Professional Documents
Culture Documents
Tugas Fiqh 3 Kuliah (Ary Pratama)
Tugas Fiqh 3 Kuliah (Ary Pratama)
اختلف العلماء في األخذ باختالف المطالع إلثبات دخول شهر رمضان فأجاز ذلك بعضهم ومنعه
الجمهور ،والراجح رأي الجمهور لقوة دليله ،وألنه يتفق مع ما يقصد إليه الشارع من وحدة المسلمين ،وتمشيًا مع ما وصلت إليه
االتصاالت الحديثة ووسائل اإلعالم حيث أصبح من الميسور ج ًّدا أن يُن َقل الخبر في لحظات .يقول فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد
الحق شيخ األزهر السابق -رحمه هللا : -في سبيل توحيد َب ْدء صيام رمضان وانتهائه قال جمهور الفقهاء:إنه ال عبر َة باختالف
اآلخر الذين لم َي َر ْوهُآخر يجبُ على أهل البلد َ ُؤي الهالل في بلد ولم َي َرهُ أه ُل بل ٍد َ المطالع في إثبات رؤية هالل رمضان ،وإنه إذا ر َ
لزم أه َل سائر الناس ،ف َي َ
َ َ
مصر ل ِزم
ٍ أن يصوموا برؤية أولئك الذين َرَأ ْوهُ .قال الك َمال بن ال ُه َمام الحنفي صاحب الفتح:وإذا ثبت في
المشرق برؤية أهل المغرب في ظاهر المذهب لعموم الخطاب في قوله صلى هللا عليه وسلم“ :صوموا لرؤيته” وقيل :يختلف
اآلخرين مع اختالف المطالع ،وممن قال قوم للرؤية ال يستلزم انعقادَ ه في حق َ السبب الشهرُ ،وانعقا ُده في حق ٍ َ باختالف المطالع؛ ألن
َأ َّ
بهذا الرأي الشافعي ُة .فقد جاء في المجموع شرح المهذب ما ملخصه ” :وإن ر ْوا هالل رمضان في بلد ،ولم َي َروه في آخ َر؛ فإن
َ
اآلخ ِر الصو ُم بال خالف ،وإن تباعد فالصحيح أنه ال يجب الصوم على أهل َ ب البلدان فحُكمُهما حُك ُم بلد واحد ،ويلزم أه َل البل ِد َت َ
قار َ
البلد األخرى” .والراجح رأي الجمهور؛ وهو أنه ال عبرة باختالف المطالع ،لقوة دليله ،وألنه يتفق مع ما يقصد إليه الشارع من
وحدة المسلمين وجمع كلمتهم ،وأنه متى تحققت رؤية الهالل في أي بلد من البالد اإلسالمية يمكن القول بوجوب الصوم على جميع
المسلمين الذين تشترك بالدهم مع بلد الرؤية في جزء من الليل .هذا وقد استقر رأي علماء َمج َمع البحوث اإلسالمية باألزهر في
المؤتمر الثالث المنعقد بتاريخ 13من رجب 1386هـ ـ الموافق 27من أكتوبر 1966م بشأن تحديد أوائل الشهور القمرية على ما
يلي :
1ـ يقرر المؤتمر :
(أ) أن الرؤية هي األصل في معرفة دخول أي شهر قمري ،كما يدل عليه الحديث الشريف ،فالرؤية هي األساس ،لكن ال يُع َت َمد
عليها إذا تمكنت فيها ال ُّت َه ُم تم ُّك ًنا قو ًّيا.
(ب) يكون ثبوت رؤية الهالل بالتواتر واالستفاضة ،كما يكون بخبر الواحد ذكرً ا كان أو أنثى ،إذا لم تتمكن ال ُّتهْمة في إخباره لسبب
الصادر ممن يُو َثق به.
ِ الموثوق به
ِ من األسباب ،ومن هذا األسباب مخالف ُة الحساب الفلكي
ُلزم له ولمن َيثِق به ،أما إلزام الكافة فال يكون إال بعد ثبوت الرؤية عند من خصَّصته الدولة اإلسالمية للنظر في (ج) خبر الواحد م ِ
ذلك.
(د) يُعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر إذا لم تتحقق الرؤية ولم يتيسر الوصول إلى تمام الشهر السابق ثالثين يومًا. َ
2ـ يرى المؤتمر أنه ال عبرة باختالف المطالع وإن تباعدت األقاليم ،متى كانت مشتركة في جزء من ليلة الرؤية وإن قلَّ ،ويكون
اختالف المطالع مع َت َبرً ا بين األقاليم التي ال تشترك في جزء من هذه الليلة.
ُ ٌ ٌ
3ـ يُهيب المؤتمر بالشعوب والحكومات اإلسالمية أن يكون في كل إقليم إسالمي هيئة إسالمية يُناط بها إثبات الشهور القمرية ،مع
مراعاة اتصال بعضها ببعض واالتصال بالمراصد والفلكيين والموثوق بهم .واألقوى هو رأي الجمهور في هذا الموضع :لقوة
أدلتهم ،وتمشيًا مع ما وصلت إليه االتصاالت السلكية والالسلكية بين الدول اإلسالمية المختلفة المتباعدة ،وما تطورت إليه وسائل
اإلعالم الحديثة المسموعة والمرئية ،وما ترتب على ذلك من يُسر االتصاالت بين البالد اإلسالمية في شتى البقاع ،حيث أصبح من
الميسور ج ًّدا أن يُن َقل الخبر في لحظات من دولة إلى أخرى عن طريق وكاالت األنباء المختلفة بواسطة المذياع والتليفزيون أو عن
طريق البرق والهاتف ،وبهذا يكون العمل بما قال به جمهور الفقهاء سهالً ميسورً ا في متناول أي مسلم في أي بلد إسالمي ،وهذا
بدوره يؤدي إلى اتفاق المسلمين وتوافقهم في الرأي والعمل.