Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 109

‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬

‫جامعة جياللي بونعامة خميس مليانة‬


‫كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‬
‫شعبة التاريخ‬

‫‪1357 1353‬‬ ‫‪1938 1934‬‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في التاريخ‬

‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد‪:‬‬


‫‪ -‬كدومة حبيب‬ ‫‪ -‬مشاليخ يمينة‬
‫‪ -‬فياللي أسماء‬

‫السنة الجامعية‪2016/2015 :‬‬


‫اإلهداء‪:‬‬

‫إلى من ال يمكن للكلمات أن توفي حقهما‬

‫إلى من ال يمكن لألرقام أن تحصي فضائلهما‬

‫إلى والدي العزيزين حفظهما اهلل و أطال في عمرهما‬

‫إلى إخوتي و أخواتي األعزاء سندي في الدنيا و ال أحصي لهم فضال‬

‫إلى أصدقاء الدرب‪...‬‬

‫إلى كل من سقط من قلمي سهوا أهدي لكم ثمرة مجهودي‬

‫مشاليخ يمينة‬
‫اإلهداء‪:‬‬

‫أهدي هذا العمل‬

‫إلى من ربتني و أنارت دربي و أعانتني بالصلوات و الدعوات‪ ،‬إلى أغلى إنسان في هذا‬
‫الوجود "أمي الحبيبة"‪...‬‬

‫إلى من عمل بكد في سبيلي و علمني معنى الكفاح و أوصلني إلى ما أنا عليه "أبي الكريم"‬

‫إلى إخواتي األعزاء سندي في الدنيا و إلى كل من عرفنا من قريب أو بعيد‪.‬‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع‪.‬‬

‫فياللي أسماء‬
‫كلمة شكر و تقدير‪:‬‬

‫الحمد هلل حمدا يليق بجالل وجهه‪ ،‬و عظيم سلطانه‪...‬‬

‫و الشكر له على توفيقه و امتنانه‪ ...‬شك ار يكافئ المزيد من إحسانه‬

‫و الصالة و السالم على أحب خلقه محمد صلى اهلل عليه و سلم‪...‬‬

‫أما بعد فإن العمل الجاد ال يأتي إال بالتوجيهات و النصائح و التشجيع و مهما كانت نسبة‬
‫توفيقنا في إنجاز هذا العمل المتواضع إنما يعود الفضل في ذلك إلى الذين ساعدونا و لهذا‬
‫فإننا نتقدم بخالص الشكر و اإلمتنان إلى األستاذ المشرف "كدومة حبيب" الذي كرس وقته‬
‫و جهده فتقاسم معنا عبء هذا العمل‪ ...‬كما نشكر األستاذ "الرزقي خيري" و جميع أساتذة‬
‫قسم التاريخ بجامعة الجياللي بونعامة‬

‫إلى كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد نهدي هذا العمل‬


‫قائمة المختصرات (الرموز التي استخدمت في البحث)‪:‬‬

‫ج‪.............................................................................‬جزء‬

‫مج ‪...........................................................................‬مجلد‬

‫ط ‪............................................................................‬طبعة‬

‫د‪.‬ط‪......................................................................‬دون مكان طبع‬

‫د‪.‬ت ‪..........................................................................‬دون تاريخ‬

‫مخ ‪..............................................................................‬مخطوط‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫اإلصالح بمفهومه الواسع هو ما يقع في تغيير األوضاع السياسية أو اإلجتماعية‬


‫أو الدينية أو الفكرية والثقافية أو جميعها في آن واحد‪ ،‬وقد تبنت الحركة اإلصالحية‬
‫الجزائرية هذا المنهج منذ نشأتها مطلع القرن العشرين‪ ،‬و عملت على نقد إصالح األوضاع‬
‫السائدة في المجتمع الجزائري إبان الفترة اإلستعمارية‪ ،‬والشك أن هذه الحركة كانت بحاجة‬
‫إلى من يشد أزرها‪ ،‬وقد وجدت في الصحافة هذا المعين حيث تحتل صحافة الشيخ أبي‬
‫اليقظان مكانة متميزة في تاريخ الصحافة العربية في الجزائر‪.‬‬

‫و قد غطت الصحافة اليقظانية فترة هامة مرت بها بلدان المغرب والمشرق العربيين حيث‬
‫كانت أولى جرائده سنة ‪ 1926‬و اخرها سنة ‪،1938‬و تعد جريدة األمة من أهم جرائد‬
‫أبي اليقظان و أطولها عم ار و التي صدرت في ‪ 170‬عدد و التي من خاللها أراد الشيخ‬
‫أبو اليقظان إثبات هذا الوطن واحد بجناحيه المشرقي و المغربي‪ ،‬ويهتم بآماله و األمة‬
‫و محاولة منه إصالح هذه األوضاع ‪.‬‬

‫أسباب اختيار هذا الموضوع ‪:‬‬

‫إن دوافع اختيار هذا الموضوع يعود إلى ‪:‬‬


‫دوافع ذاتية ‪:‬‬
‫تمثلت في إعجابنا بشخصية أبي اليقظان وتشوقنا للتعرف أكثر على هذه الشخصية‬
‫العظيمة خاصة وأنه ذائع الصيت في عدة مجاالت أخرى ‪.‬‬

‫الدوافع الموضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬أهمية الحركة اإلصالحية في الفترة التي درسناها ‪.‬‬


‫في عالم الصحافة الحرة المدافعة عن المبادئ يعد من األسباب‬ ‫‪ -‬نبوغ أبي اليقظان‬
‫الجوهرية في اختياره كشخصية للدراسة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫فقد كان من كبار رجال الصحافة بالجزائر‪ ،‬و أعطى للصحافة العربية كل جهده ووقته‪،‬‬
‫حيث كانت الصحافة هي الوسيلة الفعالة في معالجة القضايا سواء في الجزائر أو خارجها ‪.‬‬

‫‪ -‬إلى جانب عمل أبو اليقظان الصحفي المستمر و إصداره ثمانية جرائد عربية رغم‬
‫الظروف الصعبة من الجانب المادي إلى المراقبة المفروضة عليه من قبل اإلدارة الفرنسية‬
‫االستعمارية وبروزه في العديد من المجاالت اإلصالحية‪ ،‬الفكرية‪ ،‬الدينية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬التعليمية‬
‫‪ ،‬الشعرية و األدبية ‪....‬إلخ‪ .‬فأردنا هنا أن نسلط الضوء على مجهوداته اإلصالحية‬
‫من خالل نشاطه الصحفي مع حصر هذا في جريدة األمة فقط‪.‬‬

‫أما عن أسباب اختيار جريدة األمة ألبي اليقظان لكي تكون المصدر األول لمادة‬
‫هذا البحث فيمكن أن نوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬كتب بها كبار المصلحين الجزائريين ورجال السياسة منهم ابن باديس‪ ،‬فرحات‬
‫عباس‪ ،‬مصالي الحاج‪ ،‬مفدي زكرياء ‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪ ‬كتب بها مفكرون من الوطن العربي منهم األمير شكيب أرسالن‪ ،‬خير الدين‬
‫الزركلي‪ ،‬الرافعي‪ ،‬محي الدين الخطيب‪ ،‬شيخ األزهر‪ ،‬حسن الزيات‪،‬‬
‫إيليا أبو ماضي‪ ،‬الباروني‪ ،‬أمين الحسيني و غيرهم كثيرون‪ ،‬فقد كانت منبر لهؤالء‬
‫المشارقة ‪.‬‬
‫‪ ‬جريدة األمة هي أطول جرائد ابراهيم أبي اليقظان (‪ 170‬عددا) ‪ ،‬وهي سابع جرائده‬
‫وهذا ما يجعله يتمتع بخبرة صحفية أكثر ‪.‬‬
‫‪ ‬معظم كتاب جريدة األمة من تيار الحركة اإلصالحية‪ ،‬ومن كتاب جريدة البصائر‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬

‫إن دراستنا لمادة بحثنا جعلنا نقف أمام تساؤالت عديدة منها‪:‬‬

‫‪ -‬ماذا نقصد بالحركة اإلصالحية و فيما تمثلت أهدافها ؟‬


‫‪ -‬ما هو الدور الذي لعبته صحافة أبي اليقظان في الحركة اإلصالحية؟‬
‫‪ -‬فيما تمثلت مبادئ الشيخ أبي اليقظان في نشاطه اإلصالحي؟‬
‫‪ -‬هل ساهمت جريدة األمة في التعريف بالقضايا الوطنية و قضايا المشرق العربي ؟‬
‫‪ -‬ماهي القضايا التي عالجتها جريدة األمة؟ و من هي الدول التي كانت أكثر اهتماما؟‬

‫و من أجل معالجة اإلشكالية و اإلجابة عليها فقد اتبعنا تصميم منهجي يتماشى و موضوع‬
‫بحثنا تتلخص في مقدمة وفصل تمهيدي وفصلين و خاتمة‪.‬‬

‫تصميم الهيكل المنهجي‪:‬‬

‫‪ ‬مقدمة‬
‫‪ ‬الفصل التمهيدي‪ :‬وكان بعنوان حركة اإلصالح في الجزائر و بعض النماذج‪ ،‬فعن‬
‫عن بوادرها‬ ‫حركة اإلصالح تطرقنا إلى ما كانت عليه قبيل (‪)1931-1917‬‬
‫و أهم رواد هذه الحركة اإلصالحية‪ ،‬كما تطرقنا إلى مساعي الحركة اإلصالحية‪،‬‬
‫أما فيما يخص النماذج فقد اخترنا نماذج عاصرت فترة الشيخ أبي اليقظان من بينهم‪:‬‬
‫محمد الغسيري‪ ،‬امبارك الميلي‪ ،‬الشيخ محمد خير الدين‪ ،‬والتي قمنا بذكرها بإيجاز‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل األول ‪ :‬كان بعنوان الشيخ أبو اليقظان أفكاره ومبادئه اإلصالحية ‪،‬‬
‫فعن شخصية أبو اليقظان تطرقنا إلى نشأته وتكوينه ومؤلفاته ووفاته ‪ ،‬أما فيما‬
‫يخص أفكاره ومبادئه اإلصالحية فقد قمنا باستخالصها من المادة المتواجدة عندنا ‪،‬‬

‫‪6‬‬
‫أما عن نشاطه اإلصالحي فتحدثنا عن أهم القضايا التي عالجها أبي اليقظان‬
‫من قضايا إسالمية وعربية وقضايا الشمال اإلفريقي ‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل الثاني ‪:‬جاء تحت عنوان أبي اليقظان و جريدة األمة (‪، ) 1938- 1933‬‬
‫عن ظروف نشأتها وأهدافها‬ ‫فعن الجريدة قمنا بتعريفها ‪،‬واخراجها كما تكلمنا‬
‫وأسلوبها و أبرز كتابها و عن تحرير الجريدة وطبعها و أخي ار عن مصادرة الجريدة‪.‬‬

‫كما تكلمنا أيضا في هذا الفصل عن القضايا التي عالجتها الجريدة من قضايا اجتماعية‬
‫ووطنية وقضايا عربية واسالمية و الدولية العامة‪.‬‬

‫‪ ‬خاتمة ‪ :‬وصلنا فيها إلى جملة من االستنتاجات حول شخصية أبو اليقظان وجريدة‬
‫االمة ومجهودات الشيخ أبو اليقظان وكيفية عالجها لقضايا المغرب والمشرق العربي‬
‫‪ ،‬وقد أجبنا بذلك قدر اإلمكان عن اإلشكال المطروح ومقدمة ‪.‬‬

‫و يليها جملة من المالحق تدور حول صورة فوتوغرافية إلبراهيم أبو اليقظان ونماذج‬
‫عن أعداد جريدة األمة وبعض كتاب الجريدة ‪ ،‬والمجالت التي كانت تنقل عنها الجريدة‬
‫و بعض الكتاب المشارقة والمغاربة في الجريدة ‪.‬‬

‫ويلي المالحق قائمة المصادر والمراجع وأخي ار فهرسة الموضوعات‪.‬‬

‫المنهج المتبع‪:‬‬

‫إن طبيعة المضامين المتنوعة لهذا البحث جعلنا نحاول استعمال منهج تكاملي من أجل‬
‫فهم الجهود اإلصالحية ألبي اليقظان من خالل جريدة االمة وأهم المناهج التي اتبعناها‬
‫في بحثنا هي ‪:‬‬

‫‪ – 1‬المنهج التاريخي اإلستردادي‪ :‬وذلك عندما تطرقنا إلى حياة أبي اليقظان والعصر‬
‫الذي عاش فيه ‪ ،‬أو أهم المحطات التي مربها من اجل معرفة العوامل التي ساعدته‬
‫أو أثرت فيه ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ – 2‬المنهج التحليلي‪ :‬عندما تطرقنا إلى جريدة األمة قصد إعطاء القارئ صورة أو فكرة‬
‫عنها دون اإلطالع عليها‪ ،‬و عندما تطرقنا إلى الحركة اإلصالحية ألبي اليقظان‪.‬‬

‫وإلثراء بحثنا اعتمدنا على ببليوغرافيا متنوعة شملت مصادر ومراجع وصحف ‪...‬الخ‬

‫و يمكن تصنيفها حسب األهمية كما يأتي‪:‬‬

‫جريدة األمة ألبي اليقظان التي كانت بمثابة المصدر الرئيسي للبحث و الذي تدور‬
‫حوله جميع مراحله مع اإلستعانة ببعض الجرائد والمجالت التي كانت معاصرة لها‬
‫مثل البصائر والشهاب ‪،‬ومن هذه المصادر ما يخدم الموضوع مباشرة ‪،‬و كتاب أعالم‬
‫اإلصالح في الجزائر ج‪، 3‬نهضة الجزائر وثورتها المباركة لمحمد علي دبوز فقد استعنا بهم‬
‫كثي ار في دراسة حياة أبي اليقظان ‪ .‬وعن الحركة اإلصالحية مذكرات الشيخ خير الدين ‪،‬‬
‫وسجل مؤتمر جمعية العلماء الجزائريين‬

‫أما المراجع المعتمدة فيما تعلق بأبي اليقظان أو جريدته األمة فقد اعتمدنا بشكل كبير‬
‫على مؤلفات محمد ناصر في الجانب الصحفي ألبي اليقظان وخاصة كتابه ‪ :‬أبو اليقظان‬
‫وجهاد الكلمة ‪،‬و أيضا كتابه أبو اليقظان في الدوريات العربية ‪،‬كما اعتمدنا على مراجع‬
‫أخرى متنوعة‪.‬‬

‫الصعوبات ‪:‬‬

‫واجهنا أثناء إنجازنا لهذا البحث صعوبات عديدة‪ ،‬أهمها‪ :‬جمع المصادر والمراجع‬
‫وقلتها في هذا الموضوع‪ ،‬واستنباط المادة العلمية وتفصيلها وفق خطة المذكرة‪.‬‬

‫ومن الصعوبات األخرى عدم وصولنا إلى النسخة األصلية لجريدة األمة ‪،‬‬
‫لوال المساعدة التي تلقيناها من االستاذ الرزقي خيري أستاذ جامعة قسنطينة ‪ 2‬الذي أوردنا‬
‫باألعداد التي طلبناها منه‬

‫‪8‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬حركة اإلصالح يف اجلزائر و بعض‬
‫النماذج (‪)1940-1930‬‬

‫‪ - 1‬احلركة اإلصالحية يف اجلزائر‬

‫‪ - 2‬مناذج عن رواد اإلصالح‬


‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -1‬حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج‬

‫الحركة اإلصالحية في الجزائر (‪:)1940-1930‬‬

‫إن وقوفنا على مادة بحثنا جعلنا نطلع على دراسات أصلية و بحوث معمقة حول ما مرت‬

‫به الحركة اإلصالحية في الجزائر (‪ ،)1940-1930‬و من هذا المنطق استطعنا أن نجمل‬

‫مجموعة الظروف التي صاحبت هذه الحركة‪ ،‬و بخاصة في فترة النشأة ‪ ،‬حيث ال يخفى‬

‫على دارسيها ما قامت به اإلدارة االستعمارية من محاوالت لطمس الهوية وحمالت‬

‫التنصير(‪ . )1‬و أمام هذه الممارسات ظهرت نخبة من مثقفي الجزائر لتحمل على عاتقها لواء‬

‫اإلصالح بشتى مجاالته التعليمية‪ ،‬األسرية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الفكرية و الدينية‪...‬إلخ(‪.)2‬‬

‫‪ 1-1‬حركة اإلصالح في الجزائر (‪:)1940-1917‬‬

‫أ‪ -‬بوادر الحركة اإلصالحية (قبيل ‪)1917‬‬

‫يذكر الشيخ البشير االبراهيمي أن مطلع القرن العشرين شهد والدة فكرة اإلصالح‬

‫في الجزائر‪ ،‬وقد ساهمت عدة ظروف في نشأتها‪ ،‬و لعل أبرز هذه العوامل تمثلت في‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬أبحاث و آراء في تاريخ الجزائر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،‬ط‪ ،2‬ج‪ ،1998 ،2‬ص‪.89‬‬

‫‪2‬‬
‫صالح خرفي‪ ،‬الشعر الجزائري الحديث‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،1984 ،‬ص‪.47‬‬

‫‪10‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫العوامل الخارجية وتمحورت حول‪:‬‬

‫‪ -‬تأثر الحركة اإلصالحية الجزائرية بمثيلتها في المشرق العربي ‪ ،‬و ال سيما روادها الشيخ‬
‫العالمة‪ :‬جمال الدين األفغاني(‪ )1‬و اإلمام عبده(‪ .)2‬و رشيد رضا(‪.)3‬‬
‫‪ -‬البعثات العلمية إلى الحجاز التي لعبت هي أيضا دو ار هاما في إذكاء فكرة اإلصالح‬
‫في الجزائر‪ ،‬بعد أن عادت بعثة من الطلبة مشبعين بجملة من االفكار شملت‬
‫الهدي المحمدي الكامل و قد تأثرت باإلصالح في الحجاز تأث ار خاصا(‪.)4‬‬
‫‪ -‬الحرب العالمية األولى (‪ )1918-1914‬و ما صاحبها من فطنة و تأثر بأفكار‬
‫الغرب كالنهوض باألمة‪...‬إلخ‬

‫أما العوامل الداخلية فتمثلت في ‪:‬‬

‫‪ -‬انكشاف مزاعم مشايخ الطرقية‪ ،‬و تبيان اهتمامهم الحقيقي من تحريف و تزييف‬
‫و انكباب على المال‪...‬إلخ‪ ،‬مما أدى إلى تعذر النفوس و استنتاج روادها لتلك‬
‫الممارسات مما فتح الباب على مصرعيه للبديل و هو الحركة اإلصالحية موضوع‬
‫بحثنا(‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫جمال الدين األفغاني‪ :‬محمد جمال الدين بن السيد صفتر الحسيني أو األفغاني أو األسد آبادي (‪)1897-1838‬أحد‬
‫األعالم البارزين في النهضة المصرية ومن أعالم الفكر اإلسالمي بالنسبة للتجديد‪.‬‬
‫أنظر‪https://ar.wikipedia.org/wiki:‬‬
‫‪2‬‬
‫اإلمام عبده‪ :‬محمد عبده (‪)1905-1849‬عالم دين وفقيه ومجدد إسالمي مصري‪ ،‬يعد أحد رموز التجديد في الفقه‬
‫اإلسالمي ومن دعاة النهضة واإلصالح في العالم العربي واإلسالمي أنظر‪https://ar.wikipedia.org/wiki :‬‬
‫‪3‬‬
‫رشيد رضا‪ :)1935-1865( :‬ولد في قرية القلمون بطرابلس الشام ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد البشير اإلبراهيمي ‪،‬سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ‪،‬قسنطينة‪ ،1935،‬ص‪ 40‬ص‪. 42‬‬
‫‪5‬محمد البشير اإلبراهيمي‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫‪11‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫حسب ما ذكره الشيخ البشير االبراهيمي فان اإلستعداد الفطري للشعب الجزائري مهد‬
‫لظهور الحركة اإلصالحية بالجزائر في النصف الثاني من القرن التاسع عشر‪ ،‬الذي تزعمه‬
‫و حمل لواءه عدد من المصلحين من الجيل األول وكانوا ينتهجون نهج السلف الصالح‬
‫منهم‪ :‬الشيخ صالح بن مهنة(‪ ،)1‬و الشيخ عبد القادر المجاوي(‪ ،)2‬والشيخ عبد الحليم‬
‫بن سماية(‪ ،)3‬و الشيخ محمد بن خوجة(‪ .)4‬هؤالء و غيرهم من الرجال الذين ظهروا بفكرة‬
‫إصالحية محدودة و لكنها كانت محمودة‪ ،‬وذلك قبل أن يظهر اإلصالح التعاوني‪،‬‬
‫و يزخر عبابه و تتسق أسبابه‪ ،‬فقاوموا البدع بدوائر ضيقة و كان لهم في القضاء‬
‫على بعضها مساع موفقة(‪.)5‬‬

‫أما الشيخ محمد البشير اإلبراهيمي فيرﯼ أن تأثير هؤالء العلماء كان محدودا‬
‫ألن الظروف لم تكن مواتية فبعضهم كان يعمل مدرسا في مدارس اإلدارة االستعمارية‪،‬‬
‫مما اضطرهم إلى التستر عن نشاطهم‪ ،‬وكان البعض اآلخر يحتفظ لنفسه بأفكاره‬
‫ألنهم يؤمنون أن الوقت لم يحن بعد لنشرها ‪ ،‬اضافة للثورة التعليمية التي أحدثها الشيخ عبد‬
‫الحميد بن باديس‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫الشيخ صالح بن مهنة‪ :‬توفي عام ‪ 1907‬مفتي مدينة قسنطينة لقي في سبيل دعوته اإلصالحية الوطنية النفي و التشريد‬
‫من قبل اإلدارة الفرنسية و صودرت مكتبته‪ .‬أنظر‪:‬محمد بن رمضان شاوش و الغوتي بن حمدان‪ ،‬إرشاد الحائر إلى آثار‬
‫أدباء الجزائر‪ ،‬مطبعة داود بريسكي‪ ،‬الجزائر‪ ،2001،‬ط‪ ،1‬ص ‪.505‬‬
‫‪2‬‬
‫الشيخ عبد القادر المجاوي‪ :‬كان يؤمن بأن اإلصالح يكون عن طريق العلم و التعليم وله في ذلك مؤلفات عديدة‬
‫محمد بن رمضان شاوش‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪3‬‬
‫الشيخ عبد الحليم بن سماية‪ :1933-1866 :‬من أهم مؤسسي الحركة اإلصالحية في الجزائر‪ ،‬له مؤلف "فلسفة‬
‫اإلسالم" يعرض فيه النظرة اإلصالحية الفلسفية ‪،‬محمد بن رمضان‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.509‬‬
‫‪4‬‬
‫الشيخ محمد بن خوجة‪ :1917-1865 :‬كان من المقربين للشيخ محمد عبده و اهتم بالحياة اإلجتماعية و األخالقية‪،‬‬
‫يدعو لمنح المرأة حقوقها في كتاب "اإلكتراث في حقوق اإلناث" ‪،‬محمد بن رمضان‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.563‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد البشير اإلبراهيمي‪ ،‬مصدر السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪12‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫"بدروسه الحية و التربية الصحيحة التي كان يأخذ بها تالميذه و التعاليم الحقة التي كان‬
‫يبثها في نفوسهم الطاهرة‪ ،‬فما كادت تنقضي مدة حتى كان الفوج األول من تالميذ ابن‬
‫باديس مستكمل األدوات من فكر صحيح و أقالم كاتبة‪)1("...‬‬

‫و ما أمد تلك الثورة التعليمية و عززها هو البعثات العلمية التي استفاد منها أبناء الجزائر‬
‫حين زحفت من أولئك التالميذ في ذلك العهد كتيبة ج اررة سالحها الفكرة الحية‪،‬‬
‫وذلك األساس العلمي الصحيح بناء علميا محكما و رجعت تلك الكتيبة إلى الجزائر‬
‫فكان من مجموعها و مما تخرج بعدها من تالميذ األستاذ و من تالميذ جامع الزيتونة جنود‬
‫اإلصالح و قادته و ألويته المرفوفة و أسلحته النافذة(‪.)2‬‬

‫رواد الحركة اإلصالحية (‪: )1940-1917‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫يرﯼ الدكتور صالح خرفي أن ظهور الحركة اإلصالحية في الجزائر (‪)1940-1917‬‬


‫ارتبط بمجموعة من العلماء الذين عملوا على نشرها‪ ،‬مستعينين في ذلك بالمقاالت الصحفية‬
‫و األبيات الشعرية‪ ،‬و المؤسسات التعليمية‪ ،‬حيث سعت ثلة من المصلحين على إرساء‬
‫المبادئ اإل صالحية الدينية و اإلجتماعية ‪ .‬وفي نظره يصعب حصر أسماء رواد الحركة‬
‫اإلصالحية في الجزائر كما ان جل شعراء تلك الفترة من دعاة إصالح أمثال‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الحميد بن باديس‪:)1940-1889(:‬عبد الحميد بن مكي ابن باديس من كبار رجال اإلصالح والتجديد في اإلسالم‬
‫‪،‬رئيس جمعية العلماء المسلمين ‪،‬أصدر جريدة "المنتقد ‪،‬الشهاب " وصحف أخرى ‪.‬أنظر ‪ :‬عادل نويهض ‪،‬معجم اعالم‬
‫الجزائر من صدر االسالم حتى العصر الحاضر ‪ ،‬ط‪،2‬مؤسسة نويهض الثقافية للتاليف والترجمة والنشر‪،‬بيروت ‪.1980،‬‬
‫ص‪.28‬‬
‫‪2‬‬
‫البشير اإلبراهيمي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.43-42‬‬
‫‪13‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫عمر بن قدور(‪)1‬و المولود بن موهوب(‪ ،)2‬و اللقاني السائح(‪ ،)3‬وهكذا امتزج األدب‬
‫باإلصالح و أصبح الواحد منهم أديبا صحافيا مصلحا(‪.)4‬‬

‫كما يرﯼ محمد بن سمينة ان هؤالء المصلحين تأثروا بالحركات اإلصالحية في المشرق‬
‫العربي و اإلسالمي‪ ،‬فالحركة اإلصالحية بالجزائر تعد امتداد ألختها في المشرق العربي‪،‬‬
‫و روادها في بالدنا أشقاء زعمائها بالمشرق‪.‬‬

‫فابن باديس و البشير اإلبراهيمي(‪ ،)5‬الكفة التي ال يستقيم ميزان اإلصالح في العصر‬
‫الحديث إال بوجودهما‪ ،‬قد ساعدهما في مسيرتهما اإلصالحية مجموعة من العلماء‬
‫المصلحين‪ ،‬أمثال‪:‬‬

‫الشيخ الطيب العقبي‪ ،‬و الشيخ محمد خير الدين‪ ،‬والعربي التبسي‪ ،‬ومحمد مبارك الميلي‪،‬‬
‫و ابراهيم بيوض‪ ،‬و أحمد بوشمال‪ ،‬و أحمد توفيق المدني‪ ،‬و الفضيل الورتالني‪،‬‬
‫ومحمد الهادي السنوسي‪ ،‬و أحمد حماني‪ ،‬و حمزة بوكوشة‪ ،‬و أبو اليقظان‪ ،‬و عبد اللطيف‬
‫سلطاني‪ ،‬و السعيد الصالحي‪ ،‬و علي المغربي‪ ،‬ومحمد العيد آل خليفة‪ ،‬و أحمد رضا‬
‫حوحو‪ ،‬و أحمد سحنون‪...‬و غيرهم من المصلحين(‪.)6‬‬

‫‪1‬‬
‫عمر بن قدور‪ :1932-1866 :‬مفكر و صحفي و شاعر‪ ،‬أسس مجلة الفاروق‪ ،‬كان كاتبا بليغا و شاع ار إحيائيا ‪،‬أنظر‬
‫‪:‬عمر بن قينة‪ ،‬أعالم و أعمال في الفكر و الثقافة و األدب‪ ،‬منشورات إتحاد الكتاب‪ ،‬دمشق‪ ،2000 ،‬ص‪.35‬‬
‫‪2‬المولود بن موهوب‪ :1939-1866 :‬عمل مدرسا و أستاذا للفقه و أسندت له وظيفة اإلفتاء‪ ،‬مؤلف و أديب و عالم‪ ،‬له‬
‫مقدمة ابن أجروح و مختصر الكافي في العروض و القوافي و شرح منظومة التوحيد و آداب الطريق ‪،‬محمد بن رمضان و‬
‫الغوثي بن حمدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪3‬اللقاني السائح‪ :‬شاعر جزائري‪ ،‬ولد بالجزائر في ‪ ،1895‬وتربى بتونس بعد عودته إلى الوطن أسس مدرستين بتماسين و‬
‫قمار‪ ،‬له قصائد نشرها بجريدة "صدى الصحراء" و "الشهاب" ‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.595‬‬
‫‪4‬‬
‫صالح خرفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪5‬‬
‫البشير اإلبراهيمي ‪: )1965-1889( :‬محمد بن البشير بن عمراالبراهيمي ‪،‬عضو جمعية العلماء المسلمين ‪،‬كان كاتبا‬
‫وأحد رجال االصالح ‪.‬أنظر‪:‬عادل نويهض ‪،‬مصدر سابق ص ‪.13‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد الرحمان بن إبراهيم العقون‪ ،‬الكفاح القومي و السياسي من خالل مذكرات معاصر‪ ،1936-1920 ،‬الجزائر‬
‫المؤسسة الوطنية للنشر و التوزيع‪ ،1984 ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪14‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫مساعي الحركة اإلصالحية‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫إن الحركة اإلصالحية سعت منذ نشأتها إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على مقومات األمة من لغة و دين و تاريخ و حضارة‬


‫‪ -‬محاربة الجهل و كل مظاهر التخلف‬

‫و يضيف الشيخ البشير االبراهيمي ان شعار الفكر اإلصالحي يتلخص في نقطتين اثنتين‪:‬‬

‫‪ -‬ال رجوع إلى الماضي العريق فك ار و ثقافة و تراثا مع صياغته على وجه يساير‬
‫العصر و هو ما عرف بعملية "اإلحياء"‬
‫‪ -‬نقد الواقع للخروج من التخلف المادي و األدبي و الفكري(‪)1‬‬

‫أما محمد عباس فيرﯼ ان الحركة قد اعتمدت في عملها اتجاهين‪ :‬الدعوة إلى التاريخ المجيد‬
‫و اإلستفادة منه‪ ،‬و الصراع ضد الطرق الصوفية و أساليبهم و فهمهم الخاطئ لإلسالم(‪)2‬‬

‫و يضيف عبد اهلل الركيبي انه لم يقتصر الصراع على رجال الزوايا و المرابطين‪ ،‬بل تعداه‬
‫إلى المستعمر الذي كان سببا مباش ار في مظاهر الجهل و التخلف و كل ما تعانيه األمة‬
‫الجزائرية من مآسي و آالم‪.‬إذن جاءت الحركة اإلصالحية "لترفع شعار اإلسالم دينا و دولة‬
‫و عقيدة و عالقات اجتماعية فك ار و فعال‪ ،‬نظ ار و عمال‪ ،‬قواعد و نصوصا"(‪)3‬‬

‫كما عملت الحركة اإلصالحية على "تحرير العقول من األوهام و الضالالت في الدين‬
‫و الدنيا وتحرير النفوس من تأليب األهواء و الرجال"(‪.)4‬‬

‫‪1‬البشير اإلبراهيمي‪ ،‬آثار اإلبراهيمي‪ ،‬الشركة الوطنية للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائرد ت‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عباس‪ ،‬اإلبراهيمي أديبا‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬المطبعة الجهوية بوهران الجزائر ‪ ،1984،‬ص ‪.15‬‬
‫‪3‬عبد اهلل الركيبي‪ ،‬الشعر الديني الجزائري‪،‬ج‪ 1‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،1‬الجزائر‪،‬د‪.‬ت‪ ،‬ص ‪.583‬‬
‫‪4‬‬
‫البصائر‪ ،‬السلسلة الثانية‪ ،‬عدد‪1366 ،2‬هـ ‪1947 -‬م‪ ،‬ص‪2‬‬
‫‪15‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫و هكذا وجه رجال اإلصالح عنايتهم لمراجعة التراث ليستردوا للغة العربية التي اعترى‬
‫الجمود عصورها الزاهرة‪ ،‬كما سعوا لتنقية الدين من األوهام و الخرافات التي طغت عليه‪.‬‬
‫لذلك كان ال بد من المطالبة بتحرير الدين من السيطرة الفرنسية و نشر التعليم العربي‬
‫بتكوين مدارس خاصة‪ ،‬و تدريس علوم العربية في المساجد‪ ،‬واعتبار اللغة العربية لغة‬
‫رسمية(‪.)1‬‬

‫و حسب الدكتور ابو القاسم سعد اهلل فإنها شعارات رفعتها الحركة اإلصالحية منذ بدايتها‬
‫و ألحت عليها طوال مسيرتها اإلصالحية و عملت على تحقيقها‪ ،‬فكان أن شيدت المساجد‬
‫و المدارس الحرة و أنشأت النوادي و الجمعيات و أصدرت الصحف لتجعل منها وسائل‬
‫مسخرة لخدمة اإلصالح و المصلحين‪ .‬و بالتالي المجتمع الجزائري(‪.)2‬‬

‫‪ ‬النوادي والجمعيات‪1936 :‬‬

‫لقد ساهمت النوادي و الجمعيات الثقافية و المؤسسات الخيرية في نشر مبادئ الحركة‬
‫اإلصالحية‪ ،‬كما ساعدت على انتشار الثقافة و العناية باألدب و الشعر و من أبرز هاته‬
‫الجمعيات و النوادي‪ :‬الجمعية التوفيقية و الرشيدية و نادي الشبيبة الجزائرية بتلمسان(‪،)3‬‬
‫و نادي اآلداب العربية‪ ،‬إلى جانب نادي الترقي و نادي صالح باي اللذين لعبا دو ار حيويا‬
‫في الحياة األدبية و الثقافية‪ ،‬و في الدعوة إلى إحياء اللغة العربية و الثقافة القومية(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد اهلل الركيبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪561، 561‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬دراسات في األدب الحديث‪ ،‬الدار التونسية للنشر‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪ ،1985 ،‬ص‬
‫‪.114‬‬
‫‪3‬‬
‫تأسس سنة ‪1910‬‬
‫‪4‬‬
‫عبد اهلل الركيبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪16‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫هي جمعيات و نوادي كثيرة ظهرت إذن منتصف القرن التاسع عشر‪ ،‬و اتسع نشاطها‬
‫العملي مطلع القرن العشرين لتنتشر عبر كافة ربوع الوطن مغذية النشاط الفكري‬
‫بالمحاضرات التي تلقى فيها‪ ،‬و المواسم الثقافية التي تنظمها(‪ .)1‬على أن الجمعيات‬
‫و النوادي التي ظهرت في تلك الحقبة الزمنية تنقسم حسب توجهاتها و مراميها إلى ثالثة‬
‫أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬جمعيات و نوادي من تأسيس المستعمر و إشرافه‪ :‬و هي جمعيات و نوادي يشرف‬


‫عليها و يديرها المحتل‪ ،‬لذلك كان أثرها على الحركة الثقافية و األدبية ضعيفا(‪.)2‬‬
‫‪ -‬جمعيات و نوادي وطنية‪ :‬و هي تابعة للحركة الوطنية الجزائرية و أهمها الجمعية‬
‫الخيرية بالعاصمة‪ ،‬و الجمعية الخيرية بقسنطينة‪ ،‬فقد أسست لتكون متنفسا للوطنيين‪،‬‬
‫و منب ار إلجتماعاتهم و منتدياتهم‪ ،‬مرك از إلنطالق األعمال الخيرية(‪،)3‬‬
‫وقد كان لهذه النوادي ما كان للجمعيات التابعة للحركة اإلصالحية من األثر الكبير‬
‫في نشر الوعي الديني و الشعور الوطني و التكوين المعرفي(‪.)4‬‬

‫و إلى جانب تلك الجمعيات‪ ،‬تأسست أخرى تحمل طابعا أدبيا محضا‪ ،‬في محاولة‬
‫النهوض بالحركة األدبية منها جمعية إخوان األدب التي أنشأت بوهران سنة ‪،1936‬‬
‫و في السنة ذاتها تأسست جمعية السعادة إلحياء فن التمثيل العربي و جمعية محبي الفن‬
‫و جمعية المزهر للموسيقى باإلضافة إلى فرق و جمعيات أخرى‪ ،‬كفرقة محي الدين باش‬
‫تارزي و فرقة الطاهر فضالء للتمثيل العربي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صالح خرفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪2‬‬
‫أحمد صاري‪ ،‬شخصيات و قضايا من تاريخ الجزائر‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬د‪.‬ط ‪،‬الجزائر‪ ،2004 ،‬ص ‪.108‬‬
‫‪3‬محمد بن سمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.52‬‬
‫‪4‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117-116‬‬
‫‪17‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ ‬المدارس و المعاهد‪:‬‬

‫لقد كانت المدارس الجزائرية كثيرة على أن نحصيها في بحثنا‪ ،‬لذا نكتفي بما أورده‬
‫الدكتور محمد بن سمينة في مؤلفه "النهضة األدبية الحديثة في الجزائر" مصنفا إياها حسب‬
‫الثالث التي كانت موجودة آنذاك و هي على التوالي‪:‬‬

‫‪ -1‬عمالة قسنطينة‪:‬‬
‫‪ ‬مدرسة اإلخاء للتربية ببسكرة ‪1931‬‬
‫‪ ‬مدرسة الحياة بجيجل ‪1933‬‬
‫‪ ‬مدرسة التهذيب بالميلة ‪1934‬‬
‫‪ ‬مدرسة التربية و التعليم بباتنة ‪1937‬‬
‫‪ -2‬عمالة الجزائر‪:‬‬
‫‪ ‬مدرسة شريفة األعمال بالقصبة في العاصمة ‪1934‬‬
‫‪ ‬المدرسة الصديقية بسالم باي بالعاصمة ‪)1(1941‬‬
‫‪ -3‬عمالة وهران‪:‬‬
‫‪ ‬المدرسة اإلصالحية بوهران ‪1935‬‬
‫‪ ‬مدرسة دار الحديث بتلمسان ‪1937‬‬
‫‪ ‬مدرسة التربية و التعليم بالبيض‬

‫و هكذا توالت المدارس و تعاقبت رغم تعنت المستعمر و تعقبها لتنتشر في الثالثينات‬
‫و األربعينات خاصة و أنها لقيت "التفافا قوميا حولها‪ ،‬و إقباال من الناشئة عليها‪.)2("...‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد بن سمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪18‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫إذ أول ما بدأت به هو إصالح الذات من خالل توعية الناشئة و العمل على تشخيص‬
‫أمراض األمة لتنتقل إلى الخطوة الموالية و المتمثلة في إذكاء الحس الوطني و القومي‪،‬‬
‫لتصبح مدارس حربية تحمل رسالة الجهاد و التحرير و تعمل على تخريج دعاة الثورة‬
‫و حملة السالح‪.‬‬

‫‪ ‬الصحافة الوطنية‪:‬‬

‫ال شك أن تأخر ظهور الصحافة الوطنية بالجزائر يعود إلى أسباب و عوامل عدة‪،‬‬
‫و لعل أولها انعدام الحرية تحت نير اإلحتالل‪ ،‬يضاف إلى ذلك مشكل الطباعة و النشر(‪.)1‬‬

‫كما عمل على رصد حركة الصحافة و مراقبتها‪ ،‬وكان بعض تلك الصحف يصدر باللغة‬
‫الفرنسية كصحيفة األخبار و صحيفة المبشر‪ .‬و البعض اآلخر يصدر باللغة العربية‪،‬‬
‫إال أن توجهها استعماري مثل صحيفة المغرب و كوكب افريقيا‪ ،‬باإلضافة إلى جرائد أخرى‬
‫ال تختلف عنها و جهة وغاية(‪.)2‬‬

‫أما الصحافة الجزائرية و على الرغم من الحصار الشديد المفروض على األمة‬
‫فقد استطاعت أن تشق طريقها إلى الوجود و كان بعض تلك الصحف يسفر عن وجهه‬
‫اإلصالحي مثل جريدة الجزائر لعمر راسم و جريدة الحق الوهراني(‪...)3‬‬

‫‪1‬‬
‫أديب مروة‪ ،‬الصحافة العربية‪ :‬نشأتها و تطورها‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪ ،‬ط‪ ،1961 ،1‬ص ‪.283‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد المالك مرتاض‪ ،‬أدب المقاومة الوطنية في الجزائر (‪ :)1962-1830‬رصد لصورة المقاومة في النثر الفني‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬منشورات المركز الوطني للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر ‪ ،2003 ،1954‬ص ‪.67‬‬
‫‪3‬صالح خرفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪19‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫و المنتقد التي أصدرها ابن باديس بقسنطينة سنة ‪ 1925‬فقد احتضنت أعمال األدباء فعرفت‬
‫البالد على صفحاتها ميالد النهضة األدبية(‪ .)1‬ثم أعقبتها مجلة الشهاب األسبوعية(‪)2‬‬
‫و إلى جانب هذه الجرائد و المجالت ظهرت سلسلة صحفية من إمضاء أبي اليقظان‬
‫كان أولها جريدة وادي ميزاب ‪ ، 1926‬و ميزاب‪ ،‬و المغرب‪ ،‬و النور‪ ،‬و البستان‪،‬‬
‫و النبراس‪ ،‬و األمة و الفرقان‪ .‬هي سلسلة ناضلت في مختلف الجوانب السياسية منها‬
‫و اإلصالحية و الفكرية و األدبية(‪)3‬‬

‫‪ 2-1‬نماذج عن رواد اإلصالح في الجزائر ‪:‬‬

‫لقد عاصر الشيخ أبي اليقظان طائفة من العلماء والمصلحين الذين حملوا على عاتقهم لواء‬
‫النصح واإلرشاد وارتأينا نحن الترجمة لبعض الشخصيات التي كان لها أثر بارز في ذلك‬
‫و أهمها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬محمد الغسيري‪1915( :‬م–‪1974‬م)‬


‫‪ -‬المولد والنشأة ‪:‬ولد محمد الغسيري سنة ‪1915‬م‪ ،‬و ينسب إلى غسيرة(‪ )4‬شهرة‬
‫لكونها تجمع العديد من المداشر و الدواوير ما يسمى بدوار غسيرة بقبائله العشرة‬
‫على حافتي الوادي األبيض(‪ ،)5‬و ينحدر نسبه من قبيلة أوالد منصور‪ .‬وهي إحدى‬
‫بطون قبيلة الغواسير األمازيغية في المنطقة(‪.)6‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد بن سمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪2‬‬
‫صالح خرفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪3‬‬
‫صالح خرفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪4‬‬
‫غسيرة‪ :‬منطقة انتقالية بين بالد التل و الصحراء و هي بوابة نحو الجنوب تجمع بين المنطقة الجبلية و الصحراوية‬

‫‪5‬‬
‫محمد الصالح رمضان‪ ،‬محمد الغسيري في سطور‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ ،45‬جمادى الثانية‪ ،‬رجب‪ 1938 ،‬هـ ‪ ،‬يونيو‪،‬‬
‫يوليو‪ ،1978 ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد الحميد زوزو‪ ،‬األوراس إبان اإلستعمار الفرنسي‪ ،‬التطورات السياسية و اإلقتصادية و اإلجتماعية (‪)1939-1937‬‬
‫‪ ،‬ترجمة الحاج مسعود‪ ،‬ج‪ ،2‬دار هومه للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬ط‪ ، 2009 ،1‬ص ‪.12‬‬
‫‪20‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫و المعروف حاليا بأوالد وزاني‪ ،‬و تنحصر بين بني سليمان من الشمال و قبيلة مشوش‬
‫من الجنوب‪.‬‬

‫و لقد عاش الطفل محمد الغسيري عيشة متواضعة سواء من الناحية المادية و المكانية‪،‬‬
‫و في سن السابعة أرسلته والدته إلى كتاب ليتلقى مبادئ القراءة و الكتابة(‪،)1‬و استطاع‬
‫أن يحفظ القرآن في سن مبكرة‪ ،‬أي عند بلوغه عامه الثالث عشر ( ‪13‬سنة)‪ ،‬ثم شد‬
‫الغسيري الرحال طالبا العلم و المعرفة‪ ،‬فكانت وجهته االولى مدينة بسكرة(‪.)2‬‬

‫و نظ ار للظروف السائدة في بسكرة و المشاحنات اإلنتخابية التي مرت بها مدينة بسكرة في‬
‫تلك الفترة و التي أدت إلى إغالق المدرسة(‪ .)3‬قام الشيخ محمد خير الدين بإرسال محمد‬
‫الغسيري إلى األستاذ المربي الشيخ عبد الحميد بن باديس و حمله رسالة إليه يوصيه فيها‬
‫بمحمد الغسيري خي ار(‪.)4‬‬

‫و امتد مشواره الدراسي على يد ابن باديس أربع سنوات (‪ ،)1937-1933‬توج في‬
‫نهايتها بمرتبة اإلجازة الكبرى التي تشهد لصاحبها بضلوعه في علوم الدين و اللغة‪ ،‬و تأهل‬
‫حاملها للتدريس في مدارس جمعية العلماء‪ ،‬ثم رجع بعدها إلى موطنه األصلي األوراس‬
‫و بالتحديد مدينة باتنة‪ ،‬و أوكلت له مهمة فتح فرع لمدرستها وهي مدرسة التربية و التعليم‬
‫بباتنة سنة ‪ 1937‬م(‪.)5‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الصالح رمضان‪ ،‬الغسيري في سطور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الواعي و آخرون‪ ،‬تاريخ األوراس و نظام التركيبة اإلجتماعية و اإلدارية في أثناء فترة اإلحتالل الفرنسي‬
‫(‪ ،)1954-1854‬إنتاج جمعية أول نوفمبر‪ ،‬الشيخ دار الشهاب‪ ،1989 ،‬ص ‪.277‬‬
‫‪3‬‬
‫مسعود فلوسي‪ ،‬موجز حياة و أعمال الشيخ محمد الغسيري‪ ،‬األرشيف الوالئي قسنطينة ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫مسعود الفلوسي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫‪5‬‬
‫محمد الحسن فضالء‪ ،‬المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر في الجزائر‪ ،‬ج‪( 1‬القطاع القسنطيني)‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص ‪.94‬‬
‫‪21‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -‬أعماله واصالحاته ‪:‬‬

‫تعد مهمة التعليم و اإلصالح من المهام الصعبة في الفترة اإلستعمارية المناوئة‬


‫لهذا الجانب‪ ،‬غير أن الغسيري بعد إتمام دراسته عاد إلى مسقط رأسه ليمارس هذه المهمة‬
‫الشاقة و النبيلة‪ ،‬و عمل على غرس ما عمل الشيخ المربي ابن باديس في تالمذته‪،‬‬
‫و هي السمة التي تحلوا بها في مسيرتهم اإلصالحية(‪ . )1‬و استهل نشاطه في مدرسة‬
‫التربية و التعليم في باتنة‪ ،‬فكان يجمع بين اإلدارة و التعليم و يدرس العديد من المواد كالنحو‬
‫و الصرف و اإلمالء و اإلنشاء‪ ،‬فقه العبادات و السيرة النبوية‪ ،‬الخلفاء الراشدون و غيرهم‬
‫من المواد اللغوية و الشرعية ‪ ،‬كما أسس فوجا كشفيا على سنة مدارس اإلصالح(‪)2‬‬
‫و هكذا ليكون خير سند للمدرسة في تلقين مبادئ التربية و األخالق الحميدة‪ ،‬ثم عاد مرة‬
‫أخرى إلى المدرسة التي تعلق بها و هي جمعية العلماء و أستاذها ابن باديس‪ ،‬التي عينته‬
‫بدورها ضمن طاقمها التربوي في مدرسة التربية و التعليم بقسنطينة في مقرها الجديد(‪.)3‬‬

‫لقد ظل العمل اإلصالحي و السلوك الحميد يالزم الغسيري طيلة مشواره‪ ،‬متحليا بكل‬
‫خصال العلماء و شيوخ اإلسالم‪ ،‬و تجمع الشهادات على األخالق الحميدة التي جمعها‬
‫الغسيري في شخصه‪ ،‬مما أكسبه القدرة الكبيرة على النفاذ إلى أوساط المجتمع و تأثيره‬
‫البارز عليه أينما حل‪ ،‬ومنها شهادة رفيقه في الشام المناضل عبد الحميد مهري‬
‫"‪ ...‬أشهد أن هذا الرجل محل تقدير و اعتبار من جميع األوساط الحكومية و الشعبية‬
‫و الحزبية و الثقافية و غيرها‪.)4("...‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر فضيل و محمد الصالح رمضان‪ ،‬أمام الجزائر عبد الحميد بن باديس‪ ،‬دار األمة الجزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪ ،‬ص‬
‫‪.154‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الحسن فضالء‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬
‫‪3‬محمد الحسن فضالء‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫‪4‬‬
‫جريدة البصائر (الحديثة) لسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‪ ،‬السلسلة الرابعة‪ 30 ،‬أوت ‪ ،2006‬ص ‪.12‬‬
‫‪22‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫‪ -‬وفاته و آثاره‪:‬‬

‫بعد أن قضى الغسيري حياته في خدمة بني جلدته و وطنه الجزائر قدم فيها الغالي‬
‫و النفيس‪ ،‬سواء على المستوى الداخلي وفي المشرق العربي‪ ،‬لم يكن يدري أن يأخذه القدر‬
‫من مسقط األوراس ثم يعود إليه بعد ‪ 36‬سنة من رحيله‪ ،‬ففي صيف ‪ 1974‬و أثناء إجازته‬
‫السنوية عاد في زيارة لمسقط رأسه غسيرة‪ ،‬حيث اتصل بمجمل أهله و أقاربه و معارفه‪،‬‬
‫وعند عودته إلى الجزائر العاصمة فاجأه القدر و رحل إلى جوار ربه يوم ‪ 24‬جويلية‬
‫‪.1974‬‬

‫و قد ظل الغسيري حيا بين أبناء الجزائر من خالل جهوده و أعماله التي قدمها خدمة‬
‫لهذا الوطن و التي بقيت شاهدة على تفانيه الكبير و إخالصه الالمتناهي(‪.)1‬‬

‫آثاره‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫من خالل آثاره النادرة امتاز الغسيري بقدرات بيانية عالية‪ ،‬و موهبة ظاهرة في الكتابة‬
‫و التأليف‪ ،‬إال أن انشغاله الكبير بالتدريس و التفتيش و اإلدارة في ميدان التربية و التعليم‬
‫ثم نشاطه القيادي في إطار الكشافة اإلسالمية الجزائرية و انخراطه بعد ذلك في العمل‬
‫الثوري السياسي و الدبلوماسي‪ .‬كل هذه الوظائف و المهام الثقيلة شغلته عن الكتابة‬
‫و التأليف لذلك جاء ما كتبه قليال رغم أهميته البالغة‪.‬‬

‫و قد تنوعت آثار الغسيري المكتوبة من مقاالت صحفية نشرتها بالخصوص جريدة‬


‫البصائر لسان حال جمعية العلماء و كتاب اعتمدته مدارس الجمعية في مناهجها‬
‫و كتاب آخر ألفه سنة ‪1952‬م‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الصالح رمضان‪ ،‬الشيخ محمد الغسيري في سطور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫‪23‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫أما المقاالت الصحفية فهي عبارة عن مقاالت كان الشيخ الغسيري قد دونها أثناء رحلته‬
‫على رأس وفد الكشافة الجزائرية سنة ‪ 1953‬إلى مصر بدعوة من الكشافة المصرية بمناسبة‬
‫الذكرى الثانية للثورة المصرية ‪ ،1952‬و بعض المقاالت الفكرية المنشورة في جرائد‬
‫و مجالت متفرقة‪ .‬هذا باإلضافة إلى بعض الخطب المناسباتية التي كان الشيخ يلقيها‬
‫على مسامع الناس‪ ،‬و تشهد له هذه اآلثار على فكره الناضج و خياله الواسع البالغ(‪.)1‬‬

‫الشيخ مبارك الميلي‪ 1898(:‬م – ‪ 1945‬م )‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪ -‬والدته و نشأته‪:‬‬

‫مبارك الميلي هو الشيخ مبارك بن محمد بن رابح بن علي ابراهيمي لقبه و لقب أسرته‬
‫الميلي نسبه إلى مدينة الميلية التي نشأ في دائرتها‪ ،‬ولد في العام ‪ 1898‬م حسب ما ذكر‬
‫األستاذ محمد الميلي(‪ ،)2‬لما بلغ الشيخ مبارك الميلي األربع سنوات توفي والده رحمه‬
‫و جدته(‪ .)4‬و تلقى مبارك تعليمه‬ ‫اهلل(‪ ،)3‬فكفله جده رابح‪ ،‬فنشأ مبارك في حجر جده‬
‫األول في الكتاتيب كغيره من األبناء الجزائريين‪ ،‬و ختم حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ‬
‫أحمد بن الطاهر مزهود بجامع سيدي عزوز الواقع بقرية أوالد مبارك(‪.)5‬‬

‫و لما بلغ مبارك خمس عشرة سنة هرب إلى زاوية الشيخ حسين للتعلم‪ ،‬كما تلقى الشيخ‬
‫مبارك الميلي المبادئ األولى من علوم الدين على يد معلمه الشيخ المصلح‬
‫محمد بن معنصر الميلي و مكث مبارك بميلة أربع سنوات‪ ،‬ثم التحق بدروس الشيخ‬

‫‪1‬‬
‫البصائر‪ ،‬السلسلة ‪ ،2‬سنة ‪ ،06‬عدد ‪ 26 ،252‬ربيع الثاني ‪ 1373‬ه ـ (‪ 1‬جانفي ‪.)1854‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد علي دبوز‪ ،‬أعالم اإلصالح في الجزائر من عام ‪ 1921‬إلى ‪ ،1975‬ج ‪، 3‬مطبعة البعث‪ ،‬قسنطينة‪،1978 ،‬‬
‫ط‪ ،1‬ص ‪-16‬ص‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬مج ‪ ، 7‬بيروت‪ ،‬دار الغرب اإلسالمي‪ ،1998 ،‬ص ‪.409‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد علي دبوز‪ ،‬مصدرسابق‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪5‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.409‬‬
‫‪24‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫عبد الحميد بن باديس‪ ،‬فتتلمذ على يده بالجامع األخضر بمدينة قسنطينة(‪ ،)1‬كما درس‬
‫الشيخ مبارك الميلي في جامع الزيتونة مدة ثالث سنوات على يد الشيخ محمد الطاهر بن‬
‫عاشور(‪.)2‬‬

‫كان الشيخ مبارك محل عناية األساتذة بجامع الزيتونة فتفاءلوا به خيرا‪ ،‬فالزم الدراسة بجد‬
‫و اجتهد حتى النهاية بتحصيل شهادة التطويع ‪ ،1924‬ثم عاد إلى قسنطينة عالما متأدبا‪،‬‬
‫فعقد العزم على تكريس حياته لخدمة العلم و الدين و الوطن(‪.)3‬‬

‫‪ -‬أعماله اإلصالحية‪:‬‬

‫انضم الشيخ مبارك الميلي إلى الدعوة اإلصالحية‪ ،‬و باشر المهمة التي أوكلت إليه‬
‫في مجالس التعليم و اإلرشاد‪ ،‬و التمس في الدعوة اإلصالحية الغاية التي تمخض للقيام‬
‫بها(‪.)4‬‬

‫و استقر الشيخ مبارك الميلي بمدينة قسنطينة‪ ،‬فعمل فيها معلما بمدرسة قرآنية عصرية تابعة‬
‫لمسجد سيدي بو معزة‪ ،‬القريبة من مطبعة و إدارة جريدة الشهاب(‪.)5‬‬

‫فكان له ممارسة التعليم بهذه المدرسة القرآنية سنة ‪1925‬م‪ ،‬وقد عمل فيها مدي ار و مدرسا‬
‫نحو أربعة عشر شه ار(‪.)6‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد الصالح الجابري ‪،‬المؤرخ الجزائري مبارك الميلي في الصحافة التونسية‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬عدد ‪ ،102‬ص ‪30‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الحميد بن باديس‪ ،‬آثار عبد الحميد بن باديس‪ ،‬مطبوعات و ازرة الشؤون الدينية‪ ،‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪،1982 ،‬‬
‫ج‪ ،3‬ص ‪.272-271‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الرحمن الجياللي‪ ،‬من وحي ذكرى مرور أربعة عقود سنوية على وفاة العالمة النابغة الشيخ مبارك الميلي‪ ،‬مجلة‬
‫الثقافة‪ ،‬عدد ‪ ،80‬ص ‪.188‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد الصالح الجابري ‪ ،‬مبارك الميلي في الصحافة التونسية‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬عدد ‪ ،102‬ص ‪.20‬‬
‫‪5‬‬
‫أحمد حماني‪ ،‬صراع بين السنة و البدعة‪ ،‬دار البعث‪،‬قسنطينة‪،‬الجزائر‪ ، 1984،‬ص ‪.14‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد الرحمن الجياللي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪25‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫كما أعطى الشيخ مبارك الميلي للنظام الدراسي و الحجم الساعي مكانتها الالئقة‪ ،‬وقد ظل‬
‫الشيخ مبارك الميلي في مدينة األغواط جنوب الجزائر‪ ،‬و قام فيها بتأسيس "مدرسة الشبيبة"‬
‫و أشرف في هذه المدرسة على تدريس الطلبة(‪.)1‬‬

‫كما قام الشيخ مبارك الميلي بتأسيس "الجمعية الخيرية باألغواط إلسعاف ذوي الحاجة"‪،‬‬
‫و عكف هناك بالمسجد على إلقاء دروس في التفسير و الحديث و الفقه و السيرة‬
‫و التوجيه إلى العمل على هدى الكتاب و السنة‪،‬‬ ‫و األخالق‪ .‬كل ذلك بطريق اإلرشاد‬
‫و محاربة البدعة في الدين و العقيدة‪ ،‬و التجافي عن الجهل و الكسل و الخمول(‪.)2‬‬

‫و لما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة ‪ ،1931‬انتخب ألمانة المال األستاذ‬
‫مبارك الميلي(‪.)3‬‬

‫و نظ ار لتخوف السلطة الفرنسية من نشاطات الشيخ مبارك اإلصالحية‪ ،‬أصدرت أم ار‬


‫بمغادرة الشيخ مدينة األغواط(‪ ،)4‬ثم غادر الشيخ مبارك الميلي األغواط نحو بوسعادة‬
‫و مارس في فيها نشاطه اإلصالحي‪ ،‬فأصدرت السلطة الفرنسية بالمثل ق ار ار آخر بإبعاده‬
‫منها‪ ،‬ثم رجع الشيخ مبارك الميلي إلى موطنه األصلي ميلة‪ ،‬فاستأنف الشيخ مبارك نشاطه‬
‫اإلصالحي فيها‪ ،‬و أسس مسجدا جامعا للصلوات الخمس يحمل اسمه‪" :‬جامع الشيخ مبارك‬
‫الميلي"‪ ،‬ثم أنشأ الشيخ مبارك الميلي رفقة اإلصالحيين في ميلة جمعية "النادي اإلسالمي"‪،‬‬
‫ثم كون جمعية أسماها‪" :‬حياة الشباب" ‪ ،‬و تأسست من بعد جمعية باسم "النادي اإلسالمي"‬

‫‪1‬‬
‫أحمد حماني‪ :‬مصدرسابق‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.14‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد الرحمن الجياللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬عدد ‪ ،80‬ص ‪.189‬‬
‫‪3‬‬
‫عبد الكريم بو الصفصاف‪ ،‬جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها في تطور الحركة الوطنية الجزائرية ‪-1931‬‬
‫‪ ،1945‬دار البعث للطباعة والنشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ط‪ ،1984 ،1‬ص ‪.95-94‬‬
‫‪4‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬ص ‪.412‬‬
‫‪26‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫باإلضافة إلى جمعية أخرى و هي‪" :‬جمعية حياة الشباب" و قد لقيت هذه النشاطات إقباال‬
‫واسعا من قبل أهل ميلة(‪.)1‬‬

‫إن نشاطات الشيخ مبارك الميلي اإلصالحية المكثفة أدت إلى اإلقرار من قبل السلطة‬
‫الفرنسية بأن تعليمه كان حيا و واسعا(‪.)2‬‬

‫لقد عد الشيخ مبارك الميلي واحدا من أبرز رجال اإلصالح في الجزائر‪ ،‬حيث اهتم رفقة بقية‬
‫العلماء و المصلحين بنشر العلم في أوساط المجتمع الجزائري من خالل تأسيس المدارس‬
‫و الدعوة إلى تعليم المرأة و تحصينها أخالقيا‪.‬‬

‫كما اشتهر الشيخ مبارك الميلي بالتصدي للطرق الصوفية المنحرفة و أصحاب البدع‬
‫و الخرافات‪ ،‬ودعا إلى التمسك بالعقيدة اإلسالمية الصحيحة و العمل بتعاليم الدين‬
‫اإلسالمي(‪.)3‬‬

‫‪ -‬وفاته‪:‬‬

‫توفي الشيخ مبارك الميلي في يوم ‪ 25‬صفر سنة ‪ 1364‬هـ ‪ ،‬الموافق لـ ‪ 9‬فيفري ‪1945‬‬
‫بميلة‪ ،‬و قد دفن الشيخ مبارك الميلي رحمه اهلل بجانب قبر أستاذه القديم محمد بن معنصر‬
‫الميلي(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫مجموعة جريدة البصائر‪ ،‬لسان حال جمعية العلماء المسلمين‪ ،‬جمعها محمد حسن فضالء‪ ،‬دار البعث للطباعة و‬
‫النشر‪ ،‬قسنطينة‪ ،1984 ،‬ط‪ ،1‬السنة األولى‪ ،‬العدد ‪ ،1936 ،76‬ص ‪.51-31‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد الصالح الجابري‪ ،‬المؤرخ الجزائري مبارك الميلي في الصحافة التونسية‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬عدد ‪ ،....‬ص ‪.31‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد حماني‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪27‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫الشيخ محمد خير الدين‪(:‬ديسمبر ‪ 1902‬م – ديسمبر‪ 1993‬م )‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬


‫ميالده و نشأته‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫ولد محمد خير الدين في شهر ديسمبر سنة ‪ 1902‬ببلدة فرفار بواحات الزيبان ببسكرة‪،‬‬
‫من أب يدعى خير الدين بن محمد أبي جملين‪ ،‬و أم هي الحاجة الزهراء بنت المغربي‪،‬‬
‫حفظ القرآن الكريم كامال(‪ ،)1‬لقد نشأ محمد خير الدين في أسرة ميزها التعاون و اإلحترام‬
‫المتبادل‪ ،‬خاصة ما تعلق باألرض التي علمتهم الصبر(‪ ،)2‬حيث انتقل إلى قسنطينة‪،‬‬
‫ثم سافر إلى تونس ليتتلمذ على يد كبار علماء جامع الزيتونة‪ ،‬و قبل أن ينهي تعليمه بتونس‬
‫‪ 1924‬م توفي والده و أوكلت له مسؤولية ثقيلة بعد عودته و إنهاء دراسته اتجاه إخوته‬
‫و اإلهتمام بشؤون العائلة‪.‬‬

‫و نظ ار لإلضطرابات الحاصلة في نهاية العشرينيات انتقل رفقة والدته و إخوته إلى بسكرة‬
‫سنة ‪1930‬م(‪ ،)3‬و يقول محمد علي دبوز إن انتقال الشيخ محمد خير الدين من قرية‬
‫صغيرة إلى مدينة بسكرة التاريخية هي بداية لمرحلة مهمة في حياته‪ ،‬في المجالين المادي‬
‫و اإلصالحي‪ ،‬حيث انضم إلى الحركة اإلصالحية التي قادها الشيخ الطيب العقبي(‪.)4‬‬

‫‪ -‬تعليمه و رحالته‪ :‬حسب رواية أحد الشيوخ‪ ،‬فمحمد خير الدين كان يذهب إلى زاوية‬
‫الشيخ علي بن عمر بطولقة(‪ ،)5‬و ذلك قبل الفجر يصلي و يتعلم فيها الفقه‬
‫و النحو‪ ،‬و الفرائض و قراءة القرآن على يد الشيخ المدني و الشيخ الحاج بن علي‬

‫‪1‬‬
‫محمد خير الدين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪2‬‬
‫حسن وارزقي‪ ،‬جالل الصحراء و جمال النخيل في بسكرة و الزيبان العربية بعمالة قسنطينة‪ ،‬جريدة النجاح‪ ،‬العدد‬
‫‪ 31 ،3874‬جانفي ‪1951‬م‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد خير الدين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.70‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد علي دبوز‪ ،‬نهضة الجزائر الحديثة و ثورتها المباركة‪ ،‬ج‪ ،2‬ط‪ ،1‬المطبعة العربية‪ ،‬الجزائر‪ ،1981 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪5‬‬
‫كان ببلدة طولقة دار للقرآن الكريم و العلم الشريف و األدب اإلسالمي دار سيدي علي بن عمر و هي من ديار‬
‫الرحمانية الخلوتية‪ ،‬أنظر حسن وارزقي‪ ،‬مرجع سابق‬
‫‪28‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫بن عثمان و غيرهما(‪ ،)1‬ولم يكن في بلدته من يدرسه الطالب لذلك كان من الواجب‬
‫على خير الدين أن يسافر و يقوم برحالت بحثاعن العلم‪ ،‬فقام برحلتين هامتين جعلتا‬
‫منه قائدا م ن قادة اإلصالح في الجزائر‪ ،‬فالرحلة األولى نحو قسنطينة كانت المحطة‬
‫األولى التي أخذ منها ينابيع العلم(‪.)2‬‬

‫و يمكن القول أنه قد استفاد من العلوم التي تلقاها في بدايته على يد شيخه الطاهر(‪،)3‬‬
‫أما الرحلة الثانية فقد كانت إلى تونس‪ ،‬حيث التحق بالزيتونة عام ‪ 1918‬و قضى هناك‬
‫سبع سنوات منكبا على تحصيل العلم و بعد ذلك أصبح مرشحا للحصول على الشهادة‬
‫النهائية و هي شهادة "التطويع"(‪. )4‬‬

‫إصالحاته ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫لقد ركز الشيخ خير الدين في مشواره اإلصالحي على إصالح النفس باتباع الدين‬
‫الصحيح بالكتاب و السنة و إصالح المجتمع بنشر الفضائل و اآلداب‪ .‬و ركز أيضا‬
‫على النشأ و الشباب بضرورة تعلمهم و معرفتهم للغتهم‪ ،‬و إحياء تاريخهم‪ ،‬وقد كتب‬
‫مجموعة من المقاالت في البصائر و الشهاب عالج في أغلبها قضية التعليم‬
‫و منه ما هو موجه نحو الزوايا‪ ،‬كما تحدث الشيخ عن اإلصالح بحماس كبير و حث‬
‫على اتباع األمة لدينها و النهوض به و االبتعاد عن الباطل و الخرافات‬

‫‪1‬‬
‫عبد القادر عثماني‪ ،‬مقابلة شخصية‪ ،‬بسكرة‪ 24 ،‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد خير الدين‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪29‬‬
‫حركة اإلصالح في الجزائر وبعض النماذج (‪)1940-1930‬‬ ‫الفصل التمهيدي‬

‫و يجب عليها أن تساعد المصلحين‪ ،‬و هاجم الذين يعرقلون اإلصالح(‪ ،)1‬و كان مهتما‬
‫أيضا باإلصالح الوطني الذي يرتبط بالحقوق الوطنية و السياسية(‪.)2‬‬

‫و هذا الجانب من اإلصالح تزامن مع اإلصالح الديني‪ ،‬و قد كان يركز الشيخ محمد‬
‫خير الدين على المدارس و المساجد في إصالح المجتمع بالخطب التي كان يلقيها‬
‫و االجتماعات التي كان يجريها و المدارس التي كان يبنيها‪ .‬كما أنه كان يقوم بتوعية‬
‫الجزائريين بحقوقهم الوطنية والسياسية(‪.)3‬‬

‫وفاته ‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫توفي الشيخ محمد خير الدين رحمه اهلل يوم الجمعة ‪ 26‬جمادى الثانية ‪ 1414‬ه ـ‬
‫الموافق لـ ‪ 10‬ديسمبر ‪ ،1993‬في الجزائر العاصمة بعد مرض عضال‪ ،‬ثم نقل جثمانه‬
‫إلى بسكرة و دفن في ‪ 11‬ديسمبر بعد صالة العصر بمقبرة البخاري‪ ،‬و قد قام بتأبينه الشيخ‬
‫علي المغربي بكلمة شملت معظم محطات حياته‪ ،‬و شيعت جنازته في موكب عظيم‪،‬‬
‫و قد ألقيت قصيدة تأبينية كتبها الشيخ أحمد سحنون(‪.)4‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد بن خير الدين‪ ،‬نهضة الجزائر الدينية و موقف المصلحين إزاء خضومهم‪ ،‬جريدة الشهاب‪ ،‬العدد ‪ 30 ،103‬جوان‬
‫‪ ،1927‬ص ‪.602‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد خير الدين‪ ،‬مذكرات‪ ،‬ج‪ ،1‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬
‫‪3‬‬
‫أبو القاسم سعد اهلل‪ ،‬الحركة الوطنية الجزائرية‪ ،‬ج‪ ،3‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪4‬‬
‫أحمد سحنون‪ ،‬تأبين شيخي العظيم اإلمام محمد خير الدين‪ ،‬مجلة الموافقات‪ ،‬العدد ‪ ،3‬الجزائر‪ ،‬جوان ‪ ،1994‬ص‬
‫‪.381‬‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الشيخ أبي اليقظان أفكاره و مبادئه‬
‫اإلصالحية‬

‫‪ - 1‬الشيخ أبي اليقظان‬

‫‪ - 2‬القيم و املبادئ و النشاط الفكري‬

‫‪ - 3‬النشاط اإلصالحي‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2‬الشيخ أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية‬

‫‪ 1-2‬شخصية أبو اليقظان(‪:)1973-1888‬‬

‫يعتبر الشيخ ابراهيم أبي اليقظان رائد من رواد الحركة اإلصالحية في الجزائر كان يجمع‬
‫في شخصه بين العلم الغزير المتجدد والعمل الدائب المستمر ‪،‬و تستحوذ على نفسه‬
‫إهتمامات أمته اإلسالمية أينما كانت فينطلق منها‪ ،‬ويصدر عنها ‪،‬و يسخر لها كل إمكاناته‬
‫العقلية ومواهبه الفكرية المتعددة‪ ،‬و رتب أبو اليقظان بعد ابن باديس في حقل اإلصالح‬
‫و الدعوة إلى التجديد في الفن الصحفي و يليه ابن الهاشمي(‪. )1‬‬

‫أ‪ -‬النشأة ‪:‬‬

‫هو حمدي إبراهيم بن عيسى‪ ،‬ولد يوم اإلثنين ‪ 24‬صفر ‪1306‬ه الموافق ل ‪ 05‬نوفمبر‬
‫‪ 1888‬بالق اررة(‪ )2‬لقب نفسه بأبي اليقظان نسبة إلى اإلمام الرستمي الخامس أبو اليقظان بن‬
‫أفلح بن عبد الرحمان بن رستم‪ ،‬والده هو الحاج عيسى بن يحيى ‪،‬أخذ اسم جده الثاني‪،‬‬
‫عرف بالورع وشدة التمسك بالدين والصرامة ‪،‬كان عضوا عامال في مجلس العزابة(‪)3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Ihaddaden zohir, histoire de la presse indigène en Algérie jusqu’en en 1930, E.N.A.L,‬‬
‫‪1983, page 336.‬‬
‫‪2‬‬
‫تأسست مدينة الق اررة في أواسط القرن ‪11‬ه‪،‬تقع في الجهة الشمالية الشرقية لمدينة غرداية ‪،‬تبعد بحوالي ‪ 120‬كلم‪ ،‬للمزيد‬
‫أنظر‪ :‬المدني أحمد توفيق‪ ،‬كتاب الجزائر‪،‬ط‪،1‬المطبعة العربية ‪،‬الجزائر‪،1931،‬ص ‪. 227‬‬
‫‪3‬‬
‫مجلس العزابة‪ :‬العزابة نظام نمط إجتماعي ركيزته مراعاة الدين والقيام باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ينظر‪:‬‬
‫الطالوي ابراهيم محمد‪ :‬ميزاب بلد كفاح‪ ،‬دار البعث ‪،‬قسنطينة‪،‬الجزائر‪،1970،‬ص ‪ 39‬وما يليها وأيضا‪ :‬ناصر محمد‬
‫‪:‬حلقة العزابة ودورها في بناء المجتمع المسجدي ‪،‬جمعية التراث‬
‫الق اررة ‪ ،‬الجزائر‪، 1989،‬ص ‪. 12‬‬
‫‪32‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫والدته السيدة عائشة بنت الحاج أمحمد بن الحاج إبراهيم بوعروة من عشيرة أوالد حمو‬
‫بن ابراهيم المشهورة في الق اررة(‪.)1‬‬

‫نشأ في عائلة فقيرة جدا خاصة بعد وفاة والده‪-‬كان عمره سنة واحدة‪-‬أين تولت أمه‬
‫رعايته وتربيته مع إخوته‪ ،‬وتحدى أبو اليقظان هذه الصعوبة وثابر على تحصيل العلم‬
‫والمعرفة فالتحق في سن متأخرة بالكتاب –بعد ثمانية سنوات‪-‬وتمكن من إتقان الكتابة‬
‫والقراءة‪ ،‬وحفظ القرآن الكريم على يد الحاج إبراهيم بوسحابة و استظهره كله على يد اإلمام‬
‫الشيخ إبراهيم بن كاسي سنة ‪ 1905‬ثم انتقل إلى معهد الحاج عمر بن يحيى فأخذ‬
‫عنه مبادئ الفقه واألخالق والتوحيد(‪.)2‬‬

‫تكوينه ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫يذكر فرصوص أحمد في كتابه‪ ،‬أن الشيخ أبي اليقظان تتلمذ على أيدي العديد‬
‫من المشايخ واألئمة في جميع مراحل تعلمه منهم الحاج علي بن حمو‪ ،‬الحاج إبراهيم بن‬
‫صالح ‪ ،‬ماللي صالح بن كاسي‪ ،‬الحاج إسماعيل زرقون‪ ،‬عبد الرحمان بن عمر‬
‫الفرضي(‪ ،)3‬كما درس على يد الشيخ "أطفيش" في بني يزقن‪ ،‬وسافر إلى البيت الحرام سنة‬
‫‪ 1909‬أين تلقى الدروس الدينية عن مشايخ الحرم‪ ،‬وفي هذه المرحلة زار طرابلس وبيروت‪،‬‬
‫دمشق ومصر وأزمير(‪ )4‬وأثناء تواجده بمصر أراد اإللتحاق باألزهر لكن الظروف المادية‬
‫حالت دون ذلك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زكية منزل عزابة ‪،‬الفكر االصالحي عند الشيخ أبي اليقظان ‪،‬رسالة ماجستير ‪،‬جامعة االمير عبد القادر للعلوم‬
‫االسالمية ‪. 2001،‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الهادي السنوسي‪ ،‬شعراء الجزائر في العصر الحديث‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة العرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪ ،1926 ،1‬ص ‪.110‬‬
‫‪3‬‬
‫أحمد فرصوص‪ ،‬الشيخ أبو اليقظان كما عرفته ‪،‬دار البعث قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬د‪،‬ط ‪،‬د‪،‬ت ‪،‬ص ‪. 30.31‬‬
‫‪4‬‬
‫تركت زيارته إلى بلدان المشرق العربي اث ار في نفسه لذلك كانت هذه الدول المشرقية محل اهتمام في صحافته منها‬
‫جريدة األمة ‪ ،‬لإلطالع عن هذه الرحلة و إلى مصر خصوصا أنظر‪ ،‬دبوز محمد علي ‪:‬أعالم اإلصالح في الجزائر‬
‫‪،‬ج‪،2‬مطبعة البعث ‪،‬قسنطينة والجزائر‪ ،1976،‬ص‪ 248‬ومايليها ‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ثم رجع إلى بني يزقن‪ ،‬وواصل تعلمه عند الشيخ محمد أطفيش حتى سنة ‪ 1912‬أين رجع‬
‫إلى بلدته الق اررة‪ ،‬وبعد ذلك سافر إلى تونس وتعلم بجامع الزيتونة سنة ‪،1912‬ومكث هناك‬
‫ألسباب صحية وتعليمية بين ذهاب واياب إلى غاية سنة ‪.1926‬‬

‫يقول أبو اليقظان عن معهد الحاج عمر بن يحي الذي أثر في تكوين شخصيته "فتطورت‬
‫تطو ار كبيرا‪ ،‬فازداد نشاطي في حفظ القرآن وشدة حبي للعلم‪ ،‬وتفاءلت خيرا‪ ،‬وأيقنت ببلوغ‬
‫غايتي في العلم ما دمت في هذا المعهد"(‪.)1‬‬

‫وبرزت شخصية أبي اليقظان كرجل علم وأدب وشعر في تونس بشكل كبير إلى أن تعدى‬
‫األمر إلى النشاط السياسي حيث نشط الروابط الثقافية بين البلدين خاصة بعد انطالق أول‬
‫بعثة علمية من بني ميزاب باتجاه جامع الزيتونة سنة ‪.)2(1917‬‬

‫ولقد ضمت هذه البعثة عددا من الشعراء والسياسيين والكتاب وكان الشيخ أبو اليقظان‬
‫من بينهم إلى جانب شخصيات أخرى مثل محمد علي دبوز‪ ،‬حمود بن سليمان رمضان‬
‫‪،‬مفدي زكريا‪ ،‬عبد العزيز الثميني‪....‬الخ(‪.)3‬‬

‫و يمكننا تلخيص ما تعلمه الشيخ أبي اليقظان في مختلف مراحل تعلمه من مواد و المشايخ‬
‫الذين درس على يدهم في الجدول اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد علي دبوز ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 265‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد اهلل بن محمد الكاملي ‪ ،‬أبو إسحاق إبراهيم أطفيش ‪،‬مطبعة الشهاب ‪،‬قسنطينة ‪ ، 1966،‬ص ‪. 33‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد صالح الجابري‪ ،‬النشاط العلمي و الفكري للمهاجرين الجزائريين بتونس ‪، 1962، 1900‬الدار العربية للكتاب‬
‫‪ ، 1983‬ص‪. 38‬‬
‫‪34‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬مرحلة التعليم االبتدائي ˸ (في مدينة القرارة)(‪˸)1‬‬

‫المدرس‬ ‫المادة‬

‫الحاج إبراهيم بن عيسى معوض الحاج عمر بن يحي بعد ذهابه‬ ‫مبادئ العقيدة‬
‫إلى مكة ‪1920‬‬
‫عمر بن الجربي‬ ‫توحيد العزابة‬

‫عمر الجربي‬ ‫متن"القطر" في النحو‬

‫‪/‬‬ ‫حفظ القرآن الكريم سنة ‪1923‬‬

‫‪/‬‬ ‫حفظ األجرومية وشرحها ألبي داود سليمان‬

‫‪/‬‬ ‫ألفية بن مالك‬

‫‪/‬‬ ‫الجوهر المكنون في البالغة‬

‫ألفية السلمى المسماة "طلعت الشمس" في األصول ‪/‬‬

‫‪/‬‬ ‫متن الورقات في األصول‬

‫‪/‬‬ ‫الدرر اللوامع في القراءات‬

‫‪/‬‬ ‫األربعين حديثا النبوية‬

‫‪ -‬مرحلة التعليم الثانوي ( بيزقن) ‪:‬‬

‫المدرس‬ ‫المادة‬

‫الشيخ أطفيش ( ‪)1925‬‬ ‫العقائد والموجز ألبي عمار عبد الكافي ‪،‬شرح الورقات في األصول والفقه في شرح النيل(‪)2‬‬

‫الشيخ إسماعيل زرقون‬ ‫شرح إبن عقيل والجزء األول من النيل ‪ -‬النحو – الصرف‬

‫الحاج عبد الرحمان بن عمر الفرضي‬ ‫علم المواريث والحساب والفرائض‬

‫الحاج رمضان بن يحي الجربي الليبي‬ ‫الصرف والشرح ألفية بن مالك‬

‫الحاج سليمان بن بكير مطوري‬ ‫إصالحات فقهية والشريعة اإلسالمية‬

‫‪1‬‬
‫أحمد فرصوص ‪،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 33- 32‬‬
‫‪2‬‬
‫و كذلك العروض لعبد الكافي في فن القوافي والمقوالت العشر في رسالة العضد‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬مرحلة التعليم العالي‪:‬‬

‫في جامع الزيتونة(‪:)1‬‬

‫المدرس‬ ‫المادة‬

‫عبد العزيز جعيط‬ ‫كتاب التفسير في األصول للقراضي‬

‫الطاهر بن عاشور‬ ‫كتاب التفسير‪-‬السيرة‬

‫الشيخ محمد النخلي‬ ‫التفسير‬

‫محمد بن يوسف (مفتي الحنفية )‬ ‫تفسير البيضاوي بحاشية الشيخ عبد الحكيم‬

‫إبن الحسن النجار‬ ‫كتاب األشموني في النحو‪ ،‬جمع الجوامع في األصول‬

‫الشيخ إبن القاضي‬ ‫كتاب السيرة‬

‫الصادق النيفر(بعد ترقيته من الخلدونية إلى الزيتونة )‬ ‫كتاب األشموني‪،‬كتاب السيرة ‪،‬البالغة‬

‫‪ -‬في المدرسة الخلدونية(‪: )2‬‬

‫المدرس‬ ‫المادة‬

‫الطاهر بن صالح الزواوي‬ ‫اللغة الفرنسية‬

‫حسني حسني عبد الوهاب‬ ‫التاريخ‬

‫الصادق النيفر‬ ‫فن التعليم‬

‫محمد األجرم‬ ‫الجغرافيا‬

‫محمد لعبيدي‬ ‫الرياضيات‬

‫‪1‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص ‪. 150، 149‬‬
‫‪2‬‬
‫كانت المدرسة الخلدونية وجامع الزيتونة تستقبالن البعثات الطالبية الجزائرية والتي تخرج منها الطالب وساهمو في‬
‫الحركة اإلصالحية و إنشاء الصحافة ‪،‬لإلطالع على تاريخ هذه البعثات أنظر ‪ :‬بكلي ‪ ،‬مسيرة اإلصالح في جيل ‪ ،‬نشر‬
‫مكتبة البكري ‪،‬المطبعة العربية‪،‬غرداية ‪،2004،‬ص ‪. 100‬‬
‫‪36‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫مؤلفاته ‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫ترك أبي اليقظان ثمانية صحف ‪ ،‬وانتاج كبير من الكتب والرسائل بعض منها مطبوع‬
‫واآلخر مازال مخطوطا ويمكن أن نصنف هذا اإلنتاج الفكري في الجدول اآلتي الذي يبين‬
‫أنواع هذه المؤلفات ما بين كتب التفسير ‪،‬وعلوم القرآن ‪،‬الفقه والشريعة ‪،‬الحضارة ‪،‬التاريخ‪،‬‬
‫التراجم ومتفرقات ونوضح ذلك من خالل الجداول اآلتية ‪:‬‬

‫‪ .1‬في التراجم وعلوم التفسير‪:‬‬

‫المالحظات‬ ‫الهيئة‬ ‫عدد‬ ‫عنوان المؤلف‬ ‫الرقم‬


‫الصف‬
‫‪/‬‬ ‫فتح نوافذ القرآن(تفسير الجزء األول من حات‬
‫مخ‬ ‫الفاتحة إلى المرسالت)‬ ‫‪1‬‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫أضواء على بعض أمثال القرآن‬ ‫‪2‬‬

‫‪/‬‬ ‫‪ 70‬مخ‬ ‫أطوار التكوين والفناء في القرآن الكريم‬ ‫‪3‬‬

‫على طلب من أحد التالميذ التونسيين الذين درسوا في‬


‫الق اررة يريد أن يعالج مشكلة السفور في بلده فدونها له‬
‫مستمدا أحكامها من سورة النور‬ ‫أشعة النور في سورة النور‬ ‫‪4‬‬

‫‪/‬‬ ‫رسالة‬ ‫‪10‬‬ ‫أقمار من سورة القمر‬ ‫‪5‬‬


‫مخ‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫صبر يوسف يتجلى في محنته‬ ‫‪6‬‬

‫‪/‬‬ ‫سورة من الكتاب المجيد ‪:‬بشائره للمؤمنين‬ ‫‪7‬‬


‫ونذره للكافرين‬

‫‪37‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .2‬الفقه و الشريعة ‪:‬‬

‫المالحظات‬ ‫الهيئة‬ ‫عدد‬ ‫عنوان المؤلف‬ ‫الرقم‬

‫مقررات لالقسام االبتدائية والثانوي في فقه‬ ‫مطبوع‬ ‫الصفحات‬


‫‪ 7‬أجزاء‬ ‫سلم اإلستقامة‬ ‫‪8‬‬
‫العبادات والمعامالت بالمدارس القرآنية‬

‫‪ 320‬بيتا وهو كتاب بسيط في الفقه‬ ‫مخ‬ ‫تحفة أبي اليقظان للصبيان‬ ‫‪9‬‬
‫للناشئة على منهج النحو الواضح‬

‫رسالة مخ‬ ‫‪09‬‬ ‫كلمتي في اللحية‬ ‫‪10‬‬

‫رسالة‬ ‫إجابتي عن أسئلة األخ عبد الرحمان صفحات‬ ‫‪11‬‬


‫مخطوطة‬ ‫بكلي‬

‫‪ .3‬في التاريخ ‪:‬‬

‫المالحظات‬ ‫الهيئة‬ ‫عدد‬ ‫عنوان المؤلف‬ ‫الرقم‬


‫الصفحات‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫ملحق السير‬ ‫‪12‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 3‬أجزاء‬ ‫اإلباضية في شمال إفريقيا‬ ‫‪13‬‬

‫حققه محمد ناصر سنة ‪ 2003‬و‬


‫مخ‬ ‫تاريخ الصحافة العربية في الجزائر‬ ‫‪14‬‬
‫هو مطبوع بدار هومة‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫الجزائر بين عهدي اإلستقالل و اإلستغالل‬ ‫‪15‬‬

‫‪ 325‬بيتا طبعت بمصر‬ ‫مطبوع‬ ‫مأساة فلسطين‬ ‫‪16‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 33‬ص‬ ‫هل لإلباضية وجود في سوف في الزمن القديم‬ ‫‪17‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 65‬ص‬ ‫صور جديد في الجزائر‬ ‫‪18‬‬

‫‪/‬‬ ‫وادي ميزاب‬ ‫‪19‬‬

‫بيان الحقيقة في مسألة العسكرية بوادي ميزاب‬


‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪20‬‬
‫على لسان وكيل األمة الميزابية‬

‫‪38‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 54‬ص‬ ‫مجموعة المهمات علمية تاريخية‬ ‫‪21‬‬

‫‪ 3‬حلقات‬ ‫مخ‬ ‫خالصة التاريخ اإلسالمي في الجزائر‬ ‫‪22‬‬

‫عنوان الحضارة فيما يتعلق ببلدة الق اررة(تاريخ‬


‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪23‬‬
‫الق اررة)‬

‫‪ .4‬في الحضارة ‪:‬‬

‫اإلسالم ونظام المساجد في ‪97‬‬


‫مخ ‪/‬‬ ‫‪24‬‬
‫ص‬ ‫وادي ميزاب‬

‫اإلسالم ونضام العشيرة في ‪43‬‬


‫مخ ‪/‬‬ ‫‪25‬‬
‫ص‬ ‫وادي ميزاب‬

‫أهدافي العليا بالعمل في هذه‬


‫مخ ‪/‬‬ ‫‪26‬‬
‫الحياة‬

‫‪10‬‬
‫مخ ‪/‬‬ ‫‪ 27‬نظام" أمستردان " في غرداية‬
‫ص‬

‫مخ ‪/‬‬ ‫‪ 28‬مشاهد الزيارة في الق اررة‬

‫العزابة هيئة دينية تتكون من شيوخ البلد وعلمائها تشرف على‬


‫مخ‬ ‫‪ 29‬رسالة العزابة‬
‫الشؤون العامة للمسجد والمجتمع‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫بيانات واضحة عن اإلباضية ووادي ميزاب‬ ‫‪30‬‬

‫‪16‬‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫دفع شبه الباطل عن االباضية المحقة‬ ‫‪31‬‬
‫ص‬
‫رد على جريدة"إيكو دالجي" في شأن‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪32‬‬
‫الخوامس السبكة‬

‫لعميد منطقة فالحية بق اررة‬


‫ّ‬ ‫مخ‬ ‫"لعميد" مدينة الغد‬
‫ّ‬ ‫‪33‬‬

‫‪39‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪10‬ص‬ ‫كيف النظام الديني واإلجتماعي بالق اررة‬ ‫‪34‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪21‬ص‬ ‫دليل السواح للق اررة‬ ‫‪35‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪39‬‬ ‫العميد‬


‫ّ‬ ‫جماعة المالكين في‬ ‫‪36‬‬
‫ص‬
‫‪59‬‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫كراس المؤسسات‬ ‫‪37‬‬
‫ص‬
‫‪37‬‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫مشروع تجديد الميضاءة بمسجد الق اررة‬ ‫‪38‬‬
‫ص‬
‫‪ .5‬في التراجم ‪:‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 90‬ص‬ ‫اإلمام يعقوب يوسف الورجالني‬ ‫‪39‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 69‬ص‬ ‫اإلمام أبو عبد اهلل محمد بن بكر الفرسطائي‬ ‫‪40‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 23‬ص‬ ‫اإلمام أبو اسحاق أطفيش‬ ‫‪41‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪123‬ص‬ ‫نشأتي‬ ‫‪42‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫أفذاذ علماء اإلباضية عبر العصور‬ ‫‪43‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫فذات النساء في وادي ميزاب في العهد‬ ‫‪44‬‬


‫األخير‬
‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫بابا عمي الحاج كما أعرفه‬ ‫‪45‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 17‬ص‬ ‫اإلمام عبد اهلل بن اباض الفهري‬ ‫‪46‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 21‬ص‬ ‫من هو الشيخ إبراهيم بن بكير‬ ‫‪47‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 21‬ص‬ ‫الشيخ أبو زكريا يحي بن صالح‬ ‫‪48‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫عبد المؤمن بن علي‬ ‫‪49‬‬

‫‪40‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ .6‬متفرقات ‪:‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 10‬ص‬ ‫أين الواقعيون‬ ‫‪50‬‬

‫مطبعة نالوت ليبيا‬ ‫مطبوع‬ ‫‪ 32‬ص‬ ‫سبيل المؤمن البصير إلى اهلل‬ ‫‪51‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 47‬ص‬ ‫مجموع الشذرات الحكيمة‬ ‫‪52‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 34‬ص‬ ‫مكامن اآلالم الوجعية‬ ‫‪53‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 58‬ص‬ ‫اقتحام الصعاب في صحافة وادي ميزاب‬ ‫‪54‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪/‬‬ ‫لوامع االجتماع في مزالق النزاع‬ ‫‪55‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫نعيم المرأة الميزابية في وادي ميزاب‬ ‫‪56‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 77‬ص‬ ‫رحلتي إلى بيت اهلل الحرام‬ ‫‪57‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 17‬ص‬ ‫خطبتي عيد األضحى وعيد الفطر‬ ‫‪58‬‬

‫‪/‬‬ ‫مخ‬ ‫‪ 90‬ص‬ ‫فتاوى ومتفرقات‬ ‫‪59‬‬

‫المالحظات‪:‬‬

‫بعد اطالعنا على مؤلفات الشيخ أبي اليقظان الحظنا من خالل ذلك‪:‬‬

‫تنوع المؤلفات التي شملت مجاالت مختلفة مثل الدين‪،‬اللغة ‪،‬الشعر‪ ،‬التاريخ ‪ ،‬التراجم‪...‬الخ‬
‫وهذا ما يدل على أن الشيخ أبي اليقظان موسوعة ثقافية فعال‪.‬‬
‫أغلب هذه المؤلفات مازالت مخطوطة وهذا ما يحد من اإلطالع عليها و اإلستفادة منها ‪.‬‬
‫ركزت معظم مؤلفات أبي اليقظان على منطقة وادي ميزاب وخاصة مدينة الق اررة مسقط رأسه‬
‫‪ ،‬وبالتالي فهذه المؤلفات تمثل مصد ار تاريخيا هاما للمنطقة‪ .‬وهذه العوامل تركت صفات‬
‫محددة في شخصيته منها على وجه الخصوص شغفه بطلب العلم ‪ ،‬قوته وشجاعته في قول‬
‫الحق ‪،‬الزهد والورع والصبر على المكاره والنكبات(‪.)1‬‬

‫‪1‬‬
‫زكية منزل عزابة ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 37- 33‬‬
‫‪41‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫د‪ -‬وفاته‪:‬‬

‫كان ذلك يوم الجمعة ‪ 25‬صفر ‪ 1393‬ه الموافق ل‪ 30‬مارس‪ 1973‬عن عمر بلغ ‪85‬‬
‫سنة ترك أبو اليقظان ثمانية صحف و إنتاج كبير من الكتب المتنوعة والرسائل قلة منها‬
‫مطبوع والباقي مازال مخطوط(‪.)1‬‬

‫‪ 2-2‬القيم والمبادئ و نشاطه الفكري‪:‬‬

‫لقد كانت الحركة اإلصالحية في الجزائر تهدف إلى اإلصالح الداخلي (المجتمع) قبل كل‬
‫شيء و ما كان ألبي اليقظان نفسه وهو الذي انظم إلى هذه الحركة و آمن بها فقد اعتمد‬
‫منذ بدايته على مبادئه اإلصالحية في رسالته الصحفية من خالل " السعي في تكوين األمة‬
‫تكوينا صحيحا"(‪ ، )2‬لذلك نجده شديد الحساسية اتجاه القضايا الذي تمس الدين اإلسالمي‬
‫أو اللغة العربية أو الوحدة الوطنية ‪ ،‬وأن عنايته بالحياة اإلجتماعية أو الدينية أو السياسية‬
‫‪،‬أو الثقافية للمجتمع الجزائري كانت تسير دائما في خط مستقيم مع بناء األصالة الذاتية لهذا‬
‫المجتمع في إطار دينه وقوميته ووطنيته ‪،‬حتى يتكامل البناء قوة و شموخا ‪.‬‬

‫هذه النظرة هي التي تفسر لنا تأكيده المستمر على إبراز المميزات األصلية التي تميز‬
‫الشعب الجزائري عن المستعمر الفرنسي الدخيل‪،‬وتعلل عنايته الفائقة على تجسيم الفوارق‬
‫بين هؤالء و أولئك‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫صالح حرفي‪ ،‬أبو اليقظان في الخالدين‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ ،14‬السنة ‪ ،3‬أفريل‪ -‬ماي ‪ ،1973‬ص ‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بن صالح ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬ط‪ ،3‬منشورات ألفا‪ ،‬قصر المعارض الصنوبر البحري‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪.43‬‬
‫‪42‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫الشك أنه كان يفع ل ذلك عمدا حتي يقطع الطريق أمام الدعاوى التي كانت تروجها الدعاية‬
‫اإلستعمارية في تلك اآلونة ‪،‬استعدادا لغزو فكري ونفسي شامل ‪.‬‬

‫ومن هنا كان يقف بالكشف الفاضح لكل مخططات االستعمار التي يرمي من ورائها‬
‫إلى مقاومة هذه األصالة(‪.)1‬‬

‫‪ -‬النشاط الفكري ‪:‬‬

‫لقد سعى الشيخ أبي اليقظان منذ بداية رسالته الصحفية إلى تكوين األمة تكوينا صحيحا‬
‫من حيث األخالق الفاضلة‪ ،‬والتفكير الصحيح(‪.)2‬‬

‫وفي سبيل تحقيق ذلك ويمكننا أن نوجزها في مايلي‪:‬‬

‫‪ -1‬مكافحة اآلفات اإلجتماعية ‪.‬‬


‫‪ -2‬مكافحة الخرافات واألوهام ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحرير النفوس من األهواء واألغراض و األنانية ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يجعل المسؤولون أنفسهم أمام العامة مثاال للنزاهة و اإلستقامة‬
‫‪ -5‬على العلماء أن يدققوا في برنامج التعليم بما يكفي للنشء اإلسالمي الجديد بنشأة‬
‫قومية‬
‫‪ -6‬على الدعاة والمرشدين أن يحذقوا الدعوة ‪.‬‬
‫‪ -7‬على الصحافة أن تجعل من نفسها منارة للهدى ‪.‬‬
‫‪ -8‬على رؤساء الجمعيات و األحزاب أن يؤلفوا جبهة واحدة مترابطة يجمعها ميثاق‬
‫واحد مهما اختلفت وسائلهم في العمل(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫وادي ميزاب‪ ،)1928-10-15( ،‬ع ‪ ،103‬أنظر اإلفتتاحية ع (‪)1926-10-01‬‬
‫‪3‬‬
‫المنار‪ ،‬ع‪)1953-8-5( ،42‬‬
‫‪43‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫تلك كانت نظرته للواقع الجزائري‪ ،‬و ذلك هو تفكيره في سنة ( ‪ ، )1953‬ومن يعود‬
‫إلى رصيد مقاالته الضخم في العشرينيات والثالثينيات يجده قد عالج كل هذه القضايا‬
‫بتفصيل واطناب(‪. )1‬‬

‫فقد كان أبو اليقظان يسخر قلمه اجتماعيا في هذه المحاور الثالثة‪:‬‬

‫‪ – 1‬مقاومة الجهل والدعوة الحارة إلى التعليم‪.‬‬

‫‪ – 2‬التحريض الدائم على العمل المنتج في جميع المجاالت ‪،‬والتنديد بمظاهر الميوعة ‪،‬‬
‫الكسل ‪،‬والالمباالة ‪.‬‬

‫‪– 3‬اإللحاح المستمر على التضامن واإلتحاد بين كل المواطنين الجزائريين و التمرد‬
‫على الخالفات العنصرية ‪،‬والصراعات الطائفية ‪.‬‬

‫ومن ثم فإن فكرته اإلصالحية كانت تنصب أبدا على هذه المحاور الثالثة ‪،‬قد تتداخل‬
‫فيجمعها مقال واحد ‪،‬وقد تستقل فيخصص لكل قضية منها ما يفردها عن غيرها ‪،‬وقد اتخذت‬
‫هذه المقاالت طابع التساؤل واالستفسار ‪،‬ومن هنا نجد عناوينها نفسها دعوة إلى التأمل‬
‫والتفكير في إيجاد حل للخروج باألمة إلى الطريق الصحيح(‪.)2‬‬

‫‪ 3-2‬النشاط االصالحي‪ :‬إن شخصية إبراهيم أبو اليقظان متعددة الجوانب والمواهب ‪،‬‬
‫وتدور أساسا حول الحركة اإلصالحية ‪ ،‬وقد برز أبو اليقظان كرجل إصالح‬
‫في صحافته‪ ،‬وفي أفكاره ‪،‬وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أيضا‪ ،‬حيث‬
‫تعدى فكره اإلصالحي حتى إلى دول الجوار مثل تونس ‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫محمد بن صالح ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬ط‪ ،3‬منشورات ألفا‪ ،‬قصر المعارض‪ ،‬الجزائر‪ ،2006 ،‬ص‪.45‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد بن صالح ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪44‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،‬وعاد‬ ‫كما ترأس أول بعثة علمية إلى تونس بعد غلق المدرسة الصديقية بتبسة(‪)1‬‬
‫إلى مدينة الق اررة سنة ‪،1915‬وفتح مدرسة بها سنة ‪ 1916‬وقرر في سنة ‪ 1926‬إنشاء‬
‫صحافة عربية إسالمية إصالحية مهمتها األولى اإلصالح والدفاع عن حقوق الشعب تطرق‬
‫فيها إلى مختلف القضايا أهمها(‪: )2‬‬

‫أ‪ -‬القضايا اإلسالمية ‪:‬‬

‫إن المتتبع لمقاالت أبو اليقظان سواء المنشورة في جرائده أو الجرائد التي كتب فيها ال يكاد‬
‫يجد مقالة واحدة خالية من اإلحساس القومي العربي اإلسالمي ‪،‬خاصة وأن نبوغه الصحافي‬
‫تزامن مع فترة خاصة جدا مر بها العالم العربي اإلسالمي ‪،‬فقد تعرضت معظم أقطاره إلى‬
‫اإلستعمار ‪ ،‬التبشير ‪،‬اإلنحالل وتفكك الوحدة ‪،‬ففي هذه الظروف برز أبو اليقظان بقلمه‬
‫مدافعا عن هذه األقطار ‪ ،‬ورغم القيود التي كانت آنذاك فقد ربط صالت هامة مع زعماء‬
‫العالم اإلسالمي والعربي منهم رشيد رضا ‪،‬شكيب أرسالن ‪،‬الباروني ‪،‬عبد العزيز الثعالبي‬
‫محب الدين الخطيب ‪...‬الخ ‪ ،‬فقد كانت قنوات اتصاله بهم تتم عن طريق بعث جرائده إليهم‬
‫أو الجرائد الواردة منهم وفي غالب األحيان كانت قناته األساسية هي صديقه إبراهيم أطفيش‬
‫بالقاهرة آنذاك بعد نفيه "كما كانت صحفه تحتضن إنتاجهم باعتزاز بالغ‪ ،‬وقد أعجب أبو‬
‫اليقظان بآراء محب الدين الخطيب لما يمثله من شخصية مدافعة عن اإلسالم والمسلمين‪،‬‬
‫لذلك قرر التعاون معه ألن رؤيتهما واحدة(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫المدرسة الصديقية بتبسة ‪ :‬أسسها عباس بن حمانة سنة ‪، 1913‬أنظر ‪:‬محمد علي دبوز‪ ،‬نهضة الجزائر الحديثة‬
‫وثروتها المباركة‪،‬ج‪، 2‬المطبعة العربية‪،‬ط‪،1‬الجزائر‪،1971‬ص ‪،264‬وكذلك ناصر محمد ‪،‬القيم االسالمية في نظام التعليم‬
‫بوادي ميزاب ‪،‬مجلة الحياة‪،‬العدد‪ 1‬جانفي ‪، 1988‬الق اررة‪ ،‬غرداية‪ ،‬ص ‪.73‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو اليقظان‪ ،‬موجة اإلصالح الديني و العلمي في القطر الج ازئري‪ ،‬جريدة البصائر‪ ،‬العدد ‪،)1935-12-27( ،01‬‬
‫السنة األولى‪ ،‬ص ‪.6‬‬
‫‪3‬‬
‫بدون إمضاء‪ :‬الفتح في مرحلتها الثالثة‪ ،‬جريدة وادي ميزاب‪ ،‬العدد ‪ ،)1928-07-06( 90‬السنة ‪ ، 2‬ص ‪.3‬‬
‫‪45‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ومن شدة غيرته على القضايا اإلسالمية فقد دعا سنة ‪ 1928‬كل رجال الحركة اإلصالحية‬
‫في الجزائر إلى تأسيس فرع لجمعية الشبان المسلمين وهذا قدوة ببعض دول المشرق العربي‬
‫مثل مصر ‪،‬و سوريا ‪،‬وفلسطين إلى جانب تونس ‪،‬كما ألح على أن تكون الجزائر هي مقر‬
‫هذا الفرع كونها بلد مستهدف من قبل سياسة التبشير واإللحاد ‪،‬لذلك فإن الضرورة تستوجب‬
‫توحيد القوى المتنوعة هنا وهناك(‪.)1‬‬

‫أما مقاالته المدافعة عن قضايا اإلسالم فقد ركز فيها اهتماماته حول نقاط أساسية هي‪:‬‬
‫ظاهرة وخطورة تفرقة المسلمين ‪.‬‬

‫‪ -‬االبتعاد واالنحراف عن تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية ‪.‬‬


‫‪ -‬ضرورة التضامن والتعاون بين المسلمين وعرض الحلول لمشكالتهم ‪.‬‬

‫لذلك حملت مقاالته في مختلف صحفه عناوين منها‪ :‬اإلسالم يحتضر والمسلمون يهزلون‪،‬‬
‫أمات الرجال أم رفع القرآن‪ ،‬إنما المؤمنون إخوة ‪...‬الخ ‪.‬‬

‫ولشدة حماسته المتواصلة في الدفاع عن القضايا اإلسالمية فقد وصفه أحمد زكي المصري‬
‫بقوله ‪ ":‬إن صاحب الجريدة من أبرع الكتاب وأشجعهم ‪،‬ولم أرى جريدة كهذه وما كنت أظن‬
‫أنها توجد بشمال إفريقيا تحت نير الفرنسيين ‪،‬إني ألعدها من أكبر الجرائد التي عبرت‬
‫عن رأي وصورت مثل آالمي"(‪)2‬‬

‫وتطبيقا لهذه األفكار النظرية راح أبو اليقظان يجسدها ميدانيا فقد الحق المبشرون ووسائلهم‬
‫وفضحهم واعتبر التبشير سياسة مقصودة هادفة إلى محاربة الدين اإلسالمي في عقر داره‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ ،22‬ص‪.54‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد ناصر‪،‬مجلة الثقافة ‪،‬العدد ‪22‬السابق ص‪56‬‬
‫‪46‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫ولقد وصف جماعات المبشرين بقوله ‪...":‬إن جماعات المبشرين ما زالو وال يزالون يلهون‬
‫و يمرحون دائبين في خططهم الماكرة من غير أن يللوا على شيء ‪،‬و كيف يرعون من غيهم‬
‫وهم يجدون من الحكومة كل مناصر وكل مؤازر‪ ،‬ويالقون منها من وسائل التشجيع‬
‫والتنشيط –وهم على باطل –ما لم يالق المسلمون عنها عشر معاشره وهم على حق"(‪.)1‬‬

‫و أكبر ما كان يحز في نفسه هو انقالب بعض المسلمين ضد بني جلدتهم تحت عدة أقنعة‬
‫منها التجنيس أو اإلدماج أو بدعوى التجديد العصري " وقد تولى قيادة الكتائب مصطفى‬
‫كمال وأتباعه في األناضول فبدأ أوال بإلغاء الخالفة اإلسالمية من أصلها ثم ثنى بإعالن‬
‫الالتينية وتبديل أحكام اإلسالم بأحكام سويسرية ‪،‬ثم هبت هذه الزوبعة في مصر يثيرها علي‬
‫عبد الرزاق ‪،‬طه حسين ‪،‬سالمة موسى‪)2("...‬‬

‫القضايا العربية ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫مما ورد على لسان محمد ناصر أن الصحافة العربية الجزائرية عموما و الصحافة اليقظانية‬
‫خصوصا قد أعطت مساحات كبيرة وأقالم بارزة لقضايا الوطن العربي سواء في دول المشرق‬
‫أو المغرب العربيين ‪،‬وذلك من خالل تتبع االحداث بنوع من الدقة ‪،‬رغم عدة عراقيل منها‬
‫بعد المسافة و ا نعدام وسائل اإلتصال و سياسة التعسف اإلستعمارية ومنع اإلمداد والتعاون‬
‫الثقافي ‪ ...‬الخ ‪.‬فقد كانت صحافة أبي اليقظان تعتمد في نقل هذه األحداث على مراسلين‬
‫خواص أو تنقل عن كبريات الجرائد والمجالت التي تصل إلى الجزائر وكل هذا بغرض" ربط‬
‫قلوب الجزائريين بأشقائهم وتعلقا بهذا االفق الشرقي الذي طالما أشرقت منه شمس الحضارة‬
‫اإلسالمية "(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫بدون إمضاء ‪،‬ماذا يريد المبشرون بالمسلمين ‪،‬األمة‪،‬العدد‪،)1938/04/05(161‬السنة ‪، 4‬ص‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد ناصر ‪،‬مجلة الثقافة ‪،‬العدد ‪22‬السابق ‪ ،‬ص‪. 59‬‬

‫‪3‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ 22‬السابق‪ ،‬ص ‪.59‬‬
‫‪47‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫و من خالل صفحات جرائد أبي اليقظان نلمس أحاسيس خاصة و عاطفة إسالمية تجاه‬
‫أخبار الوطن االعربي‪ ،‬فقد غطت صحيفة وادي ميزاب حفالت تتويج "شوقي" بإمارة الشعر‬
‫سنة ‪ ،1926‬كما نقلت أخبار فلسطين إلى غاية سنة ‪ ،1938‬على علم أن اهتمامه‬
‫بفلسطين يعود إلى وعد بلفور ‪ ،1917‬و فضحت سياسته ومؤامرة اإلنجليز في مصر‬
‫المكافحة ‪، )1("....‬‬ ‫لسورية‬ ‫و تحريضا للوحدة بين أمراء الجزيرة العربية و مواساة‬
‫و هذا كله في إطار تعاطف أبي اليقظان مع دول الوطن العربي تعاطفا إسالميا قبل كل‬
‫شيء‪ ،‬وقدم عدة اعتبارات لإلهتمام بهذه الدول "ففلسطين توجب علينا الدفاع عنها ألنها‬
‫أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وجزيرة العرب من بالد اإلسالم كالقلب النابض من‬
‫الجسد‪ ،‬وسكة حديد الحجاز يطالب من فرنسا و إنجلت ار بردها ألنها ملك ألربعمائة مليون‬
‫مسلم و ليس البن سعود وحده‪ ،‬و مصر تقتضي منا اإلهتمام بقضاياها الداخلية آلنها عرق‬
‫في األمة اإلسالمية النابض و دماغها المفكر"(‪.)2‬‬

‫إلى جانب هذه القضايا الدولية فقد إهتم أبي اليقضان بقضايا الوطن العربي الداخلية فيما‬
‫بين دوله و هي قضية التفرقة السياسية و اإلنقسام الحزبي‪ ،‬فكان دائما يدعو الحكام‬
‫و األمراء لهذه المناطق إلى اإلتحاد و التعاون وقد كان يتتبع األحداث التي كانت تجري في‬
‫الدول العربية كلها‪ ،‬فنجده في مصر متتبع للخالف الذي نشب في القصر الملكي و حزب‬
‫الوفد سنة ‪ 1938‬في جريدة األمة‪ ،‬واعتبر هذا الخالف مبعث للوهن في جسم الوطن‬
‫العربي و بأن أهدافه كانت بفعل فاعل _ سياسة إنجلت ار _ و أنه فتح الطريق أمام المستعمر‬
‫للسيطرة عليهم‪ ،‬فنصر المصريين بالتفكير في القضية و إيجاد حلول لها ألن ذهاب مصر‬
‫ال يؤثر على المصريين أو المشرق فقط‪ ،‬وانما على مستقبل العرب و المسلمين عامة(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫المرجع نفسه‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪3‬‬
‫لإلطالع على نصيحة الشيخ ابراهيم أبو اليقظان للمصريين أنظر‪ :‬األمة‪ ،‬العدد ‪)1938-01-11( ،150‬‬
‫‪48‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫أما فلسطين التي إستحوذت لوحدها على إهتمام أبي اليقظان بشكل واضح جدا و التي أوالها‬
‫عناية خاصة في تتبع أخبارها ثم التعليق عليها‪ ،‬فراح ينشر كل األخبار و المنشورات‬
‫الصادرة عن اللجنة العربية الفلسطينية و التي كان مراسلها محمد علي الطاهر صاحب‬
‫جريدة الشورى المشهورة و هو من أصدقائه و م ارسليه‪ ،‬وتتبع أخبارها مرو ار بحائط البراق‬
‫و أحداثه سنة ‪ 1929‬و أشار إلى حقيقة المشكلة و هي محاولة الصهيونية السيطرة على‬
‫األراضي المقدسة بتدعيم من اإلنجليز وصوال إلى محاوالت التقسيم منذ ‪ 1936‬مبر از ذلك‬
‫بقوله " خذلها أصحابها و جيرانها و أشقاؤها والعالم أجمع‪ ،‬وظهر أعدائها كل قوة‬
‫و هب نحوهم كل ريح"(‪.)1‬‬

‫قضايا شمال إفريقيا‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫أما على صعيد دول المغرب العربي فناضل أبي اليقظان من خالل صحفه ألن هذه البالد _‬
‫الشمال اإلفريقي _ تمر بمرحلة حرجة جدا بفعل السياسة اإلستعمارية‪ ،‬و أطلق العنان‬
‫للكتاب و المراسلين من هذه الدول و منهم‪ :‬عثمان الكعاك‪ ،‬محمود بورقيبا‪ ،‬الحبيب‬
‫الخلصي‪ ،‬محمد القري و المكي بن إدريس العمراوي(‪.)2‬‬

‫و اعتبر أبي اليقظان أن ما يمر به الشمال اإلفريقي من حوادث يعقبه النصر األكيد فيقول‪:‬‬
‫"فإنه ليست هنالك قوة في الدنيا ترد الهالل عن اإلكتمال‪ ،‬أو الطفل عن النمو"‪ .‬وربما إذا‬
‫تتبعنا موقفه من قضايا الشمال اإلفريقي فهي تستحق دراسة خاصة قائمة بذاتها خاصة إتجاه‬
‫تونس و المغرب األقصى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫‪2‬‬
‫مصدر نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫أبي اليقظان أفكاره و مبادئه اإلصالحية (‪)1973-1888‬‬ ‫الفصل األول‬

‫و هكذا كانت قضايا المشرق و المغرب العربي محل إهتمام و تتبع من الشيخ إبراهيم أبي‬
‫اليقظان في صحافته فقد أوصله صوته الداوي إلى المشرق و المغرب و اإلستعمار الفرنسي‬
‫في عنفوان طغيانه(‪.)1‬‬

‫ولقد إستطاع أبي اليقظان أن يربط وطنه الجزائر بتطور أحداث المشرق العربي و على‬
‫الخصوص القضية الفلسطينية التي تمثل نقطة مشتركة بين جميع دول العالم العربي‬
‫و اإلسالمي‪ " ،‬فكيف تغيب الجزائر عن مأساة فلسطين‪ ،‬لقد كانت على وعي من أطراف‬
‫خيوطها و مع الخطة المبيتة وهي في مهدها‪ ،‬و لقد استشفت الجزائر المستقبل القاتم‬
‫لفلسطين العربية منذ إنطلق وعد بلفور المشؤوم‪ ،‬كانت الجزائر واقعية مع المأساة يوم كانت‬
‫ملهاة الكثير من المسؤولين في المشرق‪ ،‬نددت الجزائر بالصفقة الخاسرة ‪...‬بكت فلسطين‬
‫يوم كانت فلسطين قهقهة و عبث و مجون في قصور العظماء‪ ،‬و عرفت الجزائر الوجه‬
‫الحقيقي للصهيونية في يوم لم يرى المشرق منها إلى القناع "‪.‬وهكذا أراد أبو اليقظان إبراز‬
‫أن منطقة الشمال اإلفريقي (المغرب العربي) على اطالع دائم ومستمرعلى قضايا المشرق‬
‫العربي عامة وأن الجزائر خصوصا تشهد اهتماما بالغا بهذه القضايا "بالرغم من األسوار‬
‫الجديدة التي فصلت الجزائر عن المشرق العربي بفعل المستعمر ‪،‬فإن الجزائر لم يغب طيفها‬
‫عن حادثة تقع في المشرق لتجد صداها في أعماق هذه الربوع‪.)2("...‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ 22‬السابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪2‬‬
‫صالح خرفي‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ 14‬السابق‪ ،‬ص ‪ 9‬و ما يليه‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أبي اليقظان و جريدة األمة‬

‫(‪)1938-1933‬‬

‫‪ - 1‬جريدة األمة‬

‫‪ - 2‬القضايا اليت عاجلتها اجلريدة‬


‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -3‬أبي اليقظان وجريدة األمة (‪)1938-1933‬‬

‫تعتبر جريدة األمة من الجرائد ذات النزعة اإلصالحية‪ ،‬وهذا من خالل محتوياتها‬
‫من مقاالت أو تحقيقات تعنى باإلصالح‪،‬وهذا ليس في الجزائر فقط وانما تعدتها إلى دول‬
‫أخرى وذلك إلهتمامها ومعالجتها لمختلف القضايا الوطنية بصفة خاصة والعربية اإلسالمية‬
‫بصفة عامة‪.‬‬

‫‪ 1-3‬التعريف بجريدة األمة ‪:‬‬

‫تحمل الجريدة إسم "األمة" و تصدر مرة في كل أسبوع من يوم الثالثاء باللغة العربية‬
‫في أربع صفحات لصاحبها ابراهيم أبو اليقظان‪.‬‬

‫صدر العدد األول منها بتاريخ ‪ 1933/09/08‬ثم توقفت سنة كاملة‪ 1‬ليصدر العدد الثاني‬
‫يوم ‪ 1934/09/25‬و سارت بانتظام إلى يوم ‪ ،1938/06/07‬صدر منها ‪ 170‬عددا‬
‫عالجت موضوعات هامة إلى أن توقفت عن الصدور‪.2‬‬

‫أ‪ -‬إخراج الجريدة (الجانب الشكلي)‪:‬‬

‫حجمها مثل حجم جريدة الشعب‪ ،‬في نفس حجم جريدة وادي ميزاب أو الجرائد المصرية‬
‫الحالية (‪55‬سم‪ 30/‬سم) فالفرق الواحد بينها و بين جريدة وادي ميزاب هو العنوان الذي يميز‬
‫بين الجريدتين ‪ ،‬صدرت في أربع صفحات كتب في الصفحة األولى عنوان الجريدة "األمة"‬
‫بحروف بارزة باستخدام الخط الديواني ثم كتب بخط صغير تحت العنوان بالفرنسية‬
‫"‪ " JOURNAL E LOUMA‬ومن جهة العنوان الكبير على اليمين نجد اسم المدير‬

‫‪1‬يشير الزبير سيف اإلسالم أن العدد األول من جريدة األمة صدر في سبتمبر ‪ 1934‬و لكن بعد اإلطالع على النسخة‬
‫األصلية للجريدة اتضح أن سبتمبر ‪ 1934‬هو تاريخ صدور العدد الثاني منها‪ ،‬لإلطالع ينظر‪ :‬الزبير سيف اإلسالم‪:‬‬
‫تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ،‬ج‪ ،6‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪2‬زغداد محمد أديب زيدان ‪ ،‬محمد السعيد الزاهري و كتابه اإلسالم في حاجة إلى دعاية و تبشير‪ ،‬مجلة التراث العربي‪،‬‬
‫العدد ‪ ،106‬السنة السابعة و العشرون‪ ،‬تموز‪ ،2007 ،‬دمشق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪52‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و عنوان اإلدارة بالعربية و الفرنسية‪ ،‬و على اليسار نجد قيمة اإلشتراكات في الجزائر‬
‫و بلدان المغرب العربي و التي حددت كما يلي‪:‬‬

‫‪ 40‬فرنك عن ‪ 50‬عدد‬ ‫‪ -‬الجزائر‪:‬‬


‫‪ 25‬فرنك عن ‪ 25‬عدد‬
‫‪ 45‬فرنك عن ‪ 50‬عدد‬ ‫‪ -‬تونس و المغرب و طرابلس‪:‬‬

‫‪ 30‬فرنك عن ‪ 25‬عدد‬

‫‪ 50‬فرنكا‬ ‫‪ -‬في سائر األقطار األخرى‪:‬‬

‫و في إطار أفقي تحت العنوان كتب أبو اليقظان العبارة التالية‪ " :‬جريدة عربية تصدر كل‬
‫يوم ثالثاء"‪.‬‬

‫و علي يمين و يسار العبارة السابقة وضع األيام المتغيرة التي تصدر فيها الجريدة‪،‬‬
‫و قد اتخذ طريقة في ترتيب الجريدة برقم تسلسلي بالعربية و الفرنسية و تحت اإلطار األفقي‬
‫نجد على عرض الصفحة و بخط عريض يكتب عناوين المقاالت التي يحتويها العدد –‬
‫تمثل فهرسة للعدد‪ -‬و لم تكن هذه الطريقة متبعة في كل األعداد فيمكن اإلطالع‬
‫على محتوى الجريدة من خالل هذه العناوين – أي ما يشبه الصفحة األولى في جرائد اليوم‪-‬‬
‫لكن هذه العناوين تأخذ مساحة محددة في الصفحة األولى ثم مباشرة و على نفس الصفحة‬
‫يبدأ المحتوى‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و يبدو أنها استمرار لجريدة النبراس التي أوقفتها سلطات اإلحتالل بدليل أن الشيخ‬
‫أبو اليقظان قد نشر مقاال عاديا في العدد األول من األمة بدال من المقال اإلفتتاحي‪ 1‬بعنوان‬
‫"التعاون اإلجتماعي و آثاره في األمم و الجماعات" و في هذه المقال نفسه يمثل الحلقة‬
‫السابعة لمقال طويل نشرته جريدة النبراس المصادرة‪ ،‬ثم تم توقيفها سنة كاملة أين حاول‬
‫أبو اليقظان اتخاذ األعذار إلعتزال العمل الصحفي لوال طلب القراء و إلحاحهم عليه بالعدول‬
‫عن القرار فيقول‪ " :‬حتى أخذوا يجردوننا عن أثواب المعاذير‪ ،‬و يلحون علينا في ضغط‬
‫كبير أن نبرز من جديد إلى ميدان العمل‪ ...‬فشعرنا إلى أقصى حد بأمس الحاجة لخدمة‬
‫الدين و الوطن"‪.2‬‬

‫و إذا ما نظرنا إلى اإلمكانيات المادية أو الوسائل و عدم تلقي الدعم في فترة صدور‬
‫جريدة األمة‪ ،‬فإننا نحكم على إخراج الجريدة (شكال) بكونه ال بأس به و ال نحكم عليه‬
‫بالبساطة ألنها وجدت تقريبا من أشياء لم تكن متوفرة أو معدومة أصال‪.‬‬

‫أما طريقة توزيع المادة في جريدة األمة فإن أبا اليقظان وزعها على خمسة أعمدة‬
‫في الصفحات األربعة التي كانت الصفحة الثانية منها مخصصة لقضايا أو شؤون العالم‬
‫اإلسالمي‪ ،‬و الصفحة الرابعة مخصصة لإلعالنات بهدف تغذية الجريدة ماديا‪ ،‬و هو الشيء‬
‫الذي كان في جريدة وادي ميزاب أو الصحف الفرنسية في تلك الفترة‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫كانت افتتاحيات األمة في األعداد التالية‪:‬‬
‫العدد ‪ )1935/11/19( 151‬األمة في مرحلتها الثانية‬
‫العدد ‪ )1936/12/08( 101‬األمة تخطو إلى مرحلتها الثالثة‬
‫العدد ‪ )1937/12/21( 147‬األمة في مرحلتها الرابعة‬
‫‪2‬‬
‫أبو اليقظان ‪،‬األمة تعود بعد اإلحتجاب‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد ‪ ،)1934/09/25( ،02‬السنة ‪ ،1‬ص‪ ،1‬و يمثل هذا المقال‬
‫افتتاحية المرحلة األولى‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير ‪ ،‬تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪54‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 2-3‬ظروف نشأة األمة‪:‬‬

‫من الواضح أن طريقة صدور العدد األول من جريدة األمة بتاريخ ‪1933/09/08‬‬
‫جعلت سلطات اإلحتالل الفرنسي تدرك أن مسار الجريدة هو نفسه لباقي جرائد أبو اليقظان‬
‫فسارعت إلى تضييق الخناق عليها و هذا ما جعله يبادر إلى توقيف هذه الجريدة من تلقاء‬
‫نفسه و الذي دام سنة كاملة‪ ،‬و هذه الظروف قد شرحها في العدد الثاني من الجريدة الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 1934/09/25‬في مقال "عودة األمة بعد اإلحتجاب"(‪)1‬‬

‫و يبدو أن هدف هذه المضايقات كان هو إسكات صوته الصحفي إلى األبد‪ ،‬و من جهة‬
‫أخرى التأثير على أبي اليقظان كي يخفف من لهجته‪ ،‬و هذا ما أعطى له فرصة – غير‬
‫مباشرة‪ -‬للخلود إلى الراحة و لو لفترة وجيزة‪.‬هذا الموقف لم تتفهمه الجماهير المتابعة‬
‫للصحافة العربية عامة في الجزائر و الصحافة اليقظانية خاصة فراحت تلح عليه بالعودة‬
‫و البروز إلى ميدان العمل الصحفي من جديد و أخذت تضغط عليه‪ ،‬إلى جانب إحساسه‬
‫هو نفسه بالواجب الوطني و الديني فرجع من جديد و تابع إصدار الجريدة سنة ‪.)2(1934‬‬

‫ووصف أبو اليقظان الظروف التي عادت فيها جريدة األمة بقوله‪" :‬أن يكون مستعدا بأن‬
‫يمشي على صراط هو أدق من الشعرة و أحد من السيف"(‪.)3‬‬

‫‪1‬محمد ناصر ‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.259‬‬
‫‪2‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن األمة قد توقفت كذلك ما بين العددين ‪ 28‬و ‪( 29‬من ‪ 1935/04/16‬إلى ‪)1935/06/18‬‬
‫ألسباب تبقى مجهولة لكن ال تخرج عن الصعوبات المادية و عن الضغوطات الفرنسية كما صدر العدد ‪ 138‬منها في‬
‫صفحة واحدة‬
‫‪3‬‬
‫أبو اليقظان ‪،‬عودة األمة بعد اإلحتجاب‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد ‪ 02‬السابق‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪55‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هذا القول يبرر مدى الصعوبات المعترضة و خطورتها وهي ظروف ميزت ظهور‬
‫جريدة األمة ‪ ،‬و التي كانت في معظمها ظروف المستعمرات و منها الجزائر في فترة ما بين‬
‫الحربين التي كانت خاصة جدا‪ ،‬حيث فرضت الرقابة و القوانين الخاصة على الصحافة‬
‫العربية‪ ،‬فنجد أن معظم هذه الصحف بدأت في التوقف عن الصدور(‪ )1‬باإلضافة إلى ذلك‬
‫ظروف تطورات الحركة الوطنية الجزائرية أين برزت الحركة اإلصالحية بقوة من خالل‬
‫جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و التي كان أبو اليقظان أحد أقطابها‪ ،‬إلى جانب المؤتمر‬
‫اإلسالمي ‪ 1936‬و تأسيس حزب الشعب الجزائري و هي مواضيع وجدت فيها جريدة األمة‬
‫المتنفس الحقيقي لها‪.‬‬

‫و هكذا يتضح أن ظروف إصدار جريدة األمة تمتاز بالصعوبة و الضغوطات الداخلية‬
‫و بالتالي فإن مهمتها ستكون صعبة أكثر في المستقبل‪.‬‬

‫‪ 3-3‬أهدافها‪:‬‬

‫من خالل تتبع مقاالت و مواضيع جريدة األمة يتبين لنا أنها جريدة إصالحية سواء‬
‫على المستوى الداخلي أو الخارجي في جمبع المجاالت اإلقتصادية‪ ،‬السياسية‪ ،‬اإلجتماعية‪،‬‬
‫الدينية‪...،‬إلخ و لذلك من الممكن أن نلخص أهدافها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬إيقاظ األمة العربية الجزائرية عن طريق معالجة مشاكلها المتنوعة‬


‫‪ -‬تطهير المجتمع اإلسالمي من مفاسد األخالق و توجيهه توجيها سليما‬
‫‪ -‬تكوين المجتمع الجزائري تكوينا صحيحا بغرص اكتساب األخالق الفاضلة‬
‫و األفكار الصحيحة‬

‫‪1‬‬
‫منها جريدة البصائر التي أوقفها عبد الحميد بن باديس سنة ‪ 1939‬خوفا من أن تصبح منب ار يدعو إلى مساندة فرنسا في‬
‫الحرب العالمية الثانية‬
‫‪56‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و أن هدف أبو اليقظان من الصحافة عامة بما فيها جريدة األمة هو أن‪ " :‬منذ التخطيط‬
‫المبدئي إلى اتخاذ الصحافة العربية أداة إليقاظ األمة الجزائرية بخاصة و اإلسالمية بعامة‪،‬‬
‫يمد بصره إلى كل أفق‪ ،‬و يعالج بقلمه كل المشاكل‪ ...‬فهو يعتمد على أنه ال توجد حياة‬
‫كاملة ألمة ما بدون صحافة رائدة مؤمنة"(‪.)1‬‬

‫و المتتبع ألعداد الجريدة يجد أن من أبرز اهتماماتها و أهدافها هو معالجة القضايا‬


‫اإلجتماعية " و من الواضح للمطلع على فهرس موضوعات جريدة األمة أن الموضوع‬
‫الذي كان يستحوذ على اهتمامات الجريدة و يشغل الحيز األكبر من صفحاتها إنما‬
‫هو موضوع بناء الشخصية العربية المسلمة"(‪)2‬‬

‫و ربما كان هذا اإلهتمام ألن المجتمع في تلك الفترة كان يشهد مشكالت قصدها اإلحتالل‬
‫الفرنسي من تغريب عن الدين و الشعوذة و البغاء و تفكيك البنية اإلجتماعية ‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫و هذا ما جعل األهداف األولى لجريدة األمة هي التصدي لهذا الوضع مع الحفاظ‬
‫على الطابع و الكيان العربي اإلسالمي‪ ،‬كما أن جريدة األمة لم تخصص مقاال صريحا‬
‫تبرز فيه أهدافها – كعادة الجرائدو المجالت حين صدورها – و إنما هذه األهداف تستخلص‬
‫فقط‪ ،‬و هذا دليل آخر على أنها تمثل استم اررية لما قبلها أو هي وسيلة فقط لتحقيق أهداف‬
‫صاحبها أبو اليقظان المركزة على اإلصالح بكل ما يشمل‪ ،‬و عليه أمكن القول أن أهداف‬
‫نفسها أهداف أبو اليقظان في الحياة " فكانت المنبه إليقاظ النائم و تنبيه‬ ‫جريدة األمة هي‬
‫الغافل و تذكير الساهي‪ ،‬و الحصن الحصين لدفع األذى عن الملة و الذين و إبالغ صوت‬
‫الضعفاء إلى آذان األقوياء‪)3("...‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و قضايا اإلسالم و المسلمين‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪ ،21‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.58‬‬
‫‪2‬محمد ناصر ‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.261-260‬‬
‫‪3‬‬
‫ملتقى ‪"،‬الشيخ أبو اليقظان و قضايا اإلسالم و المسلمين في العالم"‪ ،‬تنظيم جمعية أبي اليقظان الفتية في ذكرى وفاته الـ‬
‫‪ 38‬بالعاصمة الجزائر‪ ،‬الخميس ‪ ،2001/04/28‬تحت إشراف محمد ناصر بوحجام‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ 4-3‬أسلوبها (منهجها)‪:‬‬

‫لمخاطبة القراء و المواطنين و تقديم المقاالت اتبعت جريدة األمة أسلوب معين‬
‫في التحرير الصحفي و يجب على كل كتابها مراعاة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلختصار في الكتابة و عدم الطول‪ ،‬وذلك تفاديا للملل و اإلكراه الذي قد يصيب‬
‫القارئ و هذا ما يصرف اإلهتمام و يقلل من درجته‬
‫‪ -‬الكتابة على وجه واحد من الصفحة و بخط واضح تماما‬
‫‪ -‬أن تكون المقاالت أو المواضيع مكتوبة في أعمدة مستطيلة و موقعة في النهاية سواء‬
‫باإلسم الصحيح أو المستعار مع وجوب ترك اإلسم الحقيقي في اإلدارة‬
‫‪ -‬عدم الخرروج عن منهج الجريدة و خطتها التي وضعت لها‬
‫‪ -‬اإللتزام بالحكمة و النزاهة و اإلعتدال مع تحاشي األشخاص و الشخصيات‬
‫أو الكتابة في المواضيع الفارغة‬
‫‪ -‬عدم التدخل في نشر المقال من عدمه أو طريقة نشره مع الثقة في إدارة التحرير(‪)1‬‬

‫هذه جملة من الضوابط التي فرضها إبراهيم أبو اليقظان على كتاب جريدة األمة و باقي‬
‫جرائده األخرى و ذلك حفاظا على مصداقية المعلومة التي تقدمها الجريدة‪ ،‬أو المحافظة‬
‫على جدية المواضيع التي تطرح للنقاش و ربما هناك سببا آخر و هو الحفاظ على حياة‬
‫الجريدة إذا ما أطلقت العنان لألقالم و بالتالي اإلصطدام مع اإلدارة الفرنسية‪ .‬كما اتبعت‬
‫جريدة األمة أسلوب الصراحة و الوضوح و األمر نفسه لباقي جرائد أبي اليقظان "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير ‪ ،‬تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.104-103‬‬
‫‪58‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بالنسبة لمنهجها فإنها تنتهج طريق الصراحة و النزاهة و الصدق و التمثل بالحق و خدمة‬
‫الصالح العام و ال تعرف للتدجيل و التملق و النفاق و الكذب سبيال‪.)1("...‬‬

‫‪ 5-3‬أبرز كتابها‪:‬‬

‫من خارج الجزائر‬ ‫من داخل الجزائر‬


‫البلد‬ ‫اإلسم‬ ‫البلد أو المنطقة‬ ‫اإلسم‬

‫الجزائر‬ ‫أبو اليقظان‬


‫الق اررة‬ ‫سعيد عدون‬
‫مصر‬ ‫مصطفى صادق الرفاعي‬ ‫الشيخ بيوض إبراهيم ابن عمر الق اررة‬
‫لبنان‬ ‫بشارة الخوري‬ ‫غرداية‬ ‫مفدي زكرياء‬
‫ليبيا‬ ‫سليمان باشا الباروني‬ ‫غرداية‬ ‫محمد داودي عطاء اهلل‬
‫مصر‬ ‫محمد حسين هيكل‬ ‫وهران‬ ‫أبو امرئ القيس الجياللي‬
‫مصر‬ ‫أنور الشفري‬ ‫قسنطينة‬ ‫عبد الحميد بن باديس‬
‫ليبيا‬ ‫محمد األخضر الغساني الطرابلسي‬ ‫الجزائر‬ ‫مصالي الحاج‬
‫تونس‬ ‫محمود بورقيبة‬ ‫غرداية‬ ‫بن الحاج بكير بن أحمد‬
‫لبنان‬ ‫شكيب أرسالن‬ ‫غرداية‬ ‫أبو الحسن علي بن صالح‬
‫عمان‬ ‫اإلمام الخليلي‬ ‫الجزائر‬ ‫جلواح العباسي‬
‫المغرب‬ ‫محمد عبد الهادي‬ ‫غرداية‬ ‫أبو اسماعيل محمد‬
‫المغرب‬ ‫المكي بن إدريس‬ ‫بسكرة‬ ‫محمد العيد آل خليفة‬
‫بسكرة‬ ‫زهير الزاهري‬
‫بسكرة‬ ‫محمد السعيد الزاهري‬

‫‪1‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير‪،‬آخر حديث لعميد الصحفيين الجزائريين المرحوم أبي اليقظان‪ ،‬مجلة األصالة‪ ،‬العدد ‪15-14‬‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.288‬‬
‫‪59‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و قد امتازت األقالم التي شاركت في صنع جريدة األمة بالجدية و المشاركة الفعالة‪،‬‬
‫فعند تتبع جميع األعداد يتبين لنا أنه هناك كتابا دائمين و مختصين في نوع معين‬
‫من المقاالت نظ ار للظروف السائدة و الرقابة اإلستعمارية على الصحافة العربية‪ ،‬فنجد منهم‬
‫من كتب ووقع مقاالته باسمه صراحة و منهم من كتب تحت اسم مستعار أو اتخذ رم از‬
‫معينا‪.‬‬

‫و الكتاب من داخل الجزائر هم الذين كتبوا في األركان القارة بالجريدة باإلضافة إلى وجود‬
‫من كان مراسال أو معتمدا في الدول المجاورة أو من دول المشرق العربي مثل مصر‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫عمان‪....،‬إلخ‪.‬‬

‫" إن هؤالء الكتاب قد شاركوا في النهضة الفكرية الجزائرية بين الحربين العالميتين‪ ،‬و ساهموا‬
‫مساهمة فعالة في نشر وعي الحركة الوطنية في أوقات صعبة‪ ،‬إن كتاب جريدة األمة إذا ما‬
‫نظرنا في كتاباتهم و إشعاراتهم بالقياس الذي عاشوه‪ ،‬فإن شجاعتهم الصحفية كانت شجاعة‬
‫خارقة‪ ،‬حيث كانوا يقولون كلمتهم الحرة الشجاعة في ظل نظام حكم لم تكن فيه الكلمة‬
‫حرة"(‪.)1‬‬

‫‪ 6-3‬تحرير و طبع الجريدة‪:‬‬

‫لم تقص جريدة األمة من يريد الكتابة فيها‪ ،‬شرط أن يلتزم بمبادئها و أهدافها‪ ،‬و فتحت‬
‫المجال واسعا لكل من يريد المساهمة في اإلثراء و التنشيط األدبي و المعنوي‪ ،‬فقد كتبت‬
‫الجريدة قائلة‪..." :‬نرجو من فحول الكتاب و حملة األقالم أن يؤدوا اشتراكهم األدبي لها بأن‬
‫يوافوها بنفحات أقالمهم و سحر بيانهم في المواضيع الهامة التي تدخل في منهج األمة"(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير‪ ،‬تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪2‬‬
‫أبو اليقظان‪ ،‬األمة في مرحلتها الثانية‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد‪ ،)1935/11/19( ،51‬السنة ‪ ،2‬ص‪ 1‬ع‪.1‬‬
‫‪60‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هكذا نلمس الجدية في انتقاء المواضيع لعملية تحرير الجريدة مع اإللتزام بمبادئها‬
‫و أهدافها و شروط تحرير المقال فيها إلى درجة إمكانية التعديل في المقال ليتناسب‬
‫مع التحرير "و قد يؤخر المقال إلى حين رعاية المناسبات و قد تنبو بعض الكلمات‬
‫في المقال توجب على قلم التحرير تهذيبها و صقلها و جعل المقال على منهجها"(‪.)1‬‬

‫و كانت جريدة األمة تطبع في المطبعة العربية التي أنشأها صاحبها أبو اليقظان منذ‬
‫صدورها بالرغم من محدودية إمكاناتها ووسائلها البسيطة‪ ،‬أما من حيث عدد نسخ الجريدة‬
‫التي كانت في األسبوع فال نعلم إشارات بالعدد الصحيح‪ ،‬لكن بالرجوع إلى تقرير الشرطة‬
‫الفرنسية عند مصادرة العدد ‪ 170‬منها فيشير إلى مصادرة ‪ 900‬نسخة من المطبعة العربية‬
‫و من الممكن أن تكون هناك أعداد كثيرة قد وزعت قبل المصادرة‪.‬‬

‫‪ 7-3‬مصادرة الجريدة ‪:‬‬

‫جريدة األمة كمثيالتها التي سبقت من الصحافة العربية التي لم تحقق رضا السلطات‬
‫االستعمارية وخاصة في مراحلها األخيرة ‪ ،‬أين أصبحت تناصر القضايا السياسية ‪،‬‬
‫وتدعيمها لسياسة حزب الشعب الجزائري وهذا سبب كافي في أن تتخذ ضدها اإلدارة‬
‫لقررين ضدها ‪،‬األول من الوالية العامة‬
‫الفرنسية قرار الحجز والمصادرة ‪،‬فصدر نصين ا‬
‫والثاني من و ازرة الداخلية الفرنسية بباريس ‪،‬وهذا ما يدل على أن درجة اإلهتمام والمتابعة‬
‫للجريدة كانت على مستوى ٍ‬
‫عال ‪،‬وهذين الق اررين هما ‪:‬‬

‫القرار األول ( خاص بمنع العدد ‪ 157‬من الجريدة )‬

‫المديرية العامة لشؤون األهالي وأراضي الجنوب ‪:‬‬

‫مطبوعة ممنوعة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أبو اليقظان‪ ،‬األمة في مرحلتها الثانية‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد‪ ،)1935/11/19( ،51‬السنة ‪ ،2‬ص‪ 1‬ع‪.1‬‬
‫‪61‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"إن الوالي العام بالجزائر ونظ ار لمراسيم ‪ 23‬أوت ‪ 1898‬و‪ 23‬أكتوبر ‪ 1934‬و‪21‬‬
‫فيفري ‪ 1936‬حول الحكومة و اإلدارة العليا بالجزائر ‪،‬ونظ ار لمرسوم‪ 26‬فيفري ‪ 1898‬حول‬
‫السلطة البوليسية [كذا ] المخولة للوالي العام بالجزائر ‪.‬‬

‫ونظ ار للمادة ‪ 14‬من قانون ‪29‬فيفري ‪ 1881‬حول الصحافة وخاصة الفقرة الثانية‪.‬‬

‫اعتبا ار بأن العدد الصادر يوم ‪ 8‬مارس‪ 1938‬من جريدة األمة الصادرة باللغة العربية‬
‫في الجزائر و الذي نشر تحت عنوان " داء المسلمين ودوائهم " مقاال موجها توجيها صريحا‬
‫ضد السياسة الفرنسية و باقتراح من األمين العام للحكومة‪:‬‬

‫قرر ‪:‬‬

‫المادة األولى‪:‬‬

‫إن تداول وعرض للبيع والتوزيع ونشر العدد ‪ 157‬من جريدة األمة الصادرة باللسان العربي‬
‫بالجزائر ممنوع بكامل تراب الجزائر‪.‬‬

‫المادة الثانية‪:‬‬

‫األمين العام للحكومة مكلف بتنفيذ هذا القرار ‪.‬‬

‫حرر بالجزائر يوم ‪16‬مارس‪1938‬‬


‫عن الوالي العام بالجزائر‬
‫للحكومة‬ ‫العام‬ ‫األمين‬
‫اإلمضاء ‪ :‬مارشال قريقوار(‪)1‬‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 24( 25‬ماي ‪ ،)1938‬ص ‪ ،1170‬عمود ‪ ،3‬نقال عن سيف اإلسالم‪ :‬تاريخ الصحافة في‬
‫الجزائر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪128‬‬
‫‪62‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫القرار الثاني (الخاص بمنع الجريدة ككل من الصدور نهائيا – التوقيف ‪ ) -‬األمين‬
‫العام‪.‬‬

‫مطبوعة ممنوعة بقرار من وزير الداخلية بتاريخ ‪ 24‬ماي ‪ 1938‬تم منع تداول وعرض‬
‫للبيع وتوزيع و نشر في الجزائر الجريدة العربية ( األمة ) التي تطبع وتنشر بالجزائر(‪. )1‬‬

‫وتنفيذا لهذا القرار الثاني اقتحمت الشرطة الفرنسية مقر المطبعة العربية و أخذوا‪ 900‬نسخة‬
‫من الجريدة‪.‬‬

‫إذن عطلت ومنعت جريدة األمة من الصدور عند العدد ‪ 170‬منها فتركت فراغا كبي ار‬
‫في ساحة الصحافة العربية بالجزائر ‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ظهور استياء كبير في األوساط‬
‫الداخلية والخارجية و أثارت حفيظة شخصيات كبيرة خاصة اإلصالحية منهم عبد الحميد بن‬
‫باديس ‪ ،‬أما الشيخ أبو اليقظان فلقد واصل كفاحه الصحفي وأطلع قرائه بعنوان جريدة جديد‬
‫وهو جريدة الفرقان في خالل شهر واحد فقط من توقف "األمة " أي من ‪1936/06/07‬‬
‫إلى صدور الفرقان يوم ‪ 1938/07/05‬والتي دامت ستة أعداد فقط وتمت عرقلتها‬
‫هي األخرى ‪،‬ليتفرغ بعدها الشيخ أبو اليقظان إلى مرحلة الكتابة والتأليف بعد طول فترة عمل‬
‫صحفي خاص ابتداءا من ‪ 1926/10/01‬وهو صدور أول عدد من جريدة وادي ميزاب‬
‫إلى ‪ 1938/08/09‬وهو آخر ع دد من جريدة الفرقان أين اكتملت حياة أبو اليقظان‬
‫الصحفية التي أصدرت ثمانية جرائد‬

‫‪1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 24( 25‬ماي ‪ ،)1938‬ص ‪ ،1170‬عمود ‪ ،3‬نقال عن سيف اإلسالم‪ :‬تاريخ الصحافة في‬
‫الجزائر‪ ،‬ج‪ ،6‬ص ‪.129‬‬
‫‪63‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و مما جاء في المقال المنشور في جريدة األمة نذكر‪ " :‬إن تحسين التنوع لألجانب داء‬
‫فتاك يلحق بالمسلمين أكبر ضرر و ال أدري كيف يثقون بظالميهم‪ ،‬و قد نهى اهلل عن ذلك‪،‬‬
‫و بين ما فيه الخطر الشديد على الجامعة اإلسالمية"‪ .‬و من خالل هذا المقال و موقف‬
‫السلطات الفرنسية و اإلستعمارية منه يتبين لنا أن الصراع أصبح ظاه ار للعالم بين جريدة‬
‫األمة و اإلدارة الفرنسية التي جمعت أسباب عدة غير مباشرة لتوقيف الجريدة‪ ،‬كما كانت‬
‫المقاالت التي نشرتها لمصالي الحاج أو لحزب الشعب الجزائري أقوى األثر في اتخاذ قرار‬
‫توقيف الجريدة " هذا ما اعتبرته اإلدارة الفرنسية أن جريدة األمة أصبحت المنبر األصلي‬
‫لحزب الشعب الجزائري الممنوع في الجزائر"‪)1(.‬‬

‫‪-‬القضايا التي عالجتها‪:‬‬ ‫‪4‬‬

‫بالرجوع إلى مجموع األعداد الـ ‪ 170‬من الجريدة فإننا نجدها كانت ملمة بجميع الميادين‬
‫الوطنية و الدولية‪ ،‬العالمية و العربية‪ ،‬وذلك من نواحي عدة منها الدين و السياسة‪ ،‬الثقافة‬
‫و المجتمع و االقتصاد‪...‬إلخ‪ ،‬و ما تجدر اإلشارة إليه هو تتبعها للقضايا الوطنية بشيء‬
‫من التفصيل و في مرحلة حرجة للغاية ‪)2(1938-1934‬‬

‫ففي طيلة سنتها األولى (‪ )1935-1934‬ناقشت جريدة األمة قضايا مختلفة تراوحت‬
‫بين المجال السياسي و التربوي و العلمي إضافة إلى تطرقها إلى القضايا ذات الطابع‬
‫العربي و على الخصوص قضية فلسطين و إلى جانبها دول العالم اإلسالمي‬

‫‪1‬‬
‫‪Claude callot, le régime juridique de la presse musulman algérienne, dons la revue‬‬
‫‪algérienne des sciences juridiques, économiques, et politiques, N°02, 2eme trimestre, 1969,‬‬
‫‪page 376.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد ناصر‪،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪64‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫"‪...‬من زنجبار إلى تركيا و من المغرب إلى الهند"(‪ )1‬مع عدم إهمال التطرق إلى السياسة‬
‫االستعمارية و فضحها في الداخل‪ ،‬و استمرت كذلك إلى آخر أعدادها‪.‬‬

‫و قد تترتب هذه القضايا حسب درجة اهتمام الجريدة على النحو اآلتي‪:‬‬

‫أ‪ -‬القضايا اإلجتماعية‪:‬‬

‫إن الشخصية العربية المسلمة الجزائرية هي المحور األساسي الذي دارت حوله‬
‫موضوعات جريدة األمة و كيفية بنائها و تطويرها‪ ،‬وهذا تصديا صريحا لسياسة المستعمر‬
‫الرامية إلى هدمها و طمسها‪ ،‬وهذه معركة حقيقية بينها و بين سلطات اإلحتالل‪.‬‬

‫و لهذا يقول الشيخ إبراهيم أبو اليقظان أنه ركز على جانب األخالق " فقد لمست مكان‬
‫الضعف من األمة في تلك الظروف الحرجة فوجدت أن ضعفها هو ناحية األخالق‪...‬‬
‫فنددت بمعوج األخالق و أعلنت من شأن التقويم منها"(‪)2‬‬

‫و ما يساعد جريدة األمة على هذا العالج هو أن معظم كتابها من جيل الحركة اإلصالحية‬
‫التي ركزت على الفرد منهم‪ ،‬ابن باديس‪ ،‬العربي التبسي‪ ،‬محمد العيد آل خليفة و غيرهم‪،‬‬
‫و نالحظ أن الجريدة في كل مراحلها‪ ،‬أن افتتاحياتها تركز على هذه النقاط و من بين‬
‫العناوين التي تناولتها كانت‪ :‬التعاون اإلجتماعي‪ ،‬إلى العمل‪ ،‬األنانية و حب الذات‬
‫و خطرهما على المجتمع‪ ،‬أحسنوا رعاية الشبان‪ ،‬جناية المادة على حياتنا‪...‬إلخ‪.‬‬

‫إذن قضية األخالق و بناء الشخصية استحوذت على مساحات كبيرة من جريدة األمة‬
‫من العدد ‪ 1‬إلى العدد ‪.170‬‬

‫‪1‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير‪ :‬تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪2‬بدون إمضاء‪ ،‬فضل المصلحين على األمة الجزائرية‪ ،‬األمة ‪ ،‬العدد ‪ ،)1938/01/25( ،152‬السنة ‪ ،4‬ص‪.3‬‬
‫‪65‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و إلى جانب األخالق فقد ركزت الجريدة على محاربة الجهل الذي تسبب فيه اإلستعمار‬
‫الفرنسي و أصبح يهدد بناء الشخصية لذلك اهتمت بشكل واضح بالتعليم العربي‪ ،‬فقد وصف‬
‫أبو اليقظان هذه الظروف بقوله "مريضة بالجهل مرضا مزمنا" و بالتالي اختار مواضيع‬
‫بمناسبات عدة منها الدخول المدرسي‪ ،‬نهاية الموسم الدراسي‪ ،‬احتفاالت المدارس‬
‫اإلصالحية‪...‬إلخ‪.‬‬

‫و من العناوين في هذا الميدان نجد‪ :‬إلى رياض العلم‪ ،‬اختالل التعليم الفرنسي في بلدة‬
‫العطف‪ ،‬الحركة األدبية الحديثة في الجزائر‪ ،‬ما أعددنا لموسم العقول‪ ،‬إذا كان في الجوع‬
‫موت الجسد ففي الجهل ممات الروح‬

‫أسبوع اليقظة و الحياة بمدينة قسنطينة‪ ،‬هل في اإلمكان إيجاد كلية علمية دينية بالقطر‬
‫الجزائري‪ ،‬أن تقاس رغبة األمم في العلم و التعليم‪ ،‬و غيرها من المواضيع الكثيرة في مجال‬
‫التعليم‪.‬‬

‫و كدليل على حرص الجريدة بمجال التعليم فقد كانت تنشر التحقيقات حول األنشطة الثقافية‬
‫في الجزائر و تتبع مؤتمرات طلبة الشمال اإلفريقي سواء المنعقدة في الجزائر أو في تونس‬
‫أو فاس أو باريس‪.‬‬

‫كما نشرت و تتبعت الحفالت المدرسية فنجدها تنشر حفالت الشبيبة اإلسالمية مثال في‬
‫األعداد ‪ 102 ،41 ،17‬و الجمعيات الخيرية اإلسالمية مثال العدد ‪ 62‬و مدرسة تهذيب‬
‫البنين و البنات في تبسة و نادي اإلصالح في باتنة و حفالت جمعية الحياة بالق اررة‬
‫و اإلصالح بغرداية و الجمعية اإلصالحية بوهران‪...‬إلخ(‪)1‬‬

‫‪1‬محمد ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.263‬‬
‫‪66‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أما بناء الشخصية فهو عنصر آخر ركزت عليه الجريدة حيث ركزت على الجانب السلبي‬
‫بكل صدق و صراحة‪ ،‬ووقفت ضد الحركات ذات الطابع العنصري أو الطائفي و قاومتها‬
‫و شهرت بها‪ ،‬كما كانت ترد أيضا على ما كتب في هذا الشأن(‪.)1‬‬

‫ألن هذا الطابع العنصري أو الطائفي هو الذي حاول اإلحتالل الفرنسي أن يضرب المجتمع‬
‫الجزائري من خالله‪ ،‬مستغال في ذلك طبيعة تكوينه لذلك كانت جريدة األمة بالمرصاد‬
‫في كل مرة‪.‬‬

‫و من أجل الحفاظ على هوية الفرد الجزائري‪ ،‬فقد وقفت جريدة األمة ضد سياسة اإلدماج‬
‫و التجنيس و حاربت كل نزعة داعية إلى الفرنسة فقد كتب أبو اليقظان مقاال بعنوان "حذار‬
‫من اإلنحدار في هوة اإلدماج(‪ ")2‬يوم أن سافر الوفد الجزائري بعد المؤتمر اإلسالمي‬
‫إلى باريس‪ ،‬و كانت جريدة األمة متحفظة من هذه التحركات التي اعتبرها أيضا نجم شمال‬
‫إفريقيا قبوال باإلدماج لذلك حذرت الجريدة الوفد‪ ،‬و هنا يبدو موقف الجريدة واضحا تماما‬
‫وهو بناء الشخصية الوطنية العربية اإلسالمية و الحفاظ عليها من السياسات الهادفة‬
‫إلى محوها و محاربتها‪.‬‬

‫أما من ناحية الحركة اإلصالحية في المجتمع فإن جريدة األمة من خالل مقاالتها‬
‫و نشر تحقيقاتها فإنها تبرز بنزعة إصالحية بالدرجة األولى‪ ،‬سواء داخل الجزائر‬
‫أو خارجها‪ ،‬فقد عالجت أيضا موضوع الحركة اإلصالحية في دول الجوار مثل تونس‬
‫و المغرب‪.‬‬

‫‪1‬محمد ناصر‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.263‬‬


‫‪2‬لإلطالع على المقال كامال ينظر‪ :‬األمة‪ ،‬العدد ‪ ،)1936/07/21( ،82‬السنة ‪.2‬‬
‫‪67‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و بالخصوص مدى اهتمام جريدة األمة بالحركة اإلصالحية داخل الجزائر فقد كانت‬
‫في هذه الفترة إلى جانب جريدة البصائر و الشهاب الصوت الناطق باإلصالح فنجدها‬
‫نشرت مقاالت عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و أهدافها‪ ،‬و نشرت إلبن باديس‪ ،‬و‬
‫العربي التبسي و محمد خير الدين و مبارك الميلي و غيرهم‪ ،‬كما كانت في تتبع مباشر و‬
‫شبه أسبوعي لنشاطات جمعية العلماء المسلمين و المؤتمر اإلسالمي‪ ،‬و تتبعت صدى‬
‫جمعية العلماء في الخارج مثال األعداد‪...،11 ،10 ،8 ،7 ،4 :‬إلخ‪.‬‬

‫كما حاولت رأب الصدع في الخالف الذي نشأ بين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‬
‫و أعضاء الوفد و اعتبرته شقاقا بين الجزائريين و دعت كتاب جريدة البصائر و الميدان إلى‬
‫الكف عن المالحقات و المهاترات كما حرصت على تتبع مجريات األحداث التي لها صلة‬
‫بالحركة اإلصالحية داخل الوطن و على سبيل المثال‪ :‬فقد تتبعت بشكل دقيق اعتقال‬
‫الطيب العقبي و السيد عباس التركي بعد حادثة اغتيال مفتي الجزائر محمود بن دالي‬
‫إلى غاية إطالق سراحهما(‪.)1‬‬

‫و بصفة عامة فإن جريدة األمة كانت تمثل لسان حال الحركة اإلصالحية بميزاب بصفة‬
‫خاصة و الجزائر عامة‪ ،‬فقد عمدت إلى فضح سياسة الحزب المعارض الذي تطلق عليهم‬
‫اسم "المحافظين" أو "الجامدين" و في هذا المجال برز كل من الشيخ شريفي السعيد (الشيخ‬
‫عدون) و أبي اليقظان(‪.)2‬‬

‫‪1‬ينظر األعداد ‪ 157 ،87 ،86‬من األمة‬


‫‪2‬‬
‫من مقاالت الشيخ السعيد‪ :‬من هم حماة الدين (العدد ‪ ،)39‬موقف األمة إزاء الحركة اإلصالحية بميزاب (ع‪،64 ،62 :‬‬
‫‪ ،)66 ،65‬هذا الداء و ما الدواء (ع ‪ ،)73‬إلى قادة اإلصالح (ع ‪ ،)88‬يجب أن يكون الدين أساس كل إصالح (ع‬
‫‪ .)103‬و من مقاالت أبي اليقظان‪ :‬يخربون بيوتهم بأيديهم (ع ‪ ،)151-127‬السلطة تعتدي على كرامة الدين اإلسالمي‬
‫(ع ‪ ،)136‬في الصراع بين الحق و الباطل (ع ‪ ،)156‬حديث المفلسين (ع‪...، )169 ،167 ،165 ،162 :‬إلخ‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و من أكبر القضايا اإلصالحية ذات الطابع الفقهي التي ناقشتها األمة هي قضية اإلفطار‬
‫و الصوم بالهاتف و التي مثلت صراعا طويال بين المصلحين المحافظين في ميزاب و التي‬
‫هي حقيقة أمرها "كتاب مفتوح" كان من الشيخ ابراهيم بيوض إلى حمو بن با حمد و الشريف‬
‫األزهري(‪.)1‬‬

‫القضايا الوطنية‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫كانت جريدة األمة أكثر صحف أبي اليقظان اهتماما بالناحية السياسية للجزائر في فترة‬
‫ما بين ‪ ، 1938-1934‬فقد أبدت اهتماما فائقا بهذه الناحية و ربما هذا راجع إلى طبيعة‬
‫الفترة الحساسة و هي فترة ما بين الحربين‪ ،‬و يعتبر انعقاد المؤتمر اإلسالمي في جوان‬
‫‪ 1936‬نقطة مؤثرة على مسار الجريدة التي أصبحت تنظر إلى كل القضايا بما فيها‬
‫اإلصالحية نظرة سياسية‪ ،‬باإلضافة إلى معالجتها لحوادث قسنطينة ‪ 1934‬بين المسلمين‬
‫و اليهود و هي فترة عودة جريدة األمة بعد اإلحتجاب لمدة سنة‪ ،‬و عليه كانت هذه األحداث‬
‫و قضية حل حزب الشعب و اعتقال مصالي الحاج تطو ار هاما في مسار الجريدة و اعتناقها‬
‫للقضايا الوطنية الجزائرية‪ ،‬فق دعا أبو اليقظان إلى إمكانية تأسيس حزب وطني جزائري(‪)2‬‬
‫يضم كافة الفعاليات السياسية و تحت قيادة موحدة ضد دسائس اليهود و المعمرين‪.‬‬

‫و يبدو أن نداء جريدة األمة قد وجد صدى من خالل المسيرة التي شارك فيها أكثر‬
‫من ‪ 1500‬من سكان المقبرة اإلسالمية بقسنطينة بمناسبة مرور ‪ 40‬يوما على الشهداء بعد‬
‫الحوادث فقد ورد في العدد الرابع من الجريدة أن "جزائر اليوم ليست هي جزائر األمس"‪.‬‬

‫‪1‬تراجع األعداد‪ 60 ،58 :‬من األمة‬


‫‪2‬‬
‫أنظر‪ :‬أبو اليقظان ‪ ،‬هل في اإلمكان تأسيس حزب وطني جزائري‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد ‪ ،)1934/10/02( ،03‬السنة ‪ ،1‬ص‬
‫‪.1‬‬
‫‪69‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و هكذا يتضح أن جريدة األمة قد برزت في توجه ثاني – بعد التوجه اإلصالحي‪ -‬و هو‬
‫الخط السياسي فيها‪ ،‬فقد وجدت في حزب الشعب الجزائري سنة ‪ 1937‬وجهة نظرها‬
‫السياسية‪ ،‬فناصرته و أيدته و أيدت أفكاره و زعيمه مصالي الحاج و بالتالي ظهرت الجريدة‬
‫في ثوب التيار اإلستقاللي رغم كون أبو اليقظان من نشطاء جمعية العلماء المسلمين و لم‬
‫يخف إعجابه بحزب الشعب من خالل تصريحاته و تغطية نشاطاته(‪.)1‬‬

‫و بالتالي نالحظ أن "جريدة األمة رسمت تطورات هامة في صحافة أبي اليقظان‪ ،‬و ال سيما‬
‫في ميدان الحركة الوطنية‪ ،‬فإنها تعد من أهم مصادر الحركة في هذه الفترة‪ ،‬إذ استقطبت‬
‫كتابا و شعراء كثيرين‪ ،‬وغدت في فترة من الفترات اللسان الرسمي لألحزاب الوطنية باعتراف‬
‫رجاالت الحزب أنفسهم‪ ،‬و هو ما عرضها للمضايقات و المالحقات و أخي ار المصادرة"(‪.)2‬‬

‫و هكذا أرادت هيئة التحرير في الجريدة إيجاد هذا التحول في مسار خط جريدة األمة مسايرة‬
‫للواقع آنذاك و تعبي ار عن إرادة الشعب و الروح الوطنية "و من هنا نجد الشيخ أبا اليقظان‬
‫في صحفه يرافع من أجل قضايا حزب الشعب الجزائري ذي النزعة اإلستقاللية الصريحة‪،‬‬
‫تماما مثلما يدافع عن قضايا جمعية العلماء اإلصالحية‪ ،‬حتى أن بعض الكتاب الحظ تحوال‬
‫في جريدة األمة من جريدة ذات اتجاه مناصر لجمعية العلماء إلى جريدة تدافع عن برامج‬
‫حزب الشعب‪ ...‬باإلضافة إلى موقف صحيفة األمة من حجز السلطات الفرنسية لجريدة‬
‫الشعب في عددها األول و هي لسان حزب الشعب الجزائري"(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫‪2‬‬
‫جمعية التراث‪ ،‬مهرجان الصحفي ابراهيم أبو اليقظان‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪3‬‬
‫جمعية التراث ‪ ،‬مهرجان الصحفي أبو اليقظان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫‪70‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و قد بدا واضحا اهتمام جريدة األمة بحزب الشعب منذ العدد ‪ 131‬إلى آخر أعدادها‬
‫و قد يكون هذا اإلهتمام إحدى األسباب المباشرة التي اتخذتها سلطات اإلحتالل إلى إصدار‬
‫مرسوم بتوقيف الجريدةو اعتبرت هي "المنبر األصلي لحزب الشعب"(‪.)1‬‬

‫ومن بين أمثلة هذا اإلهتمام نجد‪:‬‬

‫‪ -‬العدد ‪ 131‬الصادر بتاريخ (‪ )1937/07/27‬نشرت فيه الكلمة لمصالي الحاج زعيم‬


‫حزب الشعب التي بين فيها خطة الحزب السياسية و أنه يعمل على تحرير الجزائر‬
‫تحري ار تاما‪.‬‬
‫‪ -‬في العدد ‪ )1937/08/24( 135‬نشرت بيانا للجنة الدفاع عن فلسطين العربية‬
‫التابعة لحزب الشعب تحتج فيه على إهانة أعضائه بعد جمعهم مبالغ مالية لفائدة‬
‫فلسطين‬
‫‪ -‬في العدد ‪ )1937/09/27( 136‬نشرت نبأ اعتقال مصالي الحاج و خمسة‬
‫من أعضائه و هم مفدي زكريا‪ ،‬مصطول محمد‪ ،‬لحول الحسين‪ ،‬غرافة ابراهيم‪،‬‬
‫خليفة بن عمر‪ ،‬بحجة أنهم أعادوا إحياء نجم شمال إفريقيا المحل‪ ،‬و كان هذا النبأ‬
‫بقلم أبي اليقظان نفسه‪.‬‬
‫‪ -‬في العدد ‪ )1937/09/14( 137‬بقلم أبي اليقظان نفسه نشرت‪ :‬حزب الشعب‬
‫الجزائري يحي تونس في شخص زعيمها عبد العزيز الثعالبي‬

‫‪1‬محمد ناصر ‪،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.270‬‬
‫‪71‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫هذا و مع تتبع أعداد الجريدة ‪ 140 ،139 ،138‬و التي كانت معبرة فعال عن القضايا‬
‫الوطنية و على الخصوص العدد ‪ 138‬الذي صدر في صفحة واحدة(‪.)1‬‬

‫و مما سبق يمكن القول عن جريدة األمة أصبحت معبرة فعال عن القضايا الوطنية سواء‬
‫اإلجتماعية أو السياسية‪ ،‬مع صبغة سياسية جديدة في خطها و الحفاظ على طابعها‬
‫اإلصالحي‪.‬‬

‫القضايا العربية و اإلسالمية‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫كانت جريدة األمة همها الوحيد في هذا المجال هو ربط الصلة بين أبناء العروبة‬
‫في المشرق و المغرب العربيين‪ ،‬فقد كانت على اطالع بما يجري بالمشرق من أحداث‬
‫في فلسطين و اليمن‪ ،‬و دمشق و القاهرة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫و لقد "كانت جريدة األمة تبرز روابط الصلة بين المشرق و المغرب العربي و تبرز‬
‫انفعاالت شعبنا الذي كان يسر لسرور أبناء المشرق و يحزن لحزنهم‪.)2("...‬‬

‫و جريدة األمة من بين الجرائد العربية األكثر معالجة و اهتماما بقضايا الدول العربية‬
‫و دول العالم اإلسالمي و ركزت على ربط و تجسير العالقات بين بلدان الوطن العربي‬
‫سواء في المشرق أو المغرب العربي‪ ،‬وهذا بالرغم من المشقة و صعوبة اإلتصال‪ ،‬إال أنها‬
‫كانت تعتمد في نقل أخبار هذه الدول على الجرائد و المجالت الواردة منها و على‬
‫الخصوص "الفتح" لمحب الدين الخطيب‪ ،‬فكانت تورد أخبار الوطن العربي ثم تعلق عليها‪،‬‬
‫و الكتابة و متابعة التطورات السياسية في هذه الدول و منها قضية فلسطين‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫و العراق‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫ربما كان هذا العدد في صفحة واحدة فقط بدال من أربع صفحات لما كان يحويه من مقاالت وطنية فرفضته سلطة‬
‫اإلستعمار‪ ،‬و من العناوين المنشورة في هذا العدد نجد‪ :‬أسبوع النهوض و الحياة‪ ،‬الجزائر تجتاز أدق مراحلها إلى الحياة‬
‫الحرة‪ ،‬انعقاد مؤتمر المعلمين األحرار بالعاصمة‪ ،‬اجتماعات جمعية العلماء‪ ،‬مهرجان علمي بعروس المغرب‪...‬إلخ‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير ‪ ،‬تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ، ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪72‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و بشكل أوسع فقد عبرت جريدة األمة عن قضايا المسلمين في العالم‪ ،‬في زنجبار‬
‫و في الهند‪ ،‬وتطورات الحكم التركي "‪ ...‬فناصرت الحق في كل مكان‪ ...‬و ناضلت ضد‬
‫الظلم في كل مكان‪ ،‬و أبلغت صدى المشرق إلى المغرب‪ ،‬و روجت صدى المغرب‬
‫إلى المشرق‪ ،‬ووزعت صدى اإلسالم عبر الصحراء‪.)1("...‬‬

‫كما وقفت جريدة األمة إلى جانب الحركات الهادفة إلى التحرر و المطالبة بالحرية منها‬
‫قضية الحبشة مع إيطاليا‪ ،‬فاتخذت موقفا واضحا ضد إيطاليا و هاجمت سياستها التوسعية‪،‬‬
‫و انتقدت أعمالها و نقدت مجلس األمن و عصبة األمم من أجل هذا البلد اإلفريقي‪،‬‬
‫إلى جانب تحريض الشباب الحبشي على المقاومة و الدفاع عن الوطن قائلة‪:‬‬

‫دون صوت الحريم و األوطان‬ ‫*‬ ‫يا شباب األحباش موتوا كراما‬

‫للظالمين الطغاة في حسرات(‪)2‬‬ ‫*‬ ‫يا رجال األحباش صب ار فعقبى‬

‫إلى جانب اهتمام جريدة األمة ببعض الشخصيات العربية من أمثال‪ :‬شكيب أرسالن‪،‬‬
‫سلي مان الباروني‪ ،‬عبد العزيز الثعالبي‪ ،‬األمير خالد‪... ،‬إلخ‪ ،‬ونشرت مقاالت مطولة‬
‫في قضية الصراع و محاولة عالجه الذي نشأ بين الباروني و أرسالن‪ ،‬كما كانت تكتب‬
‫عن مفكري الوطن العربي و أرثت رشيد رضا كما تطرقت إلى الكتب و الجرائد الصادرة‬
‫في المشرق العربي و نقلت افتتاحيات جريدة الفتح(‪.)3‬‬

‫‪1‬نفسه‪ ،‬ص ‪.121‬‬


‫‪2‬‬
‫أبو الحسن ‪،‬الحبش و الطليان‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد ‪ ،)1936/12/25( 64‬السنة ‪ ،2‬ص ‪.3‬‬
‫‪3‬‬
‫ينظر‪ :‬األمة‪ ،‬العدد ‪.125 ،124‬‬
‫‪73‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و تتبعت القضايا المختلفة في هذه الدول العربية و اإلسالمية منها‪ :‬القضايا اإلجتماعية‪،‬‬
‫السياسية‪... ،‬إلخ و برز "أفلح"(‪ )1‬في معالجة هذه القضايا خاصة قضية الخالف التاريخي‬
‫بين أرسالن و الباروني تحت عنوان "الوحدة العربية" أين حاول التوفيق بينهما و التوسط‬
‫لتوضيح الفكرة لديهما(‪ )2‬و بصفة مختصرة فقد تتبعت الجريدة مجريات األحداث السياسية‬
‫في الوطن العربي‪ ،‬و جعلت القارئ في الجزائر على اطالع بها فهي على حد تعبير‬
‫صاحبها‪ :‬قد بلغت بكل أمانة و صدق " صدى المشرق و صدى اإلسالم في كل مكان في‬
‫المغرب العربي‪ ،‬فكان فيها أزرة فلسطين ووثبة سوريا‪ ،‬و نهضة مصر‪ ،‬و حياة الحجاز‪،‬‬
‫و طموح العراق‪ ،‬و أنين طرابلس و صرخة تونس و غياث مراكش"(‪.)3‬‬

‫و إذا ما رتبنا درجة اإلهتمام بهذه القضايا‪ ،‬فقد كان واضحا اهتمامها بقضية فلسطين ثم‬
‫تونس ثم المغرب‪ ،‬فاألولى مسألة ارتباط ديني و مسألة مأساة أصابت العرب و المسلمين‬
‫و الباقي على أساس اعتبارها قضية جوار و مصير مشترك‪.‬‬

‫و يمكن أن نلخص اإلهتمام بهذه الدول فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬قضية فلسطين‪:‬‬

‫إن المتتبع لجريدة األمة بدءا من العدد ‪ 77‬الصادر بتاريخ ‪ 1936/06/02‬يالحظ أنه‬
‫ال يكاد يكون عدد يصدر يوم الثالثاء من كل أسبوع إال وفيه شيء عن فلسطين سواء‬
‫مقاالت أو شعر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫"أفلح" هو اإلسم المستعار الذي كان يوقع به الشيخ إبراهيم بيوض مقاالته في األمة و باسم مستعار آخر و هو "إياس" و‬
‫أوكلت إليه القضايا الكبرى و الحساسة لمعالجتها و الكتابة عنها إلى جانب أبي اليقظان‬
‫‪2‬‬
‫هو الخالف نفسه الذي انتصر فيه الشيخ عبد الحميد بن باديس لشكيب أرسالن في مقالة له في مجلة الشهاب تحت‬
‫عنوان "مسألة عظيمة بين رجلين عظيمين"‪ ،‬أنظر ‪،‬الرزقي خيري ‪ ،‬المشرق العربي من خالل جريدة األمة ألبي اليقظان‬
‫(رسالة ماجستير غير منشورة) ‪،‬جامعة الجزائر ‪، 2‬سنة ‪ ، 2012‬ص‪. 290‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.273‬‬
‫‪74‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و نبهت إلى خطورة الوضع حيث خصصت لفلسطين مساحة أوسع في الصفحة الثانية‬
‫المخصصة للعالم اإلسالمي لوحدها(‪ )1‬و لقد اعتمدت جريدة األمة في نقل أخبار فلسطين‬
‫عن الجرائد و المجالت المشرقية المهتمة بفلسطين منها جريدة "الشورى" لمحمد علي طاهر‬
‫و التي تصدر بالقاهرة و بعد توقفها نقلت عن "الشباب" القاهرية للشخص نفسه و كذلك‬
‫نقلت عن الفتح و الرابطة العربية‪.‬‬

‫و كانت تنشر كل بيانات اللجنة الفلسطينية بمصر و التي كان لرئيسها محمد عي طاهر‬
‫عالقة صداقة مع الشيخ أبي اليقظان‪ ،‬أو نشر بيانات المكتب العربي القومي بدمشق‬

‫إلى جانب هذا فقد استخدمت الشعر لكبار الشعراء في معالجة قضية فلسطين منهم‪ :‬محمد‬
‫حسي ن هيكل‪ ،‬مصطفى صادق الرفاعي‪ ،‬محمد حسين النجمي‪ ،‬المازني‪ ،‬أحمد محرم‪ ،‬بشارة‬
‫الخوري‪ ،‬جلواح العباسي‪ ،‬مفدي زكريا‪...‬إلخ‪.‬‬

‫كما نشرت مقاال بعنوان "الجزائر تهب إلغاثة فلسطين" صدر عن لجنة الدفاع إلغاثة‬
‫فلسطين العربية التابعة لحزب الشعب الجزائري(‪.)2‬‬

‫و هكذا فإن قضية فلسطين كانت تتصدر اهتمامات هيئة التحرير في جريدة األمة ألبي‬
‫اليقظان بجملة من المقاالت في جل أعدادها تقريبا‪.‬‬

‫‪ ‬المغرب األقصى‪:‬‬

‫معظم صحف إبراهيم أبو اليقظان اهتمت بأحداث المغرب األقصى عامة‪ ،‬و لكن جريدة‬
‫األمة كانت فيها المتابعة خاصة بهذا البلد بعد أن أصبحت تهتم بقضاياه السياسية‪،‬‬
‫على عكس من قبل حيث كان اإلهتمام بالجانب اإلصالحي اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪1‬محمدناصر‪ ،‬الصحف العربية الجزائرية من ‪ 1847‬إلى ‪ ،1939‬الشركة الوطنية للنشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،1980 ،‬ص‬
‫‪.172‬‬
‫‪2‬‬
‫يراجع العدد ‪ 135‬من األمة‪)1937/08/24( ،‬‬
‫‪75‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لذلك نجد جريدة األمة قد تخطت إلى ما هو أهم في هذه المرحلة على غرار ما كان‬
‫يجري في الجزائر و باقي دول الجوار و الوطن العربي‪.‬‬

‫لذلك اعتبر المؤرخون أن جرائد أبي اليقظان – النور‪ ،‬النبراس‪ ،‬األمة –إحدى المصادر‬
‫الهامة في دراسة تاريخ المغرب األقصى السياسي و اإلجتماعي(‪.)1‬‬

‫و ذلك على اعتبار أن أبا اليقظان قد نصب في هذا البلد ممثلين بفاس و الرباط و كون‬
‫معهم عالقات وثيقة ‪ ،‬كما اعتمد على مراسلين يكاتبونه بكل ما يجري من أحداث في حينها‬
‫و منهم‪ :‬ابن الشعب(‪ )2‬و أبو بكر مكوار‪ ،‬و أبو العال‪ ،‬المكي بن إدريس العمراوي‪ ،‬محمد‬
‫الهادي التازي و سالم عبد اهلل‪...‬إلخ‪.‬‬

‫و عند تتبعنا ألعداد جريدة األمة فقد كانت تنشر البيانات الصادرة عن "لجنة اإلستخبارات‬
‫و الدعاية" التابعة للحزب الوطني المغربي و ذلك بغية تحقيق هدفين و هما إطالع الفرد‬
‫المغربي على مجريات أحداث وطنه السياسية و توعيته بواجبه الوطني أوال‪ ،‬و جعل الفرد‬
‫الجزائري على اطالع بما يجري في بلد مجاور له و بالتالي التخطيط لعمل مشترك ضد‬
‫العدو المشترك و تحقيق المصير الواحد‪.‬‬

‫و نشرت مقاالت عديدة حول هذا البلد(‪ )3‬إال أن العدد ‪ 143‬الصادر بتاريخ ‪1937/11/09‬‬
‫يكاد يكون عددا خاصا حول ما جرى في المغرب بعد اعتقال الوطنيين المغربيين و هم‪:‬‬
‫أحمد مكوار‪ ،‬محمد عالل الفاسي‪ ،‬الحاج عمر بن عبد الجليل و محمد اليزيدي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر ‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪2‬‬
‫ابن الشعب‪ :‬اسم مستعار لصاحبه محمد المقري و هو وكيل جرائد أبي اليقظان بفاس أيضا‬
‫‪3‬‬
‫من هذه المقاالت نجد‪ - :‬نداء إلى إخواننا الوطنيين بالمغرب األقصى‬
‫ماذا في المغرب؟‬ ‫‪-‬‬
‫ينظر العدد ‪ 118‬و العدد ‪ 08‬من األمة على التوالي‬
‫‪76‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و احتجت جريدة األمة في افتتاحيتها في هذا العدد (‪ )143‬بشكل مطول و بقلم أبو اليقظان‬
‫نفسه(‪ )1‬و هذا ما يوضح اإلهتمام الواضح بهذا البلد و بما يجري فيه من حوادث من قبل‬
‫الجريدة‪.‬‬

‫‪ ‬تونس‪:‬‬

‫انطالقا من العالقات الخاصة جدا التي كانت تربط أبو اليقظان مع هذا البلد الشقيق‪،‬‬
‫فإننا نجد لتونس في الصفحة الثانية ركن خاص بها من الجريدة‪ ،‬و كانت تعتمد‬
‫على مراسلها الذي يوقع مقاالته باسم هو "الهادي"(‪ )2‬و الذي كان يرسل بشكل مستمر‬
‫ما يجري في تونس من أحداث سياسية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬فكرية ثقافية‪ ...،‬إلخ‪،‬‬

‫و تجدر اإلشارة إلى أن جريدة "الزهرة" التونسية كانت تمثل أهم مصدر خبري لجريدة األمة‬
‫فيما يتعلق بتونس‪ ،‬حيث كانت كثيرة النقل عنها‪.‬‬

‫إضافة إلى هذا فإن ألبي اليقظان عالقات وطيدة مع الصحافيين التونسيين و العكس‪ ،‬فقد‬
‫كانت الصحافة التونسية كثي ار ما تشيد به أخبارنا و عند زيارته لتونس كان له استقبال خاص‬
‫و نقل هذا الخبر في جريدة األمة و الزهرة‪ ،‬و النديم لحسين الجزيري‪.‬‬

‫‪1‬أنظر‪ :‬أبو اليقظان‪ ،‬على هامش حوادث المغرب إذا كان العدل أساس الملك فالعسف ماذا‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد ‪،143‬‬
‫(‪ ،)1937/11/09‬السنة ‪ ،3‬ص‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫يرجح محمد ناصر أنه للهادي محجوب من تونس‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و لقد نقلت جريدة األمة أخبار تونس بشيء من التفصيل و اإلستم اررية ففي العدد ‪08‬‬
‫الصادر بتاريخ (‪ )1934/11/06‬و الذي تتبعت فيه الحوادث الدامية التي جرت و أدت‬
‫إلى تعطيل الصحف التونسية و إغالق نوادي الحزب الدستوري كما نقلت قضايا‬
‫و اهتمامات أخرى(‪.)1‬‬

‫‪ ‬ط اربلس‪:‬‬

‫كل ما كان ينشر في جريدة األمة حول طرابلس كان مرتبطا بقلم سليمان باشا الباروني‬
‫الذي تعددت مقاالته إلى جانب البشير السعداوي الذي كان عادة ما يكتب مطالب طرابلس‪.‬‬

‫أما بالنسبة لباقي الدول العربية المشرقية األخرى فقد كان لها نصيب في جريدة األمة‪ ،‬فنجد‬
‫مثال أن مصر حظيت بـ ‪ 46‬مقاال حول ما كان يدور فيها من أحداث و سوريا كان لها‬
‫نصيب ‪ 13‬مقاال في مختلف األعداد و حول مواضيع متنوعة‪ ،‬و العراق ‪ 11‬مقاال و العربية‬
‫السعودية ‪ 16‬مقاال و لبنان ‪ 9‬مقاالت و عمان ‪ 6‬مقاالت إلى جانب اإلهتمام باليمن‬
‫و زنجبار‪.‬‬

‫هذا و قد عالجت جريدة األمة قضايا عربية مشرقية مشتركة وصلت إلى ‪ 46‬مقاال في شتى‬
‫المجاالت‪.‬‬

‫و بذلك تكون جريدة األمة قد عالجت ما مجموع ‪ 252‬مقاال عن المشرق العربي الحصة‬
‫الكبرى فيها لفلسطين بـ ‪ 104‬مقال‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫من هذه اإلهتمامات مقاالت بعنوان‪ - :‬تونس تعانق شقيقتها الجزائر‬
‫‪ -‬تكريم األستاذ أبا اليقظان بتونس‬
‫‪ -‬فضالء الزيتونيين يخطون خطوة موفقة بتأسيس جمعية الرابطة الزيتونية‬
‫‪ -‬السياسة الرشيدة تحل محل التعسف و اإلرهاب بتونس‬
‫‪ -‬فضائح وحشية بالجنوب التونسي‬
‫‪ -‬وصول الثعالبي إلى تونس ‪...‬إلخ‬
‫‪78‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬القضايا الدولية العامة‪:‬‬

‫لم ينحصر اهتمام جريدة األمة بالقضايا العربية و اإلسالمية فقط‪ ،‬و إنما تعدى ذلك‬
‫إلى متابعة القضايا الدولية العامة و جعلت القارئ على اطالع دائم على ما يدور‬
‫من أحداث عالمية(‪.)1‬‬

‫و أهم صفة بارزة في هذه القضايا الدولية التي عالجتها جريدة األمة كانت تدور‬
‫في معظمها حول الظروف التي سبقت الحرب العالمية الثانية‪ ،‬أو كانت تمهيدا لها‬
‫و هي الظروف التي لم يكن الوطن العربي بمنأى عنها‪.‬‬

‫و من هذه الظروف الدولية كانت الحرب اإليطالية الحبشية و في أعداد كثيرة و مستمرة‬
‫و مفصلة‪ ،‬و أكثر من ذلك كانت جريدة األمة تعلق عليها و تقف إلى جانب األحباش‬
‫و الشرعية في الدفاع عن وطنهم‪ ،‬و فضح سياسة التوسع اإلستعماري اإليطالي‪.‬‬

‫و من المقاالت حول الحبشة نجد‪ :‬النزاع اإليطالي الحبشي (العدد ‪ ،)33‬لماذا تتحارب‬
‫إيطاليا مع الحبشة (العدد ‪ ،)34‬أسرار تدخل اليابان في القضية الحبشية (العدد ‪،)36‬‬
‫الخالف الطلياني (كذا) الحبشي‬

‫(العدد ‪ ،)37‬نهضة مسلمي الحبشة (العدد ‪ ،)39‬الخطط العسكرية اإليطالية بالحبشة (العدد‬
‫‪ ،)40‬مشكلة الحبشة و إيطاليا (العدد ‪.)41‬‬

‫و هناك مقاالت كثيرة في مختلف أعداد الجريدة حول الحبشة في صراعها مع إيطاليا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.279‬‬
‫‪79‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و اهتمت جريدة األمة أيضا بنقض هتلر لمعاهدة "لوكارنو" و تابعت مواقف الحكومة‬
‫الفرنسية و اإلنجليزية من هذه التطورات‪ ،‬باإلضافة إلى اهتمامها بالثورة في إسبانيا‬
‫و ما ترتب عنها من عراقيل سياسية داخلية و خارجية‪ ،‬و تتبعت مؤامرات اليهود في أوروبا‬
‫و إيطاليا و ما يشكله من خطر‪ ،‬و الشيء المييز في تتبع األمة لألحداث العالمية أنها كانت‬
‫تنهي المقاالت بتعليقات الجريدة و التي عادة ما كانت تقف إلى جانب الحركات الهادفة إلى‬
‫التح رر و محاربة اإلستبداد مهما كان مصدرها و نوعها و تتطلع إلى السلم العالمي‬
‫و تحقيق النظرة اإلنسانية بصراحة ودون انحياز‪ ،‬كما نددت الجريدة بسياسة هتلر‬
‫و موسيليني(‪.)1‬‬

‫و من هذه المقاالت حول القضايا الدولية نجد‪ :‬السلم األوروبي في كفة ميزان‪ ،‬معضلة‬
‫الحبشة تحشر أوروبا في مضيق الخطر‪ ،‬روسيا و عصبة األمم‪...‬إلخ‪ ،‬و هي مقاالت تنبأت‬
‫فيها جريدة األمة بنشوب حرب عالمية ثانية‪ ،‬و توحي بالظرف الصعب الذي يهدد السلم‬
‫العالمي‪،‬‬

‫و قد برز في هذه المقاالت التي هي ذات الطابع السياسي (البكري)(‪ )2‬الذي تابع هذه‬
‫األحداث من خالل الصحافة الفرنسية إلى جانب النقل من قبل عن الزهرة التونسية و الفتح‬
‫و الشباب المصرية و األهرام و بعض الصحف المشرقية األخرى‪ ،‬كما كانت في آخر‬
‫أعدادها على اتصال بوكالة الشرق العربي التي أنشأها حبيب حاماتي في مصر(‪.)3‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر ‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.280‬‬
‫‪2‬‬
‫البكري‪ :‬هو بكلي عبد الرحمان بن عمر و كان ذا ثقافة فرنسية و يعرب المقاالت الصادرة في صحفها و تنشر في‬
‫األمة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد ناصر ‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.281‬‬
‫‪80‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ ‬قضايا الفكر و الثقافة‪:‬‬

‫مهما كان ميل جريدة األمة إلى التيار اإلصالحي أو النشاط السياسي اإلقليمي و الوطني‬
‫و العربي و العالمي فإنها لم تفرط في جانب الفكر و الثقافة و األدب‪ ،‬فهي اهتمامات‬
‫منتشرة بين األعداد ‪ ،170‬فنجد تقريبا في كل عدد شعر حول قضية معينة تماشيا‬
‫مع األحداث‪ ،‬كما كانت تعرف بكتاب جديد أو بجريدة ذات قيمة‪...‬إلخ(‪.)1‬‬

‫و مادتها كانت متنوعة بين مقال و شعر‪ ،‬و تحقيق و خبر‪ ،‬و خواطر‪ ،‬فقد كانت جريدة‬
‫متنوعة حقا و تخدم كل الطبقات في المجتمع على تنوع اهتماماتها‪.‬‬

‫إلى جانب اعتمادها على كتابها الدائمين من أمثال‪ :‬أبو اليقظان‪ ،‬سعيد‪ ،‬البكري‪ ،‬اعتمدت‬
‫على شعراء مثل‪ :‬رستمي بكير‪ ،‬محمد السعيد الزاهري‪ ،‬بلقاسم بن سيدي أوراق‪ ،‬مفدي زكريا‪،‬‬
‫الشيخ بيوض أبو الحسن‪ ،‬علي بن صالح‪ ،‬عثمان بن الحاج‪ ،‬مبارك بن جلواح العباسي‪،‬‬
‫أحمد بن الحاج يحي‪ ،‬عمر بن عيسى بن إبراهيم‪ ،‬عيسى بن عبيد اهلل و غيرهم‪.‬‬

‫و من المغرب المذكورين سابقا مثل‪ :‬محمد المقري (ابن الشعب)‪ ،‬و محمد الهادي التازي‪،‬‬
‫المكي بن إدريس العمراوي‪ ،‬و من تونس الشاعر الكبير الشاذلي خزندار و من طرابلس‬
‫سليمان الباروني الذي كان يبعث بمقاالته من منفاه في عمان و بغداد(‪.)2‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر ‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪81‬‬
‫أبي اليقظان و جريدة األمة (‪)1938-1933‬‬ ‫الفصل الثاني‬

‫و من مصر‪ :‬العربي الحزين‪ ،‬محمد الصالح الكتاني‪ ،‬محمد النجمي‪ ،‬و هكذا "استطاعت‬
‫أن تكون جريدة األمة بأعدادها الـ ‪ 170‬تعبر عن آمال و آالم األمة العربية اإلسالمية ليس‬
‫في الجزائر فحسب بل في الوطن العربي كافة‪ ،‬و كرست جهدا ملحوظا لخدمة الفكر‬
‫و الثقافة و األدب"(‪.)1‬‬

‫و مما سبق يتضح أن جريدة األمة ناضلت فعال في سبيل بناء الشخصية الوطنية‬
‫الجزائرية و اهتمت بالقضايا الخارجية سواء السياسية أو الثقافية و ذلك وفق منهج محدد‬
‫من صدور أول عدد سنة ‪ 1933‬إلى آخر عدد سنة ‪ 1938‬و في شكل و إخراج مميز‬
‫أيضا رغم الظروف التي أنشأت فيها و ما تعرضت إليه من صعوبات و عراقيل‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫محمد ناصر‪ ،‬أبو اليقظان و جهاد الكلمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪82‬‬
‫خامتة‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫كإجابة على اإلشكالية المطروحة من خالل بحثنا بعد هذه الدراسة التي تدور حول‬
‫الحركة اإلصالحية من خالل جريدة األمة للشيخ إبراهيم أبي اليقظان (‪)1938 – 1934‬‬
‫توصلنا إلى مجموعة استنتاجات عامة حول شخصية أبي اليقظان و الجهودات اإلصالحية‬
‫التي قام بها من خالل جريدة األمة تمثلت في ‪:‬‬

‫أن الحركة اإلصالحية كانت تدعو إلى إحياء التراث العربي و تنادي بالمحافظة‬
‫على مقومات األمة من لغة ودين وعروبة ووحدة وتاريخ وتمسك بأمجاد العروبة و اإلسالم ‪،‬‬
‫وقد ظلت تدعو إلى تصحيح العقيدة وتبرز محاسنها وتحث على اإلعتصام بها ألنها السبيل‬
‫الوحيد لخالص األمة من المكائد ضدها‪ ،‬وأن أعالمها اتخذوا من الكلمة سالحا يجاهدون‬
‫به العدو و يواجهونه ‪ ،‬فالمنهج اإلصالحي هو وحده كفيل بتخليص األمة من اإلستعمار‬
‫ومن مخلفاته وهو خ ير معين يعين المصلح على بعث القيم االخالقية التي تصنع الشخصية‬
‫العربية اإلسالمية وتحقق التغيير وتبني الثورة ‪.‬‬

‫برز إبراهيم أبو اليقظان في جريدة األمة كأحد أقطاب اإلصالح الداعي للعودة‬
‫إلى أصول اإلسالم عن طريق الدعوة و اإلرشاد ‪،‬والتوجيه األخالقي ومعالجة القضايا‬
‫اإلجتماعية مرك از على التعليم العربي اإلسالمي خارج دوائر السلطات اإلستعمارية ‪.‬‬
‫وهو من المهتمين بالقضايا الوطنية والعربية اإلسالمية ‪،‬وبرز كخطيب وهو األسلوب‬
‫الذي غلب على جل مقاالته كونه رجل فكر وثقافة عربية إسالمية ‪،‬فضل الوصول‬
‫إلى مبتغاه عن طريق إنشاء صحافة تعبر عن همومه وآالمه والتي هي آالم كل المسلمين ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ولعل كل هذا قد تجسد في جريدة األمة التي هي األخرى كانت إنطالقتها إنطالقة‬
‫إصالحية ‪ ،‬إلى أن وصلت إلى نهاية سياسية أين أصبحت تطرح وتعالج القضايا السياسية‬
‫في المشرق والمغرب وهذا ما يجعلنا نأكد بان جريدة األمة أصبحت فعال منب ار ح ار لإلصالح‬
‫والسياسة و اإلستقالل ‪،‬واستطاعت من خالل هيئة تحريرها أن تحوي هذه المجاالت بكل‬
‫صدق ووفاء في الطرح والمعالجة خاصة إذا تعلق األمر باإلدارة الفرنسية أو القضايا‬
‫الحساسة التي كانت تطرحها أحيانا بكل جرأة وشجاعة ‪ ،‬وهذا المنهج الذي اتبعته األمة‬
‫ال يخرج عن المنهج الذي رسمه الشيخ أبي اليقظان في صحافته منذ بدايته ‪.‬‬

‫من خالل ذلك نجد أن جريدة األمة كانت جريدة شاملة لجميع القضايا المحلية أو العربية‬
‫و اإلسالمية حيث كانت متنفس حقيقي لقرائها سواء في الجزائر أو الدول المجاورة ‪،‬‬
‫و األماكن التي تمكنت من الوصول إليها رغم العراقيل والصعوبات التي اعترضتها ‪.‬‬

‫وهكذا أصبحت جريدة األمة من المدافعين عن وحدة األقطار العربية وعدم المساس بها‬
‫مهما زادت زادت أو افتعلت الخالفات ‪ ،‬حيث أوضحت الجريدة أن ما يدور حول الدول‬
‫العربية واإلسالمية هو نتيجة حتمية لظاهرة الضعف والتفرقة السياسية التي تمنع قيام الوحدة‬
‫التي بإمكانها التصدي لكل المحاوالت الخارجية ‪.‬‬

‫عالجت جريدة األمة قضايا المغرب والمشرق العربيين بنوع من اإلحترافية لبلوغ غايتها‬
‫اإلصالحية وهي تحقيق الوحدة والحفاظ على الكيان السياسي العربي المسلم ‪ ،‬وقد ساهمت‬
‫من خالل ذلك في الرقي بالعالقات الثنائية متأثرة في ذلك بماكان يجري هناك من أحداث ‪،‬‬
‫وأثرت فيها بأن نورت العقول إلى السياسة اإلستعمارية وخطورتها على الوحدة العربية ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ومن ذلك أمكننا القول أن صحافة الشيخ أبو اليقظان من مصادر تاريخ المشرق والمغرب‬
‫العربيين ‪ ،‬والتي وجب اإلهتمام بها في هذا اإلتجاه واستغاللها لتكون مصدر هام في تاريخ‬
‫اإلصالح ‪.‬‬

‫و قد فتح هذا البحث أفاقا جديدة أخرى من جوانب وزوايا متعددة سواء في شخصية أبي‬
‫اليقظان أو جريدة األمة‪ ،‬ومنها مواضيع كثيرة تستحق الدراسة مستقبال على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ -‬المشرق العربي اإلسالمي من خالل جريدة األمة ألبي اليقظان‬


‫‪ -‬قضية فلسطين في جريدة األمة‬
‫‪ -‬الوحدة العربية في صحافة أبي اليقظان‬
‫‪ -‬مصر من خالل جرائد أبي اليقظان‬

‫‪86‬‬
‫املالحق‬
‫ملحق ‪ :01‬كتاب جريدة األمة (األسماء الحقيقية و المستعارة) ‪1938 -1933‬‬

‫عدد‬ ‫عدد‬
‫اسم الكاتب‬ ‫اسم الكاتب‬
‫المقاالت‬ ‫المقاالت‬
‫‪01‬‬ ‫أبو بكر مكوار‬ ‫‪10‬‬ ‫سليمان الباروني‬
‫‪07‬‬ ‫المكي بن دريس العمراوي‬ ‫‪01‬‬ ‫محمد علي شالوالة‬
‫‪05‬‬ ‫زهير الزاهري‬ ‫‪01‬‬ ‫أحمد أمين‬
‫‪02‬‬ ‫أعزام‬ ‫‪01‬‬ ‫اللواء أحمد‬
‫‪01‬‬ ‫بو عناني عمر‬ ‫‪01‬‬ ‫الحبيب ثامر‬
‫‪01‬‬ ‫مسلم زي الزفت‬ ‫‪01‬‬ ‫أبو زكرياء‬
‫‪01‬‬ ‫أبو العباس الهاشمي‬ ‫‪12‬‬ ‫بيوض ابراهيم (أفلح)‬
‫‪01‬‬ ‫أبو العيون‬ ‫‪02‬‬ ‫عثمان بن غضبان‬
‫‪01‬‬ ‫أبو الوفاء‬ ‫‪02‬‬ ‫القسنطيني‬
‫‪01‬‬ ‫محمد سالمة‬ ‫‪05‬‬ ‫أبو الحسن‬
‫‪01‬‬ ‫خليل سعادة‬ ‫‪02‬‬ ‫أبو العالء‬
‫‪01‬‬ ‫ابن سلحة الرشيد‬ ‫‪01‬‬ ‫الكاتب العام (محمد سومر)‬
‫‪01‬‬ ‫محمد عبابسة‬ ‫‪01‬‬ ‫عماني حر‬
‫‪01‬‬ ‫محمد بن عبد اهلل‬ ‫‪03‬‬ ‫محمد عبد الهادي التازي‬
‫‪01‬‬ ‫بشارة الخوري‬ ‫‪02‬‬ ‫ادريس بن محمد‬
‫‪02‬‬ ‫محمد الكيور العبادي‬ ‫‪01‬‬ ‫عبد الجبار بن محمد‬
‫‪01‬‬ ‫أحمد الصافي‬ ‫‪01‬‬ ‫عبد الجبار اإلدريسي‬
‫‪01‬‬ ‫محمد العيد‬ ‫‪04‬‬ ‫عبد اهلل زرقون‬
‫‪01‬‬ ‫عثمان بن الحاج‬ ‫‪04‬‬ ‫أبو عامر قاسم‬
‫‪02‬‬ ‫محمد حسين هيكل‬ ‫‪01‬‬ ‫محمد فاضل اسماعيل‬
‫‪01‬‬ ‫الحزبي‬ ‫‪01‬‬ ‫فؤاد حمزة‬
‫‪01‬‬ ‫عبد الحميد‬ ‫‪01‬‬ ‫محمد علي ماهر‬
‫‪01‬‬ ‫محمد األخضر العبادي الطرابلسي‬ ‫‪01‬‬ ‫سليم صليبا‬
‫‪01‬‬ ‫إيليا أبو ماضي‬ ‫‪17‬‬ ‫محمد علي الطاهر‬
‫‪01‬‬ ‫محمد بن السعيد‬ ‫‪01‬‬ ‫د‪ .‬البشير‬
‫‪01‬‬ ‫عبد اللطيف أبو السمح‬ ‫‪01‬‬ ‫ميمون‬
‫‪06‬‬ ‫عبد اللطيف علي القنطري‬ ‫‪01‬‬ ‫الزبير‬

‫‪88‬‬
‫ملحق ‪ :01‬كتاب جريدة األمة (األسماء الحقيقية و المستعارة) ‪1938 -1933‬‬

‫‪01‬‬ ‫حامد المليجي‬ ‫‪01‬‬ ‫فتى اإلصالح‬


‫‪01‬‬ ‫عماني‬ ‫‪01‬‬ ‫مراسلكم‬
‫‪01‬‬ ‫خير الدين (ج ع م ج)‬ ‫‪01‬‬ ‫الحاج جهينة‬
‫‪01‬‬ ‫المعولي العماني‬ ‫‪02‬‬ ‫يحي أحمد الدريدي‬
‫‪01‬‬ ‫فرحات بن الدراجي‬ ‫‪01‬‬ ‫علي بن أحمد مرحوم‬
‫‪01‬‬ ‫خليل مفرح‬ ‫‪01‬‬ ‫معافة صالح‬
‫‪01‬‬ ‫سعيد البيباني‬ ‫‪02‬‬ ‫أحمد بن الحاج يحي‬
‫‪01‬‬ ‫محمد العربي‬ ‫‪02‬‬ ‫ناقد‬
‫‪01‬‬ ‫أمحمد محمود رضوان‬ ‫‪01‬‬ ‫عمر صديقي بهاء األميري‬
‫‪02‬‬ ‫جبالي الحسني (جبلي)‬ ‫‪01‬‬ ‫تلميذ المفكرين‬
‫‪01‬‬ ‫بن خالد سليمان‬ ‫‪01‬‬ ‫ابراهيم بن أحمد‬
‫‪01‬‬ ‫سلطان بن عمر‬ ‫‪01‬‬ ‫أحمد بن عمر‬
‫‪01‬‬ ‫اإلمام الخليل محمد بن عبد اهلل سعيد‬ ‫‪01‬‬ ‫فضيلة الشيخ جامع األزهر‬
‫‪01‬‬ ‫علي بن سليمان (تلميذ بالجامع األخضر)‬ ‫‪01‬‬ ‫الحاج ظاهر محمد بن الحاج يحي‬
‫‪01‬‬ ‫محمد بن يحي‬ ‫‪01‬‬ ‫بكوش‬
‫‪01‬‬ ‫بن زروق‬ ‫‪01‬‬ ‫عالن محمد‬
‫‪01‬‬ ‫علي بلحاج بن صالح‬ ‫‪01‬‬ ‫أبو نصر‬
‫‪01‬‬ ‫بودي صالح‬ ‫‪01‬‬ ‫عبد الحفيظ الثعالبي‬
‫‪01‬‬ ‫محمد علي الحداد‬ ‫‪03‬‬ ‫المغرم‬
‫‪01‬‬ ‫الحاج جلول بدور‬

‫المصدر‪ :‬جريدة األمة‬

‫‪89‬‬
‫ملحق ‪ :02‬بعض الكتاب المشارقة و المغاربة في جريدة األمة ألبي اليقظان‬

‫الكتاب المغاربة‬ ‫الكتاب المشارقة‬


‫ابن الشعب (محمد القري مراسل صحف أبي‬ ‫محمد الصالح الكتاني (شاعر مصري)‬
‫اليقظان من فاس بالمغرب)‬ ‫محمد النجمي من مصر (شاعر)‬
‫محمد عبد الهادي الثاني من فاس‬ ‫العربي الحزين‬
‫أبو بكر مكوار (المغرب)‬ ‫محمد حسين هيكل‬
‫أبو العالء (فاس)‬ ‫شكيب أرسالن‬
‫المكي بن ادريس العمراوي (المغرب)‬ ‫أمين الحسيني‬
‫محمد عبد الهادي التازي (المغرب)‬ ‫خير الدين الزركلي‬
‫سالم عبد اهلل (المغرب)‬ ‫مصطفى السباعي‬
‫محمد بن عبد اهلل (المغرب)‬ ‫أحمد أمين‬
‫سليمان الباروني‬ ‫عماني حر‬
‫الحبيب ثامر‬ ‫إيليا أبو ماضي‬
‫عبد الحميد بن باديس‬ ‫محب الدين الخطيب‬
‫مصالي الحاج‬ ‫أحمد حسن الزيات‬
‫الشيخ خير الدين‬ ‫شيخ األزهر‬
‫مبارك الميلي‬
‫محمد السعيد الزاهري‬
‫زهير الزاهري‬
‫فرحات عباس‬
‫محمد العيد آل خليفة‬
‫مفدي زكرياء‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ملحق ‪ :03‬قائمة األسماء المستعارة و أسماء أصحابها الحقيقيين في صحافة أبي اليقظان‬

‫اإلسم الحقيقي‬ ‫اإلسم المستعار‬ ‫اإلسم الحقيقي‬ ‫اإلسم المستعار‬


‫شريفي السعيد (الشيخ عدون)‬ ‫عدون‬ ‫محمد القري (فاس)‬ ‫ابن الشعب‬
‫بن يوسف سليمان بن داود‬ ‫عباس‬ ‫عمر بن قدور الجزائري‬ ‫أبو الحفص األصلع‬
‫الغريب عبد الرحمان‬ ‫غ‪.‬ع‬ ‫علي بن صالح أبو الحسن‬ ‫أبو الحسن‬
‫الفرقد (بوجناح سليمان)‬ ‫ف‪...‬‬ ‫الشيخ بيوض ابراهيم‬ ‫أفلح‬
‫مفدي زكرياء‬ ‫فتى المغرب‬ ‫الشيخ بيوض ابراهيم‬ ‫أياس‬
‫مفدي زكرياء‬ ‫فتى الوادي‬ ‫أبو اليقظان‬ ‫أنا‬
‫مفدي زكرياء‬ ‫فتى ميزاب‬ ‫بكلي عبد الرحمان بن عمر‬ ‫البكري‬
‫بن الشيخ قاسم بن الحاج‬ ‫قاسم‬ ‫حمزة بوكوشة‬ ‫حمزة‬
‫عيسى‬
‫بوراس عبد اهلل‬ ‫الكاملي‬ ‫مفدي زكرياء‬ ‫ديك الجن‬
‫حمو بن عمر لقمان (سليمان‬ ‫لقمان‬ ‫أبو اليقظان‬ ‫رقيب‬
‫بوعصبانة)‬
‫مصباح نوح‬ ‫نوح‬ ‫شريفي السعيد (الشيخ‬ ‫سعيد‬
‫عدون)‬
‫يمكن أن يكون الهادي‬ ‫الهادي‬ ‫الطرابلسي محمد الحاج بن‬ ‫الطرابلسي‬
‫محجوب (تونس)‬ ‫ابراهيم (جزائري)‬
‫مبارك الميلي‬ ‫الهاللي‬ ‫بكلي عبد الرحمان بن عمر‬ ‫عبد الرحمان‬
‫أبو اليقظان‬ ‫دون امضاء‬ ‫الغريب عبد الرحمان‬ ‫عبد الرحمان بن‬
‫الحاج‬

‫‪91‬‬
‫ملحق ‪ :04‬بعض الجرائد الجزائرية التي عاصرت جريدة األمة (الجرائد العربية)‬

‫تاريخه‬ ‫مكان صدورها‬ ‫ادارتها أو رئيس تحريرها‬ ‫اسم الجريدة‬


‫‪1919‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫عبد الحفيظ بن الهاشمي‬ ‫جريدة النجاح‬
‫‪1935‬‬ ‫الجزائر ثم قسنطينة‬ ‫العقبي ثم الميلي (ح ع م ج )‬ ‫مجلة البصائر‬
‫‪1925‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫عبد الحميد بن باديس (بوشمال)‬ ‫الشهاب‬
‫‪1923‬‬ ‫الجزائر‬ ‫مصطفى حافظ‬ ‫لسان الدين‬
‫‪1933‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫الطيب العقبي و الزاهري ( ج ع م ح)‬ ‫السنة‬
‫‪1933‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫جماعة من الشباب اإلصالحي‬ ‫الجحيم‬
‫‪1933‬‬ ‫الجزائر‬ ‫مفدي زكرياء‪ ،‬با سعيد‪ ،‬عدون (ج الوفاق)‬ ‫الحياة‬
‫‪1933‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫الزاهري و العقبي (ج علماء)‬ ‫الشريعة‬
‫‪1933‬‬ ‫الجزائر‬ ‫عبد الرحمان غريب‬ ‫الحارس‬
‫‪1933‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫الزاهري و العقبي (ج علماء)‬ ‫الصراط‬
‫‪1934‬‬ ‫الجزائر‬ ‫عبابسة األخضري‬ ‫الثبات‬
‫‪1934‬‬ ‫قسنطينة‬ ‫محمد بن العابد الجاللي‬ ‫أبو العجائب‬
‫‪1935‬‬ ‫البليدة‬ ‫موسى خداوي‬ ‫الفضيلة‬
‫‪1936‬‬ ‫الجزائر‬ ‫علي بن سعد‬ ‫الليالي‬
‫‪1936‬‬ ‫الجزائر‬ ‫بجو محمد الطاهر‬ ‫سيدي هنيني‬
‫‪1937‬‬ ‫الجزائر‬ ‫مفدي زكرياء (حزب الشعب)‬ ‫الشعب‬
‫‪1937‬‬ ‫وهران‬ ‫حمزة بوكوشة‬ ‫المغرب العربي‬
‫‪1937‬‬ ‫الجزائر ثم قسنطينة‬ ‫حسن الوارزقي‬ ‫الميدان‬
‫‪1937‬‬ ‫البليدة‬ ‫أبو العالء بكير بن الحاج سليمان‬ ‫الروح‬
‫‪1938‬‬ ‫وهران‬ ‫محمد السعيد الزاهري (الكتلة اإلسالمية)‬ ‫الوفاق‬
‫‪1938‬‬ ‫الجزائر‬ ‫ع الحفيظ و عبد القادر القاسمي (‪).....‬‬ ‫الرشاد‬
‫‪1938‬‬ ‫الجزائر‬ ‫محمد بن الحنفية‬ ‫المنجنيق‬

‫‪92‬‬
‫قائمة‬
‫الببليوغرافيا‬
‫ببليوغرافيا‪:‬‬

‫‪ )1‬المصادر‪:‬‬
‫‪ .1‬أحمد أمين‪ ،‬زعماء اإلصالح في العصر الحديث‪ ،‬مكتبة النهضة المصرية‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪.1971 ،‬‬
‫‪ .2‬البشير اإلبراهيمي محمد‪ ،‬سجل مؤتمر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين‪،‬‬
‫قسنطينة‪.1935 ،‬‬
‫‪ .3‬البصائر‪ ،‬العدد ‪ 27( ،1‬ديسمبر ‪ ،)1935‬السنة ‪.1‬‬
‫‪ .4‬بكلي‪ ،‬مسيرة اإلصالح في جيل ‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬غرداية‪.2004 ،‬‬
‫‪ .5‬جريدة األمة (‪ 170‬عدد)‪.‬‬
‫‪ .6‬حماني أحمد‪ ،‬صراع السنة و البدعة‪ ،‬ج‪ ،2‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪.1984 ،‬‬
‫‪ .7‬خير الدين محمد‪ ،‬مذكرات الشيخ محمد خير الدين‪ ،‬ج‪ ،1‬مطبعة دحلب‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫‪ .8‬دبوز محمد علي‪ ،‬أعالم اإلصالح في الج ازئر‪ ،‬ج‪ ،3‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪.1978 ،‬‬
‫‪ .9‬دبوز محمد علي‪ ،‬نهضة الجزائر و ثورتها المباركة‪ ،‬ج‪ ،2‬المطبعة العربية‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫الجزائر‪.1971 ،‬‬
‫دي طرازي‪ ،‬الفيكونت فيليب‪ ،‬تاريخ الصحافة العربية‪ ،‬ج‪ ،4‬المطبعة‬ ‫‪.10‬‬
‫األمريكانية‪ ،‬بيروت‪.1933 ،‬‬
‫سنوسي محمد الهادي‪ ،‬شعراء الجزائر في العصر الحديث‪ ،‬ج‪ ،1‬مكتبة‬ ‫‪.11‬‬
‫العرب‪ ،‬تونس‪ ،‬ط‪.1926 ،1‬‬
‫سيف اإلسالم الزبير‪ ،‬تاريخ الصحافة في الجزائر‪ ،‬ج‪ ،6‬المؤسسة الوطنية‬ ‫‪.12‬‬
‫للكتاب‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر‪.1985 ،‬‬
‫الشهاب‪ ،‬العدد ‪ 30( 103‬جوان ‪)1927‬‬ ‫‪.13‬‬

‫‪100‬‬
‫فرصوص أحمد‪ ،‬الشيخ أبو اليقظان كما عرفته‪ ،‬دار البعث‪ ،‬قسنطينة‪،‬‬ ‫‪.14‬‬
‫الجزائر‪.1991 ،‬‬
‫فلوسي مسعود‪ ،‬موجز حياة و أعمال الشيخ محمد الغسيري‪ ،‬األرشيف الوالئي‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫قسنطينة‪.‬‬
‫الكاملي عبد اهلل بن محمد‪ ،‬أبو اإلسحاق إبراهيم أطفيش‪ ،‬مطبعة الشهاب‪،‬‬ ‫‪.16‬‬
‫قسنطينة‪.1966 ،‬‬
‫‪ )2‬المراجع‪:‬‬
‫‪ .1‬أديب مروة‪ ،‬الصحافة العربية‪ ،‬نشأتها و تطورها‪ ،‬بيروت‪ ،‬منشورات دار مكتبة الحياة‪،‬‬
‫ط‪.1961 ،1‬‬
‫‪ .2‬بن سمينة محمد‪ ،‬في األدب الجزائري الحديث‪ ،‬النهضة األدبية الحديثة في الجزائر‪،‬‬
‫مؤثراتها‪ ،‬بدايتها‪ ،‬مراحلها‪ ،‬مطبعة الكاهنة‪ ،‬الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪ .3‬خرفي صالح‪ ،‬الشعر الجزائري الحديث‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪ ،‬د‪.‬ط‪،‬‬
‫‪.1984‬‬
‫‪ .4‬ركيبي عبد اهلل‪ ،‬الشعر الديني الجزائري الحديث‪ ،‬ج‪ ،1‬الشركة الوطنية للنشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ .5‬زوزو عبد الحميد‪ ،‬األوراس إبان اإلستعمار الفرنسي‪ ،‬ج‪ ،2‬التطورات السياسية‬
‫و اإلقتصادية و اإلجتماعية‪ ،)1939-1937( ،‬ترجمة الحاج مسعود‪ ،‬دار هومة‬
‫للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬ط‪.2009 ،1‬‬
‫‪ .6‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬الحركة الوطنية الجزائرية‪ ،‬ج‪ ،3‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪.80‬‬
‫‪ .7‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬تاريخ الجزائر الثقافي‪ ،‬مج‪ ،7‬بيروت‪ ،‬دار العرب اإلسالمي‪،‬‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ .8‬سعد اهلل أبو القاسم‪ ،‬دراسات في األدب الحديث‪ ،‬الد ار التونسية للنشر‪ ،‬المؤسسة‬
‫الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.1985 ،‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ .9‬صاري أحمد‪ ،‬شخصيات و قضايا من تاريخ الجزائر‪ ،‬المطبعة العربية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2004‬‬
‫عبد القادر فضيل و محمد الصالح رمضان‪ ،‬أمام الجزائر عبد الحميد بن‬ ‫‪.10‬‬
‫باديس‪ ،‬دار األمة للجزائر‪ ،‬ط‪ ،1‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫فضالء محمد الحسن‪ ،‬المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحرفي‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ج‪،1‬‬ ‫‪.11‬‬
‫القطاع القسنطيني‪ ،‬دار األمة‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫مرتاض عبد المالك‪ ،‬أدب المقاومة الوطنية في الجزائر (‪،)1962-1830‬‬ ‫‪.12‬‬
‫رصد لصورة المقاومة في النثر الفني‪ ،‬الجزائر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬منشورات المركز الوطني‬
‫للدراسات و البحث في الحركة الوطنية و ثورة أول نوفمبر ‪.2003 ،1954‬‬
‫النشاط العلمي و الفكري و المهاجرين الجزائريين لتونس‪،1962-1900 ،‬‬ ‫‪.13‬‬
‫الدار العربية للكتاب‪.1983 ،‬‬
‫‪ )3‬المذكرات‪:‬‬

‫زكية منزل عزابة‪ ،‬لفكر اإلسالمي عند الشيخ أبي اليقظان‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة األمير‬
‫عبد القادر للعلوم اإلسالمية‪.2001 ،‬‬

‫‪ )4‬المقاالت‪:‬‬
‫‪ .1‬أبو اليقظان‪« ،‬األمة تعود بعد اإلحتجاب»‪ ،‬األمة‪ ،‬العدد ‪ 25( 2‬سبتمبر ‪،)1934‬‬
‫السنة ‪ ،1‬مقال افتتاحية المرحلة األولى‬
‫‪ .2‬أبو اليقظان‪« ،‬موجة اإلصالح الديني و العلمي للقطر الجزائري»‪ ،‬جريدة البصائر‪،‬‬
‫العدد ‪ 27( ،1‬ديسمبر ‪ ،)1935‬السنة ‪.1‬‬

‫‪102‬‬
‫‪ )5‬المجالت‪:‬‬
‫‪ .1‬الجابري محمد الصالح‪" ،‬المؤرخ الجزائري امبارك الميلي‪ ،‬الصحافة التونسية"‪ ،‬مجلة‬
‫الثقافة‪ ،‬العدد ‪.102‬‬
‫‪ .2‬رغداء محمد أديب زيان‪" ،‬محمد السعيد الزاهري و كتابة اإلسالم في حاجة إلى دعاية‬
‫و تبشير"‪ ،‬مجلة التراث العربي‪ ،‬العدد ‪ ،106‬دمشق‪ ،2007 ،‬السنة ‪.27‬‬
‫‪ .3‬صفصاف عبد الكريم‪" ،‬جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و دورها في تطور الحركة‬
‫الوطنية الجزائرية ‪ ،" 1945 -1931‬دار البعث للطباعة و النضر‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬مجلة‬
‫الموافقات‪ ،‬العدد ‪ ،3‬جوان ‪.1994‬‬
‫‪ .4‬ناصر محمد‪" ،‬أبو اليقظان و القضايا العربية و اإلسالمية"‪ ،‬مجلة الثقافة‪ ،‬العدد ‪،22‬‬
‫أوت‪ +‬سبتمبر ‪.1974‬‬
‫‪ )6‬الملتقيات‪:‬‬

‫ملتقى الشيخ أبو اليق ظان و قضايا اإلسالم و المسلمين في العالم‪ ،‬تنظيم جمعية أبي اليقظان‬
‫الفتية لذكرى وفاته (‪ )38‬بالعاصمة‪.‬‬

‫‪ )7‬المصادر األجنبية‪:‬‬
‫‪1. Claude gallot, le régime juridique de la presse musulmane‬‬
‫‪algérienne, dons le revue algérienne de sciences juridique‬‬
‫‪économique et politique N°2, 2eme trimestre, 1969.‬‬
‫‪2. Ihaddaden zohir, histoire de la presse indigène en Algérie‬‬
‫‪jusqu’en 1930, E.N.A.L, 1983.‬‬
‫‪ )8‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫الموسوعة الحرة‪www.wikipedia.org :‬‬

‫‪103‬‬
‫فهرس‬
‫فهرس المحتويات‪:‬‬

‫رقم الصفحة‬ ‫المضمون‬


‫‪09‬‬ ‫مقدمة‪..............................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الحركة اإلصالحية في الجزائر (‪....................)1940-1930‬‬
‫‪15‬‬ ‫أهداف الحركة اإلصالحية و نشاطها‪................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫بعض رواد الحركة اإلصالحية‪......................................‬‬
‫‪32‬‬ ‫شخصية أبو اليقظان‪...............................................‬‬
‫‪42‬‬ ‫قيم و مبادئ أبي اليقظان‪...........................................‬‬
‫‪43‬‬ ‫النشاط الفكري ألبي اليقظان‪........................................‬‬
‫‪44‬‬ ‫النشاط اإلصالحي ألبي اليقظان‪....................................‬‬
‫‪52‬‬ ‫جريدة األمة‪........................................................‬‬
‫‪64‬‬ ‫القضايا التي عالجتها جريدة األمة‪...................................‬‬
‫‪84‬‬ ‫خاتمة‪..............................................................‬‬
‫‪88‬‬ ‫المالحق‪...........................................................‬‬
‫‪95‬‬ ‫ببليوغرافيا‪..........................................................‬‬

‫‪105‬‬

You might also like