Professional Documents
Culture Documents
دور إدارة المعرفة في تحقيق إستراتيجية التميز في المؤسسة الإقتصادية
دور إدارة المعرفة في تحقيق إستراتيجية التميز في المؤسسة الإقتصادية
االقتصادية
دور إدارة املعرفة يف حتقيق اسرتاتيجية التميز يف املؤسسة
االقتصادية
امللخص:
تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على أثر إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في مؤسسة كوندور،
ولتحقيق أهداف الدراسة تم استخدام االستبيان كأداة رئيسية في جمع البيانات التي تم تحليلها باالعتماد
علي الحزمة اإلحصائية ( ،)SPSSوقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها وجود عالقة تأثير ذات
داللة إحصائية إلدارة املعرفة على تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة محل الدراسة ،مع عدم وجود
فروق ذات داللة إحصائية بين إجابات أفراد العينة حول موضوع الدراسة تعزى إلى االختالف في متغيرات
الشخصية واملهنية،كما قدمت الدراسة في ضوء النتائج املتوصل إليها مجموعة من التوصيات املتعلقة بهذا
املوضوع.
الكلمات املفتاحية :إدارة املعرفة ،استراتيجية التميز ،املعرفة ،اإلبداع.
مقدمة:
تواجه املنظمات الحديثة تحديات كبيرة في ظل التغيرات املستمرة والسريعة التي
تشهدها بيئة األعمال ،حيث تتميز بدرجة عالية من املنافسة ،كما تشهد تطورات في مختلف
املجاالت االقتصادية والسياسية والقانونية وخاصة التكنولوجية ،األمر الذي جعل املنظمات
تسعى إلى تبني توجه جديد للعمل يستجيب لتلك الظروف يعتمد على املعرفة وتطبيقاتها
لهدف تحقيق الريادة والتميز ،إذ تعمل املنظمات على تحديد املعارف التي تمكنها من زيادة
قدرتها التنافسية وتحقيق أهدافها االستراتيجية ،وبالتالي الرفع من قيمتها واالرتقاء بأدائها،
فهي تعتبرها املورد االستراتيجي األساس ي الذي يسمح لها بتحقيق النمو واالستمرارية .وفي هذا
اإلطار برز مفهوم " إدارة املعرفة " كإحدى التطورات الفكرية املعاصرة التي تضمن للمنظمات
توليد املعارف لالستفادة منها في تحقيق التميز.
إن التميز هدف تسعى املنظمة لتحقيقه من خالل تبني استراتيجية تسمح لها بمواجهة
التهديدات واملحافظة على موقعها التنافس ي وتطويره ،مما يؤدي إلى تحقيق التفوق والنجاح،
فاملنظمات الناجحة هي املنظمات املتميزة بجودة منتجاتها ،بإبداعاتها وابتكاراتها ،وتستغل
فرص التطور التكنولوجي الحاصل بالبيئة املحيطة بها ،ولعل من أهم العناصر التي تحقق
هذا الرهان للمنظمات هو أدارة املعرفة ،وبالتالي تبرز فرضية بحثية تتعلق بإدارة املعرفة
وعالقتها باستراتيجية التميز.
تتمحور اإلشكالية املطروحة في هذا البحث حول اإلجابة على السؤال الرئيس ي اآلتي:
ما دور إدارة املعرفة في تحقيق إستراتيجية التميز في املؤسسة االقتصادية بصفة
عامة؟ وفي مؤسسة كوندور للصناعات اإللكترونية واألجهزة الكهرومنزلية بصفة خاصة؟
وتندرج تحت هذا السؤال الرئيس ي ،أسئلة فرعية تسمح بالوصول إلى نتائج تخدم
البحث وهي:
ما مستوى إدارة املعرفة في مؤسسة كوندور للصناعات اإللكترونية واألجهزة
الكهرومنزلية ؟
ما مدى تأثير إدارة املعرفة في تحقيق إستراتيجية التميز في الجودة على مستوى
املؤسسة محل الدراسة؟
445
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
ما مدى تأثير إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في اإلبداع على مستوى
املؤسسة محل الدراسة؟
ما مدى تأثير إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في التكنولوجيا على مستوى
املؤسسة محل الدراسة؟
أوال :فرضيات الدراسة
استنادا إلى إشكالية الدراسة ،تم صياغة فرضيات تنسجم مع موضوع البحث ،التي
سيجري اختبارها ،واستخالص النتائج والتوصيات من خاللها ،ولهذا ينطلق البحث من
الفرضية الرئيسية اآلتية:
نصت الفرضية الرئيسية :على انه "ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لعمليات إدارة
املعرفة على أبعاد استراتيجية التميز".
وتتفرع الفرضية الرئيسية األولى إلى الفرضيات الفرعية اآلتية:
1الفرضية الفرعية األولى :ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لعمليات إدارة املعرفة على
استراتيجية التميز في الجودة "؛
2الفرضية الفرعية الثانية :ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لعمليات إدارة املعرفة على
استراتيجية التميز في اإلبداع"؛
3الفرضية الفرعية الثالثة :ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لعمليات إدارة املعرفة على
استراتيجية التميز في التكنولوجيا".
ثانيا :أهمية الدراسة
تكمن أهمية هذه الدراسة في النقاط اآلتية:
تنبع أهمية هذه الدراسة من أهمية الدور الذي تلعبه إدارة املعرفة في املنظمة .وهو
دور استراتيجي مهم ،إذ يسهم في تعظيم قيمة املنظمة ،ويسهم في تحقيق التميز؛
ويكتسب موضوع إدارة املعرفة أهمية متزايدة اليوم حيث يساعد على تنمية املعرفة
واملهارات والقدرات للموارد البشرية القادرة على العمل في جميع املجاالت وتقديم
منتجات جديدة ،ومن ثم توسيع الحصة السوقية من جهة ،وتعظيم نقاط قوة
املنظمة من جهة أخرى ،وتكسبها ميزة تنافسية تميزها عن غيرها من املنظمات؛
446
مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعدد الخامس عشر
لفت انتباه املنظمة إلى أهمية إدارة املعرفة في بقائها ونموها وتميزها بصفة خاصة،
وهذا بإبراز مدى ضرورة التأقلم والتكيف مع الظروف الحالية للبيئة املتميزة بسرعة
التغير والديناميكية.
ثالثا :أهداف الدراسة
تهدف هذه الدراسة في األساس إلى النقاط التالية:
إثبات أن إدارة املعرفة من أهم األنشطة ألي مؤسسة تزيد االستمرار والنجاح في
األسواق ،وتسعى إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر فعالية وتميزها عن باقي املنافسين؛
لفت انتباه املسيرين في املؤسسات الجزائرية إلى وجود أساليب علمية تسمح لهم
بمسايرة التغيرات االقتصادية والتحكم فيها ومواجهتها حيث تتمحور هذه الطرق
واألساليب حول دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز؛
إبراز أهمية إدارة املعرفة ودورها في تحقيق استراتيجية التميز؛
تشخيص واقع تطبيق املؤسسة محل الدراسة إلدارة املعرفة كأساس تعتمد عليه في
تحقيق التميز.
رابعا :منهجية الدراسة
لتحقيق أهداف الدراسة تم إتباع املنهجين الوصفي والتحليلي ،في دراسة الجزء النظري
لتأصيل املفاهيم املتصلة بموضوع إدارة املعرفة باالعتماد على أحدث األدبيات في هذا
املجال ،منهج دراسة الحالة في الجزء التطبيقي ،وذلك من أجل الوقوف على واقع إدارة
املعرفة واستراتيجية التميز في مؤسسة كوندور للصناعات اإللكترونية واألجهزة الكهرومنزلية،
وتم ذلك من خالل أدوات االستبانة ،املقابلة ،املالحظة.
.Iاإلطار املفاهيمي إلدارة املعرفة
مما ال شك فيه أن مختلف التحديات التي تواجه املؤسسات ،وما رافقها من مظاهر
وقوانين جديدة غيرت بصورة جذرية مفاهيم النظرية االقتصادية التقليدية ،فضال عن
ظهور مجتمعات املعلومات واملعرفة وبالتالي انتقلت املنافسة إلى موارد املعرفة ورأس املال
الفكري مما ساهم في ظهور إدارة املعرفة.
أوال :تعريف إدارة املعرفة
447
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
اختلف الباحثون في تناول مفهوم إدارة املعرفة كل حسب اختصاصه وكذلك بسبب
اتساع هذا امليدان ودينامكيته ،وبالتالي نذكر أهمها:
1إدارة املعرفة "مجال واسع يتكون من خلق ،واقتناء ،وتصنيف وتقاسم املعارف،
واستخدامها وإعادة استخدامها ،واعتبارها كرأسمال للمنظمة"؛1
2إدارة املعرفة "تساهم في زيادة كفاءة العمليات وفعاليتها من جهة واالبتكار وتغيير نوعية
املنافسة من جهة أخرى ،والهدف من إدارة املعرفة هو توليد املعرفة من البيانات
وتحويل هذه املعرفة إلى ميزة تنافسية مستدامة يمكن قياسها ،مثل النجاح في األعمال
التجارية"؛2
3إدارة املعرفة "اإلدارة النظامية الواضحة للمعرفة واملرتبطة بها والخاصة باستحداثها،
وجمعها وتنظيمها ،ونشرها واستخدامها واستغاللها ،وهي تتطلب تحويل املعرفة
الشخصية إلى معرفة تعاونية يمكن تقاسمها بشكل جلي من خالل املؤسسة"؛3
4إدارة املعرفة " هي فن خلق القيمة املضافة من األصول غير امللموسة للمؤسسة"؛4
5إدارة املعرفة "هي إدارة رأس املال الفكري ملصلحة (لفائدة) املؤسسة"؛5
وكتعريف جامع ملا سبق فإن إدارة املعرفة هي مجموع عمليات وإجراءات هدفها توجيه
رصيد املعرفة لدى املؤسسة بهدف خلق قيمة مضافة ملصلحة املؤسسة ،هذه العمليات
تشمل إيجاد وجمع ومشاركة وإعادة تجميع واستخدام األصول الغير ملموسة للمؤسسة.
ثانيا :عمليات إدارة املعرفة
لقد اختلف في حقل إدارة املعرفة حول عمليات أدارة املعرفة وتطبيقها وال على ترتيبها
ومسمياتها ،وبصفة عامة يمكن إجمال عمليات تطبيق إدارة املعرفة في املؤسسة في ستة
عمليات أساسية تبدأ بتشخيص هذه املعرفة وتنتهي بتطبيقها كما يلي:
1تشخيص وحتديد أهداف املعرفة:
يعد تشخيص املعرفة من األمور املهمة في أي برنامج إلدارة املعرفة ،وعلى ضوء هذا
التشخيص يتم وضع سياسات وبرامج العمليات األخرى ،ألن من نتائج عملية التشخيص
تحديد نوع املعرفة املتوافرة ومقارنتها بما هو مطلوب معرفته لتحديد الفجوة املعرفية والجهد
الذي تحتاجه املؤسسة وتحديد األشخاص الحاملين لها ومواقعهم ،6وبهذا تعد عملية
تشخيص املعرفة مفتاحا ألي برنامج إلدارة املعرفة ،وعملية جوهرية رئيسية تساهم مساهمة
مباشرة في إطالق وتحديد شكل العمليات األخرى وعمقها ،7كما تدرك املؤسسات -ال سيما
448
مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعدد الخامس عشر
الصناعية منها -أن املعرفة وإدارتها ليست هي الهدف بل هي وسيلة لتحقيق أهداف املؤسسة،
وتدرك أيضا أن لهذه الوسيلة أهداف معينة ،وبدون تحديد تلك األهداف تصبح مجرد تكلفة
وعملية مربكة وفي ضوء أهداف املعرفة املحددة تعتمد األساليب للعمليات املعرفية األخرى
مثل التوليد ،الخزن ،التوزيع والتطبيق8؛
2توليد وخزن املعرفة:
توليد املعرفة هو خلق وإبداع وابتكار معارف جديدة من خالل العمل ومشاركة جماعات
العمل في املؤسسة لتوليد رأس مال معرفي جديد وإيجاد حلول ملشاكل تعاني منها املؤسسة،
وقد تزود املؤسسة بقدرات تميزها عن غيرها في تحقيق إنجازات ،وخطوط عمل جديدة
والشروع في حل املشكالت ونقل املمارسات األفضل وتطوير مهارات الفنيين ومساعدة اإلدارة
في توظيف املواهب واالحتفاظ بها ،وبذلك تعود املعرفة إلى االبتكار الذي يخلق معرفة
جديدة ،9حيث يجب املحافظة على البيانات واملعلومات وإدامتها ،وتشير عملية خزن املعرفة
إلى الذاكرة التنظيمية ،وعلى املؤسسة أن تحافظ على املعرفة ،ألن فقدانها يعرضها للخسارة
املعنوية واملادية ،وفقدان املعرفة الذي يتم عن طريق األفراد الذين يغادرون املؤسسة
ألسباب مختلفة فيأخذون معهم معرفتهم الضمنية غير املوثقة ،أما املوثقة فتبقى للمؤسسة
لذلك ال بد من توزيع املعرفة واكتسابها بين أفراد املؤسسة عن طريق التدريب لتعزيز معرفة
املستخدمين10؛
3توزيع وتطبيق املعرفة:
على املؤسسة أن تقوم بتوزيع املعرفة التي لديها ولدى األفراد بشكل كفء ،لتوليد
معارف جديدة منها الضمنية املوجودة لدى عقول العاملين وخبراتهم ،حيث أدركت
املؤسسات أهمية املعرفة الضمنية لذلك بادرت على فكرة توزيع قصص النجاح املقنعة
للعاملين مما يمكنهم من استخالص القيمة في سلوكيات األفراد ويسمح بإبداع قصص
جديدة ،وبين )(Alavi and Leidnerأن املؤسسات تعمل على استخدام قنوات توزيع
للمعرفة ،منها ما هو رسمي مثل جلسات التدريب واالتصال الشخص ي والبعض األخر غير
رسمي مثل حلقات الدراسة ،11كما أن هدف إدارة املعرفة يتمثل في العمل على تطبيقها في
املؤسسة وهي من أهم عملياتها من أجل إنتاج معارف جديدة واستخدامها في الوقت املناسب
قبل أن تفقد فرصة استثمارها ،وقد أشار ) (Burkإلى أن املؤسسات الساعية للتطبيق الجيد
للمعرفة عليها تعيين مدير للمعرفة الذي يقع عليه واجب تطبيق املعرفة ،وأن يسعى لتكريس
449
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
ومشاركة املعرفة وأن يؤكد على استخدام وإعادة استخدام تتضمن االتصاالت غير الرسمية
والحصول على تقارير ليتفادى الفجوات ،وقد وفرت التكنولوجيا والتقنيات خاصة في
االنترنت وسائل وأساليب لتطبيق املعرفة مما يسمح بالتعلم الفردي والجماعي ،مما يؤدي
إلى االبتكار ،12كما تساهم املعرفة بشكل مباشر في أداء املؤسسة ،حيث أن أهم استخدامات
املعرفة وتطبيقاتها تتعلق بعملية املساعدة في اتخاذ القرارات الصحيحة في الوقت املناسب
وفي املكان املناسب بشكل صحيح13.
مما سبق يمكن القول أن عمليات إدارة املعرفة تتكامل فيما بينها ،فكل عملية تدعم
العملية التي قبلها والتي تليها ،حيث تبدأ بتشخيص املعرفة املوجودة في املؤسسة ثم تحديد
األهداف ثم توليدها وتخزينها ومن ثم تطويرها ومشاركتها وفي األخير تأتي عملية تطبيق هذه
املعرفة في املؤسسة على كافة مستوياتها ووظائفها املختلفة.
.IIمفهوم اسرتاتيجية التميز
بعد تحديد املنظمة لرسالتها ،ووضع األهداف االستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها،
إضافة إلى ما تم تشخيصه من عوامل البيئة الخارجية والداخلية ،وتحديد الفرص
والتهديدات املحيطة ونقاط القوة والضعف ،تأتي مرحلة طرح البدائل االستراتيجية ودراستها
كخيارات ،لتتمكن بعدها من اختيار البديل االستراتيجي املالئم الذي يميزها عن باقي ملنافسين.
أوال :تعريف اسرتاتيجية التميز
ً
يعتبر التميز مؤشرا لقياس إمكانيات املنظمة وقدرتها على البقاء واالستمرار ،كما أن
املنظمات التي تعمل في بيئة ديناميكية يجب أن تتميز عن بقية املنظمات املنافسة لتبقى،
ومن أهم التعاريف ما يلي:
1تعرف استراتيجية التميز على أنها "السمات والخصائص الفريدة ملنتج الشركة والتي
تقدم قيمة للزبائن"14؛
2وقد أضاف ( )Render & Heizerأنها "تميز العرض للمنظمة باتجاه تقديم قيمة
مضافة إلى الزبائن"15؛
3وتعرف بأنها "خلق االختالف في منتجات أو خدمات الشركة التي تعرضها من خالل
خلق ش يء عن طريق العمليات الصناعية لتقديم ش يء فريد ومتميز للزبون"16؛
450
مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعدد الخامس عشر
4كذلك عرفت بأنها "امتالك املنظمة مدى واسع وواضح من املنتجات أو الخدمات
املميزة وبمواصفات وخصائص مختلفة عن املنافسين والتي يمكن أن تقدم في األسواق
ذات تقسيمات أو أجزاء مختلفة".17
مما سبق ،يمكن القول أن استراتيجية التميز هي قدرة املنظمة على تقديم منتج أو
خدمة متميزة ومتفردة عن املنافسين في مجاالت متعددة كالجودة املتميزة وطبيعة
التكنولوجيا املستخدمة ،وإبداع أو ابتكار أي خدمة أو منتج ال يستطيع املنافسون تقليدها.
ثانيا :جماالت التميز
من البدائل االستراتيجية التي تطرح أمام املنظمة استراتيجية التميز ،التي تتأتى من
خالل تقديم منتج أو خدمة متميزة فريدة للمستهلك ،حيث إن فرص خلق التميز أو التفرد
باملنظمة ال تقتصر على وظيفة أو نشاط معين فيها ،بل قد يظهر في كل فعل تقوم به املنظمة،
من خالل عناصر الجودة واإلبداع واالبتكار والتعلم والتكنولوجيا ،كما هو مبين في ما يلي:
1اسرتاتيجية التميز يف اجلودة:
إن املنظمة وضمن استراتيجية التميز تحرص كل الحرص على أن يكون عرضها مميزا
عن عروض املنافسين ،فتقوم بوضع تصميم مميز ملنتجاتها يسمح لها بالتموضع بين منتجات
املنافسين املتماثلة مع منتجاتها واملعروضة من طرفهم ،وتقوم املؤسسة حسب هذه
االستراتيجية بالبحث املتواصل عن تحسين جودة منتجاتها وإبداع منتجات جديدة تسمح
لها برفع األسعار عن منتجات املنافسين كنتيجة لتمييز منتجاتها مما يسهم في رفع هوامش
الربح ،وضمان تميز منتجاتها لكسب والء وثقة زبائنها18؛
2اسرتاتيجية التميز يف االبتكار واإلبداع:
يعتبر االبتكار واإلبداع قوة في مواجهة تحديات البيئة ،يفض ي إلى تهيئة فرص الرقي
واالزدهار والتميز ،هاتان الخاصيتان تمتاز بهما املنظمات الواعدة التي تقود البيئة وتوجهها
ملصلحتها من خالل تأثيرها في البيئة .فاستمرار االبتكار واإلبداع يحقق للمنظمة ميزات
تنافسية من خالل االستجابة ملتطلبات التميز.
وعليه فإن االبتكار يفتح أمام املنظمة فضاءات فسيحة ال مقاومة فيها وقد حدد
( )Kenney & Nonakaبأن النجاح في مواجهة تحديات املنافسة الشاملة يتم من خالل
تعامل اإلدارة املتفاعل مع حاالت االبتكار الفعال وفي معالجة املعلومات الجديدة واملستجدة
فضال عن ذلك فإن الثبات في السوق ً
وتقديمها على هيئة منتجات تشبع حاجة املجتمع
451
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
والتفوق على املنافسين يجب أن يستند على استراتيجيات جديدة مبتكرة ومنتجات جديدة
ً
فضال عن أساليب تصنيعية وتسويقية جديدة19؛
3اسرتاتيجية التميز يف التكنولوجيا:
تعد التكنولوجيا أحد أهم املوارد االستراتيجية لتعزيز املوقع التنافس ي في املنظمات من
خالل األداء املتميز في ضمان األسبقيات التنافسية التي تؤدي إلى تعظيم األرباح ،ولغرض
االنتفاع من التكنولوجيا في األمد الطويل باعتبارها إحدى االستراتيجيات التنافسية ينبغي
أن يكون هناك موائمة بين الخيارات االستراتيجية والتكنولوجيا من خالل تأثير كل منها في
الظروف البيئية العامة.
مما سبق يمكن القول أن املنظمات التي تسعى لضمان مكانة في سوق شديد املنافسة،
عليها اعتماد استراتيجية التميز ،حيث أن هذه االستراتيجية تضمن للمنظمة إبداع وابتكار
منتجات وطرق أنتاج جديدة ،ذات جودة وتكنولوجيا حديثة ،يصعب على املنافسين تقليدها.
.IIIالدراسة امليدانية
نحاول في هذا الجزء املخصص للجانب امليداني الوقوف على واقع إدارة املعرفة ،وواقع
استراتيجية التميز ،وتبيان وجود عالقة بين هذين املتغيرين في املؤسسة محل الدراسة.
1عرض نتائج الدراسة
بغية الوصول إلى مؤشرات معتمدة تحقق أهداف الدراسة ،وتختبر فرضياتها ثم فحص
البيانات ،وترتيبها ليسهل التعامل معها بواسطة الكمبيوتر باستعمال حزمة تحليل البيانات
اإلحصائية في العلوم االجتماعية ( )SPSS24التي من خاللها تم استخراج الجداول واملقاييس
اإلحصائية املناسبة لهذه الدراسة ،واملتمثلة أساسا فيما يلي:
أوال :حتديد جمتمع الدراسة وخصائصه
يتكون مجتمع الدراسة من موظفي وموظفات اإلدارة العليا ملؤسسة كوندور للصناعات
اإللكترونية والكهرومنزلية ،ويبلغ حجم املجتمع الكلي للدراسة في املؤسسة (102إطار) ،حيث
تم اختيار طريقة املسح الشامل ملجتمع الدراسة ،بحيث تم توزيع ( )95استمارة على العينة
املستهدفة ،وتم استرجاع ( )85استمارة وأستبعد منها ( )02استمارة لعدم صالحياتها بسبب
عدم اكتمال بياناتها األساسية ،وعليه أصبح عدد االستمارات الصالحة للتحليل ()83
استمارة.
ثانيا :ثبات أداة الدراسة (معامل ألفا كرونباخ)
452
مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعدد الخامس عشر
يمثل ألفا كرونباخ االتساق الداخلي ويعبر عن مدى استقرار وثبات الظاهرة ،ويمكن
توضيح ذلك من خالل الجدول اآلتي:
اإلستبيان إستراتيجية التميز إدارة املعرفة املحور
0.84 0.89 0.81 معامل الثبات
الجدول رقم ( :)01اختبار ألفا كرونباخ للصدق والثبات العام لالستبيان
القيمة املحسوبة
معامل االنحدار
معامل االرتباط
مستوى الداللة
املتغير املستقل
ثابت االنحدار
املتغير التابع
التحديد
معامل
()Sig
()R2
()R
()B
()T
()a
()F
إدارة املعرفة
0.000 255.163 15.315 0.725 0.835 0.615 0.896 اإلبداع
0.000 183.125 16.133 0.607 0.641 0.398 0.565 التكنولوجيا
الجدول رقم ( :)03نتائج إختبار الفرضيات الفرعية للفرضية الرئيسية
454
مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعدد الخامس عشر
تعود لعمليات إدارة املعرفة ،وقد أظهر اختبار ( )Fبأن نموذج االنحدار بشكل عام ذو داللة
إحصائية.
كما أن مستوى الداللة ( )Sig= 0.000أقل من مستوى املعنوية ( )0.05وبهذه النتائج
ترفض الفرضية الصفرية لتحل محلها الفرضية البديلة القائلة" :توجد عالقة تأثير معنوية
لعمليات إدارة املعرفة في زيادة الجودة".
2الفرضية الفرعية الثانية
نصت الفرضية الفرعية الثانية على أنه" :ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لعمليات إدارة
املعرفة (اكتساب املعرفة ،تخزين املعرفة ،توزيع املعرفة ،تطبيق املعرفة) على اإلبداع".
يتضح من نتائج تحليل االنحدار الخطي البسيط الذي أستخدم ملعرفة ما إذا كان هناك
أثر لعمليات إدارة املعرفة على اإلبداع باملؤسسة محل الدراسة وجود عالقة تأثير موجبة
وذات داللة إحصائية ،إذ بلغت قيمة معامل االنحدار ( ،)0.615في حين بلغ معامل االرتباط
بين املتغيرين ( ،)0.835وهذه املعامالت -معامل االنحدار واالرتباط -ذات داللة إحصائية عند
مستوى داللة ( )a=0.05وهذا ما أوضحه اختبار ( ،)tمما يدل على أن عمليات إدارة املعرفة
تساهم في تحقيق اإلبداع ،أما القابلية التفسيرية لنموذج االنحدار املتمثلة في معامل التحديد
( )2Rفقد بلغت ( )0.725مما يعني أن نسبة ( )%72.5من املتغيرات في اإلبداع تعود لعمليات
إدارة املعرفة ،وقد أظهر اختبار ( )Fبأن نموذج االنحدار بشكل عام ذو داللة إحصائية.
كما أن مستوى الداللة ( )Sig= 0.000أقل من مستوى املعنوية ( )0.05وبهذه النتائج
ترفض الفرضية الصفرية لتحل محلها الفرضية البديلة القائلة" :توجد عالقة تأثير معنوية
لعمليات إدارة املعرفة في تنمية القدرة على اإلبداع".
3الفرضية الفرعية الثالثة
نصت الفرضية الفرعية الثانية على أنه" :ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية لعمليات إدارة
املعرفة (اكتساب املعرفة ،تخزين املعرفة ،توزيع املعرفة ،تطبيق املعرفة) على التكنولوجيا".
يتضح من نتائج تحليل االنحدار الخطي البسيط الذي أستخدم ملعرفة ما إذا كان هناك
أثر لعمليات إدارة املعرفة على التكنولوجيا باملؤسسة محل الدراسة وجود عالقة تأثير موجبة
وذات داللة إحصائية ،إذ بلغت قيمة معامل االنحدار ( ،)0.398في حين بلغ معامل االرتباط
بين املتغيرين ( ،)0.641وهذه املعامالت _معامل االنحدار واالرتباط_ ذات داللة إحصائية
عند مستوى داللة ( )a=0.05وهذا ما أوضحه اختبار ( ،)tمما يدل على أن عمليات إدارة
455
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
املعرفة تساهم في تحسين التكنولوجيا املستخدمة ،أما القابلية التفسيرية لنموذج االنحدار
املتمثلة في معامل التحديد ( )2Rفقد بلغت ( )0.607مما يعني أن نسبة ( )%60.7من املتغيرات
في اإلبداع تعود لعمليات إدارة املعرفة ،وقد أظهر اختبار ( )Fبأن نموذج االنحدار بشكل عام
ذو داللة إحصائية.
كما أن مستوى الداللة ( )Sig= 0.000أقل من مستوى املعنوية ( )0.05وبهذه النتائج
ترفض الفرضية الصفرية لتحل محلها الفرضية البديلة القائلة" :توجد عالقة تأثير معنوية
لعمليات إدارة املعرفة في تنمية القدرة على استخدام التكنولوجيا املناسبة".
ثالثا :اختبار الفرضية الرئيسية
لقد تم اختبار الفرضية الرئيسية والتي مفادها أنه" :ال يوجد أثر ذو داللة إحصائية
لعمليات إدارة املعرفة على تحقيق استراتيجية التميز بنفس الطريقة التي تم من خاللها
اختبار الفرضيات الفرعية ،حيث كانت النتائج كما يلي:
القيمة املحسوبة
معامل االنحدار
معامل التحديد
مستوى الداللة
معامل االرتباط
املتغير املستقل
ثابت االنحدار
(R (pearson
املتغير التابع
قيمة ()T
()sig
()R2
()B
()a
()F
استراتيجية إدارة
0.000 51.285 5.455 0.521 0.654 -0.420 0.789
املعرفة التميز
الجدول رقم ( :)04نتائج اختبار الفرضية الرئيسية
لعمليات إدارة املعرفة ،وقد أظهر اختبار ( )Fبأن نموذج االنحدار بشكل عام ذو داللة
إحصائية.
كما أن مستوى الداللة ( )sig=0.000أقل من مستوى املعنوية ( ،)0.05وعليه ترفض
الفرضية الصفرية لتحل محلها الفرضية البديلة القائلة" :توجد عالقة تأثير معنوية لعمليات
إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز".
من خالل نتائج التحليل اإلحصائي واختبار الفرضية الرئيسية تم التأكد من وجود
تأثير لعمليات إدارة املعرفة على استراتيجية التميز في املؤسسة محل الدراسة.
اخلامــــــة
إن التحول إلى اقتصاد املعرفة وما صاحبه من تغييرات انعكست على واقع نظام
األعمال ،فرض على املنظمات املعاصرة ضرورة التحول نحو االهتمام باألصول الفكرية ،األمر
الذي جعل أسلوب إدارة املعرفة من أهم أساليب اإلدارة الحديثة والذي يلقى اهتماما بين
كافة الدارسين والباحثين على حد سواء في ظل التحول نحو تبني مفاهيم تكسب املنظمات
التميز في عدة جوانب ،حيث أن تحقيق التميز مرتبط إلى حد بعيد بانتهاج املنظمة وتبنيها
الستراتيجيات تنافس تساعدها على تحقيق املزايا التنافسية والريادةً ،
بناء على ما تمتلكه
من موارد وكفاءات وخاصة املعرفية منها ،حيث تسمح لها بالتميز بمجاالت الجودة االبتكار
واإلبداع ،املعرفة ،والتكنولوجيا.
فإدارة املعرفة أصبحت من أهم األنشطة التي تسعى إلى اكتشاف طرق جديدة أكثر
فعالية من تلك املستعملة من قبل املنافسين ألي مؤسسة أعمال تريد االستمرار والنجاح في
األسواق ،والتوصل إلى عنصر تفوق من خالل التركيز على الجودة ،واالبتكار واإلبداع ،واملعرفة
والتكنولوجيا وهو ما يمكنها من تحقيق استراتيجية التميز وبالتالي تحقيق أهداف املنظمة ما
يمكنها من االستمرار والنمو.
نتائج الدراسة:
تم التوصل من خالل الدراسة إلى مجموعة من النتائج ،كاآلتي:
أوال :النتائج النظرية
من خالل الدراسة النظرية تم التوصل إلى النتائج النظرية اآلتية:
1أن جوهر إدارة املعرفة عملياتها الرامية إلى تشخيص املعرفة وتحديد أهدافها،
وتوليدها وتوزيعها وخزنها ومشاركة األفراد فيها وتطبيقها؛
457
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
2تستهدف إدارة التميز إيجاد رؤية شاملة يتم في ضوئها صنع واتخاذ القرارات إلدارية
املالئمة لخلق قيم ومنافع ألصحاب املصالح في املنظمة؛
3إدارة التميز كفلسفة حديثة هي أكثر من ضرورة للمنظمات الجزائرية الساعية للبقاء
واالستمرار في ظل بيئة مليئة بالتحديات ،وكذا زيادة حدة املنافسة ،وخاصة بعد توجه
االقتصاد نحو االنفتاح وفتح األسواق أكثر وتحرير التجارة من خالل االنضمام إلى
املنظمة العاملية للتجارة؛
4إذا ما توفرت مدخالت التميز وإذا تم القيام بالعمل اإلداري على أكمل وجه ،فإن
مخرجات منظومة التميز تتحقق من خالل منتجات ذات جودة عالية ،ومبدعة وذات
تكنولوجيا حديثة ،وبالتالي خلق منافع ألصحاب املصالح.
ثانيا :النتائج التطبيقية
أما عن الدراسة التطبيقية التي أجريت في مؤسسة كوندور برج بوعريريج ،توصلنا إلى
النتائج اآلتية:
-1اتضح أن مستوى إدارة املعرفة من خالل اختبار عملياتها هو مستوى قوي ،ويرجع
ذلك المتالك املؤسسة إلمكانات مادية وبشرية ساعدتها على توليد ،نشر ،تطبيق
وتوزيع املعرفة إضافة إلى طبيعة نشاط املؤسسة الذي يعتمد على املوجودات
التكنولوجية والفكرية للمؤسسة؛
-2املؤسسة محل الدراسة طموحة ،والطموح من خصائص املبدعين فهي تسعى إلى
تحقيق التميز فيما تقدمه لزبائنها ،كما أنها تسعى إلى اكتساب زبائن جدد وأسواق
جديدة ،كما تحاول أيضا من خالل استراتيجياتها املتبعة إلى تقديم أفضل الخدمات
لضمان الوالء الدائم من زبائنها؛
-3أكدت الدراسة الدور الذي تلعبه إدارة املعرفة في تعزيز كل من الجودة واإلبداع
والتكنولوجيا ،من خالل اتخاذ املؤسسة إجراءات تساعد علي تفعيل االتصال وتبادل
املعارف بين العاملين ،والقيام بإحداث تغييرات جذرية من خالل استخدام
التكنولوجيات الحديثة واستعمال أنظمة الكمبيوتر في عملياتها اإلدارية ،كما قامت
املؤسسة بإبداع طرق جديدة لتعديل وتحسين عملياتها الخدمية ،وأدخلت املؤسسة
تقنيات جديدة للعمل علي رفع خدماتها مقارنة باملنافسين.
قائمة املراجع
458
مجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعدد الخامس عشر
بن جدو محمد األمين ،دور إدارة الكفاءات في تحقيق استراتيجية التميز ،مذكرة ضمن -
متطلبات الحصول على شهادة املاجستير ،تخصص اإلدارة االستراتيجية ،جامعة
سطيف.2013 ،1
جمال يوسف بدير ،اتجاهات حديثة في إدارة املعرفة واملعلومات ،دار كنوز املعرفة -
العلمية للنشر والتوزيع ،الطبعة األو َل.2010 ،
خضر مصباح اسماعيل طيطي ،إدارة املعرفة التحديات والتقنيات والحلول ،دار -
الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2010 ،
سالم سليمان يحي الصبار ،واخرون ،االبتكار واإلبداع قوة للمنظمة في مواجهة -
تحديات العوملة ،مجلة اإلدارة واالقتصاد ،العدد ،72العراق.2008 ،
عبد الرحمن الجاموس ،إدارة املعرفة في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر ،عمان، -
األردن.2013 ،
علي عبد هللا وبوسهوة نذير ،دور إدارة املعرفة في تعزيز اإلبداع للمنظمة ،مداخلة -
مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدولي حول :اإلبداع والتغيير التنظيمي في املنظمات
ْ
الحديثة ،جامعة سعد دحلب البليدة ،الجزائر.2011 ،
فالح حسن الحسيني ،اإلدارة االستراتيجية مفاهيمها مداخلها عملياتها املعاصرة: -
الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر ،عمان.2000 ،
نعيم إبراهيم الظاهر ،إدارة املعرفة ،دار جدار للكتاب العالمي ،عمان ،األردن.2009 ، -
459
د /أحسين عثماني ،أ /عمران الزين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ دور إدارة املعرفة في تحقيق استراتيجية التميز في املؤسسة
االقتصادية
- Lumpkin & Dess & Eisner, Strategic Management creating
competitive advantages, 3th ed., McGraw-Hill Irwin, Companies,
Inc., new York,,2007.
اهلوامش:
1
-Krishna Nath Pandey, paradigms of knowledge management, with systems
modeling case studies, series editor, volume 60, springer india 2016, p:01.
2
- Klaus North and Gita Kumta, knowledge management, value creation through
organizational learning, Springer International Publishing Switzerland, 2014; p: 24.
-3نعيم إبراهيم الظاهر ،إدارة املعرفة ،دار جدار للكتاب العالمي ،عمان ،األردن ،2009 ،ص.77 :
4
- Elias M,awad. Knowledge Management, Pearson education, second imp, 2008,
p :27.
5
- Elei Geisler and milmini wickra masinghe, principle of knowledge management,
M.E SHAPE Londone. 2009, p :05.
-6جمال يوسف بدير ،اتجاهات حديثة في إدارة املعرفة واملعلومات ،دار كنوز املعرفة العلمية للنشر والتوزيع ،الطبعة األو َل،
،2010ص.61 :
-7عبد الرحمن الجاموس ،إدارة املعرفة في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،2013 ،ص.108 :
-8علي عبد هللا وبوسهوة نذير ،دور إدارة املعرفة في تعزيز اإلبداع للمنظمة ،مداخلة مقدمة ضمن فعاليات امللتقى الدولي
ْ
حول :اإلبداع والتغيير التنظيمي في املنظمات الحديثة ،جامعة سعد دحلب البليدة ،الجزائر ،2011 ،ص.08 :
-9جمال يوسف بدير ،مرجع سابق ،ص ص.62-61 :
-10نفس املرجع ،ص .62:
-11علي عبد هللا وبوسهوة نذير ،مرجع سابق ،ص.08 :
-12جمال يوسف بدير ،مرجع سابق ،ص.62 :
-13خضر مصباح اسماعيل طيطي ،إدارة املعرفة التحديات والتقنيات والحلول ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان،األردن،
،2010ص.105 :
14
-Hill, Terry: Operations Management: Strategic Context and Managerial
Analysis, Macmillan Business: London, 2001, p.160.
15
-Heizer, Jay, and Barry Render : Operations Management, 8th ed., Prentice-Hall,
Inc., New Jersey, 2006, p.36.
16
-Lumpkin & Dess & Eisner, Strategic Management creating competitive
advantages, 3th ed., McGraw-Hill Irwin, Companies, Inc., new York,,2007, p.168.
-17فالح حسن الحسيني ،اإلدارة اإلستراتيجية مفاهيمها مداخلها عملياتها املعاصرة :الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر ،عمان،
،2000ص .27
-18بن جدو محمد األمين ،دور إدارة الكفاءات في تحقيق إستراتيجية التميز ،مذكرة ضمن متطلبات الحصول على شهادة
املاجستير ،تخصص اإلدارة اإلستراتيجية ،جامعة سطيف ،2013 ،1ص.58 :
-19سالم سليمان يحي الصبار ،واخرون ،اإلبتكار واإلبداع قوة للمنظمة في مواجهة تحديات العوملة ،مجلة اإلدارة واالقتصاد،
العدد ،72العراق ،2008 ،ص.47 :
460