محاضرة 2 مقياس الفيزيولوجيا علم النفس السنة الثانية حاسة الابصار

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫فيسيولوجيا الحواس‬

‫فيــــــسيولوجـــــــــيا الحواس‬
‫‪ -)1‬فيسيولوجيا اإلبصار ‪:‬‬
‫تمهيد‪ :‬إن الحواس هي تلك األساليب التي يستخدمها اإلنسان إلدراكه للعالم الخارجي‪ ،‬كما‬
‫تتداخل المفاهيم للحواس من الناحية النظرية في مجالت البحث والدراسة لمجموعة متنوعة‬
‫من التخصصات والسيما ‪ :‬علم األعصاب وعلم النفس المعرفي فلكل مجال مفاهيم مختلفة‬
‫للحواس‪.‬‬

‫تشريـــــــــــــح وفسيولوجـــــــــيا العين‪:‬‬


‫يتكون الجهاز البصري من العينين اللتان تتصالن بالفص الدماغي الخلفي عبر‬
‫مجموعة من األلياف العصبية تسمى العصب البصري فالضوء الذي يدخل إلى العين يستثير‬
‫أعضاء االستقبال المتخصصة الموجودة في الشبكية فتصدر سياالت عصبية عن هذه‬
‫األعضاء وتنتقل عبر العصب البصري إلى الدماغ (القشرة الدماغية)‪ .‬وأنماط السياالت‬
‫العصبية هي التي تجعل الدماغ لدينا يعي األشياء واألشكال والحجوم واأللوان‪.‬‬
‫إن العين كروية الشكل تقريبا وتوجد في حجيرة عظمية ويحيط بها كتلة من الدهون‬
‫والنسيج الضام مما يسمح لمقلة العين بالحركة وهناك ست عضالت ترتبط بسطح كل عين‬
‫وانقباض هذه العضالت واسترخاؤها يعمل على تناسق حركة العينين معا‪ .‬وهي تعمل على‬
‫أن تكون كال الصورتين متوافقة‪ .‬فإذا لم يحدث هذا التوافق فان الشخص ال يرى صورة‬
‫واحدة وهذه الحالة تعرف بازدواج الرؤية‪ .‬والعضالت البصرية تخضع لتأثير األعصاب‬
‫القحفية التي تنبثق من الدماغ‪ .‬و تتألف العين من ثالث طبقات وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الطبقة الخارجية الواقية للعين وتتكون من القرنية واألصلبة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الطبقة الوسطى وتتكون من القزحية والحدقة والعدسة والجسم الهدبي والمشيمية‪.‬‬
‫‪ -3‬الطبقة الداخلية وتشمل الشبكية وهي مليئة باألعصاب ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫فيسيولوجيا الحواس‬

‫كما ت صور لنا العين جميع األشياء بألوانها وأحجامها بدقة بديعية وحكمة فائقة‪ ،‬بها‬
‫تسير األمور‪ .‬وحسب التركيب التشريحي للعين والوظائف التي يؤديها كل جزء من أجزائها‬
‫تم تقسيمها إلى جزئيين رئيسين هما‪ :‬جزء وقائي وجزء انكساري‪.‬‬
‫وفيما يلي شرح موجز لكل جزء من هذه األجزاء‪:‬‬

‫شكل يوضح تشريح العين‬


‫‪42‬‬
‫فيسيولوجيا الحواس‬

‫‪-)1‬التركيب الوقائي للعين‪ :‬األجزاء التي تتخصص بحماية العين مما قد يصيبها من‬
‫أضرار وتتمثل في كل من‪:‬‬
‫‪ -‬حجاج العين‪ :‬يغطي الحجاج العظمي للعين ثلثي كرة العين‪ ،‬أما الثلث الباقي وهو‬
‫األمامي فيغطى بواسطة األجفان وتشابك األجفان‪.‬‬
‫‪ -‬الغدة الدمعية‪ :‬مسؤولة عن إفراز الدموع من العين التي تنتشر على الجزء األمامي من‬
‫العين مما يعمل على ترطيبها وحمايتها من الجفاف وذلك عن طريق الضربات المنتظمة‬
‫لجفن العين وفقدان الرطوبة يؤدي ألضرار كبيرة للقرنية وتكون بداية اإلصابة باإلعاقة‬
‫البصرية‪.‬‬
‫‪-‬عضالت العين‪ :‬إن بعض هذه العضالت خارجية تتحكم بحركة كرة العين إلى األعلى‬
‫واألسفل والجانبين وهي عبارة عن ‪ 6‬عضالت تعمل بتناسق ويتحكم فيها اإلنسان بشكل‬
‫مناسب من هنا يأتي تحكمنا في حركة العين وفي بعض الحاالت التي يحدث فيها خلل في‬
‫األداء الوظيفتي لهذه العضالت فإننا نالحظ اضطراب في نشاط العين كحاالت الحول أو‬
‫التذبذب الالإرادي لمقلة العين او عدم وضوح الرؤية بسبب عدم توازن عمل تلك العضالت‬
‫ويشار إلى هذه الحالة بإسم العمش التعطلي‪ .‬أما العضالت الداخلية فهي التي تتحكم في‬
‫شكل عدسة العين بدرجة تحدبها بشكل يضمن إنكسار الضوء على الشبكية‪.‬‬
‫‪ -‬الحاجب‪ :‬يقع فوق حافة الحجاج وله دور وقائي هام‪.‬‬
‫‪ -‬الجفن‪ :‬الجفن العلوي والسفلي ووظيفتهما حماية العين من المؤثرات الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬الملتحمة‪ :‬عبارة عن غشاء مخاطي يبطن العين وكرة العين نفسها وتحتوي على عدد‬
‫كبير من الغدد الدمعية‪.‬‬
‫‪ -‬الصلبة‪ :‬هي الجزء الصلب األبيض اللون الذي يكسو العين ويحمي أجزائها الداخلية‪.‬‬

‫‪ -)2‬التركيبات اإلنكسارية‪:‬‬
‫هي تلك التركيبات المسؤولة عن استقبال األشعة الضوئية الصادرة من األجسام‬
‫المرئية وإنفاذها إلى الشبكية خالل التركيبات اإلنكسارية األخرى التي تتمثل في العدسة‬
‫والجسم الزجاجي‪ ،‬والجسم المائي‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫فيسيولوجيا الحواس‬

‫‪ -‬القرنية )‪:( Cornea‬‬


‫وهي الجزء األمامي من العين الخارجية عبارة عن غشاء رقيق شفاف يوجد في‬
‫مقدمة العين وتشكل حوالي سدس هذه الطبقة‪ .‬ويبلغ نصف قطرها حوالي ‪ 8‬ملم أما‬
‫سمكها فيبلغ حوالي ‪ 4..0‬إلى ‪ 4.64‬ملم من المركز وحوالي ‪ 1‬ملم من األطراف‪.‬‬
‫يسمح لألشعة الضوئية بالمرور إلى بقية أجزاء العين الداخلية وهي خالية من األوعية‬
‫الدموية‪.‬‬

‫‪ -‬نواة العين‪ :‬وهذه النواة تتكون من ‪ 3‬أجزاء‪ :‬جزء سائل وهو السائل المائي‪ ،‬وجزء صلب‬
‫وهو العدسة وجزء أزج وهو الجسم الزجاجي‪.‬‬
‫‪ ‬السائل المائي‪ :‬يحفظ السائل المائي جدران العين ويبقيها مشدودة بضغط ثابت يتراوح‬
‫بين ‪ 22 – 16‬ملم ‪ .‬ويفرز السائل المائي في الحجرة الخلفية ثم يتجه إلى الحجرة‬
‫األمامية من خالل الحدقة ويتم تصريفه من خالل الحجرة األمامية ويمر خارج العين‬
‫عبر فراغات تسمى فراغات فونتانا ومنها قناة شلم التي تنقله إلى األوردة المائية ومنها‬
‫إلى األوردة فوق الصلبية ثم يصب السائل في األوردة الهدبية األمامية ثم إلى التيار‬
‫الوريدي العام للعين‪.‬‬
‫‪ ‬العدسة ‪ :‬هي جسم صلب شفاف يقع بين الجزء السائل من نواة العين والسائل الزجاجي‬
‫وتتعلق بواسطة أربطة هدبية‪ .‬ويتراوح قطرها من ‪ 9‬إلى ‪ 14‬ملم وسمكها يبلغ حوالي ‪-0‬‬
‫‪ .‬ملم وهي محدبة من الجانبين لكن الوجه الخلفي أكثر تحدبا‪ .‬تعمل العدسة على‬
‫التكيف لرؤية األشياء بوضوح على مسافات مختلفة كما تعمل أساسا على االنكسار‪.‬‬
‫‪ ‬الجسم الزجاجي ‪ :‬كتلة شفافة هالمية لزجة تشغل الفراغ الموجود بين الشبكية والجسم‬
‫الهدبي والوجه الخلفي من الحاجز المكون من العدسة ورباطها (يكون الجسم الزجاجي)‬
‫وتقوم األغلفة الوعائية بالعين بالدور الرئيسي في تغذية تركيبات العين المختلفة حيث‬
‫تعتبر المشيمية غشاءا وعائيا مغذيا للخاليا الحسية من الشبكية التي هي امتداد للخاليا‬
‫الدماغية‪ .‬وتمتد المشيمية من العصب البصري حتى المنطقة المتساوية للشبكية وهي تقع‬
‫بين الصلبة من الخارج والشبكية من الداخل‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫فيسيولوجيا الحواس‬

‫‪ -‬الجسم الهدبي ‪ :‬جسم عضلي ووعائي يلعب دو ار رئيسيا في تغذية القسم األمامي من‬
‫العين وفي عمل المطابقة‪.‬‬
‫‪ -‬القزحية ‪ :‬الغشاء الملون المستدير خلف القرنية والذي يعطي العين لونها المميز ويوجد‬
‫في وسط القزحية فتحة صغيرة تسمى البؤبؤ وتقوم القزحية بالتحكم في كمية الضوء‬
‫الداخل إلى العين عن طريق التحكم في حجم البؤبؤ‪.‬‬
‫‪ -‬الشبكيــة ‪ :‬نسيج حساس للضوء يوجد خلف العين ويعمل على استقبال األشعة الضوئية‬
‫القادمة من العدسة عبر الجسم الزجاجي لتوجيهها إلى المراكز البصرية بالمخ عبر‬
‫العصب البصري‪.‬‬
‫‪ -‬العصب البصري‪ :‬ينقل اإلشارات واإلحساسات البصرية المكونة على الشبكية إلى المراكز‬
‫البصرية في المخ حيث تقوم تلك المراكز بإدراك تلك اإلشارات أو تفسيرها؟‬

‫آلية اإلبصار‪:‬‬

‫شكل يمثل آلية اإلبصار‬


‫يقع الشعاع المنبعث من جسم ما على العين ويمر من خالل القرنية حيث يتعرض‬
‫ألول عملية انكسار‪ ،‬ومن ثم يصل الضوء إلى البؤبؤ الذي يقوم بالتحكم في كمية الضوء‬
‫الداخل إلى العين‪ ،‬ثم يصل الضوء إلى العدسة والتي تتغير درجة تحدبها تبعا لكمية الضوء‬
‫وخصائصه األخرى‪ ،‬وتقوم العدسة بكسر الضوء بشكل يكفل تركيزه على شبكية العين‪ ،‬ويمر‬
‫الشعاع الضوئي عبر السائل الزجاجي الذي يعمل أيضا على انكسار الضوء وتركيزه على‬

‫‪45‬‬
‫فيسيولوجيا الحواس‬

‫الشبكية‪ ،‬حيث تتكون صورة مختلفة في كل عين‪ .‬ثم تنتقل الصورتان عبر العصب البصري‬
‫على هيئة نبضات كهربائية إلى المركز البصري في الفص الخلفي وال تتم النبضات هذه‬
‫على هيئة صور وإنما على شكل شيفرة‪.‬‬
‫وعندما يصل العصب البصري إلى المخ‪ ،‬تعبر نصف األلياف العصبية لكل عصب‬
‫بصري إلى الجانب اآلخر من المخ‪ ،‬أي يتقاطعان ليكونان شكل ×‪ ،‬ليكون المسار البصري‬
‫‪ OPtic Tract‬ويتكون نتيجة هذا العبور ما يسمى بالتصالب البصري‪، Optic Chisma‬‬
‫حيث تمر ألياف العصب البصري األيمن إلى الجهة اليسرى من المخ‪ ،‬وألياف العصب‬
‫البصري األيسر إلى الجهة اليمنى‪ .‬حيث يتم اندماج الصورتين في منطقة الفص الخلفي‬
‫لتكوين صورة موحدة للمرئيات‪.‬‬
‫وفي الدماغ تفسر هذه الشيفرة وتترجم إلى إبصار‪ .‬إن الحساسية للضوء هي من‬
‫وظائف العين ولكن األبصار من خالل تفسير وإعطاء معنى لما يتم رؤيته هو من وظائف‬
‫الدماغ ‪.‬‬

‫‪46‬‬

You might also like