Professional Documents
Culture Documents
Mabhas 3 - Anwaq Khas (6ms)
Mabhas 3 - Anwaq Khas (6ms)
Mabhas 3 - Anwaq Khas (6ms)
َي ْغتَب } 2وسيأيت األمثلة األخرى يف املطلب الثاين والثالث أثناء شرحنا يف األحكام املتعلقة بلفظ اخلاص .
ولكن قبل خنتم هذا املطلب ،نرى أن هناك احلاجة إىل بيان ما هو املطلق واملقيد وما هو األمر واالهني اللذان
ميكننا أن نقول أهنما التوأم الذي دائما يتعلق بعضهم بعضا مثل العام واخلاص واملطلق واملقيد واحملكم واملتشابه
وغريها .واعلم أن املطلق واملقيد من أنواع اخلاص ألن كال منهما يدل على معىن منفرد متحقق يف فرد من األفراد
وحكم كل منهما ال يشمل مجيع األفراد .وإليك تعريفهما كاآليت :
( أ ) المطلق :وهو لفظ يدل على بعض شائع يف جنسه أي أنه يدل على حصة من احلصص احملتملة حلصص
كثرية وهي يف املفرد فرد واحد مبهم ويف اجلميع املنكر مجاعة واحدة مبهمة حنو طالب وطالب ،فإن مدلول
األول طالب واحد غري معني صادق على أي طالب ومدلول الثاين مجاعة واحدة غري معنية وحنو رقبة ورقاب
3
وكتاب وكتب ورسول ورسل وجندي وجنود .
( ب ) المقيد : 4ضد املطلق وهو :اللفظ الذي يدل ال على شائع يف جنسه .وذهب بعض العلماء بأنه اللفظ
الدال على املاهية مع قيد من قيودها .وهذا القيد إن أخرجه عن الشيوع املطلق إال أنه يبقى على إطالقه بالنظر
إىل القيود األخرى ،ألن املطلق أوصاف وقيود كثرية .وإذا قيد بواحد منها صار مقيدا به كقولك " :طالب
نشيط" كان مقيدا بالنشاط .
( ج ) األمر : 5هو القول املقتضي طاعةَ املأمور بفعل املأمور به ،ويرى بعض العلماء بأنه " :طلب الفعل على
ِ
الطلب على جهة الدعاء ،كسؤال العبد ربَّه ،أو االلتماس ،وهو الطلب جهة االستعالء " ،وحيرتزون بذلك عن
متساوينْي .
َ بني
1سورة البقرة االية 206 :
2سورة الحجرات االية 17 :
3الوجيز في أصول الفقه لمحمد مصطفى الزحيلي ،الباب الثالث ،المبحث الثالث المطلق ،ص 38
4اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ،الجلد الثاني ،الصنف السادس في المطلق والمقيد ،ص / 4المطلق والمقيد لحمد بن حمدي الصاعدي ،
المبحث الثالث :تعريف المقيد اصطالحا ،ص 123
5المستصفى للغزالي ،القسم الثالث في األمر والنهي ،ص / 202اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ،البحث الثاني في حد األمر ،ص 140
( د ) النهي : 6وهو طلب ِّ
الكف عن فعل ،على جهة االستعالء ،يعين االمتناع منه ،وهو عكس األمر الذي
صادرا من األعلى إىل األدىن ،كما
طلب الفعل .وكون طلب الكف على جهة االستعالء معناه :أن يكون النهي ً
خرج الدعاء وااللتماس .
تقدم ،فيَ ُ
ويف كل من األحوال حكمها خاصة لالستنباط هبا وسيأيت لك البيان لكل منها كاآليت :
( أ ) إذا كان الخاص مطلقا بال قيد :يؤخذ احلكم على إطالق لفظه دون الزيادة أو النقصان ،ما مل يدل دليل
على صرفه عن معناه وإرادة معىن آخر .
ِ ِ
ين } . 7هذه االية الكرمية حتكي عن كفارة ومثاله كما يف قوله تعاىل { :فَ َك َّف َارتُهُ إِط َْع ُ
ام َع َش َرة َم َساك َ
ملن ال يؤدي ميينه .والكفارة املستنبطة هو وجوب إطعام عشرة مساكني ،وال حتتمل العشرة نقصاً وال
زيادة يف العدد .
ام ثَاَل ثَِة أَيَّ ٍام } 8وهذه املسألة عن الدم ِ ِ
وكذلك عن عدد الصيام يف قوله تعاىل { :فَ َمن لَّ ْم يَج ْد فَصيَ ُ
املرفوض ملن يؤدي احلج التمتع :أي فعل العمرة قبل احلج ،فلما ال جيد اهلدي ليذحبه ،فعليه أن يصوم
ثالثة أيام والعدد املقطعة بال زيادة أو النقصان .وقد شرح الغوي بالتفصيل يف تفسريه " :أي صوموا
6
المصدرين السابقين
7
سورة المائدة االية 89 :
8
سورة البقرة االية 196 :
ثالثة أيام يصوم يوما قبل الرتوية ويوم الرتوية ويوم عرفة ولو صام قبله بعدما أحرم باحلج جيوز وال جيوز
9
يوم النحر وال أيام التشريق عند أكثر أهل العلم وذهب بعضهم إىل جواز صوم الثالث أيام التشريق "
( ب ) إذا ورد الخاص مقيدا :فيؤخذ احلكم على تقييده ،ألن هذا التقيد صارفا له عن إطالقه ومبينا املراد منه.
َي مح َّرماً Aعلَى طَ ِ ِ
اع ٍم يَط َْع ُمهُ إِالَّ أَن يَ ُكو َن َم ْيتَةً أ َْو َج ُد فِي َما أ ُْوح َي إِل َّ ُ َ َ
ومثاله كما قوله تعاىل { :قُل الَّ أ ِ
َح َم ِخن ِزي ٍر } 10يقيد الدم باملسفوح وهو الذي حرم اهلل على املسلمني :أي الدم َدماً َّم ْس ُفوحاً أ َْو ل ْ
ت
املسفوح ،وهذه االية تكون مبينا للدم الذي ورد على اإلطالق يف سورة املائدة االية ُ { : 3ح ِّر َم ْ
َعلَي ُكم الْميتَةُ والْدَّم ولَحم ال ِ
ْخ ْن ِزي ِر } ،ألن قد احتدا بني هذين االيتني يف احلكم والسبب . ْ ُ َْ َ ُ َ ْ ُ
ومنه قوله تعاىل يف سورة النساء االية َ { : 92و َمن َقتَ َل ُم ْؤ ِمنًا َخطَأً َفتَ ْح ِر ُير َر َقبَ ٍAة ُّم ْؤ ِمنَ ٍة } وال يطلق
بأي رقبة ،بل جيب أن حيرر رقبة مؤمنة ألهنا مقيدة باإلميان .
( ج ) إذا اختلفا بين المطلق والمقيد :وهو على ثالثة أحوال :سواء أن خيتلفا يف احلكم واحتدا يف السبب ،
أو اختلفا يف السبب واحتدا يف احلكم ،أو فيهما معا .ففي حال األول والثالث ،فال حيتمل املطلق على املقيد بل
يعمل باملطلق على إطالقه يف موضعه ،وباملقيد على قيده يف موضعه• .وأما إذا اختلفا يف السبب واحتد يف احلكم
فيحمل املطلق على املقيد.
وه ُك ْم َوأَيْ ِدي ُكم ِّم ْنهُ } . 13احتد هاتني االيتني يف السبب وهو شرط التطهري للصالة ، فَامسحواْ بِوج ِ
َُْ ُُ
ولكن اختلفا يف احلكم ،بينما األول هو حكم للوضوء وأما الثانية للتيمم .فال حيمل املطلق على املقيد
بل يفهم املطلق يف موضعه• على إطالقه ،ويفهم املقيد يف موضعه على قيده ،ألن اختالف احلكم قد
يكون سبباً يف االختالف باإلطالق والتقييد ،أي أنه ملا كان احلكم يف آية الوضوء وجوب غسل
األيدي ،أطلقها ومل يقيدها بكوهنا إىل املرافق ،ألن التيمم رخصة شرعت للتخفيف عند عدم وجود
املاء ،فيناسبه التخفيف أيضاَ يف إطالق اليد فيجزئ كل ما يصدق عليه لفظ يد .
ومثال للنصني املتحدين يف احلكم لكن املختلفني يف السبب كقوله تعاىل َ { :و َمن َقتَ َل ُم ْؤ ِمناً َخطَئاً
اه ُرو َن ِمن نِّ َسائِ ِه ْم ثُ َّم
َفتح ِرير ر َقب ٍAة ُّم ْؤ ِمنَ ٍة و ِديةٌ ُّمسلَّمةٌ إِلَى أ َْهلِ ِه } 14وقوله تعاىل { :والَّ ِذين يظَ ِ
َ َُ َ َ َ َ َْ ُ َ َ
اسا } . 15ففي هذين النصني حكم واحد وهو حترير ودو َن لِ َما قَالُوا َفتَ ْح ِر ُير َر َقبَ ٍة ِّمن َق ْب ِل أَن َيتَ َم َّ
َيعُ ُ
رقبة ولكن السبب لكل احلكم خمتلفني ،فاألول بسبب القتل والثاين بسبب الظهار .لذلك فيحمل املطلق
على املقيد فأما القاتل خطأ اقتضى تقييد الرقبة باإلميان تشديداً للعقوبة ،وإرادة املظاهر العودة مل يقتض
هذا التشديد فيجزئ حترير أية رقبة سواء كان مؤمنا أم كافرا .
12
سورة األنعام االية 6 :
13
سورة المائدة االية 6 :
14
سورة النساء االية 92 :
15
سورة المجادلة االية 3 :
في مسألة القرء :إن كلمة القرء هو لفظ املشرتك الذي حيمل معنيني ،وضع للحيض ووضع للطهر -1
ص َن بِأَن ُف ِس ِه َّن ثَاَل ثَةَ كما اتفق العلماء .والشاهد يف هذه املسألة قوله تعاىل َ { :وال ُْمطَلَّ َق ُ
ات َيَت َربَّ ْ
وء } 16واختلف العلماء يف تفسري كلمة "القروء" ،هل هو للحيض أو للطهر ؟ فقال أهل الكوفة ُق ُر ٍA
:هي احليض ،وذهب معهم احلنفية واحلنابة فصار احلكم إىل وجوب ثالثة قروء كاملة غري زيادة
وال نقصان .وقال أهل احلجاز :هي األطهار ،وهو ما ذهب إليه الشافعية واملالكية فصار احلكم
17
على جواز املرأة أن تتزوج بعد طهرت من احليض الثالث .
في مسألة الطمأنينة :الطمأنينة هي اهلدوء عند الركوع والسجود يف الصالة .وقد اختلف العلماء -2
أيضا يف حكمها ،هل هو من فروض الصالة أم ال ؟ وحمل النزاع هنا يف كلمة "اركعوا واسجدوا"
اس ُج ُدوا } : 18أي صلوا ،فلم يشرتط احلنفية َّ ِ
آمنُوا ْار َكعُوا َو ْ
ين َ
يف قوله تعاىل { :يَا أ َُّي َها الذ َ
بالطمأنينة يف الصالة ألهنم ينظرون إىل داللة القطعية للخاص يف األمر بالركوع والسجود فيكتفي
بأقل مرادمها كما يف اللغة ،فلم يوجد أي دليل الذي يدل على تأويل هذه االية بالتقييد سوى
حديث أحاد الذي ال يفيد إال الظن 19.بينما يرى الشافعية على وجوب الطمأنينة يستدلون ببيان من
احلديث النبوي عن أيب هريرة " :ارجع فصل فإنك لم تصل " 20ففي هذا احلديث أمر صريح من
النيب صلى اهلل عليه وسلم بالطمأنينة يف الركوع والسجود واالعتدال .
16
سورة البقرة االية 228 :
17
الجامع ألحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) ،المصدر السابق
18
سورة الحج االية 77 :
19
أصول الفقه اإلسالمي لوهبة الزحيلي ،ص 28
20
أخرجه البخاري في صحيحه ،باب أمر النبي صلى هللا عليه وسلم الذي ال يتم ركوعه باإلعادة ،رقم الحديث 760 :