Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 26

‫‪-1-‬‬

‫االجتهاد عند املذهب الشافعي وتطبيق يف دار اإلفتاء برواني دار السالم‬

‫(‪)1‬‬
‫حممد فوزان دوهي بن عبد الصمد‬
‫(‪)2‬‬
‫أمحد كاصا بن عبد الرمحن‬
‫(‪)3‬‬
‫حممد فطان بن عبد الصمد‬

‫يهدف هذا البحث إىل بيان االجتهاد عند املذهب الشا ا اااف ي وطرق إص ا ا اادا الفتاوى يف دا اإلفتاء‬
‫بربواني دا السا ا ا ا ا ا ‪ ،‬ويشا ا ا ا ا ااتما هااذا البحااث ع مفهو االجتهاااد ويتيتا ومنهتا عنااد اإلمااا‬
‫الشا ا اااف ي‪ ،‬ويكشا ا ا املذهب القدمي واجلديد ل شا ا اااف ي‪ ،‬وتطبيق يف دا اإلفتاء برواني دا السا ا ا‬
‫ع املذهب الشا ا اااف ي‪ .‬ولتحقيق هذه األهداف قا البايثون يف هذا البحث مب اجلة االجتهاد عند‬
‫املذهب الشااف ي وتطبيق يف دا اإلفتاء برواني دا السا ‪ .‬وي تمد البايثون يف د اسات ع املنه‬
‫الوصا ا ا ا ا اافي التح ي ي وامليادا بطريق املقااب اة ل خروج من خ لا هه النتاا ‪ .‬من امل و أن احلوادث‬
‫والوقا ع يف ال بادات وامل ام ت ويف غريها من التصا ا اارفات لا ال يقب احلصا ا ا اار‪ ،‬و يرد يف ك ل‬
‫نص؛ ألن النصا ا ا ااوا متناهية والوقا ع غري متناهية‪ ،‬وماال يتناهي اليض ا ا ا ا اابط ما يتناهي ولذل كان‬
‫االجتهاد واجب االعتبا ‪ .‬واالجتهاد من متط بات هذا ال ص ا ا ا ا ا اار ومن األمو الض ا ا ا ا ا اارو ية‪ ،‬والبد من‬
‫م رفاة مفهو االجتهااد عناد اإلماا الشا ا ا ا ا اااف ي كاان ال يفرق ب االجتهااد والقياا ‪ ،‬ولاذلا منهتا‬
‫ابالجتهاد الذي مج ب مد سااة أه احلديث يف احلتاز ومد سااة أه الرأي‪ ،‬مث أصااوم منهت يف‬
‫االجتهاد الذي أخذه ابلكتاب والسا ا ا ا اانة‪ ،‬واإلمجاع وقوم الص ا ا ا ا ا ااحاع والقيا وال رف وغريه‪ ،‬وطرق‬
‫تطبيقا ات ا يف دا اإلفتاااء بربواني دا السا ا ا ا ا ا الااذي ت تماادها ا يف الرتجيح ب أقوام ع ماااء املااذهااب‬
‫الشاف ي ع ما جاء يف كتاب "الفوا د املكية" ل شيخ السيد ع وي بن أمحد السقاف‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪ :‬االجتهاد‪ ،‬دا اإلفتاء‪ ،‬برواني دا الس ‪.‬‬

‫املقدمة‬
‫فإن الفتوى يف اإلس من املناصب املهمة‪ ،‬فهي أعظ وأخطر شيء يف اإلس ‪ ،‬فاإلنسان يف‬
‫ييات حيتاج إىل أه الفتوى الذين يبينون أيكا هللا ت اىل عن ك شئون ييات ‪ ،‬وخ و النا من‬
‫أه الفتوى يؤدي إىل اجلهالة والض م‪ .‬وقد ب ث هللا عز وج سول حممدا ص هللا ع ي وس‬

‫(‪ )1‬طالب الدكتوا ه بك ية الشري ة والقانون‪ .‬جام ة الس طان الشري ع ي اإلس مية‪ .‬برو دا الس ‪.‬‬
‫‪zindalusia@gmail.com‬‬
‫(‪ )2‬طالب الدكتوا ه بك ية ال غة ال ربية‪ .‬جام ة الس طان الشري ع ي اإلس مية‪ .‬برو دا الس ‪.‬‬
‫(‪ )3‬طالب الدكتو ة جام ة أ ليكا ‪.‬‬
‫‪-2-‬‬

‫ابهلدى ودين احلق ليظهره ع الدين ك ‪ .‬فأدى األمانة ونصح األمة وجاهد يف هللا يق جهاده‪ ،‬و‬
‫ميت ص هللا ع ي وس يىت أمت هللا ب دين وأكم ‪ ،‬وقد أمر هللا عباده ابلرد إلي ‪ ،‬ييث يقوم‪:‬‬
‫﴿‪                 ‬‬

‫‪ )4(.﴾ ‬مث ب د وفاة الرسوم ص هللا ع ي وس انقطع الوي وانقط ت سنة الرسوم ص هللا‬
‫‪   ‬‬

‫جديد‪ ،‬ليس فيها نصوا صرحية ظهرت احلاجة إىل‬ ‫ع ي وس ‪ .‬ومع ظهو قضااي ومسا‬
‫﴿‪      ‬‬ ‫االجتهاد‪ ،‬ليكون طريقاً لبيان أيكا هللا ت اىل‪ .‬وقول ت اىل‪:‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪.﴾  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫اىل ‪  ﴿ :‬‬
‫‪    ‬‬ ‫وقول ت‬ ‫‪﴾‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫الفتوى ابالجتهاد ضرو ة يفرضها الواقع‪ ،‬ومظهر يي لطاقات األمة‪ ،‬وم يا جتددها وتطو ها ملواجهة‬
‫احلاجات املتتددة‪ ،‬واحلوادث الطا ة نتيتة ل تطو الفكري والصناعي واالقتصادي‪ ،‬وتغري األعراف‪،‬‬
‫وجتدد املصاحل يف ك ال صو وت قد سب احلياة‪.‬‬
‫وميكن القوم إن وميكن القوم إن الفتاوى ابإلجتهاد من األمو الضرو ية ف بد منها يف ك‬
‫زمان ومكان‪ ،‬فاملراد يف هذا البحث وهو االجتهاد عند املذهب الشاف ي وتطبيق يف دا اإلفتاء‬
‫برواني دا الس ‪ ،‬ويتكون هذا البحث من املبايث التالية‪:‬‬
‫املبحث األوم‪ :‬مفهو االجتهاد ويتيت عند اإلما الشاف ي‬
‫املبحث الثا ‪ :‬منه اإلما الشاف ي يف االجتهاد‬
‫املبحث الثالث‪ :‬املذهب القدمي واجلديد ل شاف ي‬
‫املبحث الرابع‪ :‬تطبيق يف دا اإلفتاء برواني دا الس ع املذهب الشاف ي‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم االجتهاد وحجيته عند اإلمام الشافعي‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم االجتهاد وعالقته ابلقياس عند الشافعي‬
‫يقوم اإلما الشاف ي يف كتاب "الرسالة" يف م ىن القيا ‪" :‬والقيا ما طُ ب ابلدال ع موافَا َق ِة‬
‫وصفت قب من القب ة‬ ‫اخلرب ِ‬
‫املتقد من الكتاب أو السنة؛ ألهنما َعَ ُ احلق املفرتض ط بُ ‪ ،‬كط ب ما‬
‫ُ‬

‫(‪ )4‬سو ة النساء ‪.59 :‬‬


‫(‪ )5‬سو ة املا دة ‪.4 :‬‬
‫(‪ )6‬سو ة البقرة ‪.189 :‬‬
‫‪-3-‬‬

‫‪ )8(﴾       ‬ويشري ابملث إىل‬ ‫وال َ ْدم واملِثْ "‪ .‬ويشري ابل دم إىل قول ت اىل‪   ﴿ :‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬

‫(‪)9‬‬
‫‪﴾‬‬ ‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬‫‪    ‬‬‫‪      ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫قول ت اىل‪        ﴿ :‬‬
‫‪    ‬‬

‫وال يفرق اإلما الشاف ي ب االجتهاد والقيا ‪ ،‬والقيا من طريق االجتهاد عند اإلما‬
‫الشاف ي‪ ،‬جاء يف كتاب الرسالة‪" :‬فما القيا ؟ أهو االجتهاد؟ أ مها مفرتقان؟ ق ت‪ :‬مها امسان مل ىن‬
‫وايد "‪ )10(.‬قد أثبت الشاف ي القيا ع أن االجتهاد‪ ،‬وال ي ترب القيا إثبات يك من اجملتهد‪،‬‬
‫ب ي تربه بياانً حلك الشرع يف املسألة اليت جيتهد فيها اجملتهد‪.‬‬
‫قام اإلما الشاف ي يف الرسالة قام‪ " :‬ك ما نزم مبس فقي يك ٌ الزٌ‪ ،‬أو ع سبي احلق‬
‫ب الداللةُ ع سبي‬ ‫ِ‬
‫في داللةٌ موجودةٌ‪ ،‬ع ي إ ا كان في ب ين ُيك ٌ اتب ‪ ،‬وإ ا يكن في ب ين طُ َ‬
‫(‪)11‬‬
‫احلق في االجتهاد "‪.‬‬
‫وقد أنكر ب ض ال ماء ع الشاف ي تسويت ب القيا واالجتهاد‪ ،‬ومن ل قوم الغزايل‪:‬‬
‫"وقام ب ض الفقهاء‪ :‬القيا هو االجتهاد‪ ،‬وهو خطأ؛ ألن االجتهاد أع من القيا ؛ ألن قد يكون‬
‫(‪)12‬‬
‫ابلنظر يف ال مومات ودقا ق األلفاظ وسا ر طرق األدلة سوى القيا "‪.‬‬
‫والذي ينبغي التنبي ع ي هنا ما كره الدكتو ن مان جغي يف كتاب "مدخ املذهب‬
‫وتغريه من عصر إىل عصر‪ .‬فالذين أنكروا ع اإلما الشاف ي‬ ‫تطو االصط ح ُّ‬ ‫الشاف ي"‪ ،‬وهو ُّ‬
‫تسويت ب االجتهاد والقيا ياكموه إىل اصط يات املتأخرين ع ي ‪ ،‬ألهن توس وا يف ت ري‬
‫االجتهاد‪ ،‬يىت صا فه ُ اآلايت واألياديث اجتهادا يف عُرفه ‪ ،‬ويصروا مفه القيا يف نطاق‬
‫م ‪ ،‬ولكن عند املتقدم كان االجتهاد حمصو ا يف احلك الذي يرد في خرب‪ -‬القرآن أو السنة‪،‬‬
‫ص هبا إىل احلك‬ ‫كما أن مفهو القيا عند اإلما الشاف ي كان واس ا يشم ك الطرق اليت يُ َتو َّ‬
‫(‪)13‬‬
‫الشرعي فيما يرد في نص‪.‬‬

‫(‪ )7‬الشاف ي‪ ،‬حممد بن إد يس أبو عبد هللا‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة ‪ .‬خالد السبع ال مي وزهري شقيق الكيب (حمقق)‪.‬‬
‫بريوت‪ :‬دا الكتاب ال رع‪ ..‬ا‪ .60‬فقرة ‪.122‬‬
‫(‪ )8‬سو ة الط ق ‪.2 :‬‬
‫(‪ )9‬سو ة املا دة ‪.95 :‬‬
‫(‪ )10‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪.314-313‬‬
‫(‪ )11‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.314‬‬
‫عبد الشايف (حمقق)‪.‬‬ ‫(‪ )12‬الغزايل‪ ،‬حممد بن حممد أبو يامد‪1413( .‬ه)‪ .‬املستصفى من علم األصول‪ .‬حممد عبد الس‬
‫بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪ .‬ا ‪.281‬‬
‫(‪ )13‬انظر‪ :‬جغي ‪ ،‬ن مان‪ .) 2007( .‬مدخل إىل املذهب الشافعي رجاله وكتبه ومصطلحاته‪ .‬ماليزاي‪ :‬اجلام ة اإلس مية‬
‫ال املية‪ ..‬ا‪.106‬‬
‫‪-4-‬‬

‫ميكن القول‪ :‬مفهو االجتهاد عند اإلما الشاف ي كان حمصو ا يف احلك الذي يرد في‬
‫نص‪ ،‬مث أخذ احلك بطريق القيا الذي يشم ك الطرق اليت يتوص هبا إىل احلك الشرعي فيما‬
‫يرد في نص‪.‬‬

‫املطلب الثان‪ٍ :‬حجية االجتهاد عند اإلمام الشافعي‬


‫ملا استدم اإلما الشاف ي ع ِيتية االجتهاد يف كتاب "الرسالةا"‪ ،‬ابتدأ بكتاب هللا ت اىل واستدم‬
‫اىل‪            ﴿:‬‬ ‫بقول ت‬
‫(‪)14‬‬
‫‪.﴾  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ليذكر وج االستدالم فيقوم‪" :‬فال حييط أن َمن تَا َوج ت قاء املستد احلرا لن ََنَت دا ه‬
‫التوج ُ إلي ‪ ،‬وهو ال‬
‫ُّ‬ ‫عن ‪ :‬ع صواب ابالجتهاد ل توج اىل البيت ابلدال ع ي ‪ ،‬ألن الذي ُك‬
‫قص َد املستد احلرا أ أخطأه‪ ،‬وقد ياََرى دال ي رفها فيَاتَوج بقد ما ي رف‬
‫يد ي أصاب بتوجه ْ‬
‫وي رف غريه دال غريها‪ ،‬فيتوج بقد ما ي رف وإن اخت توجههما "‪ )15(.‬فهذا يدم ع أن‬
‫االجتهاد مشروع‪ ،‬وأن االجتهاد حيتم الصواب واخلطأ‪.‬‬
‫ومن األدلة اليت يستشهد هبا ال ماء ع مشروعية االجتهاد ما واه اإلما الشاف ي قام‪" :‬‬
‫أخربان عبد ال زيز عن يزيد بن عبد هللا بن اهلاد عن حممد بن إبراهي عن بسر بن س يد عن أع قيس‬
‫موىل عمرو بن ال اا عن عمرو بن ال اا أن مسع سوم هللا يقوم‪ «:‬إ ا يك احلاك فاجتهد‬
‫(‪)16‬‬
‫فأصاب ف أجران وإ ا يك فاجتهد مث أخطأ ف أجر » "‪.‬‬

‫املبحث الثان‪ :‬منهج اإلمام الشافعي يف االجتهاد‬


‫املطلب األول‪ :‬طابع منهج اإلمام الشافعي‬
‫من امل و أن اإلما الشاف ي قد مجع ب مد سة أه احلديث يف احلتاز‪ ،‬ومد سة أه الرأي يف‬
‫ال راق‪ ،‬وسنتطرق ل حديث عن املد ست ‪:‬‬
‫(‪)17‬‬
‫مدرسة أهل احلديث‪:‬‬

‫(‪ )14‬سو ة البقرة ‪.150 :‬‬


‫(‪ )15‬الشاف ي‪1429 ( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.319‬‬
‫(‪ )16‬وجاء الشاف ي يف الرسالة ‪ .‬مرجع نفس ‪ .‬ا ‪ .322‬كما كر يف سابق‪ .‬ا‪.35‬‬
‫احلديث‪http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36943 .‬‬ ‫(‪ )17‬انظر‪ :‬موقع اإلنرتنت ‪:‬م تق أه‬
‫ات يخ‪. 2015/6/1 :‬‬
‫‪-5-‬‬

‫نشأت هذه املد سة يف أواخر ال صر االموي بزعامة اإلما مال وفقهاء احلتاز‪ ،‬وت تمد هذه املد سة‬
‫ع وجوب تطبيق النصوا القرآنية واألياديث النبوية‪.‬‬
‫فقد اعتنوا ابحلديث و جال و وايت ومْتن واعتربوه املرجع الوييد يف األيكا ‪ ،‬والوقوف عند‬
‫النصوا واآلاث وفه احلديث يسب من تدم ع ي ال با ة‪ ،‬والتمس بظواهرها وطبقوا ع ما‬
‫عرض هل من يوادث دون البحث عن ع ة احلك غالبا‪ ،‬وال ال توء إىل التأوي ‪ ،‬إال ما ند ب ال‬
‫أيخذون ابلرأي إال اضطرا اً عند عد وجود احلديث واهتمه أه الرأي بضيق أفق التفكري والنظر‬
‫وابلقصو يف فه ما استتد من يوادث ومتط بات‪.‬‬
‫وي تمد ع أي ىف ياالت الضرو ة القصوى‪ ،‬واالمتناع عن الفص ىف املسا الىت ال‬
‫يك هلا ي رفون من الكتاب أو السنة‪ ،‬أو اإلمجاع‪ ،‬وال أي صحاع‪ .‬والتوق عن اخلوض يف املسا‬
‫اليت تقع ف ً‪.‬‬
‫مدرسة أهل الرأي‪:‬‬
‫نشأت هذه املد سة الفقهية يف ال راق يف أواخر ال صر األموي بزعامة اإلما أبو ينيفة‪ ،‬وت تمد هذه‬
‫املد سة ع وجوب حتكي ال ق والتفكري الذايت‪.‬‬
‫وقد اعتنوا ابستنباط أيكا الشرع م قولة امل ا ابلنصوا‪ ،‬وأهنا بنيت ع أصوم حمكمة‬
‫وجودا وعدما‪ ،‬والتشدد‬ ‫ِ‬
‫وع ضابطة‪ ،‬وكانوا يبحثون عن ت ال واحلك ‪ ،‬مث يربطون احلك هبا ً‬
‫ىف قبوم أخبا اآلياد؛ و ل ألن الكوفة تكن موطن احلديث كما كانت املدينة‪ ،‬وىف الكوفة انتشر‬
‫كثري من البدع‪ ،‬ووض ت األياديث لت ضيدها‪ )18(.‬واستخدا األقيسة اليت أجادوا استخدامها‪ ،‬وغالوا‬
‫فيها إىل يد أن قدموها ع الرواية‪ ،‬فالقيا اجل ي مقد عنده ع خرب الوايد واحلديث مردود‬
‫إ ا خال القيا يىت أهن قالوا‪ :‬لو ال فض الصحبة لكان ع قمة أفق من ابن عمر‪ )19(.‬ب إن من‬
‫أه الرأي من يكت مبا عرض من مسا ووقا ع‪ ،‬يىت جتاوزها إىل وقا ع تقع ب ده‪ ،‬فاستشرفوا‬
‫برأيه من وقا ع مستقب ية ويض ون هلا أيكامها‪ ،‬وهو يسم عنده " فق التقدير "‪.‬‬
‫وقد نق اإلما الشاف ي الذي تفق ع مد ست فأخذ احلديث والرأي وتصرف فيهما‬
‫ومجع بينهما‪ ،‬وأفاده ل يف تكوين منهت يف االجتهاد‪ ،‬ييث اتس ابلسمات اآلتية‪:‬‬

‫احلديث‪http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36943 .‬‬ ‫(‪ )18‬انظر‪ :‬موقع اإلنرتنت‪ :‬م تق أه‬


‫األندونيسي‪1408(.‬ه‪ .) 1988/‬اإلمام الشافعي‪.‬ط ‪ .2‬ي ب‪ :‬دا‬ ‫ات يخ‪ . 2015/6/ 1:‬وأمحد حنراوي عبد الس‬
‫الوعي‪ .‬ا‪.54‬‬
‫(‪ )19‬انظر‪ :‬الياف ي‪ ،‬احلضر سا بن ي يس‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ :‬تعريفه‪ ،‬مصطحاته‪ ،‬الرتجيح فيه‪ ،‬املعتمد يف تدريسه‪،‬‬
‫طرق واساليب‪ .‬إسكند ية‪ :‬دا اإلميان‪.‬ا‪.37‬‬
‫‪-6-‬‬

‫‪ .1‬كانت النزعة الفقهية لإلما الشاف ي وسطاً ب نزعت ‪ ،‬ومها‪ :‬نزعة أه الرأي‪ ،‬ونزعة أه‬
‫احلديث؛ ييث إن جذو فقه ترجع إىل فق اإلما أع ينيفة‪ ،‬وفق مال بن أنس‪ ،‬فوافق‬
‫أاب ينيفة يف مباد ‪ ،‬كما وافق مالكاً يف أن أعط احلديث أولوية خاصة‪ ،‬يىت عُرفت‬
‫الشاف ية يف "ال راق"‪ ،‬و "خراسان" ب"أه احلديث"‪ ،‬وكان أه "بغداد" يُطِ ُقون ع ي ‪:‬‬
‫انصر السنة؛ كما يك اإلما الشاف ي نفس ‪ ،‬فقام‪" :‬كانوا يف بغداد ي قبونىن بناصر‬
‫(‪)20‬‬
‫السنة"‪.‬‬
‫‪ .2‬ملا أى الشاف ي اخت فاً ظاهراً ب مس احلتازي ‪ ،‬وال راقي عمد إىل حتديد موقف‬
‫حتديداً دقيقاً أما هؤالء وهؤالء‪ ،‬فاختذ لنفس خطة واضحة يف االيتتاج ابحلديث وب ض‬
‫(‪)21‬‬
‫املصاد التب ية‪ ،‬وأخذ يقر هذه اخلطة وخيطئ من خيالفها‪ ،‬عراقيا كان أو يتازايً‪.‬‬

‫املطلب الثان‪ :‬أصول منهجه يف االجتهاد‬


‫نقصد هصوم املنه القواعد واألكان اليت أنشأها اإلما الجتهاده‪ ،‬ويددها مبثابة قوان اثبتة يسري‬
‫ع يها يف فقه ‪ .‬وقد ب اإلما الشاف ي‪ -‬مح هللا‪ -‬األصوم اليت اعتمد ع يها يف فقه والقواعد اليت‬
‫التزمها يف اجتهاده‪ ،‬ودوهنا يف كتاب "األ " فقام‪ " :‬األص قرآن أو سنة‪ ،‬فإن يكن فقيا ع يهما‪،‬‬
‫وإ ا اتص احلديث عن سوم هللا‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ ،-‬وصح إسناد ب فهو املنته ‪ ،‬واإلمجاع‬
‫أكرب من اخلرب الفرد‪ ،‬واحلديث ع ظاهره‪ ،‬وإ ا ايتم امل ا فما أشب منها ظاهره أوالها ب ‪ ،‬وإ ا‬
‫فأصحها إسناداً أوالها‪ ،‬وليس املنقطع بشيء ما عدا منقطع ابن املسيب‪ ،‬وال‬
‫ُ‬ ‫تكافأت األياديث‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ياس ع األص‬ ‫يقا ٌ أص ٌ ع أص ٍ ‪ ،‬وال يقام لألص ‪ َ :‬وكي ؟ وإمنا يقام ل فرع‪ َ :‬؟ فإ ا صح ق ُ‬
‫(‪)22‬‬
‫صح وقامت ب احلتة "‪.‬‬
‫ويقوم يف الرسالة‪" :‬وليس أليد أن يقوم يف شيء ي وال ير إال من جهة ال ‪ ،‬وجهة‬
‫ال اخلرب يف الكتاب أو السنة‪ ،‬أو اإلمجاع‪ ،‬أو القيا "‪ )23(.‬كما يب يف كتاب " الرسالة " األصوم‬
‫اليت ي تمد ها يف اجتهاده‪ ،‬وميكن عرض أصوم املذهب كاآليت‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتاب‬

‫(‪ )20‬النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع شرح املهذب‪ .‬عادم أمحد عبد املوجود‬
‫واآلخرون (حمقق)‪ .‬بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪ .‬ج‪ .1‬ا‪.65‬‬
‫(‪ )21‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا ‪.65‬‬
‫(‪ )22‬الشاف ي‪ ،‬حممد بن إد يس أبو عبد هللا‪ .) 2001( .‬األم‪ .‬ف ت فوزي عبد املط ب(حمقق)‪ .‬ط‪ .1‬املنصو ة‪ :‬دا الوفاء‪.‬‬
‫ج‪ .7‬ا‪.247‬‬
‫(‪ )23‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪.60‬‬
‫‪-7-‬‬

‫املصاد ‪ ،‬وي تربه‬


‫اإلما الشاف ي كبقية الفقهاء يف االستدالم ابلقرآن الكرمي؛ يضع القرآن يف صد َ‬
‫املنبع األوم من ب األدلة‪ ،‬فإن وجد في نصا واضحا كان هو الفتوى ألن "ك ما أنزم هللا يف كتاب‬
‫(‪)24‬‬
‫محة ويتة "‪.‬‬
‫الظاهر نصا‪:‬‬
‫وحيت ُّ اإلما الشاف ي بظواهر الكتاب‪ ،‬يىت يقو دلي ع أن املراد هبا غري ظاهرها؛ ألن دلي‬
‫الظاهر جيب ال م ب واتباع ‪ ،‬والك عنده ع عموم وظاهره يىت أتيت داللة تدم ع‬
‫(‪)25‬‬
‫خصوص ‪.‬‬
‫﴿ ‪          ‬‬ ‫ومثام قول ت اىل‪:‬‬
‫(‪)26‬‬
‫فبداية اآلية تشري إىل أن القص كان ل قرية (منازم‬ ‫‪﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪       ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬

‫القرية)؛ ولكن ملا أعقب ل بوصفها بكوهنا " ظاملة " َاب َن ل سامع أن الظا إمنا ه أه ُها‪ ،‬دون‬
‫منازهلا اليت ال تظ ‪ ،‬وملا كر القو املنشئ ب دها‪ ،‬و كر إيساسه البأ عند القص ؛ أياط ال‬
‫(‪)27‬‬
‫أن إمنا أيس البأ من ي رف البأ من اآلدمي ‪.‬‬
‫اخلاص والعام‪:‬‬
‫اي ٍد ِمنهما‪،‬‬ ‫يقوم اإلما الشاف ي‪ ":‬وال يقام خباا يف كتاب هللا وال سنة إال بِ ِد ٍ‬
‫اللة فيهما أو يف و ِ‬
‫(‪)28‬‬
‫اخلاا "‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫خباا يىت تكون اآلية حتتم أن يكون أُِي َد هبا ل‬
‫وال يقام ٍ‬
‫﴿ ‪  ‬‬ ‫ومثام‪ :‬فاألوم من ما كان ظاهره ال مو وأ يد ب اخلصوا؛ كقول ت اىل‪:‬‬
‫(‪)29‬‬
‫‪﴾   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪     ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬

‫﴿ ‪ ‬‬ ‫املراد هبا من أطاق اجلهاد من الرجام‪ .‬والثا من ال ا الذي يراد ب ال مو ؛ كقول ت اىل‪:‬‬
‫(‪)30‬‬
‫فهذ آية عا أ يد ب ال مو ‪ ،‬والخاا في ‪.‬‬ ‫‪﴾     ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪       ‬‬

‫اثنيا‪ :‬السنة‬

‫(‪ )24‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪.102 ،46‬‬
‫(‪ )25‬انظر‪ :‬الزكشي‪ ،‬بد الدين حممد بن هباد بن عبدهللا الشاف ي‪1421( .‬ها‪ .) 2000/‬البحر احمليط يف أصول الفقه‪.‬‬
‫حممد حممد اتمر (حمقق)‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪ ..‬ج‪ .1‬ا‪.372‬‬
‫(‪ )26‬سو ة األنبياء‪.12-11 :‬‬
‫(‪ )27‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .73‬فقرة‪.211-210:‬‬
‫(‪ )28‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪.‬ا ‪.161‬‬
‫(‪ )29‬سو ة التوبة‪.120 :‬‬
‫(‪ )30‬سو ة هود‪.6 :‬‬
‫‪-8-‬‬

‫هي اثنية مصاد التشريع اإلس مي‪ -‬ب د كتاب هللا‪ -‬وهي أوسع هذه املصاد ‪ ،‬وأكثرها تفري اً‬
‫(‪)31‬‬
‫وتفصي ً‪.‬‬
‫ي تمد اإلما الشاف ي األياديث الصحيحة‪ ،‬ييث كان يشرتط لقبوم احلديث الصحة‪،‬‬
‫ودافع دفاعاً شديداً عن ال م خبرب الوايد‪ ،‬ويرى أن السنة إ ا صحت جيب اتباعها اتباع القرآن‪،‬‬
‫(‪)32‬‬
‫وقام اإلما الشاف ي‪ ":‬السنة تبع ل كتاب‪ ،‬ومفسرة م ىن ما أنزم هللا من جمم "‪.‬‬
‫وال يرى ال م ابحلديث املرس إال بشروط ‪ :‬أن يكون املرس من كبا التاب ‪ ،‬و يرس‬
‫إال عن عذ ‪ ،‬وأسنده غريه أو أ س وشيوخهما خمت فة‪ ،‬أو أيده عم صحاع‪ ،‬أو أيده األكثر‪ ،‬أو‬
‫(‪)33‬‬
‫أيده قيا ‪ ،‬أو أيده انتشا ‪ ،‬أو أيده أن ال م ع ي يف ل ال صر‪.‬‬
‫ومثام‪ :‬فقد ضرب اإلما الشاف ي هلذا احملذو ‪ ،‬ييث أو د خربا مرس عن الزهري يرد يف‬
‫سنده إال من تُقب وايت ؛ لكن و د من طريق آخر مس يف الزهري اواي ض يفا (امس س يمان بن‬
‫أ ق )‪ ،‬وقام اإلما الشاف ي ت يقا ع ل ‪" :‬ف نقب هذا ألن مرس ‪ ...‬وابن شهاب عندان إما‬
‫ِ‬
‫حمداث‬ ‫يف احلديث والتخيري وثقة الرجام‪ ،‬وإمنا يسمي ب ض أصحاب النيب‪ ،‬مث خيا التاب ‪ ،‬وال ن‬
‫حيدث عن ابن شهاب"‪ )34(.‬مث قام‪ " :‬ف ما أمكن يف ابن شهاب أن‬ ‫يسمي أفض وال أشهر لن ِ‬
‫(‪)35‬‬
‫ؤمن مث هذا ع غريه "‪.‬‬ ‫وصفت ب ابن شهاب‪ ،‬يُ َ‬‫ُ‬ ‫يكون يروي عن س يمان‪ ،‬مع ما‬
‫وعند اإلما الشاف ي‪ -‬مح هللا‪ -‬مراسي س يد بن املسيب مقبولة بدون شرط‪ ،‬وع ل‬
‫(‪)36‬‬
‫أهنا فتشت فوجدت مسندة‪.‬‬
‫عالقة السنة ابلقرآن‪ :‬يرى اإلما الشاف ي أن السنة‪:‬‬
‫‪ .1‬إما أن تكون مفص ة ملا أمج ة هللا ت اىل يف القرآن الكرمي‪ ،‬ومبينة‪ ،‬ييث يقوم‪" :‬أيك‬
‫هللا فرض يف كتاب وب كي فرض ع لسان نبي "(‪. )37‬‬
‫﴿ ‪   ‬‬ ‫‪ .2‬وإما أن تكون خمصصة ملا جاء عاما مث قول ت اىل‪:‬‬
‫(‪)38‬‬
‫فهذه اآلية تدم ع جواز ك‬ ‫‪﴾‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪    ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪   ‬‬
‫‪  ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪    ‬‬

‫(‪ )31‬النووي‪1428(.‬ه‪ .) 2008/‬جمموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .124‬يف املقدمة‪.‬‬


‫(‪ )32‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.102‬‬
‫(‪ )33‬انظر‪ :‬الياف ي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ا‪.40‬‬
‫(‪ )34‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪.139‬‬
‫(‪ )35‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪.139‬‬
‫(‪ )36‬انظر‪ :‬الياف ي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ا‪.40‬‬
‫(‪ )37‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .144‬فقرة (‪.)490‬‬
‫(‪ )38‬سو ة النساء ‪.29 :‬‬
‫‪-9-‬‬

‫اض‪ ،‬فتاء هني النىب‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ -‬عن بيوع فيها تراضي هبا‪،‬‬ ‫جتا ة فيها تر ٍ‬
‫فحرمت مث الذهب ابلذهب إال مث مبث ‪ )39(،‬فكانت السنة خمصصة ل مو اآلية‪.‬‬
‫‪ .3‬وإما أن تكون مؤسسة حلك يرد يف القرآن‪ ،‬يقوم اإلما الشاف ي‪" :‬ما سن سوم‬
‫هللا‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ -‬لا ليس هلل في نص يك ‪ ،‬وقد فرض هللا يف كتاب طاعة‬
‫سوم هللا ‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ ،‬واالنتهاء إىل يكم ‪ ،‬فمن قبِ َ عن سوم هللا‪-‬‬
‫ص هللا ع ي وس ‪ -‬فبفرض هللا قب ِ "‪ )40(.‬ومثام‪ :‬فما جاء يف قصة القضاء ب‬
‫من ا ختصما إلي يف قضية زان‪ ،‬ييث قام‪ " :‬والذي نفسي بيده‪ ،‬ألقض بينكما‬
‫بكتاب هللا‪ ،"...‬وما يك ب سوم هللا ص هللا ع ي وس هنا ليس نصاً يف الكتاب‪،‬‬
‫وإمنا هو السنة‪ .‬و ما و د عن النيب‪-‬ص هللا ع ي وس ‪ -‬من انتظا الويي يف ب ض‬
‫(‪)41‬‬
‫املسا ‪ ،‬كما هو الشأن يف من جاءه يرمي زوجت ابلزان‪.‬‬
‫اخلاص والعام يف السنة‪:‬‬
‫يقر اإلما الشاف ي يف منهت يف االستنباط أن جيب مح احلديث ع ظاهره‪ ،‬إال أن يقو دلي‬
‫الظاهر‪ .‬كما يقوم اإلما الشاف ي‪" :‬ك ك كان عاما ظاهرا يف سنة سوم هللا‪-‬‬ ‫ع ما خيال‬
‫ص هللا ع ي وس ‪ -‬فهو ع ظهو ه وعموم ‪ ،‬يىت يُ يديث اثبت عن سوم هللا‪ -‬ص هللا‬
‫ع ي وس ‪ -‬هع هو وأمي‪ -‬يدم ع أن إمنا أ يد ابجلم ة ال امة يف الظاهر ب ض اجلم ة دون‬
‫(‪)42‬‬
‫ب ض"‪.‬‬
‫خرب اآلحاد‪:‬‬
‫اشرتط اإلما الشاف ي يف ال م خبرب اآلياد شروطا ي خصها قول ‪ " :‬ال تقو احلتة خبرب اخلاصة يىت‬
‫جيمع أمو ا‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يكون من ثقة يف دين ‪ ،‬وم روفا ابلصدق وعاملا ابمل ا ‪ ،‬عاق مبا ُحيدث ب ‪.‬‬
‫‪ .2‬وأن يكون لن يؤدي احلديث حبروف كما مسع‪.‬‬
‫‪ .3‬وأن يكون يافظا إن يدث ب من يفظ "‪ )43(.‬مث إن خرب الوايد عند اإلما الشاف ي‬
‫مقد ع القيا إ ا خيال الكتاب والسنة املشهو ة إال أن يف االيتتاج دون السنة‬
‫اجملمع ع يها‪.‬‬

‫(‪ )39‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .141‬فقرة (‪.)483‬‬
‫(‪ )40‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .48‬فقرة (‪.)58‬‬
‫(‪ )41‬الشاف ي‪ .) 2001( .‬األم‪ .‬مرجع سابق‪.‬ا‪ .330،329‬ون مان‪1432( .‬ه‪ .) 2011/‬مدخل إىل املذهب‬
‫الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.89‬‬
‫(‪ )42‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .235‬فقرة (‪.)923‬‬
‫(‪ )43‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .251‬فقرة (‪.)100-1000‬‬
‫‪-10-‬‬

‫النسخ‪:‬‬
‫ج اإلما الشاف ي السنة يف د جة الكتاب ع االستدالم هيكا الفروع‪ ،‬وقام اإلما‬
‫الشاف ي مح هللا‪" :‬إن هللا خ ق اخل ق‪ ...‬وأنزم ع يه الكتاب تبياان لك شيء‪ ،‬وفرض في فرا ض‬
‫أثبتها وأخرى نسخها‪ ...‬وأابن هل أن إمنا نسخ ما نسخ من الكتاب ابلكتاب‪ ،‬وأن السنة ليست‬
‫(‪)44‬‬
‫انسخة ل كتاب وإمنا هي تبع ل كتاب مبث ما نزم نصا ومفسرة ما أنزم هللا من جمم "‪.‬‬
‫فالسنة ال تنسخ الكتاب ألن من هللا ت اىل ب فظ وم ناه‪ ،‬فالقرآن ال ينسخ إال القرآن‪ ،‬إال‬
‫أن البد أن يقرتن ابلنص الناسخ ما يبين وهو السنة؛ ألهنا بيان ل كتاب وتبع ل ‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬اإلمجاع‬
‫هو املصد الثالث من مصاد التشريع‪ ،‬واملقصود ب ؛ اتفاق مجيع اجملتهدين من أمة حممد‪-‬ص هللا‬
‫ع ي وس ‪ -‬يف عصر من ال صو ب د وفاة الرسوم‪ -‬ع ي الص ة والس ‪ -‬ع يك شرعي لواق ة‬
‫(‪)45‬‬
‫من الوقا ع‪.‬‬
‫يت خص أي اإلما الشاف ي يف اإلمجاع فيما أييت‪:‬‬
‫‪ .1‬اإلمجاع إما أن يذكر سنده أو ال يذكر‪ ،‬كما قام اإلما الشاف ي‪" :‬إن اجملم إ ا‬
‫كروا أن ما اجتم وا ع ي يكاية عن سوم هللا‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ -‬فكما قالوا‪،‬‬
‫وأما ما حيكوه فايتم أن يكون ما قالوه يكاية عن ‪ ،‬وايتم غريه‪ ،‬وال جيوز أن‬
‫(‪)46‬‬
‫ن ُده ل ‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ -‬يكاية ألن ال جيوز أن حيكي إال مسموعا "‪.‬‬
‫‪ .2‬اتباع ما اتفقت ع ي مجاعة املس م هو من لزو اجلماعة‪ ،‬يقوم اإلما الشاف ي‪":‬‬
‫من قام مبا تقوم ب مجاعة املس م من التح ي والتحرمي والطاعة فيهما فقد لز‬
‫مجاعته ‪ ،‬ومن خال ما تقوم ب مجاعة املس م فقد خال مجاعته اليت أمر‬
‫ب زومها‪ ،‬وإمنا تكون الغف ة يف الفرقة‪ ،‬فأما اجلماعة ف ميكن فيها كافة غف ة عن م ىن‬
‫(‪)47‬‬
‫كتاب وال سنة وال قيا ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬قول الصحاب‬

‫(‪ )44‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .102-101‬فقرة (‪.)314-312‬‬
‫(‪ )45‬النووي‪1428(.‬ه‪ .) 2008/‬جمموع ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪ .125‬يف املقدمة‪.‬‬
‫(‪ )46‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .310‬فقرة (‪.)1311-1310‬‬
‫(‪ )47‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ ..‬ا ‪ .312‬فقرة (‪.)1320‬‬
‫‪-11-‬‬

‫عم اإلما الشاف ي يف قول القدمي هقوام الصحابة‪ ،‬وأما يف اجلديد فامل روف عن كما يقوم كثري‬
‫من أصحاب عد االيتتاج ب ع أسا أن نق أقواالً هل مث خالفها‪ )48(.‬وتفصي موقف فيما‬
‫ي ي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ال يوجد لغريه خ فا أو وفاقا‪ ،‬فهذا أيخذ ب يف استنباط ل فتيا‪ .‬قام اإلما الشاف ي‪" :‬‬
‫(‪)49‬‬
‫نتبع قوم وايده إ ا أجد كتااب وال سنة وال إمجاعا حنك حبكم "‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون لا اخت في الصحابة فهو خيتا من أقواهل ما كان أقرب إىل الكتاب‪ ،‬أو السنة‪،‬‬
‫أو اإلمجاع‪ ،‬أو ما يؤيده قيا قوي‪ .‬كما يقوم اإلما الشاف ي‪" :‬نصري منها إىل ما وافق‬
‫‪)50(.‬‬
‫الكتاب أو السنة أو اإلمجاع‪ ،‬أو كان أصح يف القيا "‬
‫وقام اإلما الشاف ي يف كتاب "األ " ‪" :‬ما كان الكتاب والسنة موجودين‪ ،‬فال ذ عمن‬
‫مس هما مقطوع إال ابتباعهما‪ ،‬فإ ا يكن ل ‪ ،‬صران إىل أقاوي أصحاب سوم هللا‪ -‬ص هللا‬
‫ايد منه ‪ ،‬مث كان قوم األ مة‪ :‬أىب بكر‪ ،‬أو عمر‪ ،‬أو عثمان‪ -‬إ ا صران في إىل‬ ‫ع ي وس ‪ -‬أو و ٍ‬
‫التق يد‪ -‬أيب إلينا؛ و ل إ ا جند داللة يف االخت ف تدم ع أقرب االخت ف من الكتاب‬
‫(‪)51‬‬
‫والسنة‪ ،‬فنتبع القوم الذي م الداللة‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬القياس‬
‫وهو املصد الرابع من مصاد التشريع اإلس مي ب د القرآن الكرمي والسنة الشريفة واإلمجاع‪ .‬إ ا‬
‫جيد يك النازلة يف النصوا واإلمجاع‪ ،‬ي ترب الشاف ي الت رف ع احلك من القيا ‪ ،‬وهو عنده‬
‫االجتهاد ات ؛ ألن ي ترب القيا هو االجتهاد‪.‬‬
‫وتوسع اإلما أع ينيفة‪ )52(،‬واشرتط‬‫وقد وق الشاف ي موقفاً وسطاً ب تشدد اإلما مال ‪ُ ،‬‬
‫(‪)53‬‬
‫يف األخذ ب أن تكون ع تُ منضبطةً‪ ،‬وال يكون يف املسألة يديث صحيح‪ ،‬ولو أخبا اآلياد‪.‬‬

‫(‪ )48‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ج‪ .1‬ا‪.64‬‬


‫(‪ )49‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .364‬فقرة (‪.)1810‬‬
‫(‪ )50‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق ‪.‬ا ‪ .367‬فقرة (‪.)1806‬‬
‫(‪ )51‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪.64‬‬
‫(‪ )52‬اعتمد فق اإلما أع ينيفة يف استنباط األيكا ع الكتاب مث السنة غري أن الفق احلنفي تشدد يف قبوم احلديث‬
‫والتحري عن وعن وات إىل غري ل من الشروط اليت ج وها الزمة لقبوم احلديث عنده وال م ب وقد أدى تشدده يف‬
‫قبوم احلديث إىل توس ه يف االجتهاد ابلرأي عند فَا ْق ِد النص إ النصوا متناهية بينما الوقا ع غري متناهية وما ال يتناه ال‬
‫يضبط ما يتناه ع يد ت بريه ‪ .‬وتنطي الفق ع أسا القيا وفرض املسا التقديرية‪.‬‬
‫وي رف مذهب مال (مد سة احلديث) و ل ألن نشأ وتكون يف املدينة منشأ يديث سوم هللا –ص هللا ع ي وس ‪،‬‬
‫وقد استنب ط اإلما مال مذهب من كتاب ومن السنة املتواترة‪ ،‬مث املشهو ‪ .‬ويقد اإلما مال خرب الوايد ع القيا‬
‫بشرط أن يوافق خرب الوايد عم أه املدينة‪( .‬الياف ي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪.‬ا ‪).17-16‬‬
‫(‪ )53‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪.65‬‬
‫‪-12-‬‬

‫قام اإلما الشاف ي‪" :‬ك ما نزم مبس ففي يك الز ‪ ،‬أو ع سبي احلق في داللة موجودة‪،‬‬
‫وع ي ‪ ،‬إ ا كان في ب ين يك ‪ ،‬اتب ‪ ،‬وإ ا يكن في ب ين ط ب الداللة ع سبي احلق في‬
‫(‪)54‬‬
‫ابالجتهاد‪ .‬واالجتهاد هو القيا "‪.‬‬
‫وقد قس اإلما الشاف ي القيا إىل مراتب حبسب مقدا ال ة يف األص ‪ ،‬وحتققها يف الفرع‪،‬‬
‫كما ي ي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون ال ة يف الفرع أوضح وأقوى أتثريا‪ ،‬يقوم اإلما الشاف ي‪ ":‬أن حير هللا يف كتاب أو‬
‫حير سوم هللا الق ي َ من الشيء‪ ،‬فيُ أن ق ي إ ا ُير كان كثريه مث ق ي يف التحرمي أو‬ ‫ِ‬
‫ظن ب إال‬ ‫دم ومالَ ‪ ،‬وأن يُ َّ‬
‫ير من املؤمن َ‬ ‫أكثر‪ .‬ومثام ل ما جاء يف احلديث‪" :‬إن هللا َّ‬
‫الظن‪ ،‬وهو التصريح بقوم غري احلق أوىل ابلتحرمي؛ ألن قوم‬ ‫ِ‬ ‫خريا "‪ )55(.‬فإ ا كان إظها‬
‫(‪)56‬‬
‫غري احلق أقوى من ظن غري احلق‪.‬‬
‫وهذا النوع يسمي كثري من الفقهاء مفهو املوافقة أو داللة النص‪ .‬يىت أشا الشاف ي إىل‬
‫سمي هذا قياسا‪ ،‬مث يقوم‪ :‬هذا م ىن ما أي هللا وير ‪ .‬ال قيا‬ ‫أن ب ض أه ال ال ي ِ‬
‫ُ‬
‫ع غريه‪ )57(.‬ولكن يرى الشاف ي أن ما عدا النص من الكتاب أو السنَّة‪ ،‬لا يكون يف‬
‫م نامها‪ ،‬هو قيا ‪.‬‬
‫‪ .2‬قيا امل ىن أو قيا املساواة وهو أن يكون املقيس مساواي لألص متاما؛ مب ىن القيا يف‬
‫مث م ىن األص ‪ .‬يقوم اإلما الشاف ي‪ ":‬أن يكون هللاُ أو سولُ ير الشيءَ منصوصا أو‬
‫كتاب وال سنةٌ‪ :‬أي ناه‬ ‫ص في ب ين‬
‫ىن‪ ،‬فإ ا وجدان ما يف مث ل امل ىن فيما ياَنُ َّ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬ ‫أي مل ً‬
‫(‪)58‬‬
‫أو يرمناه‪ ،‬ألن يف م ىن احل م أوا حلرا "‪.‬‬
‫ومثام‪ :‬قيا إيراق مام اليتي ع أك يف احلرمة‪ ،‬وقيا األمة ع الب د يف سراية ال تق‪.‬‬
‫وقيا الوالد احملتاج غري احملرتف يف وجوب النفقة ع ي ع الولد‪ ،‬فقد أوجب هللا ت اىل‬
‫فتِ َرب ع‬
‫و سول ع الوالد النفقة ع أوالده الصغا ‪ ،‬وع ة ل أن الولد من الوالد‪ُ ،‬‬
‫يضيع شيئا‬ ‫ص ي يف احلام اليت ال يغين الولد فيها نفس ‪ ،‬فكما أن الوالد ال جيوز ل أن ِ‬
‫يضيع شيئا من الوالدين هو منه ‪.‬‬ ‫من أوالده الذين ه من ‪ ،‬الجيوز ل أن ِ‬

‫(‪ )54‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .314‬فقرة (‪.)1326‬‬
‫(‪ )55‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .330‬فقرة (‪ .)1487‬يف ياشية‪ :‬نص احلديث؛ إن هللا‬
‫ظن ب إال خريا‪ .‬قام الشيخ أمحد حممد شاكر يف الت يق ع ي ‪ :‬هذا احلديث هبذا ال فظ‬
‫دم ومالَ ‪ ،‬وأن يُ َّ‬
‫ير من املؤمن َ‬
‫َّ‬
‫يذكر الشاف ي إسناده و أجده ب د كثرة البحث‪ ،‬وم ناه صحيح وا د يف أياديث كثرية‪.‬‬
‫(‪ )56‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .330‬فقرة (‪.)1488‬‬
‫(‪ )57‬انظر‪ :‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا ‪ .331‬فقرة (‪.)1492‬‬
‫(‪ )58‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .60‬فقرة (‪.)124‬‬
‫‪-13-‬‬

‫‪ .3‬قيا الشب وهو أن تكون ال ة يف الفرع أق وضويا من األص ‪ .‬يقوم اإلما الشاف ي‪:‬‬
‫"جند الشيءَ يُشب ُ الشيءَ من ُ والشيءَ من غريه "‪ )59(.‬فيشب هذا هبذا األص غريه‪ .‬ومثام‪:‬‬
‫قيا ما هو احلام يف حتديد املِث يف كفا ة الصيد يف اإليرا ‪ ،‬ييث يُنظر إىل املقتوم من‬
‫تزى هقرب األشياء ب شبها من يف البدن‪ ،‬فإ ا فات منها شيئا فع إىل أقرب‬ ‫الصيد فيُ َ‬
‫األشياء ب شبها‪.‬‬
‫‪ .4‬قيا األصوم هو أن يكون أي هللا و سول شيئا مج ة‪ ،‬وير من شيئا ب ين ‪ ،‬فيحُّون‬
‫احل م ابجلُم ة‪ ،‬وحيرمون الشيء ب ين ‪ ،‬وال يقيسون ع ل األق (املستثىن)‪ ،‬ألن األكثر‬
‫أي‬
‫ير مجَُْة و َ‬
‫من ي م‪ ،‬والقيا ع األكثر أوىل من القيا ع األق ‪ .‬وكذل إ ا َّ‬
‫ب ضها‪ ،‬فإن التحرمي يبق ع عموم ‪ ،‬وال يقا ع ل املستثىن‪ .‬وعد القيا ع‬
‫الر َخص‪ )60(.‬ومثام‪ :‬أن سوم هللا قض يف ج ابع عبدا ودلس في ب يب ع املبتاع‪،‬‬ ‫ُّ‬
‫مث ظهر ال يب ب د أن استغ املشرتي‪ ،‬أن ل مشرتي ده ابل يب وليس ع ي ت ويض الغ ة‬
‫اليت استغ ها ألهنا ت ُّد مقاب لضمان ل ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬العرف‬
‫هو ت ب ال ادة دو اً هاماً يف ات يخ نشوء األم ‪ ،‬ويف يياهت االجتماعية‪ ،‬ويف مظاهر س وكه‬
‫ومدنيته ‪ ،‬ويتوق انتشا ال ادة‪ ،‬وشيوعها ع عام ؛ األوم‪ :‬طبي ة اإلق ي املنتشر في هذه ال ادة‪.‬‬
‫(‪)61‬‬
‫والثا ‪ :‬الروح القومية لش وب هذا اإلق ي ‪ ،‬واليت ت م ع نشر هذه ال ادة‪.‬‬
‫يذكر اإلما الشاف ي االستصحاب وال رف ضمن املصاد اليت كرها واليت اعتمدها يف‬
‫اجتهاده إال أن املط ع يف املذهب الشاف ي جيد فرقا ب املذهب القدمي واجلديد‪ ،‬ولقد أتثر فق‬
‫الشاف ي ابألعراف السا دة يف "مصر" يف عهده؛ فرجع عما بناه ع أعراف وعادات ال راقي ؛ لا‬
‫يدم ع أن ل رف واالستصحاب اعتبا اً يف االستدالم ابملذهب اجلديد لا ي ين أن املذهب‬
‫(‪)62‬‬
‫الشاف ي ي تمد ال رف واالستصحاب مصد اً من مصاد أدلة األيكا الفقهية‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬سد الذرائع‬
‫فسد الذ ا ع وسي ة ُمباية يتوص هبا إىل لنوع مشتم‬
‫هي التواص مبا هو مص حة إىل د ء مفسدة‪ُّ ،‬‬
‫(‪)63‬‬
‫ع مفسدة‪.‬‬

‫(‪ )59‬الشاف ي‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .60‬فقرة (‪.)125‬‬
‫(‪ )60‬انظر‪ :‬ن مان‪1432( .‬ه‪ .) 2011/‬مدخل إىل املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.150‬‬
‫(‪ )61‬النووي‪1428(.‬ه‪ .) 2008/‬جمموع ‪.‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪ .155‬يف املقدمة‪.‬‬
‫(‪ )62‬تفاية‪،‬ع ي غازي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ .‬د‪: .‬د‪.‬ن‪ .‬ا‪.300‬‬
‫(‪ )63‬النووي‪1428(.‬ه‪ .) 2008/‬جمموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪ .150‬يف املقدمة‪.‬‬
‫‪-14-‬‬

‫ي تمد اإلما الشاف ي سد الذ ا ع أص من أصول ‪ ،‬لكن يرفضها فضا اتما‪ ،‬فقد قام‬
‫يف شيء من فقه وفتياه بسد الذا ع‪ .‬كما قام اإلما الزكشي‪" :‬فقد نص مح هللا ت اىل ع كراهية‬
‫التتميع ابلص ة يف مستد قد ص يت في ت الص ة إ ا كان ل إما اتب‪ ،‬قام‪ :‬وإمنا كرهت لئ‬
‫ي مد قو ال يرضون إماما فيص ون إبما غريه وكذل قام يف منع قرض اجلا ية‪ :‬إن جتويز ل يفضي‬
‫(‪)64‬‬
‫إىل أن يصري ي ة إلعا ة الفروج"‪.‬‬
‫ومع ل فإن جمموع ما قام ب اإلما الشاف ي من سد الذ ا ع ابلنسبة لفقه وفتياه ي ترب‬
‫ق ي جدا واند ا ألن ال يتوسع يف ال م هبذا الدلي ‪.‬‬
‫اثمنا‪ :‬االستصحاب‬
‫هو ثبوت أمر يف الزمن الثا ‪ ،‬بناءً ع ثبوت يف الزمن األوم‪ ،‬لفقدان ما يص ح ل تغيري‪ .‬أو أن ما‬
‫(‪)65‬‬
‫ثبت يف الزمن املاضي‪ ،‬فاألص بقاؤه يف الزمن املستقب ‪.‬‬
‫هب اإلما الشاف ي يف كثري من مسا االجتهادية إىل االستصحاب مب اني املخت فة‪ ،‬من‬
‫استحصاب األص ‪ ،‬واستصحاب الرباءة األص ية‪ ،‬واستصحاب اليق وطرح الش ‪ ،‬فاألص عنده‬
‫يف املأكوم احل يىت يقو الدلي ع حترمي ‪ ،‬واألص يف البيوع احل يىت يقو الدلي ع حترميها‪،‬‬
‫إىل غري ل ‪ .‬وقد ع نا يف منهت ‪ ،‬وبينا ا تباط برأي يف القيا واالستحسان(‪ )66‬وغريمها‪ ،‬ويبدو‬
‫من مراج ة مسا أن كان أكثره عم ابالستصحاب وم اني ‪ ،‬كما يبدو من ب ض فروع يف‬
‫الشف ة وغريها أن كان يرى أن يتة ل دفع واإلثبات م ا وهذا أيضا من قبي توس يف ال م‬
‫(‪)67‬‬
‫ابالستصحاب وآاث ه‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬املذهب القدمي واجلديد للشافعي‬


‫(‪)68‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مصطلحات القدمي واجلديد يف املذهب‪:‬‬
‫القول القدمي‪:‬‬

‫(‪ )64‬النظر‪ :‬الزكشي‪1421( .‬ها ‪ .) 2000/‬البحر احمليط‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .4‬ا‪.385‬‬
‫(‪ )65‬النووي‪1428(.‬ه‪ .) 2008/‬جمموع ‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪ .153‬يف املقدمة‪.‬‬
‫(‪ )66‬االستحسان‪ :‬هو أن االستحسان إن كان قوالً مبا يستحسن اإلنسان ويشتهي من غري دلي فهو ابط وال أيد يقوم ب ‪،‬‬
‫وإن كان تفسري االستحسان ابل دوم عن دلي إىل دلي أقوى من ‪ ،‬فهذا لا ينكره أيد‪ (.‬الشوكا ‪ ،‬حممد بن ع ي بن‬
‫حممد‪1421( .‬ه‪ .) 2000/‬إرشاد الفحول إيل حتقيق احلق من علم األصول‪ .‬أع يفص سامي بن ال رع األشري‬
‫(حمقق)‪ .‬الرايض‪ :‬دا الفضي ة‪ .‬ا‪).241‬‬
‫(‪ )67‬انظر‪ :‬حممد ب تاجي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬مناهج التشريع اإلسالمي‪ .‬ط‪ .2‬القاهرة‪ :‬دا الس ‪ .‬ج‪ .2‬ا ‪-611‬‬
‫‪.612‬‬
‫(‪ )68‬انظر‪ :‬الياف ي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.46‬‬
‫‪-15-‬‬

‫هو ما قال الشاف ي يف ال راق تصنيفاً أو أفىت ب ‪ .‬وكانت مدة إقامت ابل راق سنت مث جع إىل‬
‫احلتاز‪ ،‬وقد اع صيت ببغداد واتبع مذهب كثري من ع ما ها‪ .‬وقد إىل ال راق مرة أخرى فأقا هبا‬
‫شهو ا مث ا حت إىل مصر‪.‬‬
‫وأشهر مصنفات الشاف ي يف ال راق كتاب "احلتة" الذي دون في مذهب القدمي‪ ،‬وكتاب‬
‫"الرسالة" ال راقية القدمية اليت ألفها يف ال راق‪ .‬وأشهر واة القدمي‪ :‬أبو ثو (‪240‬ه)‪ ،‬أمحد بن‬
‫ينب (‪241‬ه)‪ ،‬والكرابيسي(‪248‬ه)‪ ،‬والزعفرا (‪260‬ه)‪.‬‬
‫القول اجلديد‪:‬‬
‫هو ما قال الشاف ي يف مصر تصنيفاً أو إم ءً أو إفتاءً‪ .‬ومؤلفات اجلديد كثرية جيم ها كتاب األ ‪،‬‬
‫واإلم ء‪ ،‬والرسالة اجلديدة يف األصوم‪.‬‬
‫أشهر واة اجلديد‪ :‬اإلما البويطي (‪231‬ه)‪ ،‬واإلما املز (‪264‬ه)‪ ،‬والربيع بن س يمان‬
‫املرادي (‪270‬ه)‪ ،‬ويونس بن عبد األع (‪264‬ه)‪ ،‬ويرم ة (‪243‬ه)‪ ،‬وأبو عبد هللا بن الزبري‬
‫املكي احلميدي (‪219‬ه)‪ ،‬وعبدهللا بن عبد احلك (‪204‬ه)‪ ،‬وحممد بن عبد هللا بن عبد احلك‬
‫(‪268‬ه)‪ ،‬والربيع بن س يمان اجليزي (‪256‬ه)‪.‬‬
‫أسباب االختالف بني اجلديد والقدمي‪:‬‬
‫(‪)69‬‬
‫يرجع سبب هذه املخالفة إىل اآليت‪:‬‬
‫‪ .1‬أتثره مبا مسع من ع ماء مصر من يديث وفق ‪.‬‬
‫‪ .2‬اخت ف ال ادات واألعراف يف مصر عما عاش يف احلتاز وال راق‪.‬‬
‫‪ .3‬تغري وج االجتهاد عنده يف ب ض املسا ‪.‬‬
‫املطلب الثان‪ :‬طرق الرتجيح بني القدمي واجلديد‪:‬‬
‫ِ‬
‫لقد جع اإلما الشاف ي عن ب ض أقوال القدمية ملا استوطن مصر‪ ،‬وقام‪" :‬ال أج يف ي َّ من َ َواهُ‬
‫عين"‪ .‬وقام اإلما الراف ي‪ -‬مح هللا ت اىل‪" :-‬وال حي عد القدمي من املذهب‪ ،‬وأما ما وجد ب‬
‫(‪)70‬‬
‫مصر وال راق فاملتقد من قدمي واملتأخر جديد"‪.‬‬
‫قام اإلما النووي‪ ":‬ك مسألة فيها قوالن لإلما الشاف ي قدمي وجديد‪ ،‬فاجلديد هو‬
‫(‪)71‬‬
‫الصحيح وامل موم ب ‪ ،‬والقدمي هو املرجوع عن ‪".‬‬

‫(‪ )69‬انظر‪ :‬ع ي غازي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.279‬‬
‫(‪ )70‬انظر‪ :‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪ .82‬والياف ي‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ا‪.47‬‬
‫(‪ )71‬انظر‪ :‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪ .83‬والياف ي‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ا‪.47‬‬
‫‪-16-‬‬

‫إ ا كر الشاف ي قوالً يف القدمي ونص ع ي ‪ ،‬مث يذكر قوالً يف اجلديد خيالف وال ينص ع‬
‫الرجوع عن ‪ ،‬فقد اخت أصحابنا‪ ،‬من أصحابنا من قام‪ :‬الثا ي ترب جوعاً عن األوم ومذهب‬
‫(‪)72‬‬
‫الثا ‪ ،‬ومن أصحابنا من قام‪ :‬ال يكون جوعاً إال أن ينص ع الرجوع واألوم هو الصحيح‪.‬‬
‫فإ ا أفىت الشاف ي بتح ي شيء يف القدمي‪ ،‬مث أفىت يف اجلديد بتحرمي فالقوم الثا يتضمن فساد‬
‫(‪)73‬‬
‫ضده‪ ،‬ف جيوز أن يكون األوم قوالً ومذهباً يُنسب إلي ‪ ،‬فصا مبنزلة ما لو نص ع الرجوع‪.‬‬

‫األمثلة‪ :‬اختالف حكم القول اجلديد والقول القدمي‪:‬‬


‫أ‪ .‬التثويب يف أ ان الصبح‪ ،‬القدمي استحباب ‪.‬‬
‫ب‪ .‬التباعد عن النتاسة يف املاء الكثري‪ ،‬القدمي أن ال يشرتط‪.‬‬
‫ج‪ .‬قراءة السو ة يف الرك ت األخريت ‪ ،‬القدمي ال يستحب‪.‬‬
‫د‪ .‬االستنتاء ابحلتر في جاوز املخرج‪ ،‬القدمي جواز‪.‬‬
‫ه‪ .‬ملس احملا ‪ ،‬القدمي ال ينقض‪.‬‬
‫و‪ .‬ت تي ال شاء‪ ،‬القدمي أن أفض ‪.‬‬
‫ز‪ .‬وقت املغرب‪ ،‬القدمي امتداده إىل غروب الشمس‪.‬‬
‫ح‪ .‬املنفرد إ ا نوى االقتداء يف أثناء الص ة‪ ،‬القدمي جواز‪.‬‬
‫ط‪ .‬أك اجل د املدبوغ‪ ،‬القدمي حترمي ‪.‬‬
‫ي‪ .‬اجلهر ابلتأم ل مأمو يف ص ة جهرية‪ ،‬القدمي استحباب ‪.‬‬
‫ك‪ .‬تق ي أظفا امليت‪ ،‬القدمي كراهت ‪.‬‬
‫م‪ .‬شرط التح من اإليرا مبرض وحنوه‪ ،‬القدمي جوازه‪.‬‬
‫(‪)74‬‬
‫‪ .‬من مات وع ي صو ‪ ،‬القدمي يصو عن ولي ‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬تطبيق يف دار اإلفتاء برواني دار السالم على املذهب الشافعي‬
‫املطلب األول‪ :‬طريقة عمل دار اإلفتاء‬

‫(‪ )72‬انظر‪ :‬الشريازي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهي بن ع ي‪ .) 1985( .‬اللمع يف أصول الفقه‪ .‬بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪ .‬ا‪.53‬‬
‫والياف ي‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.47‬‬
‫(‪ )73‬النووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ج‪ .1‬ا‪.83‬‬
‫(‪ )74‬الياف ي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.50-39‬‬
‫‪-17-‬‬

‫اإلفتاء هو اإلخبا عن يك هللا ت اىل عن دلي شرعي ملن سأم عن يف أمر انزم؛ ألن اإلخبا من‬
‫(‪)75‬‬
‫غري سؤام هو إ شاد يك وتوجي وليس إفتاء‪ ،‬وإ ا يكن يف أمر انزم فهو الت ي وليس اإلفتاء‪.‬‬
‫ينص دستو برواني دا الس ع أن املذهب الرمسي ل دولة هو املذهب الشاف ي‪ ،‬ولذل‬
‫فإن القوان والفتاوى الصاد ة يف برواني تتقيد عموما مبا هو موجود يف املذهب الشاف ي‪ .‬وع ماء‬
‫الب د ال يرون اخلروج عن املنقوم من فروع املذهب الشاف ي إال يف يدود ضيقة وبشروط خاصة‪ ،‬ويف‬
‫(‪)76‬‬
‫ظروف استثنا ية‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬منهج دار اإلفتاء يف الرتجيح بني األقوال املختلفة يف املذهب الشافعي‬
‫ت تمد دا اإلفتاء برواني دا الس يف الرتجيح ب أقوام ع ماء املذهب الشاف ي ع ما جاء يف‬
‫كتاب "الفوا د املكية" ل شيخ السيد ع وي بن أمحد السقاف يف جمموعة سب ة كتب مفيدة‪ ،‬وهي‬
‫كالتايل‪:‬‬
‫‪ .1‬امل تمد لا اتفق ع ي الشيخان النووى والراف ي‪.‬‬
‫‪ .2‬إ ا اخت الشيخان‪ ،‬ينظر إن وجد لقوم أيدمها املرجح ع اآلخر واعتماد قوم الذي ل‬
‫مرجح‪ ،‬فإن يكن هلما مرجح أو تساوى املرجحان فامل تمد ما قال النووى‪.‬‬
‫‪ .3‬إ ا اتفق املتأخرون من ع ماء املذهب ع أن قوال من أقوام الشيخ وقع منهما سهوا ف‬
‫يكون يينئذ م تمدا‪ ،‬لكن اند جدا‪ ،‬ب يكون امل تمد ما ب املتأخرون جحان حبسب‬
‫(‪)77‬‬
‫ما ظهر هل ‪.‬‬
‫الفرع الثان‪ :‬الرتتيب للرتجيح بني كتب اإلمام النووي‪:‬‬
‫إ ا وجد اخت ف ب أقوام اإلما النووي يف مسألة من املسا ‪ ،‬فرتتيب الكتب من ييث االعتماد‬
‫كما ي ي‪ :‬كتاب التحقيق‪ ،‬مث اجملموع‪ ،‬مث التنقيح‪ ،‬مث الروضة واملنهاج‪ ،‬وحنوه فتاواه‪ ،‬مث شرح مس ‪،‬‬
‫(‪)78‬‬
‫مث تصحيح التنبي ونكت ‪.‬‬
‫وقد جاء ال ماء املتأخرون ب د الشيخ فوض وا كتبا‪ ،‬مث كتب الشيخ زكراي األنصا ي‪،‬‬
‫وكتب ابن يتر اهليتمي‪ ،‬وكتب مشس الدين الرم ي‪ .‬وقد ت رض أصحاب هذه الكتب ابلشرح‬

‫(‪ )75‬انظر‪ :‬القامسي‪ ،‬بد يسن‪1428( .‬ه‪ .) 2007-‬آليات اإلفتاء يف العامل‪ :‬مناذج عملية جملمع الفقه اإلسالمي ابهلند‪.‬‬
‫( اإلفتاء عا مفتوح الواقع املام واألم املرجت )‪ .‬الكويت‪ :‬ل مركز ال املي ل وسطية‪ .‬ج‪ .2‬ا‪.125‬‬
‫(‪ )76‬انظر‪ :‬موقع ‪www.mufti.gov.bn/Sitepages/Visi,%20Misi,%20Tugas%20dan%20Fungsi.aspx‬‬
‫ات يخ‪. 2015/4/27 :‬‬
‫(‪ )77‬انظر‪ :‬السقاف‪ ،‬الشيخ السيد ع وى بن أمحد‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬الفوائد املكية‪ .‬مصر‪ :‬مصطف الباىب احل ىب‪.‬ا‪ .37-36‬وانظر‪:‬‬
‫ن مان‪ .) 2007( .‬مدخل إىل املذهب الشافعي‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.106‬‬
‫(‪ )78‬السقاف‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الفوائد املكية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.37‬‬
‫‪-18-‬‬

‫والتحقيق والتنقيح ملا ير ه الشيخان؛ النووي والراف ي‪ ،‬فض عن الت رض ل مسا املستتدة اليت‬
‫بت رضا هلا‪ ،‬وأيضا الكتب اليت أصبحت عمدة املفت لن جاء ب ده ‪.‬‬
‫وترتيب كتب الشيخ ابن يتر اهليتمي إ ا ُوِجد فيها اخت ف يف مسألة من املسا ‪ ،‬من‬
‫ييث االعتماد‪ ،‬كما ي ي‪ :‬التحفة‪ ،‬مث فتح اجلواد‪ ،‬مث اإلمداد‪ ،‬مث شرح ال باب‪ ،‬مث الفتاوى‪ .‬كما قام‬
‫الشيخ ال مة ع بن عبد الريي يف الفوا د املكية‪:‬‬
‫يف مين ويف احلتاز فاشتهر‬ ‫وشاع ترجيح مقام ابن يتر‬
‫األخذ ابلتحفة مث الفتح‬ ‫ويف اخت ف كتب يف الراجح‬
‫إ ا في اجلمع واإلي ااب‬ ‫فأص ال شري ال بااب‬
‫(‪)79‬‬
‫ويقصد ابلفتح‪ " :‬فتح اجلواد "‪ ،‬وهص " اإلمداد "‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الرتجيح بني أقوال الفقهاء من املتأخرين‪:‬‬
‫إ ا اخت فت أقوام ال ماء املتأخرين الذين جاءوا ب د الشيخ (النووي والراف ي)‪ ،‬فيما يت رضا ل ‪،‬‬
‫فإن ينظر يف كتب الشيخ زكراي األنصا ي‪ ،‬فإن كان ل ترجيح يف املسألة فالقوم قول ‪ .‬فأما إ ا‬
‫يوجد ل قوم أو ترجيح يف املسألة‪ ،‬فإن كان املفيت من أه الرتجيح يف املذهب أفىت مبا ظهر ل‬
‫ترجيح لا اعتمده أ مة مذهب ‪ ،‬وال جتوز ل الفتوى ابلض ي عنده وإن ترجح عنده؛ ألن إمنا يُسأم‬
‫عن الراجح يف املذهب ال عن الراجح عنده‪ ،‬إال إن نب ع ض ف ‪ ،‬وأن جيوز تق يده ل م ب ‪،‬‬
‫(‪)80‬‬
‫وييث كان كذل ف ه ‪.‬‬
‫وأما إن يكن من أه الرتجيح فإهن اخت فوا؛ فذهب ع ماء مصر إىل اعتماد ما قال الشيخ‬
‫حممد الرم ي يف كتب خاصة يف كتاب "هناية احملتاج إىل شرح املنهاج"‪ ،‬و هب ع ماء يضرموت والشا‬
‫واألكراد وداغستان وأكثر اليمن واحلتاز إىل اعتماد ما قال ابن يتر اهليتمي يف كتب ‪ ،‬خاصة كتاب‬
‫"حتفة احملتاج بشرح املنهاج"‪.‬‬
‫ويرى الشيخ حممد بن س يمان الكردي(‪ )81‬أن ال جتوز الفتوى مبا خيال أقوام الشيخ ‪،‬‬
‫وإ ا يوجد يف املسألة قوم هلما‪ ،‬فريى أن الفتوى تكون بقوم الشيخ زكراي األنصا ي‪ ،‬مث بك‬

‫(‪ )79‬السقاف‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الفوائد املكية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪.37‬‬


‫(‪ )80‬السقاف‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬الفوائد املكية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .37‬والنووي‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع‪ .‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ج‪.1‬ا‪.70‬‬
‫(‪ )81‬ال ُك ْردي هو مشس الدين‪ ،‬حممد بن س يمان الكردي املد الشاف ي‪ ،‬شيخ الشاف ية ابملدينة املنو ة يف عصره‪ .‬وألد بدمشق‬
‫ومح إىل املدينة الشريفة وهو ابن سنة‪ ،‬فنشأ هبا وأخذ عن أفاض ها‪ ،‬وكان فرداً من أفراد ال ا يف س ة‬ ‫سنة ‪1127‬ه‪ُ ،‬‬
‫االط ع واستحضا الفق ‪ .‬من مصنفات ‪" :‬الفوا د املدينة فيمن يُفىت بقول من أ مة الشاف ية"‪" ،‬شرح املقدمة احلضرمية البن‬
‫يتر"‪" ،‬ياشية ع شرح الغاية ل خطيب"‪ .‬وتويل إفتاء السادة الشاف ية يف املدينة إىل أن تويف هبا سنة ‪1194‬ه‪( .‬انظر‪:‬‬
‫‪-19-‬‬

‫اخلطيب الشربيين‪ ،‬مث بك ياشية الزايدي‪ ،‬مث بك ياشية ابن قاس ‪ ،‬مث بك عمرية‪ ،‬مث بك‬
‫ياشية الشربام سي‪ ،‬مث بك ياشية احل يب‪ ،‬مث بك ياشية الشوبري‪ ،‬مث بك ياشية ال نا ‪.‬‬
‫(‪)82‬‬
‫ولكن بشروط أن ال خيال أصوم املذهب وقواعده ال امة‪.‬‬
‫ويرى الب ض أن التخيري ميكن أن يكون ع أسا يام السا ‪ ،‬فإن كان السا من أه‬
‫الوع اآلخذبن ابل زا ‪ ،‬يفىت ل ابلقوم الذي ميي إىل االيتياط والتشديد‪ ،‬وإن كان السا من‬
‫ض اف النفو الذين يص ب ع يه األخذ ابل زا ‪ ،‬اختا ل القوم ابلتخفي شفقة ع ي من الوقوع‬
‫(‪)83‬‬
‫يف املخالفة الكام ة ل شرع‪ ،‬ال من ابب التساه يف الدين‪.‬‬
‫يقوم وهبة الزيي ي يف الكتاب فتاوى م اصرة ‪ ":‬جيب ع املفيت متب ا املبادئ اآلتية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يتبع القوم لدلي ‪ ،‬ف خيتا من املذاهب أض فها دلي ‪ ،‬ب خيتا أقواها‪.‬‬
‫‪ .2‬أن جيتهد ما أمكن االجتهاد يف أال يرتك األمر اجملمع ع ي إىل املخت في ‪.‬‬
‫‪ .3‬أال يتبع أهواء النا ؛ ألن ع الشري ة أمانة‪ ،‬ب يتبع املص حة والدلي ‪ ،‬واملص حة‬
‫(‪)84‬‬
‫امل تربة فقهاً؛ هي مص حة الكافة "‪.‬‬
‫(‪)85‬‬
‫املطلب الثان‪ :‬إجراءات إصدار الفتوى يف برواني دارالسالم‬
‫يست املفيت عند النظر يف يك مسألة من املسا بنا ب وموظفي قس اإلفتاء واالستنباط‪ .‬كما‬
‫يست ينون آب اء اخلرباء يف خمت ال و اليت هلا ع قة ابملسا املستتدة‪ .‬ويف يام ت دد اآل اء فإن‬
‫ال ي ز املفيت أن أيخذ برأي األغ بية‪ ،‬ب ل أن يتخري من اآل اء ما يراه مناسبا فيفيت ب ‪ .‬والفتاوى اليت‬
‫تستكم ترس مباشرة إىل املستفيت ي د توقي ها من املفيت‪.‬‬
‫وقب إصدا الفتاوى امل تمدة تبحث هذه املص حة ال امة املسألة اليت توج إليها حبثا ع ميا‪.‬‬
‫وع سبي املثام‪ :‬عند ظهو مسألة التدخ ويكم ‪ ،‬كانت املص حة قب إصدا الفتاوى بشأن‬
‫هذا املوضوع‪ ،‬جترى البحث ال مي مل رفة يقا ق التدخ و ل من خ م استط ع أى اخلرباء‬
‫واألطباء وال ماء في ‪ .‬وب د االنتهاء من البحث تتخذ قرا عن هذه املسألة‪ .‬وأخريا‪ ،‬أصد ت هذه‬

‫لم ي ‪.‬‬ ‫الدمشقي‪ .) 2002(.‬األعالم‪.‬ط‪ .15‬د‪ : .‬دا ال‬ ‫الزك ي‪ ،‬خري الدين بن حممود بن حممد بن ع ي بن فا‬
‫ج‪).152 .6‬‬
‫(‪ )82‬السقاف‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬الفوائد املكية‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ا‪ .37‬ون مان‪ .) 2007( .‬مدخل إىل املذهب الشافعي‪ .‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ا‪.110‬‬
‫(‪ )83‬املرج السابق ‪.‬‬
‫(‪ )84‬الزيي ي‪1427( .‬ه‪ .) 2006/‬فتاوى معاصرة‪ .‬د‪.‬حممد وهيب س يمان(حمقق)‪ .‬دمشق‪ :‬دا الفكر‪ .‬ا‪.9-8‬‬
‫(‪ )85‬انظر‪ :‬مقاب ة الشخصية ‪ :‬أستا أواغ احلاج وس ي بن احلاج مج ة‪ ،‬وأستا أواغ احلاج حممد سفيان بن أواغ تغة‪ ،‬وأستا‬
‫أواغ احلاج عبدالرمحن بن فغا ه احلاج موكيت‪ ،‬وأستا ة دايغ احلاج صوفي بنت احلاج تواه‪ ،‬هؤالء من األعضاء من إدا ة‬
‫اإلفتاء‪ ،‬ات يخ‪ 18:‬ما ‪ . 2015‬يف دا اإلفتاء‪ .‬وم حق ق (‪.)2‬ا‪.126‬‬
‫‪-20-‬‬

‫املص حة الفتاوى من احلتة واألدلة الشرعية وتب يغ هذه امل ومات لش ب هذه الب د عن طريق نشر‬
‫كتاب الفتوى‪.‬‬

‫اخلامتة‬
‫فهذه نتائج البحث‪:‬‬
‫ب د اجلهود اليت بذلت إلخراج هذا البحث ع هذه الصو ة أعرض أه النتا األساسية اليت أوص تين‬
‫إليها ت اجلهود‪:‬‬
‫‪ .1‬االجتهاد أيد طرق استنباط األيكا الشرعية‪ ،‬وهو مشروع يف اإلس ‪.‬‬
‫‪ .2‬إن ابب االجتهاد يغ ق‪ ،‬ب ميدان مفتوح يف ك زمان‪ ،‬وقد أصبح اآلن أسه وأيسر لا‬
‫كان من ي قب ‪.‬‬
‫‪ .3‬يكون االجتهاد أو اإلفتاء فرض ع ع املفيت‪ ،‬و ل هن جيتهد يف يق نفس ‪ ،‬أو يف يق‬
‫من ت ل ‪ .‬ويكون فرض كفاية عند وجود أكثر من مفت جمتهد‪.‬‬
‫‪ .4‬مجهو األصولي والفقهاء ع أن منصب الفتوى هو منصب االجتهاد‪ ،‬وأن املفيت هو‬
‫اجملتهد‪ ،‬وال يكون الفقي مفتيا يىت يكون جمتهدا‪ ،‬ألن املفيت ي رب بفتواه عن يك هللا ت اىل‬
‫يف الواق ة‪ ،‬وهو قا يف األمة مقا النيب‪ -‬ص هللا ع ي وس ‪ -‬يرجع إلي النا الستنباط‬
‫األيكا من أدلتها‪ ،‬فهو م النا يف تفصي احل م واحلرا ‪.‬‬
‫‪ .5‬إصدا الفتاوى يف دا اإلفتاء بربواني دا الس ي تمد ع املذهب الشاف ي‪ ،‬وقد يكون‬
‫اخلروج عن املذهب الشاف ي إ ا اقتضت املص حة ال امة اخلروج عن ‪ ،‬بشرط عد وجود ما‬
‫ينص ع املنع من اتباع قوم آخر غري قوم الشاف ية‪.‬‬
‫التوصيات واملقرتحات البحث‪:‬‬
‫أما التوصيات واالقرتايات فتتخ ص فيما ي ي‪:‬‬
‫‪ .1‬يث املس م يف برواني دا الس ع الفتوى من خ م الندوات واملؤمترات ونشر‬
‫اإلع انت الصحفية واإللكرتونية اليت تب ضرو ة الفتوى‪.‬‬
‫‪ .2‬ت ترب الرسالة أن اإلفتاء ابالجتهاد الفردي كان ضرو ة يف املاضي‪ ،‬لكن اليو فهو ضر كبري‬
‫البت ء عصران بفوض عا مة من أدعياء اإلفتاء ابالجتهاد حبتة يرية الفكر‪ ،‬فخرجت من‬
‫هنا فتاوى ضالة وما قة بنيت ع اهلوى لا أدى إىل فساد وإفساد‪.‬‬
‫‪ .3‬توصي الرسالة أن اإلفتاء ابالجتهاد اجلماعي هو السبي الوييد لنمو الفق وإثرا ابلفتوى‬
‫الصحيحة‪ ،‬فهو الصو ة ال مية اليت أمر هللا هبا "وأمره شو ى بينه " ألن القاد ع توليد‬
‫األيكا ‪.‬‬
‫‪-21-‬‬

‫‪ .4‬جيب ع املسؤوم أن يتصو احلام الواق ية قب أن يفيت ب ‪ ،‬وأن ي يظ عند إجابت نفسية‬
‫املستفيت وبيئت ‪ ،‬وأن يتفه واق ة االستفتاء قب إصدا إىل الفتاوى‪.‬‬
‫‪ .5‬وأخريا توصي الرسالة‪ :‬أن يتحر من ال صبية املذهبية كي ال يضيق دا رة الشري ة‪ ،‬وأال ي تز‬
‫أاي يف قضية بدون دلي قوي وسند صحيح‪ ،‬وأال حيم لواء التشديد والت سري‪ ،‬وأن ي طي‬
‫الفتوى يقها من الشرح واإليضاح‪.‬‬
‫احلمد هلل الذي هدى وأعان البايث ع إمتا هذا البحث البسيط املتواضع الب يد من‬
‫الكمام‪ ،‬ويسب البايث أن بذم ما يف وس ‪ ،‬والكمام احلقيقي هلل ويده‪ .‬واحلمد هلل أوالً وآخراً‪،‬‬
‫وأسأل ت اىل أن يكتب هلذا البحث القبوم‪ ،‬وأن ينفع ب كاتب ‪ ،‬وقا ‪ ،‬إن ويل التوفيق‪.‬‬

‫قائمة املصادر واملراجع‬


‫املراجع ابللغة العربية‪:‬‬
‫• القرآن الكرمي‬
‫األندونيسي‪1408(.‬ه‪ .) 1988/‬اإلمام الشافعي‪.‬ط ‪.2‬‬ ‫أمحد حنراوي عبد الس‬ ‫•‬

‫ي ب‪ :‬دا الوعي‪.‬‬
‫ب تاجي‪ ،‬حممد‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬مناهج التشريع اإلسالمي‪ .‬ط‪ .2‬القاهرة‪ :‬دا‬ ‫•‬

‫الس ‪.‬‬
‫تفاية‪ ،‬ع ي غازي‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬اتريخ التشريع اإلسالمي‪ .‬د‪ : .‬د‪.‬ن‪.‬‬ ‫•‬

‫جغي ‪ ،‬ن مان‪ .) 2007( .‬مدخل إىل املذهب الشافعي رجاله وكتبه ومصطلحاته‪.‬‬ ‫•‬

‫ماليزاي‪ :‬اجلام ة اإلس مية ال املية‪.‬‬


‫الزيي ي‪ ،‬وهبة‪1427( .‬ه‪ .) 2006-‬فتاوى معاصرة‪ .‬د‪.‬حممد وهيب س يمان (حمقق)‪.‬‬ ‫•‬

‫دمشق‪ :‬دا الفكر‪.‬‬


‫الزكشي‪ ،‬بد الدين حممد بن هباد بن عبدهللا الشاف ي‪1421( .‬ها‪ .) 2000/‬البحر‬ ‫•‬

‫احمليط يف أصول الفقه‪ .‬د‪ .‬حممد حممد اتمر (حمقق)‪ .‬ط‪ .2‬بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪.‬‬
‫الزك ي‪ ،‬خري الدين بن حممود بن حممد بن ع ي بن فا الدمشقي‪.) 2002(.‬‬ ‫•‬

‫لم ي ‪.‬‬ ‫األعالم‪.‬ط‪ .15‬د‪ : .‬دا ال‬


‫السقاف‪ ،‬ع وى بن أمحد‪( .‬د‪.‬ت)‪ .‬الفوائد املكية‪ .‬مصر‪ :‬مصطف الباىب احل ىب‪.‬‬ ‫•‬

‫الشاف ي‪ ،‬حممد بن إد يس أبو عبد هللا‪ .) 2001( .‬األم‪ .‬ف ت فوزي عبد املط ب (حمقق)‪.‬‬ ‫•‬

‫املنصو ة‪ :‬دا الوفاء‪.‬‬


‫‪-22-‬‬

‫الشاف ي‪ ،‬حممد بن إد يس أبو عبد هللا‪1429( .‬ه‪ .) 2008/‬الرسالة‪ .‬خالد السبع‬ ‫•‬

‫ال مي وزهري شقيق الكيب (حمقق)‪ .‬بريوت‪ :‬دا الكتاب ال رع‪.‬‬


‫الشوكا ‪ ،‬حممد بن ع ي بن حممد‪1421( .‬ه‪ .) 2000/‬إرشاد الفحول إيل حتقيق احلق‬ ‫•‬

‫من علم األصول‪ .‬أع يفص سامي بن ال رع األشري (حمقق)‪ .‬الرايض‪ :‬دا الفضي ة‪.‬‬
‫الشريازي‪ ،‬أبو إسحاق إبراهي بن ع ي‪ .) 1985( .‬اللمع يف أصول الفقه‪ .‬بريوت‪ :‬دا‬ ‫•‬

‫الكتب ال مية‪.‬‬
‫الغزايل‪ ،‬حممد بن حممد أبو يامد‪1413( .‬ه)‪ .‬املستصفى من علم األصول‪ .‬حممد عبد‬ ‫•‬

‫الس عبد الشايف (حمقق)‪ .‬بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪.‬‬


‫القامسي‪ ،‬بد يسن‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬آليات اإلفتاء يف العامل‪ :‬مناذج عملية جملمع‬ ‫•‬

‫الفقه اإلسالمي ابهلند‪ (.‬اإلفتاء عامل مفتوح الواقع املال‪ ..‬واألمل املرجتى)‪ .‬الكويت‪:‬‬
‫ل مركز ال املي ل وسطية‪.‬‬
‫النووي‪ ،‬أبو زكراي حميي الدين حيىي بن شرف‪1428( .‬ه‪ .) 2007/‬اجملموع شرح املهذب‪.‬‬ ‫•‬

‫الشيخ عادم أمحد عبد املوجود واآلخرون (حمقق)‪ .‬بريوت‪ :‬دا الكتب ال مية‪.‬‬
‫الياف ي‪ ،‬احلضر سا بن ي يس‪(.‬د‪.‬ت)‪ .‬املذهب الشافعي‪ :‬تعريفه‪ ،‬مصطحاته‪ ،‬الرتجيح‬ ‫•‬

‫فيه‪ ،‬املعتمد يف تدريسه‪ ،‬طرق واساليب‪ .‬إسكند ية‪ :‬دا اإلميان‪.‬‬


‫مراجع شبكة اإلنرتنت‪:‬‬
‫األستا الدكتو فتحي حممد الزغيب‪ .‬القياس من مصادر الثقافة اإلسالمية‪.‬‬ ‫•‬

‫ات يخ اإلضافة‪ . 2014/8/4 :‬موقع‪/74195/0http://www.alukah.net/sharia/ :‬‬


‫دا اإلفتاء برواني دا الس ‪ .‬بتا يخ‪. 2015/4/27:‬‬ ‫•‬
‫‪.htm2http://www.mufti.gov.bn/pengenalan/latarbelakang‬‬
‫دا اإلفتاء املصرية‪ .‬بتا يخ ‪. 2015/5/27 :‬‬ ‫•‬

‫موقع‪http://www.dar-alifta.org/ViewFatawaConcept.aspx?LangID :‬‬

‫مبقابلة الشخصية‪:‬‬
‫‪. 2015‬‬ ‫من األعضاء من إدا ة اإلفتاء يف دا اإلفتاء بربواني دا الس ‪ ،‬بتا يخ‪ 18 :‬ما‬
‫• أستا أواغ احلاج وس ي بن احلاج مج ة‬
‫• وأستا أواغ احلاج حممد سفيان بن أواغ تغة‬
‫• وأستا أواغ احلاج عبدالرمحن بن فغا ه احلاج موكيت‬
‫• وأستا ة دايغ احلاج صوفي بنت احلاج تواه‬
‫‪-23-‬‬

‫مالحق‬
‫ملحق رقم (‪)1‬‬

‫هو احلاج إمساعي بن عمر عبد ال زيز مح هللا‪.‬‬ ‫أوم مفيت يف برواني دا الس‬ ‫•‬

‫فيه داتو ابدوكا سريي سيتيا األستا احلاج أوانغ عبد ال زيز بن جونيد هو املفيت اآلن‪.‬‬ ‫•‬
‫‪-24-‬‬

‫مبىن دا اإلفتاء برواني دا الس ‪.‬‬ ‫•‬

‫كتب الفتاوى واإل شاد الصاد ة من دا اإلفتاء برواني دا الس ‪.‬‬ ‫•‬

‫‪.‬‬ ‫وظيفة دا اإلفتاء يف برواني دا الس‬ ‫•‬


‫‪-25-‬‬

‫ملحق رقم (‪)2‬‬


‫األسئ ة اليت تسئ ت يف املقاب ة الشخصية مع األعضاء يف جلنة اإلفتاء يف دا اإلفتاء يف برواني‬
‫دا الس ‪.‬‬
-26-

You might also like