République Algérienne Démocratique Et Populaire Ministère de L'enseignement Supérieur Et de La Recherche Scientifique

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 300

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫‪République Algérienne Démocratique et Populaire‬‬


‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministère de l’Enseignement Supérieur et de la Recherche Scientifique‬‬

‫‪Université Mohamed KHIDHER -Biskra‬‬ ‫جامعة محمد خيضر بسكرة‬


‫‪Faculté des Sciences Economiques et Commerciales‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية و التجارية و علوم‬
‫‪et sciences de Gestion‬‬ ‫التسيير‬
‫‪Département des Sciences Commerciales‬‬
‫قسم العلوم التجارية‬

‫الموضــــــــــوع ‪:‬‬
‫أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري‬
‫و سبل عالجها "دراسة حالة الجزائر"‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الطور الثالث في العلوم التجارية‬


‫تخصص تجارة دولية‬
‫إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة ‪:‬‬
‫حـــسـاني رقــــية‬ ‫دوحــــة سلــــمى‬
‫لجنة المناقشة ‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫أ‪.‬د‪ :‬غوفي عبد الحميد‬


‫مقر ار‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ :‬حساني رقية‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ :‬بن الزاوي عبد الرزاق‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة بسكرة‬ ‫د‪ :‬غالم عبد اهلل‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة خنشلة‬ ‫أ‪.‬د‪ :‬بن الطاهر حسين‬
‫ممتحنا‬ ‫جامعة باتنة‬ ‫د‪ :‬مولحسان آيات اهلل‬

‫السنة الجامعية‪0241/0241 :‬‬


‫شكر و تقدير‬

‫أشكر اهلل العلي القدير على إتمام هذا البحث‪.‬‬


‫أتقدم بالشكر والتقدير إلى األستاذة الف اضلة المشرفة‬
‫على هذه األطروحة األستاذة حساني رقية على ما قدمته لي‬
‫من إرشادات هادفة وتوجيهات قيمة والحرص الدائم‬
‫على متابعة هذا العمل في مختلف مراحله‪.‬‬
‫كما أتقدم بشكري الجزيل لألساتذة األجالء أعضاء لجنة‬
‫المناقشة على قبولهم مناقشة وتقييم هذه األطروحة‪.‬‬
‫كما ال يفوتني أن أتقدم بتشكراتي الخالصة إلى كل‬
‫األساتذة والزمالء على تشجيعاتهم وإلى كل من أعانني‬
‫من قريب أو بعيد إلعداد هذه األطروحة‪.‬‬

‫‪I‬‬
‫إهداء‬

‫أهدي هذا العمل لوجه اهلل تعالى راجية أن يتقبله مني‬


‫ويجعل ثوابه في ميزان أعمالي ‪.‬‬
‫إلى قرة عيني رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫إلى من ال يمكن للكلمات أن توفي حقهما‬
‫والدي العزيزين أدامهما اهلل لي‬
‫إلى من زين أيامي زوج ي العزيز‬
‫إلى إخوتي وأخواتي‬
‫إلى كل األهل و األصدق اء‬
‫إلى كل طالب علم‬
‫لكل هؤالء أهدي هذا العمل بنية صادقة ودعوة خالصة‬

‫‪II‬‬
‫الفــــهارس‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫قائمة المحتويات‬

‫شكر وتقدير‬

‫‪III‬‬ ‫إهداء‬

‫‪III‬‬ ‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس الجداول‬
‫‪III‬‬

‫‪III‬‬ ‫فهرس األشكال‬

‫‪III‬‬ ‫فهرس المالحق‬

‫( أ ‪ -‬ط)‬ ‫المقدمة العامة‬

‫الفصل األول‪:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪20‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪20‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم حول سعر الصرف‬

‫‪20‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬ماهية سعر الصرف‬

‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬أنطمة سعر الصرف‬

‫‪01‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬النظريات المفسرة ألسعار الصرف ( نظريات تحديد أسعار لعمالت)‬

‫‪41‬‬ ‫المبحث الثاني‪:‬العوامل المؤثرة في أسعار الصرف ومخاطر تقلباته‬

‫‪III‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬
‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬العوامل المؤثرة في أسعار الصرف‬

‫‪44‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬مخاطر تقلبات أسعار الصرف‬

‫‪20‬‬ ‫المطلب الثالث‪:‬أساليب إدارة مخاطر تقلبات أسعار الصرف األجنبي‬

‫‪25‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬سوق الصرف األجنبي‬

‫‪25‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم سوق الصرف و وظائفه‬

‫‪62‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم أسواق الصرف‬

‫‪62‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬المعامالت التي تتم في أسواق الصرف األجنبي‬

‫‪52‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬توازن سوق الصرف‬

‫‪41‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬سياسات أسعار الصرف و أهدافها‬

‫‪41‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سياسة رفع القيمة الخارجية للعملة و شروط نجاحها‬

‫‪44‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬سياسة تخفيض قيمة العملة الخارجية بالنسبة للعملة للوطنية وشروط نجاحها‬

‫‪95‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬

‫الفصل الثاني‪:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪99‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪122‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬أساسيات ميزان المدفوعات‬

‫‪122‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ميزان المدفوعات وأهميته‬

‫‪122‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬هيكل ميزان المدفوعات‬

‫‪111‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬التوازن و االختالل في ميزان المدفوعات‬

‫‪116‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الميزان التجاري‬

‫‪IV‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬
‫‪115‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الميزان التجاري و أهميته‬

‫‪114‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬التوازن واالختالل في الميزان التجاري‬

‫‪102‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة على الميزان التجاري‬

‫‪104‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬تأثير تقلبات سعر الصرف على حركة الصادرات و الواردات‬

‫‪218‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تأثير تقلبات سعر الصرف على الصادرات‬

‫‪100‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير سعر الصرف على الواردات‬

‫‪102‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير تخفيض قيمة العملة على اقتصاديات الدول النامية‬

‫‪105‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬دور سعر الصرف في عالج الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪104‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬منهج المرونات ‪Elasticities approch‬‬

‫‪149‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منهج اإلستعاب " ‪" Apsorption‬‬

‫‪125‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬

‫الفصل الثالث‪ :‬سبل عالج تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪129‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪162‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطور سياسة الصرف في الجزائر‬

‫‪159‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نظام الصرف و تسعيرة الدينار الجزائري‬

‫‪150‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬نظام الرقابة على الصرف‬

‫‪159‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬البعد االقتصادي لتحرير سعر صرف الدينار الجزائري‬

‫‪140‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬سياسة تخفيض الدينار الجزائري‬


‫‪146‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تطور الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪V‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬
‫‪146‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬هيكل الصادرات و الواردات الجزائرية‬

‫‪190‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬انفتاح االقتصاد الجزائري على العالم الخارجي و أهم شركائه التجاريين‬

‫‪021‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬آليات معالجة تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪020‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬سياسة بنك الجزائر للحد من أثر التقلبات العالمية ألسعار الصرف على‬

‫سعر صرف الدينار إلعادة توازن الميزان التجاري‬

‫‪026‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬منهج المرونات و توزان الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪012‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬منهج اإلستعاب و توازن الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪010‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬

‫الفصل الرابع‪ :‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪214‬‬ ‫تمهيد‪:‬‬

‫‪012‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬اختبار استقرارية السالسل الزمنية و سببية انجل و جرنجر ‪(Engle-‬‬

‫)‪Granger Test‬‬

‫‪012‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اختبار استق اررية السالسل الزمنية‬

‫‪014‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اختبار العالقة السببية لـ انجل وج ار نجر)‪(Engle- Granger Test‬‬

‫‪912‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬صياغة نموذج أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫بطريقة المربعات الصغرى العادية‬

‫‪912‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬طريقة المربعات الصغرى ‪.OLS‬‬

‫‪991‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬صياغة النموذج القياسي ألثر تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على‬

‫الميزان التجاري‬

‫‪VI‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫‪992‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬تقدير النموذج باستخدام طريقة المربعات الصغرى ‪OLS‬‬

‫‪005‬‬ ‫خالصة الفصل الرابع‬

‫‪044-009‬‬ ‫الخاتمـــــــــــــــــــــــــــــــة العـــــــامة‬

‫‪025-046‬‬ ‫قائمة المراجع‬

‫‪......‬‬ ‫المالحق‬

‫‪VII‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫فـهــــــرس الجـــــــــــــداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫رقم الجدول‬

‫‪79‬‬ ‫حاالت الربح و الخسارة لخيارات الشراء و البيع لطرفي العقد عند‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫موعد التنفيذ‬

‫‪111‬‬ ‫حسابات ميزان المدفوعات‬ ‫(‪)1.9‬‬

‫‪119‬‬ ‫التوازن الحسابي لميزان المدفوعات‬ ‫(‪)9.9‬‬

‫‪169‬‬ ‫تطور سعر الصرف الرسمي للدينار مقابل الدوالر األمريكي‬


‫ّ‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫للفترة)‪)1222-1277‬‬

‫‪111‬‬ ‫تطور سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف الموازي للدينار‬


‫ّ‬ ‫(‪)9.1‬‬

‫مقابل الفرنك الفرنسي‬

‫‪112‬‬ ‫تطور سعر الصرف الدينار بالدوالر في الفترة( ‪)1221-1227‬‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪171‬‬ ‫تطور سعر الصرف الدينار مقابل الدوالر األمريكي في السوق‬


‫ّ‬ ‫(‪)7.1‬‬

‫الرسمي و السوق الموازي‬

‫‪179‬‬ ‫تطور سعر صرف الدينار مقابل الدوالر األمريكي للفترة (‪)9111-1221‬‬ ‫(‪)3.1‬‬

‫‪121‬‬ ‫تطور مؤشر ميزان المدفوعات (‪ 1229‬ـ ـ‪)1222‬‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪127‬‬ ‫تطور مؤشر االحتياطات الدولية (‪ 1271‬ـ‪)1221‬‬ ‫(‪)7.1‬‬

‫‪127‬‬ ‫تطور الميزان التجاري للجزائر خالل الفترة (‪)9119-1271‬‬ ‫(‪)2.1‬‬

‫‪121‬‬ ‫تطور الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة (‪)2013-9111‬‬ ‫(‪)2.1‬‬

‫‪VIII‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫‪127‬‬ ‫الصادرات السلعية و تنوع وجهات التصدير الجزائريةللفترة (‪)9119-9111‬‬ ‫(‪)11.1‬‬

‫‪121‬‬ ‫الواردات السلعية و تنوع وجهات اإلستيراد الجزائرية للفترة (‪)9119-9111‬‬ ‫(‪)11.1‬‬

‫‪122‬‬ ‫نسبة مساهمة التجارة الخارجية في الناتج المحلي اإلجمالي(‪)9111-1221‬‬ ‫(‪)19.1‬‬

‫‪917‬‬ ‫تطور حصيلة الصادرات خارج المحروقات تبعا لتطورات أسعار الصرف‬ ‫(‪)11.1‬‬

‫للفترة (‪)9111-1221‬‬

‫‪913‬‬ ‫نتائج اختبار ‪ ADF‬لكل سلسلة زمنية‬ ‫(‪)1.7‬‬

‫‪911‬‬ ‫إستق اررية السلسلة ‪BC‬‬ ‫(‪)9.7‬‬

‫‪917‬‬ ‫إستق اررية السلسلة ‪TCN‬‬ ‫(‪)1.7‬‬

‫‪912‬‬ ‫اختبار العالقة السببية بين سعر صرف و رصيد الميزان التجاري‪.‬‬ ‫(‪)7.7‬‬

‫‪992‬‬ ‫تقدير أثر تطور سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان‬ ‫نتائج‬ ‫(‪)3.7‬‬

‫التجاري خالل الفترة (‪.)9111-1221‬‬

‫‪911‬‬ ‫تقييم معلمات النموذج‬ ‫(‪) 1.7‬‬

‫‪917‬‬ ‫نتائج اختبار ‪Breusch-Pagan-Godfrey‬‬ ‫(‪)7.7‬‬

‫‪IX‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫فـهــــــرس األشـــــــــــــكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫رقم الشكل‬

‫‪91‬‬ ‫تحديد سعر الصرف في ظل نظام الرقابة على الصرف‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪91‬‬ ‫منحنيا الطلب على العملة وعرضها في السوق الحرة‬ ‫(‪)9.1‬‬

‫‪91‬‬ ‫الكميات المطلوبة والمعروضة من العملة األجنبية‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪11‬‬ ‫آلية التوازن في ظل سعر الصرف المرن‬ ‫(‪)7.1‬‬

‫‪71‬‬ ‫آثار التضخم على تغيرات سعر الصرف‬ ‫(‪)3.1‬‬

‫‪77‬‬ ‫أثر تغير سعر الفائدة على سعر الصرف‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪76‬‬ ‫منحنى الطلب على العملة األجنبية‪.‬‬ ‫(‪)7.1‬‬

‫‪72‬‬ ‫منحنى عرض العملة األجنبية‬ ‫(‪)2.1‬‬

‫‪72‬‬ ‫توازن سوق الصرف‬ ‫(‪)2.1‬‬

‫‪21‬‬ ‫انتقال منحنى الطلب على العملة األجنبية‬ ‫(‪)11.1‬‬

‫‪21‬‬ ‫انتقال منحنى عرض العملة‬ ‫(‪)11.1‬‬

‫‪21‬‬ ‫تعديل الميزان التجاري بتخفيض قيمة العملة‬ ‫(‪)19.1‬‬

‫‪197‬‬ ‫العالقة بين سعر الصرف و الميزان التجاري‬ ‫(‪)1.9‬‬

‫‪111‬‬ ‫معدل الصرف والعرض والطلب على الصادرات‬ ‫(‪)9.9‬‬

‫‪111‬‬ ‫معدل الصرف و العرض والطلب على الواردات‬ ‫(‪)1.9‬‬

‫‪171‬‬ ‫تأثير تخفيض قيمة العملة على الميزان التجاري‬ ‫(‪)7.9‬‬

‫‪157‬‬ ‫تخفيض سعر العملة و رصيد الميزان التجاري‬ ‫(‪)3.9‬‬

‫‪X‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫‪113‬‬ ‫تمويل العمليات التجارية من سوق الصرف الموازي والرسمي‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪121‬‬ ‫تطور الصادرات والواردات الجزائرية (‪)9111-9111‬‬ ‫(‪)9.1‬‬

‫‪129‬‬ ‫تطور معدل التغطية خالل الفترة (‪)9111-1271‬‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪123‬‬ ‫نسب الصادرات السلعية الجزائرية لمختلف وجهات التصديرللفترة‬ ‫(‪)7.1‬‬

‫(‪)9119-9111‬‬

‫‪127‬‬ ‫نسب الواردات السلعية الجزائرية لمختلف وجهات االستيراد‬ ‫(‪)3.1‬‬

‫للفترة(‪)9119-9111‬‬

‫‪911‬‬ ‫درجة انفتاح االقتصاد الجزائري لفترة (‪)9111-1221‬‬ ‫(‪)1.1‬‬

‫‪997‬‬ ‫رسم بياني من مخرجات ‪ EVIEWSE‬لتطور سعر الصرف‬ ‫(‪)1.7‬‬

‫االسمي للدينار الجزائري من ‪.9111-1221‬‬

‫‪993‬‬ ‫تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري‬ ‫(‪)9.7‬‬

‫‪991‬‬ ‫رسم بياني من مخرجات ‪ EVIEWSE‬لتطور أسعار البترول في‬ ‫(‪)1.7‬‬

‫الفترة ‪.9111-1221‬‬

‫‪997‬‬ ‫تطور كل من رصيد الميزان التجاري و سعر الصرف األجنبي و أسعار‬ ‫(‪)7.7‬‬

‫البترول‬

‫‪919‬‬ ‫توضيح القيم الجدولية لالرتباط الذاتي‬ ‫(‪)4.5‬‬

‫‪911‬‬ ‫نتائج اختبار جاك بي ار‬ ‫(‪)6.7‬‬

‫‪913‬‬ ‫منحنى القيم المقدرة و الفعلية للنموذج خالل الفترة (‪)9111-1221‬‬ ‫(‪)7.7‬‬

‫‪XI‬‬
‫الـفهــــــــــــــــــــارس‪..................................................‬‬

‫فهرس المالحــــــق‬

‫عنـــوان الملـــــحــق‬ ‫الرقم‬

‫البيانات المستخدمة في الدراسة‬ ‫(‪)21‬‬

‫نتائج إستق اررية السلسلة ‪BC‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫نتائج إستق اررية السلسلة ‪TCN‬‬ ‫(‪)20‬‬

‫نتائج تقدير النموذج‬ ‫(‪)24‬‬

‫اختبار عدم تجانس الخطأ (اختبار‪Breusch-Pagan-‬‬ ‫(‪)22‬‬

‫‪)Godfrey‬‬

‫دالة االرتباط الذاتي للبواقي‬ ‫(‪)26‬‬

‫دالة االرتباط الذاتي لمربعات للبواقي‬ ‫(‪)25‬‬

‫جدول توزيع فيشر‪F‬‬ ‫(‪)24‬‬

‫جدول توزيع ستودنت‪T‬‬ ‫(‪)29‬‬

‫جدول كاي تربيع‪x²‬‬ ‫(‪)12‬‬

‫جدول داربن وتسون‬ ‫(‪)11‬‬

‫‪XII‬‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫لقد أدى تطور العالقات االقتصادية الدولية إلى تداخل مصالح الدول واتساع المبادالت التجارية بين‬

‫مختلف أنحاء العالم مما أى إلى إحداث اختالل في موازين مدفوعات الدول‪ ،‬ولسعر الصرف أهمية كبيرة‬

‫لدى كل االقتصاديات العالمية كونه يؤثر على المتغيرات االقتصادية الكلية ‪ ،‬باإلضافة إلى تأثيره على حجم‬

‫التجارة الخارجية و بالتالي على وضعية الميزان التجاري للدولة‪ ،‬حيث تعتبر سياسة سعر الصرف من أهم‬

‫أدوات السياسة النقدية الفعالة لحماية االقتصاد الوطني من الصدمات الخارجية التي يمكن أن تتعرض لها‪،‬‬

‫إذ أصبحت الموضوعات التي تهتم بدراسة و مناقشة آثار تقلبات أسعار الصرف في مستوى النشاطات‬

‫االقتصادية (ال سيما التجارة) واحدة من الحقول التي استقطبت أنظار اقتصاديين كثر‪ ،‬الذين أدركوا المخاطر‬

‫الناجمة عن تقلبات سعر الصرف خاصة فيما يتعلق بنشاطات التصدير و اإلستيراد إذ أن تقلبات سعر‬

‫الصرف تضفي قد ار من المخاطر في تعامالت المصدرين في األسواق الخارجية و كذلك الحال بالنسبة‬

‫للمستوردين‪ ،‬ومنذ الخروج من نظام سعر الصرف الثابت وانتقال العديد من الدول النامية والمتقدمة نحو نظام‬

‫الصرف المرن واتجاه العديد من الدول النامية نحو سياسة تشجيع الصادرات أصبح الباحثون االقتصاديين‬

‫مهتمين بمناقشة العالقة بين تقلبات سعر الصرف و التجارة ‪ ،‬وتعتبر سياسة تخفيض قيمة العملة المحلية‬

‫من أهم سياسات التي تسعى إلى تحقيق التوازن الخارجي‪ ،‬وذلك من خالل رفع حجم الصادرات والحد من‬

‫الواردات‪ ،‬حيث قامت معظم الدول النامية باتخاذ جملة من اإلصالحات قصد مواكبة تطور االقتصاد‬

‫العالمي‪ ،‬حيث لجـأت إلى سياسة تخفيض قيمة عملتها المحلية كأداة لتصحيح الخلل في الميزان التجاري في‬

‫إطار توصيات صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية‪ ،‬كونها أحد برامج التكييف والتعديل الهيكلي‬

‫على اعتبار أنها السياسة األكثر فعالية في معالجة اإلختالالت الخارجية‪.‬‬

‫والجزائر كغيرها من الدول النامية قامت بالعديد من التخفيضات في قيمة الدينار الجزائري محاولة في ذلك‬

‫الخروج من االقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق‪ ،‬واعطاء دفعة قوية لالقتصاد الوطني من خالل استراتيجية‬

‫‌أ‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫زيادة الصادرات والتخفيض من قيمة الواردات من أجل إعادة التوازن للميزان التجاري للدولة‪ ،‬إذ يقيس هذا‬

‫األخير الفجوة بين الصادرات والواردات‪ ،‬وهي فجوة تحتمل ثالث صور ممكنة الفائض‪ ،‬العجز والتوازن‬

‫وتراجع الميزان التجاري يعكس إما تراجع التصدير أو زيادة االستيراد‪ ،‬وفي حالة الجزائر زادت الواردات‬

‫وتراجعت الصادرات في وقت واحد‪ ،‬حيث أن الجزائر وقعت في مصيدة هي سعر صرف العملة الوطنية لقاء‬

‫العمالت التي تقيم بها أسعار الوردات والصادرات‪ ،‬فالبلد المصدر يستفيد من عملة ضعيفة ألنه يبيع بسعر‬

‫أرخص والبلد المستورد يستفيد من عملة قوية ألنه يشتري بسعر أرخص أما أن تنخفض عملة دولة ال قدرات‬

‫تصديرية لها بعملة االستيراد (األورو في حالة الجزائر) فهذا يعكس خلال هيكليا في السياسة االقتصادية‬

‫للدولة‪ ،‬ومن بين الجوانب التي حظيت باهتمام كبير من قبل السلطات النقدية هو العمل على اكساب العملة‬

‫المحلية قيمتها الحقيقية من خالل تبني خطوات تدريجية لتحرير سعر صرف الدينار الجزائري‪.‬‬

‫تزخر الجزائر بثروات طبيعية عديدة على رأسها النفط الذي يعتبر مورد استراتيجي لها‪ ،‬والذي يعد‬

‫السبيل الوحيد لتواجدها في األسواق العالمية بنسبة صادرات تقدر بـ ـ ‪ %89‬من إجمالي الصادرات في مقابل‬

‫حوالي ‪ %05‬من الواردات المتأتية من أوروبا‪ ،‬وهيكل التجارة الخارجية الجزائرية يجعل منها رهينة للصدمات‬

‫الخارجية‪ ،‬و التي تنتج أساسا من تقلبات أسعار النفط نتيجة تأثيرها على حصيلة الصادرات‪ ،‬وفي ظل هذا‬

‫الواقع تبقى الجزائر رهينة تقلبات سعر صرف الدينار مقابل الدوالر و الذي يتأثر برصيد الميزان التجاري‬

‫وميزان المدفوعات بصورة عامة‪ ،‬كما أن تتبع سلوك السوق الجزائرية يكشف أن موضوع التجارة الخارجية‬

‫يتجاوز الظرف إلى الحالة‪ ،‬ويعني ذلك أن المشكلة كامنة في قدرات االنتاج التي ال تسمح بتلبية الطلب‬

‫المحلي دون اللجوء لالستيراد و تكمن أيضا في قدرات التصدير المرتبطة أساسا بمتغير خارجي هو سعر‬

‫النفط ومتغير أساسي هو وضعية الحقول المشرفة على النضوب‪ ،‬ويترتب على هذه الصعوبة اختيار سياسة‬

‫سعر الصرف المالئمة الواجب أ ن تتبعها الدولة حين تفكيرها في توسيع حجم تبادلها التجاري والتوجه نحو‬

‫اقتصاد أكثر انفتاحا على االقتصاديات الدولية‪.‬‬

‫‌ب‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫‪ -1‬إشكالية الدراســــة‪:‬‬

‫وبناءا على ما سبق يمكن صياغة اإلشكالية على النحو التالي‪:‬‬

‫ما هو أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري و ما هي سبل عالجها في الجزائر؟‬

‫و تندرج تحت هذه اإلشكالية األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬ما هي العوامل المحددة لتقلبات أسعار الصرف ؟‬

‫‪ -2‬ما هو أثر تخفيض سعر صرف الدينار على العجز في الميزان التجاري؟‬

‫‪ -3‬ما هي آليات معالجة تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري؟‬

‫‪ -2‬فرضيات الدراســـــة‪:‬‬

‫تقضي النظرية االقتصادية بأن تخفيض قيمة العملة يؤدي إلى تحسين الميزان التجاري من خالل زيادة‬

‫حجم الصادرات و تخفيض حجم الواردات في المدى الطويل‪ ،‬و عليه تفترض الدراسة مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬يؤدي تخفيض سعر صرف الدينار الجزائري في المدى الطويل إلى زيادة حجم الصادرات‬

‫وانخفاض حجم الواردات ومنه تحسين وضعية الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ -2‬بإمكان سياسة تخفيض قيمة العملة المحلية لوحدها من إزالة اختالل الميزان التجاري دون اللجوء إلى‬

‫إجراءات و سياسات تكميلية‪.‬‬

‫‪ -3‬أسباب اختيار موضوع الدراســـــــة‪:‬‬

‫ترجع أسباب اختيارنا لهذا الموضوع إلى جملة من الدوافع يمكن أن نوجزها فيمايلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬الميول الشخصي للدراسات ذات الطابع القياسي من أجل التعرف أكثر على األساليب الكمية المستخدمة في‬

‫هذا النوع من الدراسات‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية المعرفة الذاتية فيما يخص مواضيع االقتصاد النقدي والكلي و عالقتها بموضوع التجارة الدولية‪.‬‬

‫‌ج‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫ب‪ -‬أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪-‬أهمية الميزان التجاري كمؤشر رقمي للوضعية الخارجية و العالقات الخارجية للدول‪.‬‬

‫‪ -‬األهمية الكبيرة التي تحتلها سياسات أسعار الصرف في تخفيض العجز في الميزان التجاري ‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة آليات تنشيط الصادرات والواردات من خالل سياسات أسعار الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬معرفة السياسات األكثر مالءمة من أجل توسيع حجم التبادل التجاري و التوجه نحو اقتصاد مفتوح‪.‬‬

‫‪ -4‬أهداف الدراســــــة‪:‬‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬محاولة دراسة أثر سلوك سعر الصرف على توازن الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد مدى فعالية نظام أسعار الصرف المعتمدة في التخفيض من العجز في الميزان التجاري‪.‬‬

‫محاولة البحث عن الوسائل واآلليات للحد من اآلثار السلبية لتقلبات أسعار الصرف على الميزان التجاري‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬الوقوف على مشكلة ارتباط االقتصاد الجزائري بهيكل تصديري وحيد يجعل من االقتصاد الوطني رهينا‬

‫للظروف االقتصادية والسياسية التي تحدث في السوق العالمي‪.‬‬

‫‪ -0‬أهمية الدراســــــــة‪:‬‬

‫يعتبر سعر الصرف حلقة الوصل في العالقات االقتصادية الدولية ‪ ،‬كونه يمثل أهم العناصر األساسية‬

‫في توجيه كل المعامالت الخارجية للدول‪ ،‬فهو يعكس الوضع االقتصادي ألية دولة خارجيا وداخليا‪ ،‬حيث أن‬

‫استقرار سعر الصرف يعكس مدى سالمة األسس االقتصادية والسياسات المالية والنقدية المتبعة‬

‫وقدرتها على االستجابة للصدمات الخارجية التي يتعرض لها اقتصاد البلد‪ ،‬باإلضافة إلى كون سياسة سعر‬

‫الصرف خاصة سياسة التخفيض ال تزال محور النقاش بين االقتصاديين وأصحاب القرار لآلثار المترتبة‬

‫على تطبيق هذه السياسة‪ ،‬أما الميزان التجاري فتكمن أهميته في أنه المؤشر الرقمي للوضعية الخارجية‬

‫للدول‪ ،‬ومن أجل إبراز طبيعة العالقة بين تقلبات سعر الصرف والميزان التجاري في الجزائر قمنا باسقاط‬

‫‌د‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫الدراسة على وضعية االقتصاد الجزائري وخصوصيته كونه يعتمد على مورد وحيد أال وهو العائدات‬

‫البترولية‪ ،‬باإلضافة إلى اتباع الجزائر لسياسات االصالح االقتصادي والرامية إلى تحرير األسواق وانفتاحها‬

‫على الخارج مما يساعد على نقل األثر المالي للميزان التجاري‪.‬‬

‫ويتضح أكثر الغرض من هذه الدراسة من خالل إبراز تأثيرات التغيرات في سعر الصرف و أسعار‬

‫البترول على الميزان التجاري‪ ،‬كون الجازئر تعتمد على البترول كمورد استارتيجي لها ذلك من خالل صياغة‬

‫نموذج قياسي ألثر تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي على الميزان التجاري خالل‬

‫الفترة الممتدة من جانفي ‪ 1885‬على غاية ديسمبر ‪2513‬‬

‫‪ -6‬المنهج و األدوات المستخدمة في الدراســـــــة‪:‬‬

‫لقد اقتضت طبيعة البحث وخصوصيته االعتماد على المنهج التحليلي لدراسة وتحليل طبيعة العالقة‬

‫بين متغيرات الدراسة باإلضافة إلى المنهج اإلحصائي القياسي و الذي اعتمدناه في خالل الدراسة‬

‫القياسية‪ ،‬وتطلب التحليل استخدام تقارير واحصائيات صندوق النقد الدولي وتقارير بنك الجزائر باالعتماد‬

‫على برنامج ‪ Eviewse9‬إلسقاط الدراسة على االقتصاد الجزائري من خالل بناء نموذج قياسي لتحليل‬

‫أثر تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريكي على الميزان التجاري ‪.‬‬

‫‪ -7‬حدود الدراسة‪:‬‬

‫نهدف من خالل هذه الدراسة إلى قياس أثر تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر‬

‫األمريكي على الميزان التجاري‪ ،‬وقد حددت دراستنا في إطارين مكاني وزماني‪ ،‬فيما يخص اإلطار المكاني‬

‫تخص هذه الدراسة االقتصاد الجزائري‪ ،‬أما اإلطار الزماني فقد حددت الفترة ‪ ،2513-1885‬و لقد اعتمدنا‬

‫هذه الفترة كونها تتماشا مع سياسة االنفتاح على اقتصاد السوق و االندماج في االقتصاد العالمي‪ ،‬و كذا‬

‫تماشيا مع االصالحات المالية و المصرفية التي عرفها االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‌ه‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫‪ -8‬الــدراســـــــات الســابقة‪:‬‬

‫تتعدد الدراسات و األبحاث التي تناولت موضوع نمذجة سعر الصرف و التوازن الخارجي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة سمية زيرار وآخرون‪ ،‬بعنوان أثر سياسة سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري (‪-1771‬‬

‫المجلد ‪ ، 36‬العدد‪ ، 2009 ،52‬تناولت هذه الدراسة موضوع أثر‬


‫‪،)2114‬مجلة دراسات العلوم اإلدارية‪ّ ،‬‬

‫تغير سعر الصرف في الميزان التجاري الجزائري و الهدف من هذه الدراسة هو تقدير دالة الطلب األجنبي‬

‫على الصادرات والطلب المحلي على المستوردات ودالة الحساب الجاري باستخدام طريقة المربعات الصغرى‬

‫العادية والمستندة إلى اختبار التكامل المشترك‪ ،‬وتوصلت نتائج هذه الدراسة إلى أن الدخل المحلي والدخل‬

‫العالمي لم يكن لهما أي تأثير على الحساب الجاري‪ ،‬كما توصلت أيضا إلى أن تخفيض قيمة الدينار‬

‫الجزائري قد تعمل على زيادة كمية الصادرات وتحسين الحساب الجاري في األجل القصير فقط‪.‬‬

‫‪ -2‬دراسة اسماعيل بن قانة وعيسى بهدي‪ ،‬بعنوان قياس أثر اختالل سعر الصرف على متغيرات نموذج هيكلي‬

‫لالقتصاد الجزائري للفترة ‪ ،2112-1771‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬العدد ‪ .2511 ،11‬تهدف هذه‬

‫الدراسة إلى متابعة تطور سلوك سعر الصرف منذ ‪ 1895‬إلى غاية ‪ ،2512‬وذلك من خالل دراسة أثر ذلك‬

‫على متغيرات كلية لنموذج هيكلي لالقتصاد الجزائري‪ ،‬و التنبؤ بسلوكها من خالل إجراء المحاكاة على‬

‫المتغير لمعرفة تأثير انحرافه على باقي متغيرات النموذج‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة ‪ ،Marilyne Huchet-Bourdon Jane Korinek‬بعنوان تأثير تقلب سعر الصرف على التجارة الدولية‬

‫منظمة التنمية والتعاون االقتصادي‪ ،2511،‬تبحث هذه الدراسة في تأثير أسعار الصرف وتقلباتها على‬

‫التدفقات التجارية في الصين ومنطقة اليورو والواليات المتحدة في قطاعين هما الزراعة والتصنيع والتعدين‬

‫توصلت هذه الدراسة إلى أن لتقلبات الصرف على التدفقات التجارية تأثير سلبي على التجارة الدولية في كل‬

‫من قطاعي الصناعات التحويلية والتعدين والزراعة ولكن ال تفسر في مجملها بحث االختالالت التجارية في‬

‫‌و‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫البلدان الثالثة‪،‬كما توصلت إلى أن أن قيمة التجارة بين الواليات المتحدة والصين هو أكثر تضررا‪ ،‬كما أن‬

‫نتائج الدراسة القياسية توصلت إلى أن تأثير تقلبات سعر الصرف الحقيقي على الصادرات أكبر من تأثيره‬

‫على الواردات في المدى الطويل في جميع القطاعات ‪.‬‬

‫‪ -1‬دراسة ‪ Kanchana Senanayake‬و ‪ marasingha Appuhamilage‬و ‪ hmed Abdulhusain‬و ‪Ali‬‬

‫‪ Alhayky‬بعنوان "تأثير تحركات سعر الصرف على التجارة في كل من سريالنكا والصين(‪-1773‬‬

‫‪ ")2117‬مجلة دراسات التجارة الخارجية االقتصادية الصينية ‪ ،‬المجلد‪،2515،‬الصين‪.2515،‬‬

‫الغرض من هذه الدراسة القيام بدراسة تجريبية آلثار تحركات أسعار الصرف على األداء التجاري مع‬ ‫‪-‬‬

‫اإلشارة إلى العالقات التجارية في سريالنكا والصين خالل الفترة ‪ ،1993-2007‬حيث قامت هذه الدراسة‬

‫بالتحقق من شرط قيام التجارة بين كل من سريالنكا و الصين من خالل خطوتين‪ ،‬األولى هي التحقق في‬

‫تحركات سعر الصرف على الصادرات اإلجمالية و الواردات بين سريالنكا والصين باستخدام متغيرات مختارة‬

‫مثل تغي ارت سعر الصرف الحقيقي الثنائي‪ ،‬والتغير في الدخل‪ ،‬أما الثانية من خالل بناء نموذج االنحدار‬

‫باستخدام الصادرات و الواردات القطاعية بين سريالنكا و الصين‪ ،‬و توصلت هذه الدراسة إلى أن تغيرات‬

‫سعر الصرف الثنائية ال تلعب دو ار نشطا في التجارة‪ ،‬في حين أن التغييرات في نمو الدخل لها تأثير أقل في‬

‫تحديد إجمالي الصادرات والواردات بين البلدين‪ ،‬ويظهر تحليل البيانات أن التغيرات في سعر الصرف والدخل‬

‫لهما دو ار رئيسيا في تحديد الصادرات القطاعية والواردات بين سريالنكا والصين ‪،‬كما تشير نتائج الدراسة‬

‫أيضا إلى أن تحركات سعر الصرف بين هذين البلدين ال يكون لها آثار كبيرة على التجارة اإلجمالية فضال‬

‫عن التجارة القطاعية بين سريالنكا والصين‪.‬‬

‫‪،Muhammad Aftab Zaheer Abbas Farrukh Nawaz Kayani -0‬دراسة بعنوان "تأثير تقلبات سعر‬

‫الصرف على الصادرات في باكستان"‪ ،‬مجلة دراسات التجارة الخارجية االقتصادية الصينية (‪-2553‬‬

‫‪ ،)2515‬المجلد‪ ،2512،0‬تهدف هذه الدراسة إلى دراسة أثر تقلبات سعر الصرف على صادرات باكستان‬

‫‌ز‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫في الفترة ‪،2515-2553‬حيث استخدمت بيانات ربع سنوية باستخدام نماذج ‪ ، GRCH‬وتوصلت نتائج هذه‬

‫الدراسة إلى أن الصادرات في باكستان تتأثر سلبا بتقلبات سعر الصرف واألسعار النسبية‪ ،‬إال أنها تتأثر‬

‫إيجابيا بالدخل األجنبي ‪.‬‬

‫‪ -6‬دراسة سي محمد كمال‪ ،‬بعنوان" التقييم الكمي ألثر اليورو و الدوالر على التجارة الخارجية في‬

‫الجزائر"‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعةتلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2511-2513،‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى قياس األثر الكمي لعملتي الدوالر و اليورو على الصادرات و الورادات‬

‫الجزائرية ‪ ،‬و لتحقيق هذا الهدف استخدم دوال استجابة النبضة (‪ )IFR‬و مكونات التباين المقدرة بنمودج‬

‫‪ VAR‬خالل الفترة (‪ ،)2511-2552‬و توصل من خالل دراسته إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫للصدمات الخارجية أثر بالغ على التجارة الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬انخفاض الدوالر(سعر صرف األورو أمام الدوالر) له أثر إيجابي على الصادرات الجزائرية‬

‫‪ -‬انخفاض الدينار أمام األورو يرفع من فاتورة الواردات ومن ثم لها أثر سلبي على الواردات ‪.‬‬

‫‪ -‬وجود عالقة معنوية ألثر أسعار المواد الغدائية و التضخم و الشراكة األورو جزائرية على الواردات‪.‬‬

‫‪ -7‬هيكل و تقسيمات الدراسة‪:‬‬

‫لغرض اإلجابة على إشكالية الدراسة و اختبار الفرضيات قسمنا البحث إلى أربعة فصول‪ ،‬حيث تطرقنا‬

‫في الفصل األول ألساسيات حول أسعار الصرف حيث نعرض أوال أهم المفاهيم األساسية حول سعر‬

‫الصرف‪ ،‬و كذا العوامل المؤثرة فيه و مخاطر تقلباته ‪ ،‬كما تطرقنا ألسواق الصرف األجنبي و أهم‬

‫المتعاملين فيه و كذا طريقة عمل هذه األسواق‪ ،‬وختمنا الفصل بدراسة سياسات أسعار الصرف وأهدافها‬

‫و ذلك من خالل التطرق لسياستي رفع قيمة العملة الخارجية وتخفيض قيمة العملة ومدى مساهمتها في‬

‫تسوية العجز في الميزان التجاري‪.‬‬

‫‌ح‬
‫المقدمــــــــة العامة‪............................................................................................‬‬

‫أما الفصل الثاني فتطرقنا من خالله إلى دور سياسات سعر الصرف في معالجة الخلل في الميزان‬

‫التجاري من خالل دراسة هيكل من ميزان المدفوعات والميزان التجاري ‪ ،‬باإلضافة إلى تحليل أثر تقلبات‬

‫سعر الصرف على كل من الصادرات و الواردات‪ ،‬و ختمنا الفصل بدراسة عالقة سعر صرف كأداة لتسوية‬

‫الخلل بالميزان التجاري‪.‬‬

‫أما في الفصل الثالث فقد خصصناه لدراسة سياسة سعر صرف الدينار الج ازئري و كذا واقع الميزان‬

‫التجاري و ختمناه باستعراض مختلف اآلليات التي من شأنها الحد من تأثير تقلبات سعر الصرف على‬

‫الميزان التجاري الجزائري ‪.‬‬

‫وفي الفصل األخير و المتعلق بالجانب التطبيقي للدراسة حاولنا من خالله تقدير نموذج لدراسة العالقة‬

‫بين سعر صرف الدينار الجزائري و رصيد الميزان التجاري خالل الفترة جانفي ‪ 1885‬إلى غاية ديسمبر‬

‫‪ ، 2513‬من أجل معرفة مدى تأثر الميزان التجاري بتغيرات سعر صرف الدينار الجزائري من خالل صياغة‬

‫نموذج قياسي يضم متغيرات كل من سعر الصرف و أسعار البترول كمتغيرين مستقلين و رصيد الميزان‬

‫التجاري كمتغير تابع وذلك باستخدام طريقة المربعات الصغرى العادية ‪ OLS‬في التقدير من خالل برنامج‬

‫ال‪9‬ـ‪.Eviews‬‬

‫وفي األخير ختمنا دراستنا بخاتمة نوضح فيها أهم النتائج التي توصلنا إليها‪ ،‬وأهم التوصيات المقترحة‪.‬‬

‫‌ط‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطار النظري و المفاهيمي‬


‫لسعر الصرف‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫إن تشابك العالقات االقتصادية والنشاط التجاري بين دول العالم المختلفة والتي لكل منها عملة وطنية‬

‫مختلفة أدى إلى وجود ما يسمى بسعر الصرف األجنبي‪ ،‬حيث ترتب على تداخل مصالح الدول و اتساع‬

‫المبادالت التجارية‪ ،‬وقيام التبادل بين مختلف دول العالم القيام بعالقات دائنة ومدينة متبادلة ومن أهم‬

‫المشكالت التي تبرز في التبادل الدولي خاصة بعد اتجاه العديد من دول العالم إلى تعويم عمالتها هي‬

‫مشكلة العالقة بين العملة المحلية والعمالت األجنبية‪ ،‬وهو ما أدى إلى نشوء أسواق الصرف األجنبية حيث‬

‫تباع و تشترى العمالت‪ ،‬وعادة ما تتعرض عمالت األقطار المختلفة لتقلبات وتغيرات مستمرة نتيجة تشابك‬

‫عوامل عديدة تنجر عنها مخاطر في المعامالت االقتصادية الدولية‪ ،‬فيصعب على المتعاملين االقتصاديين‬

‫في كثير من األحيان تفاديها أو تغطيتها مما يتسبب في حدوث خسائر كبيرة‪.‬‬

‫ومن هنا تظهر أهمية دراسة سعر الصرف و كل تأثيراته المختلفة على االقتصاد الوطني كونه يؤثر على كل‬

‫المتغيرات االقتصادية الكلية وحجم التجارة الخارجية وبالتالي على وضعية الميزان التجاري وميزان‬

‫المدفوعات‪.‬‬

‫ويأتي هذا الفصل من الموضوع ليغطي القسم األول من الجانب النظري للدراسة وذلك من خالل تقديم‬

‫أساسيات حول أسعار الصرف من خالل المباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم حول سعر الصرف‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في أسعار الصرف و مخاطر تقلباته‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أسواق الصرف األجنبي‬

‫المبحث الرابع‪ :‬سياسات أسعار الصرف و أهدافها‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫المبحث األول‪ :‬مفاهيم حول سعر الصرف‬

‫يعتبر سعر الصرف من أهم المتغيرات االقتصادية التي تؤثر على مجال المعامالت االقتصادية‬

‫الدولية‪ ،‬إذ يعكس العالقات المترابطة بين االقتصاديات الدولية كما يعبر عن المكانة االقتصادية للدول‬

‫ويتم تحديد سعر الصرف كأي سلعة وفقا لقوى السوق (العرض و الطلب) في سوق الصرف بداللة نظام‬

‫الصرف المعتمد من األنظمة المتعارف عليها ‪ ،‬ولقد تعددت النظريات المفسرة لتغيرات سعر الصرف تبعا‬

‫لتعدد أنظمته‪ ،‬دون أن تستطيع إعطاء تفسير دقيق و محدد لهذا التغير‪ ،‬وذلك الرتباط سعر الصرف بالعديد‬

‫من العوامل كالتضخم و أسعار الفائدة قد تتسبب في خسائر كبيرة للصرف‪ ،‬مما استوجب اللجوء إلى‬

‫مجموعة من التقنيات لتجنب هذه المخاطر و تأثيراتها على المبادالت التجارية‪ ،‬وبالتالي على االقتصاد‬

‫الوطني للدول الذي يتأثر مباشرة بمختلف التقلبات من خالل أسعار الصادرات و الواردات في صورة الميزان‬

‫التجاري مما ينعكس على التنمية في هذه الدول‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية سعر الصرف‬

‫إن قيام التجارة الدولية وتزايد عمليات التبادل التجاري بين الدول عن طريق التصدير و اإلستراد استوجب‬

‫وجود نسبة تبادل بين عملتي الدولتين‪،‬أو وجود ثمن لعملة كل دولة مقومة بغيرها من العمالت وذلك من أجل‬

‫تقدير أسعار السلع و الخدمات في كل دولة ‪ ،‬و هذا الثمن يسمى بسعر الصرف األجنبي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سعر الصرف‬

‫يعرف سعر الصرف األجنبي بأنه السعر الذي يتم من خالله مبادلة عملة بأخرى‪ ،1‬نستنتج من هذا‬

‫التعريف أن تسوية المعامالت الدولية تقتضي وجود أداة للتسوية‪ ،‬فاقتناء سلعة معينة من دولة ما ال يتم دفع‬

‫قيمتها بالعملة المحلية‪ ،‬بل يتطلب تحديد نسبة الوحدات بالعملة المحلية إلى العمالت األجنبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫السيد محمد أحمد السربيتي ‪،‬التجارة الخارجية‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪،9002،‬ص‪.942‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫والمالحظ من هذا التعريف أنه ركز على كون سعر الصرف أداة مبادلة و أداة للتسوية بين المبادالت‬

‫الدولية‪ ،‬و أهمل جانب كونه أداة للربط بين االقتصاديات الدولية‪ ،‬و يعرف أيضا على أنه "قيمة الوحدة‬

‫الواحدة من العملة األجنبية مقدرة بوحدات العملة الوطنية" ‪ ،1‬كما يمكن أن نعرفة بطريقة عكسية على‬

‫أنه‪":‬قيمة وحدة واحدة من عملة وطنية مقابل وحدات من عملة أجنبية "‪ ،‬نالحظ أن التعريف الثاني أضاف‬

‫لألول أن سعر الصرف يعتبر أداة ربط بين االقتصاد المحلي و باقي االقتصاديات الدولية ‪.‬‬

‫نستنتج من هذين التعريفين أنهما رك از على كون سعر الصرف أداة ربط بين االقتصاد المحلي و باقي‬

‫االقتصاديات‪ ،‬و تسوية للمعامالت بين دول العالم و أهمال عالقته بأسعار السلع و الخدمات لتأثيره على‬

‫القطاعات االقتصادية كونه و سيلة للتأثير على ربحية الصناعات التصديرية و تكلفة الموارد المستورد‪.‬‬

‫إضافة للتعريفات السابقة لسعر الصرف يمكن أن نقدم التعريف التالي‪ :‬هو أداة ربط بين اقتصاد مفتوح‬

‫وباقي اقتصاديات العالم من خالل معرفة التكاليف واألسعار الدولية‪ ،‬وبذلك يقوم هذا األخير بتسهيل‬

‫المعامالت الدولية المختلفة وطرق تسويقها ‪.‬‬

‫وتتغير أسعار الصرف يوميا استجابة لتغيرات في ظروف العرض و الطلب في أسواق الصرف وما‬

‫يمكن استنباطه من مفهوم سعر الصرف أنه يشمل على أربعة عناصر هامة هي‪:‬‬

‫‪ -‬العملية‪ :‬و هي تحويل عملة بلد ما إلى عملة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬المكان‪ :‬يقصد به سوق الصرف‪.‬‬

‫الهدف‪ :‬و هو تسوية المدفوعات الدولية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫السعر‪ :‬و هو عالقة التحويل الذي من خالله يمكن الحصول على العملة األجنبية مقابل العملة المحلية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫نالحظ أن سعر الصرف يتحدد شأنه شأن أي سعر آخر في االقتصاد بتفاعل قوى العرض والطلب‪ ،‬إال‬

‫أنه ينفرد بأهمية خاصة تميزه عن سائر األسعار في االقتصاد المحلي‪ ،‬إذ يترتب على تغير هذا السعر‪ ،‬تغير‬

‫‪1‬‬
‫محمد كمال خليل الحمزاوي‪ ،‬سوق الصرف األجنبي"ماهيتة‪،‬مدركاته األساسية‪،‬تطوره" ‪،‬منشأة المعارف‪،‬مصر ‪،9004،‬ص‪.71‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫كل األسعار و األجور‪ ،‬و كل المتغيرات االقتصادية األخرى الجزئية منها و الكلية إزاء العالم الخارجي‪ ،‬أي‬

‫تغيير األسعار للبلد المعني على المستوى الدولي ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أساليب تسعير العمالت‬

‫يوجد طريقتان لتسعير العمالت األجنبية هما‪:‬‬

‫الطريقة األولى‪ :‬طريقة التسعير المباشر‪Direct Quote :‬‬

‫تبين هذه الطريقة عدد الوحدات من العملة الوطنية الواجب دفعها لشراء وحدة واحدة من العملة األجنبية‬

‫مبلغها ثابت تسمى بعملة األساس‪.1‬‬

‫الطريقة الثانية‪ :‬طريقة التسعير غير المباشر‪Indirect Quote:‬‬

‫وتبين هذه الطريقة عدد الوحدات من العملة األجنبية التي تشترى مقابل وحدة واحدة من العملة الوطنية‬

‫والتي تعتبر في هذه الحالة هي المبلغ الثابت (عملة األساس) في حين العملة األجنبية تمثل المبلغ المتغير‪.‬‬

‫نجد أن المتعاملون في أوروبا يستخدمون الطريقة المباشرة أما في لندن فتستخدم الطريقة غير المباشرة‬

‫في حين نجد أن الواليات المتحدة األمريكية تستخدم الطريقتين معا‪ ،‬فإذا كان البنك يتعامل مع عميل داخل‬

‫الواليات المتحدة األمريكية فإنه يعتمد طريقة التسعير المباشر‪ ،‬أما إذا كان يتعامل مع بنوك من أوروبا عدا‬

‫إنجلت ار فيعتمد طريقة التسعير غير المباشر‪ ،2‬حيث أن معظم دول العالم تستعمل طريقة التسعير غير‬

‫المباشر في تسعير العمالت بما في ذلك الجزائر‪ ،‬حيث يقاس الدوالر االمريكي بعدد الوحدات من الدينار‬

‫الجزائري كمايلي‪:‬‬

‫‪ 7‬دوالر أمريكي =‪ 12.97‬دينار جزائري‬

‫الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ط‪ ،9009،9‬ص‪.722‬‬
‫‪1‬‬

‫مدحت صادق‪ ،‬النقود الدولية و عمليات الصرف األجنبي‪ ،‬دار غريب‪،‬مصر‪،7221،‬ص ص‪.797-791‬‬
‫‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫حيث يعرض المتعاملون في الصرف األجنبي سعرين لكل عملة ‪ ،‬سعر البيع و سعر الشراء و الفرق بين‬

‫السعرين هو هامش الربح الذي يحصل عليه المتعامل‪ ،‬ويمثل السعر األقل هو سعر الشراء و السعر األعلى‬

‫سعر البيع‪.‬‬

‫سعر الصرف المشتق‪Cross Rate :‬‬

‫يعتبر سعر الصرف مشتقا إذا لم تكن العملة الوطنية طرفا في عملية المبادلة ‪ ،‬و ذلك من خالل إيجاد‬

‫عالقة بين العملتين محل المبادلة بعملة ثالثة مشتركة كالدوالر مثال‪1،‬و تسمة األسعار المحسوبة بهذه‬

‫الطريقة باألسعار المتقاطعة‪ ،‬حيث يمكن حساب سعر عملة المبادلة انطالقا من سعر العمالت في المراكز‬

‫المالية ‪ 2 ،‬و المثال التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫‪ -‬في الجزائر ‪ 7‬دوالر أمريكي =‪ 12.97‬دينار جزائري‪.‬‬

‫‪ 7 -‬دوالر أمريكي = ‪ 0.72‬أورو‪.‬‬

‫انطالقا من هذه المعطياة يمكننا حساب سعر صرف الدينار الجزائري مقابل األورو‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫‪ 72.72‬دينار جزائري‪.‬‬ ‫‪ 7‬أورو =‬

‫تدهور هذه العملة يكون إذا كان سعرها في نهاية الفترة أقل من سعرها في بداية الفترة‪ ،‬و يمكن حساب‬

‫‪3‬‬
‫التحسن أو التدهور في قيمة عملة ما مقابل عملة أخرى في شكل معدل كمايلي‪:‬‬

‫‪c C t1  C t 0‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 100‬‬
‫‪c‬‬ ‫‪Ct0‬‬ ‫(‪.............................)7.7‬‬

‫حيث أن‪:‬‬

‫‪ : C‬يمثل التغير في سعر العملة‪.‬‬

‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.792‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫الطاهر لطرش مرجع سابق‪،‬ص‪.89‬‬
‫‪3‬‬
‫الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.88-89‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ : C‬سعر العملة مقابل عملة أخرى في نهاية الفترة‪.‬‬ ‫‪t1‬‬

‫‪ : C‬سعر العملة مقابل عملة أخرى في بداية الفترة‪.‬‬ ‫‪t0‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫في الجزائر‪ :‬في شهر جانفي ‪ 9079‬كان ‪ 7 :‬دوالر= ‪ 11.29‬دج‪.‬‬

‫وفي شهر أكتوبر‪ 7 :‬دوالر = ‪ 77.94‬دج‪.‬‬

‫‪c‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪ Ct0‬‬


‫‪‬‬ ‫‪t1‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪c‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪t0‬‬

‫ومعنى هذا أن قيمة الدوالر األمريكي مقابل الدينار الجزائري زادت بمقدار ‪ ، %4.97‬وهذا خالل الفترة‬

‫جانفي ‪ 9079‬إلى غاية أكتوبر ‪ ،9079‬معنى هذا أن الدينار الجزائري قد انخفض بنفس النسبة أمام الدوالر‬

‫األمريكي خالل هذه الفترة‪ ،‬والعكس صحيح في حالة ارتفاع قيمة الدينار مقابل الدوالر األمريكي‪ ،‬وهذا ما‬

‫سنوضحه من خالل مايلي‪:‬‬

‫في الجزائر‪ :‬في شهر سبتمير ‪ 9079‬كان ‪ 7 :‬دوالر= ‪ 77.12‬دج‪.‬‬

‫وفي شهر ديسمبر‪ 9079‬كان‪ 7 :‬دوالر = ‪ 17.21‬دج‪.‬‬

‫‪c‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪ Ct0‬‬


‫‪‬‬ ‫‪t1‬‬
‫‪ 100‬‬
‫‪c‬‬ ‫‪C‬‬ ‫‪t0‬‬

‫ومعنى هذا أن قيمة الدوالر األمريكي مقابل الدينار الجزائري انخفضت بمقدار ‪ ، %9.20‬وهذا خالل‬

‫الفترة سبتمبر ‪ 9079‬إلى غاية ديسمبر ‪ ،9079‬معنى هذا أن قيمة الدينار الجزائري قد ارتفعت بنفس النسبة‬

‫خالل هذه الفترة أمام الدوالر األمريكي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -2‬الوظيفة التطويرية‪ :‬يستخدم سعر الصرف في تطوير صادرات معينة إلى مناطق معينة من خالل دوره‬

‫في تشجيع الصادرات‪ ،‬كما يؤدي إلى تعطيل فروع صناعية و تعويضها بالواردات التي تكون أسعارها في‬

‫األسواق العالمية أقل من أسعارها في األسواق المحلية‪ ،‬حيث أن سعر الصرف يؤثر على التركيب السلعي‬

‫والجغرافي في التجارة الخارجية للبلد‪ ،‬وكمثال عن ذلك فحين ارتفع سعر صرف الدوالر األمريكي مقابل الين‬

‫الياباني زاد اقبال األمريكيين على شراء السيارات اليابانية‪.‬‬

‫‪ -3‬الوظيفة التوزيعية‪ :‬يمارس سعر الصرف الوظيفة التوزيعية على مستوى االقتصاد الدولي نتيجة ارتباطهه‬

‫بالتجارة الخارجية‪ ،‬حيث تقوم هذه األخيهرة بإعهادة توزيهع الهدخل القهومي العهالمي و الثهروات الطبيعيهة بهين دول‬

‫العالم‪ ،‬وكمثال عن ذلهك ففهي حالهة إرتفهاع القيمهة الخارجيهة للهدوالر األمريكهي مقابهل الهين اليابهاني ‪ ،‬وبهإفتراض‬

‫أن اليابان تستورد الحبوب من الواليات المتحدة األمريكية ففي هذه الحالة ستضطر اليابان من دفع زيادة في‬

‫الدوالرات على استراداتها بسبب اإلرتفاع في قيمة الدوالر مقابل الهين ‪ ،‬مها يهؤثر بهدوره علهى إحتياطهات اليابهان‬

‫م ههن ال ههدوالر األمريك ههي ف ههي ح ههين ترتف ههع اإلحتياط ههات األمريكي ههة م ههن ال ههدوالر‪ ،‬وينطب ههق ذل ههك أيض هها ف ههي حال ههة‬

‫انخفاض قيمة الدوالر األمريكي مقابل الين الياباني‪ ،‬إذن فإن عملية تخفيض أو زيهادة القيمهة الخارجيهة للعملهة‬

‫أي التغيههر فههي سههعر ص هرفها سههيؤثر علههى حجههم اإلحتيههاطي الموجههود بهيئههة رصههيد لههدى البنههوك المركزيههة فههي‬

‫البلدان األخرى‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أشكال سعر الصرف‬

‫يتحدد سعر الصرف أي عملة في سوق الصرف األجنبي وفقا لقوى العرض و الطلب على العمالت‬

‫فالطلب على الصادرات الجزائرية يقابله طلب على الدينار الجزائري‪ ،‬ويعني أيضا عرض للعمالت األجنبية‬

‫كما يكون في بعض األحيان تدخالت للسلطات النقدية في تحديد سعر الصرف المناسب لكافة العمالت‬

‫األجنبية بما يحقق أهدافها ‪ ،‬ومن بين أشكال سعر الصرف نذكر‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫أوال‪ :‬سعر الصرف اإلسمي ‪Taux de Change Nominal‬‬

‫يعرف سعر الصرف اإلسمي على أنه سعر عملة أجنبية بداللة وحدات عملة محلية أو العكس‪ ،‬أي سعر‬

‫عملة محلية بداللة وحدات من العملة األجنبية‪ ،1‬نالحظ من هذا التعريف أهمل جانب القوة الشرائية للعملة‪.‬‬

‫يتم تحديد سعر الصرف اإلسمي تبعا لقوى العرض و الطلب في سوق الصرف في لحظة زمنية معينة‬

‫وبداللة نظام الصرف المعتمد في البلد‪ ،‬و ينقسم سعر الصرف اإلسمي إلى سعر الصرف الرسمي‬

‫وه و السعر المعمول به فيما يخص المبادالت الجارية الرسمية‪ ،‬و سعر الصرف المعمول به في األسواق‬

‫الموازية‪ ،‬بمعنى أ نه يمكن أن يوجد أكثر من سعر صرف إسمي في نفس الوقت لنفس العملة و في بلد‬

‫‪2‬‬
‫واحد‪.‬‬

‫نسههتنتج أن سههعر الصههرف اإلسههمي ال يأخههذ بعههين اإلعتبههار معههدالت التضههخم للههدول‪ ،‬ونتيجههة إلهمالههه هههذا‬

‫األخيههر فهههو إذن ال يبههين حقيقههة العملههة ‪ ،‬و ال يعتبههر معيههار يعتمههد عليههه لقيههاس تنافسههية الههدول فههي األس هواق‬

‫الخارجية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬سعر الصرف الحقيقي ‪Taux de Change Réel‬‬

‫سعر الصرف الحقيقي هو السعر الذي يمنح العملة المحلية قيمتها الحقيقية ‪ ،‬فههو يعبهر عهن الوحهدات مهن‬

‫السلع األجنبية الالزمة لشراء وحدة واحهدة مهن السهلع المحليهة ‪ ،3‬إذ يقهيس قهدرة البلهد علهى المنافسهة كمها يسهاهم‬

‫‪4‬‬
‫في عملية إتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫كمهها أن سههعر الصههرف الحقيقههي يقههيس معههدل التضههخم فههي البلههد‪ ،‬حيههث كلمهها كههان الفههرق بههين سههعر الصههرف‬

‫‪5‬‬
‫الحقيقي و سعر الصرف اإلسمي قليل كلما كان معدل التضخم منخفض‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلقاسم العباس‪ ،‬سياسات أسعار الصرف ‪ ،‬سلسلة دورية تعني بقضايا التنمية في األقطار العربية‪ ،‬العدد ‪ ،،99‬الكويت‪ ،‬نوفمبر ‪، 9009‬ص‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية "دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،9009،‬ص‪.709‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.701‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫‪Hervé Joly et d'autres, Le Taux de Change Réel D'équilibre Une introduction, Ministere de L’economie et des Finances,PARIS ,1996,p4.‬‬

‫‪5‬صالح الدين حامد‪ ،‬أسعار صرف العمالت‪ ،‬مجلة إضاءات مالية و مصرفية ‪،‬معهد الدراسات المصرفية‪،‬العدد‪ ،79‬الكويت‪ ،2011،‬ص‪.9‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫نس ههتنتج أن سه ههعر الصه ههرف الحقيقه ههي ههههو السه ههعر اله ههذي يبه ههرز الق ههوة الش ه هرائية للعملهههة‪ ،‬و يفيهههد المتعه ههاملين‬

‫االقتصاديين في اتخاذ ق ارراتهم‪.‬‬

‫فمثال‪ :‬إذا ارتفعت مداخيل الصادرات لدولة ما تزامنا مع ارتفاع تكاليف إنتاج المواد المصدرة بنفس المعدل‬

‫فهذا ال يؤدي إلى ضرورة التفكير في زيادة القدرة التصديرية للبلد‪ ،‬كون االرتفاع الحاصل في العوائد‬

‫التصديرية لم ينعكس إيجابا على أرباح المصدرين حتى و إن ارتفعت مداخيلهم اإلسمية بنسبة مرتفعة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويتم حساب سعر الصرف الحقيقي وفق المعادلة التالية‪:‬‬

‫‪TCR=TCN.P*/P‬‬ ‫(‪........................)7.9‬‬

‫‪ :TCR‬سعر الصرف الحقيقي يعكس األسعار األجنبية بداللة األسعار المحلية‪.‬‬

‫‪ :P‬مستوى األسعار في البلد المحلي‪.‬‬

‫*‪ :P‬مستوى األسعار في البلد األجنبي‪.‬‬

‫‪ :TCN‬سعر الصرف اإلسمي‪.‬‬

‫فكلما ارتفع سعر الصرف الحقيقهي كلمها زادت القهدرة التنافسهية للبلهد المحلهي‪ ،‬ألن سهعر الصهرف الحقيقهي‬

‫للعملة المحلية مقابل العملة األجنبية يعكس الفرق بين القوة الشرائية في البلد األجنبي و البلد المحلي‪.‬‬

‫إن اتجاه وميل مؤشر سعر الصرف الحقيقي نحو االرتفاع يؤدي إلى ضعف القدرة التنافسية للسلع‬

‫المصدرة من حيث األسعار‪ ،‬وبالمقابل فإن انخفاض هدا المؤشر يعتبر عامل إيجابي يؤدي إلى ارتفاع القدرة‬

‫التنافسية وبالتالي تشجيع الصادرات‪ ،‬لهذا فإن التجاهات هذا المؤشر الحقيقي للصرف أهمية كبيرة بالنسبة‬

‫لميزان المدفوعات وكذلك لتطورات ونمو األسواق السلعية والنقدية والمالية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫لزعر علي و آيت يحيى سمير‪ ،‬معدل الصرف الفعلي الحقيقي و تنافسية االقتصاد الجزائري‪،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد ‪،11‬جامعة ورقلة ‪،‬‬
‫الجزائر‪،2112،‬ص‪.01‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫بما أن مؤشرات سعر الصرف الحقيقي ناتجة عن عملية ترجيح أسعار الصرف الثنائية بين البلد المحلي‬

‫و أهم المتعاملين التجاريين ‪ ،‬فهي إذن تعبر عن القدرة الشرائية المرجحة للعملة نسبة إلى فترة أساس تسمح‬

‫بق ياس تأثير أسعار الصرف على ميزان المدفوعات ‪ ،‬ومعرفة مستوى القدرة التنافسية ألسعار الدولة‪ ،‬فارتفاع‬

‫هذا المؤشر يدل على إنخفاض القدرة التنافسية لألسعار و العكس صحيح‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬سعر الصرف الفعلي ‪Taux de Change Effectif‬‬

‫يعبر سعر الصرف الفعلي عن المؤشر الذي يقيس متوسط التغير في سعر صرف عملة ما بالنسبة لعدة‬

‫‪1‬‬
‫عمالت أخرى في فترة زمنية ما‪ ،‬أي أن سعر الصرف الفعلي يساوي متوسط عدة أسعار صرف ثنائية‪.‬‬

‫يدل سعر الصرف الفعلي على مدى تحسن أو تطور عملة بلد ما بالنسبة لسلة من العمالت خالل فترة‬

‫زمنية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬سعر الصرف الفعلي الحقيقي ‪Le Taux de Change Effectif Réel‬‬

‫هو سعر إسمي ألنه عبارة عن متوسط لعدة أسعار صرف ثنائية‪ ،‬وحتى يصبح هذا المؤشر ذو داللة‬

‫مالئمة من أجل قياس تنافسية البلد تجاه الخارج ال بد أن يخضع هذا المعدل إلى التصحيح من خالل إزالة‬

‫أثر تغيرات األسعار النسبية‪.2‬‬

‫نستنتج من هذا التعريف أن سعر الصرف الفعلي الحقيقي يقيس كيفية تغير سعر صرف بلد معين إتجاه‬

‫شركائه التجاريين‪ ،‬بالقياس إلى فترة أساس معينة‪ ،‬في حين حركات األسعار اإلسمية ال تشير إلى حدوث أي‬

‫تغيير في تنافسية سلع التصدير للبلد المعني‪.‬‬

‫لنفرض على سبيل المثال أن سعر الصرف اإلسمي لبلد معين قد بقي دون تغيير‪ ،‬لكن مستوى األسعار‬

‫في هذا البلد قد ارتفع اتجاه الشركاء التجاريين بالنسبة لفترة أساس معينة هذا يعني أن سلع تصدير البلد‬

‫‪1‬‬
‫‪J. Zambujal-Oliveira Miguel Faria e Castro, Mapping a country's competitive position: a real exchange rate approach, Studies in‬‬
‫‪Economics and Finance, Vol. 28 Iss 3,2011 ,p234.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحسن جليل الغالبي‪ ،‬سعر الصرف و إدارته في ظل الصدمات االقتصادية(نظرية و تطبيقات)‪،‬دار صفاء للنشروالتوزيع‪،‬األردن‪،9077،‬ص‪.99‬‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫سوف تصبح أغلى ثمنا بالقياس إلى أسعار سلع تصدير شركائه التجاريين‪ ،‬وتصبح عملة البلد مبالغ في‬

‫قيمتها مما يلقى ضغوطا على الميزان التجاري للدولة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬سعر الصرف التوازني‬

‫سعر الصرف التوازني هو السعر الذي تحدده قوى العرض و الطلب عند تساوي القيمة المطلوبة مع‬

‫القيمة المعروضة من إحدى العمالت بغض النظر عن أثر المضاربة و حركات رؤوس األموال غير العادية‬

‫فسعر الصرف التوازني مثل التوازن ألي سلعة من السلع المتداولة في األسواق الحرة في وجود المنافسة‬

‫التامة‪ ،‬ويكون هذا السعر متزامنا مع التوازن في ميزان المدفوعات‪ ،1‬نستنتج من هذا المفهوم أن سعر‬

‫الصرف التوازني هو سعر الصرف الذي يتسق مع التوازن الكلي كونه يمثل التوازن المستديم لميزان‬

‫المدفوعات‪.‬‬

‫والمالحظ هو أن الصدمات النقدية تؤثر على سعر الصرف الحقيقي وتبعده عن مستواه التوازني‬

‫باإلضافة إلى أن الصدمات الحقيقية تؤثر على المستوى التوازني ولهذا فمن الضروري تحديد هذا المستوى‬

‫التوازني و تفسير تغيراته‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬أهمية سعر الصرف‬

‫تبرز أهمية سعر الصرف من خالل مساهمته في تحقيق األهداف االقتصادية الكلية و التي تتمثل في‬

‫التوازن االقتصادي الداخلي و الخارجي‪ ،‬إذ يتمثل التوازن الداخلي في استقرار األسعار المحلية‪ ،‬إلى جانب‬

‫تحقيق مستوى من النمو االقتصادي ‪ ،‬في حين يتمثل التوازن الخارجي في توازن ميزان المدفوعات والذي‬

‫يظهر في مختلف المبادالت التجارية للدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلقاسم العباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1‬‬

‫‪12‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫إن دراسة سعر الصرف تهدف إلى البحث عن الوسائل و اإلجراءات التي من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق‬

‫‪1‬‬
‫االستقرار لسعر صرف العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية‪.‬‬

‫نستخلص أن لسعر الصرف دور هام في النشاطات اإلقتصادية الخارجية ألي دولة‪ ،‬سواء كان ذلك‬

‫نشاطا تجاريا أو استثماريا‪ ،‬فهو أداة وصل بين البلد المحلي والعالم الخارجي في المجال االقتصادي إضافة‬

‫إلى أن سعر الصرف يستخدم كمؤشر يقيس تنافسية البلد ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنظمة سعر الصرف‬

‫إن مسهألة اختيهار نظهام سهعر الصهرف تعتبهر مسهألة معقهدة وتخضهع للظهروف االقتصهادية بحيهث تخلهق‬

‫اتساقا بين سياسة سعر الصرف و باقي السياسات االقتصادية األخرى‪ ،‬ونجد أن الدول تتباين فيما بينها فهي‬

‫اختيار نظام سعرالصرف ‪ ،‬إذ يجب على أي متعامهل فهي التجهارة الخارجيهة معرفهة نظهام سهعر الصهرف السهائد‬

‫فههي بلههده‪ ،‬ذلههك أن نظههام سههعر الصههرف فههي البلههد هههو الههذي يحكههم سههعر الصههرف فيههه ‪ ،‬أي كههم تسههاوي العملههة‬

‫المحليههة بالنسههبة للعمههالت األخههرى كههون أن المسههتورد إذا كههان بلههده يطبههق نظههام سههعر الصههرف الثابههت عنههدها‬

‫يكون على ثقة أن ثمن السلعة المستوردة لن يتغير في األشهر القادمهة و العكهس صهحيح إذا كهان البلهد يطبهق‬

‫نظههام الصههرف المههرن‪ ،‬و بالتههالي نظههام سههعر الصههرف لههه تههأثير كبيههر علههى حجههم التجههارة الخارجيههة و تههدفقات‬

‫رؤوس األمه هوال حي ههث أص ههبحت دول الع ههالم جميع هها تبح ههث ع ههن نظ ههام ص ههرف مناس ههب لعمالته هها ‪ ،‬فمنه هها م ههن‬

‫اختارت البقاء علهى النظهام الثابهت للصهرف بهربط عملتهها بعملهة موثهوق بهها ‪ ،‬و بعهض الهدول ربطهت عمالتهها‬

‫بسهلة مكونهة مهن عمههالت شهركائها أو منافسهيها التجههاريين و عومتهه تجهاه بهاقي العمههالت ‪ ،‬و القلهة البقيهة وهههي‬

‫الدول المتقدمة تركت عمالتها تعوم في بحر االقتصاد الدولي ‪.‬‬

‫وقبل التطرق لترتيبات أنظمة الصرف يجب معرفة ما المقصود بنظام الصرف ؟‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬أثر تغير سعر الصرف على األسعار المحلية‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،9‬جامعة قسنطينة‪،‬الجزائر‪،9000،‬ص‪.70‬‬

‫‪13‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫نظام الصرف هو مجموعة من القواعد التي تحدد دور كل من السلطات النقدية و كل المتعاملين في سوق‬

‫‪2‬‬
‫الصرف‪ ، 1‬ويمثل اإلطار القانوني الذي يتحدد فيه سعر الصرف‪.‬‬

‫ويمكن صياغة التعريف التالي لنظام الصرف‪ :‬هو تلك الكيفية التي حددت على أساسها أسعار صرف‬

‫العمالت‪ ،‬وتحديد نظام سعر الصرف يكون باعتماد الحكومة على معيارين هما‪:‬المرونة في سعر الصرف‬

‫و القيود على استخدامها‪.‬‬

‫و يمكن التمييز بين عدد من التقسيمات في أنظمة أسعار الصرف ‪ ،‬ومن بين هذه التقسيمات‪:‬‬

‫‪ -‬نظام سعر الصرف الثابت‪.‬‬

‫‪ -‬نظام الرقابة على الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬نظام الصرف المرن‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام سعر الصرف الثابت‬

‫يقوم هذا النوع من أسعار الصرف على تدخل السلطات النقدية في تحديد سعر الصرف اإلسمي‬

‫والمحافظة عليه ‪ ،‬حيث تكون العالقة بين العمالت محددة إداريا و بطريقة نظرية باتفاق بين السلطات‬

‫النقدية لمختلف الدول على أساس معطيات اقتصادية وسياسية ‪ ،‬فالدولة تقوم بتثبيت عملتها على أساس‬

‫معين‪ ،3‬و ذلك دون أن تعطي أهمية كبيرة لقوى العرض و الطلب على العمالت األجنبية كما هو الحال‬

‫في نظام الصرف الحر‪ ،‬و في ظل ثبات أسعار الصرف تفرض الدولة رقابة على أسعار الصرف لتحقيق‬

‫‪4‬‬
‫التثبيت و بالتالي االستقرار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مجلة إضاءات ‪ ،‬أسعار صرف العمالت‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Michel Jura, Techniques Financiere Internationales, Dunod,Paris,2 eme Edition ,2003,p132.‬‬
‫‪3‬‬
‫مشهور هذلول بربور‪ ،‬العوامل المؤثرة على انتقال أسعار صرف العمالت االجنبية على مؤشر األسعار في األردن ‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات‬
‫نيل شهادة دكتوراه‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية و المصرفية‪ ،‬تخصص المصارف ‪ ،‬األردن‪ ،9007 ،‬ص‪.91‬‬
‫توفيق عبد الرحيم يوسف‪ ،‬اإلدارة المالية الدولية و التعامل بالعمالت األجنبية‪،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪،9070،‬ص‪.17‬‬
‫‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫نستنتج أنه في ظل نظام الصرف الثابت أن الزيادة في الطلب على العملة األجنبية ال تؤدي إلى زيادة‬

‫سعر الصرف ‪ ،‬ذلك كون التوازن يتحقق بشكل تلقائي في ظل هذا النظام‪.‬‬

‫في إطار سعر الصرف الثابت سنتطرق لنظامين هما‪( :‬سعر الصرف في ظل قاعدة الذهب وسعر الصرف‬

‫في ظل نظام بريتن وود)‪.‬‬

‫‪ -1‬سعر الصرف في ظل قاعدة الذهب‪:‬‬

‫وتمثل قاعدة الذهب الشكل األول و األساسي لنظام سعر الصرف الثابت الذي يعتمد في تحديد قيمة العملة‬

‫بالذهب مع المحافظة على قابلية تحويل العملة إلى ذهب و العكس‪ ،‬حيث كان سعر التثبيت يحدد بمقدار‬

‫من الذهب و كل دولة تربط عملتها الوطنية بوزن معين من الذهب مع احتفاظها بسعر ثابت للذهب بالنقد‬

‫الوطني ‪ ،‬غير أن ثبات سعر الصرف ال يتحقق إال في وجود شرطين‪:‬‬

‫الشرط األول‪ :‬أن يكون سعر شراء و بيع الذهب واحد في كل دولة‪.‬‬

‫أما الشرط الثاني ‪ :‬أن تكون حرية في انتقال الذهب بدون قيود‪.‬‬

‫و إلستحالة تحقيق هذين الشرطين فإنه يسمح بتحرك هذا السعر بحرية ضيقة جدا‪ ،‬و هو حدي دخول‬

‫و خروج الذهب من الدولة وفقا لقوى العرض و الطلب الخاصة بكل عملة من عمالت الدول األجنبية‬

‫(أي حسب تصدير واستراد الذهب) وهو ما يعرف ب "قواعد الذهب"‪.1‬‬

‫فمثال‪ :‬قبل عام ‪ 7274‬كان ‪0.99912 =FRF 7‬غ ذهب و ‪7.21= $7‬غ ذهب‪.‬‬

‫‪ ،‬أي أن‪FRF 1.77= $7 :‬‬ ‫سعر صرف الدوالر هو ‪:‬‬

‫أي أن سعر الصرف ال يتجاوز هذا السعر و ال يقل عنه إال في حدود ضيقة قدرت بنسبة ‪ %7‬إلجتياز‬

‫‪2‬‬
‫نفقات نقل الذهب وهي حدود تصدير و استراد الذهب‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زينب حسن عوض اهلل‪ ،‬اإلقتصاد الدولي " العالقات االقتصادية و النقدية و الدولية"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪، ،‬مصر‪،9004،‬ص‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫نوزاد عبد الرحمان الهيتي ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬دار المناهج للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪ ،9001،‬ص‪.17‬‬

‫‪15‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -1‬سعر الصرف المستخدم في ظل نظام بروتن وودز‬

‫مع تطور النظام النقدي الدولي وانعقاد اتفاقية بروتون وودز عام ‪ 7244‬في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫ارتبط ثبات سعر صرف العمالت األخرى بالدوالر األمريكي مع قابلية تحويل الدوالر إلى ذهب‪ ،‬فالدوالر‬

‫األمريكي كان عملة اإل حتياطي الرسمي و كان من أهم أهدافه هو ضمان تحقيق درجة أكبر من اإلستقرار‬

‫‪1‬‬
‫في أسعار الصرف‪.‬‬

‫حيث وضع صندوق النقد الدولي حد أقصى لتقلبات مختلف العمالت مقابل الدوالر و المتمثل بنسبة (‪%7‬‬

‫لألعلى و ‪ %7‬جهة االنخفاض)‪ ،‬و اليسمح للدول األعضاء بتعديل سعر صرفها بحدود ‪ %70‬دون رجوع‬

‫مسبق لصندوق النقد الدولي‪ ،‬مع ابالغ الصندوق بذلك التعديل‪ 2،‬و هو ما يطلق عليه بالتثبيت القابل‬

‫‪3‬‬
‫للتعديل‪ ،‬و الذي تلجأ إليه الدولة عندما تواجه خطر ما في مركزها الخارجي‪.‬‬

‫غير أن التثبيت بالنسبة إلى عملة واحدة وسط التقلبات العالمية ألسعار الصرف يعد مخاطرة للبلد ‪ ،‬إال إذا‬

‫قامت بتثبيت عملتها مع الدولة التي تعتبر الشريك التجاري األول لها‪ ،‬و للخروج من هذه المشكلة كان الحل‬

‫بربط العملة المحلية بسلة من العمالت‪ ،‬حيث يتم تقييم العملة المحلية بسلة من العمالت الرئيسية انطالقا من‬

‫عمالت الشركاء التجاريين األساسيين في الدولة‪ ،‬و إما باستعمال السلة الجاهزة من طرف ‪ FMI‬وهي‬

‫سلة‪ ( Special Drawing Right (SDR‬وحدة حقوق السحب الخاصة‪ ،‬والتي تم تقييمها على متوسط مرجح‬

‫للدوالر و الين و اليورو والجنيه اإلسترليني ‪ ،‬ويتم إعالن سعر الدوالر المعادل له ‪ SDR‬يوميا من قبل ‪FMI‬‬

‫‪4‬‬
‫حيث تقوم الدول المعنية بالتعديل في سعر عملتها بالدوالر لتحقيق سعر صرف ثابت بالنسبة ل ه ‪.SDR‬‬

‫‪1‬‬
‫مورد خاي كريانين‪ ،‬اإلقتصاد الدولي"مدخل السياسات"‪ ،‬ترجمة‪ :‬محمد ابراهيم منصور و مسعود عطية‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫‪،9001‬ص‪.979‬‬
‫‪2‬‬
‫مروان عطون ‪ ،‬أسعار العمالت‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪ ،7229 ،‬ص‪.77‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ephraim Clark et autres,Le Mangement des Risques Internationaux,Economica,paris,2001, p18.‬‬
‫‪4‬‬
‫هوشيار معروف‪ ، ،‬تحليل اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار جرير للنشر والتوزيع‪،‬األردن ‪،9002،‬ص‪.929‬‬

‫‪16‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫و لنظام سعر الصرف الثابت بعض النقائص و العيوب إلى جانب مزاياه التي حققها و فيمايلي سنذكر مزايا‬

‫و عيوب هذا النظام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المزايا‪ :‬من مزايا أنظمة الصرف الثابتة مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬يعمل سعر الصرف الثابت على تنشيط حركة التجارة الخارجية و االستثمار مع البلدان نفس منطقة العملة‪.‬‬

‫‪ -‬يعمل على تخفيف صدمات العرض المؤقتة‪ ،‬باستخدام االحتياطات النقدية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬يعمل على التقليل من الصدمات الخارجية على الدخل المحلي و األسعار‪.‬‬

‫‪ -‬في ظل سعر الصرف الثابت إذا كانت العمالت المكونة للسلة تمتاز بالثبات واإلستقرار ‪ ،‬فإن عملية الربط‬

‫بها تكسب سياسات الحكومة ثقة قوية ‪ ،‬كما يؤدي إلى زيادة ثقة بقية بلدان العالم في تعامالتهم التجارية‬

‫و الرأسمالية مع الدول المثبتة لسعر صرفها‪.‬‬

‫‪ -‬يوفر هذا النظام إمكانية التحكم في كمية النقود‪ ،‬ألن اإلصدار النقدي محدود بكمية الذهب‪ ،‬وهذا يمنع‬

‫حدوث تضخم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬سعر الصرف الثابت يحدث تغيرات في اقتصاد الدولة يمكن أن تحقق توازن تلقائي في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫و ما يمكن أن نستخلصه هو أن نظام سعر الصرف الثابت أكثر إيجابية في الدول ذات االقتصاد‬

‫واحدة‪.‬‬ ‫المحدود‪ ،‬حيث تكون عالقاتها االقتصادية الخارجية قليلة و هذا في حالة ربط العملة المحلية بعملة‬

‫ثانيا‪ :‬عيوب نظام سعر الصرف الثابت‪ :‬من عيوب هذا النظام مايلي‪:‬‬

‫‪ -‬في حالة الربط بعملة أجنبية وحيدة يمكن أن يتسبب في إضعاف عمل السلطات النقدية في عملية‬

‫الرقابة على النقد من خالل زيادة التدفقات الرأسمالية إلى الداخل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود حميدات‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،7222،‬ص‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد راتول‪ ،‬تحوالت الدينار واشكالية التخفيضات المتتالية وفق نظرية أسلوب المرونات‪ ،‬ملتقى الوطني حول المنظومة المصرفية الجزائرية و‬
‫التحوالت االقتصادية الواقع و التحديات‪،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬الجزائر‪71-74 ،‬ديسمبر‪،9004‬ص ص‪.71-74‬‬

‫‪17‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫وفي حالة الربط بسلة من العمالت يمكن أن تنعكس درجة تقلب وزن إحدى عمالت السلة على سعر‬ ‫‪-‬‬

‫الصرف من خالل الظروف االقتصادية و السياسات النقدية لبلد هذه العملة‪.‬‬

‫‪ -‬في ظل أسعار الصرف الثابتة يمكن أن تقع اختالالت في ميزان المدفوعات تؤدي إلى تغير‬

‫اإلحتياطات النقدية و كذا األسعار المحلية‪.1‬‬

‫‪ -‬في ظل هذا النظام يصعب على الدولة اللجوء إلى سياسة تخفيض سعر العملة المحلية‪ ،‬كما أنها قد‬

‫‪2‬‬
‫ال تحصل على موافقة صندوق النقد الدولي على التخفيض‪.‬‬

‫هذه العيوب في نظام الصرف الثابت أدت إلى ضرورة التخلي عن التثبيت من أجل تحقيق أكبر قدر‬

‫من األهداف االقتصادية و السياسية المسطرة‪ ،‬وهذا ما أوضحه االقتصادي ‪ Mundell‬من خالل الثالثية‬

‫المستحيلة‪ ،‬ووفقا لهذه األخيرة ال تستطيع البلدان أن تختار سوى اثنين فقط من ثالث نتائج ممكنة ‪ ،‬والذي‬

‫يوضح من خالله أن السياسة االقتصادية الكلية ال يمكن للدول تحقيقها إلى من خالل توفر عنصرين من‬

‫‪3‬‬
‫رؤوس المثلث و المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬حرية حركة رؤوس األموال عبر الحدود‪.‬‬

‫‪ ‬استقاللية السياسة النقدية‪.‬‬

‫‪ ‬نظام سعر صرف ثابت‪.‬‬

‫حيث إذا اختارت الدولة سعر صرف ثابت و سياسة نقدية مستقلة لتحقيق أهدافها‪ ،‬البد من تقييد حركة‬

‫رؤوس األموال حتى ال تتأثر أسعار الفائدة المحلية بالتغيرات الحاصلة في أسعار الفائدة العالمية‪ ،‬أما إذا‬

‫‪1‬‬
‫‪Hend Sfaxi Benahji, Choix des politiques de change dans les pays en developpements : Etude de la competitivite de la Tunisie,‬‬
‫‪Panoeconomicus, 2008,Tunisie, p354.‬‬
‫‪2‬‬
‫بربي محمد أمين‪ ،‬مبررات و دوافع التوجه الحديث ألنطمة الصرف الدولية "دراسة حالة سعر صرف الدينار الجزائري"‪ ،‬مجلة اقتصاديات شمال‬
‫إفريقيا‪ ،‬العدد ‪ ،01‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪،9077،‬ص‪.90‬‬
‫‪3‬‬
‫علي توفيق الصادق و آخرون‪ ،‬نظم و سياسات أسعار الصرف‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪ ،‬معهد السياسات االقتصادية‪ ،‬اإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ ،‬سبتمير‪،9009‬ص‪.91‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫اختارت حرية انتقال رؤوس األموال و استقالل السياسة النقدية فالبد من التخلي عن سعر الصرف الثابت‬

‫لعدم قدرة السلطات النقدية تحقيق األهداف االقتصادية المحلية‪.‬‬

‫وما يمكن استخالصه هو أنه في حال اعتماد الدولة على نظام سعر الصرف الثابت‪ ،‬تواجه السلطات‬

‫النقدية صعوبة بالغة في تصحيح االختالل الخارجي نتيجة التعارض بين األهداف الداخلية والخارجية‬

‫للسياسات االقتصادية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام الرقابة على الصرف (سعر الصرف المدار‪،‬المرونة المقيدة)‬

‫يقصد بالرقابة على الصرف وضع السلطة النقدية قيود تنظم التعامل في النقد األجنبي‪ ،‬و يكون في ظل‬

‫هذا النظام تقييد حرية تصدير و استراد النقد األجنبي‪ ،‬باإلضافة إلى أن تحويل العملة إلى العمالت األخرى‬

‫ال يكون بصفة مطلقة إنما بقواعد وشروط تفرضها السلطة النقدية من خالل التأثير على ظروف العرض‬

‫والطلب على الصرف األجنبي بغية المحافظة على استقرار أسعار الصرف‪.‬‬

‫تعتمد الدولة على نظام الرقابة على الصرف في حال رغبتها في التحكم في أسعار العملة المحلية في‬

‫األسواق الدولية‪ ،‬فنظام الرقابة على الصرف يتطلب توافر أجهزة تقنية وفنية ذات فعالية عالية‪ ،‬حتى ال تؤدي‬

‫إلى انتشار الرشوة من أجل تسهيل إجراءات التعامل‪.‬‬

‫بمقتضى أنظمة الرقابة على الصرف كل من يصدر بضاعة إلى الخارج البد أن يقدم العملة األجنبية‬

‫التي حصل عليها إلى البنك المركزي لتحويلها إلى عملة وطنية وفقًا لسعر صرف محدد ‪.‬‬

‫و الشكل الموالي يوضح كيفية تحديد سعر الصرف في ظل نظام الرقابة ‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الشكل رقم (‪ : )111‬تحديد سعر الصرف في ظل نظام الرقابة على الصرف‬

‫‪P‬‬
‫سعر الصرف‬
‫منحنى العرض‬
‫حيث تمثل‪:‬‬
‫‪2P‬‬
‫*‪ :OP‬سعر الصرف التوازين‬
‫‪*P‬‬ ‫‪ :OP1‬سعر الصرف الرمسي احملدد من طرف السلطة‬
‫النقدية‪.‬‬
‫‪1P‬‬ ‫منحنى الطلب‬
‫‪ p‬السعر الرسمي‬
‫الكمية المطلوبة ‪Q‬‬
‫‪O‬‬ ‫‪*Q‬‬
‫‪2Q‬‬ ‫‪1Q‬‬ ‫والمعروضة‬

‫المصدر‪ :‬محمد راتول‪ ،‬الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب المرونات و إعادة التقويم‪،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد‬

‫‪،04‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر‪ ،9002،‬ص‪.949‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل السابق أنه عند السعر ‪( op1‬سعر الصرف الرسمي)‪ ،‬الكمية المطلوبة‬

‫هي ‪ ، OQ1‬و الكمية المعروضة هي ‪ ،OQ2‬فعند السعر ‪ p1‬السلطة النقدية تقوم بتنفيذ سعر الصرف‬

‫حسب األولويات و اإلحتياجات بما يتالءم و الكمية المعروضة‪ ،‬ونظ ار لكون اإلحتياجات كثيرة و ال يمكن‬

‫تلبيتها من خالل السعر الرسمي يلجأ المتعاملون االقتصاديون للحصول على العملة الصعبة من السوق‬

‫غير الرسمي‪ ،‬ومن هنا يتشكل سعر ثاني يكون أعلى من السعر الرسمي و السعر التوازني أيضا ‪ ،‬إذ يعتبر‬

‫الفرق بين السعر التوازني و السعر المنشأ في السوق الموازية ‪ ،p2‬تأمينا على المخاطر التي يمكن أن‬

‫يتعرض لها المتعاملون بسبب التنظيمات المعمول به‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و يتميز نظام الرقابة على الصرف بمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬تقييد حرية تصدير و استراد الصرف األجنبي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد راتول‪ ،‬الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب المرونات و إعادة التقويم‪،‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬العدد ‪،04‬جامعة الشلف‪،‬‬

‫الجزائر‪ ،9002،‬ص‪.947‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬تقييد حرية تحويل العملة الوطنية إلى عمالت أجنبية و اخضاعها لقواعد منظمة تضعها الدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ويهدف نظام الرقابة على الصرف إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬حماية القيمة الخارجية للعملة من التدهور وزيادة كسب ثقة األفراد بالتعامل بها من خالل تقييد الطلب على‬

‫الصرف األجنبي بدال من اللجوء إلى تخفيض قيمة العملة المحلية ‪.‬‬

‫‪ -‬عالج الخلل في ميزان المدفوعات و المحافظة على توازنه‪ ،‬من خالل التحكم في بيع وشراء العملة األجنبية‬

‫ومنع خروج رؤوس األموال من الدولة‪.‬‬

‫حماية الصناعات الناشئة من المنافسة األجنبية من خالل منع استيراد السلع التي لها بدائل في االقتصاد‬ ‫‪-‬‬

‫الوطني أو شبيهة باإلنتاج المحلي‪ ،‬و التي تساهم في تنمية االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ -‬الحصول على موارد مالية ناتجة عن الفارق بين السعر المنخفض الذي تشترى به العمالت األجنبية وسعر‬

‫البيع المرتفع الذي تباع به‪.‬‬

‫‪ -‬توجيه الموارد اإلنتاجية نحو القطاعات األكثر فعالية في االقتصاد من أجل تحقيق تنمية اقتصادية‬

‫مستدامة‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية اإلحتياطات من وسائل الدفع الخارجي من ذهب و عمالت قابلة للتحويل‪.‬‬

‫لكن هذا النظام تخلت عنه بعض الدول التي تبنته وذلك لما تضمنه من الصعوبات و عراقيل نتيجة‬

‫تحايل المتعاملين االقتصاديين على الرقابة بفوترة الواردات بأعلى من قيمتها‪ ،‬أو التقليل من قيمة الصادرات‬

‫من أجل تهريب األموال و الحصول على عمالت أجنبية إضافية من البنك المركزي بالسعر الرسمي وبيعها‬

‫بفائدة في السوق الموازية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫شقيري نوري موسى و أخرون‪ ،‬التمويل الدولي و نظريات التجارة الخارجية‪،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪،‬األردن‪،2012،‬ص ص‪-722‬‬
‫‪.721‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ما يمكن استخالصه هو أنه في ظل اعتماد الدولة على نظهام الصهرف الثابهت تسهتطيع الدولهة أن تهتحكم‬

‫فى وارداتها حيث ال يستطيع أي مستورد أن يحصل على العملة األجنبية الضرورية لدفع ثمن ما يسهتورده إال‬

‫إذنهها باالسههتيراد‪ ،‬وال تعطههي الدولههة‬


‫عههن طريههق اإلدارة المسههئولة عههن الرقابههة علههى الصههرف‪ ،‬لههذلك البههد أن يأخههذ ً‬

‫إذن استيراد إال بمقتضى أنظمة تضعها لمنع استيراد السلع أو تخفيض استيرادها إلى أدنهى حهد ممكهن أو منهع‬

‫اسههتيراد بعههض السههلع مههن دول معينههة وتشههجيع اسههتيرادها مههن دول أخههرى‪ ،‬وبههذلك تسههتطيع الدولههة عههن طريههق‬

‫الرقابة على الصرف أن تتحكم تحكما كامال فى وارداتها من الخارج سهواء مهن ناحيهة تركيبهها السهلعي‪ ،‬أو مهن‬

‫ناحية الدول التي تستورد منها‪ ،‬حيث نجهد أن بعهض الهدول التهي تعهاني مهن عجهز فهي مهوازين مهدفوعاتها‪ ،‬أو‬

‫التي تخشى هروب رؤوس األموال إلى الخارج تعتمد على نظام الرقابة على الصرف ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬سعر الصرف المرن (المعوم)‬

‫تبنت العديد من الدول نظام الصرف المرن بدال من نظام الصرف الثابت و نظام الرقابة على الصرف‬

‫نظ ار لتزايد حجم العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬والتحركات الكبيرة في رؤوس األموال‪ ،‬إلى جانب كون هذا‬

‫النظام يتميز بمرونته وقابليته للتعديل‪ ،‬حيث تقوم السلطات النقدية بتعديل أسعار صرفها حسب المؤشرات‬

‫االقتصادية للبلد‪.‬‬

‫يطلق على نظام سعر الصرف المرن إسم "نظام تعويم العمالت" وفي ظل هذا النظام ال تتحمل السلطات‬

‫المالية و النقدية عبء معالجة الخلل في ميزان المدفوعات عن طريق اتخاذ السياسيات المناسبة من خالل‬

‫الحد من الورادات واحداث تغييرات مهمة في مستويات األسعار‪ ،‬و كذلك من خالل إحداث تغيرات في‬

‫‪1‬‬
‫مستويات الدخل‪ ،‬أواحداث تغييرات في مستوى أسعار الفائدة‪ ،‬أو وضع قيود على انتقال رؤوس األموال‬

‫شقيري نوري موسى و أخرون‪ ،‬التمويل الدولي و نظريات التجارة الخارجية‪،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬األردن‪،9079،‬ص‪.721‬‬
‫‪1‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫وهذا ما يساهم في توسيع درجة استقاللية السياسة النقدية‪ ،1‬فجهاز األسعار يتكفل بإحداث التغيرات المناسبة‬

‫في معدالت الصرف والتي تنعكس بدورها في التأثير على قيمة الصادرات والواردات و كذا انتقال رؤوس‬

‫األموال‪.2‬‬

‫وف ههي ظ ههل نظ ههام الص ههرف الم ههرن تتح ههدد القيم ههة الخارجي ههة للعمل ههة م ههن خ ههالل ق ههوى الع ههرض والطل ههب عل ههى‬

‫العمههالت فههي أس هواق الصههرف األجنبيههة مههن أجههل تحقيههق سههعر الصههرف الت هوازني و تحقيههق الت هوازن فههي مي هزان‬

‫المههدفوعات‪ ،3‬حيههث يتحههدد سههعر الصههرف عنههد المسههتوى الههذي تت هوازن عنههده الكميههات المطلوبههة مههن الصههرف‬

‫األجنبي مع الكميات المعروضة‪.4‬‬

‫رغم أن هذا النظام يفترض عدم تدخل السلطات النقدية‪ ،‬إال أن الدول ال يمكن أن تتهرك مصهير اسهتقرارها‬

‫االقتصادي مرهون بتقلبات قوى العرض والطلب ‪ ،‬لهذا تلجهأ السهلطات النقديهة والماليهة للتهدخل مهن أجهل توجيهه‬

‫سياسههاتها النقديههة وفقهها لمهها تهراه مناسههبا تفاديهها لحههدوث أزمههات داخههل اقتصههادها ومههن هههذه اإلجهراءات مهها يسههمى‬

‫بالتعويم النظيف والتعويم غير النظيف (التعويم المدار‪ ،‬الموجه)‪ ،‬و سنوضح الفرق فيمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التعويم النظيف (الحر)‬

‫تترك السلطات النقدية سعر الصرف ح ار يتحدد وفقا لقوى العرض والطلب‪ ،‬حيث يبقى سعر الصرف‬

‫خاضعا لقواعد السوق‪ ،‬و خوفا من مخاطر التعويم الحر تقوم السلطات النقدية بالموازاة بإنشاء أموال موازنة‬

‫الصرف‪ ،‬من خالل تخصيص أرصدة من اإلحتياطات النقدية والذهب‪ ،‬وتقوم السلطات النقدية بالتدخل‬

‫في سوق الصرف األجنبي عن طريق البيع و الشراء للنقد األجنبي حسب الحالة من أجل حماية سعر صرف‬

‫‪1‬‬
‫‪Mohsen Bahmani-Oskooee, The long-run relation between a black market exchange rate and the trade balance, Journal of Economic‬‬
‫‪Studies, Vol. 26 Iss 2,1999, p122.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Abdol S. Soofi, China's exchange rate policy and the United States' trade deficits, Journal of Economic Studies, Vol. 36 Iss 1,2009 , p36.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Michael G. Papaioannou. ,Exchange Rate Unions Versus Flexible Exchange Rates An Empirical Investigation, Essays in Honor of‬‬
‫‪Lawrence, 1995, p305.‬‬

‫‪4‬‬
‫بربري محمد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.32‬‬

‫‪23‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫العملة المحلية من التغيرات العارضة التي تنشأ بسبب عمليات المضاربة‪ ،‬و تعتبر أموال موازنة الصرف‬

‫و طرق استخدامها قواعد اللعبة في ظل أسعار الصرف الحرة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعويم غير النظيف (المدار)‬

‫يتميز التعويم غير النظيف بإمكانية تدخل السلطات النقدية من أجل تغيير اتجاه العرض و الطلب على‬

‫العمالت األجنبية‪ ،‬من أجل التأثير على قيمة العملة المحلية لتحقيق األهداف االقتصادية للدولة‪ ،2‬و ذلك من‬

‫خالل‪:‬‬

‫‪ -‬بيع العملة الوطنية بهدف زيادة المعروض منها و تخفيض قيمتها من أجل تخفيض أسعار صادراتها رغبة‬

‫زيادة الطلب العالمي على السلع المحلية‪.‬‬

‫‪ -‬شراء العملة الوطنية لزيادة الطلب عليها ما يؤدي إلى رفع قيمتها من أجل منع خروج رؤوس األموال إلى‬

‫‪3‬‬
‫الخارج‪.‬‬

‫ويمكن اعتبار التعويم المدار الحل الوسيط بين الثبات والتعويم الحر‪ ،‬وهو ما يتالءم مع الوضع‬

‫النقدي ووضع التجارة الدولية‪.‬‬

‫وقد أصدر صندوق النقد الدولي بعض الشروط التي تستوجب على البنوك المركزية مراعاتها حين التدخل‬

‫إلدارة سعر الصرف من أهمها‪:4‬‬

‫‪ -‬أن ال تؤدي تدخالت البنك المركزي في سوق الصرف إلى الزيادة في حدة التقلبات‪.‬‬

‫محمد راتول‪ ،‬الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب المرونات و إعادة التقويم‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص‪.747-740‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ماهر كنج شكري ومروان عطون‪ ،‬المالية الدولية" العمالت األجنبية و المشتقات المالية بين النظرية و التطبيق"‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫األردن‪،9004،‬ص‪.971‬‬
‫‪3‬‬
‫آيت يحي سمير‪ ،‬التعويم المدار بين التصريحات و الواقع‪،‬مجلة الباحث‪،‬العدد‪،09‬جامعة تبسة‪،‬الجزائر‪،9077،‬ص‪.29‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬سلوك سعر الصرف الحقيقي و أثر انحرافه عن مستواه التوازني على النمو االقتصادي في الجزائر في الفترة ‪-1791‬‬
‫‪،2119‬أطروحة دكتوراه في العوم االقتصادية‪،‬تخصص قياس اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪،9077-9070،9‬ص‪.79‬‬

‫‪24‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬أن ال تهدف التدخالت للتأثير على أسعار الصرف إلى اكتساب فوائد على حساب دول أخرى‪.‬‬

‫أما الصور التي يمكن أن يتخذها هذا التدخل قصد التأثير على سعر العملة الوطنية فتتمثل في‪:‬‬

‫‪ -‬التأثير على حركة الصادرات والواردات من خالل رفع أو تخفيض الحواجز الجمركية‪ ،‬فزيادة الصادرات‬

‫ستؤدي إلى زيادة الطلب على العملة المحلية‪ ،‬مما يؤدي إلى رفع قيمتها تجاه العمالت األجنبية‪ ،‬بينما الزيادة‬

‫في الواردات على حساب الصادرات ستؤدي إلى زيادة الطلب على العمالت األجنبية مما يؤدي إلى انخفاض‬

‫العملة المحلية‪.‬‬

‫‪-‬التوسع النقدي دون الزيادة في الطلب على العملة الوطنية‪.‬‬

‫‪-‬استعمال سعر الفائدة‪ ،‬فإذا أرادت السلطات النقدية رفع قيمة عملتها فما عليها إال القيام بتخفيض سعر‬

‫الفائدة الموجه للمستثمرين‪ ،‬أما في الحالة العكسية فستقوم برفعه‪.‬‬

‫و ما يمكن أن استنتاجه هو أن نظام الصرف المرن يوفر الحماية من الصدمات الحقيقية كالتغير‬

‫في الطلب على الصادرات‪ ،‬أو في معدالت التبادل التجاري‪ ،‬كما أن فعالية الدول للتعامل مع الصدمات‬

‫التجارية يعتمد بالدرجة األولى على نظام الصرف المعتمد في هذه الدول‪ ،‬الذي بدوره ينعكس على النمو‬

‫االقتصادي للدولة‪.‬‬

‫و الشكل رقم(‪ )9.7‬يوضح حالة السوق الحرة باإلضافة إلى تدخل الدولة من أجل توجيه سياستها‬

‫االقتصادية‪ ،‬حيث يتحدد سعر الصرف في السوق الحرة للعملة األجنبية عند تقاطع منحنيي العرض والطلب‬

‫لهذه العملة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الشكل رقم(‪ :)211‬منحنيا الطلب على العملة وعرضها في السوق الحرة‬

‫سعر الوحدة‬

‫من النقداألجنبي‬ ‫‪O‬‬ ‫سعر الوحدة‬


‫من النقد األجنبي‬ ‫‪D‬‬
‫‪B‬‬ ‫‪A‬‬

‫‪D‬‬

‫‪O‬‬

‫الكمية المعروضة‬ ‫الكمية المطلوبة‬

‫من النقد األجنبي‬ ‫من النقد األجنبي‬

‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬سلوك سعر الصرف الحقيقي و أثر انحرافه عن مستواه التوازني على النمو االقتصادي في الجزائر في الفترة‬ ‫المصدر‪:‬‬
‫‪،2119-1791‬أطروحة دكتوراه في العوم االقتصادية‪،‬تخصص قياس اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪،9077-9070،9‬ص‪.2‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)311‬الكميات المطلوبة و المعروضة من العملة األجنبية‬

‫سعر الصرف‬ ‫‪D‬‬ ‫‪O‬‬


‫لعملة ما‬
‫بالعملة المحلية‬

‫‪P1‬‬
‫‪P2‬‬
‫‪QD1‬‬ ‫‪Q1‬‬ ‫‪QD2‬‬ ‫الكميات‬

‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬سلوك سعر الصرف الحقيقي و أثر انحرافه عن مستواه التوازني على النمو االقتصادي في الجزائر في الفترة‬ ‫المصدر ‪:‬‬
‫‪،2119-1791‬أطروحة دكتوراه في العوم االقتصادية‪،‬تخصص قياس اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪،9077-9070،9‬ص‪.2‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫لما يتقاطع منحنيي الطلب والعرض على الصرف األجنبي يتحدد سعر الصرف الحر و يطلق على هذا‬

‫السعر إسم سعر الصرف التوازني ويرمز له ب ه (‪ ، (P1‬فإذا لم يكن هناك ميل لهذا السعر في ظل ظروف‬

‫معينة نحو االرتفاع أو االنخفاض ونظ ار إلى كون العرض و الطلب على الصرف األجنبي ينشأ من مختلف‬

‫بنود ميزان المدفوعات الدائنة والمدينة‪ ،‬فإن توازن سعر الصرف يعني ضمنيا شكال من أشكال التوازن‬

‫(الحسابي) في ميزان المدفوعات فسعر الصرف التوازني يمثل السعر الذي يسود عندما يتحقق التوازن‬

‫االقتصادي داخليا وخارجيا في األجل الطويل‪.‬‬

‫فإذا وجدت الدولة أن مدفوعاتها نحو الخارج تفوق مداخيلها من الخارج تقلصت قيمة العملة الوطنية‬

‫لصالح العمالت األجنبية في سوق الصرف األجنبي‪ ،‬في هذه الحالة تضطر الدولة إلى التدخل إلجبار‬

‫المصدرين والمتعاملين بالعملة الصعبة على بيع ما لديهم من عمالت أجنبية لها أو لبنوك معينة‪ ،‬وهذا‬

‫التدخل يكون عادة بفرض سعر إداري نرمز له بالرمز ‪ P2‬يكون أقل من السعر التوازني ‪ ، 1P‬و يالحظ‬

‫أنه عند السعر اإلداري يكون الطلب على الصرف األجنبي ‪ QD2‬أكبر من عرضه‪. QD1‬‬

‫ومن بين األسباب الداعية إلى اعتماد نظام الصرف المرن نذكر‪:‬‬

‫‪ -‬عدم وجود احتياطات كافية‪ :‬كون قلة أو عدم توفر اإلحتياطات يؤدي إلى عدم الثقة في النظام باإلضافة‬

‫إلى و جود المضاربة ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم وجود استقرار على الصعيد الكلي‪ :‬يحتاج نظام الصرف الثابت إلى توازن داخلي من أجل نجاحه‪ ،‬وهذا‬

‫ما تفتقره معظم الدول خاصة الدول النامية التي تتميز بمعدالت تضخم عالية و حالة عدم اإلستقرار ‪ ،‬مما‬

‫دفع الدول اعتماد نظام الصرف المرن لجعل السوق المحرك األساسي ألسعار الصرف‪.‬‬

‫اإلعتبارات السياسية‪ :‬حيث عند تبني نظام سعر الصرف الثابت وفي حالة ما إذا قامت الدولة بتخفيض‬ ‫‪-‬‬

‫قيمة عملتها تكون الدولة محل مساءلة الشعب ‪ ،‬لكن في أسعار الصرف المرنة االنخفاض يكون تلقائيا‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ولنظام سعر الصرف المرن مزايا و عيوب يمكن ذكرها فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مزايا نظام سعر الصرف المرن‪ :‬يتميز نظام الصرف المرن بالعديد من المزايا نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬يسهل تطبيق نظام الصرف المرن‪ ،‬ألن تنظيمه آلي في تحديد سعر صرف العمالت وتحقيق تعادل حقيقي‬

‫لسعر الصرف دون وجود مجال لتقدير العملة بأكثر أو بأقل من قيمتها‪ ،‬فهو يتحدد بفعل ظروف اقتصادية‬

‫محركة للسوق‪ ،‬كما يساعد على وضع الدولة في مكانتها في التجارة الدولية‪.1‬‬

‫‪ -‬يعمل نظام الصرف المرن على الحد من المضاربة برؤوس األموال في اآلجال القصيرة‪.‬‬

‫‪ -‬يسمح بإعادة التوازن لميزان المدفوعات تلقائيا‪ ،‬وال يحتاج لتدخل البنوك المركزية للتأثير على سعر الصرف‬

‫وانما يقتصر دورها على المراقبة للتوفيق بين العرض والطلب‪.2‬‬

‫‪ -‬يسمح بحرية التجارة الدولية من خالل إزالة القيود في العالقات االقتصادية و النقدية الخارجية‪ ،‬فضال عن‬

‫‪3‬‬
‫ذلك فإن هذا النظام يمكن أن يخفف من مسؤولية السلطات النقدية عن انخفاض قيمة العملة‪.‬‬

‫غير أن هذه المزايا غير مطلقة كون أن التوازن في أسعار الصرف يأتي من خالل الحرية المطلقة‬

‫ألسعار الصرف‪ ،‬ولو تحقق ذلك التوازن لما كانت هناك حاجة للجوء إلى التعويم المدار من خالل تدخل‬

‫البنك المركزي‪ ،‬كما أن السياسة النقدية الداخلية غير مستقلة تماما‪ ،‬كون التعويم دوما يكون مصاحب بتضخم‬

‫يؤدي إلى ارتفاع أسعار الواردات و بالتالي أسعار المنتجات الداخلية‪ ،‬وهذا يؤدي بالدولة إلى اتخاذ ق اررات‬

‫حمائية‪.‬‬

‫‪ -2‬عيوب نظام الصرف المرن‪ :‬رغم توفر نظام الصرف المرن على العديد من المزايا إال أنه تتخلله بعض‬

‫النقائص نذكر منها‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Muhammad Aftab Zaheer Abbas Farrukh Nawaz Kayani,Impact of exchange rate volatility on sectoral exports of Pakistan: an ARDL‬‬
‫‪investigation, Journal of Chinese Economic and Foreign Trade Studies, Vol. 5 Iss 3 ,2012,p216.‬‬
‫‪2‬‬
‫وسام مالك‪ ،‬الظواهر النقدية على المستوى الدولي‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪،‬لبنان‪،9007،‬ص ص‪.909-907‬‬
‫‪3‬‬
‫بربري محمد أمين‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.17‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬إن تغيرات أسعار الصرف في ظل التعويم تؤثر بشكل كبير على األسعار المحلية والدولية‪ ،‬حيث أن‬

‫التقلبات الحادة اليومية في أسعار الصرف تنعكس بشكل مباشر على أسعار السلع المحلية وبالتالي تؤثر‬

‫عكسيا على نشاط التصدير‪.‬‬

‫‪ -‬نظام التعويم لم يساهم في التقليل من أعباء المدفوعات أو التقليص من حجم الطلب على اإلحتياطات مقارنة‬

‫لما كان عليه الوضع في نظام التثبيت‪.1‬‬

‫يؤدي تعويم العملة المحلية إلى ارتفاع سعر صرفها مقابل بقية العمالت مما يؤدي إلى عرقلة حركة‬ ‫‪-‬‬

‫الصادرات و بالتالي زيادة الواردات مما يؤدي إلى عجز في الميزان التجاري‪ ،‬كما يتسبب في اتجاه رؤوس‬

‫األموال المحلية نحو االستثمار الخارجي ألنه أصبح باإلمكان مبادلة وحدة العملة المحلية بوحدات أكثر من‬

‫العملة األجنبية مما يؤثر سلبا على ميزان المدفوعات‪. 2‬‬

‫و سنوضح من خالل الشكل الموالي آلية التوازن في ظل نظام سعر الصرف المرن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمود حميدات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪707‬‬
‫‪2‬‬
‫روبادوغوبت هها وآخ ههرون‪،‬التحرررررك نحررررو مرونررررة سررررعر الصرررررف‪ :‬كيررررف ومتررررى‪ ،‬وبرررر ي سرررررعة؟‪،‬مجل ههة قض ههايا اقتصادية‪،‬ص ههندوق النق ههد الدولي‪،‬الع ههدد‬
‫‪،97‬واشنطن‪،9002،‬ص‪.4‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الشكل رقم (‪ :)411‬آلية التوازن في ظل سعر الصرف المرن‬

‫استعادة التوازن يف ظل سعر الصرف‬


‫املرن (التعومي)‬

‫استعادة التوازن عن طريق اخنفاض األسعار‬ ‫استعادة التوازن عن طريق إرتفاع األسعار‬
‫حدوث‬
‫اختالل‬

‫عجز يف ميزان املدفوعات‬ ‫فائض يف ميزان املدفوعات‬


‫التأثري يف ييةة‬
‫العةلة الوطنية‬

‫اخنفاض القيةة اخلارجية للعةلة‬ ‫ارتفاع القيةة اخلارجية للعةلة‬

‫التأثري يف‬
‫ارتفاع األسعار‬ ‫اخنفاض األسعار‬
‫التجارة‬
‫اخلارجية‬
‫اخلارجية‬
‫زيادة الصادرات و نقص اإلسترياد‬ ‫زيادة االسترياد و نقص الصادرات‬

‫استعادة التوازن مرة أخرى‬

‫المصدر‪ :‬نوزاد عبد الرحمان الهيتي ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬دار المناهج للنشر‬

‫والتوزيع‪،‬األردن‪ ،9001،‬ص‪.11‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أن هناك اختالف في بين سعر الصرف المرن وسعر الصرف الثابت‪ ،‬فوجود‬

‫فائض في ميزان المدفوعات حسب مفهوم سعر الصرف المعوم يعني ضمنا ارتفاع القيمة الخارجية للعملة‬

‫وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب على اإلستيراد وتقليل الصادرات‪ ،‬ألن الطلب الخارجي على الصادرات‬

‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫سينخفض نتيجة ارتفاع القيمة الخارجية للعملة‪ ،‬فيقل الفائض بسبب ظهور العجز في الميزان التجاري و تعود‬

‫الحركة إلى نقطة التوازن من جديد‪ ،‬و العكس صحيح في حالة العجز‪.‬‬

‫والفرق في هذه اآللية عنها في ظل قاعدة الصرف الثابت هو أن تأثير االختالف مرتبط مباشرة على‬

‫القيمة الخارجية للعملة وليس على كمية النقود ‪ ،‬أي لم تعد القيمة الداخلية للعملة هي أساس الوصول إلى‬

‫االستقرار في القيمة الخارجية لها‪ ،‬و في هذه الحالة يتم عزل االقتصاد المحلي عن الصدمات الخارجية‪،‬‬

‫حيث أن العجز في هذه الحالة يصحح تلقائيا‪.‬‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن القول أن نظام الصرف المرن يسمح بإتباع سياسة اقتصادية ونقدية مستقلة‬

‫وأكثر مرونة‪ ،‬يمكنها التكيف والتفاعل مع الصدمات ذات األصل الداخلي أو الخارجي وامتصاص آثارها‬

‫وذلك بتقرير ما تراه السلطات مناسبا‪ ،‬سواء فيما تعلق بالعمالة أو أسعار الفائدة وكمية النقود‪ ،‬وال تكون هناك‬

‫أسباب تسمح للمنظمات الدولية مثل صندوق النقد الدولي لتقديم توجيهاتها‪.‬‬

‫وبعد استعراضنا ألهم أنظمة الصرف المعتمدة‪ ،‬يمكن القول أن اختيار نظام صرف عن آخر ال يتم نظريا‬

‫على أساس سلبيات و إيجابيات كل نظام‪ ،‬و إنما تحكمه الظروف الداخلية والخارجية لكل دولة ‪ ،‬حيث يكون‬

‫النظام المعتمد يساهم في تحقيق النمو االقتصادي للدولة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬النظريات المفسرة ألسعار الصرف ( نظريات تحديد أسعار لعمالت)‬

‫حاولت الكثير من النظريات االقتصادية أن تقدم تفسي ار حول االختالف في أسعار الصرف بين الدول‬

‫ولكل نظرية منطلقات ونتائج خاصة بها و فيمايلي سوف نتطرق لهذه النظريات‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظرية تعادل القوة الشرائية‬

‫ظهرت هذه النظرية عندما أثير التساؤل عن كيفية تحديد أسعار التعادل بين عمالت الدول التي تخلت‬

‫عن قاعد ة الذهب خالل الحرب العالمية األولى والفترة التي تلتها ما أدى إلى حدوث اضطرابات شديدة‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫في أسعار الصرف‪ ،1‬و تتمثل الفكرة العامة لهذه النظرية في أن القوة الشرائية للعملة داخل الدولة هي التي‬

‫تحدد قوتها الشرائية في الخارج ‪ ،‬أي أن األسعار الداخلية هي التي تحدد سعر الصرف الخارجي‪.2‬‬

‫وتعود فكرة هذه النظرية إلى االقتصادي السويدي جوستاف كاسل‪، Gustav cassel‬حيث حاول أن‬

‫يبحث على أساس جديد لتقييم سعر كل عملة بالنسبة ألخرى بخالف قاعدة الذهب ‪ ،‬وتوصل إلى "نظرية‬

‫تعادل القوة الشرائية" و التي تقوم على فكرة أن سعر التعادل بين عملتين تتحدد عندما تتعادل القوة الشرائية‬

‫لعملة كل دولة في سوقها الداخلية مع قوتها الشرائية في سوق دولة أخرى‪ ،‬وذلك بعد تحويلها لعملة هذه‬

‫‪3‬‬
‫األخيرة وفقا لسعر الصرف الذي يحقق هذا التعادل‪.‬‬

‫وخالصة هذه النظرية أن القوة الشرائية للعملة داخل البلد هي التي تحدد قوتها الشرائية خارجه‪ ،‬و بالتالي‬

‫سعر الصرف الخارجي تحدده األسعار الداخلية‪ ،‬وقد بين كاسل في تفسيره أن تدهور أسعار الصرف ناتج‬

‫عن تدهور القوة الشرائية المصاحبة للتضخم‪.‬‬

‫ولنظرية تعادل القوة الشرائية صورتان‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصورة المطلقة للنظرية‬

‫تشير النظرية في صورتها المطلقة أن سعر صرف أي عملة مقوم بوحدات من عملة أخرى يتوقف على‬

‫القوة الشرائية للعملتين كل في بلدها‪ ،‬و يتحدد سعر الصرف بحساب النسبة بين مؤشرات األسعار في كل بلد‬

‫ويكون سعر صرف أي عملتين يساوي النسبة بين مؤشري األسعار في بلدي العملتين‪.‬‬

‫فرضا أن‪:‬‬

‫رمز سعر الصرف هو ‪£‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬مؤشر األسعار المحلية ‪P‬‬

‫‪ 1‬مدحت صادق ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.792‬‬


‫‪2‬‬
‫شقيري نوري موسى و آخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪3‬شعيب بونوة و خياط رحيمة‪ ،‬سياسة سعر الصرف في الجزائر" دراسة قياسية للدينار الجزائري"‪ ،‬األكاديمية للدراسات االجتماعية و‬
‫االنسانية‪،‬العدد‪،01‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة تلمسان ‪،‬الجزائر‪،9077 ،‬ص‪.794‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬مؤشر األسعار األجنبية *‪P‬‬

‫في هذه الحالة يكون التعبير عن الصورة المطلقة للنظرية بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫*‪£=P/P‬‬ ‫(‪......................)7.9‬‬

‫وهذه المعادلة تشير إلى نتيجة وهي ‪" :‬توحد أسعار السلع و الخدمات في مختلف البلدان" و هذا يعني‬

‫أن مستوى السعر المحلي يساوي ناتج سعر العملة األجنبية مقوما بالعملة المحلية ومستوى السعر األجنبي‬

‫‪1‬‬
‫أي أن المعادلة تكون كاآلتي‪:‬‬

‫*‪P=£.P‬‬ ‫(‪......................)7.4‬‬

‫فإذا افترضنا أن وحدة من سلعة ما تباع في الجزائر ب ه ه ه‪ DZ 700‬و تباع في أمريكا به ه ه ه ‪ ، $70‬وأن‬

‫سعر صرف الدوالر مقابل الدينار الجزائري هو ‪ ، $/DZ 0.0791‬فإن سعر الوحدة في الجزائر يساوي‬

‫سعرها في أمريكا إذا حولنا الدينار الجزائري إلى دوالر باستخدام سعر الصرف المذكور أعاله‪،‬أي‪:‬‬

‫‪$7.91=0.0791*DZ70‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصورة النسبية للنظرية‬

‫تشير نظرية تعادل القوة الشرائية في صورتها النسبية إلى ما يحدث من تغير في سعر صرف التوازن من‬

‫لحظة إلى أخرى‪ ،‬حيث أن سعر التوازن يحدث عندما يتساوى معدل التغير في سعر الصرف مع معدل‬

‫التغير في النسبة بين األسعار‪ ،‬وفي حالة اختالف معدالت التضخم المحلي فإن سعر الصرف سوف يتحرك‬

‫‪2‬‬
‫حتى تتساوى الفروق بين هذه المعدالت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.790- 792‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص‪.797‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫والدولة التي تصادف معدل تضخم مرتفع نسبيا سوف تفقد من قدرتها التنافسية في األسواق الدولية مما‬

‫يؤدي إلى حدوث عجز في ميزان مدفوعاتها‪ ،‬فانخفاض القوة الشرائية في الداخل يؤدي إلى تقليص حجم‬

‫الصادرات و تشجيع الواردات والذي يؤدي بدوره إلى زيادة المعروض من العملة التي انخفضت قوتها‬

‫الشرائية والى نقص الطلب عليها في سوق الصرف الخارجي‪ ،‬و بالتالي انخفاض القيمة الخارجية للعملة‬

‫في حين الدولة الثانية التي يكون فيها معدل التضخم منخفض نسبيا مقارنة بالدولة األولى فإن السلع‬

‫والخدمات التي تنتجها ستكون رخيصة وهذا ما يزيد من حجم صادراتها وفي المقابل ينخفض حجم الواردات‬

‫نظ ار الرتفاع قيمة السلع األجنبية بالمقارنة بسعرها محليا وهذا ما يدفع إلى تحقيق فائض في ميزان‬

‫المدفوعات‪ ،‬و الذي ينتج عنه رفع سعر العملة‪.1‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك توضح البحوث التجريبية أن نظرية تعادل القوة الشرائية تعتبر أكثر كفاءة لتحديد‬

‫سعر الصرف في األجل الطويل منه في األجل القصير‪ ،‬وتشير إلى رفض فرضية أن أسعار الصرف تتبع‬

‫المسار العشوائي من خالل أن سعر صرف يتجه إلى مستواه التوازني‪ ،‬ذلك المستوى الذي تحدده نظرية‬

‫تعادل القوة الشرائية ولكن تبقى االنحرافات النسبية مستمرة‪ ،‬أما في المدى القصير‪ ،‬فأسعار الصرف هي‬

‫أكثر تطاي ار من مستوى أسعار السلع والخدمات‪.2‬‬

‫و نستخلص من هذه النظرية في صورتها النسبية أن أي ارتفاع في مستوى األسعار الداخلية دون أن‬

‫يصاحبه ارتفاع في مستوى األسعار العالمي سيؤدي بالضرورة إلى تدهور سعر الصرف‪ ،‬و بالتالي تدهور‬

‫القيمة الخارجية للعملة بنفس نسبة ارتفاع األسعار ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد عبد الرحمان أحمد‪ ،‬مدخل إلى إدارة األعمال الدولية‪،‬ط‪ ،09‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،9007 ، ،‬ص‪.772‬‬
‫جبوري محمد‪ ،‬ت ثير انظمة أسعار الصرف على التضخم و نمو االقتصادي‪ :‬رداسة نظرية وقياسية باستخدام بيانات بانل‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن‬
‫‪2‬‬

‫متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود‪ ،‬بنوك و مالية‪،‬جامعة تلمسان‪،‬الجزائر‪،9079-9079،‬ص‪.74‬‬

‫‪34‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫بالرغم من منطقية نظرية تعادل القوة الشرائية وقبولها من قبل العديد من االقتصاديين على اعتبار أن‬

‫تدهور القيمة الداخلية للعملة هو السبب الرئيسي لتدهور قيمتها الخارجية‪ ،‬إلى أن هذه النظرية لم تسلم من‬

‫االنتقادات نلخصها فيمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬يوجد العديد من السلع والخدمات تؤثر أسعارها على القوة الشرائية في البلد المعني و ال تؤثر في سعر‬

‫الصرف كون هذه السلع والخدمات ال يتم تبادلها دوليا وال تدخل في نطاق التجارة الخارجية ‪.‬‬

‫‪ -‬قد تؤدي الزيادة في الدخل القومي إلى زيادة في السلع المستوردة دون أن تؤثر في األسعار المحلية‪ ،‬حيث أن‬

‫الزيادة في السلع المستوردة تزيد من الطلب على العمالت األجنبية دون أن تحدث أثر على القوة الشرائية‬

‫‪1‬‬
‫الداخلية‪.‬‬

‫إن القدرة التنافسية العالمية ال تتوقف على عنصر السعر لوحده ‪ ،‬وانما تتدخل فيها عناصر أخرى‬ ‫‪-‬‬

‫منها جودة السلع ‪ ،‬وخدمات مابعد البيع ودقة مواعيد التسليم‪.‬‬

‫‪ -‬أهملت النظرية تحركات رؤوس األموال كعنصر مهم في تحديد أسعار الصرف ‪.‬‬

‫‪ -‬وضح االقتصادي كينز أن النظرية تجاهلت تماما نفقات نقل السلع بين الدول‪ ،‬كما تجاهلت أثر‬

‫الرسوم الجمركية على سعر الصرف وماله من تأثير قوي على حجم الصادرات و الواردات‪.‬‬

‫‪ -‬تعجز النظرية عن إعطاء توقعات لتغيرات أسعار الصرف في األجل القصير‪ ،‬ويعتبر حساب‬

‫العمليات الجارية في ميزان المدفوعات أفضل مؤشر في األجل القصير لبيان اتجاهات سعر الصرف‬

‫كون بنود هذا الحساب يعبر بدقة على القدرة التنافسية للدولة‪ ،‬حيث إذا تحقق فائض في الحساب‬

‫الجاري يؤدي إلى تحسين سعر العملة و العكس في حالة العجز‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.771‬‬
‫‪2‬‬
‫مدحت صادق ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.799-797‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬تعتمد النظرية على تعادل القوة الشرائية الداخلية للعملة مع القوة الشرائية الخارجية للعملة‪ ،‬في حين‬

‫يمكن للدولة منح إعانات إلنتاج بعض المواد الغذائية وبالتالي تمكنها من تخفيض مستوى األسعار‬

‫كما يمكن للدولة أيضا أن تعمل على تقييد التبادل التجاري مع الخارج وفي هذه الحالة ال تكون‬

‫حقيقية‪.‬‬

‫‪ -‬تفترض النظرية وجود عالقة سببية بين مستوى األسعار وسعر الصرف‪ ،‬حيث أن األسعار هي‬

‫المسبب و سعر الصرف يمثل النتيجة‪ ،‬أي أن مستوى األسعار هو الذي يحدد سعر الصرف في حين‬

‫تظهر العالقة العكسية أحيانا‪ ،‬حيث أن تدهور سعر الصرف يكون سببا في تدهور األسعار الداخلية‬

‫كما يمكن أن يتغير سعر الصرف أيضا دون أي عالقة بمستوى األسعار‪ ،‬كأن تفرض الدولة تعريفة‬

‫جمركية من أجل رفع قيمة العملة في الخارج دون أن يصاحبه رفع في األسعار الداخلية‪.‬‬

‫‪ -‬إن هذه النظرية تتعلق فقط بميزان العمليات الجارية و ليس ميزان المدفوعات ككل‪.1‬‬

‫ورغم كل هذه اإلنتقادات إال أن نظرية تعادل القوة الشرائية ال تزال مرجع للكثير من االقتصاديين‪ ،‬حيث‬

‫حاولت تقديم تفسير لتحركات سعر الصرف في المدى الطويل خاصة في حالة اختالف معدالت التضخم‬

‫السائدة في الدول المتخلفة بدرجة كبيرة ‪ ،‬كما أوضحت النظرية العالقة بين األسعار في مختلف الدول‬

‫و أسعار الصرف ما بين عمالتها في ظل نظام حرية الصرف‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظرية تعادل أسعار الفائدة (سعر الخصم)‬

‫تؤكد العديد من النظريات االقتصادية أن سعر الصرف يتوقف بشكل كبير على المتغيرات المالية‪ ،‬أهما‬

‫أسعار الفائدة المحلية واألجنبية‪ ،‬باإلضافة العرض والطلب على األصول النقدية والمالية‪.‬‬

‫تعبر نظرية تعادل أسعار الفائدة عن العالقة الموجودة التي تصل بين السوق النقدي وسوق الصرف‬

‫‪1‬‬
‫عادل أحمد حشيش ومجدي محمود شهاب‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬لبنان‪ ،9009،‬ص‪.772‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪1‬‬
‫حيث أن مستوى معدل الفائدة في البلدين يجب أن يعكس العالقة في تغييرات أسعار الصرف المنتظرة‬

‫أي أنه على المستوى الكلي سوف تتوازن أسعار الفائدة الدولية مع التغيرات المتوقعة في أسعار الصرف‪.‬‬

‫فالقاعدة العامة تقول ‪" :‬تنخفض قيمة عملة بلد معين مقابل عملة بلد آخر إذا كان معدل الفائدة في البلد‬

‫‪2‬‬
‫الثاني أكبر من نظيره في البلد األول و العكس صحيح"‬

‫حسب هذه النظرية تؤثر أسعار الفائدة السائدة في دولتين بعد مدة معينة على سعر الصرف نقداً لعملتي‬

‫هاتين الدولتين‪ ،‬وكقاعدة عامة تنخفض قيمة عملة بلد معين مقابل عملة بلد آخر بعد مدة معينة إذا‬

‫كان سعر الفائدة بعد تلك المدة السائد في ذلك البلد أكبر من معدل الفائدة السائد في البلد اآلخر‪.‬‬

‫حسب هذه النظرية لن يتمكن المستثمرين من الحصول على معدالت مردودية مرتفعة في الخارج من تلك‬

‫الممكن تحقيقها في السوق المحلي عند توظيفهم ألموالهم في الدول ذات معدالت الفائدة أكبر من المعدل‬

‫السائد في السوق المحلي‪ ،‬كون الفارق بين معدالت الفائدة في السوقين يتم تعويضه بالفارق بين سعر‬

‫الصرف العاجل و اآلجل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتتم هذه العمليات كما هو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫يمكن للمستثمرين توظيف أموالهم و نرمز لهم بالرمز ‪ M‬في أسواقهم المحلية لمدة سنة مثال‪ ،‬ويحصلون في‬

‫نهاية التوظيف على ) ‪. M(1+id‬‬

‫حيث‪ id :‬معدل الفائدة‪ ،‬وحسب ما تنص عليه هذه النظرية‪ ،‬بحيث أن يكون المبلغ الموظف مساويا للمبلغ‬

‫المحصل عليه عند تحويل األموال إلى عمالت صعبة أجنبية بسعر الصرف الفوري (نقدا) ‪ ،‬وتوظيفها في‬

‫نورة عبد الرحمان اليوسف‪ ،‬تعادل أسعار ال فائدة بين الدول الصناعية الكبرى و دول مجلس التعاون الخليجي‪،‬مجلة العلوم االقتصادية و اإلدارية‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫العدد ‪ ،07‬المجلد العشرون‪ ، ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة العربية السعودية ‪ ،‬يونيو‪،9004‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫جمال الدين لعويسات‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية و التنمية‪ ،‬دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪،9000،‬ص‪.19‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.799-797‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫األسواق األجنبية بمعد فائدة ‪ ie‬و إعاة بيعها ألجل ما يسمح بالحصول مجددا على مبلغ من العملة المحلية‬

‫ويمكن أن نعبر عن ذلك رياضيا وفق المعادلة التالية‪:‬‬

‫(‪…...….…….....)7.1‬‬

‫حيث‪:‬‬

‫‪ :CC‬سعر الصرف الفوري ‪.‬‬

‫‪ :CT‬سعر الصرف اآلجل‪.‬‬

‫‪ :ie‬معدل الفائدة اإلسمي في البلد األجنبي‪.‬‬

‫‪ :id‬معدل الفائدة اإلسمي في البلد المحلي‪.‬‬

‫المعادلة (‪ )7.1‬تؤدي إلى أن‪:‬‬

‫(‪………………)7.1‬‬

‫وبطرح ‪ 7‬من طرفي المعادلة أعاله نحصل على‪:‬‬

‫(‪……….….. .…....…)7.1‬‬

‫)‪… …..…..(1-7‬‬

‫و إذا كانت ‪ ie‬صغيرة جدا يمكننا كتابة المعادلة‪:‬‬

‫)‪………………..……....(1-2‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ما يمكن استخالصه هو أن نظرية تعادل أسعار الفائدة تسمح بربط األسواق النقدية الوطنية بأسواق‬

‫الصرف‪ ،‬حيث أن هذه النظرية مبنية على تحركات الفوائد لتفسير أسعار العمالت على المدى القصير‬

‫إذ تتحرك أسعار العمالت كاستجابة ألسعار الفوائد‪ ،‬على عكس نظرية تعادل القوة الشرائية التي ال تفسر‬

‫تحركات أسعار العمالت على المدى القصير و إنما أثرها يكون على المدى الطويل‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬نظرية األرصدة‬

‫أساس هذه النظرية هي التغيرات التي تط أر على أرصدة ميزان المدفوعات‪ ،‬فإذا كان رصيد ميزان‬

‫المدفوعات للدولة موجبا بمعنى زيادة قيمة الصادرات عن قيمة الواردات‪ ،‬فهذا يدل على زيادة الطلب على‬

‫العملة الوطنية مما يؤدي إلى ارتفاع القيمة الخارجية للعملة‪ ،‬أما إذا كان رصيد ميزان المدفوعات سالبا‬

‫بمعنى قيمة الواردات تفوق قيمة الصادرات فهذا يدل على زيادة عرض العملة الوطنية‪ ،‬ما يؤدي إلى‬

‫انخفاض قيمتها الخارجية‪ ،‬وفي حالة ما إذا حقق رصيد ميزان المدفوعات توازن فهذا يدل على حدوث توازن‬

‫في عرض العملة المحلية و الطلب عليها و هذا يؤدي إلى ثبات القيمة الخارجية للعملة المحلية‪.1‬‬

‫لقد تم إثبات صحة هذه الفرضية خالل فترة الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬حيث لم تتأثر قيمة المارك األلماني‬

‫رغم الزيادة الكبيرة في كمية النقود ومعدل دورانها وأيضا ارتفاع مستوى األسعار‪ ،‬وذلك نتيجة توازن الميزان‬

‫التجاري أللمانيا و هو ما انعكس على رصيد ميزان المدفوعات‪.2‬‬

‫نستخلص من خالل هذه النظرية أن وضعية ميزان المدفوعات و ما يتضمنه من عمليات دائنة و مدينة‬

‫هي التي تحدد سعر صرف العملة المحلية‪ ،‬فميزان المدفوعات الذي يتجه نحو تحسين وضعه من دائنيته‬

‫تجاه العالم يميل سعر صرف عملته نحو االرتفاع تجاه العمالت األخرى‪ ،‬و العكس صحيح في حالة العجز‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪،‬ط‪ ،3‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬األردن‪،2113 ،‬ص‪.116‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.794-799‬‬
‫‪2‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫نستنتج أيضا من خالل هذه النظرية أنها أغفلت جانب أنه من الصعب تصور أن حركة سعر الصرف‬

‫تتأثر بشكل تلقائي بما يحدث في ميزان المدفوعات ألن الدولة تتدخل بصورة مباشرة و غير مباشرة لتحديد‬

‫سعر الصرف‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬نظرية كفاءة السوق‬

‫قدم االقتصادي ‪ Eujéne Fama‬مفهوم السوق الكفء في بداية السبعينات‪ ،‬فالسوق الكفء أو الفعال‬

‫هو ذلك السوق الذي تعكس فيه األسعار على درجة السرعة لكل المعلومات المتاحة و بدون أي تكلفة‪ ،‬حيث‬

‫أن الكفاءة في أسواق الصرف تعني أن توقعات االقتصاديين حول القيم المستقبلية لسعر الصرف يتضمنها‬

‫سعر الصرف اآلجل ف السوق الكفء يتميز بأن تكاليف المعامالت ضعيفة ‪ ،‬كما أن تغيرات أسعار الصرف‬

‫‪1‬‬
‫عشوائية‪.‬‬

‫فحسب هذه النظرية يتمكن كل المتعاملين في السوق من الوصول إلى معلومات حالية كانت أو ماضية‬

‫كإعالن عجز أو فائض في ميزان المدفوعات أو معدالت التضخم‪ ،‬كما تفيد نظرية كفاءة السوق أن سعر‬

‫الصرف اآلجل يعكس جميع المعلومات حول توقعات سعر الصرف‪.‬‬

‫هناك جدل بين االقتصاديين بخصوص كفاءة أسواق الصرف‪ ،‬وفي هذا الخصوص تم القيام بعدة‬

‫اختبارات إلثبات ذلك‪ ،‬و من بين هذه اإلختبارات‪ :‬اختبار ‪ Giddy‬و ‪ Dufey‬على التوالي في ‪-7211( :‬‬

‫‪ )7212‬أظهرت كفاءة سوق الصرف‪ ،‬في حين نجد دراسات ‪ Hunt‬عام ‪ 7272‬ودراسات كيرني و ماكدونالد‬

‫‪ 7272‬التي تؤكد عدم كفاءة سوق الصرف نسبيا‪ ،‬كما يعتقد الممارسون أن هناك عدم كفاءة نسبية في‬

‫أسواق الصرف‪.2‬‬

‫خالصة القول فإن نظرية كفاءة السوق تمكن من معرفة سوق الصرف الجاري في السوق المستقبلي‬

‫دون تحمل عبئ و تكاليف المعامالت‪ ،‬كما توفر أيضا المعلومات التي تقيد في عمليات الصرف األجنبي‬

‫‪1‬‬
‫‪Jean Marc Siroen ,Finances Internationales ,Armand colin éditeur,Paris,1993,p107.‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.799-799‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫وأيضا ميزان المدفوعات للدولة المعنية التي يتحدد من خالله اتجاه المتعاملين في سوق الصرف من خالل‬

‫العرض و الطلب على العملة المحلية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬العوامل المؤثرة في أسعار الصرف و مخاطر تقلباته‬

‫مههن أجههل إدراك كيفيههة عمههل سههوق العمههالت األجنبيههة مههن الواجههب معرفههة العوامههل التههي تههؤثعر علههى‬

‫أسههعار صههرف العمههالت‪ ،‬حيههث يعتبههر سههعر الصههرف عنصههر مهههم جههدا لتحديههد الحالههة االقتصههادية للبلههد‪ ،‬ومههن‬

‫الممكهن أن تههؤدي هههذه العوامههل المههؤثرة علههى أسههعار صههرف العمههالت إلههى مخههاطر اقتصههادية كبيهرة سهواء علههى‬

‫المسههتوى الكلههي بتأثيرههها علههى مي هزان المههدفوعات أو تكههون سههببا فههي حههدوث التضههخم علههى المسههتوى الجزئههي‬

‫بضههياع مكاسههب إلههى درجههة قههد تههؤثر علههى بقههاء المؤسسههة و اسههتمرارها‪ ،‬والتعههرض لهههذه المخههاطر التههي يثيرههها‬

‫تقلهب العمهالت األجنبيهة يتطلهب إدارة ههذه المخهاطر مهن خهالل تبنهي إسهتراتيجية تههدف إلهى التقليهل مهن اآلثهار‬

‫السلبية ألسعار الصرف‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العوامل المؤثرة في أسعار الصرف‬

‫تتعرض أسعار صرف العمالت لجميع األقطار المختلفة لتقلبات اقتصادية مستمرة مسببة بذلك‬

‫تغيرات في معامالتها االقتصادية الدولية‪ ،‬بإعتبار سعر صرف متغير يتحدد بتفاعل قوى العرض والطلب في‬

‫السوق ‪ ،‬حيث تعتبر العملة الوطنية لدولة ما أنها قوية إذا ارتفع سعرها في السوق مقابل العمالت األجنبية‬

‫الرئيسية‪ ،‬أما إذا انخفض سعرها في سوق العمالت األجنبية مقابل العمالت األخرى المهمة تعتبر العملة‬

‫ضعيفة‪ ،‬ويتحدد ارتفاع و انخفاض سعر صرف العملة في السوق (قوتها و ضعفها) من خالل العوامل‬

‫الرئيسية التالية‪:‬‬

‫الفرع األول ‪:‬التغير في الميزان التجاري‬

‫توجد عالقة وثيقة بين الميزان التجاري و سعر صرف عملة البلد‪ ،‬فعندما ترتفع قيمة الصادرات نسبة إلى‬

‫الواردات ستتجه قيمة العملة إلى االرتفاع نتيجة لتزايد طلب األجانب عليها وبالتالي تصبح أسعار سلع البلد‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫مرتفعة بالنسبة لألجانب مما يؤدي إلى انخفاض الطلب الخارجي عليها‪ ،‬وبالتالي سيؤدي ذلك إلى حدوث‬

‫اختالل في الميزان التجاري‪ ،1‬و في هذه الحالة و من أجل العودة إلى حالة التوازن البد من العمل على‬

‫تشجيع اإلستيراد من الخارج‪ ،‬أما إذا تم تحديد سعر صرف العملة بأقل مما يجب أن تكون عليه فسيؤدي ذلك‬

‫إلى توسع الصادرات مقابل تقلص الواردات مما يؤدي أيضا إلى حدوث اختالل في الميزان التجاري‪ ،‬وغالبا‬

‫ما ينتج عن هذه اإلختالالت ضغوط تضخمية تساهم في استمرار االختالل في الميزان‪.‬‬

‫و ما يمكن استنتاجه هو أن سعر الصرف يرتبط بعالقة طردية بالميزان التجاري‪ ،‬فكلما كان التصدير أكبر‬

‫من اإلستيراد كلما أدى ذلك إلى تحسين الميزان التجاري لصالح الدولة المصدرة و زيادة احتياطي الدولة من‬

‫العمالت األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تغير معدالت التضخم‬

‫يؤثر التضخم في سعر صرف العمالت المختلفة‪ ،‬حيث يؤدي إرتفاع مستوى التضخم المحلي إلى إنخفاض‬

‫في قيمة العملة في سوق الصرف ‪ ،‬بينما تؤدي حالة الركود إلى ارتفاع قيمة العملة‪ ،‬أي أن العالقة بينهما‬

‫هي عالقة عكسية‪.2‬‬

‫فمثال عندما ترتفع قيمة عملة بلد ما بنسبة ‪ % 70‬ويكون المستوى العام لألسعار في البلدان األخرى‬

‫مستق ار فالتضخم المحلي في هذا البلد سيدفع المستهلكين إلى زيادة طلبهم على السلع األجنبية و بالتالي على‬

‫العمالت األجنبية‪ ،‬وبسبب األسعار المرتفعة في هذا البلد ستقل إيرادات األجانب من سلع هذا األخير‪ ،‬فيقل‬

‫عرض العملة األجنبية في سوق الصرف مقابل تزايد الطلب عليها‪.‬‬

‫توفيق عبد الرحيم يوسف ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.12‬‬


‫‪1‬‬

‫عبد الحسن جليل عبد الحسن الغالبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪2‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫و خالصة القول أن تأثير ارتفاع مستوى األسعار المحلية مقارنة بمستوى األسعار العالمية يؤدي إلهى زيهادة‬

‫كههل مههن ال هواردات و الطلههب علههى النقههد األجنبههي و انخفههاض كههل مههن الصههادرات و عههرض النقههد األجنبههي ممهها‬

‫يؤدي إلى ارتفاع سعر الصرف‪.‬‬

‫ونوضح ذلك في المثال التالي‪:‬‬

‫نفترض أن معدل التضخم في ألمانيا ينمو بوتيرة أسرع من وتيرة نموه في الواليات المتحدة‪ ،‬فإن هذه‬

‫التطورات تؤدي إلى تحرك منحنى الطلب على المارك في الواليات المتحدة إلى " ‪ " D1‬ويتحرك منحنى‬

‫عرض المارك في ألمانيا إلى " ‪ " S1‬وينخفض سعر الصرف لهذه التطورات إلى المستوى " '‪ ،"E‬كما‬

‫هو موضح في الشكل (‪ )1.7‬الموالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)111‬آثار التضخم على تغيرات سعر الصرف‬

‫كمية الدوالر‬

‫‪S‬‬

‫‪E‬‬ ‫‪S1‬‬

‫'‪E‬‬
‫‪D‬‬
‫‪D1‬‬

‫كمية المارك‬

‫المصدر‪ :‬بسام الحجار‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،9009،‬ص‪. 22‬‬

‫ومن أجل الحد من ارتفاع األسعار المحلية نتيجة التضخم البد من العمل على تقليل االستيراد من سلع‬

‫ذلك البلد‪ ،‬وبالتالي يقل الطلب على عملة هذا البلد في سوق الصرف مقابل تزايد عرض هذه العملة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التغير في معدالت الفائدة المحلية‬

‫تؤثر التغيرات في معدالت الفائدة على اإلستثمار في األوراق المالية األجنبية التي تؤثر بدورها في‬

‫العرض و الطلب على العمالت األجنبية و بالتالي تأثيرها على أسعار الصرف‪ ،‬حيث ترتبط تغيرات أسعار‬

‫الصرف بمعدالت الفائدة في البلدين‪ ،1‬فالزيادة في معدالت الفائدة المحلية بالمقارنة بمعدالت الفائدة األجنبية‬

‫تؤدي إلى إرتفاع قيمة العملة المحلية في سوق الصرف األجنبي بعد مرور فترة زمنية معينة والعكس صحيح‬

‫فاالرتفاع في معدالت الفائدة في البلدان األجنبية سيحفز المستثمرين المحليين في األجل القصير على‬

‫استبدال عملتهم بعمالت تلك البلدان وذلك لجني األرباح في السوق األجنبي‪ ،‬وعليه فإن ارتفاع أسعار الفائدة‬

‫في الخارج سيعمل على زيادة الطلب على العمالت األجنبية وهذا ما يؤثر على سعر الصرف‪.2‬‬

‫ويمكن توضيح ذلك بالمثال التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)111‬أثر تغير سعر الفائدة على سعر الصرف‬

‫‪S‬‬
‫كمية الدوالر‬
‫‪E‬‬ ‫‪S1‬‬

‫'‪E‬‬
‫‪D‬‬
‫‪D1‬‬

‫كمية المارك‬

‫المصدر‪ :‬بسام الحجار‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪ ،9009،‬ص ‪.99‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Magda Kandil Nazire Nergiz Dincer, A comparative analysis of exchange rate fluctuations and economic activity, International Journal of‬‬
‫‪Development Issues, Vol. 7 Iss 2,2008, p831.‬‬
‫‪2‬‬
‫عدنان تايه النعيمي‪ ،‬إدارة العمالت األجنبية‪ ،‬د ار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬األردن‪،9079 ،‬ص‪.720‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫لنفرض أن معدالت الفائدة في الواليات المتحدة األمريكية قد انخفضت عن المعدالت في ألمانيا‬

‫يتضهح لنها مهن خهالل الشهكل رقهم(‪ )2.7‬أن " ‪ "D1‬الطلهب علهى المهارك فهي الواليهات المتحهدة األمريكيهة‬

‫سهينتقل إلهى" ‪ " D‬بينمها العهرض علهى المهارك فهي ألمانيها ينتقهل إلهى " ‪ ،" S‬فارتفهاع معهدل الفائهدة المحلهي‬

‫سيجذب رؤوس األموال األجنبية وهذا يؤدي إلى ارتفاع قيمة العملة‪.‬‬

‫نستنتج مما سبق أنهه توجهد عالقهة طرديهة بهين ارتفهاع معهدالت الفائهدة و تهدفق اإلسهتثمار األجنبهي‪ ،‬غيهر أن‬

‫هذه المعدالت المرتفعة نسبيا للفوائد يمكن أن ينعكس عنها ارتفاع في معدالت التضخم الذي يؤثر سلبا على‬

‫العملة المحلية‪ ،‬مما يؤثر على رغبة و توجه المستثمرين األجانب لالستثمار في األوراق المالية المقيمة بعملة‬

‫هذا البلد‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬التدخالت الحكومية‬

‫تمثل الرقابة التي تفرضها الحكومات على النشاط االقتصادي من أهم العوامل المؤثرة في أسعار‬

‫الصرف حيث يمكن للدولة أن تؤثر في سعر الصرف من خالل فرض القيود على الصرف األجنبي‬

‫باإلضافة إلى فرض قيود على التجارة الخارجية‪ ،‬إلى جانب التدخل من خالل بيع و شراء العمالت في‬

‫سوق الصرف األجنبي‪ ،‬حيث تعمل بعض الحكومات على التدخل في تعديل سعر صرفها‪ ،‬وذلك بعد محاولة‬

‫البنك المركزي تعديل سعر صرف العملة عندما ال يكون مالئما لسياسته المالية واالقتصادية‪ ،‬وتتم هذه‬

‫التدخالت في حالة تطبيق نظام الصرف الثابت حيث ال يخضع سعر العملة لتفاعل قوى العرض والطلب‬

‫عليها‪ ،‬ففي حال حدوث اختالل في ميزان المدفوعات ستتبع الدولة سياسة انكماشية أو تضخمية إلعادة‬

‫التوازن عن طريق التخفيض أو الرفع في سعر العملة‪ ،‬هذه العملية التي تسمح للدولة في التحكم في كمية‬

‫النقود المعروضة لتجنب تنامي القوى التضخمية في السوق الداخلي‪ ،1‬و بالتالي تعمل على استقرار العملة‬

‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.1‬‬


‫‪1‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫المحلية‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى زيادة ثقة بقية دول العالم في تعامالتهم التجارية والرأسمالية مع الدولة المثبتة‬

‫لسعر صرفها‪.‬‬

‫و من أجل العودة للتوازن يعتمد البنك المركزي على مجموعة من األدوات والتي يستطيع من خاللها التأثير‬

‫بطريقة توسعية أو انكماشية من خالل التأثير على عرض النقد حسب متطلبات الوضع االقتصادي للبلد‬

‫التي تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أدوات السياسة النقدية الكمية‬

‫‪ -7‬عمليات السوق المفتوح‪:‬‬

‫من أكثر األدوات استخداما في الدول المتقدمة ‪ ،‬حيث تتلخص في دخول البنك المركزي في السوق‬

‫المالي بائعا أو مشتريا لسندات الحكومة‪ ،‬حيث يتدخل البنك المركزي بائعا لسندات الحكومة لتلقليل حجم‬

‫النقد المتداول في حالة وجود فجوة تضخمية أو في حالة وجود تضخم لكبح الطلب وتقليل حجم الطلب‪ ،‬مما‬

‫يؤدي إلى تراجع السيولة النقدية المتداولة في االقتصاد‪ ،‬وتسمى هذه اآللية بالسياسة االنكماشية‪ ،‬و العكس‬

‫حيث يتدخل البنك المركزي مشتريا لسندات الحكومة بهدف زيادة السيولة النقدية المتداولة من أجل دفع عجلة‬

‫النمو‪ ،‬وذلك في حالة وجود ركود اقتصادي وتسمى هذه السياسة بالسياسة التوسعية‪.1‬‬

‫‪ -2‬سعر إعادة الخصم‪:‬‬

‫سههعر الخصههم هههو سهعر الفائههدة الههذي يحصههل عليههه البنههك المركههزي لقههاء مهها يعيههد خصههمه مههن أوراق ماليههة‬

‫تقدمها البنهوك التجاريهة للحصهول علهى أمهوال‪ ،‬أو ههو سهعر الفائهدة علهى القهروض التهي يقهدمها البنهك المركهزي‬

‫للبنوك التجارية‪ ،‬ففي حالة اتباع سياسة توسعية لمعالجهة الفجهوة الركوديهة يقهوم البنهك المركهزي بتخفهيض سهعر‬

‫الفائدة الذي يتقاضاه على قروضه للجهاز المصرفي بمعنى أنه يخفهض سهعر الخصهم ممها يحفهز البنهوك علهى‬

‫عيجولي خالد‪ ،‬فعالية تخفيض أسعار الفائدة من البنوك المركزية في الحد من انهيار األسواق المالية في ظل األزمة المالية العالمية الراهنة‪،‬‬
‫‪1‬‬

‫ملتقى دولي حول األزمة المالية و االقتصادية الدولية و الحوكمة العالمية‪، ،‬جامعة سطيف‪،‬الجزائر‪ ،‬يومي ‪ 97- 90‬أكتوبر ‪،9002‬ص‪.1‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫االقتراض منه فتزيد السيولة النقدية المتداولة في البلد‪ ،‬و عند الحاجة لسياسة انكماشية لمكافحة التضخم يقوم‬

‫البنك المركزي برفع سعر إعادة الخصم أي أنه سيقرض البنوك بأسهعار أعلهى ممها يقلهل رغبتهها فهي االقتهراض‬

‫مما يؤدي إلى رفع أسعار فوائدها األمر الذي يقلل الطلب على النقود‪ ،‬و الذي يؤدي إلى تراجع حجم السيولة‬

‫المتداولة في اقتصاد البلد‪.1‬‬

‫‪ -3‬نسبة االحتياطي القانوني‪:‬‬

‫فرض نسبة مئوية معينة من رأس مهال البنهوك التجاريهة تلتهزم باالحتفهاظ بهها لهدى البنهك المركهزي دون‬

‫أن يحصههل علههى أي فوائههد كوديعههة تحههت الطلههب‪ ،‬ففههي حالههة اعتمههاد سياسههة توسههعية لمعالجههة الفجههوة الركوديههة‬

‫يقهوم البنهك المركهزي بتخفهيض نسهبة االحتيهاطي األمهر الهذي يرفهع مهن قيمهة حجهم الطلهب الكلهي وتهدوير عجلههة‬

‫االقتصاد وتنتههي الفجهوة الركوديهة‪ ،‬أمها فهي حالهة الحاجهة إلهى اعتمهاد سياسهة انكماشهية لمكافحهة التضهخم يقهوم‬

‫البنك المركزي برفع نسبة االحتياطي النقدي مما يقلل قدرة البنك علهى خلهق النقهود واالئتمهان ويقلهل حجهم النقهد‬

‫المتداول ويساعد على حل مشكلة التضخم النخفاض الطلب‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدوات السياسة النقدية النوعية‬

‫تستخدم هذه األدوات بهدف السيطرة على حجم النقد المتداول في اقتصاد البلد في الحاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -7‬الرقابة على االئتمان‪ :‬سياسة السقوف االئتمانية بهدف الحد من قدرة البنك على منح االئتمان وبالتالي خلق‬

‫النقود في قطاعات اقتصادية معينة‪.‬‬

‫‪ -9‬الرقابة على األرصدة األجنبية‪ :‬وذلك لتقليل احتفاظ البنك التجاري بأرصدة كبيرة أجنبية في الخارج والهدف‬
‫األساسي من ذلك الحفاظ على استقرار سعر الصرف بتقليل حجم الضغوط عليه عبر آلية الطلب على‬
‫الدوالر واألرصدة األجنبية األخرى‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫بابا عبد القادر‪ ،‬السياسة النقدية في الجزائر بين األداء و الفعالية‪ ،‬الملتقى الوطني حول المنظومة المصرفية في األلفية الثالثة ‪،‬جامعة جيجل‪،‬‬
‫الجزائر‪ 1-2،‬جوان‪،9001‬ص‪. 9‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الحسن محمد أحمد‪ ،‬دور البنوك المركزية في تحقيق اإلستقرار المالي ‪،‬مجلة المصرفي‪ ،‬إدارة البحوث ‪،‬العدد ‪،17‬السودان‪،‬‬
‫ديسمبر‪،9070‬ص‪.49‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫يتضح مما تقدم أن البنك المركزي يعتمد على اتباع وسائل مختلفة كمية و نوعية لتحقيق أهداف السياسة‬

‫النقدية و التي هي جزء من السياسة االقتصادية العامة‪ ،‬ونستنتج أنه ال يمكن تحديد أي من هذه األدوات‬

‫أكثههر فعاليههة مههن غيرههها فههي بلههوغ األهههداف التههي اسههتعملت مههن أجلههها‪ ،‬و أنههه البههد مههن التنسههيق بههين عمههل هههذه‬

‫األدوات كوسائل مكملة لبعضها للوصول إلى رقابة إئتمانية فعالة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مخاطر تقلبات أسعار الصرف‬

‫تعانى كافة دول العالم مند فترة السبعينيات من آثار التقلبات الحادة فى سعر صرف عمالت التقييم على‬

‫المستوى الدولى‪ ،‬و ذلك إثر إنهيار نظام بريتون وودز عام ‪ 7217‬وتتبنى معظم الدول الكبرى نظام سعر‬

‫الصرف العائم‪ ،‬الذي تتميز أسعار الصرف في ظله بتقلباتها المستمرة وما يترتب عن ذلك من آثار سلبية‬

‫بالغة األهمية بالنسبة للمؤسسات دولية النشاط‪ ،‬سواء تعلق األمر بالنشاط المالى أو التجاري على حد سواء‬

‫حيث يبقى التعامل بالعمالت األجنبية من أخطر أنواع المعامالت لمن ال يمتلك الخبرة الكافية بالتعامل في‬

‫أسواق العمالت‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم خطر سعر الصرف‬

‫يعرف خطر الصرف بأنه ذلك التغير اإلجمالي المتزايد في قيمة النقد الوطني الناتج عن تغيرات أسعار‬

‫الصرف‪ ،‬وهو يمس القروض‪ ،‬التحويالت و الديون بالعملة الصعبة‪ 1،‬نالحظ من خالل هذا التعريف أنه ركز‬

‫على مخاطر سعر الصرف التي تمس االقتصاد الوطني للبلد و أوضح أنها مرتبطة أساسا بعمليات االستيراد‬

‫أو التصدير المقيمة بالعملة الصعبة‪ ،‬وكذلك المرتبطة بعمليات االقتراض بالعملة األجنبية إلى جانب‬

‫االستثمارات األجنبية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Michel Jura , Op. cit , p142.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫كما يعرف خطر الصرف أيضا أنه تلك المخاطر التي يتأثر بها أداء المنشأة عن طريق التحركات التي‬

‫تحصل في سعر الصرف‪ ،1‬نستنتج من خالل هذا التعريف أنه ركز على خطر الصرف الذي يمكن أن‬

‫تتعرض له منشآت األعمال التي تعمل في المجال الدولي‪ ،‬حيث تقوم بمراقبة نشاطاتها دوريا لتحديد كيفية‬

‫تعرضها لمخاطر سعر الصرف من أجل حماية منشآتها من التعرض لتك التقلبات‪.‬‬

‫كما تعرف مخاطر الصرف أيضا على أنها تمثل احتمال تحمل الخسائر بسبب التغيرات غير المواتية في‬

‫سعر صرف عملة معينة نسبة إلى العمالت األخرى‪ ،2‬حيث يوضح هذا التعريف أن مخاطر الصرف تعكس‬

‫مدى قدرة المنشأة على تحمل الخسائر الناجمة عن تقلبات أسعار الصرف في السوق‪.‬‬

‫وعليه فإن خطر الصرف يدور حول الضرر الذي يلحق بالنتائج المالية للمؤسسات ذات العالقات‬

‫االقتصادية مع الخارج من ج ارء التقلبات في أسعار صرف عمالت التقويم ألنشطة تلك المؤسسات‪ ،‬حيث‬

‫يتعرض المصدر لخطر الصرف إذا كانت عقوده محددة بالعملة الصعبة غير العملة المحلية ‪ ،‬فعند حدوث‬

‫انخفاض في قيمة العملة المستخدمة في تحرير الفاتورة بالنسبة للعملة الوطنية الخاصة بالمصدر ال يتحصل‬

‫هذا األخير إال المقدار المتفق عليه في العقد‪ ،‬أما المستوردون فيكونون مجبرين على قبول عملة المصدر‬

‫األجنبي‪ ،‬فيتحملون خسارة الصرف عند حدوث ارتفاع في قيمة العملة المتعامل بها بين تاريخ إمضاء العقد‬

‫ووقت تسديد الديون‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع مخاطر سعر الصرف‬

‫التعامل بالعمالت ينطوي على عدة مخاطر تواجه المتعاملين و ال بد أن تؤخذ بعين االعتبار لتفادي‬

‫أو تقليل أثارها‪ ،‬حيث يمكن أن التمييز بين حالتين من الخطر في سعر الصرف‪ ،‬األولى في حالة انخفاض‬

‫‪1‬‬
‫عدنان تايه النعيمي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫‪ 2‬صبيحة قاسم هاشم و آخرون‪ ،‬التحوط المالي لمخاطرة أسعار الصرف باستعمال أدوات الهندسة المالية‪،‬المجلة العراقية للعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد‪،91‬‬
‫العراق‪ ،9002،‬ص‪.9‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫في قيمة العملة األجنبية التي تمت بها الفوترة في عقد التصدير‪ ،‬والحالة الثانية في حالة ارتفاع قيمة العملة‬

‫األجنبية والذي يؤثر بدوره على حجم الصادرات‪ ،‬وسنوضح فيما يلي أنواع مخاطر سعر الصرف‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المخاطر المالية‬

‫وهي تلك المخاطر الناتجة من التقلبات الحاصلة في سعر الصرف و التي تتأثر بها كل أنواع المعامالت‬

‫المستقبلية‪ ،1‬وتنشأ هذه المخاطر بسبب تغيرات في قيمة العملة والتي تحدث فجأة و بحدة في بعض األحيان‬

‫وهي من أكثر المخاطر وضوحا و هذه التقلبات تتكرر باستمرار في ظل نظام تعويم أسعار الصرف‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬مخاطر التمويل‬

‫وهي تلك المخاطر التي يتعرض لها البنك عند ما يجد صعوبة في الحصول على األرصدة االزمة لتمويل‬

‫نشاطه المصرفي‪ ،‬فيضطر إلى سداد أسعار فائدة باهظة على الودائع النقدية المودعة لمدة ‪ 24‬ساعة من‬

‫أجل تمويل أحد الحسابات بالعملة الصعبة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مخاطر االئتمان‬

‫تنتج هذه المخاطر من عدم مقدرة الطرف الآلخر المتعاقد معه على الوفهاء بالتزاماتهه فهي الوقهت المتفهق‬

‫عليه‪ 3،‬كأن يفقد المتعاقد قدرته على الدفع عند موعد االستحقاق كما في حاالت االفالس‪ ،‬أو كأزمة السهيولة‬

‫التي تؤدي إلى تأخير تسليم المبالغ المتعاقد عليها لبضعة أيام أو أسابيع‪.‬‬

‫قهد تتغيههر قهوانين مراقبههة العملههة األجنبيههة فههي الدولههة المتعاقهدة مههع البنهوك العاملههة فيههها ممهها يههؤدي إلههى عههدم‬

‫مقدرتها على تحويل المبالغ المتعاقد عليها نتيجة فرض قيود على إخراج العمالت األجنبية‪.4‬‬

‫رابعا‪ :‬مخاطر األسعار‪ :‬هناك نوعان من األسعار التي تؤثر على عمليات التعامل بالعمالت األجنبية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عدنان تايه النعيمي‪ ،‬مرحجع سابق‪ ،‬ص‪.292‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.741‬‬
‫‪2‬‬

‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬اإلدارة المالية الدولية و التعامل بالعمالت األجنبية‪ ،‬دار الصفاء للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪،9070،‬ص‪.210‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫إسماعيل ابرهيم الطراد‪ ،‬إدارة العمالت األجنبية‪ ،‬مطبعة الروزنا‪ ،‬دون بلد نشر‪،9007 ،‬ص ص‪.999-997‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -7‬النوع األول‪ :‬وهي أسعار الفوائد على العمالت وهو ما يؤثر على عمليات السوق النقدي عندما يكون‬

‫اسههتحقاق عمليههات اإلق هراض واالقت هراض غيههر متطههابق‪ ،‬وعنههدما يكههون هنههاك اخههتالف فههي تههاريخ حههق‬

‫ش هراء و بيههع العملههة فههي عمليههات المقايضههة‪ ،‬و تحههدث المخههاطر نتيجههة التغيههر العكسههي المحتمههل فههي‬

‫أسعار الفائدة‪.1‬‬

‫‪ -9‬النررروع الثررراني‪ :‬و ه ههي أس ههعار العم ههالت األجنبي ههة و المخ ههاطرة فيه هها تظه ههر نتيج ههة التغي ههر العكس ههي‬

‫المحتمل في أسعار العمالت خالل فترة االحتفاظ بها‪.2‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية إدارة مخاطر سعر الصرف‬

‫تتعههرض مختلههف المنشههآت التههي تعمههل فههي المجههال الههدولي لمخههاطر تحركههات أسههعار الصههرف مهها أدى‬

‫إلههى ضههرورة معرفههة مختلههف أنهواع هههذه المخههاطر و أهميههة اإللمههام بههها مههن أجههل تفههادي الخسههائر الناجمههة عنههها‬

‫وسنوضح فيمايلي دواعي اإلهتمام بإدارة مخاطر الصرف ‪:‬‬

‫‪ -‬انتشار ظاهرة التدويل والعمل في بيئة اقتصادية دولية تعتمد على اآلليات النقدية‪ ،‬مما زاد من أهمية االهتمام‬

‫بقضايا سعر الصرف وما يرتبط به من مخاطر‪.‬‬

‫‪ -‬تزايد حدة التقلبات في أسعار الصرف نتيجة لكثرة المعامالت االقتصادية النقدية والتدفقات االستثمارية في‬

‫الساحة الدولية لمواجهة متطلبات التجارة الدولية و التي زادت من الحاجة إلى إستراتيجية جديدة إلدارة خطر‬

‫الصرف‪.3‬‬

‫تقلبات سعر الصرف يمكن أن تؤثر ليس فقط على الوضعية المالية للمؤسسة دولية النشاط بل قد يمتد‬ ‫‪-‬‬

‫تأُثيرها ليشمل التنمية االقتصادية فى الدولة المعنية‪.‬‬

‫بلعزوز بن علي‪ ،‬استراتيجيات إدارة المخاطر في المعامالت المالية‪ ،‬مجلة الباحث‪ ،‬العدد‪،01‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،9070-9002،‬ص‪.994‬‬
‫‪1‬‬

‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.9072-971‬‬


‫‪2‬‬

‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬تقنيات إدارة مخاطر سعر الصرف‪،‬مداخلة مقدمة ضمن فعاليات المؤتمر الدولي‪:‬إدارة المخاطر و اقتصاد المعرفة‪،‬كلية العلوم‬
‫‪3‬‬

‫االقتصادية و العلوم اإلدارية‪،‬جامعة الزيتونة‪ ،‬األردن‪ 77-72 ،‬ماي ‪،9001‬ص ص‪.4-9‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬التحكم في خطر الصرف و إدارته بكفاءة و فعالية يعمل على تحسين القدرة التنافسية للمؤسسات‪ ،‬على‬

‫اعتبار أن هذا الخطر يعتبر عامال هاما ومحددا ألسعار التكلفة خاصة فى مثل دول العالم الثالث التي‬

‫تستند في مدخالت عملياتها اإلنتاجية إلى مواد أولية و وسيطة مستوردة‪.1‬‬

‫نستخلص مما سبق أن إدارة مخاطر العمالت األجنبية ذات أهمية كبيرة فى الوقت الراهن خاصة بالنسبة‬

‫لمؤسسات الدول النامية و تلك التي عرفت تحوالت فى نظامها االقتصادي نحو النظام الحر‪ ،‬حيث أن‬

‫مخاطر سعر الصرف تتجلى أكثر في النظم المرنة حيث تتقلب أسعار الصرف يوميا‪ ،‬و على المؤسسات‬

‫و البنوك أن تضع هذه المخاطر في اعتبارها‪ ،‬وعلى الرغم من التعقيد المتزايد لهذه العملية إال أنه من‬

‫الممكن إحتواء هذه المخاطر و هو ما يستدعي إدارة تقلبات سعر الصرف بعناية فائقة و بكل حذر و فعالية‬

‫وهذا من خالل انتقاء األدوات أو التقنيات المستخدمة في هذا الشأن بحسب الوضع االقتصادي و طبيعة‬

‫المعامالت االقتصادية لكل دولة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬أساليب إدارة مخاطر تقلبات أسعار الصرف األجنبي‬

‫يوجد العديد من األساليب واإلجراءات و التدابير من أجل التقليل أو تجنب الوقوع فى خطر الصرف‬

‫عن طريق التقليل من حجم الديون المحررة بالعمالت األجنبية أو التأثير على آجال الدفع أو غيرها من‬

‫اإلجراءات األخرى‪ ،‬حيث توجد هناك مجموعتين من تقنيات إدارة خطر الصرف‪ ،‬تقنيات داخلية و أخرى‬

‫خارجية‪:‬‬

‫الفرع األول‪:‬األساليب الداخلية لتغطية خطر الصرف‬

‫تتمثل هذه األساليب في السياسات التي تنتهجها االدارة المالية للمجموعة بالنسبة للوحدات التابعة لها دون‬

‫اللجوء إلى أي طرف خارجي ‪.‬‬

‫سماعيلي فوزي‪ ،‬تدفقات رؤوس األموال و ترتيبات أسعار الصرف في األسواق الناشئة و االقتصاديات االنتقالية ‪-‬البدائل الممكنة لنشوء‬
‫‪1‬‬

‫االقتصاد الجزائري‪ ، -‬مجلة ابحاث اقتصادية و إدارية‪،‬العدد‪ ،50‬جامعة بسكرة‪ ،‬الجزائر‪،‬جوان‪ ،9552‬ص‪.27‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫و تتكون هذه األساليب من‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الت ثير على حجم الديون بواسطة عملية المقاصة‬

‫ويقصد بهذا األسلوب إجراء المقاصة بين المستحقات و المطلوبات لكل مؤسسة اتجاه األخرى دون‬

‫االحتفاظ بمراكز مكشوفة بالنقد األجنبي في دفاترها‪ ،‬و يتم تسوية الصافي بسداده لألطراف المستحقة‪ ،‬وهذا‬

‫األسلوب يعمل على التخفيض من عدد المدفوعات التي تتم بين الوحدات المختلفة داخل المجموعة‪ ،‬كما‬

‫يعمل هذا األسلوب أيضا على تخفيض المصاريف البنكية ‪ ،‬كما يساعد على إحكام الرقابة على التسويات‬

‫المالية الداخلية بين الوحدات المختلفة‪ ،1‬وذلك من خالل إجراء مقاصة بين ذمة و دين محررين بنفس العملة‬

‫و لهما نفس تاريخ اإلستحقاق بحيث تقوم المؤسسة بتغطية متبادلة للمبلغ األقل‪ ،‬و هنا يستمر احتمال تعرض‬

‫المؤسسة لخطر الصرف بالنسبة للرصيد المتبقي فقط‪ ،2‬ويتم تطبيق هذا األسلوب في الشركات التي تتعامل‬

‫مع بعضها البعض داخل المجموعة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسلوب المطابقة‬

‫يقصد بأسلوب المطابقة مطابقة التدفقات النقدية األجنبية الداخلة و الخارجة من الوحدة االقتصادية في‬

‫نفس المواعيد تقريبا‪ ،‬بحيث يتم استخدام عملة أجنبية واحدة في سداد المدفوعات المطلوبة‪ ،‬ويكمن الفرق بين‬

‫المقاصة والمطابقة في كون األولى تستخدم في حالة التدفقات النقدية بين وحدات اقتصادية تضمها مجموعة‬

‫واحدة أما المطابقة فتستخدم بين هذه الوحدات بعضها البعض أو بينها و بين طرف ثالث‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬أسلوب التعجيل أو التباطؤ(تسيير آجال العملية)‬

‫يتم تسيير آجال العملية إما عن طريق تأجيل أو تعجيل المقبوضات أو المدفوعات بالعملة األجنبية حيث‬

‫يتم سداد االلتزام المالي قبل فترة من تاريخ االستحقاق وفق أسلوب التعجيل‪ ،‬وسداد مبلغ االلتزام بعد فترة من‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.182‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.180‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫تاريخ استحقاقه وفق أسلوب التأجيل‪ ،‬وذلك من أجل االستفادة من التغيرات المتوقعة ألسعار الصرف بالزيادة‬

‫أو النقصان بما يتفق مع مصلحة الوحدة‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬إصدار الفواتير بعملة أجنبية قليلة التقلبات‬

‫في الكثير من األحيانا يلجأ المصدرين إلى إصدار فواتير بضاعتهم المعدة للتصدير بالعملة التي تعرف‬

‫إستقرار في قيمتها والتي يثقون بها‪ ،‬أو بالعملة التي لها سوق صرف آجل حتى يتمكن من إجراء التغطية‬

‫الالزمة‪ ،2‬حيث أن كل من المصدر و المستورد يفضل أن يكون إصدار الفاتورة بعملة دولته حتى ال يتعرض‬

‫لمخاطر الصرف‪ ،‬إال أن المؤسسات فى الدول النامية عادة ما تكون مضطرة لقبول عمالت دولية مفروضة‬

‫عليها و ليس لها إمكانية اختيار عملة الفوترة إال ناد ار‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الت ثير على التدفقات التجارية للمؤسسة‬

‫تلجأ المؤسسة إلى هذا اإلجراء بناء على توقعاتها المستقبلية بشأن أسعار صرف العملة‪ ،‬فإذا توقعت‬

‫حدوث تغي ار كبي ار فى سعر صرف العملة خالل فتر قصيرة من الزمن تقوم بتعديل برنامج استيرادها من‬

‫المستلزمات اإلنتاجية و ذلك برفع الكميات المستوردة ‪ ،‬و تسعى إلى تسريع طلبياتها تجنبا للخسارة المحتملة‬

‫و العكس فى حالة التصدير‪ ،3‬حيث تقوم المؤسسات بزيادة التدفقات النقدية الداخلة للمؤسسة بعملة يتوقع‬

‫ارتفاع قيمتها‪ ،‬في نفس الوقت يتم زيادة التدفقات النقدية الخارجة من المؤسسة بعملة نقدية من المتوقع‬

‫انخفاض قيمتها‪ ،4‬و ينبغي أن يتم ذلك بدراسة وافية إلمكانيات المؤسسة المالية وكذا قدرتها التفاوضية‬

‫والتخزينية وكذا قدرة العميل على تنفيذ الصفقة‪ ،‬و ذلك من خالل رسم إستراتيجية للمؤسسة بشأن الصادرات‬

‫والواردات و تحقيق التوازن بينهما‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬حول أهمية إدارة مخاطر الصرف‪ -‬حالة البلدان التي تمر بمرحلة انتقال‪،-‬مجلة البحوث و الدراسات‪،‬العدد‪ ،79‬جامعة‬
‫قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،7222،‬ص‪.774‬‬
‫‪2‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.186‬‬
‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬تقنيات إدارة مخاطر سعر الصرف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.1‬‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.186‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األساليب الخارجية لتغطية خطر الصرف‬

‫يقصد باألساليب الخارجية لتغطية مخاطر الصرف األجنبي الدخول في عالقات تعاقدية مع طرف خارجي‬

‫لتغطية مخاطر تقلبات أسعار الصرف وذلك بعد فشل األساليب الداخلية في تغطية هذه المخاطر‪ ،‬وفيمايلي‬

‫بعض األساليب الخارجية لتغطية خطر الصرف‪:‬‬

‫أوال‪ :‬القروض المتقاطعة بالعملة األجنبية‬

‫تتلخص هذه التقنية في قرضين متبادلين بنفس المدة وبنفس المبلغ‪ ،‬و بعملتين مختلفتين وهو يعني‬

‫الدفع الفعلي للمبالغ المتفق بشأنها و استرجاعها في تاريخ اإلستحقاق و عملية ‪ SWAP‬الخاصة بالعملة‬

‫يمكن أن تكون محل تعاقد بين مؤسستين في نفس الدولة (مصدر‪ ،‬ومستورد) لهما نفس الحاجة المتناظرة‬

‫ولكن هذه حالة نادرة الوقوع وأغلب هذه العمليات في الحياة العملية تتم بين البنك و زبائنه‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬تسبيقات بالعملة األجنبية‬

‫وهي تقنية موجهة للمؤسسات التي ترغب في تغطية حاجاتها من السيولة وتغطية خطر الصرف في‬

‫نفس الوقت‪ ،‬هذين الهدفين يمكن التوصل إلى تحقيقهما بطريقة منفصلة عن طريق اإلقتراض بالعملة المحلية‬

‫واستعمال الصرف األجل في نفس الوقت‪ ،‬وهناك أسلوب آخر يتمثل في االقتراض بالعملة األجنبية‬

‫واستبدال المبلغ المقترض مباشرة بالعملة المحليهة‪ ،‬فهذه الطريقة تمكن المصدر من االستفادة من إئتمان‬

‫قصير األجل يستعمله في تمويل عملياته‪ ،‬يقوم فيما بعد بتسديده بواسطة العملة الصعبة التي سيتلقاها من‬

‫زبونه في تاريخ االستحقاق أما إذا كانت رغبة هذه المؤسسة القضاء نهائيا على خطر الصرف فعليها أال‬

‫تقترض إال المبلغ الذي إذا أضفنا إليه الفوائد يصبح نفس المبلغ المرتقب تحصيله من الزبون‪.2‬‬

‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬تقنيات إدارة مخاطر سعر الصرف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.7‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ثالثا‪ :‬تغطية خطر الصرف عن طريق شركات الت مين على التجارة الخارجية‬

‫تعمل شركات التأمين المتخصصة على تقديم الضمانات لبعض المؤسسات االقتصادية التي ال‬

‫يمكنها استعمال أساليب التغطية السابقة نتيجة لوجود رقابة صارمة على سياسة الصرف‪ ،‬أو نتيجة عدم‬

‫تمكنها من تغطية خطر الصرف بالنسبة لعمالت معينة‪ ،‬و تختلف هذه الضمانات المقدمة من شركات‬

‫التأمين من شركة إلى أخرى بحيث قد تتعلق هذه الضمانات به ‪:‬‬

‫‪ -7‬ضمانات تطبق على الصادرات والواردات‪ ،‬حيث يتعلق الضمان في هذه الحالة على رقم األعمال المرتقب‬

‫(حجم صادراتها) أو حجم المشتريات المتوقع (اإلستيراد)‪ -‬فالمؤسسة طالبة الضمان يمكن لها أن تختار فترة‬

‫التغطية التي تمتد من ‪ 9‬إلى ‪ 77‬شه ار وكذلك العملة المراد تغطيتها من بين العديد من العمالت التي تغطيها‬

‫هذه الشركات‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أن تكلفة التغطية تعتمد على ماهية العملة المغطاة ومدة التغطية (العمولة‬

‫من ‪ % 0.02‬إلى ‪، )% 7.2‬حيث أن سعر الصرف المغطى هو سعر الصرف الفوري في تاريخ التوقيع‬

‫على اإلتفاق بين المؤسسة وشركة التأمين‪ ،‬باإلضافة إلى أن المؤمن قد يستفيد من جزء من األرباح الناجمة‬

‫في التميز اإليجابي لسعر الصرف‪ ،‬كما أن الضمانات المقدمة للمصدر لتغطية الخسائر المحتملة في حالة‬

‫إنخفاض سعر الصرف تكون بين تاريخ تقديم العرض من المصدر إلى زبونه‪ ،‬وتاريخ التوقيع الفعلي للعقد‪. 1‬‬

‫وخالصة لما تقدم نستنتج أن إدارة مخاطر سعر الصرف تعتبر عملية على درجة كبيرة من التعقيد‬

‫تهدف على ترشيد النتائج المالية للمؤسسات المعنية‪ ،‬وذلك إلرتباطها بالتطورات المتجددة بإستمرار باألساليب‬

‫المستعملة للوقاية من مخاطر التغيرات الحاصلة في العمالت‪ ،‬مما يتطلب مراجعة قواعد العمل بصفة دورية‬

‫و منتظمة من قبل المكلفين بتأديتها‪ ،‬وذلك من خالل تسجيل عملية إدارة مخاطر الصرف ضمن‬

‫اإلستراتيجية العامة للمؤسسة و اختيار التقنية األنسب حسب طبيعة النشاط و محيط العمل‪ ،‬حيث تشكل هذه‬

‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.79‬‬


‫‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫األساليب نظام متكامل إلدارة مخاطر الصرف بالنسبة ألي مؤسسة تعمل في مجال دولي يتميز بالتقلبات‬

‫في سوقي النقد و المال بالنسبة للعمالت األجنبية ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬سوق الصرف األجنبي‬

‫إن القيام بعمليات االستيراد يتطلب من الدولة الحصول على عملة الدولة المصدرة أو عملة متفق عليها‬

‫لتسديد قيمة المنتجات المستوردة‪ ،‬وفي حالة التصدير تحصل الدولة أو المؤسسة المصدرة على قيمة‬

‫صادراتها بالشروط المتفق عليها‪ ،‬هذا التالقي بين الطلب على الصرف األجنبي و العرض عليه يقودنا إلى‬

‫التعرف على سوق الصرف أين تتم هذه المعامالت‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم سوق الصرف و وظائفه‬

‫يضم سوق الصرف األجنبي كل المعامالت التي تستلزم تبادل العمالت الدولية المختلفة‪ ،‬إذ أنه ليس‬

‫كباقي األسواق ا لمالية أو التجارية ‪ ،‬فسوق الصرف األجنبي ليس محدد بمكان معين يجمع بين البائعين‬

‫والمشترين مثل ما يحدث في السوق المالي إذ يجتمع أطراف التعامل في مكان محدد يعرف ببورصة األوراق‬

‫المالية ‪ ،‬حيث يتم التعامل في سوق الصرف األجنبي عن طريق أجهزة التلفون و التلكس و الفاكس داخل‬

‫غرف التعامل في الصرف األجنبي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سوق الصرف األجنبي‬

‫يعرف سوق صرف العمالت األجنبية على أنه سوق غير منظم‪ ،‬ليس له مكان محدد يتم فيه التعامل‬

‫على العمالت المختلفة‪ ،‬إذ يجري التعامل من خالل شبكة اتصاالت عالمية ‪ ،‬و التجار األساسيين في تلك‬

‫السوق هم عادة البنوك التجارية الكبيرة والبنوك المركزية‪ ،1‬نالحظ من خالل هذا التعريف أنه ركز على أن‬

‫سوق الصرف ليس له مكان محدد كما ال يقتصر على بلد واحد‪ ،‬فكل المتعاملين في بيع و شراء العملة‬

‫‪1‬‬
‫منير إبراهيم هندي‪ ،‬الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل ‪،‬توزيع منشأة المعارف‪ ،‬مصر‪،7227،‬ص‪.442‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الوطنية بالعمالت األجنبية سواء كانوا أفراد أو مؤسسات عامة أو خاصة أو بنوك وطنية أو أجنبية يشكلون‬

‫أجزاء من سوق الصرف‪.‬‬

‫كما يعرف سوق الصرف األجنبي أيضا بأنه‪ :‬إلتقاء البائعين و المشترين للعمالت المختلفة‪ ،‬بغض النظر‬

‫عن الزمان و المكان‪ ،‬و يتم االتفاق على معلومات و آليات و أنظمة معينة من أجل االستفادة من فروقات‬

‫األسعار أو لتحقيق احتياجات عمليات تبادل السلع و الخدمات و األوصول المالية و الموارد األخرى‪.1‬‬

‫نالحظ من خالل هذا التعريف أنه يضيف لألول باإلضافة إلى المكان الذي يتم فيه التبادل‪ ،‬ضرورة‬

‫اتفاق الطرفين على عملة المبادلة والمعلومات الخاصة بطبيعة الصفقة من أجل اإلستفادة من فروقات‬

‫األسعار بين البلدين‪.‬‬

‫ويعرفه ( ‪ )Jean marc siroèn‬على أنه السوق الذي يتم فيه تبادل العمالت األجنبية مقابل عمالت‬

‫وطنية ‪ ،‬و إذا تم هذا التبادل في نفس اليوم يسمى" فوري "‪،‬أم إذا تم االتفاق على أن يكون الدفع في‬

‫المستقبل يسمى به "الصرف اآلجل"‪.2‬‬

‫نالحظ من خالل هذا التعريف أنه ركز على آجال عملية المبادلة بين الطرفين حيث إذا كانت المبادلة في‬

‫نفس تاريخ انعقاد الصفقة يسمى سعر صرف فوري‪ ،‬أما إذا كان في تاريخ الحق يسمى سعر صرف آجل‪.‬‬

‫ويعد سوق الصرف ذلك اإلطار التنظيمي الذي يمكن من خالله لألفراد و المؤسسات و البنوك بيع‬

‫و شراء النقد األجنبي لألغراض المختلفة للتبادل الدولي‪ ،3‬و هو أكبر األسواق في العالم حيث يتجاوز حجم‬

‫‪.4‬‬
‫عملياته اليومية أكثر من مائة مليار دوالر‬

‫ومن خالل التعاريف السابقة نستنتج أن سوق الصرف يتميز بمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬يتم التعامل في سوق الصرف بواسطة أدوات االتصال الحديثة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫هوشيار معروف ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.977‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean Marc Siroèn,Finances Internationales,Arnaud colin ,Paris,1993,p78‬‬
‫‪3‬‬
‫رمضان محمد مقلد و عبد الوهاب نجا‪ ،‬مبادئ االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،9001،‬ص‪.920‬‬
‫‪4‬‬
‫السيد محمد السريتي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.941‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬هو سوق ال إطار مادي له‪.‬‬

‫‪ -‬أسواق الصرف تعمل يوميا على مدار الساعة‪ ،‬وكلما تطورت شبكات االتصاالت الدولية‬

‫انخفضت تكاليف هذه الشبكات ما يؤدي إلى زيادة نشاط أسواق الصرف األجنبي‪.‬‬

‫‪ -‬يتميز سوق الصرف األجنبي بالحساسية المفرطة للظروف االقتصادية والسياسية مما يرفع درجة‬

‫مخاطر االستثمار فيه‪.‬‬

‫حاصل ما تقدم أن سوق الصرف هو الذي في إطاره يتم تحويل العمالت ‪ ،‬والواقع أنه في سوق الصرف‬

‫يتم تداول العمالت األجنبية وكل األوراق المقومة بعمالت أجنبية‪ ،‬سواء كانت أوراق مالية كاألسهم والسندات‬

‫أو أوراق تجارية كالكمبياالت والشيكات و الحواالت التلغرافية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف سوق الصرف األجنبي‬

‫يضطلع سوق الصرف األجنبي بعدة وظائف نوجز أهمها فيمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تحويل األموال أو القوة الشرائية بين الدول‬

‫أهم وظيفة ألسواق الصرف األجنبي هي تحويل األموال أو القوة الشرائية من دولة إلى أخرى‪ ،‬و يتم عادة‬

‫هذا التحويل عن طريق التحويل التلغرافي‪ ،‬الذي هو عبارة عن شيك يرسل بالبرق بدال عن البريد‪ ،‬وعن‬

‫طريقه يصدر أحد البنوك المحلية تعليماته إلى بنكه المرسل في مركز نقدي أجنبي بأن يدفع قد ار معينا من‬

‫العملة المحلية السائدة هناك إلى أي شخص أو مؤسسة أو حساب‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التغطية من مخاطر الصرف األجنبي‬

‫عادة ما تتقلب أسعار الصرف األجنبي عبر الزمن لظروف معينة‪ ،‬وبذلك فإن أي شخص يقوم باستالم‬

‫أو دفع مبالغ بعملة أجنبية يتعرض لمخاطر الصرف إما لخطر دفعه أكثر أو تسلمه أقل مما يتوقع بداللة‬

‫العملة المحلية‪ ،‬ويمكن تجنب أو تغطية هذا الخطر في الصرف األجنبي من خالل عملية التغطية‪ ،‬و يقصد‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.942‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫بالتغطية" تجنب الخسارة المترتبة على تقلبات سعر الصرف‪ ،‬حيث يتم االتفاق على بيع و شراء صرف‬

‫أجنبي في سوق الصرف يسلم مستقبال بناء على ثمن يتفق عليه في الحال عن طريق بنك تجاري لقاء فائدة‬

‫معينة‪".1‬‬

‫مثال ‪:‬شركة يابانية مدينة بمبلغ ‪ 1000‬دوالر لمصدر أمريكي يستحق الدفع بعد ‪ 9‬شهور عند السعر الفوري‬

‫‪1‬دوالر= ‪1.3‬ين‪ ،‬ففي هذه الحالة يتوجب على الشركة اليابانية دفع ما يعادل ‪ 1300‬ين للمصدر‬

‫األمريكي‪ ،‬إذا ارتفع سعر الصرف الفوري بعد ‪ 9‬شهور إلى ‪ 1.4‬ين للدوالر‪ ،‬حيث يتوجب على هذه الشركة‬

‫دفع ‪ 1400‬ين أي بفارق ‪ 100‬ين قبل ‪ 9‬شهور‪ ،‬ومن خالل عملية التغطية يمكن للشركة اليابانية اليوم‬

‫شراء ‪ 1000‬دوالر ب ‪ 1.3‬ين للدوالر لتتسلمها بعد ‪ 9‬شهور بغض النظر عن السعر الحاضر السائد في‬

‫ذاك الوقت متجنبة أي مخاطر في الصرف في موعد تسديد االلتزام‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقديم االئتمان الالزم لتمويل التجارة الخارجية‬

‫وذلك من خالل قيام أحد البنوك بمنح ائتمان‪ ،‬فعندما يقوم البنك بفتح اعتمادات بالعمالت األجنبية أكثر‬

‫من حجم الودائع لديه فإنه يكون قد منح ائتمانا لتمويل التجارة الخارجية‪.2‬‬

‫ونستخلص مما سبق أن البنوك التجارية تعمل كبيوت مقاصة في الصرف األجنبي من خالل العرض‬

‫والطلب على العمالت األجنبية من اجل تسوية المعمالت الخارجية بواسطة المقيمين في هذه الدولة‪ ،‬وفي‬

‫حالة غياب هذ ه الوظيفة فإن المستورد الجزائري الذي يحتاج إلى األورو مثال سيكون عليه أن يبحث عن‬

‫مصدر جزائري يتعامل معه باألورو في حالة البيع وهذا سيكون مضيعة للوقت وغير كفء وسيكون بمثابة‬

‫العودة إلى تجارة المقايضة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عرفات تقي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.777‬‬
‫‪2‬‬
‫السيد محمد السريتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.942‬‬

‫‪60‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تنظيم أسواق الصرف‬

‫إن سوق الصرف األجنبي ألية عملة كالدوالر مثال يتكون من جميع المراكز التي يباع فيها الدوالر‬
‫ويشترى مثل لندن ‪ ،‬باريس ‪ ،‬طوكيو‪ ،‬هونغ كونغ ‪...‬الخ وعادة ما تكون جميع هذه المراكز على اتصال‬
‫مباشر ودائم مع بعضها البعض من خالل شبكة االتصاالت والمعلومات الدولية‪ ،‬حيث تعمل أسواق الصرف‬
‫على مدار الساعة بواسطة التلفون والتلكس‪ ،‬وأي طرف يتدخل في سوق الصرف سواء كان بائع أو مشتري‬
‫يعتبر متعامل في سوق الصرف ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المتعاملون في سوق الصرف األجنبي‬

‫يتدخل في سوق الصرف مجموعة من األعوان من أجل بيع أو شراء العمالت األجنبية وهؤالء‬

‫المتعاملين هم‪:‬‬

‫أوال‪ :‬البنوك التجارية‬

‫تعتبر البنوك التجارية مركز ثقل سوق الصرف‪ ،‬حيث تتتمثل وظيفتها األساسية في قبول الودائع من‬

‫األفراد والمؤسسات و اإلدارات العامة واعادة استخدامها في منح اإلئتمان والخصم و بقية العمليات المالية‬

‫للوحدات االقتصادية‪ ،1‬إذ تقوم بعمليات لحساب زبائنها تتمثل في بيع وشراء العمالت‪ ،‬إقراض العمالت‬

‫وعمليات لحسابها الخاص‪ ،‬عمليات التحكيم‪ ،‬وتمويل احتياجات البنوك األجنبية بالعملة المحلية‪. 2‬‬

‫وتتدخل البنوك التجارية في سوق الصرف بغرض تنفيذ أوامر زبائنها و لحسابها الخاص‪ ،‬فأعوان‬ ‫و‬

‫الصرف العاملون في البنوك يجمعون أوامر الزبائن ويقومون بالمقاصات و يحولون الفائض من عرض‬

‫أو طلب العمالت الصعبة إلى السوق ‪ ،‬ويتوفرون على أجهزة إعالم آلي تتضمن آخر األسعار المطبقة بين‬

‫البنوك في مختلف الساحات المحلية العالمية‪ ،‬و مهمة أعوان الصرف هي معالجة األوامر قصد تمكينها من‬

‫الحصول على أفضل سعر و حقيق مكاسب لصالح بنوكهم‪ ،‬وغالبا ما تتم هذه العمليات عن طريق الوسطاء‬

‫عبد الحسن جليل عبد الحسن الغالبي‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.99‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫مورد خان كريانين‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.921‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫حيث أن البنوك تعرض عن البوح بمراكزها للمنافسين في نفس السوق و يظل إسمها في طي الكتمان خالل‬

‫قيام الوسيط بمهامه‪ ،1‬حيث تشكل التعامالت بين البنوك معظم األنشطة في سوق الصرف األجنبي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البنك المركزي‬

‫يتدخل البنك المركزي للقيام بعمليات السوق المفتوحة بائعا و مشتريا للعمالت األجنبية ‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫دوره في تنفيذ أوامر الحكومة باعتباره بنك الدولة بخصوص المعامالت في العملة‪ ،‬و هذا التدخل بالنسبة‬

‫للبنك المركزي يتم عادة من أجل حماية مركز العملة المحلية أو بعض العمالت األخرى كونه المسؤول األول‬

‫عن سعر صرف العملة‪.2‬‬

‫و يكون على البنوك المركزية التدخل في سوق الصرف طبقا لبعض الترتيبات كاتفاقية صندوق النقد‬

‫الدولي )‪ ،(F.M.I‬كما قد تتعامل البنوك المركزية في سوق الصرف بصفة رسمية مكشوفة ‪(Assum High‬‬

‫)‪ Profile‬كما تلجأ إلى خدمات السماسرة لتعمل في شكل مستمر‪ ،‬و من أجل تجنب التأثير على عرض‬

‫النقود يقوم البنك المركزي بما يسمى" التدخل المعقم"‪ ،‬ويمكن لهذا األخير أي يؤثر على سعر الصرف من‬

‫خالل قناتين هما ‪:‬‬

‫‪-1‬قناة تغير األسعار النسبية لألصول المحلية واألجنبية‪ :‬حيث تقوم السلطات النقدية بتعقيم شراء‬

‫المواطنين للعمالت األجنبية وذلك عن طريق قيامها بشراء السندات المحلية‪.‬‬

‫‪-2‬قناة التوقعات‪ :‬بما أن المتعاملين يعتقدون أن السلطات النقدية لديها معلومات أكثر من تلك التي‬

‫بحوزتهم حول أسواق الصرف‪ ،‬فإنهم مباشرة بعد شعورهم بتدخلها في األسواق يقومون بتعديل توقعاتهم حول‬

‫سعر الصرف‪ ،‬وفقا التجاه تدخل الحكومة‪ ،‬حيث إذا كان التدخل في شكل شراء للعملة فسعر الصرف‬

‫سوف ينخفض‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد المجيد قدي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.707‬‬
‫‪2‬‬
‫صالح الدين حامد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.9‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.90‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ثالثا‪ :‬المستخدمون التقليديون‬

‫ويتمثل هؤالء المستخدمين في‪ :‬المستوردين‪ ،‬المصدرين‪ ،‬السياح‪ ،‬المستثمرين الذين يستبدلون العملة‬

‫المحلية بالعمالت األجنبية نظير معامالتهم األجنبية‪ ،‬باإلضافة إلى المضاربين من أفراد ومدرين ماليين‬

‫للشركات الذين يتاجرون في العمالت األجنبية من أجل تحقيق أرباح قصيرة األجل‪ ،‬و هؤالء هم الطالبون‬

‫والعارضون المباشرون للعمالت األجنبية‪ ،‬أي يعملون على تقديم أوامر البيع و الشراء إلى البنوك التجارية‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬سماسرة الصرف‬

‫‪2‬‬
‫سماسرة الصرف األجنبي تتمثل في منشآت مهمتها عقد صفقات العمالت األجنبية بين البنوك التجارية‬

‫إذ أن تدخلهم ليس إجباري لكن يسهل عقد الصفقات‪ ،‬حيث يعتبر سماسرة الصرف وسطاء نشطين يقومون‬

‫بتجميع أوامر الشراء أو البيع للعمالت األجنبية لصالح عدة بنوك أو متعاملين آخرين‪ ،‬كما يقومون بضمان‬

‫االتصال بين البنوك واعطاء معلومات عن التسعيرة المعمول بها في البيع والشراء دون الكشف عن أسماء‬

‫المؤسسات البائعة أو المشترية لهذه العمالت‪.3‬‬

‫ومع تطور العمل المصرفي ظهر ما يعرف بالسماسرة اإللكترونيين‪ ،‬وهم عبارة عن شبكات إلكترونية‬

‫خاصة تعمل في أسواق الصرف الدولية‪ ،‬تعرض أسعار العمالت الدولية و تقدم الخدمات اإلرشادية مقابل‬

‫رسوم أو عموالت مختلفة وتشكل بيوت السمسرة (‪ )Courtage House‬نشاطات هامة للغاية في بريطانيا‬

‫و الواليات المتحدة‪ ،‬ففي لندن ونيويورك ينفذ جزء كبير من المعامالت بواسطة السماسرة المستقلين الذين‬

‫يعملون لحساب البنوك‪ ،‬وتتم مكافأتهم من قبل لجنة السماسرة‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫كامل البكري‪ ،‬االقتصاد الدولي" التجارة الخارجية و التمويل"‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪ ،9007 ،‬ص‪.941‬‬
‫‪2‬‬
‫كامل البكري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.744‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد المجيد قدي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.702‬‬
‫‪4‬‬
‫سعود جايد العامري‪ ،‬المالية الدولية نظرية وتطبيق‪ ،‬دار زه ارن للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ، 2008 ،‬ص‪. 11‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أسس التعامل في أسواق الصرف‬

‫يتم التعامل في أسواق العمالت األجنبية خالل أيام األسبوع ماعدا يومي السبت و األحد ‪ ،‬و ذلك خالل‬

‫ثمانية ساعات في اليوم ‪ ،‬أي من الساعة التاسعة صباحا إلى غاية الساعة الرابعة بعد ظهر يوم العمل ‪ ،‬أما‬

‫بالنسبة للغة المستعملة في أسواق العمالت األجنبية هي اللغة االنجليزية‪ ،‬وهناك بعض المصطلحات‬

‫االنجليزية و في بعض األحيان يتم التعامل بلغات أخرى مثل الفرنسية‪ ،‬إال أنه تبقى المصطلحات اإلنجليزية‬

‫هي المستعملة دوليا حتى في حالة استعمال لغات أخرى مثل‪(Hedging- Outright - Swap - Forward –:‬‬

‫)‪.1 Spot‬‬

‫وتقوم البنوك في أسواق العمالت األجنبية بإعطاء سعرين أحدها للشراء و اآلخر للبيع‪ ،‬و تترك حرية‬

‫للمتعامل الختيار اتجاه التعامل الذي يرغب به‪ ،‬في حين يوجد بعض البنوك تعطي سع ار واحدا فقط‪ ،‬أي‬

‫باتجاه واحد رغبة منها في شراء أو بيع العمالت األجنبية‪.2‬‬

‫ومن أجل تجنب الخسائر التي قد تنتج من عمليات السوق فإنه على المتعاملين أن يحرصوا على تطبيق‬

‫أسس وقواعد التعامل في أسواق الصرف والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬إنهاء العملية و التفاق على السعر بسرعة‪ ،‬حيث أن أي تأخير في تنفيذها قد يسبب بعض الخسائر‬

‫لألطراف المتعاملة فيه‪.‬‬

‫‪ ‬أن يبقى المتعاملون على معرفة بكل تقلبات األسعار وظروف السوق‪ ،‬حتى يكون بمقدرتهم إجراء التعديالت‬

‫المستمرة لألسعار وفق متطلبات السوق‪.‬‬

‫‪ ‬أن يوسع المتعاملون الهامش بين سعري الشراء والبيع وخاصة في أيام التذبذب الشديد في أسعار العمالت‪.‬‬

‫‪ ‬إعطاء المتعاملين أسعار ملزمة ال يعني التزامها بأية مبالغ تفرض عليهم إذا كانت تقل أو تزيد عن الحدود‬

‫المتعارف عليها لكل عملية منفردة‪.1‬‬

‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫شقيري نوري موسى وآخرون‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.121-121‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ ‬يقدم المتعاملون األسعار لإلعالم فقط ‪ ،‬مع عدم اإللتزام بها إال بعد التأكد من رغبة الطرف المقابل في‬

‫إجراء عمليات مؤكدة و يجب التعامل بسرعة كبيرة ‪ ،‬وعلى المتعاملين التفكير السريع في اتخاذ الق اررات‬

‫باإلضافة إلى أنه يتوجب عليهم البقاء على اتصال دائم بالسوق‪.‬‬

‫‪ ‬ال يوجد حد أدنى للصفقة الواحدة في سوق العمالت إال أن بعض بنوك لندن الكبيرة تعتبر مبلغ ‪100‬ألف‬

‫جنيه إسترليني هو الحد األدنى بينما تعتبر البنوك الصغيرة مبلغ ‪ 50‬ألف جنيه إسترليني هو الحد األدنى‪.‬‬

‫‪ ‬هناك قانون غير مكتوب في السوق ينص على أنه إذا تم االتفاق على سعر معين فان هذا السعر يكون‬

‫ملزما و ال يمكن التراجع عنه‪.‬‬

‫‪ ‬يتم التعامل عادة في سوق العمالت األجنبية من خالل الوسطاء فيه‪ ،‬حيث تقوم البنوك بتسمية أسعارها في‬

‫السوق وتقدمها للوسطاء ليقوموا بدورهم بالبحث عن األطراف المقابلة التي ترغب في التعامل على أساس‬

‫‪2‬‬
‫هذه الصفقة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬المعامالت التي تتم في أسواق الصرف األجنبي‬

‫هناك عدة أنواع من المعامالت التي تتم في أسواق الصرف األجنبي تتنوع حسب تنوع وأغراض‬

‫المتعاملين و نشاطهم‪ ،‬فهناك المعامالت التي تعتبر المصدر األساسي لقيام أسواق الصرف والتي لوالها لما‬

‫وجدت هذه األسواق أصال كعمليات المقاصة الدولية‪ ،‬و هناك معامالت خلقتها األسواق نفسها و اكتشفها‬

‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪1‬‬

‫*‪ : Hedging‬المتحوطون‬
‫*‪ :Outright‬صفقة قطعية‬
‫*‪ :Swap‬عقود المقايضة‬
‫*‪ : Forward:‬أسواق الصرف اآلجلة‬
‫* ‪ : Spot‬صفقة فورية‬
‫‪2‬‬
‫شقيري نوري موسى وآخرون‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.122-121‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الفرع األول‪ :‬عمليات الصرف الفورية‬

‫تشكل هذه العمليات الجانب األكبر من النشاط في أسواق الصرف األجنبي‪ ،‬ويمثل سعر الصرف‬

‫الفوري األساس لكل المعامالت المالية الخاصة بتجارة الصرف األجنبي‪ ،‬فإذا تم االتفاق على عقد صفقة نقد‬

‫أجنبي بسعر صرف محدد فعلى األطراف المعنية تحديد مكان التسليم وتاريخه‪ ،‬فإذا لم يحدد تاريخ التسليم‬

‫تؤخذ أسعار البيع و الشراء على أنها فورية و يتم تسوية العملية بعد يومين من تاريخ إبرام الصفقة‪ ،1‬ويراعى‬

‫أال يصادف تاريخ تسوية صفقة العملة يوم إجازة البنوك في بلدي العملتين‪ ،‬واذا صادف تاريخ التسوية يوم‬

‫إجازة بنوك أحد بلدي العمليتن فإن التسوية تؤجل إلى أول يوم عمل‪ ،‬فإذا تم عقد الصفقة يوم الثالثاء فإن‬

‫التسوية تنفذ يوم الخميس وان كان يوم الخميس إجازة في إحدى بلدي العمليتين فإن التسوية تنفذ يوم الجمعة‪.‬‬

‫ونتيجة لتعدد أيام العطل فإن تاريخ تسوية الصفقات الفورية قد يمتد أحيانا إلى أسبوع من تاريخ إبرام‬

‫الصفقة‪ .2‬كما أن سعر الصرف يتغير باستمرار خالل اليوم تبعا لقوى العرض و الطلب على العملة‪ ،‬حيث‬

‫يوجد نوعين لسعر الصرف‪ :‬سعر الشراء و سعر البيع‪ ،‬فسعر الشراء يمثل عدد الوحدات من العملة الوطنية‬

‫التي يدفعها البنك من أجل الحصول على وحدة واحدة من العملة األجنبية‪ ،‬في حين سعر البيع يمثل عدد‬

‫الوحدات من العملة الوطنية التي يقبلها البنك مقابل بيعه لوحدة واحدة من العملة األجنبية‪ ،‬حيث أن سعر‬

‫البيع أكبر من سعر الشراء‪ ،‬و الفرق بين السعرين يمثل هامش البنك‪.3‬‬

‫سعر شراء الدوالر‪ 7 :‬دوالر أمريكي= ‪ 12.97‬دينار جزائري‪.‬‬

‫سعر بيع الدوالر ‪ 7 :‬دوالر أمريكي= ‪ 70.91‬دينار جزائري‪.‬‬

‫ويمكن حساب هامش البنك من عملية شراء وبيع دوالر واحد كمايلي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫سامي خليل‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬طبعة ‪، 2005‬ص‪. 856‬‬
‫‪ 2‬مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.741‬‬
‫‪3‬‬
‫الطاره لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫هامش البنك = سعر البيع‪ -‬سعر الشراء‬

‫=‪ 0.71 = 12.97-70.91‬دج‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عمليات الصرف اآلجلة‬

‫تتضمن هذه العمليات عقد صفقات الستبدال عملة ما مقابل عملة أخرى في تاريخ مستقبلي على أساس‬

‫سعر صرف آجل يتفق عليه بين الطرفين‪ ،‬حيث سعر الصرف اآلجل للعملة هو السعر الذي يتم على أساسه‬

‫بيع أو شراء عملة ما في تاريخ الحق لتاريخ إبرام عقد الصفقة‪ ،‬ومدة التأجيل قد تكون في حدود شهر‬

‫أو ثالثة أشهر أو سنة‪ ،‬ويتم تحديد هذا السعر وتاريخ التسليم ومبالغ العملتين موضوع التعامل في نفس‬

‫تاريخ إبرام عقد الصفقة‪ ،‬وقد تنامت أهمية عمليات الصرف اآلجل في سوق الصرف األجنبي لتجنب تقلبات‬

‫أسعار صرف العمالت خالل الفترة الممتدة من تاريخ إبرام العقد حتى تاريخ التنفيذ‪ ،1‬حيث يتمكن المتعاملون‬

‫في سوق الصرف من تجنب الخسارة الناجمة عن انخفاض قيمة العملة موضوع العقد قبل تاريخ التسوية‪ ،‬فإذا‬

‫كان من المتوقع إرتفاع سعر العملة األجنبية المتعاقد على شرائها مقابل العملة المحلية‪ ،‬تضاف عالوة على‬

‫السعر الحاضر و العكس صحيح حيث يتم الخصم من السعر الحاضر إذا كان من المتوقع مستقبال‬

‫إنخفاض قيمة العملة األجنبية بالنسبة للعملة المحلية‪.‬‬

‫ويتم حساب العالوة أو الخصم وفق المعادلة التالية‪:‬‬

‫العالوة أو الخصم = (السعر اآلجل – السعر العاجل) ‪ /‬السعر العاجل‪)7.70(...................‬‬

‫هذا باعتبار أن مدة التأجيل سنة‪ .‬فإذا كان األجل ‪ 9‬أشهر فإن العالوة أو الخصم تكون وفق المعادلة‬

‫التالية‪:‬‬

‫العالوة أو الخصم = (السعر اآلجل – السعر العاجل) ‪ /‬السعر العاجل* *‪)7.77(..........700‬‬

‫‪1‬‬
‫سامي خليل ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.712‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫مثال‪:‬‬

‫إذا كان السعر العاجل لإلسترليني هو ‪ 9‬دوالر و السعر اآلجل لمدة ‪ 9‬شهور هو ‪ ،9.091‬في هذه الحالة‬

‫اإلسترليني يحصل على عالوة آجلة مقدارها ‪:‬‬

‫*‪ 700‬أي ‪ %1‬كنسبة مئوية من السعر الحاضر ‪.‬‬ ‫العالوة أو الخصم = (‪*9 / )9 – 9.091‬‬

‫حيث أن الفارق بين السعر اآلجل و السعر العاجل هو حصيلة الفوارق بين معدالت الفائدة السائدة بين‬

‫العمالت المختلفة‪.1‬‬

‫فارتفاع أو انخفاض السعر اآلجل لعملة ما يتناسب عكسيا مع سعر فائدة العملة‪ ،‬وكلما زاد الفرق بين‬

‫أسعار فائدة العملتين وزادت مدة العقد اآلجل كلما زاد الفرق بين السعر الفوري للعملة و السعر اآلجل‪ ،‬حيث‬

‫يقوم المتعاملون في السوق اآلجل بعرض أسعار شراء و بيع العملة بنفس عملية عرضها في السوق الفوري‬

‫وأي كانت طريقة التسعير فإن السعر األقل هو سعر الشراء ‪.‬‬

‫ومن أهداف سعر الصرف اآلجل التغطية ضد مخاطر الصرف‪ ،‬ويقصد بهذه العملية تجنب الخسارة‬

‫المترتبة على تقلبات سعر الصرف‪ ،‬حيث يتم االتفاق على بيع و شراء صرف أجنبي في سوق الصرف يسلم‬

‫مستقبال بناء على ثمن يتفق عليه في الحال عن طريق بنك تجاري لقاء فائدة معينة‪ ،2‬حيث يمكن للمؤسسة‬

‫التي ستتلقى أو تدفع مبلغ بالعملة األجنبية من أن تلجأ إلى بنك تجاري أو أي مؤسسة مالية أخرى من أجل‬

‫تثبيت سعر الصرف الذي سيستعمله هذا البنك في شراء أو بيع هذا المبلغ بالعملة من طرف كل من‬

‫المصدر والمستورد كمايلي‪:‬‬

‫* حالة المصدر ‪ :‬فالمصدر الذي يتوقع أن يتلقى مبلغ بالعملة األجنبية‪ ،‬و هو في نفس الوقت يخشى‬

‫إنخفاض قيمة هذه العملة و ما قد يلحق به من خسائر من خالل عملية التصدير التي قام بها ‪ ،‬في هذه‬

‫‪1‬‬
‫محمود يونس‪ ،‬اقتصاديات دولية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪،7222،‬ص ص‪.999-999‬‬
‫‪2‬‬
‫دومنيك سالفاتور‪،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر ‪، 1993‬ص‪147‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الحالة وعن طريق بيع العملة باألجل يستطيع المصدر تثبيت سعر صرف عملته المحلية مقابل العملة‬

‫األجنبية و هكذا يكون بإمكانه أن يعرف مسبقا المبلغ بالعملة المحلية الذي سوف يتلقاه في تاريخ اإلستحقاق‪.‬‬

‫و البنك في هذه الحالة يتلقى أمر من المصدر لبيع العملة األجنبية مقابل العملة الوطنية‪ ،‬إذ يكون على‬

‫البنك بموجب هذا العقد أن يشتري هذه العملة األجنبية في تاريخ اإلستحاق‪ ،‬ومن ثم قيام البنك بعد هذا‬

‫اإللتزام ببيع المبلغ بالعملة األجنبية (المقترض)‪ ،‬يقوم البنك باستثماره بفائدة إلى تاريخ اإلستحقاق‪ ،‬حيث يسدد‬

‫البنك في هذا التاريخ المبلغ بالعملة األجنبية الذي اقترضه (عادة من السوق ما بين البنوك) مستعمال في‬

‫ذلك المبلغ الذي يتلقاه من زبونه في مقابل المبلغ المستثمر بالعملة المحلية كوديعة‪.‬‬

‫* حالة المستورد ‪ :‬فالمؤسسة التي سوف تقوم بدفع دين بالعملة األجنبية في تاريخ الحق وتتوقع إرتفاع‬

‫سعر صرف هذه العملة مقابل العملة المحلية‪ ،‬تعمل على شراء العملة باألجل بغرض حماية نفسها من‬

‫إحتمال إرتفاع سعر الصرف ‪ ،‬حيث يتلقى البنك من المستورد أمر شراء آجل للعملة األجنبية مقابل العملة‬

‫المحلية ‪.‬‬

‫فالخطوة األولى التي يقوم بها البنك هي شراء المبلغ المطلوب بالعملة األجنبية مقابل عملة محلية يتم‬

‫إقتراضها عادة من السوق ما بين البنوك‪ ،‬بعدها يتم استثمار المبلغ بالعملة األجنبية المتحصل عليه إلى‬

‫تاريخ اإلستحقاق‪ ،‬في هذا التاريخ يبيع البنك المبلغ بالعملة األجنبية إلى الزبون و يسدد القرض المتحصل‬

‫عليه سابقا بالعملة المحلية من المبلغ المتحصل عليه من الزبون لقاء بيع العملة األجنبية ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬عمليات المبادلة‬

‫المبادلة هي عملية بيع عملة ما بسعر فوري واعادة شرائها آجال ضمن عملية واحدة‪ ،‬وقيمة كل من‬

‫العقدين واحدة‪ ،‬إال أن تاريخي استحقاقهما مختلفين‪ ،‬ويفصل بينهما فترة زمنية‪ ،‬ويسمى الفرق بين سعر الشراء‬

‫والبيع بسعر المبادلة )‪ ،1)Swap Rate‬تدعى عقود المبادلة أيضا بالمقايضات وهي التزام تعاقدي يتضمن‬

‫‪1‬‬
‫موسى سعيد مطر و آخرون ‪،‬التمويل الدولي‪،‬دار صفاء‪،‬األردن‪ ،9007،‬ص‪.797‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫مبادلة نوع معين من التدفق النقدي أو موجود معين مقابل تدفق نقدي أو موجود آخر‪ ،‬بموجب شروط تنفيذ‬

‫معينة يتفق عليها عند التعاقد‪.1‬‬

‫وكمثال عن ذلك‪:‬‬

‫أن يتم إبرام عقد بيع بملغ مليون جنيه إسترليني مقابل ‪ 9‬مليون دوالر أي بسعر ‪ 9‬دوالر للجنيه بيعا فوري‬

‫وفي نفس الوقت يبرم عقد شراء مبلغ مليون استرليني يسلم خالل ثالثة أشهر مقابل الدوالر بسعر ‪9.70‬‬

‫للجنيه‪ ،‬حيث في العقد األول تم بيع اإلسترليني‪ ،‬و في العقد الثاني الذي أبرم في نفس تاريخ إبرام العقد‬

‫األول تم شراء نفس المبلغ باإلسترليني‪ ،‬في حين التسليم يكون بعد ثالثة أشهر‪ ،‬حيث أن الفرق بين سعر‬

‫الشراء و سعر البيع هو سعر المبادلة و في هذا المثال يقدر ب ‪ 0.70‬و هي قيمة العالوة التي احتسبت‬

‫لإلسترليني ‪ ،‬وهذا الفرق يعبر عنه بالنقطة أي أن سعر المبادلة ‪ 7000‬نقطة‪.‬‬

‫وفي معظم عمليات المبادلة يتم الشراء والبيع في نفس الوقت وبين نفس األطراف‪ ،‬غير أنه يحدث في‬

‫بعض األحيان أن يشتري أحد المتعاقدين العملة شراءا فوريا من جهة ثم يبيعها آجال لجهة أخرى‪ ،‬وفي هذه‬

‫ز لها عن المبادلة التامة ‪(Pure‬‬


‫الحالة يطلق على عملية المبادلة بالمبادلة الموجهة )‪ )Engeneeved Swap‬تميي ا‬

‫)‪ Swap‬التي تتم بين نفس طرفي التعاقد في عمليتي الشراء والبيع‪.2‬‬

‫وعمليات المبادلة األكثر استعماال هي ‪:‬اليوم‪ -‬غدا ‪ -‬بعد غد‪ ،‬من ‪ 40‬إلى ‪ 19‬ساعة‪ -‬شهر‪ -‬شهرين‬

‫(‪ )79-2-9‬شهر‪ ،‬و يمكن أن تمتد إلى خمس سنوات‪.3‬‬

‫نستنتج أن عقد المبادلة هو عقد ملزم لطرفي العقد على عكس ما هو معروف في عقود الخيار‪ ،‬كما أنه‬

‫ال يتم تسوية المدفوعات أو المتحصالت يوميا مثل ما هو الحال في العقود المستقبلية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بباس منيرة‪ ،‬الضوابط الشرعية للتعامل في المشتقات المالية‪،‬ملتقى دولي حول األزمة المالية و االقتصادية الدولية و الحوكمة العالمية‪،‬جامعة‬
‫سطيف‪،‬الجزائر‪97-90،‬أكتوبر‪،9002‬ص‪.2‬‬
‫‪2‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.711- 714‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.94‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الفرع الرابع‪ :‬خيارات العمالت‬

‫عقد الخيار هو العقد الذي يعطي لحامله الحق في بيع أو شراء أصل معين أسهم أو عمالت أو غيرها‬

‫بسعر يسمى سعر التنفيذ و في تاريخ معين‪ ،‬و ذلك مقابل مبلغ معين يدفعه محرر العقد(البائع) إلى مشتري‬

‫العقد تسمى عالوة حق اإلصدار‪ ،1‬فهو عقد قانوني يعطي لحامله الحق في شراء أو بيع عمالت بسعر محدد‬

‫خالل فترة زمنية تحدد عادة به ه ثالثة أشهر‪ ،‬حيث أن مشتري العقد له الحق في اإلختيار بين تنفيذ مضمون‬

‫العقد أو استالم العمالت بالسعر المتفق عليه‪ ،‬أو التخلي عن العملية مقابل عالوة غير قابلة للرد يدفعها‬

‫المشتري للبائع عند تاريخ إبرام العقد‪.2‬‬

‫وخيار العمالت مشابه لعقود الخيار في األسهم و السندات من حيث أركان العقد إذ يتضمن سعر محدد‬

‫وتاريخ التنفيذ باإلضافة إلى العالوة إال أن خيار العمالت يتعلق بعمالت أجنبية‪ ،‬و التسليم عادة يتم من‬

‫خالل إيداع القيمة في الحساب الجاري ألحد البنوك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وتنقسم عقود الخيارات إلى نوعين أساسيين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬خيار الشراء‬

‫هو عقد بين طرفين (البائع والمشتري) يعطى فيه الحق للمشتري في االختيار بين شراء أو عدم شراء‬

‫مبلغ معين من عملة معينة بسعر محدد خالل فترة زمنية معينة ( الخيار األمريكي) أو في تاريخ استحقاق‬

‫(خيار أوربي)‪ ،‬ويمنح المشتري هذا الحق لقاء مبلغ مالي يدفعه للبائع و هو العالوة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خيار البيع‬

‫هو أيضا عقد بين طرفين يمنح الحق لصاحب العقد في االختيار بين بيع أو عدم بيع مبلغ معين من‬

‫عملة معينة بسعر محدد وبتاريخ مستقبلي محدد مقابل عالوة تدفع للبائع‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلعزوز بن علي‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.338‬‬
‫‪2‬‬
‫صبيحة قاسم هاشم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 3‬ابراهيم أحمد أو نور‪ ،‬عقود الخيارات و إدارة المخاطر في رأس المال‪ ،‬ملتقى الخرطوم للمنتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬السودان‪1-2 ،‬أفريل ‪،9077‬‬
‫ص ص‪.4-9‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫و الجدول الموالي يوضح حاالت الربح والخسارة لكل من خيار البيع و خيار الشراء عند تاريخ تنفيذ الصفقة‪.‬‬

‫جدول رقم(‪ :)111‬حاالت الربح و الخسارة لخيارات الشراء و البيع لطرفي العقد عند موعد التنفيذ‬

‫خيار البيع‬ ‫خيار الشراء‬ ‫نتيجة الخيار‬


‫سعر السوق < سعر التنفيذ‬ ‫سعر السوق > سعر التنفيذ‬ ‫الخيار المربح‬
‫تنفيذ العقد‬ ‫تنفيذ العقد‬
‫سعر السوق > سعر التنفيذ‬ ‫سعر السوق < سعر التنفيذ‬ ‫الخيار الخاسر‬
‫ال ينفيذ العقد‬ ‫ال ينفيذ العقد‬
‫سعر السوق =سعر التنفيذ‬ ‫سعر السوق=سعر التنفيذ‬ ‫الخيار المتكافئ‬
‫المصدر ‪:‬محمود محمد الداغر‪ ،‬األسواق المالية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪، 2005 ،‬ص ص‪.797-791‬‬

‫وفقا لعقود الخيار يتم تنفيذ العقد أو عدم تنفيذه وفقا لمصالح طرفي العقد في حماية محفظتهما المالية من‬

‫تقلبات أسعار الصرف‪ ،‬فالمصدر لن يغامر على شراء آجل للعملة محل التعاقد خوفا من التقلبات الحاصلة‬

‫في أسعار الصرف‪ ،‬وانما يقوم بشراء عقد حق خيار البيع‪ ،‬واذا حصلت تقلبات في أسعار الصرف فإنه‬

‫يسقط حقه في الخيار وتقتصر خسارته على قيمة العالوة فقط‪ ،‬أما إذا تنبأ المصدر قبل حلول تاريخ عقد‬

‫الخيار أنه سيحصل على الصفقة ‪ ،‬فإنه يمكن له بيع عقد خيار البيع بتصفية مركزه و استخدام العالوة‬

‫المتحصل عليه من بيعه للعقد في تخفيض تكلفة العقد الذي اشتراه في البداية‪ ،‬و العكس صحيح بالنسبة‬

‫للمستورد يرى أنه يستخدم حق خيار الشراء‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬العقود المستقبلية‬

‫تعد سوق العقود المستقبلية إمتداد للسوق اآلجلة‪ ،‬و يتم اللجوء إلى هذه السوق من أجل التخفيض من‬

‫تقلبات أسعار صرف العمالت‪ ،‬و هي عقود قانونية ملزمة تعطي لحاملها الحق في شراء أو بيع كمية نمطية‬

‫‪72‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫محددة من أحد األدوات المالية بسعر محدد وقت إبرام العقد على أن يتم التسليم في تاريخ الحق‪ ،‬و تواريخ‬

‫‪1‬‬
‫االستحقاق نمطية (مارس‪ ،‬جوان‪ ،‬سبتمبر‪ ،‬ديسمبر)‪.‬‬

‫فضال عن أنها يتاجر بها المضاربون الذين يأملون أن يستفيدوا من توقعاتهم لحركات سعر الصرف‬

‫(أي القيام بشراء عقد المستقبليات العملة األجنبية معناه المراهنة على ارتفاع قيمة العملة و يحدث العكس في‬

‫حالة توقع انخفاض قيمة العملة) ‪ ،‬والمقصود بعملية المضاربة التعرض العمدي لخطر الصرف بدافع توقع‬

‫الربح‪ ،‬والمضاربون لديهم توقعات حول مستقبل أسعار الصرف ويسعون لتحقيق الربح من خالل شراء‬

‫الصرف األجنبي عندما يكون رخيصا و بيعه عندما يكون غاليا‪ ،2‬حيث يقوم المشتري لعقد مستقبليات العملة‬

‫بتثبيت سعر الصرف الذي سوف يدفعه مقابهل عملة أجنبية عند نقطة مستقبلية‪ ،3‬ويختلف العقد المستقبلي‬

‫عن بقية العقود األخرى من حيث إمكانية تحويله من طرف إلى آخر‪ ،‬فكل طرف يمكن أن يبيع حقة في‬

‫اإلستالم أو التسليم خالل فترة سريان العقد‪.4‬‬

‫وتتكون مستقبليات العملة األجنبية من عنصرين هامين هما‪(:‬نظام الهامش‪ ،‬غرفة المقاصة)‬

‫أوال‪ :‬نظام الهامش في العقود المستقبلية‬

‫يعتبر نظام الهامش عامل مهم لضمان نجاح سوق العقود المستقبلية من خالل تأمين وفاء جميع‬

‫المتعاملين بالتزاماتهم‪ ،‬وذلك بتقديم ضمان نقدي معين‪ ،‬يسمى الهامش‪ ،‬ويسري هذا الهامش على جميع‬

‫المتعاملين في السوق المستقبلية‪ ،5‬حيث يتعين على كل طرف من أطراف التعاقد إيداع نسبة من قيمة العقد‬

‫لدى الوسيط وهو ما يسمى بالهامش المبدئي وقت إبرام العقد‪ ،‬وهذا الهامش ال يعتبر دفعة مقدمة أو عربون‬

‫من ثمن العملة موضوع العقد‪ ،‬و إنما يودع كضمان لحماية أطراف الصفقة من مخاطر تخلف أي منهما عن‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.717‬‬
‫محمود يونس محمد و على عبد الوهاب نجا‪ ،‬اقتصاديات دولية‪،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪،9002،‬ص‪.911‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ 3‬محمد صالح القريشي‪ ،‬المالية الدولية‪ ،‬مؤسسة الوراق‪،‬األردن‪،9007،‬ص‪.911‬‬


‫‪4‬‬
‫بلعزوز بن علي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.338‬‬
‫طاهري فاطمة الزهراء‪ ،‬العقود المستقبلية كوسيلة لتسيير مخاطر السعر في األسواق الزراعية‪ ،‬مجلة أبحاث اقتصادية وادارية العدد‪ ،01‬جامعة‬
‫‪5‬‬

‫بسكرة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جوان‪ 2009‬ص‪.724‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الوفاء بالتزاماته الناتجة عن العقد‪ ،‬و تختلف قيمة الهامش حسب التغيرات التي تط أر على األسعار في السوق‬

‫وحسب ما ينص عليه العقد‪ ،‬وتتراوح غالبا بين نسبة‪% 0.7‬و ‪%70‬من القيمة االسمية للعقد‪ ،‬حيث‬

‫يستخدم الهامش في تغطية الخسار في العملية عند إعادة تقييمها في نهاية كل يوم‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬غرفة المقاصة في سوق العقود المستقبلية‬

‫من أجل تجنب كل المخاطر التعاقدية‪ ،‬ومن أجل أال تتدخل هوية البائعين و المشترين في الق اررات‬

‫المتخذة‪ ،‬هناك ت نظيم في السوق يسمى بغرفة المقاصة‪ ،‬حيث يمتلك كل متدخل في السوق حسابا فيه‬

‫يضمن من خالله حقوق طرفي العقد من خالل تحديدها لقوانين تشغيل السوق‪ ،‬حيث توفر غرفة المقاصة‬

‫األمان في هذه األسواق‪ ،‬هذه األخيرة تسمح بتطبيق أنظمة حماية ضد المخاطر المهمة التي تواجه‬
‫المضاربين في هذه األسواق‪ ،2‬حيث تعد غرفة المقاصة ركن من أركان سوق العقود المستقبلية‪ ،‬فهي التي‬

‫تقوم بتسوية الصفقات المالية بين أعضاء السوق‪ ،‬و تسهيل تدفق األرصدة الناتجة عن تنفيذ العقود‪ ،‬كما أن‬

‫اإللتزامات‬

‫ال تكون على البائع و المشتري‪ ،‬وانما تكون على غرفة المقاصة التي تلعب دور البائع بالنسبة للمشتري‬

‫ودور المشتري بالنسبة للبائع‪ ،‬و هو ما يتطلب منها متابعة انتقال العقد من يد إلى يد بالبيع و الشراء‬

‫وعندما يحين تاريخ التسليم المحدد في العقد تقوم غرفة المقاصة بالترتيبات االزمة لكي يقوم البائع الذي باع‬

‫للمشتري األصلي بتسليم المشتري األخير األصل موضوع العقد‪ ،3‬وتقوم غرفة المقاصة بتأمين نفسها ضد‬

‫مخاطر تخلف أحد أطراف العقد عن الوفاء بإلتزاماته باستخدام هامش الصيانة‪.4‬‬

‫نستنتج أن الهدف الرئيسي لسوق العقود المستقبلية هو ضمان آلية كفؤة و فعالة إلدارة مخاطر تقلبات‬

‫األسعار‪ ،‬و أن التغطية ضد خطر الصرف في السوق المستقبلي هي محاولة الوصول إلى وضعية صرف‬

‫‪1‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.770- 712‬‬
‫‪2‬‬
‫طاهري فاطمة الزهراء‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.113‬‬
‫‪3‬‬
‫شوقي ناجي جواد‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪ ،‬األهلية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ، 2002 ،‬ص‪220‬‬
‫‪4‬‬
‫مدحت صادق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.777‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫في المستقبل مناقضة لوضعية الصرف الحالية في السوق الفورية‪ ،‬فالعقود المستقبلية تشبه العقود اآلجلة في‬

‫كونها تثبت السعر الذي يتم فيه تداول العملة المستقبلية‪ ،‬في حين تتمثل االختالفات بين هذين العقدين في‬

‫كون أن تسوية العقود المستقبلية تتم على أساس يومي‪ ،‬هذا يعني أن المكاسب و الخسائر في هذه العقود‬

‫تسجل يوميا في العقد‪ ،‬إذ ال بد من توفر أموال من أجل تغطية هذه الخسائر‪ ،‬وهذا بدوره يعمل على‬

‫التخفيف من المخاطر اإلئتمانية التي قد تصاحب العقود اآلجلة‪ ،‬كما أن التسوية بين الطرفين في العقود‬

‫المستقبلية تتم نقدا‪ ،‬حيث تكون هناك فروقات بين السعر المتفق عليه في العقد المستقبلي و السعر الفعلي‬

‫عند تاريخ انتهاء العقد‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬توازن سوق الصرف‬

‫يتحقق التوازن في سوق الصرف األجنبي عند تساوي عرض العملة المحلية مع الطلب عليها مقابل عملة‬

‫أجنبية‪ ،‬حيث يتولد الطلب على الصرف األجنبي من خالل شراء السلع والخدمات األجنبية أو شراء‬

‫الموجودات في العالم الخارجي أو العطاء منح نقدية لألطراف األجنبية ‪ ،‬حيث تستدعي كل هذه الحاالت‬

‫شراء العملة األجنبية المراد الدفع بها من سوق الصرف األجنبي مقابل بيع العملة الوطنية‪ ،‬و فيما يلي‬

‫سنتطرق لكل من الطلب و العرض على الصرف األجنبي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطلب على العملة األجنبية‬

‫إن سعر الصرف في لحظة زمنية ما يمثل ثمن العملة‪ ،‬مثل أي منتج يباع في األسواق‪ ،‬حيث يتحدد‬

‫ثمن العملة من خالل الطلب على هذه العملة نسبة للعرض عليها‪ ،‬كما أن الطلب على الصرف األجنبي‬

‫هو طلب مركب ينشأ من أنواع مختلفة من المعامالت التي هي خاضعة لمختلف التأثيرات والظروف‬

‫واألسباب التي تدفع األفراد إلى شراء السلع األجنبية‪ ،‬ومع ذلك فأن هذه األسباب تتحد جميعاً وتشكل منحنى‬

‫الطلب على الصرف األجنبي‪ ،‬حيث أن الجانب الرئيسي للطلب على الصرف األجنبي (أي عرض العملة‬

‫الوطنية لشراء العمالت األجنبية)‪ ،‬يأتي من تسوية العمليات المستقلة المدينة في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ويمكن حصر مصادر الطلب على الصرف األجنبي فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬الواردات من السلع ( الواردات المنظورة)‪.‬‬

‫‪ -‬واردات الخدمات ( الواردات غير المنظورة)‪.‬‬

‫‪ -‬التحويالت للخارج‪.‬‬

‫‪ -‬صادرات رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -‬واردات الذهب ‪.‬‬

‫و وفقا لقانون الطلب توجد عالقة عكسية بين قيمة العملة األجنبية والكمية المطلوبة منها ولهذا فإن‬

‫منحنى الطلب على العملة األجنبية ذو ميل سالب و سنوضح ذلك من خالل المثال التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)911‬منحنى الطلب على العملة األجنبية‬

‫‪D‬‬
‫سعر العملة األجنبية بالعملة المحلية‬
‫(قيمة األورو بالدينار الجزائري)‬
‫‪R=15‬‬

‫‪R1=10‬‬

‫‪Q=5‬‬ ‫‪Q=8‬‬ ‫الكمية المطلوبة‬


‫من العملة األجنبية‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫سامي عفيفي حاتم‪ ،‬دراسات في االقتصاد الدولي‪،‬الدار المصرية اللبناني‪ ،‬مصر‪ ،9000 ،‬ص‪.722‬‬
‫‪1‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫ويتضح من هذا الشكل أن منحنى الطلب على الصرف األجنبي ‪ D‬ينحدر من األعلى الى االسفل‬

‫ويشير الى العالقة العكسية بين سعر الصرف األجنبي والكمية المطلوبة منه‪ ،‬إال أن هذا المنحنى يفترض‬

‫ثبات العوامل األخرى ( كاالسعار واالجور والدخل القومي والضرائب والتكنولوجيا) سواء على المستوى‬

‫المحلي أم على مستوى العالم الخارجي واال فأن التغيرات في هذه العوامل ستؤدي الى تحوالت في كامل‬

‫منحنى الطلب‪.‬‬

‫فإذا كانت قيمة األورو تساوي ‪ 71‬دينار جزائري مثال فإن الكمية المطلوبة منه هي ‪ ،1‬أما إذا انخفضت‬

‫قيمة األورو إلى ‪ 70‬دينار جزائري فسترتفع الكمية المطلوبة من العملة األجنبية لتصبح ‪ ، 7‬ويعني مما سبق‬

‫أن انخفاض قيمة األورو مقابل الدينار الجزائري يؤدي إلى انخفاض أسعار السلع األوروبية بالدينار الجزائري‬

‫وبالتالي تزيد الكمية المطلوبة من العملة األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عرض العملة األجنبية‬

‫إن عرض الصرف األجنبي( الطلب على العملة المحلية) ينشأ من جميع العمليات الواردة في الجانب‬

‫الدائن من ميزان المدفوعات‪ ،‬ويمكن حصر البنود الواردة في الجانب الدائن من ميزان المدفوعات في‪:1‬‬

‫‪ -‬الصادرات السلعية (الصادرات المنظورة)‪.‬‬

‫‪ -‬الصادرات الخدمية (الصادرات غير المنظورة)‪.‬‬

‫‪ -‬التحويالت للداخل‪.‬‬

‫‪ -‬واردات رؤوس األموال‪.‬‬

‫‪ -‬صادرات الذهب‪.‬‬

‫وطبقا لقانون العرض فالعالقة بين سعر الصرف األجنبي و الكمية المعروضة منه عالقة طردية‪ ،‬فارتفاع‬

‫قيمة األورو داخل الجزائر مثال تجعل السلع الجزائرية أرخص بالنسبة للمستهلك األوروبي ومن ثم يزيد الطلب‬

‫‪1‬‬
‫هجير عدنان زكي أمين‪ ،‬االقتصاد الدولي النظرية و التطبيقات‪ ،‬دار إثراء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،2111،‬ص‪.260‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫على السلع الجزائرية ويزيد الطلب على الدينار مقابل زيادة في عرض األورو‪ ،‬وبالتالي منحنى عرض العملة‬

‫األجنبية ذو ميل موجب‪ ،‬و سنوضح ذلك من خالل المثال التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)111‬منحنى عرض العملة األجنبية‬

‫سعر العملة األجنبية بالعملة المحلية‬


‫(قيمة األورو بالدينار الجزائري)‬ ‫‪S‬‬
‫‪R1=12‬‬

‫‪R=8‬‬

‫‪Q=12‬‬ ‫الكمية المعروضة من العملة األجنبية ‪Q=15‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫ويشير منحنى عرض الصرف األجنبي ‪ S‬إلى وجود عالقة طردية بين سعر الصرف والكمية‬

‫المعروضة منه‪ ،‬حيث أن منحنى عرض الصرف األجنبي ذو ميل موجب ينحدر من األسفل الى األعلى‪.‬‬

‫فإذا كانت قيمة األورو تعادل ‪ 7‬دينار جزائري مثال فالكمية المعروضة منه هي ‪، 79‬أما إذا ارتفعت قيمة‬

‫األورو إلى ‪ 79‬دينار جزائري فستزداد الكمية المعروضة من األور و إلى ‪.71‬‬

‫وبتقاطع منحنيا عرض النقد األجنبي والطلب عليه يتحدد سعر الصرف التوازني الذي يحقق حالة التعادل‬

‫والتي تتحقق حالة االستقرار في سعر الصرف‪ ،‬ويمكن توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الشكل قم(‪ :)711‬توازن سوق الصرف‬

‫سعر العةلة األجنبية بالعةلة احمللية‬

‫‪S‬‬

‫‪B‬‬
‫‪n‬‬

‫‪D‬‬

‫‪A‬‬ ‫العةلة والطلب من العةلة األجنبية‬


‫‪C‬‬

‫المصدر‪:‬من إعداد الباحثة‬

‫تمثل النقطة (‪ )n‬نقطة التوازن التي يتقاطع عندها منحى الطلب والعرض وهي النقطة التي يتحدد‬

‫عندها سعر الصرف التوازني‪ ،‬غير أن طلب وعرض الصرف األجنبي ال يتوقف فقط على عامل سعر‬

‫الصرف األجنبي بل هناك عامل آخر يتمثل في ظروف العرض و الطلب مثل تغير عدد المستهلكين‪ ،‬تغير‬

‫في األذواق‪ ،‬تغير الدخل‪....‬الخ تجعل من منحنى العرض والطلب يأخذ وضعا جديدا‪.‬‬

‫فإذا زاد الطلب على األورو في سوق الصرف األجنبي من جانب المستوردين الجزائريين مع ثبات عرض‬

‫األورو‪ ،‬ففي هذه الحالة سينتقل منحنى الطلب بأكمله إلى اليمين متخذا وضعا جديدا’‪ D‬و يتقاطع مع‬

‫منحنى العرض ‪ S‬في نقطة توازنية جديدة ‪ m‬تكون أعلى من النقطة التوازنية السابقة ‪ n‬ما يعني أن قيمة‬

‫الدينار مقابل األورو قد انخفضت‪ ،‬ويحدث العكس تماما عندما ينخفض الطلب على األورو من قبل‬

‫المستوردين الجزائريين‪ ،‬حيث ينتقل منحنى الطلب إلى اليسار ’’‪ D‬وتصبح نقطة التوازن الجديدة ‪ L‬كما هو‬

‫مبين في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الشكل رقم (‪ :)1111‬انتقال منحنى الطلب على العملة األجنبية‬

‫سعر العملة األجنبية بالعملة المحلية‬

‫‪D‬‬ ‫’‪D‬‬
‫‪S‬‬
‫’’‪D‬‬ ‫‪n‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪B‬‬

‫‪L‬‬

‫‪A‬‬ ‫العرض والطلب من العةلة األجنبية‬


‫‪C‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫وفي حالة ما إذا تغيرت ظروف العرض بالزيادة مع ثبات الطلب‪ ،‬فإن ذلك يؤدي إلى انتقال منحنى‬

‫العرض إلى اليمين ويؤدي ذلك إلى انخفاض سعر الصرف‪ ،‬و إذا تغيرت ظروف العرض بالنقصان ينتقل‬

‫منحنى العرض إلى اليسار مع ارتفاع سعر الصرف‪ ،‬و الشكل التالي يوضح ذلك‪:‬‬

‫الشكل (‪ :)1111‬انتقال منحنى عرض العملة‬

‫سعر العةلة األجنبية بالعةلة احمللية‬

‫’’‪S‬‬

‫‪S‬‬

‫‪B‬‬
‫’‪S‬‬

‫‪D‬‬

‫‪A‬‬ ‫العةلة والطلب من العةلة األجنبية‬


‫‪C‬‬
‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‬

‫‪80‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫واذا حدث تغيير في ظروف العرض و الطلب على العملة األجنبية في آن واحد فإن هذا يؤدي إلى تغيير‬

‫سعر الصرف بالزيادة أو النقصان كما هو موضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬سياسات أسعار الصرف و أهدافها‬

‫تعتبر سياسات أسعار الصرف آلية فعالة لحماية االقتصاد المحلي للدولة من الصدمات الخارجية‬

‫والداخلية‪ ،‬و يتوقف تأثير هذه السياسات على مدى استقرار السعر األمثل الذي يتوقف على نظام سعر‬

‫الصرف القائم في الدولة‪ ،‬كما أن سياسات أسعار الصرف تعد جزءا من السياسة االقتصادية تسمح بتحقيق‬

‫أهداف التشغيل الكامل‪ ،‬النمو‪ ،‬استقرار األسعار والتوازن الخارجي‪ ،‬وتعد سياسة الصرف من ضمن‬

‫السياسات المتعددة التي تلجأ إليها السلطات النقدية ببلدان العالم بهدف إدارة االقتصاد الوطني ودعم نموه‬

‫والحد من الخلل في توازناته ‪.‬‬

‫و فيما يلي سنتطرق لدراسة سياستين ألسعار الصرف و تحليل األثار المترتبة لكل سياسة على االقتصاد‬

‫الوطني ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬سياسة رفع القيمة الخارجية للعملة و شروط نجاحها‬

‫تعتبر سياسة رفع القيمة الخارجية للعملة أعلى من قيمتها الحقيقية من المشاكل الخطيرة التي تميز‬

‫اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬إذ أن الرفع ال يؤدي فقط إلى خفض مصطنع ألسعار الواردات بالنسبة للمستهلكين‬

‫و زيادة أسعار الصادرات بالنسبة للمنتجين‪ ،‬بل ينتقل التأثير إلى النمو و األداء االقتصادي ‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سياسة رفع قيمة العملة‬

‫قبل التطرق لمفهوم سياسة رفع القيمة الخارجية للعملة البد من توضيح الفرق بين كل رفع و ارتفاع قيمة‬

‫العملة‪ ،‬فارتفاع قيمة العملة ‪ Appreciation‬يعبر عن إرتفاع سعر العملة المحلية لبلد ما إزاء العمالت‬

‫األجنبية األخرى‪ ،‬حيث أن العوامل المؤدية إلى ارتفاع قيمة عملة ما في سوق الصرف األجنبي ستعاكس‬

‫‪81‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫تلك المؤدية إلى انخفاض قيمة العملة‪ 1‬و هذا راجع إلى قوى العرض و الطلب في السوق و ليس للدولة أي‬

‫دخل في هذا اإلرتفاع الحاصل‪ ،‬أما رفع القيمة الخارجية للعملة ‪ Revaluation‬فهي سياسة يعتمدها البنك‬

‫‪2‬‬
‫المركزي ومعناه زيادة الوحدات من العمالت األجنبية مقابل العملة المحلية وهي عملية معاكسة للتخفيض‪.‬‬

‫ترتكز سياسة رفع سعر الصرف التي ينتهجها البنك المركزي على التدخل المستمر في سوق الصرف‬

‫و التوظيف الضخم للصرف األجنبي القائم على بيع العملة األجنبية وشراء العملة المحلية‪ ،‬و نقول عن عملة‬

‫ما أنها مقدرة أكبر من قيمتها الحقيقية عندما يكون سعرها الرسمي يفوق سعرها في السوق الحر‪ ،‬وفي هذه‬

‫الحالة تنشط عملية المضاربة‪ ،‬حيث ال يمكن أن نتكلم عن تجاوز العملة لقيمتها الحقيقية إال إذا كان السعر‬

‫الرسمي ال يعكس السعر التوازني الذي يحد من العجز في ميزان المدفوعات في المدى الطويل‪.3‬‬

‫إن عملية الرفع من قيمة العملة تؤدي إلى نتائج سلبية على قطاع الصادرات تتمثل في انخفاض مداخيل‬

‫المصدرين بالعملة الوطنية لقاء السلع المصدرة‪ ،‬وأثر إيجابي بالنسبة للمستوردين النخفاض أسعار السلع‬

‫المستوردة بالنسبة ألسعار السلع المحلية‪ ،‬إذ تستخدم سياسة رفع قيمة العملة في تحديد سعر صرف العملة‬

‫من أجل خفض أعباء المديونية أو لزيادة قيمة الصادرات وبالتالي زيادة دخول المصدرين المحليين لبعض‬

‫السلع الهامة بهدف إعادة التوازن‪ ،‬كما قد تلجا الدولة إلى هذه الوسيلة لتقليل أعباء وارداتها على الميزان‬

‫التجاري أو تخفيف أثر ارتفاع األسعار العالمية لهذه الواردات على األسعار المحلية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب رفع القيمة الخارجية للعملة‬

‫يمكن أن تغير الدولة سعر صرف عملتها صعودا وهبوطا كوسيلة للتغلب على بعض المشكالت‬

‫االقتصادية‪ ،‬فمن أهم األسباب التي تدفع السلطات النقدية إلى رفع القيمة الخارجية لعملتها نذكر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عرفات تقي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.714‬‬
‫‪2‬‬
‫غازي عبد الرزاق النقاش‪ ،‬التمويل الدولي و العمليات المصرفية الدولية ‪،‬دار وائل للنشر‪،‬األردن‪،9007،‬ص ‪.714‬‬
‫‪ 3‬عوض فاضل اسماعيل‪ ،‬تقويم سياسة رفع قيمة الدينار العراقي مقابل الدوالر األمريكي‪،‬المجلة العراقية للعلوم االقتصادية‪ ،‬العراق‪ ،9079،‬ص‪.4‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -7‬لوجود فائض في ميزان المدفوعات ومن أجل التخلص من هذا الفائض‪ ،‬تقوم السلطات العامة بإصدار عملة‬

‫وطنية مقابل هذا الفائض‪ ،‬مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع التضخم وبالتالي تزايد الواردات مقابل انخفاض‬

‫الصادرات‪ ،‬وهكذا يحصل التوازن في ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ -9‬من أجل معادلة االرتفاع الحاصل في األسعار العالمية لسلعة إستراتيجية (النفط مثال)‪.1‬‬

‫‪ -9‬من أجل تدعيم العمالت األجنبية األخرى‪ ،‬كما فعلت اليابان وألمانيا ودول أوروبية أخرى حينما رفعت قيم‬

‫عمالتها لدعم الدوالر األمريكي‪ ،‬عندما امتنعت الواليات المتحدة األمريكية عن تخفيض قيمة الدوالر ألسباب‬

‫معنوية تتعلق بسمعتها‪.‬‬

‫‪ -4‬انخفاض القدرة التنافسية لسلع البلد الذي قام برفع عملته وذلك بسبب انخفاض الصادرات وزيادة الواردات‪.2‬‬

‫فسياسة رفع قيمة العملة ال تقوم بها سوى البلدان التي لها مواقع هامة في األسواق الدولية‪ ،‬إضافة إلى‬

‫امتالكها لقدرات تنافسية كبيرة واحتياطات ضخمة من العمالت األجنبية‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط نجاح سياسة رفع قيمة العملة‬

‫لتجنب اآلثار السلبية لسياسة رفع القيمة الخارجية للعملة ال بد من توافر جملة من الشروط حتى تنجح‬

‫‪3‬‬
‫هذه السياسة في تحقيق التوازن و تتمثل هذه الشروط في‪:‬‬

‫‪ --‬يجب أن يكون مجموع مرونات السعر للطلب الخارجي على الصادرات و الطلب الداخلي على الواردات‬

‫أكبر من الواحد‪ ،‬في هذه الحالة فإن ارتفاع أسعار الصادرات يرافقه انخفاض الطلب الخارجي بنفس النسبة‬

‫أما الواردات فهي على العكس من ذلك‪ ،‬يجب أن ترتفع نتيجة انخفاض أسعارها‪.‬‬

‫‪ -‬إذا كانت عملية التصحيح هذه بواسطة األسعار تتوافق مع عملية تخفيض الناتج القومي من خالل‬

‫تقليص االستثمارات عندها يصبح نجاح عملية رفع قيمة النقد مؤكدا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.711‬‬
‫‪2‬‬
‫نرمين السعدني‪ ،‬سياسات سعر الصرف في الدول النامية‪ ،‬مجلة سياسات دولية‪ ،‬العدد ‪،744‬مصر‪ ،‬أفريل ‪ ،9007‬ص‪.971‬‬
‫‪3‬‬
‫وسام مالك‪ ،‬الظواهر النقدية على المستوى الدولي‪،‬دار المنهل اللبناني‪ ،‬لبنان‪،9007 ،‬ص‪.27‬‬

‫‪83‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -‬نجاح عملية رفع قيمة النقد يرتبط أيضا و بشكل أساسي‪ ،‬بإمكانية تقليص أو حتى إلغاء الفوارق مقارنة‬

‫مع الخارج‪ ،‬على صعيد اإلنتاجية التي تجعل البلد المحقق للفائض أكثر قدرة على المنافسة مع شركائه‬

‫التجاريين‪.‬‬

‫في ظل توفر هذه الشروط تكون سياسة رفع قيمة العملة ذات أهمية بالنسبة للدول المدينة‪ ،‬ذلك أن فوائد‬

‫سداد الديون المحلية ستتجه نحو االنخفاض نظ ار لشيوع ضغوط انكماشية في االقتصاد القومي و اتجاه‬

‫أسعار الفائدة المحلية نحو االنخفاض‪ ،‬أما بالنسبة لفوائد سداد الديون الخارجية فغالبا ما تكون أقل ض ار ار‬

‫على الموازنة العامة نتيجة لهبوط قيمة الدفعة المسددة بالعملة المحلية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬آثار رفع القيمة الخارجية للعملة‬

‫تتعد آثار رفع القيمة الخارجية للعملة على االقتصاد الوطني و التي تتمثل في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األثر على على الصادرات و الواردات‬

‫إن تقييم عملة ما بأعلى من قيمتها ال يعني بالضرورة التأثير سلبا على صادراتها‪ ،‬و لكن يحدث التأثير‬

‫السلبي عندما يكون تقييم العملة بأعلى من قيمتها أعلى نسبيا مقارنة مع منافسيها‪ ،‬فالتقييم المرتفع لسعر‬

‫الصرف يؤدي إلى ضعف الحافز لإلنتاج من أجل التصدير وبدائل االستيراد وذلك ألن الصادرات سوف تفقد‬

‫قدرتها التنافسية وتصبح الواردات أرخص من إنتاج السلع المحلية خصوصا بالنسبة للسلع التي يمكن‬

‫استيرادها بالسعر الرسمي‪ ،‬كما أن رفع سعر الصرف يؤثر سلبا على محصالت العملة األجنبية‪ ،‬كون جزءا‬

‫هاما من تكاليف اإلنتاج تسدد بالعملة المحلية‪ ،‬بينما يتم الحصول على العمالت األجنبية نتيجة للتصدير‬

‫فعملية الرفع في قيمة العملة ستقلل من قدرة المصدرين على المنافسة و االستمرار في اإلنتاج لألسواق‬

‫الخارجية باإلضافة إلى تخفيض أسعار الواردات مقومة بالعملة المحلية‪ ،‬مما يزيد في تنافسيتها‪ ،‬حيث أن‬

‫تزايد تنافسية الواردات محليا سيعمل على تزايد طلبات الحماية ضد المنتجات المستوردة التي لها بديل محلي‬

‫مما يؤدي بالسلطات الحكومية إلى رفع التعريفات على السلع المستوردة‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى عزل الدولة‬

‫‪84‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫وانغالق اقتصادها عن المنافسة العالمية مما يؤثر على الصادرات وبالتالي تنخفض معدالت النمو‬

‫االقتصادي‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬انخفاض معدالت نمو اإلنتاجية في االقتصاد‬

‫إن لتقييم العملة الوطنية بأعلى من قيمتها الحقيقية آثار سلبية على تنافسية قطاعات السلع االنتاجية التي‬

‫تستطيع منافسة الواردات‪ ،‬حيث تتجه إلى تخفيض اإلنتاج مبدئيا نتيجة الرفع في قيمة العملة ‪ ،‬و إذا استمر‬

‫الرفع في سعر الصرف سوف تضطر إلى اتخاذ قرار بتوقف اإلنتاج‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ضعف مركز الدولة التنافسي على الصعيد الدولي‬

‫يؤثر تقييم العملة بأعلى من قيمتها على سلوك المستهلك الذي سيتجه للحصول على الواردات ذات الثمن‬

‫األرخص بدال عن الصادرات مرتفعة الثمن‪ ،‬مما يؤثر على ميزان المدفوعات و معدل التبادل الدولي‬

‫واألسعار محليا مما يؤثر على المركز التنافسي للدولة‪ ،‬كما يؤدي إلى انخفاض الكفاءة االقتصادية و هروب‬

‫رؤوس األموال إلى الخارج و بالتالي التأثير سلبا على االستثمار و أسواق المال المحلية‪ ،‬باإلضافة إلى األثر‬

‫على وضع الميزان الجاري‪ ،‬حيث أنه غالبا ما يتم تخفيض الضغوط المفروضة عليه عن طريق القروض‬

‫الخارجية و التسهيالت االئتمانية لتمويل االستيراد مما يزيد من أعباء خدمة الدين و يؤدي في النهاية إلى‬

‫عجز تسديد االلتزامات ما يزيد من الضغط على سعر الصرف ‪.2‬‬

‫البلد الذي يعاني من سعر صرف مقيم بأعلى من قيمته يحقق فائض في اإلستيراد إذا كان التوظيف‬

‫و االستخدام للموارده المتاحة محليا مرتفعا إذا استطاعت السلطات النقدية للبلد أن تحافظ على هذا الوضع‬

‫بتطبيقها إحدى سياساتها النقدية أو من خالل استخدام احتياطاتها من العمالت األجنبية‪ .‬وفي الحالة العكسية‬

‫نوزاد عبد الرحمان الهيتي و منجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪130‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫نوزاد عبد الرحمن الهيتي و منجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 131‬‬

‫‪85‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫إذا كان الهدف هو تحقيق فائض تصدير فيتوجب تخفيض سعر الصرف و إال استوجب على الحكومة أن‬

‫تتقبل و تواجه اإلنكماش في نشاطها االقتصادي وما يتبعه من تأثيرات على سلبية على االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬األثر على األسواق المالية و المحلية‬

‫إن لرفع القيمة الخارجية للعملة تأثير سلبي على األسواق المالية و المحلية من خالل تشجيع المضاربة‬

‫ضد العملة المحلية في األسواق المالية الرتفاع ربحيتها ما يزيد من حصيلة أفراد الدولة من العمالت األجنبية‬

‫مما يترتب على الحكومة تحمل نفقات وتكاليف باهظة لتوفير االستقرار في النظام المالي‪ ،‬كون عمليات‬

‫المضاربة تؤثر على أداء البنوك والكثير من القطاعات الصناعية نتيجة لرفع قيمة العملة ‪ ،‬مما يؤدي إلى‬

‫اتجاه التجار إلى محاوالت لالقتراض بالعملة المحلية توقعا النخفاض قيمتها في المستقبل‪ ،‬و ذلك من أجل‬

‫تمويل الواردات و الذي يؤدي بدوره إلى حصول اضطرابات قطاع الصادرات‪ ،‬و يترتب على ذلك ارتفاع‬

‫أسعار الفائدة المحلية األمر مما ينعكس سلبا على قطاع االستثمار‪ ،‬وهذه اآلثار من رفع قيمة العملة يمكن‬

‫‪1‬‬
‫أن تؤدي إلى إفالس العديد من المؤسسات‪.‬‬

‫و خالصة القول فإن اعتماد سياسة رفع قيمة العملة قد تترتب عليه ضغوط تضخمية نتيجة زيادة‬

‫حصيلة الدولة من االحتياطات و العمالت األجنبية‪ ،‬غير أن هذا األثر ال يحصل بصفة في األجل القصير‬

‫بل بعد مرور فترة زمنية قد تصل إلى أربع أو خمس سنوات‪ ،‬فرفع قيم العملة هو طريق االنكماش المؤكد‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬األثر على اإلنتاج الزراعي‬

‫إن التقييم المرتفع لسعر صرف العمالت قد يلحق أضرار بالزراعة و ذلك من خالل التأثير على الحوافز‬

‫الزراعية و الناتج الزراعي خصوصا إذا تخلت الحكومة عن سياسة دعم األسعار الزراعية‪ ،‬ومن ناحية أخرى‬

‫‪1‬‬
‫بن الزاوي عبد الرزاق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪86‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫فإن الرفع في سعر الصرف الرسمي قد يؤدي إلى تشجيع الهجرة من الريف إلى المدينة و يزيد من الطلب‬

‫‪1‬‬
‫على المواد الغذائية المستوردة بدال من السلع المحلية فيزيد من الضغط على ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬تفاقم أعباء الدين العام الداخلي‬

‫إن التقييم المرتفع لسعر الصرف يمثل التزامات مالية يتوجب على الدولة سدادها إلعادة سعر الصرف‬

‫إلى وضعه الطبيعي فالكتلة النقدية المتداولة في اقتصاد البلد و التي تمثل دينا داخليا على الدولة التي‬

‫رفعت قيمة عملتها الخارجية تجاه العالم الخارجي ال يمكن أن تنخفض كميتها إلى المستوى الذي يعيد التوازن‬

‫بين السعر الرسمي و السعر الحقيقي‪ ،‬إالإذا قامت الدولة بسداد التزاماتها بالنقد األجنبي‪ ،‬وهذا يتطلب مبالغ‬

‫كبيرة من العمالت األجنبية‪.2‬‬

‫سابعا‪ :‬ظهور سوق موازية‬

‫يرافق التقييم المرتفع لسعر الصرف للعمالت ظهور سوق موازية حيث تكون األسعار أكثر ارتفاعا من‬

‫األسعار الرسمية‪ ،‬حيث يجد أصحاب العمالت األجنبية فرصة إلعادة بيعها في السوق الموازية بدال من‬

‫بيعها إلى البنك المركزي‪ ،‬و هذا ما يدفع بالمستوردين إلى دفع أسعار أعلى بالعملة المحلية في سبيل‬

‫الحصول على العملة األجنبية التي ال يستطيعون الحصول عليها نتيجة عدم قدرة البنك المركزي على تلبية‬

‫طلبات االستيراد فتؤدي السوق الموازية إلى انخفاض فعلي في سعر الصرف رغم بقاء سعر الصرف المعلن‬

‫على حاله‪.3‬‬

‫ثامنا‪ :‬زيادة الرقابة على الصرف‬

‫لكي تحافظ الدولة على مستويات الصرف المرتفعة عن مستواها التوازني تعمل على تطبيق سياسة نقدية‬

‫تقييدية ما قد يتسبب في أزمة كساد حاد‪ ،‬فالسياسة النقدية و السياسة الضريبية الهادفة للضغط على سعر‬

‫‪1‬‬
‫البنك المركزي العراقي‪ ،‬انخفاض سعر صرف الدينار العراقي (األسباب‪.‬اآلثار‪.‬المعالجات)‪ ،‬دائرة اإلحصاء واألبحاث‪ ، 1989 ،‬ص‪.779‬‬
‫‪2‬‬
‫نوزاد عبد الرحمن الهيتي و منجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪799‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.47‬‬

‫‪87‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الصرف ذات تأثيرات مضادة على االستثمار و إلنتاج‪ ،‬كما أن االنفصام بين السعر الحقيقي و السعر الفعلي‬

‫لسعر صرف العملة قد يؤدي إلى ما يعرف بالدولرة ‪( Dallorization‬استخدام الدوالر األمريكي بدل العملة‬

‫الوطنية) في تسوية المعامالت الداخلية مما يؤدي إلى فقدان الثقة بالعملة الوطنية‪ ،‬هذه الظاهرة لها آثار‬

‫خطيرة‪ ،‬أبرزها تهميش السياسة النقدية المحلية ناهيك عن اآلثار السياسية من خالل المساس بأحد رموز‬

‫السيادة و نعني به العملة الوطنية ‪.1‬‬

‫‪ -‬باإلضافة إلى أثر الحقلة المفرغة و التي من خاللها ال تؤدي سياسة الرفع إلى التحسن المرتقب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬سياسة تخفيض قيمة العملة الخارجية بالنسبة للعملة للوطنية و شروط نجاحها‬

‫كثي ار ما تلجا الدول إلى تخفيض قيمة عملتها كوسيلة للتغلب على بعض المشكالت االقتصادية وعلى‬

‫األخص مشاكل الميزان التجاري‪ .‬فلقد عانت الكثير من الدول في فترة الكساد العالمي من العجز في ميزان‬

‫المدفوعات و بالتالي النقص في األرصدة الذهبية و أرصدة العمالت األجنبية‪ ،‬حيث رأت بعض هذه الدول‬

‫أن عالج هذه المشكلة يكون بواسطة تخفيض قيمة عملتها إلى الذهب حتى تخفض الضغط على ميزانها‬

‫التجاري‪ ،‬فتخفيض القيمة الخارجية لعملة دولة معينة يؤدي أساسا إلى انخفاض أسعارها مقومة بوحدات النقد‬

‫األجنبي و هذا ما يؤدي إلى تنشيط الصادرات‪ ،‬كما أن أسعار السلع األجنبية مقومة بعملة تلك الدولة تصبح‬

‫مرتفعة مما يؤدي إلى الحد من الواردات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم سياسة تخفيض القيمة الخارجية للعملة‬

‫يقصد بتخفيض قيمة العملة تخفيض المحتوى الذهبي الرسمي المحدد لوحدة النقد في إطار نظام أسعار‬

‫الصرف الثابتة‪ ،‬فمثال إذا كان المحتوى الذهبي لعملة ما يساوي ‪1‬غ وأن الجهات المختصة قررت تخفيض‬

‫هذا المحتوى الذهبي بمقدار ‪ %10‬فإن القيمة السوقية لهذه العملة ستنخفض بمقدار ‪ %10‬مقارنة بالعمالت‬

‫‪1‬‬
‫نوزاد عبد الرحمان الهيتي ومنجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.799‬‬

‫‪88‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫األجنبية األخرى‪ ،‬فتخفيض قيمة العملة هو إجراء تقوم به السلطة النقدية بغية تغيير الصرف األجنبي‬

‫(الثابت) للعملة المحلية إزاء العمالت األجنبية األخرى‪.1‬‬

‫فالتخفيض هو التقليل المعتمد في قيمة العملة الوطنية بالنسبة لعمالت الدول األخرى‪ ،‬فالدولة التي تعاني‬

‫من اختالل هيكلي في ميزانها التجاري قد تلجأ إلى تخفيض قيمة عملتها لتحفيز الصادرات والحد من‬

‫الواردات وذلك لتصحيح االختالل‪.2‬‬

‫فعملية تخفيض قيمة العملة الوطنية مقابل العمالت األجنبية هي إنقاص قانوني لعدد وحدات العملة‬

‫األجنبية التي تمثله وحدة النقد الوطنية‪ ، 3‬أو هي قيام الدولة بتخفيض قيمة عملتها الوطنية إلى الخارج أي‬

‫ارتفاع سعر صرفها ‪ ،‬و هو إجراء إداري غالبا ما يتخذ تحت ظروف معينة‪ ،‬و تعد هذه السياسة من أخطر‬

‫إجراءات السياسة النقدية التي يمكن أن تطبقها الدولة و التي تهدف إلى القضاء على فائض الطلب على‬

‫العملة األجنبية الذي ينشأ نتيجة العجز في ميزان المدفوعات‪. 4‬‬

‫وينبغي أن نفرق بين تخفيض قيمة العملة ‪ Dévaluation‬وبين انخفاض قيمتها ‪Dépréciation‬‬

‫تلقائيا نتيجة لتفاعل قوى العرض و الطلب في سوق الصرف‬


‫ً‬ ‫فانخفاض قيمة العملة أو تدهورها يحدث‬

‫األجنبي في ظل نظام اقتصادي حر قائم على حرية التعامل و تعويم العملة‪ ، ،‬أما التخفيض فيحدث بصورة‬

‫متعمدة بقرار من السلطات النقدية في ظل سعر الصرف الثابت‪.5‬‬

‫‪6‬‬
‫ويمكن تحديد نسبة انخفاض القيمة الخارجية للعملة المحلية من خالل الصيغة الرياضية التالية‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عرفات تقي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.717‬‬
‫بلحرش عائشة‪ ،‬سعر الصرف الحقيقي التوازني"دراسة حالة الدينار الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادو الدكتوراه في العلوم‬
‫‪2‬‬

‫االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود بنوك ومالية‪،‬جامعة تلمسان‪ ،‬الجزائر‪ ،9074-9079،‬ص‪.29‬‬


‫‪3‬‬
‫عبود زرقين‪ ،‬اإلستراتيجية المالئمة للتنمية الصناعية في الجزائر‪،‬مجلة بحوث اقتصادية عربية‪،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،41‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬لبنان ‪ ،9002،‬ص‪.771‬‬
‫‪4‬‬
‫السيد محمد السربيتي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.922‬‬
‫‪5‬‬
‫عبود زرقين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.771‬‬
‫‪6‬‬
‫عرفات تقي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.714‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫نسبة انخفاض العملة= ( السعر الجديد للعملة – السعر القديم للعملة )‪/‬السعر القديم للعملة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب تخفيض القيمة الخارجية للعملة‬

‫نظ اًر ألهمية تخفيض القيمة الخارجية للعملة الوطنية في المعامالت الدولية وعالقتها الواضحة مع العديد‬

‫من العمالت األخرى‪ ،‬فقد ارتأينا دراسة أهم األسباب التي تجعل الدولة تلجأ إلى هذه السياسة‪ ،‬وتتلخص تلك‬

‫األسباب فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -7‬معالجة العجز في ميزان المدفوعات‪:‬‬

‫إن التخفيض في قيمة العملة يشجع التصدير و يقيد اإلستيراد‪ ،‬كما يعمل على الحد من تصدير رؤوس‬

‫األموال على الخارج والعمل على إبقائها في الوطن‪ ،‬ففي حالة وجود عجز في ميزان مدفوعات الدولة‪ ،‬فإن‬

‫تخفيض القيمة الخارجية للعملة يؤدي إلى تخفيض أسعار الصادرات من وجهة نظر األجانب وبالمقابل‬

‫سترتفع أسعار الواردات من وجهة نظر المواطن‪ ،‬مما يؤدي إلى تنشيط الصادرات فيعود التوازن إلى ميزان‬

‫المدفوعات‪ ،‬ذلك ألن التقييم المرتفع لقيمة العملة المحلية تفقد الصادرات قدرتها على المنافسة‪ ،‬وتصبح‬

‫اإلستيرادات أرخص من إنتاج السلع المحلية‪ ،‬وتكمن خطورة هذه الحالة في البلدان النامية والتي هي بأمس‬

‫الحاجة لتطوير وتنويع هيكل سلعها المتاجر بها‪ ،‬حيث هذا العجز ينعكس على هيئة عجز في الميزان‬

‫التجاري للدولة‪.1‬‬

‫‪ -9‬ارتفاع دخول المنتجين المحليين‪:‬‬

‫يهدف التخفيض إلى زيادة دخواللمنتجين المحليين و تخفيض أعباء مديونيتهم خاصة عند تدهور أسعار‬

‫منتجاتهم في األسواق العالمية‪ ،‬على اعتبار أن تخفيض سعر الصرف يرفع قيمة الصادرات مقومة بالعملة‬

‫الوطنية من أجل تسهيل تصريف هذه المنتجات في الخارج‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Charalambos Pattichis, Exchange rate effects on trade in services, Journal of Economic Studies,Vol. 39 Iss 6,2001, p697.‬‬
‫بلحرش عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.29‬‬
‫‪2‬‬

‫‪90‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ -9‬ارتباط العملة بكتلة نقدية معينة‪:‬‬

‫أي ارتباط عمالت الدول بالمناطق النقدية المختلفة مثل منطقة الدوالر‪ ،‬ومنطقة األورو ‪...،‬الخ‪ ،‬فالتغير‬

‫الحاصل في قيمة العملة القيادية ضمن إطار منطقة نقدية معينة سينعكس على القيمة الخارجية لبقية‬

‫العمالت‪ ،‬و كمثال عن ذلك أثر انخفاض قيمة الدوالر األمريكي على العديد من عمالت الدول النامية بنفس‬

‫نسبة انخفاض الدوالر‪.‬‬

‫‪ -4‬تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والسعر الموازي‪:‬‬

‫إن اعتماد الدولة على سياسة تخفيض قيمة العملة في السوق الرسمي يعمل على الحد من الطلب عليها‬

‫في السوق الموازي نتيجة تحقيق تكافؤ بين السعرين في السوقين الرسمي و الموازي‪ ،‬مما ينتج عنه تراجع‬

‫الطلب على العمالت األجنبية في األسواق الموازية وهذا ما يحد من المضاربة على العمالت األجنبية‪.1‬‬

‫‪ -1‬معالجة البطالة في االقتصاد القومي‪:‬‬

‫إن اعتماد الدولة على سياسة تخفيض العملة يعمل على تشجيع إقامة الصناعات مما يعمل على زيادة‬

‫التشغيل و بالتالي تقليص من حجم البطالة‪.2‬‬

‫‪ -1‬إيجاد العالقة الواقعية للعملة الوطنية مع العمالت األجنبية ‪:‬‬

‫وتعتمد هذه العالقة على أساس معرفة تطور مستوى األسعار المحلية للبلدين‪ ،‬ألن مستوى األسعار‬

‫المحلية سوف ينعكس على القوه الشرائية المحلية للعملة الوطنية‪ ،‬لذلك فأن سعر صرف عملة معينة إزاء‬

‫عملة أخرى يعتمد على مقارنة التغيرات في مستويات األسعار المحلية في كال البلدين‪.‬‬

‫‪ -9 -1‬تنشيط القطاعات التصديرية وبقية القطاعات التي تعتمد عليها الدولة ‪:‬‬

‫تعمل سياسة تخفيض قيمة العملة المحلية على تحقيق تكامل بين القطاعات التصديرية وباقي القطاعات‬

‫األخرى التي تعتمد عليها الدولة‪ ،‬وذلك كون السلع المصدرة أو أي سلع أخرى تعتمد على قطاعات تكميلية‬

‫‪ 1‬عرفات تقي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.719-717‬‬


‫‪2‬‬
‫بلحرش عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.63‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫أخرى‪ ،‬فتطوير القطاع التصديري يؤدي إلى تطوير بقية القطاعات السابقة سواء من ناحية استغالل الطاقة‬

‫اإلنتاجية أو استخدام المزيد من اليد العاملة‪.1‬‬

‫وما يمكن استخالصة هو أن السبب الرئيسي الذي يدفع الدولة إلى تخفيض عملتها هو تشجيع الصادرات‬

‫و السعي نحو تقليص العجز الحاصل ميزان المدفوعات ككل أو إحدى مكوناته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬شروط نجاح سياسة تخفيض قيمة العملة‬

‫حتى تتحقق أهداف تخفيض قيمة العملة المحلية‪ ،‬ال بد من توافر مجموعة من الشروط أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬مرونة الجهاز اإلنتاجي لمواجهة الطلب الخارجي الناجم عن ارتفاع الصادرات‪.‬‬

‫‪ ‬مرونة الطلب الداخلي على السلع المستوردة ومرونة الطلب الخارجي على السلع المصدرة‪.‬‬

‫‪ ‬أال تعتمد الدول األخرى عل سياسة تخفيض القيمة الخارجية لعمالتها‪.‬‬

‫‪ ‬أال يتردد الشك في األسواق النقدية بأن هذا التخفيض سيعقبه تخفيض آخر‪.‬‬

‫‪ ‬استجابة السلع المصدرة لمواصفات الجودة والمعايير الصحية واألمنية الضرورية للتصدير‪.‬‬

‫حيث أن سياسة تخفيض قيمة العملة الوطنية تفترض بقاء األسعار المحلية لمستوى السلع و الخدمات‬

‫دون ارتفاع مقارنة باألسعار األجنبية‪ ،‬كون ارتفاع األسعار المحلية سيؤدي إلى عدم انخفاض سعر الصرف‬

‫الحقيقي الذي سيكون مبالغا فيه كونه ال يعكس توازن ميزان الدفوعات ‪ ،‬فانخفاض سعر الصرف يؤدي‬

‫انخفاض أسعار السلع الوطنية المقومة بالصرف األجنبي مما يؤدي إلى زيادة الطلب على هذه السلع في‬

‫األسواق الخارجية ما يؤدي بدوره إلى زيادة الصادرات‪ ،‬وبالمقابل ارتفاع أسعار السلع األجنبية مقومة بالعملة‬

‫الوطنية في نفس الوقت مما سيؤدي إلى انخفاض الطلب عليها أي انخفاض الواردات‪.2‬‬

‫والمخطط التالي يلخص آلية تعديل الميزان التجاري من خالل تطبيق سياسة تخفيض القيمة الخارجية للعملة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صبحي حسون الساعدي و إياد حماد عبد‪ ،‬أثر تخفيض سعر الصرف على بعض المتغيرات االقتصادية مع التركيز على انتقال رؤوس األموال في‬
‫بلدان مختارة‪ ،‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االقتصادية و اإلدارية‪،‬المجلد‪ ،4‬العدد‪،01‬العراق‪،9077،‬ص‪.27‬‬
‫‪2‬‬
‫عبود زرقين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.771‬‬

‫‪92‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫الشكل رقم(‪ :)12.1‬تعديل الميزان التجاري بتخفيض قيمة العملة‬

‫عجز خارجي‬

‫زيادة الطلب على العملة األجنبية مقابل العملة المحلية‬

‫انخفاض القيمة الخارجية للعملة المحلية‬

‫انخفاض أسعار الصادرات‬ ‫ارتفاع أسعار الواردات‬

‫مقومة بالعملة المحلية‬ ‫مقومة بالعملة األجنبية‬

‫تسوية العجز في الميزان التجاري‬


‫‪Source :Alain samuelson,Economie Internationale Contemporaine « aspects réels et monétaires »,,Presses‬‬
‫‪Universitaires Grenoble, pris,1991, p154.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬آثار تخفيض قيمة العملة‬

‫تعتبر سياسة تخفيض قيمة العملة من السياسات التي تحظى بأهمية على صعيد الدول ككل نامية كانت‬

‫أو متقدمة لما لها من آثار و نتائج هامة تترتب على مختلف المتغيرات االقتصادية على المستويين الداخلي‬

‫والخارجي و تتجلى هذه اآلثار فيمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أثر التخفيض على الصادرات والواردات‬

‫يكون للتخفيض تأثير واضح على الصادرات والواردات‪ ،‬وذلك من خالل زيادة الصادرات عن طريق جعلها‬

‫أرخص والحد من الواردات بعد ارتفاع أسعارها وبالتالي معالجة العجز في الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ -1‬األ ثر على الواردات‪ :‬إن تخفيض القيمة الخارجية للعملة المحلية يؤدي إلى ارتفاع أسعار الواردات‬

‫المقومة بالعملة المحلية‪ ،‬ما يؤدي إلى انخفاض الطلب المحلي على الواردات‪ ،‬وبالتالي انخفاض كمية‬

‫‪93‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫و قيمة الواردات وذلك مع توفر شرط أن تكون مرونة الطلب المحلي على الواردات أكبر الصفر وبالتالي‬

‫القضاء على فائض الطلب على العملة األجنبية‪.1‬‬

‫‪ -2‬األثر على الصادرات‪ :‬إن تخفيض القيمة الخارجية للعملة المحلية يترتب عنه انخفاض أسعار الصادرات‬

‫مقومة بالعملة األجنبية‪ ،‬و بالتالي زيادة الطلب األجنبي على الصادرات‪ ،‬ما يؤدي إلى زيادة حجم الصادرات‬

‫بشرط أن تكون مرونة الطلب األجنبي على الصادرات أكبر من الواحد‪،‬و هذا بدوره ينعكس على زيادة عرض‬

‫العملة األجنبية ما يؤدي إلى القضاء على فائض الطلب على العملة األجنبية‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر التخفيض على مستوى األسعار‬

‫إن سياسة تخفيض قيمة العملة بحد ذاتها تعتبر مصد اًر الرتفاع األسعار المحلية و ذلك من خالل ‪:‬‬

‫‪ ‬إذا كانت نسبة مهمة من اإلنتاج مستوردة من الخارج ‪ ،‬فإن األسعار سترتفع‪.‬‬

‫‪ ‬إن التخفيض من قيمة العملة المحلية سوف يجعل أسعار الواردات مرتفعة‪ ،‬خاصة إذا كانت هذه‬

‫السلع المستوردة سلعا ضرورية فإن هذا سوف يضيف حلقة جديدة الرتفاع األسعار‪.‬‬

‫‪ ‬إن ارتفاع أسعار المستوردات وانخفاض أسعار الصادرات نتيجة تخفيض قيمة العملة‪ ،‬سيؤدي‬

‫إلى ارتفاع الطلب على المنتجات الوطنية وهذا االرتفاع في الطلب على المنتجات الوطنية‬

‫سيكون على جانبين وهما‪:‬‬

‫الجانب األول‪ :‬أن الطلب المحلي سيحاول البحث عن مواد محلية بديلة عن الواردات التي ارتفعت أسعارها‪.‬‬

‫الجانب الثاني‪ :‬أن الطلب على المنتجات الوطنية سيرتفع أيضا بعد أن أصبحت أرخص مما كانت عليه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬أثر التخفيض على حركة رؤوس األموال‬

‫صبحي حسون الساعدي و إياد حماد عبد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.81‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫نوزاد عبد الرحمان الهيتي و منجد عبد اللطيف الخشالي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.910-922‬‬

‫‪94‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫من ضمن األسباب الرئيسة والمهمة التي تدفع األفراد إلى تحريك رؤوس أموالهم بين الدول هو سياسة‬

‫التخفيض من قيمة العملة‪ ،‬ويتم هذا األجراء عندما يتوقع األفراد بأن الدولة سوف تقوم بالتخفيض‪ ،‬فإنهم في‬

‫هذه الحالة سيقومون بتحريك أموالهم نحو الخارج لتجنب الخسارة المحتملة من جراء هذه السياسة للبحث عن‬

‫األرباح ‪ ،‬كما يبذلون قصار جهدهم لتأخير و تأجيل مستحقاتهم لدى المتعاملين األجانب من أجل الربح في‬

‫الصرف‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬أثر التخفيض على الدخل والتوظيف‬

‫تؤدي تخفيض قيمة العملة المحلية إلى زيادة الدخل القومي والتوظيف كون أن زيادة الصادرات تعتبر‬

‫بمثابة عنصر إضافي للدخل القومي‪ ،‬مما يؤدي إلى زيادته‪.‬‬

‫وفقاً لنظرية مضاعف التجارة الخارجية فأن زيادة الدخل القومي عادة ما يصاحبها زيادة في اإلنفاق على‬

‫االستهالك والتي تكون مصحوبة بزيادة في االستيراد طبقاً للميل الحدي لالستيراد‪ ،‬أما بالنسبة للبلدان التي لم‬

‫تقم بعملية التخفيض في قيمة عملتها المحلية فالمتوقع حصول زيادة في وارداتها من البلد الذي أجرى‬

‫التخفيض وكذلك يحدث انخفاض في صادارتها ‪ ،‬مما يترتب على ذلك انخفاض في الدخل والتوظيف‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬أثر التخفيض على عبء القروض الخارجية‬

‫يختلف أثر التخفيض في حالة كون البلد المخفض لعملته دائناً أو مدنياً ‪:‬‬

‫‪ .7‬في حالة كون البلد المخفض لعملته دائناً‪ ،‬فإذا استلم هذا البلد الدائن قروضه وفوائد هذه القروض‬

‫بالعملة األجنبية‪ ،‬فإنه سوف يستلم كمية أكبر من عملته الوطنية بعد تحويل العملة األجنبية إلى‬

‫العملة الوطنية‪ ،‬أما إذا إستلم هذا البلد قروضه والفوائد عليها بعملته الوطنية‪ ،‬فإنه سيستلم نفس‬

‫المقدار الذي أقرضه وال يتأثر في هذه الحالة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بلحرش عائشة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.66‬‬

‫‪95‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫‪ .9‬عندما يكون البلد المخفض لعملته مديناً‪ ،‬ودفع ديونه والفوائد عليها بعملة البلد الدائن‪ ،‬فإن عبء‬

‫الديون المترتبة عليه في هذه الحالة سوف تزداد‪ ،‬وذلك ألنه سوف يدفع كمية أكبر من عملته‬

‫الوطنية سدادًا لدينه بالعملة األجنبية‪ ،‬أما إذا كان البلد المدين يدفع دينه بعملته الوطنية‪ ،‬فإنه سوف‬

‫يدفع نفس المقدار من الديون والفوائد بعملته الوطنية التي تم تخفيضها ويستفيد البلد المدين من‬

‫تخفيض عملته الوطنية في هذه الحالة بنفس مقدار التخفيض‪.1‬‬

‫‪ 1‬صبحي حسون الساعدي و إياد حماد عبد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.82‬‬

‫‪96‬‬
‫الفصل األول‪ .............................................:‬اإلطار النظري و المفاهيمي لسعر الصرف‬

‫خالصة الفصل األول‪:‬‬

‫تعتبر أسعار الصرف عنصر هام يساهم في تنشيط التجارة الخارجية و توسيع األسواق الدولية بصفتها‬

‫وسيلة ربط بين اقتصاديات مختلف دول العالم و ذلك من خالل توسع نشاط التصدير و االستراد‪ ،‬فسعر‬

‫الصرف يجسد أداة الربط بين االقتصاد المحلي وباقي االقتصاديات‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يربط بين أسعار‬

‫السلع في االقتصاد المحلي وأسعارها في السوق العالمية‪.‬‬

‫فسعر الصرف األجنبي أداة هامة في تسوية المدفوعات الدولية من خالل تفاعل قوى العرض والطلب‬

‫عليه داخل سوق سمى سوق الصرف‪ ،‬هذا األخير وبآليات عمله والمتعاملين فيه له فعالية كبيرة في تزداد‬

‫حجم كل من الصادرات والواردات ‪ ،‬إلى جانب زيادة حركة رؤوس األموال‪.‬‬

‫يتم تحديد سعر الصرف كأي سلعة وفقا لقوى السوق (العرض و الطلب) في سوق الصرف بداللة نظام‬

‫الصرف المعتمد من األنظمة المتعارف عليها ‪ ،‬ولقد تعددت النظريات المفسرة لتغيرات سعر الصرف تبعا‬

‫لتعدد أنظمته‪ ،‬دون أن تستطيع إعطاء تفسير دقيق و محدد لهذا التغير‪ ،‬وذلك الرتباط سعر الصرف بالعديد‬

‫من العوامل كالتضخم و أسعار الفائدة قد تتسبب في خسائر كبيرة للصرف مما استوجب اللجوء إلى مجموعة‬

‫من التقنيات لتجنب هذه المخاطر و تأثيراتها على المبادالت التجارية للدولة والذي تؤثر مباشرة في حركة‬

‫الصادرات و الواردات في صورة الميزان التجاري مما ينعكس على التنمية االقتصادية في هذه الدول‪.‬‬

‫وبمعرفة ماهية سعر الصرف والعوامل المؤثرة فيه‪ ،‬وكذا أنظمته ومختلف النظريات المفسرة لها وبنية‬

‫أسواقه‪ ،‬باإلضافة إلى تحليلنا لسياستي رفع قيمة العملة الخارجية وتخفيض قيمة العملة ومدى مساهمتها في‬

‫تسوية العجز في الميزان التجاري ننتقل إلى دراسة أثر هذه السياسات كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫في الفصل الموالي‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫آثار سياسات سعر الصرف كآلية‬


‫لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫سعر الصرف يعتبر المرآة التي ينعكس عليها مركز الدولة التجاري مع العالم الخارجي‪ ،‬وذلك من خالل‬

‫العالقةة بةين الصةادرات والةواردات‪ ،‬إذ تعةد أسةعار الصةرف أداة لةرب االقتصةاد المحلةي باالقتصةاد العةالمي‬

‫فاستيراد السلع من إحدى البلدان األجنبية يزيد من ال لب على عملة هذا البلد األجنبي في السوق الو ني أي‬

‫العملةة الو نيةة فةي األسةواق العالميةة‬ ‫أن الواردات تزيةد مةن ال لةب علةى العمةالت األجنبيةة وتزيةد مةن عةر‬

‫العمالت األجنبية في السوق‬ ‫بينما الصادرات تزيد من ال لب األجنبي على العملة الو نية‪ ،‬وتزيد من عر‬

‫الو ني‪ ،‬مما يةددي إلةى حةدوخ اخةتالل فةي الميةزان التجةاري للدولةة ‪ ،‬و تةتم معالجةة هةذا االخةتالل مةن خةالل‬

‫اعتماد سياسات سعر الصرف بما يتوافق و حالة االقتصاد الو ني ‪.‬‬

‫ويأتي هذا الفصل من الموضوع ليغ ي القسم الثاني مةن الجانةب النيةري للد ارسةة وذلةك مةن خةالل د ارسةة‬

‫دور سياسات سعر الصرف في معالجة الخلل في الميزان التجاري من خالل المباحخ التالية‪:‬‬

‫المبحخ األول‪ :‬أساسيات ميزان المدفوعات‬

‫المبحخ الثاني‪ :‬ماهية الميزان التجاري‬

‫المبحخ الثالخ‪ :‬أثر تقلبات سعر الصرف على حركة الصادرات و الواردات‬

‫المبحخ الرابع‪ :‬دور سعر الصرف في عالج الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات ميزان المدفوعات‬

‫كل دولة ترب ها معامالت مع العالم الخارجي‪ ،‬فالمقيمون فيها أفرادا كانوا أو شركات يقومون بعمليات‬

‫التصدير إلى الخارج‪ ،‬كذالك اإلستيراد من الدول األخرى‪ ،‬باإلضافة إلى الخدمات التي يقدمونها لألجانب‬

‫وبالمقابل تددى لهم خدمات مماثلة من األجانب‪ ،‬كل هذه المعامالت ينتج عنها استحقاقات مالية متبادلة يتم‬

‫تسويتها عاجال أم آجال‪ ،‬لذلك فمن المهم لكل دولة أن تعرف على وجه التحديد حقوقها من قبل العالم‬

‫الخارجي و التزاماتها نحوه‪ ،‬لذا فكل دولة تعد بيانا تسجل فيه هذه الحقوق والواجبات‪ ،‬تحت بيان يعرف‬

‫بميزان المدفوعات‪ ،‬وغالبا ما ييهر هذا الميزان العالقات االقتصادية بين الدولة و العالم الخارجي‪ ،‬إذ يعكس‬

‫لنا درجة التقدم االقتصادي في البلد و يمكننا من تحديد المركز المالي للدولة بالنسبة للعالم الخارجي‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ميزان المدفوعات وأهميته‬

‫يعتبر ميزان المدفوعات من أهم المدشرات االقتصادية لمعرفة الوضع االقتصادي لدولة ما في األجل‬

‫القصير‪ ،‬وهو بمثابة الحساب الذي يسجل قيمة الحقوق والديون الناشئة بين بلد معين والعالم الخارجي‬

‫وسنحاول من خالل هذا الم لب وضع مفهوم مبس لميزان المدفوعات مع إبراز األهمية البالغة لهذا المدشر‬

‫االقتصادي بالنسبة لالقتصاد الو ني ككل‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم ميزان المدفوعات‬

‫تتعدد تعاريف ميزان المدفوعات و من بين هذه التعاريف نذكر‪:‬‬

‫يعرف ميزان المدفوعات على أنه سجل يشمل كل المعامالت االقتصادية للدولة مع العالم الخارجي‬

‫وذلك من خالل تسجيل كل المعامالت التي تتم بين المقيمين (سواء كانوا أشخاص بيعيين أو معنويين)‬

‫‪1‬‬
‫في دولة معينة مع بقية دول العالم خالل فترة زمنية عادة ما تكون سنة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫إيمان ع ية ناصف و هشام محمد عمارة‪ ،‬مبادئ االقتصاد الدولي‪،‬المكتب الجامعي الحديخ‪،‬مصر‪،8002،‬ص‪.822‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫والمقصود بالمقيمين األشخاص و المدسسات التجارية و الحكومية الذين يقومون بعمليات تجارية دولية‬

‫مع الخارج‪ ،‬وعبارة اإلقامة ال تعني اإلقامة المادية أو الجنسية بل المركز األساسي للنشا التجاري‪.1‬‬

‫نالحي من خالل هذا التعريف أنه ركز على كون ميزان المدفوعات هو سجل أو جدول يتم من‬

‫خالله ترتيب كل المعامالت الخاصة بالدولة مع األ راف الخارجية‪ ،‬كما بين أيضا أن هذه المعامالت‬

‫تسجل خالل فترة زمنية محدودة و هي سنة‪.‬‬

‫ويعرف أيضا على أنه بيان حسابي يسجل فيه قيم جميع السلع والخدمات والهبات والمساعدات‬

‫األجنبية و كل المعامالت الرأسمالية و جميع كميات الذهب النقدي الداخلة إلى البلد والخارجة منه خالل‬

‫ير يأخذ قيم جميع العمليات‬


‫فترة زمنية محددة والتي عادة ما تكون سنة‪ ،‬فميزان المدفوعات يعد تقر ا‬

‫‪2‬‬
‫االقتصادية التي تتم بين البلد و بقية البلدان المتعاملة معه‪.‬‬

‫أما هذا التعريف فنالحي أنه ركز على تبيان نوعية المعامالت التي تتضمنها حسابات ميزان‬

‫المدفوعات‪.‬‬

‫كما يعرف ميزان المدفوعات أيضا على أنه‪ :‬سجل منيم يسجل فيه مصادر وت بيقات األموال‬

‫‪3‬‬
‫الخارجية للبلد‪ ،‬كون كل الفئات التي تدخل في حسابات الميزان تعبر عن تدفقات‪.‬‬

‫نالحي من خالل هذا التعريف أنه يوضح أن كل المعامالت االقتصادية بين الدولة و العالم الخارجي‬

‫عبارة عن تدفقات سواء إلى الداخل أو إلى الخارج‪.‬‬

‫ومن خالل التعريفات السابقة لميزان المدفوعات نجد أن معيم التعريفات متقاربة إلى حد بعيد‬

‫وتدول إلى كون ميزان المدفوعات ‪ :‬هو سجل منيم تسجل في فيه بصورة منتيمة‪ ،‬قيمة كافة‬

‫العمليات االقتصادية التي تسوى بين المقيمين في بلد ما و المقيمين في الخارج خالل فترة زمنية محددة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫علي عبد الفتاح أبو شرار‪ ،‬االقتصاد الدولي" نظريات وسياسات"‪ ،‬د ار المسيرة للنشر والتوزيع و ال باعة‪،‬األردن‪ ،8003 ،3 ،‬ص ‪.802‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرحمن يسري احمد‪ ،‬االقتصاديات الدولية‪،‬مدسسة شباب الجامعة‪،‬مصر‪ ،0223‬ص‪.803‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد صالح القريشي‪،‬المالية الدولية‪،‬الوراق للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪،8002،‬ص‪.25‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪1‬‬
‫و يمكن التفريق بين ميزان المدفوعات ونوعين آخرين من الموازين‪:‬‬

‫أ‪ -‬ميزان المدفوعات الدولية‪ :‬حيخ يقتصر ميزان المدفوعات الدولية على المدفوعات النقدية الدولية‪ ،‬في حين‬

‫أن ميزان المدفوعات يشمل كل أنواع المعامالت االقتصادية الدولية لالقتصاد الو ني خالل فترة زمنية‬

‫محددة و التي عادة تكون سنة‪.‬‬

‫ب‪ -‬ميزان المديونية‪ :‬يحتوي ميزان المدفوعات على التغيرات التي ت أر على ما لدى االقتصاد الو ني من‬

‫أصول وخصوم في مواجهة العالم الخارجي فق ‪ ،‬ما يفرقه عن ميزان المديونية الذي يبين أصول وخصوم‬

‫البلد في مواجهة الخارج في لحية زمنية معنية‪.‬‬

‫يرتكز ميزان المدفوعات على أساس التسجيل بمبدأ القيد المزدوج ‪ ،‬حيخ تسجل وفقه كل معامالته والذي‬

‫يوضح أن لكل عملية تتم مع الخارج قيدين أحدهما مدين واآلخر دائن متساويين في القيمة ويسجل في‬

‫الجانب الدائن من ميزان المدفوعات حقوق الدولة لدى غيرها من الدول األجنبية وفي الجانب المدين تسجل‬

‫قيمة واردات الدولة من الخارج أي ديون الدولة و التزاماتها مع الخارج‪.2‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية ميزان المدفوعات‬

‫إن لبيانات ميةزان المةدفوعات داللتهةا الخاصةة التةي تعبةر عةن األحةوال االقتصةادية للبلةد بغة‬

‫النير عن الفترة الزمنية التي تغ يها دراسة هذه البيانات‪ ،‬لذلك فإن تسجيل هذه المعامالت االقتصادية‬

‫الدولية مسألة حيوية في حد ذاتها ألي اقتصاد و ني‪ ،‬وذلك لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ - -‬يعكةةس هيكةةل المعةةامالت االقتصةةادية الدوليةةة وقةةوة االقتصةةاد الةةو ني وقابليتةةه ودرجةةة تكيفةةه مةةع‬

‫المتغيرات الحاصلة في االقتصاد الدولي‪ ،‬ألنه يعكس حجم وهيكل كل من الصةادرات والةواردات وكةذا‬

‫‪1‬‬
‫محمد دويدار‪،‬محاضرات في االقتصاد الدولي‪،‬مدسسة الثقافة الجامعية‪،‬مصر‪،8003،‬ص‪.32‬‬
‫توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.80‬‬
‫‪2‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المنتجةات بمةا فيهةا العوامةل المةدثرة عليةه كحجةم االسةتثمارات‪ ،‬درجةة التوييةف وكةذا مسةتوى األسةعار‬

‫والتكاليف‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ - -‬يبةةين مي ةزان المةةدفوعات أثةةر السياسةةات االقتصةةادية علةةى هيكةةل التجةةارة الخارجيةةة مةةن حيةةخ حجةةم‬

‫المبادالت و نوع سلع التبادل‪ ،‬الشيء الذي يددي إلى متابعة و معرفة مدى ت ور البنيان االقتصادي‬

‫للدولة ونتائج سياساتها االقتصادية‪.‬‬

‫‪ - -‬إن المعةةامالت االقتصةةادية التةةي ت ةرب البلةةد مةةع الع ةالم الخةةارجي هةةي نتيجةةة اندماجةةه فةةي االقتصةةاد‬

‫‪1‬‬
‫الدولي وبذلك فهي تقيس الموقف الدولي للق ر‪.‬‬

‫أيضةا أداة تحليةل هامةة‬


‫‪ - -‬يمثل ميةزان المةدفوعات أداة تحليةل لنقةا قةوة وضةعف تنافسةية البلةد‪ ،‬ويشةكل ا‬

‫فةي‬ ‫لتحديد سياسة سعر الصةرف‪ ،‬السياسةة الماليةة و السياسةة النقديةة‪ ،‬فةإذا قامةت الدولةة مةثال بتخفةي‬

‫قيمة العملة المحلية و أرادت معرفة تأثير السياسةة الم بقةة علةى الموقةف الخةارجي فةي هةذه الحالةة مةن‬

‫الضةةروري الرجةةوع لمي ةزان المةةدفوعات لمالحيةةة التغي ةرات التةةي يمكةةن أن تحةةدثها هةةذه السياسةةات علةةى‬

‫الصادرات والواردات واألرصدة الدولية‪.2‬‬

‫‪ - -‬يتتبةةع مي ةزان المةةدفوعات مجمةةل التةةدفقات بةةين المقيمةةين وغيةةر المقيمةةين فةةي فت ةرة محةةددة‪ ،‬وهةةو مةةا‬

‫و ال لةب علةى النقةد‬ ‫يسمح بتسجيل كل التدفقات السلعية و الخدمية من و إلى الخارج و كذا العةر‬

‫‪3‬‬
‫األجنبي‪ ،‬وبالتالي متباعة ت ورات سعر الصرف‪.‬‬

‫و ال لب على‬ ‫‪ - -‬ييهر ميزان المدفوعات القوى المحددة لسعر الصرف من خالل يروف العر‬

‫العمالت األجنبية ويبين أثر السياسات االقتصادية على هيكل التجارة الخارجية من حيخ حجم‬

‫المبادالت ونوع سلع التبادل ‪.‬‬

‫‪1‬عرفان تقي الدين الحسني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.002‬‬


‫رائد عبد الخالق عبد اهلل العبيدي و آخرون‪ ،‬التمويل الدولي‪،‬دار األيام للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪،8003 ،‬ص‪.38‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪Mohamed Daouas,et autres,Techniques Financières Internationales et Couverture Du Risque De Change, Centre De Publication‬‬
‫‪Universitaire,Tunis,2007,pp89-90.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪ - -‬يسمح الميزان بتحديد بعد و بيعة العالقات االقتصادية الدولية للبلد مع بقية دول العالم‪ ،‬فهو ييهر‬

‫األهمية النسبية للمبادالت مع الدول المختلفة وكذا حصة البلد من التجارة الخارجية العالمية من حيخ حجم‬

‫‪1‬‬
‫المبادالت و نوع السلعة المتبادلة‪.‬‬

‫مصدر للمعلومات عن المبادالت التي يترتب عليها التزامات اتجاه الغير أوتلك‬
‫ا‬ ‫‪ - -‬يعتبر ميزان المدفوعات‬

‫‪2‬‬
‫المعامالت التي تتبع وسائل لتغ ية لهذه االلتزامات‪.‬‬

‫‪-‬‬
‫العملة الو نية و ال لب عليها تجاه العمالت األجنبية ما يددي‬ ‫‪ -‬يستخدم ميزان المدفوعات كبيان لعر‬

‫يمكن اإلعتماد على ميزان‬ ‫إلى تحديد القيمة الفعلية لعملة البلد في أسواق الصرف األجنبي‪ ،‬حيخ‬

‫المدفوعات كمدشر يبين مدى قدرة سعر الصرف على تعديل المعامالت االقتصادية الدولية بغر‬

‫أو إزالة العجز من أجل الحد من التضخم أو االنكماش الناتج عن اختالل موازين‬ ‫امتصاص الفائ‬

‫‪3‬‬
‫المدفوعات‪.‬‬

‫وبناءا على ما تقدم فإن ميزان المدفوعات يعتبر أداة هامة تعتمد عليها السل ات العامة من أجل‬

‫التجارة الخارجية و إعداد السياسات‬ ‫العالقات االقتصادية الخارجية للبلد من خالل تخ ي‬ ‫تخ ي‬

‫االقتصادية النقدية و المالية‪ ،‬باإلضافة إلى االعتماد على كل العمليات المدونة في الميزان من رف البنوك‬

‫و المدسسات االقتصادية التي تعمل في مجال التمويل الخارجي و التجارة الدولية‪ ،‬وما يمكن استخالصه هو‬

‫أن ميزان المدفوعات يوفر قاعدة إحصائية متكاملة عن مصادر واستعماالت الصرف األجنبي ‪ ،‬ذلك لكونه‬

‫يلخص المعامالت االقتصادية التي يترتب عليها التزامات مع الخارج‪.‬‬

‫‪1‬محمد سيد عابد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.820-872‬‬


‫‪2‬‬
‫ندى عبد المجيد‪،‬مدخل إلى العالقات االقتصادية الدولية‪،‬دار هومة للنشر‪،‬الجزائر‪،8000،‬ص ص‪.20-28‬‬
‫‪3‬‬
‫هوشيار معروف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.837-835‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬هيكل ميزان المدفوعات‬

‫نتيجة لتعدد المعامالت االقتصادية لكل بلد مع العالم الخارجي‪ ،‬يهرت صعوبة في حصرها وتدوينها‬

‫بصورة منفردة في ميزان المدفوعات ‪ ،‬حيخ تم تقسيمه إلى عدة أقسام أفقيا وعموديا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وينقسم ميزان المدفوعات أفقيا إلى قسمين رئيسيين هما ‪:‬‬

‫الجانب الدائن ‪ :‬و يتم في هذا الجانب تسجيل كل العمليات التي يترتب عنها دخول للعملة األجنبية‬

‫(الصادرات) وكل ما من شأنه خلق حقوق للدولة من قبل المستوردين األجانب‪.‬‬

‫الجانب المدين ‪ :‬و يسجل في هذا الجانب كل العمليات التي يترتب عنها خروج العملة األجنبية من دولة إلى‬

‫أخرى (الواردات ) وكل ما من شأنه خلق التزام للدولة من قبل دول أخرى‪.‬‬

‫أما عموديا فجرت العادة على تقسيم ميزان المدفوعات إلى أقسام مستقلة و حسابات وموازين فرعية‪ ،‬بحيث‬

‫تضم كل منها مجموعة من المعامالت االقتصادية والمالية المتماثلة من حيث الطبيعة‪ ،‬والمتقاربة من حيث األهداف‬
‫وقد تكون هذه الحسابات في حالة عجز أو فائض‪.‬‬

‫و يشمل التقسيم العمودي لميزان المدفوعات الحسابات التالية‪:‬‬

‫الجاري)(‪) La Balance Des Transactions Courantes‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬حساب العمليات الجارية (الحساب‬

‫يعتبر هذا الحساب من أهم حسابات ميزان المدفوعات كونه يشمل أهم المبادالت االقتصادية الدولية من‬

‫السلع والخدمات‪ ،‬باإلضافة إلى التحويالت من جانب واحد ويسمى بالحساب الجاري "ألن كافة هذه‬

‫المعامالت التي يشملها تتصل بالدخل القومي الجاري‪ ،‬واإلنفاق القومي الجاري‪ ،‬فهي عبارة عن استخدام‬

‫للدخل القومي الجاري"‪ ،2‬ونجد في الحساب الجاري الحسابات التالي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الميزان التجاري (‪)La Balance Commerciale‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد العربي ساكر‪،‬محاضرات في االقتصاد الكلي المعمق‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،8005،‬ص‪.000‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Banque de France, Balance Des paiements De la France, janvier 2011,p8.‬‬

‫‪105‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫ويشمل الصادرات و الواردات السلعية‪ ،‬بما في ذلك الذهب غير النقدي المتبادل بين المقيمين و غير‬

‫المقيمين‪ ،‬حيخ تقيم الصادرات بالقيمة" ‪ "F.O.B‬أي قيمة السلعة حتى شحنها على السفينة‪ ،‬في حين تقيم‬

‫الواردات بالقيمة "‪ "C.I.F‬و التي تمثل قيمة السلعة في ميناء الوصول‪ ،‬ويوصي صندوق النقد الدولي بهذا‬

‫الخصوص أن تقيم كل من الصادرات و الواردات بالقيمة "‪ "F.O.B‬من أجل تمييز قيمة السلع عن قيمة‬

‫الخدمات التي لها عالقة بالسلعة من حيخ خدمات النقل والتأمين‪.1‬‬

‫إذا كانت قيمة‬ ‫ويمثل الفرق بين الصادرات والواردات رصيد الميزان التجاري‪ ،‬ويشكل هذا الميزان فائ‬

‫الواردات أقل من قيمة الصادرات في االقتصاد وعج از إذا زادت قيمة واردات االقتصاد عن قيمة صادراته‪ ،‬أما‬

‫إذا تساوت المدفوعات لتمويل الواردات مع متحصالت الصادرات فنقول أن الميزان التجاري في حالة توازن‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ميزان الخدمات (‪)La Balance Des Invisibles‬‬

‫ويضم كافة أنواع الخدمات المتبادلة بين الدولة والخارج كخدمات النقل‪ ،‬التأمين‪ ،‬السياحة‪ ،‬الخدمات‬

‫الحكومية‪ ،‬الدخول من االستثمارات الخارجية‪ ،‬إضافة إلى دخل االستشارات الذي يمثل خدمات قدمها رأس‬

‫المال األجنبي إلى الدولة أو خدمات قدمها رأس المال المحلي للخارج‪ ،‬فالخدمات التي تقدمها الدولة للخارج‬

‫تقيد في اإليرادات‪ ،‬أما الخدمات التي تحصل عليها الدولة من الخارج تقيد في المدفوعات‪ ،‬و يمثل الفرق بين‬

‫متحصالت الصادرات من هذه الخدمات والمدفوعات لتمويل الواردات رصيد ميزان الخدمات‪.2‬‬

‫نالحظ أن الميزان التجاري يضم نوعا معينا من المعامالت التجارية ‪ ،‬وهو مبادالت السلع ‪ ،‬أما الجزء‬

‫الثاني أي ميزان الخدمات فيمثل المعامالت غير المنيورة‪ ،‬أي الخدمات التي يقدمها المقيمون إلى غير‬

‫المقيمين‪ ،‬والخدمات التي يقدمها غير المقيمين الى المقيمين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ميزان التحويالت من جانب واحد (‪)Capital Unilatérale‬‬

‫محمود يونس محمد و على عبد الوهاب نجا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.802‬‬
‫‪1‬‬

‫عادل أحمد حشيش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.051‬‬


‫‪2‬‬

‫‪106‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫ويخص هذا الحساب المبادالت التي تتم بين الدولة وبقية دول العالم بدون مقابل‪ ،‬أي أنها عمليات غير‬
‫تبادلية‪ ،‬تتم من جانب واحد دون أن يترتب عليها أي مقابل‪ ،‬أو حق‪ ،‬و يشمل هذا الحساب على الهبات‬
‫‪2‬‬
‫والتعويضات‪ 1،‬و قد تم تقسيم حساب التحويالت من طرف صندوق النقد الدولي إلى بندين و هما‪:‬‬
‫‪ -‬الهبات الخاصة‪ :‬و تشمل كل من تحويالت األفراد و المنيمات النقدية نقدية كانت أو عينية‪.‬‬

‫‪ -‬تحويالت المهاجرين من الخارج إلى بالدهم األصلية‪ ،‬والهبات العامة‪ :‬و المتضمنة كل من التعويضات‬

‫(يعتبرها صندوق النقد الدولي هبات إجبارية)‪ ،‬باإلضافة إلى الهدايا بأنواعها سواء كانت سلع أو خدمات‬

‫أو شيكات للمدفوعات التي يترتب عليها تحويل موارد حقيقية أو حقوق مالية من والى بقية دول العالم دون‬

‫مقابل ‪.‬‬

‫)‪(La Balance Des Capitaux‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حساب رأس المال‬

‫يشمل حساب رأس المال كل التدفقات النقدية من العمالت األجنبية الواردة إلى الداخل م روحا منها كل‬

‫التدفقات النقدية من العمالت األجنبية إلى الخارج‪ 3‬وهي على نوعين (ردوس أموال ويلة األجل‪ -‬ردوس‬

‫أموال قصيرة األجل) ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬رؤوس األموال طويلة األجل‬

‫ال ويلة األجل‪ ،‬واإلستثمارات األجنبية المباشرة‬ ‫وهي الحسابات التي تتجاوز السنة كالقرو‬

‫الرأسمالية األجنبية الواردة من‬ ‫و اإلستثمارات األجنبية غير المباشرة من و إلى الخارج‪ ،‬حيخ تسجل القرو‬

‫الرأسمالية الو نية التي تم إقراضها للخارج‪ ،‬باإلضافة إلى االستثمارات التي‬ ‫الخارج و أقسا سداد القرو‬

‫المقدمة‬ ‫يقوم بها األجانب داخل البلد كلها تسجل في الجانب الدائن‪ ،‬ويحدخ العكس بالنسبة للقرو‬

‫رف الموا نين‪ ،‬باإلضافة إلى االستثمارات التي‬ ‫األجنبية المقترضة من‬ ‫سداد القرو‬ ‫للخارج و أقسا‬

‫وليد عيدي عبد النبي‪ ،‬ميزان المدفوعات بوصفه أداة في التحليل االقتصادي‪ ،‬البنك المركزي العراقي‪ ،‬المديرية العامة لالحصاء‬
‫‪1‬‬

‫واألبحاخ‪،‬العراق‪،8008،‬ص‪.7‬‬

‫‪2‬‬
‫اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.008‬‬ ‫زينب حسن عو‬
‫‪3‬موسى سعيد م ر و آخرون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.05‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫يقوم بها الموا نون في الخارج كلها تسجل في الجانب المدين‪ ،‬فكل المعامالت التي يترتب عليها تحقيق‬

‫متحصالت ترد من الخارج تسجل في الجانب الدائن‪ ،‬في حين أي معامالت يترتب عنها مدفوعات للخارج‬

‫تسجل في الجانب المدين‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬رؤوس األموال قصيرة األجل‬

‫و تشمل كل الحسابات التي ال تتجاوز السنة الواحدة‪ ،‬حيخ تعبر عن كل التغيرات التي ت أر على‬

‫قيمة األصول التي يمكلها المقيمون في مواجهة الخارج‪ ،‬كذلك قيمة الخصوم التي يلتزم بها المقيمون تجاه‬

‫الخارج‪ ،‬و يخصص هذا الحساب لكل العمالت األجنبية‪ ،‬والحسابات المصرفية‪ ،‬واألوراق المالية قصيرة‬

‫قصيرة األجل‪.2‬‬ ‫األجل و الكمبياالت و كل القرو‬

‫‪3‬‬
‫و تتم هذه التحركات التلقائية نتيجة لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الخوف من االض رابات االقتصادية التي تحدخ كالتضخم‪ ،‬واالض رابات السياسية كالحروب مما يددي إلى‬

‫تهريب ردوس األموال للخارج أين اليروف االقتصادية و السياسية مالئمة‪.‬‬

‫‪ -‬الرغبة في تحقيق دخول أعلى من خالل شراء أصول أجنبية أو سندات‪ ،‬أو ودائع لفترة قصيرة األجل‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بعمليات المضاربة نتيجة توقع تغيرات في القيمة الدولية للعملة الو نية‪ ،‬من خالل قيام المضاربين‬

‫بتحويل أموالهم لعملة البلد المتوقع ارتفاع قيمة عملتها‪.‬‬

‫وتجدر المالحية هنا إلى أنه عادة ما ي لق على ميزان العمليات الجارية و ميزان التحويالت من رف‬

‫واحد و حركة ردوس األموال ال ويلة األجل مجتمعة بميزان المدفوعات األساسي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬حساب اإلحتياطات الرسمية)‪(La Balence Des Rèsèrves Officièlles‬‬

‫أحمد عبد الرحمان أحمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫اهلل‪،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.003‬‬ ‫زينب حسين عو‬
‫‪3‬‬
‫أحمد عبد الرحمان أحمد ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.003-008‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫يتضح لنا من خالل حساب االحتيا ات الرسمية التغيرات التي ت أر على االحتيا ات الدولية المملوكة‬

‫في بنود ميزان المدفوعات األساسية‪.‬‬ ‫للدولة‪ ،‬والتي تستخدم لتسوية العجز أو الفائ‬

‫ف إذا فاقت بنود الجانب الدائن بنود الجانب المدين في الحسابات األساسية لميزان المدفوعات فإن‬

‫اقتصادي‪ ،‬ولكي يحقق الميزان توازن حسابي ال بد من زيادة اإلحتيا ات‬ ‫ميزان المدفوعات يحقق فائ‬

‫يقدر ب‪ 05‬مليون‪ ،$‬يتم تسوية هذا‬ ‫الرسيمة للدولة‪ ،‬وكمثال إذا حقق ميزان المدفوعات لدولة ما فائ‬

‫من خالل مشتريات ذهب نقدي من الخارج بمبلغ ‪ 05‬مليون ‪ ،$‬بمعنى زيادة رصيد اإلحتيا ات‬ ‫الفائ‬

‫الرسمية للدولة ب ة مبلغ ‪ 05‬مليون‪ ،$‬فعند زيادة الدولة لمشترياتها أو وارداتها من الذهب النقدي يتم تدفق‬

‫عملة أجنبية إلى خارج الدولة بمبلغ ‪ 05‬مليون‪ $‬تعادل الرصيد الدائن لميزان المدفوعات ‪ ،‬وبالتالي يصبح‬

‫رصيد ميزان المدفوعات =صفر‪.1‬‬

‫ويحدخ العكس في حالة العجز‪ ،‬حيخ تقوم الدولة ببيع الذهب النقدي للخارج من أجل زيادة الجانب‬

‫الدائن بنفس قيمة العملة األجنبية المتدفقة ويصبح رصيد ميزان المدفوعات يساوي صفر‪.‬و في هذه الحالة‬

‫رصيد اإلحتيا ات النقدية للدولة‪.‬‬ ‫ينخف‬

‫و يمكن إيضاح كيفية تسوية المعامالت السابقة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 05 +‬مليون‪$‬‬ ‫رصيد المعامالت الجارية‬

‫‪ 05 +‬مليون‪$‬‬ ‫رصيد المعامالت الرأسمالية‬

‫‪ 05 +‬مليون ‪$‬‬ ‫رصيد ميزان المدفوعات‬

‫‪ 05 -‬مليون ‪ $‬واردات ذهب نقدي‬ ‫التسوية‬

‫صفر‬ ‫رصيد ميزان المدفوعات‬

‫الفرع الرابع‪ :‬حساب السهو و الخطأ )‪(Erreurs et Omissions‬‬

‫إيمان ع ية ناصف و هشام محمد عمارة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.822-822‬‬


‫‪1‬‬

‫‪109‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫من الناحية العملية يصعب الحصول على قيمة معادلة تماما لمجموع البنود في الجانب الدائن و الجانب‬
‫المدين‪ ،‬و في هذه الحالة تعادل قيمة حساب السهو و الخ أ بين القيمة الكلية لكل من الجانبين الدائن‬
‫والمدين في ميزان المدفوعات‪ ،‬حيخ يكون هذا الحساب تعويضا للمغاالة أو التقليل في تقدير قيمة العناصر‬
‫المسجلة في مختلف حسابات الميزان‪ ،‬كما يعكس أيضا جزء منه التحركات غير المسجلة في رأس المال‬
‫الخاص‪ ،1‬و الجدول الموالي يلخص لنا كل بنود ميزان المدفوعات‪:‬‬
‫الجدول رقم(‪ :)2.1‬حسابات ميزان المدفوعات حسب صندوق النقد الدولي‬

‫دائـــن‬ ‫مـــدين‬ ‫البيـــان‬


‫‪ -I‬حساب العمليات الجارية‬
‫‪ .0‬السلةع والخدمةات‪:‬‬
‫أ‪ .‬السلةع‪:‬‬
‫‪ -‬سلةع عامةة‬
‫‪ -‬سلع مستوردة أو مصدرة للتنقل‬
‫ب‪ .‬الخةدمةات‪:‬‬
‫‪ -‬النقةل‪:‬‬
‫‪ ‬النقل البحري‪.‬‬
‫‪ -‬األسفةار‪:‬‬
‫‪ ‬أسفار المويفين‪...‬‬
‫‪ -‬خدمات االتصال‪...‬‬
‫‪ .1‬الـدخـــل‪:‬‬
‫‪ -‬تعويضةات األجةراء‪.‬‬
‫‪ -‬دخةل االستثمةارات‪.‬‬
‫‪ .3‬التحـويـالت الجاريـة‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارات العامة‪ ،‬ق اعات أخرى‪.‬‬
‫‪ -II‬حسـاب رأس المـال والعمليات الماليـة‪:‬‬
‫‪ .2‬رأس المــال‪:‬‬
‫أ‪ .‬التحويالت الرأسمالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلدارات العامة‬
‫‪ -‬ق اعات أخرى‪...‬‬
‫ب‪ .‬االستالم والتنازل عن الموجودات غير المالية وغير اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ .1‬العمليـات الماليـة‪:‬‬
‫أ‪ .‬االستثمار المباشر‬
‫ب‪ .‬االستثمار في القيم المنقولة‪.‬‬
‫‪ .III‬جساب السهو والخطأ وبنود الموازنة األخرى‬
‫المصــدر‪FMI, Manuel de la Balance de paiement. :‬‬

‫اهلل‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫زينب حسن عو‬


‫‪1‬‬

‫‪110‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التوازن واالختالل في ميزان المدفوعات‬

‫اإلشكال الم روح هنا هو كيف يحدخ خلل في ميزان المدفوعات في الوقت الذي يكون فيه الميزان‬

‫ريقة القيد المزدوج‪ ،‬هذا ما سنوضحه من خالل دراسة حاالت توازن‬ ‫متوازن دائما نتيجة الستخدام‬

‫واختالل الميزان في العناصر الالحقة‪ ،‬فحالة التوازن في ميزان المدفوعات تدل على نجاح و فعالية السياسات‬

‫االقتصادية الم بقة بالدولة وعلى كفاءة األداء االقتصادي بها‪ ،‬وبالتالي يكون قد تحقق هدف التوازن مع‬

‫العالم الخارجي الذي يقتضي كون ميزان المدفوعات في حالة توازن و يكون متوافقا مع التوازن الداخلي‬

‫لالقتصاد القومي‪.‬‬

‫فالتوازن في ميزان المدفوعات يعبر على الحالة التى تكون فيها المديونية مساوية للدائنية في مختلف‬
‫المدفوعات‪ ،‬وفي حالة التوازن تنعدم بنود الموازنة وتكون مساوية للصفر‪ 1،‬فالحسابات اإلجمالية لميزان‬

‫المدفوعات يجب أن تكون متساوية في نهاية الفترة‪ ،‬وحتمية هذا التوازن الحسابي هو نتيجة اعتماد نيام القيد‬

‫المزدوج في تسجيل القيود الدائنة و المدينة‪ ،‬حيخ كل عملية تيهر في الجانب الدائن‪ ،‬البد من أن تيهر‬

‫قيمتها في الجانب المدين للميزان‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع توازن ميزان المدفوعات‬

‫يعتبر ميزان المدفوعات من الناحية المحاسبية دائما متوازنا نتيجة لمبدأ القيد المزدوج المعتمد عند تسجيل‬

‫كل عملية‪ ،‬وبالتالي فاالختالل المقصود الذي يمس الميزان هو االختالل االقتصادي‪ ،‬حيخ أن التوازن‬

‫االقتصادي تفسره عوامل أخرى‪ ،‬وفيمايلي توضيح كل من التوازنين المحاسبي واالقتصادي لميزان‬

‫المدفوعات‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الم لب عبد الحميد‪،‬النظرية االقتصادية "تحليل جزئي و كلي للمبادئ"‪،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪،8000،‬ص‪.308‬‬

‫‪111‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫أوال‪ :‬التوازن المحاسبي‬

‫يقصد بالتوازن المحاسبي لميزان المدفوعات تساوي مجموع الحسابات الدائنة مع مجموع الحسابات‬

‫المدنية‪ ،‬ونتيجة لألخ اء اإلحصائية وعدم دقة اإلحصائيات من رف المصالح الخاصة بإعداد ميزان‬

‫المدفوعات قد ال تت ابق قيم المتحصالت مع قيم المدفوعات‪ ،‬لذا يتم إضافة بند اص ناعي والمسمى‬

‫ببند" السهو والخ أ " تسجل فيه الفجوة الناتجة عن عدم تساوي مجموع الجانب الدائن مع الجانب المدين‬

‫‪1‬‬
‫ليتحقق بذلك التوازن الحسابي لميزان المدفوعات‪.‬‬

‫ومن أجل توضيح أكثر آللية التوازن الحسابي لميزان المدفوعات سوف نقدم مثال ونلخصة في الجدول‬

‫الموالي‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)1.1‬التوازن الحسابي لميزان المدفوعات‬

‫وحدات العملة النقدية‬ ‫ميزان المدفوعات‬

‫مدين‬ ‫دائن‬ ‫أوال‪ :‬الحساب الجاري‬

‫‪ -1 -1‬ميزان تجاري‬

‫‪755‬‬ ‫أ‪ -‬تصدير سلع‬ ‫‪-2‬‬

‫‪1155‬‬ ‫ب‪ -‬استيراد سلع‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ -2 -4‬ميزان الخدمات‬

‫أ‪ -‬خدمات المصدرة‬ ‫‪-5‬‬


‫‪055‬‬
‫ب‪ -‬الخدمات المستوردة‬ ‫‪-6‬‬
‫‪055‬‬
‫‪ -3 -7‬حساب التحويالت من جانب واحد‬

‫أ‪ -‬مستلمات‬

‫‪1‬‬
‫ساكر محمد العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.003‬‬

‫‪112‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪055‬‬ ‫ب‪ -‬مدفوعات‬

‫‪055‬‬

‫ثانيا‪ :‬حساب رأس المال‬

‫‪ -1 -1‬رؤوس أموال طويلة االجل‬

‫‪055‬‬ ‫ممنوحة من الخارج‬ ‫‪ - -2‬قرو‬


‫‪055‬‬
‫‪ - -3‬استثمار مباشر وافد‬

‫ممنوحة إلى الخارج‬ ‫‪ -‬قرو‬

‫‪155‬‬ ‫‪ -‬استثمار مباشر في الخارج‬


‫‪50‬‬
‫‪ - 0‬رؤوس أموال قصيرة األجل‬

‫‪ -‬حركة الودائع و األصول السائلة‬


‫‪555‬‬ ‫‪055‬‬
‫‪0555‬‬ ‫‪1555‬‬ ‫ثالثا‪ :‬حساب اإلحتياطات الرسمية‬

‫‪50‬‬ ‫رابعا‪ :‬حساب السهو و الخطأ‬

‫‪0050‬‬ ‫‪0050‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة‪.‬‬

‫ومن خالل الجدول يمك ن أن نستخلص أن التوازن الحسابي لميزان المدفوعات ال يتضمن معنى التوازن‬

‫االقتصادي‪ ،‬ففي الوقت الذي تحدخ فيه التسوية الحسابية في الميزان من خالل حركة مختلف الحسابات فإن‬

‫بسير األداء‬ ‫تصحيح اإلختالل االقتصادي في ميزان المدفوعات يت لب تيافر لعوامل اقتصادية‪ ،‬ترتب‬

‫االقتصادي للبلد ‪ ،‬وتحريكها باتجاه تصحيح االختالل‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫ثانيا‪ :‬التوازن االقتصادي‬

‫وهي الحالة التي تتساوى فيها إيرادات الدولة مع صادراتها من السلع و الخدمات والتحويالت الرأسمالية‬

‫ويلة األجل إلى الداخل مع المديونيات الناشئة عن وارداتها من السلع والخدمات والتحويالت الرأسمالية‬

‫‪1‬‬
‫ويلة األجل إلى الخارج‪.‬‬

‫يستوجب التوازن االقتصادي بميزان المدفوعات تساوي أصول و خصوم المعامالت المستقلة أو التلقائية‬

‫النير عن موقف ميزان المدفوعات‬ ‫و تعرف أيضا بالمعامالت فوق الخ ‪ ،‬وهى المعامالت التي تتم بغ‬

‫ككل‪ ،‬ومن هذه المعامالت الصادرات والواردات سواء كانت منيورة أو غير منيورة أي المعامالت الجارية‬

‫ويل األجل من أجل تحقيق‬ ‫االستثمار‬ ‫يضاف إليها المعامالت الرأسمالية ويلة األجل التي تتم بغر‬

‫الربح وأيضا المعامالت قصيرة األجل التي تتم من أجل االستفادة من فرص االختالف في أسعار الفائدة بين‬

‫المضاربة‪ 2،‬أما باقي العمليات فتسمى ببنود التسوية أو عمليات مشتقة‬ ‫المراكز المالية الدولية أو بغر‬

‫الهدف منها توازن الجانب الدائن مع الجانب المدين لميزان المدفوعات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختالل في ميزان المدفوعات‬

‫تعتبر حالة االختالل في ميزان المدفوعات الحالة األكثر مالزمة له خاصة في الدول النامية‪ ،‬فاالختالل‬

‫في ميزان المدفوعات هو حالة الالتوازن بين مدفوعات الدولة ومقبوضاتها الخارجية‪ ،‬حيخ يكون ميزان‬

‫المدفوعات في حالة اختالل إذا حقق عج از أو فائضا‪ ،‬وهذا الخلل ال بد من إزالته باتخاذ اإلجراءات الالزمة‬

‫ارئة وغير مهيأة للثبات واالستقرار‪ ،‬ويجب‬ ‫لمعالجته‪ ،‬واالختالل معناه أن التساوي المحاسبي تم ب ريقة‬

‫دراسة كل عناصر الميزان بدقة من أجل معرفة مكان الخلل هل هو في الميزان التجاري أو ميزان الخدمات‬

‫‪1‬‬
‫جودة عبد الخالق ‪ ،‬االقتصادي الدولي في المزايا النسبية في التبادل الالمتكافئ ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر‪ ، 0228،‬ص‪.038‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد العربي ساكر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.003‬‬

‫‪114‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫أو أنه في ميزان المعامالت الرأسمالية‪ ،‬ومحاولة معالجة هذا االختالل مهما كانت صوره والتخفيف من حدة‬

‫األثر الذي قد يخلفه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حالة العجز في ميزان المدفوعات‬

‫في حالة العجز في ميزان المدفوعات يكون الرصيد سالب‪ ،‬أي أن المدفوعات للعالم الخارجي تكون أكبر‬

‫من المتحصالت‪ ،‬وفي هذه الحالة الجانب المدين يفوق الجانب الدائن‪ ،‬والميزان سلبي في غير صالح الدولة‬

‫حيخ أن حالة العجز في ميزان المدفوعات تدل على أن السياسات االقتصادية المعتمدة من الدولة فشلت في‬

‫تحقيق التوازن الخارجي وهي الحالة األكثر شيوعا في العالم‪.‬‬

‫فالعجز في ميزان المدفوعات يدل على عدم مقدرة الدولة تسديد قيمة صادراتها مما يددي إلى زيادة‬

‫مديونية الدولة تجاه العالم الخارجي وما يترتب عنها من سلبيات ومخا ر‪ ،1‬كما أن العجز في ميزان‬

‫ثبات بقية العوامل‬ ‫المدفوعات يدثر سلبا على قيمة العملة المحلية في سوق الصرف األجنبي (بافت ار‬

‫العملة المحلية في السوق‪ ،‬حيخ يزداد عرضها على‬ ‫األخرى)‪ ،‬حيخ أن العجز في الميزان يدثر في عر‬

‫ال لب عليها‪ ،‬وتعتمد السل ات العامة على السياسات النقدية و المالية لتصحيح هذا الخلل‪.‬‬

‫وفي الواقع فإن الخلل في ميزان المدفوعات ينبغي أن يتجاوز نسبة ‪ %2‬من المعدل المتوس لمجموع‬

‫قيمة اإليرادات و المدفوعات المحققة في المعامالت االقتصادية للدولة مع األجانب خالل سنة وهو ما يعرف‬

‫بة "الخلل السنوي" في حين الخلل المتراكم فهو يدل على مجموع اإلختالالت السنوية المتجمعة خالل فترة‬

‫‪2‬‬
‫معينة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حالة الفائض في ميزان المدفوعات‬

‫‪1‬‬
‫عبد الم لب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.101-103‬‬
‫‪2‬‬
‫عرفات تقي الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.083‬‬

‫‪115‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫في ميزان المدفوعات يكون رصيده موجب أي أن المتحصالت من العالم الخارجي أكبر‬ ‫وفي حالة الفائ‬

‫في الميزان‬ ‫من المدفوعات‪ ،‬وفي هذه الحالة الجانب الدائن يزيد عن الجانب المدين‪ ،‬غير أن حالة الفائ‬

‫‪1‬‬
‫دليل على عدم فعالية السياسات االقتصادية المتبعة من رف السل ات العامة في تحقيق التوازن الخارجي‬

‫‪ ،‬و تكمن المشكلة بالميزان في هذه الحالة في ضرورة تخلي الدولة عن استخدام جزء من مواردها الحقيقية‬

‫المستخدمة في اإلنتاج باإلضافة إلى وجود أموال مع لة بال استثمار وفي المقابل تتراكم األرصدة النقدية ما‬

‫يسبب بدوره تضخم وارتفاع األسعار المحلية نتيجة لتزايد ال لب على صادرات الدولة‪ ،‬إال أن حالة الفائ‬

‫تعد أقل خ ورة من حالة العجز في الميزان ‪.‬‬

‫للةدول األخةرى‬ ‫في ميةزان مةدفوعاتها مةن خةالل مةنح القةرو‬ ‫و يمكن للدولة أن تتخلص من حالة الفائ‬

‫مقاب ةةل س ةةعر فائ ةةدة كعائ ةةد عل ةةى االس ةةتثمار‪ ،‬وم ةةن خ ةةالل م ةةنح إعان ةةات و تبرع ةةات لل ةةدول الت ةةي تم ةةر بأزم ةةات‬

‫‪2‬‬
‫اقتصادية‪ ،‬هذا في األجل القصير‪ ،‬وتزداد أهمية الخلل لما يكون في األجل ال ويل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ماهية الميزان التجاري‬

‫تتعدد أوجه المعامالت االقتصادية الدولية والتةي تشةمل علةى السةلع و الخةدمات المختلفةة وعناصةر اإلنتةاج‬

‫مةةن عمالةةة وردوس أم ةوال و تكنولوجيةةا التةةي تةةتم عبةةر الحةةدود لمختلةةف الةةدول فةةي العةةالم‪ ،‬والتةةي تقةةوم علةةى‬

‫عمليات التبادل بين الدول وتشمل على مجموعة كثيرة من المجاالت منها المبادالت السلعية سواء كانت مواد‬

‫خة ةةام أو سة ةةلع نصة ةةف مصة ةةنعة‪ ،‬أو مصة ةةنعة‪ ،‬زراعية ةةة أو صة ةةناعية‪ ،‬اسة ةةتهالكية أو أرسة ةةمالية والتة ةةي تسة ةةمى‬

‫بالمعامالت السلعية ‪ ،‬أو المعامالت المنيورة و التي ترصد في بيان يسمى بالميزان التجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫حسان خضر‪ ،‬ميزان المدفوعات و دوره في آلية االصالحات‪،‬سلسلة دورية تعني بقضايا التنمية في األق ار العربية‪ ،‬المعهد العربي للتخ ي ‪،‬‬
‫العدد‪،88‬الكويت‪،8001،‬ص‪.82‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الم لب عبد الحميد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.103-108‬‬

‫‪116‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم الميزان التجاري وأهميته‬

‫يمثل الميزان التجاري نوعا من المعامالت الجارية‪ ،‬و المتمثلة في المبادالت من السلع‪ ،‬فإذا زادت‬

‫في الميزان التجاري‪ ،‬أما إذا زادت‬ ‫الصادرات السلعية عن الواردات السلعية فإننا نقول أن هناك فائ‬

‫الواردات عن الصادرات من السلع فإننا نقول أن هناك عج از في الميزان التجاري‪ ،‬غير أننا ال يمكن القول أن‬

‫في الميزان التجاري في صالح البلد‪ ،‬أو العجز في الميزان التجاري في غير صالح البلد قبل الت رق‬ ‫الفائ‬

‫لألهمية النسبية للميزان التجاري في ميزان الحساب الجاري باإلضافة إلى اليروف االقتصادية التي يتحقق‬

‫و العجز في الميزان‪.‬‬ ‫في يلها الفائ‬

‫يمثل الميزان التجاري صافي إيرادات الواردات والصادرات للدولة‪ ،‬حيخ أن أسعار الصادرات تكون‬

‫بالعملة المحلية في حين أسعار الواردات تكون بالعملة األجنبية‪ ،1‬فالميزان التجاري يمثل الفرق بين قيم‬

‫الصادرات وقيم الواردات من السلع خالل فترة زمنية عادة ما تكون ثالثة أشهر‪ ،‬و هكذا تقيم العالقة بين‬

‫صادرات و واردات البلد و يعبر عنها بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫رصيد الميزان التجاري= إجمالي صادرات البلد)‪-(X‬إجمالي واردات البلد)‪.(M‬‬

‫حيخ أن الميزان التجاري يشكل أهم جزء في ميزان المدفوعات لدولة ما‪ ،‬كما يمكن أن ي لق عليه "الميزان‬

‫التجاري الدولي "في هذا البلد‪.‬‬

‫يضم الميزان التجاري إجمالي الصادرات و الواردات من السلع الذي يسمح بقياس تنافسية البلد تجاه‬

‫جدا‪ ،‬أو أن الشبكة‬


‫منافسيه‪ ،‬حيخ يدل الرصيد التجاري االيجابي ل ة)‪ ،(X-M‬مثالا على أن الصناعة كفدة ا‬

‫التجارية فعالة بصفة خاصة‪ ،‬وفي المقابل‪ ،‬فإن الرصيد التجاري السلبي و المستمر يدل على عجز هيكلي أو‬

‫في ميزانها‬ ‫بنيوي للميزان التجاري‪ ،‬بسبب ضعف تنافسية الصادرات‪ ،2‬وتحاول كل الدول تحقيق فائ‬

‫‪1‬‬
‫عدنان تايه النعيمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪ 2‬عبد الرحمان يسري أحمد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.807‬‬

‫‪117‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫التجاري‪ ،‬أو على األقل الوصول إلى حالة التوازن فيه‪ ،‬وذلك عند ما تتحقق حالة التساوي بين الواردات‬

‫السلعية مع الصادرات السلعية للبلد‪.‬‬

‫يعتبر الميزان التجاري الجزء األساسي في ميزان المدفوعات كونه يبين النشا اإلنتاجي وهيكله في الدولة‬

‫حيخ أنه لما يحدخ عجز في النشا اإلنتاجي للدولة بسبب ضعف درجة تنوعه‪ ،‬وضعف القدرة اإلنتاجية‬

‫فيه‪ ،‬أوضعف درجة مرونته عن تلبية احتياجات االقتصاد تلجأ الدولة لالستيراد لسد احتياجات اقتصادها‬

‫في‬ ‫إلى جانب أن عدم مقدرة الدولة عن توسيع نشا ها اإلنتاجي و تنويعه ال يتيح لها فرصة توفير فائ‬

‫‪1‬‬
‫اإلنتاج من أجل تشجيع عملية التصدير ما يددي بدوره إلى عجز في ميزانها التجاري ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التوازن واالختالل في الميزان التجاري‬

‫بالرغم من أن حالة االختالل في الميزان التجاري تحدخ بصفة مستمرة وبصورة شائعة‪ ،‬في حين أن حالة‬

‫التوازن ناد ار ما تتحقق في الواقع‪ ،‬إال أن كل دول العالم تحاول الوصول إلى توازن في ميزانها التجاري من‬

‫خالل محاولتها تقييد وارداتها السلعية قدر اإلمكان‪ ،‬والعمل على زيادة صادراتها من أجل الوصول إلى حالة‬

‫التوازن‪ ،‬وهي الحالة التي يتحقق من خاللها االستقرار االقتصادي داخليا وخارجيا‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التوازن في الميزان التجاري‬

‫يقصد بالتوازن في الميزان التجاري تساوي كل من الجانب الدائن مع الجانب المدين في الميزان‪ ،‬أي تساوي‬

‫الم لوبات المستحقة على الدولة من الدول األخرى مع حقوق الدولة تجاه العالم الخارجي‪ ،‬أي أن حالة‬

‫‪2‬‬
‫التوازن تتحقق عندما يكون‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫فليح حسن خلف‪،‬العالقات االقتصادية الدولية‪،‬مدسسة الوراق للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪، 8000،‬ص‪.831‬‬
‫فليح حسن خلف‪،‬التمويل الدولي‪ ،‬مدسسة الوراق للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪،8001،‬ص ص‪.082-081‬‬
‫‪2‬‬

‫‪118‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫اإلنتاج المحلي ‪ +‬الواردات = ال لب المحلي ‪ +‬ال لب الخارجي‬

‫المنتجات المحلية‬

‫معناه‪:‬‬

‫اإلنتاج المحلي ‪ +‬الواردات = ال لب المحلي ‪ +‬الصادرات‬

‫فالصادرات تمثل ال لب الخارجي الفعلي على المنتجات المحلية‪ ،‬وحالة التوازن هذه تعني عدم اتجاه‬

‫األسعار المحلية نحو التغير (ثبات األسعار) و الذي يتحقق من خالله التوازن الداخلي‪ ،‬ونتيجة لهذا التوازن‬

‫تتجه أسعار الصرف للثبات وعدم التغير ارتفاعا وانخفاضا( يتحقق توازن خارجي)‪ ،‬وبالتالي تحقيق توازن‬

‫اقتصادي داخلي وخارجي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االختالل في الميزان التجاري‬

‫يحدخ االختالل في الميزان التجاري في حالة زيادة الجانب المدين على الجانب الدائن ‪،‬أي عند زيادة‬

‫في الميزان ويسمى‬ ‫حقوق الدولة المترتبة على م لوباتها في الدول األخرى وتسمى هذه الحالة بحالة الفائ‬

‫عج از عندما يتجاوز الجانب المدين الجانب الدائن في الميزان‪ ،‬أي تجاوز الم لوبات المستحقة على الدولة‬

‫للدول األخرى (إلتزامات الدولة على الخارج)‪.‬‬

‫في‬ ‫ومن المالحي أن المشكالت في االختالل تبرز بشكل أكبر في حالة العجز‪ ،‬حيخ أن الفائ‬

‫‪ ،‬وهذا بدوره يددي إلى‬ ‫الميزان التجاري للدولة يددي إلى ارتفاع أرصدة الدولة التي يتحقق فيها الفائ‬

‫ارتفاع أسعار صرف عملة الدولة مقارنة بالعمالت األجنبية األخرى‪ ،‬وهو ما يجعل أسعار صادراتها مرتفعة‬

‫‪119‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫قياسا بأسعار السلع المنتجة في الدول األخرى‪ ،‬وبالتالي تتأثر الدولة سلبا وتتراجع صادراتها‪ ،‬ما يدثر أيضا‬

‫سلبيا على اإلنتاج المحلي والدخل والتشغيل‪ ،‬ويستمر هذا األثر السلبي إلى حين يتحقق التوازن من جديد بين‬

‫في الصادرات و الزيادة في حجم الواردات حتى الوصول إلى‬ ‫الصادرات و الواردات‪ ،‬من خالل االنخفا‬

‫في الميزان التجاري للدولة في يل يروف اقتصادية‬ ‫حالة التوازن بين الصادرات و الوردات‪ ،1‬فتحقيق فائ‬

‫مالئمة يدل داللة أكيدة على متانة المركز االقتصادي للبلد‪ ،‬والمتمثلة في التوييف التام للموارد االقتصادية‬

‫وتحقيق التنمية االقتصادية و اتباع سياسة تجارية محكمة تعمل على تنمية الصادرات‪ ،‬أما إذا تحقق الفائ‬

‫في يل يروف اقتصادية غير مالئمة مع اعتماد الدولة على سياسة تقييد الورادات مع حماية اإلنتاج‬

‫المحقق في الميزان التجاري في هذه الحالة يدل على نجاح البلد و تفوقه في ت بيق إحدى‬ ‫المحلي فالفائ‬

‫‪2‬‬
‫السياسات القصيرة المدى و بالتالي حصول المزيد من االختالل في النشا االقتصادي الداخلي للبلد‪.‬‬

‫في حين تزداد حدة العجز في الميزان التجاري في الدول المتخلفة نتيجة التجاهها نحو تحقيق التنمية‬

‫حيخ تزداد حاجتها إلى استيراد السلع الرأسمالية الالزمة إلقامة المشروعات اإلنتاجية نتيجة لضعف قدرتها‬

‫على إنتاج هذه السلع‪ ،‬باإلضافة إلى حاجتها للسلع الوسي ة التي يتم من خاللها تشغيل هذه المشروعات‬

‫باإلضاف ة إلى احتياجاتها اإلستهالكية في يل تزايد ال لب ومجمل هذه األسباب تجعل الدول النامية تعاني‬

‫‪3‬‬
‫من عجز في موازينها التجارية‪.‬‬

‫فالعجز في الميزان التجاري للدولة يعني أنها تعيش في مستويات معيشة أعلى من مستواها‪ ،‬فالدولة في‬

‫هذه الحالة تستورد سلعا أكبر من قدراتها‪ ،‬بما يددي إلى زيادة مديونيتها تجاه الخارج‪ ،‬كما يعني العجز في‬

‫العملة المحلية‬ ‫الميزان التجاري أيضا أن ال لب على عمالت الدول المصدرة يزداد مقابل تزايد عر‬

‫اإلنتاج‬ ‫وتدهور قيمتها‪ ،‬كما أن زيادة ال لب على المنتجات األجنبية يددي إلى انخفا‬ ‫ما يددي إلى خف‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.831‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرحمان يسري أحمد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.807‬‬
‫‪3‬‬
‫فليح حسن خلف‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.835‬‬

‫‪120‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫من المنتجات الو نية وبالتالي تزايد حجم الب الة‪ ،‬و الذي يتسبب في فشل السياسات االقتصادية في تحقيق‬

‫أهدافها‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب االختالل في الميزان التجاري‬

‫تتعد أسباب االختالل في الميزان التجاري باختالف الدول واليروف المحي ة بها‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫الخصائص المميزة لفترات االختالل‪ ،‬ويمكن التمييز بين األسباب االقتصادية و األسباب غير االقتصادية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أسباب اقتصادية‪ :‬و تتمثل في‪:‬‬

‫أ‪ -‬التقييم الخاطئ لسعر صرف العملة المحلية‪ :‬ني ار لقوة العالقة الموجودة بين سعر الصرف والميزان‬ ‫‪-‬‬

‫التجاري فإنه إذا كان سعر صرف عملة الدولة أكبر من قيمتها الحقيقية‪ ،‬فسيددي ذلك إلى ارتفاع أسعار‬

‫ال لب الخارجي على هذه السلع و بالتالي‬ ‫السلع المحلية من وجهة نير األجانب مما يددي إلى انخفا‬

‫حدوخ اختالل في الميزان التجاري للدولة‪ ،‬والعكس صحيح في حالة تحديد سعر صرف العملة المحلية بأقل‬

‫من قيمتها‪ ،‬مما يددي إلى توسع الصادرات مقابل تقلص الواردات وبالتالي يحدخ اختالل أيضا في الميزان‬

‫التجاري للدولة‪.‬‬

‫ب‪-‬أسباب هيكلية ‪ :‬هي األسباب المتعلقة بالمدشرات الهيكلية لالقتصاد الو ني و خاصة هيكل التجارة‬

‫الخارجية سواء صادرات أو واردات‪ ،‬وهذا ما ين بق على اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬حيخ يتميز هيكل‬

‫صادراتها بالتركيز السلعي‪ ،‬أي اعتمادها على سلعة أوسلعتين أساسيتسن‪ ،‬وتتأثر صادراتها بالعوامل الخارجية‬

‫المدثرة على ال لب الخارجي لمنتجاتها في األسواق الخارجية‪.‬‬

‫ج‪ -‬أسباب دورية ‪ :‬وتشمل على التقلبات التي تحدخ في النشا االقتصادي للدول التي تعاني من خلل في‬

‫ميزانها التجاري‪ ،‬أي حسب الدورات االقتصادية التي تمر بها الدولة‪ ،2‬ومن بين هذه األسباب نذكر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الم لب عبد الحميد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.101‬‬
‫‪2‬‬
‫عرفان تقي الحسيني‪ ،‬التمويل الدولي ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪126‬‬

‫‪121‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪ ‬األزمات االقتصادية المتكررة‪ :‬التي تمس الدول الرأسمالية المتقدمة وانعكاساتها على الدول النامية وتأثير ذلك‬

‫على حركة الصادرات‪ ،‬كون أسواق الدول النامية تعتبر أسواق خارجية هامة للدول المتقدمة‪.‬‬

‫وال لب‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫‪ ‬تغيرات أذواق المستهلكين محليا وخارجيا‪ :‬وهذا من شأنه التأثير على يروف العر‬

‫تأثيره على هيكل التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪ - ‬العوائق التجارية‪ :‬التي من شأنها تع يل حرية التجارة الخارجية من خالل التعريفة الجمركية ونيام‬

‫الدول التخفيف من حدتها بإنشاء تكتالت اقتصادية فيما بينها إللغاء كل هذه‬ ‫الحصص رغم محاولة بع‬

‫القيود داخلها‪ ،‬وهذا سوف يدثر على القدرة التنافسية للدولة و التأثير على حركة الصادرات والواردات‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسباب غير اقتصادية‪ :‬و المتمثلة في‪:‬‬

‫أ‪ -‬عوامل طبيعية ‪ :‬االختالالت الجوية وما قد ينجر عنه من كوارخ بيعية كالفيضانات‪ ،‬التصحر‪ ،‬أو نفاذ‬

‫السلع الزراعية‪ ،‬وزيادة وارداتها من‬ ‫الثروات ال بيعية‪ ،‬مما قد يددي إلى انخفاضات مفاجئة في تصدير بع‬

‫السلع الضرورية‪.‬‬

‫ب‪ -‬التقدم التكنولوجي ‪ :‬وما يرافقه من اختراعات عالمية‪ ،‬حيخ أن االختراعات متمركزة في الدول المتقدمة‬

‫األسعار مع بقاء أسعار منتجات الدول‬ ‫تكاليف ونفقات اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي انخفا‬ ‫ما يددي إلى تخفي‬

‫المواد األولية التي كانت تستوردها الدول‬ ‫النامية مرتفعة‪ ،‬كما أن التقدم التكنولوجي يغني عن استعمال بع‬

‫تمثل المصدر األساسي في تجارتها‬


‫صادرات هذه األخيرة‪ ،‬التي ّ‬ ‫المتقدمة من الدول النامية‪ ،‬وبالتالي انخفا‬

‫الخارجية‪ ،‬مما يددي إلى عجز في ميزانها التجاري‪ ،‬وبالتالي فإن التقدم التكنولوجي يددي إلى إضعاف القدرة‬

‫‪2‬‬
‫التنافسية للدول النامية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫اهلل‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.000‬‬ ‫زينب حسن عو‬
‫‪2‬‬
‫عادل أحمد حشيش‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.083‬‬

‫‪122‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫ج‪ -‬الظروف السياسية ‪ :‬كقيام الحروب أو المقا عات االقتصادية وما لها من أثر على معدالت الصادرات‬

‫تمثل سوق خارجي فعال للدولة‪.‬‬


‫خاصة إذا كانت إحدى هذه الدول ّ‬

‫د‪ -‬النمو الديمغرافي ‪ :‬حيخ أن زيادة النمو الديمغرافي ينتج عنه زيادة ال لب على الواردات خاصة السلع‬

‫االستهالكية‪ ،‬باإلضافة إلى ت بيق سياسة رفع األجور والتي بدورها تددي إلى زيادة نفقات اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي‬

‫تدهور القدرة التنافسية الخارجية للدولة نتيجة ارتفاع أسعار صادراتها‪.‬‬

‫ه‪ -‬اإلضرابات العمالية‪ :‬التي يكون لها أثر خاصة في الدول المتقدمة الصناعية‪ ،‬ألّنها تددي إلى ش ّل‬

‫ال لب على العملة المحلية‬ ‫العميلة اإلنتاجية وزيادة التكاليف ويددي بدوره إلى زيادة الواردات‪ ،‬وانخفا‬

‫ويتجلى تأثيرها أكثر إذا مست هذه االض رابات الصناعات الموجة بالدرجة األولى للتصدير‪.1‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬أنواع االختالل في الميزان التجاري‬

‫ينقسم اإلختالل في الميزان التجاري إلى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلختالل الطارئ‬

‫أوضاع ويروف معينة‪ ،‬فقد‬ ‫يمكن لالختالل في الميزان التجاري أن يكون وقتيا‪ ،‬وذلك عندما تفر‬

‫يحدخ العجز في الميزان التجاري عندما تقل صادرات الدولة بسبب يروف مناخية غير مالئمة تددي إلى‬

‫صادرات الدولة من المنتجات الزراعية‪ ،‬فمثال إذا كانت الدولة تعتمدة على اإلنتاج الزراعي بشكل‬ ‫انخفا‬

‫الواردات في هذه الحالة الواردات تفوق الصادرات‬ ‫أساسي في تكوين صادراتها مع عدم قدرتها على تخفي‬

‫و يحصل العجز في الميزان التجاري‪ ،‬والعكس عندما تتالئم اليروف واألوضاع المناخية بالشكل الذي‬

‫في الميزان التجاري‪ ،‬كما‬ ‫يتحقق معه زيادة في اإلنتاج الزراعي فإن الصادرات تفوق الورادات ويتحقق فائ‬

‫‪1‬‬
‫اهلل‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪008‬‬ ‫زينب حسن عو‬

‫‪123‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الصادرات مما ينتج عنه‬ ‫يمكن أن يحدخ االختالل أيضا نتيجة قيام حرب يمكن أن تددي إلى تخفي‬

‫حصول عجز في الميزان التجاري‪ ،‬أو أي حاالت استثنائية أو ارئة‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختالل الدوري‬

‫بالتقلبات في النشا ات‬ ‫وهو االختالل الذي يتحقق أساسا في الدول الرأسمالية المتقدمة‪ ،‬والمرتب‬

‫لها هذه الدول دوريا وبشكل مستمر نتيجة لالزدهار والرواج االقتصادي المميز‬ ‫االقتصادية‪ ،‬حيخ تتعر‬

‫لدوراتها االقتصادية‪ ،‬حيخ يزداد انتاج هذه الدول مما يدعم قدرتها التصديرية ما ينتج عنه زيادة الصادرات‬

‫على الواردات وبالتالي ميزان تجاري مالئم‪ ،‬وعلى العكس في حالة الكساد واالنكماش في نشا ها االقتصادي‬

‫انتاجها ما يددي بدوره إلى حدوخ عجز في الميزان‬ ‫حيخ تضعف القدرة التصديرية للدولة نتيجة انخفا‬

‫التجاري للدولة ‪ ،‬أي أن هذا االختالل مرتب بحالة الدورة االقتصادية ويزول بزوالها‪ ،‬لذا فهو اختالل مرتب‬

‫بفترة هذه الدورة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلختالل الدائم‬

‫ويلة‪ ،‬وين بق على االختالل الموجود بالدول النامية‬ ‫وهذا النوع من االختالل يستمر وجوده لفترات‬

‫وي لق عليه باالختالل البنيوي أو الهيكلي وهو االختالل المرتب أساسا بالهيكل االقتصادي للدولة‪ ،‬ويتميز‬

‫هذا النوع من االختالل بضعف التنوع في النشا ات االقتصادية‪ ،‬وضعف الجهاز اإلنتاجي للدولة ودرجة‬

‫مرونته‪ ،‬ويتميز باعتماد الدولة على الواردات السلعية من الخارج بشكل يفوق الصادرات بكثير وبالتالي‬

‫حصول عجز في الميزان التجاري و بشكل مستمر‪.2‬‬

‫فليح حسن خلف‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.088‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص ص‪.030-082‬‬

‫‪124‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب الثالث‪ :‬العوامل المؤثرة على الميزان التجاري‬

‫هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تدثر على الميزان التجاري للدولة‪ ،‬ومن أهم هذه العوامل نذكر‬

‫مايلي‪:‬‬

‫نسبيا من األسعار العالمية‪ ،‬فتنخف‬


‫‪ ‬التضخم‪ :‬يددي التضخم إلى ارتفاع األسعار المحلية التي تصبح أعلى ا‬

‫نير لكون أن أسعار السلع األجنبية تصبح أكثر جاذبية بالنسبة للمقيمين‬
‫الصادرات و تزداد الواردات‪ ،‬اا‬

‫ال لب‬ ‫بالمقارنة مع أسعار السلع المنتجة محليا‪ ،‬وبالتالي زيادة الصادرات على الواردات األجنبية‪ ،‬وانخفا‬

‫‪1‬‬
‫على الصادرات المحلية‪.‬‬

‫‪ ‬معدل نمو الناتج المحلي‪ :‬يمثل الناتج المحلي الناتج االقتصادي الداخلي الجاري من السلع والخدمات‬

‫النهائية المقومة بسعر السوق خالل فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة‪ ،‬أو هو عبارة عن القيمة اإلجمالية‬

‫للسلع والخدمات التي ينتجها بلد ما خالل فترة زمنية محددة في السنة‪ ،‬أي أن الة ‪ PIB‬هو الدخل المكتسب‬

‫النير عن عناصر اإلنتاج التي ساهمت في إنتاجه في الداخل‬ ‫الذي يتحصل عليه البلد خالل السنة بغ‬

‫‪2‬‬
‫أي من خالل المساهمة في العملية اإلنتاجية‪ ،‬سواء كانت و نية أم أجنبية‪.‬‬

‫الدخل القومي‬ ‫كما ينتج عن زيادة الدخل الو ني في الدولة زيادة ال لب على الواردات‪ ،‬في حين انخفا‬

‫ال لب عليها‪.‬‬ ‫يددي إلى انخفا‬

‫‪ ‬تغيرات أسعار الفائدة‪ :‬التغير في أسعار الفائدة له أثر على حركة ردوس األموال حيخ أن ارتفاع أسعار‬

‫الفائدة في الداخل تددي إلى تدفق ردوس األموال إلى البلد بهدف استثمارها وبالتالي زيادة اإلنتاج المحلي ما‬

‫أسعار الفائدة إلى خروج ردوس‬ ‫يددي بدوره إلى زيادة حجم الصادرات‪ ،‬وعلى العكس من ذلك يددي انخفا‬

‫األموال و يددي بدوره إلى تراجع العملية اإلنتاجية مما يدثر على تراجع الصادرات وبالتالي التأثير على‬

‫‪1‬‬
‫بسام الحجار‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المدسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬لبنان‪،8003،‬ص‪. 64‬‬
‫‪2‬‬
‫برشيش السعيد‪،‬االقتصاد الكلي‪،‬دار العلوم للنشر‪،‬الجزائر‪،8007،‬ص‪.52‬‬

‫‪125‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الميزان التجاري للدولة‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى أن المراكز المالية العالمية األخرى تصبح أكثر جاذبية‬

‫بالنسبة للمستثمرين‪ ،‬حيخ ينتقل رأس المال إلى المراكز المالية التي يرتفع فيها سعر الفائدة عن المستوى‬

‫‪1‬‬
‫العالمي لالستفادة من الفرق بين السعرين‪.‬‬

‫القدرة التنافسية للسلع المنتجة محليا مما يجعل‬ ‫‪ ‬سعر الصرف ‪ :‬يددي رفع القيمة الخارجية للعملة إلى خف‬

‫سعر الصرف يددي إلى‬ ‫أسعار الواردات أكثر جاذبية بالنسبة للمقيمين‪ ،‬وعلى العكس من ذلك فإن تخفي‬

‫زيادة القدرة التنافسية للصادرات ‪ ،‬حيخ تصبح أسعار الواردات أقل جاذبية بالنسبة للمقيمين‪.‬‬

‫ويمكن توضيح العالقة بين سعر الصرف و الميزان التجاري من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫بسام الحجار‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.51‬‬

‫‪126‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الشكل رقم (‪ :)1.2‬العالقة بين سعر الصرف و الميزان التجاري‬

‫العجز في الميزان‬
‫الطلب على العملة األجنبية > العرض على العملة األجنبية‬ ‫التجاري‬

‫العرض من العملة المحلية > الطلب على العملة المحلية‬


‫الواردات > الصادرات‬

‫توازن الميزان التجاري‬

‫الواردات = الصادرات‬

‫انخفاض أسعار الصادرات‬


‫ارتفاع سعر الصرف األجنبي‬ ‫وزيادة قدرتها التنافسية‪.‬‬ ‫زيادة الصادرات‬

‫انخفاض قيمة العملة الوطنية‬ ‫ارتفاع أسعار الواردات‪.‬‬ ‫انخفاض الواردات‬

‫الفائض في الميزان‬
‫الطلب على العملة األجنبية < العرض على العملة األجنبية‬ ‫التجاري‬

‫العرض من العملة المحلية < الطلب على العملة المحلية‬

‫الصادرات > الواردات‬

‫توازن الميزان التجاري‬

‫الواردات = الصادرات‬
‫ارتفاع أسعار الصادرات‬
‫وانخفاض قدرتها‬
‫التنافسية‪.‬‬
‫انخفاض سعر الصرف األجنبي‬ ‫انخفاض الصادرات‬
‫انخفاض أسعار الواردات‬
‫ارتفاع قيمة العملة الوطنية‬ ‫زيادة الواردات‬
‫وزيادة قدرتها التنافسية‬

‫المصدر‪ :‬محمد سيد عابد‪،‬التجارة الدولية‪،‬مكتبة وم بعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪،1555،‬ص‪.005‬‬

‫‪127‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تأثير تقلبات سعر الصرف على حركة الصادرات و الواردات‬

‫يعد سعر الصرف وسياساته من بين األساليب التي تعتمد عليها السل ات النقدية في معالجة الخلل في‬

‫الميزان التجاري‪ ،‬حيخ يعتبر سعر الصرف عامل أساسي في تحديد أسعار السلع المتبادلة بين الدول‪.‬‬

‫ونتيجة للت ورات االقتصادية والتوجهات الحديثة نحو اقتصاد السوق‪ ،‬ت ورت أنيمة الصرف من التثبيت‬

‫إلى المرونة الم لقة لمواجهة تلك الت ورات‪ ،‬ومع ت ور الفكر االقتصادي ويهور األفكار النقدية برزت عدة‬

‫في‬ ‫أفكار نقدية لتحليل أثر تغيرات أسعار الصرف على حركة التجارة الخارجية‪ ،‬ولقد كان لسياسة التخفي‬

‫قيمة العملة نصيب كبير في هذه التحليالت االقتصادية ني ار ألهميتها في التأثير على الميزان التجاري‬

‫وتحسين وضعيته ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تأثير تقلبات سعر الصرف على الصادرات‬

‫إن زيادة تقلبات سعر الصرف تددي إلى زيادة المخا ر التي تواجه المصدرين والمستوردين‪ ،‬إذ أن زيادة‬

‫تقلبات سعر الصرف توحي بأن هناك بيئة غير مواتية للسياسات االقتصادية للدولة‪ ،‬وبهذا فإن تقلبات سعر‬

‫من حجم التجارة الخارجية‪ ،‬حيخ يمكن أن يكون هذا التأثير سلبي أو إيجابي‪ ،‬وهذا بتتبع‬ ‫الصرف تخف‬

‫باقي المتغيرات المدثرة في حجم التجارة الخارجية واتجاهاتها فضال عن سلوك المستوردين واالمصدرين‬

‫واختالف هيكل اإلنتاج‪ ،‬إذ أن الدول التي تتمتع بهيكل إنتاج وتجارة متنوعين تعد أكثر قدرة على اإلستجابة‬

‫لتقلبات سعر الصرف‪ ،‬و العكس في حالة الدول التي تتميز بهيكل إنتاج وحجم تجارة أقل‪.1‬‬

‫وال لب من الصرف األجنبي‬ ‫ويتحدد سعر الصرف في سوق الصرف األجنبي بتالقي قوى العر‬

‫والميزان التجاري بجانبيه الدائن والمدين( الصادرات والواردات) يعكس لنا قوى سوق الصرف األجنبي‪ ،‬حيخ‬

‫يسهم تقلب سعر الصرف في إحداخ تغيرات في أسعار السلع المحلية بالنسبة لألسعار في الدول األجنبية‬

‫‪1‬‬
‫سعدون حسين فرحان‪،‬أثر تقلبات سعر الصرف الحقيقي في التجارة "دراسة مقارنة في دول نامية ذوات هيكل إنتاج و تجارة مختلفة"‪ ،‬مجلة تنمية‬
‫الرافدين‪ ،‬العدد ‪،30‬العراق‪،8002،‬ص‪.7‬‬

‫‪128‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫وهذه التقلبات قد تددى إلى التأثير على الصادرات وذلك حسب درجة مرونة ال لب السعرية عليها‪ ،‬حيخ‬

‫قيمة العملة الو نية بالنسبة للعمالت األجنبية أو رفعها ‪.‬‬ ‫يقصد بتقلب سعر الصرف تخفي‬

‫أسعار السلع المحلية مقارنة‬ ‫قيمة العملة المحلية يكون التأثير من خالل انخفا‬ ‫ففي حالة تخفي‬

‫باألسعار األجنبية وارتفاعها داخليا وذلك لألسباب التالية‪:1‬‬

‫‪ ‬ارتفاع أسعار المواد األولية المستوردة الالزمة لإلنتاج المحلي مما يددي إلى ارتفاع تكاليف‬

‫اإلنتاج وبالتالي ارتفاع األسعار‪.‬‬

‫السلع االستهالكية‪ ،‬حيخ يددي ارتفاع أسعارها إلى ارتفاع نفقات‬ ‫‪ ‬ارتفاع أسعار الواردات على بع‬

‫المعيشة‪.‬‬

‫‪ ‬بسبب ارتفاع أسعار الواردات نتيجة تحول جزء من ال لب عليها إلى بدائلها من السلع الو نية ‪.‬‬

‫قيمة العملة سوف يجعلهم‬ ‫‪ ‬نتيجة توقع المستهلكين ارتفاع أسعار السلع في المستقبل بعد تخفي‬

‫يقبلون على شراء السلع االستهالكية قبل حدوخ االرتفاع المتوقع في األسعار‪ ،‬ما يددي بدوره إلى‬

‫زيادة ال لب على هذه السلع والذي يترتب عنه الزيادة الفعلية في األسعار‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن أهمية االختالف بين األسعار المحلية واألسعار األجنبية تعتمد على الكثير‬

‫من العوامل منها‪:2‬‬

‫‪ ‬مدى اعتماد الدولة التي خفضت قيمة عملتها على الواردات‪ ،‬فكلما كان اعتمادها على الواردات‬

‫‪.‬‬ ‫كبي ار كلما قلت فاعلية التخفي‬

‫بيعة المنتجات المستوردة هل هي مواد أولية ضرورية للصادرات أو منتجات استهالكية‪ ،‬فإذا كانت‬ ‫‪‬‬

‫‪.‬‬ ‫استهالكية قلت فاعلية التخفي‬

‫‪1‬‬
‫محمد دياب‪ ،‬التجارة في عصر العولمة‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪،‬لبنان‪ ,8000،‬ص‪.023‬‬
‫‪2‬‬
‫محمود يونس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.857‬‬

‫‪129‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المثال التالي‪:‬‬ ‫ولتوضيح ذلك نستعر‬

‫قيمة العملة المحلية (الدينار الجزائري) فإن السيارة األلمانية التي يكون سعرها‬ ‫في حالة انخفا‬

‫‪ 00000‬أورو سوف تكلف المستهلك الجزائري ‪ 0000.000‬دج بدال من ‪ 200.000‬دج‪ ،‬في حين أن‬

‫من ‪ 2222.2225‬أورو إلى‬ ‫السعر للمستورد األلماني لكمية من التمور سعرها ‪ 200.000‬دج ستنخف‬

‫قيمة الدينار من ‪ 20‬دج مقابل ‪0‬أورو إلى ‪ 000‬دج مقابل ‪ 0‬أورو ‪.‬‬ ‫‪ 2000‬أورو عند انخفا‬

‫سعر الصرف (رفع قيمة العملة) فإن ذلك‬ ‫هذا في حالة رفع سعر الصرف‪ ،‬أما في حالة تخفي‬

‫حجم ال لب األجنبي على صادرات الدولة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫األسعار المحلية نتيجة انخفا‬ ‫يددي إلى انخفا‬

‫أسعار السلع المحلية‪ ،‬كما يمكن أن يحدخ انخفا‬ ‫المحلي من السلع بالداخل فتنخف‬ ‫زيادة المعرو‬

‫األسعار المحلية نتيجة زيادة حجم الواردات من الخارج بعد رفع قيمة العملة المحلية و الذي يترتب عنه زيادة‬

‫األسعار‪.‬‬ ‫السلعي المحلي فتنخف‬ ‫في من المعرو‬

‫الصرف األجنبي عندما تتالقى رغبات المصدرين الو نيين ورغبات المستوردين‬ ‫و يتحدد عر‬

‫األجانب و يمكن توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)2.1‬معدل الصرف والعرض والطلب على الصادرات‬


‫‪SX1‬‬ ‫‪FX‬‬
‫‪Sx0‬‬

‫‪E1‬‬ ‫‪P1‬‬ ‫‪SX2‬‬

‫‪E0‬‬ ‫‪Po‬‬

‫‪E2‬‬ ‫‪P2‬‬

‫‪Dx‬‬

‫‪0‬‬

‫‪Q1‬‬ ‫‪Q0‬‬ ‫‪Q2‬‬ ‫‪Qx‬‬

‫المصدر‪ :‬نشأت نبيل الوكيل‪ ،‬التوازن النقدي و معدل الصرف‪ ،‬شركة ناس لل باعة‪،‬مصر‪،8005،‬ص‪.2‬‬

‫‪130‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫يتضح لنا من خالل الشكل رقم(‪ )8.8‬أن ال لب على صادرات الدولة محل الدراسة(ولتكن الدولة ‪ A‬مثال)‬

‫يتحدد بدالة لب ثابتة ‪ DX‬ال تتغير نتيجة للتغيرات الحاصلة في معدل الصرف األجنبي‪ ،‬في حين أن دالة‬

‫الصادرات ‪ SX‬تستجيب لتغيرات معدل الصرف‪.‬‬ ‫عر‬

‫‪ : QX‬تشير إلى كمية الصادرات (الم لوبة أو المعروضة)‬

‫‪ : FX‬تشير إلى سعر الصادرات بالعملة األجنبية‪.‬‬

‫و يوضح الشكل أنه عند النق ة ‪ P0‬و التي تمثل نق ة توازن‪ ،‬و ‪ E0‬التي تمثل معدل الصرف‬

‫معدل الصرف) فإن دالة عر‬ ‫التوازني‪ ،‬فإذا افترضنا ارتفاع قيمة العملة الو نية للدولة ‪( A‬انخفا‬

‫الصادرات تتحرك تجاه اليسار لتصل إلى ‪ ،SX1‬و تتحدد نق ة توازن جديدة عند ‪ P1‬بما يددي إلى انخفا‬

‫كمية الصادرات من ‪ Q0‬إلى ‪. Q1‬‬

‫قيمة العملة الو نية للدولة ‪( A‬ارتفاع معدل الصرف) فإن دالة‬ ‫وعلى العكس إذا افترضنا انخفا‬

‫الصادرات تتحرك تجاه اليمين لتصبح ‪ ، x2‬وتتحدد نق ة توازن جديدة عند ‪ ، P2‬بما يددي إلى زيادة‬ ‫عر‬

‫كمية الصادرات من ‪ Q0‬إلى ‪ ، Q2‬فالكمية المعروضة من الصرف األجنبي تتغير بتغير معدل الصرف‬

‫والتي يمكن تحديدها عند معدالت الصرف التالية‪ E2، E1، E0:‬كما هو موضح فيما يلي‪:‬‬

‫الكمية المعروضة من الصرف األجنبي عند معدل صرف معين تساوي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(كمية الصادرات)*(سعر الصادرات مقوما بالعملة األجنبية)‬

‫إن تأثير التغير في سعر الصرف على قيمة الصادرات( الكمية المعروضة من الصرف األجنبي)‬

‫يعتمد على درجة مرونتها ( التغير النسبةي في الصادرات إلى التغير النسبي في سعر الصرف )‪ ، 2‬فالكمية‬

‫المعروضة من الصرف األجنبي تتزايد كلما كان ال لب على صادرات الدولة محل الدراسة أكثر مرونة‬

‫نشأت نبيل الوكيل‪ ،‬التوازن النقدي و معدل الصرف‪ ،‬شركة ناس لل باعة‪،‬مصر‪،8005،‬ص‪.5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪Ching‐chong Lai, Wen‐ya Chang, Do Self‐fulfilling Expectations of Currency Devaluation Improve the Balance of Payments?, Journal of‬‬

‫‪Economic Studies, Vol. 19 Iss: 4,1992,p320.‬‬

‫‪131‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫وتصل الكمية المعروضة من الصرف األجنبي حدها األقصى عندما تكون مرونة ال لب على الصادرات‬

‫مساوية للواحد‪ ،‬وتتجه الكمية المعروضة من الصرف األجنبي إلى التناقص عندما يكون ال لب على‬

‫الصادرات غير مرن‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تأثير سعر الصرف على الواردات‬

‫قيمة العملة المحلية يجعل أسعار الواردات أكثر ارتفاعا داخليا‪ ،‬أما سعرها مقوما بالعملة‬ ‫إن تخفي‬

‫الكمية الم لوبة‬ ‫األجنبية فييل دون تغيير وبالتالي فإن حجم الواردات بالتأكيد سوف يتقلص‪ ،‬ومنه ستنخف‬

‫على كمية الواردات و يتزايد حجمها من‬ ‫من الصرف األجنبي‪ ،1‬فبالنسبة للسلع االستهالكية يدثر التخفي‬

‫الدخل الحقيقي المتاح ومن ثم االستهالك ما يددي إلى إتجاه‬ ‫قيمة العملة يخف‬ ‫هذه السلع‪ ،‬فتخفي‬

‫الواردات الحقيقية من السلع االستهالكية إلى التراجع‪ ،‬أما إذا ما تعلق األمر بالسلع الرأسمالية والمواد األولية‬

‫على استيرادها‬ ‫المستوردة فعادة ما تشكل نصيبا واف ار في مكونات الناتج المحلي‪ ،‬ومن ثم تأثير التخفي‬

‫يتوقف على مدى قدرة الدول النامية على إحالل المواد األولية المستوردة وقدرتها على تغيير تقنيات اإلنتاج‬

‫في ها بالشكل الذي يمكن من استغالل الموارد المحلية‪ ،‬وهذا األمر ليس بالهين حتى وان توفرت اإلمكانية‬

‫لذلك فإنها تت لب فترة من الزمن قد تكون ويلة ومكلفة‪ ،‬غير أن إمكانية اإلحالل تكون كبيرة بالنسبة للمواد‬

‫‪2‬‬
‫األولية مقارنة بالنسبة للسلع الرأسمالية‪.‬‬

‫أما في حالة ارتفاع قيمة العملة أو لجوء الدولة إلى رفعها بغية تقليل أعباء وارداتها على الميزان‬

‫المحلي من السلع‬ ‫التجاري يددي إلى زيادة حجم الواردات من الخارج مما يددي إلى زيادة المعرو‬

‫‪3‬‬
‫تكلفة الواردات من المواد الخام‪.‬‬ ‫تكلفة اإلنتاج نتيجة خف‬ ‫األسعار‪ ،‬إضافة إلى خف‬ ‫فتنخف‬

‫‪1‬‬
‫مورد خاي كريانين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.382‬‬
‫‪2‬‬
‫بوعتروس عبد الحق‪ ،‬دور سياسة سعر الصرف في تكييف االقتصاديات النامية" حالة الجزائر" ‪،‬أ روحة مقدمة ضمن مت لبات نيل شهادة دكتوراه‬
‫دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص النقود و التمويل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة قسن ينة‪،‬الجزائر‪ ،8008-8000،‬ص‪.030‬‬
‫‪3‬‬
‫حمدي عبد العييم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.012‬‬

‫‪132‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الواردات)‬ ‫و يتحدد ال لب على الصرف األجنبي عندما تتالقى رغبات المصدرين األجانب (عر‬

‫ورغبات المستوردين المحليين (ال لب على الواردات ) و يمكن توضيح ذلك من خالل الشكل التالي‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)3.1‬معدل الصرف والعرض والطلب على الواردات‬

‫‪FM‬‬

‫‪SM‬‬

‫‪E1‬‬ ‫‪P1‬‬
‫‪E0‬‬ ‫‪P0‬‬
‫‪E2‬‬ ‫‪P2‬‬ ‫‪DM1‬‬
‫‪DM2‬‬ ‫‪DM0‬‬
‫‪Q2‬‬ ‫‪Q0‬‬ ‫‪Q1‬‬ ‫‪QM‬‬

‫المصدر‪ :‬نشأت نبيل الوكيل‪ ،‬التوازن النقدي و معدل الصرف‪ ،‬شركة ناس لل باعة‪،‬مصر‪،8005،‬ص‪.2‬‬

‫الواردات‪ SM‬ثابتة بمعنى ال تتأثر بالتغيرات في معدل‬ ‫دالة عر‬ ‫من خالل الشكل رقم(‪ )3.8‬وبافت ار‬

‫الصرف األجنبي‪ ،‬في حين دالة ال لب على الواردات ‪ DM‬فإنها تستجيب لتغيرات معدل الصرف‪ ،‬حيخ‪:‬‬

‫‪ :QM‬تمثل كمية الواردات الم لوبة أو المعروضة‪.‬‬

‫‪ : FM‬تمثل سعر الورادات من العملة األجنبية‪.‬‬

‫حيخ يوضح الشكل رقم (‪ )3.8‬أنه عند النق ة ‪ P0‬يتحقق التوازن ويكون معدل الصرف التوازني ‪E0‬‬

‫معدل‬ ‫والكمية الم لوبة من الواردات تكون ‪ Q0‬فإذا افترضنا ارتفاع قيمة العملة الو نية للدولة ‪(A‬انخفا‬

‫‪133‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الصرف) فإن دالة ال لب على الواردات تتجه باتجاه اليمين لتصبح ‪ DM1‬وتتحدد نق ة توازن جديدة عند ‪P1‬‬

‫بما يددي إلى ارتفاع كمية الواردات من ‪ Q0‬إلى ‪. Q1‬‬

‫قيمة العملة الو نية للدولة ‪ (A‬ارتفاع معدل الصرف) فإن دالة‬ ‫وعلى العكس إذا افترضنا انخفا‬

‫ال لب على الواردات تتحرك ناحية اليسار لتصبح ‪ DM2‬وتتحدد نق ة توازن جديدة عند ‪ P2‬بما يددي إلى‬

‫كمية الواردات من ‪ Q0‬إلى ‪.Q2‬‬ ‫انخفا‬

‫ومنه يمكن القول بأن الكمية الم لوبة من الصرف األجنبي تختلف باختالف معدل الصرف‪ ،‬والتي يمكن‬

‫تحديدها من خالل معدالت الصرف المختلفة ‪ E2، E1،E0‬كمايلي‪:‬‬

‫الكمية الم لوبة من الصرف األجنبي عند معدل صرف معين تساوي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫(كمية الواردات)*(سعر الواردات مقوما بالعملة األجنبية)‪.‬‬

‫سعر الصرف ربما ال يددي إلى ارتفاع قيمتها (أي زيادة ال لب‬ ‫إن زيادة كمية الواردات نتيجة تخفي‬

‫على الصرف األجنبي) كما كانت عليه من قبل و يتوقف األمر على درجة مرونة ال لب السعرية على‬

‫الواردات‪ ،2‬التي تتأثر بعامل مهم أال وهو وجود بدائل محلية جيدة لتلك المنتجات المستوردة‪ ،‬فتوفر مثل هذه‬

‫البدائل سيمكن المستهلكين من التحول إليها بدال من السلع المستوردة مما يقلل من قيمة الواردات‪ ،‬ومرونة‬

‫ال لب السعرية للواردات لدولة كبيرة ذات اقتصاد متنوع تكون أكبر منها في دولة صغيرة وذلك ألن الدولة‬

‫‪3‬‬
‫الكبيرة المتنوعة االقتصاد تنتج تشكيلة كبيرة من السلع التي يمكن أن تكون بدائل جيدة لوارداتها‪.‬‬

‫الحقيقي للعملة تحسين الميزان التجاري‬ ‫أن تكون نتيجة التخفي‬ ‫و ما يمكن قوله هو أنه من المفتر‬

‫يبقى صحيحا باالعتماد على مدى تجاوب حجم الصادرات و الواردات مع التغيرات الحقيقية‬ ‫وهذا االفت ار‬

‫في سعر الصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نشأت نبيل محمد الوكيل‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.2‬‬
‫‪) 2‬‬
‫أحمد األشقر‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪ ،8007،‬ص‪.053‬‬
‫‪3‬‬
‫مورد خاي كريانين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.382‬‬

‫‪134‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تأثير تخفيض قيمة العملة على اقتصاديات الدول النامية‬

‫قيمة العملة المحلية بالدول النامية تأثير كبير على االقتصاد ككل‪ ،‬ومن بين‬ ‫يترتب على عملية تخفي‬

‫أهم هذه اآلثار األثر على الميزان التجاري للدولة عل كل من الصادرات والواردات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التأثير على صادرات الدول النامية‬

‫قيمة العملة من أجل تحسين ميزانها التجاري‬ ‫تلجأ العديد من الدول النامية إلى ت بيق سياسة تخفي‬

‫وذلك من خالل إمكانية زيادة حجم الصادرات والذي ينتج عنه زيادة حصيلة الدولة من العمالت الصعبة‬

‫مدفوعات الدولة من النقد األجنبي‪ ،‬إال أن نجاح سياسة‬ ‫والحد من الواردات والذي ينتج عنه تخفي‬

‫تتوقف على مرونة الجهاز اإلنتاجي للدولة‪ ،‬وكذا على مرونة ال لب الخارجي على صادراتها‬ ‫التخفي‬

‫و هذا راجع إلى كون صادرات الدول النامية تعتمد على الصناعات اإلستخراجية و التي تتحدد أسعارها‬

‫‪1‬‬
‫عالميا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مرونة الجهاز اإلنتاجي للدولة‬

‫ترتب زيادة صادرات دولة ما بزيادة القدرة اإلنتاجية للبلد‪ ،‬لذا تلجا العديد من الدول إلى اعتماد سياسة‬

‫قيمة العملة ال بد أن تكون قوى اإلنتاج الداخلي للصادرات قادرة‬ ‫قيمة العملة‪ ،2‬فمن أجل تخفي‬ ‫تخفي‬

‫على تلبية ال لب العالمي على منتجات البلد‪ ،‬غير أن الدول النامية تواجه صعوبات في زيادة اإلنتاج بصفة‬

‫عامة والسلع الموجه للتصدير بصفة خاصة‪ ،‬حيخ تعاني الدول النامية من صعوبة في استغالل ال اقات‬

‫العا لة و زيادة قدراتها التصديرية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سمية زيرار و آخرون‪ ،‬أثر سياسة سعر الصرف األجنبي على الميزان التجاري الجزائري (‪،)1112-2791‬مجلة دراسات العلوم‬
‫اإلدارية‪،‬العدد‪،08‬المجلد ‪،35‬األردن‪،8002،‬ص‪.351‬‬
‫‪2‬‬
‫عادل أحمد حشيش و مجدي محمود شهاب‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.022‬‬

‫‪135‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫ثانيا‪ :‬مرونة الطلب الخارجي على الصادرات المحلية‬

‫تعتمد صادرات الدول النامية على مستوى النشا االقتصادي للدول المستوردة لصادراتها‪ ،‬وعادة ما تكون‬

‫هي الدول الصناعية‪ ،‬نتيجة للتقلبات التي تشهدها في دوراتها االقتصادية من خالل الركود االقتصادي الذي‬

‫صادرات هذه السلع‬ ‫يدثر بدوره على ال لب على منتجات الدول النامية من المواد األولية‪ ،‬وبالتالي انخفا‬

‫قيمة‬ ‫في األسواق العالمية‪ ،‬ما ينتج عنه تراجع عائدات الدول النامية‪ ،1‬و هذا يدل على أن سياسة تخفي‬

‫قيمة‬ ‫بحالة اقتصاديات الدول الصناعية‪ ،‬حيخ أن تخفي‬ ‫العملة المحلية في الدول النامية يبقى مرتب‬

‫األسعار ففي هذه الحالة‬ ‫ال لب رغم انخفا‬ ‫أسعار المواد األولية‪ ،‬فإذا انخف‬ ‫العملة يددي إلى انخفا‬

‫لن تتحسن حصيلة الصادرات للدول النامية‪ ،‬وبالتالي تدهور أكبر للميزان التجاري للدولة‪ ،‬كون حصيلة‬

‫الصادرات انخفضت من جانبين هما‪ :‬الجانب السعري و الجانب الكمي‪،‬و الذي يددي بدوره إلى زيادة العجز‬

‫في الميزان التجاري للدولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التأثير على واردات الدول النامية‬

‫قيمة العملة المحلية تددي إلى ارتفاع أسعار الواردات مقومة بالعملة المحلية مع‬ ‫إن سياسة تخفي‬

‫ال لب على الواردات وارتفاع ال لب على المنتجات المحلية‬ ‫ثباتها بالعملة األجنبية ما يددي إلى خف‬

‫والذي يددي إلى تحسين وضعية الميزان التجاري و ذلك في يل توفر الشرو التالية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مرونة العرض الخارجي للواردات‬

‫قيمة عملتها برد فعل قد يعكس أثر هذا التخفي‬ ‫قد تقوم الدولة المصدرة للسلع و التي قامت بتخفي‬

‫‪ ،‬ما ينتج عنه زيادة الواردات بدال من‬ ‫و ذلك من خالل اعتمادها على سياسة مضادة لهذا التخفي‬

‫تخفيضها كون أسعارها لم تتغير مقومة بالعملة المحلية‪ ،‬ومن أجل مواجهة ذلك تنتهج الدولة عدة أساليب‬

‫‪1‬‬
‫مجدي محمود شهاب‪ ،‬االقتصاد االدولي المعاصر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬مصر‪،8007 ،‬ص‪.330‬‬

‫‪136‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫ومن بينها نيام اإلعانات و نيام اإلغراق‪ ،‬حيخ يمكن ت بيق نيام اإلعانات من خالل تقديم عدة مزايا‬

‫نقدية أو عينية للمصدرين من أجل تدعيم القدرة التصديرية لق اعات معينة ‪.‬‬

‫فنيام اإلغراق يعني بيع السلع المحلية في األسواق الخارجية بسعر يقل عن نفقة إنتاجها أو سعر أقل من‬

‫‪1‬‬
‫أسعار المنافسين في األسواق الخارجية أو بسعر يقل عن سعر بيعها في السوق المحلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرونة الطلب الداخلي على الواردات‬

‫قيمة العملة المحلية إلى ارتفاع أسعار الواردات مقومة بالعملة المحلية ما يددي إلى‬ ‫يددي تخفي‬

‫تراجع ال لب على هذه السلع‪ ،‬واالتجاه إلى السلع البديلة المنتجة محليا‪ ،‬لكن في حالة الدول النامية ال‬

‫يتحقق ذلك إذ أن ارتفاع أسعار الواردات ينتج عنه نقص نسبي في ال لب على السلع الكمالية فق ‪ ،‬كون‬

‫في قيمة العملة‬ ‫أن مستوردات الدول النامية تكون في صورة تجهيزات ومواد غذائية وأدوية‪...‬الخ‪ ،‬فالتخفي‬

‫الواردات بل يددي إلى زيادة فاتورة المدفوعات بالعملة األجنبية‪ ،2‬ما يزيد من‬ ‫المحلية ال يددي إلى نق‬

‫العجز بالميزان التجاري‪ ،‬كون الجهاز اإلنتاجي لهذه الدول عاجز عن إنتاج السلع البديلة لوارداتها‪ ،‬ويمكن‬

‫توفير جزء من هذه الواردات لكن بأسعار غير تنافسية‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬دور سعر الصرف في عالج الخلل في الميزان التجاري‬

‫قيمة العملة‬ ‫من أجل تسوية الخلل في الميزان التجاري ترتكز المدسسات النقدية الدولية على تخفي‬

‫المحلية من أجل إحداخ التوازن وذلك من خالل ت بيقها لكل من أسلوبي المرونات واإلستعاب‪ ،‬حيخ يعتبران‬

‫من بين األساليب المستخدمة من أجل إحداخ التوازن الخارجي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Commerce Secrce Secretary Governoment of India , Anti-Dumping-Aquide, Directorate General of Anti-Dumping & Ministry of‬‬
‫‪Commerce, India,1995,p5.‬‬
‫‪2‬‬
‫زواوي الحبيب‪،‬سعر الصرف و مؤشرات قياس التنافسية "حالة الجزائر"‪ ،‬الملتقى الدولي الرابع‪ :‬المنافسة واإلستراتجيات التنافسية للمدسسات‬
‫الصناعية خارج ق اع المحروقات في الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬الجزائر‪ 02-07،‬أفريل ‪،8005‬ص‪.8‬‬

‫‪137‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب األول‪ :‬منهج المرونات ‪Elasticities Approch‬‬

‫اعتمدت النيرية الكينزية والكالسيكية في تسوية العجز بالميزان التجاري على ثبات سعر الصرف الذي‬

‫قلما يوجد في الوقت الحاضر مع انتشار نيم الصرف القائمة على التعويم‪ ،‬لذا تم االعتماد على منهج‬

‫المرونات والذي يعتمد على التغيرات المترتبة على تغيير سعر صرف العملة والذي يدثر على المركز‬

‫التجاري للدولة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم منهج المرونات‬

‫يقصد بمنهج المرونات دراسة كيفية تعديل أو إزالة الخلل في الميزان التجاري للدولة من خالل القيام‬

‫الصرف األجنبي أو ال لب‬ ‫أورفع القيمة الخارجية للعملة المحلية وبالتالي التأثير على عر‬ ‫بعملية تخفي‬

‫عليه ومن ثم التأثير على وضع الميزان التجاري للدولة‪ 1،‬يهر هذا األسلوب خالل فترة الثالثينات من القرن‬

‫العشرين‪ ،‬ونسب هذا المنهج إلى ‪ Robison‬وان لق في تحليله على تحليل ‪ 2Marshal-Lerner‬ويرتكز منهج‬

‫المرونات على مرونة كل من الصادرات والواردات بالنسبة لسعر الصرف العملة الو نية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صياغة منهج المرونات‬

‫تعتمد نيرية المرونات على صياغة مارشال‪ -‬ليرنر‪ ،‬وايهار مرونة كل من الصادرات والواردات بالنسبة‬

‫لسعر الصرف في توجيه الميزان التجاري‪.‬‬

‫ونعتمد في اشتقاق النيرية على ميزان تجاري متوازن حيخ‪:‬‬

‫‪ :X‬قيمة الصادرات بالعملة الو نية‪.‬‬

‫‪ :M‬قيمة الواردات بالعملة الو نية‪.‬‬

‫‪ :P‬سعر الصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Koi Nyen Wong Tuck Cheong Tang, The effects of exchange rate variability on Malaysia's disaggregated electrical exports, Journal of‬‬
‫‪Economic Studies, Vol. 35 Iss 2 ,2008,p156.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد راتول‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.832‬‬

‫‪138‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪ :B‬الميزان التجاري (الصادرات و الورادات بالعملة الو نية)‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ : e‬مرونة ال لب على الصادرات بالنسبة لسعر الصرف ‪ ،‬و تع ى كما يلي‪:‬‬

‫‪‬‬

‫‪e‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫(‪..........................)0-1‬‬


‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫حيخ ‪:‬‬

‫‪ : ‬التغير في الصادرات‬

‫‪ : ‬التغير في سعر الصرف‬

‫وتعني القيمة ‪ : e‬قيمة التغير التي تحصل في الصادرات عندما يتغير سعر الصرف بوحدة واحدة ‪ ،‬وكلما‬

‫كانت هذه القيمة كبيرة كلما دل ذلك على أن الصادرات ذات درجة عالية من المرونة بالنسبة لسعر الصرف‪.‬‬

‫و إذا عبرنا على الصادرات في شكل دالة فإن مرونتها بالنسبة لسعر الصرف تكتب كما يلي‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫(‪ .........................)0-0‬‬


‫‪e‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :‬مرونة ال لب على الواردات بالنسبة لسعر الصرف‪ ،‬و تع ى كمايلي‪:‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪m‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫(‪     ....................)8-3‬‬
‫‪em   ‬‬
‫‪‬‬
‫حيخ‪ : M :‬التغير في الواردات‪.‬‬

‫‪ : ‬التغير في سعر الصرف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع السابق‪،‬ص ص‪.007-000‬‬

‫‪139‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫وتعني القيمة ‪ : em‬قيمة التغير في التي تحصل في الواردات عند تغير سعر الصرف بوحدة واحدة‪ ،‬وكلما‬

‫كبيرة كلما دل على ذلك على كون الواردات ذات درجة عالية من المرونة‪.‬‬ ‫‪e‬‬ ‫‪m‬‬
‫كانت القيمة‬

‫و إذا اعتبرنا الواردات في شكل دالة فإن مرونتها بالنسبة لسعر الصرف تكتب كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬‬
‫‪em ‬‬ ‫‪‬‬ ‫(‪........................)0-0‬‬
‫‪ ‬‬

‫بما أننا افترضنا أن ‪ ‬مقيمة بالعملة األجنبية فإنه لتحويلها إلى العملة الو نية يجب ضربها في سعر‬

‫الصرف ‪ ‬و منه تصبح قيمة الواردات بالعملة الو نية هي‪  :‬و بالتالي الميزان التجاري بعملة الو نية‬

‫يكتب كما يلي‪:‬‬

‫‪    ‬‬ ‫(‪….. .....................)8-2‬‬

‫و تسمى هذه المعادلة بمعادلة رصيد الميزان التجاري‪.‬‬

‫ومن أجل معرفة التغير في سعر الصرف ‪ P‬على الميزان التجاري‪ B‬نجري التغير رياضيا و ذلك باشتقاق‬

‫‪ B‬بالنسبة لسعر الصرف و ذلك كما يلي‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫(‪‬‬ ‫)‪  ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ( ‬‬ ‫)‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫أي‪:‬‬

‫وبإخراج ‪ ‬كعامل مشترك نجد‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ 1‬‬ ‫‪ ‬‬


‫(‪ ‬‬ ‫‪ (1 ‬‬ ‫))‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪140‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫أو‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ 1 ‬‬ ‫(‪  ....................)8-5‬‬


‫(‪ ‬‬ ‫‪ (1 ‬‬ ‫))‬
‫‪‬‬ ‫‪  ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫و بما أنه تم اإلن الق من ميزان متوازن أي أن‪:‬‬

‫‪     MP  0‬و بالتالي ‪:‬‬

‫‪   MP‬ومنه يمكن كتابة المعادلة (‪ )8-5‬كمايلي‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬


‫(‪ ‬‬ ‫‪ (1 ‬‬ ‫(‪)) .................)8-7‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫المعادلتين (‪ )8-8‬و(‪ )8-1‬في المعادلة (‪ )8-7‬مع مراعاة أن مرونة الواردات سالبة نجد‪:‬‬ ‫و بتعوي‬

‫‪‬‬
‫(‪  (e  (1  em))   (e  em  1) ............)8-2‬‬
‫‪‬‬

‫و تعني المعادلة (‪ )8-2‬أنه عندما يتغير سعر الصرف بوحدة واحدة فإن الميزان التجاري يتغير بالمقدار‪:‬‬

‫)‪(e  em  1‬‬

‫و حتى يكون هذا التغير موجبا أي حصول زيادة في الميزان التجاري ال بد من تحقق الشر التالي‪:‬‬

‫‪e‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ em  1‬‬

‫أي أن مجموع مرونتي الصادرات و الواردات بالنسبة لسعر الصرف يجب أن يكون أكبر من الواحد(شر‬

‫مارشال ليرنر)‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫فإن التغير الذي يحصل في الميزان التجاري نتيجة لتغير سعر‬ ‫‪e‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ em  1‬‬ ‫أما إذا كان ‪:‬‬

‫الصرف يكون معدوما‪.‬‬

‫فإن التغير في سعر الصرف يددي إلى تدهور الميزان‬ ‫‪e‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ em 1‬‬ ‫أما في حالة ما إذا كان‪:‬‬

‫التجاري‪.‬‬

‫وبالتالي الصيغة الوحيدة التي تددي إلى تحسن الميزان التجاري هي الحالة األولى‪ ،‬والمتمثلة في الصيغة‬

‫‪ e  em  1‬وهذا هو الشر األساسي لمرشال ليرنر الذي يحدد كيفية تحسن وضعية الميزان‬ ‫التالية‪:‬‬

‫‪.1‬‬ ‫سعر الصرف حسب حاالت العجز و حاالت الفائ‬ ‫التجاري من خالل رفع أو تخفي‬

‫كمايلي‪:‬‬ ‫ويتم التأثير على الميزان التجاري وفق منهج المرونات تبعا لحاالت العجز و الفائ‬

‫أوال‪ :‬حالة العجز في الميزان التجاري‬

‫قيمة العملة المحلية ما يددي بدوره إلى إحداخ‬ ‫تتم تسوية الخلل بالميزان التجاري من خالل تخفي‬

‫تغيرات أسعار كل من الصادرات والواردات‪ ،‬حيخ تصبح أسعار الصادرات منخفضة من وجهة نير‬

‫األجانب‪ ،‬ما يددي إلى زيادة ال لب عليها و الذي يددي بدوره إلى زيادة الصادرات نتيجة لذلك‪ ،‬في المقابل‬

‫تصبح أسعار الواردات مرتفعة بالنسبة للمستهلك المحلي ما يددي إلى تراجع ال لب عليها‪ ،‬و ما يمكن قوله‬

‫الواردات والذي يددي بدوره إلى تالشي‬ ‫سعر العملة يددي إلى زيادة الصادرات وانخفا‬ ‫هو أن تخفي‬

‫العجز بالميزان التجاري‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬حالة الفائض في الميزان التجاري‬

‫تتم تسوية الخلل في الميزان التجاري من خالل رفع القيمة الخارجية للعملة المحلية ما يدثر بدوره على‬

‫أسعار الصادرات‪ ،‬حيخ تبدو مرتفعة بالنسبة لألجانب ما يددي إلى تراجع ال لب األجنبي عليها‪ ،‬في حين‬

‫‪ 1‬المرجع السابق‪،‬ص‪.000‬‬

‫صبحي حسون الساعدي و إياد حماد عبد‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.23‬‬


‫‪2‬‬

‫‪142‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫أسعار الواردات تبدو رخيصة بالنسبة للمقيمين مما يددي إلى زيادة ال لب عليها‪ ،‬أي أن الرفع في القيمة‬

‫بالميزان‬ ‫الخارجية للعملة يددي إلى زيادة الواردات وتراجع الصادرات و الذي يددي إلى تالشي الفائ‬

‫‪1‬‬
‫التجاري‪.‬‬

‫قيمة العملة المحلية في تسوية الخلل بالميزان التجاري ال بد من توفر شر‬ ‫ف من أجل نجاح سياسة تخفي‬

‫‪e‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ em  1‬‬ ‫مرشال ليرنر‪ ،‬والمتمثل في‪:‬‬

‫المجموع الجبري لمرونة ال لب على الواردات وال لب األجنبي على الصادرات أكبر من الواحد أي مجموع‬

‫المرونات السعرية لل لب على الواردات وال لب األجنبي على الصادرات أكبر من الواحد الصحيح‬

‫في هذه الحالة يكون مقدار التغير موجب‪ ،‬أي حصول زيادة في الميزان التجاري للدولة‪.‬‬

‫فإن التغير في‬ ‫‪e‬‬ ‫‪‬‬


‫و إذا كان مجموع المرونات السعرية السابق أقل من الواحد الصحيح أي‪ em 1 :‬‬

‫سعر الصرف يزيد من الخلل في الميزان التجاري للدولة‪ ،‬وفي حالة ما إذا كان مجموع المرونات السعرية‬

‫‪2‬‬
‫فإن التغير في سعر الصرف لن يحدخ أي‬ ‫‪e‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ em  1‬‬ ‫السابق يساوي الواحد الصحيح أي أن‪:‬‬

‫قيمة العملة أو رفعها‪ ،‬فالميزان سوف يبقى على حاله في هذه‬ ‫تغيير في الميزان التجاري سواءا تم تخفي‬

‫وحالة عجز‪.‬‬ ‫الحالة سواء كان في حالة فائ‬

‫قيمة العملة المحلية من أجل تسوية‬ ‫والجدير بالذكر أن شر مارشال ليرنر كمدشر لنجاح سياسة تخفي‬

‫الخلل بالميزان التجاري يع ي المجال لحاالت وس ية‪ ،‬أي أنه ليس من الضروري تحقق شر مرونة ال لب‬

‫األجنبي على الصادرات ومرونة ال لب المحلي على الواردات معا وانما تحقق شر المجموع فق فإذا كان‬

‫ال لب على الصادرات أقل مرونة (‪ ) e < 0‬فإن الميزان التجاري يتحسن إذا كانت مرونة ال لب على‬

‫فاضل اسماعيل‪ ،‬مرجع سابق‪.12،‬‬ ‫عو‬


‫‪1‬‬

‫عادل المهدي‪،‬العالقات النقدية الدولية‪،‬نشر و توزيع الكتب الجامعية‪،‬مصر‪،8003،‬ص ص‪.022-023‬‬


‫‪2‬‬

‫‪143‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫النقص الحاصل في ال لب على الصادرات‪ ،‬أي‬ ‫الواردات كبيرة( ‪ ) em >0‬و بالقدر الكافي من أجل تعوي‬

‫في حصيلة العملة األجنبية الواردة للبلد‪.‬‬ ‫االنخفا‬

‫القيمة الخارجية للعملة‬ ‫وخالصة منهج المرونات في تسوية الخلل بالميزان التجاري أن سياسة تخفي‬

‫الو نية تكون ناجعة في تحسين العجز بالميزان إذا تحقق شر مارشال ‪-‬ليرنر‪ ،‬في أن يكون مجموع‬

‫المرونات(ال لب الداخلي على الواردات وال لب الخارجي على الصادرات) يفوق الواحد‪ ،‬وكلما كان المجموع‬

‫أكبر كلما كان األثر أكبر نتيجة تغير األسعار لهذا يقوم كل بلد قبل أن يقرر ت بيق هذه السياسة بدراسة قيم‬

‫وال لب على العمالت األجنبية‪ ،‬وذلك لتفادي نتائج عكسية تزيد من حدة العجز‪.‬‬ ‫مرونات العر‬

‫الفرع الثاني‪ :‬افتراضات منهج المرونات‬

‫‪1‬‬
‫و من بين اإلفتراضات التي يقوم عليها منهج المرونات نذكر‪:‬‬

‫‪ ‬نق ة ان اق شر مارشال ليرنر ميزان تجاري متوازن‪.‬‬

‫قيمة العملة المحلية سيتوقف في المقال األول على مرونة ال لب على‬ ‫‪ ‬نجاح عملية تخفي‬

‫صادرات البلد واستيراداته ‪.‬‬

‫على قيمة العملة ستعتمد على مع يات مهمة لإلقتصاد المعني و خاصة‬ ‫‪ ‬إن آثار عملية التخفي‬

‫مدى القدرة اإلستيعابية له (درجة التوييف) حيخ أن لكل من هذه األوضاع آثارها المختلفة على‬

‫حالة الميزان التجاري ‪.‬‬

‫على الميزان التجاري‪ ،‬والتي تعبر عن‬ ‫‪ ‬االعتماد على المرونة السعرية في تفسير آثار التخفي‬

‫العالقة بين حجم التغير النسبي لتدفق ما وسعره‪.‬‬

‫‪ ‬عدم وجود سلع أخرى تشكل بديل للواردات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫كامل البكري ‪،‬االقتصاد الدولي و التجارة الخارجية و التمويل‪،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪،8000،‬ص‪.822‬‬

‫‪144‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫‪ ‬استقرار سوق الصرف األجنبي‪.‬‬

‫و يعتبر منهج المرونات وفق هذه االفتراضات نموذجا للميزان التجاري‪ ،‬فالعجز في الميزان داللة على‬

‫زيادة مدفوعات الواردات والتي تمثل ال لب على العملة األجنبية‪ ،‬في حين زيادة حصيلة الصادرات و التي‬

‫قيمة العملة المحلية هو تغيير األسعار النسبية لكل من‬ ‫من تخفي‬ ‫العملة‪ ،‬والغر‬ ‫تمثل مصدر عر‬

‫الصادرات والواردات وذلك مع مراعاة زيادة حصيلة الصادرات والتقليل من فاتورة الواردات من أجل الوصول‬

‫إلى حالة التوازن في الميزان التجاري‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مشكلة المرونات‬

‫قيمة العملة في معالجة الخلل في الميزان التجاري فإن هناك عوامل‬ ‫بالرغم من دور عملية تخفي‬

‫متمثلة ب بيعة مرونات ال لب على الصادرات‬ ‫خارجية من شأنها التأثير على فعالية سياسة التخفي‬

‫الصرف األجنبي وال لب عليه‬ ‫ومرونة ال لب على الواردات أي من خالل اتجاه كل من منحنى عر‬

‫أسعار الصادرات مقومة بالعملة المحلية وارتفاع أسعار‬ ‫قيمة العملة يترتب عليه إنخفا‬ ‫حيخ أن تخفي‬

‫الواردات مقومة بالعملة األجنبية‪ ،‬حيخ إذا كان رد فعل المستوردون للتغير في األسعار كبي ار فإن األجانب‬

‫أسعارها‪ ،‬بينما سيشتري الموا نون القليل من سلع االستيراد‬ ‫يشترون الكثير من سلع التصدير عندما تنخف‬

‫عندما ترتفع أسعارها‪ ،‬أما في حالة ما إذا كان رد فعل المستوردون للتغيير في األسعار صغي ار فإن األجانب‬

‫أسعارها‪ ،‬كما أن الموا نين لن يقللوا من‬ ‫لن يزيدوا كثي ار من مشترياتهم من سلع التصدير بالرغم من انخفا‬

‫مشترياتهم من سلع اإلستيراد بالرغم من إرتفاع أسعارها‪.‬‬

‫سعر‬ ‫الصادرات والواردات التي تضمن نجاح تخفي‬ ‫لب وعر‬ ‫وللتعرف على ماهية مرونات‬

‫الصرف في تصحيح العجز في الميزان التجاري نأخذ مثال بلدين هما الواليات المتحدة األمريكية وانجلت ار‬

‫‪145‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫أن الواليات المتحدة تعاني من وجود عجز في ميزان مدفوعاتها مع إنجلترا‪ ،‬وأن السل ات النقدية‬ ‫ولنفر‬

‫في قيمة الدوالر بالنسبة للجنيه اإلسترليني ‪.1‬‬ ‫قررت تسوية خلل ميزانها التجاري من خالل إجراء تخفي‬

‫‪ -‬سعر صرف الدوالر مقابل الجنيه اإلسترليني(‪ : (S/£‬عدد الدوالرات االزمة لشراء واحد جنيه استرليني‬

‫مثال‪. 8 = )S/ £ ( :‬‬

‫في‬ ‫أن الواليات المتحدة األمريكية تريد تصحيح عجز في ميزان المدفوعات عن ريق إجراء تخفي‬ ‫ونفر‬

‫قيمة الدوالر ب ‪ : % 80‬من ( ‪ 8 = )S / £‬إلى ( ‪. 8.10 = )S / £‬‬

‫شكل رقم (‪ :)2.1‬تأثير تخفيض قيمة العملة على الميزان التجاري‬

‫سعر الصرف ( ‪)S/ £‬‬


‫‪£‬ع *‬
‫‪£‬ط*‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪£‬ع‬
‫‪2.04‬‬ ‫‪£‬ط‬
‫ت‬
‫‪2.44‬‬
‫عجز الميزان التجاري‬

‫‪0‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪10‬‬ ‫كمية الصرف األجنبي‬

‫المصدر ‪:‬كامل البكري ‪ ،‬االقتصاد الدولي "التجارة الخارجية و التمويل"‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪، 2001،‬ص‪.301‬‬

‫نالحي من الشكل أعاله أنه عند ( ‪ 8 = )S / £‬كمية اإلسترليني الم لوب من رف األمريكيين هي‬

‫‪ 08‬مليون استريليني‪ ،‬بينما الكمية المعروضة منه فهي ‪ 02‬مليون إسترليني أي وجود عجز قدره ‪ 01‬مليون‬

‫قيمة‬ ‫‪ ،‬ع فإن تخفي‬ ‫اإلسترليني قد أع يت بة ‪:‬‬ ‫جنيه إسترليني فإذا كانت منحنيات لب وعر‬

‫كامل البكري ‪ ،‬االقتصاد الدولي "التجارة الخارجية و التمويل"‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪، 2001،‬ص‪.303‬‬
‫‪1‬‬

‫‪146‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الدوالر إلى (‪ 8.10 = )S / £‬سيزيد من العجز في الميزان التجاري وهذا ني ار لمرونة كل من العر‬

‫الواليات المتحدة لإلسترليني غير مرن كما هو مبين من خالل منحنى‬ ‫وال لب غير أنه إذا كان لب وعر‬

‫العجز في الميزان التجاري بة ‪ 03‬مليون فق‬ ‫(ب ة ‪ )%80‬ستخف‬ ‫*ع و ع* فإن نفس نسبة التخفي‬

‫(‪ )% 000‬أي من (‪ 8 = )S / £‬إلى (‪ 1 = )S / £‬م لوب من أجل الزيادة في العجز ‪.‬‬ ‫و أن التخفي‬

‫و‬ ‫الضخم في قيمة الدوالر قد ال يكون ممكن ألنه سيكون تضخميا بدرجة كبيرة‪.‬‬ ‫فمثال هذا التخفي‬

‫العملة إلى تصحيح العجز في‬ ‫منومن خالل ما سبق نستنتج أنه ليس بالضروري أن تددي عملية تخفي‬

‫الميزان التجاري الذي ينعكس مباشرة على ميزان المدفوعات ني ار لمشكلة المرونات‪ ،‬وحل هذه المشكلة متوفر‬

‫في شر مارشال لينز‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬انتقادات منهج المرونات‬

‫إن الشرو التي تقوم عليها النيرية هي ليس مالئمة في حالة استهداف معالجة االختالل الدائم في‬

‫‪ ،‬وقد وجهت عدة انتقادات لهذه النيرية والتي نذكر منها‪:‬‬ ‫الميزان التجاري‪ ،‬باستخدام سياسة التخفي‬

‫‪ ‬هذا التحليل هو تحليل جزئي ساكن‪ ،‬ألّنه يهمل متغيرات اقتصادية هامة تتأثر بتصحيح سعر الصرف‪ ،‬ولها‬

‫يددي إلى زيادة الدخل‬ ‫آثار عكسية على الميزان التجاري مثل الدخل الو ني والدخول األجنبية‪ ،‬فالتخفي‬

‫نتيجة زيادة حصيلة الصادرات‪ ،‬هذه الزيادة تددي إلى زيادة في اإلنفاق االستيرادي‪ ،‬خاصة إذا كان الميل‬

‫دخول األجانب لقلة حصيلة صادراتهم للبلد المخف‬ ‫الحدي لالستيراد مرتفع‪ ،‬كما يددي إلى انخفا‬

‫في‬ ‫لعملته‪ ،‬فيقومون بدورهم بتقليص وارداتهم من هذا البلد‪ ،‬ويكون األثر النهائي تقليص أثر التخفي‬

‫تحسين الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ ‬إهماله ألهمية مرونات العر ‪ ،‬في حين أن معيم السلع الداخلة في التبادل الدولي هي سلع قليلة المرونة‬

‫ألنها سلع ضرورية كالسلع الزراعية والغذائية والمواد األولية‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫عدم ارتفاعها بنسبة‬ ‫قد تكون له آثار على المستوى العام لألسعار في الدولة المخفضة والمفرو‬ ‫‪ ‬التخفي‬

‫‪ ،‬وهذا غير ممكن في حالة كون البلد قريب من تحقيق مستوى التشغيل التام حيخ كل‬ ‫كبيرة نتيجة للتخفي‬

‫منها ستنعكس في شكل ارتفاع في األسعار‪.‬‬ ‫زيادة في ال لب على الصادرات دون مقابل في العر‬

‫القيمة الخارجية للعملة المحلية إلى ارتفاع أسعار الواردات خاصة من السلع الوسي ة‪ ،‬الداخلة‬ ‫‪ ‬يددي تخفي‬

‫في إنتاج السلع التصديرية‪ ،1‬وبالتالي ارتفاع أسعارها نتيجة زيادة تكاليف اإلنتاج‪ ،‬ما ينتج عنه تراجع في‬

‫وليس المعدل النيري‪ ،‬الذي ال يعبر‬ ‫حصيلة العمالت األجنبية‪ ،‬لذا وجب حساب المعدل الفعلي للتخفي‬

‫ومعدل االرتفاع‬ ‫يساوي الفرق بين المعدل النيري للتخفي‬ ‫عن درجة المنافسة‪ ،‬فالمعدل الفعلي للتخفي‬

‫في أسعار الصادرات‪. 2‬‬

‫الصادرات و الواردات ال نهائية‪ ،‬وهذا ما يتنافى مع‬ ‫أن مرونات عر‬ ‫‪ ‬منهج المرونات يقوم على افت ار‬

‫الواقع خاصة في الدول النامية التي تتميز بجمود في جهازها اإلنتاجي ‪.‬‬

‫المنهج انعدام ردود أفعال من جانب الدول األخرى على سياسة رفع سعر الصرف‪ ،‬وهذا المبدأ‬ ‫‪ ‬افت ار‬

‫‪3‬‬
‫منافي للواقع االقتصادي في يل المنافسة‪.‬‬

‫‪ ‬إع اء المدخل أولوية للتوازن الخارجي واستقرار سوق الصرف على حساب التوازن الداخلي‪.‬‬

‫لكن هذه االنتقادات ال تلغي األهمية البالغة ل ريقة هذا المنهج في توضيح اآلثار اإليجابية المتوقعة‬

‫‪ ،‬الذي يعتمد على معيارين حاسمين وهما المرونة السعرية لل لب الخارجي على الصادرات‬ ‫لسياسة التخفي‬

‫والداخلي على الواردات‪ ،‬و التي عادة ما يكون أثرها في المدى ال ويل‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك ال بد من اتباع‬

‫سياسات نقدية ومالية مرافقة من أجل تفادي اآلثار السلبية التي لم يأخذها المنهج بعين االعتبار من أجل‬

‫العودة إلى التوازن في الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Jacques A. Schnabel, Deriving competitive advantage from real exchange rate changes,Competitiveness Review, An International Business‬‬
‫‪Journal, Vol. 21 Iss 3,2011, p322‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحق بوعتروس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪3‬نشأة نبيل محمد الكيل‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.02‬‬

‫‪148‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منهج اإلستعاب " ‪" Apsorption‬‬

‫ظهر منهج اإلستعاب على يد ‪ Alexander Sidney‬ويستند على النموذج الكنزي في التحليل االقتصادي‬
‫الكلي ‪،‬ويرتكز تحليله على الميزان التجاري للدولة (سوق السلع)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم منهج اإلستعاب‬

‫قيمة العملة على توازن ميزان‬ ‫يتم ت بيق منهج اإلستعاب (اإلمتصاص) أساسا عند دراسة آثار تخفي‬

‫المدفوعات من خالل تأثيره على كل من الدخل واإلنفاق القوميين‪ ،1‬حيخ يرتكز منهج االستعاب على أن‬

‫رصيد الميزان التجاري للدولة ما هو إال مقدار الدخل الو ني م روحا منه مقدار السلع التي تم استعابها‬

‫محليا‪.‬‬

‫عرف البروفيسور ألكسندر اإلستيعاب بأنه مجموع عناصر ال لب (اإلنفاق الحكومي‪ G‬واإلستهالكي‪C‬‬

‫واإلستثماري‪ )I‬حيخ أن‪:‬‬

‫الدخل القومي = اإلستيعاب ‪ +‬الصادرات – الواردات ‪.‬‬

‫و بقا لهذه المعادلة فإن موقف ميزان المدفوعات ‪ x - m‬سيعتمد على الدخل و ال اقة اإلستيعابية ‪.2‬‬

‫فإذا تعدى مقدار اإلستعاب المحلي مقدار الدخل الو ني فالميزان التجاري للدولة يحقق عج از بقدار الفرق‬

‫بينهما والعكس صحيح‪ ،3‬ومعنى ذلك أن الميزان التجاري في إ ار منهج اإلستعاب يبين الفرق بين ما ينتجه‬

‫المجتمع و ما يستوعبه من هذا اإلنتاج ‪ ،‬أي أن العجز في الميزان التجاري معناه أن اإلنفاق القومي يزيد عن‬

‫(أي الدخل القومي يزيد عن اإلنفاق القومي)‪.‬‬ ‫الدخل القومي‪ ،‬و العكس في حالة الفائ‬

‫‪1‬‬
‫عرفات تقي الدين الحسني‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.100‬‬
‫‪ 2‬ساكر محمد العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Kanchana Senanayake Amarasingha Appuhamilage Ahmed Abdulhusain Ali Alhayky, Exchange rate movements' effect on Sri Lanka-‬‬
‫‪China trade, Journal of Chinese Economic and Foreign Trade Studies,Vol. 3 Iss 3 ,2010,p255.‬‬

‫‪149‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬فرضيات النموذج‬

‫‪1‬‬
‫و المتمثلة في‪:‬‬ ‫يعتمد منهج اإلستعاب على مجموعة من الفرو‬

‫سيادة حالة التوييف غير الكامل‪.‬‬ ‫‪ -‬افت ار‬

‫ثبات أسعار السلع و األجور النقدية‪.‬‬ ‫‪ -‬افت ار‬

‫ثبات نفقات العملية اإلنتاجية‪.‬‬ ‫‪ -‬افت ار‬

‫توفر احتيا ات الصرف لدى الدولة‪.‬‬ ‫‪ -‬افت ار‬

‫الفرع الثالث‪ :‬الصياغة الرياضية لنموذج اإلستعاب‬

‫يعتمد منهج اإلستعاب بالم ابقة الكينزية على الدخل القومي‪:‬‬

‫)‪Y=C+I+G+(X-M) ………(2-9‬‬

‫حيخ‪:‬‬

‫‪ :Y‬الدخل القومي‬

‫‪ :C‬اإلستهالك‬

‫‪ :I‬اإلستثمار‬

‫‪ :G‬اإلنفاق الحكومي‬

‫‪ :X‬الصادرات‬

‫‪ :M‬الواردات‬

‫عدم وجود واردات ‪ M‬نجد أن الدخل القومي يعادل اإلنفاق على السلع المنتجة محليا‬ ‫وبافت ار‬

‫) "‪، )domestique"d‬وهو ما تعبر عنه المعادلة التالية‪:‬‬

‫نشأت نبيل محمد الوكيل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.05‬‬


‫‪1‬‬

‫‪150‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫)‪Y=Cd+Id+Gd+X …………(2-10‬‬

‫حيث توضح المعادلة رقم (‪ )2-10‬أن الدخل الوطني يتكون من سلع تنتج و تستوعب محليا‬

‫) ‪ ( Gd+Id+Gd‬مضافا إليها الصادرات ) ‪.( X‬‬

‫ويقصد باإلستعاب المحلي ) ‪ ( Ad‬اإلنفاق على السلع المنتجة محليا والذي يعبر عنه بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫)‪Ad=Cd+Id+Gd ………….(2-11‬‬
‫وبالتالي‪:‬‬

‫)‪Yd=Ad+X …………..(2-12‬‬

‫أما اإلستعاب الكلي (‪ )A‬فهو يشمل على كل من اإلستعاب المحلي ‪ Ad‬مضافا إليه الواردات ‪، M‬ويعبر عن‬
‫‪1‬‬
‫اإلستعاب الكلي بالمعادلة التالية‪:‬‬

‫)‪A= Ad +M ………….(2-13‬‬
‫و بالتالي‪:‬‬
‫)‪Ad =A-M ..…………(2-14‬‬

‫و بتعويض المعادلة رقم (‪ )2-10‬في المعادلة (‪ )2-12‬نجد أن‪:‬‬

‫)‪Y=A+X-M……...……(2-15‬‬

‫ومنه يمكن الحصول على المعادلة األساسية في منهج اإلستعاب‪:‬‬

‫)‪Y-A=X-M…………..(2-16‬‬

‫وتعكس المعادلة رقم (‪ )2-16‬حقائق أساسية في منهج اإلستعاب‪ ،‬حيخ أنه إذا كان‪:‬‬

‫)‪ (A) >(Y‬بمقدار معين فإن ‪ M‬يجب أن تفوق ‪ X‬بنفس المقدار‪ ،‬و العكس حيث إذا كانت ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫زواوي الحبيب‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.10‬‬

‫‪151‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫)‪ (Y) >(A‬بمقدار معين فإن ‪ X‬يجب أن تفوق ‪ M‬بنفس المقدار‪.‬‬

‫ومنه فإن رصيد ميزان التجارة )‪ (B‬يمكن تعريفه من خالل المعادلة رقم )‪ (2-16‬أنه الفرق بين الدخل‬
‫القومي و اإلستعاب الكلي‪:‬‬

‫)‪B=(Y-A)…………(2-17‬‬

‫ومنه نستنتج أن ‪ B‬دالة في الفرق بين ‪Y‬و‪ A‬كما يلي‪:‬‬

‫)‪B=f(Y-A) …………(2-18‬‬

‫ومن خالل المعادلة رقم (‪ )2-18‬يمكن التمييز بين ثالخ حاالت في الميزان التجاري للدولة‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬الدخل القومي أكبر من اإلستعاب الكلي)‪: (Y >A‬‬

‫في الميزان التجاري‬ ‫في هذه الحالة رصيد الميزان التجاري يكون موجب)‪، (B>0‬وهذا يعني وجود فائ‬

‫للدولة‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬الدخل القومي أقل من اإلستعاب الكلي)‪(Y <A‬‬

‫في هذه الحالة رصيد الميزان التجاري يكون سالب )‪ ،(B <0‬بمعنى وجود عجز في الميزان التجاري‬

‫للدولة‪.‬‬

‫الحالة الثالثة‪ :‬الدخل القومي يساوي من اإلستعاب الكلي)‪(Y =A‬‬

‫في هذه الحالة رصيد الميزان التجاري يساوي صفر )‪ (B =0‬أي أن الميزان التجاري للدولة في حالة‬

‫‪1‬‬
‫توازن‪.‬‬

‫ومن خالل الصورة األخيرة للمعادلة يمكننا إرجاع العجز في الميزان التجاري إلى زيادة اإلستيعاب‬

‫أو عناصر اإلنفاق عن قيمة الناتج أو الدخل القومي بشر عدم إهمال عالقته بمستوى التوييف ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫نشأت نبيل محمد الوكيل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪.15-17‬‬

‫‪152‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫في قيمة الصادرات من‬ ‫في قيمة العملة سيددي إلى إنخفا‬ ‫ففي حالة التشغيل التام عند إجراء تخفي‬

‫وجهة نير األجانب وبالتالي زيادة ال لب على الصادرات‪ ،‬إال أنه في حالة التشغيل التام في االقتصاد من‬

‫على ق اع التصدير من أجل زيادة اإلنتاج ما لم يتم تحفيز العاملين في الق اعات‬ ‫الصعوبة الضغ‬

‫األخرى‪ ،‬هو ما يعني زيادة اإلنفاق لمواجهة االرتفاع في تكاليف اإلنتاج وبالتالي سترتفع معدالت التضخم‬

‫المحلية‪ ،‬مما يقود إلى حدوخ تغير في اإلنفاق على السلع األجنبية إلى اإلنفاق على السلع المحلية لغر‬

‫المحافية على نفس المستوى من المعيشة‪ ،‬و النتيجة أن ارتفاع األسعار نتيجة وجود حالة التشغيل التام‬

‫ال يددي إلى زيادة حصيلة الصادرات بالقدر الذي يكفل تحسن موقف الميزان التجاري واعادة التوازن إليه‬

‫وان حدخ فهو لفترة قصيرة ال يعتد بها ‪.1‬‬

‫قيمة العملة سيددي إلى زيادة لب األجانب على الصادرات‬ ‫أما في حالة وجود ب الة فإن تخفي‬

‫من‬ ‫زيادة اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي تلبية الفائ‬ ‫المحلية مما يشجع ذلك على استغالل ال اقات العا لة لغر‬

‫ال لب الخارجي للمنتجات المحلية و هكذا سيتحسن الوضع في الميزان التجاري و يتحقق التوازن ‪.‬‬

‫قيمة العملة بغية تصحيح العجز في الميزان التجاري البد من‬ ‫من خالل ما سبق يمكن القول أن تخفي‬

‫ال اقة االستيعابية لالقتصاد وباإلمكان ضمان ذلك من خالل مجموعة من السياسات‬ ‫أن يددي إلى تخفي‬

‫اإلنفاق ‪.‬‬ ‫ال لب الكلي أي تخفي‬ ‫االقتصادية التي تخف‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تخفيض قيمة العملة و رصيد الميزان التجاري‬

‫قيمة العملة هو تحسين القدرة التنافسية ألسعار السلع في األسواق الخارجية‬ ‫من تخفي‬ ‫إن الغر‬

‫لكن هذا الهدف ال يتحقق بسرعة‪ ،‬إذ في بادئ األمر ستكون اآلثار سلبية‪ ،‬ويتحقق عجز في الميزان التجاري‬

‫‪1‬‬
‫ساكر محمد العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.080-002‬‬

‫‪153‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫نتيجة ارتفاع أسعار الواردات‪ ،‬بعدها يبدأ احالل السلع المستوردة بسلع منتجة محليا ما يسمح بتصحيح‬

‫الخلل في الميزان التجاري تدريجيا‪ ،‬وهذا ما يمكن توضيحه من خالل المنحنى التالي‪:‬‬

‫الشكل(‪ :)5.1‬تخفيض سعر العملة و رصيد الميزان التجاري‬

‫رصيد الميزان التجاري‬

‫‪+‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪C‬‬ ‫سعر العملة‬

‫‪A‬‬

‫‪-‬‬ ‫‪B‬‬

‫المصدر‪ :‬بن الزاوي عبد الرزاق ‪ ،‬سلوك سعر الصرف الحقيقي و أثر انحرافه عن مستواه التوازني على النمو‬

‫االقتصادي في الجزائر في الفترة‪، 1970-2007‬أ روحة دكتوراه في العوم االقتصادية‪،‬تخصص قياس اقتصادي‪،‬‬

‫جامعة الجزائر‪ ،2010-2011،‬ص‪.21‬‬

‫النق ة ‪ A‬تمثل العجز في الميزان التجاري‪ ،‬واإلنتقال من النق ة ‪ A‬إلى النق ة ‪ B‬يوضح استمرار‬

‫التدهور في الميزان التجاري نتيجة لتزايد ارتفاع أسعار الواردات المقومة بالعملة األجنبية‪ ،‬و في المقابل‬

‫حصيلة الصادرات المقومة بالعملة المحلية‪ ،‬في حين أن االنتقال من ‪ B‬إلى ‪ C‬راجع لتغير األسعار‬ ‫انخفا‬

‫المشجع للصادرات‪ ،‬وهذا بدوره يددي إلى تراجع الواردات نتيجة الرتفاع أسعارها بالعملة المحلية‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫قيمة العملة ال تيهر إال إذا كان هذا التخفي‬ ‫وما يمكن قوله هو أن النتائج المترتبة عن تخفي‬

‫مصحوبا ببرنامج انتعاش يهدف إلى الحد من ال لب المحلي وتشجيع الصادرات‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬فعالية سياسة التخفيض في برنامج التكيف الهيكلي‬

‫قيمة العملة من أهم السياسات المعتمدة برنامج اإلصالح ‪ ،‬و من المالحي أنه‬ ‫تعتبر سياسة تخفي‬

‫في إ ار برنامج التكيف الهيكلي فإن الحالة األكثر انتشا ار و شيوعا هي حالة العجز في الميزان التجاري‬

‫يعبر عنه حيخ تكون قيمة الورادات أكبر من قيمة الصادرات )‪ ،(M > X‬باإلضافة إلى أن االستهالك‬

‫المحلي يفوق من اإلنتاج المحلي )‪ .(A >Y‬و هي الحالة السائدة بالدول النامية‪ ،‬ومن أجل التخلص من حالة‬

‫العجز فإن برنامج التعديل الهيكلي سيرتكز على كل من الدخل الو ني و كذا اإلنتاج المحلي‪ ،‬و ذلك من‬

‫خالل العمل على زيادة اإلنتاج المحلي و تدعيم الصناعات المحلية و الذي ينعكس بدوره على زيادة الدخل‬

‫البلدان و منها النامية‬ ‫الو ني‪ ،‬أو من خالل االعتماد على سياسة التقليص من حجم االستهالك‪ ،‬كون بع‬

‫يتعذر عليها زيادة اإلنتاج نتيج للعجز الذي تشهده على مستوى وحدات اإلنتاج ‪ ،‬لذا تلجأ إلى سياسة‬

‫في قيمة الواردات نتيجة زيادة األسعار األجنبية‬ ‫قيمة العملة المحلية و التي ينتج عنها تخفي‬ ‫تخفي‬

‫و بالتالي التقليص من حجم اإلستهالك‪ ،1‬إال أن ت بيق هذه السياسة يمكن أن ينتج عنها عدة آثار نذكر‬

‫منها‪:‬‬

‫قيمة العملة يمكن أن يدثر على أسعار السلع المحلية‪ ،‬كونها يدخل في‬ ‫‪ ‬إن ت بيق سياسة تخفي‬

‫المواد المستوردة و التي تدثر في السعر النهائي لهذه المنتجات حيخ تصبح أسعارها‬ ‫انتاجها بع‬

‫مرتفعة مما يددي إلى تراجع ال لب عليها في األسواق بالتالي تراجع في حجم اإلستهالك‪ ،‬و كذالك‬

‫‪ 1‬عبد الرزاق بن الزاوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫‪155‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫تراجع ال لب في األسواق الخارجية و التي ينتج عنها تراجع في الدخل الو ني المتأتي من تصدير‬

‫هذه المنتجات‪.1‬‬

‫في األجور الحقيقية‬ ‫في القيمة الخارجية للعملة المحلية انخفا‬ ‫‪ ‬ينتج عن ت بيق سياسة التخفي‬

‫االستهالك‪.‬‬ ‫و الذي ينعكس بدوره على إلى انخفا‬

‫قيمة العملة في ارتفاع أسعار الواردات و التي سوف تنعكس مباشرة على‬ ‫‪ ‬يددي تخفي‬

‫االستهالك‪.2‬‬

‫قيمة العملة الخارجية تكون فعالة في حالة‬ ‫وخالصة لما سبق فإن نجاح ت بيق سياسة تخفي‬

‫اعتمادها من أجل إعادة التوازن للميزان التجاري بشر توفر مرونة ال لب األجنبي على الواردات و العر‬

‫المحلي على الصادرات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Brian T. Grube Subarna K. Samanta, Effects of Exchange Rate Uncertainty on Mexican Foreign Trade, Multinational Business Review,‬‬
‫‪Vol. 11 Iss 2,2003, p3‬‬
‫بلقاسم العباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص‪.02-07‬‬
‫‪2‬‬

‫‪156‬‬
‫الفصل الثاني‪ .........................:‬آثار سياسات سعر الصرف كآلية لتسوية الخلل في الميزان التجاري‬

‫خالصة الفصل الثاني‪:‬‬

‫يعتبر ميزان المدفوعات من أهم المدشرات االقتصةادية لمعرفةة الوضةع االقتصةادي لدولةة مةا وبةاألخص‬
‫الحساب الخاص بالميزان التجاري‪ ،‬الذي يضم كل من صادرات الدولة و وارداتها‪ ،‬ولوجود العديد من العوامةل‬
‫المدثرة على التجارة الخارجية وعلى رصيد ميةزان المةدفوعات نجةد أن سةعر الصةرف مةن أهةم مدشةرات التجةارة‬
‫الخارجية للدول ‪ ،‬إذ أن تقلبات سعر الصرف تضفي قد ار مةن المخةا ر فةي تعةامالت المصةدرين فةي األسةواق‬
‫الخارجية‪ ،‬كذلك الحال بالنسبة للمستوردين‪.‬‬
‫كما ت رقنا في هذا الفصل إلى اآلليةة التةي يةدثر عليهةا سةعر الصةرف علةى الميةزان التجةاري مةن خةالل‬
‫في قيمة العملة وأ بعادها االقتصادية التي يزول بمقتضاها االختالل في الميزان‬ ‫دراسة آفاق سياسة التخفي‬
‫التجاري و يحل محله التوازن‪ ،‬ومن خالل دراستنا آلثار سياسةات سةعر الصةرف فةي عةالج الخلةل فةي الميةزان‬
‫التجاري توصلنا إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫قيمة العملة المحور األساسي ضمن سياسات اإلصالح االقتصادي المدعم من رف‬ ‫‪ -‬شكلت سياسة تخفي‬
‫صندوق النقد الدولي في البلدان النامية‪.‬‬
‫لم تددي إلى حدوخ تحسين مباشر على الميزان التجاري والتوازن الخارجي ألن هذا األخير‬ ‫‪ -‬سياسة التخفي‬
‫غير حساس في المدى القصير لتغيرات أسعار الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد أسلوب المرونات فةي عةالج الخلةل بةالميزان التجةاري للدولةة علةى مرونةة كةل مةن الصةادرات و الةواردات‬
‫بالنسةةبة لسةةعر صةةرف العملةةة المحليةةة مةةن أجةةل توجيةةه مي ةزان المةةدفوعات و ذلةةك مةةن خةةالل المي ةزان التجةةاري‬
‫للدولة‪.‬‬
‫قيمة‬ ‫‪ -‬يكون اعتماد أسلوب اإلستعاب أكثر فعالية في اقتصاد ال تسوده حالة التشغيل الكامل ‪،‬وبالتالي تخفي‬
‫العملةةة سةةيددي إلةةى زيةةادة لةةب األجانةةب علةةى الصةةادرات المحليةةة ممةةا يشةةجع ذلةةك علةةى اسةةتغالل ال اقةةات‬
‫في ال لب الخارجي للمنتجةات المحليةة و هكةذا سيتحسةن‬ ‫زيادة اإلنتاج‪ ،‬وبالتالي تلبية الفائ‬ ‫العا لة لغر‬
‫الوضع في الميزان التجاري والعودة إلى التوازن‪.‬‬
‫ومةةن أجةةل الفهةةم الجيةةد لعمةةل هةةذه السياسةةات واسةةقا ها علةةى الةةدينار الج ازئةةري سةةوف نت ةةرق فةةي الفصةةل‬
‫الموالي لنيم الصةرف التةي مةر بهةا الةدينار الج ازئةري و كةذا الم ارحةل التةي مةر بهةا الميةزان التجةاري مةن خةالل‬
‫دراسة ت ور الميزان التجاري الجزائري منذ ‪0270‬إلى غاية ‪.8003‬‬

‫‪157‬‬
‫الفصل الثالث‬

‫سبل عالج تقلبات سعر صرف الدينار‬


‫الجزائري على الميزان التجاري‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫قامت العديد من الدول النامية من بينها الج ازئرر باتخرا جملرة مرن اإلصرالاات االقتصرادية قصرد مواكبرة‬

‫تطرور االقتصراد العرالم‪ ،‬ايرث قامرت بالعديرد مرن التخفييرات ةر‪ ،‬قيمرة الردينار الج ازئرري مااولرة ةر‪ ،‬لر‬

‫الخررروج مررن االقتص رراد الموج ر لل ررى اقتصرراد الس ررو سررعيا للتغلررل عل ررى المشرركالت االقتص ررادية داخررل البل ررد‬

‫مرن قيمرة الرواردات مرن‬ ‫واعطاء دةعة قوية لالقتصاد الوطن‪ ،‬من خالل لستراتيجية زيادة الصادرات والتخفري‬

‫أجرل لعرادة التروازن للميرزان التجراري للدولرة لكرن لريك كرل البلردان ترنج معهرا هر ل السياسرة ايرث ل ا كانرت‬

‫الدولررة صرراابة المرواد الخرراي ةرر‪ ،‬عملياتهررا اإلنتاجيررة كرران جيرردا لهررا أمررا ل ا كانررت مسررتوردة لهررا ةلررن تكررون لهررا‬

‫ل ا كان الهدف منها زيادة التصدير ايث المنتج الوطن‪ ،‬ة‪ ،‬ه ل‬ ‫ةائدة اقتصادية مرجوة من عملية التخفي‬

‫أما ل ا كانت الدولة تعتمد ة‪ ،‬الكثير من منتجاتها على‬ ‫ويزداد الطلل علي‬ ‫الاالة يقل سعرل نتيجة التخفي‬

‫عملتها‪.‬‬ ‫اإلستيراد ةكيف يكون مصير ميزانها التجاري من جراء تخفي‬

‫ومر ررن خر ررالل ه ر ر ا الفصر ررل سر رروف نتطر ررر لسر ررعر صر رررف الر رردينار الج ازئر ررري و وير ررعية المي ر رزان التجر رراري‬

‫للدول ر ررة ومختل ر ررف الم ارا ر ررل الت ر رر‪ ،‬م ر ررر به ر ررا لل ر ررى جان ر ررل تق ر ررديي األي ر ررات الت ر رر‪ ،‬م ر ررن شر ر ر نها الا ر ررد م ر ررن تر ر ر ثير‬

‫تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري و ل من خالل المبااث التالية‪:‬‬

‫المباث األول‪ :‬تطور سياسة الصرف ة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫المباث الثان‪ :،‬تطور الميزان التجاري الجزائري‪.‬‬

‫المباث الثالث‪ :‬آليات معالجة تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫المبحث األول‪ :‬تطور سياسة الصرف في الجزائر‬

‫تميز سعر صرف الدينار الجزائري باالستقرار خالل ةترة التخطيط المركزي لالقتصاد الت‪ ،‬امتدت من‬

‫‪7691‬للى ‪ 7661‬ولي يشكل سعر الصرف المستقر ة‪ ،‬تل الفترة عائقاً طالما كان خايعاً للرقابة ايث‬

‫أدت لدارة سعر صرف الدينار الجزائري به ل الكيفية للى تكبد الدولة تكاليف لدارية للعمالت الصعبة ليست‬

‫لها أي عالقة أو ارتباط مع أداء االقتصاد الوطن‪ ،‬وهك ا انفصل سعر صرف الدينار تدريجياً عن الواقع‬

‫تدريج‪ ،‬لقيمة الدينار لمواجهة األزمة االقتصادية‬ ‫اإلقتصادي ايث أدت ه ل الويعية للى لتباع تخفي‬

‫أسعار البترول وقد تزامن ه ا مع اإلجراءات الرامية للى لقامة اقتصاد مبن‪ ،‬على قواعد‬ ‫الناجمة عن انخفا‬

‫اقتصاد السو ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نظام الصرف و تسعيرة الدينار الجزائري‬

‫لقد عرف االقتصاد الجزائري تطبي عدة نظي لسعر الصرف من سعر صرف ثابت للى سعر الصرف‬

‫المرن ايث تميز تاديد سعر الصرف ة‪ ،‬المراال األولى بالطابع اإلداري وة‪ ،‬مايل‪ ،‬سنوي مختلف‬

‫المراال الت‪ ،‬مر بها سعر صرف الدينار الجزائري‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نظام الصرف الثابت بالنسبة لعملة واحدة (‪)4691-4691‬‬

‫أنش ررل ال رردينار الج ازئ ررري ة رر‪ ،‬أةري ررل ‪ 7691‬عل ررى أس رراك هط رراء هب رر‪ ،‬يع ررادل ‪1.71‬هر رراي م ررن الر ر هل‬

‫تعوييا عن الفرن الفرنس‪ ،‬الجديرد الر ي تري التعامرل بر بعرد االسرتقالل مباشررة وخرالل هر ل الفتررة كران نظراي‬

‫النقد الدول‪ ،‬مسي ار باتفاقية بروتن وودز والجزائر بصفتها عيوا ة‪ ،‬صرندو النقرد الردول‪ ،‬وجرل عليهرا التقيرد‬

‫وخالل ه ل الفترة كران علرى كرل بلرد عيرو التصرري عرن تكراةه عملتر بالنسربة للرى وزن ماردد مرن‬ ‫بشروط‬

‫الر هل أو بالنسربة للردوالر األمريكرر‪ ،‬الر ي يمثرل مقردا ار ثابتررا مرن الر هل وارددت الج ازئررر سرعر صررةها علررى‬

‫‪160‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫أسرراك ‪7‬دج=‪ 7‬ةرنر ةرنسرر‪ 1 ،‬واسررتمر هر ا التكرراةه للررى هايررة ‪ 7696‬ةرر‪ ،‬الوقررت الر ي لجر ت ةير السررلطات‬

‫قيمررة الفررر الفرنسرر‪ ،‬أمرراي الرردوالر األمريكرر‪ ،‬ولرري يتبع ر الرردينار الج ازئررري ةرر‪،‬‬ ‫النقديررة الفرنسررية للررى تخفرري‬

‫وأصب ‪7‬دج= ‪ 7.52‬ةرن ةرنسر‪ ،‬ةر‪ ،‬الفتررة ( أوت ‪ -7696‬ديسرمبر ‪ )7611‬ولقرد ارةر تردهور‬ ‫التخفي‬

‫العملة الفرنسية تراجع الدينار الجزائري مقابل العمرالت األجنبيرة تسرديدا لقيمرة الرواردات الجزائريرة وارتربط هر ل‬

‫الفترة بانهيار نظاي بروتن وودز والتخل‪ ،‬عن أسعار الصرف الثابتة وتبن‪ ،‬أسعار الصرف المعومة أي تغيير‬

‫‪2‬‬
‫نظاي تسعير الدينار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬نظام الصرف الثابت بالنسبة لسلة من العمالت( ‪)4699-4691‬‬

‫بعد انهيار نظاي بروتن وودز وتعميي نظاي تعويي الصرف على المستوى الدول‪ ،‬لج ت الجزائر للرى ربرط‬

‫عمالتها على أساك سلة تتكون من ‪ 71‬عملة دولية ايث تعط‪ ،‬كرل عملرة وزنرا مارددا داخرل السرلة يعتمرد‬

‫ةر‪ ،‬تاديردل علرى نسربة الرواردات مرع الشرركاء التجراريين الرئيسريين للرى لجمرال‪ ،‬التجرارة ايرث و يقروي البنر‬

‫المركرزي بمراجعتهرا دوريرا والهردف مرن هر ا النظراي هرو يرمان اسرتقرار الردينار ‪ 3‬ةارتفراع قيمرة عملرة معينرة‬

‫العمالت األخرى بالنسبة لتل العملة والعكك وبالتال‪ ،‬ةإن القوة الشررائية للردينار‬ ‫داخل السلة يعن‪ ،‬انخفا‬

‫الجزائري أصبات تتادد عن طري عالقة ثابتة بين ه ا األخير وسلة من عمالت اختيرت على أساك وزنها‬

‫وأهميتهرا ةر‪ ،‬المبرادالت والتسرويات الخارجيرة ويلعرل الردوالر األمريكر‪ ،‬دور العملرة الوسريطة باعتبرارل العملرة‬

‫الرئيسرية التر‪ ،‬يتمارور اولهرا هر ا النظراي بايرث تسرم تسرعيرت علرى مسرتوى سرو صررف براريك بتاديرد‬

‫تسعيرة بقيمة العمالت المكونة للسلة ومن تاديد القيمة الخارجية للدينار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Boucheta Yahia, Etude des facteurs déterminant du taux de change du Dinar Algérien, Thèse pour l'obtention de doctorat Es-sciences en‬‬
‫‪Sciences EconomiquesOption: Finance,Universite Abou-Bakr Bakr Belkaraid,Tlemcen,2013-2014,p74.‬‬
‫‪2‬‬
‫ص ص‪.729-721‬‬ ‫مامود اميدات مرجع ساب‬
‫‪3‬‬
‫بن قدور عل‪ ،‬دراسة قياسية لسعر الصرف الحقيقي التوازني في الجزائر(‪،)0141-4691‬أطرواة مقدمة يمن متطلبات نيل شهادة‬
‫الدكتو ارل جامعة تلمسان الجزائر ‪ 5171-5175‬ص‪.751‬‬

‫‪161‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪1‬‬
‫ويقوي البن المركزي باسال سعر صرف الدينار بالنسبة للى العمالت المسعرة بإتباع الخطوات التالية ‪:‬‬

‫‪-1‬اسال التغيرات النسبية للعمالت المكونة لسلة الدينار الجزائري بالنسبة للدوالر األمريك‪.،‬‬

‫‪-2‬اسال المتوسط المرج للتغيرات النسبية للعمالت الت‪ ،‬تتكون منها سلة الدينار الجزائري بالنسبة للدوالر‬

‫األمريك‪.،‬‬

‫‪-3‬اسال سعر الصرف اليوم‪ ،‬للدوالر األمريك‪ ،‬بالنسبة للدينار الجزائري‪.‬‬

‫‪-4‬و بعد اعتماد ه ل الخطوات يتي اسال أسعار صرف الدينار الجزائري بالنسبة للعمالت األخرى المسعرة‬

‫من طرف البن المركزي والت‪ ،‬تاسل بطريقة أسعار الصرف المتقاطعة‪.‬‬

‫ونتيجة للعوائد البترولية المعتبرة ة‪ ،‬ظل ااتكار الدولة للتجارة الخارجية من خالل البرنامج العاي‬

‫للواردات ةإن سعر الصرف بق‪ ،‬أعلى من قيمت الاقيقية مقارنة بباق‪ ،‬العمالت األجنبية األخرى من هنا‬

‫بدأت تظهر بوادر السو الموازية للصرف نتيجة اناراف أسعار الصرف تدريجيا عن السعر الرسم‪ ،‬كما‬

‫تسبل ارتفاع قيمة الدينار للى ارتفاع أسعار السلع و الخدمات المالية مقارنة باألسعار المستوردة مما أدى‬

‫للى لجوء المقيمين القتناء السلع المستوردة بدال من السلع المالية وه ا مناة‪ ،‬للسياسة االقتصادية المنتهجة‬

‫‪2‬‬
‫من طرف الدولة‪.‬‬

‫تطور سعر الصرف الرسمي للدينار مقابل الدوالر األمريكي للفترة)‪-4691‬‬


‫الجدول رقم (‪ّ :)4.1‬‬
‫‪)4699‬‬

‫‪7611‬‬ ‫‪7611‬‬ ‫‪7619 7612‬‬ ‫‪7611‬‬ ‫‪7611‬‬ ‫‪7615‬‬ ‫‪7617‬‬ ‫‪7611‬‬ ‫‪7611‬‬ ‫السنة‬
‫‪2.67‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪2.11‬‬ ‫‪1.61‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪1.26‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪1.71‬‬ ‫سعر صرف‬
‫دج‪$/‬‬
‫المصدر‪ :‬لاصائيات ‪.FMI‬‬

‫‪1‬‬
‫لالو موسى بخاري سياسة الصرف األجنبي وعالقتها بالسياسة النقدية مكتبة اسن العصرية لبنان ‪ 2010‬ص‪.565‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Bouza Chabha, L’histoire Mouvementee du Taux de Change du Dinar,Bulietin d’information .N° 1+3 , Université Mouloud Mammeri de‬‬
‫‪Tizi-Ouzou ,8991, P,10.‬‬

‫‪162‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الجدول رقي(‪ )7.1‬تطور سعر صرف الدينار مقابل الدوالر األمريك‪ ،‬خالل الفترة (‪-7611‬‬ ‫يوي‬

‫‪ )7611‬ويتي من خالل الجدول اإلستقرار النسب‪ ،‬لسعر الصرف اإلسم‪ ،‬للدينار الجزائري وه ا راجع‬

‫والطلل ة‪ ،‬السو ة‪ ،‬ظل الرقابة الصارمة على الصرف‬ ‫لكون أسعار العمالت تتادد وةقا لقوى العر‬

‫والت‪ ،‬تهدف للى تقليص الطلل على العملة األجنبية مقابل العملة المالية من أجل تاقي التوازن الخارج‪،‬‬

‫المال‪ ،‬ال ي يتجلى ة‪ ،‬الصادرات‬ ‫و ل من خالل خل التوازن بين الطلل على المنتجات األجنبية والعر‬

‫من الماروقات للى جانل الرقابة المفروية على التجارة الخارجية المتمثلة ة‪ ،‬تراخيص االستيراد اإلجمالية‬

‫للواردات و ك ا القيود المفروية على الصادرات‪.‬‬

‫نالاظ أن التسيير اإلداري لسعر الصرف المرةو بسياسة الرقابة المفروية علي ساهمت ة‪ ،‬جعل قيمة‬

‫العملة ( الدينار الجزائري) ال ترتبط بالوظيفة االقتصادية والمالية الداخلية للدولة ما أدى للى تنام‪ ،‬سو‬

‫الصرف الموازي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬توسع سوق الصرف الموازي‬

‫يعتمد اجي السو الموازي للصرف على نوع العمليات الت‪ ،‬يتيمنها البرنامج الاكوم‪ ،‬لمراقبة الصرف‬

‫ةإ ا كانت الدولة تراقل كل العمليات التجارية يتطور وينمو سعر الصرف الموازي أما ل ا ما تي تلبية بع‬

‫من ه ل العمليات من قبل البن المركزي والبنو التجارية ةيقل اجي السو الموازي ايث تزايد الطلل على‬

‫الصرف األجنب‪ ،‬مع بداية الثمانينات نتيجة لتزايد الطلل على الواردات وخاصة تل الواردات هير المرةقة‬

‫‪1‬‬
‫ةالسبل الرئيس‪ ،‬وراء استفاال ظاهرة‬ ‫الصرف ما أدى للى اللجوء للى السو الموازية للصرف‬ ‫با‬

‫السو الموازي للصرف ة‪ ،‬الجزائر كان نتيجة الرقابة المفروية على الاصول على النقد األجنب‪ ،‬باإلياةة‬

‫‪1‬‬
‫بن قدور عل‪ ،‬مرجع ساب ص‪.712‬‬

‫‪163‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫للى عدي اعتماد مكاتل للصرف ما أدى لال امتداد السو هير الرسم‪ ،‬ةي والت‪ ،‬تسيطر على ‪ ٪40‬من‬

‫‪2‬‬
‫كتلة العملة ‪ 1‬و ةيما يل‪ ،‬تلخيص ألهي أسبال تنام‪ ،‬سو الصرف الموازي ة‪ ،‬الجزائر‪:‬‬

‫‪ -‬المركزية ة‪ ،‬الاصول على العملة الصعبة‪ :‬ل ال توجد سو ارة رسمية يمكن تاويل ةيها العملة‬

‫بدون قيود وانما يقتصر األمر ةقط على البنو وبمبالغ ماددة‪.‬‬

‫‪ -‬تاديد الاد األقصى للمبلغ القابل للتاويل للى العملة الصعبة‪ :‬ةالسلطات الجزائرية تادد المبلغ‬

‫األقصى القابل للتاويل من الدينار الجزائري للى العملة الصعبة ب ر ر ر ‪ 15000‬دج لمن يريد السيااة ة‪،‬‬

‫الخارج مرة واادة ة‪ ،‬العاي‪.‬‬

‫‪ -‬ةقدان الكثير من السلع الكمالية و اليرورية أايانا ة‪ ،‬السو الجزائرية مما يهدي للى اللجوء للى‬

‫الخارج من أجل اقتنائها و بالتال‪ ،‬زيادة الطلل على العملة الصعبة ة‪ ،‬السو الموازي‪.‬‬

‫‪ -‬تياعف الطلل على الصرف األجنب‪ ،‬بفعل تزايد الطلل على استيراد المركبات بمختلف أنواعها‬

‫وكثرة تراخيص اإلستيراد الممنواة ل وي الاقو و المجاهدين و هير المرةقة بتراخيص الصرف‪.‬‬

‫‪ -‬باكي تواجد أعداد هائلة من المهاجرين الجزائريين ة‪ ،‬الخارج ياولون أموالهي عن طري ه ل السو‬

‫بدال من القنوات الرسمية لدى البنو ‪.‬‬

‫‪ -‬أما المشكل األساس‪ ،‬ةهو يتعل بالمستوردين ل يتلقون صعوبة كبيرة ة‪ ،‬تاويل الدينار للى العملة‬

‫الصعبة من أجل تمويل عملياتهي التجارية ةقيمة المبلغ المسموح ب من العملة الصعبة من قبل البنو يقدر‬

‫اوال‪ 7500 ،‬أورو أي تقريبا ‪ 75‬مليون سنتيي ل ا اعتبرنا أن ‪1‬أورو ‪ = 100‬دج وهو مبلغ جد يئيل‬

‫مقارنة مع العمليات الت‪ ،‬يقوي بها المستورد مما يدةع به ا األخير للى اللجوء للسو الموازي من أجل‬

‫الاصول على المبلغ ال ي يريد من العملة الصعبة بدون قيود أو شروط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ali Benob et Kamel Si Mohemmed, L'impact du taux de change parallèle sur la demande de la monnaie‬‬
‫‪Cas de l’Algérie durant 1980-2010 : Etude économétrique, El-Bahith Review ,N 14 , Université d'Alger Ouargla ,2014,p18.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪www.iqtissad.blogspot.com‬‬

‫‪164‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫وة‪ ،‬ه ا الويع كان الال الوايد ة‪ ،‬ظل عجز الاكومة عن توةير الصرف الالزي هو اللجوء للى‬

‫طريقة تمويل عمليات اإلستيراد من سو الصرف الموازي والرسم‪ ،‬وة‬ ‫السو الموازية ويمكن تويي‬

‫المخطط التال‪:،‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)4.1‬تمويل العمليات التجارية من سوق الصرف الموازي والرسمي‬

‫المستورد‬

‫الحصول على العملة الصعبة‬

‫سوق الصرف الرسمي‬ ‫سوق الصرف الموازي‬

‫البنوك‬ ‫المتعاملون في سوق‬


‫الصرف الموازي‬

‫‪0077‬‬ ‫مبلغ حر‬


‫أورو‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة‪.‬‬

‫يتي لنا من خالل الشكل رقي(‪ )7.1‬أن القنوات الرسمية و المتمثلة ة‪ ،‬البنو التجارية تسم‬

‫بتمويل العمليات التجارية بمبلغ ال يتجاوز ‪1211‬أورو(ل ا كان ‪ 7‬أورو =‪711‬دج) ة‪ ،‬اين يمكن‬

‫‪165‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫للمستوردين الاصول على المبلغ الكاة‪ ،‬من أجل تمويل عمليات اإلستيراد ة‪ ،‬السو الارة بدون أي‬

‫قيود‪.‬‬

‫نخلص أن سعر الصرف الموازي يعتبر كمهشر لمعرةة درجة االناراف ة‪ ،‬قيمة الدينار الجزائري وك ل‬

‫الواجل لجراهل من أجل تقليص الفار بين السعرين للى أقل من ‪%25‬اسل اتفا الجزائر‬ ‫سعة التخفي‬

‫مع صندو النقد الدول‪ ،‬والجدول الموال‪ ،‬يوي تطور سعر الصرف الدينار الجزائري ة‪ ،‬السو الرسم‪،‬‬

‫والسو الموازي مقابل الفرن الفرنس‪:،‬‬

‫تطور سعر الصرف الرسمي وسعر الصرف الموازي للدينار مقابل الفرنك‬
‫الجدول رقم (‪ّ :)0.1‬‬

‫الفرنسي‬

‫الفر بين سعر الصرف‬ ‫سعر الصرف الموازي‬ ‫سعر الصرف الرسم‪،‬‬ ‫السنة‬

‫الرسم‪ ،‬والموازي‬

‫‪1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪1.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪1.5‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪7.15‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪1.95‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪5.16‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.97‬‬ ‫‪7612‬‬

‫‪1.56‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.17‬‬ ‫‪7619‬‬

‫‪1.5‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪1.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪1.2‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪7616‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪166‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪1.52‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪7667‬‬

‫‪2.71‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪1.19‬‬ ‫‪7665‬‬

‫‪2.1‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪75.2‬‬ ‫‪71.2‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪7662‬‬

‫‪1.7‬‬ ‫‪71.5‬‬ ‫‪77.7‬‬ ‫‪7669‬‬

‫‪7.1‬‬ ‫‪75.2‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪5111‬‬

‫‪7.11‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪71.21‬‬ ‫‪5117‬‬

‫‪5.56‬‬ ‫‪71.15‬‬ ‫‪77.11‬‬ ‫‪5115‬‬

‫المصدر‪ :‬قارة مال إشكالية االقتصاد غير الرسمي في الجزائر"عرض و مقارنة تجارب ‪:‬المكسيك‪،‬تونس‬

‫والسنغال"أطرواة مقدمة لنيل شهادة دكتورال علوي ة‪ ،‬العلوي االقتصادية جامعة قسنطينة الجزائر ‪-5116‬‬

‫‪ 5171‬ص‪.711‬‬

‫يتي لنا من خالل الجدول رقي (‪ )5.1‬أن بداية ظهور السو الموازي ة‪ ،‬الجزائر كانت ة‪ ،‬منتصف‬

‫راجع للطلل المتزايد على العملة الصعبة كما أن الفجوة بين سعر الصرف الرسم‪،‬‬ ‫السبعينات و ل‬

‫والموازي ازدادت تدريجيا ابتداء ة‪ ،‬الثمانينات وه ا راجع لزيادة الطلل على العملة الصعبة ة‪ ،‬ه ا السو‬

‫قيمة الدينار الجزائري عن قيمت الاقيقية للى ارتفاع قيمة السلع والخدمات المالية‬ ‫وبالتال‪ ،‬أدى انخفا‬

‫المال‪ ،‬يفيل السلع المستوردة على السلع‬ ‫مقارنة ب سعار السلع والخدمات األجنبية مما جعل المستهل‬

‫المالية ويوي لنا الجدول استقرار وتماثل سعر الصرف ة‪ ،‬السوقين الرسم‪ ،‬والموازي ة‪ ،‬بداية السبعينات‬

‫وبفوار طفيفة جدا ةبعد الرقابة الصارمة للصرف ة‪ 1974 ،‬تفاقي اجي سعر الصرف الموازي وظهر سو‬

‫الصرف الموازي نتيجة للطلل المتزايد على العملة الصعبة ونشير للى أن أكبر التغيرات بين سعر الصرف‬

‫الرسم‪ ،‬وسعر الصرف الموازي سجلت ما بين الفترة ‪ 1980‬و ‪ 1987‬ويمكن تفسير سبل ه ا االرتفاع ة‪،‬‬

‫‪167‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫مستوى اإليرادات من الصادرات للى ‪%56.5‬‬ ‫سنة ‪ 1987‬للى األزمة البترولية الت‪ ،‬عملت على تخفي‬

‫سياسات التعديل الهيكل‪ ،‬المتيمنة يمن بنودها‬ ‫ونتيجة لتطبي‬ ‫ما بين سنة ‪ 1985‬وسنة ‪1986‬‬

‫قيمة الدينار الجزائري على مراال أدت للى تراجع سعر الصرف ة‪ ،‬السو الموازي ما أدى للى‬ ‫تخفي‬

‫تقلص الطلل على الصرف ة‪ ،‬ه ل السو بجزء معتبر وه ا ما سم بالثبات النسب‪ ،‬واستقرار لسعر‬

‫الصرف ة‪ ،‬السو الموازي واقتراب من السعر الرسم‪ ،‬بالنسبة للفر الفرنس‪ ،‬ة‪ ،‬الفترة(‪)7661-7667‬‬

‫وة‪ ،‬سنة ‪7661‬‬ ‫ايث وصل متوسط الفر بين السعرين الرسم‪ ،‬والموازي ة‪ ،‬ه ل الفترة اوال‪1.11 ،‬‬

‫اصلت قفزة ة‪ ،‬سعر الصرف الرسم‪ ،‬وصل للى ‪ 71.2‬دج للفرن الفرنس‪ ،‬الوااد أي أكثر من يعف‬

‫عن ة‪ ،‬السو الموازي واستقر مجددا سعر‬ ‫السعر ال ي كان علي ة‪ ،‬سنة ‪ 7661‬بفار ‪5‬دج للفرن‬

‫الفرنس‪،‬‬ ‫الصرف الرسم‪ ،‬خالل ةترة(‪ )5115-7661‬بمتوسط سعر صرف رسم‪ ،‬اوال‪77 ،‬دج للفرن‬

‫الفرنس‪ ،‬وه ا نتيجة االتجال ناو تارير سعر‬ ‫بفوار ة‪ ،‬السو الموازي تتراوح ما بين (‪)1-7‬دج للفرن‬

‫صرف الدينار الجزائري وهو ةر هاي ومشجع للمتعاملين على اإلقبال على تاويل أموالهي عبر القنوات‬

‫الرسمية (البنو ) بدل السو الموازي لتميزها باليمان واألمان‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة تطبيق برامج التعديل الهيكلي و التخفيضات المتتالية للدينار‬

‫أسعار الماروقات وتدهور قيمة الدوالر األمريك‪ ،‬نتج عن كل ل‬ ‫تزامنا مع أزمة ‪ 7619‬وانخفا‬

‫تراجع ة‪ ،‬السيولة النقدية وبدأ الدينار الجزائري يعرف تخفييات متتالية ة‪ ،‬ظل التوج ناو اقتصاد السو‬

‫وأماي الصعوبات الخارجية الت‪ ،‬تواج الجزائر طالل الدائنين الخارجيين معايير لتثبيت الدينار الجزائري‬

‫‪1‬‬
‫سنة ‪ 7661‬وعقد العديد من‬ ‫ةبعد صدور قانون النقد و القر‬ ‫لياةة للى يغوطات المنظمات الدولية‬

‫االتفاقيات مع المهسسات النقدية الدولية والت‪ ،‬من بينها لبراي اتفا ستاند باي ‪ 7661‬واتفا برنامج التعديل‬

‫الدينار وةقا لمنهج المرونات وعلي انخفيت قيمة‬ ‫الهيكل‪ ،‬سنة ‪ 7662‬استجابة الجزائر للى طلل تخفي‬

‫‪1‬‬
‫‪Adouka lakhdar ,Modélisation du taux de change du dinar algérien à l’aide des modéles E C M ,Thése pour obtention de doctorat Es-‬‬
‫‪siences en Siences Economique,Option :Gestion,Univercite de Tlemcen,2010-2011,p134.‬‬

‫‪168‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الدينار الجزائري مقابل الدوالر بين ‪ 17‬ديسمبر‪ 7611‬و ‪ 17‬ديسمبر ‪ 7661‬بناو ‪ %711‬و توالت بعد‬

‫ل تخفييات الدينار بغية التوج للى سعر الصرف التوازن‪ ،‬سعيا لتاقي التوازن الخارج‪ ،‬كما تي تخفي‬

‫الدينار ل ‪ %1.1‬ة‪ ،‬مارك ‪ 7661‬و‪ %11.71‬ة‪ ،‬أةريل ‪ 7661‬وبلغت قيمة التخفييات ‪%11.11‬‬

‫خالل شهرين للى جانل رةع القيود المفروية على المهسسات كما تي للغاء نظاي الرقابة المسبقة على‬

‫باالتفاقيات بين المهسسات العمومية االقتصادية و المهسسات األجنبية واستبدال بنظاي‬ ‫الصرف المتعل‬

‫‪1.‬‬
‫الموازنات بالعملة الصعبة من خالل لعداد الموازنات وةقا الاتياجات كل مهسسة‪.‬‬

‫و ويعود سبل االنزال للى يعف لاتياطات الصرف المتااة وك ا زيادة ثقل خدمة الدين‪.‬‬

‫والجدول الموال‪ ،‬يوي تطور سعر صرف الدينار بالدوالر خالل ةترة التخفييات‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)1.1‬تطور سعر الصرف الدينار بالدوالر في الفترة( ‪)4664-4699‬‬

‫المالحظة‬ ‫سعر الدينار بالدوالر‬ ‫تاريخ عملية اإلنزالق‬

‫‪1.116‬‬ ‫ديسمبر ‪4699‬‬

‫بداية عملية االنزال التدريج‪،‬‬ ‫‪1.611‬‬ ‫ديسمبر ‪4699‬‬

‫‪9.919‬‬ ‫ديسمبر ‪4699‬‬

‫‪1.775‬‬ ‫ديسمبر ‪4696‬‬

‫‪6.1‬‬ ‫سبتمبر‪4661‬‬

‫مواصلة عملية اإلنزال سي ار مع تطبي‬ ‫‪6.2‬‬ ‫أكتوبر ‪4661‬‬

‫اإلصالاات الهيكلية‬ ‫‪71.7‬‬ ‫نوفمبر ‪4661‬‬

‫‪71.217‬‬ ‫جانفي ‪4664‬‬

‫‪1‬‬
‫ص‪.729‬‬ ‫مامود اميدات مرجع ساب‬

‫‪169‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫لستمرار اإلنزال بهدف استقرار الدينار و تارير‬ ‫‪79.111‬‬ ‫فيفري ‪4664‬‬

‫التجارة الخارجية‬ ‫‪71.715‬‬ ‫مارس ‪4664‬‬

‫استق اررل عند المستوى لمدة ‪ 9‬أشهر تخفي‬ ‫‪55.91‬‬


‫‪FMI‬‬ ‫الدينار بمقدار ‪ %55‬بموجل اتفا‬ ‫أكتوبر ‪4664‬‬
‫للى هاية سنة ‪.7661‬‬ ‫و استمرار التخفي‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باالعتماد على اإلاصائيات المالية الدولية ‪IFS‬‬

‫نالاظ من خالل الجدول(‪ )1.1‬أن الدينار الجزائري عرف عدة تخفييات بداية من سنة ‪ 7619‬ايث‬

‫اتمية‬ ‫استمرت ه ل التخفييات مع مرالة تطبي االصالاات الهيكلية ايث أن اعتماد سياسة التخفي‬

‫أملتها الظروف الداخلية لالقتصاد الجزائري وك ا يغوط المنظمات المالية والنقدية الدولية ايث اعتبر أاد‬

‫الشروط األساسية من أجل الوصول للى لعادة هيكلة الديون الخارجية الجزائرية‪.‬‬

‫ولكن رهي اأثار السلبية لسياسة تارير سعر الصرف المعتمدة والت‪ ،‬لي تاق الهدف الرئيس‪ ،‬والمتمثل‬

‫ة‪ ،‬تشجيع الصادرات وتقليص الواردات من أجل تسوية الخلل بالميزان التجاري لال أنها ساهمت ة‪ ،‬تقليص‬

‫والجدول الموال‪ ،‬يوي تطور سعر‬ ‫الفار بين السعر الرسم‪ ،‬والموازي وتشجيع التعامل بواسطة البنو‬

‫الصرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريك‪ ،‬خالل ةترة االصالاات االقتصادية ة‪ ،‬السو الرسم‪،‬‬

‫والموازي‪:‬‬

‫‪170‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫تطور سعر الصرف الدينار مقابل الدوالر األمريكي في السوق الرسمي والسوق‬
‫الجدول رقم (‪ّ :)1.1‬‬

‫الموازي‬

‫‪0114‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪4666‬‬ ‫‪4669‬‬ ‫‪4669‬‬ ‫‪4661‬‬ ‫‪4664‬‬ ‫السنة‬

‫‪77.22‬‬ ‫‪75.26‬‬ ‫‪66.57‬‬ ‫‪57.71‬‬ ‫‪54.75‬‬ ‫‪35.06‬‬ ‫‪71.11‬‬ ‫السعر الرسمي‬

‫‪61‬‬ ‫‪711‬‬ ‫‪711‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪15‬‬ ‫السعر الموازي‬

‫‪75.11‬‬ ‫‪51.11‬‬ ‫‪11.11‬‬ ‫‪15.56‬‬ ‫‪11.52‬‬ ‫‪76.6‬‬ ‫‪71.21‬‬ ‫الفرق‬

‫المصدر‪ - :‬لاصائيات ‪.FMI‬‬

‫‪ -‬عبد الر از بن زاوي مرجع ساب ص‪.791‬‬

‫متواصل من بداية اعتماد برنامج التعديل‬ ‫نالاظ من خالل الجدول أن الدينار الجزائري عرف انخفا‬

‫قدرة ‪ 71.2‬دج خالل الفترة (‪ )7661-7667‬وة‪ ،‬سنة‬ ‫الهيكل‪ ،‬ايث سجل الدينار الجزائري انخفا‬

‫للدينار الجزائري وأصب الدوالر األمريك‪ ،‬يعادل ‪ 12‬دج ة‪ ،‬السو الرسم‪ ،‬مقابل‬ ‫‪ 7661‬ادث تخفي‬

‫‪ 22‬دج ة‪ ،‬السو الموازي بفار ‪ 76.6‬دج وتمثل ه ل الفترة البداية الفعلية لقابلية تاويل الدينار الجزائري‬

‫الدينار الجزائري ايث أصب وااد دوالر يعادل ‪ 21.12‬خالل سنة ‪ 7669‬ة‪ ،‬السو‬ ‫واستمر انخفا‬

‫الرسم‪ ،‬و‪ 12‬دج ة‪ ،‬السو الموازي بفار قدر بر ر ‪ 11.52‬دج وه‪ ،‬الفترة الت‪ ،‬راةقت انشاء سو مابين‬

‫العملة الصعبة بارية لصال زبائنها كما تي للغاء‬ ‫البنو للعملة الصعبة والت‪ ،‬تسم للبنو التجارية بعر‬

‫نظاي الاصص ة‪ ،‬جانف‪ 7669 ،‬والت‪ ،‬تعتبر الخطوة األولى اتجال تعويي الصرف والسماح بإقامة مكاتل‬

‫للصرف بالعملة الصعبة ة‪ ،‬ديسمبر ‪ 7669‬وبعدها عرةت الفترة (‪ )5117-7661‬لستقرار ة‪ ،‬سعر‬

‫صرف الدينار مقابل الدوالر األمريك‪ ،‬ة‪ ،‬السوقين الرسم‪ ،‬و الموازي لال أن سنة ‪ 5117‬عرةت تراجع‬

‫‪171‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫نسب‪ ،‬ة‪ ،‬سعر الصرف ة‪ ،‬السو الموازي بفار ‪ 75.11‬ة‪ ،‬السوقين وه ا راجع للى التخفييات المعتمدة‬

‫للدينار والى السياسات المعتمدة من أجل تارير التجارة الخارجية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬التعزيز التدريجي للدينار الجزائري‬

‫سياسات التعديل الهيكل‪ ،‬والمتيمنة اصالاات الصرف األجنب‪ ،‬والت‪ ،‬تهدف للى توايد‬ ‫بعد تطبي‬

‫للى‬ ‫و الطلل ة‪ ،‬السو‬ ‫سعر الصرف الرسم‪ ،‬والموازي وتاديد سعر الصرف من خالل قوى العر‬

‫جانل توجي هير المقيمين على تاويل تاويالتهي من القنوات الرسمية ةيال عن تطهير التبادالت التجارية‬

‫قيمة الدينار الجزائري ل أدى اعتماد ه ل‬ ‫الخارجية ايث تيمنت ه ل االصالاات على سياسة تخفي‬

‫بالثبات النسب‪ ،‬لسعر‬ ‫تراجع ة‪ ،‬سعر الصرف ة‪ ،‬السو الموازي و ه ا ما سم‬ ‫السياسة للى تاقي‬

‫‪1‬‬
‫و نتج عن ه ل التصاياات وتغييرات االنتقال من التسيير اإلداري لسعر‬ ‫الصرف ة‪ ،‬السو الموازي‬

‫الصرف واالتجال ناو التسيير الديناميك‪ ،‬ال ي يهدف للى تاقي قابلية تاويل ة‪ ،‬لطار تطبي نظاي التعويي‬

‫المدار المستمر اتى اأن ايث أن الدينار الجزائري كان يخيع لنظاي التعويي المدار من ‪ 7669‬وال ي‬

‫و الطلل على العمالت األجنبية من أجل الت ثير على‬ ‫يتميز بتدخل السلطات النقدية ة‪ ،‬تغيرات العر‬

‫ل ‪.‬‬ ‫قيمة العملة المالية‪ 2‬ايث عرف سعر الصرف تغيرات متفاوتة ة‪ ،‬قيمت والجدول التال‪ ،‬يوي‬

‫الجدول رقم(‪ )5.1‬تطور سعر صرف الدينار مقابل الدوالر األمريكي للفترة (‪)0141-4661‬‬

‫‪0114‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪4666‬‬ ‫‪4669‬‬ ‫‪4669‬‬ ‫‪4669‬‬ ‫‪4665‬‬ ‫‪4661‬‬ ‫‪4661‬‬ ‫‪4660‬‬ ‫‪4664‬‬ ‫‪4661‬‬ ‫السنوات‬
‫‪77.22‬‬ ‫‪75.26‬‬ ‫‪66.57‬‬ ‫‪58.74‬‬ ‫‪57.71‬‬ ‫‪54.75‬‬ ‫‪47.66‬‬ ‫‪35.06‬‬ ‫‪23.35‬‬ ‫‪21.84‬‬ ‫‪71.11‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫سعر صرف‬
‫دج‪$/‬‬
‫‪0141‬‬ ‫‪0140‬‬ ‫‪0144‬‬ ‫‪0141‬‬ ‫‪0116‬‬ ‫‪0119‬‬ ‫‪0119‬‬ ‫‪0119‬‬ ‫‪0115‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0111‬‬ ‫‪0110‬‬ ‫السنوات‬
‫‪78.15‬‬ ‫‪77.54‬‬ ‫‪72.94‬‬ ‫‪74.39‬‬ ‫‪72.65‬‬ ‫‪64.58‬‬ ‫‪69.29‬‬ ‫‪72.65‬‬ ‫‪73.28‬‬ ‫‪72.06‬‬ ‫‪77.39‬‬ ‫‪79.68‬‬ ‫سعر صرف‬
‫دج‪$/‬‬

‫المصدر‪ :‬لاصائيات ‪.FMI‬‬

‫بطاهر عل‪ ،‬سياسات التحريرو االصالح االقتصادي في الجزائر مجلة اقتصاديات شمال اةريقيا العدد ‪ 17‬جامعة الشلف الجزائر‬
‫‪1‬‬

‫‪5111‬ص‪.711‬‬
‫‪2‬‬
‫صندو النقد العرب‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪ 7669‬ص‪.721‬‬

‫‪172‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫يوي لنا الجدوول رقي(‪ )1.1‬تطور سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر االمريك‪ ،‬خالل الفترة‬

‫قيمة الدينار الجزائري متسارعة خالل‬ ‫(‪ )5171-7661‬ايث نالاظ من خالل الجدول أن وتيرة انخفا‬

‫الفترة (‪ )5111-7661‬ايث انتقل من قيمة ‪ 1.69‬دج مقابل‪ 7‬دوالر ة‪ ،‬سنة ‪ 7661‬للى ‪ 12.59‬سنة‬

‫المسجل ة‪،‬‬ ‫‪ 5111‬وسجل استقرار نسب‪ ،‬خالل الفترة (‪ )5111-5111‬وه ا االستقرار ناتج عن الفائ‬

‫الميزان التجاري الجزائري كما سجلت سنة ‪ 5111‬ارتفاع ة‪ ،‬قيمة الدينار مقابل الدوالر ايث وصل للى‬

‫‪ 91.21‬دج مقابل ‪ 7‬دوالر وه ا راجع للى األزمة المالية العالمية وعرف الدينار انخفايا من جديد خالل‬

‫المسجل ة‪،‬‬ ‫الفترة (‪ )5171-5116‬ايث سجل ‪11.72‬دج مقابل ‪ 7‬دوالر خالل سنة ‪ 5171‬رهي الفائ‬

‫المسجل نتيجة لتزايد الصادرات من الماروقات والت‪ ،‬وصلت‬ ‫الميزان التجاري خالل ه ل الفترة كون الفائ‬

‫للى ‪ %61‬و المسعرة بالدوالر األمريك‪ ،‬اسل اصص منظمة األوب ‪.‬‬

‫وأن السياسة النقدية بالجزائر‬ ‫ونستنتج مما سب أن نظاي الصرف ة‪ ،‬الجزائر ال يزال ة‪ ،‬أدنى مستويات‬

‫اعتمدت على نظاي صرف ثابت خف‪ ،‬رهي لعالنها الرسم‪ ،‬لصندو النقد الدول‪ ،‬على اعتمادها نظاي‬

‫صرف عائي مدار ه ا يعن‪ ،‬أن الدينار الجزائري يتميز بظاهرة الخوف من التعويي وأن التصري المقدي‬

‫لصندو النقد الدول‪ ،‬عن اعتمادها على نظاي الصرف العائي المدار راجع لليغوطات المطبقة من طرف‬

‫الصندو و ل ابتدءا من سنة ‪ 7669‬ة‪ ،‬لطار ما يسمى بالتعديل الهيكل‪. ،‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نظام الرقابة على الصرف‬

‫بعد تطرقنا لنظاي الصرف ة‪ ،‬الجزائر سوف نتطر لكيفية الرقابة علي ودواع‪ ،‬ه ل الرقابة ايث بدأ‬

‫العمل بمراقبة الصرف األجنب‪ ،‬بعد الخروج من منطقة الفرن الفرنس‪ ،‬ة‪ ،‬أكتوبر ‪ 7691‬و ل بهدف‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫بربري مامد لمين االختيار األمثل لنظام الصرف ودوره في تحقيق النمو االقتصادي في ظل العولمة االقتصادية " دراسة حالة الجزائر" أطرواة‬
‫مقدمة يمن متطلبات نيل شهادة الدكتورال ة‪ ،‬العلوي االقتصادية تخصص نقود ومالية جامعة الجزائر ‪ 5177-5171‬ص‪.551‬‬

‫‪173‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪ -‬مراقبة التدةقات النقدية ة‪ ،‬السو الدولية وت ثي ارتها على الدينار من أجل المااةظة على استقرار سعر‬

‫صرف الدينار الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬لعادة هيكلة االقتصاد الوطن‪ ،‬بتوجي وسائل الدةع الخارجية المتااة من أجل تمويل النشاطات ات‬

‫األولوية‪.‬‬

‫‪ -‬ترشيد استعمال الموارد من العملة الصعبة والتقليل من خروجها للى جانل الاد من تسرل رهوك‬

‫األموال للخارج‪.‬‬

‫و يقصد بالرقابة على الصرف ت مين استخداي الموارد من العمالت األجنبية الت‪ ،‬بايازة الدولة اسل‬

‫عناصر األمال‬ ‫بالسهر على عمليات التنازل و الايازة على بع‬ ‫الااجات اليرورية للوطن وك ل‬

‫الوطنية من طرف األشخاص المقيمين بالخارج ةإجراءات الرقابة على الصرف تعن‪ ،‬تقليص الفار الكبير‬

‫من المدةوعات الدولية ايث تخصص الرقابة على الصرف على كل التدةقات المالية بين البلد المال‪،‬‬

‫و العالي االخارج‪ 1 ،‬أي أن الدولة تسعى من خالل ةريها للرقابة على الصرف للى تاسين وترشيد ِاستخداي‬

‫ما هو متوةر لديها من العمالت الصعبة وتوزيعها وةقاً لألوليات الماددة‪.‬‬

‫والطلل على‬ ‫و تمكن عملية الرقابة على الصرف الدولة من ممارسة ت ثير مباشر على العر‬

‫العمالت األجنبية وعلى تاديد سعر صرف عملتها الوطنية كما تهدف للى المااةظة على توازن ميزان‬

‫العملة‬ ‫المدةوعات ومااربة هرول رهوك األموال للى الخارج وهالباً ما تطب الرقابة بهدف تجنل تخفي‬

‫بالموازاة مع ه ل السياسة من أجل يمان نجااها واعادة التوازن للى ميزان المدةوعات لكن‬ ‫ايث تفر‬

‫ه ل السياسة تاد من ممارسة نشاط الصرف وبالتال‪ ،‬تساهي ة‪ ،‬هرول رهوك األموال للى الخارج مما‬

‫يساعد على ظهور سو موازية للصرف األجنبية نظ ار لندرة العملة ةيصب البن المركزي عاج اًز على تلبية‬

‫رهبات طالب‪ ،‬العملة األجنبية مما يدةع بطالب‪ ،‬العمالت األجنبية بشرائها ب على سعر ممكن من السو‬

‫‪1‬‬
‫ص‪.717‬‬ ‫مامود اميدات مرجع ساب‬

‫‪174‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الموازي للصرف وال ي يهدي بدورل للى تافيز مالك‪ ،‬العملة الصعبة من بيعها ة‪ ،‬السو الموازي بدالً من‬

‫السو الرسم‪.1،‬‬

‫ولقد مر نظاي الرقابة على الصرف بالمراال األساسية التالية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرحلة حماية االقتصاد الوطني من المنافسة األجنبية (‪.)4691-4691‬‬

‫ٍ‬
‫بسلسلة من اإلجراءات الهادةة للى اماية اإلقتصاد الوطن‪ ،‬الناشل من المناةسة‬ ‫تميزت ه ل المرالة‬

‫و ل من خالل لقامة عالقات اقتصادية أوسع مع مختلف دول العالي وتنشيط التجارة الخارجية‬ ‫األجنبية‬

‫‪2‬‬
‫ومن أهي األدوات الرئيسية المستخدمة ة‪ ،‬ه ل المرالة ما يل‪:،‬‬

‫أ‪ -‬نظاي الاصص‪ ‬يخص نظاي الاصص كل العمليات المسددة بالعمالت األجنبية ايث أصبات‬

‫من‬ ‫كل من الصادرات والمستوردات تخيع لنظاي الاصص المقررة لها والاصول على ترخيص مسب‬

‫طرف و ازرة المالية من أجل اماية اإلنتاج الوطن‪ ،‬وتاسين ويعية الميزان التجاري واعادة توجي الواردات‬

‫ناو السلع اليرورية والاد من السلع الكمالية‪.‬‬

‫ل‪ -‬تنويع العالقات التجارية وابراي العديد من االتفاقيات الثنائية مع مختلف الدول من أجل توسيع‬

‫مجال المبادالت التجارية وتاقي المزيد من االستقاللية‪.‬‬

‫ج‪ -‬االاتكار المباشر للتجارة الخارجية بواسطة مجموعة من المهسسات الوطنية المسيرة مباشرة من‬

‫طرف الدولة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن بوزيان مامد وآخرون فعالية سعر الصرف الموازي في الجزائر مجلة المناجمنت العدد‪ 17‬جامعة تلمسان الجزائر ‪ 2002‬ص‪216‬‬
‫‪2‬‬
‫ص ص‪.711-711‬‬ ‫المرجع الساب‬

‫‪175‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة االحتكارات المسيرة من طرف الشركات الوطنية لحساب الدولة (‪-4694‬‬

‫‪.)4699‬‬

‫لنشاءا مكثفاً‬
‫ً‬ ‫عرةت ه ل المرالة بالسيطرة والتاكي الكل‪ ،‬للدولة على االقتصاد ايث شهدت‬

‫لالاتكارات المسيرة من طرف الشركات الوطنية لاسال الدولة باإلياةة للى التسارع الكبير ة‪ ،‬مستوى‬

‫النشاط اإلقتصادي ‪.‬‬

‫قيود على التجارة الخارجية خاصة على اإلستيراد ايث تي ويع‬ ‫كما تميزت ه ل الفترة بفر‬

‫ترخيص لجمال‪ ،‬للمستوردات كما تمت لدارة ومراقبة كل العمليات التجارية بين المهسسات الوطنية واألجنبية‬

‫باإلياةة للى التخل‪ ،‬عن العمل بالنصوص الت‪ ،‬تربط الجزائر بفرنسا ومن بين القيود الت‪ ،‬ميزت ه ل‬

‫المرالة لشعارات الصرف الت‪ ،‬تاكي المهسسات واإلدارات العامة بالمهسسات األجنبية واألسك المالية لقانون‬

‫اإلستثمارات وطبيعة كل من التمويل الخارج‪ ،‬واالستدانة الخارجية‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة احتكار الدولة للتجارة الخارجية (‪.)4699-4699‬‬

‫‪2‬‬
‫عرةت ه ل المرالة صدور عدة نصوص قانونية تكميلية للمراال السابقة تمثلت ةيما يل‪:،‬‬

‫‪ 7‬مصادقة المجلك الشعب‪ ،‬الوطن‪ ،‬على قانون ااتكار الدولة للتجارة الخارجية ايث يتي لقصاء‬

‫الوسطاء من ه ا المجال كما تميزت ه ل الفترة بتوسيع النظاي الساب على المستوردات المتمثل ة‪ ،‬القيود‬

‫مجال الصادرات وهك ا‬ ‫على المفروية على الورادات (ااتكار نظاي الاصص ‪...‬الخ) ليشمل ب ل‬

‫أصبات كل السلع والخدمات الت‪ ،‬ال تقع تات نظاي اإلاتكار خايعة للترخيص المسب للتصدير مما يعن‪،‬‬

‫الرقابة على مجموع النشاط التجاري مع العالي‪.‬‬

‫ص‪.712‬‬ ‫المرجع الساب‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫س‪ ،‬مامد كمال بعنوان التقييم الكمي ألثر اليورو و الدوالر على التجارة الخارجية في الجزائر‪،‬أطرواة دكتورال جامعةتلمسان الجزائر ‪-5171‬‬
‫‪.5171‬‬

‫‪176‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪ 5‬تي لدخال لصالاات ج رية على الوظيفة البنكية بموجل القانون المتيمن ِاستعادة البن‬

‫المركزي‬ ‫بالفصل بين البن‬ ‫ايث تي ويع نظاي بنك‪ ،‬على مستويين و ل‬ ‫للبنو‬ ‫المركزي لدورل كبن‬

‫التجارية والبن‬ ‫التجارية وأعطى ه ا دو اًر أكثر أهمية للبنو‬ ‫ونشاطات البنو‬ ‫كملج أخير لإلق ار‬

‫الم ركزي ة‪ ،‬مجال الصرف ايث أصبات تشار ة‪ ،‬لعداد التشريعات والتنظيمات المتعلقة بالصرف‬

‫والتجارة الخارجية كما تعمل على تقييي آثارها على العملة الوطنية‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة استقاللية المؤسسات العمومية االقتصادية(‪)4665-4699‬‬

‫تميزت ه ل المرالة ه‪ ،‬األخرى بصدور عدة قوانين تتيمن ة‪ ،‬مجملها على توةير شروط استقاللية‬

‫المهسسات العمومية وارساء الطابع التجاري لمعامالتها باإلياةة للى المشاركة الفعالة لمهسسات القطاع‬

‫الخاص ة‪ ،‬النشاط االقتصادي للبالد باإلياةة للى رةع القيود على التجارة الخارجية و ل بإلغاء تراخيص‬

‫الصادرات والمستوردات وأدى ه ا التطور للى تكريك دور البن المركزي ودور البنو التجارية الت‪ ،‬تقوي‬

‫من البن المركزي ال ي اقتسي دورل على الرقابة على الصرف مع‬ ‫بالرقابة على البرنامج العاي للتجارة بتفوي‬

‫المركزي الجزائري تشرف على متابعة‬ ‫الخارج‪ ،‬مقرها البن‬ ‫و ازرة المالية كما تي لنشاء لجنة اإلقت ار‬

‫الخارجية الت‪ ،‬تفو ‪ 5‬مليون دوالر‪ .‬ومع تطور اإلصالاات اإلقتصادية‬ ‫ومراقبة ومن المواةقة على القرو‬

‫بتاريخ ‪ 7661/11/71‬ليصل ِاهتمام على المبادئ األساسية‬ ‫خالل ه ل الفترة ظهر قانون النقد والقر‬

‫المركزي ال ي أصب يعرف بموجل ه ا القانون " بن‬ ‫للرقابة على الصرف وجعلها من ِاختصاص البن‬

‫‪1‬‬
‫باإلياةة للى تغير نمط‬ ‫الجزائر" كما جاء ه ا القانون ب ةكار جديدة تتعل بتنظيي النظاي البنك‪ ،‬و أدائ‬

‫‪2‬‬
‫الصرف ايث أن لصالح نظاي الصرف كان يهدف للى لعطاء نوع من الليونة لسعر الصرف الدينار‪.‬‬

‫ص‪.769‬‬ ‫الطاهر لطرش مرجع ساب‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫عل‪ ،‬بن قدور مرجع ساب ص‪.716‬‬

‫‪177‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الفرع الخامس‪ :‬نظام الرقابة على الصرف بعد صدور قانون النقد والقرض ‪41/61‬‬

‫شرع البن المركزي من ‪ 7661‬ة‪ ،‬ويع األدوات الالزمة لتدخل ة‪ ،‬الرقابة على الصرف والمتعلقة‬

‫بالتصدر واإلستيراد واإلستثمارات األجنبية ة‪ ،‬الجزائر واإلستثمارات الجزائرية ة‪ ،‬الخارج واسابات العمالت‬

‫‪1‬‬
‫الصعبة والعمليات الجارية األخرى مستخدماً ة‪ ،‬ل مجموعة من اليوابط واأليات المتمثلة ةيما يل‪:،‬‬

‫أ‪ -‬يتي تاويل األموال سواءا للى الجزائر أو للى خارجها عن طري لادى الوسائط المالية المعتمدة‬

‫أو المرخص العمل بها ة‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫ل‪ -‬يتمتع با التاويل كل شخص طبيع‪ ،‬أو معنوي مقيي ة‪ ،‬الجزائر كما يسم لغير المقيمين‬

‫ةت اسابات بالعملة الصعبة لدى المهسسات المالية المعتمدة‪.‬‬

‫المستورد العملة الصعبة الالزمة لتمويل عملية اإلستيراد يمن‬ ‫ج‪ -‬يقوي الوسيط المعتمد بمن‬

‫الجزائر ةيما يخص تسيير الدين الخارج‪ ،‬ويجل أن يت كد الوسيط المال‪،‬‬ ‫الشروط الماددة من قبل بن‬

‫المعتمد من شرط توةر وكفاية القدرة المالية للمستورد وتوةر اليمانات الكاةية باإلياةة للى قدرة المستورد‬

‫على لتماي عملية التجارة الخارجية‪.‬‬

‫الوسيط عقل استالي عوائد الصادرات باقتطاع نصيل المصدر من العملة الصعبة‬ ‫د‪ -‬يقوي البن‬

‫ل ياول للى‬ ‫الماددة وتاويل للى رصيدل بالعملة الصعبة لدى البنو التجارية وباق‪ ،‬المبلغ المستا‬

‫اسال التاجر بالدينار ويختلف نصيل المصدر بالعملة الصعبة ِباختالف نشاط التصدير (‪ ٪71‬للنقل‬

‫‪ ٪51‬للسيااة ‪ ٪21‬للمااصيل الزراعية والصيد ‪ ٪711‬لكل القطاعات األخرى باستثناء‬ ‫والت مين والبنو‬

‫المعادن والماروقات الت‪ ،‬تعد ملكاً للمجموعة الوطنية)‪.‬‬

‫وبمقتيى ه ل الرقابة ويعت العمليات على العمالت األجنبية ة‪ ،‬يد السلطات النقدية وأوكلت لو ازرة‬

‫المالية و ل للتاكي وتقليص كميات العمالت األجنبية الممنواة لتمويل المعامالت التجارية بما يتواة مع‬

‫‪1‬‬
‫مامود اميدات مرجع ساب ص ص‪.711-717‬‬

‫‪178‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الموارد المتااة منها و ل من أجل تاسين ويعية ميزان المدةوعات وهك ا دخل الدينار الجزائري مرالة‬

‫قيود الرقابة المفروية علي ‪.‬‬ ‫التعويي الموج ابتداء من ‪ 7669‬بعد رةع بع‬

‫المطلب الثالث‪ :‬البعد االقتصادي لتحرير سعر صرف الدينار الجزائري‬

‫لن الخطر روات التدريجي ررة المتبع ررة م ررن ط رررف الس ررلطات النقدي ررة بغي ررة تقري ررل ال رردينار الج ازئ ررري م ررن قيمتر ر‬

‫الاقيقية قصد السماح للبرامج و المهسسات االقتصادية بالتجاول معهرا بالشركل الر ي يسرم للردينار الج ازئرري‬

‫بالمساهمة ة‪ ،‬تاسرن منرا االقتصراد الروطن‪ ،‬و تاسرن ويرعية المهشررات االقتصرادية الكليرة و الجزئيرة كران‬

‫يرم‪ ،‬للى تاقي األبعاد االقتصادية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬إستقرار سعر الصرف ‪:‬لن بن الجزائر هو من يهثر ة‪ ،‬سو الصرف ايث يتاصل البن على مواردل من‬

‫العملة الصعبة مرن ليررادات الماروقرات وهرو الر ي يعمرل علرى المااةظرة علرى لسرتقرار اإلقتصراد الكلر‪ ،‬مرن‬

‫خالل الباث عن توازن و مرونة سعر الصرف للعملة الوطنيرة ايرث يمثرل هر ا اإلسرتقرار عامرل مهري يسراهي‬

‫علرى المااةظرة علرى معردالت تيرخي معتدلرة ومرن جهرة أخررى يرمان تناةسرية المهسسرات الوطنيرة لتفرادي‬

‫تقلبات الصرف ومن ةإن لستقرار سعر الصرف هو رهان عاملين‪:‬‬

‫‪ ‬لمتال كمية معتبرة من لاتياطات الصرف ‪ :‬مستوى لاتياطات الصرف تساعد على لستقرار سعر الصرف‬

‫مستوى‬ ‫الجزائر عندما ينخف‬ ‫ايث أن سلطة لستقرار سعر صرف الدينار خارج عن سيطرة بن‬

‫اإلاتياطات وعلي تبعا لألزمة البترولية لر ‪ 1998‬و‪ 1999‬بلغ متوسط سعر البرميل سنة ‪ 1997‬اوال‪،‬‬

‫بينما بلغ خالل السداس‪ ،‬األول من‬ ‫بعد ل للى ‪ 12.8‬دوالر خالل سنة ‪1998‬‬ ‫‪19.5‬دوالر لينخف‬

‫سنة ‪ 1999‬اوال‪ 13.4 ،‬دوالر ة‪ ،‬المتوسط لنخفيت ب ل لاتياطات الصرف للى ‪ 8‬ماليير دوالر وة‪،‬‬

‫‪179‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫سنة ‪ 1997‬للى ‪ 6.8‬مليار دوالر ه ل اليغوطات أدت للى تدهور قيمة الدينار بنسبة ‪ %35‬للدوالر‬

‫‪1‬‬
‫األمريك‪ ،‬مابين ‪ 1998‬و‪. 1999‬‬

‫‪ ‬سياسة نقدية مخصصة‪ :‬اعتماد سياسة نقدية سليمة ة‪ ،‬لطار التاويل الجاري للعملة الوطنية شرط أساس‪،‬‬

‫الستقرار سعر الصرف ألن أي لنزال تيخم‪ ،‬ناتج عن سوء التسيير للعملة سوف يهدي للى تدهور للعملة‬

‫الوطنية وله ا ةمن أجل تدار ةار التيخي بالنسبة للشركاء التجاريين البد من زيادة قيمة الدينار‪.‬‬

‫ب سعار النفط للسداس‪،‬‬ ‫‪ -‬ارتفاع احتياطات الصرف‪ :‬لن ارتفاع لاتياطات الصرف والت‪ ،‬ترجع للى النهو‬

‫مرتفع للعملة‬ ‫الثان‪ ،‬من عاي‪ 1999‬كان ل األثر الفوري على توازن سو الصرف ولقد تي تسجيل عر‬

‫قابل طلل على العمالت األجنبية ايث شهد تطور‬ ‫الصعبة سنوات (‪ )5115-5117-5111‬ه ا العر‬

‫االاتياطات الرسمية ارتفاعا م هال ةا كل التوقعات منتقال من ‪ 4.4‬مليار دوالر سنة ‪ 1999‬للى ‪11.9‬‬

‫مليار دوالر سنة ‪ 2000‬ثي واصل االرتفاع بوتيرة متسارعة خالل السنوات الموالية للى أن بلغ سنة ‪2009‬‬

‫ما قيمت ‪ 148.91‬مليار دوالر أي ما يعادل تقريبا ‪ 34‬يعف قيمت مقارنة بسنة ‪ 1999‬وهو ال ي يعتبر‬

‫ااتياطات الصرف على المستوى العالم‪،‬‬ ‫سبل تمركز الجزائر يمن الدول األساسية األولى ة‪ ،‬امتال‬

‫وأصب معدل تغطية واردات السلع والخدمات من طرف ااتياطات الصرف سنة ‪ 2009‬تقدر ب كثر من ‪36‬‬

‫شهر مقابل ‪ 35‬شهر سنة ‪ 2008‬وما يقارل ‪ 24‬شهر سنة ‪ 2004‬ه ل الزيادة كانت نتيجة التاسن‬

‫‪2‬‬
‫الرصيد اإلجمال‪ ،‬لميزان المدةوعات ‪.‬‬ ‫المستمر ة‪ ،‬ةائ‬

‫‪ -‬تقريل قيمة الدينار الجزائري من قيمت الاقيقية وتقليص الفار الموجود بين سعر الصرف الرسم‪،‬‬

‫والموازي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫بن قدور عل‪ ،‬مرجع ساب ص‪72‬‬
‫‪2‬‬
‫آيت يايى سمير التعويم المدار بين التصريحات و الواقع مجلة البااث العدد‪ 09‬جامعة تبسة الجزائر ‪ 5177‬ص‪.89‬‬

‫‪180‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الاد من نشاط و توسع سو الصرف الموازي من خالل تاسين وتكثيف عمليات البنو الخاصة بالتاويل‬ ‫‪-‬‬

‫و الصرف ب قل تكلفة‪.‬‬

‫تكلفتها‪.‬‬ ‫‪ -‬يساهي ة‪ ،‬تنشط و تفعيل قطاع السيااة نتيجة انخفا‬

‫‪1‬‬
‫الواردات وزيادة الصادرات وبالتال‪ ،‬تاسين ويعية الميزان التجاري‪.‬‬ ‫‪ -‬يعمل على تخفي‬

‫‪ -‬يعمل على تنشيط و تفعيل الجهاز اإلنتاج‪ ،‬نتيجة نمو الطلل الخارج‪ ،‬المتزايد وبالتال‪ ،‬تاسين ويعية‬

‫العديد من المتغيرات االقتصادية كتقليص البطالة‪.‬‬

‫‪ -‬يساهي ة‪ ،‬تعزيز استقاللية بن الجزائر ونمو ااتياط‪ ،‬الصرف بسبل تقلص تدخالت بن الجزائر ة‪ ،‬سو‬

‫الصرف و بالتال‪ ،‬ةس المجال للسلطات العمومية ب ن تستغلها ة‪ ،‬لعادة بناء وهيكلة النقص الموجود ة‪،‬‬

‫اقتصاد البلد‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على لبراز المكانة التناةسية للمنتج المال‪ ،‬أماي المنتج األجنب‪.،‬‬

‫‪ -‬يعزز قدرة الدولة على التكيف مع الصدمات الخارجية و كيفية التفاعل معها ةسعر الصرف المرن يعمل‬

‫على امتصاص آثار ه ل الصدمات ‪.‬‬

‫‪ -‬الاد من عملية تهريل و تاويل رهوك األموال للخارج ‪.‬‬

‫‪ -‬يعمل على تعزيز وتسهيل أشكال االندماج والشراكة مع األطراف الخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬تنمية القدرة التناةسية للمهسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ما يهدي للى تافيزها لتاسين جودة خدماتها‪.‬‬ ‫‪ -‬تنمية القدرة التناةسية للبنو‬

‫وما يمكن قول هو أن التاويل التدريج‪ ،‬للدينار الجزائري يعمل على الت ثير على العديد من المتغيرات‬

‫االستثماري للبالد للى‬ ‫االقتصادية الكلية وعلى تاسين ويعية ميزان المدةوعات للدولة وتاسين المنا‬

‫‪1‬‬
‫بربري مامد لمين مبررات مرجع ساب ص‪29‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع الساب ص‪.21‬‬

‫‪181‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫ة‪ ،‬قيمة الدينار الجزائري يعتبر يرورة من أجل الوصول للى قابلية التاويل الكلية‬ ‫جانل كون التخفي‬

‫عند سعر صرف عقالن‪ ،‬والتاول للى تارير سعر الصرف وويع سو ارة للصرف‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪:‬سياسة تخفيض الدينار الجزائري‬

‫لن اعتماد الدينار الجزائري على قطاع الماروقات بالدرجة األولى بنسبة تقدر باوال‪ %61 ،‬ة‪ ،‬كل‬

‫أسعار‬ ‫مراال تطور االقتصاد الجزائري وال ي أدى للى ادوث أزمة اقيقية سنة ‪ 7619‬نتيجة انخفا‬

‫سعر صرف الدوالر أدى للى تراجع لرادات الصادرات الجزائرية من الماروقات من‬ ‫الماروقات وانخفا‬

‫وبلغت نسبة االنخفا‬ ‫‪ 75.1‬مليار دوالر عاي ‪ 7612‬للى ‪ 1.6‬مليار دوالر ة‪ ،‬السنة الموالية ‪7619‬‬

‫‪ %11‬خالل سنة واادة وهو ما أثر بشكل كبير على الميزان التجاري للدولة وأجبر السلطات النقدية‬

‫قيمة الدينار الجزائري بداية من ‪.7611‬‬ ‫الجزائرية على تطبي عدة لصالاات اقتصادية ومن بينها تخفي‬

‫الفرع األول‪ :‬أسباب تخفيض قيمة الدينار الجزائري‬

‫أشار صندو النقد الدول‪ ،‬للى ظاهرة المغاالة ة‪ ،‬تقييي الدينار الجزائري وقد أوصى السلطات الجزائرية‬

‫قيمة الدينار ن كر‪:‬‬ ‫ومن بين أسبال تخفي‬ ‫بالقياي بعملية التخفي‬

‫أوال‪ :‬تقييم الدينار بأعلى من قيمته الحقيقية‬

‫نقول عن عملة ما أنها مقيمة ب على من قيمتها الاقيقية ل ا كان سعرها الرسم‪ ،‬يفو سعرها ة‪ ،‬السو‬

‫ما ينتج عن ل المياربة وال يمكن القول أن العملة أكبر من قيمتها الاقيقية لال ل ا كان سعرها‬ ‫الارة‬

‫الرسم‪ ،‬ال يعكك السعر التوازن‪ ،‬وال ي يبعد الميزان التجاري عن االة العجز لمدة طويلة ‪.1‬‬

‫ومن بين أبرز المشكالت الناجمة عن المغاالة ة‪ ،‬تقييي العملة المالية ه‪ ،‬هرول رههك األموال من‬

‫خالل عدة طر وأبرزها شيوعا بيع وشراء العمالت األجنبية ة‪ ،‬األسوا الموازية‪.‬‬

‫المرجع الساب ص ص‪.711-719‬‬


‫‪1‬‬

‫‪182‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫ثانيا‪ :‬عجز ميزان المدفوعات‬

‫أييا العجز ة‪ ،‬ميزان المدةوعات ال ي يدل على أن البلد ة‪ ،‬ااجة ماسة للى‬ ‫من بين أسبال التخفي‬

‫زيادة مداخيل الصادرات خاصة بعد أزمة البترول ‪ 7619‬وأييا بااجة للى رهوك أموال أجنبية ‪.‬‬

‫والجدول الموال‪ ،‬يبين تطور مهشر ميزان المدةوعات ة‪ ،‬الفترة (‪7615‬ر ر ر ر‪: )7616‬‬

‫الجدول (‪: )9.1‬تطور رصيد ميزان المدفوعات (‪4690‬ــــ‪)4696‬‬

‫الوادة‪:‬‬

‫‪4696‬‬ ‫‪4699‬‬ ‫‪4699‬‬ ‫‪4699‬‬ ‫‪4695‬‬ ‫‪4691‬‬ ‫‪4691‬‬ ‫‪4690‬‬ ‫السنوت‬

‫‪-1.1‬‬ ‫‪-1.1‬‬ ‫‪-1.1‬‬ ‫‪-7.2‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪-1.1‬‬ ‫‪-1.2‬‬ ‫‪-7.7‬‬ ‫مؤشر ميزان المدفوعات‬

‫المصدر ‪ :‬صاراوي سعيد ماددات سعر الصرف‪:‬دراسة قياسية لنظرية تعادل القوة الشرائية و النموذج النقدي في‬
‫الجزائر أطرواة مقدمة يمن متطلبات نيل شهادة الدكتورال ة‪ ،‬العلو ماالقتصادية تخصص‪ :‬مالية دولية جامعة‬
‫تلمسان الجزائر ‪ 5171-5116‬ص‪.711‬‬

‫مستمر خالل الفترة الممتدة‬


‫ا‬ ‫يالاظ من ه ا الجدول رقي (‪ )9.1‬أن رصيد ميزان المدةوعات سجل عج از‬

‫ة‪،‬‬ ‫بمقدار ‪ 7.5‬مليار دوالر نتيجة الفائ‬ ‫من ‪ 7615‬للى ‪ 7616‬باستثناء سنة ‪ 7612‬ايث سجل ةائ‬

‫الميزان التجاري نتيجة زيادة مداخيل الماروقات والمفسر بارتفاع قيمة الدوالر ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ارتفاع قيمة الديون الجزائرية‬

‫لقد أدى ارتفاع قيمة الديون الخارجية وخدماتها للى استنزاف العمالت األجنبية الت‪ ،‬كان من الممكن‬

‫توجيهها كإاتياط لتدعيي الدينار الجزائري والجدول الموال‪ ،‬يبين لنا تطور قيمة الديون الخارجية كالتال‪: ،‬‬

‫‪183‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الجدول(‪ :)9.1‬تطور الديون الخارجية (‪)4661 -4694‬‬

‫الوادة‪:‬‬

‫‪4661‬‬ ‫‪4699‬‬ ‫‪4691‬‬ ‫‪4691‬‬ ‫‪4691‬‬ ‫‪4694‬‬ ‫السنوات‬

‫‪59.26‬‬ ‫‪59.11‬‬ ‫‪72.61‬‬ ‫‪71.19‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪7.59‬‬ ‫الديون الخارجية‬

‫ص‪.711‬‬ ‫المصدر‪ :‬صاراوي سعيد مرجع ساب‬

‫نالاظ من خالل ه ا الجدول أن الديون الخارجية ة‪ ،‬ارتفاع مستمر من سنة ‪ 7617‬و استمرت ة‪،‬‬

‫قيمة العملة بداية من سنة ‪ 7611‬ة‪ ،‬لطار برامج التعديل الهيكل‪ ،‬و بالتال‪،‬‬ ‫التطور رهي القياي بتخفي‬

‫قيمة العملة ليك لها أي ت ثير على الاد من تفاقي الديون الخارجية‪.‬‬ ‫ةسياسة تخفي‬

‫باالقتصاد الوطن‪،‬‬ ‫ولقد أشار المدير العامل لصندو النقد الدول‪ ،‬به ا الخصوص أن من أجل النهو‬

‫سعر الدينار الجزائري واتباع خطة‬ ‫وتشجع اإلنتاج واالستثمار خارج قطاع الماروقات ال بد من تخفي‬

‫قيود أكبر على الميزانية من أجل دعي نمو االدخار الجزائري وتوجيه لخدمة االستثمار‬ ‫مدروسة وةر‬

‫خارج قطاع الماروقات‪. 1‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬آثار تخفيض الدينار على االقتصاد الجزائري‬

‫شهد نظاي الصرف ة‪ ،‬الجزائر من سنة ‪ 1986‬تعديالت عديدة تزامنت أهلبها مع اإلصالاات‬

‫االقتصادية وكان الهدف منها لعطاء القيمة الاقيقة الداخلية والخارجية للدينار الجزائري ايث أن السعر‬

‫المرتفع وهير الاقيق‪ ،‬للدينار الجزائري قبل ه ل التعديالت أدى للى عجز الميزان التجاري للدولة ولقد كان‬

‫الهدف من وراء ه ل التعديالت هو القياء على ه ا العجز عن طري ترقية الصادرات خارج الماروقات‬

‫لعطاء سعر اقيق‪ ،‬لقيمة الدينار يتناسل واألهداف المسطرة من قبل‬ ‫واإلقالل من الواردات عن طري‬

‫قيمة العملة المالية لها آثار على كل من الصادرات والواردات ‪:‬‬ ‫الدولة ةسياسة تخفي‬

‫‪1‬‬
‫مبار بوعشة السياسة النقدية و آثار تخفيض العملة الوطنية‪ ،‬مجلة العلوي االنسانية العدد‪ 75‬جامعة قسنطينة الجزائر ‪ 7666‬ص‪.11‬‬

‫‪184‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫أوال‪ :‬أثر تخفيض قيمة الدينار على الواردات‬

‫قيمة العملة المالية للى ارتفاع أسعار السلع المستوردة واألثر المباشر يكون على السلع‬ ‫يهدي تخفي‬

‫ل ا صاابت تعديالت ة‪ ،‬األجور ما يخل بدورل‬ ‫كما يمكن تجاهل أثر التخفي‬ ‫االستهالكية والوسيطة‬

‫قيمة العملة الوطنية والغاء القيود على األسعار زاد‬ ‫آثار سلبية على التيخي بالنسبة لألجور ةبعد تخفي‬

‫المتوسط السنوي للتيخي ايث قدرت الزيادة باوال‪ %71 ،‬ة‪ ،‬الفترة (‪ 7611‬ر ‪ )7611‬وارتفعت للى‬

‫‪1‬‬
‫اوال‪ %52 ،‬ة‪ 7661( ،‬ر‪ )7667‬و وصلت للى ‪ %11‬سنة‪.7662‬‬

‫ثانيا‪:‬أثر تخفيض قيمة الدينار على الصادرات‬

‫قيمة العملة المالية نظريا يهدي للى زيادة الصادرات من السلع الوطنية وبالتال‪ ،‬تنام‪،‬‬ ‫لن تخفي‬

‫الواردات‬ ‫الطلل الخارج‪ ،‬على السلع المالية وبالتال‪ ،‬الزيادة ة‪ ،‬اجي الصادرات وقيمتها مقابل انخفا‬

‫العجز ة‪ ،‬الميزان التجاري ولكن واقعيا بالنسبة لالقتصاد الجزائري‬ ‫من السلع ما يهدي بدورل للى تخفي‬

‫نجد أن التاسن الملاوظ ة‪ ،‬الميزان التجاري يعود للى ارتفاع قيمة الصادرات من الماروقات وارتفاع أسعار‬

‫النفط الت‪ ،‬تتادد وةقا لمنظمة األوب ‪.2‬‬

‫‪3‬‬
‫على االقتصاد الوطن‪ ،‬مايل‪:،‬‬ ‫ومن بين اأثار السلبية أييا لسياسة التخفي‬

‫قيمة العملة بصورة مستمرة يدخل عدي اليقين ةيما يخص القيمة المستقبلية للدينار ما‬ ‫‪ ‬لن سياسة تخفي‬

‫يهثر على المبلغ الفعل‪ ،‬للصفقات المستقبلية ‪.‬‬

‫ل أن ال يمكن معرةة‬ ‫التدريج‪ ،‬للدينار ال يعط‪ ،‬مهشر عن القيمة الاقيقية والسعر التوازن‪ ،‬ل‬ ‫‪ ‬التخفي‬

‫‪.‬‬ ‫متى وة‪ ،‬أي مستوى سيتوقف التخفي‬

‫المرجع الساب ص‪.12‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫ص‪.19‬‬ ‫المرجع الساب‬
‫‪3‬‬
‫صاراوي سعيد مرجع ساب ص‪.711‬‬

‫‪185‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪ ‬ينتج عن ه ا النظاي خسائر ة‪ ،‬الصرف لدى المهسسات الخاصة والعامة وه ا ة‪ ،‬هيال نظاي تغطية يد‬

‫خطر الصرف ‪.‬‬

‫‪ ‬كما ينتج عن التخفييات المتتالية للدينار استفاال ظاهرة التيخي ‪.‬‬

‫‪ ‬يهدي للى توج األةراد ناو االستثمارات هير المنتجة مثل ‪ :‬العقارات ال هل الصرف األجنب‪...،‬الخ‪.‬‬

‫التدريج‪ ،‬للدينار لي تكن لها نتائج ليجابية كبيرة على االقتصاد الوطن‪ ،‬خاصة‬ ‫وبالتال‪ ،‬ةسياسة التخ في‬

‫ةيما يخص الصادرات كون االقتصاد الجزائري يعتمد بالدرجة األولى على الصادرات من الماروقات‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطور الميزان التجاري الجزائري‬

‫ة‪ ،‬ظل الظروف الاالية من التطورات االقتصادية الت‪ ،‬يشهدها العالي والت‪ ،‬تستند على ارية التبادل‬

‫التجاري وازالة كاةة العراقيل والقيود التجارية والتارر االقتصادي الهادةة للى تارير التجارة الدولية ة‪ ،‬كاةة‬

‫دول العالي دون قيد أو شرط ايث أصب واياا أن سياسة تنمية الصادرات وتنويعها ه‪ ،‬أاد البدائل‬

‫المناسبة لن لي نقل أةيلها من أجل تاقي معدالت نمو مرتفعة وتطوير االقتصاد الوطن‪ ،‬كما أن الااجة‬

‫العتماد ه ل السياسة زادت بعد أن عانت العديد من الدول من اأثار السلبية نتيجة لاالل الواردات وقد أيد‬

‫معظي المفكرين االقتصاديين أهمية سياسة تنمية الصادرات ة‪ ،‬دةع التنمية االقتصادية للبلد وة‪ ،‬ه ا الجزء‬

‫سنتطر لمختلف المعامالت الت‪ ،‬شهدتها الجزائر مع العالي الخارج‪ ،‬والمتعلقة بتجارتها ة‪ ،‬السلع ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬هيكل الصادرات و الواردات الجزائرية‬

‫ال يختلف الميزان التجاري الجزائري ة‪ ،‬هيكل عن باق‪ ،‬الدول األخرى لال من ايث ما يعكس من‬

‫ويع اقتصادي خاص بالجزائر يبن موقعها ة‪ ،‬المعامالت الدولية ويظهر الدور االستراتيج‪ ،‬للصادرات‬

‫البترولية الت‪ ،‬تمثل مصدر االيردات األساس‪ ،‬لالقتصاد الجزائري‪.‬‬

‫ومن خالل ما ي ت‪ ،‬سنااول تاليل ويعية الميزان التجاري الجزائري من السبعينات اتى‪5171‬‬

‫‪186‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫والجدول التال‪ ،‬يوي هيكل كل من الصادرات والواردات الجزائرية و ك ا تطور الميزان التجاري‬

‫الجزائري من (‪:)5115-7611‬‬

‫جدول رقم (‪ :)9.1‬تطور الميزان التجاري للجزائر خالل الفترة (‪)0110-4691‬‬

‫الوادة‪ :‬مليون دوالر أمريك‪،‬‬

‫نسبة تغطية الصادرات*‬ ‫الميزان التجاري‬ ‫المستوردات السلعية‬ ‫الصادرات السلعية‬ ‫السنة‬
‫‪%‬للمستوردات‬

‫‪61.9‬‬ ‫‪-91‬‬ ‫‪7111‬‬ ‫‪7171‬‬ ‫‪7611‬‬


‫‪94.6‬‬ ‫‪-711‬‬ ‫‪669‬‬ ‫‪179‬‬ ‫‪7617‬‬

‫‪61.6‬‬ ‫‪-16‬‬ ‫‪7111‬‬ ‫‪7551‬‬ ‫‪7615‬‬

‫‪64.4‬‬ ‫‪-767‬‬ ‫‪5717‬‬ ‫‪7621‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪411.9‬‬ ‫‪7511‬‬ ‫‪1991‬‬ ‫‪1611‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪90.9‬‬ ‫‪-627‬‬ ‫‪2125‬‬ ‫‪1217‬‬ ‫‪7612‬‬

‫‪444.1‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪1961‬‬ ‫‪2557‬‬ ‫‪7619‬‬

‫‪69.9‬‬ ‫‪-511‬‬ ‫‪9171‬‬ ‫‪9116‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪99.9‬‬ ‫‪-619‬‬ ‫‪1719‬‬ ‫‪9111‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪404.1‬‬ ‫‪7991‬‬ ‫‪1151‬‬ ‫‪6111‬‬ ‫‪7616‬‬

‫‪410.1‬‬ ‫‪1111‬‬ ‫‪6971‬‬ ‫‪71925‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪416.9‬‬ ‫‪1175‬‬ ‫‪71712‬‬ ‫‪71771‬‬ ‫‪7617‬‬

‫‪419.0‬‬ ‫‪1261‬‬ ‫‪6679‬‬ ‫‪71216‬‬ ‫‪7615‬‬

‫‪411.5‬‬ ‫‪1766‬‬ ‫‪6211‬‬ ‫‪75115‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪419.1‬‬ ‫‪1211‬‬ ‫‪6512‬‬ ‫‪75165‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪419.9‬‬ ‫‪1511‬‬ ‫‪1151‬‬ ‫‪71111‬‬ ‫‪7612‬‬

‫‪187‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪410.4‬‬ ‫‪796‬‬ ‫‪1169‬‬ ‫‪1192‬‬ ‫‪7619‬‬

‫‪419.0‬‬ ‫‪5166‬‬ ‫‪9911‬‬ ‫‪6156‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪441.1‬‬ ‫‪612‬‬ ‫‪9912‬‬ ‫‪1951‬‬ ‫‪7611‬‬

‫‪441.9‬‬ ‫‪7711‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪6211‬‬ ‫‪7616‬‬

‫‪419.9‬‬ ‫‪1711‬‬ ‫‪1119‬‬ ‫‪75691‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪496.9‬‬ ‫‪2191‬‬ ‫‪9195‬‬ ‫‪75111‬‬ ‫‪7667‬‬

‫‪419.5‬‬ ‫‪1511‬‬ ‫‪1171‬‬ ‫‪77271‬‬ ‫‪7665‬‬

‫‪411.1‬‬ ‫‪5151‬‬ ‫‪1661‬‬ ‫‪71171‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪69.0‬‬ ‫‪591-‬‬ ‫‪6721‬‬ ‫‪1161‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪41.4‬‬ ‫‪6112-‬‬ ‫‪71711‬‬ ‫‪7152‬‬ ‫‪7662‬‬

‫‪415.1‬‬ ‫‪1751‬‬ ‫‪6161‬‬ ‫‪71571‬‬ ‫‪7669‬‬

‫‪491.1‬‬ ‫‪2961‬‬ ‫‪1711‬‬ ‫‪71151‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪449.5‬‬ ‫‪7271‬‬ ‫‪1911‬‬ ‫‪71711‬‬ ‫‪7661‬‬

‫‪419.5‬‬ ‫‪1191‬‬ ‫‪1691‬‬ ‫‪75151‬‬ ‫‪7666‬‬

‫‪014.9‬‬ ‫‪75111‬‬ ‫‪6121‬‬ ‫‪57921‬‬ ‫‪5111‬‬

‫‪014.1‬‬ ‫‪6971‬‬ ‫‪6111‬‬ ‫‪76161‬‬ ‫‪5117‬‬

‫‪455.9‬‬ ‫‪9911‬‬ ‫‪40141‬‬ ‫‪49941‬‬ ‫‪5115‬‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باإلعتماد على لاصائيات بن الجزائر‪.‬‬

‫‪ ‬معدل التغطية= (الصادرات‪/‬الواردات)×‪711‬‬

‫نالاظ من خالل الجدول رقي(‪ )1.1‬أن اصة الماروقات من ليرادات الصادرات الجزائرية قد‬

‫ارتفعت من ‪ ٪15‬سنة ‪ 7695‬للى ‪ ٪61‬بين ‪ 7611‬و‪ 7616‬وكان ه ا نتيجة ارتفاع أسعار البترول‬

‫خالل الفترة (‪ )7611-7611‬بسبل الارل العربية اإلسرائيلية ايث سجل الميزان التجاري ةائيا سنة‬

‫‪ 7611‬ونفك الش‪،‬ء ادث ة‪ ،‬الفترة (‪ )7611–7616‬نتيجة الثورة اإلسالمية اإليرانية لال أن ادث عجز‬

‫‪188‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫ة‪ ،‬الميزان التجاري ة‪ ،‬أواخر السبعينات (‪ 7611‬و‪ )7611‬نتيجة ِارتفاع الطلل المال‪ ،‬على السلع‬

‫الفترة الت‪،‬‬ ‫والخدمات خاصة السلع التجهيزية الت‪ ،‬تطلبتها المشاريع اإلستثمارية اليخمة المقررة ة‪ ،‬تل‬

‫صادةت المخطط الثالث‪ ،‬والمخططين الرباعيين األول والثان‪ ،‬ايث أول‪ ،‬االهتماي بالجانل الصناع‪ ،‬دون‬

‫ايث وصلت نسبة تغطية‬ ‫الزراع‪ ،‬أما خالل الفترة (‪ )7612-7616‬تميز الميزان التجاري بفائ‬

‫ة‪،‬‬ ‫الفائ‬ ‫الصادرات للمستوردات ‪ ٪711.1‬هير أن ِانهيار أسعار البترول عاي ‪ 7619‬أدى للى ِانخفا‬

‫جوانل اليعف ة‪ ،‬هيكل اإلقتصاد‬ ‫الميزان التجاري بنسبة ‪ ٪69‬مقارنة مع السنة ‪ 7612‬و ال ي أوي‬

‫قيود على‬ ‫وةر‬ ‫الوطن‪ ،‬ومن أجل الخروج من ه ل األزمة قامت الدولة برةع معدالت االقت ار‬

‫المستوردات للسنوات ‪ 7611‬و‪ 7611‬وكانت ه ل‬ ‫المستوردات ويبين الجدول رقي (‪ )1.1‬أييا انخفا‬

‫اإلجراءات بمثابة الااةز لظهور السو الموازية للعملة الوطنية‪.‬‬

‫وة‪ ،‬سنة ‪ 7661‬سجل الميزان التجاري عج اًز بقيمة ‪ 591‬مليون دوالر وبلغت نسبة تغطية الصادرات‬

‫كما يتي لنا أييا من‬ ‫الدينار بنسبة ‪٪11.71‬‬ ‫للمستوردات ‪ ٪61.5‬ايث صادةت ه ل السنة تخفي‬

‫الجدول (‪ )6.1‬تدهور ويع الميزان التجاري ة‪ ،‬المدى القصير ايث سجلت سنة ‪ 7662‬عج اًز بسبل عجز‬

‫الالزمة ل ل واستفادت الجزائر سنة‬ ‫المهسسات الوطنية على االستيراد و امتناع البنو عن تقديي القرو‬

‫قيمت ‪ 779651‬مليون‬ ‫الموسع المنعقد مع صندو النقد الدول‪ ،‬من قر‬ ‫‪ 7662‬ة‪ ،‬ظل اتفا القر‬

‫بسبل ارتفاع‬ ‫وادة اقو سال خاصة مدت ثالثة سنوات ساعد على انتعاش الميزان التجاري و ل‬

‫أسعار البترول وتاسن قيمة الدوالر و زيادة عائدات الصادرات من الماروقات ايث شهد الميزان التجاري‬

‫بداية من سنة ‪ 7669‬كما عرةت الفترة (‪ )7661-7669‬انتعاشا أييا ة‪ ،‬الميزان التجاري بسبل‬ ‫ةائ‬

‫سعر البرميل من‬ ‫تاسن أسعار البترول بينما تراجع ه ا التاسن من جديد سنة ‪ 7661‬نتيجة انخفا‬

‫البترول للى أدنى مستوى ل (أقل من ‪ 75‬دوالر لبرميل) أما الفترة الممتدة ما بين ‪ 1999‬و‪ 5115‬ةقد‬

‫شهدت قيي مرتفعة للصادرات و ل بسبل األسعار المرتفعة للبترول نتيجة زيادة الطلل العالم‪ ،‬علي ‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫و الجدول التال‪ ،‬يوي تطور الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة(‪.)2013-5111‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)6.1‬تطور الميزان التجاري الجزائري خالل الفترة (‪)2013-0111‬‬

‫الوادة‪ :‬مليون دوالر‬

‫‪2013‬‬ ‫‪2081‬‬ ‫‪2088‬‬ ‫‪2081‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫السنوات‬

‫‪32820‬‬ ‫‪70590‬‬ ‫‪71660‬‬ ‫‪56120‬‬ ‫‪44420‬‬ ‫‪77190‬‬ ‫‪59610‬‬ ‫‪53610‬‬ ‫‪45590‬‬ ‫‪08551‬‬ ‫‪23990‬‬ ‫الصادرات من‬

‫الماروقات‬

‫‪108.6‬‬ ‫‪111.05‬‬ ‫‪112.94‬‬ ‫‪80.15‬‬ ‫‪62.25‬‬ ‫‪99.97‬‬ ‫‪74.95‬‬ ‫‪65.85‬‬ ‫‪54.64‬‬ ‫‪01.66‬‬ ‫‪28.96‬‬ ‫سعر البرميل‬

‫من البترول‬

‫‪680‬‬ ‫‪1220‬‬ ‫‪1220‬‬ ‫‪970‬‬ ‫‪770‬‬ ‫‪1400‬‬ ‫‪980‬‬ ‫‪1130‬‬ ‫‪740‬‬ ‫‪661‬‬ ‫‪470‬‬ ‫الصادرات خارج‬

‫الماروقات‬

‫‪67701‬‬ ‫‪71770‬‬ ‫‪72890‬‬ ‫‪57090‬‬ ‫‪45110‬‬ ‫‪78590‬‬ ‫‪60590‬‬ ‫‪54740‬‬ ‫‪46330‬‬ ‫‪01111‬‬ ‫‪24460‬‬ ‫الصادرات الكلية‬

‫‪%2.02‬‬ ‫‪%1.70‬‬ ‫‪%1.67‬‬ ‫‪%1.69‬‬ ‫‪%1.70‬‬ ‫‪%1.78‬‬ ‫‪%1.61‬‬ ‫‪%2.06‬‬ ‫‪%1.59‬‬ ‫‪%1.17‬‬ ‫‪%8.91‬‬ ‫اصة‬

‫الصادرات خارج‬

‫الماروقات‬

‫‪%97.97‬‬ ‫‪%98.30‬‬ ‫‪%98.32‬‬ ‫‪%98.30‬‬ ‫‪%98.29‬‬ ‫‪%98.21‬‬ ‫‪%98.38‬‬ ‫‪%97.93‬‬ ‫‪%98.40‬‬ ‫‪97.91%‬‬ ‫‪91.17%‬‬ ‫اصة‬

‫الصادرات من‬

‫الماروقات‬

‫‪-55111‬‬ ‫‪-58571‬‬ ‫‪-46900‬‬ ‫‪-38890‬‬ ‫‪-37400‬‬ ‫‪-31170‬‬ ‫‪-26350‬‬ ‫‪-20680‬‬ ‫‪-19860‬‬ ‫‪87951-‬‬ ‫‪80011-‬‬ ‫الواردات‬

‫‪11711‬‬ ‫‪63986‬‬ ‫‪60083‬‬ ‫‪6418.‬‬ ‫‪6278.‬‬ ‫‪67184‬‬ ‫‪23787‬‬ ‫‪21480‬‬ ‫‪23382‬‬ ‫‪60980‬‬ ‫‪6.381‬‬ ‫نسبة التغطية‪%‬‬

‫‪9111‬‬ ‫‪21171‬‬ ‫‪20951‬‬ ‫‪18211‬‬ ‫‪7780‬‬ ‫‪40021‬‬ ‫‪34240‬‬ ‫‪34060‬‬ ‫‪26470‬‬ ‫‪11271‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫الميزان التجاري‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باإلعتماد على التقارير السنوية لبن الجزائر‬

‫يتبن من خالل الجدول الساب أن ل ا تادثنا عن الصادرات الجزائرية ةإننا نعن‪ ،‬قطاع الماروقات ال ي‬

‫بق‪ ،‬مهيمنا بنسبة تتراوح ما بين (‪ )%98-%97‬من الصادرات اإلجمالية مما يشكل تادي كبير أماي‬

‫السلطات الجزائرية للتاول للى اقتصاد ما وراء النفط ايث نالاظ من خالل الجدول أن الصادرات من‬

‫الماروقات بقيت تمثل أهي مبيعات الجزائر وعززها على الخصوص لرتفاع أسعار النفط الخاي ة‪ ،‬األسوا‬

‫الدولية ايث ارتفعت قيمة وادة صادرات النفط الخاي الجزائرية للى‪ 112.94‬دوالر للبرميل ة‪ ،‬عاي ‪2011‬‬

‫‪190‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫وة‪ ،‬عاي‬ ‫مقابل ‪ 80.15‬دوالر ة‪ ،‬عاي ‪ 2010‬مما ساهي ة‪ ،‬لرتفاع قيمة الصادرات من الماروقات‬

‫‪ 5116‬شهدت الصادرات الجزائرية تراجع كبير بسبل تراجع أسعار البترول للى ‪ 95.52‬دوالر للبرميل بسبل‬

‫األزمة العالمية وت ثيرها على الطلل العالم‪ ،‬للنفط أما بالنسبة للصادرات خارج قطاع الماروقات ةقد بقيت‬

‫تشكل نسبة متوايعة تتراوح بين (‪ )%3.2-%1.6‬من الاجي اإلجمال‪ ،‬للصادرات ةالميزان التجاري‬

‫و ة‪ ،‬سنة ‪ 5171‬عاد التاسن للميزان التجاري بعد‬ ‫الجزائري شهد تطو ار ة‪ ،‬الفترة (‪)5111-5111‬‬

‫تاسن أسعار النفط مع بداية تالش‪ ،‬ت ثيرات األزمة العالمية‪.‬‬

‫وما يمكن قول أن من اليروري تطوير اإلنتاج من أجل ترقية الصادرات خارج الماروقات لمواجهة التزايد‬

‫ة‪ ،‬اصيلة الواردات والت‪ ،‬ه‪ ،‬ة‪ ،‬تزايد مستمر خاصة مع االنفتاح االقتصادي ‪.‬‬

‫والشكل التال‪ ،‬يوي تطور كل من الصادرات والواردات الجزائرية من سنة ‪ 5111‬للى هاية ‪.5171‬‬

‫الشكل رقم (‪:)0.1‬تطور الصادرات والواردات الجزائرية (‪)0141-0111‬‬

‫‪80000‬‬

‫‪60000‬‬

‫‪40000‬‬
‫الصادرات و الواردات‬

‫‪20000‬‬
‫الصادرات‬
‫‪0‬‬ ‫الواردات‬

‫‪-20000‬‬

‫‪-40000‬‬

‫‪-60000‬‬
‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من لعدد البااثة باإلعتماد على معطيات الجدولين السابقين رقي(‪)1.1‬و(‪)6.1‬‬

‫نالاظ من خالل الشكل أن اصيلة كل من الصادرات و الواردات الجزائرية ة‪ ،‬زيادة مستمرة‬

‫خالل الفترة(‪ )5111-5111‬أما ة‪ ،‬الفترة (‪ )5111-5112‬نالاظ زيادة سريعة ة‪ ،‬اصيلة الصادرات‬

‫‪191‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫نتيجة ارتفاع أسعار البترول ة‪ ،‬األسوا العالمية ة‪ ،‬اين شهدت سنت‪ 5116 5111 ،‬تراجع ملاوظ ة‪،‬‬

‫اصيلة الصادرات وه ا راجع للى تراجع أسعار النفط نتيجة األزمة العالمية و ت ثيراتها على الطلل العالم‪،‬‬

‫للنفط ايث بعد األزمة بدأت الصادرات الجزائرية ة‪ ،‬االرتفاع نتيجة عودة ارتفاع أسعار النفط ل وصل‬

‫سعر البرميل من النفط ‪112.94‬دوالر للبرميل بعد أن كان ‪ 95.52‬دوالر للبرميل ة‪ ،‬سنوات األزمة وشهدت‬

‫الصادرات الجزائرية نوعا من االستقرار ة‪ ،‬السنوات األخيرة نتيجة استقرار أسعار النفط والطلل العالم‪،‬‬

‫رهي ارتفاع ةاتورة‬ ‫ة‪ ،‬اين نالاظ تزايد ة‪ ،‬اصيلة الواردات الجزائرية بداية من سنة ‪5112‬‬ ‫علي‬

‫الواردات للى جانل ت ثيرات األزمة المالية العالمية على اركة األسعار ة‪ ،‬األسوا العالمية‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)1.1‬تطور معدل التغطية خالل الفترة (‪)0141-4691‬‬

‫‪300‬‬

‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬
‫‪%‬‬

‫معدل التغطية‬
‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬
‫‪1972‬‬
‫‪1974‬‬
‫‪1976‬‬
‫‪1978‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪1982‬‬
‫‪1984‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2012‬‬

‫السنوات‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باإلعتماد على الجدولين(‪ )1.1‬و(‪)6.1‬‬

‫يفسر لنا معدل التغطية مدى تغطية الواردات بالصادرات ايث تعتبر أةيل نسبة ة‪ ،‬المعامالت‬

‫التجارية الدولية الت‪ ،‬تتراوح بين ‪ %11‬و‪ %751‬وبمالاظة المعدالت الواردة ة‪ ،‬الجدول أعالل ةإن نسل‬

‫التغطية تتراوح ما بين‪ %17‬و‪ % 591‬وهو ما يفسر ارتفاع الصادرات تارة وتراجعها مرة أخرى وقد سجلت‬

‫‪192‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫معدالت التغطية معدالت مرتفعة ة‪ ،‬أهلل ةترات الدراسة كما بلغت نسبة التغطية خالل الفترة(‪-5111‬‬

‫‪ )5117‬معدالت مرتفعة ه‪ ،‬تراوات بين(‪ )%517.1 %517.1‬و الفترة (‪)5111-5119-5112‬‬

‫معدالت ترواات بين ( ‪ )%511 %591.1 %511.5 %517.1 %517.1‬بسبل بلوغ أسعار‬

‫البترول معدالت قياسية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انفتاح االقتصاد الجزائري على العالم الخارجي وأهم شركائه التجاريين‬

‫وتاليل تطور التجارة الخارجية للجزائر و ل من خالل معرةة‬ ‫سنااول من خالل ه ا العنصر استع ار‬

‫أهي الشركاء التجاريين للجزائر وك ا معرةة درجة انفتاح االقتصاد الجزائري على العالي الخارج‪ ،‬من خالل‬

‫معرةة مدى مساهمة المعامالت التجارية الخارجية ة‪ ،‬الناتج المال‪ ،‬اإلجمال‪.،‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أهم الشركاء التجاريين للجزائر‬

‫لن اوال‪ % 98 ،‬من صادرات الجزائر مقيمة بالدوالر ة‪ ،‬اين أن أكثر من ‪ %21‬من واردات من‬

‫أوربا أي مقيمة باألورو وعلي تتامل الجزائر خسائر كبرى نتيجة ارتفاع قيمة األورو ايث أصب االتااد‬

‫األورب‪ ،‬العميل األول للجزائر من ‪ 7611‬وأمريكا الشمالية ة‪ ،‬المقاي الثان‪ ،‬بعد أن كانت العميل األول قبل‬

‫‪1‬‬
‫‪.7611‬‬

‫و ة‪ ،‬الجدول التال‪ ،‬سنوي مختلف األقاليي الت‪ ،‬تصدر لليها الجزائر و قيمة الصادرات الموجهة لليها‬

‫وك ا نسل التصدير خالل الفترة (‪)5175-5117‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Khaled Chebbah, Evolution du commerce extérieur de l’Algérie : 1980-2005 Constat et analyse, Revue Campus, N°7,p47.,‬‬

‫‪193‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الوادة‪711:‬دج‬ ‫الجدول رقم‪ )41.1(:‬الصادرات السلعية و تنوع وجهات التصدير الجزائرية‬

‫اإلجمالي‬ ‫باقي دول العالم‬ ‫أسيا‬ ‫إفريقيا‬ ‫الدول العربية‬ ‫المغرب العربي‬ ‫أمريكا الجنوبية‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫باقي دول أوروبا‬ ‫االتحاد األوروبي‬ ‫البلد‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫السنوات‬

‫‪71111.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪111.7‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪711.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪521.7‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪571.9‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪611.1‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪5911.6‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪127.7‬‬ ‫‪91.1‬‬ ‫‪6111.9‬‬ ‫‪0114‬‬

‫‪72177.6‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪55.1‬‬ ‫‪5.9‬‬ ‫‪169.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪511.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪761.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪111.9‬‬ ‫‪76.5‬‬ ‫‪5112.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪191.6‬‬ ‫‪91.6‬‬ ‫‪6269.6‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪76151.2‬‬ ‫‪1.117‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪5.2‬‬ ‫‪111.9‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪66.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪512.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪517.1‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7119.2‬‬ ‫‪52.9‬‬ ‫‪1199.1‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪691.6‬‬ ‫‪26.1‬‬ ‫‪77557.1‬‬ ‫‪0111‬‬

‫‪51111.1‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪71.5‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪911.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪51.1‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪111.7‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪151.6‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7161.6‬‬ ‫‪51.5‬‬ ‫‪9917.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7779.6‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪75112.1‬‬ ‫‪0111‬‬

‫‪11572.1‬‬ ‫‪1.16‬‬ ‫‪11.7‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪616.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪197.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪171.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪5111.1‬‬ ‫‪51.1‬‬ ‫‪6292.5‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7117.1‬‬ ‫‪22.9‬‬ ‫‪76112.1‬‬ ‫‪0115‬‬

‫‪16161.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪1.111‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7119.1‬‬ ‫‪1.11‬‬ ‫‪71.6‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪112.1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪7117.1‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪71117.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7271.1‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪51166.1‬‬ ‫‪0119‬‬

‫‪15717.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪715.2‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪5612.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪115.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪112.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪215.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7115.7‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪72611.7‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪7211.1‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫‪71122.1‬‬ ‫‪0119‬‬

‫‪21621.7‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪91.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪5616.2‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪517.7‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪211.9‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪7111.5‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7617.9‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪72977.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪5151.9‬‬ ‫‪25.5‬‬ ‫‪59261.5‬‬ ‫‪0119‬‬

‫‪11119.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪19.5‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪5951.5‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪91.9‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪171.1‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪912.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪7111.2‬‬ ‫‪51.1‬‬ ‫‪6116.5‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪7999.9‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪71715.1‬‬ ‫‪0116‬‬

‫‪11112.1‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪51.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1769.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪251.7‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪611.7‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪5119.5‬‬ ‫‪56.1‬‬ ‫‪75126.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪5271.7‬‬ ‫‪16.7‬‬ ‫‪57511.1‬‬ ‫‪0141‬‬

‫‪21117.1‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪56.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1627.1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪719.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪265.1‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪7726.2‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪1719.1‬‬ ‫‪59.1‬‬ ‫‪71111.7‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪1727.1‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪51517.5‬‬ ‫‪0144‬‬

‫‪29111.9‬‬ ‫‪1.12‬‬ ‫‪59.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪1115.9‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪11.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪121.1‬‬ ‫‪5.6‬‬ ‫‪7911.1‬‬ ‫‪2.6‬‬ ‫‪1192.2‬‬ ‫‪55.7‬‬ ‫‪75227.9‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪5956.1‬‬ ‫‪22.1‬‬ ‫‪17117.5‬‬ ‫‪0140‬‬

‫‪ons .mars2014‬‬ ‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة ياإلعتماد على لاصائيات‬

‫‪194‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫نالاظ من الجدول الساب أن نسل توزيع الصادرات الجزائرية على مختلف األقاليي الجغراةية‬

‫تختلف من منطقة للى أخرى وأن هنا تنوعا جغراةيا لتصدير الصادرات السلعية الجزائرية وه ا ما يبين‬

‫الشكل البيان‪ ،‬التال‪:،‬‬

‫الشكل رقم(‪ )1.1‬نسب الصادرات السلعية الجزائرية لمختلف وجهات التصدير للفترة(‪-0114‬‬

‫‪)0140‬‬

‫االتحاد األوروبي‬ ‫باقي دول أوروبا‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫أمريكا الجنوبية‬ ‫المغرب العربي‬
‫الدول العربية‬ ‫إفريقيا‬ ‫أسيا‬ ‫باقي دول العالم‬

‫‪0% 5% 2%‬‬
‫‪2%‬‬ ‫‪1%‬‬
‫‪5%‬‬

‫‪27%‬‬ ‫‪53%‬‬

‫‪5%‬‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باإلعتماد على الجدول الساب (‪)71-1‬‬

‫بالنسبة للجزائر هو االتااد األوروب‪ ،‬من خالل‬ ‫نالاظ من خالل الشكل(‪ )1.1‬أن أول شري‬

‫الصادرات الموج للي من المواد األولية ( البترول والغاز) وأن قيمة الصادرات ناو اإلتااد األورب‪ ،‬ة‪،‬‬

‫تزايد مستمر ايث سجلت نسل مئوية من لجمال‪ ،‬الصادرات قدرت بر‪ %21‬وت ت‪ ،‬دول أمريكا الشمالية ة‪،‬‬

‫المرتبة الثانية بنسبة ‪ %51‬أما ة‪ ،‬المرتبة الثالثة ت ت‪ ،‬كل من باق‪ ،‬دول أوروبا وأمريكا الجنوبية ودول أسيا‬

‫بنسبة ‪ %2‬وت ت‪ ،‬باق‪ ،‬األقاليي بنسل متوايعة ال تتجاوز نسبة ‪.%5‬‬

‫وبعدما تعرينا لمختلف العمالء التجاريين للجزائر واألقاليي المستهدةة ة‪ ،‬تصدير المنتجات المالية‬

‫مصادر الواردات الجزائرية وأهي األقاليي المستهدةة و نسل التعامل من خالل الجدول الموال‪:،‬‬ ‫سنستعر‬

‫‪195‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الجدول رقم‪ )44.1(:‬الواردات السلعية و تنوع وجهات اإلستيراد الجزائرية‬


‫الوادة‪711:‬دج‬

‫اإلجمالي‬ ‫باقي دول العالم‬ ‫أسيا‬ ‫إفريقيا‬ ‫الدول العربية‬ ‫المغرب العربي‬ ‫أمريكا الجنوبية‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫باقي دول أوروبا‬ ‫االتحاد األوروبي‬ ‫البلد‬

‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫النسبة‪%‬‬ ‫القيمة‬ ‫السنوات‬

‫‪1911.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪11.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪917.15‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪99.5‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪711.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪22.12‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪115.7‬‬ ‫‪71.1‬‬ ‫‪667.9‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫‪161.1‬‬ ‫‪26.5‬‬ ‫‪1211.2‬‬ ‫‪0114‬‬

‫‪6211.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪717.1‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫‪7111.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪96.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪567.19‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪717.5‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪111.1‬‬ ‫‪75.2‬‬ ‫‪7761.7‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫‪7119.9‬‬ ‫‪22.1‬‬ ‫‪2561.1‬‬ ‫‪0110‬‬

‫‪71111.1‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪97.16‬‬ ‫‪77.1‬‬ ‫‪7515.6‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪69.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪151.19‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪291.5‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪117.1‬‬ ‫‪75.2‬‬ ‫‪7116.7‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪9175.9‬‬ ‫‪0111‬‬

‫‪71711.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪61.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪716.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪711.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪111.9‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪751.1‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪611.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪611.9‬‬ ‫‪77.5‬‬ ‫‪7111.1‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪1761.1‬‬ ‫‪0111‬‬

‫‪71619.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪759.5‬‬ ‫‪79.5‬‬ ‫‪5155.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪771.1‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪116.1‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪721.6‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪616.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7726.1‬‬ ‫‪75.7‬‬ ‫‪7119.5‬‬ ‫‪25.9‬‬ ‫‪1121.15‬‬ ‫‪0115‬‬

‫‪72212.2‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪716.11‬‬ ‫‪71.9‬‬ ‫‪5111.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪711.1‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪121.9‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫‪717.12‬‬ ‫‪9.2‬‬ ‫‪7171.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪7556.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7117.7‬‬ ‫‪21.1‬‬ ‫‪1115.1‬‬ ‫‪0119‬‬

‫‪76791.5‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪791.9‬‬ ‫‪76.9‬‬ ‫‪1129.9‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪797.5‬‬ ‫‪5.5‬‬ ‫‪111.2‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪769.1‬‬ ‫‪9.9‬‬ ‫‪7591.6‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪7175.6‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪7111.2‬‬ ‫‪27.6‬‬ ‫‪6627.1‬‬ ‫‪0119‬‬

‫‪52151.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪576.7‬‬ ‫‪57.5‬‬ ‫‪2121.9‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪521.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪121.1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪521.2‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪7161.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪5199.1‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7957.7‬‬ ‫‪25.1‬‬ ‫‪71267.2‬‬ ‫‪0119‬‬

‫‪51211.12‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪711.6‬‬ ‫‪55.1‬‬ ‫‪9111.9‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪521.6‬‬ ‫‪5.1‬‬ ‫‪167.1‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪111.9‬‬ ‫‪2.1‬‬ ‫‪7271.9‬‬ ‫‪9.5‬‬ ‫‪7197.1‬‬ ‫‪1.5‬‬ ‫‪5112.2‬‬ ‫‪25.1‬‬ ‫‪71611.7‬‬ ‫‪0116‬‬

‫‪11771.11‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫‪791.1‬‬ ‫‪51.1‬‬ ‫‪1119.7‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪561.6‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪616.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪111.9‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7651.7‬‬ ‫‪9.1‬‬ ‫‪7166.1‬‬ ‫‪9.6‬‬ ‫‪5111.6‬‬ ‫‪21.2‬‬ ‫‪72511.12‬‬ ‫‪0141‬‬

‫‪11152.1‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪561.1‬‬ ‫‪57.7‬‬ ‫‪1521.2‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪151.6‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪751.1‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪211.7‬‬ ‫‪1.6‬‬ ‫‪1199.1‬‬ ‫‪2.7‬‬ ‫‪7199.5‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪7162.7‬‬ ‫‪25.7‬‬ ‫‪71612.1‬‬ ‫‪0144‬‬

‫‪16111.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪115.2‬‬ ‫‪51.6‬‬ ‫‪1721.1‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪211.1‬‬ ‫‪1.7‬‬ ‫‪7519.1‬‬ ‫‪7.9‬‬ ‫‪952.2‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪5672.1‬‬ ‫‪1.2‬‬ ‫‪7125.1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1771.2‬‬ ‫‪25.1‬‬ ‫‪51151.1‬‬ ‫‪0140‬‬

‫‪ons .mars2014‬‬ ‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة ياإلعتماد على لاصائيات‬

‫‪196‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫نالاظ من خالل الجدول رقي(‪ )75.1‬أن قيمة الواردات ة‪ ،‬ارتفاع مسرتمر ايرث أن معظري الرواردات‬

‫الجزائريررة مصرردرها منطقررة األورو و بالتررال‪ ،‬ةررإن ت ر ثير األورو علررى المي رزان التجرراري يكررون مررن خررالل قيمررة‬

‫الصادرات عند تاويل قيمتها للعملة األوربية نتيجرة يرعف الردوالر أمراي األورو كمرا يظهرر أثرر األورو كر ل‬

‫م ررن خ ررالل قيم ررة الر رواردات وهر ر ا نظر ر ار لخاص ررية التج ررارة الخارجي ررة للج ازئ ررر ك ررون ص ررادراتها تس ررعر بال رردوالر‬

‫و وارداتها ت ت‪ ،‬من منطقة األورو وه ا ما ينعكك سلبا على الميزان التجاري‪.‬‬

‫والشكل الموال‪ ،‬يوي توزيع الواردات الجزائرية اسل األقاليي الجغراةية و نسل التعامل لكل لقليي‪:‬‬

‫الشــكل رقــم(‪ :)5.1‬نســب ال ـواردات الســلعية الجزائريــة لمختلــف وجهــات االســتيراد للفتــرة(‪-0114‬‬

‫‪)0140‬‬

‫االتحاد األوروبي‬ ‫باقي دول أوروبا‬ ‫أمريكا الشمالية‬ ‫أمريكا الجنوبية‬ ‫المغرب العربي‬
‫الدول العربية‬ ‫إفريقيا‬ ‫أسيا‬ ‫باقي دول العالم‬

‫‪1%‬‬
‫‪1%‬‬
‫‪16%‬‬
‫‪2%‬‬
‫‪1%‬‬
‫‪6%‬‬

‫‪8%‬‬ ‫‪56%‬‬

‫‪9%‬‬

‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باالعتماد على الجدول الساب (‪)77-1‬‬

‫نالاظ من خالل الشكل أن نسل توزيع الواردات الجزائرية على مختلف األقاليي الجغراةية تختلف من‬

‫منطقة للى أخرى وأن هنا تنوعا جغراةيا لمصادر الواردات لال أن معظمها مت ت‪ ،‬من اإلتااد األوروب‪،‬‬

‫و ت ت‪ ،‬بعدها‬ ‫ايث تتصدر المرتبة األولى بنسبة ‪ %29‬وت ت‪ ،‬دول آسيا ة‪ ،‬المرتبة الثانية بنسبة ‪%79‬‬

‫‪197‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫كل من باق‪ ،‬دول أوروبا وأمريكا الشمالية و أمريكا الجنوبية بنسل قدرت على التوال‪ ،‬بر‪%9-%1 -%6‬‬

‫ة‪ ،‬اين تعامالتها مع باق‪ ،‬الدول يئيلة بنسل تتراوح بين ‪ %7‬و‪.%2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلنفتاح االقتصادي الجزائري على العالم الخارجي‬

‫و يبين مهشر (درجة االنفتاح االقتصادي) األهمية النسبية للتجارة الخارجية (مجموع الصادرات‬

‫السلعية والمستوردات السلعية) منسوباً للى الناتج المال‪ ،‬اإلجمال‪ ،‬و درجة انكشاف االقتصاد على العالي‬

‫وال ي يعبر عن ريايياً كما يل‪:،‬‬ ‫الخارج‪ ،‬ومدى ارتباط ب أو درجة انفتاا علي‬

‫الصادرات السلعية ‪ +‬المستوردات السلعية‬ ‫درجة اإلنفتاح =‬

‫الناتج المحلي اإلجمالي‬

‫و الجدول الموال‪ ،‬يوي لنا نسبة مساهمة التجارة الخارجية ة‪ ،‬الناتج المال‪ ،‬اإلجمال‪ ،‬للفترة‬

‫(‪ )5171-7661‬و ك ا درجة االنفتاح التجاري للجزائر على العالي الخارج‪ ،‬ايث قمنا بتاويل كل من قيي‬

‫الصادرات و الورادات الموجودة ة‪ ،‬الجدول(‪ )75.1‬للى الدينار الجزائري على أساك سعر صرف الدينار‬

‫مقابل الدوالر األمريك‪.،‬‬

‫‪198‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫الجدول رقم(‪ : )40.1‬نسبة مساهمة التجارة الخارجية في الناتج المحلي اإلجمالي(‪)0141-4661‬‬


‫القيي بالمليون دينار جزائري‬

‫درجة اإلنفتاح‬ ‫إجمالي التجارة‬ ‫الواردات‬ ‫الصادرات‬ ‫الناتج المحلي اإلجمالي‬ ‫السنة‬
‫التجاري‬ ‫الخارجية‬
‫‪47.8‬‬ ‫‪50929.82‬‬ ‫‪107101.34‬‬ ‫‪158031.16‬‬ ‫‪554388‬‬ ‫‪1990‬‬
‫‪41.1‬‬ ‫‪101158‬‬ ‫‪126947‬‬ ‫‪228105‬‬ ‫‪862133‬‬ ‫‪1991‬‬
‫‪40.2‬‬ ‫‪69760‬‬ ‫‪181158‬‬ ‫‪250918‬‬ ‫‪1074700‬‬ ‫‪1992‬‬
‫‪36.0‬‬ ‫‪56386‬‬ ‫‪186167‬‬ ‫‪242553‬‬ ‫‪1189720‬‬ ‫‪1993‬‬
‫‪42.5‬‬ ‫‪9126‬‬ ‫‪321165‬‬ ‫‪312039‬‬ ‫‪1487400‬‬ ‫‪1994‬‬
‫‪48.4‬‬ ‫‪7155‬‬ ‫‪481770‬‬ ‫‪488925‬‬ ‫‪2004990‬‬ ‫‪1995‬‬
‫‪47.5‬‬ ‫‪225364‬‬ ‫‪497223‬‬ ‫‪722587‬‬ ‫‪2570030‬‬ ‫‪1996‬‬
‫‪45.5‬‬ ‫‪328313‬‬ ‫‪469101‬‬ ‫‪797414‬‬ ‫‪2780170‬‬ ‫‪1997‬‬
‫‪38.9‬‬ ‫‪88637‬‬ ‫‪506581‬‬ ‫‪595218‬‬ ‫‪2830490‬‬ ‫‪1998‬‬
‫‪43.7‬‬ ‫‪223776‬‬ ‫‪596736‬‬ ‫‪820512‬‬ ‫‪3238200‬‬ ‫‪1999‬‬
‫‪56.9‬‬ ‫‪926190‬‬ ‫‪704055‬‬ ‫‪1630245‬‬ ‫‪4098820‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪52‬‬ ‫‪738032‬‬ ‫‪731856‬‬ ‫‪1469888‬‬ ‫‪4227100‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪66.3‬‬ ‫‪654590‬‬ ‫‪1173377‬‬ ‫‪1827967‬‬ ‫‪4522800‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪55.7‬‬ ‫‪862236‬‬ ‫‪1030968‬‬ ‫‪1893204‬‬ ‫‪5247500‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪59.2‬‬ ‫‪1069400.3‬‬ ‫‪1303349.5‬‬ ‫‪2339494.2‬‬ ‫‪6150400‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪64.2‬‬ ‫‪1942368.6‬‬ ‫‪1457326.8‬‬ ‫‪3399695.4‬‬ ‫‪7563600‬‬ ‫‪5112‬‬
‫‪62.9‬‬ ‫‪2423709.6‬‬ ‫‪1471588.8‬‬ ‫‪3895298.4‬‬ ‫‪8520600‬‬ ‫‪5119‬‬
‫‪62.4‬‬ ‫‪2288259.2‬‬ ‫‪1760970.5‬‬ ‫‪4049229.7‬‬ ‫‪9306200‬‬ ‫‪5111‬‬
‫‪75.1‬‬ ‫‪2884213.6‬‬ ‫‪2709822.6‬‬ ‫‪5594036.2‬‬ ‫‪11043700‬‬ ‫‪5111‬‬
‫‪59.7‬‬ ‫‪561560.4‬‬ ‫‪2699532‬‬ ‫‪3261092.4‬‬ ‫‪9968000‬‬ ‫‪5116‬‬
‫‪59.1‬‬ ‫‪1345708‬‬ ‫‪2875526.6‬‬ ‫‪4221234.6‬‬ ‫‪11991600‬‬ ‫‪5171‬‬
‫‪62.7‬‬ ‫‪1974517.6‬‬ ‫‪3569495.8‬‬ ‫‪5544013.4‬‬ ‫‪14519800‬‬ ‫‪5177‬‬
‫‪60.7‬‬ ‫‪1575277‬‬ ‫‪4027617‬‬ ‫‪5602894‬‬ ‫‪15843000‬‬ ‫‪5175‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪750259.3‬‬ ‫‪4386744.6‬‬ ‫‪5137003.9‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5171‬‬
‫المصدر‪ :‬من لعداد البااثة باإلعتماد على التقارير السنوية لبن الجزائر ‪5171‬‬

‫‪199‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫لنا الجدول رقي(‪ )75.1‬تطور الناتج المال‪ ،‬اإلجمال‪ ،‬للجزائر نسبة للى الصادرات‬ ‫يوي‬

‫و الورادات للفترة (‪ )5171-7661‬و ك ا درجة اإلنفتاح االقتصادي الجزائري و الت‪ ،‬تي اسابها انطالقا من‬

‫المعادلة السابقة وانطالقا من بيانات الجدول(‪ )75.1‬يمكن تويي درجة انفتاح االقتصاد الجزائري على‬

‫العالي الخارج‪ ،‬من خالل الشكل الموال‪:،‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)9.1‬درجة انفتاح االقتصاد الجزائري للفترة (‪)0141-4661‬‬

‫المصدر‪ :‬من عمل البااثة باالعتماد على بيانات الجدول الساب (‪.)75.1‬‬

‫‪200‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫يظهر من خالل الشكل رقي(‪ )9.1‬أن االقتصاد الجزائري ليك منفت بدرجة كبيرة على العالي ايث‬

‫بلغت درجة االنفتاح ة‪ 7661 ،‬نسبة ‪ % 11.1‬و تراجعت درجة االنفتاح خالل سنة ‪ 7667‬لتسجل نسبة‬

‫قيمة العملة لتصل ه ل النسبة للى ‪ %19‬سنة‬ ‫‪ %17.7‬و راةقت ه ل الفترة تطبي سياسة تخفي‬

‫‪ 7661‬لتعود للى االرتفاع مرة أخرى بداية من سنة ‪ 7661‬بنسبة ‪ %15.2‬للى هاية سنة ‪ 5111‬بنسبة‬

‫قدرت بر‪% 12.7‬ثي تراجعت ه ل النسبة مرة أخرى ة‪ ،‬سنوات األزمة المالية (‪ )5171-5116‬ايث وصلت‬

‫للى نسبة ‪ %26.7‬لتعود مرة أخرى للى اإلرتفاع بعد تاسن األوياع االقتصادية من جديد ايث سجلت‬

‫نسبة ‪%91.1‬سنة ‪.5175‬‬

‫و ما يمكن القول هو أن اعتماد االقتصاد الجزائري بالدرجة األولى على الماروقات ‪ -‬البترول‬

‫والغاز الطبيع‪ ،‬يجعل من رهينة تقلبات األسعار العالمية للبترول‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬آليات معالجة تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫قيمة العملة و تقييي الدينار الجزائري ب على من قيمت الاقيقة كان كاةياً ك‪،‬‬ ‫لن اعتماد سياسة تخفي‬

‫يتلقى االقتصاد الوطن‪ ،‬صدمة قوية نتيجة انهيار أسعار البترول لتنكشف اقيقة الويع االقتصادي الهش‬

‫هير القادر على التصاي التلقائ‪ ،‬ولي يعد أماي الاكومة الجزائرية سوى اللجوء للى صندو النقد الدول‪،‬‬

‫الدينار من أهي اإلجراءات الت‪ ،‬جاء بها برنامج االستقرار االقتصادي‬ ‫ايث اعتبرت سياسة تخفي‬

‫القيود على التجارة الخارجية وسعر الصرف من أجل لعادة التوازن لميزان المدةوعات‬ ‫المتيمن رةع بع‬

‫باإلياةة للى مااولة لعطاء الدينار قيمت الاقيقية ايث عرف انخفايات ثي تخفييات كان الهدف منها‬

‫لما كان له ل السياسة من آثار بليغة على القطاع الخارج‪. ،‬‬ ‫ليجاد السعر الواقع‪ ،‬ل‬

‫‪201‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫المطلب األول‪ :‬سياسة بنك الجزائر للحد من أثر التقلبات العالمية ألسعار الصرف على سعر صرف الدينار‬

‫إلعادة توازن الميزان التجاري‬

‫ة‪ ،‬لطار ظرف يتميز بانكماش األسعار على مستوى الشركاء الرئيسيين للجزائر يواصل بن الجزائر تنفي‬

‫سياست من خالل تثبيت سعر الصرف بالنظر لتقلبات أسعار الصرف ة‪ ،‬الدول الشريكة و تقلبات األسعار‬

‫للى جانل ت ثيرات أسعار البترول و يتدخل بن الجزائر‬ ‫خاصة أسعار المنتجات ات االستهال الواسع‬

‫ة‪ ،‬سو الصرف ما بين البنو على أن ال تهثر اركة أسعار الصرف على التوازن طويل المدى من أجل‬

‫المااةظة على الويعية المالية الخارجية للبلد ويبقى التادي ة‪ ،‬لرساء تناةسية خارجية خارج قطاع‬

‫الماروقات وتاقي توازن الميزان التجاري ومن أجل تاقي ه ا الهدف ال بد أن تراة سياسة سعر الصرف‬

‫تدابير اقتصادية تستهدف زيادة اإلنتاجية و تنويع االقتصاد الوطن‪. ،‬‬

‫الاظنا مما تقدي أن الجزائر تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط والت‪ ،‬تشكل اوال‪ %61 ،‬من لجمال‪،‬‬

‫الصادرات الجزائرية وه ا ما جعلها تتامل نتائج تقلبات سعر الصرف وال ي يهثر مباشرة على الميزان‬

‫اإلجراءات و التدابير الت‪ ،‬يمكن أن تاد أو تقلص على األقل‬ ‫التجاري لبلد و علي يجل أن تلج للى بع‬

‫من ادة ه ل التقلبات والت‪ ،‬تتمثل ةيمايل‪:،‬‬

‫أوال‪ :‬تنويع مناطق اإلستيراد‬

‫بإمكان الجزائر أن تقلص من الخسائر الناجمة عن تقلبات أسعار صرف الدوالر مقابل األورو من خالل‬

‫ما يمكن أن‬ ‫قيامها بتاويل وارداتها من منطقة األورو للى منطقة أخرى أو تقليصها لك‪ ،‬تتمكن من تخفي‬

‫تتكبدل من خسائر ة‪ ،‬ةروقات األسعار خاصة وأن اوال‪ %21 ،‬من واردات الجزائر مصدرها اإلتااد‬

‫األوروب‪ ،‬لال أن أهلل الشركات الجزائرية المستوردة من أوربا ال يمكنها أن تتارر بسهولة من اإلتااد‬

‫األورب‪ ،‬مما قد ال يسم لها التخلص من ه ل االلتزامات وعلي يجل على الجزائر أن تعمل على تنشيط‬

‫‪202‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫اإلنتاج المال‪ ،‬وخاصة لنتاج اليروريات للمجتمع لتتمكن من مواجهة الطلل الداخل‪ 1،‬و بالتال‪ ،‬يجل أن‬

‫‪2‬‬
‫تركز على مايل‪:،‬‬

‫‪ ‬العمل على استقطال االستمارات األجنبية وتوجيهها للى قطاعات لنتاجية مما يساهي ة‪ ،‬تقليص ةاتورة‬

‫الواردات‪.‬‬

‫‪ ‬االستفادة من قطاع الخدمات كالسيااة مثال‪.‬‬

‫‪ ‬ترقية الصادرات خارج الماروقات و ل من خالل تنشيط القطاعات اإلنتاجية باإلياةة للى تنشيط قطاع‬

‫المهسسات الصغيرة و المتوسطة من أجل لعادة ايوية الصناعات المالية‪.‬‬

‫‪ ‬استخداي أدوات السياسة التجارية المختلفة لليغط على الواردات مثل نظاي الاصص أو الرسوي الجمركية‬

‫للى جانل تشجيع الصادرات‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬جلب العمالت األجنبية‬

‫العمل على جلل العمالت األجنبية و ل من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬القياي باإلستثمارات األجنبية هير المباشرة من خالل بيع األسهي والسندات المالية لألجانل للاصول على‬

‫العمالت األجنبية ة‪ ،‬االة اصول عجز ة‪ ،‬الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ ‬بيع العقارات المالية لألجانل للاصول على النقد األجنب‪. 3،‬‬

‫ص ص‪.761-769‬‬ ‫بطاهر عل‪ ،‬مرجع ساب‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫لخصر عبد الر از موالي و شعيل بونوة دور القطاع الخاص في التنمية االقتصادية بالدول النامية "دراسة حالة الجزائر" مجلة البااث‬
‫العدد‪ 11‬جامعة ورقلة الجزائر ‪ 5116‬ص ‪.711‬‬
‫ص‪.751‬‬ ‫‪3‬ساكر مامد العرب‪ ،‬مرجع ساب‬

‫‪203‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫ثالثا‪ :‬تنشيط سوق الصرف‬

‫صرف متطورة و نشطة ة‪ ،‬البلد من آليات التطور االقتصادي ل توجد العديد من‬ ‫وجود سو‬

‫االقتراات الت‪ ،‬من ش نها أن تساهي ة‪ ،‬تنشيط سو الصرف من أجل مواجهة اأثار المترتبة علن تقلبات‬

‫أسعار الصرف و الت‪ ،‬تتمثل ة‪:،‬‬

‫‪ -7‬الحد من نشاط سوق الصرف الموازي‪:‬‬

‫تعتبر الرقابة على الصرف والقيود المفروية علي من أهي أسبال نمو سو الصرف الموازي ويتسع‬

‫ه ا الفار بين السعرين بزيادة القيود المفروية على الصرف وعلي قامت الجزائر ة‪ ،‬ه ا السيا بالعديد‬

‫من اإلصالاات الت‪ ،‬تمك نظاي الصرف والت‪ ،‬ساهمت للى اد ما ة‪ ،‬تقريل السعر الموازي والرسم‪ ،‬لال‬

‫‪1‬‬
‫ل البد من العمل على تعمي اإلصالاات لك‪،‬‬ ‫ومن أجل تاقي‬ ‫أنها لي تصل للى سعر مواد تماما‬

‫العملة األجنبية و توازنها مع الطلل عليها مما قد‬ ‫تتماشا مع المعايير الدولية كما يجل ال مشكلة عر‬

‫ييمن استقرار الدينار و توايد سعر الصرف باإلياةة للى لمكانية رةع القيود و تارير انتقال رهوك‬

‫األموال من و للى الجزائر مما قد يساعد على عودة رهوك األموال المتداولة ة‪ ،‬السو الموازي للى القنوات‬

‫الرسمية‪.2‬‬

‫‪ -5‬مواجهة التضخم‪:‬‬

‫النقود والتاكي ة‪ ،‬الكتلة النقدية المتداولة ة‪،‬‬ ‫من خالل ويع سياسة نقدية ةعالة لمراقبة عر‬ ‫ول‬

‫السو ‪.3‬‬

‫‪1‬مامد راتول تحوالت الدينارالجزائري و اشكالية التخفيضات المتتالية وفق أسلوب المرونات الملتقى الوطن‪ ،‬اول المنظومة المصرةية الجزائرية و‬
‫التاوالت االقتصادية‪-‬الواقع و التاديات‪-‬جامعة الشلف ‪ 72-71‬ديسمبر ‪ 5112‬ص‪.119‬‬
‫‪2‬‬
‫بطاهر عل‪ ،‬اصالحات النظام المصرفي في الجزائري و أثارها على تعبئة المدخرات و تمويل التنمية اطرواة مقدمة يمن متطلبان نيل شهادة‬
‫الدكتورال ة‪ ،‬العلوي االقتصادية جامعة الجزائر ‪ 5119-5112‬ص‪.776‬‬
‫رميان‪ ،‬مامد االنضباط النقدي في ظل االقتصاد غير الرسمي و قضايا االصالح االقتصادي‪،‬مجلة االستراتيجية و التنمية العدد ‪ 17‬جامعة‬
‫‪3‬‬

‫مستغاني الجزائر جوان ‪ 5177‬ص‪.11‬‬

‫‪204‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫‪ -1‬التقليص من الضغطات المفروضة على المتعاملين في سوق الصرف‪:‬‬

‫يعان‪ ،‬المتعاملون ة‪ ،‬سو الصرف بالعديد من اليغوطات من خالل الرقابة المفروية على الصرف‬

‫ومن أ جل لعادة الايوية لسو الصرف ال بد من التخفيف من ه ل اليغوطات ومناهي المزيد من الارية‬

‫ة‪ ،‬تعامالتهي من خالل تسهيل تداول العمالت األجنبية بيعا وشراءا‪.1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -1‬تحقيق األمن و االستقرار السياسي‪:‬‬

‫لن االستقرار السياس‪ ،‬للبلد يعمل على تافيز أصاال رهوك األموال على ليداع أموالهي لدى البنو‬

‫كما تعمل أييا على استقطال رهوك األموال األجنبية من‬ ‫التجارية الوطنية بدال من تهريبها للى الخارج‬

‫أجل االستثمار ة‪ ،‬البلد وال ي يهدي بدورل للى تنشيط السو الداخل‪ ،‬وال ي يهثر ليجابا ة‪ ،‬سو الصرف‪.‬‬

‫‪ -2‬فتح مكاتب الصرف‪:‬‬

‫لن عملية ةت مكاتل الصرف توسع اركة التعامل بالعمالت الصعبة وبالتال‪ ،‬تساعد على استقطال‬

‫األموال و تجنل التعامل مع سو السو الموازي وعلي توسيع مكاتل الصرف يهدي للى تجنيل المتعاملين‬

‫الطبيعيين أو االعتباريين اللجوء للى السو الموازي للصرف مداي هنا بديل أةيل وميمون والمتمثل ة‪،‬‬

‫مكاتل الصرف والت‪ ،‬تمثل القنوات الرسمية خاصة وأنها ال تادد صقف المبالغ المصروةة ايث تقوي‬

‫بالصرف مقابل وصل رسم‪ ،‬وتتميز ه ل المكاتل أييا بتواجدها ة‪ ،‬أي مكان وال تتطلل تقديي أي وثيقة‬

‫باإلياةة للى دورها ة‪ ،‬دعي السيااة الخارجية للبلد‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Règlement de la Banque d’Algérie n°07-01, Règles applicables aux transactions courantes avec l’étranger et aux comptes devises,‬‬
‫‪www.Droit-Afrique.com Algérie‬‬
‫‪2‬‬
‫بربري مامد لمين االختيار األمثل لنظام الصرف ودوره في تحقيق النمو االقتصادي في ظل العولمة االقتصادية " دراسة حالة الجزائر مرجع‬
‫ص‪.511‬‬ ‫ساب‬
‫‪3‬‬
‫‪Cem karacadag et d'autres , des taux fixes aux taux flottants: une aventure a tenter, revue du finance et développement, décembre 2004, p‬‬
‫‪21.‬‬

‫‪205‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫رابعا‪ :‬تنويع هيكل احتياطي الصرف‬

‫لن التقلبات الت‪ ،‬تعرةها أسعار صرف العمالت األجنبية تتطلل تنويع هيكل ااتياط‪ ،‬الصرف ايث يجل‬

‫على الجزائر العمل على تجنل المخاطر الت‪ ،‬يمكن أن تنجر عن تراكي ااتياط‪ ،‬الصرف بعملة واادة‬

‫وه‪ ،‬الدوالر األمريك‪ ،‬باعتبارها ات تقلبات شديدة ة‪ ،‬سعر صرةها و علي هنا مجموعة من االعتبارات‬

‫أو القواعد الت‪ ،‬تاكي عملية االختيار بين بدائل االاتياطات‪ 1‬و تتمثل ة‪:،‬‬

‫‪ ‬تركيل هيكل الديون الخارجية من ايث توزيعها ما بين العمالت المختلفة المشكلة للديون‪.‬‬

‫‪ ‬التوزيع الجغراة‪ ،‬للصادرات و الواردات باعتبار أن النسبة الكبيرة لواردات الجزائر من اإلتااد األوروب‪.،‬‬

‫‪ ‬ال بد من األخ بعين االعتبار أن يكون توزيع االاتياطات ةيما بين العمالت األجنبية مااةظا على القدرة‬

‫الشرائية للعملة المالية‪.‬‬

‫باإلياةة للى يرورة األخ باالعتبار االستغالل األمثل و توظيف ااتياط‪ ،‬الصرف ال ي وصل خالل سنة‬

‫‪2‬‬
‫و تسير ه ا االاتياط من أجل المااةظة على القيمة الاقيقية‬ ‫‪ 5171‬للى اوال‪199 ،‬ر‪ 767‬مليار دوالر‬

‫للعملة المالية و امايتها من تقلبات أسعار صرف العمالت الدولية الرئيسية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬منهج المرونات و توزان الميزان التجاري الجزائري‬

‫يقصد بمنهج المرونات دراسة كيفية تعديل أو لزالة العجز ة‪ ،‬الميزان التجاري للدولة من خالل القياي‬

‫الصرف األجنب‪ ،‬أو‬ ‫أو رةع القيمة الخارجية للعملة المالية وبالتال‪ ،‬الت ثير على عر‬ ‫بعملية تخفي‬

‫الطلل علي ومن ثي الت ثير على ويع الميزان التجاري للدولة‪.‬‬

‫قيمة العملة المالية و العكك ة‪،‬‬ ‫ة‪ ،‬االة ادوث عجز ة‪ ،‬الميزان التجاري تتبع الدولة سياسة تخفي‬

‫قيمة العملة لمالية ال بد‬ ‫ايث تتبع سياسة رةع قيمة العملة ومن أجل نجاح سياسة تخفي‬ ‫االة الفائ‬

‫‪1‬‬
‫‪Règlement de la Banque d’Algérie n°07-01, Règles applicables aux transactions courantes avec l’étranger et aux comptes devises,‬‬
‫‪www.Droit-Afrique.com Algérie‬‬

‫‪2‬‬
‫مااةظ بن الجزائر ‪www.bank-of algeria.dz 5171‬‬

‫‪206‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫من توةر مرونة الطلل العالمية على صادرات الدولة و مرونة الطلل الوطن‪ ،‬على الواردات ايث ل ا كان‬

‫العملة يهدي للى تالش‪ ،‬العجز ة‪ ،‬الميزان التجاري ة‪،‬‬ ‫مجموع المرونتين أكبر من الوااد ةإن تخفي‬

‫‪.‬‬ ‫اين رةع قيمة العملة يهدي للى تالش‪ ،‬الفائ‬

‫قيمة العملة على اصيلة الصادرات خارج قطاع الماروقات‬ ‫ومن أجل معرةة مدى ت ثير تخفي‬

‫سنقوي بتاليل العالقة بين سعر الصرف و اصيلة الصادرات خارج الماروقات من خالل الجدول التال‪:،‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)41.1‬تطور حصيلة الصادرات خارج المحروقات تبعا لتطورات أسعار الصرف‬

‫للفترة(‪)0114-4661‬‬

‫الصادرات خارج الماروقات‬ ‫سعر الصرف(دج‪)$/‬‬ ‫السنوات‬


‫(مليون‪)$‬‬

‫‪116‬‬ ‫‪1.69‬‬ ‫‪4661‬‬


‫‪112‬‬ ‫‪71.11‬‬ ‫‪4664‬‬
‫‪116‬‬ ‫‪57.11‬‬ ‫‪4660‬‬
‫‪162‬‬ ‫‪51.12‬‬ ‫‪4661‬‬
‫‪511‬‬ ‫‪12.19‬‬ ‫‪4661‬‬
‫‪216‬‬ ‫‪11.99‬‬ ‫‪4665‬‬
‫‪117‬‬ ‫‪21.12‬‬ ‫‪4669‬‬
‫‪277‬‬ ‫‪21.17‬‬ ‫‪4669‬‬
‫‪121‬‬ ‫‪21.11‬‬ ‫‪4669‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪99.21‬‬ ‫‪4666‬‬
‫‪975‬‬ ‫‪12.59‬‬ ‫‪0111‬‬
‫‪111‬‬ ‫‪11.55‬‬ ‫‪0114‬‬

‫المصدر‪ :‬لاصائيات ‪ FMI‬و بيانات المعهد الوطن‪ ،‬لإلاصاء‬

‫من خالل الجدول (‪ )71.1‬وال ي يبين لنا تطورات اصيلة الصادرات تبعا لتطور أسعار صرف الدينار‬

‫مقابل الدوالر األمريك‪ ،‬نالاظ ت ب ل ة‪ ،‬اصيلة الصادرات خارج الماروقات من سنة للى أخرى ايث‬

‫‪207‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫انخفيت قيمة الصادرات خارج الماروقات من ‪ 439‬مليون ‪$‬سنة ‪ 7661‬للى ‪ 287‬مليون‪ $‬سنة ‪1994‬‬

‫رهي سلسلة التخفييات الت‪ ،‬عرةها الدينار ايث انخفيت قيمت من ‪ 1.69‬دينار للدوالر للى ‪ 12.19‬دينار‬

‫الصادرات أماي تغير سعر صرف الدينار ثي ارتفعت بعد ل اصيلة‬ ‫للدوالر مما يعن‪ ،‬عدي مرونة عر‬

‫ة‪ ،‬قيمة الدينار‬ ‫الصادرات خارج الماروقات للى ‪ 881‬مليون دوالر سنة ‪ 7669‬والت‪ ،‬تزامنت مع انخفا‬

‫قيمة الدينار وانما يعود‬ ‫للى ‪ 21.21‬دينار للدوالر لكن السبل الاقيق‪ ،‬ة‪ ،‬ه ا االرتفاع ال يعود للى تخفي‬

‫للى تسديد الجزائر لجزء من مديونيتها اتجال روسيا بتصدير سلع ثي عرةت اصيلة الصادرات من دون‬

‫ايث سجلت ‪ 438‬و ‪ 612‬مليون ‪ $‬خالل سنت‪ 1999 ،‬و ‪ 2000‬على‬ ‫الماروقات انخفايا بعد ل‬

‫قيمة العملة الوطنية لترتفع سنة ‪ 2001‬للى ‪ 734‬مليون ‪ $‬وسبل ه ا االرتفاع يعود‬ ‫التوال‪ ،‬رهي انخفا‬

‫أساسا للى زيادة اصيلة صادرات المواد نصف مصنعة والت‪ ،‬تتمثل ة‪ ،‬الزيوت ومشتقاتها والناتج عن زيادة‬

‫ة‪ ،‬سعر الصرف‪.‬‬ ‫اصيلة صادرات الماروقات وليك بسبل االنخفا‬

‫قيمة الدينار الت‪ ،‬عرةتها الجزائر ة‪ ،‬لطار اإلصالاات الت‪،‬‬ ‫مما سب يتي أن سلسلة لجراءات تخفي‬

‫اأثار المرجوة منها والمتمثلة ة‪ ،‬رةع اصيلة‬ ‫باالقتصاد الوطن‪ ،‬لي تمكن من تاقي‬ ‫أجرتها للنهو‬

‫الصادرات خارج الماروقات و ل راجع للى ما يل‪:،‬‬

‫‪ -‬أن الهيكل اإلنتاج‪ ،‬المال‪ ،‬مبن‪ ،‬أساسا على استخراج الماروقات وتصديرها وأن هير مرن نتيجة‬

‫ليعف البنية االقتصادية وهو ما يعن‪ ،‬عدي قدرة جهازها اإلنتاج‪ ،‬المال‪ ،‬على التكيف مع‬

‫قيمة العملة لزيادة الصادرات خارج قطاع الماروقات‪.‬‬ ‫تخفي‬

‫‪ -‬أن الطلل العالم‪ ،‬على الصادرات الجزائرية ال يتسي بالقدر الكاة‪ ،‬من المرونة المطلوبة إلاداث‬

‫ألن أهلل الصادرات الجزائرية متكونة من الماروقات والت‪،‬‬ ‫الت ثير اإليجاب‪ ،‬لسياسة التخفي‬

‫تاددها ظروف خارجة عن سيطرة الدولة‪.‬‬

‫قيمة عملتهي ال يمكن‬ ‫‪ -‬كما أن شرط عدي قياي المتعاملين التجاريين اأخرين بإجراء مماثل بتخفي‬

‫‪208‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫يمان ة‪ ،‬ظل االقتصاديات المعاصرة والت‪ ،‬تارص على تاقي مصلاتها العليا‪.‬‬

‫هير ماق ايث أن األسعار‬ ‫‪ -‬الشرط المتعل باستقرار األسعار المالية وعدي ارتفاعها بعد التخفي‬

‫ة‪ ،‬قيمة العملة‪.‬‬ ‫ة‪ ،‬الجزائر عرةت ارتفاعا مستم ار تزامن مع لجراء التخفي‬

‫سعر الدينار الجزائري بموجل أسلول المرونات المنصوص علي من طرف صندو‬ ‫لن تخفي‬

‫لي يكن ل ت ثير واي على توازن الميزان التجاري الجزائري‬ ‫النقد الدول‪ ،‬ة‪ ،‬لطار برامج التعديل الهيكل‪،‬‬

‫وه ا راجع لكون شرط مارشال ليرنر يكون صاياا ةقط ل ا كان العجز ة‪ ،‬الميزان طفيف و ه‪ ،‬الاالة الت‪،‬‬

‫المال‪ ،‬من‬ ‫تكون ةيها قيمة الصادرات مساوية لقيمة الواردات تقريبا و أييا ة‪ ،‬االة كون مرونة العر‬

‫سلع الواردات و الصادرات كبيرة جدا و ه ا الشرط أييا هير ماق ة‪ ،‬الجزائر و ل لعدي مرونة العر‬

‫المال‪ ،‬بسبل يعف بنيتها االقتصادية نتيجة عدي قدرة الجهاز اإلنتاج‪ ،‬للدولة من القدرة على التكيف مع‬

‫التغيرات ة‪ ،‬األسعار لزيادة اإلنتاج الموج للتصدير أو توةير اإلنتاج من السلع الت‪ ،‬تال مال الواردات‬

‫وه ا لكون الصادرات الجزائرية أاادية المصدر مقتصرة ةقط على الصادرات من الماروقات و الت‪ ،‬تمثل‬

‫نسبة ‪ %61‬من مجموع الصادرات‪.‬‬

‫قيمة الدينار الجزائري ال يشجع الصادرات كون الجهاز اإلنتاج‪،‬‬ ‫ومن ما يمكن القول هو أن تخفي‬

‫للدولة أساس قطاع الماروقات باإلياةة للى كون الطلل الخارج‪ ،‬على الماروقات تتاكي ةي عوامل‬

‫للى جانل كون الصادرات البترولية تسعر بالدوالر وال ي تتادد قيمت‬ ‫خارجية منها ق اررات منظمة األوب‬

‫الدينار أي‬ ‫ة‪ ،‬أسوا العمالت و لي يكن للدينار الجزائري أي دور ة‪ ،‬تاديد أسعار التصدير سواء بتخفي‬

‫ال‪.1‬‬

‫وأن القاعدة تقول تخفي‬ ‫الدينار الجزائري لي يكن ل أي ت ثير على زيادة الصادرات‬ ‫و بالتال‪ ،‬تخفي‬

‫المشهود ة‪ ،‬الميزان‬ ‫قيمة العملة وة منهج المرونات هير صالاة عمليا ة‪ ،‬االقتصاد الجزائري وأن الفائ‬

‫‪1‬‬
‫مامد راتول الدينار الجزائري بين نظرية أسلوب المرونات و إعادة التقويم مرجع ساب ص‪511‬‬

‫‪209‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫المتتالية‬ ‫التجاري ة‪ ،‬العقود المايية سبب تاسن أسعار البترول وليك إلنعكاسات عمليات التخفي‬

‫للدينار الجزائري ويمكن أن يعود العجز ة‪ ،‬الميزان التجاري بمجرد تراجع أسعار الماروقات‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬منهج اإلستعاب و توازن الميزان التجاري الجزائري‬

‫عالقة وثيقة بين أرصدة ميزان المدةوعات وسعر الصرف‬ ‫وةقا لنظرية ميزان المدةوعات هنا‬

‫أو رةع سعر الصرف‪ .‬ه ل العملية‬ ‫من أجل التوازن عن طري تخفي‬ ‫و يمكن تعديل العجز أو الفائ‬

‫تسم بالنظر ة‪ ،‬رصيد ميزان المدةوعات الجزائري وعلى وج الخصوص الميزان التجاري كون يتي لنا‬

‫أن نقدر االة الموازين الخارجية للبلد‪.‬‬

‫وتعتبر نظرية االستعال المهشر ال ي يتي من خالل قياك ما يسمى بصاة‪ ،‬الطلل الخارج‪ ،‬ةإ ا كان‬

‫رصيد الميزان التجاري ليجاب‪ ،‬ةه ا يعن‪ ،‬أن اإلنتاج المال‪ ،‬اإلجمال‪ ،‬أعلى من اإلنفا المال‪ ،‬اإلجمال‪،‬‬

‫وعلي ترتفع قيمة العملة المالية أما ل ا كان الرصيد سلب‪ ،‬ةه ا يعن‪ ،‬أن النفقات تتجاوز الناتج القوم‪،‬‬

‫قيمة العملة الوطنية اتى تكون مناسبة للتعديل‪.1‬‬ ‫اإلجمال‪ ،‬وعلي تعمل السلطات النقدية على تخفي‬

‫قيمة العملة الخارجية وةقا ألسلول اإلستعال تكون لها قيمة عالجية عندما يتعل‬ ‫لن سياسة تخفي‬

‫األمر بتصاي االختالالت ة‪ ،‬الميزان التجاري لال أن ه ل السياسة يصعل تاقيقها عمليا على االقتصاد‬

‫الجزائري و ل لكون منهج اإلستعال ينطل من ةرييات هير منطبقة على االقتصاد الجزائري ايث أن‬

‫على الصادرات الوطنية‬ ‫ه ل السياسة ال تكون ةعالة ل ا لي تكن مصاوبة بالمرونة من جانل العر‬

‫و مرونة أييا من جانل الطلل األجنب‪ ،‬على الواردات للى جانل أن ةريية سيادة االة التوظيف التاي‬

‫وبالتال‪،‬‬ ‫لعناصر اإلنتاج ال يمكن تاقيقها ة‪ ،‬اقتصاد يعان‪ ،‬من أزمات اقتصادية كاالقتصاد الجزائري‬

‫تطبي منهج اإلستعال ت ثيرل يكون طفيف على الميزان التجاري الجزائري للسبل الرئيس‪ ،‬والمتمثل ة‪ ،‬كون‬

‫الصادرات الجزائرية ترتكز على الماروقات و ت ثيراتها تكون خارجية تخيع للعوامل المتاكمة ة‪ ،‬أسعار‬

‫‪1‬‬
‫‪Adouka lakhdar ,op.cit,p156.‬‬

‫‪210‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫والدينار الجزائري ليك‬ ‫البترول لياةة للى أن العملة الدولية المعتمدة ة‪ ،‬تسعير الماروقات ه‪ ،‬الدوالر‬

‫المطبقة‪. 1‬‬ ‫ل أي ت ثير واي من خالل عمليات التخفي‬

‫لن مختلف التعديالت واإلجراءات المتخ ة من طرف السلطات النقدية بخصوص الدينار الجزائري والت‪،‬‬

‫العديد من‬ ‫بغية تاقي‬ ‫كانت تهدف أساسا للى استرجاع القيمة الاقيقية للعملة الوطنية تدريجيا و ل‬

‫األهداف االقتصادية و الت‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬التقليل من الفار بين سعر الصرف الرسم‪ ،‬و الموازي‪.‬‬

‫‪ -‬تقريل قيمة الدينار الجزائري من قيمت الاقيقية‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع االستثمار خارج قطاع الماروقات ‪.‬‬

‫‪ -‬زيادة ةعالية الجهاز اإلنتاج‪ ،‬للدولة وال ي يهدي بدورل للى زيادة الصادرات خارج الماروقات وتقليص قيمة‬

‫الواردات وال ي ينعكك مباشرة على ويعية الميزان التجاري للدولة ‪.‬‬

‫وما على الجزائر لال العمل على تعزيز وتاسين ويعية اقتصادها الاقيق‪ ،‬من خالل استغالل اإليرادات‬

‫الكبيرة و عائداتها من الماروقات ‪.‬‬

‫وخالصة لما سب و من أجل تصاي اإلختالل ة‪ ،‬الميزان التجاري الجزائري ال بد من استغالل العائدات‬

‫البترولية ة‪ ،‬لقامة مشاريع استثمارية منتجة من أجل التقليل من ةاتورة الواردات وتشجيع الصادرات خارج‬

‫الماروقات وه ا بدورل ما يعزز ة‪ ،‬الرةع من قيمة العملة المالية ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ص‪.751‬‬ ‫ساكر مامد العرب‪ ،‬مرجع ساب‬

‫‪211‬‬
‫الفصل الثالث‪.........:‬سبل عالج تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫خالصة الفصل الثالث‪:‬‬

‫ومن خالل دراستنا لسعر صرف الدينار الجزائري وطبيعة الميزان التجاري للبلد توصلنا للنتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬المبالغة ة‪ ،‬الرقابة على الصرف األجنب‪ ،‬الت‪ ،‬تفريها السلطة النقدية الجزائرية دةعت األعوان االقتصاديين‬

‫بما ةيهي األجانل اللجوء للى سو الصرف الموازي للقياي بعمليات تاويل العمالت األجنبية األمر ال ي‬

‫ساهي ة‪ ،‬توسع رقعة ونشاط ه ا األخير وازدادت درجة مساهمت ة‪ ،‬تقليص اجي التاويالت من العمالت‬

‫األجنبية الت‪ ،‬تمر عبر القنوات الرسمية وانعكاسات السلبية على أداء النشاط االقتصادي وثقة المتعاملين‬

‫(ماليين أو أجانل ) ة‪ ،‬العملة الوطنية‪.‬‬

‫‪ -‬أن االقتصاد الجزائري ليك منفت بدرجة كبيرة على العالي ايث أظهرت الدراسة أن نسبة مساهمة التجارة‬

‫الخارجية للى الناتج المال‪ ،‬اإلجمال‪ ،‬قدرت ل‪. ٪11‬‬

‫أسلوب‪ ،‬المرونات واإلستعال‬ ‫ومن خالل تطرقنا ألساليل معالجة الخلل ة‪ ،‬الميزان التجاري وة‬

‫توصلنا للى‪:‬‬

‫يعتمد أسلول المرونات ة‪ ،‬عالج الخلل بالميزان التجاري للدولة على مرونة كل من الصادرات و الواردات‬ ‫‪-‬‬

‫من خالل الميزان التجاري‬ ‫بالنسبة لسعر صرف العملة المالية من أجل توجي ميزان المدةوعات و ل‬

‫للدولة و ه ا الشرط هير ماق بالنسبة للجزائر نتيجة عدي قدرة الجهاز اإلنتاج‪ ،‬للدولة على التكيف مع‬

‫التغيرات ة‪ ،‬األسعار من خالل زيادة اإلنتاج الموج للتصدير وه ا لكون الصادرات الجزائرية أاادية‬

‫المصدر تقتصر على الصادرات من الماروقات و الت‪ ،‬تمثل اوال‪ %61 ،‬من مجموع الصادرات‪.‬‬

‫هير أن‬ ‫منهج اإلستعال لها دور كبير ة‪ ،‬تصاي الخلل بالميزان التجاري‬ ‫قيمة العملة وة‬ ‫‪ -‬تخفي‬
‫ةرييات المنهج على االقتصاد‬ ‫يصعل تاقيقها عمليا على االقتصاد الجزائري وه ا راجع لعدي تاق‬
‫الجزائري (مرونة الطلل على الصادرات باإلياةة شرط سيادة االة التوظيف التاي لعناصر اإلنتاج) ‪.‬‬
‫وة‪ ،‬الفصل الموال‪ ،‬سنااول قياك أثر تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري مقابل الدوالر األمريك‪ ،‬من‬
‫خالل صياهة نمو ج قياس‪ ،‬للفترة (‪.)5171-7661‬‬

‫‪212‬‬
‫الفصل الرابع‬

‫دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف‬


‫على الميزان التجاري الجزائري‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لى اس م م صل للتتا م م للا م م الف م م‬ ‫للف فل م م‬ ‫تتا م م‬ ‫ل م م لمم ممص د م م لى اس م م ص تلفل م م د م مما لةم ممام لف‬

‫لم مما‬ ‫للتهت م م لهة ةم ممل لف اس م م ص م م تح ول م م للف م م‬ ‫لم ممح أسم مملح‬ ‫وللتف م م‬ ‫أحك ته م م د م مما لىةم ممافل‬

‫لى اس م م م ص‬ ‫للللئم م م لى اس م م م صل ل ه م م م تاالفلاه م م م ول م ممل لاا اه م م م و ل م م م ت م م م ت م ممفح لة م مماتصل أة م م م لل‬

‫للق ئتم م م ‪ .‬و م ممص اممم ممصص‬ ‫اصل م ممص أو ام م ممصلح للف فل م م م‬ ‫وللام م م اتكم م م ت م م م للاوس م ممح ل م مما ف فل م م م‬ ‫للقل ةم م م‬

‫فلق م م للاك تم ممح‬ ‫م م ل لل سم ممح ح ولف م م ا لل م م‬ ‫لىفحم ممصلف وف م م‬ ‫فت م م‬ ‫لل م ممف للتةم ممامت لاقم ممصلف تم م م صى‬

‫ول م م م للت م ممصص ل م ممل ة م مممف س م ممف لل م ممصلف ف للا لالئ م ممف و فس م مملص‬ ‫للتام م ماللت ىتالم م م ف وا م مموص للمف م م م للة م ممللل‬

‫أاممح تمفف م تممصص اممر ف‬ ‫‪ 9110‬لمما ي ل م صلةممتلف ‪ 3092‬ت م‬ ‫للتل م لال للاا م ف تممفح لل اممف ا م ف‬

‫ل ةم للم للتاالم لف‬ ‫تم تممفح لفم ج فتممو‬ ‫للممصلف ف للا لالئممف‬ ‫لاالممف ةمممف سممف‬ ‫للاام ف‬ ‫للتلم لال‬

‫تحم م م ممح للص لفة م م م م (ةم م م مممف للسم م م ممف و أةم م م ممم ف لللام م م ممفوح كتاال م م م مفل تةم م م مماق ل و فسم م م مملص للتل م م م م لال للاا م م م م ف‬

‫للسم م ممافص للم صل م م م ‪ OLS‬ف م م م للاقم م ممصلف ت م م م تم م ممفح‬ ‫فلق م م م للتفلم م م م‬ ‫كتاالم م ممف ا م م م ل ) و ل م م م ل ةم م مماتصل‬

‫لفف تج للم‪.Eviews‬‬

‫فتسص للتل حث للا لل ‪:‬‬ ‫وله ل للاف‬

‫للتلحث لهوح‪ :‬لتال ف لةاق لففل للةفةح للالتفل و ةللل لفاح و اففاف)‪(Engle- Granger Test‬‬

‫للسافص للم صل ‪OLS‬‬ ‫للتلحث لل ف ‪ :‬فلق للتفلم‬

‫ةمف سف للصلف ف للااللئف د ا للتل لال للاا ف‬ ‫للتلحث لل لث‪ :‬ل س أ ف اق ل‬

‫‪214‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫المبحث األول‪ :‬اختبار استقرارية السالسل الزمنية و سببية انجل و جرنجر)‪(Engle- Granger Test‬‬

‫للصلف ف للااللئف‬ ‫للةللل لل كح ت فسلص للتل لال للاا ف و ةمف سف‬ ‫ت أاح اقصلف للمف‬

‫تق لح للصوىف ت تفح ةللل أفاح و افلفاف ىلص ت اوفف شف ةاق لففل للةفةح للالتفل ت ف س‬

‫و ت أاح صفلة لإلةاق لففل ةفقو ل تال ف ا ف للوحص ‪. Unit Root‬‬ ‫للصفا‬

‫المطلب األول‪ :‬اختبار استقرارية السالسل الزمنية‬

‫لتال ف ا ف للوحص لا فحص‬ ‫ولهص‬ ‫فةاتص لتال ف ا ف للوحص ل حك د ا لةاقفلف للةفةح للالتفل‬

‫ى أفف ةو‬ ‫ا ف للوحص‬ ‫تفح فاف للصفلة وفي امصص لتال لف‬ ‫تولص للةفةح للالتفل لكح للتاال لف‬

‫‪. ADF‬‬ ‫فةاتص لتال ف صلك فولف للتوة‬

‫‪ -1‬اختبار ديكي فولر الموسع‪:ADF‬‬

‫ة ة فسلص للتل لال للاا ف و ةمف سف للصلف ف‬ ‫للل للاصوح للا ل فا ئج لتال ف ‪ ADF‬لكح ت‬

‫للااللئف ‪.‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)1.1‬نتائج اختبار ‪ ADF‬لكل سلسلة زمنية‬

‫للفوع‬ ‫للتمفول‬ ‫للقل دفص تةاول‬ ‫للقلت للتحةول ‪ADF‬‬ ‫للتاالف‬

‫‪%10‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪%1‬‬

‫ة كف لمص لل فو لهولا‬ ‫‪-9.209943‬‬ ‫‪-9.134307‬‬ ‫‪-3.247310‬‬ ‫‪-3.993192‬‬ ‫‪DBC‬‬

‫ة كف لمص لل فو لهولا‬ ‫‪-9.209943‬‬ ‫‪- 9.134307‬‬ ‫‪-3.247310‬‬ ‫‪-3.907490‬‬ ‫‪DTCN‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫‪215‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫للصفلة ام ف ت تشك دص لىةاقفلف دفص للتةاوص)‪ (level‬ولكفه‬ ‫اشلف فا ئج للاصوح أ تاال لف‬

‫اسلح تةاقف دفص لل ف لهوح أ احاو د ا ا ف للوحص لتمفا أ للتاال لف تاك ت ت للصفا لهولا‬

‫حات ح واوص للا ف‬ ‫و لالح ت تفح للاصوح أ‬ ‫تت لمف أ للةفلةح للالتفل ااحف تم دلف للالت‬

‫لهح ص تمصو كت ففح أ للقل للتحةول أساف ت للاصولل دفص تةاوص تمفول ‪%90 %3 %9‬‬

‫للالتفلال‬ ‫كف للة ة ال‬ ‫حلث أ‬ ‫و لوح لل فلل لللصل‬ ‫‪H‬‬


‫للمص‬ ‫لل ف‬ ‫وتفه فقو لفف‬
‫‪H‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪0‬‬

‫‪ TCN BC‬تةاقف دفص لل ف لهوح ‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)4.1‬إستقرارية السلسلة ‪BC‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫‪216‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫الجدول رقم(‪ :)4.1‬إستقرارية السلسلة ‪TCN‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫لى اسم صل للك لم اكمو‬ ‫للتاالم لف‬ ‫أ أي م‬ ‫م للفام ئج تم للف فلم للقل ةمل للام ا امف‬ ‫افةما‬

‫ت سل لىةماقفلف لممص أتم لل مفو‬ ‫يلف ة كف ف للتةاوص ولكفه اسلح ة كف ف لل ف لهوح كت اا‬

‫ففا ئج صفلة‬ ‫للا للقل لهتفص وت‬ ‫لهولا لكح ت ةمف للسف و فسلص للتل لال للاا ف ت للصفلة‬

‫ح للاركص‬ ‫ول لهاح لل للتاال لف للحقلقل لهة ةل وف‬ ‫اواص دف‬ ‫لىةاقفلف اشلف لا أفه ل ك ف‬

‫للسمافص للم صلم ‪ OLS‬وسم‬ ‫فلقم للتفلمم‬ ‫اقمص‬ ‫لهم ف مس صفام للاك تمح ‪-‬فةمو‬ ‫أ اتلم للتاالم لف‬

‫فم لهامح للقسملف وتةم ف للامولالف فم لهامح لل ولمح‬ ‫تفئتم لمفل لمل للقمل للتشم ص لهم للتاالم لف‬

‫ل فإ للمف للاولالفل امف أفه ى لتك ه ت للتاال لف للاحف ل ةاقفح د لهتف و و‬ ‫وفلف د‬

‫ول م هامح لمل‬ ‫افلج لتالم لف للاك تمح للام اتالمف واموص دف م اولالفلم‬ ‫ت لفق ف لا للت و للا لل و‬

‫للتاال لف لهة ةل ‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اختبار العالقة السببية لـ انجل وج ار نجر)‪(Engle- Granger Test‬‬

‫لمص للاحق ت شف لةاق لففل للةفةح للالتفل ةفقو ل تال ف للمف للةللل هفاح و افلفاف‬

‫والجدول الموالي يوضح العالقة السببية بين سعر الصرف الرسمي للدينار و رصيد الميزان التجاري‪.‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)1.1‬اختبار العالقة السببية بين سعر صرف و رصيد الميزان التجاري‪.‬‬

‫لىحات ح‬ ‫‪F-statistic‬‬ ‫دصص للتش صل‬ ‫لل فلل‬

‫‪Probability‬‬ ‫"‪"Obs‬‬ ‫"‪"Null-Hypothesis‬‬

‫‪0.1123‬‬ ‫‪0.00299‬‬ ‫‪33‬‬ ‫)‪D(bc‬ى لةل )‪D(tcn‬‬

‫‪0.0346‬‬ ‫‪3.68800‬‬ ‫)‪ D(tcn‬لةل )‪D(bc‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫ممو‬ ‫ممح فس مملص للتلم م لال للاام م ف‬ ‫أ‬ ‫م م ل لىتالم م ف ممو تمففم م تم م ل ممل ف د مما تم م‬ ‫تم م‬ ‫لله ممص‬

‫وت م م‬ ‫لم ممل ف ف م م فسم مملص للتل م م لال للاا م م ف‬ ‫م ممو لل م م‬ ‫أو ةم مممف للسم ممف‬ ‫لم ممل ف ف م م ةم مممف للسم ممف‬ ‫لل م م‬

‫ت ممفح فام م ئج لتال م م ف يفلفا ممف ل ة ممللل لالم ممح أف ممه ى لتكم م أ فقلم ممح لل فل ممل للق ئ م م لمممر فس مملص للتل م م لال‬

‫و ممو أكل ممف لك ل ممف تم م‬ ‫ممو ‪0.11‬‬ ‫للاام م ف ل ممل ف د مما ة مممف للس ممف (ه لحاتم م ح ل مموح م م لل فل ممل‬

‫‪ )0003‬فم م م ح م ممل أففم م م لتكم م م أ فقل م ممح ففل م ممل أ ة م مممف للس م ممف ل م ممل ف فم م م فس م مملص للتلم م م لال للاام م م ف‬

‫دفص تةاوص تمفول ‪. %3‬‬

‫‪218‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬صياغة نموذج أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري بطريقة المربعات‬

‫الصغرى العادية‬

‫للمف‬ ‫ف للقل س لى اس ص للتتك لةاتصلته ل حسوح د ا اقصل لف لتم تف‬ ‫لواص للمصلص ت‬

‫و للتاالف للتةاقح‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪i‬‬


‫د للتاالف للا ل‬ ‫ح للملف للتا ح و للا ااوفف د ا لل ف‬ ‫ف‬ ‫لى اس ل‬

‫ف للاقصلف لهك ف شلود لاقصلف للمف‬ ‫للسافص للم صل (‪ )OLS‬ت أ‬ ‫و امالف فلق للتفلم‬ ‫‪X‬‬ ‫‪i‬‬

‫ول لهاح ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طريقة المربعات الصغرى ‪.OLS‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم طريقة المربعات الصغرى العادية‬

‫لهاح حلث ارت لمل لإلدال ف‬ ‫ول‬ ‫للسافص للم صل لاقصلف للمف‬ ‫اةاتص تفهال للتفلم‬

‫حلث‬ ‫ل ج التف ل تاال لف‬ ‫لآل ف للحفكل سلف لهاح (‪ )Short run dynamics‬كوفه لالت فا لف‬

‫صت ح‬ ‫ى أفه االت ا للق ل فلق ‪ OLS‬ت‬ ‫لل ف للقل ةل لهتفص و ل لفي ت ا وفلاه‬ ‫أ تم‬

‫‪.‬‬ ‫للامصلف‬ ‫لم‬

‫للتفهال ت ل ‪:‬‬ ‫وام لج‬

‫ت ح تاال لف لهةم ف‬ ‫للةفةح للالتفل‬ ‫‪ -9‬تشك لإلدات ص للتاصلتح (‪ )Endogeneity‬لل تم‬

‫لا (‪.)Serial Correlation‬‬ ‫لا حصوث لفال‬ ‫ص الص‬ ‫وللا‬ ‫ف صلل لل‬

‫‪219‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫تفح لةاتصل للتاالف لهصلا‬ ‫حلث لا للات ص تفه ت‬ ‫للةفةح للالتفل‬ ‫دص ةكو‬ ‫‪-3‬س‬

‫ل لةكو ت‬ ‫للسافص د ا ةفةح التفل ااس‬ ‫فلق للتفلم‬ ‫(‪ )Instrument Variable‬وا لل‬

‫للف حل لإلحس ئل ‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪: :‬فرضيات منهجية المربعات الصغرى العادية‬

‫ت ل ‪:‬‬ ‫للسافص ل اف‬ ‫ل فلق للتفلم‬ ‫لاقصلف تم ل للفتو‬

‫ل للشف أة ة ف ح ل واوص دص‬ ‫ت ل ات‪:‬‬ ‫للمله لفال‬ ‫للتةاق تفال‬ ‫‪ -9‬أ ى اكو للتاال لف‬

‫للتةاق‬ ‫أ ى لكو لل للتاال لف‬ ‫أ أفه لا‬ ‫تةاق ف للتم صل لا ةلف ة و للتاالف للا ل‬ ‫تاالف‬
‫ل‬

‫و حاا لةهح للامف د ا أ ف كح تاالف تةاقح د ا للتاالف للا ل د ا حصص‪.‬‬ ‫لفال‬

‫لتس ئص اام ه أك ف فم لل ت يلف ت‬ ‫للسافص للم صل ااس‬ ‫للتقصف ل فلق للتفلم‬ ‫‪ -3‬للاقصل لف‬

‫‪ OLS‬لر‬ ‫ااتا اقصل لف‬ ‫ف أتفص‬ ‫للت ل و يلف للتاحلال للا لتك للحسوح د له ت‬ ‫للاقصل لف‬

‫له أ ح ال ل ‪.‬‬

‫‪ -2‬أ للت ر للمشولئ تاالف دشولئ تةاقح و لرت ل توال و ة لل و س فل لحلث لكو تاوة ه تة ول‬

‫‪2‬‬
‫ل س ف‪. E(εi)=0‬‬

‫لل للتاالف للمشولئ ‪ εi‬ف لل اف للالتفل ‪ t‬و لتاه ف فاف التفل ىحق ‪.‬‬ ‫‪ -7‬ى لواص لفال‬

‫لماتص د ا للحص للمشولئ ‪ εi‬و لال للاوالل لل للم ‪.‬‬ ‫‪Y‬‬ ‫‪i‬‬
‫‪ -3‬أ للتاالف للا ل‬

‫‪1‬‬
‫‪.Xi‬‬ ‫‪ εi‬و للتاال لف للتةاق‬ ‫لل للتاالف للمشولئ‬ ‫‪ -2‬ى لواص لفال‬

‫‪ 3099‬ص‪.33‬‬ ‫لل ق ف لهفص‬ ‫أساسيات االقتصاد القياسي باستخدام ‪ Eviewse‬ص لف للكا‬ ‫ت لص تحتص للةولد‬
‫‪1‬‬

‫االقتصاد القياسي بين النظرية و التطبيق باستخدام برنامج ‪ Eviews7‬صلف للتةلف ل فشف وللاوالل‬ ‫صلوص وت لص تحتص للةولد‬ ‫د‬ ‫حة‬
‫‪2‬‬

‫لهفص ‪ 3092‬ص ص‪.93-97‬‬ ‫ولل ل د‬

‫‪220‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫لل ول ف لى اس صل‬ ‫ول‬ ‫صلئت ت‬ ‫) ص ى اف ل‬ ‫(لل فو‬ ‫للشفو‬ ‫للقوح فإ‬ ‫ويفا د‬

‫فلق‬ ‫للشفو فإ للفا ئج للا فحسح د له ت لةاتصل‬ ‫ل احقق‬ ‫و لك‬ ‫لى اس صل‬ ‫وللمف‬

‫للسافص للم صل ‪ OLS‬اكو د ا صف كللف ت للتسصل ل ‪.‬‬ ‫للتفلم‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صياغة النموذج القياسي ألثر تقلبات سعر صرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري‬

‫للصلف ف للااللئف و ك ل ا وف فسلص للتل لال‬ ‫للف ف لا وف ةمف سف‬ ‫للا ف‬ ‫لمص اح ل ف ف‬

‫و أةم ف‬ ‫ةمف للسف‬ ‫ف‬ ‫للح س‬ ‫للاال لف‬ ‫ل للتلحث صفلة دف‬ ‫ةفح وح ف‬ ‫للاا ف ل لااللئف‬

‫د ا تصص لةاتصل ةمف للسف‬ ‫وللو و‬ ‫احصلص للم للمف‬ ‫لللافوح د ا للتل لال للاا ف و ل لهص‬

‫كرصل ل ةل ة لى اس صل ف للااللئف ل إلل ف لا تمفف صفا ار لف للاال لف للح س ف أةم ف لللافوح‬

‫د ا فسلص للتل لال للاا ف للااللئف وك ل تصص ا ل ح ل لى اس ص للااللئف ت للف فل لى اس صل للا‬

‫د ت أ لللل ف‬ ‫للتل لال للاا ف‬ ‫لا اق لص للماال ف‬ ‫للص‬ ‫ةمف للسف‬ ‫ف‬ ‫افص أ لىفت‬

‫ف للتصص‬ ‫تف ل ىتال ف ل اركص ت واوص دف‬ ‫لل‬ ‫لإلحس ئل للتاوفف لصلف تقوت ل لصوىف لهتفلك‬

‫لل ولح لل للاال لف للا احصث ف ةمف سف للصلف ف للااللئف ل لفةل ل صوىف لهتفلك و للاال لف للا‬

‫س ص لف للااللئف لا احسلح لفلصلاه ل لصوىف لهتفلك‬ ‫و ل ه تم‬ ‫احصث ف فسلص للتل لال للاا ف‬

‫أةم ف للسف و فسلص للتل لال للاا ف للااللئف لداتصف ف‬ ‫لل اال لف‬ ‫وت أاح ل س صفا لىفال‬

‫للة ة و ل ل ةامت ح تم تح للاحصلص‬ ‫للسافص‪ OLS‬لصفلة لىاا للم له‬ ‫فلق للتفلم‬ ‫لح ف‬

‫لل‬ ‫للصفلة د ا صفلة للمف‬ ‫ل هف تصص ار ف أحص للتاالفل لاالف لآلتف حلث ل اسف فتو‬ ‫لل‬

‫أةم ف لللافوح كتاالفل تةاق ل‬ ‫لىةت‬ ‫فسلص للتل لال للاا ف كتاالف ا ل و كح ت ةمف للسف‬

‫‪1‬‬
‫ا تم للق ف تسف ‪ 3093‬ص‪3‬‬ ‫و لللحوث لإلحس ئل‬ ‫تشخيص اإلنحدار(مشاكله و عالجه)‪،‬تمهص للصفلة‬ ‫دلص للحتلص تحتص للمل ة‬
‫‪221‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫لت ةمف للسف و أةم ف لللافوح ةلل ف د ا فسلص للتل لال للاا ف للااللئف‬ ‫ل لا ل فإ أ االف ف‬

‫‪ 9110‬لا ي ل‬ ‫ةفول لصلل ت ا ف‬ ‫تم ل‬ ‫للصفلة‬ ‫ف‬ ‫للا ا لدات ص‬ ‫كت أ للتاال لف‬

‫صلةتلف ‪. 3092‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الصياغة الرياضية للنموذج‬

‫فصل ت ةممف للسمف لإلةمت حلمث لمتمح لإلفا م ع فم ةممف للسمف‬ ‫لفال للتل لال للاا ف لمف‬

‫للتح م‬ ‫لل م‬ ‫لمما لفت م‬ ‫لمملص‬ ‫لهتممف للم‬ ‫لهةممم ف للتح لم ولفا م ع لهةممم ف لهافللم‬ ‫د مما لفت م‬

‫للتح ل وتفه الل ص للس ص لف ‪.‬‬ ‫ولهافل د ا للتفاا‬ ‫للتح‬ ‫لهافلل والل ص لل‬ ‫د ا للتفاا‬

‫و لم‬ ‫ل تلم لال للاام ف للا لالئمف‬ ‫للص لفةم لى اسم صل للقل ةمل ولم فتمو‬ ‫ةفح وح ت تفح‬

‫لرت ا و لف للتل لال للاا ف كتاالف ا ل و احصلص كح ت ةمف للسف لإلةت و أةمم ف لللامفوح كمولتمح‬

‫تل ف ف احصلص فسلص للتل لال للاا ف للااللئف تفح لل اف ‪ 0991‬لا ي ل ‪3102‬‬

‫واوص دف ت ل لل للتاالف للا ل وللتاالف للتةاقح لتك للامللف د ا للصلل ل لسلا للا لل ‪:‬‬ ‫ل فا لف‬

‫(‪BC= ƒ(TCN,p(…………………..….(4-1‬‬

‫ولسلا أتفص‪:‬‬

‫)‪BC= a+b1TCN +b2P+  ………….……….(4-2‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫حلث‪:‬‬

‫‪ :BC‬فسلص للتل لال للاا ف‬

‫‪ :a‬لل ل‬

‫لحصص للمف لل للتاالفل ‪.‬‬ ‫‪ :b‬للتلح لل‬

‫‪ :TCN‬ةمف سف للصلف ف للااللئف تق لح للصوىف لهتفلك ‪.‬‬

‫‪ :P‬أةم ف لللافوح‪.‬‬

‫‪ :‬للت ر للمشولئ ‪.‬‬

‫للتللف ف للت ح ف (‪ )10‬ا لف ج للفتو ‪.‬‬ ‫ولدات صل د ا للتم ل‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة وصفية لبيانات السلسلة المختارة‬

‫تقلت ل لصلف ف للااللئف‬ ‫ل اف ‪ 3092-9110‬و‬ ‫للصفلة د ا أة س ةفو‬ ‫لل ف‬ ‫أت‬

‫ت سفصو‬ ‫أت‬ ‫لللل ف‬ ‫للقل ةل لرت ةف ‪ 3000‬كةف أة س و‬ ‫ول هةم ف لل لا و ل ل هف‬

‫للفقص للصول ‪ FMI‬ولف للااللئف حلث اات ح تاال لف للصفلة ف ‪:‬‬

‫ت للصلف ف تق لح صوىف أتفلك ولحص‪.‬‬ ‫‪ ‬متغيرة سعر الصرف اإلسمي ‪ :TCN‬و و دصص للوحصل‬

‫وللشكح للتولل لولح ة ة ا وف ةمف للسف لإلةت ل صلف ف للااللئف تق لح للصوىف لهتفلك ‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫الشكل رقم (‪ :)1.1‬رسم بياني من مخرجات ‪ EVIEWSE‬لتطور سعر الصرف االسمي للدينار‬

‫الجزائري من ‪.4014-1110‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫‪ FMI‬تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬حس ئل‬

‫للااللئفل‬ ‫و لت للولفصل‬ ‫لت للس ص لف‬ ‫‪ -‬متغيرة رصيد الميزان التجاري‪ :BC‬دل ف د لل ف لل‬

‫وللشكح للتولل لولح ة ة لا وف فسلص للتل لال للاا ف ل اف (‪.)3092-9110‬‬

‫‪224‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫الشكل رقم (‪ :)4.1‬تطور رصيد الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫لف للااللئف تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬حس ئل‬

‫‪225‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫الشكل رقم (‪ :)4.1‬رسم بياني من مخرجات ‪ EVIEWSE‬لتطور أسعار البترول في الفترة ‪-1110‬‬

‫‪.4014‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫لف للااللئف تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬حس ئل‬

‫للصلف ف تق لح‬ ‫وللل لف للشكح ف (‪ )2.7‬ا وف كح ت فسلص للتل لال للاا ف للااللئف وةمف سف‬

‫للصوىف لهتفلك و ك ل أةم ف لللافوح تفح فاف للصفلة ‪.3092-9110‬‬

‫‪226‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫الشكل رقم(‪ :)1.1‬تطور كل من رصيد الميزان التجاري و سعر الصرف األجنبي و أسعار البترول‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫‪227‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقدير النموذج باستخدام طريقة المربعات الصغرى ‪OLS‬‬

‫ل فلق ‪OLS‬‬ ‫حلث أ هف اقصلف للفتو‬ ‫للصفلة‬ ‫لل تاال لف‬ ‫ل للاالج ةفقو لاقصلف للمف‬ ‫ف‬

‫وللا امص لهفلح ت واه ف ف للتم للف لى اس صل ولإلحس ئل وللقل ةل كوفه اةافص د ا تلصأ اسالف‬

‫لهت ج لا أصفا حص تتك و ل دفص تةاوص تمفول ‪ %3‬ل ةاتصل لفف تج ‪Eviewse9‬‬ ‫تاتوع تفلم‬

‫للفا ئج للا لل ‪:‬‬

‫الجدول رقم(‪ :)5.1‬نتائج تقدير أثر تطور سعر الصرف الدينار الجزائري على الميزان التجاري خالل الفترة‬

‫(‪.)4014-1110‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫‪228‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫ل ت تفح ش ف للتم ل تمفح فامف‬ ‫له تمفول ل اس صل‬ ‫ففح ت تفح للاصوح أ للفتو‬

‫حلممث‬ ‫) و م ل لاولف م ت م للف فل م لى اس م صل‬ ‫) و‬ ‫للص لفة م ( للتم ت م ‪:‬‬

‫فصلم لمل ا مو لف‬ ‫و ك ل دف‬ ‫فصل لل ةمف للسف و فسلص للتل لال للاا ف‬ ‫اشلف لا واوص دف‬

‫لرتم للسملا‬ ‫للم‬ ‫أةم ف لللافوح و فسلص للتل لال للاا ف وللا لتك لةمافا اه تم للشمكح للمم ل فتمو‬

‫ود لم‬ ‫حلث ى لتك ا لل للسملا للت لم لل وي فلاتلم كمو للتاامف للام ل ‪ BC‬لحتمح مل ةم لل‬ ‫للت ل‬

‫كت ل ‪:‬‬ ‫لتك سل ي للفتو‬

‫(‪BC=-131.11+1.35TCN+0.51P…...……..(4.3‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تقييم النموذج اقتصاديا‬

‫‪ -1‬تأثير أسعار الصرف على رصيد الميزان التجاري‪:‬‬

‫فصل لل اال لف ةمف للسف وفسلص للتل لال‬ ‫اشلف للتم ت لواوص دف‬

‫لت‬ ‫للتل لال للاا ف لم ‪ 9.23‬وحص‬ ‫الص الل ص ةمف للسف لوحص ولحص لا الل ص ف ئ‬ ‫للاا ف‬

‫لت للمت للتح ل (تق لح لفا ع ةمف للسف‬ ‫حلث أ لفت‬ ‫لاولف ت للف فل لى اس صل‬

‫لا لفت‬ ‫للتح ل ل لفةل ل م ل للت فا تت للص‬ ‫دولتح لإلفا‬ ‫اك لل‬ ‫لا لفت‬ ‫لهافل ) الص‬

‫لا افلا للولفصل‬ ‫للتح ل ت للص‬ ‫لهةم ف للتح ل تق فف ت لهةم ف للم لتل والل ص اف فةل للتفاا‬

‫و ل لا ل الل ص فسلص للتل لال للاا ف ‪.‬‬ ‫و الل ص للس ص لف‬

‫‪229‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪ -4‬تأثير أسعار البترول على رصيد الميزان التجاري‬

‫ألل لل أةم ف لللافوح و فسلص للتل لال‬


‫ً‬ ‫فصل‬ ‫‪ :‬اشلف ش ف للتم ت لا واوص دف‬

‫لا الل ص فسلص للتل لال للاا ف ل م ‪ 0.39‬وحص و ل‬ ‫حلث أ الل ص أةم ف لللافوح لوحص ولحص الص‬ ‫للاا ف‬

‫ح ص اسل‬ ‫للت ائ هةم ف لللافوح لا أالت‬ ‫حلث للص لىفت‬ ‫ت لا ل و للف فل لى اس صل‬

‫للاال لف ‪.‬‬ ‫و شصلص للحة ةل لت ح‬ ‫للهلكح لى اس ص للااللئف لل‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقييم النموذج إحصائيا‬

‫للتاحسح د له حس ئل وللاصوح للا ل‬ ‫ارا تفح اقلل للتم ت‬ ‫لمص دت ل اقصلف تم ل للفتو‬

‫للفتو ‪.‬‬ ‫لولح اقلل تم تف‬

‫الجدول رقم (‪ :) 6.1‬تقييم معلمات النموذج‬

‫‪DW‬‬ ‫‪T‬‬ ‫‪F‬‬ ‫‪R2‬‬ ‫المقاييس‬


‫اإلحصائية‬

‫‪38.0‬‬ ‫‪.2.2‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪1.59‬‬ ‫‪12.0‬‬ ‫للفتو‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫المعالم معنوية عند ‪α= % 5‬‬

‫‪230‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪ -‬معامل التحديد ‪R2=0.63.‬‬

‫اقصف لم ‪.%22‬‬ ‫له صف ا ةلفل‬ ‫لالح لف ت تفح تم تح للاحصلص ‪ R2=0.63.‬أ للفتو‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬معامل التحديد التوفيقي المعدل ‪=1.59‬‬

‫ل للتلشف لكو تم تح للاحصلص تا ً أحل ًف لالصلص لالل ص للتاال لف‬ ‫ل لح لإلحس ئلو لةاتصل‬

‫اشكح فق فةل ‪. %31‬‬ ‫و فاص أ تمفول لىفال‬

‫‪ -‬اختبار فيشر ‪(: F‬المعنوية الكلية للنموذج)‬

‫ل لموص لا اصوح فلشف‪F‬دفص صفاا للحفل )‪(n-k‬و)‪ (k-1‬و تةاوص تمفول‬

‫أ أ ‪:‬‬ ‫ولصلف لت فلشف للتحةول‬ ‫فاص ‪:‬‬

‫للتةاق ( ةمف للسف‬ ‫للتاالف‬


‫ل‬ ‫لللصلح أ أ‬ ‫و فقلح لل ف‬ ‫للمص‬ ‫فف‬ ‫‪ :‬وتفه ففف‬

‫له تمفول حس ئل ‪.‬‬ ‫وأ للفتو‬ ‫و أةم ف لللافوح)ال ف ف فسلص للتل لال للاا ف‬

‫‪-‬اختبار ستودنت ‪:T‬‬

‫أ للقل للتحةول‬ ‫وففح ت تفح ل ةاوصف‬

‫و ل دفص تةاوص تمفول ‪ 5%‬أ أ كح للتم ل تقلول‬ ‫أكلف ت للقل للتاصول‬

‫حس ئل ‪.‬‬

‫‪-‬إختبار االرتباط الذاتي االخطاء )‪DW=0.83:)DW‬‬

‫‪231‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪ n=44‬و ‪ k=1‬دفم م م م م م م م ممص تةم م م م م م م م مماوص لل ق م م م م م م م م م ‪ %3‬فم م م م م م م م ممإ ‪ dL=9.74‬و ‪du=9.32‬‬ ‫ل ك فممممممممم‬

‫لل لا‬ ‫‪ dL‬للا ات ح للحص لهصفا ىفمصل لىفال‬ ‫‪ DW‬فق ففه ت للقلتال للتاصولال‬ ‫لمص حة‬

‫دفمص‬ ‫‪ n‬ودصص لتاال لف للتةاق ‪ k‬ف للفتو‬ ‫دصص للتش صل‬ ‫و ‪ du‬للا ات ح للحص له سا و ل حة‬

‫للا ل ‪:‬‬ ‫تةاوص تمفول ‪ %3‬حلث افحسف لت ‪ DW‬لل (‪ 1)7-0‬و ل ت لولحه للتت‬

‫الشكل رقم(‪ :)5.1‬توضيح القيم الجدولية لالرتباط الذاتي‬

‫لا توا‬ ‫لفال‬ ‫ش‬ ‫لل لا‬ ‫لفمصل لىفال‬ ‫ش‬ ‫لا ة ل‬ ‫لفال‬

‫‪0‬‬ ‫‪dL‬‬ ‫‪du‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪7 -du‬‬ ‫‪7-dL‬‬ ‫‪7‬‬

‫دصلص للل ح ‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫لل م لا‬ ‫أسمماف ت م ‪ dL‬لةمماصح د مما وامموص لىفال م‬ ‫اق م ف لت م ‪ DW‬ل م لقل للاصولل م حلممث‪ :‬فممإ ل ك ف م‬

‫أكلمف تم ‪dU‬‬ ‫ول ل كم‬ ‫للم لا‬ ‫أو لوح ففلل واموص لىفالم‬ ‫ول ل و لل ‪ dL‬و ‪ dU‬ىلتك فف‬ ‫توا‬

‫أو‬ ‫ول ل و لل ‪ 4-dU‬و ‪ 4-dL‬ىلتكم ففم‬ ‫لل لا‬ ‫و أساف ت ‪ 4-dU‬لةاصح د ا دص واوص لىفال‬

‫لل لا ة ل ‪.‬‬ ‫أكلف ت ‪ 4-dL‬لةاصح د ا واوص لىفال‬ ‫ول ل ك‬ ‫لوح لل فلل‬

‫‪.d L‬‬ ‫أحت‬ ‫لت ‪ DW=0.83‬و‬ ‫لل لهت ج كو‬ ‫لا توا‬ ‫وتفه فةافاج أفه لواص لفال‬

‫قياس أثر تغيرات النفط الخام على بعض المؤشرات االقتصادية الكلية لألقطار العربية الخليجية األعضاء في‬ ‫حةل د‬ ‫أحتص صف و وة‬ ‫د‬
‫‪1‬‬

‫للمفلل و للصولل للمصص‪ 21‬للم لف ‪ 3093‬ص‪.72‬‬ ‫منظمة األوبك للمدة (‪ ،)4002-1110‬تا للتةافسفل ل صفلة‬

‫‪232‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪ -‬اختبار التوزيع الطبيعي للبواقي (‪:)jarque-bera‬‬

‫ت تفح لتال ف ا ف لل لف‪.‬‬ ‫ةفح وح صفلة لتال ف للاوالل لل للم ل فتو‬

‫الشكل رقم (‪ :)6.1‬نتائج اختبار جاك بي ار‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫أ ح ت ‪ x²‬للاصولل حلث‪ x²= 3.11 :‬دفص تةاوص‬ ‫لت ‪ jarque-bera=0.48‬و‬ ‫لت أ‬

‫للمل ‪.‬‬ ‫ااوالع اواللم‬ ‫لوح لل فلل لهة ةل للق ئ لر لللول‬ ‫تمفول ‪ 0.03‬وتفه لتك‬

‫‪233‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪ -‬اختبار عدم تجانس الخطأ (اختبار‪) Breusch-Pagan-Godfrey‬‬

‫ل تال ف ‪Breusch-Pagan-‬‬ ‫للال ل لحص للت ر و ل ل لقل‬ ‫لإلفحصلف و ل‬ ‫فت‬ ‫ت لل ففلل‬

‫‪.Godfrey‬‬

‫الجدول رقم(‪:)74.‬نتائج اختبار ‪Breusch-Pagan-Godfrey‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫‪234‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫‪ X²=N×R²=24×0.398359=9.560619:‬و لت ‪P=0.0084‬‬ ‫لت حس ئل ‪X²‬‬

‫أكلف ت للقلت للاصولل‬ ‫وتفه حس ئل ‪ X²‬للتحةول ت تفح للاصوح اة و ‪ 9.560619‬و‬

‫ففلل‬ ‫وتفه ففف‬ ‫‪‬‬ ‫تفل لصفا حفل ‪ 0‬و تمفول ‪ 1010‬حلث‪ 3.84 :‬‬ ‫لاوالل ك‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪.‬‬
‫‪K 1 .‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪1‬‬

‫لحس ًئل ‪.‬‬ ‫لوح للفتو‬ ‫للمص ‪ H 0‬وتفه فةافاج أ ال ل لىت ج يلف تاا فس و د له لتك‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مقارنة البيانات الفعلية و القيم التقديرية للنموذج‬

‫للصفلة ت تفح للشكح للا ل ‪:‬‬ ‫لل م ل و للقل للاقصلفل لفتو‬ ‫لتك للتق فف لل لللل ف‬

‫الشكل رقم(‪ :)2.1‬منحنى القيم المقدرة و الفعلية للنموذج خالل الفترة (‪)4014-1110‬‬

‫‪Eviewse8‬‬ ‫دصلص للل ح ل إلدات ص د ا تتفا‬ ‫المصدر‪ :‬ت‬

‫‪235‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫ا ل لل تفحفا للقل لل م ل وتفحفا للقل للتقصف و ل‬ ‫ف‬ ‫ت تفح للشكح (‪ )7.7‬ففح أ‬

‫لى اس ص للااللئف ‪.‬‬ ‫لا ل وللول‬ ‫لل‬ ‫للتتا ف لملف د فتو‬ ‫ت لام ف فلكص أ للفتو‬

‫الفرع الثالث‪ :‬تحليل النتائج المتوصل إليها‬


‫فصل لل ةمف للسف و فسلص للتل لال للاا ف و ك ل‬ ‫اوس ف ت تفح صفلةاف لا واوص دف‬

‫ت للف فل‬ ‫ل ت لاولف‬ ‫و‬ ‫أةم ف لللافوح و فسلص للتل لال للاا ف‬ ‫فصل ألل لل ا و لف‬ ‫دف‬

‫لت للمت للتح ل ) و ا وف أةم ف لللافوح‬ ‫لهافل (ات ل‬ ‫حلث أ لفا ع ةمف للسف‬ ‫لى اس ل‬

‫حلث فم أ للمف‬ ‫و تفه الل ص فسلص للتل لال للاا ف‬ ‫للولفصل‬ ‫و ات ل‬ ‫لا الل ص للس ص لف‬ ‫الص‬

‫لت‬ ‫ك ت فت ل‬ ‫فصل أ‬ ‫وفسلص للتل لال دف‬ ‫ةمف للسف‬ ‫للح س ف‬ ‫للتواوص لل للاال لف‬

‫للمف وت تفح‬ ‫ودفص اقصلف‬ ‫ل لا احة ولمل فسلص للتل لال للاا ف‬ ‫للمت للو فل أصص‬

‫للسافص اوس ف لا لا أفه ل االف ةمف سف للصلف ف لوحص ولحص االف فسلص للتل لال‬ ‫ل فلق للتفلم‬

‫ف االف فسلص‬ ‫وحص ولحص لاةل‬ ‫ف حل أ للاالف ف أةم ف لللافوح‬ ‫‪ 9.23‬وحص‬ ‫لللاا ف‬

‫‪ 0.39‬وحص ‪.‬‬ ‫للتل لال للاا ف‬

‫‪236‬‬
‫الفصل الرابع‪........:‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري الجزائري‬

‫خالصة الفصل الرابع‪:‬‬

‫لت م للممصلف ف للا لالئممف د مما فسمملص للتل م لال للاا م ف‬ ‫تف م ت م تممفح م ل لل سممح لقل م س أ ممف ات ممل‬

‫م ةم كف دفممص لل ممف لهوح‬ ‫تممفح لل اممف ‪ 3092-9110‬حلممث أ هممف للفام ئج أ اتلم للةفةممح للالتفلم‬

‫للسممافص ‪ OLS‬و ممص‬ ‫فلق م للتفلم م‬ ‫لتال م ف ‪ ADF‬كت م ا م اقممصلف للصلل م تحممح للص لفة م لولة م‬ ‫لولة م‬

‫للصفلة لا للفا ئج للا لل ‪:‬‬ ‫اوس ف ت تفح‬

‫فصل لل كح ت (ةمف سمف للمصلف ف للا لالئمف تق لمح للمصوىف لهتفلكم و أةمم ف لللامفوح)‬ ‫‪ -‬اواص دف‬

‫مف للتةمماق ( ةمممف للسممف و أةممم ف لللاممفوح) ل ةممف‬


‫حلممث أ للتاالم ل‬ ‫و ا مموف فسمملص للتل م لال للاا م ف‬

‫ل ت لاولف ت للف فل لى اس صل ‪.‬‬ ‫الل ص فسلص للتل لال للاا ف‬

‫ك ممح لىتالم م لف وللتقم م للس لىحسم م ئل تمفولم م‬ ‫فقممص أك ممص‬ ‫‪ -‬أت م تم م للف حلم م لإلحسم م ئل وتمفولم م للفت ممو‬

‫م ع للتحفو م‬ ‫لماتممص د مما للس م ص لف ت م ف‬ ‫لمكممس ولمممل لى اس م ص للا لالئممف لل م‬ ‫و لل م‬ ‫للفتممو‬

‫ةمف للسف ف احصلص ‪.‬‬ ‫احصص تف ت لىول وى صتح لاق ل‬ ‫ولل‬ ‫و للا اةمف ل لصوىف لهتفلك‬

‫‪237‬‬
‫الخــــاتـــمـة العــامة‬
‫الخاتمة العامة ‪............................................................................‬‬

‫انطالقا مما سبق وجدنا أن انفتاح األسواق وتحرير المعامالت االقتصادية بكافة أشكالها مع تزايد حركة‬

‫رؤوس األموال دوليا أدى إلى حدوث أزمات اقتصادية قابلة لالنتقال من دولة إلى أخرى بغض النظر عن‬

‫مدى سالمة األسس االقتصادية في أية دولة ‪.‬هذا ما أدى إلى تسجيل اختالالت في موازين المدفوعات‬

‫لمعظم الدول‪ ،‬حيث كان لسياسة سعر الصرف أهمية وموقع ضمن أساليب القضاء على االختالل الخارجي‬

‫وكذلك ضمن إجراءات برامج اإلصالح االقتصادي خاصة المدعمة من طرف صندوق النقد الدولي للبلدان‬

‫النامية بوجه خاص‪ ،‬مما أدى إلى جعلها نقطة التقاء واشتراك بينها‪ ،‬وذلك بغرض القضاء على اختالل‬

‫توازنها الخارجي حتى تتمكن من االندماج والتكيف مع التغيرات االقتصادية والنقدية العالمية المتجددة‬

‫باستمرار‪.‬‬

‫وقد حاولنا من خالل دراستنا اإلجابة على التساؤل المطروح و ذلك من خالل االعتماد على منهجية‬

‫مكنتنا من فهم هذا التوازن وتحديد مواضع الخلل فيه ومحاولة عالجها من خالل سياسة سعر الصرف‪ ،‬التي‬

‫تعددت أوجه استخدامها من طرف الدول‪ ،‬وقد شكلت سياسة التخفيض كتغيير إداري ألسعار الصرف الحل‬

‫األكثر انتهاجا من قبل الدول النامية‪ ،‬التي يعد العجز في ميزان مدفوعاتها ميزة لها‪ ،‬خاصة مع وجود الكثير‬

‫من الدراسات التي قام بها مجموعة من االقتصاديين محلليين ألثر هذه السياسة على عالج الحساب الجاري‬

‫بصفة خاصة و ميزان المدفوعات عموما‪.‬‬

‫إن استخدام الدول لسياسة سعر الصرف لم يكن الغرض األول منه القضاء على اختاللها الخارجي وانما‬

‫لتهيئة اقتصادها للدخول إلى االقتصاد العالمي ومواكبة تطوراته‪ ،‬خاصة مع االتجاه نحو تطبيق أسعار‬

‫صرف أكثر مرونة‪ ،‬وكانت الجزائر واحدة من هذه الدول بقيامها بالتغيير التدرجي لسياسة صرفها‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫الخاتمة العامة ‪............................................................................‬‬

‫لقد توصلنا من خالل دراستنا أن العالقة الموجودة بين التغيرات الحاصلة في سعر الصرف ورصيد‬

‫الميزان التجاري هي عالقة طردية‪ ،‬أي كلما إنخفضت قيمة العملة الوطنية أدى هذا إلى تحسن وضعية‬

‫رصيد الميزان التجاري‪ ،‬باإلضافة إلى وجود عالقة طردية أيضا بين تغيرات أسعار البترول و رصيد الميزان‬

‫التجاري ‪ ،‬حيث كلما زادت و تحسنت أسعار البترول نتج عن ذلك تحسن في رصيد الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬اختبار صحة فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫من أجل القيام بهذه الدراسة قمنا بوضع مجموعة من الفرضيات تحت االختبار فكانت اإلجابة‬

‫كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬تتمحور الفرضية األولى كون أن تخفيض سعر صرف الدينار الجزائري في المدى الطويل له‬

‫اثر إيجابي في تحسين وضعية الميزان التجاري ‪ ،‬وهذا ما توصلنا إليه من خالل دراستنا ‪.‬‬

‫‪ -2‬في حين تفترض الفرضية الثانية إنه بإمكان سياسة تخفيض قيمة العملة المحلية لوحدها من‬

‫إزالة اختالل الميزان التجاري دون اللجوء إلى إجراءات وسياسات تكميلية‪ ،‬وهذا ما ال يتماشى مع‬

‫وضعية االقتصاد الجزائري‪ ،‬كون الصادرات الجزائرية ترتكز على منتج و حيد أال و هو البترول‬

‫و بالتالي فهي تتأثر بالصدمات التي يشهدها سوق النفط ‪.‬‬

‫‪ -‬نتائج الدراسة‪:‬‬

‫توصلنا من خالل دراستنا إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بينت الدراسة أن الدينار الجزائري كان مقيماً بأعلى من قيمته الحقيقية خالل الفترة (‪ )1691 -1691‬بسبب‬

‫الرقابة المفروضة عليه آنذاك‪ ،‬وقد كان إلنهيار أسعار البترول عام ‪ 1699‬أثر سلبي على اإلقتصاد الوطني‬

‫‪240‬‬
‫الخاتمة العامة ‪............................................................................‬‬

‫مما دفع بالسلطات النقدية للتفكير في تخفيض الدينار‪ ،‬حيث توالت التخفيضات منذ أزمة ‪ 1699‬وهكذا‬

‫انتقل الدينار الجزائري من مرحلة التثبيت إلى مرحلة التعويم المدار‪.‬‬

‫‪ -‬شهد نظام صرف الدينار الجزائري عدة تطورات ترمي في مجملها إلى مسايرة ديناميكية النظام النقدي‬

‫الدولي والق اررات االقتصادية المحلية‪ ،‬كله قصد رفع مستوى أداء االقتصاد الكلي من أجل تحقيق توازن في‬

‫ميزان المدفوعات‪.‬‬

‫‪ -‬أن اعتماد االقتصاد الجزائري بالدرجة األولى على المحروقات ‪ -‬البترول والغاز الطبيعي يجعل منه رهينة‬

‫تقلبات األسعار العالمية للبترول‪.‬‬

‫‪ -‬يعاني االقتصاد الجزائري من اختالل في القنوات المصرفية والتي حالت دون تحقيق توازن بين العرض‬

‫والطلب على العمالت األجنبية‪ ،‬ما أدى بدوره إلى تحفيز نشاط السوق الموازي للصرف‪.‬‬

‫كما بينت الدراسة أن الهدف األساسي من وراء تخفيض العملة الوطنية هو تحرير التجارة الخارجية والغاء‬ ‫‪-‬‬

‫بعض القيود المفروضة على المستوردات‪ ،‬وتشجيع الصادرات من غير المحروقات وادماج اإلقتصاد الوطني‬

‫ضمن اإلقتصاد العالمي‪.‬‬

‫‪ -‬شكلت سياسة تخفيض قيمة العملة المحور األساسي ضمن سياسات اإلصالح االقتصادي المدعم من طرف‬

‫صندوق النقد الدولي في البلدان النامية‪.‬‬

‫‪ -‬سياسة التخفيض لم تؤدي إلى حدوث تحسين مباشر على الميزان التجاري والتوازن الخارجي ألن هذا األخير‬

‫غير حساس في المدى القصير لتغيرات أسعار الصرف‪ ،‬حيث أثبتت نتائج الدراسة التطبيقية أن لتقلبات‬

‫سعر صرف الدينار الجزائري و أسعار البترول تأثير واضح على تحسين وضعية الميزان التجاري‪ ،‬وأن‬

‫‪241‬‬
‫الخاتمة العامة ‪............................................................................‬‬

‫‪ -‬الفائض المشهود في الميزان التجاري في العقود الماضية سببه تحسن أسعار البترول‪ ،‬وليس النعكاسات‬

‫عمليات التخفيض المتتالية للدينار الجزائري ويمكن أن يعود العجز في الميزان التجاري بمجرد تراجع أسعار‬

‫المحروقات‪.‬‬

‫‪ -‬التخفيض في قيمة الدينار كانت حتمية أملتها ظروف داخلية (اختالل خارجي‪ ،‬عملة مقيمة بأكثر من‬

‫قيمتها)‪ ،‬وظروف خارجية خاصة ضغوط المنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬عدم التوافق بين االختالل في الميزان التجاري الجزائري الذي يصنف على أنه اختالال هيكليا وطبيعة سياسة‬

‫التخفيض باعتبارها إجراء مؤقت وظرفي‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ضعف تأثير هذه السياسة على الميزان التجاري‪.‬‬

‫‪ -‬التغيرات الحاصلة في سعر الصرف لم يكن الهدف منها التأثير على الميزان التجاري بجانبيه الصادرات‬

‫والواردات بقدر ما كان الهدف هو تصحيح سعر الصرف ذاته و االنتقال إلى نظام أكثر مرونة‪.‬‬

‫واجماال يمكن أن نستخلص أن سعر صرف الدينار الجزائري وسياساته لم يكن الهدف منها القضاء‬

‫على االختالل الخارجي‪ ،‬وانما التوصل إلى تحقيق قابلية التحويل الكلية للدينار‪ ،‬واالتجاه نحو تحرير سعر‬

‫الصرف‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫الخاتمة العامة ‪............................................................................‬‬

‫التوصيات و اإلقتراحات‪:‬‬

‫تتويجا لما جاء في البحث من دراسة و تحليل‪ ،‬وعلى ضوء النتائج المستخلصة يمكن تقديم جملة من‬

‫التوصيات نوجزها في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة القيام بتعديالت حقيقية في الهيكل االقتصادي‪ ،‬و كذا بمجموعة من الدراسات المسبقة لسياسة‬

‫التخفيض بالوقوف على شروط نجاحها و مدى توافرها في االقتصاد المطبق لها من أجل الوصول إلى اآلثار‬

‫اإليجابية الحقيقية المتوخاة منها‪.‬‬

‫‪ -‬بما أن حوالي ‪ ٪69‬من صادرات الجزائر هي من المحروقات تتجه معظمها نحو الواليات المتحدة‬

‫األمريكية وبعض الدول األوربية‪ ،‬ومن أجل تحقيق نمو اقتصادي توصي الدراسة بضرورة النهوض باإلنتاج‬

‫الوطني وتنويعه جغرافياً وعدم اإلعتماد على المحروقات والمواد األولية‪.‬‬

‫‪ -‬ينبغي البحث عن بديل للصادرات النفطية بتنويع مصادر الدخل وذلك بتوسيع القاعدة االقتصادية و إقامة‬

‫ركائز اقتصاد حقيقي مكون من قاعدة إنتاجية ومالية وخدمية‪ ،‬يسهم في إيجاد مصادر أخرى للدخل إلى‬

‫جانب النفط‪.‬‬

‫‪-‬وضع استراتيجية لتنويع هيكل الصادرات والواردات‪ ،‬بالتحول من تصدير المواد الخام إلى تصدير منتجات‬

‫صناعية‪ ،‬وهذا ما يتطلب تطوير البنية اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على التقليل من حجم الواردات‪ ،‬وذلك بتشجيع الصناعة المحلية وترقية القطاع الخاص‪ ،‬وتدعيم‬

‫إنشاء المؤسسات الصغيرة و المتوسطة‪.‬‬

‫‪ -‬ضرورة العمل على وضع سياسات اقتصادية لتهيئة الظروف المناسبة لجلب اإلستثمارات األجنبية إلى‬

‫الجزائر واستقطاب رؤوس األموال األجنبية‪.‬‬


‫‪243‬‬
‫الخاتمة العامة ‪............................................................................‬‬

‫‪ -‬ضرورة تشجيع االستثمار خارج قطاع المحروقات ودعم الجهاز اإلنتاجي للدولة من أجل تطوير الصادرات‬

‫خارج المحروقات والتقليل من فاتورة الواردات ما يعزز من قيمة الدينار الجزائري واعادة التوازن للميزان‬

‫التجاري الجزائري‪.‬‬

‫‪-‬القيام بإصالحات جذرية للقطاع المصرفي الجزائري ليواكب نظرائه في الدول المتقدمة‪ ،‬حتى يجد‬

‫المستثمرون األجانب مصارف تعمل بنفس المقاييس التي يجدونها في دول تنتهج اقتصاد سوق حقيقي‪.‬‬

‫‪ -‬العمل على فتح مكاتب الصرف لتسهيل و توسيع حركة التعامل بالعمالت الصعبة مما يؤدي إلى تقليص‬

‫الفارق بين سوق الصرف الرسمي و الموازي من خالل تجنيب المتعاملين الطبيعيين أو االعتباريين اللجوء‬

‫إلى السوق الموازي للصرف مدام هناك بديل أفضل ومضمون و المتمثل في مكاتب الصرف والتي تمثل‬

‫القنوات الرسمية‪ ،‬خاصة و أنها ال تحدد صقف المبالغ المصروفة‪.‬‬

‫‪ -‬آفاق البحث‪:‬‬

‫وافيا من الدراسة والتحليل‪ ،‬ومن أهم هذه المسائل ما يلي‪:‬‬

‫من خالل دراستنا لموضوع أثر تقلبات سعر الصرف على الميزان التجاري و تحليلنا لواقع هذه الظاهرة‬

‫على اإلقتصاد الجزائري بدت فيه جوانب مهمة و مسائل بحثية تستدعي من الباحثين االقتصاديين التطرق‬

‫لدراستها و تحليلها‪ ،‬لذلك نقترح بعض المواضيع التي نراها جديرة ألن تكون إشكالية لمواضيع و أبحاث‬

‫أخرى‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة قياسية ألثر تقلبات سعر الصرف الدينار الجزائري مقابل للدوالر و األورو على تحرير التجارة‬

‫الخارجية‪.‬‬

‫‪ -2‬أثر تقلبات أسعار البترول على التجارة الخارجية‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المراجع باللغة العربية‬

‫قائمة الكتب‪:‬‬

‫‪ -1‬أبو شرار علي عبد الفتاح ‪ ،‬االقتصاد الدولي "نظريات وسياسات"‪ ،‬د ار المسيرة للنشر والتوزيع‬

‫والطباعة‪،‬األردن‪،‬ط)‪. 2013،(3‬‬

‫‪ -2‬أحمد عبد الرحمان أحمد‪ ،‬مدخل إلى إدارة األعمال الدولية‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية‬

‫السعودية‪ ،‬ط)‪. 2001، (2‬‬

‫‪ -3‬األشقر أحمد‪ ،‬االقتصاد الكلي‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬األردن‪.2007،‬‬

‫‪ -4‬البكري كامل‪ ،‬االقتصاد الدولي "التجارة الخارجية و التمويل"‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪2001،‬‬

‫‪ -5‬الحجار بسام ‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫لبنان‪.2003،‬‬

‫‪ -6‬الحجار بسام الحجار‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‬

‫والتوزيع‪،‬لبنان‪2003،‬‬

‫‪ -7‬الحسني عرفات تقي ‪ ،‬التمويل الدولي‪ ،‬دار مجدالوي‪ ،‬األردن‪.1999،‬‬

‫‪ -8‬الحمزاوي محمد كمال خليل ‪،‬سوق الصرف األجنبي"ماهيتة‪،‬مدركاته األساسية‪،‬تطوره "‪،‬منشأة‬

‫المعارف‪،‬مصر ‪.2004،‬‬

‫‪ -9‬الداغر محمود محمد ‪ ،‬األسواق المالية‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪. 2005 ،‬‬

‫‪ -10‬السربيتي محمد أحمد ‪،‬التجارة الخارجية‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬مصر‪2009،‬‬

‫‪-11‬السواعي خالد محمد ‪ ،‬أساسيات االقتصاد القياسي باستخدام‪ Eviewse‬د ار الكتاب الثقافي‪،‬األردن‬

‫‪.2011‬‬

‫‪ -12‬الطراد إسماعيل ابرهيم ‪ ،‬إدارة العمالت األجنبية‪ ،‬مطبعة الروزنا‪ ،‬دون بلد نشر‪2001.،‬‬

‫‪246‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫‪ -13‬العامري سعود جايد مشكور‪ ،‬المالية الدولية نظرية وتطبيق‪ ،‬دار زهران للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪،‬‬

‫‪.2008‬‬

‫‪ -15‬العباسي عبد الحميد محمد ‪ ،‬تشخيص اإلنحدار"مشاكله و عالجه"‪،‬معهد الدراسات و البحوث‬

‫اإلحصائية‪ ،‬جامعة القاهرة‪2012،‬‬

‫‪ -16‬الغالبي عبد الحسن جليل عبد الحسن ‪ ،‬سعر الصرف و إدارته في ظل الصدمات‬

‫االقتصادية"نظرية و تطبيقات"‪،‬دار صفاء للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪2011،‬‬

‫‪ -17‬القريشي محمد صالح ‪،‬المالية الدولية‪ ،‬مؤسسةالوراق للنشر و التوزيع‪،‬جامعة مؤتة‪2008،‬‬

‫‪ -18‬المهدي عادل ‪،‬العالقات النقدية الدولية‪،‬نشر و توزيع الكتب الجامعية‪،‬مصر‪2003،‬‬

‫‪ -19‬النعيمي عدنان تايه ‪ ،‬إدارة العمالت األجنبية‪ ،‬د ار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬األردن‪،‬‬

‫‪.2012‬‬

‫‪ -20‬النقاش غازي عبد الرزاق ‪ ،‬التمويل الدولي و العمليات المصرفية الدولية ‪،‬األردن‪2001،‬‬

‫‪ -21‬الهيتي نوزاد عبد الرحمان والخشالي منجد عبد اللطيف ‪ ،‬مقدمة في المالية الدولية‪ ،‬دار المناهج‬

‫للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪2007،‬‬

‫‪ -22‬الوكيل نشات نبيل ‪ ،‬التوازن النقدي و معدل الصرف‪ ،‬شركة ناس للطباعة‪،‬مصر‪.2006،‬‬

‫‪ -23‬برشيش السعيد ‪،‬االقتصاد الكلي‪،‬دار العلوم للنشر‪،‬الجزائر‪.2007،‬‬

‫‪ -24‬توفيق عبد الرحيم يوسف حسن‪ ،‬اإلدارة المالية الدولية و التعامل بالعمالت األجنبية‪،‬دار صفاء‬

‫للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪.2010،‬‬

‫‪ -25‬جودة عبد الخالق ‪ ،‬االقتصادي الدولي في المزايا النسبية في التبادل الالمتكافئ ‪ ،‬دار النهضة‬

‫العربية ‪. 1992،‬‬

‫‪ -26‬حاتم سامي عفيفي ‪ ،‬دراسات في االقتصاد الدولي‪،‬الدار المصرية اللبناني‪ ،‬مصر‪. 2000،‬‬

‫‪247‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫‪ -27‬حسام علي داود والسواعي خالد محمد ‪ ،‬االقتصاد القياسي بين النظرية و التطبيق باستخدام‬

‫‪ -28‬برنامج‪ ، Eviews7‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪ ،‬األردن‪.2013،‬‬

‫‪ -30‬حميدات محمود ‪ ،‬مدخل للتحليل النقدي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.1996،‬‬

‫‪ -31‬خلف فليح حسن ‪،‬العالقات االقتصادية الدولية‪،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪.2001،‬‬

‫‪ -32‬خلف فليح حسن ‪،‬التمويل الدولي‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪.2004،‬‬

‫‪ -33‬دومنيك سالفاتور‪،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬الجزائر‪. 1993‬‬

‫‪ -34‬دويدار محمد ‪،‬محاضرات في االقتصاد الدولي‪،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪،‬مصر‪.2003،‬‬

‫‪ -35‬دياب محمد ‪ ،‬التجارة في عصر العولمة‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪،‬لبنان‪.2010،‬‬

‫‪ -36‬رائد عبد الخالق عبد اهلل العبيدي وآخرون‪ ،‬التمويل الدولي‪،‬دار األيام للنشر و التوزيع‪،‬األردن‬

‫‪.2013‬‬

‫‪ -37‬زينب حسن عوض اهلل‪ ،‬اإلقتصاد الدولي " العالقات االقتصادية و النقدية والدولية"‪ ،‬دار الجامعة‬

‫الجديدة‪، ،‬مصر‪2004،‬‬

‫‪ -38‬ساكر محمد العربي ‪،‬محاضرات في االقتصاد الكلي المعمق ‪،‬دار الفجر للنشر و التوزيع‬

‫مصر‪.2006،‬‬

‫‪ -39‬سامي خليل‪ ،‬االقتصاد الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

‫‪ -40‬شقيري نوري موسى و أخرون‪ ،‬التمويل الدولي و نظريات التجارة الخارجية‪،‬دار المسيرة للنشر‬

‫والتوزيع والطباعة‪.2012،‬‬

‫‪ -41‬عابد محمد سيد ‪،‬التجارة الدولية‪،‬مكتبة ومطبعة اإلشعاع الفنية‪ ،‬مصر‪.1999،‬‬

‫‪ -42‬عادل أحمد حشيش ومجدي محمود شهاب‪ ،‬أساسيات االقتصاد الدولي‪ ،‬منشورات الحلبي‬

‫الحقوقية‪،‬لبنان‪.2003،‬‬

‫‪248‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫‪ -43‬عبد الرحمن يسري أحمد‪ ،‬االقتصاديات الدولية‪،‬مؤسسة شباب الجامعة‪،‬مصر‪.1993‬‬

‫‪ -45‬عبد القادر محمد عطية‪ ،‬الحديث في النظرية االقتصادية بين النظرية و التطبيق‪،‬الدار‬

‫الجامعية‪،‬مصر‪.2005،‬‬

‫‪ -46‬عبد المطلب عبد الحميد‪ ،‬النظرية االقتصادية" تحليل جزئي وكلي للمبادئ"‪،‬الدار‬

‫الجامعية‪،‬مصر‪.2000،‬‬

‫‪ -47‬عطون مروان ‪ ،‬أسعار العمالت‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪. 1992،‬‬

‫‪ -48‬علي عباس‪ ،‬إدارة األعمال الدولية‪،‬دار المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة‪،‬ط)‪، (3‬األردن‪.2013،‬‬

‫‪ -49‬قدي عبد المجيد ‪ ،‬المدخل إلى السياسات اإلقتصادية الكلية" دراسة تحليلية تقييمية"‪ ،‬ديوان‬

‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2003،‬‬

‫‪ -50‬كنج ماهر شكري وعطون مروان ‪ ،‬المالية الدولية"العمالت األجنبية و المشتقات المالية بين‬

‫النظرية و التطبيق"‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪.2004،‬‬

‫‪ -51‬لطرش الطاهر ‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬ط‪.2،2003‬‬

‫‪ -52‬لعويسات جمال الدين ‪ ،‬العالقات االقتصادية الدولية والتنمية‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،‬‬

‫الجزائر‪.2000،‬‬

‫‪ -53‬محمود يونس محمد ونجا على عبد الوهاب ‪ ،‬اقتصاديات دولية‪،‬الدار الجامعية‪،‬مصر‪.2009،‬‬

‫‪ -54‬مجدي محمود شهاب‪ ،‬االقتصاد االدولي المعاصر‪ ،‬دار الجامعة الجديدة ‪،‬مصر‪.2007،‬‬

‫‪ -56‬مدحت صادق‪ ،‬النقود الدولية و عمليات الصرف األجنبي‪ ،‬دار غريب‪،‬مصر‪.1997.،‬‬

‫‪ -57‬مطر موسى سعيد وآخرون ‪،‬التمويل الدولي‪،‬دار صفاء‪،‬األردن‪.2008،‬‬

‫‪ -58‬معروف هوشيار‪ ،‬تحليل اإلقتصاد الدولي‪ ،‬دار جرير للنشر و التوزيع‪،‬األردن ‪.2006،‬‬

‫‪ -59‬مقلد رمضان محمد ونجا عبد الوهاب ‪ ،‬مبادئ االقتصاد الدولي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬مصر‪.2007،‬‬

‫‪249‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫‪ -60‬مورد خاي كريانين‪ ،‬اإلقتصاد الدولي"مدخل السياسات"‪ ،‬ترجمة‪:‬محمد ابراهيم منصور و مسعود‬

‫‪ -61‬عطية‪ ،‬دار المريخ للنشر‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪2007،‬‬

‫‪ -62‬ناصف إيمان عطية وعمارة هشام محمد ‪،‬مبادئ االقتصاد الدولي‪،‬المكتب الجامعي‬

‫الحديث‪،‬مصر‪.2008،‬‬

‫‪ -63‬ندى عبد المجيد‪،‬مدخل إلى العالقات االقتصادية الدولية‪،‬دار هومة للنشر‪،‬الجزائر‪.2001،‬‬

‫‪ -64‬هجير عدنان زكي أمين‪ ،‬االقتصاد الدولي النظرية و التطبيقات‪ ،‬دار إثراء للنشر والتوزيع‬

‫األردن‪.2010،‬‬

‫‪-65‬هندي منير إبراهيم الفكر الحديث في مجال مصادر التمويل ‪،‬توزيع منشأة المعارف مصر‪.1998،‬‬

‫‪ -66‬وسام مالك‪ ،‬الظواهر النقدية على المستوى الدولي‪ ،‬دار المنهل اللبناني‪،‬لبنان‪.2001،‬‬

‫قائمة االطروحات‪:‬‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ -1‬بربري محمد لمين‪ ،‬االختيار األمثل لنظام الصرف ودوره في تحقيق النمو االقتصادي في ظل العولمة‬

‫االقتصادية " دراسة حالة الجزائر"‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم‬

‫االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود ومالية‪،‬جامعة الجزائر‪.2010-2011،‬‬

‫‪ -2‬بطاهر علي‪،‬اصالحات النظام المصرفي في الجزائري و أثارها على تعبئة المدخرات و تمويل‬

‫التنمية‪،‬اطروحة مقدمة ضمن متطلبان نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪،‬جامعة‬

‫الجزائر‪.2005-2006،‬‬

‫‪ -3‬بلحرش عائشة‪ ،‬سعر الصرف الحقيقي التوازني"دراسة حالة الدينار الجزائري"‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن‬

‫متطلبات نيل شهادو الدكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص نقود بنوك ومالية‪،‬جامعة تلمسان‪،‬‬

‫الجزائر‪.2014-2013،‬‬

‫‪250‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫‪ -4‬بن الزاوي عبد الرزاق ‪ ،‬سلوك سعر الصرف الحقيقي و أثر انحرافه عن مستواه التوازني على النمو‬

‫االقتصادي في الجزائر في الفترة‪، 1970-2007‬أطروحة دكتوراه في العوم االقتصادية‪،‬تخصص قياس‬

‫اقتصادي‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2010-2011،‬‬

‫‪ -5‬بن قدور علي‪،‬دراسة قياسية لسعر الصرف الحقيقي التوازني في الجزائر‪،)(1970-2010‬أطروحة‬

‫مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراة‪،‬جامعة تلمسان‪،‬الجزائر‪.2012-2013،‬‬

‫‪ -6‬بوعتروس عبد الحق‪ ،‬دور سياسة سعر الصرف في تكييف االقتصاديات النامية "حالة الجزائر "‬

‫‪،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم االقتصادية‪ ،‬تخصص النقود‬

‫والتمويل‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬الجزائر‪.2001/2002.،‬‬

‫‪ -7‬جبوري محمد‪ ،‬تأثير انظمة أسعار الصرف على التضخم و نمو االقتصادي‪ :‬رداسة نظرية وقياسية‬

‫باستخدام بيانات بانل‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الدكتوراه في العلوم االقتصادية‬

‫تخصص نقود‪ ،‬بنوك و مالية‪،‬جامعة تلمسان‪،‬الجزائر‪،2013-2012،‬ص‪.14‬‬

‫‪ -8‬سي محمد كمال‪ ،‬بعنوان" التقييم الكمي ألثر اليورو و الدوالر على التجارة الخارجية في‬

‫الجزائر"‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعةتلمسان‪ ،‬الجزائر‪.2014-2013،‬‬

‫‪ -9‬صحراوي سعيد‪،‬محددات سعر الصرف‪:‬دراسة قياسية لنظرية تعادل القوة الشرائية و النموذج النقدي‬

‫في الجزائر‪،‬أطروحة مقدمة ضمن متكلبات نيل شهادة الدكتراه في العلو ماالقتصادية‪،‬تخصص‪ :‬مالية‬

‫دولية‪،‬جامعة تلمسان‪،‬الجزائر‪.2010-2009 ،‬‬

‫قارة مالك‪،‬إشكالية االقتصاد غير الرسمي في الجزائر"عرض و مقارنة تجارب ‪:‬المكسيك‪،‬تونس‬ ‫‪-11‬‬

‫جامعة‬ ‫االقتصادية‪،‬‬ ‫العلوم‬ ‫في‬ ‫علوم‬ ‫دكتوراه‬ ‫شهادة‬ ‫لنيل‬ ‫مقدمة‬ ‫والسنغال"أطروحة‬

‫قسنطينة‪،‬الجزائر‪2009/2010،‬‬

‫‪251‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫مشهور هذلول بربور‪ ،‬العوامل المؤثرة على انتقال أسعار صرف العمالت االجنبية على مؤشر‬ ‫‪-11‬‬

‫األسعار في األردن ‪ ،‬أطروحة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة دكتوراه‪ ،‬األكاديمية العربية للعلوم المالية‬

‫و المصرفية‪ ،‬تخصص المصارف ‪ ،‬األردن‪2008،‬‬

‫قائمة المجالت‪:‬‬ ‫‪.II‬‬

‫‪ -1‬مجلة جامعة األنبار للعلوم االقتصادية واإلدارية‪،‬العدد‪،07‬المجلد‪ ،4‬العراق‪. 2011،‬‬

‫‪ -2‬مجلة سياسات دولية‪ ،‬العدد‪، 144‬مصر أفريل‪. 2001‬‬

‫‪ -3‬سلسلة دورية تعني بقضايا التنمية في األقطار العربية‪ ،‬العدد‪، 23‬الكويت‪ ،‬نوفمبر‪. 2003‬‬

‫‪ -4‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬العدد‪ ، 01‬المجلد العشرون‪ ،‬يونيو‪ ،2004‬جامعة الملك سعود‪،‬‬

‫المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫‪ -5‬مجلة الباحث‪،‬العدد‪،2011،09‬جامعة تبسة‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪ -6‬مجلة الباحث‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬األعداد‪:‬‬

‫‪)2009( ،07-‬‬

‫‪)2012( ،11-‬‬

‫‪ -7‬مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا‪ ،‬جامعة الشلف‪ ،‬الجزائر األعداد‪:‬‬

‫‪)2004( ، 01-‬‬

‫‪)2008( ،04-‬‬

‫‪.)2011(، 07 -‬‬

‫‪ -8‬مجلة المناجمنت‪ ،‬العدد‪ ،01‬جامعة تلمسان الجزائر‪. 2002 ،‬‬

‫‪ -9‬مجلة أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬الجزائر‪ ،‬األعداد‪:‬‬

‫‪)2009( ، 05-‬‬

‫‪252‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫‪)2013( ،13-‬‬

‫مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬العدد‪ ،3‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.2000،‬‬ ‫‪-11‬‬

‫مجلة البحوث و الدراسات‪،‬العدد‪ ،12‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،1999،‬ص‪.114‬‬ ‫‪-11‬‬

‫‪ -12‬األكاديمية للدراسات االجتماعية واإلنسانية ‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬

‫تلمسان‪ ،‬الجزائر ‪.2011،‬‬

‫مجلة التمويل والتنمية‪ ،‬العدد‪،02‬جويلية‪،1993،‬تصدر عن صندوق النقد الدولي‪ ،‬واشنطن‪.‬‬ ‫‪-13‬‬

‫مجلة تنمية الرافدين‪ ،‬العدد ‪،31‬العراق‪.2009،‬‬ ‫‪-14‬‬

‫سلسلة دورية تعني بقضايا التنمية في األقطار العربية‪ ،‬المعهد العربي للتخطيط‪،‬‬ ‫‪-15‬‬

‫العدد‪،24‬الكويت‪.2004،‬‬

‫‪ -16‬مجلة المستنصرية للدراسات العربية و الدولية‪،‬العدد‪،39‬العراق‪.2012،‬‬

‫مجلة قضايا اقتصادية‪،‬تصدر صندوق النقد الدولي‪،‬العدد‪، 38‬واشنطن‪.2006،‬‬ ‫‪-17‬‬

‫مجلة بحوث اقتصادية عربية‪،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،45‬مركز دراسات الوحدة العربية‬ ‫‪-18‬‬

‫لبنان‪.2009،‬‬

‫‪ -19‬مجلة دراسات العلوم اإلدارية‪،‬العدد‪،02‬المجلد ‪،36‬األردن‪.2009،‬‬

‫مجلة المصرفي‪ ،‬إدارة البحوث و ‪،‬العدد ‪،58‬السودان‪ ،‬ديسمبر‪.2010‬‬ ‫‪-21‬‬

‫‪ -21‬مجلة االستراتيجية و التنمية‪،‬العدد ‪،01‬جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائري‪،‬جوان ‪.2011‬‬

‫مجلة إضاءات‪،‬معهد الدراسات المصرفية‪،‬العدد‪ ،12‬الكويت‪.2011،‬‬ ‫‪-22‬‬

‫المجلة العراقية للعلوم اإلدارية‪ ،‬العدد‪ ،25‬العراق‪.2009،‬‬ ‫‪-23‬‬

‫المديرية العامة لالحصاء واألبحاث‪ ،‬البنك المركزي العراقي ‪،‬العراق‪.2012،‬‬ ‫‪-24‬‬

‫‪ -25‬المديرية العامة لمراقبة الصيرفة واإلئتمان ‪،‬البنك المركزي العراقي ‪ ،‬العراق‪.2011،‬‬

‫‪253‬‬
‫قائمة المراجـــــــع ‪...........................................................................‬‬

‫قائمة الملتقيات‪:‬‬ ‫‪.III‬‬

‫‪ -1‬ملتقى الخرطوم للمنتجات المالية اإلسالمية‪ ،‬السودان‪7-6 ،‬أفريل ‪.2011‬‬

‫‪ -2‬الملتقى دولي حول األزمة المالية واالقتصادية الدولية والحوكمة العالمية‪،‬جامعة سطيف‪،‬الجزائر‪-20،‬‬

‫‪21‬أكتوبر‪.2009‬‬

‫‪ -3‬الملتقى الوطني حول المنظومة المصرفية في األلفية الثالثة ‪،‬جامعة جيجل‪ ،‬الجزائر‪ 7-6،‬جوان‪.2005‬‬

‫‪ -1‬الملتقى الوطني حول المنظومة المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية‪-‬الواقع والتحديات‪-‬جامعة‬

‫الشلف الجزائر‪ 15/14،‬ديسمبر‪.2004‬‬

‫‪ -2‬الملتقى الدولي الرابع‪ :‬المنافسة واإلستراتجيات التنافسية للمؤسسات الصناعية خارج قطاع المحروقات في‬

‫الدول العربية‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬الجزائر‪ 18-17،‬أفريل ‪.2006‬‬

‫‪ -3‬المؤتمر الدولي‪:‬إدارة المخاطر و اقتصاد المعرفة‪،‬كلية العلوم االقتصادية و العلوم اإلدارية‪،‬جامعة الزيتونة‬

‫األردن ‪ 18-16‬ماي ‪.2007‬‬

‫‪ -4‬ملتقى دولي حول األزمة المالية و االقتصادية الدولية و الحوكمة العالمية‪ ،‬يومي ‪ 20‬و‪ 21‬أكتوبر‬

‫‪،2009‬جامعة سطيف‪،‬الجزائر‪.‬‬

‫التقارير‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬

‫‪ -1‬علي توفيق الصادق و آخرون‪ ،‬نظم وسياسات أسعار الصرف‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪ ،‬معهد‬

‫السياسات االقتصادية‪،‬اإلمارات العربية المتحدة‪ ،‬سبتمير‪.2003‬‬

‫‪ -2‬التقارير السنوية لبنك الجزائر)‪.(2004-2013‬‬

‫‪ -3‬صندوق النقد العربي‪،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد‪1996،‬‬

‫‪ -4‬إحصائيات التجارة الخارجية ‪.2013،‬‬

‫‪254‬‬
........................................................................... ‫قائمة المراجـــــــع‬

‫ قائمة المراجع باللغة االجنبية‬:‫ثانيا‬

I. Les ouvrages

1- Alain samuelson,Economie Internationale Contemporaine « aspects réels et


monétaires »,,Presses Universitaires Grenoble, pris,1991.
2- Antoine bouvert ,henristerdyniak,les modéles de taux de change,equilibre de long
terme,dynamique et hystérése,paris,avril 2005.
3- Bernard Mardis,Oliver L S ,Risque de change et estion de la tresorerie internationale, Dunod
Bordas, Paris, 1981.
4- Clark et autres,le mangement des risques internationaux,economica.
5- Hervé JOLY et d'autres, LE TAUX DE CHANGE REEL D'EQUILIBRE Une introduction,
MINISTERE DE L’ECONOMIE ET DES FINANCES,PARIS ,1996.
6- Marc Siroèn,finances internationales,Arnaud colin ,paris,1993
7- Michel Jura, Techniques Financiere Internationales, Dunod,Paris,2 eme Edition ,2003.
8- Katarzyna Lada, Piotr Wójcik, VEC model– the influence of export on economic growth,
Macroeconometrics, handout 4,2007.

II. Revues :

1- Journal of Economic Studies, Vol. 36 Iss 1,2009 .


2- International Research Journal of Finance and Economics , Issue 49,2010.
3- El-Bahith Review ,N 14 , Université d'Alger Ouargla,2014.
4- Bulietin d’information .N° 1+3. 1998. Université Mouloud MAMMERI deTizi-Ouzou .
5- Multinational Business Review, Vol. 11 Iss 2,2003.
6- revue du finance et développement, décembre 2004
7- Journal of Economic Studies, Vol. 19 Iss: 4,1992.
8- Journal of Economic Studies,Vol. 39 Iss 6,2011, Paris.
9- International Journal of Development Issues, Vol. 7 Iss 2,2008.
10- Panoeconomicus, Tunisie,2008.
11- ,Competitiveness Review, An International Business Journal, Vol. 21 Iss 3,2011.
12- Studies in Economics and Finance, Vol. 28 Iss 3,2011.

255
........................................................................... ‫قائمة المراجـــــــع‬

13- centres De Publication Universitaire,Tunisie,2005


14- Essays in Honor of Lawrence, 1995.
15- Centre De Publication Universitaire,Tunis,2007.
16- Journal of Economic Studies, Vol. 26 Iss 2,1999.
17- Finances et dévellopment,N02, v4,washington,juin1997.
18- Finances internationales ,Paris,1993.
19- Rueus. Tsay, Inc, Hoboken, New Jersey, Canada. Second Edition,2005.
20- Journal of Chinese Economic and Foreign Trade Studies,Vol. 3 Iss 3 ,2010.
21- Journal of Economic Studies, Vol. 35 Iss 2 ,2008.
22- Revue Campus, N°7.
23- Directorate General of Anti-Dumping & Ministry of Commerce, India,1995

III. Les conférences:

1- Econometrics Working Paper, University of Victoria, Canada,2006.


2- IMF Working Paper, June 2007.

IV. LES TESES:

1- Adouka lakhdar ,Modélisation du taux de change du dinar algérien à l’aide des modéles E C
M ,Thése pour obtention de doctorat Es-siences en Siences
Economique,Option :Gestion,Univercite de Tlemcen,2010-2011.
2- BOUCHETA Yahia, Etude des facteurs déterminant du taux de change du Dinar Algérien,
Thèse pour l'obtention de doctorat Es-sciences en Sciences EconomiquesOption: Finance,
UNIVERSITE ABOU-BAKR BELKAÎD TLEMCEN,2013-2014.

V. Lest rapports
1- International Financiel Statistics, yearbook, 1999, 2001, 2002, 2003.
2- Règlement de la Banque d’Algérie n°07-01, Règles applicables aux transactions courantes
avec l’étranger et aux comptes devises, www.Droit-Afrique.com Algérie
3- Règlement de la Banque d’Algérie n°07-01, Règles applicables aux transactions courantes
avec l’étranger et aux comptes devises, www.Droit-Afrique.com Algérie
4- Banque d’ALGERIE, Rapport, 2004.

256
........................................................................... ‫قائمة المراجـــــــع‬

5- Banque de France, Balance des paiements de la France, janvier 2011


6- ons ,mars2014 .

‫قائمة المواقع اإللكترونية‬ .I

1- www.siyassa.org.eg.
2- WWW.IMF.ORG; STAT.DAT.ALGERIA 21/05/2009
www.bank-of algeria.dz ،2013،‫ محافظ بنك الجزائر‬-3
4- www.stat.psu.edu/~mga/401/tables/Chi-square-table.pdf
5- www.pratiquesciencessociales.net
6- www.socr.ucla.edu/applets.dir/f_table.
7- www.iqtissad.blogspot.com
8- :https://www3.nd.edu/~wevans1/econ30331/Durbin_Watson_tables.pdf

257
‫المــــالحـــــق‬
‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)10‬البيانات المستخدمة في الدراسة‬

‫‪P‬‬ ‫‪P‬‬ ‫‪TCN‬‬ ‫‪BC‬‬ ‫‪TCN‬‬ ‫‪BC‬‬ ‫السنة‬


‫(باالرقام القياسية)‬ ‫(باألرقام القياسية)‬ ‫(باالرقام القياسية)‬

‫‪78.11‬‬ ‫‪22.26‬‬ ‫‪11.90‬‬ ‫‪33.90‬‬ ‫‪8,96‬‬ ‫‪4.17‬‬ ‫‪0991‬‬


‫‪65.33‬‬ ‫‪18.62‬‬ ‫‪24.55‬‬ ‫‪44.39‬‬ ‫‪18,47‬‬ ‫‪5.46‬‬ ‫‪0990‬‬
‫‪70.35‬‬ ‫‪20.05‬‬ ‫‪29.01‬‬ ‫‪26.02‬‬ ‫‪21,84‬‬ ‫‪3.20‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪62.46‬‬ ‫‪17.80‬‬ ‫‪31.02‬‬ ‫‪-56.42‬‬ ‫‪23,35‬‬ ‫‪-6.94‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪57.19‬‬ ‫‪16.30‬‬ ‫‪46.58‬‬ ‫‪-1100‬‬ ‫‪35,06‬‬ ‫‪-0.26‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪61.75‬‬ ‫‪17.60‬‬ ‫‪63.33‬‬ ‫‪-31131‬‬ ‫‪47,66‬‬ ‫‪-9.07‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪76.14‬‬ ‫‪21.70‬‬ ‫‪72.75‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪54,75‬‬ ‫‪4.12‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪68.39‬‬ ‫‪19.49‬‬ ‫‪76.68‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪57,71‬‬ ‫‪5.69‬‬ ‫‪0993‬‬
‫‪45.40‬‬ ‫‪12.94‬‬ ‫‪78.05‬‬ ‫‪01113‬‬ ‫‪58,74‬‬ ‫‪1.51‬‬ ‫‪0991‬‬
‫‪62.84‬‬ ‫‪17.91‬‬ ‫‪88.46‬‬ ‫‪13111‬‬ ‫‪66,57‬‬ ‫‪3.36‬‬ ‫‪0999‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪28.50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪75,26‬‬ ‫‪12.30‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪87.19‬‬ ‫‪24.85‬‬ ‫‪102.60‬‬ ‫‪31101‬‬ ‫‪77,22‬‬ ‫‪9.61‬‬ ‫‪1110‬‬
‫‪88.56‬‬ ‫‪25.24‬‬ ‫‪105.86‬‬ ‫‪11113‬‬ ‫‪79,68‬‬ ‫‪6.70‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪101.61‬‬ ‫‪28.96‬‬ ‫‪102.84‬‬ ‫‪91113‬‬ ‫‪77,39‬‬ ‫‪11.14‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪135.64‬‬ ‫‪38.66‬‬ ‫‪95.75‬‬ ‫‪001111‬‬ ‫‪72,06‬‬ ‫‪14.27‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪191.72‬‬ ‫‪54.64‬‬ ‫‪97.36‬‬ ‫‪101111‬‬ ‫‪73,28‬‬ ‫‪26.47‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪231.05‬‬ ‫‪65.85‬‬ ‫‪96.53‬‬ ‫‪131190‬‬ ‫‪72,65‬‬ ‫‪34.06‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪262.98‬‬ ‫‪74.95‬‬ ‫‪92.07‬‬ ‫‪131119‬‬ ‫‪69,29‬‬ ‫‪34.23‬‬ ‫‪1113‬‬
‫‪350.77‬‬ ‫‪99.97‬‬ ‫‪85.81‬‬ ‫‪119111‬‬ ‫‪64,58‬‬ ‫‪40.52‬‬ ‫‪1111‬‬
‫‪218.42‬‬ ‫‪62.25‬‬ ‫‪96.53‬‬ ‫‪11111‬‬ ‫‪72,65‬‬ ‫‪7.78‬‬ ‫‪1119‬‬
‫‪281.22‬‬ ‫‪80.15‬‬ ‫‪98.84‬‬ ‫‪013193‬‬ ‫‪74,39‬‬ ‫‪18.20‬‬ ‫‪1101‬‬
‫‪396.28‬‬ ‫‪112.94‬‬ ‫‪96.91‬‬ ‫‪100111‬‬ ‫‪72,94‬‬ ‫‪25.96‬‬ ‫‪1100‬‬
‫‪389.65‬‬ ‫‪111.05‬‬ ‫‪103.02‬‬ ‫‪011191‬‬ ‫‪77,54‬‬ ‫‪20.17‬‬ ‫‪1101‬‬
‫‪381.05‬‬ ‫‪108.60‬‬ ‫‪103.84‬‬ ‫‪31111‬‬ ‫‪78.15‬‬ ‫‪9.41‬‬ ‫‪1101‬‬

‫المصدر‪ (TCN-:‬سعر صرف رسمي ‪:‬عملة محلية مقابل الدوالر األمريكي)‪.FMI‬‬

‫‪( BC-‬رصيد الميزان التجاري ‪ :‬بالمليار دوالر أمريكي) احصائيات بنك الجزائر‪.‬‬

‫‪( : P-‬أسعار البترول)‬

‫‪-‬باتخاذ سنة األساس ‪ 0222‬بالنسبة لمتغيرات الدراسة‪ ،‬تم حساب االرقام القياسية على بطريقة الرقم القياسي‬

‫التجميعي البسيط = السنوات‪/‬سنة األساس*‪022‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪:)11‬نتائج إستقرارية السلسلة ‪BC‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪:)11‬نتائج إستقرارية السلسلة ‪TCN‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم(‪:)4‬نتائج تقدير النموذج‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم (‪ :)11‬اختبار عدم تجانس الخطأ (اختبار‪) Breusch-Pagan-Godfrey‬‬

‫الملحق رقم(‪ :)11‬دالة االرتباط الذاتي للبواقي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم(‪ :)13‬دالة االرتباط الذاتي لمربعات للبواقي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحثة باإلعتماد على مخرجات ‪Eviewse8‬‬


‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬

‫الملحق رقم(‪ :)11‬جدول توزيع فيشر‪F‬‬

‫‪F Table for α = 0.05‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪df1=1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪120‬‬ ‫∞‬

‫=‪df2‬‬ ‫‪161.44‬‬ ‫‪199.50‬‬ ‫‪215.70‬‬ ‫‪224.58‬‬ ‫‪230.16‬‬ ‫‪233.98‬‬ ‫‪236.76‬‬ ‫‪238.88‬‬ ‫‪240.54‬‬ ‫‪241.88‬‬ ‫‪243.90‬‬ ‫‪245.94‬‬ ‫‪248.01‬‬ ‫‪249.05‬‬ ‫‪250.09‬‬ ‫‪251.14‬‬ ‫‪252.19‬‬ ‫‪253.25‬‬ ‫‪254.31‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪76‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪57‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪44‬‬

‫‪18.512‬‬ ‫‪19.000‬‬ ‫‪19.164‬‬ ‫‪19.246‬‬ ‫‪19.296‬‬ ‫‪19.329‬‬ ‫‪19.353‬‬ ‫‪19.371‬‬ ‫‪19.384‬‬ ‫‪19.395‬‬ ‫‪19.412‬‬ ‫‪19.429‬‬ ‫‪19.445‬‬ ‫‪19.454‬‬ ‫‪19.462‬‬ ‫‪19.470‬‬ ‫‪19.479‬‬ ‫‪19.487‬‬ ‫‪19.495‬‬
‫‪2‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪10.128‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪9.5521‬‬ ‫‪9.2766‬‬ ‫‪9.1172‬‬ ‫‪9.0135‬‬ ‫‪8.9406‬‬ ‫‪8.8867‬‬ ‫‪8.8452‬‬ ‫‪8.8123‬‬ ‫‪8.7855‬‬ ‫‪8.7446‬‬ ‫‪8.7029‬‬ ‫‪8.6602‬‬ ‫‪8.6385‬‬ ‫‪8.6166‬‬ ‫‪8.5944‬‬ ‫‪8.5720‬‬ ‫‪8.5494‬‬ ‫‪8.5264‬‬
‫‪0‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪7.7086‬‬ ‫‪6.9443‬‬ ‫‪6.5914‬‬ ‫‪6.3882‬‬ ‫‪6.2561‬‬ ‫‪6.1631‬‬ ‫‪6.0942‬‬ ‫‪6.0410‬‬ ‫‪5.9988‬‬ ‫‪5.9644‬‬ ‫‪5.9117‬‬ ‫‪5.8578‬‬ ‫‪5.8025‬‬ ‫‪5.7744‬‬ ‫‪5.7459‬‬ ‫‪5.7170‬‬ ‫‪5.6877‬‬ ‫‪5.6581‬‬ ‫‪5.6281‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪6.6079‬‬ ‫‪5.7861‬‬ ‫‪5.4095‬‬ ‫‪5.1922‬‬ ‫‪5.0503‬‬ ‫‪4.9503‬‬ ‫‪4.8759‬‬ ‫‪4.8183‬‬ ‫‪4.7725‬‬ ‫‪4.7351‬‬ ‫‪4.6777‬‬ ‫‪4.6188‬‬ ‫‪4.5581‬‬ ‫‪4.5272‬‬ ‫‪4.4957‬‬ ‫‪4.4638‬‬ ‫‪4.4314‬‬ ‫‪4.3985‬‬ ‫‪4.3650‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪5.9874‬‬ ‫‪5.1433‬‬ ‫‪4.7571‬‬ ‫‪4.5337‬‬ ‫‪4.3874‬‬ ‫‪4.2839‬‬ ‫‪4.2067‬‬ ‫‪4.1468‬‬ ‫‪4.0990‬‬ ‫‪4.0600‬‬ ‫‪3.9999‬‬ ‫‪3.9381‬‬ ‫‪3.8742‬‬ ‫‪3.8415‬‬ ‫‪3.8082‬‬ ‫‪3.7743‬‬ ‫‪3.7398‬‬ ‫‪3.7047‬‬ ‫‪3.6689‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪5.5914‬‬ ‫‪4.7374‬‬ ‫‪4.3468‬‬ ‫‪4.1203‬‬ ‫‪3.9715‬‬ ‫‪3.8660‬‬ ‫‪3.7870‬‬ ‫‪3.7257‬‬ ‫‪3.6767‬‬ ‫‪3.6365‬‬ ‫‪3.5747‬‬ ‫‪3.5107‬‬ ‫‪3.4445‬‬ ‫‪3.4105‬‬ ‫‪3.3758‬‬ ‫‪3.3404‬‬ ‫‪3.3043‬‬ ‫‪3.2674‬‬ ‫‪3.2298‬‬

‫‪8‬‬ ‫‪5.3177‬‬ ‫‪4.4590‬‬ ‫‪4.0662‬‬ ‫‪3.8379‬‬ ‫‪3.6875‬‬ ‫‪3.5806‬‬ ‫‪3.5005‬‬ ‫‪3.4381‬‬ ‫‪3.3881‬‬ ‫‪3.3472‬‬ ‫‪3.2839‬‬ ‫‪3.2184‬‬ ‫‪3.1503‬‬ ‫‪3.1152‬‬ ‫‪3.0794‬‬ ‫‪3.0428‬‬ ‫‪3.0053‬‬ ‫‪2.9669‬‬ ‫‪2.9276‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪5.1174‬‬ ‫‪4.2565‬‬ ‫‪3.8625‬‬ ‫‪3.6331‬‬ ‫‪3.4817‬‬ ‫‪3.3738‬‬ ‫‪3.2927‬‬ ‫‪3.2296‬‬ ‫‪3.1789‬‬ ‫‪3.1373‬‬ ‫‪3.0729‬‬ ‫‪3.0061‬‬ ‫‪2.9365‬‬ ‫‪2.9005‬‬ ‫‪2.8637‬‬ ‫‪2.8259‬‬ ‫‪2.7872‬‬ ‫‪2.7475‬‬ ‫‪2.7067‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪4.9646‬‬ ‫‪4.1028‬‬ ‫‪3.7083‬‬ ‫‪3.4780‬‬ ‫‪3.3258‬‬ ‫‪3.2172‬‬ ‫‪3.1355‬‬ ‫‪3.0717‬‬ ‫‪3.0204‬‬ ‫‪2.9782‬‬ ‫‪2.9130‬‬ ‫‪2.8450‬‬ ‫‪2.7740‬‬ ‫‪2.7372‬‬ ‫‪2.6996‬‬ ‫‪2.6609‬‬ ‫‪2.6211‬‬ ‫‪2.5801‬‬ ‫‪2.5379‬‬

‫‪11‬‬ ‫‪4.8443‬‬ ‫‪3.9823‬‬ ‫‪3.5874‬‬ ‫‪3.3567‬‬ ‫‪3.2039‬‬ ‫‪3.0946‬‬ ‫‪3.0123‬‬ ‫‪2.9480‬‬ ‫‪2.8962‬‬ ‫‪2.8536‬‬ ‫‪2.7876‬‬ ‫‪2.7186‬‬ ‫‪2.6464‬‬ ‫‪2.6090‬‬ ‫‪2.5705‬‬ ‫‪2.5309‬‬ ‫‪2.4901‬‬ ‫‪2.4480‬‬ ‫‪2.4045‬‬

‫‪12‬‬ ‫‪4.7472‬‬ ‫‪3.8853‬‬ ‫‪3.4903‬‬ ‫‪3.2592‬‬ ‫‪3.1059‬‬ ‫‪2.9961‬‬ ‫‪2.9134‬‬ ‫‪2.8486‬‬ ‫‪2.7964‬‬ ‫‪2.7534‬‬ ‫‪2.6866‬‬ ‫‪2.6169‬‬ ‫‪2.5436‬‬ ‫‪2.5055‬‬ ‫‪2.4663‬‬ ‫‪2.4259‬‬ ‫‪2.3842‬‬ ‫‪2.3410‬‬ ‫‪2.2962‬‬

‫‪13‬‬ ‫‪4.6672‬‬ ‫‪3.8056‬‬ ‫‪3.4105‬‬ ‫‪3.1791‬‬ ‫‪3.0254‬‬ ‫‪2.9153‬‬ ‫‪2.8321‬‬ ‫‪2.7669‬‬ ‫‪2.7144‬‬ ‫‪2.6710‬‬ ‫‪2.6037‬‬ ‫‪2.5331‬‬ ‫‪2.4589‬‬ ‫‪2.4202‬‬ ‫‪2.3803‬‬ ‫‪2.3392‬‬ ‫‪2.2966‬‬ ‫‪2.2524‬‬ ‫‪2.2064‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪4.6001‬‬ ‫‪3.7389‬‬ ‫‪3.3439‬‬ ‫‪3.1122‬‬ ‫‪2.9582‬‬ ‫‪2.8477‬‬ ‫‪2.7642‬‬ ‫‪2.6987‬‬ ‫‪2.6458‬‬ ‫‪2.6022‬‬ ‫‪2.5342‬‬ ‫‪2.4630‬‬ ‫‪2.3879‬‬ ‫‪2.3487‬‬ ‫‪2.3082‬‬ ‫‪2.2664‬‬ ‫‪2.2229‬‬ ‫‪2.1778‬‬ ‫‪2.1307‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪4.5431‬‬ ‫‪3.6823‬‬ ‫‪3.2874‬‬ ‫‪3.0556‬‬ ‫‪2.9013‬‬ ‫‪2.7905‬‬ ‫‪2.7066‬‬ ‫‪2.6408‬‬ ‫‪2.5876‬‬ ‫‪2.5437‬‬ ‫‪2.4753‬‬ ‫‪2.4034‬‬ ‫‪2.3275‬‬ ‫‪2.2878‬‬ ‫‪2.2468‬‬ ‫‪2.2043‬‬ ‫‪2.1601‬‬ ‫‪2.1141‬‬ ‫‪2.0658‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪4.4940‬‬ ‫‪3.6337‬‬ ‫‪3.2389‬‬ ‫‪3.0069‬‬ ‫‪2.8524‬‬ ‫‪2.7413‬‬ ‫‪2.6572‬‬ ‫‪2.5911‬‬ ‫‪2.5377‬‬ ‫‪2.4935‬‬ ‫‪2.4247‬‬ ‫‪2.3522‬‬ ‫‪2.2756‬‬ ‫‪2.2354‬‬ ‫‪2.1938‬‬ ‫‪2.1507‬‬ ‫‪2.1058‬‬ ‫‪2.0589‬‬ ‫‪2.0096‬‬

‫‪17‬‬ ‫‪4.4513‬‬ ‫‪3.5915‬‬ ‫‪3.1968‬‬ ‫‪2.9647‬‬ ‫‪2.8100‬‬ ‫‪2.6987‬‬ ‫‪2.6143‬‬ ‫‪2.5480‬‬ ‫‪2.4943‬‬ ‫‪2.4499‬‬ ‫‪2.3807‬‬ ‫‪2.3077‬‬ ‫‪2.2304‬‬ ‫‪2.1898‬‬ ‫‪2.1477‬‬ ‫‪2.1040‬‬ ‫‪2.0584‬‬ ‫‪2.0107‬‬ ‫‪1.9604‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪4.4139‬‬ ‫‪3.5546‬‬ ‫‪3.1599‬‬ ‫‪2.9277‬‬ ‫‪2.7729‬‬ ‫‪2.6613‬‬ ‫‪2.5767‬‬ ‫‪2.5102‬‬ ‫‪2.4563‬‬ ‫‪2.4117‬‬ ‫‪2.3421‬‬ ‫‪2.2686‬‬ ‫‪2.1906‬‬ ‫‪2.1497‬‬ ‫‪2.1071‬‬ ‫‪2.0629‬‬ ‫‪2.0166‬‬ ‫‪1.9681‬‬ ‫‪1.9168‬‬

‫‪19‬‬ ‫‪4.3807‬‬ ‫‪3.5219‬‬ ‫‪3.1274‬‬ ‫‪2.8951‬‬ ‫‪2.7401‬‬ ‫‪2.6283‬‬ ‫‪2.5435‬‬ ‫‪2.4768‬‬ ‫‪2.4227‬‬ ‫‪2.3779‬‬ ‫‪2.3080‬‬ ‫‪2.2341‬‬ ‫‪2.1555‬‬ ‫‪2.1141‬‬ ‫‪2.0712‬‬ ‫‪2.0264‬‬ ‫‪1.9795‬‬ ‫‪1.9302‬‬ ‫‪1.8780‬‬

‫‪20‬‬ ‫‪4.3512‬‬ ‫‪3.4928‬‬ ‫‪3.0984‬‬ ‫‪2.8661‬‬ ‫‪2.7109‬‬ ‫‪2.5990‬‬ ‫‪2.5140‬‬ ‫‪2.4471‬‬ ‫‪2.3928‬‬ ‫‪2.3479‬‬ ‫‪2.2776‬‬ ‫‪2.2033‬‬ ‫‪2.1242‬‬ ‫‪2.0825‬‬ ‫‪2.0391‬‬ ‫‪1.9938‬‬ ‫‪1.9464‬‬ ‫‪1.8963‬‬ ‫‪1.8432‬‬

‫‪21‬‬ ‫‪4.3248‬‬ ‫‪3.4668‬‬ ‫‪3.0725‬‬ ‫‪2.8401‬‬ ‫‪2.6848‬‬ ‫‪2.5727‬‬ ‫‪2.4876‬‬ ‫‪2.4205‬‬ ‫‪2.3660‬‬ ‫‪2.3210‬‬ ‫‪2.2504‬‬ ‫‪2.1757‬‬ ‫‪2.0960‬‬ ‫‪2.0540‬‬ ‫‪2.0102‬‬ ‫‪1.9645‬‬ ‫‪1.9165‬‬ ‫‪1.8657‬‬ ‫‪1.8117‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪4.3009‬‬ ‫‪3.4434‬‬ ‫‪3.0491‬‬ ‫‪2.8167‬‬ ‫‪2.6613‬‬ ‫‪2.5491‬‬ ‫‪2.4638‬‬ ‫‪2.3965‬‬ ‫‪2.3419‬‬ ‫‪2.2967‬‬ ‫‪2.2258‬‬ ‫‪2.1508‬‬ ‫‪2.0707‬‬ ‫‪2.0283‬‬ ‫‪1.9842‬‬ ‫‪1.9380‬‬ ‫‪1.8894‬‬ ‫‪1.8380‬‬ ‫‪1.7831‬‬

‫‪23‬‬ ‫‪4.2793‬‬ ‫‪3.4221‬‬ ‫‪3.0280‬‬ ‫‪2.7955‬‬ ‫‪2.6400‬‬ ‫‪2.5277‬‬ ‫‪2.4422‬‬ ‫‪2.3748‬‬ ‫‪2.3201‬‬ ‫‪2.2747‬‬ ‫‪2.2036‬‬ ‫‪2.1282‬‬ ‫‪2.0476‬‬ ‫‪2.0050‬‬ ‫‪1.9605‬‬ ‫‪1.9139‬‬ ‫‪1.8648‬‬ ‫‪1.8128‬‬ ‫‪1.7570‬‬

‫‪24‬‬ ‫‪4.2597‬‬ ‫‪3.4028‬‬ ‫‪3.0088‬‬ ‫‪2.7763‬‬ ‫‪2.6207‬‬ ‫‪2.5082‬‬ ‫‪2.4226‬‬ ‫‪2.3551‬‬ ‫‪2.3002‬‬ ‫‪2.2547‬‬ ‫‪2.1834‬‬ ‫‪2.1077‬‬ ‫‪2.0267‬‬ ‫‪1.9838‬‬ ‫‪1.9390‬‬ ‫‪1.8920‬‬ ‫‪1.8424‬‬ ‫‪1.7896‬‬ ‫‪1.7330‬‬

‫‪25‬‬ ‫‪4.2417‬‬ ‫‪3.3852‬‬ ‫‪2.9912‬‬ ‫‪2.7587‬‬ ‫‪2.6030‬‬ ‫‪2.4904‬‬ ‫‪2.4047‬‬ ‫‪2.3371‬‬ ‫‪2.2821‬‬ ‫‪2.2365‬‬ ‫‪2.1649‬‬ ‫‪2.0889‬‬ ‫‪2.0075‬‬ ‫‪1.9643‬‬ ‫‪1.9192‬‬ ‫‪1.8718‬‬ ‫‪1.8217‬‬ ‫‪1.7684‬‬ ‫‪1.7110‬‬

‫‪26‬‬ ‫‪4.2252‬‬ ‫‪3.3690‬‬ ‫‪2.9752‬‬ ‫‪2.7426‬‬ ‫‪2.5868‬‬ ‫‪2.4741‬‬ ‫‪2.3883‬‬ ‫‪2.3205‬‬ ‫‪2.2655‬‬ ‫‪2.2197‬‬ ‫‪2.1479‬‬ ‫‪2.0716‬‬ ‫‪1.9898‬‬ ‫‪1.9464‬‬ ‫‪1.9010‬‬ ‫‪1.8533‬‬ ‫‪1.8027‬‬ ‫‪1.7488‬‬ ‫‪1.6906‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪4.2100‬‬ ‫‪3.3541‬‬ ‫‪2.9604‬‬ ‫‪2.7278‬‬ ‫‪2.5719‬‬ ‫‪2.4591‬‬ ‫‪2.3732‬‬ ‫‪2.3053‬‬ ‫‪2.2501‬‬ ‫‪2.2043‬‬ ‫‪2.1323‬‬ ‫‪2.0558‬‬ ‫‪1.9736‬‬ ‫‪1.9299‬‬ ‫‪1.8842‬‬ ‫‪1.8361‬‬ ‫‪1.7851‬‬ ‫‪1.7306‬‬ ‫‪1.6717‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪4.1960‬‬ ‫‪3.3404‬‬ ‫‪2.9467‬‬ ‫‪2.7141‬‬ ‫‪2.5581‬‬ ‫‪2.4453‬‬ ‫‪2.3593‬‬ ‫‪2.2913‬‬ ‫‪2.2360‬‬ ‫‪2.1900‬‬ ‫‪2.1179‬‬ ‫‪2.0411‬‬ ‫‪1.9586‬‬ ‫‪1.9147‬‬ ‫‪1.8687‬‬ ‫‪1.8203‬‬ ‫‪1.7689‬‬ ‫‪1.7138‬‬ ‫‪1.6541‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪4.1830‬‬ ‫‪3.3277‬‬ ‫‪2.9340‬‬ ‫‪2.7014‬‬ ‫‪2.5454‬‬ ‫‪2.4324‬‬ ‫‪2.3463‬‬ ‫‪2.2783‬‬ ‫‪2.2229‬‬ ‫‪2.1768‬‬ ‫‪2.1045‬‬ ‫‪2.0275‬‬ ‫‪1.9446‬‬ ‫‪1.9005‬‬ ‫‪1.8543‬‬ ‫‪1.8055‬‬ ‫‪1.7537‬‬ ‫‪1.6981‬‬ ‫‪1.6376‬‬

‫‪30‬‬ ‫‪4.1709‬‬ ‫‪3.3158‬‬ ‫‪2.9223‬‬ ‫‪2.6896‬‬ ‫‪2.5336‬‬ ‫‪2.4205‬‬ ‫‪2.3343‬‬ ‫‪2.2662‬‬ ‫‪2.2107‬‬ ‫‪2.1646‬‬ ‫‪2.0921‬‬ ‫‪2.0148‬‬ ‫‪1.9317‬‬ ‫‪1.8874‬‬ ‫‪1.8409‬‬ ‫‪1.7918‬‬ ‫‪1.7396‬‬ ‫‪1.6835‬‬ ‫‪1.6223‬‬

‫‪40‬‬ ‫‪4.0847‬‬ ‫‪3.2317‬‬ ‫‪2.8387‬‬ ‫‪2.6060‬‬ ‫‪2.4495‬‬ ‫‪2.3359‬‬ ‫‪2.2490‬‬ ‫‪2.1802‬‬ ‫‪2.1240‬‬ ‫‪2.0772‬‬ ‫‪2.0035‬‬ ‫‪1.9245‬‬ ‫‪1.8389‬‬ ‫‪1.7929‬‬ ‫‪1.7444‬‬ ‫‪1.6928‬‬ ‫‪1.6373‬‬ ‫‪1.5766‬‬ ‫‪1.5089‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪4.0012‬‬ ‫‪3.1504‬‬ ‫‪2.7581‬‬ ‫‪2.5252‬‬ ‫‪2.3683‬‬ ‫‪2.2541‬‬ ‫‪2.1665‬‬ ‫‪2.0970‬‬ ‫‪2.0401‬‬ ‫‪1.9926‬‬ ‫‪1.9174‬‬ ‫‪1.8364‬‬ ‫‪1.7480‬‬ ‫‪1.7001‬‬ ‫‪1.6491‬‬ ‫‪1.5943‬‬ ‫‪1.5343‬‬ ‫‪1.4673‬‬ ‫‪1.3893‬‬

‫‪120‬‬ ‫‪3.9201‬‬ ‫‪3.0718‬‬ ‫‪2.6802‬‬ ‫‪2.4472‬‬ ‫‪2.2899‬‬ ‫‪2.1750‬‬ ‫‪2.0868‬‬ ‫‪2.0164‬‬ ‫‪1.9588‬‬ ‫‪1.9105‬‬ ‫‪1.8337‬‬ ‫‪1.7505‬‬ ‫‪1.6587‬‬ ‫‪1.6084‬‬ ‫‪1.5543‬‬ ‫‪1.4952‬‬ ‫‪1.4290‬‬ ‫‪1.3519‬‬ ‫‪1.2539‬‬

‫∞‬ ‫‪3.8415‬‬ ‫‪2.9957‬‬ ‫‪2.6049‬‬ ‫‪2.3719‬‬ ‫‪2.2141‬‬ ‫‪2.0986‬‬ ‫‪2.0096‬‬ ‫‪1.9384‬‬ ‫‪1.8799‬‬ ‫‪1.8307‬‬ ‫‪1.7522‬‬ ‫‪1.6664‬‬ ‫‪1.5705‬‬ ‫‪1.5173‬‬ ‫‪1.4591‬‬ ‫‪1.3940‬‬ ‫‪1.3180‬‬ ‫‪1.2214‬‬ ‫‪1.0000‬‬
.......................................................................................................... ‫المالحق‬
Source :www.socr.ucla.edu/applets.dir/f_table.

T‫ جدول توزيع ستودنت‬:)19(‫الملحق رقم‬

Source: www.pratiquesciencessociales.net
.......................................................................................................... ‫المالحق‬

x²‫ جدول كاي تربيع‬:)01(‫الملحق رقم‬

Source:stat.psu.edu/~mga/401/tables/Chi-square-table.pdf
.......................................................................................................... ‫المالحق‬

‫ جدول داربن وتسون‬:)00(‫الملحق رقم‬

Source :https://www3.nd.edu/~wevans1/econ30331/Durbin_Watson_tables.pdf
‫المالحق ‪..........................................................................................................‬‬
:‫ملخص‬

‫الغرض من هذه الدراسة هو توضيح العالقةة المووةودب نةين تغيةراع رسةعصر الاةري والميةجان التوةصر‬

‫إلى وصنب إنراج تأثيراع سعر الاري خصاة سيصسة تخفةيض قيمةة العم ةة المة يةة التة وةص ع ة ا ةصر‬

‫وذلك من خالل اةيصةة نمةوذ‬ ‫الميجان التوصر‬ ‫تق يص العوج‬ ‫ودورهص‬ ‫نرنصمج االاالح الهيك‬

‫قيصسة رثةةر تق نةةصع سةةعر الاةةري الةةدينصر الو اجدةةر مقصنةةل الةةدوالر ارمريكة خ ةةى الميةجان التوةةصر خةةالل‬

‫ وتواة ع هةةذه الد ارسةةة إلةةى رن سيصسةةة سةةعر‬3102 ‫ إلةةى ةصيةةة ديسةةمنر‬0991 ‫الفتةرب الممتةةدب مةةن وةةصنف‬

‫وهةةذا اروةةى إلةةى‬ ‫الاةةري المتنعةةة ة الو اجدةةر لةةت تكةةن عصلةةة ة تاةةةيح االخةةتالل ة المي ةجان التوةةصر‬

‫نيعةةة االقتاةةصد الةةو ن الةةذ يرتكةةج خ ةةى الاةةصدراع مةةن المةروقةةصع والت ة يخضةةى تسةةعيرهص لمن مةةة‬

.‫ارونك‬

.‫ر ى قيمة العم ة‬-‫ تخفيض قيمة العم ة المة ية‬- ‫ الميجان التوصر‬- ‫ سعر اري‬:‫الك مصع المفتصةية‬

Résumé :

Le but de cette étude est de clarifier la relation existante entre des changements des taux de
change et le balance commercial , ainsi que d'accentuer des effets du taux de change surtout
en ce qui concerne la politique dévaluation de la monnaie locale, qui est entrée dans le cadre
du programme de réforme structurel et son rôle dans la réduction du déficit dans la balance
commerciale par la formulation d'un modèle standard de l'impact de fluctuations de taux de
change et le dinar Algérien par rapport au dollar Américain sur la balance commerciale
pendant la période de janvier 0991 jusqu'a la fin décembre 2013.
Cette étude est arriver a ce que la politique de taux de change suivi en Algérie na pas été
efficace dans la correction du déséquilibre dans la balance commerciale qui se réfère a la
nature de l'économie nationale qui est basée sur les exportations des hydrocarbures évalués
comme l'OPEP
Mots-clés : le taux de change-balance commerciale - dévaluation de la monnaie locale-
Révaluation de la monnaie.

You might also like