Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫المستوى ‪:‬‬ ‫اللغة العربية‬ ‫مركز تحضير شهادة التقني العالي ‪.

‬‬
‫السنة الثانية ‪BTS‬‬ ‫المحور ‪ :‬التنبؤ العلمي ومستقبل االنسان‬ ‫الثانوية التقنية بشيشاوة‬

‫والواقع أن التنبؤ بكثير من االكتشافات العلمية قد ال يستلزم اإلمساك بورق وأقام لتنصب عصارة األفكار على‬
‫هيئة معادالت رياضية‪ ،‬لتوضح النظم البديعة التي تقوم عليها األكوان الصغيرة والكبيرة‪-‬أي الذرات واألفالك‪-‬بل إن‬
‫التصور أو الخيال قد يلعب دورا هاما في ذلك‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بمستقبل الحياة على هذا الكوكب‪ .‬لكن الخيال هنا نوعان‬
‫‪ ..‬نوع منه خيال محض‪ ،‬أو هو ممعن في تصورات ال تقوم على أساس متين‪ ،‬وهذا قد ال يتحقق على اإلطالق‪ ،‬ألنه فوق‬
‫طاقة اإلنسان‪ ،‬أو يقع فيما وراه حدودنا العلمية‪ ،‬ومجال ذلك يقع في الروايات السينمائية التي تسلي الناس وتثيرهم‪ ،‬وتشحذ‬
‫خيالهم‪ ..‬فالتنبؤ الذي يشير مثال إلى نجاح العلم في المستقبل في نقل اإلنسان أو األشياء من مكان إلى مكان بسرعة‬
‫الضوء‪-‬أي بسرعة ‪ 681‬ألف ميل في الثانية‪ ،‬هو نوع من التنبؤ الخرافي‪ ،‬حتى ولو تأسس ظاهريا فقط على فكرة‬
‫علمية‪.‬ومن النبوءات الخيالية الرديئة أيضا تلك التي تشير إلى إمكان اختراع جهاز حساس ليلتقط الموجات الصوتية للبشر‬
‫الذين سبقونا على هذا الكوكب بمئات أو آالف السنوات ‪ ..‬أي كأنما أصواتهم ما زالت موجودة و«مجمدة» في الهواء‪،‬‬
‫وهذا‪-‬بال شك‪ -‬هراء‪ ،‬فبمجرد خروج الموجات الصوتية (أو األصوات)‪ ،‬فإنها تضيع هباء‪ ،‬هذا ما لم نلتقطها في التو‬
‫واللحظة بواسطة أجهزة استقبال‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فهناك نبوءات كانت تبدو في عصرها خيالية تماما‪ ،‬وكان الناس وبعض العلماء ال يأخذونها على‬
‫محمل الجد‪ ،‬بل كانت في نظرهم نوعا من الترف الفكري‪ ،‬أو التصور المسلي‪ ،‬لكنها قد تحققت‪ ،‬فبرغم أنها تبدو غير‬
‫منطقية وال عادية فإنها قد اعتمدت على بعض أسس علمية يمكن تحقيقها مستقبال‪.‬‬
‫فمن التنبؤات العظيمة التي ذكرها لنا دكتور اسحق آزيموف في كتابه نحو الند» تلك النبوءة التي نشرها الكاتب‬
‫العلمي المعروف آرثر كالرك في مجلة عالم الالسلكي» عام ‪ ،6491‬وفيها يشير إلى أنه باإلمكان تصميم شبكة من‬
‫االتصاالت اإلليكترونية ذات الكفاءة العالية‪ ،‬ليس هنا على األرض‪ ،‬بل على ارتفاع ‪ 22‬ألف ميل في مكان ما بالفضاء‪،‬‬
‫يقع بالتحديد فوق خط االستواء‪ ،‬وانه باإلمكان تثبيت مكان هذا التصميم‪ .‬اإلليكتروني فوق بقعة محددة من سطح الكوكب‬
‫في حالة دورانه حول األرض مرة كل ‪ 29‬ساعة‪ ،‬ليس ذلك حسب‪ ،‬بل يمكن تغطية سطح الكرة األرضية كلها بشبكة من‬
‫االتصاالت ثالثة فقط من هذه التصميمات موزعة في الفضاء على مسافات محددة ‪ ..‬هذا باإلضافة إلى إمكان تشغيل هذه‬
‫التصميمات في إرسال البرامج التليفزيونية على قنوات مختلفة‪ ،‬واستخدامها كذلك لالتصاالت الهاتفية عن طريق عدد كبير‬
‫من الموجات ذات األطوال المختلفة‬
‫أن مثل هذه النبوءة كانت تعتبر حلما في ذاك الزمان‪ ،‬لكنه حلم نابع من مفكر ألمعي وبعيد النظر‪ ،‬ولقد تحقق‬
‫الحلم بالفعل في خالل عشرين عاما عندما نجح اإلنسان في إطالق أول قمر صناعي لالتصاالت‪-‬هو الطائر المبكر (ايرلي‬
‫بيرد ‪ )Early Bird‬في عام ‪ ،6411‬وبه أمكن نقل ‪ 292‬دائرة صوتية (أو هاتفية)‪ ،‬وقناة تلفزيونية‪ ،‬ثم تطورت األمور‬
‫بعد ست سنوات إلى األحسن‪ ،‬فوصلت كفاءة اإلرسال إلى ‪ 1222‬دائرة صوتية‪ ،‬و ‪ 62‬قناة تليفزيونية‪ ،‬وأصبحت األقمار‬
‫الصناعية التي تدور فوق سطح األرض على ارتفاع ‪ 22‬ألف ميل من أعظم إنجازات التكنولوجيا‪ ،‬بحيث جعلت كوكبنا‬
‫وكأنما هو يعيش بين أيدينا‪ ،‬ويقع تحت أبصارنا‪.‬‬
‫وحتى تجل التوصل إلى صنع أول قنبلة ذرية‪ ،‬تنبأ القليل جدا من العلماء وبعض كتاب الخيال بإمكان تحرير الطاقة‬
‫الكامنة في المادة‪ ،‬ولقد كان ه‪ .‬ج‪ .‬ويلز أول من تعرض لذلك في عام ‪ ،6426‬بل وأطلق على تلك الطاقة اسم القنبلة‬
‫الذرية‪ ،‬لكن نبوءته قد بنيت على خيط واه‪ ،‬إذ لم يكن أحد يعرف شيئا عن تكوين نواة الذرة قبل ذلك مثال بعشر سنوات‪،‬‬
‫وكل مما عرف هو أن بعض الذرات غير المستقرة تطلق إشعاعات‪ ،‬لكن ذلك لم يكن يعني شيئا ذا بال‪ ..‬ال للعلماء‬
‫« التجريبيين‪ ،‬وال للنظريين‪ .‬فواحد مثل اينشتاين قد توصل إلى المعادلة التي أشرنا إليها قبل ذلك عن تحرير الطاقة من‬
‫المادة‪ ،‬لكنه لم يتنبأ بإمكان تحقيقها‪ ،‬ورغم أن ويلز قد كتب عنها‪ ،‬فإنه لم يتعرض لخطوة واحدة من الخطوات التي يمكن‬
‫أن يتم بها إنتاج القنابل الذرية‪.‬‬
‫و قد تنشأ التنبؤات المستقبلية من حصيلة المعلومات التي تتجمع بين أيدينا‪ ،‬وقد تتحقق هذه التنبؤات في أجيالنا‬
‫الحالية‪ ،‬فيكون لها تأثير مباشر على حياة الناس‪ ،‬أو قد تكون هذه التنبؤات بعيدة المدى‪ ،‬ولهذا قد ال تلفت انتباهنا‪ ،‬ألنها ال‬
‫تؤثر في حياتنا تأثيرا مباشرا‪.‬‬
‫المصدر مجلة عالم المعرفة – ديسمبر ‪ " 6486‬النبؤ العلمي ومستقبل االنسان "‬
‫عبد الحي صالح ‪ ،‬ص ‪ 21‬وما بعدها – بتصرف‪.‬‬
‫األسئلة ‪:‬‬
‫‪ -6‬اشرح ما يلي ‪ :‬التنبؤ العلمي – الخيال – المعين ‪.‬‬
‫‪ -2‬استخرج من النص أمثلة للتنبؤات العلمية ‪.‬‬
‫‪ -3‬بين وظيفة المثال في النص ‪.‬‬
‫‪ -9‬ناقش قول الكاتب ‪ " :‬وقد تنشأ التنبؤات المستقبلية من حصيلة المعلومات التي تتجمع بين أيدينا‪ ،‬وقد تتحقق هذه‬
‫التنبؤات في أجيالنا الحالية‪ ،‬فيكون لها تأثير مباشر على حياة الناس‪ ،‬أو قد تكون هذه التنبؤات بعيدة المدى‪،‬‬
‫ولهذا قد ال تلفت انتباهنا‪ ،‬ألنها ال تؤثر في حياتنا تأثيرا مباشرا" ‪.‬‬
‫‪ -1‬اكتب فقرة تلخص فيها مضامين النص ‪ ،‬مبديا رايك الخاص حول أهمية التنبؤات العلمية في بناء مستقبل‬
‫االنسان ‪.‬‬

You might also like