Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫المبحث الثاني ‪ :‬أنواع العام وأقسامه‬

‫وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنواع العام وأقسامه‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬بيان الفرق بين العام يراد به الخصوص والعام المخصوص‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أمثلة العام في القرآن الكريم‬


‫المطلب األول ‪ :‬أنواع العام وأقسامه‬
‫قسم العلماء العام إىل ثالثة أقسام ‪ ،‬وهي ‪ :‬العام مطلقا ‪ ،‬والعام يراد به الخصوص ‪ ،‬والعام المخصوص ‪.‬‬
‫وسيأيت لك البيان لكل منها مع األمثلة والشرح فيما يلي ‪:‬‬

‫أوال ‪ ،‬العام مطلقا ‪ :‬واملقصود بذلك هو العام الذي ال حيتمل التخصيص بأي قرينة ‪ ،‬إذ ما من عام إال ويتخيل‬
‫فيه التخصيص ‪ ،‬وهو كثري يف القرءان كما قال الزركشي ‪ 1.‬ومثال على ذلك كثري منها ‪:‬‬

‫قوله تعاىل يف سورة النساء االية ‪َ { : 176‬واللَّهُ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء } ‪ .‬ومعناه إطالق العلم بكل شيء ‪ ،‬سواء‬ ‫‪‬‬
‫أكان حاضرة أو غيبية ‪ .‬قال ابن كثري ‪ " :‬أي ‪ :‬هو عامل بعواقب األمور ومصاحلها وما فيها من اخلري‬
‫لعباده ‪ ،‬وما يستحقه كل واحد من القرابات حبسب قربه من املتوىف "‪ . 2‬وقال السعدي ‪ " :‬أي‪ :‬عامل‬
‫بالغيب والشهادة واألمور املاضية واملستقبلة‪ ،‬ويعلم حاجتكم إىل بيانه وتعليمه‪ ،‬فيعلمكم من علمه الذي‬
‫‪3‬‬
‫ينفعكم على الدوام يف مجيع األزمنة واألمكنة ‪".‬‬

‫وقوله تعاىل ‪َ { :‬و َما ِم ْن َدابٍَّة فِي اأْل َْر ِ‬


‫ض إِاَّل َعلَى اللَّ ِه ِر ْز ُق َها? }‪ 4‬أي كل ما جاء من رزق فمن اهلل ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وهو تقرير لسنته سبحانه وتعاىل وتدبريه ال تتخصص وال تتبدل بأي شيء ‪ ،‬فاللفظ العام هنا يقتضي‬
‫العموم مطلقا‪ ،‬ال حيتمل أن يراد به اخلصوص ‪ .‬قال السعدي ‪ " :‬أي‪ :‬مجيع ما دب على وجه األرض‪ ،‬من‬
‫‪5‬‬
‫آدمي ‪ ،‬أو حيوان بري أو حبري ‪ ،‬فاهلل تعاىل قد تكفل بأرزاقهم وأقواهتم ‪ ،‬فرزقها على اهلل ‪".‬‬

‫ت َعلَْي ُك ْم أ َُّم َهاتُ ُك ْم } ‪ ،‬أي حترمي زواج‬


‫وكذلك يف قوله تعاىل يف سورة النساء االية ‪ُ { : 23‬ح ِّر َم ْ‬ ‫‪‬‬
‫األمهات ولفظ العموم ال يفيد التخصيص ‪ .‬قال البغوي يف تفسريه ‪ " :‬وهي مجع أم فيدخل فيهن اجلدات‬

‫‪1‬‬
‫مباحث في علوم القرءان لمناع القطان ‪ ،‬باب العام والخاص ‪ ،‬ص ‪230‬‬
‫‪2‬‬
‫تفسير القران العظيم البن كثير (تفسير ابن كثير)‪ ، %‬سورة النساء االية ‪176 :‬‬
‫‪3‬‬
‫تيسير الكريم الرحمن في تفسير‪ %‬كالم المنان للسعدي (تفسير السعدي) ‪ ،‬سورة السابقة‬
‫‪4‬‬
‫سورة هود االية ‪6 :‬‬
‫‪5‬‬
‫تفسير السعدي ‪ ،‬سورة هود االية ‪6 :‬‬
‫وإن علون من قبل األم ومن قبل األب "‪ . 6‬وقال السعدي ‪ " :‬األم يدخل فيها كل من هلا عليك والدة ‪،‬‬
‫وإن بعدت ‪ ...‬اخل "‪. 7‬‬

‫وثانيا ‪ ،‬العام الذي يراد به الخصوص ‪ :‬وهو لفظ العام الذي يفيد االحتمال على اخلصوص ‪ ،‬وصحبته قرينة‬
‫تنفي البقاء على عمومه ‪ .‬وإليك املثال مع التوضيح كاالآيت ‪:‬‬
‫ال ل َُهم الن ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫َّاس إ َّن الن َ‬
‫َّاس قَ ْد َج َمعُوا لَ ُك ْم فَا ْخ َش ْو ُه ْم }‪ 8‬فكلميت "الناس" يف االية‬ ‫ين قَ َ ُ ُ‬ ‫قوله تعاىل ‪ { :‬الذ َ‬ ‫‪‬‬
‫ظاهرمها عامة ولكن املراد بالناس األوىل هو نعيم بن مسعود األشجعي والناس الثانية أليب سفيان ‪ ،‬واللفظ‬
‫عام ومعناه خاص نظرا إىل سبب نزول االية وفيه ما رواه البخاري عن ابن عباس ‪ " :‬حسبنا اهلل ونعم‬
‫الوكيل قاهلا إبراهيم عليه السالم حني ألقي يف النار وقاهلا حممد صلى اهلل عليه وسلم حني قالوا إن الناس‬
‫‪9‬‬
‫قد مجعوا لكم فاخشوهم فزادهم إميانا وقالوا حسبنا اهلل ونعم الوكيل "‬

‫ويف سورة التوبة االية ‪َ { : 120‬ما َكا َن أِل َْه ِل ال َْم ِدينَ ِة َو َم ْن َح ْول َُهم ِّم َن اأْل َ ْعر ِ‬
‫اب أَن َيتَ َخلَّ ُفوا َعن‬ ‫‪‬‬
‫َ‬
‫ول اللَّ ِه َواَل َي ْرغَبُوا بِأَن ُف ِس ِه ْم َعن َّن ْف ِس ِه } ‪ ،‬ففي هذه االية أمر اهلل على أهل املدينة واألعراب أن‬ ‫َّر ُس ِ‬
‫يشرتكوا مع رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم واللفظ العام لكن املراد به خصوصا للقادرين عليه ‪َّ ،‬‬
‫ألن‬
‫الع َجزة ‪ ،‬وقد ذكر اهلل على صفة العجزة يف االية التامة وهي نصب وخممصة‬
‫العقل ال يقضي خبروج َ‬
‫‪10‬‬
‫راد به العموم ‪.‬‬
‫مراد به اخلصوص ‪ ،‬وال حيتمل أن يُ َ‬
‫وموطئا وغريها ‪ ،‬فهذا عام ٌ‬

‫احتمال ختصيصه‪ ‹،‬وال قرينة تنفي َداللتَه‬


‫َ‬ ‫تصحبه قرينةٌ تنفي‬
‫ْ‬ ‫وثالثا ‪ ،‬عام مخصوص ‪ :‬وهو العام املطلَق الذي مل‬
‫وردت فيها ِصيغ العموم ‪ ،‬مطلَقة عن قرائِ َن لفظية‪ ،‬أو عقلية ‪ ،‬أو عرفية‬
‫ْ‬ ‫على العموم ‪ ،‬مثل أكثر النصوص اليت‬

‫‪6‬‬
‫معالم التنزيل للبغوي (تفسير‪ %‬البغوي) ‪ ،‬سورة النساء االية ‪23 :‬‬
‫‪7‬‬
‫تفسير السعدي ‪ ،‬سورة النساء االية ‪23 :‬‬
‫‪8‬‬
‫سورة آل عمران االية ‪173 :‬‬
‫‪9‬‬
‫صحيح البخاري ‪ ،‬كتاب تفسير القرءان ‪ ،‬باب إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ‪ ،‬سورة آل عمران ‪ ،‬رقم الحديث ‪4287 :‬‬
‫‪10‬‬
‫انظر ‪ :‬سورة التوبة االية ‪120 :‬‬
‫يقوم الدليل على ختصيصه ‪ 11.‬ومثال ذلك كما قوله‬
‫ظاهر يف العموم ‪ ،‬حىت َ‬
‫تُعنِّي العموم أو اخلصوص ‪ ،‬وهذا ٌ‬
‫تعاىل ‪:‬‬

‫ض ِم َن الْ َخ ْي ِط‬‫ط اأْل َْبيَ ُ‬‫ص َن }‪ 12‬وقوله تعاىل ‪َ { :‬و ُكلُوا َوا ْش َربُوا َحتَّى َيتََبيَّ َن لَ ُك ُم الْ َخ ْي ُ‬ ‫{ َوال ُْمطَلَّ َق ُ‬
‫ات َيَت َربَّ ْ‬
‫‪14‬‬
‫اع إِل َْي ِه َسبِياًل }‬
‫استَطَ َ‬ ‫ت َم ِن ْ‬ ‫َّاس ِح ُّج الْب ْي ِ‬
‫َ‬ ‫َس َو ِد ِم َن الْ َف ْج ِر }‪ 13‬وكذلك يف قوله تعاىل ‪َ { :‬ولِلَّ ِه َعلَى الن ِ‬ ‫اأْل ْ‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬بيان الفرق بين العام يراد به الخصوص والعام المخصوص‬
‫أوال ‪ ،‬نظرا يف التعريف ‪ :‬أن العام الذي يراد به الخصوص هو العام الذي صاحبته حني النطق به قرينة دالة على‬
‫احتمال‬
‫َ‬ ‫تصحبه قرينةٌ تنفي‬
‫ْ‬ ‫أنه مراد به اخلصوص ال العموم ‪ ،‬وأما العام المخصوص فهو العام املطلَق الذي مل‬
‫ختصيصه‪ ،‬وال قرينة تنفي َداللتَه على العموم ‪.‬‬

‫وثانيا ‪ ،‬يف املراد ‪ :‬أن العام المراد به الخصوص ال يراد مشوله جلميع األفراد من أول األمر‪ ،‬ال من جهة تناول‬
‫اللفظ‪ ،‬وال من جهة احلكم‪ ،‬بل هو ذو أفراد استعمل يف فرد واحد منها أو أكثر ‪ .‬وأما العام المخصوص فأريد‬
‫عمومه ومشوله جلميع األفراد من جهة تناول اللفظ ال من جهة احلكم ‪.‬‬

‫َّاس} وإن كان ًّ‬ ‫َّ ِ‬


‫وحكما سوى فرد‬
‫ً‬ ‫عاما إال أنه مل يرد به لفظًا‬ ‫ال ل َُه ُم الن ُ‬
‫ين قَ َ‬
‫فالناس يف قوله ‪{ :‬الذ َ‬ ‫‪‬‬
‫واحد ‪.‬‬
‫َ‬ ‫{ولِلَّ ِه َعلَى الن ِ‬
‫َّاس ِح ُّج الْب ْي ِ‬
‫ت} ‪ ،‬فهو عام أريد به ما يتناوله اللفظ من‬ ‫وأما لفظ الناس يف قوله ‪َ :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪15‬‬
‫األفراد ‪ .‬وإن كان حكم وجوب احلج ال يتناول إال املستطيع منهم خاصة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫علم أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ‪ ،‬القسم الثالث ‪ ،‬القاعدةالسادسة في العام وداللته ‪ ،‬ص ‪186‬‬
‫‪12‬‬
‫سورة البقرة االية ‪228 :‬‬
‫‪13‬‬
‫سورة البقرة االية ‪187 :‬‬
‫‪14‬‬
‫سورة آل عمران االية ‪97 :‬‬
‫‪15‬‬
‫انظر سورة آل عمران االية ‪173 ، 97 :‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أمثلة العام في القرآن الكريم‬
‫ففي هذا املطلب سنتحدث عن أمثلة العام يف القرءان الكرمي مع الشرح ليكون األوضح يف الفهم ‪ ،‬وهذه األمثلة‬
‫سوف يدور حول ألفاظ العموم كما حقق العلماء أن ألفاظ وضيغ العموم كثرية منها ‪ :‬لفظ "كل" و"مجيع" ‪،‬‬
‫واجلمع احمللي بآل واملضاف ‪ ،‬واملفرد املعرف بآل تعريف اجلنس ‪ ،‬وأمساء الشرط ‪ ،‬وأمساء املوصولة ‪, ،‬النكرة يف‬
‫سياق النفي أو النكرة املنفية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬لفظ كل وجميع ‪.‬‬


‫ومثاله كقوله تعاىل ‪ { :‬كل نفس ذائقة الموت }‪ ، 16‬أي خيرب تعاىل إخبارا عاما يعم مجيع اخلليقة بأن‬ ‫‪‬‬
‫كل نفس ذائقة املوت ‪ ،‬وهذا ألن لفظ "كل" إذا أضيفت إىل نكرة فهي لشمول جزئياهتا ‪ ،‬وإن أضيفت‬
‫إىل معرفة فالغالب أن يكون مجعا أو ما يف معناه ‪ ،‬وإن أضيفت إىل مفرد معرفة كانت الستغراق أجرائه ‪.‬‬
‫قال ابن كثري يف تفسريه ‪ " :‬وهذه اآلية فيها تعزية جلميع الناس ‪ ،‬فإنه ال يبقى أحد على وجه األرض‬
‫حىت ميوت" ‪.‬‬
‫ومثلها لفظ "مجيع " كما يف قوله تعاىل ‪ { :‬فَ َس َج َد ال َْماَل ئِ َكةُ ُكلُّ ُه ْم أ ْ‬
‫َج َمعُو َن } أي املالئكة الذين هم يف‬ ‫‪‬‬
‫‪17‬‬
‫السماوات واألرض ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجمع المحلي بآل والمضاف ‪.‬‬

‫ُنثيَ ْي }‪ . 18‬إن اجلمع املضاف إىل‬ ‫لذ َك ِر ِمثْل َح ِّ‬


‫ظ اأْل َ‬ ‫وصي ُكم اللَّهُ فِي أ َْواَل ِد ُك ْم ۖ لِ َّ‬
‫كقوله تعاىل ‪ { :‬ي ِ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫املعرفة يفيد العموم ‪ ،‬فلفظ "أوالدكم" عموم لكل األوالد سواء أكان من ذكر أو أنثى أو األوالد للصلب‬
‫أو األوالد لالبن ‪ .‬فكان هذا األمر نزل ألن الوراثة كانت يف اجلاهلية بالذكورة والقوة فكانوا يورثون‬
‫‪19‬‬
‫الرجال دون النساء والصبيان ‪ ،‬فأبطل اهلل ذلك هبذه االية ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫سورة آل عمران االية ‪185 :‬‬
‫‪17‬‬
‫جامع البيان عن تأويل آي القرآن لمحمد بن جرير الطبري (تفسير‪ %‬الطبري) ‪ ،‬سورة ص االية ‪73 :‬‬
‫‪18‬‬
‫سورة النساء االية ‪11 :‬‬
‫‪19‬‬
‫تفسير البغوي ‪ ،‬سورة النساء االية ‪11 :‬‬
‫ات والْم ْؤ ِمنِين والْم ْؤ ِمنَ ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ات ‪ ...‬الخ }‬ ‫ومنه قوله تعاىل ‪ { :‬إِ َّن ال ُْم ْسلم َ‬
‫ين َوال ُْم ْسل َم َ ُ َ َ ُ‬ ‫‪‬‬
‫‪20‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المفرد المعرف بآل تعريف الجنس ‪.‬‬

‫نسا َن ل َِفي ُخ ْس ٍر }‪ 21‬أي كل إنسان بدليل االية اليت بعدها ‪{ { :‬إِاَّل‬ ‫كقوله تعاىل ‪َ { :‬وال َْع ْ ِ‬
‫ص ِر‪ ,‬إ َّن ا ِإل َ‬ ‫‪‬‬
‫آمنُوا } وهو العام الذي يفيد التخصيص ‪ ،‬يعين اإلنسان املؤمن ال خيسر ‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َ‬‫الذ َ‬
‫الربَا } ‪ ،‬ألن األلف الالم ( آل )‬ ‫َح َّل اللَّهُ الَْب ْي َع َو َح َّر َم ِّ‬
‫وقوله تعاىل يف سورة البقرة االية ‪َ { : 275‬وأ َ‬ ‫‪‬‬
‫اجلنسية تتحقق يف كل فرد من أفراده ال يف فرد خاص أو أفراد خمصوصني ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬أسماء الشرط? ‪.‬‬

‫ين يُ َخالِ ُفو َن َع ْن أ َْم ِر ِه }‪ 22‬أي كل أمر اهلل ورسوله‬ ‫َّ ِ‬


‫ومنها الفاء كقوله تعاىل ‪َ { :‬فلْيَ ْح َذ ِر الذ َ‬ ‫‪‬‬
‫ولفظ "ما " مثل قوله تعاىل ‪َ { :‬و َما َت ْف َعلُوا ِم ْن َخ ْي ٍر َي ْعلَ ْمهُ اللَّهُ }‪ 23‬للعموم يف غري عاقل ‪ ،‬وقيل بل‬ ‫‪‬‬
‫تصح للعقالء وغريهم ‪.‬‬
‫آمنُوا‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َ‬‫ولفظ "إذا" الذي يفيد العموم يف الزمان كما جاء يف سورة األنفال االية ‪ { : 24‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬ ‫‪‬‬
‫ول إِذَا َد َعا ُك ْم لِ َما يُ ْحيِي ُك ْم } أي وصف مالزم لكل ما دعا اللّه ورسوله إليه ‪ .‬ففي‬ ‫استَ ِجيبُوا لِلَّ ِه َولِ َّ‬
‫لر ُس ِ‬ ‫ْ‬
‫‪24‬‬
‫هذه االية يأمر اهلل على املؤمنني باستجابة هلل ورسوله بكل ما دعاهم ‪.‬‬
‫و "من " مثل قوله تعاىل ‪َ { :‬و َمن َقتَ َل ُم ْؤ ِمناً َخطَئاً َفتَ ْح ِر ُير َر َقبَ ٍة ُّم ْؤ ِمنَ ٍة }‪ 25‬واحلكم عموم لذوي‬ ‫‪‬‬
‫العقول وخيصه املسلمون ألن احلد ال حيكم على الكفار ‪ ،‬وقوله تعاىل ‪ { :‬فَ َمن َي ْع َم ْل ِم ْث َق َ‬
‫ال ذَ َّر ٍة َخْي ًرا‬
‫َي َرهُ } وتعم للعقالء ‪ ،‬وقد أورد اإلمام الطربي قول القرطيب يف هذه االية ‪ " :‬من يعمل مثقال َّ‬
‫‪26‬‬
‫ذرة من‬
‫خري من كافر ير ثوابه يف الدنيا يف نفسه وأهله وماله وولده‪ ,‬حىت خيرج من الدنيا‪ ,‬وليس له عنده خري " ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫سورة األحزاب االية ‪35 :‬‬
‫‪21‬‬
‫سورة العصر االية ‪2-1 :‬‬
‫‪22‬‬
‫سورة النور االية ‪63 :‬‬
‫‪23‬‬
‫سورة البقرة االية ‪197 :‬‬
‫‪24‬‬
‫تفسير السعدي ‪ ،‬المصدر السابق‬
‫‪25‬‬
‫سورة النساء االية ‪92 :‬‬
‫‪26‬‬
‫سورة الزلزلة االية ‪7 :‬‬
‫ث َما ُك ْنتُ ْم َف َولُّوا‬
‫ولفظ "أين" و "حيث " الذان يفيدان العموم يف املكان كما يف قوله تعاىل ‪َ { :‬و َح ْي ُ‬ ‫‪‬‬
‫ت }‪. 28‬‬ ‫وه ُك ْم َشط َْره }‪ 27‬و { أ َْينَ َما تَ ُكونُوا يُ ْد ِر ُّ‬
‫كك ُم ال َْم ْو ُ‬ ‫ُو ُج َ‬

‫خامسا ‪ :‬األسماء الموصولة ‪.‬‬


‫ومنها لفظ "الذي" وما يلحق منه ‪ ،‬بشرط أن يكون جنسية العهدية ‪ ،‬فإذا كانت للعهد ال تعم كقوله تعاىل ‪:‬‬
‫{ ُه َو الَّ ِذي َخلَ َق لَ ُكم َّما فِي اأْل َْر ِ‬
‫ض َج ِم ًيعا }‪ 29‬وهو خصوصا هلل القادر وليس لعموم ‪ .‬ومثال ألمساء املوصولة‬
‫الذي يقصد العموم كاآليت ‪:‬‬

‫ص َّد َق بِ ِه } فهو عموم لكل من دعا إىل اهلل تعاىل ‪.‬‬ ‫َّ ِ‬
‫الص ْد ِق َو َ‬
‫اء بِ ِّ‬
‫يف سورة الزمر االية ‪َ { : 33‬والذي َج َ‬ ‫‪‬‬
‫‪30‬‬
‫قال ابن عباس ‪ " :‬من جاء بال إله إال اهلل "‬
‫ِ‬ ‫ويف سورة النساء االية ‪ { : 16‬والَّ َذ ِ‬
‫وه َما? } يعين لكل رجل ومرأة الذي فعال‬ ‫ان يَأْتِيَانِ َها م ْن ُك ْم فَآذُ ُ‬ ‫َ‬ ‫‪‬‬
‫الفاحشة ‪.‬‬
‫َّ ِ‬
‫ين قَالُوا َر ُّبنَا اللَّهُ ثُ َّم ْ‬
‫اسَت َق ُاموا َتَتَن َّز ُل َعلَْي ِه ُم‬ ‫واجلمع كما يف سورة فصلت االية ‪ { : 30‬إِ َّن الذ َ‬ ‫‪‬‬
‫ال َْماَل ئِ َكةُ } يعين عموم للمسلمني ‪.‬‬

‫سادسا? ‪ :‬النكرة في سياق النفي? ‪.‬‬

‫اختلف العلماء يف عمومها يف بعض صورها ولكن خنتار على الرأي اجلمهور وهو يفيد العموم يف اجلملة ‪ .‬قال‬
‫الشيخ مناع القطان يف بيان مناسبة عموم النكرة املنفية ‪ " :‬ولو قال قائل يف النكرة املنفية (( ال رجل يف الدار ))‬

‫‪27‬‬
‫سورة البقرة االية ‪150 :‬‬
‫‪28‬‬
‫سورة النساء االية ‪78 :‬‬
‫‪29‬‬
‫سورة البقرة االية ‪29‬‬
‫‪30‬‬
‫تفسير ابن كثير ‪ /‬تفسير البغوي ‪ ،‬سورة الزمر االية ‪33 :‬‬
‫فإنه يعد كاذبًا إذا قدر أنه رأى رجاًل ما ‪ .....‬وهذا يدل على أن النكرة بعد النفي للعموم‪ ،‬ولو مل تكن للعموم ملا‬
‫توحيدا لعدم داللته على نفي كل إله سوى اهلل تعاىل "‪. 31‬‬
‫ً‬ ‫كان قولنا ‪ (( :‬ال إله إال اهلل ))‬

‫اح َعلَْي ُك ْم } أي خطاب جلميع الناس ‪ ،‬وبالنسبة هذا‬


‫فمثاله كقوله تعاىل يف سورة البقرة االية ‪ { : 233‬فَالَ ُجنَ َ‬
‫احلكم هو للحكام ولألولياء ‪ .‬فلكل لفظ من هذه األلفاظ موضوع يف اللغة وضعاً حقيقياً للداللة على استغراق‬
‫مجيع أفراده‪ ،‬وإذا استعمل يف غري هذا االستغراق كان استعماالً جمازياً‪ ،‬البد له من قرينة تدل عليه وتصرفه عن‬
‫‪32‬‬
‫املعىن احلقيقي ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫مباحث في علوم القران لمناع القطان ‪ ،‬تعريف العام وصيغ العموم ‪ ،‬ص ‪228‬‬
‫‪32‬‬
‫علم أصول الفقه لعبد الوهاب خالف ‪ ،‬القسم الثالث ‪ :‬القاعدة السادسة في العام وداللته ‪ ،‬ص ‪183‬‬

You might also like

  • Mabhas 1 - Manzilah (3ms)
    Mabhas 1 - Manzilah (3ms)
    Document3 pages
    Mabhas 1 - Manzilah (3ms)
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Dirosat Sabiqah
    Dirosat Sabiqah
    Document5 pages
    Dirosat Sabiqah
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • HW Hadith
    HW Hadith
    Document3 pages
    HW Hadith
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Fasl 1
    Fasl 1
    Document8 pages
    Fasl 1
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Dirosat Sabiqah
    Dirosat Sabiqah
    Document5 pages
    Dirosat Sabiqah
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Dirosat Sabiqah
    Dirosat Sabiqah
    Document5 pages
    Dirosat Sabiqah
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet