Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫االسم ‪ :‬أري براتاما‬


‫الفصل ‪ :‬أ من المستوى ‪ ٣‬ك (‪)١٠‬‬

‫اختلف العلماء في األخذ باختالف المطالع إلثبات دخول شهر رمضان فأجاز ذلك بعضهم ومنعه‬
‫الجمهور‪ ،‬والراجح رأي الجمهور لقوة دليله‪ ،‬وألنه يتفق مع ما يقصد إليه الشارع من وحدة المسلمين ‪ ،‬وتمشيًا مع ما وصلت إليه‬
‫االتصاالت الحديثة ووسائل اإلعالم حيث أصبح من الميسور ج ًّدا أن يُن َقل الخبر في لحظات ‪ .‬يقول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد‬
‫الحق شيخ األزهر السابق‪ -‬رحمه هللا‪ : -‬في سبيل توحيد َب ْدء صيام رمضان وانتهائه قال جمهور الفقهاء‪:‬إنه ال عبر َة باختالف‬
‫اآلخر الذين لم َي َر ْوهُ‬‫آخر يجبُ على أهل البلد َ‬ ‫ُؤي الهالل في بلد ولم َي َرهُ أه ُل بل ٍد َ‬ ‫المطالع في إثبات رؤية هالل رمضان‪ ،‬وإنه إذا ر َ‬
‫لزم أه َل‬ ‫سائر الناس‪ ،‬ف َي َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫مصر ل ِزم‬
‫ٍ‬ ‫أن يصوموا برؤية أولئك الذين َرَأ ْوهُ‪ .‬قال الك َمال بن ال ُه َمام الحنفي صاحب الفتح‪:‬وإذا ثبت في‬
‫المشرق برؤية أهل المغرب في ظاهر المذهب لعموم الخطاب في قوله صلى هللا عليه وسلم‪“ :‬صوموا لرؤيته” وقيل‪ :‬يختلف‬
‫اآلخرين مع اختالف المطالع‪ ،‬وممن قال‬ ‫قوم للرؤية ال يستلزم انعقادَ ه في حق َ‬ ‫السبب الشهرُ‪ ،‬وانعقا ُده في حق ٍ‬ ‫َ‬ ‫باختالف المطالع؛ ألن‬
‫َأ‬ ‫َّ‬
‫بهذا الرأي الشافعي ُة ‪ .‬فقد جاء في المجموع شرح المهذب ما ملخصه‪ ” :‬وإن ر ْوا هالل رمضان في بلد‪ ،‬ولم َي َروه في آخ َر؛ فإن‬
‫َ‬
‫اآلخ ِر الصو ُم بال خالف‪ ،‬وإن تباعد فالصحيح أنه ال يجب الصوم على أهل‬ ‫َ‬ ‫ب البلدان فحُكمُهما حُك ُم بلد واحد‪ ،‬ويلزم أه َل البل ِد‬ ‫َت َ‬
‫قار َ‬
‫البلد األخرى”‪ .‬والراجح رأي الجمهور؛ وهو أنه ال عبرة باختالف المطالع‪ ،‬لقوة دليله‪ ،‬وألنه يتفق مع ما يقصد إليه الشارع من‬
‫وحدة المسلمين وجمع كلمتهم‪ ،‬وأنه متى تحققت رؤية الهالل في أي بلد من البالد اإلسالمية يمكن القول بوجوب الصوم على جميع‬
‫المسلمين الذين تشترك بالدهم مع بلد الرؤية في جزء من الليل ‪ .‬هذا وقد استقر رأي علماء َمج َمع البحوث اإلسالمية باألزهر في‬
‫المؤتمر الثالث المنعقد بتاريخ ‪ 13‬من رجب ‪ 1386‬هـ ـ الموافق ‪ 27‬من أكتوبر ‪1966‬م بشأن تحديد أوائل الشهور القمرية على ما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ يقرر المؤتمر ‪:‬‬
‫(أ) أن الرؤية هي األصل في معرفة دخول أي شهر قمري‪ ،‬كما يدل عليه الحديث الشريف‪ ،‬فالرؤية هي األساس‪ ،‬لكن ال يُع َت َمد‬
‫عليها إذا تمكنت فيها ال ُّت َه ُم تم ُّك ًنا قو ًّيا‪.‬‬
‫(ب) يكون ثبوت رؤية الهالل بالتواتر واالستفاضة‪ ،‬كما يكون بخبر الواحد ذكرً ا كان أو أنثى‪ ،‬إذا لم تتمكن ال ُّتهْمة في إخباره لسبب‬
‫الصادر ممن يُو َثق به‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الموثوق به‬
‫ِ‬ ‫من األسباب‪ ،‬ومن هذا األسباب مخالف ُة الحساب الفلكي‬
‫ُلزم له ولمن َيثِق به‪ ،‬أما إلزام الكافة فال يكون إال بعد ثبوت الرؤية عند من خصَّصته الدولة اإلسالمية للنظر في‬ ‫(ج) خبر الواحد م ِ‬
‫ذلك‪.‬‬
‫(د) يُعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر إذا لم تتحقق الرؤية ولم يتيسر الوصول إلى تمام الشهر السابق ثالثين يومًا‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪2‬ـ يرى المؤتمر أنه ال عبرة باختالف المطالع وإن تباعدت األقاليم‪ ،‬متى كانت مشتركة في جزء من ليلة الرؤية وإن قلَّ‪ ،‬ويكون‬
‫اختالف المطالع مع َت َبرً ا بين األقاليم التي ال تشترك في جزء من هذه الليلة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫‪3‬ـ يُهيب المؤتمر بالشعوب والحكومات اإلسالمية أن يكون في كل إقليم إسالمي هيئة إسالمية يُناط بها إثبات الشهور القمرية‪ ،‬مع‬
‫مراعاة اتصال بعضها ببعض واالتصال بالمراصد والفلكيين والموثوق بهم‪ .‬واألقوى هو رأي الجمهور في هذا الموضع‪ :‬لقوة‬
‫أدلتهم‪ ،‬وتمشيًا مع ما وصلت إليه االتصاالت السلكية والالسلكية بين الدول اإلسالمية المختلفة المتباعدة‪ ،‬وما تطورت إليه وسائل‬
‫اإلعالم الحديثة المسموعة والمرئية‪ ،‬وما ترتب على ذلك من يُسر االتصاالت بين البالد اإلسالمية في شتى البقاع‪ ،‬حيث أصبح من‬
‫الميسور ج ًّدا أن يُن َقل الخبر في لحظات من دولة إلى أخرى عن طريق وكاالت األنباء المختلفة بواسطة المذياع والتليفزيون أو عن‬
‫طريق البرق والهاتف‪ ،‬وبهذا يكون العمل بما قال به جمهور الفقهاء سهالً ميسورً ا في متناول أي مسلم في أي بلد إسالمي‪ ،‬وهذا‬
‫بدوره يؤدي إلى اتفاق المسلمين وتوافقهم في الرأي والعمل‪.‬‬

You might also like