Professional Documents
Culture Documents
مقدمة هناء
مقدمة هناء
إن الرسول صلى هللا عليه وسلم ،حثنا على جبر الخواطر وأال نؤذي أحداً بكلمة ،ولكن بعدنا عن
الدين والتربية هو الذي يجعلنا ال نشعر بمن حولنا أو نخاف على شعورهم أو نخ&اف هللا ع&ز وج&&ل ال&&ذي
خلقك فسواك& في أحسن صورة كي تحمده على ذلك ،ولكنك لم تفعل بل تسخر من خلقه .كما أن الش&&خص
الذي يقوم بفع&ل التنم&ر ق&د يس&تخدم العن&ف والق&وة وفي بعض األحي&ان أس&لوب التهدي&د ،على األش&خاص
اآلخرين فيقوم بفرض السيطرة على الشخص الذي أمامه ،لمجرد أنه يستض&&عفه ويعت&&دي علي&ه بالض&رب
ليشعر بقوته .أو استخدام التنمر اللفظي عليه وتتعدد& أس&اليب التنمر عن&د االطف&ال ،فيق&وم& بالس&&خرية من&ه
عن طريق& توجيه النقض له سواء عن شكله أو مالبسه أو األسلوب الذي يتحدث به .وقد يصل التنمر إلى
نشر اإلشاعات الكاذبة حول الطفل المتنمر وتداولها& في الوس&ط& المحي&&ط ب&&ه ،ليتع&&رض لألذى النفس&&ي من
المحيطين به ،وقد تعددت أساليب التنمر وأشكاله وأنواعه .فنج&&د أن التنم&&ر موج&&ود& بالروض&&ة والمدرس&&ة
والحي الذي تسكن فيه ،إلى أن وصل التنم&&ر بص&&ورة كب&&يرة ج&&داً بين اطف&&ال فيتع&&رض الطف&&ل في بعض
األحيان إلى التنمر المدرسي .لقد جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف& ما ينهانا عن التنمر ومن ذلك :
ِين آ َم ُنوا ال َي ْس& َخرْ َق&&و ٌم مِنْ َق& ْ&و ٍم َع َس&ى أَنْ َي ُكو ُن&&وا& َخ ْي&&رً ا ِم ْن ُه ْم َوال
قوله تعالى في كتابه الحكيم { َيا أَ ُّي َها الَّذ َ
عن أبي هريرة رضي هللا عنه َقا َل :أن رسو ُ&ل هَّللا ﷺ ” :ال َتحاس ُدوا َ ،وال تناج ُ
شوا
ض ،و ُكو ُن&&وا& عِ ب&&ادَ هَّللا إِ ْخوا ًن&&ا ،الم ُْس&لِ ُم أَ ُخ&&و
ض ُك ْ&م َعلَى بي ِْع بعْ ٍ
باغضُوا& َ ،وال َتدابرُوا َ ،وال ِيبعْ بعْ ُ
َ ،وال َت َ
ب ت ِ ،ب ْ
حس& ِ ْالمُسْ لِم :ال َيظلِمُه َ ،وال َيحْ قِ ُرهُ َ ،وال َي ْخ ُذلُهُ ،ال َّت ْق َوى َهاهُنا وأشار& إِلَى َ
ص& ْد ِر ِه َثال َث&ة من الم&رَّ ا ٍ
ئ م َِن ال َّشرِّ أَنْ َيحْ قِر أَخاهُ المُسْ لِ َم ُ ،ك& ّل ْالم ُْس&ل ِِم َعلَى ْالم ُْس&ل ِِم ح&&را ٌم :دمُ& ُه ،ومالُ& ُه ،وعِ رْ ُ
ض& ُه ” رواه امر ٍ
مسلم .
ُتعتبر َمرحلة الطفولة من أهم مراحل اإلنسان ،وتكمُن أهمية تلك المرحلة في َكونها مرحلة
الخف&&اء وال&&تي ت&&ؤثر& س&&لبا ً على األطف&&ال ما يس&&مى ب)التنمر( ،وال&&ذي ي&&ؤثر& على الطفل نفسه في جميع
المجاالت وعلى اقارنه ،ولقد أصبحت هذه الظاهرة أكثر شيوعا ً في عصر العولمة ،واالنفج&&ار المع&&رفي&
وثورة االتصاالت والمعلومات ،ألمر الذي يُحتم علينا أنْ نهتم به&&ذه الظ&&اهرة لغ&&رض الحد منهاُ .
وس&لوك&
التنمر كأحد أشكال السلوك الع&دواني& فقد ب&&دأ االهتم&&ام بد ا رس&&ته في الس&&بعينيات من الق&رن الماض&&ي ،إذ
أجريت أغلب األبحاث على التنمر في اس&&تراليا ،أما في أوروبا& فقد ت&راوحت فيها مع&&دالت أعم&&ال التنمر
المتكررة بين نسبة &% 2من بين الشباب في أيرلندا إلى %19في مالط&&ة ويمكن التفريق بين س&&لوكي&
التنمر والعدوان ،ف&&التنمر ُس&لوك س&&لبي مُتك&&رر& ومُوجه َنحو ف&&رد ُدون اآلخ&&ر ،كما أنه ال يوجد تك&&افؤ في
القوة الجسدية بين المتنمر والضحية ،حيث أن الضحية دائم&ا ً ض&&عيف& وغ&&ير ق&&ادر& على مقاومة المتنم&&ر،
وهذا ما يجعل المتنمر يشعر بقوته وسلطته ،فيحاول فرضه على ضحاياه م&&تى أراد والنت&&ائج الحالية على
األطف&&ال الض&&حايا والمتنم&&رين ذات أثر ب&&الغ ،حيث يُع&&اني الض&&حايا من االنع&&زال االجتم&&اعي وال&&رفض
واالضطهاد والمضايقة وعد األهمية وكذلك األداء األكاديمي المنخفض ،وكذلك النتائج المستقبلية خطرها
كب&&ير حيث يتح&&ول بعض ض&&حايا التنمر إلى متنم&&رين ،وأما المتنم&&رين فيط&&ورون أنم&&اط من الس&&لوك
االجتماعي السلبي ومن ذلك وجدت الباحثة ض&&رورة البحث في ه&&ذا الموض&&وع& وهو دور معلمة ري&&اض
حيث تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل االنسان ،وتكمن أهمية تلك المرحلة في كونها مرحلة
إعداد للحياة المستقبلية ،لذا ألصبح االهتمام بمرحلة الطفولة من المسلمات البديهية التي تسعى إليها أي
دولة ،وهذا من منطلق أي طفل هو رجل المستقبل و أساس المجتمع .
لمعالجة موضوع دور مربية في الحد من ظاهرة التنمر في الروضة قمنا بتقسيم الدراسة الحالية إلى
فصول و هم كاألتي :
الفصل األول :و يشمل هذا الفصل :تعريف مربية االطفال ،وسيمات مربية أطفال و االدواره ا في
الروض ة ،وظ ائف و المه ام الوظيفي ة لمربي ة اطف ال ،و ك ل م ا يخص ري اض االطف ال من ناحي ة
الخصائص النمائية لطفل في مرحلة رياض االطفال
الفصل الثاني :يشمل هذا الفصل :مفهوم التنمر ،خصائص التنمر ،أنماط التنمر ،والعوامل التي
تساهم في حدوث التنمر ،آثار التنمر ،والنظريات التي فسرت التنمر ،االستراتيجيات التعليمية للحد
من مشكلة التنمر.