‫‪https://www.febrayer.com/789023.

html‬‬

‫اإلباحية الجديدة‪ :‬روتيني اليومي نموذجا‬

‫سعيد بنيس‬

‫تندرج ظاهرة روتيني اليومي ضمن سوق اقتصادية جديدة وهي السوق الرقمية‪ ،‬وهي سوق‬
‫لها ما لها وعليها ما عليها‪ ،‬فإذا كانت مبنية‪ ‬على المشترك القيمي ومقومات العيش المشترك‬
‫والراب‪++‬ط االجتم‪++‬اعي‪ ،‬وتخض‪++‬ع لتق‪++‬نين‪ ،‬فس‪++‬يكون مرحب‪++‬ا به‪++‬ا من ط‪++‬رف جمي‪++‬ع الش‪++‬رائح‬
‫االجتماعية‪ ،‬أما عكس ذلك أي عدم احترام المنظومة القيمية‪ ،‬وركائز التعايش والمرجعي‪++‬ات‬
‫الدينية والقانونية‪ ،‬فهذا يخلق نشازا فيما يخص الدينامية المجتمعية‪.‬‬

‫يب‪++‬دو أن هن‪++‬اك حاج‪++‬ة ملح‪++‬ة لت‪++‬أطير وإع‪++‬ادة النظ‪++‬ر في الطريق‪++‬ة والتع‪++‬ابير وااليح‪++‬اءات‬
‫والتنويع‪++‬ات اللغوي‪++‬ة والتواص‪++‬لية‪ +‬والخطابي‪++‬ة ال‪++‬تي يوظفه‪++‬ا اليوت‪++‬وبرز في تناول‪++‬ه للمواض‪++‬يع‪+‬‬
‫المقترح‪++‬ة‪ .‬ال يمكن الق‪++‬ول أن المواض‪++‬يع‪ +‬والمض‪++‬امين مهم‪++‬ة أو العكس ألن هن‪++‬اك جمه‪++‬ور‬
‫يتابعه‪++‬ا‪ ،‬وهن‪++‬ا يط‪++‬رح الس‪++‬ؤال‪ :‬ه‪++‬ل يت‪++‬ابع الجمه‪++‬ور المض‪++‬امين أم التعب‪++‬يرات وااليح‪++‬اءات‬
‫الجنسية؟‬

‫هناك بضاعة جنسية غير معلن عنها يمكن أن تستجيب لرغب‪++‬ات مت‪++‬ابع معين‪ ،‬وه‪++‬ذا الن‪++‬وع‬
‫من الغموض في التفاعل والمتابعة‪ ،‬ي‪+‬وحي أن ال‪+‬رواد ال تهمهم المض‪+‬امين بق‪++‬در م‪+‬ا تث‪++‬يرهم‬
‫االيح‪++‬اءات الجنس‪++‬ية كمس‪++‬كن لثغ‪++‬رات والتهاب‪++‬ات التنش‪++‬ئة الجنس‪++‬ية وإش‪++‬باع لرغب‪++‬ات فردي‪++‬ة‬
‫مكبوتة‪ .‬‬

‫من هذه الزاوية يمكن اعتبار فيديوهات روتيني اليومي التي ترتكز على االيحاءات الجنس‪++‬ية‬
‫هي نوع من من اإلباحية الجديدة والبورنوغرافية والخالعية ااإلقليمية‪ ،‬ألن الظ‪++‬اهرة ليس‪++‬ت‬
‫ظاهرة تهم‪ ‬ومنحصرة في المغرب فقط بل هي إقليمية تنتشر داخل باقي دول مين‪++‬ا ‪ :‬الش‪++‬رق‬
‫االوسط وشمال إفريقيا‪.‬‬
‫لهذا يظل الهدف من فيديوهات روتيني الي‪+‬ومي المرتبط‪+‬ة بااليح‪+‬اءات الجنس‪+‬ية ه‪+‬و التواج‪+‬د‬
‫الفعلي والفعال في "الس‪++‬وق" والس‪++‬وق يتطلب بعض التع‪++‬امالت والتف‪++‬اوض من أج‪++‬ل ال‪++‬ربح‬
‫السريع‪ ،‬ومن بينها بعض المهارات والقدرات واإلستعدادات والمِ‪+‬ؤهالت الجس‪+‬دية‪ .‬فبالنس‪+‬بة‬
‫لليوتوبرزهذه‪ +‬المهارات تشكل مورد دخل أساسي لهم‪ ،‬والدخل يتأسس على ج‪++‬ذب وانج‪++‬ذاب‬
‫الرواد والحصول على أكبر عدد من المشاهدات والمتابعات‪ .‬‬

‫كما أنه ال يمكن الحكم على النيات واالهداف لكن يظهر حس‪++‬ب تش‪++‬خيص بعض الفي‪++‬ديوهات‬
‫أن الهدف منها ليس تعليم النساء كيف ينظفن أو يطبخن ال سيما أنها ال تتوج‪++‬ه لهن حص‪++‬ريا‬
‫ب‪++‬ل المس‪++‬تهدف ه‪++‬و الرج‪++‬ل لش‪++‬ده وض‪++‬مان المتابع‪++‬ة من خالل ايح‪++‬اءات جس‪++‬دية ولغوي‪++‬ة‬
‫وتعبيرات خالعية تحيل على عوالم الجنس‪.‬‬

‫ومن زاوية مقابلة تكمن خطورة فيديوهات روتيني اليومي المرتكزة على االباحي‪++‬ة الجدي‪++‬دة‬
‫في امكانية مشاهدتها من طرف األطفال والمراهقين‪ +‬لهذا أض‪++‬حت الحاج‪++‬ة ملح‪++‬ة الى ت‪++‬أطير‬
‫قانوني يميز ويح‪+‬دد ويض‪+‬بط الوص‪+‬الت المقبول‪+‬ة قانوني‪+‬ا والفئ‪+‬ات العمري‪+‬ة ال‪+‬تي يس‪+‬مح له‪+‬ا‬
‫متابعته‪++‬ا‪ .‬فالمش‪++‬اهد يمتل‪++‬ك الحري‪++‬ة في الول‪++‬وج للمواق‪++‬ع ولص‪++‬فحات اليوت‪++‬وب‪ ،‬لكن هن‪++‬اك‬
‫بالموازاة خطر على فئات أخرى من المجتمع‪ ،‬وهذا اإلشكال يخص جميع التج‪++‬ارب الدولي‪++‬ة‬
‫لهذا وجب تهيئ البيئة القانونية المالئمة لضبط هذه السوق الرقمية الجديدة‪ .‬‬

‫انطالقا من هذا المنظور وجب كذلك تأطير وضبط كل ما يدخل في خانة الجنس‪++‬ي من خالل‬
‫جسر األعراف والثقافة المحلية والمشترك المجتمعي والتنشئة الجنسية والمرجعيات الرمزية‬
‫‪ ،‬وذلك بحسب طبيعة المجتمع‪ ،‬فالمغرب‪  ‬ل‪++‬ه ثقافت‪++‬ه وهويت‪++‬ه ال‪++‬تي تميزان‪++‬ه عن ب‪++‬اقي بل‪++‬دان‬
‫العالم وال يمكنن‪++‬ا استنس‪++‬اخ النم‪++‬اذج دون مالئمته‪++‬ا للس‪++‬ياق والخصوص‪++‬ية‪ +‬المغربي‪++‬ة ولمقول‪++‬ة‬
‫التمغ‪++‬ربيت ‪ .‬من الض‪++‬روري‪ +‬التفك‪++‬ير في ت‪++‬داول وتف‪++‬اوض مجتمعي ل‪++‬رفض أو قب‪++‬ول ه‪++‬ذه‬
‫الوصالت وه‪+‬ذه المض‪++‬امين وإلى ح‪+‬دود الس‪+‬اعة لم ن‪+‬رى أي رد فع‪++‬ل ق‪+‬انوني أو مؤسس‪+‬اتي‬
‫حول هذه الفيديوهات التي تمهد لتجارة جديدة‪ ،‬وذلك ألن هناك يوت‪++‬وبرز يظه‪++‬ر بش‪++‬كل جلي‬
‫من خالل م‪++‬ا يق‪++‬دمون أن اله‪++‬دف األساس‪++‬ي من وص‪++‬التهم ه‪++‬و اس‪++‬تعراض المف‪++‬اتن الجس‪++‬دية‬
‫وااليحاءات الجنسية لجني عائ‪++‬دات مالي‪++‬ة تمكنهم من ض‪+‬مان مس‪++‬توى عيش الب‪+‬أس ب‪+‬ه‪  .‬في‬
‫هذا الباب يمكن اعتبارظهور أفراد عائالت اليوتوبرز معهن في في‪++‬ديوهات روتي‪++‬ني الي‪++‬ومي‬
‫نوعا من شرعنة ما يقمن به‪ ،‬ومحاولة إضفاء مش‪++‬روعية غ‪++‬ير مؤسس‪++‬اتية ع‪++‬بر االتف‪++‬اق م‪++‬ع‬
‫عائالتهن ومن يهمه األمر‪ ،‬واعتبار أن ما يقوم به اليوتبرز هو عمل مقبول مثل باقي المهن‬
‫كحل لمعضلة البطالة أو لعدم القب‪++‬ول بمهن مهين‪++‬ة وموس‪++‬ومة مجتمعي‪++‬ا على ح‪++‬د ق‪++‬ول بعض‬
‫اليوتوبرز‪ +.‬‬

‫وفي عالقته‪++‬ا بمنظوم‪++‬ة القيم المغربي‪++‬ة يمكن اعتب‪++‬ار الفي‪++‬ديوهات الس‪++‬الفة ال‪++‬ذكر في‪++‬ديوهات‬
‫ومضامين تعكس احتباسا قيميا‪ ،‬بمعنى أنه إذا تم قبول ه‪++‬ذا الن‪++‬وع من األفع‪++‬ال الرقيم‪++‬ة ذات‬
‫الجنوح الجنسي فإنه سيرهن األجي‪+‬ال القادم‪++‬ة داخ‪++‬ل مص‪++‬فوفة من القيم ب‪++‬ذاتها تعت‪++‬بر الم‪++‬رأة‬
‫كجسد أو كبضاعة تذر دخال على صاحبها‪ ،‬ويتم هذا بشكل يجعل التعامل مع اآلخ‪++‬ر(الطف‪++‬ل‬
‫والي‪++‬افع والش‪++‬اب و‪ )...‬يرتك‪++‬ز على أس‪++‬اس أن ل‪++‬ه ص‪++‬فة زب‪++‬ون ويتم اس‪++‬تهداف‪ ‬مش‪++‬اعره‬
‫وأحاسيسه ومكبوتاته لجذبه وجني أرباح من وراء انجذابه‪ .‬وتباعا يمكن اعتبار ه‪++‬ذا الن‪++‬وع‬
‫من "روتيني اليومي" نوعا من التجارة الجنسية وضربا من المتاجرة في المكبوتات‪+.‬‬

‫وبما أنه في الثقافة المغربية وباقي ثقافات دول الشرق األوس‪++‬ط وش‪++‬مال افريقي‪++‬ا ك‪++‬ل م‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫جنسي ممنوع‪ ،‬وكل ما هو ممنوع مرغوب فيه وعلى اعتبار أن العالم الرقمي ع‪++‬الم مفت‪++‬وح‬
‫وفي متن‪++‬اول الجمي‪++‬ع‪ ،‬وهن‪++‬ا يكمن الخط‪++‬ر‪ ،‬س‪++‬يتمخض االحتب‪++‬اس القيمي على س‪++‬لوكات‬
‫وممارسات غرائبية ومنحرفة في صفوف األجيال القادمة‪ ،‬ليس من منطلق أن المجتم‪++‬ع ه‪++‬و‬
‫مجتم‪++‬ع محاف‪++‬ظ‪ ،‬وإنم‪++‬ا على أس‪++‬اس أن المجتم‪++‬ع يرتك‪++‬ز على قيم يتع‪++‬ايش من خالله‪++‬ا وعلى‬
‫أساس‪++‬ها وه‪++‬ذه القيم تف‪++‬رض أساس‪++‬ا التف‪++‬اوض والتف‪++‬اهم ح‪++‬ول بعض اله‪++‬وامش والفض‪++‬اءات‬
‫المفتوحة ‪.‬‬