪ ،‬لما أرل تقاعس صنياجة في‬
‫قتاؿ زانتة بجممة مف العبيد الذيف أبمك البالء الحسف في معركة الحيدراف ضد العرب ‪ ،‬فثبت العبيد ك كثر‬
‫فييـ القتؿ‪ ،‬ك ليس غريبا أف يستعيف المرابطكف بعدد مف العبيد‪ ،‬ك مكقعة الزالقة سنة ‪479‬ق لخير شاىد‬
‫عمى ىذا الدكر فقد تراكحت أعداد العبيد ما بيف أربعة آالؼ ك ستة آالؼ‪ ،‬كما الحد العبيد الشجعاف دكر‬
‫حاسـ في تراجع القكات االسبانية حيث كثب عمى الممؾ االسباني ألفكنسك السادس ‪ .‬ك أكؿ ذكر لمسكد‬
‫في العصر المرابطي يعكد الى اياـ االمير يكسؼ بف تاشفيف ‪ ،‬بعد أف أقدـ ىذا االخير عمى شراء‬
‫مجمكعة مف السكدانييف بمغ عددىـ نحك ألفيف فارس ك قد شكمت السمطة منيـ فرقا خاصة لمحراسة‬
‫االميرية انشأىا يكسؼ بف تاشفيف ‪ ،‬ك اختار أميرىـ‪ ،‬زكدىـ بالسالح ك الخيؿ ‪ ،‬ك دربيـ عمى جميع‬
‫فنكف القتاؿ ‪ ،‬عبارة عف قكات خفيفة ذات قابمية حركة كبيرة ‪ ،‬أعدت لمقياـ بكاجبات خاصة تالئـ اعدادىا‬
‫ك تسميحيا‪ ،‬ك تستخدـ بالمعركة مركزيا مف قبؿ يكسؼ بف تاشفيف ‪ ،‬ك كانكا مف أشجع الجنكد ك ذكم قكاـ‬
‫حسف ‪ ،‬ك قد شكؿ يكسؼ بف تاشفيف فرقا مف الفدائييف مف السكداف ‪ ،‬يكمفكف بالميمات الصعبة خاصة‬
‫في نياية المعارؾ ‪ .‬ك مف الفرؽ التي لعبت دك ار ىاما في المجاؿ العسكرم ىـ العبيد مف االسرل العمكج‪،‬‬
‫فكانكا يضمكف الى الجيكش االندلسية ‪ ،‬ففي الجيش المرابطي شكمكا فرقا ك أككمت قيادتيـ الى كاحد منيـ‬
‫ك لعؿ أشيرىـ القائد الذم كاف لفرقتو دكر كبير في الذكد عف المرابطيف ك حممتيـ ‪ ،‬كما يبرز القطالكني‬
‫الركبتر‪ ،2 reveter /‬قائداف آخراف بشير ك صندؿ‪ ،‬ك لـ يكف استعماؿ ىذا الصنؼ مف العبيد بدعة‬

‫‪ 1‬ادلقريزي‪ .‬إتعاظ احلنفا بأخالر االئمة اخللفاءج‪.1‬القاىرة‪..1967‬ص‪,97‬‬


‫‪ 2‬توفيق مزاري عبد الصمد‪.‬التنظيمات العسكرية يف عهدي ادلرابطُت وادلوحدين‪.‬منشورات دار الثقافة حسن احلسٍت‪.2009.‬ص‪.62‬‬

‫‪43‬‬
‫مرابطية‪ ،‬فكؿ الجيكش االندلسية حاكلت االستفادة مف الخبرة العسكرية ك الطريقة القتالية ليذا العنصر‪ ،‬ك‬
‫فحكل القكؿ أف العبيد كاف ليـ دكر رئيسي في الجيكش االندلسية ‪ ،‬ما بيف حراسة مككب االمراء ك‬
‫الخمفاء ‪ ،‬الى القياـ بعمميات فدائية تتطمب ميارة عسكرية أىمتيـ الكصكؿ الى مناصب عميا ك قيادة‬
‫الجيكش ‪.‬‬

‫ك ليس مف الغريب اف يستغؿ الرقيؽ حضكره في بالط الخالفة االمكية ليتسمؽ بعضيـ سمـ المراتب‬
‫العميا في الجيش الف ىذا المجاؿ ك ذاؾ متداخالف لدرجة يصعب أحيانا التمييز بينيما لككف الجيش ك‬
‫االدارة أداتاف مف ادكات تدبير شؤكف الرعية كالدفاع عف البالد‪ .‬ك قد كصؿ الكثير مف العبيد إلى‬
‫مناصب ىامة فييما مثؿ تكلي منصب قيادة الجيش في عيد الناصر "نجده الصقمبي " ‪ ،‬ك ميسكر ك‬
‫غيرىما ‪.‬‬

‫ك مف اشير الصقالبة عمى االطالؽ الذيف تكلك مناصب عميا في الجيش كاف في عيد الحكـ‬
‫المستنصر ىك فارس االندلس ‪ ،‬غالب بف عبد الرحماف الناصرم ك ىك اكؿ نمكذج مف الجند الصقمبي‬
‫الذم كصؿ إلى مراتب القيادة العميا ‪ ،‬ك قد كانت الدكلة االسالمية في االندلس مرىكبة الجانب بفضؿ‬
‫قيادة ىذا الصقمبي لجيكشيا ‪.‬‬

‫ك قد ذاع صيتو كقائد لمجند في الثغكر ك في شماؿ افريقيا خالؿ عيد الخميفتيف عبد الرحماف ك‬
‫الحكـ ‪ ،‬كما شغؿ بعضيـ ايضا كظائؼ اخرل ‪ ،‬حيث كانكا يقكمكف بميمة الحرس الخاص بالخميفة عبد‬
‫‪1‬‬
‫مثؿ كظيفة الفتييف الكبيريف ك يقع تحت مسؤكليتيما النظر في شؤكف النظاـ العاـ‬ ‫الرحماف الناصر‬
‫لمقصر‪ ،‬ك ىي مناصب خطيرة تجعؿ منيـ اقرب المقربيف الى الخميفة ‪ ،2‬كما كاف العبيد الذيف جمبيـ‬
‫النخاسكف مف السكداف الى اسبانيا حرسا مف المرتزقة ‪ ،3‬ك يعممكف في الجيش االندلسي ‪ ،‬ك يفيـ مف‬
‫اشارة صريحة البف حياف كجكد فرقتيف في الجيش الخالفي االمكم ‪ ،‬كاحدة يطمؽ عمييا " فرقة عبيد‬

‫‪ 1‬رابح رمضان ‪ :‬النشاط التجاري باالندلس خالل القرنُت الرابع و اخلامس اذلجريُت العاشر و احلادي عشر ميالديُت ‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬عبد االلو بنمليح ‪ ،‬الرق يف بالد ادلغرب و االندلس ‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ 3‬ج‪ .‬س‪ ،‬كوالن‪ :‬االندلس‪ ،‬تر‪ :‬ابراىيم خورشيد و آخرون‪ ،‬دار الكتاب اللبناين‪ ،‬بَتوت‪ ،1980 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪ ،91‬عبد الواحد ذنون طو‪ :‬االسالم‬
‫يف ادلغرب و االندلس‪ :‬كيف انتشر و دلاذا؟ ‪ ،‬دار ادلدار االسالمي‪ ،‬بَتوت‪ ،2009 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.92‬‬

‫‪44‬‬
‫الدرؽ" ك االخرل " العبيد الرماة " ‪ ،‬ثـ اشتقكا بيف صفي فرساف العبيد الرماة الخاصة ‪ ،1‬كما يقدـ لنا‬
‫تقسيـ طبقات الجند الى الجند االحرار ك العبيد ‪.2‬‬

‫غير اف الرقيؽ االسكد كاف لو حضكر في الجيش االندلسي ‪ ،‬ك قد جيء بيـ عمى نحك خاص‬
‫ابتداءا مف عيد عبد الرحماف الناصر ليككنكا حرسو الخاص ‪ ،‬اما المنصكر بف ابي عامر فقد زاد مف‬
‫عددىـ فبمغكا حكالي الفيف مف المشاة ‪ ،‬ك كانكا استخدمكا فيما بعد كمشاة ك فرساف ‪.‬‬

‫يشكؿ العبيد جانبا اساسيا مف الجيش االندلسي ‪ ،‬لكف ظير اثرىـ خاصة في زمف عبد الرحماف‬
‫الناصر الذم استخدميـ في الجيش ‪ ،‬ألنو كاف يريد اف يحضد شككة االستقراطية العربية ك يبعد البربر‬
‫قدر المستطاع ‪.3‬‬

‫‪ 1‬ايب مروان حيان بن خلف بن حيان االندلسي‪ :‬ادلقتبس يف اخبار بلد االندلس‪ ،‬شرحو‪ :‬صالح الدين اذلواري ‪ ،‬ادلكتبة العصرية‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.33‬‬
‫‪ 2‬ايب مروان حيان بن خلف بن حيان االندلسي‪ :‬ادلقتبس يف اخبار بلد االندلس‪ ،‬تح‪ :‬عبد الرمحان علي احلجي‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بَتوت‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ 3‬مصطفى شاكر ‪ :‬االندلس يف التاريخ ‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة ‪ ،‬دمشق‪ ،1990 ،‬ص ‪.67‬‬

‫‪45‬‬
‫‪-2‬في القصور‪:‬‬

‫اف تطمع امراء االمكييف كالخمفاء الى المشرؽ كتقميدىـ لممظاىر الحضارية تعد مف السمات الرئيسية‬
‫التي خدمت االمراء اذ انتقمت الكثير مف تمؾ المظاىر الى قصكر االندلس ككف مدينة بغداد مركز اشعاع‬
‫حضارم لكؿ االمـ كالشعكب انذاؾ ‪ ،‬لذلؾ لـ تكف االندلس بعيدة عف تمؾ التأثيرات الحضارية ككاف‬
‫اقتناء المجاميع مف الجكارم كالصقالبة احد المظاىر التي كانت معركفة في العصر العباسي ‪.1‬‬

‫كبسبب االىمية كاإلعداد الكثيرة مف الصقالبة في القصكر‪ ،‬كمكانتيـ الخطيرة القريبة مف صنع‬
‫القرار فقد أدكا أدكا نار ميمة في حياة االندلسييف في مختمؼ المياديف ككصمكا الى المراكز القيادية في‬
‫الجيش كاإلدارة كالمفاصؿ الحيكية لمسمطة ‪.2‬‬

‫كلعؿ مف اخطر االدكار التي لعبكىا في حياة االندلسييف في الجانب السياسي كال سيما في تحديد‬
‫كالية العيد كمدل قدرتيـ عمى التأثير في ق اررات االمراء حيث تمكنكا مف خالؿ تكاصميـ مع االمراء منذ‬
‫نشأتيـ االكلى كالتصاقيـ باكالد االمراء حتى تكلييـ االمارة كمف ثـ يتكلكف المناصب الرفيعة لدل اسيادىـ‬
‫كيصبحكف اصحاب ثقتيـ فكاف بدر مكلى االمير عبداهلل (‪300 -275‬ىػ‪912 -888 /‬ـ)‪ ،‬اذ امر‬
‫االمير اف يكضع لو فراش خاص بو في مجمس األمير كيككف احد المشاكريف لو مع بقية الكزراء كمف ثـ‬
‫تكلى الحجابة فيما بعد ‪.3‬‬

‫كىناؾ شخصيات عديدة مف الصقالبة الذيف لعبكا دك انر ميمان في تكجيو كالية العيد كمنيـ الفتى‬
‫نصر الصقمبي كاصمو مف قرمكنو اذ حاكؿ جاىدان تغيير كالية العيد في عيد االمير عبد الرحمف بف‬
‫الحكـ (‪ 206‬ػ ػ ػ ‪238‬ى ػػ‪ 821 /‬ػ ػ ػ‪ 852‬ـ) مف كلده محمد الى كلده االخر عبداهلل اال اف المؤامرات كانت‬
‫تحاؾ بصكرة محكمة فمـ يتمكف مف تغيير رأم االمير رغـ نفكذه لدل االمير كلـ يكتؼ بيذا بؿ ذىب ابعد‬
‫مف ذلؾ بعد اف فشؿ في مسعاه حيث حاكؿ تسميـ االمير بسـ قاتؿ لكال اكتشاؼ المؤامرة مف قبؿ االمير‬
‫كتـ اجباره عمى شرب السـ الذم احضره فشربو كمات مف ساعتو ‪.4‬‬

‫‪ 1‬ابن فضالن ‪ ،‬مقدمة احملقق ‪ ،‬ص‪.18‬‬


‫‪ 2‬بروفنسال ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص‪.170‬‬
‫‪ 3‬ابن حيان ‪ ،‬انطونية ‪ ،‬ص ‪ 4‬و ‪.131‬‬
‫‪ 4‬ابن حيان‪ ،‬مكي‪ ،‬ص‪15-8‬؛ كحيلة ‪ ،‬تاريخ النصارى‪ ،‬ص‪.36‬‬

‫‪46‬‬
‫ككذلؾ كاف ياسر الفتى الصقمبي الذم لعب دك انر تآمريان عمى الخميفة الناصر في‬
‫سنة (‪ 338‬ىػ‪949 /‬ـ)‪ ،‬فقد حاكؿ استبعاد كلي العيد الحكـ كتقديـ اخيو عبداهلل بدالن عنو كتـ اكتشاؼ‬
‫خيكط المؤام رة كمعاقبة القائميف عمييا كفائؽ الصقمبي ىك االخر كاف سيء الصيت في عيد الخميفة‬
‫الحكـ المستنصر الذم عيف كلده ىشاـ كليان لمعيد ككاف تدخؿ الصقالبة كبي انر في تغيير رغبة الخميفة‬
‫الحكـ المستنصر اال اف محمد بف ابي عامر كعثماف المصحفي الذيف كقفكا الى جانب ىشاـ المؤيد افشمكا‬
‫تغيير كالية العيد كبتعاكف مع سيدة القصر صبح اليشكنسية التي لعبت دك انر بار انز في الحفاظ عمى كالية‬
‫العيد لكلدىا ىشاـ المؤيد ‪.1‬‬

‫كلعبت العالقة الكثيقة بيف االميرات االفرنجيات كالصقالبة في القصكر االمكية دك انر جادان في تدبير‬
‫المؤامرات السرية الشائكة ‪ ،‬فكاف ىذا التعاكف كالمساندة بيف الطرفيف قائمة عمى خدمة مصالحيـ كبقاءىـ‬
‫الى جانب صاحب القرار في القصر االمكم ‪ .‬كبسبب تمتع الكثير مف الصقالبة بالشجاعة كالفركسية‬
‫كالقكة الجسمانية اصبحكا جزءان مف المنظكمة الدفاعية مف الحرس الخاص لدل االمراء ‪ ،‬كشكمكا جيكش‬
‫كافكاج مف الحرس الخاص ككذلؾ قيادتيـ لبعض الحمالت العسكرية حيث تكلى نصر الخصي قيادة‬
‫اسطكؿ االندلس سنة (‪230‬ىػ‪844 /‬ـ)‪ ،‬ضد حمالت المجكس كغاراتيـ عمى السكاحؿ االندلسية فقد أبدل‬
‫الشجاعة الفائقة كحقؽ النصر عمى بعض تمؾ الغارات ‪ ،‬كمنيـ مف كاف يتكلى اعمى المراتب في إدارة‬
‫البالد كال سيما الحجابة حيث كاف كاضح الصقمبي حاجبان لمخميفة ىشاـ المؤيد ‪.2‬‬

‫كنظ انر لمثقة المفرطة بيؤالء العبيد فقد كاف يعيد الييـ تكلى االمكر المالية لدل الكثير مف االمراء‬
‫ككاف شنطير الخصي فتى االمير عبد الرحمف بف الحكـ يتكلى استالـ الغنائـ كالخمس لعامؿ بمنسية ابف‬
‫ميمكف ‪ ،‬الذم سمـ االمكاؿ الى مكلى االمير كارسميا الى العاصمة قرطبة ‪ ،‬كحينما تكفي بكر بف االمير‬
‫الحكـ سنة (‪235‬ىػ‪849 /‬ـ) ارسؿ االمير زيداف الفتى الكبير الى تدمير الحصاء تركتو ككضع اليد عمى‬
‫االمكاؿ التي يممكيا ‪ .‬كرغـ اف ىؤالء كانكا عند حسف ظف سيدىـ كحازكا عمى ثقتيـ اال اف ىناؾ مف‬
‫خاف ثقة االمير حيث قبض عمى مسرة كأخيو عباس بعد اف كجد لدييـ امكاؿ طائمة تقدر بثمانية االؼ‬
‫دينار دراىـ كسجنا بسبب حصكليـ عمى االمكاؿ بطرؽ غير شرعية كربما كانت مسركقة مف البالط ‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن عذاري ‪ ،‬البيان ادلغرب ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ، 259‬ابن بسام ‪ ،‬الذخَتة ‪ ،‬ق‪ ،4‬مج‪ ،1‬ص‪.57‬‬
‫‪ 2‬أبو احلسن بن عبداهلل النباىي ‪ ،‬تاريخ قضاة األندلس ‪ ،‬دار اآلفاق اجلديدة ‪ ،‬بَتوت ‪ ،1983 ،‬ص‪ 86‬؛ بروفنسال ‪ ،‬تاريخ ‪ ،‬ص‪.170‬‬

‫‪47‬‬
‫كنظ انر لمكانتيـ لدل االمراء فقد حافظكا عمى عالقات اجتماعية متينة مع المجتمع االندلسي ‪ ،‬حيث‬
‫شفعكا لدل االمراء في االعفاء عف بعض المتجاكزيف في المجتمع كاستطاع بدر مكلى االمير عبداهلل‬
‫( ‪300 -275‬ىػ‪912 -888 /‬ـ)‪ ،‬مف اطالؽ سراح ابف ابراىيـ بف الحجاج الذم كاف مرىكنان في‬
‫العاصمة قرطبة كاف الشاعر محمد بف يحيى القمفاط الذم كاف شاع انر لدل ابراىيـ بف الحجاج في اشبيمية‬
‫قد ىجا اىؿ قرطبة لـ يستثني احدان منيـ اال بدر مكلى االمير عبداهلل مما يدؿ عمى تكاصؿ ىؤالء بالعالقة‬
‫الطيبة مع الشعراء كاصحاب النفكذ في االندلس ‪ ،1‬ككذلؾ تدخؿ بدر مكلى االمير عبداهلل في اطالؽ‬
‫‪.2‬‬ ‫حفصكف‬ ‫بف‬ ‫عمر‬ ‫ابف‬ ‫سراح‬

‫‪ 1‬ابن حيان‪ ،‬انطونية ‪ ،‬ص‪12‬و ‪.131‬‬


‫‪ 2‬ادلصدر نفسو ‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫‪48‬‬
‫تمييد‪:‬‬

‫كاف خيراف العامرم أحد الفتياف العامرييف الذيف بمغ عددىـ بعد كفاة عبػد الممؾ ستة كعشريف فتى‪،‬‬
‫عرفكا بالخمفاء‪ ،‬كمف أشيرىـ كاضح‪ ،‬كبشير كنظيػؼ كنجاء كشعمة كمظفر‪ ،‬كمجاىد كزىير‪ ،‬كخيراف‬
‫كنصر كنصير كطرفػة كشػفيع ‪ ،‬كاف عبدالرحمف الداخؿ ىك أكؿ مف كيمف كبشرل كبميؽ كككثر كخمؼ‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫حفيده الحكـ‬ ‫كجند مرتزقة في األندلس‪ ،‬كاف كاف قمما رغب فػييـ‪ ،‬إال أف إستخدـ الصقالبة‬ ‫كجعفر‬
‫الربضي يعتبر أكؿ مف إستكثر فييـ‪ ،‬إذ أنو بػالغ فػي إصػطناعيـ كاجتمب منيـ أعدادان كبيرة إعتمد عمييـ‪،‬‬
‫في كؿ أمكره‪ ،‬كلقد بالغ في ذلؾ حيث بمغ عددىـ في عيده خمسة آالؼ مممكؾ‪ ،‬ككانكا يسمكف بالخرس‬
‫لعجمية ألسنتيـ‪ ،‬كما أطمؽ عمييـ ابف حياف اسـ المجاليػب الػصقالبة عرفكا بالمماليؾ ‪ ،3‬ك ابف عذارم‬
‫‪4‬‬
‫يسمييـ العمكج‪.‬‬

‫كاصؿ األمكيكف سياسة إجتالب الصقالبة إلى األندلس كاسػتخداميـ فػي الجيش حتى بمغ عددىـ‬
‫عند كفاة عبد الرحمف الناصػر ثالثػة آالؼ كسػبعمائة كخمسيف صقمبيان‪ ،‬كبمغ عدد النساء بالقػصر سػتة‬
‫آالؼ كثالثمائػة‪ ،‬كيبػدك أف عبدالرحمف الثالث كاف يستيدؼ مف اإلكثار منيـ إضعاؼ قكة القبائؿ‬
‫العربيػة‪5‬كيتضح لنا مما سبؽ أف الصقالبة أصبحكا قكة ال يستياف بيا في األندلس كعنصر بارز مف‬
‫عناصر القكة كالمجتمع األندلسي‪ ،‬حاز الصقالبة عمى ثقة الخمفاء فتقمدكا المناصب الرفيعة في الدكلة‬
‫‪6‬‬
‫كأسندت إلييـ مناصب عميا بالقػصر‪ ،‬كمػا تػكلى بعضيـ مناصب القيادة العسكرية كفي عيد الخميفة‬
‫المستنصر تمتع الصقالبة بنفكذ كاسع كأصبحكا يتحكمكف في كؿ مداخؿ القصر كمخارجو‪ ،‬كما استأثركا‬
‫بحراسة كلمع منيـ إثناف إستبدا بالسمطة داخؿ القصر أحدىما فائؽ صاحب البرد الخميفة كالطراز‪ ،‬كاآلخر‬
‫جؤذر صاحب الصاغة كالبيازرة‪ ،‬ككاف خيػراف مػف فتيػاف المنصكر بف أبي عامر‪ ،‬حظي في عيد ىشاـ‬
‫‪7‬‬
‫المؤيد بمكانة رفيعة أىمتو لرئاسػة الصقالبة‪.‬‬

‫‪ 1‬الصقالبة مجع صقلًب ومعناىا رقيق وىي تسمية أطلقها اجلغرافيون العرب من العصور الوسطى على الشعوب السالفية اليت تسكن البالد ادلمتدة مـن‬
‫حبـر قزوين شرقاً وحىت حبر اإلدريايت غرباً‪ ،‬أمحد سلتار العبادي‪ ،‬الصقالبة يف آسيا‪ ،‬ادلعهد ادلصري مدريد ‪ 1953‬ص‪.8‬‬
‫‪ 2‬ادلقرئ (أمحد بن زلمد)‪ ،‬نفح الطيب من غصن األندلس الرطيب حتقيـق زلي الدين عبد احلميد‪ ،‬ادلكتبة التجارية‪ ،‬القاىرة ‪1949‬م‪ ،‬ص ‪.320‬‬
‫‪ 3‬ابن عذاري (أبو عبيد ااهلل)‪ ،‬البيان ادلغرب يف أخبـار األنـدلس وادلغـرب‪ ،‬حتقيق األستاذ ليفي بروفنسال‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بَتوت ج‪ 3‬ص ‪.162‬‬
‫‪ 4‬جرجي زيدان‪ ،‬تاريخ التمدن اإلسالمي‪ ،‬حتقيق حسُت مـؤنس‪ ،‬دار اذلـالل ‪1958‬م ص ‪.223‬‬
‫‪ 5‬ابن عذاري‪ ،‬ادلصدرالسابق ج‪ 2‬ص ‪.259‬‬
‫‪ 6‬ابن اخلطيب (لسان الدين)‪ ،‬أعمال األعالم‪ ،‬حتقيق بروفنسال طبعة بيـروت ‪1956‬م‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ 7‬أمحد بدر‪ ،‬تاريخ األندلس‪ ،‬دمشق ‪1984‬م ص‪.104‬‬

‫‪49‬‬
‫المطمب األول‪ :‬تأسيس إمارة خيران العامري عالقتيا باإلمارات األخرى‪.‬‬

‫‪-1‬تأسيس امارة خيران العامري‪:‬‬

‫بعد تفكؾ الكحدة السياسية إثر سقكط الدكلة العامرية ‪ ،‬كلـ يكد يمضي عمى بيعػة محمد بف ىشاـ‬
‫بف عبد الجبار سنة ‪ 399‬ىػ ‪ ،‬ما يزيد عف شير حتى نفػى جماعػة الصقالبة العامرييف ‪ ،‬حسب قكؿ ابف‬
‫‪1‬‬
‫عذارل‪ (( :‬استػكلكا عمى أطراؼ بالد األنػدلس ‪ ،‬كممكػكىا مف ذلؾ الكقت)) ‪.‬‬

‫كاف ىؤالء الصقالبة قد تزعميـ خيراف العامػرم ‪ ،2‬رئيػس حػزب الصقالبة في قرطبة‪،‬كمف ىذا الحزب‬
‫تككنت دكلة العامرييف في شرؽ األندلس؛ يترأس كؿ دكلة كاحد مف الفتياف الصقالبة ؛ فمجاىد العامرم‬
‫يسيطر عمى مدينة دانية كالجزر المتاخمػة‪ :‬ميكرقة كمنكرقة كيابسة ‪ ،‬كلبيػب يسيطر عمى طػرطكشة ‪،‬‬
‫كمظػػفر كمبارؾ يسيطراف عمى بمنسية ‪ ،‬كأما خيراف ػ كىك المخػصص لمدراسة ػ فإنو نزؿ بأريكلة ثـ سيطر‬
‫عمى المػرية ‪.‬‬

‫بعد االنتصار الذم حققو المستعيف عمى الميدم كأنصاره مف أىؿ قرطبة سػنة ‪ 403‬ىػ فر الفتياف‬
‫العامريكف إلى شرؽ األندلس ػ كما تقدـ ػ ككاف خيراف ‪ ،‬كيكنى بػالفتى الكبير‪ ،‬كاحدا ممف فركا كأنجاه‬
‫ىركبو مف قرطبة ‪ ،‬كاستقر في أريػكلة‪ ،‬كىي يكمئذ مثؿ في الحصانة كالمنعة‪.‬كأقبؿ عميو الطامعكف‬
‫كالصعالكة كالدابرة ‪ ،‬أم قطاع الطرؽ‪،‬فاشتد ما ساعده‪،‬كتمكف مف االستيالء عمى مرسية سنة ‪ 404‬ىػ ثـ‬
‫جياف ‪.‬كما تمكف مف التغمب عمى المرية معقؿ األندلس ‪ ،‬بعد قتؿ أفمح الصقمبي الذم سبقو إلييا بعد قياـ‬
‫الفتنة‪.‬‬

‫‪ 1‬ابن عذارى ‪.‬البيان ادلغرب‪.77: .3.‬‬


‫‪ 2‬ىو خَتان الصقلًب العامري ‪،‬وكان من جلة فتيان بٍت عامر‪،‬ودلا ختربت اخلالفة ادلتمثلة يف نظر الصقالبة يف شخص ىشـام ادلؤيـد بااهلل‪،‬وبعد ذىاب‬
‫ادلنصور‪.‬استقل مبدينة ادلرية سنة ‪ 403‬ىـ ‪،‬وانضم إليو مجيع فتيان زلمد بن أيب عامر‪،‬فحوذلم وخصيام‪.‬وكان خَتان يدعى باخلليفة وبالفىت الكبَت‪.‬ومدحو‬
‫الشاعر ابن دراج القسطلي‪.‬وبعد مهلكو صارت ادلرية إىل صاحبو زىَت العامري سنة ‪ 419‬ىــ‪ .‬انظر ترمجتو ابن بسام ‪.‬الذخَتة‪ ، 32: 1/1.‬ابن‬
‫عذارى‪.‬ادلغرب‪ ، 166: 3.‬ابن اخلطيب‪.‬أعمال األعالم‪ ، 210.‬العبادي‪،‬أمحد سلتار‪ .‬الصقالبة يف األندلس‪ ، 17.‬سامل‪،‬السيد عبد العزيز‪.‬تاريخ مدينة‬
‫ادلرية اإلسالمية‪ ، 58.‬تشركوا ‪ ،‬كليليا سارنللي ‪ .‬رلاىد العـامري ‪.‬ص ‪.109‬‬

‫‪51‬‬
‫اتخػذ خيراف العامرم المرية مق ار لو ‪ ،‬كطبؽ سياسة قكاميا العدؿ كاإلنصاؼ معتمدا في ذلؾ عمى‬
‫‪1‬‬
‫الذم كاف معركفا برجاحة العقؿ كالدىاء ‪.‬‬ ‫كزيره أحمد بف عباس‬

‫ازدىرت المرية في عيد خيراف ىذا ازدىا ار عظيما ‪ ،‬كأصبحت مػف أىػـ مػدف األندلس ‪ ،‬كيرجح‬
‫بيريس أف اآلبار التي عرفت المرية ‪ ،‬كالتي مازالت أطالليا ترل حػتى يكمنا ىذا ترجع إلى أيامو‪.‬‬

‫الصقابة كشرقي األندلس‪ .‬العبداف مظفر كمبارؾ‪ .‬تغمبيما عمى بمنسية‪ .‬اشتراكيما كامتزاجيما‪ .‬تغمب‬
‫مبارؾ عمى شاطبة‪ .‬أحكاؿ بمنسية في عيدىما‪ .‬كفكد الصقالبة كالمكالي إلييا‪.‬‬

‫الحرب بيف مبارؾ كالمنذر التجيبي‪ .‬كفاة مظفر‪ .‬مصرع مبارؾ‪ .‬بالطيما ككزراؤىما‪ .‬مديح الشعر‬
‫ليما‪.‬‬

‫لبيب العامرم كمجاىد يخمفاف مبارؾ‪ .‬اختالفيما كفرار لبيب إلى طرطكشة‪ .‬مبايعة الفتياف العامرييف‬
‫لعبد العزيز المنصكر بالزعامة‪ .‬تكليو إمارة بمنسية‪ .‬خيراف العامرم يقدـ لمزعامة محمد بف عبد الممؾ‬
‫المنصكر‪ .‬تكليو إمارة مرسية كأكريكلة‪ .‬تنكر خيراف لو كمغادرتو لمرسية‪ .‬عبد العزيز المنصكر ككزراؤه‪.‬‬
‫كفاة خيراف كخالفة زىير لو في ألمرية‪ .‬مصرع زىير‪ .‬مبايعة أىؿ ألمرية لعبد العزيز‪ .‬اتساع مممكة بمنسية‬
‫كمكقؼ مجاىد العامرم‪ .‬عبد العزيز يعيد بشئكف ألمرية إلى ابف صمادح‪ .‬غدره كاستيالؤه عمى ألمرية‪.‬‬
‫الحرب بيف عبد العزيز كالفتياف العامرييف‪ .‬عبد العزيز كعالئقو بالممكؾ النصارل‪ .‬كفاة عبد العزيز كقياـ‬
‫كلده عبد الممؾ‪ .‬كزيره ابف ركيش‪ .‬مكقؼ المأمكف بف ذل النكف‪ .‬مشركعو لالستيالء عمى بمنسية‪.‬‬
‫استيالؤه عمييا كاعتقالو لصيره عبد الممؾ‪ .‬مختمؼ الركايات في ذلؾ‪ .‬مياجمة القشتالييف لبمنسية‪ .‬مكقعة‬
‫بطرنة‪ .‬مقدـ المأمكف بحجة إنجاد صيره‪ .‬دخكلو بمنسية كاستيالؤه عمييا‪ .‬كفاة ابف ركيش كقياـ كلده أبي‬
‫بكر بف عبد العزيز‪ .‬استبداده بحكـ بمنسية‪ .‬استيالء المؤتمف بف ىكد عمى دانية‪ .‬تكجس ابف عبد العزيز‬
‫كالتجاؤه أللفكنسك السادس‪ .‬محاكلة المؤتمف االستيالء عمى بمنسية كفشمو‪ .‬التفاىـ بيف أبي بكر كالمؤتمف‪.‬‬
‫كفاة أبي بكر كقياـ كلده عثماف مكانو‪ .‬تطكر الحكادث‪ .‬سقكط طميطمة في يد ألفكنسك السادس‪ .‬كعده‬

‫‪ 1‬ىو أبو جعفر ‪،‬أمحد بن عباس بن أيب زكريا الكاتب‪،‬كان وزيرا لزىَت العامري‪.‬يصفو األمَت عبدااهلل‪،‬بقولو ‪(( :‬كان أشد الناس محاقة واستخفافا مثَتا‬
‫للشر‪،‬وكان العالب على أمر زىر))‪،‬كما كان ابن عباس ىذا ((كاتبا حسن الكتابـة ‪،‬بـارع اخلـط فصـيحا غزيـر األدب))‪.‬وقد وقع ابن عباس أسَتا يف يد‬
‫باديس بن حبوس ‪،‬وحاول فداء نفسو بثالثُت ألف دينار من الذىب إال أن باديس أمـر بقتلـو سنة ‪ 427‬ىـ ‪.‬انظـر ترمجتـو ‪ :‬األمـَت عبد ااهلل‪ .‬كتاب‬
‫التبيـان‪ ، 44،35.‬ابن بسـام ‪.‬الذخـَتة‪ ،464،667 – 656: 1/1.‬ابن عذارى ‪.‬البيان ادلغرب‪ ، 172 – 166: 3.‬ابن اخلطيب‪.‬ادلصدر‬
‫نفسو‪ ، 215،212.‬واإلحاطة لنفس ادلؤلف‪ ، 259: 1.‬دوزي‪ .‬ادلسلمون يف األندلس ‪ ، 28: 3.‬سامل‪ ،‬السيد عبد العزيز‪.‬تاريخ مدينة ادلرية‬
‫اإلسالمية‪71 - .69.‬‬

‫‪51‬‬
‫لصاحبيا القادر باسترداد بمنسية‪ .‬مسير القادر إلى بمنسية مع الجند النصارل‪ .‬مكقؼ أىؿ بمنسية‪ .‬إعالف‬
‫الجماعة خمع عثماف كمبايعة القادر‪ .‬دخكؿ القادر بمنسية كاستيالؤه عمييا‪ .‬استبداده كاضطراب األحكاؿ‬
‫في عيده‪ .‬مقدـ المرابطيف إلى األندلس‪ .‬رحيؿ القشتالييف عف بمنسية‪ .‬أطماع المنذر بف ىكد في بمنسية‪.‬‬
‫مسيره إلييا كمحاصرتيا بمعكنة الجند القطالف‪ .‬مكقؼ القادر كاستغاثتو بألفكنسك السادس كالمستعيف بف‬
‫ىكد‪ .‬المستعيف بف ىكد كمشركعو في االستيالء عمى بمنسية ‪.‬‬

‫كانت دكؿ الطكائؼ التي قامت في شرقي األندلس‪ ،‬تمتاز بغمبة العنصر الصقمبي‪ ،‬كتفكقو في‬

‫سيادتيا‪ ،‬كفي تكييؼ أحداثيا‪ ،‬ككانت ىذه العناصر الصقمبية التي ألفت في شرقي األندلس‪ ،‬ميدانان‬
‫لنشاطيا كأطماعيا‪ ،‬ىي نفس العناصر التي ظيرت بادلء ذم بدء في ميداف الفتنة القرطبية‪ ،‬كساىمت‬
‫في أحداثيا‬

‫بقسط بارز‪ ،‬ثـ غادرت قرطبة‪ ،‬حينما غمبت ىنالؾ عمى أمرىا‪ ،‬كألفت مالذىا في ذلؾ الركف النائي‬
‫مف األندلس‪ ،‬بعيدان عف مكجة الطغياف البربرية التي اجتاحت قرطبة‪ ،‬كجنكبي األندلس ‪.‬‬

‫ككانت بمنسية‪ ،‬كىي أعظـ القكاعد الشرقية‪ ،‬مركز التجاذب في معركة السمطاف التي اضطرـ لظاىا‬
‫في تمؾ المنطقة‪ ،‬ككانت ىذه المعركة في البداية متكاضعة محدكدة المدل‪ ،‬ثـ لـ تمبث أف انسابت إلى‬
‫طرككنة شماال حتى مرسية كلكرقة جنكبان‪ ،‬بيد أنيا فيما عدا بعض اتصاالت‬
‫شرقي األندلس كمو‪ ،‬مف ٌ‬
‫محدكدة بأحداث المنطقة الغربية‪ ،‬حافظت عمى سيرىا المستقؿ‪ ،‬كطابعيا الخاص ‪.‬‬

‫كذلؾ أنو لما اضطرت الفتنة‪ ،‬كانيارت الدكلة العامرية في أكائؿ سنة ‪ 399‬ىػ ‪ (1009‬ـ )‪،‬‬
‫كاستطاع محمد بف ىشاـ بف عبد الجبار الميدم أف ينتزع الخالفة لنفسو مف ىشاـ المؤيد‪ ،‬كاف عمى‬
‫بمنسية ‪ -‬كفقان لبعض الركايات ‪ -‬فتى مف الفتياف العامرييف ىك مجاىد العامرم‪ ،‬فثار بو عبداف مف العبيد‬
‫العامرييف أيضان ىما مبارؾ كمظفر‪ ،‬كاستطاعا أف ينتزعا منو السمطة‪ ،‬فغادر مجاىد بمنسية إلى دانية‪،‬‬
‫كتربع العبداف ‪ -‬كيسمييما ابف الخطيب باألميريف ‪ -‬مكانو في حكـ المدينة‪ .‬كيقدـ إلينا ابف حياف ركاية‬
‫أخرل عف تغمب مبارؾ كمظفر عمى بمنسية‪ ،‬خالصتيا أنيما كانا يتكلياف ككالة الساقية بالمدينة‪ ،‬أياـ‬
‫كالية عبد الرحمف ابف يسار عمييا‪ ،‬ثـ ضرب الدىر ضرباتو‪ ،‬كشاء القدر أف ينتزع اإلمارة مبارؾ ‪.‬‬

‫كيصؼ ابف حياف الحادث بأنو" مف غرائب الميالي كاألياـ‪ ،‬الالعبة باألناـ ‪" .‬‬

‫‪52‬‬
‫ثـ يقكؿ لنا إف العبديف مبارؾ كمظفر تكليا ىما حكـ بمنسية‪ ،‬كامتزجا في ذلؾ امتزاج اإلخكة كعشاؽ‬
‫األحبة‪ ،‬كنزال في قصر اإلمارة مختمطيف" تجمعيما في أكثر األكقات مائدة كاحدة‪ ،‬كال يتميز أحدىما عف‬
‫اآلخر في عظيـ ما يستعمالنو مف كسكة كحمية كفرش كمرككب كآلة‪ ،‬ال ينفرداف إال في الحرـ خاصة‪،‬‬
‫عمى أف جماعة حرميما كف مختمطات في منازؿ القصر‪ ،‬كمستكيات في سائر األمر ‪" .‬‬

‫ككاف لمبارؾ مع ذلؾ التقدـ في المخاطبة كرسكـ اإلمارة لصرامتو كشدتو‪ ،‬كلدماثة مظفر كانصياعو‬
‫لزميمو في سائر األمكر ‪.‬‬

‫كذكر في بعض الركايات أف مظف انر كمباركان كانا يقتسماف فيما بينيما حكـ الكالية‪ ،‬فكاف مظفر‬
‫يختص بحكـ بمنسية‪ ،‬كمبارؾ بحكـ شاطبة‪.1‬‬

‫ابف الخطيب مف جية أخرل‪ ،‬أف شاطبة كاف يتكلى حكميا منذ انقراض الدكلة العامرية‪ ،‬الفتى خيرة‬
‫الصقمبي‪ ،‬كتكطد بيا أمره‪ ،‬ككاف مبارؾ يتكؽ إلى إزالتو عنيا‪ ،‬ففي ذات يكـ زار خيرة بمنسية‪ ،‬كاستضافو‬
‫مبارؾ كدس لو السـ في الطعاـ فيمؾ بعد أياـ قالئؿ‪ ،‬كتكلى نائبو عبد العزيز بف أفمح حكـ شاطبة مكانو‬
‫تحت رعاية مبارؾ‪ ،‬كتركو مبارؾ عمى حالو إلى أف استكلى عمييا مجاىد العامرم ‪.2‬‬

‫كعمى أم حاؿ‪ ،‬فإنو يبدك‪ ،‬أف مظف انر كمباركان كانا كفقان لركاية ابف حياف المتقدمة‪ ،‬يحكماف معان‬
‫مدينة بمنسية بصفة فعمية‪.‬‬

‫كبمغت جباية بمنسية في عيدىما مائة كعشريف ألؼ دينار في الشير‪ ،‬سبعكف منيا مف بمنسية‬
‫ذاتيا‪ ،‬كخمسكف مف شاطبة التابعة لعمالتيا‪ ،‬ككانا يشتداف في تحصيؿ ىذه األمكاؿ‪ ،‬حتى أرىقت الرعية‬
‫كأثقؿ كاىميا‪.‬‬

‫عمى أف ىذيف العبديف لـ يقص ار في تحصيف بمنسية كصيانتيا‪ ،‬فابتنيا سكرىا كزكد بأبكاب حصينة‪،‬‬
‫فارتفع طمع الطامعيف عنيا‪ ،‬ككفد إلييا الناس بأمكاليـ‪ ،‬كاستقركا‪ ،‬كابتنكا المنازؿ كالقصكر الفخمة‪،‬‬
‫كالرياض الزاىرة‪ ،‬ككاف مبارؾ كمظفر قدكة في ذلؾ فأنشآ القصكر الفخمة‪ ،‬كاقتنيا نفيس المتاع كالرياش‬
‫كاآلالت‪ .‬ككاف مككبيما إلى المسجد الجامع ببمنسية‪ ،‬يذكر الناس بفخامتو كأناقتو‪ ،‬كفاخر ما يرتديانو مف‬
‫المباس‪ ،‬بمكاكب مكالىما عبد الممؾ المظفر ابف المنصكر نفسو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪A.P.Ibars: Valencia Arabe, V. I. p. 152‬‬
‫‪ 2‬الذخَتة القسم الثالث ‪ -‬ادلخطوط ‪ -‬اللوحة ‪ 3‬أوب و ‪ 4‬أ‪ .‬وراجع أيضاً البيان ادلغرب ج ‪ 3‬ص ‪161 - 158‬‬

‫‪53‬‬
‫ككفد عمى بمنسية في ظؿ مبارؾ كمظفر‪ ،‬كثير مف المكالي كالصقالبة مف اإلفرنج كالبشكنس‬
‫كغيرىـ‪ ،‬مف طائفتيـ كعشيرتيـ‪ ،‬ككثير مف العبيد اآلبقيف مف مختمؼ نكاحي األندلس‪ ،‬ككاف مف ىؤالء‬
‫الصقالبة‪ ،‬الكافديف المشرديف‪ ،‬كثير مف الفرساف الشجعاف‪ ،‬كانتسب معظميـ إلى كالء بني عامر‪ ،‬كاكتسبكا‬
‫بذلؾ نفكذان‪ ،‬ككفد عمى المدينة أيضان كثير مف أرباب الميف كالحرؼ‪ ،‬ككاف لذلؾ كمو أثره في تقدـ العمراف‬
‫كالرخاء بالمدينة ‪.‬‬

‫كذكر لنا‬ ‫ككاف مف أىـ أعماؿ مبارؾ العسكرية محاربتو لمنذر بف يحيى التجيبي صاحب‬
‫سرقسطة‪ .‬كذلؾ أف الفتى لبيبان العامرم كاف يحكـ طرطكشة مف أعماؿ الثغر األعمى‪ ،‬فثابت لمنذر رغبة‬
‫في االستيالء عمييا‪ ،‬كىاجميا‪ ،‬ففر عنيا لبيب كسار إلى بمنسية كاستغاث بمبارؾ‪ ،‬فخرج معو في‬
‫خمسمائة مف خيرة فرسانو‪ ،‬كلقييـ منذر فغمبكا عميو كىزمكه ىزيمة شنيعة‪ .‬كعاد مبارؾ إلى بمنسية ظاف انر‪،‬‬
‫كاستفحؿ أمره‪ ،‬كدانت لو جماعة المكالي ‪.‬‬

‫كاستمر مبارؾ كمظفر في حكـ بمنسية بضعة أعكاـ‪ ،‬ثـ تكفي مظفر‪ ،‬كاستمر مبارؾ مف بعده‪ ،‬فترة‬
‫يسيرة‪ .‬كفي ذات يكـ خرج لمنزىة فحدث حيف عبكره فكؽ قنطرة النير‪ ،‬أف عثرت بو فرسو‪ ،‬فسقط منيا‪،‬‬
‫كاصطدـ ببعض أخشاب خرجت مف القنطرة فشج كجيو كبطنو كمات لساعتو‪ ،‬ككاف مصرعو في شير‬
‫‪1‬‬
‫ذم الحجة سنة ‪ 408‬ىػ (‪1017‬ـ)‬

‫كمف الغريب أف مباركان كمظف انر بالرغـ مف جيميما‪ ،‬كبعدىما عف ميداف التفكير كاألدب‪ ،‬كانا‬
‫يستخدماف في بالطيما طائفة مف كتاب العصر النابييف مثؿ ابف التاكرني‪ ،‬كابف ميمب‪ ،‬كابف طالكت‪،‬‬
‫ككانا يرتباف ىؤالء الكتاب في دكلتيـ عمى نسؽ مشيخة الكزراء في قرطبة‪ ،‬كيرجعاف إلى رأييـ كمشكرتيـ‬
‫في معظـ األمكر‪ ،‬ككانا يعمالف في حكـ بمنسية مستقميف تماـ االستقالؿ‪ ،‬ال يعترفاف في ذلؾ برياسة‬
‫قرطبة أك غيرىا‪.‬‬

‫كمما ىك جدير بالذكر أيضان أف مباركان كمظف انر كاف ليما نصيب مف مديح الشعر المعاصر‪ ،‬كقد‬
‫دراج القسطمي بقصيدة رائعة ىذا مطمعيا‪:‬‬
‫مدحيما شاعر العصر‪ ،‬أبك عمر بف ٌ‬

‫أنكرؾ أـ أكقدت بالميؿ ً‬


‫نارؾ‬

‫‪ 1‬البيان ادلغرب ج ‪ 3‬ص ‪ .302‬ويقول لنا ابن اخلطيب إن مظفراً تويف بعد مبارك وإنو على أثر مصرع مبارك‪ ،‬ثار العامة وهنبوا القصر وقتلوا‬
‫مظفراً (أعمال األعالم ص ‪. )225‬‬

‫‪54‬‬
‫‪...‬‬

‫لًباغ قراؾ أـ لباغ جكارؾ‬

‫ٍّكرياؾ أـ عرؼ المجامر أشعمت‬

‫‪...‬‬

‫بعكد الكباء كاأللكة ً‬


‫نارؾ‬

‫كمبسمؾ الكضاح أـ ضكء بارؽ‬

‫‪...‬‬

‫ً‬
‫ديارؾ‬ ‫حداه دعائي أف يجكد‬

‫كطرة صبح أـ جبينؾ ساف انر‬

‫‪...‬‬

‫‪1‬‬ ‫ً‬
‫أعارؾ‬ ‫أعرت الصباح نكره أـ‬

‫يصا عمى تعظيـ رجاؿ الديف كمشاكرتيـ كما‬


‫اىتـ أمراء ألمرية بالعمكـ الدينية‪ ،‬فقد كاف زىير حر ن‬
‫اىتـ المعتصـ بشئكف الديف‪ ،‬كاقامة أحكاـ الشريعة‪ ،‬كعقد مجالس العمماء في قصره‪ ،‬إضافة إلى‬
‫يكما كؿ أسبكع لمفقياء‪ ،‬يتناظركف بيف يديو في كتب التفسير كالحديث‪.‬‬
‫تخصيصو ن‬

‫‪ 1‬نقل ابن اخلطيب يف أعمال األعالم أقوال ابن حيان اليت نقلها صاحب البيان ادلغرب‪ ،‬ورجعنا إليها‪ ،‬وقد نشر جزءاً كبَتاً من قصيدة ابن دراج‬
‫القسطلي (راجع ص ‪. )225 - 222‬‬

‫‪55‬‬
‫كما يعرؼ قصر المعتصـ بككنو قبمة لمشعراء كاألدباء في ذاؾ العصر‪ ،‬فضـ بالطو العديد مف‬
‫شعراء عصره‪ ،‬ككزيره عبد العزيز بف أرقـ كعبادة القزاز إماـ المكشحات كأبك الفضؿ البرجي كابف الحداد‬
‫الكادم آشي‪ .‬إضافة إلى ما اشتير بو المعتصـ بف صمادح نفسو كأبناؤه عز الدكلة كرفيع الدكلة كبنتو أـ‬
‫الكراـ بككنيـ مف الشعراء الفحكؿ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-2‬عالقة امارة خيران العامري باإلمارات األخرى‪:‬‬

‫بعد أف قامت فتنة األندلس عاـ ‪ 399‬ىػ‪ ،‬تعرض الفتياف العامرييف الضطياد محمد الميدم باهلل‪،‬‬
‫عددا منيـ لمفرار مف قرطبة خكفنا مف بطش‬
‫لما كاف ليـ مف دكر في الحكـ في عيد العامرييف‪ ،‬مما دعا ن‬
‫الميدم باهلل إلى شرقي األندلس‪ ،‬كاستطاعكا تأسيس عدد مف اإلمارات المستقمة عف قرطبة في تمؾ‬
‫المنطقة‪ .‬كاف مف بيف ىؤالء أفمح الصقمبي الذم نجح في تأسيس إمارتو الخاصة في ألمرية‪ ،‬إال‬
‫أف خيراف الصقمبي الذم كاف قد استكلى عمى أريكلة ثـ مرسية عاـ ‪ 403‬ىػ‪ ،‬استطاع أف يغمب أفمح‪،‬‬
‫حاكما عمى ألمرية كمرسية كأعماليما إلى أف تكفي جمادل‬
‫ن‬ ‫كينتزع منو ألمرية عاـ ‪ 405‬ىػ‪ ،‬كظؿ خيراف‬
‫اآلخرة ‪ 419‬ىػ‪ ،‬كخمفو زىير الصقمبي نائبو عمى مرسية‪ .‬حافظ زىير عمى عالقات طيبة مع جيرانو بني‬
‫حمكد أصحاب مالقة‪ ،‬كبني زيرم أصحاب غرناطة كبعد كفاة صديقو حبكس بف ماكسف صاحب غرناطة‪،‬‬
‫كتكلي ابنو باديس عاـ ‪ 428‬ىػ‪ ،‬أراد زىير ضـ غرناطة‪ ،‬فخرج زىير بقكاتو في شكاؿ ‪ 429‬ىػ لغزكىا‪ ،‬إال‬
‫أنو يىزـ أماـ جيش صنياجة‪ ،‬كقيتؿ في تمؾ المعركة‪.‬‬

‫ثورة ابن حمود واستيالؤه وقومو عمى ممك قرطبة‬

‫كلما افترؽ شمؿ جماعة قرطبة البرابرة عمى األمر ككاف عمي بف حمكد كأخكه قاسـ مف عقب‬
‫إدريس قد أجازكا معيـ مف العدكة فدعكا ألنفسيـ كتعصب معيـ الكثير مف البربر‪ .‬كممككا قرطبػة سنػة‬
‫سبع كأربعمائة كقتمكا المستعيف كمحكا ممؾ بني أمية‪ .‬كاتصؿ ذلؾ في خمؽ منيـ سبػع سنيػف‪ .‬ثػـ رجػع‬
‫الممػؾ فػي بنػي أميػة كفػي كلػد الناصػر نحػكان مػف سبػع سنيػف‪ .‬ثـ خرج عنيـ كافتػرؽ األمػر فػي رؤسػاء‬
‫الدكلة مف العرب كالمكالي كالبربر كاقتسمكا األندلس ممالؾ كدكالن كتمقبكا بألقاب الخمفاء كما نذكر ذلؾ كمو‬
‫مستكفى في أخبارىـ‪ .‬عكد الممؾ إلى بني أمية كأكالد المستظير لما قطع أىؿ قرطبة دعكة المحمكدييف‬

‫‪ 1‬كتاب‪ :‬تاريخ ابن خلدون المسمى بـ « العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان األكبر»‬
‫**‬

‫‪56‬‬
‫يعد سبع مف ىمكيـ كزحؼ إلييـ قاسـ بف حمكد في جمكع مف البربر فيزميـ أىؿ قرطبة ثـ اجتمعكا‬
‫كاتفقكا عمى رد األمر إلى بني أمية كاختاركا لذلؾ عبد الرحمف بف ىشاـ بف عبد الجبار أخا الميدم‬
‫كبايعكه في رمضاف سنة أربع عشرة كأربعمائة كلقبكه المستظير‪ .‬كقاـ بأمره المستكفي‪ .‬ثـ ثار عمى‬
‫المستظير لشيريف مف خالفتو محمػد بػف عبػد الرحمػف بػف عبيػد المػو بػف الناصػر أميػر المؤمنيػف‪ .‬كػاف‬
‫المنصكر بف أبي عامر قتؿ أباه عبػد الرحمػف لسعيػو فػي الخمػاؼ فثػار الػآف محمػد ىػذا كتبعػو الغكغػاء‬
‫كفتػؾ بالمستظيػر كاستقؿ بأمر قرطبة كتمقب بالمستكفي‪ .‬عكد األمر إلى بني حمكد كبعػد ستػة عشػر شيػ انر‬
‫مػف بيعػة المستكفػي رجػع األمر إلى يحيى ابف عمي بف حمكد كىك المعتمي المعتمد مف بني أمية ثـ خمع‬
‫أىؿ قرطبة المعتمي بف حمكد ثانيان سنة سبع عشرة كبايع الكزير أبك محمد جيكر بف جيكر عميد الجماعة‬
‫ككبير قرطبة ليشاـ بف محمد أخي المرتضى ككاف بالثغر في الردة عند ابػف ىػكد‪ .‬كلمػا بمغػو خبػر البيعػة‬
‫لػو انتقػؿ إلػى البرنػث كاستقػر عنػد التغمب عمييا محمد بف عبد اهلل بف قاسـ ككانت البيعة لو انتقؿ سنة‬
‫ثماف عشرة كأربعمائة كتمقب المعتمد باهلل كأقاـ مترددان في الثغر‪ .‬ثالثة أعكاـ كاشتدت الفتف بيف رؤساء‬
‫الطكائؼ كاتفقكا عمى أف ينزؿ دار الخالفة بقرطبػة فاستقدمػو ابػف جيػكر كالجماعػة كنزليػا آخػر سنػة‬
‫عشريػف كأقاـ يسي انر ثـ خمعو الجند سنة اثنتيف كعشريف كفر إلى الردة فيمؾ بيا سنة ثماف كعشريف‬
‫كانقطعت دكلة األمكية كاهلل غالب عمى أمره‪.‬‬

‫الخبر عن دولة بني حمود‬

‫التي أدالت مف دكلة بني أمية باألندلس كأكلية ممكيـ كتصاريؼ أمكرىـ إلى آخرىا كاف في جممة‬
‫المستعيف مع البربر كالمغاربة أخكاف مف كلد عمر بف إدريس كىما القاسـ كعمي ابنػا حمػكد بف ميمكف بف‬
‫أحمد بف عبيد اهلل بف عمر كانكا في لفيؼ البرابرة فكانت لمبربر إلييـ صاغية بسبب ذلؾ كخمطة‪ .‬كبقي‬
‫الفخر منيـ بتاز غدره مف غمػارة فأجػازكا مػع البربػر كصاركا في جممة المستعيف مع أمراء‪ .‬العدكة مف‬
‫البربر فعقد ليما المستعيف فيمف عقد لو مف المغاربة عقد لعمي منيما عمى طنجة كعمميا لمقاسـ ‪ -‬ككاف‬
‫األسف ‪ -‬عمى الجزيرة الخضراء‪ .‬ككاف في نفكس المغاربة كالبرابرة تشيع ألكالد إدريس متكارث حؽ دكلتيـ‬
‫بالعدكة كما ذكرناه‪ .‬كاستقاـ أمر عمي بف حمكد كتمكف سمطانو كاتصمت دكلتو عاميف إلى أف قتمو صقالبتو‬
‫بالحماـ سنة ثماف كأربعمائة فكلي مكانو أخكه القاسـ بف حمكد كتمقب بالمأمكف‪ .‬كنازعػو فػي األمػر بعػد‬
‫أربػع سنيػف مػف خالفتػو يحيػى ابػف أخيػو عمػي بسبتػة ككػاف أميػر الخرب ككلي عيد أبيو فبعث إليو‬
‫أشياعيـ مف البربر ماالن مع جند األندلس سنة عشر كاحتؿ بمالقة ككاف أخػكه إدريػس بيػا منػذ عيػد أبييمػا‬

‫‪57‬‬
‫فبعػث إلػى سبتػة ككصػؿ إلػى يحيى بف عمي زاكل بف زيرم مف غرناطة كىك عميد البرابرة ثانية يكمئذ‬
‫فزحؼ إلى قرطبة فممكيا سنة اثنتي عشرة كتمقب المعتمي كاستكزر أبا بكر بف ذكػكاف كفػر المأمػكف إلػى‬
‫إشبيميػة كبايػع لػو القاضػي محمػد بػف إسماعيؿ بف عباد‪ .‬كاستماؿ بعضان مف البرابرة ثانية كاستجاشيـ عمى‬
‫ابف أخيو كرجع إلى قرطبة سنة ثالث عشرة‪ .‬كلحؽ المعتمي بمكانو مف مالقة كتغمب أخكه عمى الجزيرة‬
‫الخضراء عمؿ المأمكف مف لدف عيد المستعيف كتغمب أخكه إدريس عمى طنجة مف كراء البحر ككاف‬
‫المأمكف يعتدىا حصنان لنفسو كبنيػو كيستػكدع بيػا ذخيرتػو كبمػغ الخبػر إلػى قرطبػة بتغمبػو عمػى قكاعده‬
‫كحصكنو مع ما كاف يتشدد عمى بني أمية فاضطرب أمر المأمكف كثار عميو أىؿ قرطبة كنقضكا طاعتو‬
‫كبايعكا لممستظير ثػـ لممستكفػي مػف بنػي أميػة كمػا ذكرنػاه‪ .‬كتحيػز المأمػكف كبرابرتػو إلى األرباض‬
‫فاعتصمكا بو كقاتمكا دكنو كحاصركا المدينة خمسيف يكمان‪ .‬ثـ صمـ أىؿ قرطبة لمدافعتيـ فأخرجكا عف‬
‫األرباض كانفضت جمكعيـ سنة عشرة‪ .‬كلحؽ المأمكف باشبيمية كبيا ابنو محمد كمحمد بف زيرم مف‬
‫رجاالت البربر فأطمعو القاضي محمد بف إسماعيؿ بف عباد في الممؾ كأف يمتنعكا مف القاسـ فمنعكه‬
‫كأخرجكا إليو ابنو كضبطكا بمدىـ‪ .‬ثـ اشتد ابف عباد كأخرج محمد بف زيرم كلحؽ المأمػكف بشريػش كرجػع‬
‫عنػو البربػر إلػى يحيػى المعتمػي ابػف أخيػو فبايعػكه سنة خمس عشرة‪ .‬كزحؼ إلػى عمػو المأمػكف بشريػش‬
‫فتغمػب عميػو كلػـ يزؿ في محبسو سنة سبع كعشريف كأربعمائة كاستقؿ يحيى المعتمي باألمكر كاعتقؿ‬
‫محمدان كالحسف ابني عمو القاسـ المأمكف بالجزيرة كككؿ بيما أبا الحجاج مف المغاربة كأقاما كذلؾ‪.‬‬
‫الخبر عن مموك الطوائف باألندلس بعد الدولة األموية‬

‫كاف ابتداء أمرىـ كتصاريؼ أحكاليـ لما انتثر ممؾ الخالفة العربية باألندلس كافترؽ الجماعة‬
‫بالجيات كصار ممكيا في طكائؼ مف المكالي كالكزراء كأعياص الخالفة ككبار العرب كالبربر كاقتسمكا‬
‫خططيا كقاـ كؿ كاحد بأمر ناحية منيا‪ .‬كتغمب بعض عمى بعض استقؿ أخي انر بأمرىػا ممػكؾ منيػـ‬
‫استفحػؿ شأنيػـ كالقػكا بالجزيػة لمطاغيػة أك يظاىػركف عمييػـ أك ينتزعكنيػـ ممكيـ حتى أجاز إلييـ يكسؼ‬
‫بف تاشفيف أمير المرابطيف كغمبيـ جميعان عمى أمرىـ فمنذكر أخبارىـ كاحدان بعد كاحد‪.‬‬

‫أخبار ابن األفطس صاحب بطميوس من غرب األندلس ومصاير أمره‬

‫ممؾ بطميكس مف غرب األندلس عند الفتنة كاىتياجيا أبك محمد عبد اهلل بف مسممة التجيبي‬
‫المعركؼ بابف األفطس كاستبد بيا سنة إحدل كستيف كأربعمائة فيمؾ ككلي مف بعده ابنو المظفر أبك بكر‬
‫كاستفحؿ ممكو ككاف مف أعاظـ ممكؾ الطكائؼ‪ .‬ككانت بينو كبيف ابف ذم النكف حركب مذككرة ككذا مع‬

‫‪58‬‬
‫ابف عباد بسبب ابف يحيى صاحب مميمة أعانو ابف عباد عميو فاستكلػى بسبػب ذلػؾ عمػى كثيػر مػف ثغػكره‬
‫كمعاقمػو‪ .‬كاعتصػـ المظفػر ببطميػكس بعد ىزيمتيف ىمؾ فييما خمؽ كثير كذلؾ سنة ثالث كأربعيف‪ .‬ثـ‬
‫أصمح بينيما ابف جيكر كىمؾ المظفر سنة ستيف كأربعمائة‪ .‬كتكلى بعده ابنو المتككؿ أبك حفص عمر بف‬
‫محمد المعركؼ بساجة كلـ يزؿ سمطانػان بيػا إلػى أف قتمػو يكسؼ بف تاشفيف أمير المرابطيف سنة تسع‬
‫كثمانيف كأربعمائة كقتؿ معو أكالده‪ .‬أغراه بو ابف عباد فمما تمكنت االسترابة مف المتككؿ خاطب الطاغية‬
‫كاستراح إليو مما دىمو‪ .‬كشعر بو ابف عباد فكاتػب يكسػؼ بػف تاشفيػف كاستحثػو لمعاجمتػو قبػؿ أف يتصػؿ‬
‫بالطاغية كيتصؿ بالثغر فأغذ إليػو السيػر ككافػاه سنػة فقبػض عميػو كعمػى بنيػو كقتميػـ يػكـ األضحى حسبما‬
‫نذكر في أخبارىـ‪ .‬كرثاه ابف عبدكف بقصيدتو المشيكرة‬

‫الخبر عن بني ذي النون مموك طميطمة من الثغرالجوفي‬

‫كتصاريؼ أمكرىـ كمصائر أحكاليـ جدىـ إسماعيؿ الظافر بف عبد الرحمف بف سميماف بف ذم‬
‫النكف أصمو مف قبائؿ ىكارة كرأس سمفػو فػي الدكلػة المركانيػة‪ .‬ككانػت ليـ رياسة في شنترية‪ .‬ثـ تغمب‬
‫عمى حصف أفمنتيف أزماف الفتنة سنة تسع كأربعمائة‪ .‬ككانت طميطمة ليعيش بف محمد بف يعيش كالييا منذ‬
‫أكؿ الفتنة فمما ىمؾ سنة سبع كعشريف استدعاه إسماعيؿ الظافر مف حصف أفمنتيف مع بعض أجناد‬
‫طميطمػة فمضػى إلييػا كممكيػا‪ .‬كامتػد ممكػو إلػى جنجالػة مػف عمؿ مرسية كلـ يزؿ أمي انر بيا إلى أف ىمػؾ‬
‫سنػة تسػع كعشريػف‪ .‬ككلي ابنو المأمكف أبك الحسف يحيى كاستفحؿ ممكو كعظـ بيف ممكؾ الطكائؼ‬
‫سمطانو ككانت بينو كبيف الطاغية مكاقؼ مشيكرة‪ .‬كفي سنة خمػس كثالثيػف غػزل بمنسيػة كغمػب عمػى‬
‫صاحبيػا المظفػر ذم السابقيف مف كلد المنصكر بف أبي عامر‪.‬‬

‫الخبر عن أبي عامر صاحب شرق األندلس من بني مموك الطوائف‬

‫كأخبار المكالي العامرييف الذيف كانكا قبمو كابف صمادح قائده بالمرية كتصاريؼ أحكاليـ كمصائرىا‪:‬‬
‫بكيع لممنصكر عبد العزيز بف عبد الرحمف الناصر بف أبي عامر بشاطبة سنة إحدل عشرة كأربعمائة‬
‫أقامو المكالي العامريكف عند الفتنة البربرية فاستبد بيا‪ .‬ثـ ثار عميػو أىػؿ شاطبة فأفمت كلحؽ ببمنسية‬
‫فممكيا كفكض أمره لممكالي‪ .‬ككاف مف كزرائو ابف عبد العزيز ككاف خيراف العامرم مف مكالييـ‪ .‬ككاف مف‬
‫كزرائو ابف عبد العزيز ككاف خيراف العامرم مف مكالييـ تغمب مف قبؿ ذلؾ عمى أربكلة سنة أربع‪ .‬ثـ ممؾ‬
‫مرسية سنة سبع ثـ حياف ثـ المرية سنة تسع كبايعكا جميعان لممنصكر عبد العزيز‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫الخبر عن مجاىد العامري صاحب دانية والجزائر الشرقية‬

‫كأخبار بنية كمكالييـ مف بعدىـ كمصائر أمكرىـ كػاف فتػح ميكرقػة سنػة تسعيػف كمائتيػف عمػى يػد‬
‫عصاـ الخكالني كذلؾ أنو خرج حاجان في سفينة اتخذىا لنفسو فعصفت بيـ الريح فأرسمكا بجزيرة ميكدقة‬
‫كطاؿ مقاميـ ىنالؾ كاختبركا مف أحكاليـ ما أطمعيـ في فتحيا فمما رجع بعد فرضو أخبر األمير بما رأل‬
‫فييا ككاف مف أىؿ الغنػاء عنػده فػي مثميػا فبعػث معػو القطائػع في البحر‪ .‬كنفر الناس معو إلى الجياد‬
‫فحاصرىا أيامان كفتحكىػا حصنػان حصنػان إلى أف كمؿ فتحيا‪ .‬ككتب عماـ بالفتح إلى األمير عبد اهلل فكتب‬
‫لو بكاليتيػا فكلييػا عشػر سنيف كبنى فييا المساجد كالفنادؽ كالحمامات‪ .‬كلما ىمؾ قدـ أىؿ الجزيرة عمييػـ‬
‫ابنػو عبػد المػو ككتػب لػو األميػر بالكاليػة‪ .‬ثػـ زىد كترىب كركب إلى الشرؽ حاجان كانقطع كبعث الناصر‬
‫المركاني إلييا المكفؽ مف المكالي فأنشأ األساطيؿ كغ از بالد اإلفرنج كىمؾ سنة تسع كخمسيف أياـ الحكـ‬
‫المستنصر ككلي بعده ككثر مف مكاليو فجرل عمى سنف المكفؽ في جيػاده‪.‬‬

‫الخبر عن ثوار األندلس‬

‫آخر الدكلة الممتكنية كاستبداد بني مرديس ببمنسية كمزاحمتيـ لدكلة بني عبد المؤمف مف أكليا إلى‬
‫آخرىا كمصائر أحكاليـ كتصاريفيـ لما شغؿ لمتكنة بالعدك كبحرب المكحديف بعد عمييـ األندلس كعادت‬
‫إلى الفرقة بعض الشيء فثار ببمنسية سنة سبع كثالثيف كخمسمائة القاضي مركاف بف عبد اهلل بف مركاف‬
‫ابف حضاب كخمعكه لثالثة أشير مف ممكو كنزؿ بالمرية‪ .‬ثـ حمؿ إلى ابف غانية بميكرقة فسجف بيا كثار‬
‫بمرسيػة أبػك جعفػر أحمػد بػف عبد الرحمف بف ظاىر‪ .‬ثـ خمع كقتؿ ألربعة أشير مف كاليتو ككلي حافد‬
‫المستعيف بػف ىػكد شيريػف‪ .‬ثػـ كلػي ابػف عيػاض كبايػع أىػؿ بمنسيػة بعػد ابػف حضػاب لألميػر أبػي محمػد‬
‫عبػد المػو بػف سعيػد بػف مردنيػش الجذامػي‪ .‬كأقػاـ مجاىػدان إلػى أف استشيػد فػي بعػض أيامػو مع النصارل‬
‫سنة أربع كخمسمائػة فبكيػع لعبػد اهلل بف عياض كاف ثائ انر بمرسية كما قدمناه‪ .‬كىمؾ سنة اثنتيف كأربعيف‬
‫فبكيع إلى ابف أخيو محمد بف أحمد بف سعيد بف مردنيش كممؾ شاطبة كممينة شقر كمرسية‪ .‬ككػاف إبراىيػـ‬
‫ابػف ىمشػؾ مػف قػكاده فعبػث فػي أقطػار األندلػس كأغػار عمػى قرطبػة كتممؾ بيا‪.‬‬

‫الخبر عن ثورة ابن ىود عمي الموحدين باألندلس دولتو‬

‫كأكلية أمره كتصاريؼ أحكالو ىك محمد بف يكسؼ بف محمد بف عبد العظيـ بف أحمد بف سميماف‬
‫المستعيف بف محمد بف ىكد ثار بالصخيرات مف عمؿ مرسية مما يمي رقكط عنػد فشػؿ دكلػة المكحديػف‬

‫‪61‬‬
‫كاختمػاؼ السادة الذيف كانكا أمراء ببمنسية‪ .‬كذلؾ عندما ىمؾ المستنصر سنة عشريف‪ .‬كبايع المكحدكف‬
‫بمراكش لعمو المخمكع عبد الكاحد بف أمير المؤمنيف يكسؼ‪ .‬ثار العادؿ ابف أخيػو المنصػكر بمرسية‬
‫كدخؿ في طاعة صاحب حياف أبك محمد عبد اهلل بف أبي حفص بف عبد المؤمف كخالفيمػا فػي ذلػؾ السيػد‬
‫أبػك زيػد أخكه ابف محمد بف أبي حفص‪ .‬كتفاقمت الفتنة كأستظير كؿ عمػى أمػره بالطاغيػة كنزلػكا لػو عف‬
‫كثير مف الثغكر‪ .‬كقمقت مف ذلؾ ضمائر ىؿ األندلس فتصدر ابػف ىػكد ىػذا لمثػكرة كىػك مػف أعقاب بني‬
‫ىكد مف ممكؾ الطكائؼ ككاف يؤمؿ ليا‪ .‬كربما امتحنو المكحدكف لذلؾ مرات فخرج في نفر مف األجناد‬
‫سنة خمس كعشريف كجيز إليو كالي مرسية يكمئذ السيد أبك العباس بف أبي عمراف مكسى بف أمير‬
‫المؤمنيف يكسؼ بف عبد المؤمف عس انر فيزميـ‪ .‬كزحؼ إلى مرسية فدخميا كاعتقؿ السيد كخطب‬
‫لممستنصر صاحب بغداد لذلؾ العيػد مػف بنػي العبػاس‪ .‬كزحػؼ إليػو السيػد أبػك زيػد بػف محمػد بػف أبػي‬
‫حفػص بػف عبد المؤمف مف شاطبة ككػاف كاليػو بيػا فيزمو ابف ىكد كرجع إلى شاطبة كاستجاش بالمأمكف‬
‫كىك يكمئذ بإشبيمية بعد أخيػو العػادؿ فخػرج فػي العساكػر كلقيو ابف ىكد فانيزـ كأتبعو إلى مرسية فحاصره‬
‫مدة كامتنعت عميو فأقمع عنو كرجع إلى إشبيميو‪ .‬ثـ انتقض عمى السيد أبي زيد ببمنسية زياف ابف أبي‬
‫الحمالت مدافع ابف حجاج بف سعد بف مردنيػش كخػرج عنػو إلػى أبػدة كذلػؾ سنػة سػت كعشريف‪ .‬ككاف بنك‬
‫مردنيش ىؤالء أىؿ عصابة كأكلي بأس كقكة فتكقع أبك زيد اختالؿ أمره كبعػث إليػو كالطفػو فػي الرجػكع‬
‫فامتنػع فخػرج أبػك زيػد مػف بمنسيػو كلحػؽ بطاغيػة برشمكنػة كدخػؿ في ديف النصرانية‪ .‬كبايعت أىؿ شاطبة‬
‫البف ىكد‪ .‬ثـ تابعو أىؿ جزيرة شقر حمميـ عمييا كالتيـ بنك عزيز بف يكسؼ عـ زياف بف مردنيش‪ .‬ثـ‬
‫بايعو أىؿ خبياف كأىؿ قرطبة تسمى بأمير المسمميف كبايعو أىؿ إشبيميو عند رحيؿ المأمكف عنيا إلى‬
‫مراكش ككلى عمييـ أخاه كنازعو زياف بف مردنيش ككانت بينيما مالقاة انيزـ فييا زياف سنة تسع‬
‫كعشريف‪ .‬كحاصره ابف ىكد ببمنسية ثـ أقمع‪ .‬كلقي الطاغية عمى ماردة فانيزـ كمحص اهلل المسمميف كانيزـ‬
‫بعدىا أخرل عمى الككس‪ .‬كلـ تزؿ غزكاتو مترددة في بالد العدك كؿ سنة كحربو معيـ سجاال كالطاغية‬
‫يمتقـ الثغكر كالقكاعد‪ .‬ثػـ استكلػى ابػف ىػكد عمػى الجزيرة الخضراء كجبؿ الفتح فرضتي المجاز عمى سبتة‬
‫مف يد السيد أبػي عمػراف مكسػى لمػا انتقػض عمى أخيو المأمكف كنازلو بسبتة فبايع ىك البف ىكد كأمكنو‬
‫منيا‪ .‬ثـ ثار بيػا اليناشتػي عمػى مػا يذكػر‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫الخبر عن دولة بني األحمر مموك األندلس‬

‫ليذا العيد كمبدأ أمكرىـ كتصاريؼ أحكاليـ أصميـ مف أرجكنة مف حصكف قرطبة كليـ فييا سمؼ‬
‫في أبناء الجند كيعرفكف ببني نصر كينسبػكف إلػى سعػد بػف عبػادة سيػد الخػزرج‪ .‬ككػاف كبيرىـ آلخر دكلة‬
‫المكحديف محمد بف يكسؼ بف نصر كيعرؼ بالشيخ كأخكه إسماعيؿ‪ .‬ككانت ليـ كجاىة في ناحيتيـ‪ .‬كلما‬
‫فشؿ ريح المكحديػف كضعػؼ أمرىـ ككثر الثكار باألندلس كأعطى حصكنيا لمطاغية كاستقؿ بأمر الجماعة‬
‫محمد بف يكسؼ بف ىكد الثائر بمرسية فأقاـ بدعكتو العباسية كتغمب عمى شرؽ األندلػس أجمػع فتصػدل‬
‫محمد بف يكسؼ ىذا لمثكرة عمى ابف ىكد كبكيع لو سنة تسع كعشريف كستمائة عمى الدعاء لألمير أبي‬
‫زكريا صاحب إفريقية كأطاعتو حياف كشريش سنة ثالثيف بعدىا ككاف يعرؼ بالشيخ كيمقب بأبي دبكس‪.‬‬
‫كاستظير عمى أمره أكالن بقرابتو مف بني نصر كأصيػاره ببني اشقيمكلة عبد اهلل كعمي‪ .‬ثـ بايع البف ىكد‬
‫سنة إحدل كثالثيف عندما كصمو خطاب الخميفة مف بغداد‪ .‬ثـ ثار باشبيمية أبك مركاف الباجي عند خركج‬
‫ابف ىكد عنيا كرجكعو إلى مرسية فداخمو محمػد بػف األحمػر فػي الصمػح عمػى أف يزكجػو ابنتػو فأطاعػو‬
‫كدخػؿ إشبيميػة سنػة اثنتيف كثالثيف‪ .‬ثـ فتػؾ بابػف الباجػي كقتمػو كتنػاكؿ الفتػؾ بػو عمػي بػف أشقيمكلة‪ .‬ثـ‬
‫راجع أىؿ إشبيمية بعدىا لشير دعػكة ابػف ىػكد كأخرجػكا ابػف األحمػر‪ .‬ثػـ تغمػب عمػى غرناطػة سنػة خمػس‬
‫كثالثيػف بمداخمػة أىميػا ثـ ثػار ابػف أبػي خالػد بدعكتػو فػي لحيػاف ككصمتػو بيعتيػا فقػدـ إلييػا أبا الحسف بف‬
‫إشقيمكلة‪ .‬ثـ جاء عمػى أثػره كنزليػا كاستقػر بيػا بعػد ميمػؾ ابف ىكد كبايع لمرشيد سنة تسع كثالثيف ثـ‬
‫تناكؿ المؤيد مف يد محمد بف الرميمي فخمعو أىؿ البمد سنة ثالث كستيف كبايعكا البف األحمر‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬سقوط امارة خيران العامري‪.‬‬

‫‪-1‬سقوط إمارة خيران العامري ‪:‬‬

‫بعد كما زاؿ في البالد يي ىدبِّر المكائد؛ ييريد أف يعكد‬


‫كاف سميماف بف الحكـ (المستعيف باهلل)لـ ييقتؿ ي‬
‫الحكـ مف جديد‪ ،‬كلـ يجد أمامو إال أف يعكد مرة أخرل إلى ممؾ قشتالة (المرة األكلى كاف قد ساعده‬
‫إلى ي‬
‫الحكـ)؛ ليعرض عميو مف جديد أف يككف معو ضد الفتى كاضح كىشاـ‬
‫عمى ىزيمة الميدم كالكصكؿ إلى ي‬
‫الحكـ‪.‬‬
‫بف الحكـ (ىشاـ المؤيد )حتى يصؿ إلى ي‬

‫كيبدك أف مكيدة سميماف المستعيف ىذه كصمت إلى بالط قرطبة‪ ،‬كال نستبعد أف يككف الذم أكصميا‬
‫ىك ممؾ قشتالة نفسو‪ ،‬فما كاف مف ىشاـ المؤيد ككاضح العامرم إال أف نزلكا لممؾ قشتالة عف مائتي‬
‫الحكـ كالمنصكر بف أبي عامر كالمظفر بف‬
‫حصف مف الحصكف الشمالية‪ ،‬التي كاف قد افتتحيا ى‬
‫كثير حتى أصبحت حدكدىا أكبر مف حدكد مممكة ليكف‪ ،‬بالرغـ مف أنيا كانت‬
‫المنصكر‪ ،‬فتكسعت قشتالة نا‬
‫‪1‬‬
‫صغير منفصالن عف مممكة ليكف‪ ،‬كعظمت بذلؾ البالد النصرانية في الشماؿ‪.‬‬
‫نا‬ ‫جزنءا‬

‫كانيا لكارثة كبيرة قد ىحمت بديار اإلسالـ؛ فقد حدثت كؿ ىذه األحداث مف القتؿ كالمكائد‬
‫كالصراعات كاالستعانة بالنصارل ثـ دخكليـ بالد المسمميف‪ ،‬كؿ ذلؾ في ثالث سنكات فقط‪.‬‬

‫الحكـ‪ -‬قاـ سميماف بف الحكـ كمف‬


‫كفي سنة (‪403‬ىػ= ‪1012‬ـ) ‪-‬عندما كاف ىشاـ بف الحكـ عمى ي‬
‫بعمؿ لـ يحدث في تاريخ المسمميف مف قبؿ كحتى ىذه المحظة؛ فقد ىجمكا عمى‬‫معو مف البربر و‬

‫اغتصابا لمنساء‪ ،‬ثـ مف جديد يتكلى سميماف بف الحكـ (المستعيف باهلل)‬


‫ن‬ ‫فسادا كقتالن ك‬
‫ن‬ ‫قي ٍرطيىبة كعاثكا فييا‬
‫مقر‬
‫الحكـ في بالد األندلس‪ ،‬كفىر ىشاـ بف الحكـ أك قيتؿ‪ ،‬فمـ ييعرؼ مصيره عمى كجو اليقيف‪ ،‬ككاف ُّ‬
‫تماما‪ ،‬كقد فر العامريكف إلى شرؽ األندلس في منطقة‬
‫الحكـ آنذاؾ ىك قي ٍرطيىبة‪ ،‬لكف البالد كانت مفككة ن‬
‫ي‬
‫‪2‬‬
‫بمنسية كما حكليا‪.‬‬

‫الحكـ‪ ،‬ككاف غالبية‬


‫مف سنة (‪403‬ىػ= ‪1012‬ـ) ظؿ سميماف بف الحكـ –المستعيف باهلل‪ -‬يتكلى ي‬
‫جيشو مف البربر‪ ،‬كبعد عاـ كاحد مف تكلِّيو يثكر حاكـ مدينة سبتة المغربية‪ ،‬كيدعى عمي بف حمكد ‪-‬كقد‬

‫‪ 1‬ابن عذاري‪ :‬البيان ادلغرب ‪ ،151/4‬وابن اخلطيب‪ :‬أعمال األعالم ص‪ ،117‬وادلقري‪ :‬نفح الطيب‪.428/1 ،‬‬
‫‪ 2‬انظر‪ :‬ابن عذاري‪ :‬البيان ادلغرب‪ ،112/3 ،‬وابن اخلطيب‪ :‬أعمال األعالم‪ ،‬ص‪ ،118‬وتاريخ ابن خلدون‪ ،151/4 ،‬وادلقري‪ :‬نفح الطيب‪،‬‬
‫‪.429/1‬‬

‫‪63‬‬
‫كاف مف البربر‪ -‬أنو كصمت إليو رسالة عمى لساف ىشاـ بف الحكـ المؤيد باهلل (الخميفة المخمكع مرتيف)‬
‫تيكصي إليو بالخالفة مف بعده ‪ ،1‬كبعض الركايات تقكؿ بأف البربر ‪-‬الذيف ىـ عماد جيش سميماف‬
‫المستعيف باهلل‪ -‬أرادكا االنقالب عميو كألفكا ىذه الرسالة عمى لساف ىشاـ المؤيد‪ ،‬كبعثكا بيا إلى عمي بف‬
‫حمكد‪ ،‬فثار عمي بف حمكد في سبتة‪ ،‬كاتصؿ ببعض ىم ٍف ييناصره في األندلس‪ ،‬ثـ عبر إلييا‪ ،‬كفي سنة‬
‫(‪407‬ىػ= ‪ 1016‬ـ) كقعت المعركة بيف عمي بف حمكد‪ ،‬كبيف سميماف المستعيف باهلل‪ ،‬فانتصر عمي بف‬
‫حمكد‪ ،‬كتكلى الحكـ في قي ٍرطيىبة كقىتىؿ سميماف كأخاه كأباىما الحكـ؛ كي يضمف أال يثكر عميو أحد‪ ،‬ثـ تكلى‬
‫الحكـ في بالد كتى ىسمى بالناصر باهلل ‪.2‬‬
‫ي‬

‫استقر األمر لمناصر باهلل عمي بف حمكد‪ ،‬فبدأ بذلؾ عيد الدكلة الحمكدية في قي ٍرطيىبة‪ ،‬كقاـ بتعييف‬
‫أخيو القاسـ بف حمكد عمى إً ٍشبًيمًية في سنة (‪407‬ىػ= ‪1016‬ـ)‪ ،‬كأصبح البربر ىـ الخمفاء الذيف يتمم يككف‬
‫األمكر في قي ٍرطيىبة كما حكليا‪.‬‬

‫فركا إلى شرؽ األندلس بيذا الكضع‪ ،‬فما كاف منيـ إال أف بحثكا عف أمكم‬
‫يرض العامريكف الذيف ُّ‬
‫لـ ى‬
‫آخر كىك عبد الرحمف بف محمد بف عبد اهلل‪ ،‬أحد أحفاد عبد الرحمف الناصر‪ ،‬ثـ بايعكه عمى الخالفة‪ ،‬كقد‬
‫‪3‬‬
‫تمقب بالمرتضي باهلل‪.‬‬

‫سار العامريكف كمعيـ المرتضي باهلل إلى ىغ ٍرىناطة كمقدمة لمتكجُّو إلى قي ٍرطيىبة‪ ،‬كلكف –ككما ىي‬
‫العادة في زمف الفتنة‪ -‬كقع أمر عجيب‪ ،‬فقد فكجئ خيراف العامرم بقكة شخصية المرتضي‪ ،‬كأيقف أنو لف‬
‫سر فتحالؼ مع الحمكدييف‪ ،‬فمما‬
‫أبدا صكرة خميفة كما كاف ىشاـ المؤيد باهلل‪ ،‬فكاف أف انقمب عميو ًّا‬
‫يككف ن‬
‫نشبت المعركة بيف المرتضي كمعو خيراف العامرم كبيف زاكم بف زيرم –كالي ىغ ٍرىناطة البربرم‪ -‬انيزـ‬
‫خيراف‪ ،‬فانيزـ جيش المرتضي‪ ،‬ثـ أدركو بعض فتياف خيراف فقتمكه‪.‬‬

‫أيضا‪ -‬ما حدث قبؿ ذلؾ بقميؿ؛ إذ تآمر ثالثة فتياف مف الصقالبة مكالي بني‬
‫كاف مف العجيب ‪ -‬ن‬
‫أمية بالخميفة الجديد عمي بف حمكد فقتمكه في الحماـ‪ ،‬كعمى الفكر راسؿ البربر المتغمبكف عمى قي ٍرطيىبة أخا‬
‫حاكما ًإل ٍشبًيمًىية مف ًقىبؿ أخيو الذم قيتؿ‪.‬‬
‫ن‬ ‫عمي المقتكؿ القاسـ بف حمكد‪ ،‬الذم كاف‬
‫ٍّ‬

‫‪ 1‬ابن عذاري‪ :‬البيان ادلغرب‪.116/3 ،‬‬


‫‪ 2‬ابن اخلطيب‪ :‬أعمال األعالم‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫‪ 3‬ابن اخلطيب‪ :‬أعمال األعالم‪ ،‬ص‪.130‬‬

‫‪64‬‬
‫أيضا‪ -‬فمقد ثار عمى القاسـ ابف أخيو يحيى بف عمي بف حمكد في‬
‫لكف ما لبث الحاؿ أف تطكر ‪ -‬ن‬
‫ىس ٍبتىة‪ ،‬كرأل أنو الخميفة الطبيعي بعد كفاة أبيو‪ ،‬كاجتمع حكلو نفر مف البربر‪ ،‬كسار في جمكعو إلى‬
‫قي ٍرطيىبة‪ ،‬فانسحب أمامو عمو القاسـ كاتجو إلى إشبيمية‪ ،‬ثـ كاف مف أعجب العجب أف تصالح كؿ منيما‬
‫أمر لـ ييسمع في‬
‫مع اآلخر‪ ،‬فرضي كؿ منيما أف يككف اآلخر خميفة‪ ،‬كفي ذلؾ يقكؿ ابف حزـ‪« :‬كىذا ه‬
‫‪1‬‬
‫الدنيا بأشنع منو‪ ،‬كال بأدؿ عمى إدبار األمكر‪ :‬يحيى بقي ٍرطيىبة كالقاسـ بإشبيمية»‪.‬‬

‫غير أف األمكر لـ تيدأ؛ فكمما ينصِّب حاكـ في قي ٍرطيىبة ثار عميو القرطبيكف إف كاف مف البربر‪ ،‬أك لـ‬
‫يبؽ إال ضعيؼ‬
‫يستطع ضبط األمكر إف كاف أمكيًّا‪ ،‬لقد انتيى عيد الرجاؿ األقكياء مف بني أمية‪ ،‬كلـ ى‬
‫الرأم كالعزـ‪ ،‬كقامت بعد ذلؾ ص ارعات كثيرة‪ ،‬كاستمر الكضع عمى ىذا الحاؿ حتى سنة (‪422‬ىػ=‬
‫‪1031‬ـ)‪.‬‬

‫تمر بيا البالد‪ ،‬كفي محاكلة لكقؼ ىذه المكجة مف الصراعات‬ ‫في محاكلة ِّ‬
‫لحؿ ىذه األزمة التي ُّ‬
‫العارمة‪ ،‬اجتمع العمماء كعمية القكـ مف أىؿ قي ٍرطيىبة‪ ،‬كذلؾ في سنة (‪422‬ىػ= ‪1031‬ـ)‪ ،‬ككجدكا أنو لـ‬
‫صميح إلدارة األمكر؛ ككاف زعيـ ىذا األمر قاضي قي ٍرطيىبة البارز كصاحب‬
‫ىي يع ٍد ىناؾ مف بني أمية ىم ٍف ىي ٍ‬
‫التاريخ كالخصاؿ أبا الحزـ بف جيكر‪ ،‬فمقد كاف أبك الحزـ ىذا مف عمماء القكـ‪ ،‬كما كاف يشتير بالتقكل‬
‫كالكرع كرجاحة العقؿ‪ ،‬كظؿ الحاؿ عمى ىذا الكضع ما يقرب مف ثالث سنكات‪.‬‬

‫مجمسا لمشكرل إلدارة البالد‪ ،‬لكف حقيقة األمر أف أبا الحزـ بف جيكر لـ يكف‬
‫ن‬ ‫ككف ابف جيكر‬
‫ييسيطر ىك كمجمس الشكرل الذم معو إال عمى قي ٍرطيىبة فقط مف بالد األندلس‪ ،‬أما بقية البالد كاألقاليـ‬
‫تماما‪ ،‬كبدأت األندلس بالفعؿ تيقىسـ بحسب العنصر إلى دكيالت‬
‫األخرل فقد ضاعت السيطرة عمييا ن‬
‫‪2‬‬
‫مختمفة؛ ليبدأ ما يي ىسمى بعيد دكيالت الطكائؼ‪ ،‬أك عيد ممكؾ الطكائؼ‪.‬‬

‫كقد ذكرنا ‪-‬سابقنا‪ -‬أف مساحة األندلس كانت ستمائة ألؼ كـ‪ ،‬فإذا طرحنا منيا ما أخذه النصارل‬
‫في الشماؿ؛ فإف النتيجة ىي أربعمائة كخمسكف ألؼ كـ (أقؿ مف نصؼ مساحة مصر) مقسمة إلى اثنتيف‬
‫ت‬
‫كؿ منيا ليا مقكمات الدكلة المتكاممة مف رئيس كجيش كك ازرات كعممة كسفراء‪ ،‬فتفت ى‬ ‫كعشريف دكلة؛ ٌّ‬

‫جدا مف عناصر‬ ‫ميما ًّ‬


‫عنصر ًّ‬
‫نا‬ ‫المسممكف في األندلس تفتُّتنا لـ ييعيد مف و‬
‫قبؿ في تاريخيـ‪ ،‬كفقدكا بذلؾ‬
‫يككف‪.‬‬ ‫ما‬ ‫ِّ‬
‫أشد‬ ‫عمى‬ ‫اليبكط‬ ‫فكاف‬ ‫الكحدة‪،‬‬ ‫كىك‬ ‫قكتيـ‬

‫‪ 1‬ابن حزم‪ :‬رسائل ابن حزم‪.92/2 ،‬‬


‫‪ 2‬ابن خلدون‪ :‬تاريخ ابن خلدون‪.195/4 ،‬‬

‫‪65‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫اف الرؽ ظاىرة تاريخية قديمة ‪،‬ارتبط ظيكرىا بتطكر مفيكـ الممكية‪،‬ك ادراؾ االنساف البدائي أنو‬
‫يستطيع االنتفاع باالسرل الميزكـ بتشغيمو بدؿ قتمو كىذا ما اصطمح عميو البرؽ الناعـ‪ ،‬ليشغؿ الرقيؽ في‬
‫البداية في االرض ك االعماؿ الزراعية‪،‬فيصبح استعماؿ الرؽ شائعا في مختمؼ الحضارات القديمة‪ ،‬التي‬
‫حاكلت ايجاد مبررات لمرؽ كالمبررات العنصرية لطبقة البراىمة في اليند القديمة‪ ،‬التي تعتبر كؿ الطبقات‬
‫الدنبا االخرل عبيدا ليا‪ ،‬ك لـ يختمؼ طرح اليكنانييف بفالسفتيـ كمفكرييـ عف ىذه الدائرة فاعتبركا أف‬
‫الطبيعة جعمت مف اليكانيف معدا لمحكمة ك التأمؿ‪،‬ك االجنبي عبدا يقكـ بشؤكف اليكانيف الحكيـ‪ ،‬ك بدال‬
‫مف تقمص دائرة الرؽ فإنيا تكسعت مصادرىا مف الرقيؽ الحربي الى الرؽ بالكالدة ك بالسمطة االبكية‪ ،‬ك‬
‫العقكبات‪ ،‬ك المديف المعسر ‪ ،‬ك لـ تخفؼ التشريعات القانكنية المختمفة مف معاناة ىذه الفئة ‪،‬بؿ كطدت‬
‫مف احزانيا كضيقت عمى اباؽ العبيد مما جعميـ يسامكف الميانة كيتجرعكف أسكء العذاب كحمبات‬
‫المجالدة الركمانية ال زالت شاىدة عمى المعاممة الكحشية التي تعرض ليا العبيد‪ ،‬ك بما أف الشريعة‬
‫الييكدية عنصرية باالساس ك تعتبر االغيار انما خمقكا لخدمتيـ ‪ ،‬فال ينتظر منيا تحرير الرقيؽ ‪ ،‬بؿ انيا‬
‫كرستو ك رغـ أف كتبيـ المقدسة نيتيـ عف استرقاؽ العربانييف اال أف الكاقع التاريخي أثبت العكس ‪،‬في‬
‫حيف اتمؼ الكثير مف الضعفاء حكؿ رسالة السيد المسيح الداعية لممساكاة لكف سرعاف ما ختمت ىذه‬
‫المسيحية عف مثاليتيا‪،‬كأقر بطرس كبكلس كجكب خضكع العبيد لساداىتـ كأف الجسـ انما خمؽ لمدنيا كأف‬
‫المساكاة انما تككف في الركح‪ ،‬لتأيت الشريعة االسالمية في خضـ التجدر العميؽ ليذه الظاىرة‪ ،‬لكف‬
‫االسالـ حاكؿ التخفيؼ مف معاناة الرقيؽ بتكجيو الناس الى كجكب المعاممة الحسنة كالتأكيد عمى إنسانية‬
‫ىذا المخمكؽ الذم حكمت عميو ظركؼ معينة بالكقكع في ربقة الرؽ‪ ،‬ك لـ يتكقؼ االسالـ عند ىذا الحد‬
‫فمـ يعتبر الرؽ أمر حتميا ك انما اعتبره أم ار ظرفيا يمكف معاجمتو‪ ،‬كالتزـ في معاجمتو مببدا التدرج‪،‬فقمص‬
‫مف مداخؿ الرؽ كجعؿ االسر في حرب شرعية المنفذ الكحيد لالسترقاؽ‪ ،‬ك لـ يجعؿ مف ذلؾ أم ار مطمقا‬
‫فقد عفا النبي صمى اهلل عميو كسمـ عف القريشييف‪ ،‬كما لـ يثبت أنو استرؽ ذك ار بالغا قط ‪،‬كمع ذلؾ فقد‬
‫أقر االسترقاؽ مف حرب شرعية إذا رأل االلماـ ذلؾ‪،‬كمع تضييؽ مداخؿ الرؽ قامت الشريعة االسالمية‬
‫بفتح باب التحرير كالعتؽ‪،‬كرغب فيو كما مكف العبد مف الحصكؿ عمى حريتو إف تمكف مف جمع ماؿ‬
‫ليحرر نفسو مبا يسمى نظاـ المكاتبة ‪ ،‬كما يمكف لمقاضي تحرير العبد إذا ضرب بظمـ كىذا مايصطمح‬
‫عميو بقضية الضرب الظالـ‪ ،‬ك جعؿ العتؽ مصرفا مف مصارؼ الزكاة‪ ،‬دكف أف نيمؿ الكفارات المكجبة‬

‫‪66‬‬
‫لمعتؽ ‪،‬كما خمؽ االسالـ نظاما يمكف الجكارم مف التحرر إف انجبف فيصرف أميات كلد‪ ،‬كاف لـ يحررىا‬
‫سيدىا تتحرر آليا بعد كفاة سيدىا فاالسالـ إذف برمء مف تيمة تشريع الرؽ بؿ ىك مف شرع العتؽ‪.‬لكف‬
‫باتساع حركة الفتكحات االسالمية ك ما كفرتو مف السيب‪ ،‬الحظنا تزايد مكجة الرقيؽ بمختمؼ البالطات‬
‫بؿ تعدل ذلؾ الى مختمؼ البيئات المدنية ك الريفية ‪ ،‬ك صار السيب المصدر االكؿ لمتزكد بالرقيؽ الى‬
‫أف أصبح يشكؿ طبقة رئيسية بالمجتمع المغربي ك االندلسي لكف بانحسار الفتكحات االسالمية صار ال‬
‫بد مف ايجاد مصدر جديد لمرقيؽ فتكلت التجارة ىذه الميمة‪،‬كجاب النخاسكف مختمؼ البالد باحثيف عف‬
‫الرقيؽ كاشتير التجار الييكد بيذه التجارة خاصة الييكد الراذانية‪،‬كتنك عت أصناؼ الرقيؽ بيف الصقالبة‬
‫كالسكداف‪،‬كالركـ‪،‬فتعددت مسالؾ الرقيؽ ‪،‬فمسمؾ اكركبي جمب الرقيؽ مف السالؼ كالبمغار كآخر إفريقي‬
‫نحك اكساط إفريقيا كالسكداف الغربي جمب العبيد مف السكداف‪،‬كىذا مايعكس تعدد المراكز التجارية كتنكعيا‬
‫كسجمماسة كأغمات ك بجاية ك المرية التي كاف الرقيؽ بيا ك تجارتو أمر رائجا‪ .‬ك لعب الرقيؽ دك ار ىاما‬
‫في مختمؼ المجاالت ففي االقتصاد شكؿ االداة االنتاجية خاصة في الميداف الزراعي‪ ،‬دكف أف نيمؿ دكره‬
‫في البناء الحضارم نتيجة اشتغالو بمختمؼ الصنائع ك الميف ‪ ،‬اال أف دكره البارز فكاف في المجاؿ‬
‫السياسي حيث كاف السند الكبير لمسمطة السياسية القائمة‪ ،‬مما أىمو لتبكء مناصب إدارية ىامة‪،‬كنكاب‬
‫أللمراء ككتاب ليـ ‪ ،‬ك لـ يكف دكرىـ االدارم متفكقا عمى دكرىـ العسكرم حيث شكمت منيـ فرؽ خاصة‬
‫لمحرس االميرم ‪ ،‬ك تكلى بعضيـ قيادة الجيش في المعارؾ كنجدة الصقميب‪،‬كمف المياـ السياسية‬
‫كالعسكرية التي أككمت ليـ االغتياالت ‪ ،‬كاذا تكممنا عف المؤتمرات فال بد مف التحدث عف الدكر الكبير‬
‫الذم لعبتو الجكارم في ىذا المجاؿ‪ ،‬إال أف طمكح الرقيؽ كثقافة بعضو مكنتو مف تحقيؽ امارات يسكسكىا‬
‫بنفسو‪،‬الجؿ ذلؾ كمو حاكؿ الرقيؽ اكتساب نصيب مف الثقافة كالعمـ ليناؿ االعجاب ك الحظكة أك مف أجؿ‬
‫العمـ نفسو‪ ،‬أدل ذلؾ الى نشكء طبقة مف الرقيؽ المثقؼ الذم لـ يكتؼ بالتمقي بؿ ساىـ في إثراء الحياة‬
‫االدبية ك العممية ‪ ،‬ك قد حرؾ الرقيؽ عجمة االدب باعتباره أحد أىـ المكاضيع الشعرية الغزلية‬
‫خاصة‪،‬كأكثر مف ذلؾ كاف الرقيؽ نفسو ينظـ أشعا ار فائقة الجماؿ تنـ عف إحساس بفف مرىؼ‪ ،‬كليس‬
‫االدب الجماؿ االكحد الذم برع فيو الرقيؽ لكف لسكء الحظ لـ تصؿ إلينا المؤلفات العممية التي أبدعكىا‪،‬‬
‫ك التي مكنت بعضيـ مف تكلي مناصب ثقافيو ىامة‪ .‬ك في الختاـ ال ندعي أننا أحطنا بجميع جكانب‬
‫المكضكع ‪ ،‬ك لكنيا محاكلة إلنصاؼ فئة ىمشيا المجتمع ك ىمشيا التاريخ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫القران الكريم‪:‬‬

‫‪ ‬سكرة محمد‪ ,‬اآلية‪.4:‬‬


‫‪ ‬سكرة االنفاؿ‪ :‬اآلية ‪.68‬‬
‫‪ ‬سكرة المؤمنكف‪ :‬اآلية ‪.6‬‬
‫‪ ‬سكرة المائدة‪ :‬اآلية ‪.91‬‬

‫العربية‪:‬‬

‫‪ 1 -1‬نقكال زياد تطكر الطرؽ البحرية كالتجارة بيف البحر االحمر كالخميج العربي كالمحيط اليندم في‬
‫"دراسات الخميج ‪ 149‬كالجزيرة العربية " (الككيت‪ ،‬السنة االكلى العدد ‪)،4‬ص‪.25‬‬
‫‪ 2 -2‬ابي مركاف حياف بف خمؼ بف حياف االندلسي‪ :‬المقتبس في اخبار بمد االندلس‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫الرحماف عمي الحجي‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬بيركت‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -3‬ابف الخطيب (لساف الديف)‪ ،‬أعماؿ األعالـ‪ ،‬تحقيؽ بركفنساؿ طبعة بيػركت ‪1956‬ـ‪.،‬‬
‫‪ -4‬ابف الخطيب لساف الديف‪ ،‬أعماؿ األعالـ‪.‬‬
‫‪ -5‬ابف السيد أبي الحسف عمي بف اسماعيؿ النحكم المغكم االندلسي‪ :‬المخصص‪ ,‬دار الكتب‬
‫العممية‪ ,‬لبناف‪ ,‬مج‪3‬‬
‫‪ -6‬ابف السيد أبي الحسف عمي بف اسماعيؿ النحكم المغكم االندلسي‪ :‬المخصص‪ ,‬دار الكتب‬
‫المممية‪ ,‬لبناف‪ ,‬مج‪., 3‬‬
‫‪ -7‬ابف بساـ ‪ .‬الذخيرة ‪ ، 112: 1/3 .‬ابف األبار ‪ .‬الحمة السيراء ‪ ،43: 2 .‬المقرم ‪ .‬تفح الطيب ‪.‬‬
‫‪. 286 ، 170: 4‬‬
‫‪ -8‬ابف بساـ الشنتريني الذخيرة في محاسف أىؿ الجزيرة‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬إحساف عباس‪ ،‬دار الغرب‬
‫االسالمي‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪ ،2000 ، 1/‬ص ‪.481‬‬
‫‪ -9‬ابف بطكطة‪،‬رحمة ابف بطكطة‪،‬دار الكتاب المبناني ‪،،‬بيركت (د‪،‬ط‪،‬د‪،‬ت)‪،‬ص‪.442‬‬
‫ابف حكقؿ ‪ .‬صكرة األرض ‪ . 110 .‬كأطمؽ عمييـ ابف بساـ اسـ (( المجا‬ ‫‪-10‬‬
‫جيب ) ‪ .‬الذخيرة ‪ . 34: 1/4 .‬كأطمؽ عمػييـ ابػف عذارل(( العمكج)) ‪ .‬كما ترد تسمبتيـ ((‬
‫بالخرس )) لعجمتيـ ‪ .‬البياف المغرب ‪.162: 3.‬كأما المقرم فإتو يطمؽ عمييـ (( المماليؾ )) ‪،‬‬
‫أك الصقالبة ‪ .‬نفح الطيب ‪. 398: 1 .‬‬
‫ابف حكقؿ أبك القاسـ‪ ،‬صكرة األرض‪ ،‬منشكرات دار مكتبة الحياة‪ ،‬بيركت‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫‪. 1992‬‬
‫ابف حكقؿ‪ ،‬المتكفي بعد سنة ‪367‬ىػ‪977/‬ـ‪" ،‬صكرة االرض" (بيركت‪،‬‬ ‫‪-12‬‬
‫مكتبة الحياة‪) 1938 ،‬مصكرة عف طبعة كرامرز الثانية‪ 132 ،‬ليدف‪ ،‬بريف‪ 1938‬ص‪.97‬‬
‫ابف خمدكف ‪.‬المقدمة‪.‬حتقيؽ دركيش الجكيدم‪.‬المكتبة‬ ‫‪-13‬‬
‫العصرية‪.‬صيدا‪.‬بريكت‪.1996‬ص‪. 157‬‬
‫ابف خمدكف عبد الرحماف‪ :‬مقدمة ابف خمدكف مف تاريخ ابف خمدكف المسـ‪-‬‬ ‫‪-14‬‬
‫ل ديكاف المبتدأ كالخبر في تاريخ العرب كالبربر ك مف عاصرىـ مف ذكم الشاف االكبر‪ ،‬ضبط ‪:‬‬
‫خميؿ شحادة‪ ،‬مر‪ :‬سييؿ زكار‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪1401 ،1‬ق‪1981 /‬ـ‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫الشريؼ االدريسي‪ :‬نزىة المشتاؽ في اختراؽ اآلفاؽ ( المغرب ك ارض السكداف ك مصر ك‬
‫االندلس )‪ ،‬دار بريؿ‪ ،‬ليدف المحركسة ‪1863 ،‬ـ‪ ،‬ص ‪.43‬‬
‫ابف عذارل ‪ .‬البياف المغرب ‪. 162: 3 .‬‬ ‫‪-15‬‬
‫ابف عذارم (أبك عبيد ااهلل)‪ ،‬البياف المغرب في أخبػار األنػدلس كالمغػرب‪،‬‬ ‫‪-16‬‬
‫تحقيؽ األستاذ ليفي بركفنساؿ‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬بيركت ج‪3‬‬
‫ابف عذارم ‪ ،‬البياف المغرب ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪ ، 259‬ابف بساـ ‪ ،‬الذخيرة ‪ ،‬ؽ‪،4‬‬ ‫‪-17‬‬
‫مج‪ ،1‬ص‪.57‬‬
‫ابف عذارم المراكشي‪ ،‬البياف المغرب في أخبار األندلس كالمغرب‪ ،‬تحقيؽ‬ ‫‪-18‬‬
‫كمراجعة ج مف ككالف كليفي بركفنساؿ‪ ،‬دار الكتب العممية ط ‪،2009 ،1‬‬
‫ابف عذارم‪ :‬البياف المغرب ‪ ،151/4‬كابف الخطيب‪ :‬أعماؿ األعالـ‬ ‫‪-19‬‬
‫ص‪ ،117‬كالمقرم‪ :‬نفح الطيب‪.428/1 ،‬‬
‫ابف عذارم‪ :‬البياف المغرب‪ ،112/3 ،‬كابف الخطيب‪ :‬أعماؿ األعالـ‪،‬‬ ‫‪-20‬‬
‫ص‪ ،118‬كتاريخ ابف خمدكف‪ ،151/4 ،‬كالمقرم‪ :‬نفح الطيب‪.429/1 ،‬‬
‫ابف منظكر أبك الفضؿ جماؿ الديف محمد بف مكرـ‪ :‬لساف العرب‪ ,‬تح‪ :‬عبد‬ ‫‪-21‬‬
‫اهلل بف الكبير‪ ,‬محمد أحمد حسف اهلل‪ ,‬ىاشـ محمد الشاذلي‪ ,‬دار المعارؼ‪ ,‬القاىرة‪ ,‬مج‪,1‬‬
‫أبك الحسف بف عبداهلل النباىي ‪ ،‬تاريخ قضاة األندلس ‪ ،‬دار اآلفاؽ الجديدة ‪،‬‬ ‫‪-22‬‬
‫بيركت ‪ ،1983 ،‬؛ بركفنساؿ ‪ ،‬تاريخ ‪،‬‬
‫ابك الفرج محمد ابف اسحاؽ المعركؼ بابف النديـ ‪ ،‬الفيرست ‪ ،‬ص ‪.09‬‬ ‫‪-23‬‬
‫ابك عامر ‪ :‬ك ىك ابك عامر محمد بف ابي حفص عبد اهلل بف عامر بف ابي‬ ‫‪-24‬‬
‫عامر محمد بف الكليد بف يزيد بف عبد الممؾ ‪ ،‬ك جده السابع عبد الممؾ ‪ ...‬رينيرت دكزم ‪:‬‬
‫المرجع السابؽ ‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪ .72‬الحميدم ‪ :‬المصدر السابؽ ‪ ،‬ص ‪ ...78‬ابف اآلبار لمحافظ‬
‫ابي عبد اهلل محمد بف عبده بف ابي بكر القضاعي البمسمي ‪ :‬التكممة لكتاب الصمة‪ ،‬تح‪ :‬عبد‬
‫السالـ اليراس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬لبناف‪ ،‬ج‪ ،1990 ،2‬ص ‪.232‬‬
‫أبي الحسف أحمد بف فارس بف زكريا‪ :‬معجـ مقاييس المغة‪ ,‬تح‪ :‬عبد السالـ‬ ‫‪-25‬‬
‫محمد ىاركف‪ ,‬دار الفكر‪,‬ج‪,1‬ص‪...376‬االصفياني أبي القاسـ الحسف بف محمد الراغب‪:‬‬
‫المفردات في غريب القرآف ‪,‬مكتبة نزار مصطفى‪,‬ج‪. 1‬‬
‫المؤمنيف‪ :‬المسالؾ‬
‫ه‬ ‫أمير‬
‫عبيد اهلل بف عبد اهلل بف خرداذبة مكلى ه‬
‫نأبي القاسـ ه‬ ‫‪-26‬‬
‫ك الممالؾ‪ ,‬مطبعة هبريؿ‪ ,‬لهيدف المحركسة‪1889 ,‬ـ‪ ,‬ص ‪.92‬‬
‫ابي مركاف حياف بف خمؼ بف حياف االندلسي‪ :‬المقتبس في اخبار بمد‬ ‫‪-27‬‬
‫االندلس‪ ،‬شرحو‪ :‬صالح الديف اليكارم ‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص ‪.33‬‬
‫أحمد بدر‪ ،‬تاريخ األندلس‪ ،‬دمشؽ ‪1984‬ـ‪.‬‬ ‫‪-28‬‬
‫الينداكية لمتعمهيـ ك‬
‫ه‬ ‫أحمد شفهيؽ‪ :‬الرؽ فني االسالـ ‪ ,‬تر‪ :‬أحمد زنكي ‪ ,‬مؤسسة‬ ‫‪-29‬‬
‫الثقافة‪ ,‬القاىرة‪2012 ,‬ـ ‪,‬ص ‪.58‬‬
‫احمد شفيؽ‪ :‬الرؽ في االسالـ‪ ,‬تر‪ :‬أحمد زكي‪ ,‬دار الطيبة‪ ,‬الجيزة‪,‬‬ ‫‪-30‬‬
‫‪2009‬ـ‪.,‬‬
‫أحمد شفيؽ‪ :‬الرؽ في االسالـ‪ ,‬تر‪ :‬أحمد زكي‪ ,‬دار الطيبة‪ ,‬الجيزة‪,‬‬ ‫‪-31‬‬
‫‪2009‬ـ‪.,‬‬
‫أحمد مختار العبادم‪ ،‬في تاريخ المغرب كاالندلس‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعة‬ ‫‪-32‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫آدـ ميتز ‪،‬الحضارة االسالمية في القرف الرابع اليجرم‪،‬ج‪،1‬ص‪.167 70‬‬ ‫‪-33‬‬
‫إمساعيؿ العربي‪،‬الصحراء الكبرل كشكاطئيا‪،‬اممؤسسة الكطنية‬ ‫‪-34‬‬
‫لمكتاب‪،‬الجزائر‪،1983،‬ص‪. 15‬‬
‫مدينة عظهيمة أىمة فهييا أمـ ال تحصى‪ ,‬كليا بساتهيف كثهيرة‪ ,‬ك‬
‫كىي ه‬
‫أكدغست‪ :‬ن‬ ‫‪-35‬‬
‫تحؿ كثهير هك يزرعكف فهييا القمح‪ ,‬كاقعة هبيف المغرب ك السكداف‪ ...‬مؤلؼ مجيكؿ‪ :‬االستبصار فني‬
‫عجائب االمصار ‪ ,‬المصدر نفسو‪ ,‬ص‪.215‬‬
‫أكرد ابف األبار عف كثرة حب المعتضد اف عباد لمنساء كمخاطتيف إلى أف‬ ‫‪-36‬‬
‫(( افتض ثمانمائة بكر )) ‪ .‬الحمة السيراء ‪. 43: 2 .‬‬
‫بشار م بف عميرة لطيفة‪،‬الرؽ في بالد المغرب مف الفتح االسالمي الى‬ ‫‪-37‬‬
‫رحيؿ الفاطميف‪،‬ص‪. 224‬‬
‫بشارم بف عمرية لطيفة ‪.‬الرؽ مف الفتح االسالمي اىؿ غاية رحيؿ الفاطميني‪.‬‬ ‫‪-38‬‬
‫البكرم‪ :‬المسالؾ ك الممالؾ ‪ ,‬دار الكتاب االسالمي‪ ,‬القاىرة‪ ,‬ص‪...158‬عبد‬ ‫‪-39‬‬
‫الجديدة‪ ,‬الرباط‪, 2002,‬ص‬
‫االلو بف ممهيح‪ :‬ظاىرة الرؽ فني الغرب االسالمي‪ ,‬مطبعة النجاح ه‬
‫‪.27‬‬
‫البكرم‪،‬المغرب في ذكر بالد إفريقية ك المغرب‪،‬ص ‪.159‬‬ ‫‪-40‬‬
‫بنممميح ‪.‬الرؽ في المغرب ك االندلس‪.‬ص‪.141 219_218‬‬ ‫‪-41‬‬
‫بكتشيش‪ ،‬مباحث في التاريخ االجتماعي لممغرب ك االندلس خالؿ عصر‬ ‫‪-42‬‬
‫المرابطيف‪ ،‬دار الطميعة‪ ،‬بيركت‪ ،‬ط‪1998، 1‬ـ‪ ،‬ص‪.103‬‬
‫البياف المغرب ج ‪ 3‬ص ‪ .302‬كيقكؿ لنا ابف الخطيب إف مظف انر تكفي بعد‬ ‫‪-43‬‬
‫مبارؾ كانو عمى أثر مصرع مبارؾ‪ ،‬ثار العامة كنيبكا القصر كقتمكا مظف انر (أعماؿ األعالـ ص‬
‫‪. )225‬‬
‫تكفيؽ مزارم عبد الصمد‪.‬التنظيمات العسكرية في عيدم المرابطيف‬ ‫‪-44‬‬
‫كالمكحديف‪.‬منشكرات دار الثقافة حسف الحسني‪.2009.‬ص‪.62‬‬
‫ج‪ .‬س‪ ،‬ككالف‪ :‬االندلس‪ ،‬تر‪ :‬ابراىيـ خكرشيد ك آخركف‪ ،‬دار الكتاب‬ ‫‪-45‬‬
‫المبناني‪ ،‬بيركت‪ ،1980 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪ ،91‬عبد الكاحد ذنكف طو‪ :‬االسالـ في المغرب ك االندلس‪:‬‬
‫كيؼ انتشر ك لماذا؟ ‪ ،‬دار المدار االسالمي‪ ،‬بيركت‪ ،2009 ،‬ط‪ ،1‬ص ‪.92‬‬
‫الجرجاني عمي بف محمد السيد الشريؼ‪ :‬معجـ التعريفات‪ ,‬تح‪ :‬محمد صديؽ‬ ‫‪-46‬‬
‫المنشاكم‪ ,‬دار الفضيمة‪ ,‬القاىرة‪.,‬‬
‫جرجي زيداف‪ ،‬تاريخ التمدف اإلسالمي‪ ،‬تحقيؽ حسيف مػؤنس‪ ،‬دار اليػالؿ‬ ‫‪-47‬‬
‫‪1958‬ـ‬
‫حسيف عمني أحمد محافظة‪ :‬الرقهيؽ المجتمع العرنبي االسالمي حتى ثكرة‬
‫ه‬ ‫‪-48‬‬
‫التاريخ‪ ,‬كمهية اآلداب‪ ,‬جامعة األردف‪,‬‬
‫الزنج‪2855 ,‬ق‪ ,869/‬مخطكط هلنيؿ شيادة الماجستهير فني ه‬
‫الديف عمر مكسى‪ :‬النشاط االقتصادم فني المغرب االسالمي خالؿ‬
‫‪, 1987‬ص ‪... 88‬عز ه‬
‫القرف السادس اليجرم‪ ,‬دار الغرب االسالمي‪ ,‬هبيركت‪ ,‬ط‪1424, 2‬ق‪2003/‬ـ‪ ,‬ص ‪.118‬‬
‫الحميرم ‪،‬الركض المعطار في خبر االقطار‪،‬تحقيؽ إحساف عباس‪،‬مكتبة‬ ‫‪-49‬‬
‫لبناف‪،‬بيركت‪،1975،‬ص‪. 50‬‬
‫خالص ‪ ،‬صالح ‪ .‬إشبيمية في القرف الخامس اليجرم ‪. 32.‬‬ ‫‪-50‬‬
‫الداعي إدريس‪.‬تاربخ الخمفاء الفاطمييف‪.‬تحقيؽ محمد اليعالكم‪.‬دار الغرب‬ ‫‪-51‬‬
‫االسالمي‪.‬بيركت‪.‬لبناف‪.‬ص‪.260‬‬

‫الذخيرة القسـ الثالث ‪ -‬المخطكط ‪ -‬المكحة ‪ 3‬أكب ك ‪ 4‬أ‪ .‬كراجع أيضان‬ ‫‪-52‬‬
‫البياف المغرب ج ‪3‬‬
‫رابح رمضاف ‪ :‬النشاط التجارم باالندلس خالؿ القرنيف الرابع ك الخامس‬ ‫‪-53‬‬
‫اليجرييف العاشر ك الحادم عشر ميالدييف ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫الزبيدم محب الديف أبك فيض محمد المرتضى الحسيني‪ :‬تاج العركس مف‬ ‫‪-54‬‬
‫جكىر القامكس‪ ,‬تح‪ :‬مصطفى حجازم‪ ,‬دار الفكر‪ ,‬بيركت‪1966 ,‬ـ‪ ,‬مج‪6‬‬
‫السرخسي شمس الديف‪ :‬كتاب المبسكط‪ ,‬دار المعرفة‪ ,‬بيركت‪ ,‬ج‪., 7‬‬ ‫‪-55‬‬
‫سعدم أبك حبيب‪ :‬القامكس الفقيي لغة ك اصطالحا‪ ,‬دار الفكر‪,‬‬ ‫‪-56‬‬
‫دمشؽ‪1988,‬ـ‪ ,‬ط‪., 2‬‬
‫سعدم أبك حبيب‪ :‬القامكس الفقيي لغة ك اصطالحا‪ ,‬دار الفكر‪,‬‬ ‫‪-57‬‬
‫دمشؽ‪1988,‬ـ‪ ,‬ط‪., 2‬‬
‫سعدم سميـ‪ ،‬القانكف ك االحكاؿ الشخصية في كؿ مف العراؽ كمصر‪،‬‬ ‫‪-58‬‬
‫‪ 332-2050‬ؽ ـ‪ ،‬دراسة تاريخية مقارنة‪ ،‬ر سالة ماجستير‪ ،‬جامعة منتكرم‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2010‬‬
‫السيكطي ‪.‬المستظرؼ مف أخبار الجكارم ‪.‬تعميؽ أمحد عبد الفتاح‪.‬شركة‬ ‫‪-59‬‬
‫السياب‪.‬الجزائر ‪.1991‬ص‪.12‬‬
‫تاريخ الخمفاء‪ ,‬ك ازرة‬
‫الديف عبد الرحماف بف نأبي بكر‪ :‬ه‬
‫السيكطني الحافظ جالؿ ه‬
‫ه‬ ‫‪-60‬‬
‫الديهنية‪ ,‬قطر‪ ,‬ط‪1434 , 2‬ق‪2013 /‬ـ‪ ,‬ص‪.363‬‬
‫االكقاؼ ك الشؤكف ه‬
‫شكقي الضيؼ‪ :‬المعجـ الكسيط‪ ,‬مكتبة الشركؽ الدكلية‪ ,‬مصر‪2004,‬ـ‪ ,‬ط‪4‬‬ ‫‪-61‬‬
‫‪.,‬‬
‫الصقالبة جمع صقمبي كمعناىا رقيؽ كىي تسمية أطمقيا الجغرافيكف العرب‬ ‫‪-62‬‬

‫مف العصكر الكسطى عمى الشعكب السالفية التي تسكف البالد الممتدة مػف بحػر قزكيف شرقان‬
‫كحتى بحر اإلدرياتي غربان‪ ،‬أحمد مختار العبادم‪ ،‬الصقالبة في آسيا‪ ،‬المعيد المصرم مدريد‬
‫‪1953‬‬
‫عباس ‪ ،‬إحساف ‪ .‬تاريخ األدب األندلسي ‪ ،‬عصر الطكائؼ كالمرابطيف ‪42.‬‬ ‫‪-63‬‬
‫‪.‬‬
‫عبد االلو بف ممهيح‪ :‬الرؽ في بالد االندلس ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص‪.203‬‬ ‫‪-64‬‬
‫عبد االلو بنمميح ‪ ،‬الرؽ في بالد المغرب ك االندلس ‪ ،‬المرجع السابؽ ‪ ،‬ص‬ ‫‪-65‬‬
‫‪.106‬‬
‫عبد االلو بنممهيح‪ :‬الرؽ في بالد االندلس ‪ ,‬المرجع السابؽ‪ ,‬ص‪.212‬‬ ‫‪-66‬‬
‫عبد االلو بنمميح‪ ،‬الرؽ في بالد المغرب ك االندلس‪ ،‬ص ‪.218‬‬ ‫‪-67‬‬
‫عبد السالـ الترماميني‪ ،‬الرؽ ماضيو كحاضره‪ ،‬سمسمة عالـ المعرفة‪ ،‬دار‬ ‫‪-68‬‬
‫الثقافة كالفنكف‪ ،‬الككيت‪.1990 ،‬‬
‫عبد الكريـ بف إبراىيـ السمؾ‪ :‬الرؽ عبر التاريخ االنساني ‪ ,‬مجمة أحكاؿ‬ ‫‪-69‬‬
‫المعرفة‪ ,‬السنة الثامف عشر ربيع االخر ‪1435‬ق‪2014/‬ـ‪ ,‬العدد‪., 73‬‬
‫عبد اهلل ناصح عمكاف‪ :‬نظاـ الرؽ في االسالـ‪ ,‬دار السالـ‪ ,‬ص ص ‪- 22‬‬ ‫‪-70‬‬
‫‪.23‬‬
‫عبد المجيد حمداف‪ ،‬العبيد عند الركماف خالؿ القرنيف الثاني ك االكؿ قبؿ‬ ‫‪-71‬‬
‫الميالد‪ ،‬مجمة دراسات تاريخية‪ ،‬دمشؽ‪ ،‬العدداف ‪17‬ك‪، 18‬لعاـ ‪.2012‬‬
‫التيم نمي ‪:‬‬
‫عمي ه‬ ‫الديف نأبي محمد عبد الكىاب بف ن‬
‫محي ه‬
‫ن‬ ‫عبد الكاحد المراك نشي‬ ‫‪-72‬‬
‫تمخيص أخبار المغرب‪ ,‬مطبعة هبريؿ‪ ,‬لهيدف المحركسة‪1881 ,‬ـ‪ ,‬ص ‪.24‬‬
‫المعجب فني ه‬
‫العبذرم البمنسي‪،‬الرحمة المغربية ‪،‬نشر االداب الجزائرية ‪،‬الجزائر ‪،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪-73‬‬
‫العذرم‪.‬نصكص عف االندلس مف كتاب ترصيع االخبار‪.‬تحقيؽ االستاذ عبد‬ ‫‪-74‬‬
‫العزيز االىكاني‪.‬د‪.‬ت‪.‬منشكرات معيد الدراسات االسالمية ‪ ،‬مدريد‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫عمي كسار غدير الغزالي‪ :‬الجذكر التاريخية لظاىرة الرقيؽ عند الشعكب‬ ‫‪-75‬‬
‫القديمة كعرب الجزيرة قبؿ االسالـ (دراسة مقارنة)‪ ,‬مجمة الدراسات االفريقية‪ ,‬العدد ‪2013, 15‬‬
‫‪.,‬‬
‫عمي كسار غدير الغزالي‪ :‬الجذكر التاريخية لظاىرة الرقيؽ عند الشعكب‬ ‫‪-76‬‬
‫القديمة كعرب الجزيرة قبؿ االسالـ (دراسة مقارنة)‪ ,‬مجمة الدراسات االفريقية‪ ،‬العدد ‪،15‬‬
‫‪.،2013‬‬
‫عمركام السعيد‪ ،‬جريمة االسترقاؽ في القانكف الدكلي‪ ،‬أطركحة دكتك اره‬ ‫‪-77‬‬
‫قانكف‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكره‪ ،‬الجزائر‪.2017 ،‬‬
‫العبيد فني افرهيقهيا ‪ ,‬مكتبة الشركؽ الدكلهية‪ ,‬القاىرة‪,‬‬
‫عياهدة العزب مكسى‪ :‬تجارة ه‬ ‫‪-78‬‬
‫ط‪, 2007, 1‬ص ‪.110‬‬
‫عيكني محمد‪ :‬دكر الرقيؽ في الحياة السياسية كالثقافية ببالد االندلس خالؿ‬ ‫‪-79‬‬
‫القرنيف ‪4‬ك‪ 5‬اليجرييف‪ ,‬أطركحة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ,‬في العمكـ االسالمية‪ ,‬مخطكطة‪ ,‬قسـ‬
‫المغة ك الحضارة العربية االسالمية‪ ,‬كمية العمكـ االسالمية‪ ,‬جامعة الجزائر‪2012 ,‬ـ‪2013/‬ـ‪..‬‬
‫عيكني محمد‪ :‬دكر الرقيؽ في الحياة السياسية كالثقافية ببالد المغرب ك‬ ‫‪-80‬‬
‫االندلس خالؿ القرنيف ‪4‬ك‪ 5‬اليجرييف‪ ,‬أطركحة لنيؿ شيادة الماجستير‪ ,‬في العمكـ االسالمية‪,‬‬
‫مخطكطة‪ ,‬قسـ المغة كالحضارة العربية االسالمية‪ ,‬كمية العمكـ االسالمية‪ ,‬جامعة الجزائر‪,‬‬
‫‪2012‬ـ‪2013/‬ـ‪..‬‬
‫ؼ‪ .‬دياككؼ‪ .‬س‪ .‬ككفاليؼ‪ :‬الحضارات القديمة الجزء الثاني‪ ،‬ترجمػة‪ :‬نػسيـ‬ ‫‪-81‬‬
‫اليازجي ػ دمشؽ‪، 1959 ،‬ص‪. 517‬‬
‫فالح القيسي ‪ ،‬فايز عبد البني ‪ .‬أدب الرسائؿ في األندلس في القرف‬ ‫‪-82‬‬
‫الخامس اليجرم ‪ .32.‬نقال عف عبد الممؾ المراكشي ‪.‬الػذيؿ كالتكممة‪.31 ،1/5 ،‬‬
‫الفيركز أبادم مجد الديف محمد بف يعقكب‪ :‬القامكس المحيط‪ ,‬مؤسسة‬ ‫‪-83‬‬
‫الرسالة‪ ,‬لبناف‪2005,‬ـ‪ ,‬ط‪, 8‬‬
‫فهيصؿ السامر‪ :‬ثكرة الزنج‪, 1954 ,‬ط‪, 1‬ص ‪.23‬‬ ‫‪-84‬‬
‫الفيكمي أحمد بف محمد بف عمي‪ :‬المصباح المنير‪ ,‬في غريب الشرح‬ ‫‪-85‬‬
‫الكبير‪,‬ج‪., 1‬‬
‫الفيكمي أحمد بف محمد بف عمي‪ :‬المصباح المنير‪ ,‬في غريب الشرح‬ ‫‪-86‬‬
‫الكبير‪,‬ج‪, 1‬ص‪.235‬‬
‫القاضي النعماف‪.‬رسالة افتتاح الدعكة‪.‬حتقيؽ كداد قاضي‪.‬دار الثقافة‪.‬بيركت‬ ‫‪-87‬‬
‫ص‪.207‬‬
‫كتاب‪ :‬تاريخ ابف خمدكف المسمى بػ «العبر كديكاف المبتدأ كالخبر في أياـ‬ ‫‪-88‬‬
‫العرب كالعجـ كالبربر كمف عاصرىـ مف ذكم السمطاف األكبر» **‬
‫لمقرم ‪ .‬نفح الطيب ‪ . 567: 1 .‬كيذكر ابف الخطيب أف عددىمكاف‬ ‫‪-89‬‬
‫بالتحديدبمدينة الزىراء‪ :‬ثالثة آالؼ كسبعمائة كخمسػيف ‪ .‬أعماؿ األعالـ ‪.40 .‬‬
‫متز ‪ ،‬آدـ الحضارة اإلسالمية في القرف الرابع اليجرم ‪. 270: 1.‬‬ ‫‪-90‬‬
‫محمد الصالح الصديؽ‪ :‬تكجييات نبكية في الديف ك االخالؽ ك االجتماع ‪,‬‬ ‫‪-91‬‬
‫ديكاف المطبكعات الجامعية‪ ,‬الجزائر‪., 1996 ,‬‬
‫التجاني‪ :‬تحفة العركس ك متعة النفكس تح‪ :‬جمهيؿ العطهية‪,‬‬
‫ن‬ ‫محمد بف أحمد‬ ‫‪-92‬‬
‫الريس لمكتب ك النشر‪ ,‬ط‪1992, 1‬ـ ‪ ,‬ص ‪.176‬‬
‫هرياض ه‬
‫محمد حناكم‪ ،‬النظاـ العسكرم باالندلس في عصرم الخالفة ك الطكائؼ‪،‬‬ ‫‪-93‬‬
‫دار ابي رقراؽ ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪ ،2003‬ص‪.33‬‬
‫لحياة االجتماعية فني االندلس ك أثرىا في االدب‬
‫سعيد الدغمني ‪ :‬ا ه‬
‫محمد ه‬ ‫‪-94‬‬
‫العربي ك في االدب االندلسي ‪ ,‬دار السامة‪ ,‬هبيركت ‪ ,‬ط‪1,1404‬ىػ‪1984/‬ـ‪ ,‬ص ص‪-44‬‬
‫‪.46‬‬
‫محمد قسـ السيد محمد البميمة‪ ،‬المجتمع االندلسي في عصر االمارة االمكية‬ ‫‪-95‬‬
‫(‪316 -138‬ق) (‪928-755‬ـ)‪ ،‬قسـ التاريخ ك الحضارة االسالمية ‪ ،‬كمية الدراسات العميا‪،‬‬
‫جامعة دانج‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫مدينة في بالد السكداف بقرب مدينة صنعانة عمى النيؿ ك ىي أكبر مف‬ ‫‪-96‬‬
‫مدينة سال ك أكثر تجارة ‪ ,‬ك الييا يسافر أىؿ المغرب االقصى بالصكؼ ك النحاس كالخزر هك‬
‫الحميرم‪ :‬المصدر السابؽ‪ ,‬ص ‪.134‬‬
‫ه‬ ‫يخرجكف منيا البقر ك الخدـ‪...‬‬
‫مركز زايد لمتنسيؽ كالمتابعة‪ :‬نظاـ الرؽ عبر العصكر‪., 2011 ,‬‬ ‫‪-97‬‬
‫مريـ بف نكح‪،‬المتاجرة بالرقيؽ بيف الفقو كالقانكف‪،‬ص‪.166 18‬‬ ‫‪-98‬‬
‫مسعكد ككايت‪،‬الييكد في المغرب االسالمي مف الفتح الى سقكط دكلة‬ ‫‪-99‬‬
‫المكحديف‪،‬دارىكمة‪،‬الجزائر‪،2000،‬ص‪.171 129‬‬
‫مصطفى شاكر ‪ :‬االندلس في التاريخ ‪ ،‬منشكرات كزارة الثقافة ‪ ،‬دمشؽ‪،‬‬ ‫‪-100‬‬
‫‪ ،1990‬ص ‪.67‬‬
‫المقدسي المعركؼ بالبشارم‪ :‬احسف التقاسيـ في معرفة االقاليـ‪ ،‬مكتبة مد‬ ‫‪-101‬‬
‫بكلى‪ ،‬القاىرة‪1411 ،‬ق‪1991/‬ـ‪ ،‬ط‪ ،3‬ص ‪.223-222‬‬
‫المقديسي شمس الديف‪ ،‬احسف التقاسيـ في معرفة األقاليـ‪ ،‬تحقيؽ محمد أميف‬ ‫‪-102‬‬
‫الضناكم‪ ،‬دار الكتب العممية‪.،2003/1424 ،‬‬
‫المقرئ (أحمد بف محمد)‪ ،‬نفح الطيب مف غصف األندلس الرطيب تحقيػؽ‬ ‫‪-103‬‬
‫محي الديف عبد الحميد‪ ،‬المكتبة التجارية‪ ،‬القاىرة ‪1949‬ـ‪،‬‬
‫المقرم أحمد بف محمد التممساني‪ ،‬نفح الطيب مف غصف األندلس الرطيب‪،‬‬ ‫‪-104‬‬
‫تحقيؽ إحساف عباس‪ ،‬دار‪ ،‬صادر‪.،1388،1968 .‬‬
‫المقريزم‪ .‬إتعاظ الحنفا بأخالر االئمة الخمفاءج‪.1‬القاىرة‪..1967‬ص‪,97‬‬ ‫‪-105‬‬
‫مكريس لكمبارد‪،‬االسالـ في جمده االكؿ‪،‬ترمجة كتعميؽ اسماعيؿ‬ ‫‪-106‬‬
‫العربي‪،‬الشركة الكطنية لمنشر كالتكزيع‪،1979،‬ص‪.172 315‬‬
‫مؤلؼ مجيكؿ‪,‬ذكر بالد االندلس تحقيؽ مكلينا‬ ‫‪-107‬‬
‫لكيس‪..‬ج‪.1.‬مدريد‪1972‬ص‪.33‬‬
‫مؤلؼ مجيكؿ‪ :‬االستبصار فني عجائب االمصار‪ ,‬تع‪ :‬سعد زغمكؿ عبد‬ ‫‪-108‬‬
‫الحميد‪ ,‬دار الشؤكف الثقافهية العامة‪ ,‬العراؽ‪ ,‬ص ص ‪.216-215‬‬
‫ه‬
‫الف خرذدابة‪،‬المسالؾ ك الممالؾ‪،‬دا ارحياء التراث العربي‪،1988،‬ص‪. 22‬‬ ‫‪-109‬‬
‫نقؿ ابف الخطيب في أعماؿ األعالـ أقكاؿ ابف حياف التي نقميا صاحب‬ ‫‪-110‬‬
‫البياف المغرب‪ ،‬كرجعنا إلييا‪ ،‬كقد نشر جزءان كبي انر مف قصيدة ابف دراج القسطمي (راجع ص ‪222‬‬
‫‪. )225 -‬‬
‫ياقكت الحمرم ‪،‬معجـ البمداف‪،‬ج‪،1‬ص‪. 12‬‬ ‫‪-111‬‬
‫يركم كثير مف الرحالة أف شعكبا ىمجية معاصرة ال تعرؼ الرؽ كسكاف‬ ‫‪-112‬‬
‫أكستراليا األصمييف كشعكب اإلسكيمك كالقبائؿ التي تعيش في حكض نيػر األمػازكف كفػي كسػط‬
‫أفػريػقػيػا كفػي جػزر المحيط اليندم‪.‬‬

‫المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪ -1‬راغب السرجاني ‪ " :‬الرقيؽ في الخالفة االمكية "‪. http://islamstory.com ،‬‬


‫‪ -2‬مؤشر العبكدية العالمي‪ ،‬العدد االكؿ‪، 2013 ،‬متاح عمى الرابط‬
‫‪.WWW.GLOBALSLAVERYINDEX.ORG‬‬

‫االجنبية‪:‬‬

‫‪1- A.P.Ibars: Valencia Arabe, V. I. p. 152‬‬


‫‪2- Westermack, op cit, chapitre XVII.‬‬
‫فيرس الموضوعات‪:‬‬

‫البسممة‪.‬‬

‫التشكرات‪.‬‬

‫إىداء‪.‬‬

‫قائمة المختصرات‪.‬‬
‫المقدمة‪................................................................................‬أ‬

‫المدخل التمييدي ‪ :‬العبيد و احكامو في االسالم‪.‬‬

‫‪-1‬تعريؼ الرؽ ‪01.........................................................‬‬

‫‪-2‬الرؽ في االسالـ ك احكامو ‪03....................................................‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬وضع العبيد قبيل عيد مموك الطوائف ‪.‬‬

‫تمييد ‪06................................................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف العبيد ‪ ،‬الرقيق ‪ ،‬الصقالبة ‪.‬‬

‫‪-1‬تعريؼ العبيد ‪07....................................................................‬‬

‫‪-2‬تعريؼ الرقيؽ ‪09..................................................................‬‬

‫‪-3‬تعريؼ الصقالبة ‪11...................................................................‬‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬أصناف العبيد ( األوروبي ‪ ،‬السوداني ‪ ،‬البربري )‪.‬‬

‫‪-1‬العبيد األ كركبي ‪18...........................................................................‬‬


‫‪-2‬العبيد السكداني ‪20..............................................................‬‬

‫‪-3‬العبيد البربرم ‪24.........................................................................‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬تجارة العبيد في األندلس ‪.‬‬

‫‪-1‬تعريؼ تجارة العبيد ‪27.....................................................................‬‬

‫‪-2‬تجار العبيد ‪28........................................................................‬‬

‫‪-3‬مسالؾ العبيد ‪30........................................................................‬‬

‫‪-4‬أكضاع ك أخطار المسالؾ الصحراكية ‪32.................................................‬‬

‫‪-5‬أسكاؽ العبيد ‪35.................................................................................‬‬

‫‪-6‬أسكاؽ األندلس ‪39.............................................................................‬‬

‫المطمب الرابع ‪ :‬مكانة العبيد في الجيش و القصور ‪.‬‬

‫‪-1‬في الجيش ‪42...........................................................................‬‬

‫‪-2‬في القصكر ‪46............................................................................‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬إمارة خيران العامري ‪.‬‬

‫تمييد ‪49................................................................................‬‬

‫المطمب األول‪ :‬تأسيس إمارة خيران العامري عالقتيا باإلمارات األخرى‪.‬‬

‫‪-1‬تأسيس امارة خيراف العامرم ‪50...................................................................‬‬

‫‪-2‬عالقة امارة خيراف العامرم باإلمارات األخرل ‪56.............................................‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬سقوط امارة خيران العامري‪.‬‬

‫‪-1‬سقكط إمارة خيراف العامرم ‪63...................................................................‬‬


‫الخاتمة‪66............................................................................. .‬‬

‫قائمة المصادر و المراجع‪.‬‬

‫فيرس الموضوعات‪.‬‬

You might also like