Professional Documents
Culture Documents
سلطة القاضي الجزائي في قبول وتقدير الدليل الرقمي
سلطة القاضي الجزائي في قبول وتقدير الدليل الرقمي
سلطة القاضي الجزائي في قبول وتقدير الدليل الرقمي
ملخص:
يعترب اإلثبات اجلنائي بالدليل الرقمي من أبرز مظاىر النظم القانونية احلديثة بعد أف أصبحت اجلردية ادلعلوماتية تشكل
ربديا خطريا نظرا لألضرار اليت ترتتب عليها سواء على اجلانب االقتصادي أو ادلايل أو األمين ،ويهدؼ ىذا البحث إىل بياف
خصوصية اإلثبات بالدليل الرقمي والصعوبات اليت تعرتض عملية تفتيش النظم اإللكرتونية وضبط الدليل بسبب اختالفو عن
غريه من األدلة من حيث طبيعتو التقنية وسهولة إخفائو وإمكانية إدراج كلمات السر دلنع الوصوؿ إىل الدليل ،شلا يصعب
عملية الضبط والتفتيش وبالتايل يصعب عملية احلصوؿ على دليل مقبوؿ أماـ القضاء اجلزائي.
وتوصلنا إىل أف الدليل الرقمي رغم صعوبة الوصوؿ إليو وضرورة توفر شروط معينة لقبولو كدليل يف ملف الدعوى إال
أنو يتمتع بصدقية كبرية تتجاوز أحيانا الدليل التقليدي نظرا لدقتو وطابعو العلمي والتقين ،فهو ديثل احلقيقة العلمية ،ورغم
ذلك تبقى حجيتو خاضعة للسلطة التقديرية للقاضي فهي اليت ربولو إىل حقيقة قضائية أو تنزع عنو صفة الدليل الصحيح .
كلمات مفتاحية:
اإلثبات اجلنائي ،الدليل الرقمي ،اجلردية ادلعلوماتية ،القضاء اجلنائي ،احلجية القانونية.
Abstract:
Criminal evidence in digital evidence is one of the most prominent manifestations of
modern legal systems after information crime has become a serious challenge due to the
damage it entails, bothThe economic, financial and security aspect, However, the
evidence of digital evidence is hampered by many difficulties due to the specificity of the
digital evidence, which is different from other evidence in terms of its technical nature
and the ease of hiding it This makes it difficult to inspect electronic systems and
therefore to obtain evidence acceptable to the criminal justice system.
876
Email : droit_alg@live.fr المؤلف المرسل :بلجراف سامية
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
We concluded that the digital evidence is difficult to access, and certain conditions must
be met for its acceptance as evidence in the case file However, it has great credibility
that sometimes exceeds the traditional evidence due to its accuracy and scientific and
technical nature, It represents the scientific fact, Despite this, his argument remains
subject to the judge’s discretionary power, and it turns into a judicial fact or strips him
of the right evidence.
Keywords:. Criminal Evidence, Digital Evidence, Informational Crime, Criminal
Justice, Legal Authenticity
مقدمة :
تشكل اجلرائم ادلعلوماتية ربديا أماـ األجهزة القضائية دلا تسببو ىذه اجلرائم من سلاطر وأضرار وهتديدات سبس رلاالت
حساسة عديدة ،ونظرا لطابعها اخلاص والتقين -فهي تتم يف بيئة غري مادية ال عالقة ذلا بادلستندات ،وتتم عرب نظاـ
احلاسب اآليل أو شبكة االنرتنت -فإف عملية إثباهتا تقتضي البحث عن الدليل ادلناسب ،حيث تعجز األدلة اجلنائية العادية
يف الغالب عن إثبات ىذه اجلرائم ،ويعد الدليل الرقمي آلية اإلثبات يف رلاؿ جرائم ادلعلوماتية ،حيث يقدـ إىل القضاء الدليل
ادلأخوذ من النظم الربارلية ادلعلوماتية وأجهزة ومعدات وأدوات احلاسب اآليل أو شبكات االتصاالت من خالؿ إجراءات
قانونية وفنية بعد ربليلها علميا ،أو تفسريىا يف شكل نصوص مكتوبة أو رسومات أو صور أو أشكاؿ وأصوات إلثبات
وقوع اجلردية ولتقرير الرباءة أو اإلدانة.
ونظرا إىل أف اجلردية ادلعلوماتية من ادلوضوعات اليت تتميز بندرة التطبيقات القضائية فيها فإنو تربز للوجود مسألة حجية
الدليل الرقمي ،فالقواعد العامة قاصرة عن مواجهة خصوصية ىذه اجلرائم خاصة بعد أف أصبح اجملتمع ادلعلومايت حقيقة ال
ديكن االستغناء عنها ،وأصبحت اجملتمعات ادلعاصرة تعتمد على البيئة الرقمية ،وازداد التوجو ضلو التخلي عن الوثيقة يف
ادلعامالت ادلختلفة دبا فيها عملية اإلثبات ،وازداد كم ادلعلومات ادلنتجة أو ادلعروضة يف أوعية ال ورقية ،شلا أدى إىل
استحداث أشكاؿ جديدة من األدلة يف رلاؿ اإلثبات اجلنائي ،ونظرا إىل أف ىذه األدلة قد تكوف أدلة إدانة فإنو جيب أف
حيتوي الدليل على شروط معينة العتباره دليال كامال ديكن من خاللو دحض قرينة الرباءة وإثبات عكسها عندما يصل اقتناع
القاضي إىل حد اجلزـ و اليقني.
أىمية الموضوع:
تعترب القناعة الوجدانية للقاضي اجلزائي من أىم مبادئ نظرية اإلثبات ألهنا تتفق مع أسلوب التفكري العادي وادلنطقي،
حيث حيكم القاضي حسب اقتناعو باألدلة اليت قدمت إليو يف الدعوى وسلطتو واسعة ومطلقة يف ربري احلقيقة حسبما ديليو
عليو ضمريه ووجدانو ولو حق استبعاد أي دليل ال يرتاح إليو ،وسلطتو التقديرية كاملة يف وزف األدلة ،ولو احلرية التامة يف
التنسيق بني األدلة ادلعروضة أمامو ،وأف يستخلص منها نتيجة منطقية ديكن االعتماد عليها يف تقرير براءة وإدانة ادلتهم ،ىذه
األدلة جيب أف ربمل بني طياهتا معامل قوتو يف اإلقناع ،ألف جوىر دليل اإلدانة ىو صالحيتو دبفرده حلسم القضية ،وتزداد
أمهية القناعة الوجدانية للقاضي إذا تعلق األمر بتقدير أدلة رقمية فرضت نفسها على رجاؿ القانوف والقضاء وتتطلب لقبوذلا
876
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
كدليل شروطا معينة ال زبتلف يف أغلبها عن الشروط ادلطلوبة لقبوؿ باقي أدلة اإلثبات يف اجملاؿ اجلزائي ،وإف كانت تتمتع
أحيانا ِ
بصدقية قد تتجاوز الدليل العادي شلا قد جيعل منها قيدا على سلطة القاضي التقديرية.
أىداف الموضوع:
إف ىذه األمهية اليت تكتسيها األدلة الرقمية يف اإلثبات نتجت عنها العديد من اإلشكاالت القانونية تركزت أغلبها حوؿ
قبوؿ وتقدير ىذه األدلة ،لذا يهدؼ ىذا ادلوضوع إىل التعريف بالدليل الرقمي كأحد الوسائل العلمية احلديثة يف اإلثبات
وبياف دورىا وادلكانة اليت يتمتع هبا ىذا الدليل بني وسائل اإلثبات ،والوقوؼ على شروط مشروعيتو وسلطة القاضي اجلزائي
يف قبولو وتقدير قيمتو اإلثباتية.
اإلشكالية:
ويعاجل ىذا ادلقاؿ إشكالية مدى مقبولية الدليل الرقمي لإلثبات الجزائي ،وىل يعتبر الدليل الرقمي دليال كامال
لإلثبات يتعين على القاضي األخذ بها كلما توفرت شروطو أم أنو مجرد طريق يمكن رجال التحقيق من اتباع إجراءات
تحقيق معينة ومن الخطأ أن يعتمد عليو القاضي كدليل وحيد لإلدانة ؟
وسنجيب على ىذه اإلشكالية باعتماد ادلنهج التحليلي القائم على استعراض رأي الفقو والقانوف يف موضوع األدلة
الرقمية ،ويياف الضوابط والقيود القانونية اليت استقر الفقو على اعتمادىا لقبوذلا وموقف القضاء من ىذه األدلة ومركزىا بني
أدلة اإلثبات اجلنائي.
وقد قسمنا خطة العمل إىل ثالث زلاور رئيسية:
احملور األوؿ نتناوؿ فيو مفهوـ الدليل الرقمي من خالؿ ربديد تعريفو وبياف خصائصو وأنواعو والصعوبات اليت تعػرتض احلصػوؿ
على الدليل الرقمي.
أما احملور الثاين فسنتناوؿ فيو شروط قبوؿ الدليل الرقمي يف اإلثبات.
أما احملور الثالث فسنخصصو لسلطة القاضي اجلزائي يف تقدير الدليل الرقمي يف اإلثبات.
المحور األول :مفهوم الدليل الرقمي
إف تنامي ظاىرة اجلرائم ادلعلوماتية ،وزبطي آثارىا حدود الدوؿ ،أفرز مجلة من التحديات القانونية على الصعيد اإلجرائي
ذبسدت يف ادلقاـ األوؿ يف الصعوبات اليت تكتنف إثبا ت ىذه اجلرائم وشروط قبوؿ القاضي اجلزائي للدليل الرقمي ،وقبل
بياف شروط قبوؿ الدليل الرقمي وسلطة القاضي اجلزائي يف تقديره البد من ضبط مفهومو.
أوال:تعريف الدليل الرقمي:
ديكن تعريف الدليل الرقمي بأنو "بيانات ديكن إعدادىا وتراسلها وزبزينها رقميا حبيث سبكن احلاسوب من تأدية مهمة ما
1
" أو أنو " الدليل الذي جيد أساسا لو يف العامل االفرتاضي ويقود إىل الواقعة غري ادلشروعة ومرتكبها".
كما يعرؼ أيضا بأنو "الدليل ادلأخوذ من أجهزة احلاسب اآليل ويكوف يف شكل موجات أو نبضات مغناطيسية أو
كهربائية ديكن ذبميعها وربليلها باستخداـ برامج وتطبيقات وتكنولوجيا خاصة ويتم تقدديها يف شكل دليل ديكن اعتماده
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
أماـ القضاء ،وىو مكوف رقمي لتقدمي ادلعلومات يف أشكاؿ متنوعة مثل النصوص ادلكتوبة والصور واألصوات واألشكاؿ
2
والرسوـ وذلك من أجل الربط بني اجلردية واجملرـ واجملين عليو بشكل قانوين ديكن األخذ بو أماـ أجهزة إنفاذ القانوف".
ومن ىنا فالدليل الرقمي الذي ديكن اعتماده إلثبات اجلردية ادلعلوماتية ىو عبارة عن معلومات يقبلها العقل ويعتمدىا
العلم ،يتم احلصوؿ عليها بطرؽ علمية وقانونية ،برتمجة البيانات احلسابية ادلخزنة يف أجهزة احلاسب اآليل وملحقاهتا ،يتم
3
تفسريىا يف شكل نصوص مكتوبة أو صور أو أشكاؿ أو أصوات ،وديكن استخدامها إلثبات اجلردية ونسبتها إىل الفاعل،
وال يقتصر دور الدليل الرقمي على إثبات اجلرائم ادلعلوماتية بل يتعداه ليكوف أيضا من األدلة اجلنائية يف اجلرائم التقليدية
4
كجرائم ادلخدرات وجرائم القتل واإلختطاؼ.
ويعود سبب تسميتو بالدليل الرقمي إىل أف البيانات داخل العامل االفرتاضي جبميع صورىا سواء كانت صورا أو
5
تسجيالت أو نصوصا ،تأخذ شكل أرقاـ ،ومن مث يتم ربويل ىذه األرقاـ عند عرضها إىل صورة أو تسجيل أو نص.
وادلالحظ من خالؿ ا لتعريفات السابقة للدليل الرقمي أهنا ربصر مفهومو يف ذلك الدليل الذي يستخرج من احلاسب
اآليل وال شك أف ذلك فيو تضييق لدائرة األدلة الرقمية فهي كما ديكن أف تستمد من احلاسب اآليل من ادلمكن أف يتحصل
عليها من أية آلة رقمية أخرى ،فاذلاتف وآالت التصوير وغريىا من األجهزة اليت تعتمد التقنية الرقمية يف تشغيلها ديكن أف
تكوف مصدرا للدليل الرقمي ،وعليو ديكننا تعريف الدليل الرقمي على أنو "الدليل ادلشتق من /أو بواسطة النظم الربارلية
ادلعلوماتية احلاسوبية ،وأجهزة وأدوات احلاسب اآليل ،أو شبكات االتصاؿ من خالؿ إجراءات قانونية وفنية لتقدديها إىل
القضاء بعد ربليلها علميا باستخداـ برامج وتطبيقات خاصة أو تفسريىا يف شكل نصوص مكتوبة ،أو رسومات أو صور أو
6
أشكاؿ وأصوات إلثبات وقوع اجلردية ولتقرير الرباءة أو اإلدانة فيها شلا يضفي عليو طابع وسيلة إثبات جنائي".
ثانيا:خصائص الدليل الرقمي:
يتميز الدليل الرقمي بعدة خصائص سبيزه عن غريه من طرؽ اإلثبات ىي:
70ـ الدليل الرقمي دليل علمي:
الػػدليل الرقمػػي ىػػو الواقعػػة الػػيت تنبػ عػػن وقػػوع جرديػػة أو فعػػل غػػري مشػػروع ،وىػػي واقعػػة مبناىػػا علمػػي مػػن حيػػث أف مبػ
العامل االفرتاضي ىو مب علمي ،وال ديكن احلصوؿ على الدليل الرقمي أو اإلطػالع علػى فحػواه دوف اسػتخداـ الطػرؽ العلميػة
ادلتاحػػة ،ومػػن مث فػػإف طػػرؽ البحػػث عنػػو كػػدليل تػػتم بأسػػاليب علميػػة ،فالػػدليل العلمػػي خيضػػع لقاعػػدة لػػزوـ ذباوبػػو مػػع احلقيقػػة
كاملة وفقا لقاعدة يف القضاء ادلقارف مفادىا " أف ىدؼ القانوف العدالة أما العلػم فمسػعاه احلقيقػة " ،كمػا تفيػد ىػذه اخلاصػية
حػني نتطػرؽ إىل مسػألة حفػػظ الػدليل ،حيػث جيػب أف تبػ عمليػة احلفػظ علػػى أسػس علميػة كمػا أف ربريػػر زلضػر يتنػاوؿ دلػػيال
علميػا خيتلػف عػن ربريػػر زلضػر يتنػاوؿ جرديػة عاديػػة حيػث جيػب تػوفر مسػػلك علمػي يف ربريػره يتوافػق مػػع ظػاىرة الػدليل العلمػػي
7
ربديدا حبيث جيب أف ال يتخذ احملضر ادلظهر التقليدي.
72ـ الدليل الرقمي دليل تقني:
إذا كنػػا قػػد انتهينػػا إىل أف الػػدليل الرقمػػي دليػػل علمػػي فػػإف ذلػػك يثبػػت بالضػػرورة اخلاصػػية الثانيػػة وىػػي ارتبػػاط ىػػذا الػػدليل
بالتقنية ،حيث جيب اللجوء إىل تقنيني وخرباء عند التعامل مع الدليل الرقمي فال تنتج التقنيػة اعرتافػا أو بصػمة أصػبع أو دليػل
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
مػػادي ديكػػن االسػػتناد عليػػو لبنػػاء احلكػػم القضػػائي ،وإمنػػا تنػػتج نبضػػات رقميػػة شلػػا ديػػنح أمهيػػة كبػػرية للتقنيػػة الػػيت تكشػػف الػػدليل
الرقمي لتقدديو للقاضي حيث جيب االىتماـ بالربامج اليت تتعامل مػع الػدليل الرقمػي مػن حيػث اكتسػابو والػتحفظ عليػو وربليلػو
وتقدديػػو وأخػريا مقبوليػػة ىػػذه ال ػربامج أمػػاـ احملكمػػة فالػػدليل الرقمػػي ال وجػػود وال قيمػػة لػػو إال يف بيئتػػو الرقميػػة شلػػا يفػػرض ضػػرورة
8
تطوير العمالة يف احلقل اجلنائي.
70ـ الدليل الرقمي دليل متطور:
إف مصطلح الػدليل الرقمػي يشػمل كافػة أنػواع وأشػكاؿ البيانػات الرقميػة ادلتطػورة باسػتمرار الػيت مػن ادلمكػن تػداوذلا رقميػا حبيػث
يكػػوف بينهػػا وبػػني اجلرديػػة رابطػػة معينػػة فقػػد يكػػوف وثيقػػة أو صػػورة ثابتػػة أو متحركػػة " فػػيلم " أو تكػػوف رس ػائل سلزنػػة يف الربيػػد
9
اإللكرتوين.
70ـ الدليل الرقمي يصعب التخلص منو:
تعترب ىذه اخلاصية من أىػم خصػائص الػدليل الرقمػي والػيت سبيػزه عػن الػدليل التقليػدي حيػث أف ىنػاؾ العديػد مػن الػربامج
احلاسوبية اليت تتمثل وظيفتها استعادة البيانات اليت مت حذفها أو إلغائها سواء مت ذلك باألمر deleteأو مت ذلك عػن طريػق
10
إعادة هتيئة أو تشكيل القرص الصلب disk hardباستخداـ األمر . FORMAT
والقاعػػدة يف ى ػػذا اإلطػػار وال ػػيت تنطبػػق عل ػػى كافػػة م ػػا يتعلػػق هبيكل ػػة تكنولوجيػػا ادلعلوم ػػات ى ػػي أن ػػو كلم ػػا ح ػػدث اتص ػػاؿ
بتكنولوجيا ادلعلومات بإدخاؿ بيانات إىل ذلك العامل فإنو مػن الصػعب الػتخلص منهػا ولػو كػاف ذلػك باسػتخداـ أكثػر الوسػائل
تطػػورا ،حيػػث أف خاصػػية احلػػذؼ ال تعػػد مػػن العوائػػق الػػيت ربػػوؿ دوف اسػػرتجاع ادلعلومػػة حيػػث تتػػوفر ب ػرامج ديكػػن مػػن خالذلػػا
اسرتجاع ادلعلومات وادللفات احملذوفة ،ورغم وجود ىذه اخلاصية إال أف الدليل الرقمي يتميز أيضا دبرونتو وضعفو حبيػث يسػهل
11
فقده أو إتالفو بغري طريق احلذؼ واإللغاء بسبب قصور يف القدرات التكنولوجية لدى مؤسسات العدالة اجلنائية.
05ـ الدليل الرقمي قابل للنسخ:
حيػػث ديكػػن اسػػتخراج نسػػل مػػن األدلػػة اجلنائيػػة الرقميػػة مطابقػػة لألصػػل وذلػػا نفػػس القيمػػة العلميػػة واحلجيػػة الثبوتيػػة ،وىػػو
األمر الذي ال يتوفر يف أنواع األدلػة التقليديػة ،وتشػكل ىػذه اخلاصػية ضػمانة شػديدة الفعاليػة للحفػاظ علػى الػدليل الرقمػي مػن
الفقد والتلف والتغيري عػن طريػق عمػل نسػل طبػق األصػل مػن الػدليل ،مثػل نسػل ادلػواد ادلخزنػة يف نظػاـ ادلعاجلػة اآلليػة للبيانػات
بقصد عرضها على اجلهات القضائية ،كما أف ىناؾ خصائص أخرى للدليل الرقمي مثل أهنا أدلػة ذات طبيعػة ديناميكيػة فائقػة
12
السرعة تنتقل من مكاف آلخر عرب شبكات االتصاؿ متعدية حلدود الزماف و ادلكاف.
ثالثا ـ أنواع الدليل الرقمي:
13
قامت وزارة العدؿ األمريكية بتقسيم الدليل الرقمي إىل ثالثة رلموعات ىي:
1ػالسجالت المحفوظة في الحاسوب وفي الوثائق المكتوبة والمحفوظة:مثل الربيد اإللكرتوين وملفات برامج معاجلة الكلمات
ورسائل غرؼ احملادثة على األنرتنت؛
2ػ السجالت التي تم إنشاؤىا بواسطة الحاسوب :تعترب سلرجات برامج احلاسوب وبالتايل مل يلمسها اإلنساف مثل log
filesوسجالت اذلاتف وفواتري أجهزة السحب اآليل ؛
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
3ػ السجالت التي تم حفظ جزء منها باإلدخال وجزء آخر تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب :ومن األمثلة عليها أوراؽ العمل ادلالية
اليت ربتوي على مدخالت مت ربويلها إىل برامج أوراؽ العمل مثل Excelومن مث سبت معاجلتها من خالؿ الربنامج بإجراء العمليات
احلسابية عليها.
أما تقسيم األدلػة الرقميػة حسػب إعػدادىا لتكػوف أداة لتثبػات -وىػو التقسػيم الػذي يهمنػا يف ىػذا ادلقػاـ -تنقسػم األدلػة
14
الرقمية إىل قسمني رئيسيني :
0ـ أدلة أعدت لتكون وسيلة إثبات:
وتشمل السجالت اليت يتم إنشػاؤىا تلقائيػا بواسػطة األجهػزة التكنولوجيػة ومنهػا سػجالت اذلػاتف وفػواتري أجهػزة احلاسػب
اآليل باإلضػػافة إىل تلػػك السػػجالت الػػيت ربتػػوي علػػى بيانػػات مت إدخاذلػػا إىل اجلهػػاز ومت إجػراء ادلعاجلػػة عليهػػا مػػن خػػالؿ برنػػامج
ما؛
2ـ أدلة لم تعد لتكون وسيلة إثبات:
ويعػػد ىػػذا النػػوع مػػن األدلػػة مػػن اآلثػػار الػػيت يرتكهػػا اجلػػاين دوف أف يعلػػم بػػذلك أو دوف أف يرغػػب يف اجيػػاده وقػػد ػػي ىػػذا
النوع من األدلة بالبصمة الرقميػة أو اآلثػار ادلعلوماتيػة الرقميػة ،وعػادة مػا تػرتؾ ىػذه اآلثػار مػن قبػل اجلػاين عنػد تسػجيل الرسػائل
ادلرسلة منو أو تلك اليت يستقبلها.
15
كما يقسم الدليل الرقمي عادة إىل ثالث رلموعات على النحو التايل:
1السجالت المحفوظة في الكمبيوتر :وىػي الوثػائق احملفوظػة أو ادلخزنػة يف الكمبيػوتر مثػل الربيػد اإللكػرتوين وملفػات بػرامج معاجلػة
الكلمات وغريىا؛
2ػ السجالت التي تم إنشاؤىا بواسطة الكمبيوتر :مثل سجالت اذلاتف وفواتري أجهزة السحب اآليل والكرت اإللكرتوين الذكي؛
3ػ السجالت التي تم حفظها عن طريق إدخالهـا أو وجـزء منهـا تـم إنشـاؤىا بواسـطة الكمبيـوتر أو عليـو :مثػل أوراؽ العمػل الػيت
ربتوي على مدخالت سبػت معاجلتهػا إىل بػرامج أو أوراؽ ر يػة للتعامػل باسػتخداـ بعػض بػرامج احلاسػب اآليل مثػل ( excelومػن مث
سبت معاجلتها من خالؿ الربامج بإجراء العمليات احلسابية عليها.
رابعا:الصعوبات التي تعترض الحصول على الدليل الرقمي:
مػػن ادلالحػػظ أف اجلرديػػة ادلعلوماتيػػة رغػػم شػػدة صػػلتها بالػػدليل الرقمػػي إال أف إثباهتػػا ال يقتصػػر عليػػو ،فمػػن ادلمكػػن إثباهتػػا
شأهنا شأف باقي اجلرائم األخرى بأدلة اإلثبات التقليدية كالشهادة واالعرتاؼ والبيِّنة وغريىا ،ولذلك فػإف االعتقػاد بػالتالزـ بػني
الدليل الرقمي وإثبات اجلردية ادلعلوماتية غري صحيح.
ومن أىم الصعوبات اليت تواجو عملية احلصوؿ على الدليل الرقمي ما يلي:
0ـ الطبيعة غير المرئية للدليل:
فػاجلرائم الػػيت تقػػع علػى عمليػػات التجػػارة االلكرتونيػة أو علػػى العمليػػات االلكرتونيػة ادلصػػرفية وغربىػػا عػادة مػػا يكػػوف زللهػػا
جوانب معنوية تتعلق ب( ادلعاجلة اآللية للبيانات ) واليت تعين حسب القانوف 07 18ادلتعلق حبمايػة األشػخاص الطبيعيػني يف
رلاؿ معاجلػة ادلعطيػات ذات الطػابع الشخصػي يف ادلػادة 3فقػرة " 05العمليػات ادلنجػزة كليػا أو جزئيػا بواسػطة طػرؽ آليػة مثػل
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
تس ػػجيل ادلعطي ػػات وتطبي ػػق عملي ػػات منطقي ػػة و/أو حس ػػابية عل ػػى ى ػػذه ادلعطي ػػات أو تغيريى ػػا أو مس ػػحها أو اس ػػتخراجها أو
16
نشرىا".
فإذا ما وقعت جرائم كالسرقة أو االختالس أو االستيالء أو التزوير أو الغػش علػى زلػل معنػوي ،فإنػو يصػعب إقامػة الػدليل
عليهػا ،والسػػبب يعػػود يف ذلػػك إىل الطبيعػػة ادلعنويػة للمحػػل الػػذي وقعػػت عليػػو اجلرديػة ،وال شػػك يف أف إثبػػات اجلػرائم الػػيت تػػرتؾ
آثارا ملحوظة يكوف سهال ميسورا على عكس إثبات اجلرائم اليت تقع على األمور ادلعنوية ألف إثباهتػا يكػوف يف منتهػى الصػعوبة
وذلػػك بػػالنظر إىل أهنػػا ال تػػرتؾ وراءىػػا أي أثػػر قػػد يػػدؿ أو يكشػػف عنهػػا ،حيػػث أف أغلػػب البيانػػات ادلخزنػػة الػػيت تتػػداوؿ عػػرب
احلاسبات اآللية تكوف على ىيئة رموز ونبضات سلزنة على وسائط زبزين شلغنطة حبيث ال ديكن لتنساف قراءهتػا أو إدراكهػا إال
من خالؿ ىذه احلاسبات اآللية ولعل مشكلة الطبيعة ادلرئية للدليل الرقمي تلقي بضالذلا علػى اجلهػات الػيت تتعامػل مػع اجلػرائم
اليت تقػع عػرب الوسػائل اإللكرتونيػة حبيػث تص ِّػعب قػدرهتم علػى فحػص واختيػار البيانػات زلػل اإلشػتباه خاصػة حػاالت التالعػب
17
يف برامج احلاسوب وبالتايل استحالة الوصوؿ إىل اجلناة.
2ـ سهولة التخلص من ىذه األدلة (الرقمية) ومحوىا:
إذ يػتم ذلػك ػ عػادةً ػ يف دلػح البصػر ودبجػرد دلسػة خاطفػة علػى لوحػة ادلفػاتيح جبهػاز احلاسػوب ،علػى اعتبػار أ ّف اجلرديػة
تتم يف صػورة أوامػر تصػدر إىل اجلهػاز ،ومػا أف حيػس اجلػاين بػأف أمػره سينكشػف ،حػ يبػادر بإلغػاء ىػذه األوامػر ،األمػر الػذي
جيعل كشف اجلردية وربديد مرتكبها أمراً يف غاية الصعوبة ،ومع مرور الوقت اكتسب اجلنػاة خػربة واسػعة يف التالعػب بالبيانػات
وإتالفها يف غضوف ثواف معدودة قبل أف تتمكن األجهزة ادلختصة من كشفهم أو التعرؼ علػيهم ،ويتػأتّى ىػذا عػادة باسػتخداـ
بػرامج معينػػة ذلػػا خاصػػية إتػػالؼ أو تػػدمري البيانػات بصػػورة تلقائيػػة بعػػد مضػػي فػػرتة مػػن الػػزمن حبسػػب رغبػػة مصػمم الربنػػامج ويف
الوقت الذي يشاء ،وجيتهد ادلهندسوف يف رلاؿ تقنية ادلعلومات يف ابتكار برامج معينة ذلذا الغػرض ،وتكمػن آليػة عملهػا يف أنػو
دبجرد زلاولة شخص غري مصرح لو ولوج النظاـ أو استخداـ جهاز احلاسوب ادلزود هبذا الربنػامج ،فػإف ىػذا األخػري يصػدر أمػراً
18
للجهاز حبيث يتم إتالؼ البيانات ادلخزنة بو وزلوىا بصورة تلقائية.
0ـ إستخدام بعض كلمات السر أو الشفرات إلعاقة الوصول إلى الدليل:
فضالً عما تقدـ ،فإف الوصوؿ إىل الدليل الرقمي تعرتضو عقبة أخرى تكمن يف أف اجلناة ادلتمرسني جيتهدوف يف إخفاء
ىويّاهتم للحيلولة دوف تعقبهم أو كشف أمرىم ،حبيث تظل أنشطتهم رلهولة ودبنأى عن علم السلطات ادلعنية دبكافحة
19
اجلردية.
ومن األمثلة اليت تُساؽ على ذلك استخداـ اجلاين حاسباً آخر غري حاسبو الشخصي،كاستخداـ احلواسيب ادلوجودة
باألماكن العامة ،أو اللجوء إىل مقاىي اإلنرتنت ،على اعتبار أف جل ىذه ادلقاىي ال تقوـ بتسجيل أ اء مرتاديها أو التحقق
من ىوياهتم ،السيما إذا علمنا أف شبكة اإلنرتنت تتيح دلستخدميها استعماؿ اخلط الواحد من أكثر من شخص يف آف معاً،
ما جيعل ادلراقبة والتعقب للمشتبو فيو أمراً ينطوي على صعوبة وغري ميسور يف كثري من األحياف.
وال تنحصر ىذه الصعوبة يف الوصوؿ إىل الدليل اإللكرتوين فقط وإمنا سبتد إىل اجلناة أنفسهم ألف مرتكيب ىذا النوع من
اجلرائم قد يستخدموف الوسائل اإللكرتونية ادلختلفة إلعاقة الوصوؿ إليهم ،فقد يستخدموف الربيد اإللكرتوين يف إصدار
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
تكليفاهتم بارتكاب جرائم القتل واالغتياالت والتخريب دوف أف يتمكن أحد من ربديد أماكنهم ،وىذا ما جيعل أمر
مالحقتهم أو ربديد ىويتهم أشبو بادلستحيل سواء عند قيامهم ببث ادلعلومات على الشبكة أو عند تلقيهم ذلا ألف مرتكب
20
اجلردية ادلعلوماتية غالبا ما يستعمل األ اء ادلستعارة أو يتفادى الدخوؿ إىل الشبكة من ىاتفو اخلاص.
يضاؼ إىل ذلك كلو تضاؤؿ خربة أجهزة العدالة اجلنائية إذ يفتقر ىؤالء إىل التأىيل الكايف يف ىذا ادليداف التقين وىذا يزيد
من صعوبة وصوذلم إىل الدليل الرقمي وكيفية ضبطو واحملافظة عليو ،فنقص اخلربة لدى ىؤالء قد يفضي إىل تدمري الدليل
وإتالفو ،ذلك أف كشف ىذه اجلرائم يقتضي أف تكوف األجهزة ادلعنية على دراية كافية بأساسيات التعامل مع ىذه اجلرائم
تلقي ىؤالء دورات تدريبية بشأف إسرتاتيجية التحقيق تقصيها وضبطها وصوالً إىل مرتكبيها ،ما يعين ضرورة ِّوكيفية ّ
واالستدالؿ عن ىذه اجلرائم ،إذ بدوف ذلك ال ديكنهم مواجهة أساليب اجلناة ادلعقدة اليت يتوصلوف هبا عادة الرتكاب
جرائمهم ،فهذه ادلتطلبات تفتقر إليها األجهزة ادلذكورة ،السيما يف الدوؿ النامية ،ما جيعل دورىا يف كشف ىذه اجلرائم
ومكافحتها زلدوداً للغاية ،وغالباً يكوف مآؿ اجلهود اليت تبذذلا يف ىذا اجملاؿ الفشل واإلخفاؽ ،كذلك من العقبات اليت تعيق
عمل األجهزة ادلذكورة ح على فرض أنو مت إعدادىا اإلعداد ادلناسب ذلذه ادلهمة ضخامة حجم البيانات زلل الفحص ما
21
يتع ّذر معو على احملققني غري األكفاء الوصوؿ إىل الدليل.
المحور الثاني:شروط قبول الدليل الرقمي في اإلثبات:
يعترب الدليل الرقمي تطبيقا مػن تطبيقػات الػدليل العلمػي بػل أكثػر األدلػة العلميػة حجيػة يف اإلثبػات وذلػك دلػا يتميػز بػو
مػن موضػػوعية وحيػاد وكفػػاءة وىػػو زلكػم وفػػق قواعػد علميػػة حسػػابية ال تقبػل التأويػػل شلػا يقػػوي مػػن يقينيتػو ويسػاعد القاضػػي يف
التقليل من األخطاء القضائية واالقرتاب أكثر إىل ربقيق العدالػة والتوصػل بدرجػة أكثػر إىل احلقيقػة ،ذلػك أف التقنيػة العلميػة قػد
توفر طرقا دقيقة جلمع األدلة تتمتع بقوة علمية يصعب إثبات عكسها لكن إذا كاف صػحيحا أف الػدليل الرقمػي وحبكػم طبيعتػو
العلمية ديثل نقػال وإخبػارا صػادقا للواقػع باعتبػار علميتػو وموضػوعيتو وحيػاده وكفاءتػو ،إال أف ىػذا ال ينفػي اسػتبعاد كونػو موضػع
شك من حيث سالمتو من العبث مػن ناحيػة وصػحة اإلجػراءات ادلتبعػة مػن ناحيػة أخػرى إذ ديكػن التشػكيك يف صػحة الػدليل
22
من ناحيتني:
* ػ إمكانيػػة العبػػث بػػو واخلػػروج بػػو علػػى ضلػو خيػػالف احلقيقػػة إذ يقػػدـ ىػػذا الػػدليل مع ػربا عػػن واقعػػة معينػػة صػػنع أساسػػا مػػن أجػػل
التعبري عنها خالفا للحقيقة دوف أف يكػوف يف اسػتطاعة غػري ادلتخصػص إدراؾ ذلػك العبػث ،ذلػك أف التقنيػة احلديثػة ِّ
سبكػن مػن
العبث بالدليل الرقمي بسهولة حبيث يظهر وكأنو نسخة أصلية يف تعبريه عن احلقيقة؛
*ػ ػ أمػػا الثانيػػة فتتعلػػق بنسػػبة اخلط ػأ يف احلص ػػوؿ علػػى الػػدليل الرقمػػي وذل ػػك راجػػع إم ػػا للخطػػأ يف اس ػػتخداـ األداة ادلناس ػػبة يف
احلصػػوؿ علػػى الػػدليل الرقمػػي كاخللػػل يف شػػيفرة الػػدخوؿ ادلسػػتخدمة أو يف معطيػػات معينػػة ،وقػػد يكػػوف اخلطػػأ يف اسػػتخالص
الدليل بسبب استخداـ أداة ذات نسبة صواب نسبية.
ومن ىنا فإف الشك يف الدليل الرقمي ال يتعلق دبضمونو ولكػن بعوامػل مسػتقلة عنػو لكنهػا تػؤثر يف مصػداقيتو لػذلك فػإف األمػر
يتطلب توفر رلموعة من الشروط يف الدليل الرقمي لتقريبو من احلقيقة وقبولو كدليل إثبات تب عليو أحكاـ الرباءة واإلدانة:
0ـ يجب الحصول على الدليل بطريقة مشروعة "مبدأ مشروعية المخرجات االلكترونية":
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
فعلى القاضي اجلزائي أف يستقي قناعتو يف احلكم من خالؿ أدلة مشروعة ،أما األدلة اليت جاءت وليدة إجراءات غري
قانونية أو باطلة فال جيوز االعتماد عليها ،وجيب طرحها هنائيا ألف ما بين على باطل فهو باطل ،حيث أف ادلشرع يهدؼ إىل
اقتضاء حق الدولة يف العقاب من خالؿ إجراءات قانونية نظَّمها وقننها واستهدؼ منها ربقيق وتأمني ضمانات ادلتهم وأوذلا
حقو ادلقدس يف الدفاع عن نفسو ،وإذا كاف الدليل معيبا وجب استبعاده من بني األدلة ،فإذا مل تفعل احملكمة ذلك كاف
23
حكمها باطال وإف استندت يف إصداره إىل أدلة مشروعة إىل جانب الدليل الباطل .
فاقتناع القاضي القائم على الدليل الصحيح ىو تطبيق للقواعد العامة اليت توجب على احملاكم عدـ االعرتاؼ إال
باإلجراءات ادلشروعة ،وإنو ال يكفي لسالمة احلكم أف يكوف الدليل صادقا م كاف وليد إجراء غري مشروع ألف اإلجراء
24
الباطل يبطل الدليل ادلستمد منو ويبطل احلكم الذي بين عليو .
فمسألة البحث على الدليل مقيدة باحرتاـ حقوؽ الدفاع وقيم العدالة وأخالقياهتا ومقتضيات احلفاظ على كرامة
اإلنساف ،وىو ما ال ديكن أف يتأتى إال إذا كاف البحث عن الدليل قد مت باستخداـ إجراءات مشروعة ،فالطرؽ غري ادلشروعة
25
للتحقيق يرتتب عليها حتما عدـ مشروعية الدليل ادلستمد منها وعدـ قبولو يف اإلثبات.
وعلى ىذا األساس فإف إجراءات مجع األدلة الرقمية ادلتحصلة من الوسائل االلكرتونية إذا خالفت القواعد اإلجرائية
اليت تنظم كيفية احلصوؿ عليها ال تصلح ألف تكوف أدلة تب عليها اإلدانة يف ادلواد اجلزائية ،ويف إطار أدلة اإلثبات الرقمية
صلد أف قانوف اإلجراءات اجلزائية الفرنسي رغم انو مل يتضمن أي نصوص تتعلق دببدأ األمانة والنزاىة يف البحث عن احلقيقة
إال أف الفقو والقضاء كانا جبانب ىذا ادلبدأ سواء يف رلاؿ التنقيب عن اجلرائم العادية أو االلكرتونية ،ومن قبيل األدلة الرقمية
غري ادلشروعة تلك ادلتحصل عليها من خالؿ إجراء مراقبة االتصاالت دوف أف يكوف زلال إلذف من السلطة القضائية
ادلختصة ،أو ازباذ ترتيبات تقنية من أجل تفتيش منظومة معلوماتية تؤدي إىل ادلساس باحلياة اخلاصة للغري ،أو شلارسة أي
إكراه معنوي أو مادي على ادلشتبو فيو لفك شيفرة نظاـ من النظم ادلعلوماتية ،ويعد من الطرؽ غري ادلشروعة استخداـ
26
التدليس والغش واخلداع يف احلصوؿ على األدلة االلكرتونية .
ومن ىنا فإننا عند احلديث عن مشروعية الدليل الرقمي نقصد بو مشروعة عملية التفتيش عن الدليل وضبط البيانات
اليت توجد يف الوسط االفرتاضي ،وقد أثارت الطبيعة ادلعنوية للدليل الرقمي جدال فقهيا حوؿ مدة إمكانية ضبطها وىي رلردة
من دعامتها ادلادية ادلثبتة عليها خاصة وأف الضبط حبسب األصل ال يرد إال على أشياء مادية ،حيث يرى االذباه الفقهي
األوؿ أف الوسط االفرتاضي ال تصلح زلال للتفتيش واقرتح ىذا االذباه الفقهي ضرورة تعديل نصوص القانوف لتنسجم مع
خصوصية األدلة احلديثة ،أما الرأي الثاين فريى جواز التفتيش ويستند يف ذلك إىل عمومية نصوص التفتيش باعتبار أف
الكيانات ادلعنوية والربامج ت شغل حيزا ماديا يف ذاكرة احلاسوب وديكن قياسها كما تأخذ شكل نبضات الكرتونية وبالتايل فإف
27
ذلا كياف ماديا وتتشابو يف ذلك مع التيار الكهربائي الذي يعتربه القانوف والفقو من األشياء ادلادية.
2ـ يجب أن تكون األدلة اإللكترونية غير قابلة للشك أي يقينية "مبدأ يقينية الدليل الرقمي":
يُشرتط يف األدلة ادلستخرجة من احلاسوب واإلنرتنت أف تكوف غري قابلة للشك ح ديكن احلكم باإلدانة ،ذلك أنو
ال رلاؿ لدحض قرينة الرباءة وافرتاض عكسها إال عندما يصل اقتناع القاضي إىل حد اجلزـ واليقني ،وديكن التوصل إىل ذلك
868
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
من خالؿ ما يع رض من األدلة اإللكرتونية ،وادلصغرات الفيلمية ،وغريىا من األشكاؿ اإللكرتونية ادلتوفرة ،وىكذا يستطيع
القاضي من خالؿ ما يعرض عليو من سلرجات إلكرتونية ،وما ينطبع يف ذىنو من تصورات واحتماالت بالنسبة ذلا ،أف حيدد
قوهتا االستداللية على صدؽ نسبة اجلردية ادلعلومات ية إىل شخص معني من عدمو ،ويتحقق اليقني لألدلة الرقمية أكثر
بإخضاعها للتقييم الفين بوسائل فنية من طبيعة ىذا الدليل سبكن من فحصو للتأكد من سالمتو وكذا صحة اإلجراءات ادلتبعة
يف احلصوؿ عليها من أجل تفادي تلك العيوب اليت قد تشوبو ،فمثلما خيضع الدليل الرقمي لقواعد وإجراءات معينة ربكم
طرؽ احلصوؿ عليو فإنو خيضع لقواعد أخرى للحكم على قيمتو التدليلية من الناحية العلمية وذلك راجع للطبيعة الفنية ذلذا
28
الدليل.
إف النتيجػػة الػػيت يتطلبهػػا اليقػػني القضػػائي يف اإلدانػػة ىػػي وجػػوب تفسػػري الشػػك دلصػػلحة ادلػػتهم حيػػث يسػػتمد أصػولو مػػن
قرينة الرباءة ،وتعتػرب قاعػدة الشػك يفسػر دلصػلحة ادلػتهم مػن أىػم الضػمانات ادلوضػوعية القتنػاع القاضػي ،فػإذا مل تتوصػل اجلهػة
القض ػػائية م ػػن خ ػػالؿ األدل ػػة اجملتمع ػػة ل ػػديها إىل اليق ػػني بإس ػػناد التهم ػػة إىل ادل ػػتهم ادلاث ػػل أمامه ػػا ،فإن ػػو يتع ػػني عليه ػػا أف تقض ػػي
29
بالرباءة.
أمػػا بالنسػػبة إىل موقػػف بعػػض الق ػوانني حػػوؿ مػػدى يقينيػػة األدلػػة الرقميػػة فقػػد اشػػرتط قػػانوف الب ػوليس واإلثبػػات الربيطػػاين
لعػػاـ 1984أف تكػػوف البيانػػات دقيقػػة وص ػادرة مػػن احلاسػػوب بصػػورة سػػليمة ،ويف كنػػدا ذىػػب الفقػػو إىل القػػوؿ أف يكػػوف
الػدليل الرقمػػي كػػايف ألف يػػدعم اإلدعػػاءات أو ادلطالػػب ادلػػدعى هبػػا وأف يكػوف كػػاؼ للوصػػوؿ والكشػػف عػػن األمػػور الػػيت تتصػػل
30
بادلوضوع.
3ػ إمكانية مناقشة األدلة اإللكترونية المستخرجة من الحاسوب واإلنترنت:
ويقصد هبذا الضابط وجوب استخالص القاضي لقناعتو من األدلة القضائية ،أي تلك اليت طرحت يف اجللسة حبضور
اخلصوـ وبصورة علنية ،وىذا الضابط دلبدأ حرية القاضي يف االقتناع حيقق العدالة ويكشف احلقيقة ويضمن الدفاع من خالؿ
فتح باب ادلناقشة العلنية أماـ اخلصوـ فيما يقدـ من أدلة ،وال يكفي يف األدلة أف تقدَّـ أثناء اجللسة ،وأف ُدي َّكن اخلصوـ من
31
مناقشتها بصورة علنية بل البد لالستناد إليها من أف يكوف ذلا أصل يف أوراؽ الدعوى .
ويف ذلك قضت زلكمة النقض ادلصرية بأف " للمحكمة أف تأخذ من أدلة الدعوى دبا تطمئن إليو وتطرح ما عداه ما
32
داـ لو أصل ثابت بالتحقيقات".
وىو ما أكدتو احملكمة العليا يف حكم ذلا بتاريل 12ػ 01ػ " 1982ال ديكن لقضاة ادلوضوع أف يؤسسوا قرارىم إال
على األدلة ادلقدمة ذلم أثناء ادلرافعات ،واليت تتم مناقشتها حضوريا وذلك عمال بادلادة 212من قانوف اإلجراءات
33
اجلزائية".
ال يستطيع القاضي أف يبين حكمو على دليل مل يطرح أمامو يف اجللسة ألنو ليس حرا يف تكوين عقيدتو من أي دليل
ح ولو مل يطرح للمناقشة يف اجللسة ،ولذلك جيب أف يستند القاضي يف حكمو باإلدانة إىل دليل عرض يف اجللسة على
اخلصوـ وسبت مناقشتو ،كما جيب أف يكوف ذلذا الدليل أصل يف أوراؽ الدعوى فإذا مل يكن كذلك كاف احلكم معيبا موجبا
34
للنقض.
867
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
ويرجع ذلك إىل كوف أف العلنية توفر ضمانا للمتهم بأف سبكنو من الدفاع عن نفسو ،وعدـ طرح الدليل للمناقشة
إجراء موجب للبطالف ،كما جيوز للقاضي أف يستكمل اقتناعو الذايت بالتحقيق الذي يتخذه يف اجللسة بسماع الشهود،
35
واخلصوـ دبا ديكنو من استجالء احلقيقة .
فقاعدة وجوب مناقشة الدليل تعترب ضمانة ىامة وأكيدة للعدالة ح ال حيكم القاضي اجلنائي دبعلوماتو الشخصية أو
36
بناء على رأي الغري.
وىذا يعين أف األدلة ادلتحصلة من جرائم احلاسوب واإلنرتنت سواء كانت مطبوعة أـ بيانات معروضة على شاشة احلاسوب،
أـ كانت بيانات مدرجة يف حامالت البيانات ،أـ ازبذت شكل أشرطة وأقراص شلغنطة أو ضوئية أو مصغرات فيلمية ،كل
ىذه ستكوف زلالً للمناقشة عند األخذ هبا كأدلة إثبات أماـ احملكمة ،وعلى ذلك فإف كل دليل يتم احلصوؿ عليو من خالؿ
بيئة تكنولوجيا ادلعلومات ،جيب أف يعرض يف اجللسة ليس من خالؿ ملف الدعوى يف التحقيق االبتدائي ،لكن بصفة مباشرة
أيضا بالنسبة لشهود اجلرائم ادلعلوماتية الذين
أماـ القاضي ،وىذه األحكاـ تنطبق على كافة األدلة ادلتولدة عن احلواسيب ،و ً
قد سبق أف عت أقواذلم يف التحقيق االبتدائي ،فإنو جيب أف يعيدوا أقواذلم مرة أخرى أماـ احملكمة ،وما قيل عن الشهود
يقاؿ أيضا عن خرباء األنظمة ادلعلوماتية على اختالؼ زبصصاهتم ،حيث ينبغي أف ديثلوا أماـ احملاكم دلناقشتهم ،أو مناقشة
37
تقاريرىم اليت خلصوا إليها إلظهار احلقيقة.
المحور الثالث :سلطة القاضي الجزائي في تقدير الدليل الرقمي في اإلثبات:
إف سػػلطة القاضػػي يف تقػػدير األدلػػة حيكمهػػا مب ػدأ السػػلطة التقديريػػة للقاضػػي إال أنػػو مػػع تطػػور العلػػوـ واعتمػػاد الوسػػائل
العلميػػة والتكنولوجيػػة طػػرح التسػػاؤؿ حػػوؿ مػػا إذا كػػاف نظػػاـ اإلثبػػات العلمػػي سػػيحل زلػػل األدلػػة اإلقناعيػػة وىػػل يتمتػػع الػػدليل
العلمي بقيمة يف اإلثبات تتجاوز الدليل اجلنائي العادي؟ ويف احلقيقة رغم مػا أحدثػو العلػم مػن تطػور إال أنػو مل يػؤثر علػى مبػدأ
القناعػػة الوجدانيػػة للقاضػػي ،فػػرغم أف الوسػػائل العلميػػة لتثبػػات قػػد تعطػػي نتػػائج ذلػػا قػػدر عػػايل مػػن الثقػػة إال أهنػػا ال تغػػين عػػن
38
العملية الذىنية اليت يقوـ هبا القاضي هبدؼ الوصوؿ إىل احلقيقة.
ففي الدوؿ اليت تتب نظاـ اإلثبات ادلقيد ال ديكن االعػرتاؼ للػدليل الرقمػي بػأي قيمػة إثباتيػة ،مػا مل يػنص القػانوف عليػو
صراحة ضمن قائمة أدلة اإلثبات ،وعلى ىذا األساس إذا مل يذكر ادلشرع األدلة الرقمية كأحد األدلة اليت ديكن االسػتناد عليهػا
إلصدار األحكاـ القضائية فإنو سيهدر قيمتو اإلثباتية مهمػا تػوفرت فيػو مػن شػروط ،وتطبيقػا لػذلك فقػد نػص ادلشػرع الربيطػاين
يف قانوف اإلثبات يف ادلواد اجلزائية على قبوؿ األدلة الرقمية وحدد قيمتها اإلثباتية وذلك علػى اعتبػار أف بريطانيػا قػد تبنػت ىػذا
النظػػاـ يف إطػػار الػػنظم القانونيػػة يف اإلثبػػات ،ويف الواليػػات ادلتحػػدة األمريكيػػة فقػػد جػػاء نػػص ادلػادة 716مػػن قػػانوف احلاسػػوب
لسػ ػػنة 1984ليق ػ ػػر ب ػ ػػأف سلرج ػ ػػات احلاس ػ ػػوب مقبول ػ ػػة وذل ػ ػػك بوص ػ ػػفها أدل ػ ػػة إثب ػ ػػات بالنس ػ ػػبة لل ػ ػربامج والبيان ػ ػػات ادلخزن ػ ػػة يف
39
احلاسوب.
40
أما إذا مل ينص القانوف على قبوؿ الدليل الرقمي يف اإلثبات فإف الدليل يف ىذا النظاـ كمبدأ عاـ ربكمو قاعدتاف :
*قاعــدة اســتبعاد شــهادة الســماع :وادلقصػػود هبػػا الشػػهادة الػػيت يكػػوف الشػػاىد الػػذي أدىل هبػػا قػػد عهػػا ومل يشػػارؾ يف
وضعها بإحدى حواسو ،واعترب الدليل الرقمي شهادة ػاع كونػو يتضػمن أقػواال ومػواد قػاـ بوضػعها اإلنسػاف يف احلاسػوب فهػي
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
حدثت خارج احملكمة وبالتايل يتم استبعادىا ،إال أف ىناؾ حاالت استثنائية يتم فيها قبػوؿ شػهادة السػماع كػدليل يف الػدعوى
اجلزائية أمهها :البيانات وادلعلومات اليت يتم احلصوؿ عليها من الكمبيوتر ،وقد قبل القضػاء اإلصلليػزي ىػذا النػوع مػن األدلػة يف
العديػػد مػػن ادلناسػػبات مثاذلػػا قضػػية ( ) R.V.Woodحيػػث أف احملكمػػة أجابػػت يف ىػػذا اإلطػػار " أف الورقػػة الناذبػػة عػػن
الكمبيوتر مقبولة وفقا للشريعة العامة وصلح لتثبات" ،وقد قبلتها على أساس أهنا شهادة مباشرة؛
*قاعــدة الــدليل األفضــل :وادلقصػػود هبػػا أنػػو ألجػػل إثبػػات زلتويػػات كتابػػة أو سػػجل أو صػػورة فػػإف أصػػل الكتابػػة أو
السجل أو الصورة يكوف مطلوبػا إال أنػو مػع ظهػور ادلسػتندات اإللكرتونيػة حػدث تعػديل يف القػوانني الػيت تتبػع ىػذا النظػاـ ػح
بػػاالعرتاؼ باألدلػػة اإللكرتونيػػة كػػي ربظػػى بػػذات األمهيػػة الػػيت ربظػػى هبػػا األدلػػة األخػػرى ،و أصػػبحت الكتابػػة ادلوجػػودة داخػػل
اجلهاز يف صورة كهرومغناطيسية من قبيل النسخة األصلية وبالتايل ال تصطدـ مع قاعدة الدليل األفضل .
أما حجية األدلة اإللكرتونية يف أنظمة اإلثبات اليت تأخذ بنظاـ اإلثبات احلر فال تثري صعوبات دلدى حرية تقدمي ىذه
األدلة إلثبات جرائم احلاسوب واإلنرتنت ،وال دلدى حرية القاضي اجلنائي يف تقدير ىذه األدلة ذات الطبيعة اخلاصة باعتبارىا
أدلة إثبات يف ادلواد اجلزائية ،فاألساس ىو حرية القاضي يف تقدير ىذه األدلة ،ويدرس الفقو الفرنسي ىذه احلجية ربت
نطاؽ قبوؿ األدلة الناشئة عن اآللة أو األدلة العلمية مثل أجهزة التصوير وأشرطة التسجيل وأجهزة التنصت ،فكلها خاضعة
حلرية القاضي يف االقتناع الذايت ،حبيث يكوف دبقدوره أف يطرح مثل ىذه األدلة ػ رغم قطعيتها من الناحية العلمية ػ وذلك
عندما جيد أف الدليل اإللكرتوين ال يتسق منطقيا مع ظروؼ الواقعة ومالبساهتا.
فالقاض ػػي حيك ػػم حس ػػب اقتناع ػػو باألدل ػػة ال ػػيت ق ػػدمت يف الدع ػػوى وس ػػلطتو يف ذل ػػك واس ػػعة ومطلق ػػة يف رب ػػري احلقيق ػػة
حسػػبما ديليػػو عليػػو ضػػمريه ووجدانػػو ،ولػػو احلػػق يف اسػػتبعاد أي دليػػل ال يرتػػاح إليػػو ،ولػػو احلريػػة التامػػة يف التنسػػيق بػػني األدلػػة
ادلعروضػػة أمامػػو ،وأف يسػػتخلص منهػػا نتيجػػة منطقيػػة ديكنػػو االعتمػػاد عليهػػا يف تقريػػر ب ػراءة أو إدانػػة ادلػػتهم ،فالقاضػػي حػػر يف
تكوين عقيدتو ،وال يهم أف يكوف مصدر اإلقناع دليال يقدمػو االهتػاـ أو يقدمػو الػدفاع ،إال أف الػدليل جيػب أف حيمػل يف طياتػو
معامل قوتو يف اإلقناع ،ألف جػوىر دليػل اإلدانػة ىػو صػالحيتو دبفػرده حلسػم القضػية ،وذلػك مػن خػالؿ وجػود عالقػة بػني اجلرديػة
وبػػني شػػخص معػػني يسػػند إليػػو ارتكاهبػػا ،فػػال بػػد أف تكػػوف األدلػػة صػػاحلة ح ػ تػػدعو إىل االقتنػػاع التػػاـ وأف قبوذلػػا يكػػوف طبقػػا
41
للعقل وادلنطق.
ودلػػا كػػاف األمػػر كػػذلك فػػإف القػػاضي مكلػػف بالبحػػث ال عػػن احلق ػػيقة القان ػػونية ،وإمنػػا عػػن احلقيقػػة الواقعيػػة أو ادلاديػػة يف
اإلدعػػاء ،ولػػو أف يسػػتعني بكػػل الوسػػائل دوف أف يتقيػػد بدليػػل زلػػدد لكػػي يصػػل إىل أدؽ معرفػػة شلكنػػة باجلرديػػة وظروفهػػا ،واجملػػرـ
42
وحالتو اإلجرامية ،ليحدد الوصف الصحيح للجردية واجلزاء ادلناسب ذلا.
ذلك أنو ال زلل لدحض أصل الرباءة وافػرتاض عكسػو إال عنػدما يصػل اقتنػاع القاضػي إىل حػد اجلػزـ واليقػني ،وأف ىػذا
اجلزـ ليس مطلقا بل نسبيا ،فادلطلوب أف يبين القاضي عقيدتو على أساس احتماالت على درجة عالية من الثقػة ،ولكػن جيػب
أف ال يهزىا أو يناقضها أي احتماؿ آخر ،فاإلدانة ال ديكن إقامتها بأي حاؿ مػن األحػواؿ علػى رلػرد الظنػوف أو التخمينػات،
فػالقوؿ بػأف القاضػي اجلزائػي ديلػك حريػة تقػػدير األدلػة وفقػا دلبػدأ حريػة االقتنػاع ،لػيس معنػػاه أنػو ديلػك احلكػم باإلدانػة علػى غػػري
43
أساس التثبت واليقني.
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
غػػري أف حريػػة القاضػػي يف االقتنػػاع باألدلػػة ادلطروحػػة عليػػو كمػػا سػػبق وأشػرنا ال جيػػب أف تفهػػم علػػى أهنػػا حريػػة ربكميػػة أو
غػػري منضػػبطة ،بػػل ىػػي حريػػة ذلػػا أصػػوؿ وض ػوابط وحػػدود جيػػب مراعاهتػػا وإتباعهػػا حرصػػا علػػى صػػيانة وقدسػػية احلقػػوؽ وحسػػن
44
تطبيق القانوف .
وتعتػػرب ىػػذه القيػػود ضػػمانة ىامػػة إزاء ربكػػم القاضػػي واضلرافػػو يف شلارسػػة سػػلطتو التقديريػػة لألدلػػة ،كمػػا تشػػكل وسػػيلة
حلماي ػػة القاض ػػي نفس ػػو ،وتلع ػػب دورا أساس ػػيا يف ربقي ػػق التػ ػوازف الق ػػانوين واألخالق ػػي يف اجملتم ػػع ،وت ػػؤدي دورا نفس ػػيا بالنس ػػبة
للجمي ػػع لالقتن ػػاع بعدال ػػة القض ػػاء" ،وتعم ػػل عل ػػى ادلوازن ػػة ب ػػني ى ػػذه الس ػػلطة م ػػن جه ػػة وب ػػني اي ػػة احلق ػػوؽ الفردي ػػة م ػػن جه ػػة
45
أخرى".
واجلزائر تأخذ بنظاـ اإلثبات احلر وقد نصت ادلادة 212من قانوف اإلجراءات اجلزائية علػى مبػدأ جػواز اإلثبػات جبميػع
طرؽ اإلثبات.
كما نصت ادلادة 307من نفس القانوف على " يتلو الرئيس قبل مغادرة اجللسة التعليمات اآلتيػة الػيت تعلػق فضػال عػن
ذلك حبروؼ كبرية يف أظهر مكاف يف غرفة ادلداولة.
إف القانوف ال يطلب من القضاة أف يقدموا حسابا عن الوسائل اليت هبػا قػد وصػلوا إىل تكػوين اقتنػاعهم ،وال يرسػم ذلػم
قواعد هبا يتعني عليهم أف خيضعوا ذلا على األخص تقدير سباـ أو كفاية دليل ما ،ولكنو يػأمرىم أف يسػألوا أنفسػهم يف صػمت
وتدبػر ،وأف يبحثوا بإخالص ضمائرىم يف أي تأثري قد أحدثتػو يف إدراكهػم األدلػة ادلسػندة إىل ادلػتهم وأوجػو الػدفاع عنهػا ،ومل
يضع ذلم القانوف سوى ىذا السؤاؿ الذي يتضمن كل نطاؽ واجباهتم :ىل لديكم اقتناع شخصي".
وقػػد أكػػدت احملكمػػة العليػػا يف إحػػدى قراراهتػػا أنػػو " ديكػػن لقاضػػي ادلوضػػوع تأسػػيس اقتناعػػو الوجػػداين علػػى أيػػة حجػػة
حصػػلت مناقشػػتها أمامػػو" ،ونفػػس الشػػيء سػػارت عليػو زلكمػػة الػػنقض الفرنسػػية حيػػت أقػػرت"من حػػق القضػػاة أف يقػػدروا بكػػل
46
حرية قيمة عناصر اإلثبات اليت طرحت يف ادلداولة واليت يستند عليها اقتناعهم الشخصي".
كمػػا تػػدخل ادلشػػرع حلمايػػة التعػػامالت الرقميػػة مػػن خػػالؿ القػػانوف رقػػم 04/09ادلػػؤرخ يف 05أوت 2009ادلتضػػمن
القواعد اخلاصة للوقاية من اجلػرائم ادلتصػلة بتكنولوجيػا اإلعػالـ و االتصػاؿ ومكافحتهػا ،ومػن خػالؿ ىػذا القػانوف أدرج ادلشػرع
يف ادلادة 06منو طريقة ضبط األدلة الرقميػة والػيت تتخػذ صػورتني :الصػورة األوىل تكمػن يف نسػل ادلعطيػات زلػل البحػث وكػذا
ادلعطيػػات الالزمػػة لفهمهػػا علػػى دعامػػة زب ػزين إلكرتونيػػة علػػى أف تكػػوف ىػػذه ادلعطيػػات مهيػػأة بشػػكل جيعلهػػا قابلػػة حلجزىػػا
ووضػػعها يف أحػراز حسػػب مػػا ىػو مقػػرر يف قواعػػد ربريػػز الػػدليل ادلنصػػوص عليهػػا يف قػػانوف اإلجػراءات اجلزائيػػة ،والصػػورة الثانيػػة
تتمثػػل يف االسػػتعانة بالتقنيػػات ادلناسػػبة دلنػػع األشػػخاص ادلػػرخص ذلػػم باسػػتعماؿ ادلنظومػػة ادلعلوماتيػػة مػػن الوصػػوؿ إىل ادلعطيػػات
47
اليت ربويها ىذه ادلنظومة أو القياـ بنسخها ويكوف ذلك يف حالة صعوبة احلصوؿ على ىذه األدلة وفقا للصورة األوىل.
حيػػث نصػػت ادلػػادة 07مػػن ىػػذا القػػانوف علػػى":إذا اسػػتحاؿ إج ػراء احلجػػز وفقػػا دلػػا ىػػو منصػػوص عليػػو يف ادلػػادة 06
أعػػاله ،ألسػػباب تقنيػػة يتعػػني علػػى السػػلطة الػػيت تقػػوـ بػػالتفتيش اسػػتعماؿ التقنيػػات ادلناسػػبة دلنػػع الوصػػوؿ إىل ادلعطيػػات الػػيت
48
ربتويها ادلنظومة ادلعلوماتية ،أو نسخها ادلوضوعة ربت تصرؼ األشخاص ادلرخص ذلم باستعماؿ ىذه ادلنظومة".
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
ومػػن ىنػػا فػػإف للقاضػػي اجلزائػػي كامػػل السػػلطة التقديريػػة يف قبػػوؿ الػػدليل أيػػا كػػاف نوعػػو ووزنػػو وتقػػدير قيمتػػو يف اإلثبػػات،
واألدل ػػة الرقمي ػػة ال تقب ػػل بطبيعته ػػا إخض ػ ػػاع القاض ػػي ألي قي ػ ػػود بش ػػأهنا ،ب ػػل ينبغ ػػي أف ي ػػرتؾ األم ػػر يف تق ػػديرىا حمل ػػض س ػػلطة
القاضػي ،وال دخػػل إلرادة ادلشػػرع يف فػػرض دليػػل أو ربديػػد قيمػػة الػػدليل ،ومػػع ذلػػك ليسػت حريػػة القاضػػي يف االقتنػػاع مطلقػػة،
وإمنا مقيدة بشروط صحة التسبيب وبضوابط معينة تراقبها جهة الطعن.
والدليل الرقمي إذا مت التوصل إليو بطرؽ مشروعة ومن قبل سلتصني وفنيني فإنو يتمتع من حيث قوتػو اإلثباتيػة بقيمػة قػد
تصل إىل درجة اليقني شأنو شأف األدلة العلمية كالبصمات واألدلة البيولوجية ويكوف بيِّنػة قانونيػة مقبولػة جيػوز حملكمػة ادلوضػوع
االسػػتناد إليهػػا يف اإلدانػػة وعلػػى الػػرغم مػػن ذلػػك فػػإف رلػػرد تقػػدمي الػػدليل االلكػػرتوين يعطػػي للمحكمػػة الصػالحية ادلطلقػػة لتقػػدير
الػػدليل ،ويػػدخل ذلػػك ضػػمن السػػلطة التقديريػػة للقاضػػي ،مػػع التأكيػػد أف القاضػػي ال ديكنػػو اسػػتبعاد الػػدليل الرقمػػي إال بػػدليل
رقمي آخر يولد قناعة لدى القاضي بعدـ صحة الدليل ادلقدـ ،ويف مطلق األحواؿ فإف طرح القاضي الػدليل الرقمػي مػن األدلػة
49
واستبعده عليو أف يسبب قراره و يؤيده بأسباب عدـ أخذه بالدليل دبا جاء لديو يف أوراؽ الدعوى .
وأخريا ال بد من اإلشػارة إىل ضػرورة عػدـ اخللػط بػني الشػك الػذي يشػوب الػدليل الرقمػي بسػبب العبػث بػو أو اخلطػأ يف
استخالص الدليل لوجود خلل باجلهاز الذي أخذ منػو الػدليل الرقمػي وبػني قيمتػو اإلقناعيػة كػدليل ديكػن االسػتناد إليػو إلصػدار
القاضي حكمو على أساسو ألف احلالة األوىل ال ديلك القاضي الفصل فيها ألهنػا مسػألة فنيػة كمػا سػبق و بيَّنػا ترجػع إىل تقػدير
50
أىل اخلربة فإذا سلم الدليل من العبث بو فإف القاضي سيقبلو كدليل لتثبات وخيضع لسلطتو التقديرية.
وال ديكػػن إنكػػار الػػدور ال ّفعػػاؿ واألساسػػي للػػدليل الرقمػػي يف اإلثبػػات اجلنػػائي نظ ػرا لنػػدرة اخلطػػأ فيػػو ،غػػري أّنػػو يف مقابػػل
ذلػػك ال ديكػػن إغفػػاؿ مػػدى تػػأثري ىػػذا الػػدليل علػػى اخلصوصػػية ادلعلوماتيػػة باعتبػػار الػػدليل الرقمػػي ذو طبيعػػة تقنيػػة فػػإف ادلراقبػػة
اإللكرتونية ىي األساس الذي يقوـ عليو ىذا الدليل ،ىذه ادلراقبة الػيت كثػريا مػا سبػس بػاحلق يف اخلصوصػية ادلعلوماتيػة وتزيػد ّحػد
ادلساس هبذا احلػق يف احلالػة الػيت تكػوف فيهػا ادلراقبػة اإللكرتونيػة للحصػوؿ علػى الػدليل الرقمػي نتيجػة سػلبية كػأف يػتم الولػوج إىل
الربيد االلكرتوين للمشتبو فيو أو االطالع على زلتوى رسائلو اإللكرتونية ويتضح فيمػا بعػد أّنػو ال وجػود ألي عالقػة بػني اجلرديػة
ادلرتكبػة وادلعلومػات االلكرتونيػة ادلتواجػدة بالربيػد االلكػرتوين للمشػتبو فيػو ،غػري أف مػا يعتػرب مػربرا لػذلك ىػو احلاجػة إىل اإلثبػػات
اجلنائي وضرورة التصدي للجردية دلساسها دبصػا األفػراد ومصػلحة اجملتمػع خاصػة تلػك اجلػرائم الػيت سبػس بػأمن الدولػة وتُشػكل
51
هتديدا على أمن مؤسساهتا القاعدية كل ىذا فرض اللجوء واالستعانة هبذا النوع من األدلة اجلنائية.
ومن ىنػا فإننػا نسػتطيع القػوؿ أنػو رغػم مػا يتمتػع بػع الػدليل الرقمػي مػن صػدقية يف نقػل الوقػائع إال أنػو خيضػع رغػم ذلػك
للسػػلطة التقديريػػة القاضػػي وىػػو ادلخػػوؿ قانونػػا بقبػػوؿ أو رفػػض الػػدليل وتقػػدير حجيتػػو حيػػث تقػػوـ السػػلطة التقديريػػة للقاضػػي
بتحويل احلقيقة العلمية إىل حقيقة قضائية .
الخاتمة :
توصلنا من خالؿ ىذه الدراسة إىل رلموعة من النتائج ديكن تلخيصها فيما يلي :
-إف اجلردية ادلعلوماتية ىي تلك اجلردية الناذبة عن استخداـ ادلعلوماتية والتقنية احلديثة يف أعماؿ وأنشطة إجرامية م مست
تلك األعماؿ األنشطة وادلكونات ادلعنوية للنظاـ ادلعلومايت أو أحلقت أضرارا باألشخاص.
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
-رغم خطورة اجلرائم ادلعلوماتية إال أف التشريعات ادلختلفة ال تزاؿ بعيدة عن وضع النظم القانونية الكفيلة باحلد منها.
-تعترب مسألة إثبات ىذه اجلرائم ونسبتها إىل األشخاص من أصعب ادلسائل اليت تعرتض رجاؿ التحقيق نظرا لعدـ سبتعهم
بالتكوين ادلناسب الذي يسهل عليهم مهمة التعامل مع الدليل الرقمي باعتباره آلية اإلثبات ادلناسبة إلثبات ىذه اجلرائم.
_اشرتط الفقو والقانوف شروطا معينة لقبوؿ الدليل الرقمي أمهها شرط ادلشروعية ووجود أصل ذلذه األدلة يف أوراؽ الدعوى
وأف تتم مناقشتها يف اجللسة.
-زبضع األدلة الرقمية يف اإلثبات للسلطة التقديرية للقاضي رغم ما تتمتع بو من صدقية.
ويف ىذا اجملاؿ نقرتح:
_ ضرورة بذؿ التشريعات ادلختلفة جهودا إضافية لضبط مسألة اإلثبات بالدليل الرقمي.
ضرورة تناوؿ اجلرائم االلكرتونية بشكل مفصل وبياف صورىا ادلختلفة حيث ال تزاؿ الكثري -
من التشريعات اجلنائية تعاين من القصور يف التشريع يف مواجهة اجلرائم االلكرتونية وزبضع ىذه اجلرائم لنصوص
تقليدية.
ػ ضرورة االعرتاؼ حبجية الدليل االلكرتوين بوصفو دليال قطعيا يف اإلثبات يف اجملاؿ اجلنائي.
ػ ضرورة إنشاء وحدات أمنية وقضائية متخصصة يف اجلرائم االلكرتونية ذات تكوين يف ىذا اجملاؿ ،وفتح مدارس ومعاىد
تكوين دبقررات مناسبة تتناوؿ اجلرائم الرقمية ونظم احلماية منها.
ػ كما جيب أيضا توعية مستخدمي أجهزة الكمبيوتر خبطورة اجلردية االليكرتونية وأبعادىا وضرورة احلماية منها واإلبالغ
عنها.
قائمة المصادر والمراجع :
نصوص القانونية :
_1ػ القانوف 04/09ادلؤرخ يف 14شعباف عاـ 1430ادلوافق 05غشت سنة 2009يتضمن القواعد اخلاصة للوقاية من
اجلرائم ادلتصلة بتكنولوجيا اإلعالـ واالتصاؿ ومكافحتها ،اجلريدة الر ية ،العدد ، 47الصادرة يف 25شعباف عاـ 1430
ادلوافق 16غشت سنة . 2009
_2القانوف 07/ 18ادلؤرخ يف 25رمضاف عاـ 1439ادلوافق 10يونيو سنة 2018يتعلق حبماية األشخاص الطبيعيني
يف رلاؿ معاجلة ادلعطيات ذات الطابع الشخصي ،اجلريدة الر ية العدد ،34الصادرة يف 25رمضاف عاـ 1439ادلوافق
10يونيو سنة . 1918
الكتب:
_1خالد عوين خطاب ادلختار ،دور الوسائل العلمية احلديثة يف اإلثبات اجلنائي،دارالكتب القانونية،مصر.2017،
_2عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزلمد عبيد سيف سعيد ادلسماري ،اإلثبات اجلنائي باألدلة الرقمية من الناحيتني
القانونية و الفنية دراسة تطبيقية مقارنة ،جامعة نايف للعلوـ األمنية ،األمارات العربية ادلتحدة .
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
_3زلمد األسدي ،مدى فاعلية أحكاـ القانوف اجلنائي يف مكافحة اجلردية ادلعلوماتية ( دراسة مقارنة )،دار حامد للنشر
والتوزيع،األردف .2015،
_4زلمد مرواف ،نظاـ اإلثبات يف ادلواد اجلنائية يف القانوف الوضعي اجلزائري( ،اجلزء الثاين)،ديواف ادلطبوعات اجلامعية،
اجلزائر ،طبعة . 1999
_5عبيدي الشافعي ،عبيدي الشافعي ،قانوف اإلجراءات اجلزائية مذيل باجتهػاد القضاء اجلنائي،دار اذلدى ،اجلزائر ،طبعة
.2005
_6بوزيد إغليس ،تالزـ مبدأ اإلثبات احلر باالقتناع الذايت للقاضي اجلزائي"دراسة ربليلية مقارنة بني القانوف اجلزائري
والقانوف ادلصري وبعض القوانني العربية "،دار اذلدى ،اجلزائر،طبعة .2010
المقاالت :
_1أ د و وآخروف ،األدلة االلكرتونية من الناحيتني القانونية والتقين"دراسة ربليلية مقارنة" ،ىيئة مكافحة الفساد ،جامعة
بريزيت.2015 ،
_2إذلاـ شهرزاد روابح ،الدليل الرقمي بني مشروعية اإلثبات وانتهاؾ اخلصوصية ادلعلوماتية ،رللة البحوث والدراسات القانونية
والسياسية ،العدد العاشر.
_3بن فردية زلمد ،الدليل اجلنائي الرقمي و حجيتو أماـ القضاء اجلزائي ( دراسة مقارنة ) ،اجمللة األكادديية للبحث القانوين،
اجمللد ،05العدد . 2014، 01
_4هبنوس أماؿ ،الدليل الرقمي يف اإلجراءات اجلنائية ،اجمللة األكادديية للبحث القانوين ،رللد ،16عدد . 2017، 02
_5عيدة بلعابد ،الدليل الرقمي بني حتمية اإلثبات اجلنائي واحلق يف اخلصوصية ادلعلوماتية ،رللة آفاؽ علمية ،اجمللد ، 11
العدد . . 2019 ، 01
_6نور اذلدى زل مودي ،حجية الدليل الرقمي يف إثبات اجلردية ادلعلوماتية ،رللة الباحث للدراسات األكادديية ،العدد احلادي
عشر ،جواف .2017
_7شلدوح خليل البحر ،نطاؽ حرية القاضي اجلنائي يف تكوين قناعتو الوجدانية ،رللة الشريعة والقانوف ،رللة علمية زلكمة
تصدر عن كلية الشريعة والقانوف جامعة اإلمارات العربية ادلتحدة ،العدد ، 21يونيو 2004.
_8زلمد على السامل احلليب ،حرية القاضي اجلنائي يف االقتناع الذايت يف قوانني مصر واألردف و الكويت ،رللة احلقوؽ،
العدد ، 3صادرة يف سبتمرب ، 2007جامعة الكويت.
_9يس حسن زلمد عثماف ،الدليل الرقمي و أثره على الدعوى اجلنائية ،رللة العلوـ القانونية واالجتماعية ،اجمللد اخلامس،
العدد الثالث ،سبتمرب. 2020
رسائل الماجستير:
_1غانية خروفة ،سلطة القاضي اجلنائي يف تقدير اخلربة ،رسالة ماجستري يف قانوف العقوبات والعلوـ اجلنائية ،كلية احلقوؽ
والعلوـ السياسية ،جامعة منتوري قسنطينة ،السنة اجلامعية 2008ػ . 2009
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
_2مراد بلوىلي ،احلدود القانونية لسلطة القاضي اجلزائي يف تقدير األدلة ،رسالة ماجستري يف العلوـ القانونية ،زبصص علوـ
جنائية ،جامعة احلاج خلضر باتنة ،السنة اجلامعة 2010ػ .2011
_3بن الغية ،حجية أدلة اإلثبا ت اجلنائية احلديثة ،رسالة ماجستري فرع القانوف اجلنائي والعلوـ اجلنائية ،السنة اجلامعية
2011ػ . 2012
_4سعيداين نعيم ،آليات البحث و التحري عن اجلردية ادلعلوماتية يف القانوف اجلزائري ،رسالة ماجستري يف العلوـ القانونية
زبصص علوـ جنائية ،جامعة مولود معمري تيزي وزو ،السنة اجلامعية 2012ػ .2013
المداخالت العلمية:
- 1موسى مسعود ارحومة ،اإلشكاليات اإلجرائية اليت تثريىا اجلردية االلكرتونية عرب الوطنية ،ورقة مقدمة للمؤسبر ادلغاريب
األوؿ حوؿ ادلعلوماتية والقانوف ،الذي نظمتو أكادديية الدراسات العليا طرابلس 28ػ 29ػ 10ػ .. 2009
-2عمر زلمد بن يونس ،الدليل الرقمي ،ندوة الدليل الرقمي ،جامعة الدوؿ العربية ،القاىرة 05،ػ 06مارس .2006
1ـ عمر زلمد بن يونس ،الدليل الرقمي ،ندوة الدليل الرقمي ،جامعة الدوؿ العربية ،القاىرة 05،ػ 06مارس ، 2006ص .04.
2ػ عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزل مد عبيد سيف سعيد ادلسماري ،اإلثبات اجلنائي باألدلة الرقمية من الناحيتني القانونية والفنية دراسة تطبيقية مقارنة ،جامعة
نايف للعلوـ األمنية ،اإلمارات العربية ادلتحدة ،ص.13 .
3ػ نور اذلدى زلمودي،حجية الدليل الرقمي يف إثبات اجلردية ادلعلوماتية ،رللة الباحث للدراسات األكادديية ،العدد احلادي عشر ،جواف ، 2017ص.911.
4ػ إذلاـ شهرزاد روابح ،الدليل الرقمي بني مشروعية اإلثبات وانتهاؾ اخلصوصية ادلعلوماتية ،رللة البحوث والدراسات القانونية والسياسية ،العدد العاشر ،ص.187.
5ػ زلمد األسدي ،مدى فاعلية أحكاـ القانوف اجلنائي يف مكافحة اجلردية ادلعلوماتية ( دراسة مقارنة )،دار حامد للنشر والتوزيع ،األردف ، 2015 ،ص. 259.
6ػ نور اذلدى زلمودي ،ادلرجع السابق ،ص .ص .911.912
7ػ عمر زلمد بن يونس ،ادلرجع السابق ،ص .ص .08 . 07
8ػ نفس ادلرجع ،ص.08 .
9ػ نفس ادلرجع ،ص.09 .
10ػ عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزلمد عبيد سيف سعيد ادلسماري ،ادلرجع السابق ،ص.15 .
11ػ عمر زلمد بن يونس ،ادلرجع السابق ،ص .ص .11 ، 10
12ػ هبنوس أماؿ ،الدليل الرقمي يف اإلجراءات اجلنائية ،اجمللة األكادديية للبحث القانوين ،رللد ،16عدد ، 2017، 02ص. 178 .
13ػ يس حسن زلمد عثماف ،الدليل الرقمي و أثره على الدعوى اجلنائية ،رللة العلوـ القانونية واالجتماعية ،اجمللد اخلامس ،العدد الثالث ،سبتمرب2020
،ص.319..
14ػ لينا زلمد األسدي ،ادلرجع السابق ،ص.260 .
15ػ يس حسن زلمد عثماف ،ادلرجع السابق ،ص. 319 .
16ػ القانوف 07/ 18ادلؤرخ يف 25رمضاف عاـ 1439ادلوافق 10يونيو سنة 2018يتعلق حبماية األشخاص الطبيعيني يف رلاؿ معاجلة ادلعطيات ذات الطابع
الشخصي ،اجلريدة الر ية العدد ،34الصادرة يف 25رمضاف عاـ 1439ادلوافق 10يونيو سنة ،1918ص.12.
17ػ لينا زلمد األسدي ،ادلرجع السابق ،ص .ص . 269 . 268
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
18ػ موسى مسعود ارحومة ،اإلشكاليات اإل جرائية اليت تثريىا اجلردية االلكرتونية عرب الوطنية ،ورقة مقدمة للمؤسبر ادلغاريب األوؿ حوؿ ادلعلوماتية والقانوف ،الذي
تنظمو أكادديية الدراسات العليا طرابلس 28ػ 29ػ 10ػ ، 2009ص .ص 02ػ . 03
19ػ عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزلمد عبيد سيف سعيد ادلسماري ،ادلرجع السابق ،ص. 31 .
20ػ لينا زلمد األسدي ،ادلرجع السابق ،ص. 270 .
21ػ موسى مسعود أرحومة ،ادلرجع السابق ،ص . 05.
22ػ سعيداين نعيم ،آليات البحث و التحري عن اجلردية ادلعلوماتية يف القانوف اجلزائري ،رسالة ماجستري يف العلوـ القانونية زبصص علوـ جنائية ،جامعة مولود معمري
تيزي وزو ،السنة اجلامعية 2012ػ ، 2013ص. 215.
23ػ شلدوح خليل البحر ،نطاؽ حرية القاضي اجلنائي يف تكوين قناعتو الوجدانية ،رللة الشريعة والقانوف ،رللة علمية زلكمة تصدر عن كلية الشريعة والقانوف جامعة
اإلمارات العربية ادلتحدة ،العدد ، 21يونيو ،2004ص . 353.
24ػ زلمد على السامل احلليب ،حرية القاضي اجلنائي يف االقتناع الذايت يف قوانني مصر واألردف والكويت،رللة احلقوؽ ،العدد ، 3صادرة يف سبتمرب ، 2007جامعة
الكويت ،ص . 359.
25ػ غ انية خروفة ،سلطة القاضي اجلنائي يف تقدير اخلربة ،رسالة ماجستري يف قانوف العقوبات والعلوـ اجلنائية ،كلية احلقوؽ والعلوـ السياسية ،جامعة منتوري قسنطينة،
السنة اجلامعية 2008ػ ، 2009ص. 101 .
26 .ػ سعيداين نعيم ،ادلرجع السابق ،ص. 212 .
27ػ هبنوس أماؿ ،ادلرجع السابق ،ص .ص. 182 .181
28ػ سعيداين نعيم ،ادلرجع السابق ،ص. 217 .
29ػ زلمد مرواف ،نظاـ اإلثبات يف ادلواد اجلنائية يف القانوف الوضعي اجلزائري ،اجلزء الثاين ،ديواف ادلطبوعات اجلامعية ،اجلزائر،طبعة ، 1999ص. 511 .
30ػ لينا زلمد األسدي ،ادلرجع السابق ،ص.262 .
31ػ شلدوح خليل البحر ،ادلرجع السابق ،ص.ص . 349 . 348
32ػ خالد عوين خطاب ادلختار ،ادلرجع السابق ،ص.55 .
33ػ عبيدي الشافعي ،عبيدي الشافعي ،قانوف اإلجراءات اجلزائية مذيل باجتهػاد القضاء اجلنائي،دار اذلدى ،اجلزائر،طبعة ،2005ص. 11 .
34ػ شلدوح خليل البحر ،ادلرجع السابق ،ص .350.
35ػ بوزيد إغليس ،تالزـ مبدأ اإلثبات احلر باالقتناع الذايت للقاضي اجلزائي" دراسة ربليلية مقارنة بني القانوف اجلزائري والقانوف ادلصري وبعض القوانني العربية "،دار
اذلدى ،اجلزائر،طبعة ، 2010ص. 120 .
36ػ غانية خروفة ،ادلرجع السابق ،ص. 99 .
37ػ سعيداين نعيم ،ادلرجع السابق ،ص. 215 .
ػ 38بن الغية ،حجية أدلة اإلثبات اجلنائية احلديثة ،رسالة ماجستري فرع القانوف اجلنائي والعلوـ اجلنائية ،السنة اجلامعية 2011ػ ، 2012ص. 130 .
39ػ لينا زلمد األسدي ،ادلرجع السابق ،ص .ص . 265 . 264
40ػ بن فرد ية زلمد ،الدليل اجلنائي الرقمي و حجيتو أماـ القضاء اجلزائي ( دراسة مقارنة ) ،اجمللة األكادديية للبحث القانوين ،اجمللد ،05العدد ، 2014، 01ص.
ص . 283. 282
41ػ شلدوح خليل البحر ،ادلرجع السابق ،ص. .327.
42ػ زلمد زكي أبو عامر ،ادلرجع السابق ،ص. 852.
43ػ مراد بلوىلي ،احلدود القانونية لسلطة القاضي اجلزائي يف تقدير األدلة ،رسالة ماجستري غري منشورة يف العلوـ القانونية ،زبصص علوـ جنائية ،جامعة احلاج خلضر
باتنة ،السنة اجلامعة 2010ػ ، 2011ص . 24.
44ػ شلدوح خليل البحر ،ادلرجع السابق ،ص. 342 .
45ػ عبد الكرمي العبادي ،ادلرجع السابق ،ص.19 .
46ػ زلمد مرواف،ادلرجع السابق ،ادلرجع السابق ،ص .471.
47ػ نور اذلدى زلمودي ،حجية الدليل الرقمي يف إثبات اجلردية ادلعلوماتية ،رللة الباحث للدراسات األكادديية ،العدد احلادي عشر ،جواف ، 2017ص. 923 .
866
سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي بلجراف سامية
48ػ القانوف 04/09ادلؤرخ يف 14شعباف عاـ 1430ادلوافق 05غشت سنة 2009يتضمن القواعد اخلاصة للوقاية من اجلرائم ادلتصلة بتكنولوجيا اإلعالـ
واالتصاؿ ومكافحتها ،اجلريدة الر ية ،العدد ، 47الصادرة يف 25شعباف عاـ 1430ادلوافق 16غشت سنة ،2009ص.07.
49ػ أ د و و آخروف ،األدلة االلكرتونية من الناحيتني القانونية و التقين"دراسة ربليلية مقارنة " ،ىيئة مكافحة الفساد ،جامعة بريزيت ، 2015 ،ص.43 .
50ػ لينا زلمد األسدي ،ادلرجع السابق ،ص. 169 .
51ػ عيدة بلعابد ،الدليل الرقمي بني حتمية اإلثبات اجلنائي و احلق يف اخلصوصية ادلعلوماتية ،رللة آفاؽ علمية ،اجمللد ، 11العدد ، 2019 ، 01ص .ص 145
. 146 .
868