المحاضرات الأولى قانون دولي خاص

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 27

‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫مقــــــــــــدمــــــة‬
‫شيدت مادة القانوف الدولي الخاص توسعا ضخما في العصر الحديث‪ ،‬فقد كانت تيتـ‬
‫فقط بتنازع القوانيف‪ ،‬ولكف حاليا دخمت عميو مواضيع أخرى وىي الجنسية ومركز األجانب‪ ،‬وتنازع‬
‫االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬وانطالقا مف تجربة تدريس ىذه المادة‪ ،‬تبيف وجود صعوبات في‬
‫تمقييا واستيعابيا مف قبؿ الطمبة الموجية إلييـ‪ ،‬وبذلؾ تحتاج إلى أسموب خاص لتبسيط مفاىيميا‬
‫وتقريبيا مف الطمبة‪ ،‬حيث إف موضوع تنازع القوانيف لوحده قد شيد توسعا وتطو ار ضخما إذ يشمؿ‬
‫الجانب النظري وىو آليات حؿ تنازع القوانيف مف تكييؼ واسناد واحالة‪ ،‬ثـ الحموؿ الوضعية‬
‫وتعني إيجاد حموؿ لطوائؼ النزاعات المتمثمة في‪ :‬األحواؿ الشخصية‪ ،‬ثـ األحواؿ العينية‪ ،‬ثـ‬
‫االلتزامات التعاقدية والغير تعاقدية كما وشيدت ىذه المجاالت تطورا‪ ،‬إذ بدأ التوجو الى تقسيـ‬
‫ثن ائي بيف األحواؿ الشخصية واألحواؿ المالية‪ ،‬نظ ار لتسارع الخطى جيود التعاوف الدولي عمى‬
‫مستوى العالقات التجارية الدولية التي طورت عقودا نموذجية ووضعت حموال موجية نحو آلية‬
‫‪1‬‬
‫التحكيـ التجاري الدولي‪.‬‬

‫نحػػاوؿ فػػي ىػػذه المحاضػرات تبسػػيط آليػػات تنػػازع القػوانيف‪ ،‬فػػي حالػػة وجػػود عالقػػات ذات‬
‫عنصػر أجنبػػي بحثػا عػػف القػػانوف الواجػب التطبيػػؽ‪ ،‬مػػع التعمػؽ فػػي القػػانوف المقػارف و آليػػات عمػػؿ‬
‫نظريػػات تنػػازع القػوانيف وتطورىػػا مػػع توضػػيه مركػػز لتوجيػػات المشػػرع الج ازئػػري ومواكبتػػو لمتطػػورات‬
‫الحاصمة‪ ،‬بحيث يكتسب الطالػب ممكػة التكييػؼ القػانوني وطػرؽ مالئمػة عالقػة ذات عنصػر أجنبػي‬
‫مػػع قػػانوف يتطػػابؽ ومتطمبػػات الن ػزاع‪ ،‬مػػع الحفػػاظ عمػػى تػػوزاف مصػػاله األط ػراؼ وكػػذلؾ المصػػمحة‬
‫الوطنية اقتصادية كانت أـ اجتماعية (الحفاظ عمى األسرة وانتمائيا)‬

‫‪-1‬سعيد يوسف البستاني‪ ،‬الجامع في القانون الدولي الخاص (المضمون الموسع الجنسية والقومية‪ ،‬المركز القانوني لبلجانب للعرب‪ ،‬النظرية العامة لتنازع القوانين‪،‬‬
‫منشورات الحلبي الحقوقية للنشر‪،‬لبنان‪ ،9009 ،‬ص ‪00‬‬
‫‪-Antoine . Pillet, principes de droit international privé , edtion pedone ,paris, 1903, p 06,‬‬
‫‪https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/bpt6k5400979f/f600.item‬‬
‫‪-André Weiss, traité théorique et pratique de droit international privé , 3em tome, le conflit des lois , l d‬‬
‫‪s r g l, paris, 1912 , p8 , https://gallica.bnf.fr/ark:/12148/btv1b10035613b/f424.item‬‬

‫‪4‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫ال يوجد مشكؿ عندما نتحػدث عػف قواعػد تنػازع القػوانيف مػف حيػث الزمػاف‪ ،‬المػواد (‪)6،5،4‬‬
‫م ػػف الق ػػانوف الم ػػدني الج ازئ ػػري‪ ،‬والت ػػي تي ػػتـ بح ػػؿ التن ػػازع ب ػػيف ق ػػانونيف متع ػػاقبيف زمني ػػا عم ػػى وق ػػائع‬
‫وعالقػػات معينػػة‪ ،‬وىػػذا ألف كػػؿ التنػػازع يكػػوف داخػػؿ الدولػػة الوطنيػػة الواحػػدة فػػال وجػػود فييػػا لعنصػػر‬
‫أجنبي‪ ،‬بينما ال نجد نفس األمر في العالقات الخاصة الدولية‪ ،‬ألف تمؾ العالقػات يتنػازع حكميػا‬
‫قوانيف صادرة مف دوؿ مختمفة‪ ،‬وىي روابػط قانونيػة تتصػؼ باألجنبيػة فػي أطرافيػا أو موضػوعيا أو‬
‫سببيا وتستدعي تحريؾ قواعد تنازع القوانيف التي تحدثنا عنيا أعػاله لحػؿ النػزاع‪ ،‬بػذلؾ فػو ف قواعػد‬
‫‪1‬‬
‫القانوف الدولي الخاص تحكـ أشخاص القانوف الخاص مع وجود عنصر أجنبي في العالقة‪.‬‬

‫فعمى سبيؿ المثاؿ لو يتعاقد جزائري مع جزائري آخر في الجزائر بشأف شػ ار آالت صػناعية‬
‫فػػي الج ازئػػر‪ ،‬فػػوف القػػانوف الػػدولي الخػػاص ال شػػأف لػػو بيػػذه العالقػػة‪ ،‬ألنيػػا عالقػػة وطنيػػة بحثػػة فػػي‬
‫جميع عناصرىا‪.‬‬

‫استقر ج ازئػري فػي ألمانيػا لالسػتثمار وأسػس اسػتثمارات مػع أجانػب‬


‫ّ‬ ‫ولكف يثور المشكؿ إذ‬
‫أتػراؾ‪ ،‬ثػـ تجػنس بالجنسػية األلمانيػة ثػـ تػزوج ىنػػاؾ بزوجػة أسػترالية‪ ،‬أنجبػت لػو أبنػا ‪ ،‬بػذلؾ يثػػور‬
‫التسػػاؤؿ عػػف الحػػؿ القػػانوني فػػي حػػاؿ ثػػار ن ػزاع مػػع شػػركائو األت ػراؾ ‪ ،‬أي مػػاىو القػػانوف الواجػػب‬
‫التطبيػػؽ فػػي حالػػة حػػؿ الشػػركة ن مػػثال ىػػؿ القػػانوف األلمػػاني‪ ،‬أـ التركػػي‪ ،‬أـ الج ازئػػري ن ومػػا ىػػو‬
‫القانوف الذي يحكـ زواجو باالسترالية شكال و موضػوعان وفػي حالػة نػزاع حػوؿ االنفصػاؿ‪ ،‬و النفقػة‬
‫‪2‬‬
‫والحضانة ما ىو القانوف الواجب تطبيؽ ىؿ ىو ألماني استرالي أو جزائرين‬

‫لقد أصبه العالـ في عصر الثورة الصناعية الرابعة (الذكا االصطناعي‪ ،‬وانترنت األشيا )‬
‫سريع الترابط بحيث يكوف االنتقاؿ بيف أبنا المجتمع الدولي مسألة في غاية السيولة والسرعة‬
‫وأصبحت الدولة الحديثة تضـ فضال عف أبنائيا عددا ال يستياف بو مف أبنا الدوؿ األجنبية‬

‫‪-1‬عكاشة محمد عبد العال‪ ،‬ىشام صادق‪ ،‬حفيظةة السةيد الحةداد‪ ،‬القةانون الةدولي الخةاص‪( ،‬انةازع القةوانين‪ ،‬االقتاةاص القضةا ي الةدولي‪ ،‬الجنسةية )‪ ،‬دار مطبعةة‬
‫االنتاار‪ ،‬مار‪ ، 9005 ،‬ص‪4‬‬
‫‪ -2‬علي علي سليمان‪ ،‬مذكرات في القانون الدولي الخاص الجزا ري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬ط‪ ،9005 ،3‬ص ‪9‬‬

‫‪5‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫ويرتبط ىؤال األجانب فما بينيـ أو فيما بينيـ وبيف أبنا الدولة التي وجدوا فييا بعالقات قانونية‪،‬‬
‫وأصبه لمتعاقد االلكتروني كذلؾ أىمية واحتياج خاصة في ضؿ وبا كوفيد‪ 27‬الذي غير العديد‬
‫مف المعطيات العقدية‪ ،‬لتعدد جنسيات أطراؼ العقد واختالفاىا‪ ،‬وبالتالي ليس مف اليسير معرفة‬
‫القواعد القانونية المالئمة التطبيؽ عمى عالقات خاصة ذات عنصر أجنبي ألف لكؿ مجتمع نظاـ‬
‫‪1‬‬
‫قانوني خاص بو ولو سمطة خاصة تسير عمى شؤونو‪.‬‬

‫واف قواعد القانوف الداخمي لوحدىا كالقانوف التجاري وقانوف األسرة ال تكفي لحؿ النزاع بؿ‬
‫البد مف قواعد قانونية تساعدنا إليجاد القانوف األكثر مالئمة لحؿ النزاع ألف مثؿ ىذه العالقات‬
‫تحوز عمى عنصر أجنبي ‪ ،‬لذلؾ تواجدت نظرية تنازع القوانيف ونصت عمييا كؿ البمداف نظ ار‬
‫لتطور وتسارع حركة اليجرة والتنقؿ بيف الدوؿ و كذا تطور وانتشار العقود االلكترونية‪.‬‬

‫كما و تعتبر نظرية تنازع القوانيف مف أىـ وأقدـ مواضيع القانوف الدولي الخاص الذي ييتـ‬
‫بالبحث في مختمؼ الحموؿ المقررة لمعالقات الخاصة الدولية‪ ،‬حيث ظيرت معالـ تنازع القوانيف‬
‫في فترة سابقة عمى ظيور الدولة وذلؾ عندما اىتـ مبدعي فقو تنازع القوانيف بوضع حموؿ‬
‫لممعامالت التي كانت تتـ بيف مقاطعات مستقمة عرفيا‪ ،‬وقد وجدت نظرية تنازع القوانيف اىتماما‬
‫تولت ىي األخرى البحث عف الحموؿ الممكنة لممشكمة وقد‬
‫كبي ار مف قبؿ تشريعات الدوؿ التي ّ‬
‫تكفؿ المشرع الجزائري عمى غرار الدوؿ األخرى بتنظيـ مجاالت القانوف الدولي الخاص فاصدر‬
‫المعدؿ‬
‫عدة قوانيف بدأ بقانوف الجنسية لسنة ‪ 2741‬الممغى بقانوف ‪ 2752‬الساري المفعوؿ حاليا و ّ‬
‫باألمر ‪ ،22-23‬واألمر ‪ 232-44‬المتضمف قانوف اإلج ار ات المدنية المعدؿ والمتمـ والقانوف‬
‫المنظـ لمركز األجانب في الجزائر باألمر ‪ 022—44‬ثـ األحكاـ الواردة في القانوف المدني‬

‫‪ -1‬حسن الهداوي ‪ ،‬القانون الدولي الخاص انازع القوانين دراسة مقارنة ‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،0997 ،‬عمان ‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪-‬إن التعاقد اإللكتروني يشكل عقبات أمام قواعد اإلسناد قاصة إذا كان مشرع دولة ما يقيد اجتهاد القضاء‪ ،‬ويضع لو ضوابط جامدة‪ ،‬كما أن العقود اخضع لقاعدة‬
‫القانون المختار من المتعاقدين‪ ،‬واكمن الاعوبة في أن التعاقد قد يكون بين شخاين من بلدين مختلفين واجد الشركة البا عةة مةثبل مقرىةا فةي ألمانيةا واسةا النطةاق‬
‫موطن في أمريكا والبيانات اخزن ىناك ‪،‬وبالتالي اتغير طبيعة الضوابط المعتمدة للتوضيح القانون الواجب التطبيق‪ .‬انظر الحقا الافحة ‪85‬‬
‫‪-. «Droit international privé et commerce électronique : état des lieux», en ligne : Juriscom.net‬‬
‫‪.www.juriscom.net/pro/2/ce20010213‬‬

‫‪6‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫األمر ‪ 36-53‬المعدؿ بالقانوف ‪ 22-23‬وفيو خصص المشرع الفصؿ الثاني مف الباب األوؿ‬
‫‪1‬‬
‫مف الكتاب األوؿ لتنازع القوانيف مف حيث المكاف (المواد مف ‪ 7‬إلى ‪)02‬‬

‫كما وأف المشرع الجزائري بعد تعديالتو الحديثة سنة ‪ 0223‬لقواعد التنازع حاوؿ التأقمـ مع‬
‫األوضاع الحديثة لمدوؿ‪ ،‬فال يمكف تصور وجود دولة حديثة بدوف أجانب‪ ،‬او رعايا ليا في‬
‫الخارج‪ ،‬ولذلؾ فوف طبيعة موضوع تنازع القوانيف يجعؿ كؿ دولة تسعى الى تحقيؽ مصالحيا‪،‬‬
‫فالتنازع يقتضي أف يحاوؿ كؿ متنازع بسط رأيو فنجد كؿ مشرع يسعى لتغميب قانونو ولو اعتمد‬
‫مبادئ قد تبدوا موضوعية فونيا ال تخمو في الحقيقة مف المصمحة الخاصة بكؿ دولة ىذا ما‬
‫سنالحظو عند نشأة قواعد التنازع‪ ،‬كما وأف المصمحة قد ال تكوف بالضرورة تطبيؽ القانوف الوطني‬
‫بؿ قد تستدعي تطبيؽ قانوف غير القانوف الوطني يعطي أكثر نفع لمدولة المعنية أو ألحد‬
‫مواطنييا‪ ،‬لذلؾ رأى الشراح اليولندييف في القرف ‪ 25‬تسمية تنازع القوانيف اصطالحا بتسابؽ‬
‫القوانيف‪ ،‬وأما الشراح االنجميزي استعمموا "اختيار القوانيف"‪ ،‬كما أف التطور حاليا ليس في استقباؿ‬
‫األجانب واالنفتاح بؿ في انتشار المعامالت االلكترونية انتشا ار واسعا منقطع النظير‪ ،‬فونساف اليوـ‬
‫ليس عميو التنقؿ حتى يتعاقد بؿ مف مكانو يمكف أف يبرـ عديد العقود المتنوعة‪ ،‬كما أف عقود‬
‫الشركات والتمويف أصبه تضع شرط التحكيـ مع اختيار قانوف واجب التطبيؽ انطالقا مف قانوف‬
‫‪2‬‬
‫اإلرادة‪.‬‬

‫ويكيػؼ‬
‫ّ‬ ‫إذف سيتعمـ الطالب في ىذه المحاضرات‪ ،‬مبادئ وتقنيات قانونيػة مػف خالليػا يحمػؿ‬
‫النزاع المطروح أمامو ويطبؽ قاعدة اإلسناد المالئمػة حتػى يتوصػؿ لمقػانوف الواجػب التطبيػؽ بدقػة‪،‬‬

‫‪ -1‬زيرواةةي الطيةةب‪ ،‬القةةانون الةةدولي الخةةاص الجزا ةةري‪ ،‬ج‪ 0‬انةةازع القةةوانين‪ ،‬ط‪ ،9‬مطبعةةة الفسةةيلة‪ ،‬الجزا ةةر‪ ،9008 ،‬ص‪ 00‬وانظةةر مفلفةةو‪ ،‬زيرواةةي الطيةةب‪،‬‬
‫دراسات في القانون الخاص الجزا ري‪ ،‬ج‪ ،9‬دار ىومة‪ ،‬الجزا ر‪ ،9006 ،‬ص ‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫‪"-en effet il faut savoir qu un arbitre, a la différennce du juge étatique na pas de for cest a dire‬‬
‫‪nappartiet pas a une organisation juridictionnelle étatique , cest un juge privé qui nest pas rattaché a un‬‬
‫"‪ordre juridictionel a la différece d un juge étatique, il a doc une liberté totale des méthodes.‬‬
‫‪Frédéric leclerc , coure droit international privé, université des atilles et de la guyane,‬‬
‫‪http://alphibrahim.e-monsite.com/medias/files/cours-de-droit-international-prive.pdf ; p 05‬‬
‫وانظر ‪-‬عبلل طحطاح‪ ،‬النزعة البراغمااية في إنشاء القانون الدولي الخاص‪ ،‬مجلة الفكر القانوني والسياسي‪ ،‬عدد ثالث‪ ،‬جامعة عمار ثليجي ‪،‬االغواط‪ ،‬ص ‪03‬‬

‫‪7‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫مع مراعاة مختمؼ مواضيع التنازع‪ ،‬ولذلؾ نوضه بأف القانوف الدولي الخاص يحتوي عػدة مجػاالت‬
‫ىػ ػػي تنػ ػػازع الق ػ ػوانيف والجنسػ ػػية و مرك ػ ػ از ألجانػ ػػب‪ ،‬تنفيػ ػػذ األحكػ ػػاـ األجنبيػ ػػة‪ ،‬وتنػ ػػازع االختصػ ػػاص‬
‫القضػػائي‪ 1،‬ولػػذلؾ فػػوف ىػػذه المحاض ػرات سنخصصػػيا لتفصػػيؿ موضػػوع تنػػازع الق ػوانيف ابتػػدا مػػف‬
‫التعػػاريؼ ثػػـ نتطػػرؽ لنظريػػات لمتكييػػؼ واإلسػػناد ‪ ،‬واإلحالػػة‪ ،‬بعػػد ذلػػؾ نتعػػرؼ عمػػى قواعػػد اإلسػػناد‬
‫الخاصػػة بمجػػاالت األح ػواؿ الشخصػػية‪ ،‬واألح ػواؿ العينيػػة‪ ،‬االلت ازمػػات التعاقديػػة‪ ،‬وااللت ازمػػات غيػػر‬
‫‪2‬‬
‫التعاقدية‪ ،‬ونشير إلى أف موضوع الجنسية سيدرس كمقياس في السداسي الثاني ‪.‬‬

‫‪ -1‬ارى غالبية الفقو أن انازع االقتااص القضا ي من مواضيع القانون الدولي الخاص وان كانت ىنالك أقلية ارى استبعاده من نطاق ىةذا القةانون واقةول ب نةو ال‬
‫يوجد انازع اقتااص قضا ي ألن القاضي حةين اعةرض عليةو مسة لة اشةتمل عةل عناةر أجنبةي يقضةي إمةا باقتااصةو أو بعةدم اقتااصةو دون أن يكةون ىنةاك انةازع‪،‬‬
‫انظر علي علي سليمان ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ -‬ويرى الدكتور ىشام قالد أن والية القضاء ىةي مةا للمحةاكا مةن سةلطة الحكةا بمقتضةو القةانون فةي المنازعةات التةي ارفةع إليهةا وىةي حةق مةن حقةوق الدولةة ذااهةا‬
‫وفرع من سياداها والثابت أن المحاكا الوطنيةة إنمةا اقةوم بالفاةل فةي جميةع المنازعةات التةي اطةرح عليهةا‪ ،‬سةواء أكانةت األقيةرة وطنيةة بحتةة وذلةك فةي أطرافهةا أو‬
‫محلهةةا أو سةةببها أم كانةةت ذات عناةةر أجنبةةي‪ .‬أنظةةر ىشةةام قالةةد‪ ،‬إحالةةة الةةدعوى إلةةو محكمةةة أجنبيةةة‪ ،‬دراسةةة مقارنةةة فةةي إطةةار القةةانون الةةدولي الخةاص‪ ،‬دار الفكةةر‬
‫الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،9009 ،‬ص ‪9‬‬
‫‪ -2‬ويرى الدكتور حسن الهداوي أن انازع القوانين يظهر في ثبلث صور‪ ،‬انازع القوانين‪ ،‬وانةازع السةلطات‪ ،‬وانةازع االقتاةاص وىةذا التنةازع باةوره الةثبلث يطمةح‬
‫فقهةاء القةانون الةدولي الخةاص‪ ،‬سةعيا وراء عدالةة إنسةانية الةو التوصةل لفضةو عةن طريةق وضةع قواعةد انةازع القةوانين الخاصةة ويقاةد الةدكتور بتنةازع السةلطات ‪ ،‬يعنةي‬
‫سلطات انظيا السندات واوثيقها‪ ،‬أنظر حسن الهداوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪9‬‬
‫‪-‬واةةرى الةةدكتوره حفيظةةة السةةيدد الحةةداد أن القواعةةد التةةي يشةةملها القةةانون الةةدولي الخةةاص إلةةو ثبلثةةة أنةةواعت النةةوع األول يتعلةةق بتنظةةيا التمتةع بةةالحقوق وينةةدرج احتهةةا‬
‫القواعد المنضمة للجنسية ومركز األجانب‪ ،‬والنةوع الثةاني يشةمل القواعةد الحاكمةة لممارسةة الحقةوق ويخةتأل بهةذا األمةر نظريةة انةازع القةوانين أمةا النةوع األقيةر فهةو‬
‫القواعد المنضمة للحماية القضا ية للحقوق علةو المسةتوى الةدولي‪ ،‬واشةمل ىةذه األقيةرة موضةوعي االقتاةاص الةدولي للمحةاكا الوطنيةة‪ ،‬وانفيةذ األحكةام األجنبيةة‬
‫واالعتراف بها‪.‬أنظر ‪،‬حفيظة السيدد الح دداد‪ ،‬الموجز في القانون الدولي الخاص‪ " ،‬المبادئ العامة في انازع القوانين"‪ ،‬منشةورات الحلبةي الحقوقيةة‪ ،‬بيةروت‪،9007 ،‬‬
‫ص‪6‬‬

‫‪8‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫احملور األول ‪ :‬معطيات‬


‫أصاصية يف القاىون الدولي‬
‫اخلاص‬

‫احملاضزة األوىل ‪ :‬تعزيف القاىون‬


‫الدولي اخلاص‬

‫احملاضزة الثاىية ‪ :‬ىطاق القاىون الدولي اخلاص‬

‫‪9‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫المحور األول‪ :‬معطيات أساسية في القانون الدولي الخاص‬


‫تمييد‬

‫أصػػبحت الػػدوؿ فػػي عالمنػػا اليػػوـ تضػػـ زيػػادة عمػػى أبنائيػػا عػػددا معتب ػ ار مػػف أجانػػب ينتمػػوف‬
‫إلػػى دوؿ أخػػرى‪ ،‬وي ػرتبط الكػػؿ بعالقػػات قانونيػػة وشخصػػية‪ ،‬ولػػذلؾ تعقػػدت العالقػػات القانونيػػة بػػيف‬
‫الج ػػنس البش ػػري‪ ،‬وتنوع ػػت القواع ػػد القانوني ػػة الت ػػي تحكمي ػػا وأص ػػبه التوص ػػؿ ال ػػى الق ػػانوف الواج ػػب‬
‫التطبيػؽ عمػى الخػػالؼ الػذي ينشػػأ بػيف تمػػؾ العالقػات القانونيػة لػػيس سػيال ألف لكػػؿ مجتمػع نظامػػو‬
‫القانوني الخاص بو ولو سمطة خاصػة‪ ،‬فػوذا أنشػأ ج ازئػري شػركة مػع تونسػي وفرنسػي ومقرىػا ألمانيػا‬
‫وقاـ نزاع بينيـ فسوؼ نضطر لمبحث عف المحكمة المختصػة ىػؿ ىػي ألمانيػا اـ ايطاليػا ‪..‬وكػذلؾ‬
‫نفػػس األمػػر بالنسػػبة لمقػػانوف الواجػػب التطبيػػؽ عمػػى الن ػزاع‪ ،‬إف البحػػث فػػي ىػػذه المسػػائؿ ىػػو الػػذي‬
‫أوجػػد قواعػػد القػػانوف الػػدولي الخػػاص‪ ،‬فيػػو القػػانوف الػػذي يبحػػث عػػف حمػػوؿ لمعالقػػة التػػي تشػػتمؿ‬
‫‪1‬‬
‫عمى عنصر أجنبي‪.‬‬

‫وسػػمي ىػػذا الفػػرع مػػف القػػانوف "دوليػػا" ألف العالقػػة القانونيػػة التػػي يتناوليػػا حكمػػو ال تنحصػػر‬
‫بعناص ػػرىا الثالث ػػة أي بأشخاص ػػيا وس ػػببيا وموض ػػوعيا داخ ػػؿ إقم ػػيـ دول ػػة واح ػػدة ب ػػؿ يتج ػػاوز أح ػػد‬
‫عناص ػػرىا عم ػػى األق ػػؿ إقم ػػيـ الدول ػػة إل ػػى دول ػػة أخ ػػرى فيك ػػوف اح ػػد أطرافي ػػا أو س ػػببيا أو موض ػػوعيا‬
‫أجنبي ػػا‪ ،‬وى ػػو ق ػػانوف خ ػػاص ألف طبيع ػػة العالق ػػة التػ ػي يتناولي ػػا حكم ػػو تخض ػػع ف ػػي األص ػػؿ ألحك ػػاـ‬
‫‪2‬‬
‫القانوف الخاص لو لـ تشتمؿ عمى عنصر أجنبي‪ ،‬أي قانوف مدني أو تجاري ‪. ...‬‬

‫كما وإليجاد الخػط الفاصػؿ بػيف القػانوف الػدولي الخػاص والقػانوف الػدولي العػاـ عمينػا البحػث‬
‫في بعض أوجو التشابو واالختالؼ حيث يتفؽ القانوف الدولي الخاص مػع القػانوف الػدولي العػاـ مػف‬
‫حيث أف كالىما ينظّـ عالقات قانونيػة دوليػة تتجػاوز بطبيعتيػا حػدود الدولػة الواحػدة‪ ،‬وأف المصػادر‬

‫‪ -1‬حسن الهداوي ‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪00‬‬


‫‪ -2‬علي علي سليمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪4‬‬

‫‪10‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫الدوليػػة لمقػػانوف الػػدولي الخػػاص ىػػي أيضػػا مصػػادر لمقػػانوف الػػدولي العػػاـ‪ ،‬وتتمثػػؿ فػػي االتفاقيػػات‬
‫‪1‬‬
‫الدولية‪ ،‬والعرؼ الدولي واجتياد القضا والفقو الدولييف‪.‬‬

‫ويختمفػػاف مػػف ناحيػػة أف أحكػػاـ القػػانوف الػػدولي العػػاـ موجيػػة لمػػدوؿ باعتبارىػػا وحػػدىا أعضػػا‬
‫فػػي المجتمػػع الػػدولي‪ ،‬بينمػػا أحكػػاـ القػػانوف الػػدولي الخػػاص يخاطػػب بيػػا أشػػخاص القػػانوف الخػػاص‬
‫وأشػػخاص القػػانوف العػػاـ مجػػردة مػػف صػػفتيا كسػػمطات عامػػة ذات سػػيادة‪ ،‬كمػػا يختمفػػاف أيضػػا مػػف‬
‫حيث طبيعة قواعػدىما‪ ،‬فقواعػد القػانوف الػدولي العػاـ ىػي قواعػد دوليػة فقػط غيػر صػادرة عػف سػمطة‬
‫تش ػريعية فػػوؽ الػػدوؿ كػػي يتسػػنى اقترانيػػا بج ػ از دولػػي عنػػد مخالفتيػػا وبالتػػالي فػػوف تنفيػػذىا طػػوعي‬
‫من ػػوط ب ػػاحتراـ ال ػػدوؿ لي ػػا وااللتػ ػزاـ بأحكامي ػػا بورادتي ػػا‪ ،‬بينم ػػا يجم ػػع الق ػػانوف ال ػػدولي الخ ػػاص ف ػػي‬
‫‪2‬‬
‫مصادره بيف المصادر الدولية والمصادر الداخمية ‪.‬‬

‫وانطالقػػا ممػػا سػػبؽ سػػنتعرؼ عمػػى مفيػػوـ القػػانوف الػػدولي الخػػاص‪ ،‬ومختمػػؼ المجػػاالت التػػي‬
‫يعالجيا مف خالؿ المبحثيف التالييف‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف القانون الدولي الخاص‬


‫يختمػػؼ تعريػػؼ القػػانوف الػػدولي الخػػاص بػػاختالؼ المػػذاىب الفقييػة‪ ،‬فمػػف الفقيػػا مػػف يػػدخؿ‬
‫ضػػمف نطاقػػو مسػػائؿ الجنسػػية والمػػوطف وتنفيػػذ األحكػػاـ األجنبيػػة‪ ،‬ومػػنيـ يخػػرج مػػف نطاقػػو إحػػدى‬
‫ىػػذه المسػػائؿ أو أكثػػر مػػف واحػػدة منيػػا‪ ،‬ونجػػد اف أغمبيػػة الفقػػو وأكثػػر المػػؤلفيف يدرسػػوف فػػي نطػػاؽ‬
‫القػػانوف الػػدولي الخػػاص سػػتة مواضػػيع‪ ،‬وىػػي تنػػازع الق ػوانيف‪ ،‬وتنػػازع االختصػػاص وحالػػة االجانػػب‬
‫والجنسية والموطف وتنفيذ األحكاـ األجنبية‪ ،‬وىناؾ عامالف مؤثراف في تعريػؼ ىػذا القػانوف وضػبط‬

‫‪- Frédéric leclerc , coure droit international privé ,op , p 2‬‬


‫‪1‬‬

‫‪ -2‬زيرواةةي الطيةةب‪ ،‬القةةانون الةةدولي الخةةاص الجزا ةةري‪ ،‬ج‪ 0‬انةةازع القةةوانين‪ ،‬مرجةةع سةةابق‪ ،‬ص‪ 00‬وانظةةر مفلفةةو‪ ،‬زيرواةةي الطيةةب‪ ،‬دراسةةات فةةي القةةانون الخةةاص‬
‫الجزا ري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪6‬‬

‫‪11‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫دوره‪ ،‬أوليمػػا أنػػو قػػانوف ال زاؿ فػػي طػػور التطػػور والتأصػػيؿ مقارنػػة بالقػػانوف الػػدولي العػػاـ التقميػػدي‪،‬‬
‫‪1‬‬
‫والثاني ىو تأثر القانوف الدولي خاص بمفاىيـ جديدة كالعولمة وحقوؽ اإلنساف والحريات ‪.‬‬

‫وبالتالي انطالقا مف المعطيات السابقة نورد تعاريؼ الفقو الغربي ثـ الفقو العربي‬

‫المطمب األول ‪ :‬التعريف في الفقو الغربي‬


‫يركػػز الفقػػو التقميػػدي عمػػى الطػػابع الػػوطني ليػػذا القػػانوف وحصػػر نطاقػػو فػػي تنػػازع الق ػوانيف‬
‫عندما يعرؼ ىذا القانوف ومف ذلؾ‪:‬‬

‫تعريؼ الفقيو دي بانييو بأنو يتضمف القواعد الواجب إتباعيا في تنازع القػوانيف الخاصػة بػيف‬
‫الحكومات المختمفة‪.‬‬

‫وعرفو الفقيو بييو بأنو العمـ الذي موضوعو تنظػيـ العالقػات الدوليػة الخاصػة بػاألفراد تنظيمػا‬
‫قانونيا‪.‬‬

‫كمػػا عرفػػو الفقيػػو األمريكػػي سػػتوري ‪ story‬بأنػػو يتضػػمف األحكػػاـ الناشػػئة عػػف تنػػازع ق ػوانيف‬
‫األمـ المختمفة عند تطبيقيا العممي عمى التجارة والمواصالت الحديثة‪.‬‬

‫أمػػا الفقػػو الحػػديث فق ػػد ركػػز فػػي اب ػراز دور ى ػػذا الفػػرع مػػف القػػانوف م ػػف خػػالؿ الفصػػؿ ف ػػي‬
‫النزاعات ذات العنصر األجنبي بواسطة قواعد فنية فقد عرؼ الفقيو نيبواييو ‪ niboyet‬ىذا القػانوف‬
‫بأنػو ذلػؾ الفػػرع مػف القػػانوف الفرنسػي الػذي يحكػػـ توزيػع األفػراد دوليػا عمػى أسػػاس الجنسػية والمػػوطف‬
‫‪2‬‬
‫لبياف ما يتمتعوف بو مف حقوؽ في العالقات الدولية وطريقة كسبيا أو فقدىا طبقا لمقوانيف‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد عبد الحميد عيشوش‪ ،‬القانون الدولي الخاص‪ ،‬جامعة بنها‪ ،‬مار ‪ ،9006 ،‬ص ‪906‬‬
‫‪-Pierr Lalive , tendances et méthodes en droit international privé, académie de droit international , p 14.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪http://www.lalive.ch/data/publications/24__LALIVE,_Pierre__Tendances_et_Methodes_en_Droit_International_Pr‬‬
‫‪ive_(Cours_General)_P__Lalive.pdf‬‬
‫‪-‬‬

‫‪12‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫أمػػا الفقيػػو بػػاتيفوؿ ‪ batyfoul‬فقػػد عرفػػو بأنػػو يتضػػمف مجموعػػة القواعػػد الواجبػة التطبيػػؽ عػػؿ‬
‫أشخاص القانوف الخاص في عالقات الجماعة الدولية‪.‬‬

‫وعرفػػو الفقيػػو الفرنسػػي ‪ mayer‬مػػايير أنػػو ذلػػؾ القػػانوف الخػػاص المطبػػؽ عمػػى األشػػخاص‬
‫الخاصة المنضويف في عالقات قانونية دولية‪.‬‬

‫وعرفػػو الفقيػػو ليريبػػو بيجػػونيير أنػػو فػػرع قػػائـ بذاتػػو مػػف القػػانوف الػػداخمي يضػػـ قواعػػد الق ػانوف‬
‫‪1‬‬
‫العاـ وقواعد القانوف الخاص بالجنسية ومركز األجانب وفض تنازع القوانيف‪.‬‬

‫المطمب الثاني‪ :‬التعريف في الفقو العربي‬


‫يعرؼ الدكتور عمي عمي سميماف القانوف الدولي الخاص بأنو " مجموعة القواعد التي تتعمػؽ‬
‫بتنظ ػػيـ عالق ػػات األفػ ػراد المالي ػػة أو الشخص ػػية إذا اقت ػػرف بي ػػا عنصػ ػر أجنب ػػي‪ ،‬والت ػػي تع ػػال مس ػػألة‬
‫االختصاص القضائي الدولي‪ ،‬وحالة األجانب والجنسية والمػوطف‪ ،‬وتب ّػيف كيػؼ يمكػف تنفيػذ األحكػاـ‬
‫‪2‬‬
‫واألوامر األجنبية‪".‬‬

‫تعريػػؼ د إييػػاب عيػػد " ىػػو مجموعػػة القواعػػد القانونيػػة التػػي تػػنظـ العالقػػات الخاصػػة التػػي تجػػاوزت‬
‫‪3‬‬
‫حدود الدولة الواحدة بيف أشخاص القانوف الخاص وتبقى في إطار القانوف الخاص "‬

‫تعريػػؼ د بمعيػػور عبػػد الكػريـ "القػػانوف الػػدولي الخػػاص تنصػػب قواعػػده فػػي مجمميػػا فػػي معالجػػة كػػؿ‬
‫‪4‬‬
‫التصرفات والعالقات القانونية الخاصة ذات العنصر األجنبي‪.‬‬

‫‪ -1‬غالةةب الةةداودي و حسةةين محمةةد الهةةداوي‪ ،‬القةةانون الةةدولي الخةةاص ‪ ،‬الجنسةةية المةةوطن ومركةةز األجانةةب وأحكامهةةا فةةي القةةانون العراقةةي ‪ ،‬ج ‪ ، 0‬دار الكتةةاب‬
‫للطباعة والنشر‪ ،‬جامعة الموصل‪ ،0994 ،‬ص ‪4‬‬
‫وانظر زيرواي الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 8‬وانظر كذلكت‬
‫‪_Batiffol ,Henri et lagarde paul, droit iternational privé 6 éd ,t1, L .G. D . J. paris, 1974 , p 13‬‬
‫‪/https://www.erudit.org/fr/revues/ei/1982-v13-n2-ei3009/701362ar‬‬
‫‪NIBOYET ,traité de droit internatioal privé francait, paris, siry, 1949 P20‬‬
‫‪ -2‬علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪5‬‬
‫‪ -3‬إيهاب عيد ‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي الخاص‪ ،‬كلية الدراسات التطبيقية ‪ ،‬بغداد‪ ،9008 ،‬ص ‪4‬‬
‫‪ -4‬بلعيور عبد الكريا‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي الخاص‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزا ر‪ ،9007 ،‬ص ‪3‬‬

‫‪13‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫تعريػػؼ د الطيػػب زيروتػػي "مجموعػػة القواعػػد الفنيػػة التػػي تحكػػـ العالقػػات الخاصػػة الدوليػػة مػػف حيػػث‬
‫‪1‬‬
‫تحديد أصحاب الحقوؽ واستعماليا ونفاذىا"‬

‫تعري ػ ػػؼ د أدم ػ ػػوف نع ػ ػػيـ و د مرتض ػ ػػى نص ػ ػػر ا "ى ػ ػػو مجموع ػ ػػة القواع ػ ػػد القانوني ػ ػػة الت ػ ػػي تع ػ ػػيف‬
‫‪2‬‬
‫االختصاص التشريعي واالختصاص القضائي الدولي في عالقة قانونية مشوبة بعنصر أجنبي"‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نطاق القانون الدولي الخاص‬


‫يطبػ ػػؽ القػ ػػانوف الػ ػػدولي الخػ ػػاص فػ ػػي مجػ ػػاالت محػ ػػددة ال يختمػ ػػؼ فػ ػػي شػ ػػأنيا الفقيػ ػػا ‪ ،‬بػ ػػؿ‬
‫حصروىا في مواضيع أصبحت تقميدية في الفقو القانوني وىي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تنازع القوانين‬


‫ىو المحور الرئيسي الذي انطمؽ منو الفقو لمفصؿ في النزاعات مشتممة عمى عنصر أجنبي‬
‫وقػػد نطػػرح تسػػاؤؿ لمػػاذا ال تعامػػؿ ىػػذه العالقػػات معاممػػة العالقػػات الوطنيػػة ويطبػػؽ عمييػػا القػػانوف‬
‫الوطني وكفى ن‬

‫إف ىػػذا الحػػؿ البسػػيط غيػػر معقػػوؿ ألنػػو يػػؤدي إلػػى فوضػػى قانونيػػة وعػػدـ اسػػتقرار لمم اركػػز‬
‫تحرـ التعػدد‪ ،‬وتمسػؾ‬
‫القانونية‪ ،‬فمنتصور أف جزائريا متزوج باثنتيف انتقؿ إؿ احد الدوؿ الغربية التي ّ‬
‫ىناؾ بحقو المكتسب في التعدد فال شؾ أف قضا تمػؾ الدولػة إذا تمسػؾ بتطبيػؽ قانونػو فقػط سػوؼ‬
‫يػػرفض ىػػذا التعػػدد فتضػػيع األس ػرة ج ػ ار الطػػالؽ وتضػػيع م اركػػز مكتسػػبة‪ ،‬أمػػا فػػي حالػػة اسػػتعماؿ‬
‫التقنية المقررة في تنازع القوانيف فسوؼ يسمه بترتيب أثار التعدد ماداـ قد نشأ صحيه وفػؽ قػانوف‬
‫أجنبػػي مخػػتص‪ ،‬وبالتػػالي إف تنػػازع الق ػوانيف ىػػو المحػػور الرئيسػػي الػػذي انطمػػؽ منػػو الفقػػو لمعالجػػة‬
‫اسػػتعماؿ الحقػػوؽ فػػي العالقػػات المشػػتممة عمػػى عنصػػر أجنبػػي‪ ،‬إف الػػدوؿ حاليػػا كميػػا تػػنص عمػػى‬
‫قواعػػد تنػػازع الق ػوانيف وىػػي آليػػة ميمػػة لتكييػػؼ الن ازعػػات ذات العنصػػر األجنبػػي خاصػػة فػػي مجػػاؿ‬

‫‪ -1‬زيرواي الطيب‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزا ري مرجع سابق‪ ،‬ص ‪00‬‬
‫‪ -2‬غالب الداودي و حسين محمد الهداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪4‬‬

‫‪14‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫األحواؿ الشخصية فاألسرة المسممة يختمؼ أساسيا كميا عف األسرة في الغرب فبقواعد التنازع يمكف‬
‫‪1‬‬
‫لنا الحفاظ عمى األسر المياجرة بتطبيؽ قانونيا الوطني عمييا رغـ تواجدىا في الخارج ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنازع االختصاص القضائي‬


‫أثػػار أغمبيػػة الفقيػػا إدخػػاؿ ىػػذا الموضػػوع ضػػمف مشػػتمالت القػػانوف الػػدولي الخػػاص‪ ،‬ويعنػػى‬
‫ىذا الموضوع بالبحث عف المحكمة المختصة دوليا بػالنظر فػي النػزاع‪ ،‬والواقػع ىػو أف ىػذه المسػألة‬
‫يجػػب أف تعػػرض قبػػؿ مسػػألة تنػػازع الق ػوانيف‪ ،‬فمكػػي يحػػدد القاضػػي المعػػروض عميػػو الن ػزاع مػػا ىػػو‬
‫القانوف الواجب التطبيؽ عمى ىذا النزاع‪ ،‬يجب عميػو أوال أف يبحػث عمػا إذا كػاف ىػو نفسػو مختصػا‬
‫أو غير مختص في ىذا النزاع‪ ،‬فوذا كانت محكمتو مختصػة بػالنظر فيػو‪ ،‬انتقػؿ لمبحػث عػف القػانوف‬
‫‪2‬‬
‫الواجب التطبيؽ‪.‬‬

‫إف المشػػرع الػػوطني ىػػو الػػذي يحػػدد اختصػػاص المحػػاكـ الوطنيػػة بالنسػػبة لمن ازعػػات الداخميػػة‬
‫والن ازعػػات المشػػتممة عمػػى عنصػػر أجنبػػي فنجػػد أف قػػانوف اإلج ػ ار ات المدنيػػة واإلداريػػة‪ ،‬يبػػيف متػػى‬
‫تكوف المحاكـ الجزائرية مختصة وىؿ يجوز مقاضاة أجنبي في الجزائر ‪ ،‬إف القاضي يجد الجػواب‬
‫في ؽ إ ـ وا رقـ ‪ 11/10‬وكذلؾ في المادة ‪ 21‬مكرر مف القانوف المدني التي تػنص " يسػري عمػى‬
‫‪3‬‬
‫قواعػػد االختصػػاص واإلجػ ار ات قػػانوف الدولػػة التػػي ترفػػع فييػػا الػػدعوى أو تباشػػر فييػػا اإلجػ ار ات"‬
‫وليذا يظيػر أف العالقػة وطيػدة بػيف تنػازع القػوانيف وتنػازع االختصػاص القضػائي وىػذا مػا اتجػو اليػو‬
‫‪4‬‬
‫الرأي الراجه بوجوب إدخاؿ تنازع القوانيف ضمف مشتمالت القانوف الدولي الخاص‪.‬‬

‫‪-1‬حمزة قتال‪ ،‬التطور التشريعي للمبادئ العامة لتنازع القوانين ضمن اعديبلت ‪ ،9005‬مجلة البحةوث العلميةة فةي الحقةوق والعلةوم السياسةية‪ ،‬جامعةة ابةن قلةدون‪،‬‬
‫ايارت الجزا ر‪ ،‬العدد ‪ ،0‬أفريل ‪ ،9005‬ص ‪0‬‬
‫‪- Pierr Lalive -, op, p 39‬‬
‫‪ -2‬أحمد عبد الحميد عيشوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪908‬‬
‫‪ -3‬نشير إلو أن ىذه المادة لا اكن موجودة إال بعد التعديل الحديث للقانون المدني الجزا ري وىذا عن طريق القانون ‪00-05‬‬
‫‪ -4‬أعراب بلقاسا ‪،‬القانون الدولي الخاص الجزا ري‪ ،‬ج‪ ،0‬انازع القوانين‪ ،‬دارىومة‪ ،‬الجزا ر ‪ ،9009‬ص ‪00‬‬

‫‪15‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫ثالثا‪ :‬مركز األجانب‬


‫إف دوؿ العػػالـ المتطػػور تعتػػرؼ اليػػوـ بقػػدر ضػػروري مػػف الحقػػوؽ لوجانػػب الػػذيف يتوطنػػوف‬
‫ف ػػي إقميمي ػػا بع ػػدما ب ػػدأت الحي ػػاة القانوني ػػة الخاص ػػة لوفػ ػراد ب ػػالتطور والتوس ػػع واالمت ػػداد م ػػف الحي ػػز‬
‫اإلقميمػػي المجػػاؿ الػػدولي‪ ،‬فػػالموطف أيضػػا يعتبػػر أداة لتوزيػػع األف ػراد‪ ،‬ويعتبػػر مركػػز األجانػػب مػػف‬
‫‪1‬‬
‫موضوعات القانوف الدولي الخاص ‪.‬‬

‫و ل ػػذلؾ ف ػػوف اإلش ػػكاؿ يتمرك ػػز ح ػػوؿ الحق ػػوؽ والحري ػػات المس ػػموح بي ػػا لوجان ػػب‪ ،‬إف ال ػػدوؿ‬
‫تختمػػؼ فػػي سياسػػتيا فػػي ىػػذا المجػػاؿ ىنػػاؾ مػػف تحػػرـ األجنبػػي مػػف تممػػؾ العقػػارات ومزاولػػة بعػػض‬
‫الميػػف وممارس ػػة الحق ػػوؽ السياسػػية بينم ػػا توج ػػد دوؿ أخػػرى تس ػػمه لوجنب ػػي بالتممػػؾ ومزاول ػػة مي ػػف‬
‫وتسػػمه بالترشػػه لمناصػػب نيابيػػة وسياسػػية‪ ،‬ورغػػـ االعت ػراؼ لوجنبػػي بقػػدر مػػف الحقػػوؽ فػػي دولػػة‬
‫اإلقامة إال أف ذلؾ ال يعني مساواتو بالوطني في الحقوؽ والواجبات بصورة عامة العتبارات تفػرض‬
‫التمييػػز بينيمػػا فػػي التمتػػع بػػالحقوؽ وأدا الواجبػػات العامػػة فػػي الدولػػة‪ ،‬فمركػػز األجنبػػي فػػي دولػػة‬
‫‪2‬‬
‫اإلقامة تنظمو قواعد قانونية تحدد الحقوؽ التي يمكف أف يتمتع بيا ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الجنسية‬
‫ى ػػي رابط ػػة قانوني ػػة وسياس ػػية وروحي ػػة ب ػػيف األفػ ػراد والدول ػػة تػ ػرتبط الجنس ػػية بالق ػػانوف ال ػػدولي‬
‫الخ ػػاص وبي ػػا يتع ػػدد عنص ػػر الش ػػعب‪ ،‬إذ تتكف ػػؿ الدول ػػة ف ػػي ق ػػانوف الجنس ػػية ببي ػػاف ح ػػاالت فرض ػػيا‬
‫وكسػػبيا وفقػػدانيا واسػػتردادىا ويترتػػب عمػػى تمتػػع الفػػرد بيػػا أف يصػػبه مػػف وطنيييػػا وأف يتميػػز عػػف‬
‫األجنبػي فػػي الحقػػوؽ والواجبػػات ولػػذلؾ تعتبػػر الجنسػية مػػف موضػػوعات القػػانوف الػػدولي الخػػاص ألف‬
‫الجنسػػية ىػػي ضػػابط مػػف خالليػػا نحػػدد القػػانوف الواجػػب التطبيػػؽ عمػػى الن ػزاع خاصػػة فػػي األح ػواؿ‬

‫‪ -1‬لا اكن الجماعات القديمة المغلقة اعترف لؤلجنبي بالشخاية القانونية ألن الجماعة كانت اقوم قديما علو أساس العقيدة الدينيةة وعلةو القةوانين المحليةة التةي‬
‫كانت اوضع قاياا لسكان اإلقليا وحدىا‪ ،‬فلا يكن لؤلجنبي أن يقيا في اقليا جماعة غير جماعتو ولا يكن يعترف لو بالحق في الزواج أو بالحق في التملك أو‬
‫التقاضي بل كانت حالتو كحالة الحيوان أو الرقيق‪ .‬أنظر علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪06‬‬
‫‪ -2‬غالب الداودي و حسين محمد الهداوي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪90‬‬

‫‪16‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫الشخصػػية‪ ،‬وق ػد يتحػػدد االختصػػاص القضػػائي انطالق ػا مػػف جنسػػية الخصػػوـ‪ ،‬ففػػي الج ازئػػر ينعقػػد‬
‫اختصاص المحاكـ الجزائرية إذا كانت جنسية المدعي جزائري‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬تنفيذ األحكام األجنبية‬


‫إنػػو مػػف بػػيف المسػػائؿ اليامػػة التػػي يدرسػػيا القػػانوف الػػدولي الخػػاص ‪ ،‬مسػػألة إعمػػاؿ الحػػؽ‬
‫الخػػاص أو إنتػػاج الحػػؽ أثػره فػػي غيػػر اإلقمػػيـ الػػذي نشػػأ فيػػو‪ ،‬وبمػػا أف األحكػػاـ القضػػائية تكػػوف إمػػا‬
‫منشػ ػػئة أو كاشػ ػػفة لمحقػ ػػوؽ‪ ،‬فقػ ػػد أجػ ػػازت قواعػ ػػد القػ ػػانوف الػ ػػدولي الخػ ػػاص تنفيػ ػػذ األحكػ ػػاـ واألوامػ ػػر‬
‫األجنبية ببعض الشروط ‪ ،‬فيجوز لصػاحب الحػؽ أف يتمسػؾ بػو فػي دولػة أجنبيػة تأسػيا عمػى فكػرة "‬
‫‪1‬‬
‫النفاذ الدولي لمحقوؽ المكتسبة "‬

‫إذف ىػػذه ىػػي المسػػائؿ يعتبرىػػا أغمػػب الفقيػػا مكونػػة لموضػػوعات القػػانوف الػػدولي الخػػاص‪،‬‬
‫ويػػرى بعػػض الفقػػو أف ىػػذه المسػػائؿ تنحصػػر فػػي موضػػوعات ثالثػػة ‪ :‬أشػػخاص الحػػؽ واسػػتعمالو‬
‫ونفاذه ‪،‬‬

‫فأشخاص الحؽ ىي الجنسػية والمػوطف ومركػز األجانػب‪ ،‬واسػتعماؿ الحػؽ ىػو تنػازع القػوانيف‪ ،‬ونفػاذ‬
‫‪2‬‬
‫الحؽ يدرس فيو تنازع االختصاص القضائي وفي تنفيذ األحكاـ واألوامر األجنبية ‪.‬‬

‫‪ -1‬أعراب بلقاسا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 00‬وانظر زيرواي الطيب‪ ،‬القانون الدولي الخاص الجزا ري مرجع سابق‪ ،‬ص ‪96‬‬
‫‪ -2‬إن ادريس القانون الدولي الخاص في اقرر في فرنسةا سةنة ‪ 0880‬وكةان قاصةرا فقةط علةو مسة لة التنةازع القةوانين ثةا أضةيفت إليةو الجنسةية و مركةز األجانةب‬
‫سنة ‪ 0895‬ونفس الشيء اقرر في بلجيكةا اسةبانيا والبراغةال‪ ،‬وأمةا فةي الةدول االسةكندينافية يقتاةر نطةاق القةانون الةدولي الخةاص علةو انةازع القةوانين وحةده وىةو‬
‫الراجح في الفقو االيطالي‪.‬‬
‫‪ -‬أما في النظام االنجلو ساكسوني فيدقل في مواضيع قانون د خ انازع االقتااص القضا ي أوال ثةا انةازع القةوانين ‪ ،‬واعطةو أىميةة قاةوى لمةوطن الشةخأل‪ ،‬وال‬
‫يتعرضةون إلةةو الجنسةةية ومركةةز األجانةةب ‪ ،‬والةرأي الةراجح فةةي الةةدول العربيةةة يةدقل فةةي القةةانون د خ كةةل المجةةاالت الخمةس المةةذكورة أعةةبله ‪ .‬انظةةر الطيةةب زيرواةةي‪،‬‬
‫القانون الدولي الخاص الجزا ري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪97‬‬

‫‪17‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫احملور الثاىي ‪ :‬تياسع القواىني‬

‫احملاضزة الثالثة‪ :‬تعزيف تياسع القواىني اليغأة والتطور‬

‫احملاضزة الزابعة‪ :‬عزوط تياسع القواىني‬

‫‪18‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫المحور الثاني‪ :‬تنازع القوانين‬


‫تمييد‬

‫اليػػوـ أصػػبحت العالقػػات والعقػػود ت ػرتبط بعنصػػر أجنبػػي أمػػا فػػي أطرافيػػا أو موضػػوعيا أو‬
‫سببيا‪ ،‬فعندما يتزوج ايطالي بجزائرية ويعشوف في أمريكا أو ينشئ جزائري مع تركي شػركة تشػتغؿ‬
‫في فرنسا‪ ،‬إف مختمؼ ىذه العالقات الخاصة الدولية ليا صمة بػأكثر مػف قػانوف واحػد بحيػث تتػزاحـ‬
‫عػػدة قػوانيف لحكػػـ مثػػؿ ىػػذه العالقػػات‪ ،‬بػػذلؾ فػػوف البحػػث عػػف القػػانوف األكثػػر مالئمػػة لمتطبيػػؽ عمػػى‬
‫ىذه العالقػات ىػو مػف صػميـ نظريػة تنػازع القػوانيف‪ ،‬والتػي تعتبػر مػف أىػـ مواضػيع القػانوف الػدولي‬
‫الخاص إذ ظيرت معالـ تنػازع القػوانيف فػي فتػرة سػابقة عػؿ ظيػور الدولػة وذلػؾ عنػدما اضػطمع فقػو‬
‫‪1‬‬
‫تنازع القوانيف بوضع حموؿ فقيية لممعامالت التي كانت تتـ بيف مقاطعات مستقمة‪.‬‬

‫واىتمػػت الػػدوؿ فػػي العصػػر الحػػديث بنظريػػة تنػػازع القػػوانيف وأدخمتيػػا فػػي تش ػريعاتيا‪ ،‬وىػػذا‬
‫بسب تزايد نطاؽ العالقات الخاصة الدولية والتي ال تقؿ أىمية عف العالقات الداخميػة‪ ،‬وىػذا بيػدؼ‬
‫حفػػظ مصػػاله األطػراؼ ومصػػاله الدولػػة فػػي آف واحػػد وتنػػدرج نظريػػة تنػػازع القػوانيف ضػػمف المػػني‬
‫التنػػازعي الػػذي يقػػوـ بػػدوره عمػػى قاعػػدة اإلسػػناد لتحديػػد القػػانوف المخػػتص‪ ،‬ومػػف الضػػروري أف يخػػرج‬
‫المشػػرع عػػف مبػػدأ إقميميػػة القػوانيف وفسػػه المجػػاؿ لمبػػدأ امتػػداد القػوانيف‪ ،‬ألنػػو لػػو يتمسػػؾ كػػؿ مشػػرع‬
‫بمبػػدأ اإلقميميػػة بصػػفة مطمقػػة لمػػا كػػاف ىنػػاؾ مجػػاؿ لتطبيػػؽ قػػانوف أجنبػػي وبالتػػالي لمتنػػازع‪ ،‬وبالتػػالي‬
‫"سػرياف‬ ‫تمسػؾ كػؿ مشػرع بقانونػو‪ ،‬ويقصػد بمبػدأ إقميميػة القػوانيف ‪la territorialité des lois‬‬
‫القوانيف عمى كؿ مف ىو فوؽ إقميـ الدولة مف أشخاص وما فوقػو مػف أمػواؿ وأشػيا ومػا يحػدث مػف‬
‫وق ػػائع قانوني ػػة‪ ،‬دوف أف تمت ػػد أحكامي ػػا إل ػػى خ ػػارج إقم ػػيـ الدول ػػة‪ ،‬وأم ػػا مب ػػدأ امت ػػداد القػ ػوانيف‬
‫‪ " l extraterrialite des lois‬وىػػو أف يمتػػد تطبيػػؽ القػػانوف إلػػى األشػػخاص واألم ػواؿ أو‬
‫‪2‬‬
‫األشيا أو الوقائع القانونية خارج إقميـ الدولة ‪.‬‬

‫‪ -1‬عيد عبد الحفيظ‪ ،‬حل النزاعات الخاصة الدولية وفق لمنهج انازع القوانين‪ ،‬المجلة األكاديمية للبحث القانوني‪ ،‬المجلد ‪ ،00‬العدد ‪ ،9009 ،03‬ص ‪348‬‬
‫‪--Pierr Lalive ,op , p 101‬‬
‫‪2‬‬

‫‪19‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫وانطالقػػا ممػػا سػػبؽ سػػنتطرؽ فػػي ىػػذا المحػػور إلػػى مفيػػوـ نظريػػة تنػػازع الق ػوانيف وكػػذلؾ نوضػػه‬
‫شػػروط تنػػازع الق ػوانيف حتػػى يتسػػنى لمطالػػب التفريػػؽ بػػيف الن ػزاع الػػوطني ون ػزاع فػػي إطػػار القػػانوف‬
‫الدولي الخاص‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفيوم نظرية تنازع القوانين‬

‫المطمب األول‪ :‬تعريف تنازع القوانين‪:‬‬


‫يعػػرؼ تنػػازع الق ػوانيف فػػي القػػانوف الػػدولي الخػػاص بأنػػو "ت ػزاحـ قػػانونيف متعارضػػيف أو أكثػػر‬
‫لػػدولتيف أو أكثػػر بش ػػأف حكػػـ عالقػػة قانوني ػػة ذات عنصػػر أجنب ػػي‪ ،‬كػػأف يكػػوف أح ػػد أطرافيػػا ل ػػيس‬
‫‪1‬‬
‫جزائريا‪ ،‬أو يكوف محميا موجودا في الخارج أو يكوف سببيا وقع في دولة أخرى"‪.‬‬

‫ذلؾ أف العالقات القانونية التي يقػوـ بيػا األشػخاص داخػؿ الدولػة الواحػدة وبػيف رعاياىػا تعػد‬
‫عالقات وطنية تخضع لمقانوف الوطني‪ ،‬مثاؿ ذلؾ قياـ جزائري بعقد زواج فػي الج ازئػر مػع جزائريػة‪،‬‬
‫أو قيامػػو ببيػػع أو شػ ار عقػػار موجػػود فػػي الج ازئػػر إلػػى ج ازئػػري‪ ،‬ففػػي جميػػع ىػػذه الحػػاالت ال يوجػػد‬
‫تنػػازع بػػيف القػ ػوانيف لحكػػـ ى ػػذه العقػػود‪ ،‬ألف العالق ػػة وطنيػػة تخض ػػع إلػػى الق ػػانوف الج ازئػػري بحس ػػب‬
‫‪2‬‬
‫االختصاص‪ ،‬قانوف األسرة بالنسبة لمزواج‪ ،‬القانوف المدني بالنسبة لعقد البيع ‪.‬‬

‫غي ػػر أف العالق ػػات الت ػػي يق ػػوـ بي ػػا األش ػػخاص ليس ػػت دائم ػػا وطني ػػة بحت ػػة‪ ،‬فق ػػد تش ػػتمؿ عم ػػى‬
‫عنصر أجنبي‪ ،‬مما يؤدي إلى بروز تنازع قوانيف بصددىا ففي المثػاؿ السػابؽ قػد يكػوف عقػد الػزواج‬
‫بػػيف ج ازئػػري وايطاليػػة‪ ،‬فتكػػوف العالقػػة ذات عنصػػر أجنبػػي مػػف حيػػث األشػػخاص‪ ،‬وقػػد يكػػوف عقػػد‬

‫‪-‬وانظر كذلك علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪96‬‬


‫‪-Antoine . Pillet, op, p 78‬‬
‫‪-André Weiss,op, p 65‬‬
‫‪ -1‬زيرواي الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،50‬أعراب بلقاسا‪ ،‬مرجع سابق ص ‪90‬‬
‫‪- Pierr Lalive ,op , p 158‬‬
‫‪2‬‬

‫‪20‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫البيػػع منصػبا عمػػى عقػػار موجػػود فػػي الخػػارج فيكػػوف العنصػػر األجنبػػي فػػي العالقػػة ىػػو المحػػؿ‪ ،‬وقػػد‬
‫‪1‬‬
‫يبرـ عقد في الجزائر تنفيذه في الخارج‪.‬‬

‫ومما سبؽ نستنت أنو لكي يقوـ تنازع بيف القوانيف يجب توافر الشروط اآلتية ‪:‬‬

‫‪-1‬وجود عالقة قانونية ذات عنصر أجنبي‬


‫‪-2‬أف يسمه المشرع الوطني بتطبيؽ القانوف األجنبي‬
‫‪-3‬تزاحـ قانونيف أو أكثر متعارضيف لحكـ ىذه العالقة‬
‫ىذه الشروط سنفصميا في المبحث الثاني مف ىذا المحور‬

‫المطمب الثاني‪ :‬أنواع التنازع بين القوانين‬


‫إف المقصود بالعالقات القانونية التي يقوـ بشأنيا التنازع ىػي تمػؾ العالقػات التػي يكػوف أحػد‬
‫عناصػػرىا أجنبيػػا‪ ،‬كػػأف يكػػوف أحػػد إطرافيػػا لػػيس جزائريػػا‪ ،‬أو يكػػوف محميػػا موجػػودا فػػي الخػػارج أو‬
‫يكوف سببيا وقع في دولة أخرى‪.‬‬

‫وبالتػػالي مالمقصػػود بتنػػازع الق ػوانيف الػػذي يػػدخؿ فػػي نطػػاؽ القػػانوف الػػدولي الخػػاصن قبػػؿ اإلجابػػة‬
‫عمى التساؤؿ نوضه بوجود عدة أنواع مف التنازع ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تنػػازع بػػيف الق ػوانيف مػػف حيػػث الزمػػاف‪ ،‬وتنػػازع بػػيف الق ػوانيف مػػف حيػػث المكػػاف‪ ،‬المػػادة ‪ 2‬ومػػا‬
‫يمييػػا و المػػادة ‪ 9‬ومػػا يمييػػا مػػف القػػانوف المػػدني الج ازئػػري فػػاألوؿ يعػػرض حػػيف تتعاقػػب الق ػوانيف‬
‫الداخمية في إقمػيـ دولػة مػا عمػى واقعػة قانونيػة مسػتمرة‪ ،‬فيجػب البحػث عػف أي القػوانيف يحكػـ ىػذه‬
‫الوقػػائع وأي قػػانوف يطبػػؽ ىػػؿ ىػػو القػػانوف القػػديـ أـ الجديػػد‪ ،‬بينمػػا تنػػازع القػوانيف مػػف حيػػث المكػػاف‪،‬‬
‫يعػػرض حػػيف يتنػػافس قانونػػاف مػػف دولتػػيف مختمفتػػيف عمػػى عالقػػة ذات عنصػػر أجنبػػي وىػػذا التنػػازع‬
‫‪2‬‬
‫الذي سندرسو في القانوف الدولي الخاص‪.‬‬

‫‪ -1‬غالب الداودي حسن الهداوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪38‬‬


‫‪2‬‬
‫‪H. Batiffol, Droit international privé, 4e éd.. In: Revue internationale de droit comparé. Vol. 19 N°3, Juillet-‬‬
‫‪septembre 1967. p. 719; https://www.persee.fr/docAsPDF/ridc_0035-3337_1967_num_19_3_14921.pdf‬‬

‫‪21‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫ثانيا‪ :‬قد يحدث تنازع بيف القوانيف الداخمية فػي الدولػة البسػيطة أو المركبػة ففػي بمػد متعػدد الطوائػؼ‬
‫كمبنػػاف او دولػػة فدراليػػة كالواليػػات األمريكيػػة قػػد يحػػدث تنػػازع بػػيف مختمػػؼ الواليػػات فيػػذا النػػوع مػػف‬
‫التنػػازع تحكمػػو قواعػػد خاصػػة ينظميػػا التش ػريع الػػداخمي ليػػذه الػػدوؿ‪ ،‬وال يعنػػي بػػو القػػانوف ال ػػدولي‬
‫الخاص الذي مف شروطو أف يكوف بيف قانونيف لدولتيف وليس لدولة واحدة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬يقػع أحيانػا أف تقػوـ دولػة مػا بضػـ إقمػيـ دولػة أخػرى إلييػا وغالبػا مػا يكػوف ىػذا الضػـ نتيجػة‬
‫اتفػػاؽ بينيمػػا‪ ،‬ممػػا يػػؤدي إلػػى ظيػػور تنػػازع الق ػوانيف بػػيف الدولػػة الضػػامة وق ػوانيف اإلقمػػيـ المضػػموـ‬
‫ػتعمرة ألف الدولػػة التػػي وقعػػت‬
‫وكػػذلؾ نفػػس اآلمػػر عنػػد حػػدوث تنػػازع بػػيف دولػػة مسػػتعمرة ودولػػة مسػ أل‬
‫‪1‬‬
‫تحت االستعمار قد فقدت سيادتيا وأصبحت تحت سيطرة المستعمر‪.‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬المسار التاريخي لتنازع القوانين‬


‫يعتبر القانوف الػدولي الخػاص بمفيومػو الحػالي‪ ،‬قانونػا حػديث النشػأة‪ ،‬إذ لػـ تتبمػور أحكامػو غػال فػي‬
‫نيايػػة القػػرف الثػػاني عشػػر وبدايػػة القػػرف الثالػػث عشػػر اثػػر انييػػار االرتبػػاط المطمػػؽ بػػيف االختصػػاص‬
‫القضائي واالختصاص التشريعي وقد تعددت المدارس الفقيية والمبادئ التي بمورتيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مدرسة األحوال اإليطالية‪ ،‬أدى نمػو العالقػات التجاريػة بػيف أفػراد المػدف االيطاليػة المسػتقمة‬
‫الػى البحػث عػف كيفيػة حػػؿ الن ازعػات الناشػئة بػيف تمػؾ المػػدف ألف لكػؿ مدينػة قػوانيف وأحػواؿ خاصػػة‬
‫بيػػا‪ ،‬واىتػػدى فقػػو األحػواؿ االيطػػالي القػػديـ إلػػى حػػؿ التنػػازع عػػف طريػػؽ اختيػػار قػػانوف إحػػدى المػػدف‬
‫التي تتزاحـ قوانينيا لحكـ النزاع‪ ،‬بحيث ينظر إلى طبيعتيا ىؿ ىػي قػوانيف إقميميػة تنطبػؽ عمػى كػؿ‬
‫م ػػف يقطن ػػوف اإلقم ػػيـ أـ ى ػػي قػ ػوانيف شخص ػػية تتب ػػع الش ػػخص أينم ػػا ذى ػػب‪ ،‬ويرج ػػع الفض ػػؿ لنظري ػػة‬
‫األحواؿ االيطالية القديمة في عصر عممػا مدرسػة المحشػييف إلػى بمػورة قواعػد إسػناد يعمػؿ بيػا فػي‬
‫عصر الحػالي مػي مقػدمتيا "خضػوع إجػ ار ات المرافعػات لقػانوف القاضػي‪ ،‬خضػوع شػكؿ التصػرفات‬

‫‪ -1‬بلعيور عبد الكريا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،90‬انظر أحمد عبد الحميد عيشوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 940‬وانظر علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪94‬‬

‫‪22‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫لقػػانوف بمػػد اإلبػراـ‪ ،‬وىنػػاؾ كػػذلؾ ظيػػرت مالمػػه نظريػػة النظػػاـ العػػاـ بمناسػػبة الحػػديث عػػف األحػواؿ‬
‫‪1‬‬
‫المالئمة واألحواؿ بغيضة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬نظرية إقميمية القوانين‪:‬‬

‫تبف ىذه النظرية عدة مدارس فرنسية‪ ،‬وىوالندية‪ ،‬وأنجمو أمريكية‪ ،‬وسنتطرؽ لرواد كؿ منيا ‪:‬‬

‫‪-‬المدرسة الفرنسية‪ :‬مف روادىا ‪ Dumolin‬وىو مبدع قاعدة إخضاع العقػد لقػانوف اإلرادة‪،‬بمناسػبة‬
‫فتػػوى تتعمػػؽ بالنظػػاـ المػػالي لمػػزوجيف‪ ،‬بحيػػث قػػدـ لػػو طمػػب بوضػػع قاعػػدة يتفػػادا مػػف خالليػػا تطبيػػؽ‬
‫القواعد العرفية السائدة فػي مكػاف تواجػد أمػواؿ كػؿ منيمػا‪ ،‬وتطبيػؽ النظػاـ المػالي السػائد فػي بػاريس‬
‫والتػػي اتخػػذاىا موطنػػا ليمػػا عنػػد الػػزواج‪ ،‬ووضػػع ديم ػوالف قاعػػدة إمكػػاف تطبيػػؽ العػػرؽ السػػائد فػػي‬
‫باريس بوصفو مكاف ابراـ العقد وموطنيما المشترؾ عند الزواج‪ ،‬كما أف النظاـ المػالي عقػد ضػمني‬
‫‪2‬‬
‫يجوز إخضاعو إلرادة الزوجيف التي انصرفت لتطبيؽ أعراؼ باريس ‪.‬‬

‫ومػف رواد نفػس المدرسػة الفقيػو الفرنسػي ‪ Dargentré‬الػذي أبػدع نظريػة إقميميػة القػوانيف‪ ،‬بحيػث‬
‫رأى بوجوب تقسيـ القوانيف نفسيا وليس العالقات التي تحكميا‪ ،‬إلى قوانيف إقميمية تطبيػؽ عمػى كػؿ‬
‫ساكني اإلقميـ وقوانيف شخصية تمحؽ بالشخص أينما ذىب‪ ،‬وأعمف دارجنتيو أف األصػؿ ىػو إقميميػة‬
‫القػ ػوانيف‪ ،‬واالس ػػتثنا ى ػػو شخص ػػيتيا‪ ،‬وب ػػذلؾ يس ػػري ق ػػانوف اإلقم ػػيـ عم ػػى كاف ػػة األمػ ػواؿ الكائن ػػة في ػػو‬
‫بصرؼ النظر عف موطف أطراؼ العالقة‪ ،‬أما إذا تعمػؽ األمػر باألشػخاص وتنظػيـ حػالتيـ وأىميػتيـ‬
‫فانو يكوف قابال لالمتداد إلى الخارج فيمحقيـ‪.‬‬

‫‪ -1‬حفيظة السيدد الح دداد‪ ،‬الموجز في القانون الدولي الخاص‪ " ،‬المبادئ العامة في انازع القوانين"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪05‬‬
‫‪2‬‬
‫‪--Antoine . Pillet, op, p85‬‬

‫‪23‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫‪-‬المدرسـة اليولنديـة ‪ :‬ذىػب روادىػا وأبػرزىـ ‪ Paul et Jean voet‬إلػى مػدى ابعػد مػف ديمػوالف‬
‫فالقػػانوف الػػوطني يجػػب أف يطبػػؽ عمػػى جميػػع األشػػخاص الموجػػوديف فػػي إقمػػيـ الدولػػة س ػوا س ػوا‬
‫‪1‬‬
‫تواجدوا بشكؿ دائـ و عارض‪ ،‬ويمكف تطبيؽ القانوف األجنبي استثنا بنا عمى المجاممة الدولية‪.‬‬

‫‪-‬المدرســة االنجمــو أمريكيــة مػػف روادىػػا األسػػتاذ ‪ story‬الػػذي اسػػتند فػػي تطبيػػؽ اإلقميمػػي لمقػػانوف‬
‫عمى مبدأ السيادة‪ ،‬والقانوف ال يكوف لو تأثير خارج الدولة التػي وضػعتو إال إذا قبمػت الػدوؿ األخػرى‬
‫التنػازؿ عػػف جػػز مػف سػػيادتيا مؤقتػػا‪ ،‬ونػادى ىػػذا الفقػػو بػاف يكػػوف الققػػانوف مختصػا مػػداـ تػػـ اعتػػرؼ‬
‫‪ ehernzwig‬إل ػػى الق ػػوؿ ب ػػاف االختص ػػاص‬ ‫باالختص ػػاص القض ػػائي‪ ،‬ون ػػادى الفقي ػػو األمريكي ػػي‬
‫القضائي ىو المشكؿ وبذلؾ عنػد فصػؿ فػي مسػألة مػع م ارعػاة نظريػة القاضػي المالئػـ فػوف القاضػي‬
‫‪2‬‬
‫المختص سيطبؽ قانونو المادي الوطني وال حاجة لقواعد تنازع ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬نظرية شخصية القوانين‪Manchini :‬‬

‫بحيػث نػػادى بشخصػية القػوانيف ‪ ،‬حيػػث يحػؽ لكػػؿ أمػػة تكػويف دولػػة‪ ،‬فػػالقوانيف لػـ توضػػع لتطبػػؽ‬
‫في إقميـ معيف بؿ وضعت لتحكـ األشخاص‪ ،‬فالشخص يخضع لقانوف األمة التي ينتمي إلييا‪ ،‬أي‬

‫يخضػػع لقػػانوف الجنسػػية بصػػرؼ النظػػر عػػف اإلقمػػيـ الػػذي يعػػيش فيػػو‪ ،‬والقػػا فقػػو مانشػػيني رواجػػا فػػي‬
‫ال ػػبالد األوروبي ػػة واى ػػـ أثارى ػػا إخض ػػاع مس ػػائؿ األحػ ػواؿ الشخص ػػية لق ػػانوف الجنس ػػية ول ػػيس ق ػػانوف‬
‫الموطف‪ ،‬في الحقيقة يختمؼ فقو منشيني كمية عف فقػو داراجنتيػو‪ ،‬ولكػف كالىمػا توصػال الػى نتػائ‬
‫متش ػ ػػابية فك ػ ػػؿ منيم ػ ػػا ينطم ػ ػػؽ بمب ػ ػػدأ سياس ػ ػػي ول ػ ػػيس بم ػ ػػني تحمي ػ ػػؿ مج ػ ػػرد مث ػ ػػؿ فق ػ ػػو األحػ ػ ػواؿ‬
‫االيطالية‪(،‬تحميؿ القوانيف التي تتزاحـ لحكـ العالقة المعروضػة واختيػار أنسػبيا لحكػـ ىػذه العالقػة‬
‫دوف التقيد بمبدأ مسبقة) إذا كما وضع داراجنتيو استثنا ات عمى مبدأ إقميميػة القػوانيف وأفسػه مجػاؿ‬

‫‪1‬‬
‫‪-André Weiss,op, p 93‬‬
‫‪-2‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في ق د خ‪ ،‬مرجع سابق‪09 ،‬‬

‫‪24‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫لتطبيؽ قانوف الشخصي‪ ،‬نفس األمػر تعػرض لػو مانشػيني فاألصػؿ عنػده ىػو شخصػية القػوانيف‪ ،‬اال‬
‫‪1‬‬
‫انو وضع استثنا ات سمه بالرجوع إلى فكرة اإلقميمية‪,‬‬

‫رابعا‪ :‬نظرية الفقيو األلماني سافيني‬

‫بحيث ىو أوؿ مف نادى بالعودة إلى فكرة األحواؿ االيطاليػة القديمػة وىػي الػني التحميمػي ‪،‬‬
‫وابرز سافيني خطأ التمسؾ بموقؼ مسبؽ مف مشػكمة التنػازع عمػى نحػو مػا فعػؿ كػؿ مػف داراجنتيػو‬
‫ومانشيني متاثريف بظروؼ سياسية محيطة ال شػأف ليػا بػالمنطؽ القػانوني‪ ،‬ولػـ يختمػؼ سػافيني عػف‬
‫مدرسة األحواؿ االيطالية أنيا تقوـ بتحميؿ الروابط القانونية ومالئمػة الحػؿ مباشػرة مػع النػزاع‪ ،‬لكػف‬
‫سػػمفيني يق ػػوـ بالتحمي ػػؿ ال ػػروابط القانوني ػػة تميي ػػدا الس ػػنادىا لمق ػػانوف المالئ ػػـ‪ ،‬وبالت ػػالي ف ػػوف العالق ػػة‬
‫القانونية ىي التي تبحث عف حؿ‪ ،‬وليس وجود قوانيف تريد اف تبسػط سػمطانيا لػتحكـ عالقػة معينػة‪،‬‬
‫كمػػا وأبػػدع سػػافيني فك ػرة التركيػػز المكػػاني‪ ،‬اذ يجػػب تحميػػؿ الرابطػػة وتحديػػد طبيعتيػػا لتركيزييػػا فػػي‬
‫مكاف معػيف ومركزىػا ىػو المكػاف الػذي تتحقػؽ فيػو كافػة آثارىػا او معظميػا‪ ،‬انطالقػا مػف ىػذه الفكػرة‬
‫اخضػػع سػػافيني حالػػة األشػػخاص وأىميػػتيـ لقػػانوف المػػوطف ‪ ،‬واخضػػع األم ػواؿ لقػػانوف مكانيػػا وفػػي‬
‫االلت ازم ػػات التعاقدي ػػة ي ػػرى بتطبي ػػؽ ق ػػانوف مك ػػاف تنفي ػػذ ى ػػذه االلت ازم ػػات ‪ ،‬وس ػػنرى عدي ػػد م ػػف قواع ػػد‬
‫‪2‬‬
‫اإلسناد حديثا تعتمد عمى ىذه النظريات الراقية والمبدعة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬شروط تنازع القوانين‬

‫أوال‪ :‬وجود عالقة قانونية ذات عنصر أجنبي‬


‫ويقصد بذلؾ وجود رابطة بيف شخصيف أو أكثر محكومة بقاعدة قانونية‪ ،‬ويقصد بالعنصػر األجنبػي‬
‫أشػػخاص العالقػػة أو موضػػوعيا أو سػػببيا‪ ،‬فأشػػخاص العالقػػة ىػػـ أطرافيػػا صػػاحب الحػػؽ والممتػػزـ‬
‫بيذا الحؽ‪ ،‬دائف ومديف‪ ،‬مسؤوؿ عف الضرر ومضرور‪ ،‬وموضوع العالقة ىو المحؿ الػذي ينصػب‬

‫‪ -‬علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 33‬وانظر حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في قانون الدولي الخاص ‪ ،‬مرجع سابق‪09 ،‬‬
‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫‪--Antoine . Pillet, op, p102‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-André Weiss,op, p 112‬‬

‫‪25‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫عميػػو التصػػرؼ أو تقػػع عميػػو الواقعػػة مثػػؿ قيػػاـ بعمػػؿ امتنػػاع عػػف عمػػؿ‪ ،‬وسػػبب العالقػػة ىػػو السػػبب‬
‫المنشػي ليػا "واقعػػة طبيعيػة والدة وفػػاة" قانونيػة "أعمػػاؿ ماديػة مشػػروعة وغيػر مشػػروعة عمػؿ ضػػار‬
‫إث ػ ار ب ػػال س ػػبب" آو تصػػرفات قانوني ػػة " عق ػػود بيػػع ىب ػػة أو الق ػػانوف " الواليػػة "‪ ،‬وق ػػد يك ػػوف أطػ ػراؼ‬
‫‪1‬‬
‫العالقة متحديف جنسية أو موطنا كما قد يكونوف مختمفيف‪.‬‬

‫وتحديػػد عناصػػر العالقػػة القانونيػػة السػػالفة الػػذكر فػػي الزمػػاف والمكػػاف لػػو أىميتػػو الكبػػرى فػػي تعيػػيف‬
‫الق ػػانوف الواج ػػب التطبي ػػؽ فمعرف ػػة المك ػػاف ال ػػذي ت ػػـ في ػػو العق ػػد يرش ػػدنا إل ػػى معرف ػػة الق ػػانوف الواج ػػب‬
‫التطبيؽ مف حيث الشكؿ ومعرفة زماف حصولو إذ قد يحتمؿ أف يغير احد أطراؼ العالقػة جنسػيتو‬
‫وىػػو عامػػؿ مرشػػد لمقػػانوف الواجػػب التطبيػػؽ خاصػػة فػػي األح ػواؿ الشخصػػية وكػػذلؾ نفػػس الشػػي‬
‫‪2‬‬
‫لمموطف أي مكاف العالقة فيجب تركيز موضوع العالقة زمانا ومكانا‬

‫ثانيا ‪ :‬أن يسمح المشرع الوطني بتطبيق القانون األجنبي‬


‫ألف التمسػؾ بمبػػدأ سػػيادة القػػانوف الػػوطني عمػػى إطالقػػو وفػػي جميػػع األحػواؿ ال يظيػػر والحالػػة‬
‫ىػػذه أي تنػػازع بػػيف قػػانوف القاضػػي وأي قػػانوف آخػػر ألف المسػػألة سػػتكوف معمومػػة وىػػي أف ال يوجػػد‬
‫قانوف آخر يطبؽ إال القػانوف الػوطني‪ ،‬وال يظيػر التنػازع إال إذا قبػؿ المشػرع المحمػي مبػدأ احتمػاؿ‬
‫تطبيؽ قػانوف آخػر غيػر القػانوف المحمػي ‪ ،‬ويتوقػؼ ظيػور تنػازع القػوانيف أيضػا عمػى عػدـ األخػذ‬
‫بمبػػدأي إقميميػػة الق ػوانيف وشخصػػية الق ػوانيف بصػػورة مطمقػػة‪ ،‬ونعنػػي بوقميميػػة الق ػوانيف المطمقػػة أف‬
‫القػػانوف المحمػػي واجػػب التطبيػػؽ ال عمػػى جميػػع العالقػػات القانونيػػة التػػي تنتسػػب بعناصػػرىا إلػػى ذلػػؾ‬
‫اإلقمػػيـ فحسػػب بػػؿ يشػػمؿ اختصػػاص ىػػذا القػػانوف جميػػع العالقػػات القانونيػػة حتػػى التػػي كانػػت عنػػد‬

‫‪- H. Batiffol, Droit international privé, 4e éd.. In: Revue internationale de droit comparé, op p720,‬‬
‫‪1‬‬

‫‪https://www.persee.fr/docAsPDF/ridc_0035-3337_1967_num_19_3_14921.pdf‬‬
‫‪- Pierr Lalive ,op , p 222‬‬
‫‪ -2‬زيرواي الطيب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪50‬‬

‫‪26‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫نشػػوؤىا أجنبيػػة فػػي أحػػد عناصػػرىا فنظػػاـ كيػػذا يمنػػع أي تطبيػػؽ لقػػانوف غيػػر القػػانوف المحمػػي‪ ،‬إنمػػا‬
‫‪1‬‬
‫يعدـ التنازع بيف القوانيف‪.‬‬

‫وال يظيػػر التنػػازع إال إذا طبػػؽ فػػي حػػاالت معينػػة قػػانوف آخػػر‪ ،‬أي إذا أخػػذ باإلقميميػػة النسػػبية‬
‫وال يػػؤدي كػػذلؾ األخػػذ بشخصػػية الق ػوانيف بصػػورة مطمقػػة إلػػى ظيػػور تنػػازع الق ػوانيف‪ ،‬حيػػث تحكػػـ‬
‫ال ػػروابط القانوني ػػة‪ ،‬بمقتض ػػى ى ػػذا المب ػػدأ‪ ،‬بالق ػػانوف الشخص ػػي ألطػ ػراؼ العالق ػػة القانوني ػػة‪ ،‬ويتح ػػدد‬
‫القػػانوف الشخصػػي بقػػانوف الجنسػػية بالنسػػبة لمػػبعض وبقػػانوف المػػوطف بالنسػػبة لنخػريف‪ ،‬ممػػا ينتفػػي‬
‫معو احتماؿ تطبيؽ قانوف آخر غير ىذا القانوف وبالتالي ينعدـ التنازع ‪.‬‬

‫وممػػا سػػبؽ نجػػد أف تنػػازع القػوانيف فػػي الحقيقػػة مفاضػػمة يجرييػػا المشػػرع بػػيف القػػانوف الػػوطني‬
‫والقػػانوف األجنبػػي بواسػػطة معػػايير محػػددة الختيػػار أنسػػبيا لحكػػـ العالقػػة القانونيػػة‪ ،‬م ارعػػاة لمعالقػػات‬
‫الدوليػػة التػػي توجػػب إج ػ ار توزيػػع االختصػػاص التش ػريعي بػػيف الػػدوؿ توزيعػػا موضػػوعيا‪ ،‬ويعػػد ىػػذا‬
‫تطػػو ار ميمػػا يحفػػظ العالقػػات والم اركػػز القانونيػػة ويحقػػؽ االسػػتقرار ويشػػجع عمػػى االسػػتثمار واالنتقػػاؿ‬
‫‪2‬‬
‫وال يعد ىذا انتقاص مف سيادة الدوؿ بؿ زيادة في قيمتيا وحضارتيا ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تزاحم قانونين أو أكثر متعارضين لحكم ىذه العالقة‬


‫لكي نكوف بصدد التنازع بيف القوانيف يجػب أف يتػزاحـ لحكػـ العالقػة المتنػازع عمييػا قانونػاف أو‬
‫أكثر لدوؿ بمعنى أنو إذا كانت العالقة القانونية فييا عنصر أجنبي كما بيناه في المطمب السابؽ‪،‬‬

‫‪ -1‬من الفقهاء الذين اعتنقوا مبدأ شخاية القوانين إلو حد المغاالة الفقيو " مانشيني" زعيا المدرسة اإليطاليةة الجديةدة و الةذي كةان أسةتاذ فةي جامعةة اورينةو سةنة‬
‫‪ 0850‬وكةةان يةةرى أن الجنسةةية ىةةي أسةةاس القةةانون الةةدولي عامةةا أو قةةاص ‪ ،‬ويةةرى أن القةةوانين اوضةةع لؤلشةةخاص ال لئلقلةةيا وىةةي ال ااةةلح لغيةةر األشةةخاص الةةذين‬
‫وضعت لها ن وقال أن لكل أمة دولة وليست الدولة إال األمة إال أن مانشيني قبل بمبدأ إقليمية القوانين علو سبيل االستثناء وابرز االستثناءات التي أدقلها ت‬
‫أوال القواعد القانون العام يجب أن اكون إقليمية ألنها لها عبلقة بسيادة الدولة‬
‫ثانيات قواعد النظام العام ‪ ،‬مثل القانون الجنا ي‪ ،‬القواعد المنضمة للمكلية وقواعد الشهر ‪.‬‬
‫ثالثات قواعد شكل التارفات يجب أن اخضع لمكان إبرامها‬
‫رابعا يجب أن يُترك للمتعاقدين حرية اقتيار القانون الواجب التطبيق علو عقودىا‬
‫للتفايل أكثر أنظر علي علي سليمان‪ ،‬مرجع سابق‪34 ،‬‬
‫‪ -2‬حسين الهداوي ‪ ،‬غالب الداوودي انازع القوانين مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ،08‬وانظر زيرواي الطيبب مرجع سابقن ص ‪50‬‬

‫‪27‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫ويجب أف يكوف القانوناف المتزاحماف مختمفاف في الحكـ‪ ،‬فمتى كانت قوانيف الػدوؿ التػي تتصػؿ بيػا‬
‫عناصر العالقة القانونية متشابية وموحدة فوف الحكـ سيكوف ذاتو وما داـ الحكـ واحد فمػيس ىنػاؾ‬
‫مػػف جػػدوى وال مصػػمحة مػػف قيػػاـ التنػػازع‪ ،‬فعمػػى سػػبيؿ المثػػاؿ لػػو تبنػػت الػػدوؿ أحكامػػا موحػػدة فػػي‬
‫األحػواؿ الشخصػػية فسيخضػػع زواج وطػػالؽ ونسػػب كػػؿ شػػخص مػػف تمػػؾ الػػدوؿ إلػػى القواعػػد نفسػػيا‬
‫وعندىا لف يكػوف ىنػاؾ فػرؽ إف طبػؽ قػانوف جنسػية الػزوج أو طبػؽ قػانوف جنسػية الزوجػة التػي ىػي‬
‫مف جنسية أخرى‪.‬‬

‫ويجب أف يكوف اختالؼ القوانيف عنص ار أساسػيا البػد منػو لقيػاـ التنػازع بػيف القػوانيف‪ ،‬فػوف ىػذا‬
‫االخػػتالؼ ينبغػػي أف ال يبمػػل حػػد التعػػارض فػػي المبػػادئ التػػي تقػػوـ عمييػػا أنظمػػة الق ػوانيف المتنازعػػة‬
‫واال ترتب عمى ذلؾ تنافر بيف فيـ كؿ دولة لمفاىيـ القانونية لمدوؿ األخرى‪ ،‬األمر الػذي يػؤدي إلػى‬
‫عػػدـ التسػػامه والتيػػاوف فػػي قبػػوؿ تطبيػػؽ القػػانوف األجنبػػي المتضػػمف ألفكػػار تختمػػؼ اختالفػػا جوىريػػا‬
‫عف المبادئ واألسس التي تقوـ عمييا قوانينيا‪ ،‬وبنا عمى ذلػؾ فػوف قواعػد تنػازع القػوانيف فػي الػدوؿ‬
‫األوروبيػػة‪ ،‬مػػع أنيػػا توجػػب األخػػذ بقػػانوف الجنسػػية فػػي األحػواؿ الشخصػػية‪ ،‬إال أف المحػػاكـ ىنػػاؾ ال‬
‫تستجيب لمسمـ إذا أراد أف يعقد عقد نكاح لممرة الثانية أو الثالثة حسب مػا يجيػزه قانونػو الشخصػي‪،‬‬
‫والمس ػػتمد م ػػف الشػ ػريعة اإلس ػػالمية ‪ ،‬ذل ػػؾ ألف نظ ػػاـ تع ػػدد الزوج ػػات ممن ػػوع ومخ ػػالؼ لمنظ ػػاـ الع ػػاـ‬
‫‪1‬‬
‫بموجب تمؾ القوانيف‪.‬‬

‫كما ويجب أف يكوف التنازع بيف قوانيف خاصة ألف التنازع ينحصر في فػروع القػانوف الخػاص‬
‫أم ػػا ف ػػروع الق ػػانوف الع ػػاـ في ػػي قػ ػوانيف إقميمي ػػة تم ػػس بس ػػيادة الدول ػػة وتتعم ػػؽ بالمص ػػمحة الجماعي ػػة‪،‬‬
‫والقاضي المعروض عميو النزاع بشػأنيا إمػا أف يطبػؽ قانونػو أو يحكػـ بعػدـ اختصاصػو لمفصػؿ فػي‬
‫النزاع إذا رأى أف قانونو غير مختص ‪.‬‬

‫‪ -1‬حفيظة السيد الحداد‪ ،‬الموجز في القانون الدولي الخاص‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪39‬‬

‫‪28‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫باإلضػػافة إلػػى ذلػػؾ يفتػػرض قيػػاـ عالقػػات وديػػة بػػيف الػػدوؿ واالعت ػراؼ لكػػؿ مني ػا بتش ػريعيا‬
‫وسيادتيا وقياـ عالقات مدنية وتجارية متواترة بيف الشعوب وانتقاؿ األشخاص واألمواؿ مف إقميـ‬

‫آلخر‪ ،‬ويتو ّؿ كؿ مشرع في ىذه الدوؿ وضع قواعػد تسػاعد لموصػوؿ لمقػانوف الواجػب التطبيػؽ تسػـ‬
‫بقواعد اإلسناد وىذا ما سنفصمو في المحور الموالي ‪.1‬‬

‫‪-1‬بلعيور عبد الكريا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪90‬‬


‫‪-‬ومن المبادئ التي حاصةرت مبةدأ إقليميةة القةوانين ىةو مبةدأ المجاملةة الدوليةة " ‪ " la courtoisie internationale‬وىةذا مةن اقتةراع المدرسةة الهوالنديةة‬
‫التي كان لفقهاء الفضل في اطوير قواعد التنازع مثل " ىوبير " ‪ ،‬ويقاد بةالفكرة أن القاضةي لةيس ملزمةا بتطبيةق القةانون األجنبةي‪ ،‬وإذا ىةو قبةل اطبيقةو فننمةا يكةون‬
‫ذلك علو أساس المجاملة الدولية‪ ،‬وقد أُقذت الفكرة عل ظاىرىا وعيب عليها أنها افسح المجال ألىواء القضاة‪ ،‬ولكن افسةير مبةدأ المجاملةة عةل ىةذا النحةو كةان‬
‫قاطئا‪ ،‬فقد كانت المدرسة الهوالندية ارى بة ن الدولةة ليسةت بحاجةة إلةو أن اكةون ملزمةة بمعاىةدة دوليةة لكةي اطبةق قةانون دولةة اقةرى‪ ،‬بةل يجةب أن اطبةق القةانون‬
‫األجنبي ولو لا اكن ملزمة‪ ،‬ويكون ذلك منها افضبل علو سبيل المجاملة‪ ،‬وقد أثر ىذا المبدأ بافة عميقة علو الفقهاء األنجلو ساكسونيين‬
‫‪-Pierr Lalive ,op , p 101‬‬
‫‪-Antoine . Pillet, op, p 120‬‬
‫‪-André Weiss,op, p 84‬‬

‫‪29‬‬
‫د‪ ,‬باباعني احلاج أمحد‬ ‫ذلاضزات يف القاىون الدولي اخلاص‬

‫احملور الثالث‪ :‬إعنال قواعد التياسع‬

‫احملاضزة اخلامط‪ :‬ىعزيتا التلييف واإلصياد‬

‫احملاضزة الضادصة‪ :‬ىعزية اإلحالة‬

‫‪30‬‬

You might also like