Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫مجلة الدراسات القانونية المقارنة‬

‫‪EISSN:2600-6154‬‬ ‫المجلد ‪ /70‬العـــدد‪ ،)2020( 70‬ص‪.‬ص‪898-806.‬‬ ‫‪ISSN:2478-0022‬‬

‫سلطة القاضي الجزائي في قبول وتقدير الدليل الرقمي‬


‫‪The authority of the criminal judge to accept and appreciate digital‬‬
‫‪evidence‬‬
‫بلجراف سامية‬
‫‪Beladjeraf samia‬‬
‫أستاذة محاضر أ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة محمد خيضر _بسكرة _‬
‫‪Faculty of Law and Political Science, University of Université Mohamed Khider Biskra‬‬
‫‪Email:droit_alg@live.fr‬‬

‫تاريخ النشر‪2021/00/28:‬‬ ‫تاريخ القبول‪2021/00/02:‬‬ ‫تاريخ إرسال المقال‪2020/11/21:‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫يعترب اإلثبات اجلنائي بالدليل الرقمي من أبرز مظاىر النظم القانونية احلديثة بعد أف أصبحت اجلردية ادلعلوماتية تشكل‬
‫ربديا خطريا نظرا لألضرار اليت ترتتب عليها سواء على اجلانب االقتصادي أو ادلايل أو األمين‪ ،‬ويهدؼ ىذا البحث إىل بياف‬
‫خصوصية اإلثبات بالدليل الرقمي والصعوبات اليت تعرتض عملية تفتيش النظم اإللكرتونية وضبط الدليل بسبب اختالفو عن‬
‫غريه من األدلة من حيث طبيعتو التقنية وسهولة إخفائو وإمكانية إدراج كلمات السر دلنع الوصوؿ إىل الدليل‪ ،‬شلا يصعب‬
‫عملية الضبط والتفتيش وبالتايل يصعب عملية احلصوؿ على دليل مقبوؿ أماـ القضاء اجلزائي‪.‬‬
‫وتوصلنا إىل أف الدليل الرقمي رغم صعوبة الوصوؿ إليو وضرورة توفر شروط معينة لقبولو كدليل يف ملف الدعوى إال‬
‫أنو يتمتع بصدقية كبرية تتجاوز أحيانا الدليل التقليدي نظرا لدقتو وطابعو العلمي والتقين‪ ،‬فهو ديثل احلقيقة العلمية‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك تبقى حجيتو خاضعة للسلطة التقديرية للقاضي فهي اليت ربولو إىل حقيقة قضائية أو تنزع عنو صفة الدليل الصحيح ‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪:‬‬
‫اإلثبات اجلنائي‪ ،‬الدليل الرقمي‪ ،‬اجلردية ادلعلوماتية‪ ،‬القضاء اجلنائي‪ ،‬احلجية القانونية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Criminal evidence in digital evidence is one of the most prominent manifestations of‬‬
‫‪modern legal systems after information crime has become a serious challenge due to the‬‬
‫‪damage it entails, bothThe economic, financial and security aspect, However, the‬‬
‫‪evidence of digital evidence is hampered by many difficulties due to the specificity of the‬‬
‫‪digital evidence, which is different from other evidence in terms of its technical nature‬‬
‫‪and the ease of hiding it This makes it difficult to inspect electronic systems and‬‬
‫‪therefore to obtain evidence acceptable to the criminal justice system.‬‬
‫‪876‬‬
‫‪Email : droit_alg@live.fr‬‬ ‫المؤلف المرسل ‪:‬بلجراف سامية‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫‪We concluded that the digital evidence is difficult to access, and certain conditions must‬‬
‫‪be met for its acceptance as evidence in the case file However, it has great credibility‬‬
‫‪that sometimes exceeds the traditional evidence due to its accuracy and scientific and‬‬
‫‪technical nature, It represents the scientific fact, Despite this, his argument remains‬‬
‫‪subject to the judge’s discretionary power, and it turns into a judicial fact or strips him‬‬
‫‪of the right evidence.‬‬
‫‪Keywords:. Criminal Evidence, Digital Evidence, Informational Crime, Criminal‬‬
‫‪Justice, Legal Authenticity‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫تشكل اجلرائم ادلعلوماتية ربديا أماـ األجهزة القضائية دلا تسببو ىذه اجلرائم من سلاطر وأضرار وهتديدات سبس رلاالت‬
‫حساسة عديدة‪ ،‬ونظرا لطابعها اخلاص والتقين‪ -‬فهي تتم يف بيئة غري مادية ال عالقة ذلا بادلستندات‪ ،‬وتتم عرب نظاـ‬
‫احلاسب اآليل أو شبكة االنرتنت‪ -‬فإف عملية إثباهتا تقتضي البحث عن الدليل ادلناسب‪ ،‬حيث تعجز األدلة اجلنائية العادية‬
‫يف الغالب عن إثبات ىذه اجلرائم‪ ،‬ويعد الدليل الرقمي آلية اإلثبات يف رلاؿ جرائم ادلعلوماتية‪ ،‬حيث يقدـ إىل القضاء الدليل‬
‫ادلأخوذ من النظم الربارلية ادلعلوماتية وأجهزة ومعدات وأدوات احلاسب اآليل أو شبكات االتصاالت من خالؿ إجراءات‬
‫قانونية وفنية بعد ربليلها علميا ‪ ،‬أو تفسريىا يف شكل نصوص مكتوبة أو رسومات أو صور أو أشكاؿ وأصوات إلثبات‬
‫وقوع اجلردية ولتقرير الرباءة أو اإلدانة‪.‬‬
‫ونظرا إىل أف اجلردية ادلعلوماتية من ادلوضوعات اليت تتميز بندرة التطبيقات القضائية فيها فإنو تربز للوجود مسألة حجية‬
‫الدليل الرقمي ‪ ،‬فالقواعد العامة قاصرة عن مواجهة خصوصية ىذه اجلرائم خاصة بعد أف أصبح اجملتمع ادلعلومايت حقيقة ال‬
‫ديكن االستغناء عنها‪ ،‬وأصبحت اجملتمعات ادلعاصرة تعتمد على البيئة الرقمية‪ ،‬وازداد التوجو ضلو التخلي عن الوثيقة يف‬
‫ادلعامالت ادلختلفة دبا فيها عملية اإلثبات‪ ،‬وازداد كم ادلعلومات ادلنتجة أو ادلعروضة يف أوعية ال ورقية‪ ،‬شلا أدى إىل‬
‫استحداث أشكاؿ جديدة من األدلة يف رلاؿ اإلثبات اجلنائي‪ ،‬ونظرا إىل أف ىذه األدلة قد تكوف أدلة إدانة فإنو جيب أف‬
‫حيتوي الدليل على شروط معينة العتباره دليال كامال ديكن من خاللو دحض قرينة الرباءة وإثبات عكسها عندما يصل اقتناع‬
‫القاضي إىل حد اجلزـ و اليقني‪.‬‬
‫أىمية الموضوع‪:‬‬
‫تعترب القناعة الوجدانية للقاضي اجلزائي من أىم مبادئ نظرية اإلثبات ألهنا تتفق مع أسلوب التفكري العادي وادلنطقي‪،‬‬
‫حيث حيكم القاضي حسب اقتناعو باألدلة اليت قدمت إليو يف الدعوى وسلطتو واسعة ومطلقة يف ربري احلقيقة حسبما ديليو‬
‫عليو ضمريه ووجدانو ولو حق استبعاد أي دليل ال يرتاح إليو‪ ،‬وسلطتو التقديرية كاملة يف وزف األدلة‪ ،‬ولو احلرية التامة يف‬
‫التنسيق بني األدلة ادلعروضة أمامو‪ ،‬وأف يستخلص منها نتيجة منطقية ديكن االعتماد عليها يف تقرير براءة وإدانة ادلتهم‪ ،‬ىذه‬
‫األدلة جيب أف ربمل بني طياهتا معامل قوتو يف اإلقناع‪ ،‬ألف جوىر دليل اإلدانة ىو صالحيتو دبفرده حلسم القضية‪ ،‬وتزداد‬
‫أمهية القناعة الوجدانية للقاضي إذا تعلق األمر بتقدير أدلة رقمية فرضت نفسها على رجاؿ القانوف والقضاء وتتطلب لقبوذلا‬

‫‪876‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫كدليل شروطا معينة ال زبتلف يف أغلبها عن الشروط ادلطلوبة لقبوؿ باقي أدلة اإلثبات يف اجملاؿ اجلزائي‪ ،‬وإف كانت تتمتع‬
‫أحيانا ِ‬
‫بصدقية قد تتجاوز الدليل العادي شلا قد جيعل منها قيدا على سلطة القاضي التقديرية‪.‬‬
‫أىداف الموضوع‪:‬‬
‫إف ىذه األمهية اليت تكتسيها األدلة الرقمية يف اإلثبات نتجت عنها العديد من اإلشكاالت القانونية تركزت أغلبها حوؿ‬
‫قبوؿ وتقدير ىذه األدلة‪ ،‬لذا يهدؼ ىذا ادلوضوع إىل التعريف بالدليل الرقمي كأحد الوسائل العلمية احلديثة يف اإلثبات‬
‫وبياف دورىا وادلكانة اليت يتمتع هبا ىذا الدليل بني وسائل اإلثبات‪ ،‬والوقوؼ على شروط مشروعيتو وسلطة القاضي اجلزائي‬
‫يف قبولو وتقدير قيمتو اإلثباتية‪.‬‬
‫اإلشكالية‪:‬‬
‫ويعاجل ىذا ادلقاؿ إشكالية مدى مقبولية الدليل الرقمي لإلثبات الجزائي‪ ،‬وىل يعتبر الدليل الرقمي دليال كامال‬
‫لإلثبات يتعين على القاضي األخذ بها كلما توفرت شروطو أم أنو مجرد طريق يمكن رجال التحقيق من اتباع إجراءات‬
‫تحقيق معينة ومن الخطأ أن يعتمد عليو القاضي كدليل وحيد لإلدانة ؟‬
‫وسنجيب على ىذه اإلشكالية باعتماد ادلنهج التحليلي القائم على استعراض رأي الفقو والقانوف يف موضوع األدلة‬
‫الرقمية‪ ،‬ويياف الضوابط والقيود القانونية اليت استقر الفقو على اعتمادىا لقبوذلا وموقف القضاء من ىذه األدلة ومركزىا بني‬
‫أدلة اإلثبات اجلنائي‪.‬‬
‫وقد قسمنا خطة العمل إىل ثالث زلاور رئيسية‪:‬‬
‫احملور األوؿ نتناوؿ فيو مفهوـ الدليل الرقمي من خالؿ ربديد تعريفو وبياف خصائصو وأنواعو والصعوبات اليت تعػرتض احلصػوؿ‬
‫على الدليل الرقمي‪.‬‬
‫أما احملور الثاين فسنتناوؿ فيو شروط قبوؿ الدليل الرقمي يف اإلثبات‪.‬‬
‫أما احملور الثالث فسنخصصو لسلطة القاضي اجلزائي يف تقدير الدليل الرقمي يف اإلثبات‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬مفهوم الدليل الرقمي‬
‫إف تنامي ظاىرة اجلرائم ادلعلوماتية‪ ،‬وزبطي آثارىا حدود الدوؿ‪ ،‬أفرز مجلة من التحديات القانونية على الصعيد اإلجرائي‬
‫ذبسدت يف ادلقاـ األوؿ يف الصعوبات اليت تكتنف إثبا ت ىذه اجلرائم وشروط قبوؿ القاضي اجلزائي للدليل الرقمي‪ ،‬وقبل‬
‫بياف شروط قبوؿ الدليل الرقمي وسلطة القاضي اجلزائي يف تقديره البد من ضبط مفهومو‪.‬‬
‫أوال‪:‬تعريف الدليل الرقمي‪:‬‬
‫ديكن تعريف الدليل الرقمي بأنو "بيانات ديكن إعدادىا وتراسلها وزبزينها رقميا حبيث سبكن احلاسوب من تأدية مهمة ما‬
‫‪1‬‬
‫" أو أنو " الدليل الذي جيد أساسا لو يف العامل االفرتاضي ويقود إىل الواقعة غري ادلشروعة ومرتكبها"‪.‬‬
‫كما يعرؼ أيضا بأنو "الدليل ادلأخوذ من أجهزة احلاسب اآليل ويكوف يف شكل موجات أو نبضات مغناطيسية أو‬
‫كهربائية ديكن ذبميعها وربليلها باستخداـ برامج وتطبيقات وتكنولوجيا خاصة ويتم تقدديها يف شكل دليل ديكن اعتماده‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫أماـ القضاء‪ ،‬وىو مكوف رقمي لتقدمي ادلعلومات يف أشكاؿ متنوعة مثل النصوص ادلكتوبة والصور واألصوات واألشكاؿ‬
‫‪2‬‬
‫والرسوـ وذلك من أجل الربط بني اجلردية واجملرـ واجملين عليو بشكل قانوين ديكن األخذ بو أماـ أجهزة إنفاذ القانوف"‪.‬‬
‫ومن ىنا فالدليل الرقمي الذي ديكن اعتماده إلثبات اجلردية ادلعلوماتية ىو عبارة عن معلومات يقبلها العقل ويعتمدىا‬
‫العلم‪ ،‬يتم احلصوؿ عليها بطرؽ علمية وقانونية‪ ،‬برتمجة البيانات احلسابية ادلخزنة يف أجهزة احلاسب اآليل وملحقاهتا‪ ،‬يتم‬
‫‪3‬‬
‫تفسريىا يف شكل نصوص مكتوبة أو صور أو أشكاؿ أو أصوات‪ ،‬وديكن استخدامها إلثبات اجلردية ونسبتها إىل الفاعل‪،‬‬
‫وال يقتصر دور الدليل الرقمي على إثبات اجلرائم ادلعلوماتية بل يتعداه ليكوف أيضا من األدلة اجلنائية يف اجلرائم التقليدية‬
‫‪4‬‬
‫كجرائم ادلخدرات وجرائم القتل واإلختطاؼ‪.‬‬
‫ويعود سبب تسميتو بالدليل الرقمي إىل أف البيانات داخل العامل االفرتاضي جبميع صورىا سواء كانت صورا أو‬
‫‪5‬‬
‫تسجيالت أو نصوصا‪ ،‬تأخذ شكل أرقاـ‪ ،‬ومن مث يتم ربويل ىذه األرقاـ عند عرضها إىل صورة أو تسجيل أو نص‪.‬‬
‫وادلالحظ من خالؿ ا لتعريفات السابقة للدليل الرقمي أهنا ربصر مفهومو يف ذلك الدليل الذي يستخرج من احلاسب‬
‫اآليل وال شك أف ذلك فيو تضييق لدائرة األدلة الرقمية فهي كما ديكن أف تستمد من احلاسب اآليل من ادلمكن أف يتحصل‬
‫عليها من أية آلة رقمية أخرى‪ ،‬فاذلاتف وآالت التصوير وغريىا من األجهزة اليت تعتمد التقنية الرقمية يف تشغيلها ديكن أف‬
‫تكوف مصدرا للدليل الرقمي‪ ،‬وعليو ديكننا تعريف الدليل الرقمي على أنو "الدليل ادلشتق من ‪/‬أو بواسطة النظم الربارلية‬
‫ادلعلوماتية احلاسوبية‪ ،‬وأجهزة وأدوات احلاسب اآليل‪ ،‬أو شبكات االتصاؿ من خالؿ إجراءات قانونية وفنية لتقدديها إىل‬
‫القضاء بعد ربليلها علميا باستخداـ برامج وتطبيقات خاصة أو تفسريىا يف شكل نصوص مكتوبة ‪ ،‬أو رسومات أو صور أو‬
‫‪6‬‬
‫أشكاؿ وأصوات إلثبات وقوع اجلردية ولتقرير الرباءة أو اإلدانة فيها شلا يضفي عليو طابع وسيلة إثبات جنائي"‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬خصائص الدليل الرقمي‪:‬‬
‫يتميز الدليل الرقمي بعدة خصائص سبيزه عن غريه من طرؽ اإلثبات ىي‪:‬‬
‫‪ 70‬ـ الدليل الرقمي دليل علمي‪:‬‬
‫الػػدليل الرقمػػي ىػػو الواقعػػة الػػيت تنبػ عػػن وقػػوع جرديػػة أو فعػػل غػػري مشػػروع‪ ،‬وىػػي واقعػػة مبناىػػا علمػػي مػػن حيػػث أف مبػ‬
‫العامل االفرتاضي ىو مب علمي‪ ،‬وال ديكن احلصوؿ على الدليل الرقمي أو اإلطػالع علػى فحػواه دوف اسػتخداـ الطػرؽ العلميػة‬
‫ادلتاحػػة‪ ،‬ومػػن مث فػػإف طػػرؽ البحػػث عنػػو كػػدليل تػػتم بأسػػاليب علميػػة‪ ،‬فالػػدليل العلمػػي خيضػػع لقاعػػدة لػػزوـ ذباوبػػو مػػع احلقيقػػة‬
‫كاملة وفقا لقاعدة يف القضاء ادلقارف مفادىا " أف ىدؼ القانوف العدالة أما العلػم فمسػعاه احلقيقػة "‪ ،‬كمػا تفيػد ىػذه اخلاصػية‬
‫حػني نتطػرؽ إىل مسػألة حفػػظ الػدليل‪ ،‬حيػث جيػب أف تبػ عمليػة احلفػظ علػػى أسػس علميػة كمػا أف ربريػػر زلضػر يتنػاوؿ دلػػيال‬
‫علميػا خيتلػف عػن ربريػػر زلضػر يتنػاوؿ جرديػة عاديػػة حيػث جيػب تػوفر مسػػلك علمػي يف ربريػره يتوافػق مػػع ظػاىرة الػدليل العلمػػي‬
‫‪7‬‬
‫ربديدا حبيث جيب أف ال يتخذ احملضر ادلظهر التقليدي‪.‬‬
‫‪ 72‬ـ الدليل الرقمي دليل تقني‪:‬‬
‫إذا كنػػا قػػد انتهينػػا إىل أف الػػدليل الرقمػػي دليػػل علمػػي فػػإف ذلػػك يثبػػت بالضػػرورة اخلاصػػية الثانيػػة وىػػي ارتبػػاط ىػػذا الػػدليل‬
‫بالتقنية ‪ ،‬حيث جيب اللجوء إىل تقنيني وخرباء عند التعامل مع الدليل الرقمي فال تنتج التقنيػة اعرتافػا أو بصػمة أصػبع أو دليػل‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫مػػادي ديكػػن االسػػتناد عليػػو لبنػػاء احلكػػم القضػػائي ‪ ،‬وإمنػػا تنػػتج نبضػػات رقميػػة شلػػا ديػػنح أمهيػػة كبػػرية للتقنيػػة الػػيت تكشػػف الػػدليل‬
‫الرقمي لتقدديو للقاضي حيث جيب االىتماـ بالربامج اليت تتعامل مػع الػدليل الرقمػي مػن حيػث اكتسػابو والػتحفظ عليػو وربليلػو‬
‫وتقدديػػو وأخػريا مقبوليػػة ىػػذه ال ػربامج أمػػاـ احملكمػػة فالػػدليل الرقمػػي ال وجػػود وال قيمػػة لػػو إال يف بيئتػػو الرقميػػة شلػػا يفػػرض ضػػرورة‬
‫‪8‬‬
‫تطوير العمالة يف احلقل اجلنائي‪.‬‬
‫‪ 70‬ـ الدليل الرقمي دليل متطور‪:‬‬
‫إف مصطلح الػدليل الرقمػي يشػمل كافػة أنػواع وأشػكاؿ البيانػات الرقميػة ادلتطػورة باسػتمرار الػيت مػن ادلمكػن تػداوذلا رقميػا حبيػث‬
‫يكػػوف بينهػػا وبػػني اجلرديػػة رابطػػة معينػػة فقػػد يكػػوف وثيقػػة أو صػػورة ثابتػػة أو متحركػػة " فػػيلم " أو تكػػوف رس ػائل سلزنػػة يف الربيػػد‬
‫‪9‬‬
‫اإللكرتوين‪.‬‬
‫‪ 70‬ـ الدليل الرقمي يصعب التخلص منو‪:‬‬
‫تعترب ىذه اخلاصية من أىػم خصػائص الػدليل الرقمػي والػيت سبيػزه عػن الػدليل التقليػدي حيػث أف ىنػاؾ العديػد مػن الػربامج‬
‫احلاسوبية اليت تتمثل وظيفتها استعادة البيانات اليت مت حذفها أو إلغائها سواء مت ذلك باألمر ‪ delete‬أو مت ذلك عػن طريػق‬
‫‪10‬‬
‫إعادة هتيئة أو تشكيل القرص الصلب ‪ disk hard‬باستخداـ األمر ‪. FORMAT‬‬
‫والقاعػػدة يف ى ػػذا اإلطػػار وال ػػيت تنطبػػق عل ػػى كافػػة م ػػا يتعلػػق هبيكل ػػة تكنولوجيػػا ادلعلوم ػػات ى ػػي أن ػػو كلم ػػا ح ػػدث اتص ػػاؿ‬
‫بتكنولوجيا ادلعلومات بإدخاؿ بيانات إىل ذلك العامل فإنو مػن الصػعب الػتخلص منهػا ولػو كػاف ذلػك باسػتخداـ أكثػر الوسػائل‬
‫تطػػورا ‪ ،‬حيػػث أف خاصػػية احلػػذؼ ال تعػػد مػػن العوائػػق الػػيت ربػػوؿ دوف اسػػرتجاع ادلعلومػػة حيػػث تتػػوفر ب ػرامج ديكػػن مػػن خالذلػػا‬
‫اسرتجاع ادلعلومات وادللفات احملذوفة ‪ ،‬ورغم وجود ىذه اخلاصية إال أف الدليل الرقمي يتميز أيضا دبرونتو وضعفو حبيػث يسػهل‬
‫‪11‬‬
‫فقده أو إتالفو بغري طريق احلذؼ واإللغاء بسبب قصور يف القدرات التكنولوجية لدى مؤسسات العدالة اجلنائية‪.‬‬
‫‪05‬ـ الدليل الرقمي قابل للنسخ‪:‬‬
‫حيػػث ديكػػن اسػػتخراج نسػػل مػػن األدلػػة اجلنائيػػة الرقميػػة مطابقػػة لألصػػل وذلػػا نفػػس القيمػػة العلميػػة واحلجيػػة الثبوتيػػة‪ ،‬وىػػو‬
‫األمر الذي ال يتوفر يف أنواع األدلػة التقليديػة ‪،‬وتشػكل ىػذه اخلاصػية ضػمانة شػديدة الفعاليػة للحفػاظ علػى الػدليل الرقمػي مػن‬
‫الفقد والتلف والتغيري عػن طريػق عمػل نسػل طبػق األصػل مػن الػدليل‪ ،‬مثػل نسػل ادلػواد ادلخزنػة يف نظػاـ ادلعاجلػة اآلليػة للبيانػات‬
‫بقصد عرضها على اجلهات القضائية‪ ،‬كما أف ىناؾ خصائص أخرى للدليل الرقمي مثل أهنا أدلػة ذات طبيعػة ديناميكيػة فائقػة‬
‫‪12‬‬
‫السرعة تنتقل من مكاف آلخر عرب شبكات االتصاؿ متعدية حلدود الزماف و ادلكاف‪.‬‬
‫ثالثا ـ أنواع الدليل الرقمي‪:‬‬
‫‪13‬‬
‫قامت وزارة العدؿ األمريكية بتقسيم الدليل الرقمي إىل ثالثة رلموعات ىي‪:‬‬
‫‪1‬ػالسجالت المحفوظة في الحاسوب وفي الوثائق المكتوبة والمحفوظة‪:‬مثل الربيد اإللكرتوين وملفات برامج معاجلة الكلمات‬
‫ورسائل غرؼ احملادثة على األنرتنت؛‬
‫‪2‬ػ السجالت التي تم إنشاؤىا بواسطة الحاسوب‪ :‬تعترب سلرجات برامج احلاسوب وبالتايل مل يلمسها اإلنساف مثل ‪log‬‬
‫‪files‬وسجالت اذلاتف وفواتري أجهزة السحب اآليل ؛‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫‪3‬ػ السجالت التي تم حفظ جزء منها باإلدخال وجزء آخر تم إنشاؤه بواسطة الحاسوب‪ :‬ومن األمثلة عليها أوراؽ العمل ادلالية‬
‫اليت ربتوي على مدخالت مت ربويلها إىل برامج أوراؽ العمل مثل ‪ Excel‬ومن مث سبت معاجلتها من خالؿ الربنامج بإجراء العمليات‬
‫احلسابية عليها‪.‬‬
‫أما تقسيم األدلػة الرقميػة حسػب إعػدادىا لتكػوف أداة لتثبػات ‪-‬وىػو التقسػيم الػذي يهمنػا يف ىػذا ادلقػاـ‪ -‬تنقسػم األدلػة‬
‫‪14‬‬
‫الرقمية إىل قسمني رئيسيني ‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ أدلة أعدت لتكون وسيلة إثبات‪:‬‬
‫وتشمل السجالت اليت يتم إنشػاؤىا تلقائيػا بواسػطة األجهػزة التكنولوجيػة ومنهػا سػجالت اذلػاتف وفػواتري أجهػزة احلاسػب‬
‫اآليل باإلضػػافة إىل تلػػك السػػجالت الػػيت ربتػػوي علػػى بيانػػات مت إدخاذلػػا إىل اجلهػػاز ومت إجػراء ادلعاجلػػة عليهػػا مػػن خػػالؿ برنػػامج‬
‫ما؛‬
‫‪ 2‬ـ أدلة لم تعد لتكون وسيلة إثبات‪:‬‬
‫ويعػػد ىػػذا النػػوع مػػن األدلػػة مػػن اآلثػػار الػػيت يرتكهػػا اجلػػاين دوف أف يعلػػم بػػذلك أو دوف أف يرغػػب يف اجيػػاده وقػػد ػػي ىػػذا‬
‫النوع من األدلة بالبصمة الرقميػة أو اآلثػار ادلعلوماتيػة الرقميػة‪ ،‬وعػادة مػا تػرتؾ ىػذه اآلثػار مػن قبػل اجلػاين عنػد تسػجيل الرسػائل‬
‫ادلرسلة منو أو تلك اليت يستقبلها‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫كما يقسم الدليل الرقمي عادة إىل ثالث رلموعات على النحو التايل‪:‬‬
‫‪ 1‬السجالت المحفوظة في الكمبيوتر‪ :‬وىػي الوثػائق احملفوظػة أو ادلخزنػة يف الكمبيػوتر مثػل الربيػد اإللكػرتوين وملفػات بػرامج معاجلػة‬
‫الكلمات وغريىا؛‬
‫‪ 2‬ػ السجالت التي تم إنشاؤىا بواسطة الكمبيوتر‪ :‬مثل سجالت اذلاتف وفواتري أجهزة السحب اآليل والكرت اإللكرتوين الذكي؛‬
‫‪3‬ػ السجالت التي تم حفظها عن طريق إدخالهـا أو وجـزء منهـا تـم إنشـاؤىا بواسـطة الكمبيـوتر أو عليـو‪ :‬مثػل أوراؽ العمػل الػيت‬
‫ربتوي على مدخالت سبػت معاجلتهػا إىل بػرامج أو أوراؽ ر يػة للتعامػل باسػتخداـ بعػض بػرامج احلاسػب اآليل مثػل (‪ excel‬ومػن مث‬
‫سبت معاجلتها من خالؿ الربامج بإجراء العمليات احلسابية عليها‪.‬‬
‫رابعا‪:‬الصعوبات التي تعترض الحصول على الدليل الرقمي‪:‬‬
‫مػػن ادلالحػػظ أف اجلرديػػة ادلعلوماتيػػة رغػػم شػػدة صػػلتها بالػػدليل الرقمػػي إال أف إثباهتػػا ال يقتصػػر عليػػو‪ ،‬فمػػن ادلمكػػن إثباهتػػا‬
‫شأهنا شأف باقي اجلرائم األخرى بأدلة اإلثبات التقليدية كالشهادة واالعرتاؼ والبيِّنة وغريىا‪ ،‬ولذلك فػإف االعتقػاد بػالتالزـ بػني‬
‫الدليل الرقمي وإثبات اجلردية ادلعلوماتية غري صحيح‪.‬‬
‫ومن أىم الصعوبات اليت تواجو عملية احلصوؿ على الدليل الرقمي ما يلي‪:‬‬
‫‪0‬ـ الطبيعة غير المرئية للدليل‪:‬‬
‫فػاجلرائم الػػيت تقػػع علػى عمليػػات التجػػارة االلكرتونيػة أو علػػى العمليػػات االلكرتونيػة ادلصػػرفية وغربىػػا عػادة مػػا يكػػوف زللهػػا‬
‫جوانب معنوية تتعلق ب( ادلعاجلة اآللية للبيانات ) واليت تعين حسب القانوف ‪ 07 18‬ادلتعلق حبمايػة األشػخاص الطبيعيػني يف‬
‫رلاؿ معاجلػة ادلعطيػات ذات الطػابع الشخصػي يف ادلػادة ‪ 3‬فقػرة ‪ " 05‬العمليػات ادلنجػزة كليػا أو جزئيػا بواسػطة طػرؽ آليػة مثػل‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫تس ػػجيل ادلعطي ػػات وتطبي ػػق عملي ػػات منطقي ػػة و‪/‬أو حس ػػابية عل ػػى ى ػػذه ادلعطي ػػات أو تغيريى ػػا أو مس ػػحها أو اس ػػتخراجها أو‬
‫‪16‬‬
‫نشرىا"‪.‬‬
‫فإذا ما وقعت جرائم كالسرقة أو االختالس أو االستيالء أو التزوير أو الغػش علػى زلػل معنػوي‪ ،‬فإنػو يصػعب إقامػة الػدليل‬
‫عليهػا‪ ،‬والسػػبب يعػػود يف ذلػػك إىل الطبيعػػة ادلعنويػة للمحػػل الػػذي وقعػػت عليػػو اجلرديػة‪ ،‬وال شػػك يف أف إثبػػات اجلػرائم الػػيت تػػرتؾ‬
‫آثارا ملحوظة يكوف سهال ميسورا على عكس إثبات اجلرائم اليت تقع على األمور ادلعنوية ألف إثباهتػا يكػوف يف منتهػى الصػعوبة‬
‫وذلػػك بػػالنظر إىل أهنػػا ال تػػرتؾ وراءىػػا أي أثػػر قػػد يػػدؿ أو يكشػػف عنهػػا‪ ،‬حيػػث أف أغلػػب البيانػػات ادلخزنػػة الػػيت تتػػداوؿ عػػرب‬
‫احلاسبات اآللية تكوف على ىيئة رموز ونبضات سلزنة على وسائط زبزين شلغنطة حبيث ال ديكن لتنساف قراءهتػا أو إدراكهػا إال‬
‫من خالؿ ىذه احلاسبات اآللية ولعل مشكلة الطبيعة ادلرئية للدليل الرقمي تلقي بضالذلا علػى اجلهػات الػيت تتعامػل مػع اجلػرائم‬
‫اليت تقػع عػرب الوسػائل اإللكرتونيػة حبيػث تص ِّػعب قػدرهتم علػى فحػص واختيػار البيانػات زلػل اإلشػتباه خاصػة حػاالت التالعػب‬
‫‪17‬‬
‫يف برامج احلاسوب وبالتايل استحالة الوصوؿ إىل اجلناة‪.‬‬
‫‪2‬ـ سهولة التخلص من ىذه األدلة (الرقمية) ومحوىا‪:‬‬
‫إذ يػتم ذلػك ػ عػادةً ػ يف دلػح البصػر ودبجػرد دلسػة خاطفػة علػى لوحػة ادلفػاتيح جبهػاز احلاسػوب‪ ،‬علػى اعتبػار أ ّف اجلرديػة‬
‫تتم يف صػورة أوامػر تصػدر إىل اجلهػاز‪ ،‬ومػا أف حيػس اجلػاين بػأف أمػره سينكشػف ‪ ،‬حػ يبػادر بإلغػاء ىػذه األوامػر‪ ،‬األمػر الػذي‬
‫جيعل كشف اجلردية وربديد مرتكبها أمراً يف غاية الصعوبة‪ ،‬ومع مرور الوقت اكتسب اجلنػاة خػربة واسػعة يف التالعػب بالبيانػات‬
‫وإتالفها يف غضوف ثواف معدودة قبل أف تتمكن األجهزة ادلختصة من كشفهم أو التعرؼ علػيهم‪ ،‬ويتػأتّى ىػذا عػادة باسػتخداـ‬
‫بػرامج معينػػة ذلػػا خاصػػية إتػػالؼ أو تػػدمري البيانػات بصػػورة تلقائيػػة بعػػد مضػػي فػػرتة مػػن الػػزمن حبسػػب رغبػػة مصػمم الربنػػامج ويف‬
‫الوقت الذي يشاء‪ ،‬وجيتهد ادلهندسوف يف رلاؿ تقنية ادلعلومات يف ابتكار برامج معينة ذلذا الغػرض‪ ،‬وتكمػن آليػة عملهػا يف أنػو‬
‫دبجرد زلاولة شخص غري مصرح لو ولوج النظاـ أو استخداـ جهاز احلاسوب ادلزود هبذا الربنػامج‪ ،‬فػإف ىػذا األخػري يصػدر أمػراً‬
‫‪18‬‬
‫للجهاز حبيث يتم إتالؼ البيانات ادلخزنة بو وزلوىا بصورة تلقائية‪.‬‬
‫‪0‬ـ إستخدام بعض كلمات السر أو الشفرات إلعاقة الوصول إلى الدليل‪:‬‬
‫فضالً عما تقدـ ‪ ،‬فإف الوصوؿ إىل الدليل الرقمي تعرتضو عقبة أخرى تكمن يف أف اجلناة ادلتمرسني جيتهدوف يف إخفاء‬
‫ىويّاهتم للحيلولة دوف تعقبهم أو كشف أمرىم‪ ،‬حبيث تظل أنشطتهم رلهولة ودبنأى عن علم السلطات ادلعنية دبكافحة‬
‫‪19‬‬
‫اجلردية‪.‬‬
‫ومن األمثلة اليت تُساؽ على ذلك استخداـ اجلاين حاسباً آخر غري حاسبو الشخصي‪،‬كاستخداـ احلواسيب ادلوجودة‬
‫باألماكن العامة‪ ،‬أو اللجوء إىل مقاىي اإلنرتنت‪ ،‬على اعتبار أف جل ىذه ادلقاىي ال تقوـ بتسجيل أ اء مرتاديها أو التحقق‬
‫من ىوياهتم ‪ ،‬السيما إذا علمنا أف شبكة اإلنرتنت تتيح دلستخدميها استعماؿ اخلط الواحد من أكثر من شخص يف آف معاً‪،‬‬
‫ما جيعل ادلراقبة والتعقب للمشتبو فيو أمراً ينطوي على صعوبة وغري ميسور يف كثري من األحياف‪.‬‬
‫وال تنحصر ىذه الصعوبة يف الوصوؿ إىل الدليل اإللكرتوين فقط وإمنا سبتد إىل اجلناة أنفسهم ألف مرتكيب ىذا النوع من‬
‫اجلرائم قد يستخدموف الوسائل اإللكرتونية ادلختلفة إلعاقة الوصوؿ إليهم‪ ،‬فقد يستخدموف الربيد اإللكرتوين يف إصدار‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫تكليفاهتم بارتكاب جرائم القتل واالغتياالت والتخريب دوف أف يتمكن أحد من ربديد أماكنهم‪ ،‬وىذا ما جيعل أمر‬
‫مالحقتهم أو ربديد ىويتهم أشبو بادلستحيل سواء عند قيامهم ببث ادلعلومات على الشبكة أو عند تلقيهم ذلا ألف مرتكب‬
‫‪20‬‬
‫اجلردية ادلعلوماتية غالبا ما يستعمل األ اء ادلستعارة أو يتفادى الدخوؿ إىل الشبكة من ىاتفو اخلاص‪.‬‬
‫يضاؼ إىل ذلك كلو تضاؤؿ خربة أجهزة العدالة اجلنائية إذ يفتقر ىؤالء إىل التأىيل الكايف يف ىذا ادليداف التقين وىذا يزيد‬
‫من صعوبة وصوذلم إىل الدليل الرقمي وكيفية ضبطو واحملافظة عليو ‪ ،‬فنقص اخلربة لدى ىؤالء قد يفضي إىل تدمري الدليل‬
‫وإتالفو ‪ ،‬ذلك أف كشف ىذه اجلرائم يقتضي أف تكوف األجهزة ادلعنية على دراية كافية بأساسيات التعامل مع ىذه اجلرائم‬
‫تلقي ىؤالء دورات تدريبية بشأف إسرتاتيجية التحقيق‬ ‫تقصيها وضبطها وصوالً إىل مرتكبيها‪ ،‬ما يعين ضرورة ِّ‬‫وكيفية ّ‬
‫واالستدالؿ عن ىذه اجلرائم‪ ،‬إذ بدوف ذلك ال ديكنهم مواجهة أساليب اجلناة ادلعقدة اليت يتوصلوف هبا عادة الرتكاب‬
‫جرائمهم ‪ ،‬فهذه ادلتطلبات تفتقر إليها األجهزة ادلذكورة‪ ،‬السيما يف الدوؿ النامية‪ ،‬ما جيعل دورىا يف كشف ىذه اجلرائم‬
‫ومكافحتها زلدوداً للغاية‪ ،‬وغالباً يكوف مآؿ اجلهود اليت تبذذلا يف ىذا اجملاؿ الفشل واإلخفاؽ‪ ،‬كذلك من العقبات اليت تعيق‬
‫عمل األجهزة ادلذكورة ح على فرض أنو مت إعدادىا اإلعداد ادلناسب ذلذه ادلهمة ضخامة حجم البيانات زلل الفحص ما‬
‫‪21‬‬
‫يتع ّذر معو على احملققني غري األكفاء الوصوؿ إىل الدليل‪.‬‬
‫المحور الثاني‪:‬شروط قبول الدليل الرقمي في اإلثبات‪:‬‬
‫يعترب الدليل الرقمي تطبيقا مػن تطبيقػات الػدليل العلمػي بػل أكثػر األدلػة العلميػة حجيػة يف اإلثبػات وذلػك دلػا يتميػز بػو‬
‫مػن موضػػوعية وحيػاد وكفػػاءة وىػػو زلكػم وفػػق قواعػد علميػػة حسػػابية ال تقبػل التأويػػل شلػا يقػػوي مػػن يقينيتػو ويسػاعد القاضػػي يف‬
‫التقليل من األخطاء القضائية واالقرتاب أكثر إىل ربقيق العدالػة والتوصػل بدرجػة أكثػر إىل احلقيقػة‪ ،‬ذلػك أف التقنيػة العلميػة قػد‬
‫توفر طرقا دقيقة جلمع األدلة تتمتع بقوة علمية يصعب إثبات عكسها لكن إذا كاف صػحيحا أف الػدليل الرقمػي وحبكػم طبيعتػو‬
‫العلمية ديثل نقػال وإخبػارا صػادقا للواقػع باعتبػار علميتػو وموضػوعيتو وحيػاده وكفاءتػو‪ ،‬إال أف ىػذا ال ينفػي اسػتبعاد كونػو موضػع‬
‫شك من حيث سالمتو من العبث مػن ناحيػة وصػحة اإلجػراءات ادلتبعػة مػن ناحيػة أخػرى إذ ديكػن التشػكيك يف صػحة الػدليل‬
‫‪22‬‬
‫من ناحيتني‪:‬‬
‫* ػ إمكانيػػة العبػػث بػػو واخلػػروج بػػو علػػى ضلػو خيػػالف احلقيقػػة إذ يقػػدـ ىػػذا الػػدليل مع ػربا عػػن واقعػػة معينػػة صػػنع أساسػػا مػػن أجػػل‬
‫التعبري عنها خالفا للحقيقة دوف أف يكػوف يف اسػتطاعة غػري ادلتخصػص إدراؾ ذلػك العبػث‪ ،‬ذلػك أف التقنيػة احلديثػة ِّ‬
‫سبكػن مػن‬
‫العبث بالدليل الرقمي بسهولة حبيث يظهر وكأنو نسخة أصلية يف تعبريه عن احلقيقة؛‬
‫*ػ ػ أمػػا الثانيػػة فتتعلػػق بنسػػبة اخلط ػأ يف احلص ػػوؿ علػػى الػػدليل الرقمػػي وذل ػػك راجػػع إم ػػا للخطػػأ يف اس ػػتخداـ األداة ادلناس ػػبة يف‬
‫احلصػػوؿ علػػى الػػدليل الرقمػػي كاخللػػل يف شػػيفرة الػػدخوؿ ادلسػػتخدمة أو يف معطيػػات معينػػة‪ ،‬وقػػد يكػػوف اخلطػػأ يف اسػػتخالص‬
‫الدليل بسبب استخداـ أداة ذات نسبة صواب نسبية‪.‬‬
‫ومن ىنا فإف الشك يف الدليل الرقمي ال يتعلق دبضمونو ولكػن بعوامػل مسػتقلة عنػو لكنهػا تػؤثر يف مصػداقيتو لػذلك فػإف األمػر‬
‫يتطلب توفر رلموعة من الشروط يف الدليل الرقمي لتقريبو من احلقيقة وقبولو كدليل إثبات تب عليو أحكاـ الرباءة واإلدانة‪:‬‬
‫‪0‬ـ يجب الحصول على الدليل بطريقة مشروعة "مبدأ مشروعية المخرجات االلكترونية"‪:‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫فعلى القاضي اجلزائي أف يستقي قناعتو يف احلكم من خالؿ أدلة مشروعة ‪ ،‬أما األدلة اليت جاءت وليدة إجراءات غري‬
‫قانونية أو باطلة فال جيوز االعتماد عليها‪ ،‬وجيب طرحها هنائيا ألف ما بين على باطل فهو باطل‪ ،‬حيث أف ادلشرع يهدؼ إىل‬
‫اقتضاء حق الدولة يف العقاب من خالؿ إجراءات قانونية نظَّمها وقننها واستهدؼ منها ربقيق وتأمني ضمانات ادلتهم وأوذلا‬
‫حقو ادلقدس يف الدفاع عن نفسو‪ ،‬وإذا كاف الدليل معيبا وجب استبعاده من بني األدلة‪ ،‬فإذا مل تفعل احملكمة ذلك كاف‬
‫‪23‬‬
‫حكمها باطال وإف استندت يف إصداره إىل أدلة مشروعة إىل جانب الدليل الباطل ‪.‬‬
‫فاقتناع القاضي القائم على الدليل الصحيح ىو تطبيق للقواعد العامة اليت توجب على احملاكم عدـ االعرتاؼ إال‬
‫باإلجراءات ادلشروعة‪ ،‬وإنو ال يكفي لسالمة احلكم أف يكوف الدليل صادقا م كاف وليد إجراء غري مشروع ألف اإلجراء‬
‫‪24‬‬
‫الباطل يبطل الدليل ادلستمد منو ويبطل احلكم الذي بين عليو ‪.‬‬
‫فمسألة البحث على الدليل مقيدة باحرتاـ حقوؽ الدفاع وقيم العدالة وأخالقياهتا ومقتضيات احلفاظ على كرامة‬
‫اإلنساف‪ ،‬وىو ما ال ديكن أف يتأتى إال إذا كاف البحث عن الدليل قد مت باستخداـ إجراءات مشروعة‪ ،‬فالطرؽ غري ادلشروعة‬
‫‪25‬‬
‫للتحقيق يرتتب عليها حتما عدـ مشروعية الدليل ادلستمد منها وعدـ قبولو يف اإلثبات‪.‬‬
‫وعلى ىذا األساس فإف إجراءات مجع األدلة الرقمية ادلتحصلة من الوسائل االلكرتونية إذا خالفت القواعد اإلجرائية‬
‫اليت تنظم كيفية احلصوؿ عليها ال تصلح ألف تكوف أدلة تب عليها اإلدانة يف ادلواد اجلزائية‪ ،‬ويف إطار أدلة اإلثبات الرقمية‬
‫صلد أف قانوف اإلجراءات اجلزائية الفرنسي رغم انو مل يتضمن أي نصوص تتعلق دببدأ األمانة والنزاىة يف البحث عن احلقيقة‬
‫إال أف الفقو والقضاء كانا جبانب ىذا ادلبدأ سواء يف رلاؿ التنقيب عن اجلرائم العادية أو االلكرتونية‪ ،‬ومن قبيل األدلة الرقمية‬
‫غري ادلشروعة تلك ادلتحصل عليها من خالؿ إجراء مراقبة االتصاالت دوف أف يكوف زلال إلذف من السلطة القضائية‬
‫ادلختصة ‪ ،‬أو ازباذ ترتيبات تقنية من أجل تفتيش منظومة معلوماتية تؤدي إىل ادلساس باحلياة اخلاصة للغري‪ ،‬أو شلارسة أي‬
‫إكراه معنوي أو مادي على ادلشتبو فيو لفك شيفرة نظاـ من النظم ادلعلوماتية‪ ،‬ويعد من الطرؽ غري ادلشروعة استخداـ‬
‫‪26‬‬
‫التدليس والغش واخلداع يف احلصوؿ على األدلة االلكرتونية ‪.‬‬
‫ومن ىنا فإننا عند احلديث عن مشروعية الدليل الرقمي نقصد بو مشروعة عملية التفتيش عن الدليل وضبط البيانات‬
‫اليت توجد يف الوسط االفرتاضي‪ ،‬وقد أثارت الطبيعة ادلعنوية للدليل الرقمي جدال فقهيا حوؿ مدة إمكانية ضبطها وىي رلردة‬
‫من دعامتها ادلادية ادلثبتة عليها خاصة وأف الضبط حبسب األصل ال يرد إال على أشياء مادية‪ ،‬حيث يرى االذباه الفقهي‬
‫األوؿ أف الوسط االفرتاضي ال تصلح زلال للتفتيش واقرتح ىذا االذباه الفقهي ضرورة تعديل نصوص القانوف لتنسجم مع‬
‫خصوصية األدلة احلديثة‪ ،‬أما الرأي الثاين فريى جواز التفتيش ويستند يف ذلك إىل عمومية نصوص التفتيش باعتبار أف‬
‫الكيانات ادلعنوية والربامج ت شغل حيزا ماديا يف ذاكرة احلاسوب وديكن قياسها كما تأخذ شكل نبضات الكرتونية وبالتايل فإف‬
‫‪27‬‬
‫ذلا كياف ماديا وتتشابو يف ذلك مع التيار الكهربائي الذي يعتربه القانوف والفقو من األشياء ادلادية‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ يجب أن تكون األدلة اإللكترونية غير قابلة للشك أي يقينية "مبدأ يقينية الدليل الرقمي"‪:‬‬
‫يُشرتط يف األدلة ادلستخرجة من احلاسوب واإلنرتنت أف تكوف غري قابلة للشك ح ديكن احلكم باإلدانة ‪ ،‬ذلك أنو‬
‫ال رلاؿ لدحض قرينة الرباءة وافرتاض عكسها إال عندما يصل اقتناع القاضي إىل حد اجلزـ واليقني‪ ،‬وديكن التوصل إىل ذلك‬

‫‪868‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫من خالؿ ما يع رض من األدلة اإللكرتونية‪ ،‬وادلصغرات الفيلمية‪ ،‬وغريىا من األشكاؿ اإللكرتونية ادلتوفرة‪ ،‬وىكذا يستطيع‬
‫القاضي من خالؿ ما يعرض عليو من سلرجات إلكرتونية ‪ ،‬وما ينطبع يف ذىنو من تصورات واحتماالت بالنسبة ذلا‪ ،‬أف حيدد‬
‫قوهتا االستداللية على صدؽ نسبة اجلردية ادلعلومات ية إىل شخص معني من عدمو‪ ،‬ويتحقق اليقني لألدلة الرقمية أكثر‬
‫بإخضاعها للتقييم الفين بوسائل فنية من طبيعة ىذا الدليل سبكن من فحصو للتأكد من سالمتو وكذا صحة اإلجراءات ادلتبعة‬
‫يف احلصوؿ عليها من أجل تفادي تلك العيوب اليت قد تشوبو‪ ،‬فمثلما خيضع الدليل الرقمي لقواعد وإجراءات معينة ربكم‬
‫طرؽ احلصوؿ عليو فإنو خيضع لقواعد أخرى للحكم على قيمتو التدليلية من الناحية العلمية وذلك راجع للطبيعة الفنية ذلذا‬
‫‪28‬‬
‫الدليل‪.‬‬
‫إف النتيجػػة الػػيت يتطلبهػػا اليقػػني القضػػائي يف اإلدانػػة ىػػي وجػػوب تفسػػري الشػػك دلصػػلحة ادلػػتهم حيػػث يسػػتمد أصػولو مػػن‬
‫قرينة الرباءة‪ ،‬وتعتػرب قاعػدة الشػك يفسػر دلصػلحة ادلػتهم مػن أىػم الضػمانات ادلوضػوعية القتنػاع القاضػي‪ ،‬فػإذا مل تتوصػل اجلهػة‬
‫القض ػػائية م ػػن خ ػػالؿ األدل ػػة اجملتمع ػػة ل ػػديها إىل اليق ػػني بإس ػػناد التهم ػػة إىل ادل ػػتهم ادلاث ػػل أمامه ػػا‪ ،‬فإن ػػو يتع ػػني عليه ػػا أف تقض ػػي‬
‫‪29‬‬
‫بالرباءة‪.‬‬
‫أمػػا بالنسػػبة إىل موقػػف بعػػض الق ػوانني حػػوؿ مػػدى يقينيػػة األدلػػة الرقميػػة فقػػد اشػػرتط قػػانوف الب ػوليس واإلثبػػات الربيطػػاين‬
‫لعػػاـ ‪ 1984‬أف تكػػوف البيانػػات دقيقػػة وص ػادرة مػػن احلاسػػوب بصػػورة سػػليمة ‪ ،‬ويف كنػػدا ذىػػب الفقػػو إىل القػػوؿ أف يكػػوف‬
‫الػدليل الرقمػػي كػػايف ألف يػػدعم اإلدعػػاءات أو ادلطالػػب ادلػػدعى هبػػا وأف يكػوف كػػاؼ للوصػػوؿ والكشػػف عػػن األمػػور الػػيت تتصػػل‬
‫‪30‬‬
‫بادلوضوع‪.‬‬
‫‪ 3‬ػ إمكانية مناقشة األدلة اإللكترونية المستخرجة من الحاسوب واإلنترنت‪:‬‬
‫ويقصد هبذا الضابط وجوب استخالص القاضي لقناعتو من األدلة القضائية‪ ،‬أي تلك اليت طرحت يف اجللسة حبضور‬
‫اخلصوـ وبصورة علنية ‪ ،‬وىذا الضابط دلبدأ حرية القاضي يف االقتناع حيقق العدالة ويكشف احلقيقة ويضمن الدفاع من خالؿ‬
‫فتح باب ادلناقشة العلنية أماـ اخلصوـ فيما يقدـ من أدلة ‪ ،‬وال يكفي يف األدلة أف تقدَّـ أثناء اجللسة ‪ ،‬وأف ُدي َّكن اخلصوـ من‬
‫‪31‬‬
‫مناقشتها بصورة علنية بل البد لالستناد إليها من أف يكوف ذلا أصل يف أوراؽ الدعوى ‪.‬‬
‫ويف ذلك قضت زلكمة النقض ادلصرية بأف " للمحكمة أف تأخذ من أدلة الدعوى دبا تطمئن إليو وتطرح ما عداه ما‬
‫‪32‬‬
‫داـ لو أصل ثابت بالتحقيقات"‪.‬‬
‫وىو ما أكدتو احملكمة العليا يف حكم ذلا بتاريل ‪ 12‬ػ ‪ 01‬ػ ‪" 1982‬ال ديكن لقضاة ادلوضوع أف يؤسسوا قرارىم إال‬
‫على األدلة ادلقدمة ذلم أثناء ادلرافعات ‪ ،‬واليت تتم مناقشتها حضوريا وذلك عمال بادلادة ‪ 212‬من قانوف اإلجراءات‬
‫‪33‬‬
‫اجلزائية"‪.‬‬
‫ال يستطيع القاضي أف يبين حكمو على دليل مل يطرح أمامو يف اجللسة ألنو ليس حرا يف تكوين عقيدتو من أي دليل‬
‫ح ولو مل يطرح للمناقشة يف اجللسة ‪ ،‬ولذلك جيب أف يستند القاضي يف حكمو باإلدانة إىل دليل عرض يف اجللسة على‬
‫اخلصوـ وسبت مناقشتو‪ ،‬كما جيب أف يكوف ذلذا الدليل أصل يف أوراؽ الدعوى فإذا مل يكن كذلك كاف احلكم معيبا موجبا‬
‫‪34‬‬
‫للنقض‪.‬‬

‫‪867‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫ويرجع ذلك إىل كوف أف العلنية توفر ضمانا للمتهم بأف سبكنو من الدفاع عن نفسو ‪ ،‬وعدـ طرح الدليل للمناقشة‬
‫إجراء موجب للبطالف‪ ،‬كما جيوز للقاضي أف يستكمل اقتناعو الذايت بالتحقيق الذي يتخذه يف اجللسة بسماع الشهود‪،‬‬
‫‪35‬‬
‫واخلصوـ دبا ديكنو من استجالء احلقيقة ‪.‬‬
‫فقاعدة وجوب مناقشة الدليل تعترب ضمانة ىامة وأكيدة للعدالة ح ال حيكم القاضي اجلنائي دبعلوماتو الشخصية أو‬
‫‪36‬‬
‫بناء على رأي الغري‪.‬‬
‫وىذا يعين أف األدلة ادلتحصلة من جرائم احلاسوب واإلنرتنت سواء كانت مطبوعة أـ بيانات معروضة على شاشة احلاسوب‪،‬‬
‫أـ كانت بيانات مدرجة يف حامالت البيانات‪ ،‬أـ ازبذت شكل أشرطة وأقراص شلغنطة أو ضوئية أو مصغرات فيلمية‪ ،‬كل‬
‫ىذه ستكوف زلالً للمناقشة عند األخذ هبا كأدلة إثبات أماـ احملكمة‪ ،‬وعلى ذلك فإف كل دليل يتم احلصوؿ عليو من خالؿ‬
‫بيئة تكنولوجيا ادلعلومات‪ ،‬جيب أف يعرض يف اجللسة ليس من خالؿ ملف الدعوى يف التحقيق االبتدائي‪ ،‬لكن بصفة مباشرة‬
‫أيضا بالنسبة لشهود اجلرائم ادلعلوماتية الذين‬
‫أماـ القاضي‪ ،‬وىذه األحكاـ تنطبق على كافة األدلة ادلتولدة عن احلواسيب‪ ،‬و ً‬
‫قد سبق أف عت أقواذلم يف التحقيق االبتدائي‪ ،‬فإنو جيب أف يعيدوا أقواذلم مرة أخرى أماـ احملكمة ‪ ،‬وما قيل عن الشهود‬
‫يقاؿ أيضا عن خرباء األنظمة ادلعلوماتية على اختالؼ زبصصاهتم‪ ،‬حيث ينبغي أف ديثلوا أماـ احملاكم دلناقشتهم‪ ،‬أو مناقشة‬
‫‪37‬‬
‫تقاريرىم اليت خلصوا إليها إلظهار احلقيقة‪.‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬سلطة القاضي الجزائي في تقدير الدليل الرقمي في اإلثبات‪:‬‬
‫إف سػػلطة القاضػػي يف تقػػدير األدلػػة حيكمهػػا مب ػدأ السػػلطة التقديريػػة للقاضػػي إال أنػػو مػػع تطػػور العلػػوـ واعتمػػاد الوسػػائل‬
‫العلميػػة والتكنولوجيػػة طػػرح التسػػاؤؿ حػػوؿ مػػا إذا كػػاف نظػػاـ اإلثبػػات العلمػػي سػػيحل زلػػل األدلػػة اإلقناعيػػة وىػػل يتمتػػع الػػدليل‬
‫العلمي بقيمة يف اإلثبات تتجاوز الدليل اجلنائي العادي؟ ويف احلقيقة رغم مػا أحدثػو العلػم مػن تطػور إال أنػو مل يػؤثر علػى مبػدأ‬
‫القناعػػة الوجدانيػػة للقاضػػي‪ ،‬فػػرغم أف الوسػػائل العلميػػة لتثبػػات قػػد تعطػػي نتػػائج ذلػػا قػػدر عػػايل مػػن الثقػػة إال أهنػػا ال تغػػين عػػن‬
‫‪38‬‬
‫العملية الذىنية اليت يقوـ هبا القاضي هبدؼ الوصوؿ إىل احلقيقة‪.‬‬
‫ففي الدوؿ اليت تتب نظاـ اإلثبات ادلقيد ال ديكن االعػرتاؼ للػدليل الرقمػي بػأي قيمػة إثباتيػة‪ ،‬مػا مل يػنص القػانوف عليػو‬
‫صراحة ضمن قائمة أدلة اإلثبات‪ ،‬وعلى ىذا األساس إذا مل يذكر ادلشرع األدلة الرقمية كأحد األدلة اليت ديكن االسػتناد عليهػا‬
‫إلصدار األحكاـ القضائية فإنو سيهدر قيمتو اإلثباتية مهمػا تػوفرت فيػو مػن شػروط‪ ،‬وتطبيقػا لػذلك فقػد نػص ادلشػرع الربيطػاين‬
‫يف قانوف اإلثبات يف ادلواد اجلزائية على قبوؿ األدلة الرقمية وحدد قيمتها اإلثباتية وذلك علػى اعتبػار أف بريطانيػا قػد تبنػت ىػذا‬
‫النظػػاـ يف إطػػار الػػنظم القانونيػػة يف اإلثبػػات‪ ،‬ويف الواليػػات ادلتحػػدة األمريكيػػة فقػػد جػػاء نػػص ادلػادة ‪ 716‬مػػن قػػانوف احلاسػػوب‬
‫لسػ ػػنة ‪ 1984‬ليق ػ ػػر ب ػ ػػأف سلرج ػ ػػات احلاس ػ ػػوب مقبول ػ ػػة وذل ػ ػػك بوص ػ ػػفها أدل ػ ػػة إثب ػ ػػات بالنس ػ ػػبة لل ػ ػربامج والبيان ػ ػػات ادلخزن ػ ػػة يف‬
‫‪39‬‬
‫احلاسوب‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫أما إذا مل ينص القانوف على قبوؿ الدليل الرقمي يف اإلثبات فإف الدليل يف ىذا النظاـ كمبدأ عاـ ربكمو قاعدتاف ‪:‬‬
‫*قاعــدة اســتبعاد شــهادة الســماع‪ :‬وادلقصػػود هبػػا الشػػهادة الػػيت يكػػوف الشػػاىد الػػذي أدىل هبػػا قػػد عهػػا ومل يشػػارؾ يف‬
‫وضعها بإحدى حواسو‪ ،‬واعترب الدليل الرقمي شهادة ػاع كونػو يتضػمن أقػواال ومػواد قػاـ بوضػعها اإلنسػاف يف احلاسػوب فهػي‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫حدثت خارج احملكمة وبالتايل يتم استبعادىا‪ ،‬إال أف ىناؾ حاالت استثنائية يتم فيها قبػوؿ شػهادة السػماع كػدليل يف الػدعوى‬
‫اجلزائية أمهها ‪ :‬البيانات وادلعلومات اليت يتم احلصوؿ عليها من الكمبيوتر‪ ،‬وقد قبل القضػاء اإلصلليػزي ىػذا النػوع مػن األدلػة يف‬
‫العديػػد مػػن ادلناسػػبات مثاذلػػا قضػػية ( ‪ ) R.V.Wood‬حيػػث أف احملكمػػة أجابػػت يف ىػػذا اإلطػػار " أف الورقػػة الناذبػػة عػػن‬
‫الكمبيوتر مقبولة وفقا للشريعة العامة وصلح لتثبات"‪ ،‬وقد قبلتها على أساس أهنا شهادة مباشرة؛‬
‫*قاعــدة الــدليل األفضــل ‪ :‬وادلقصػػود هبػػا أنػػو ألجػػل إثبػػات زلتويػػات كتابػػة أو سػػجل أو صػػورة فػػإف أصػػل الكتابػػة أو‬
‫السجل أو الصورة يكوف مطلوبػا إال أنػو مػع ظهػور ادلسػتندات اإللكرتونيػة حػدث تعػديل يف القػوانني الػيت تتبػع ىػذا النظػاـ ػح‬
‫بػػاالعرتاؼ باألدلػػة اإللكرتونيػػة كػػي ربظػػى بػػذات األمهيػػة الػػيت ربظػػى هبػػا األدلػػة األخػػرى‪ ،‬و أصػػبحت الكتابػػة ادلوجػػودة داخػػل‬
‫اجلهاز يف صورة كهرومغناطيسية من قبيل النسخة األصلية وبالتايل ال تصطدـ مع قاعدة الدليل األفضل ‪.‬‬
‫أما حجية األدلة اإللكرتونية يف أنظمة اإلثبات اليت تأخذ بنظاـ اإلثبات احلر فال تثري صعوبات دلدى حرية تقدمي ىذه‬
‫األدلة إلثبات جرائم احلاسوب واإلنرتنت‪ ،‬وال دلدى حرية القاضي اجلنائي يف تقدير ىذه األدلة ذات الطبيعة اخلاصة باعتبارىا‬
‫أدلة إثبات يف ادلواد اجلزائية‪ ،‬فاألساس ىو حرية القاضي يف تقدير ىذه األدلة‪ ،‬ويدرس الفقو الفرنسي ىذه احلجية ربت‬
‫نطاؽ قبوؿ األدلة الناشئة عن اآللة أو األدلة العلمية مثل أجهزة التصوير وأشرطة التسجيل وأجهزة التنصت‪ ،‬فكلها خاضعة‬
‫حلرية القاضي يف االقتناع الذايت‪ ،‬حبيث يكوف دبقدوره أف يطرح مثل ىذه األدلة ػ رغم قطعيتها من الناحية العلمية ػ وذلك‬
‫عندما جيد أف الدليل اإللكرتوين ال يتسق منطقيا مع ظروؼ الواقعة ومالبساهتا‪.‬‬
‫فالقاض ػػي حيك ػػم حس ػػب اقتناع ػػو باألدل ػػة ال ػػيت ق ػػدمت يف الدع ػػوى وس ػػلطتو يف ذل ػػك واس ػػعة ومطلق ػػة يف رب ػػري احلقيق ػػة‬
‫حسػػبما ديليػػو عليػػو ضػػمريه ووجدانػػو‪ ،‬ولػػو احلػػق يف اسػػتبعاد أي دليػػل ال يرتػػاح إليػػو ‪،‬ولػػو احلريػػة التامػػة يف التنسػػيق بػػني األدلػػة‬
‫ادلعروضػػة أمامػػو‪ ،‬وأف يسػػتخلص منهػػا نتيجػػة منطقيػػة ديكنػػو االعتمػػاد عليهػػا يف تقريػػر ب ػراءة أو إدانػػة ادلػػتهم ‪ ،‬فالقاضػػي حػػر يف‬
‫تكوين عقيدتو‪ ،‬وال يهم أف يكوف مصدر اإلقناع دليال يقدمػو االهتػاـ أو يقدمػو الػدفاع‪ ،‬إال أف الػدليل جيػب أف حيمػل يف طياتػو‬
‫معامل قوتو يف اإلقناع‪ ،‬ألف جػوىر دليػل اإلدانػة ىػو صػالحيتو دبفػرده حلسػم القضػية‪ ،‬وذلػك مػن خػالؿ وجػود عالقػة بػني اجلرديػة‬
‫وبػػني شػػخص معػػني يسػػند إليػػو ارتكاهبػػا‪ ،‬فػػال بػػد أف تكػػوف األدلػػة صػػاحلة ح ػ تػػدعو إىل االقتنػػاع التػػاـ وأف قبوذلػػا يكػػوف طبقػػا‬
‫‪41‬‬
‫للعقل وادلنطق‪.‬‬
‫ودلػػا كػػاف األمػػر كػػذلك فػػإف القػػاضي مكلػػف بالبحػػث ال عػػن احلق ػػيقة القان ػػونية‪ ،‬وإمنػػا عػػن احلقيقػػة الواقعيػػة أو ادلاديػػة يف‬
‫اإلدعػػاء‪ ،‬ولػػو أف يسػػتعني بكػػل الوسػػائل دوف أف يتقيػػد بدليػػل زلػػدد لكػػي يصػػل إىل أدؽ معرفػػة شلكنػػة باجلرديػػة وظروفهػػا‪ ،‬واجملػػرـ‬
‫‪42‬‬
‫وحالتو اإلجرامية‪ ،‬ليحدد الوصف الصحيح للجردية واجلزاء ادلناسب ذلا‪.‬‬
‫ذلك أنو ال زلل لدحض أصل الرباءة وافػرتاض عكسػو إال عنػدما يصػل اقتنػاع القاضػي إىل حػد اجلػزـ واليقػني ‪ ،‬وأف ىػذا‬
‫اجلزـ ليس مطلقا بل نسبيا‪ ،‬فادلطلوب أف يبين القاضي عقيدتو على أساس احتماالت على درجة عالية من الثقػة‪ ،‬ولكػن جيػب‬
‫أف ال يهزىا أو يناقضها أي احتماؿ آخر ‪ ،‬فاإلدانة ال ديكن إقامتها بأي حاؿ مػن األحػواؿ علػى رلػرد الظنػوف أو التخمينػات‪،‬‬
‫فػالقوؿ بػأف القاضػي اجلزائػي ديلػك حريػة تقػػدير األدلػة وفقػا دلبػدأ حريػة االقتنػاع‪ ،‬لػيس معنػػاه أنػو ديلػك احلكػم باإلدانػة علػى غػػري‬
‫‪43‬‬
‫أساس التثبت واليقني‪.‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫غػػري أف حريػػة القاضػػي يف االقتنػػاع باألدلػػة ادلطروحػػة عليػػو كمػػا سػػبق وأشػرنا ال جيػػب أف تفهػػم علػػى أهنػػا حريػػة ربكميػػة أو‬
‫غػػري منضػػبطة‪ ،‬بػػل ىػػي حريػػة ذلػػا أصػػوؿ وض ػوابط وحػػدود جيػػب مراعاهتػػا وإتباعهػػا حرصػػا علػػى صػػيانة وقدسػػية احلقػػوؽ وحسػػن‬
‫‪44‬‬
‫تطبيق القانوف ‪.‬‬
‫وتعتػػرب ىػػذه القيػػود ضػػمانة ىامػػة إزاء ربكػػم القاضػػي واضلرافػػو يف شلارسػػة سػػلطتو التقديريػػة لألدلػػة ‪ ،‬كمػػا تشػػكل وسػػيلة‬
‫حلماي ػػة القاض ػػي نفس ػػو‪ ،‬وتلع ػػب دورا أساس ػػيا يف ربقي ػػق التػ ػوازف الق ػػانوين واألخالق ػػي يف اجملتم ػػع‪ ،‬وت ػػؤدي دورا نفس ػػيا بالنس ػػبة‬
‫للجمي ػػع لالقتن ػػاع بعدال ػػة القض ػػاء‪" ،‬وتعم ػػل عل ػػى ادلوازن ػػة ب ػػني ى ػػذه الس ػػلطة م ػػن جه ػػة وب ػػني اي ػػة احلق ػػوؽ الفردي ػػة م ػػن جه ػػة‬
‫‪45‬‬
‫أخرى"‪.‬‬
‫واجلزائر تأخذ بنظاـ اإلثبات احلر وقد نصت ادلادة ‪ 212‬من قانوف اإلجراءات اجلزائية علػى مبػدأ جػواز اإلثبػات جبميػع‬
‫طرؽ اإلثبات‪.‬‬
‫كما نصت ادلادة ‪ 307‬من نفس القانوف على " يتلو الرئيس قبل مغادرة اجللسة التعليمات اآلتيػة الػيت تعلػق فضػال عػن‬
‫ذلك حبروؼ كبرية يف أظهر مكاف يف غرفة ادلداولة‪.‬‬
‫إف القانوف ال يطلب من القضاة أف يقدموا حسابا عن الوسائل اليت هبػا قػد وصػلوا إىل تكػوين اقتنػاعهم ‪ ،‬وال يرسػم ذلػم‬
‫قواعد هبا يتعني عليهم أف خيضعوا ذلا على األخص تقدير سباـ أو كفاية دليل ما ‪ ،‬ولكنو يػأمرىم أف يسػألوا أنفسػهم يف صػمت‬
‫وتدبػر ‪ ،‬وأف يبحثوا بإخالص ضمائرىم يف أي تأثري قد أحدثتػو يف إدراكهػم األدلػة ادلسػندة إىل ادلػتهم وأوجػو الػدفاع عنهػا ‪ ،‬ومل‬
‫يضع ذلم القانوف سوى ىذا السؤاؿ الذي يتضمن كل نطاؽ واجباهتم ‪ :‬ىل لديكم اقتناع شخصي"‪.‬‬
‫وقػػد أكػػدت احملكمػػة العليػػا يف إحػػدى قراراهتػػا أنػػو " ديكػػن لقاضػػي ادلوضػػوع تأسػػيس اقتناعػػو الوجػػداين علػػى أيػػة حجػػة‬
‫حصػػلت مناقشػػتها أمامػػو"‪ ،‬ونفػػس الشػػيء سػػارت عليػو زلكمػػة الػػنقض الفرنسػػية حيػػت أقػػرت"من حػػق القضػػاة أف يقػػدروا بكػػل‬
‫‪46‬‬
‫حرية قيمة عناصر اإلثبات اليت طرحت يف ادلداولة واليت يستند عليها اقتناعهم الشخصي"‪.‬‬
‫كمػػا تػػدخل ادلشػػرع حلمايػػة التعػػامالت الرقميػػة مػػن خػػالؿ القػػانوف رقػػم ‪ 04/09‬ادلػػؤرخ يف ‪ 05‬أوت ‪ 2009‬ادلتضػػمن‬
‫القواعد اخلاصة للوقاية من اجلػرائم ادلتصػلة بتكنولوجيػا اإلعػالـ و االتصػاؿ ومكافحتهػا ‪ ،‬ومػن خػالؿ ىػذا القػانوف أدرج ادلشػرع‬
‫يف ادلادة ‪ 06‬منو طريقة ضبط األدلة الرقميػة والػيت تتخػذ صػورتني ‪ :‬الصػورة األوىل تكمػن يف نسػل ادلعطيػات زلػل البحػث وكػذا‬
‫ادلعطيػػات الالزمػػة لفهمهػػا علػػى دعامػػة زب ػزين إلكرتونيػػة علػػى أف تكػػوف ىػػذه ادلعطيػػات مهيػػأة بشػػكل جيعلهػػا قابلػػة حلجزىػػا‬
‫ووضػػعها يف أحػراز حسػػب مػػا ىػو مقػػرر يف قواعػػد ربريػػز الػػدليل ادلنصػػوص عليهػػا يف قػػانوف اإلجػراءات اجلزائيػػة‪ ،‬والصػػورة الثانيػػة‬
‫تتمثػػل يف االسػػتعانة بالتقنيػػات ادلناسػػبة دلنػػع األشػػخاص ادلػػرخص ذلػػم باسػػتعماؿ ادلنظومػػة ادلعلوماتيػػة مػػن الوصػػوؿ إىل ادلعطيػػات‬
‫‪47‬‬
‫اليت ربويها ىذه ادلنظومة أو القياـ بنسخها ويكوف ذلك يف حالة صعوبة احلصوؿ على ىذه األدلة وفقا للصورة األوىل‪.‬‬
‫حيػػث نصػػت ادلػػادة ‪ 07‬مػػن ىػػذا القػػانوف علػػى‪":‬إذا اسػػتحاؿ إج ػراء احلجػػز وفقػػا دلػػا ىػػو منصػػوص عليػػو يف ادلػػادة ‪06‬‬
‫أعػػاله ‪ ،‬ألسػػباب تقنيػػة يتعػػني علػػى السػػلطة الػػيت تقػػوـ بػػالتفتيش اسػػتعماؿ التقنيػػات ادلناسػػبة دلنػػع الوصػػوؿ إىل ادلعطيػػات الػػيت‬
‫‪48‬‬
‫ربتويها ادلنظومة ادلعلوماتية‪ ،‬أو نسخها ادلوضوعة ربت تصرؼ األشخاص ادلرخص ذلم باستعماؿ ىذه ادلنظومة"‪.‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫ومػػن ىنػػا فػػإف للقاضػػي اجلزائػػي كامػػل السػػلطة التقديريػػة يف قبػػوؿ الػػدليل أيػػا كػػاف نوعػػو ووزنػػو وتقػػدير قيمتػػو يف اإلثبػػات‪،‬‬
‫واألدل ػػة الرقمي ػػة ال تقب ػػل بطبيعته ػػا إخض ػ ػػاع القاض ػػي ألي قي ػ ػػود بش ػػأهنا‪ ،‬ب ػػل ينبغ ػػي أف ي ػػرتؾ األم ػػر يف تق ػػديرىا حمل ػػض س ػػلطة‬
‫القاضػي‪ ،‬وال دخػػل إلرادة ادلشػػرع يف فػػرض دليػػل أو ربديػػد قيمػػة الػػدليل‪ ،‬ومػػع ذلػػك ليسػت حريػػة القاضػػي يف االقتنػػاع مطلقػػة‪،‬‬
‫وإمنا مقيدة بشروط صحة التسبيب وبضوابط معينة تراقبها جهة الطعن‪.‬‬
‫والدليل الرقمي إذا مت التوصل إليو بطرؽ مشروعة ومن قبل سلتصني وفنيني فإنو يتمتع من حيث قوتػو اإلثباتيػة بقيمػة قػد‬
‫تصل إىل درجة اليقني شأنو شأف األدلة العلمية كالبصمات واألدلة البيولوجية ويكوف بيِّنػة قانونيػة مقبولػة جيػوز حملكمػة ادلوضػوع‬
‫االسػػتناد إليهػػا يف اإلدانػػة وعلػػى الػػرغم مػػن ذلػػك فػػإف رلػػرد تقػػدمي الػػدليل االلكػػرتوين يعطػػي للمحكمػػة الصػالحية ادلطلقػػة لتقػػدير‬
‫الػػدليل‪ ،‬ويػػدخل ذلػػك ضػػمن السػػلطة التقديريػػة للقاضػػي‪ ،‬مػػع التأكيػػد أف القاضػػي ال ديكنػػو اسػػتبعاد الػػدليل الرقمػػي إال بػػدليل‬
‫رقمي آخر يولد قناعة لدى القاضي بعدـ صحة الدليل ادلقدـ‪ ،‬ويف مطلق األحواؿ فإف طرح القاضي الػدليل الرقمػي مػن األدلػة‬
‫‪49‬‬
‫واستبعده عليو أف يسبب قراره و يؤيده بأسباب عدـ أخذه بالدليل دبا جاء لديو يف أوراؽ الدعوى ‪.‬‬
‫وأخريا ال بد من اإلشػارة إىل ضػرورة عػدـ اخللػط بػني الشػك الػذي يشػوب الػدليل الرقمػي بسػبب العبػث بػو أو اخلطػأ يف‬
‫استخالص الدليل لوجود خلل باجلهاز الذي أخذ منػو الػدليل الرقمػي وبػني قيمتػو اإلقناعيػة كػدليل ديكػن االسػتناد إليػو إلصػدار‬
‫القاضي حكمو على أساسو ألف احلالة األوىل ال ديلك القاضي الفصل فيها ألهنػا مسػألة فنيػة كمػا سػبق و بيَّنػا ترجػع إىل تقػدير‬
‫‪50‬‬
‫أىل اخلربة فإذا سلم الدليل من العبث بو فإف القاضي سيقبلو كدليل لتثبات وخيضع لسلطتو التقديرية‪.‬‬
‫وال ديكػػن إنكػػار الػػدور ال ّفعػػاؿ واألساسػػي للػػدليل الرقمػػي يف اإلثبػػات اجلنػػائي نظ ػرا لنػػدرة اخلطػػأ فيػػو‪ ،‬غػػري أّنػػو يف مقابػػل‬
‫ذلػػك ال ديكػػن إغفػػاؿ مػػدى تػػأثري ىػػذا الػػدليل علػػى اخلصوصػػية ادلعلوماتيػػة باعتبػػار الػػدليل الرقمػػي ذو طبيعػػة تقنيػػة فػػإف ادلراقبػػة‬
‫اإللكرتونية ىي األساس الذي يقوـ عليو ىذا الدليل‪ ،‬ىذه ادلراقبة الػيت كثػريا مػا سبػس بػاحلق يف اخلصوصػية ادلعلوماتيػة وتزيػد ّحػد‬
‫ادلساس هبذا احلػق يف احلالػة الػيت تكػوف فيهػا ادلراقبػة اإللكرتونيػة للحصػوؿ علػى الػدليل الرقمػي نتيجػة سػلبية كػأف يػتم الولػوج إىل‬
‫الربيد االلكرتوين للمشتبو فيو أو االطالع على زلتوى رسائلو اإللكرتونية ويتضح فيمػا بعػد أّنػو ال وجػود ألي عالقػة بػني اجلرديػة‬
‫ادلرتكبػة وادلعلومػات االلكرتونيػة ادلتواجػدة بالربيػد االلكػرتوين للمشػتبو فيػو‪ ،‬غػري أف مػا يعتػرب مػربرا لػذلك ىػو احلاجػة إىل اإلثبػػات‬
‫اجلنائي وضرورة التصدي للجردية دلساسها دبصػا األفػراد ومصػلحة اجملتمػع خاصػة تلػك اجلػرائم الػيت سبػس بػأمن الدولػة وتُشػكل‬
‫‪51‬‬
‫هتديدا على أمن مؤسساهتا القاعدية كل ىذا فرض اللجوء واالستعانة هبذا النوع من األدلة اجلنائية‪.‬‬
‫ومن ىنػا فإننػا نسػتطيع القػوؿ أنػو رغػم مػا يتمتػع بػع الػدليل الرقمػي مػن صػدقية يف نقػل الوقػائع إال أنػو خيضػع رغػم ذلػك‬
‫للسػػلطة التقديريػػة القاضػػي وىػػو ادلخػػوؿ قانونػػا بقبػػوؿ أو رفػػض الػػدليل وتقػػدير حجيتػػو حيػػث تقػػوـ السػػلطة التقديريػػة للقاضػػي‬
‫بتحويل احلقيقة العلمية إىل حقيقة قضائية ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪:‬‬
‫توصلنا من خالؿ ىذه الدراسة إىل رلموعة من النتائج ديكن تلخيصها فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬إف اجلردية ادلعلوماتية ىي تلك اجلردية الناذبة عن استخداـ ادلعلوماتية والتقنية احلديثة يف أعماؿ وأنشطة إجرامية م مست‬
‫تلك األعماؿ األنشطة وادلكونات ادلعنوية للنظاـ ادلعلومايت أو أحلقت أضرارا باألشخاص‪.‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫‪-‬رغم خطورة اجلرائم ادلعلوماتية إال أف التشريعات ادلختلفة ال تزاؿ بعيدة عن وضع النظم القانونية الكفيلة باحلد منها‪.‬‬
‫‪-‬تعترب مسألة إثبات ىذه اجلرائم ونسبتها إىل األشخاص من أصعب ادلسائل اليت تعرتض رجاؿ التحقيق نظرا لعدـ سبتعهم‬
‫بالتكوين ادلناسب الذي يسهل عليهم مهمة التعامل مع الدليل الرقمي باعتباره آلية اإلثبات ادلناسبة إلثبات ىذه اجلرائم‪.‬‬
‫_اشرتط الفقو والقانوف شروطا معينة لقبوؿ الدليل الرقمي أمهها شرط ادلشروعية ووجود أصل ذلذه األدلة يف أوراؽ الدعوى‬
‫وأف تتم مناقشتها يف اجللسة‪.‬‬
‫‪ -‬زبضع األدلة الرقمية يف اإلثبات للسلطة التقديرية للقاضي رغم ما تتمتع بو من صدقية‪.‬‬
‫ويف ىذا اجملاؿ نقرتح‪:‬‬
‫_ ضرورة بذؿ التشريعات ادلختلفة جهودا إضافية لضبط مسألة اإلثبات بالدليل الرقمي‪.‬‬
‫ضرورة تناوؿ اجلرائم االلكرتونية بشكل مفصل وبياف صورىا ادلختلفة حيث ال تزاؿ الكثري‬ ‫‪-‬‬
‫من التشريعات اجلنائية تعاين من القصور يف التشريع يف مواجهة اجلرائم االلكرتونية وزبضع ىذه اجلرائم لنصوص‬
‫تقليدية‪.‬‬
‫ػ ضرورة االعرتاؼ حبجية الدليل االلكرتوين بوصفو دليال قطعيا يف اإلثبات يف اجملاؿ اجلنائي‪.‬‬
‫ػ ضرورة إنشاء وحدات أمنية وقضائية متخصصة يف اجلرائم االلكرتونية ذات تكوين يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬وفتح مدارس ومعاىد‬
‫تكوين دبقررات مناسبة تتناوؿ اجلرائم الرقمية ونظم احلماية منها‪.‬‬
‫ػ كما جيب أيضا توعية مستخدمي أجهزة الكمبيوتر خبطورة اجلردية االليكرتونية وأبعادىا وضرورة احلماية منها واإلبالغ‬
‫عنها‪.‬‬
‫قائمة المصادر والمراجع ‪:‬‬
‫نصوص القانونية ‪:‬‬
‫‪_1‬ػ القانوف ‪ 04/09‬ادلؤرخ يف ‪ 14‬شعباف عاـ ‪ 1430‬ادلوافق ‪ 05‬غشت سنة ‪ 2009‬يتضمن القواعد اخلاصة للوقاية من‬
‫اجلرائم ادلتصلة بتكنولوجيا اإلعالـ واالتصاؿ ومكافحتها ‪ ،‬اجلريدة الر ية‪ ،‬العدد ‪ ، 47‬الصادرة يف ‪ 25‬شعباف عاـ ‪1430‬‬
‫ادلوافق ‪ 16‬غشت سنة ‪. 2009‬‬
‫‪ _2‬القانوف ‪ 07/ 18‬ادلؤرخ يف ‪ 25‬رمضاف عاـ ‪ 1439‬ادلوافق ‪10‬يونيو سنة ‪ 2018‬يتعلق حبماية األشخاص الطبيعيني‬
‫يف رلاؿ معاجلة ادلعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬اجلريدة الر ية العدد ‪ ،34‬الصادرة يف ‪ 25‬رمضاف عاـ ‪ 1439‬ادلوافق‬
‫‪ 10‬يونيو سنة ‪. 1918‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ _1‬خالد عوين خطاب ادلختار‪ ،‬دور الوسائل العلمية احلديثة يف اإلثبات اجلنائي‪،‬دارالكتب القانونية‪،‬مصر‪.2017،‬‬
‫‪ _2‬عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزلمد عبيد سيف سعيد ادلسماري‪ ،‬اإلثبات اجلنائي باألدلة الرقمية من الناحيتني‬
‫القانونية و الفنية دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬جامعة نايف للعلوـ األمنية‪ ،‬األمارات العربية ادلتحدة ‪.‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫‪ _3‬زلمد األسدي‪ ،‬مدى فاعلية أحكاـ القانوف اجلنائي يف مكافحة اجلردية ادلعلوماتية ( دراسة مقارنة )‪،‬دار حامد للنشر‬
‫والتوزيع‪،‬األردف ‪.2015،‬‬
‫‪ _4‬زلمد مرواف‪ ،‬نظاـ اإلثبات يف ادلواد اجلنائية يف القانوف الوضعي اجلزائري‪( ،‬اجلزء الثاين)‪،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪،‬‬
‫اجلزائر‪ ،‬طبعة ‪. 1999‬‬
‫‪ _5‬عبيدي الشافعي‪ ،‬عبيدي الشافعي‪ ،‬قانوف اإلجراءات اجلزائية مذيل باجتهػاد القضاء اجلنائي‪،‬دار اذلدى‪ ،‬اجلزائر ‪،‬طبعة‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ _6‬بوزيد إغليس‪ ،‬تالزـ مبدأ اإلثبات احلر باالقتناع الذايت للقاضي اجلزائي"دراسة ربليلية مقارنة بني القانوف اجلزائري‬
‫والقانوف ادلصري وبعض القوانني العربية "‪،‬دار اذلدى‪ ،‬اجلزائر‪،‬طبعة ‪.2010‬‬
‫المقاالت ‪:‬‬
‫‪ _1‬أ د و وآخروف‪ ،‬األدلة االلكرتونية من الناحيتني القانونية والتقين"دراسة ربليلية مقارنة"‪ ،‬ىيئة مكافحة الفساد‪ ،‬جامعة‬
‫بريزيت‪.2015 ،‬‬
‫‪_2‬إذلاـ شهرزاد روابح‪ ،‬الدليل الرقمي بني مشروعية اإلثبات وانتهاؾ اخلصوصية ادلعلوماتية ‪،‬رللة البحوث والدراسات القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬العدد العاشر‪.‬‬
‫‪ _3‬بن فردية زلمد‪ ،‬الدليل اجلنائي الرقمي و حجيتو أماـ القضاء اجلزائي ( دراسة مقارنة )‪ ،‬اجمللة األكادديية للبحث القانوين‪،‬‬
‫اجمللد ‪ ،05‬العدد ‪. 2014، 01‬‬
‫‪ _4‬هبنوس أماؿ‪ ،‬الدليل الرقمي يف اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬اجمللة األكادديية للبحث القانوين‪ ،‬رللد ‪ ،16‬عدد ‪. 2017، 02‬‬
‫‪_5‬عيدة بلعابد‪ ،‬الدليل الرقمي بني حتمية اإلثبات اجلنائي واحلق يف اخلصوصية ادلعلوماتية‪ ،‬رللة آفاؽ علمية‪ ،‬اجمللد ‪، 11‬‬
‫العدد ‪. . 2019 ، 01‬‬
‫‪_6‬نور اذلدى زل مودي‪ ،‬حجية الدليل الرقمي يف إثبات اجلردية ادلعلوماتية‪ ،‬رللة الباحث للدراسات األكادديية‪ ،‬العدد احلادي‬
‫عشر‪ ،‬جواف ‪.2017‬‬
‫‪_7‬شلدوح خليل البحر‪ ،‬نطاؽ حرية القاضي اجلنائي يف تكوين قناعتو الوجدانية ‪ ،‬رللة الشريعة والقانوف‪ ،‬رللة علمية زلكمة‬
‫تصدر عن كلية الشريعة والقانوف جامعة اإلمارات العربية ادلتحدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬يونيو ‪2004.‬‬
‫‪_8‬زلمد على السامل احلليب ‪،‬حرية القاضي اجلنائي يف االقتناع الذايت يف قوانني مصر واألردف و الكويت ‪ ،‬رللة احلقوؽ‪،‬‬
‫العدد ‪ ، 3‬صادرة يف سبتمرب ‪ ، 2007‬جامعة الكويت‪.‬‬
‫‪_9‬يس حسن زلمد عثماف ‪،‬الدليل الرقمي و أثره على الدعوى اجلنائية ‪،‬رللة العلوـ القانونية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد اخلامس‪،‬‬
‫العدد الثالث‪ ،‬سبتمرب‪. 2020‬‬
‫رسائل الماجستير‪:‬‬
‫‪_1‬غانية خروفة‪ ،‬سلطة القاضي اجلنائي يف تقدير اخلربة‪ ،‬رسالة ماجستري يف قانوف العقوبات والعلوـ اجلنائية‪ ،‬كلية احلقوؽ‬
‫والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ 2008‬ػ ‪. 2009‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬
‫‪_2‬مراد بلوىلي‪ ،‬احلدود القانونية لسلطة القاضي اجلزائي يف تقدير األدلة‪ ،‬رسالة ماجستري يف العلوـ القانونية ‪ ،‬زبصص علوـ‬
‫جنائية ‪ ،‬جامعة احلاج خلضر باتنة‪ ،‬السنة اجلامعة ‪ 2010‬ػ ‪.2011‬‬
‫‪_3‬بن الغية‪ ،‬حجية أدلة اإلثبا ت اجلنائية احلديثة‪ ،‬رسالة ماجستري فرع القانوف اجلنائي والعلوـ اجلنائية‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪ 2011‬ػ ‪. 2012‬‬
‫‪ _4‬سعيداين نعيم‪ ،‬آليات البحث و التحري عن اجلردية ادلعلوماتية يف القانوف اجلزائري‪ ،‬رسالة ماجستري يف العلوـ القانونية‬
‫زبصص علوـ جنائية‪ ،‬جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ 2012‬ػ ‪.2013‬‬
‫المداخالت العلمية‪:‬‬
‫‪ - 1‬موسى مسعود ارحومة‪ ،‬اإلشكاليات اإلجرائية اليت تثريىا اجلردية االلكرتونية عرب الوطنية‪ ،‬ورقة مقدمة للمؤسبر ادلغاريب‬
‫األوؿ حوؿ ادلعلوماتية والقانوف ‪ ،‬الذي نظمتو أكادديية الدراسات العليا طرابلس ‪ 28‬ػ ‪ 29‬ػ ‪ 10‬ػ ‪.. 2009‬‬
‫‪-2‬عمر زلمد بن يونس‪ ،‬الدليل الرقمي‪ ،‬ندوة الدليل الرقمي‪ ،‬جامعة الدوؿ العربية‪ ،‬القاىرة ‪ 05،‬ػ ‪ 06‬مارس ‪.2006‬‬

‫‪ 1‬ـ عمر زلمد بن يونس‪ ،‬الدليل الرقمي‪ ،‬ندوة الدليل الرقمي‪ ،‬جامعة الدوؿ العربية‪ ،‬القاىرة ‪ 05،‬ػ ‪ 06‬مارس ‪ ، 2006‬ص ‪.04.‬‬
‫‪2‬ػ عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزل مد عبيد سيف سعيد ادلسماري‪ ،‬اإلثبات اجلنائي باألدلة الرقمية من الناحيتني القانونية والفنية دراسة تطبيقية مقارنة‪ ،‬جامعة‬
‫نايف للعلوـ األمنية‪ ،‬اإلمارات العربية ادلتحدة‪ ،‬ص‪.13 .‬‬
‫‪ 3‬ػ نور اذلدى زلمودي‪،‬حجية الدليل الرقمي يف إثبات اجلردية ادلعلوماتية‪ ،‬رللة الباحث للدراسات األكادديية‪ ،‬العدد احلادي عشر‪ ،‬جواف ‪ ، 2017‬ص‪.911.‬‬
‫‪ 4‬ػ إذلاـ شهرزاد روابح‪ ،‬الدليل الرقمي بني مشروعية اإلثبات وانتهاؾ اخلصوصية ادلعلوماتية ‪،‬رللة البحوث والدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد العاشر‪ ،‬ص‪.187.‬‬
‫‪ 5‬ػ زلمد األسدي‪ ،‬مدى فاعلية أحكاـ القانوف اجلنائي يف مكافحة اجلردية ادلعلوماتية ( دراسة مقارنة )‪،‬دار حامد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ، 2015 ،‬ص‪. 259.‬‬
‫‪6‬ػ نور اذلدى زلمودي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.911.912‬‬
‫‪7‬ػ عمر زلمد بن يونس‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.08 . 07‬‬
‫‪ 8‬ػ نفس ادلرجع‪ ،‬ص‪.08 .‬‬
‫‪ 9‬ػ نفس ادلرجع ‪ ،‬ص‪.09 .‬‬
‫‪ 10‬ػ عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزلمد عبيد سيف سعيد ادلسماري‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪ 11‬ػ عمر زلمد بن يونس‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.11 ، 10‬‬
‫‪ 12‬ػ هبنوس أماؿ‪ ،‬الدليل الرقمي يف اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬اجمللة األكادديية للبحث القانوين‪ ،‬رللد ‪ ،16‬عدد ‪ ، 2017، 02‬ص‪. 178 .‬‬
‫‪ 13‬ػ يس حسن زلمد عثماف ‪،‬الدليل الرقمي و أثره على الدعوى اجلنائية ‪،‬رللة العلوـ القانونية واالجتماعية‪ ،‬اجمللد اخلامس‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬سبتمرب‪2020‬‬
‫‪،‬ص‪.319..‬‬
‫‪ 14‬ػ لينا زلمد األسدي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.260 .‬‬
‫‪ 15‬ػ يس حسن زلمد عثماف‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 319 .‬‬
‫‪ 16‬ػ القانوف ‪ 07/ 18‬ادلؤرخ يف ‪ 25‬رمضاف عاـ ‪ 1439‬ادلوافق ‪10‬يونيو سنة ‪ 2018‬يتعلق حبماية األشخاص الطبيعيني يف رلاؿ معاجلة ادلعطيات ذات الطابع‬
‫الشخصي‪ ،‬اجلريدة الر ية العدد ‪ ،34‬الصادرة يف ‪ 25‬رمضاف عاـ ‪ 1439‬ادلوافق ‪ 10‬يونيو سنة ‪ ،1918‬ص‪.12.‬‬
‫‪ 17‬ػ لينا زلمد األسدي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪. 269 . 268‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬

‫‪ 18‬ػ موسى مسعود ارحومة‪ ،‬اإلشكاليات اإل جرائية اليت تثريىا اجلردية االلكرتونية عرب الوطنية‪ ،‬ورقة مقدمة للمؤسبر ادلغاريب األوؿ حوؿ ادلعلوماتية والقانوف ‪ ،‬الذي‬
‫تنظمو أكادديية الدراسات العليا طرابلس ‪ 28‬ػ ‪ 29‬ػ ‪ 10‬ػ ‪ ، 2009‬ص ‪.‬ص ‪ 02‬ػ ‪. 03‬‬
‫‪ 19‬ػ عبد الناصر زلمد زلمود فرغلي وزلمد عبيد سيف سعيد ادلسماري‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 31 .‬‬
‫‪ 20‬ػ لينا زلمد األسدي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 270 .‬‬
‫‪21‬ػ موسى مسعود أرحومة‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪. 05.‬‬
‫‪ 22‬ػ سعيداين نعيم‪ ،‬آليات البحث و التحري عن اجلردية ادلعلوماتية يف القانوف اجلزائري‪ ،‬رسالة ماجستري يف العلوـ القانونية زبصص علوـ جنائية‪ ،‬جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ 2012‬ػ ‪ ، 2013‬ص‪. 215.‬‬
‫‪ 23‬ػ شلدوح خليل البحر‪ ،‬نطاؽ حرية القاضي اجلنائي يف تكوين قناعتو الوجدانية ‪ ،‬رللة الشريعة والقانوف‪ ،‬رللة علمية زلكمة تصدر عن كلية الشريعة والقانوف جامعة‬
‫اإلمارات العربية ادلتحدة ‪ ،‬العدد ‪ ، 21‬يونيو ‪ ،2004‬ص ‪. 353.‬‬
‫‪ 24‬ػ زلمد على السامل احلليب ‪ ،‬حرية القاضي اجلنائي يف االقتناع الذايت يف قوانني مصر واألردف والكويت‪،‬رللة احلقوؽ‪ ،‬العدد ‪ ، 3‬صادرة يف سبتمرب ‪ ، 2007‬جامعة‬
‫الكويت‪ ،‬ص ‪. 359.‬‬
‫‪ 25‬ػ غ انية خروفة‪ ،‬سلطة القاضي اجلنائي يف تقدير اخلربة‪ ،‬رسالة ماجستري يف قانوف العقوبات والعلوـ اجلنائية‪ ،‬كلية احلقوؽ والعلوـ السياسية‪ ،‬جامعة منتوري قسنطينة‪،‬‬
‫السنة اجلامعية ‪ 2008‬ػ ‪ ، 2009‬ص‪. 101 .‬‬
‫‪ 26 .‬ػ سعيداين نعيم‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 212 .‬‬
‫‪ 27‬ػ هبنوس أماؿ ‪،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪ .‬ص‪. 182 .181‬‬
‫‪ 28‬ػ سعيداين نعيم‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 217 .‬‬
‫‪ 29‬ػ زلمد مرواف‪ ،‬نظاـ اإلثبات يف ادلواد اجلنائية يف القانوف الوضعي اجلزائري‪ ،‬اجلزء الثاين ‪،‬ديواف ادلطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪،‬طبعة ‪ ، 1999‬ص‪. 511 .‬‬
‫‪ 30‬ػ لينا زلمد األسدي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.262 .‬‬
‫‪ 31‬ػ شلدوح خليل البحر‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.‬ص ‪. 349 . 348‬‬
‫‪ 32‬ػ خالد عوين خطاب ادلختار‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.55 .‬‬
‫‪ 33‬ػ عبيدي الشافعي‪ ،‬عبيدي الشافعي‪ ،‬قانوف اإلجراءات اجلزائية مذيل باجتهػاد القضاء اجلنائي‪،‬دار اذلدى‪ ،‬اجلزائر‪،‬طبعة ‪ ،2005‬ص‪. 11 .‬‬
‫‪ 34‬ػ شلدوح خليل البحر‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.350.‬‬
‫‪ 35‬ػ بوزيد إغليس‪ ،‬تالزـ مبدأ اإلثبات احلر باالقتناع الذايت للقاضي اجلزائي" دراسة ربليلية مقارنة بني القانوف اجلزائري والقانوف ادلصري وبعض القوانني العربية "‪،‬دار‬
‫اذلدى‪ ،‬اجلزائر‪،‬طبعة ‪ ، 2010‬ص‪. 120 .‬‬
‫‪ 36‬ػ غانية خروفة ‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 99 .‬‬
‫‪ 37‬ػ سعيداين نعيم‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 215 .‬‬
‫ػ‪ 38‬بن الغية‪ ،‬حجية أدلة اإلثبات اجلنائية احلديثة‪ ،‬رسالة ماجستري فرع القانوف اجلنائي والعلوـ اجلنائية‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ 2011‬ػ ‪، 2012‬ص‪. 130 .‬‬
‫‪ 39‬ػ لينا زلمد األسدي‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪. 265 . 264‬‬
‫‪ 40‬ػ بن فرد ية زلمد‪ ،‬الدليل اجلنائي الرقمي و حجيتو أماـ القضاء اجلزائي ( دراسة مقارنة )‪ ،‬اجمللة األكادديية للبحث القانوين‪ ،‬اجمللد ‪ ،05‬العدد ‪ ، 2014، 01‬ص‪.‬‬
‫ص ‪. 283. 282‬‬
‫‪ 41‬ػ شلدوح خليل البحر‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص‪. .327.‬‬
‫‪ 42‬ػ زلمد زكي أبو عامر‪ ،‬ادلرجع السابق ‪ ،‬ص‪. 852.‬‬
‫‪ 43‬ػ مراد بلوىلي‪ ،‬احلدود القانونية لسلطة القاضي اجلزائي يف تقدير األدلة‪ ،‬رسالة ماجستري غري منشورة يف العلوـ القانونية ‪،‬زبصص علوـ جنائية ‪،‬جامعة احلاج خلضر‬
‫باتنة‪ ،‬السنة اجلامعة ‪ 2010‬ػ ‪ ، 2011‬ص ‪. 24.‬‬
‫‪ 44‬ػ شلدوح خليل البحر‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 342 .‬‬
‫‪ 45‬ػ عبد الكرمي العبادي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ 46‬ػ زلمد مرواف‪،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص ‪.471.‬‬
‫‪ 47‬ػ نور اذلدى زلمودي‪ ،‬حجية الدليل الرقمي يف إثبات اجلردية ادلعلوماتية‪ ،‬رللة الباحث للدراسات األكادديية‪ ،‬العدد احلادي عشر‪ ،‬جواف ‪ ، 2017‬ص‪. 923 .‬‬

‫‪866‬‬
‫سلطة القاضي الجزائي في قبول و تقدير الدليل الرقمي‬ ‫بلجراف سامية‬

‫‪ 48‬ػ القانوف ‪ 04/09‬ادلؤرخ يف ‪ 14‬شعباف عاـ ‪ 1430‬ادلوافق ‪ 05‬غشت سنة ‪ 2009‬يتضمن القواعد اخلاصة للوقاية من اجلرائم ادلتصلة بتكنولوجيا اإلعالـ‬
‫واالتصاؿ ومكافحتها ‪ ،‬اجلريدة الر ية ‪ ،‬العدد ‪ ، 47‬الصادرة يف ‪ 25‬شعباف عاـ ‪ 1430‬ادلوافق ‪ 16‬غشت سنة ‪ ،2009‬ص‪.07.‬‬
‫‪ 49‬ػ أ د و و آخروف‪ ،‬األدلة االلكرتونية من الناحيتني القانونية و التقين"دراسة ربليلية مقارنة " ‪ ،‬ىيئة مكافحة الفساد‪ ،‬جامعة بريزيت‪ ، 2015 ،‬ص‪.43 .‬‬
‫‪ 50‬ػ لينا زلمد األسدي‪ ،‬ادلرجع السابق‪ ،‬ص‪. 169 .‬‬
‫‪ 51‬ػ عيدة بلعابد‪ ،‬الدليل الرقمي بني حتمية اإلثبات اجلنائي و احلق يف اخلصوصية ادلعلوماتية‪ ،‬رللة آفاؽ علمية‪ ،‬اجمللد ‪ ، 11‬العدد ‪ ، 2019 ، 01‬ص ‪.‬ص ‪145‬‬
‫‪. 146 .‬‬

‫‪868‬‬

You might also like