Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 35

‫‪1‬‬

‫المساع ُدِ‬
‫ُ‬
‫واع ِد‬
‫فقه ال َق ِ‬
‫لِلمب َت ِد ِئ في ِ‬
‫ُْ‬

‫جمع الفقير ‪:‬‬


‫آصف عبد القادر جيالني‬
‫عفا الله عنه وعافاه‬

‫دورة رمضانية سادسة سنة ‪ 0441‬هـ‬


‫بمركز الشريعة‬
2
‫‪3‬‬

‫الم ِ‬
‫ساع ُد‬ ‫ُ‬
‫واع ِد‬
‫فقه ال َق ِ‬
‫لِلمبت َِد ِئ في ِ‬
‫ُْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وص ْحبِه َ‬
‫ومن‬ ‫رسول الله‪ ،‬وعلى آله َ‬ ‫الحمدُ لله‪ ،‬والصال ُة والسال ُم على‬
‫َتبِ َع ُهداه‪.‬‬
‫واع ِد‬
‫قاعدة ِمن ال َق ِ‬ ‫أما بعدُ ‪ :‬فهذه ِرسالة َلطِيفة َذ َكر ُت فيها ِع ْش ِرين ِ‬
‫ْ‬
‫واه ِر ال َعدَ ني ِة‬
‫الف ْقهي ِة؛ تقريبا لِلمب َت ِدئِين في هذا العل ِم‪َ ،‬أ َخ ْذ ُت َأ ْغ َلبها ِمن «الج ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬

‫ور َلبيب َنجيب ال َعدَ ني َح ِف َظه الله تعالى‪ ،‬وقد‬ ‫شرحِ الدر ِة ال َقديمي ِة » لِلد ْك ُت ِ‬

‫شرح ال َفرائِ ِد‬


‫ب السن ِي ِة ِ‬ ‫لما ِم السيوطي‪ ،‬و«الم ِ‬
‫واه ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫باه والنظائِ ِر» ل ِ‬‫آخ ُذ ِمن «الَ ْش ِ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لشيخنا‬ ‫الف ْقهي ِة»‬
‫واع ِد ِ‬‫وس ال َق ِ‬ ‫عبد الله الجرهزي‪ِ ،‬‬
‫ومن « ُد ُر ِ‬ ‫البهي ِة» لِلشيخِ ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫اف َح ِف َظه الله تعالى‪.‬‬ ‫عبد الله السق ِ‬‫حمن ب ِن ِ‬
‫ور عبد الر ِ ْ‬
‫السي ِد الد ْك ُت ِ ِ‬

‫قريرات ال َفرائِ ِد ال َبهي ِة»‬


‫ِ‬ ‫معهد لِ ْيربايا في «ت‬
‫ِ‬ ‫ت هذا ال َفن ‪0‬ـ في‬ ‫وقد َد َر ْس ُ‬
‫ِ‬
‫المذكور‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لشيخنا‬ ‫الف ْقهي ِة»‬
‫واع ِد ِ‬
‫وس ال َق ِ‬
‫قاف في « ُد ُر ِ‬ ‫عة الَح ِ‬ ‫جام ِ‬ ‫‪2‬ـ وفي ِ‬
‫ْ‬
‫سالة و َي َت َقب َلها؛ إنه سميع قريب‪.‬‬ ‫والله تعالى َأس َأ ُل أن ينْ َفع بهذه الر ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫(‪ )0‬للشيخ الدكتور علي بن إسماعيل القديمي الشافعي حفظه الله تعالى‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫ُمقدمة‬
‫الف ْقهي ِة‬
‫واع ِد ِ‬
‫‪0‬ـ حد عل ِم ال َق ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫واع ِد ال ُكلي ِة ِ‬
‫عن ال َق ِ‬ ‫هو ‪ِ :‬ع ْلم َي ْب َح ُ‬
‫أو الَغْ َلبِية التي َت ْضبِ ُط ُف ُر َ‬
‫وع‬ ‫ث ِ‬

‫ب‬‫ب‪ ،‬ف َي ْس ُه ُل على الطالِ ِ‬ ‫ب ال َم ْذ َه ِ‬ ‫هة الم َقر ِ‬


‫رة في ُك ُت ِ‬ ‫ُ‬
‫الف ْقهي ِة الم َتشابِ ِ‬
‫ُ‬
‫المسائِ ِل ِ‬
‫َ‬
‫المسائِ ِل ‪2‬ـ ومعرف ُة ُح ْك ِم مسألة لم ُينَص عليه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫بتلك ال َقواعد ‪0 :‬ـ ح ْف ُظ تلك َ‬
‫يخ عبدُ الله‬ ‫الجني ِة» والش ُ‬ ‫ِِ‬
‫يخ ياسين الفاداني في «ال َفوائد َ‬
‫قال الش ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ف به‬ ‫الف ْقهي ِة» ‪َ « :‬حد هذا العل ِم ‪ :‬قا ُنون ُت ْع َر ُ‬ ‫واع ِد ِ‬
‫اللحجي في «إِيضاحِ ال َق ِ‬
‫ْ‬
‫لماء» ‪.‬‬ ‫ث التي ال َنص لها في كتاب أو سنة أو إِجما ِع الع ِ‬ ‫واد ِ‬
‫أحكام الح ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫***‬

‫الف ْقهي ِة‬


‫واع ِد ِ‬
‫فضل عل ِم ال َق ِ‬
‫‪2‬ـ ُ‬
‫واع ِد» ‪َ « :‬أ ْن َف ُع َأ ْنوا ِع‬
‫ور في ال َق ِ‬‫المنْ ُث ِ‬ ‫ِ‬
‫قال اإلما ُم الز ْر َكشي في أول كتابِه « َ‬
‫َ‬
‫ط التي َت ْج َم ُع ُج ُموعا *‬ ‫وأ َتمها * ‪ :‬معرف ُة الضوابِ ِ‬‫وأ ْك َم ُلها َ‬
‫وأ َعمها * َ‬ ‫ِ‬
‫الفقه َ‬

‫ب‬ ‫داد لِ َمراتِ ِ‬‫واع ِد التي َترد ُأصوال و ُفروعا * بها ير َت ِقي الفقيه إلى ِاالستِع ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫وال َق ِ‬
‫ِ‬
‫الحقيقة» ‪.‬‬ ‫أصول الفقه على‬ ‫ُ‬ ‫ِاالجتِ ِ‬
‫هاد‪ ،‬وهي‬ ‫ْ‬
‫***‬

‫(‪« )0‬الفوائد الجنية» (‪« ،)96/0‬إيضاح القواعد الفقهية» (ص‪.)04‬‬


‫(‪« )2‬المنثور في القواعد» (‪.)10/0‬‬
‫‪5‬‬

‫واع ِد الفقهي ِة‬


‫الل بال َق ِ‬
‫االستِدْ ِ‬
‫ِ‬
‫حكم ْ‬‫ُ‬ ‫‪3‬ـ‬
‫الف ْقهي ِة دليال‬
‫واع ِد ِ‬
‫جعل ال َق ِ‬
‫ُ‬ ‫الف ْق ِهي ِة» هو ‪:‬‬
‫واع ِد ِ‬ ‫الل بال َق ِ‬
‫اال ْستِدْ ُ‬
‫« ِ‬
‫االستِدْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الل ‪:‬‬ ‫المسائ ِل ال َف ْرعية التي َتنْدَ ِر ُج فيها‪ ،‬وماهي ُة هذا ْ‬
‫ُي ْس َتنْ َب ُط منه أحكا ُم َ‬
‫أنه َتخْ ِريج‪ ،‬وهو ِقياس ‪.‬‬
‫الف ْقهي ِة جائِز ‪0‬ـ‬
‫واع ِد ِ‬
‫االستِدْ ال ِل على المسائِ ِل ال َفرعي ِة بال َق ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫و ُحك ُْم ْ‬
‫الفقيه الن ِ‬
‫اق ِل في‬ ‫ِ‬ ‫الج ْزئي‪3 ،‬ـ و‬ ‫ِ ِ‬ ‫ته ِد التخريجِ ‪2 ،‬ـ و َمن َث َب َ‬
‫لِ ُم ْج ِ‬
‫ت له اال ْجتها ُد ُ‬
‫خريج الذي ال ُك ْل َف َة فيه ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الم ْذ َه ِ‬
‫ب في الت‬ ‫َ‬
‫***‬

‫واع ِد الفقهي ِة‬


‫الل بال َق ِ‬
‫‪4‬ـ كيفي ُة ِاالستِدْ ِ‬
‫ْ‬
‫موضـوع‬
‫ُ‬ ‫دة الفقهي ِة ‪ :‬أن ُي ْج َع َل‬
‫القاع ِ‬
‫ف على مسألة َفر ِعية ب ِ‬
‫ْ‬
‫كيفية التعر ِ‬
‫َ‬
‫دة محموال في َق ِضية‪ ،‬و ُت ْج َعـ َل تلـك ال َق ِضـي ُة ُم َقدمـة ُصـ ْغ َرى‪ ،‬و ُت ْج َعـ َل‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬

‫القاعد ُة ُم َقدمة ُك ْب َرى في ِقياس ا ْقتِراني‪.‬‬


‫ِ‬

‫النتيجة‬ ‫المقدم ُة ال ُك ْب َرى (القاعدة)‬


‫ُ‬ ‫المقدم ُة الصغ َْرى‬
‫ُ‬
‫وكل عبادة فعلية َم ْح َضة‬
‫التيم ُم ال ُبد له ِمن نِية‬ ‫التيم ُم عبادة فعلية َم ْح َضة‬
‫ب لها الني ُة‬ ‫ت ِ‬
‫َج ُ‬

‫(‪« )0‬دروس القواعد الفقهية»‪.‬‬


‫(‪« )2‬دروس القواعد الفقهية»‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫الباب الو ُل‬


‫ُ‬
‫واع ِد الكبرى‬
‫في ال َق ِ‬

‫الف ْقهي ِة‬


‫التي َتر ِجع إليها جميع المسائِ ِل ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫الف ْقهي ِة إلى‬
‫يقتان في إِرجا ِع المسائِ ِل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫الف ْقهي ِة َط ِر ِ‬
‫القواع ِد ِ‬
‫ِ‬ ‫للعلماء بعلم‬
‫واع ِد ال ُك ْب َرى‪ ،‬وهما ‪:‬‬
‫ال َق ِ‬

‫واحدة‪،‬‬ ‫قاعدة ِ‬ ‫الف ْقهي ِة إلى ِ‬‫الطريق ُة الُولى ‪ :‬إِرجاع جمي ِع المسائِ ِل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫المفسدة‪ ،‬ف ُكل مسألة فقهية إِما أن ُي ْع َتبَ َر‬ ‫ِ‬ ‫ب المصلحة و َد ْر ِء‬‫بار َج ْل ِ‬ ‫ِ‬
‫وهي ‪ :‬ا ْعت ُ‬
‫يخ‬‫جلب مصلحة ِدينية أو ُد ْن َيوية أو َد ْر ُء مفسدة ِدينية أو ُد ْن َيوية‪ ،‬وهذه لِلش ِ‬ ‫ُ‬ ‫فيها‬
‫واع ِده ال ُك ْب َرى»‪.‬‬
‫عبد السال ِم (ت ‪ )991‬في « َق ِ‬ ‫ِعز الدين اب ِن ِ‬
‫ْ‬
‫واعدَ أربع‪ ،‬وهي‬ ‫الطريق ُة الثاني ُة ‪ :‬إِرجاع جمي ِع المسائِ ِل الفقهي ِة إلى َق ِ‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬
‫يسير ‪3‬ـ والض َر ُر ُي ُ‬ ‫ِ‬ ‫اليقين ال ُي ُ‬
‫زال‪4 ،‬ـ‬ ‫ب الت َ‬ ‫الم َشق ُة َت ْجل ُ‬‫زال بالشك ‪2‬ـ و َ‬ ‫ُ‬ ‫‪0 :‬ـ‬
‫خامسة‪،‬‬ ‫بعضهم ِ‬ ‫والعاد ُة ُم َحكمة‪ ،‬وهذه لِلقاضي ُح َس ْين (ت ‪ ،)492‬وزا َد ُ‬
‫الم َؤل ِفين‪.‬‬
‫بمقاصدها ‪ ،‬وعلى َعدها خمسا َج َرى َع َم ُل ُ‬
‫ِ ِ‬
‫وهي ‪ :‬الُ ُم ُ‬
‫ور َ‬
‫***‬

‫(‪« )0‬المواهب السنية شرح الفرائد البهية» (‪.)71/0‬‬


‫(‪« )2‬الشباه والنظائر» للسيوطي (ص‪.)1‬‬
‫‪7‬‬

‫قاص ِدها‬
‫القاعد ُة الُو َلى ‪ :‬الُمور بم ِ‬
‫ُ ُ َ‬
‫ف ـ ِمن أفعال وأقوال ـ ُم َعلقة بنِياتِها‬ ‫أعمال المكل ِ‬
‫َ ُ‬
‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫معنى‬
‫ومن صا َم بال نِية‬ ‫صومه‪َ ،‬‬
‫ُ‬ ‫فمن صا َم بنِية َصح‬ ‫ُو ُجودا و َعدَ ما وك ًَّما وكيفا ‪َ :‬‬
‫وراء مثال بنِيتِهما‬
‫عاش َ‬‫الموافِ ِق ليو ِم ُ‬ ‫ِ‬
‫ومن صا َم في يو ِم اال ْثنَ ْي ِن ُ‬ ‫صومه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫لم َي ِصح‬
‫ِ‬ ‫َح َص َل على ِ‬
‫ومن َن َوى‬ ‫واب الله تعالى َح َص َل عليه‪َ ،‬‬ ‫ومن َن َوى ب َع َمله َث َ‬
‫أجرهما‪َ ،‬‬
‫اس َح َص َل عليه‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫ناء الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َع َمله َث َ‬
‫ات‪ ،‬وإنما لِكـل ْامـ ِرئ مـا‬ ‫العمال بالني ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حديث ‪« :‬إنما‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫كانت ِه ْجر ُته إلى ُد ْنيا ُي ِصي ُبها أو إلى ْامرأة َينْكِ ُحها فهجر ُته إلى مـا‬
‫ْ‬ ‫َن َوى ‪َ :‬‬
‫فمن‬
‫ـده» ‪:‬‬‫واع ِ‬
‫الحصـني فـي « َق ِ‬ ‫قال الت ِقـي ِ‬ ‫هاج َر إليه‪ ،‬إنما لكل ْام ِرئ ما َن َوى» ‪َ ،‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َـوى‬‫ان ‪ :‬أحدُ هما ‪ :‬أن كل َمـن ن َ‬ ‫«في قولِه ﷺ ‪« :‬إنما لكل ْام ِرئ ما ن ََوى» َم ْعنَي ِ‬

‫شيئا َح َص َل له‪ ،‬والثاني ‪ :‬أن َمن لم َين ِْو شيئا لم َي ْح ُص ْل له» ‪.‬‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫وء والغ ُْس ُل والت َيم ُم والصال ُة والزكا ُة‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫الو ُض ُ‬
‫أبواب العبادة ‪ُ :‬‬ ‫‪0‬ـ في‬
‫وصة‪ ،‬وال ت َِصح بال نِية‪.‬‬‫والصوم والحج ت َِصح بنِياتِها المخْ ص ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ َ‬

‫(‪ )0‬أي ِمن قِلة وكثرة‪.‬‬


‫(‪ )2‬أي ِمن ُح ْسن و ُق ْبح‪.‬‬
‫(‪« )3‬صحيح البخاري»‪ ،‬باب كيف كان بدء الوحي الى رسول الله ﷺ‪.‬‬
‫(‪« )4‬القواعد» (‪.)216 ،217/0‬‬
‫‪8‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صالة ال َف ْر ِ‬
‫ض تحي َة‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬ـ في ِ‬
‫المسجد فإنها‬ ‫باب الصالة ‪ :‬إذا َن َوى َ‬
‫مع‬
‫َت ِصح و َت ْح ُص ِ‬
‫الن معا‪.‬‬
‫نفسه‬‫الجهل عن ِ‬ ‫ِ‬ ‫طلب العل ِم بنِي ِة رف ِع‬ ‫بادة أيضا ‪:‬‬ ‫الع ِ‬ ‫أبواب ِ‬
‫ِ‬ ‫‪3‬ـ في‬
‫ُ‬
‫باهاة مذموم‪.‬‬‫غيره محمود‪ ،‬وطلب العلم بنِي ِة الم ِ‬ ‫وعن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫اعة‪ ،‬ونا َم بنِي ِة‬
‫عانة على الط ِ‬ ‫باحات ‪ :‬من َأك ََل بنِي ِة ِاالستِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫الم‬
‫‪4‬ـ في ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بادة‪ ،‬و َتزَو َج بنِي ِة ا ِ‬
‫الع ِ‬‫الت َقوي على ِ‬
‫ومن َف َع َلها‬ ‫ِ‬
‫بسبب النية‪َ ،‬‬ ‫ثيب عليها‬ ‫إل ْعفاف ُأ َ‬
‫ِ‬
‫بال نية لم ُي َث ْ‬
‫ب‪.‬‬
‫***‬

‫اليقين ال ُيزا ُل بالشك‬


‫ُ‬ ‫القاعد ُة الثانِي ُة ‪:‬‬
‫ِ‬

‫عدمه ال َي ْرت َِف ُع‬


‫الم َت َيق َن ُو ُجو ُده أو ُ‬
‫ِ‬
‫حكم الشيء ُ‬ ‫َ‬
‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫معنى‬
‫وعدَ ما‪.‬‬ ‫وده أو ِ‬
‫عدمه‪ ،‬بل َي ْب َقى ذلك‬ ‫ب ُطرو َشك في وج ِ‬
‫الحكم ُو ُجودا َ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬
‫قال ا ِإلما ُم الشافِعي‬ ‫ِ‬
‫باليقين‪َ ،‬‬ ‫اليقين ُي ُ‬
‫زال‬ ‫َ‬ ‫اليقين‪ ،‬فإِن‬
‫ُ‬ ‫وخ َر َج بالشك ‪:‬‬ ‫َ‬
‫اليقين إِال بيقين» ‪.‬‬
‫َ‬ ‫في «الُم» ‪« :‬ال َأ ْد َف ُع‬
‫باستِواء أو ُر ْجحان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الجاز ُم‪ ،‬و«الشك» ‪ :‬الت َرد ُد ْ‬ ‫اليقين» ‪ِ :‬اال ْعتِقا ُد‬
‫ُ‬ ‫و«‬

‫(‪« )0‬القواعد والضوابط الفقهية في كتاب الم» (ص‪.)14‬‬


‫والحاصل ‪ :‬أن صور زوال اليقين أو الشك باآلخر أربع ‪ :‬الولى ‪ :‬اليقين يزال باليقين‪ ،‬الثانية ‪:‬‬
‫اليقين ال يزال بالشك‪ ،‬الثالثة ‪ :‬الشك يزال باليقين‪ ،‬ومنها ‪« :‬ال عبرة بالظن البين خطؤه»‪ ،‬الرابعة ‪ :‬الشك‬
‫يزال بالشك‪ ،‬وقاعدة ‪« :‬االجتهاد ال ينقض باالجتهاد» من أي واحدة من هذه الصور؟‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫قال ‪ُ :‬شكِ َي‬ ‫حديث ِ‬


‫عبد الله ْب ِن زيد رضي الله عنه ‪ :‬أنه َ‬ ‫ُ‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫قال ﷺ ‪« :‬ال‬ ‫جدُ الشيء في الص ِ‬
‫الة‪َ ،‬‬ ‫إلى النبي ﷺ الر ُج ُل ُيخَ ي ُل إليه أنه َي ِ‬
‫َ‬
‫ف حتى َي ْس َم َع صوتا أو َي ِ‬
‫جدَ ِريحا» ‪.‬‬ ‫َين َْص ِر ْ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬
‫باب الط ِ‬
‫هارة ‪َ :‬من ت ََوض َأ ُثم َشك هل َأ ْحدَ َ‬
‫ث َأ ْم ال؟ ُ‬
‫فو ُضوؤُ ه‬ ‫‪0‬ـ في ِ‬

‫ث‪.‬‬‫بشكه في الحدَ ِ‬ ‫الم َت َيق ُن ال ُي ُ‬


‫زال َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ث ـ ببول أو غائِط ـ ُثم َشك هل‬ ‫هارة أيضا ‪َ :‬من َأ ْحدَ َ‬ ‫باب الط ِ‬
‫‪2‬ـ في ِ‬
‫بشكه في الط ِ‬
‫هارة‪.‬‬ ‫الم َت َيق ُن ال ُي ُ‬
‫زال َ‬ ‫َت َطه َر أم ال؟ َ‬
‫فحدَ ُثه ُ‬
‫باب الصو ِم ‪ :‬إِذا َشك الصائِ ُم في ُغ ُر ِ‬
‫وب الش ِ‬
‫مس فإنه ال يجوزُ‬ ‫‪3‬ـ في ِ‬
‫وب الش ِ‬
‫مس‪.‬‬ ‫ُول بالشك في غُ ُر ِ‬ ‫هار ُم َت َيقن‪ ،‬فال َيز ُ‬ ‫له ا ِ‬
‫إل ْف ُ‬
‫طار؛ لن الن َ‬
‫ت الط ْف َل أربعا‬ ‫ت المر ِضع ُة هل َأر َضع ِ‬‫باب الرضا ِع ‪ :‬إِذا َشك ِ‬ ‫‪4‬ـ في ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ‬
‫ِ‬
‫الخامس ُة‬ ‫أربع َر َضعات‪ ،‬والر ْضع ُة‬
‫الم َت َيق َن ُ‬
‫أو خمسا؟ فإنه ال َي ْح ُر ُم عليها؛ لن ُ‬
‫مشكوك فيها ‪.‬‬
‫***‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)33‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)34‬‬
‫‪11‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫يسير‬ ‫الم َشق ُة َت ْجل ُ‬
‫ب الت َ‬ ‫القاعد ُة الثالث ُة ‪َ :‬‬
‫ثال الَ ِ‬
‫وام ِر‬ ‫ف في امتِ ِ‬
‫المكَل ُ‬ ‫دة ‪ :‬أن الص ُعوب َة التي َي ِ‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫جدُ ها ُ‬ ‫معنى‬
‫ِ‬
‫سهيل‪.‬‬ ‫ناب الن ِ‬
‫واهي تَدْ ُعو إلى الت‬ ‫واجتِ ِ‬
‫ْ‬
‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬قو ُله تعالى ‪ ﴿ :‬ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬

‫ﯞ﴾‪ ،‬وقولُه تعالى ‪﴿ :‬ﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰ﴾ ‪.‬‬


‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬
‫‪0‬ـ م َشق ُة الس َف ِر تَجلِب تيسيرا ‪0‬ـ في الص ِ‬
‫الة ب َج ِ‬
‫الج ْم ِع َ‬
‫بين‬ ‫واز َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫وبين الظ ْه ِر وال َع ْص ِر و َق ْص ِر الرباعي ِة ‪2‬ـ وفي صو ِم َر َم َ‬
‫ضان‬ ‫ِ ِ‬
‫ب والعشاء َ‬ ‫ال َمغ ِْر ِ‬
‫إل ْف ِ‬
‫طار‪.‬‬ ‫بج ِ‬
‫واز ا ِ‬ ‫َ‬
‫ض تَجلِب تيسيرا ‪0‬ـ في الو ُض ِ‬
‫وء ب َج ِ‬
‫واز الت َيم ِم‪2 ،‬ـ‬ ‫ُ‬ ‫الم َر ِ ْ ُ‬
‫‪2‬ـ َم َشق ُة َ‬
‫بج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الة بج ِ ِ ِ‬ ‫وفي الص ِ‬
‫واز‬ ‫الج ُمعة‪3 ،‬ـ وفي الصو ِم َ‬ ‫واز ف ْعلها قاعدا وترك ُ‬ ‫َ‬
‫إل ْف ِ‬
‫طار‪.‬‬ ‫ا ِ‬

‫قاط إِ ْث ِم تركِها‪.‬‬
‫الة بإِس ِ‬
‫ْ‬
‫يان تَجلِب تيسيرا في الص ِ‬
‫‪3‬ـ َم َشق ُة الن ْس ِ ْ ُ‬
‫وش ْر ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫الكفر‪ُ ،‬‬ ‫واز الن ْط ِق بكَلِ ِ‬
‫مة‬ ‫تجلب تيسيرا ب َج ِ‬ ‫إلك ِ‬
‫ْراه‬ ‫‪4‬ـ َم َشق ُة ا ِ‬
‫ُ‬
‫الخَ ْم ِر‪ ،‬وبعد ِم ُو ُقو ِع الط ِ‬
‫الق‪.‬‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)31‬‬


‫‪11‬‬

‫ِ‬
‫بعض‬ ‫ب تيسيرا في الصو ِم ب َعدَ ِم ُب ْطالنِه ب َتعاطِي‬ ‫ِ ِ‬
‫الجهل ت َْجل ُ‬ ‫‪5‬ـ َم َشق ُة‬
‫ِ‬
‫المذهب‪.‬‬ ‫رات ‪ :‬ك َق ْط ِ‬
‫رة الُ ُذ ِن على‬ ‫الم َفط ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ب تيسيرا بعد ِم‬ ‫ُون ـ ت َْجل ُ‬
‫والجن ُ‬ ‫قص ـ وهو الُ ُنوث ُة والصبا ُ‬ ‫‪9‬ـ َم َشق ُة الن ِ‬
‫هاد على الن ِ‬ ‫والج ِ‬‫عة ِ‬ ‫الة الجم ِ‬ ‫وب ص ِ‬
‫ساء‪.‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُو ُج ِ َ‬
‫باب الط ِ‬
‫هارة بال َع ْف ِو ‪0‬ـ عن‬ ‫ب تيسيرا في ِ‬ ‫ِ‬
‫‪1‬ـ َم َشق ُة ُع ُمو ِم ال َب ْل َوى ت َْجل ُ‬
‫ب والبدَ ِن في الص ِ‬
‫الة ‪2‬ـ وعن نَجاسة ال ُيدْ ِركُها الط ْر ُ‬ ‫َي ِ‬
‫ف ‪3‬ـ‬ ‫سير الد ِم في الث ْو ِ َ‬
‫ِ‬
‫الماء ‪.‬‬ ‫نفس لها سائِلة في‬ ‫وعن َم ْيتة ال َ‬
‫***‬
‫ِ‬
‫القاعد ُة الرابِع ُة ‪ :‬الض َر ُر ُي ُ‬
‫زال‬
‫ب‬ ‫َت ِدينية أو ُد ْن َيوية ـ َي ِ‬
‫ج ُ‬ ‫الم َضر َة ـ َسواء كان ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫معنى القاعدة ‪ :‬أن َ‬
‫ِ‬ ‫فس والع ْق ِل والنس ِل ِ‬
‫والع ْر ِ‬ ‫شرعا إِزا َلتُها ِ‬
‫والمال‪.‬‬ ‫ض‬ ‫ْ‬ ‫ين والن ِ َ‬ ‫عن الد ِ‬

‫حديث أبي َس ِعيد الخُ دْ ري رضي الله عنه ‪ :‬أن النبي‬ ‫ُ‬ ‫دة ‪:‬‬‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫اله ْيتَمي في «شرحِ الَ ْر َب ِعين» ‪:‬‬ ‫رار»‪َ ،‬‬
‫قال ا ْب ُن حجر َ‬
‫ِ‬
‫قال ‪« :‬ال َض َر َر وال ض َ‬‫ﷺ َ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)32‬‬


‫الة والز ِ‬
‫كاة‪.‬‬ ‫وترك الص ِ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )2‬أي كضرر الكفر والردة‬
‫(‪ )3‬أي كضرر القتل الالحق بالنفس‪ ،‬وضرر شرب الخمر الالحق بالعقل‪ ،‬وضرر الزنا الالحق‬
‫بالنسل‪ ،‬وضرر القذف الالحق بالعرض‪ ،‬وضرر السرقة الالحق بالمال‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫ِ‬
‫سياق‬ ‫سائر أنوا ِع الض ِ‬
‫رر إال لدليل؛ لن النكر َة في‬ ‫ِ‬ ‫تحريم‬ ‫ِ‬
‫الحديث ‪:‬‬ ‫ظاهر‬
‫ُ‬ ‫« ُ‬
‫في َت ُعم» ‪.‬‬
‫الن ِ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫ار‪.‬‬ ‫زال ِبق ِ‬


‫تال الكُف ِ‬ ‫‪0‬ـ َض َر ُر ال ُك ْف ِر ُي ُ‬
‫ِ‬ ‫زال ِ‬ ‫فس ي ِ‬
‫صاص‪.‬‬ ‫بالق‬ ‫قتل الن ِ ُ‬ ‫‪2‬ـ َض َر ُر ِ‬
‫بحد الش ْر ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ب الخَ ْم ِر ُي ُ‬
‫زال َ‬ ‫‪3‬ـ َض َر ُر ُش ْر ِ‬

‫بحد الزنا‪.‬‬ ‫‪4‬ـ َض َر ُر الزنا ُي ُ‬


‫زال َ‬
‫زال بحد ال َق ْذ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫‪5‬ـ َض َر ُر ال َق ْذف ُي ُ َ‬
‫زال بحد الس ِر ِ‬ ‫قة الَم ِ‬ ‫‪9‬ـ َضرر س ِر ِ‬
‫قة‪.‬‬ ‫وال ُي ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬
‫الم ِع ِ‬
‫يب‪.‬‬ ‫زال َبرد َ‬‫المبِي ِع ُي ُ‬
‫ب في َ‬ ‫‪1‬ـ َض َر ُر ال َع ْي ِ‬
‫‪ 7‬ـ َض َر ُر ال َع ْي ِ‬
‫ب في النكاحِ ُي ُ‬
‫زال ب َف ْسخِ النكاحِ ‪.‬‬
‫***‬

‫(‪« )0‬فتح المبين» (ص‪.)509‬‬


‫(‪« )2‬دروس القواعد الفقهية»‪ ،‬و«الجواهر العدنية» (ص‪.)24‬‬
‫‪13‬‬

‫ِ‬
‫الخامس ُة ‪ :‬العاد ُة ُم َحكمة‬ ‫ِ‬
‫القاعد ُة‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اس فيه على حك ِم‬ ‫معنى القاعدة ‪ :‬أن العاد َة ـ وهي ‪ :‬ما ْاس َت َقرت الن ُ‬
‫الف ْقهي ِة‪،‬‬
‫ول وعادوا إليه مرة بعدَ ُأ ْخرى ـ مرجوع إليها في الَحكا ِم ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ُع ُق ِ‬

‫أي إذا لم َي ِر ْد فيها ضابِط في الشر ِع ‪.‬‬

‫س ‪« :‬هذا‬ ‫قال ا ْب ُن ال َف َر ِ‬
‫دة ‪ :‬قو ُله تعالى ‪ ﴿ :‬ﭷ ﭸ﴾‪َ ،‬‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫بار العر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف» و«العاد ُة» ‪ :‬ما ْاس َت َقر ْت‬ ‫ف» ‪ ،‬و«ال ُع ْر ُ‬ ‫أصل القاعدة الفقهية في ا ْعت ِ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫وقول النبي ﷺ ل ِهنْد‬ ‫ُ‬ ‫ول‪ ،‬و َت َلق ْته الطبائِ ُع بال َق ُب ِ‬
‫ول‪،‬‬ ‫بش ِ‬
‫هادة ال ُع ُق ِ‬ ‫وس َ‬ ‫عليه الن ُف ُ‬
‫ِ‬
‫بالمعروف»‪.‬‬ ‫وو َلدَ ِك‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫زوجِ أبي ُس ْف َ‬
‫يان ‪ُ « :‬خذي ما َيكْفيك َ‬
‫دة ‪:‬‬‫لقاع ِ‬
‫أمثلة لِ ِ‬

‫أ ـ في أبواب العبادة ‪:‬‬


‫الحيض تِ ْس ُع ِسنِين َق َمرية ـ ُم َحكمة‬
‫ِ‬ ‫ساء ـ في أن َأ َقل ِسن‬
‫‪0‬ـ عاد ُة الن ِ‬
‫ِ‬
‫الفقه‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬مرجوع إليها في‬
‫أكثره خمس َة‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬ـ وعاد ُة الن ِ‬
‫ساء ـ في أن َأ َقل َز َم ِن‬
‫الحيض يوم وليلة وأن َ‬
‫عشر يوما ـ ُم َحكمة‪.‬‬
‫َ‬

‫(‪« )0‬الحكم العقلي» ‪ :‬إثبات أمر لمر أو نفيه عنه بال توقف على تكرار وال استناد إلى شرع‪.‬‬
‫(‪ )2‬أي ‪ :‬يرجع إليها المجتهد‪.‬‬
‫(‪« )3‬الجواهر العدنية» (ص‪.)21‬‬
‫(‪« )4‬اإلكليل في استنباط التنزيل» (ص‪.)032‬‬
‫‪14‬‬

‫جال ـ في أن َأ َقل ِسن ال ُب ُلو ِغ تَما ُم َخ ْم َس َع ْشر َة َسنة‬


‫‪3‬ـ وعاد ُة الر ِ‬

‫َق َمرية ـ ُم َحكمة‪.‬‬


‫أبواب المعام ِ‬
‫لة ‪:‬‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫ب ـ في‬
‫ِ‬
‫العقد ُم َحكمة أي ‪ :‬مرجوع‬ ‫‪0‬ـ عاد ُة البائِ َع ْي ِن في الت َفر ِق عن َم ْجلِ ِ‬
‫س‬
‫الفقه ‪ :‬فإِذا كانا في بيت صغير فبالخُ ُروجِ منه‪ ،‬أو في ُسوق َ‬
‫فبأن ُي َول َي‬ ‫ِ‬ ‫إليها في‬
‫أحدُ هما َظ ْه َره و َي ْم ِش َي قليال ‪.‬‬
‫***‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)26‬‬


‫‪15‬‬

‫الباب الثاني‬
‫ُ‬
‫واع ِد الصغ َْرى‬
‫في ال َق ِ‬

‫واب ا ِلف ْقهي ِة‬ ‫التي ي َت َفرع عليها الم ِ‬


‫سائ ُل في الَ ْب ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫َن ْذ ُكر منها خمس عشر َة ِ‬
‫قاعدة‪ ،‬وهي ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫الع ِ‬
‫بادات‬ ‫واب ِ‬
‫‪0‬ـ في َأ ْب ِ‬
‫ادس ُة ‪ :‬ال َف ْر ُض َأ ْف َض ُل ِمن الن ِ‬
‫فل‬ ‫القاعد ُة الس ِ‬
‫ِ‬

‫باه والنظائِ ِر» ‪« :‬ال َف ْر ُض َأ ْف َض ُل ِمن الن ِ‬


‫فل‪،‬‬ ‫قال التاج السبكي في «الَ ْش ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫بعض ُع َلمائِنا ‪ :‬ال َفريض ُة َي ِزيدُ َثوا ُبها على‬
‫وأكثر أجرا‪ ،‬ق َال ُ‬
‫ُ‬ ‫وأ َحب إلى الله منه‬‫َ‬

‫يل إلى َن ْق ِضها بشيء ِمن‬ ‫فل بسب ِعين درجة‪ ،‬وهي ِ‬
‫قاعدة ُمط ِردة ال َسبِ َ‬ ‫ََ‬ ‫َث ِ‬
‫واب الن ِ َ ْ‬
‫الص َو ِر» ‪.‬‬
‫القاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫بمثل َأ ِ‬
‫ِ‬ ‫الم َت َقر ُب َ‬ ‫‪0‬ـ قو ُله ﷺ ‪ُ « :‬‬
‫داء‬ ‫ون إلي‬ ‫يقول الله ‪« :‬ال َي َت َقر ُب ُ‬
‫َفرائِ ِضهم»‪.‬‬
‫قال في َش ْه ِر َر َم َ‬
‫ضان‬ ‫رسول الله ﷺ َ‬
‫َ‬ ‫مان ِ‬
‫الفارسي ‪ :‬أن‬ ‫وحديث َس ْل َ‬
‫ُ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫كمن َأدى َفريضة فيما ِسواه‪،‬‬
‫كان َ‬ ‫ِ‬
‫الخير َ‬ ‫‪« :‬من َت َقر َب فيه بخَ ْصلة ِمن ِخ ِ‬
‫صال‬ ‫َ‬
‫سبعين فريضة فيما ِسواه»‪ ،‬وجه الد ِ‬ ‫كان كمن َأدى ِ‬
‫اللة ـ‬ ‫ُ‬ ‫ومن َأدى فريضة فيه َ َ‬ ‫َ‬

‫(‪« )0‬الشباه والنظائر» (‪.)075/0‬‬


‫‪16‬‬

‫ض في ِ‬
‫غيره‪ ،‬وقا َب َل ال َف ْر َض‬ ‫قال إِما ُم َ‬
‫الح َر َم ْي ِن ـ ‪ :‬أنه قا َب َل الن ْف َل فيه بال َف ْر ِ‬ ‫كما َ‬
‫ين‬ ‫ِ‬ ‫فأ ْش َع َر هذا بأن ال َف ْر َض َيزيدُ على الن ِ‬ ‫غيره‪َ ،‬‬
‫ين فرضا في ِ‬ ‫ِ‬
‫بس ْبع َ‬‫فل َ‬ ‫بس ْبع َ‬
‫فيه َ‬
‫َد َرجة» ‪.‬‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫ُ‬ ‫لجل الص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ريضة ـ وهو الو ُضوء بعدَ الحدَ ِ‬
‫ِ‬ ‫وء ال َف‬
‫أفضل‬ ‫الة ـ‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪0‬ـ ُو ُض ُ‬
‫كتجديد الو ُض ِ‬
‫ِ‬ ‫الم ْسن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وء‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُون ‪:‬‬ ‫الو ُضوء َ‬ ‫وأكثر أجرا من ُ‬
‫ُ‬
‫الواجب في الو ُض ِ‬
‫وأكثر‬
‫ُ‬ ‫وء ـ وهو الغ َْسل ُة الُولى ـ َأ ْف َض ُل‬ ‫ُ‬ ‫ِ ُ‬ ‫‪2‬ـ الغ َْس ُل‬
‫المندوب ـ وهو الغ َْسل ُة الثانِي ُة والثالِث ُة ـ ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أجرا ِمن الغ َْس ِل‬
‫وأكثر أجرا ِمن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫والج ُمع ُة‬
‫ُ‬ ‫الم ْف ُروض ُة‬
‫الخ ْم ُس َ‬
‫وات َ‬ ‫‪3‬ـ الص َل ُ‬
‫ب ِ‬
‫والعيدَ ْي ِن والت ِ‬
‫راويحِ ‪.‬‬ ‫ونة ‪ :‬كالرواتِ ِ‬
‫وات المسنُ ِ‬
‫الص َل ِ‬
‫َ ْ‬
‫أفضل منها ِمن ِ‬
‫غيره؛ لنها منه ﷺ‬ ‫ُ‬ ‫الوت ِْر ِمن النبي ﷺ‬
‫‪4‬ـ َصال ُة ِ‬
‫ومن ِ‬
‫غيره مسنونة‪.‬‬ ‫واجبة‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫أفضل وأكثر أجرا ِمن الصدَ ِ‬
‫قات‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫الواجب ُة ـ وهي الزكا ُة ـ‬ ‫‪5‬ـ الصدَ ق ُة‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫المسنونة‪.‬‬
‫وأكثر أجرا ِمن الصو ِم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫أفضل‬ ‫ضان ـ‬ ‫ِ‬
‫ريضة ـ وهو صو ُم َر َم َ‬ ‫‪9‬ـ صو ُم ال َف‬
‫وراء‪.‬‬ ‫ُ‬
‫وعاش َ‬ ‫ِ‬
‫والخميس‬ ‫ون ‪ :‬كصو ِم ِاال ْثنَ ْي ِن‬
‫الم ْسنُ ِ‬
‫َ‬

‫(‪« )0‬نهاية المطلب» (‪.)7/02‬‬


‫‪17‬‬

‫الم ْس ُن ِ‬
‫ون‪ ،‬وهو ‪ :‬ما بعدَ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪1‬ـ َحج ال َف‬
‫الحج َ‬ ‫وأكثر أجرا من َ‬ ‫ُ‬ ‫أفضل‬ ‫ريضة‬
‫ِ‬
‫ريضة‪.‬‬ ‫َحج ال َف‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫تنبيه ‪ُ :‬ي ْس َتثْنَى ِمن هذه‬
‫الث َمسائ َل‪َ ،‬أ ْش َه ُرها ‪ :‬أن اال ْبت َ‬
‫داء‬ ‫دة َث ُ‬
‫إل ِ‬
‫جابة عليه‪.‬‬ ‫أفضل ِمن ا ِ‬‫ُ‬ ‫داء به‬ ‫ِ ِ‬ ‫إلجاب ُة عليه ِ‬ ‫بالسال ِم ُسنة‪ ،‬وا ِ‬
‫واجب‪ ،‬واال ْبت ُ‬
‫***‬
‫ِ‬
‫القاعد ُة السابِع ُة ‪:‬‬
‫بمكانِها‬ ‫ِ‬
‫الم َت َعلقة َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الم َت َعلق ُة بذات العبادة َأ ْولى من ُ‬
‫الفضيل ُة ُ‬
‫الع ِ‬‫ذات ِ‬ ‫ف بين أن ي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بادة وأن‬ ‫راع َي َ‬ ‫ُ‬ ‫المكَل ُ‬ ‫معنَى القاعدة ‪ :‬أنه إِذا َ‬
‫دار ُ‬
‫راعاة َمكانِها أو‬
‫بادة أولى ِمن م ِ‬
‫ُ‬
‫الع ِ‬ ‫ذات ِ‬ ‫راعي مكانَها أو زَمانَها فمراعا ُة ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ُي َ َ‬
‫الع ِ‬
‫بادة أولى مما َت َعل َق بأمر ِ‬
‫خارج عنها ‪.‬‬ ‫بذات ِ‬
‫ِ‬ ‫زَمانِها؛ لن ما َت َعل َق‬
‫أفضل ِمن َصالتِه في‬
‫ُ‬ ‫الم ْر ِء في بيتِه‬ ‫ُ‬
‫حديث ‪َ « :‬صال ُة َ‬
‫القاع ِ‬
‫دة ‪0 :‬ـ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫مس ِ ِ‬
‫قبل أن‬ ‫وحديث ‪« :‬إِذا ُقد َم ال َع ُ‬
‫شاء فا ْبدَ ؤُ وا به َ‬ ‫ُ‬ ‫جدي هذا إِال َ‬
‫الم ْكتُوب َة»‪2 ،‬ـ‬ ‫َ ْ‬
‫ب‬‫المغ ِْر ِ‬ ‫شاء َ‬‫الل ‪ :‬أن في البدْ ِء بالع ِ‬ ‫ب»‪ ،‬وج ُه ِاالستِدْ ِ‬ ‫المغ ِْر ِ‬
‫قبل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ت َُصلوا َصال َة َ‬
‫فمراعاتُها َأ ْو َلى ِمن‬‫القلب‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُمراعاة ل َفضيلة َت َت َعل ُق بذات العبادة‪ ،‬وهي ‪ُ :‬ح ُض ُ‬
‫ور‬
‫ت ‪.‬‬ ‫ب في أو ِل الو ْق ِ‬ ‫المغ ِْر ِ‬ ‫ِ‬
‫فضيلة ِ‬ ‫م ِ‬
‫َ‬ ‫فعل َ‬ ‫راعاة‬ ‫ُ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)79‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)79‬‬
‫‪18‬‬

‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫يامه‬ ‫‪0‬ـ لو َذهب ُخ ُشوع المصلي في الصف الو ِل لِ ِزحام أو ِ ِ‬


‫نحوه فق ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وح ُض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫فضيلة‬ ‫القلب على‬ ‫ور‬ ‫أفضل؛ ُمراعاة لفضيلة الخُ ُشو ِع ُ‬ ‫في الصف الثاني‬
‫الصف الو ِل‪.‬‬
‫ج ِد؛‬‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫أفضل من الصالة ُمنْ َف ِردا في َ‬
‫ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫البيت‬ ‫‪2‬ـ الصال ُة َجماعة في‬
‫ج ِد‪.‬‬
‫الم ْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجماعة على فضيلة َ‬
‫ِ‬
‫ُمراعاة لفضيلة َ‬
‫الم ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬ـ إِن ُ‬
‫ساجدَ‬ ‫الم ْسلمين الذين َي ْع ُم ُرون َ‬ ‫ْفاق المال على ُف َقراء ُ‬
‫الع ِ‬ ‫نفس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ساج ِد؛ ُمراعاة‬
‫الم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بادة‬ ‫ِ‬ ‫لفضيلة‬ ‫بالعبادات َأ ْو َلى من إِنْفاقه على بِناء َ‬
‫الع ِ‬
‫بادة ‪.‬‬ ‫كان ِ‬ ‫ِ‬
‫فضيلة َم ِ‬ ‫على‬
‫***‬

‫قاعد ُة الث ِامن ُة ‪ :‬ما جازَ لِ ُع ْذر َب َط َل بزَ والِه‬


‫ال ِ‬
‫ِ‬
‫وجود ُع ْذر َت ْب ُط ُل ب َز ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وال‬ ‫تب ِ‬
‫سبب‬ ‫معنَى القاعدة ‪ :‬أن ُكل ُر ْخصة ُأبِ َ‬
‫يح ْ‬
‫ال ُع ْذ ِر‪.‬‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة ل ِ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)71‬‬


‫(‪ )2‬ذكر هذه القاعدة اإلمام السيوطي في «الشباه والنظائر» (ص‪ )75‬تذنيبا لقاعدة ‪ :‬ما أبيح‬
‫للضرورة يقدر بقدرها‪.‬‬
‫(‪ )3‬نقال عن «الجواهر العدنية» (ص‪ 77‬ـ ‪.)76‬‬
‫‪19‬‬

‫المباحِ ‪ ،‬فإِذا‬ ‫ويل ُ‬ ‫قصر الرباعي ِة في الس َف ِر الط ِ‬ ‫ُ‬ ‫الة ‪ :‬يجوزُ‬‫‪0‬ـ ِمن الص ِ‬
‫فليس له قصرها؛ لِ َز ِ‬
‫وال ال ُع ْذ ِر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ا ْن َت َهى َس َف ُره ‪ :‬بأن عا َد إلى َم َحل إِقامته َ‬
‫ُ‬
‫يض الذي َي ُشق عليه الصو ُم أن ُي ْفطِ َر‪ ،‬فإِذا‬ ‫لم ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫‪2‬ـ من الصو ِم ‪ :‬يجوزُ ل َ‬
‫ِ‬
‫إل ْفطار؛ لِ َز ِ‬
‫وال ال ُع ْذ ِر‪.‬‬ ‫ف الن ِ‬‫وش ِفي في منْ َتص ِ‬
‫هار َح ُر َم عليه ا ِ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫صا َم ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫غيره ل َي ُحج عنه ُثم ُشف َي َو َج َ‬ ‫المعضوب َ‬
‫ُ‬ ‫ناب‬‫الحج ‪ :‬إِذا ْاس َت َ‬
‫‪3‬ـ من َ‬
‫لنفسه؛ لِزَ ِ‬
‫وال ال ُع ْذ ِر‪.‬‬ ‫عليه إِعاد ُة الحج ِ‬
‫َ‬
‫***‬
‫ناط بالم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عاصي‬ ‫القاعد ُة التاسع ُة ‪ :‬الرخَ ُص ال ُت ُ َ‬
‫ود شيء ُنظِ َر في‬ ‫ف على وج ِ‬
‫ُ ُ‬
‫فعل الر ْخ ِ‬
‫صة إِذا َت َوق َ‬ ‫دة ‪ :‬أن َ‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫فعل الر ْخ ِ‬
‫صة‪ ،‬أو‬ ‫نفسه ُمباحا جا َز معه ُ‬ ‫كان َتعاطِيه في ِ‬ ‫يء ‪ :‬فإِن َ‬ ‫ذلك الش ِ‬

‫ف على‬ ‫الة ـ مثال ـ َيت ََوق ُ‬ ‫قصر الص ِ‬ ‫صة‪ُ ،‬فر ْخ َص ُة ِ‬ ‫فعل الر ْخ ِ‬‫َحراما لم َي ُجزْ معه ُ‬
‫ِ‬ ‫ويل‪ ،‬فإِن َ‬
‫القصر‪ ،‬أو‬
‫ُ‬ ‫لحج ـ جازَ‬ ‫كان هذا الس َف ُر ُمباحا ـ كالس َف ِر ل َ‬ ‫الس َف ِر الط ِ‬
‫زة و ِ‬
‫العبد اآلبِ ِق ـ لم َي ُج ِز ال َق ْص ُر‪.‬‬ ‫اش ِ‬‫وجة الن ِ‬
‫معصية ـ كس َف ِر الز ِ‬
‫َ‬

‫(‪ )0‬ويسمى ‪« :‬معصية بالسفر»‪ ،‬وعندهم ‪« :‬معصية في السفر»‪ ،‬والفرق بينهما كما في «الشباه‬
‫والنظائر» ‪ :‬أن المرأة الناشزة عاصية بالسفر‪ ،‬فالسفر نفسه معصية‪ ،‬والرخصة منوطة به‪ ،‬فال يباح لها‬
‫الرخصة‪ ،‬ومن سافر مباحا فشرب الخمر في سفره فهو عاص في السفر‪ ،‬أي ‪ :‬مرتكب المعصية في‬
‫باح فيه الرخص‪.‬‬
‫السفر المباح‪ ،‬فنفس السفر ليس معصية‪ ،‬ف ُت ُ‬
‫‪21‬‬

‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬قو ُله تعالى ‪ ﴿ :‬ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬

‫لم ْض َطر إِذا لم‬‫ِ ِ‬ ‫الل ‪ :‬أن الل َه تعالى َرخ َص َ‬‫ﮡ﴾‪ ،‬وج ُه ِاالستِدْ ِ‬
‫الم ْيتة ل ُ‬
‫أكل َ‬ ‫ْ‬
‫كان ِ‬
‫باغيا أو‬ ‫لم ْض َطر إِذا َ‬ ‫ِ‬ ‫باغيا وال ِ‬‫ي ُكن ِ‬
‫ومفهومه ‪ :‬أنه لم ُي َرخ ْصه ل ُ‬
‫ُ‬ ‫عاديا ‪،‬‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫عاديا‪.‬‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬
‫أو الس ِر ِ‬
‫قة َع َصى بالس َف ِر‪ ،‬فلم‬ ‫القتل ِ‬
‫ِ‬ ‫‪0‬ـ إِذا سا َف َر َر ُجل لِ َق ْط ِع الط ِ‬
‫ريق أو‬
‫والجمع ُر ْخ َص ِ‬
‫تان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫القصر‬
‫َ‬ ‫َي ُج ْز له أن َي ْق ُص َر الصال َة و َي ْج َم َع بين الصال َت ْي ِن؛ لن‬
‫ناط بالم ِ‬
‫عاصي‪.‬‬ ‫والر َخ ُص ال ُت ُ َ‬
‫ت بالس َف ِر‪ ،‬فلم َي ُج ْز لها‬ ‫بغير إِ ْذ ِن ِ‬
‫زوجها َع َص ْ‬ ‫ت الزوج ُة ِ‬ ‫‪2‬ـ إِذا سا َفر ِ‬
‫َ‬
‫الخف ُمد َة ُمسافِر‪ ،‬وهي ‪َ :‬ثالث ُة أيام ب َليالِيها؛ لنها ُر ْخصة‪،‬‬
‫أن ت َْم َس َح على ُ‬
‫ناط بالم ِ‬
‫عاصي‪ ،‬و َي ُجو ُز لها أن ت َْم َس َح ُمد َة ُمقيم‪ ،‬وهي ‪ :‬يوم‬ ‫والر ْخص ُة ال ُت ُ َ‬
‫وليلة ‪.‬‬
‫***‬

‫غير باغ على المسلمين وال عاد عليهم‪ ،‬فيدخل‬


‫(‪ )0‬قال مجاهد وابن جبير وغيرهما ‪ :‬المعنى ‪َ :‬‬
‫في الباغي والعادي ‪0 :‬ـ قطاع الطريق‪2 ،‬ـ والخارج على السلطان‪3 ،‬ـ والمسافر في قطع الرحم‪ .‬اهـ‬
‫«تفسير القرطبي» (‪.)230/2‬‬
‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)49‬‬
‫‪21‬‬

‫بالم ْع ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ور‬ ‫ور ال َي ْس ُق ُط َ‬
‫الم ْي ُس ُ‬
‫القاعد ُة العاشر ُة ‪َ :‬‬
‫ِ‬
‫المطلوب ال‬ ‫المأمور به إِذا َت َعس َر فع ُله على ِ‬
‫وجهه‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫معنى‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫المقدور عليه منه‪.‬‬ ‫ب ُ‬
‫فعل‬ ‫ُي ْت َر ُك ِمن أصلِه‪ ،‬بل َي ِ‬
‫ج ُ‬
‫دة ‪ :‬قو ُله تعالى ‪﴿ :‬ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ﴾‪ ،‬وقو ُله ﷺ ‪« :‬إِذا‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫فأتُوا منه ما اس َت َط ْعتُم»‪ ،‬ووج ُه ِاالستِدْ ِ‬
‫الل ‪ :‬أن الش ِ‬
‫ار َع را َعى‬ ‫َأ َم ْر ُتكُم بأمر ْ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ف‪ ،‬فإِذا َتعسر أو َتعذر عليه شيء ِمن التكالِ ِ‬
‫يف َأتَى منها بما‬ ‫استِطاع َة المكَل ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫يع ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َي ْستَط ُ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬
‫غسل ما ب ِقي منها في الو ُض ِ‬ ‫بعض ال َي ِد َي ِ‬
‫ِ‬
‫وء؛ لنه‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ب عليه‬
‫ج ُ‬ ‫مقطوع‬
‫ُ‬ ‫‪0‬ـ‬
‫ميسور‪.‬‬
‫ب عليه ْاستِ ْعما ُله‬ ‫ِ‬
‫الو ُضوء َي ِج ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الواجدُ ماء ال َي ْكفي لجمي ِع َأ ْعضاء ُ‬ ‫ِ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫الميسور‪ ،‬و َي َت َيم ُم لِلباقي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫لبعضها؛ لنه‬
‫ِ‬ ‫‪3‬ـ القادر على القيا ِم في الص ِ‬
‫ب عليه‬ ‫ون الر ُكو ِع والس ُجود َي ِج ُ‬‫الة ُد َ‬ ‫ُ‬
‫وع والس ُجو ُد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الميسور‪ ،‬ال الر ُك ُ‬
‫ُ‬ ‫القيا ُم؛ لنه‬
‫ستر ُج ْزء منها؛ لنه‬
‫ب عليه ُ‬ ‫بعض ما َي ْس ُت ُر العور َة َي ِ‬
‫ج ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الواجدُ‬ ‫‪4‬ـ‬
‫الميسور‪.‬‬
‫ُ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)67‬‬


‫‪22‬‬

‫ِ ِ‬ ‫‪5‬ـ الم ِ‬
‫راجه؛ لنه‬ ‫ببعض الصا ِع في زَكاة الف ْط ِر َي ِج ُ‬
‫ب عليه إِ ْخ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وس ُر‬ ‫ُ‬
‫الميسور ‪.‬‬
‫ُ‬
‫***‬
‫أبواب المعام ِ‬
‫الت‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫‪2‬ـ في‬
‫ِ‬
‫الحادي َة َع ْش َر َة ‪ :‬ال ُغن ُْم بالغ ُْر ِم‬ ‫ا ِ‬
‫لقاعد ُة‬
‫المال يست ِ‬
‫َحقه َمن لو َه َل َك‬ ‫ِ‬ ‫الحاص َل ِمن‬
‫ِ‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬أن الر ْب َح‬ ‫ِ‬ ‫معنى‬
‫َْ‬
‫وم ْس ُؤوليتَه‪ ،‬فالر ْب ُح ُو ُجودا و َقدْ را ـ وهو معنَى «ال ُغنْ ِم» ـ‬
‫يضه َ‬ ‫المال ت ََحم َل َت ْع ِو َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫في مقاب ِ‬
‫فمن‬ ‫والم ْس ُؤولية ُو ُجودا و َقدْ را ـ وهو معنَى «الغ ُْر ِم» ـ ‪َ ،‬‬‫عويض َ‬ ‫لة الت‬ ‫ُ َ‬
‫ت‬ ‫ِ‬
‫المال ْاست ََحق الر ْب َح فيه‪ ،‬وكُلما َع ُظ َم ْ‬ ‫والم ْس ُؤولي َة في‬ ‫ت ََحم َل الت َ‬
‫عويض َ‬
‫َم ْس ُؤوليتُه َع ُظ َم ْاستِ ْحقا ُقه لِلر ْبحِ ‪.‬‬
‫قال الخَ طابي ‪َ « :‬م ْعناه‬‫مان» ‪َ ،‬‬ ‫راج بالض ِ‬ ‫ُ‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫حديث ‪« :‬الخَ ُ‬ ‫دة ‪:‬‬ ‫دليل‬
‫ِ‬ ‫ك الر َق ِبة ـ الذي هو‬ ‫كان مما له َد ْخل و ُغلة فإِن مالِ َ‬ ‫يع إِذا َ‬
‫ضام ُن‬ ‫المبِ َ‬
‫‪ :‬أن َ‬
‫ِ‬ ‫بض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصل» ‪.‬‬ ‫مان‬ ‫راج َ‬‫الصل ـ َي ْمل ُك الخَ َ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)66‬‬


‫(‪ )2‬ذكرت القاعدة في «الغرر البهية شرح البهجة الوردية» (‪.)404/3‬‬
‫(‪ )3‬في معنى القاعدة في باب العبادات قاعدة ‪« :‬ما كان أكثر فعال كان أكثر ثوابا»‪ ،‬والله أعلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أحمد في «المسند» (‪ ،)24224‬وابن ماجه في «السنن» (‪.)2243‬‬
‫(‪« )5‬معالم السنن» (‪.)041/3‬‬
‫‪23‬‬

‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫‪0‬ـ إِذا ْاش َت َرى شخص َسيارة ْ‬


‫واس َت َغلها أياما ُثم َظ َه َر فيها عيب سابِق‬
‫المطا َلب ُة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫بالعيب‪ ،‬وله ال ُغل ُة التي َحص َلها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وليس للبائ ِع ُ‬
‫َ‬ ‫العقد فله َردها‬ ‫على‬
‫كان َت َل ُفها محسوبا ِمن‬ ‫الم ْش َت ِري َ‬
‫قبل الرد َل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫بها؛ لنه لو َتل َفت السيار ُة في َيد ُ‬
‫مالِه‪.‬‬
‫بقصد حفظِها ِمن‬ ‫ِ‬ ‫وك ـ‬ ‫ودعها أصحابها في الب ُن ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫الموال التي ُي ُ‬ ‫ُ‬ ‫‪2‬ـ‬
‫َت‪ ،‬فإِذا ْاس َت ْث َم َرها‬ ‫ك ِ‬
‫ضامنا لها إذا َه َلك ْ‬ ‫فيكون ال َبنْ ُ‬
‫ُ‬ ‫الس ِر ِ‬
‫قة مثال ـ ُت ْع َت َب ُر ُق ُروضا‪،‬‬

‫الموال إِال ُرؤُ ُ‬


‫وس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لصحاب‬ ‫وليس‬
‫َ‬ ‫حق لِلر ْبحِ ‪،‬‬‫ك وربِح فيها فهو المس َت ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ال َبنْ ُ َ َ‬
‫َأ ْموالِهم ‪.‬‬
‫***‬
‫ين في الت َل ِ‬
‫ف والرد‬ ‫قول الَ ِم ِ‬
‫القاعد ُة الثانِي َة َع ْش َر َة ‪ُ :‬ي ْق َب ُل ُ‬
‫ِ‬

‫كمو َدع و َش ِريك في‬ ‫ين ـ ُ‬ ‫ف مال ب َي ِد الَ ِم ِ‬ ‫دة ‪ :‬أنه إِذا َتلِ َ‬
‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫ِ‬
‫صاحبِه فإِن قو َله ـ ‪:‬‬ ‫غير َت َعد وال تفريط منه أو اد َعى َرده إلى‬ ‫كة ـ ِمن ِ‬ ‫الشر ِ‬
‫ْ‬
‫المال ـ ُي ْق َب ُل و ُي َصد ُق مع يمين ِه‪.‬‬
‫ف أو إنه قد َرد َ‬‫المال تَلِ َ‬
‫إِن َ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)47‬‬


‫(‪ )2‬أي فإنهما أمينان‪ ،‬و«المين» عند الفقهاء ‪ :‬كل من ائتمنه إنسان على مال ورضي ببقائه بيده‬
‫سواء كان لمصلحة تعود لمالكه ‪ :‬كمودع‪ ،‬أو للحائز ‪ :‬كالمرتهن‪ ،‬أو لهما معا ‪ :‬كالمضارب‪ .‬اهـ‬
‫«الجواهر العدنية» (ص‪.)91‬‬
‫‪24‬‬

‫ود َع َو ِديعة فال َض َ‬


‫مان عليه» أي ‪َ :‬من‬ ‫حديث ‪« :‬من ُأ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫َت في َي ِده بال َت َعد فال َض َ‬
‫مان عليه ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َأ ْو َد َع َوديعة عندَ أمين َ‬
‫فه َلك ْ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫الوديع َة‬‫ت منه أو أنه قد َرد َ‬ ‫المو َد ُع َأمين‪ ،‬ف َل ِو اد َعى أن َ‬


‫الوديع َة ُس ِر َق ْ‬ ‫‪0‬ـ ُ‬
‫إلى َمن ا ْئت ََمنَه ُصد َق بيمينِه وال َي ْض َم ُن‪.‬‬
‫كأن انْهدَ م ِ‬ ‫الوقف تَلِ َ ِ‬ ‫‪2‬ـ ناظِر الو ْق ِ‬
‫ت‬ ‫ف ب َيده ـ ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ف أمين‪ ،‬ف َل ِو اد َعى أن‬ ‫ُ َ‬
‫ون تفريط منه ُصد َق بيمينِه وال‬ ‫ُب الموقوف ُة ـ بدُ ِ‬ ‫ِ‬
‫الد ُار الموقوف ُة أو ُس ِر َقت ال ُكت ُ‬
‫َي ْض َم ُن‪.‬‬
‫ف أو أنه قد‬‫كة تَلِ َ‬
‫مال الشر ِ‬
‫ْ‬ ‫كة أمين‪ ،‬ف َل ِو اد َعى أن َ‬ ‫ريك في الشر ِ‬
‫ْ‬ ‫‪3‬ـ الش ُ‬
‫َرده إلى شريكِه ُصد َق بيمينِه وال َي ْض َم ُن‪.‬‬
‫المال ُصد َق بيمينِه وال‬
‫ِ‬ ‫ضار ِبة أمين‪ِ ،‬‬
‫فلو اد َعى َه َ‬
‫الك‬ ‫الم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪4‬ـ عام ُل عقد ُ‬
‫َي ْض َم ُن ‪.‬‬
‫***‬

‫(‪ )0‬أخرجه ابن ماجه في «سننه» (‪.)2410‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)90‬‬
‫(‪« )3‬الجواهر العدنية» (ص‪.)90‬‬
‫‪25‬‬

‫واب المنا َك ِ‬
‫حات‬ ‫‪3‬ـ في َأ ْب ِ ُ‬
‫القاعد ُة الثالِث َة َع ْش َر َة ‪:‬‬
‫ِ‬

‫الية العام ِة‬


‫الو ِ‬ ‫الوالي ُة الخاص ُة َأ ْق َوى ِمن ِ‬
‫ِ‬
‫ب على بِنْتِه في النكاحِ‬ ‫كو ِ‬
‫الية الَ ِ‬ ‫الوالي َة الخاص َة ـ ِ‬
‫دة ‪ :‬أن ِ‬‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫طان على َر ِعيتِه في‬ ‫كو ِ‬
‫الية الس ْل ِ‬ ‫الية العام ِة ـ ِ‬
‫الو ِ‬‫مع ِ‬ ‫ت َ‬‫عار َض ْ‬ ‫ِ‬
‫والمال ـ إِذا َت َ‬
‫ِ‬ ‫والمال ـ ُقدم ِ‬
‫ِ‬
‫الوالي ُة الخاص ُة؛ لن الخاص َأ ْق َوى من العام ‪َ ،‬‬
‫فم َتى‬ ‫ت ِ‬ ‫َ‬ ‫النكاحِ‬
‫مع الو ِل ‪.‬‬‫ف َ‬ ‫فليس لِلثاني الت َصر ُ‬
‫ناك ولي خاص وولي عام َ‬ ‫ُو ِجدَ ُه َ‬
‫طان َولي َمن ال َولِي له» ‪ ،‬ووج ُه‬ ‫حديث ‪« :‬الس ْل ُ‬ ‫ُ‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫ِ‬
‫المرأة إِذا لم يك ْن لها‬ ‫رع إِنما َج َع َل الس ْل َ‬
‫طان َول ًّيا على‬ ‫ِاالستِدْ ِ‬
‫الل ‪ :‬أن الش َ‬ ‫ْ‬
‫كان لها ولي فهو َولِيها ‪.‬‬ ‫ولي‪ ،‬فإِذا َ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬
‫المرأة في النكاحِ مع وج ِ‬
‫ود الَ ِ‬
‫ب ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القاضي ال ِوالي َة له على‬ ‫‪0‬ـ‬
‫َ ُ ُ‬

‫(‪« )0‬الشباه والنظائر» (‪.)054/0‬‬


‫(‪« )2‬المواهب السنية» (‪.)306/2‬‬
‫(‪« )3‬الفوائد الجنية» (‪.)306/2‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود في «سننه» (‪.)2173‬‬
‫(‪ )5‬ذكر الدليل واالستدالل به من زيادتي‪.‬‬
‫(‪« )9‬الشباه والنظائر» (‪.)054/0‬‬
‫‪26‬‬

‫ُفء لم َي ِصح في‬ ‫لقاضي أن ُيزَو َجها ِ‬


‫بغير ك ْ‬ ‫َت المرأ ُة لِ ِ‬‫‪2‬ـ لو َأ ِذن ِ‬

‫فء َصح؛ لن‬ ‫لولي الخاص ـ كالَ ِ‬


‫ب ـ أن ُي َزو َجها ِ‬
‫بغير ُك ْ‬ ‫الَصح‪ ،‬ولو َأ ِذ َن ْ ِ‬
‫تل َ‬ ‫َ‬
‫ِواليتَه َأ ْق َوى‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫‪3‬ـ لو زَو َج الس ْل ُ‬
‫ب‬ ‫طان المرأ َة َبر ُجل ل َغ ْيبة َوليها و َزو َجها َ‬
‫الولي الغائ ُ‬
‫ِ‬ ‫بآخر في وقت ِ‬
‫الولي ‪.‬‬ ‫ت ذلك بال َبينة ُقد َم َ‬‫واحد و َث َب َ‬ ‫َ َ‬
‫***‬
‫الج ِ‬
‫نايات‬ ‫أبواب ِ‬
‫ِ‬ ‫‪4‬ـ في‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َسب ِ‬
‫ب‬ ‫القاعد ُة الرابِع َة َع ْش َر َة ‪ُ :‬‬
‫المباش ُر ُم َقدم على ُ‬
‫ناية الجانِي الم ِ‬
‫الج ِ‬‫اجت ََم َع في ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫باش ُر ـ وهو ‪َ :‬من‬ ‫ُ‬ ‫معنَى القاعدة ‪ :‬أنه إِذا ْ‬
‫ت ِ‬
‫الجناي ُة‬ ‫واسطة ـ والجانِي المسبب ـ وهو ‪ :‬من حص َل ِ‬ ‫الجناي ُة به بال ِ‬
‫ت ِ‬ ‫حص َل ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫بواسطة ـ ُقدم الجاني الم ِ‬
‫باش ُر‪.‬‬ ‫به ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬

‫دة ‪ :‬قو ُله تعالى ‪ ﴿ :‬ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ﴾ أي ‪ُ :‬م ْرت ََهنة‪،‬‬ ‫القاع ِ‬


‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫باش ُر له‪ ،‬فيكو ُن‬‫الل ‪ :‬أن الذي ينْسب إليه الكَسب حقيقة هو الم ِ‬
‫ووج ُه ِاالستِدْ ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ب؛ إِ ْذ نسب ُة الك َْس ِ‬
‫ب إليه َمجاز ‪.‬‬ ‫ُم ْرت ََهنا به عليه َتبِعاتُه‪ُ ،‬دو َن ُ‬
‫الم َسب ِ‬

‫(‪« )0‬الشباه والنظائر» (‪.)054/0‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)51‬‬
‫(‪« )3‬الشباه والنظائر» (‪.)092/0‬‬
‫‪27‬‬

‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪0‬ـ لو َأ ْم َس َ‬
‫ك‪ ،‬أو َح َف َر‬ ‫فجاء ثالث ف َقت ََل ُ‬
‫الم ْم َس َ‬ ‫َ‬ ‫بآخ َر‬
‫ك شخص َ‬
‫آخر ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫شخص بِئْرا َ‬
‫شاهق ف َت َلقاه‬ ‫آخ ُر ثالثا فيها‪ ،‬أو َأ ْل َقى شخص َ َ‬ ‫فأ ْس َق َط َ‬
‫ط والقاطِعِ؛‬ ‫فالقصاص على القاتِ ِل والمس ِق ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ف نِص َفي ِن‪ِ ،‬‬
‫ْ ْ‬
‫ثالِث ف َق َطعه بالسي ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫والم ْل ِقي؛ لن ُهم ُم َسب ُبون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الم ْمسك والحاف ِر ُ‬ ‫ون ُ‬ ‫باش ُرون‪ُ ،‬د َ‬‫لنهم م ِ‬
‫ُ ُ‬
‫نفسه في ماء أو ِمن‬ ‫بس ْيف َم َثال َفر َمى الها ِر ُب َ‬ ‫‪2‬ـ لو َتبِ َع شخص ِ‬
‫هاربا َ‬
‫الك ِ‬
‫نفسه‪.‬‬ ‫باش َر إِ ْه َ‬ ‫مان على التابِعِ؛ لن ِ‬
‫الهار َب َ‬ ‫َس ْطح فال َض َ‬
‫بأمر الحاكِ ِم وهو َي ْع َل ُم ُظ ْل َمه في ال َق ِضي ِة‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬ـ لو َقت ََل َ‬
‫الجال ُد‬
‫فالقصاص على الجال ِد؛ لنه الم ِ‬
‫باش ُر ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫***‬
‫لة والمناك ِ‬
‫َحة‬ ‫‪5‬ـ في أبواب م ْشتَركة بين المعام ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫الخامس َة َع ْش َر َة ‪:‬‬ ‫ال ِ‬
‫قاعد ُة‬
‫المر ال بما في َظن المكَل ِ‬
‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ود بما في ِ‬
‫نفس‬ ‫ال ِعبر ُة في الع ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫الت والمناك ِ‬
‫َحات ـ‬ ‫ود ـ من المعام ِ‬
‫دة ‪ :‬أن المع َتبر في الع ُق ِ‬
‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ْ ََ‬
‫الع ِ‬
‫بادات؛‬ ‫الف ِ‬
‫بخ ِ‬
‫ف أيضا‪ِ ،‬‬‫الواق ِع فقط ال لِما في َظن المكَل ِ‬
‫المطابق ُة لِما في ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬

‫(‪« )0‬الجالد» ‪ :‬الذي يتولى الجلد والقتل‪.‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)50‬‬
‫‪28‬‬

‫الواق ِع و َظن المكَل ِ‬


‫ف معا ‪.‬‬ ‫فإِن المع َتبر فيها المطابق ُة لِما في ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ ْ ََ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫ليست كذلك لم َي ِصح‬ ‫ْ‬ ‫باع َسيارة َم َثال َي ُظنها له‪ُ ،‬ثم َت َبي َن له أنها‬
‫‪0‬ـ لو َ‬
‫ِ‬
‫المر‪.‬‬ ‫البيع؛ َن َظرا لِما في ِ‬
‫نفس‬ ‫ُ‬
‫البيع؛ لِ َت َبي ِن أنه ِم ْل ُكه في‬
‫فبان َميتا َصح ُ‬ ‫دار ُم َورثِه ظا ًّنا َحيا َته َ‬
‫باع َ‬‫‪2‬ـ لو َ‬
‫نفس ِ‬
‫المر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُور ْي ِن فبانا َعدْ َل ْي ِن َصح الز ُ‬
‫واج؛‬ ‫واج بشاهدَ ْي ِن َم ْست َ‬
‫‪3‬ـ لو ُعقدَ الز ُ‬
‫نفس ِ‬
‫المر ‪.‬‬ ‫ا ْعتِبارا بما في ِ‬

‫***‬
‫ِ‬
‫الفقه‬ ‫ِ‬
‫أبواب‬ ‫‪9‬ـ في أبواب ُم ْش َت َركة بين‬
‫القاعد ُة الس ِ‬
‫ادس َة َع ْش َر َة ‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الغير منُوط بالمص َل ِ‬
‫حة له‬ ‫َ ْ‬ ‫عن ِ َ‬ ‫ف ِ‬
‫الت َصر ُ‬

‫(‪ )0‬ولهذا ‪ :‬لو صلى بال معرفة دخول الوقت يقينا أو ظنا لم تصح صالته وإن وقعت في‬
‫الوقت‪ ،‬ولو توضأ بماء يظن أنه ليس مطلقا بطل طهوره وإن بان مطلقا‪ .‬اهـ «جواهر عدنية» (ص‪.)70‬‬
‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪ 71‬ـ ‪.)70‬‬
‫بالمصلحة»‪ِ ،‬‬
‫والعبار ُة‬ ‫ِ‬ ‫إلما ِم على الر ِعي ِة منوط‬ ‫دة أيضا بقولِهم ‪« :‬ت ََصر ُ‬
‫فا ِ‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫(‪ )3‬و َعب ُروا ِ‬
‫عن‬
‫الُو َلى َأ َعم‪ ،‬والمراد باإلمام ‪ :‬اإلمام العظم‪ ،‬وهو السلطان‪ ،‬أو الملك أو الخليفة‪ ،‬وكذا رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬ومثل السلطان نوابه من قاض وغيره‪ .‬اهـ «فوائد جنية» (‪.)023/2‬‬
‫‪29‬‬

‫غيره إما بن ِيابة أو‬‫ف عن ِ‬ ‫خص إِذا َ‬


‫كان َي َت َصر ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫معنَى القاعدة ‪ :‬أن الش َ‬
‫ف عنه‪ ،‬وال َي ْف َع ُل ما‬ ‫ِ‬
‫مصلحة َمن َي َت َصر ُ‬ ‫ب عليه ُمراعا ُة‬ ‫ِوصاية أو ِوالية فإنه َي ِ‬
‫ج ُ‬
‫َي ُعو ُد عليه بالض َر ِر ‪.‬‬
‫قاع ِ‬
‫دة «الض َر ُر ُي ُ‬
‫زال» ‪.‬‬ ‫راجعة إلى ِ‬
‫دة ِ‬‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫وهذه‬

‫قول الله تعالى ‪﴿ :‬ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ‬ ‫ِ‬


‫القاعد ُة ‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫عن التصر ِ‬ ‫ﯕ﴾‪ ،‬ووج ُه ِاالستِدْ ِ‬
‫ف في‬ ‫الل ‪ :‬أن الله تعالى َن َهى َولي اليتيم ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قاس عليه كل َمن‬ ‫بالم ْص َلحة ‪ ،‬و ُي ُ‬ ‫ماله إِال بالَ ْح َس ِن‪ ،‬وهو الذي َي ُعو ُد عليه َ‬
‫إلما ِم الَ ْع َظ ِم‪ ،‬ولذا َ‬
‫قال ا ِ‬
‫إلما ُم‬ ‫ِ‬
‫المال كا ِ‬ ‫الغير وفي ِ‬
‫غير‬ ‫ِ‬ ‫ف في ِ‬
‫مال‬ ‫َت َصر َ‬
‫الولي ِمن اليتي ِم» ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الشافِعي ‪« :‬منزل ُة ا ِ ِ‬
‫إلما ِم من الرعية منزل ُة َ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫اس وإِن‬ ‫‪0‬ـ ال يجو ُز لِولي الَم ِر أن ينَصب إِماما ِ‬


‫فاسقا ُي َصلي بالن ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)63‬‬


‫(‪ )2‬فقد أرجع العز ابن عبد السالم في «قواعده الكبرى» الفقه إلى قاعدة واحدة‪ ،‬هي ‪« :‬جلب‬
‫المصالح ودرء المفاسد»‪ ،‬وقال التاج السبكي ‪« :‬ولو ضايقه مضايق لقيل له ‪« :‬أرجع الكل إلى اعتبار‬
‫المصالح؛ فإن درء المفاسد من جملتها»‪ .‬اهـ وقال الشيخ عبد الله بن سليمان الجرهزي في «المواهب‬
‫السنية شرح الفرائد البهية» (‪« : )65/0‬ونقول على هذا ‪ :‬واحدة من هذه الخمسة كافية له أي للفقه‪،‬‬
‫والشبه أنها الثانية‪ ،‬وهي ‪ :‬أن الضرر يزال»‪ .‬اهـ‬
‫(‪« )3‬الجواهر العدنية» (ص‪.)63‬‬
‫(‪« )4‬الشباه والنظائر» (ص‪.)020‬‬
‫‪31‬‬

‫مصلحة الر ِعي ِة‪،‬‬


‫ِ‬ ‫راهة؛ لنه مأمور بم ِ‬
‫راعاة‬ ‫ُ‬
‫ت الصال ُة َخ ْل َفه صحيحة مع ال َك ِ‬
‫َ‬
‫كا َن ِ‬
‫فعل الم ْكر ِ‬
‫وه ‪.‬‬ ‫اس على ِ َ ُ‬ ‫حمل الن ِ‬
‫ِ‬ ‫وال مصلح َة في‬
‫وات الدائِ ِ‬
‫رة التي َي ْع َم ُل فيها بما‬ ‫ف أن يس َتع ِم َل َأد ِ‬
‫‪2‬ـ ال يجو ُز لِلموظ ِ‬
‫َ‬ ‫َْ ْ‬ ‫َُ‬
‫فوق طاقتِه‪ ،‬وال َي َض َع‬ ‫ِ‬
‫الهواء َم َثال َي ْع َم ُل َ‬ ‫ف‬‫ف‪ ،‬فال َي ْج َع ُل ُمكَي َ‬ ‫يعود عليها بالت َل ِ‬
‫َُ ُ‬
‫ارات العام ِة ُت َؤدي إلى إِ ْتالفِها؛ لنه ُم َوظف عندَ الد ْو ِلة‪ ،‬وهي‬ ‫حمولة على السي ِ‬
‫ُ ُ‬
‫بالم ْص َلح ِة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب عليه الت َصرف َ‬ ‫ج ُ‬ ‫وكيلة لألم ِة‪ ،‬ف َي ِ‬

‫ف‬ ‫صويت لِ َمن ُي ْع َر ُ‬


‫ُ‬ ‫خاب الرئاسي الت‬ ‫لفراد الر ِعي ِة في ِاالنْتِ ِ‬
‫ِ‬ ‫‪3‬ـ ال يجو ُز‬
‫غيره ممن ُي َصو ُت وممن‬ ‫نفسه ول ِ‬ ‫ساد؛ لن كُل َفرد منهم يصو ُت ل ِ‬ ‫أو ال َف ِ‬ ‫بالظ ْل ِم ِ‬
‫ْ ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫بالمصلحة‪.‬‬ ‫عنهم إِال‬ ‫ِ‬
‫ف ـ بالتصويت ـ ُ‬
‫ال ُي َصو ُت‪ ،‬فال َيت ََصر ُ‬
‫***‬
‫ِ‬
‫القاعد ُة السابِع َة َع ْش َر َة ‪:‬‬
‫غير َم ْض ُمون‬
‫ما َت َولدَ عن مأذون فيه ُ‬
‫ون فيه ِمن ِق َب ِل الشر ِع إِذا َت َولدَ منه‬
‫الم ْأ ُذ َ‬ ‫َ‬
‫الفعل َ‬
‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬أن‬ ‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫الع ِ‬
‫بادات ِ‬
‫أو‬ ‫كان في ِ‬ ‫ؤاخ ُذ عليه َسواء َ‬ ‫ف شيء ـ فإنه ال ُي َ‬ ‫محذور ـ ك َت َل ِ‬
‫الج ِ‬
‫نايات‪.‬‬ ‫الت أو ِ‬ ‫المعام ِ‬
‫ُ َ‬

‫(‪« )0‬الشباه والنظائر» (ص‪.)020‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)64‬‬
‫‪31‬‬

‫القاع ِ‬
‫دة ‪ :‬قو ُله تعالى ‪ ﴿ :‬ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬

‫بمثل ا ْعتِدائِه مأذون‬


‫ِ‬ ‫الم ْعت َِدي‬
‫ؤاخذ َة ُ‬
‫ﮕ ﮖ﴾‪ ،‬ووج ُه ِاالستِدْ ِ‬
‫الل ‪ :‬أن ُم َ‬ ‫ْ‬
‫مان إِن َحدَ َ‬
‫ث َت َلف ‪.‬‬ ‫ب الض ُ‬‫بها شرعا‪ ،‬فال َيت ََرت ُ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫ف‬ ‫ْشاق إلى جو ِ‬ ‫أو ِاال ْستِن ِ‬ ‫بادات ‪ :‬لو سب َق ماء الم ْضم ِ‬
‫ضة ِ‬ ‫الع ِ‬
‫‪0‬ـ ِمن ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ْشاق مأذون فيهما‪.‬‬ ‫واال ْستِن َ‬
‫الصائِ ِم بال مبا َلغة لم ي ْفطِر؛ لن الم ْضمض َة ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫الم ْست َْأ َج َر َة قد َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم ْست َْأ ِج ُر َوسيل َة َ‬
‫الح ْم ِل ُ‬ ‫عامالت ‪ :‬إِذا َحم َل ُ‬
‫الم َ‬
‫‪2‬ـ من ُ‬
‫تحميل المع ِ‬ ‫ِ‬
‫تاد مأذون فيه‪.‬‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َت فال َض َ‬
‫مان عليه؛ لن‬ ‫فه َلك ْ‬
‫الم ْعتاد َ‬
‫ُ‬
‫الجال ُد ِ‬
‫شار َب الخَ ْم ِر‬ ‫ِ‬ ‫‪3‬ـ ِمن ِ‬
‫فمات فال َض َ‬
‫مان‬ ‫َ‬ ‫الجنايات ‪ :‬لو َج َلدَ َ‬
‫الجال ِد؛ لن َج ْلدَ ه مأذون فيه ‪.‬‬
‫على َ‬
‫***‬

‫القاعد ُة الث ِامن َة َع ْش َر َة ‪:‬‬


‫ِ‬

‫الف ُم ْس َت َحب‬‫الخ ِ‬‫الخُ روج ِمن ِ‬


‫ُ ُ‬
‫المسألة ِخالف بين ال ُف َق ِ‬
‫هاء ـ بأن َ‬
‫قال‬ ‫ِ‬ ‫القاعد ِة ‪ :‬أنه إِذا َ‬
‫كان في‬ ‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫الخ ِ‬
‫ف ِمن ِ‬ ‫فخروج المكَل ِ‬ ‫بالو ُج ِ‬ ‫الو ُج ِ‬
‫الف‬ ‫وب ـ ُ ُ ُ ُ‬ ‫واآلخ ُر ُ‬
‫َ‬ ‫وب‬ ‫بعضهم فيها بعد ِم ُ‬
‫ُ‬

‫(‪« )0‬الجواهر العدنية» (ص‪.)91‬‬


‫(‪« )2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)97‬‬
‫‪32‬‬

‫غير إِ ِ‬ ‫وب إلى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ بأن يخْ ر َج عن ِ‬


‫مامه‬ ‫قول ِ‬ ‫قول إِمامه الَ ْس َه ِل بعد ِم ُ‬
‫الو ُج ِ‬ ‫َ ُ‬
‫واب السن ِة‪.‬‬
‫ثاب على هذا الخُ ُروجِ َث َ‬ ‫وب ـ ُم ْست ََحب شرعا‪ ،‬ف ُي ُ‬ ‫بالو ُج ِ‬
‫ب ُ‬ ‫الَ ْص َع ِ‬
‫ك» ‪َ ،‬‬
‫قال ا ْب ُن‬ ‫ك إلى ما ال َي ِري ُب َ‬ ‫حديث ‪َ « :‬د ْع ما َي ِري ُب َ‬
‫ُ‬ ‫القاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫ُ‬
‫أفضل؛‬ ‫الف الع َل ِ‬
‫ماء‬ ‫الحديث على أن الخُ روج ِمن ِخ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َر َجب ‪ُ « :‬ي ْستَدَ ل بهذا‬
‫ُ‬ ‫ُ َ‬
‫هة» ‪.‬‬‫لنه َأبعدُ ِمن الشب ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫َت َمساف ُة الس َف ِر َث َ‬


‫الث‬ ‫ْمامها إِذا كان ْ‬ ‫الة َأ ْف َض ُل ِمن إِت ِ‬ ‫‪0‬ـ قصر الص ِ‬
‫ُ‬
‫ب ال َق ْص َر ِحينَئذ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َمراح َل؛ ُخ ُروجا من خالف أبي حنيفة؛ فإنه َأ ْو َج َ‬
‫ِ‬

‫َت َمساف ُة الس َف ِر َم ْر َح َل َت ْي ِن؛‬ ‫قصرها إِذا كان ْ‬ ‫ِ‬ ‫الة َأ ْف َض ُل ِمن‬
‫‪2‬ـ إِتْمام الص ِ‬
‫ُ‬
‫إلتْما َم ِحينَئذ‪.‬‬ ‫با ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُخ ُروجا من خالف أبي حنيف َة أيضا؛ فإنه َأ ْو َج َ‬
‫‪3‬ـ ُي َسن لِلز ْوجِ أن ال َيدْ ُخ َل بز َْو َجتِه حتى َيدْ َف َع إليها شيئا ِمن الص ِ‬
‫داق؛‬
‫ُخروجا ِمن ِخ ِ‬
‫الف َمن َأ ْو َج َبه‪.‬‬ ‫ُ‬
‫عة؛ ُخروجا ِمن ِخ ِ‬
‫الف َمن َأ ْو َج َبه ‪.‬‬ ‫إل ْشهاد على الرج ِ‬ ‫‪4‬ـ ُي َسن ا ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫***‬

‫(‪ )0‬أخرجه الترمذي في «سننه» (‪.)2507‬‬


‫(‪« )2‬جامع العلوم والحكم» (ص‪.)054‬‬
‫(‪« )3‬الجواهر العدنية» (ص‪.)94‬‬
‫‪33‬‬

‫القاعد ُة الت ِ‬
‫اسع َة َع ْش َر َة ‪:‬‬ ‫ِ‬

‫ما َح ُر َم ْاستِ ْعما ُله َح ُر َم اتخا ُذه‬


‫ف ْاستِ ْعما ُله فإنه‬
‫دة ‪ :‬أن الشيء الذي يحرم على المكَل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫معنَى‬
‫ي ْحرم عليه اتخا ُذه وا ْقتِناؤُ ه؛ ِلن ِاالتخا َذ ي ُجره إلى ِاالستِ ْع ِ‬
‫مال‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫كان‬
‫قال ‪َ « :‬‬ ‫حديث أبي َسعيد الخُ دْ ِري رضي الله عنه َ‬ ‫ُ‬ ‫دة ‪:‬‬ ‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫وقلت ‪ :‬إنه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫رسول الله ﷺ عنه‪،‬‬ ‫ت المائِد ُة َس َأ ْل ُ‬
‫ت‬ ‫عندَ نا َخمر لِيتِيم‪ ،‬فلما َن َز َل ِ‬
‫ْ َ‬
‫فقال ‪َ « :‬أ ْه ِري ُقوه» ‪ ،‬ووج ُه ِاالستِدْ ِ‬
‫الل ‪ :‬أن النبي ﷺ لم َي ْأ َذ ْن في‬ ‫لِ َيتِيم‪َ ،‬‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫تحريمها‪.‬‬ ‫ِاالحتِ ِ‬
‫فاظ بالخَ ْم ِر بعدَ‬ ‫ْ‬
‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫والفض ِة‪ ،‬و َي ْح ُر ُم أيضا اتخا ُذها‪.‬‬


‫ب ِ‬ ‫مال آنِ ِية الذ َه ِ‬ ‫‪0‬ـ َي ْح ُر ُم ْاستِ ْع ُ‬
‫مار‪ ،‬و َي ْح ُر ُم أيضا ِاال ْحتِ ُ‬
‫فاظ بها‪.‬‬ ‫آالت الله ِو ِ‬
‫كالم ْز ِ‬ ‫ْ‬
‫مال ِ‬ ‫‪2‬ـ َي ْح ُر ُم ْاستِ ْع ُ‬
‫ب بالن ْر ِد‪ ،‬و َي ْح ُر ُم ا ْقتِناؤُ ه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪3‬ـ َي ْح ُر ُم اللع ُ‬
‫جاز‪ ،‬فلو أرا َد كافِر أن َي ْبن ِ َي فيه دارا‬
‫الح ِ‬ ‫ار س ْكنَى ِ‬
‫‪4‬ـ َي ْح ُر ُم على الكُف ِ ُ‬
‫لغير الس ْكنَى لم َي ُجزْ؛ لن ما َح ُر َم ْاستِ ْعما ُله َح ُر َم اتخا ُذه ‪.‬‬
‫ِ‬

‫(‪ )0‬أي قوله تعالى فيها ‪﴿ :‬ﭑﭒﭓﭔﭕ﴾ اآلية‪.‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه الترمذي في «سننه» (‪.)0293‬‬
‫(‪« )3‬الجواهر العدنية» (ص‪.)54‬‬
‫‪34‬‬

‫الع ْشرون ‪ :‬الحدُ ود تَس ُق ُط بالشب ِ‬


‫هات‬ ‫القاعد ُة ِ‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ُ ْ‬ ‫ُ‬
‫رع على‬ ‫لقاعدة ‪ :‬أن الع ُق ِ‬ ‫ِ‬
‫المقدر َة التي َرت َبها الش ُ‬
‫ُ‬ ‫وبات‬ ‫ُ‬ ‫معنَى ا‬
‫بش ْبهة‪ ،‬وهي ‪ :‬ما ُج ِه َل تحلي ُله على‬ ‫ُم ْرتَكِبِي الكَبائِ ِر ال ُتقا ُم على َم ِن ْار َت َك َبها ُ‬
‫وتحريمه على الحقيقة ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الحقيقة‬
‫ُ‬
‫قال ‪ :‬لما َأ َتى ِ‬
‫ماعزُ‬ ‫حديث ا ْب ِن عباس رضي الله عنه‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫دة ‪:‬‬‫القاع ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫دليل‬
‫ت أو‬ ‫ك َقب ْل َ‬ ‫ت» َ‬
‫قال له ‪َ « :‬ل َعل َ‬ ‫ْب ُن مالِك رضي الله عنه النبي ﷺ َ‬
‫وقال ‪َ « :‬ز َن ْي ُ‬
‫قال ‪َ « :‬أنِ ْك َتها؟»‪ ،‬ال ُي َكني ‪،‬‬
‫رسول الله»‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َغ َم ْز َت أو َن َظ ْر َت؟»‪َ ،‬‬
‫قال ‪« :‬ال‪ ،‬يا‬
‫اللة ‪ :‬أن النبي ﷺ لم ي ِ‬ ‫قال ابن عباس ‪« :‬فعندَ ذلك َأمر برج ِمه»‪ ،‬ووجه الد ِ‬
‫باد ْر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َ‬
‫الحد مما َل َعله ْاش َت َب َه‬
‫عن َ‬‫بم َجر ِد ا ْعتِرافِه‪ ،‬بل َلقنَه ما ُي ْب ِعدُ ه ِ‬
‫الحد عليه ُ‬
‫ِ‬
‫بإِقامة َ‬
‫راره َأ َم َر َبر ْج ِمه ‪.‬‬
‫عليه‪ ،‬فلما َأ َصر على إِ ْق ِ‬

‫(‪ )0‬وذلك حفظا للضروريات الخمس التي هي النفس والدين والنسب والعقل والمال‪ ،‬فشرع‬
‫القصاص حفظا للنفس‪ ،‬وشرع قتل الردة حفظا للدين‪ ،‬وشرع حد الزنا حفظا لألنساب‪ ،‬وشرع حد‬
‫شرب الخمر حفظا للعقل‪ ،‬وشرع حد السرقة حفظا للمال‪ ،‬وزاد بعضهم سادسا‪ ،‬وهو أنه شرع حد‬
‫القذف حفظا للعرض‪ .‬اهـ «الفوائد الجنية» (‪.)033/2‬‬
‫(‪« )2‬الفوائد الجنية» (‪.)033/2‬‬
‫(‪« )3‬المواهب السنية» (‪« ،)033/2‬الجواهر العدنية» (ص‪.)11‬‬
‫(‪ )4‬قوله ‪َ « :‬أن ِ ْك َتها؟» بكسر النون من «النيك»‪ ،‬وقوله ‪« :‬ال ُي َكني» أي ‪ :‬ال يصرح بغير هذه‬
‫اللفظة؛ لن الحدود ال تثبت بالكنايات‪ .‬اهـ «عمدة القاري» (‪.)3/24‬‬
‫(‪« )5‬الجواهر العدنية» (ص‪.)17‬‬
‫‪35‬‬

‫لقاع ِ‬
‫دة ‪:‬‬ ‫أمثلة لِ ِ‬

‫فوطِئَها ظانًّا أنها‬ ‫ِ ِ‬


‫باب النكاحِ ‪َ :‬من َو َجدَ ْامرأة على فراشه َ‬ ‫‪0‬ـ ِمن ِ‬

‫زوج ُته فال ُيقا ُم عليه َحد الزنا؛ لِ ُش ْبهة في الواطِ ِئ ‪.‬‬
‫اب النكاحِ أيضا ‪َ :‬من َن َك َح ْامرأة َثيبة بال َولي وال ُش ُهود‬ ‫‪2‬ـ ِمن ب ِ‬

‫داو َد الظاهري‪.‬‬ ‫لشبهة ِخ ِ‬


‫الف‬ ‫ِ‬ ‫ووطِ َئها فال َحد عليه؛‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫مال ا ْبنِه فال‬
‫مال أبيه أو أب ِمن ِ‬
‫قة ‪ :‬لو سر َق ا ْبن ِمن ِ‬
‫َ َ‬
‫باب الس ِر ِ‬ ‫‪3‬ـ ِمن ِ‬

‫قة ‪.‬‬‫قاق الن َف ِ‬


‫لشبهة ْاستِ ْح ِ‬
‫ِ‬ ‫َحد عليهما؛‬
‫***‬

‫(‪ )0‬وتسمى ‪« :‬شبهة الفاعل»‪« ،‬المواهب السنية» (‪ ،)037/2‬و«الفوائد الجنية» (‪،)037/2‬‬


‫ومن أمثلة شبهة الفاعل ‪:‬‬
‫‪0‬ـ من أكره على الزنا‪ ،‬فال حد عليه؛ لشبهة اإلكراه‪ .‬اهـ «فوائد جنية» (‪.)037/2‬‬
‫‪2‬ـ امرأة اضطرت للطعام‪ ،‬وأبى صاحب الطعام إال أن تمكنه من نفسها‪ ،‬فمكنته لدفع الهالك‬
‫عن نفسها‪ ،‬فال حد عليها وإن لم يجز لها ذلك؛ لنه كاإلكراه‪ ،‬وهو ال يبيح ذلك‪ ،‬وإنما يسقط عنها‬
‫الحد للشبهة‪ ،‬قال الشيخ علي الشبراملسي‪ .‬اهـ «فوائد جنية» (‪.)037/2‬‬
‫(‪ )2‬وتسمى ‪« :‬شبهة الطريق» ‪ :‬بأن يكون حالال عند قوم حراما عند آخرين‪ .‬اهـ «فوائد جنية»‬
‫(‪ ،)037/2‬قال ‪ « :‬ومن أمثلة هذا النوع ‪ :‬النكاح بال شهود فقط‪ ،‬أو بال ولي فقط؛ فإنه ال حد بالوطء‬
‫فيهما على الصحيح؛ لشبهة خالف مالك في الولى‪ ،‬وخالف أبي حنيفة في الثانية»‪ .‬اهـ‬
‫(‪« )3‬الجواهر العدنية» (ص‪ ،)17‬وتسمى ‪« :‬شبهة المحل» ‪ :‬بأن يكون للفاعل في المحل ملك‬
‫أو شبهة‪ .‬اهـ «فوائد جنية» (‪.)037/2‬‬
‫وافق الفراغ من هذه الرسالة يوم االثنين ‪ 23‬شعبان ‪ 26 / 0441‬أبريل ‪.2106‬‬

You might also like