Mabhas 3 - Anwaq Khas (6ms)

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫المبحث الثالث ‪ :‬أنواع الخاص وأقسامه وأمثلته‬

‫وفيه ثالثة مطالب ‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أنواع الخاص وأمثلته من القرآن الكريم‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم الخاص‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالخاص‬


‫المطلب األول ‪ :‬أنواع الخاص وأمثلته من القرءان الكريم‬
‫وللخاص نوعني ‪ :‬اخلاص مطلقا بال قيد ‪ ،‬واخلاص املقيد وهو قسمني ‪ :‬اخلاص الذي يقيده بصيغة األمر مثل قوله‬
‫سوا َواَل‬ ‫يل لَهُ اتَّ ِق اللَّهَ } ‪ ،‬واخلاص الذي يقيده صيغة النهي كقوله تعاىل ‪َ { :‬واَل تَ َج َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫سُ‬ ‫تعاىل ‪َ { :‬وإ َذا ق َ‬
‫‪1‬‬

‫َي ْغتَب }‪ 2‬وسيأيت األمثلة األخرى يف املطلب الثاين والثالث أثناء شرحنا يف األحكام املتعلقة بلفظ اخلاص ‪.‬‬

‫ولكن قبل خنتم هذا املطلب ‪ ،‬نرى أن هناك احلاجة إىل بيان ما هو املطلق واملقيد وما هو األمر واالهني اللذان‬
‫ميكننا أن نقول أهنما التوأم الذي دائما يتعلق بعضهم بعضا مثل العام واخلاص واملطلق واملقيد واحملكم واملتشابه‬
‫وغريها ‪ .‬واعلم أن املطلق واملقيد من أنواع اخلاص ألن كال منهما يدل على معىن منفرد متحقق يف فرد من األفراد‬
‫وحكم كل منهما ال يشمل مجيع األفراد ‪ .‬وإليك تعريفهما كاآليت ‪:‬‬

‫( أ ) المطلق ‪ :‬وهو لفظ يدل على بعض شائع يف جنسه أي أنه يدل على حصة من احلصص احملتملة حلصص‬
‫كثرية وهي يف املفرد فرد واحد مبهم ويف اجلميع املنكر مجاعة واحدة مبهمة حنو طالب وطالب ‪ ،‬فإن مدلول‬
‫األول طالب واحد غري معني صادق على أي طالب ومدلول الثاين مجاعة واحدة غري معنية وحنو رقبة ورقاب‬
‫‪3‬‬
‫وكتاب وكتب ورسول ورسل وجندي وجنود ‪.‬‬

‫( ب ) المقيد‪ : 4‬ضد املطلق وهو ‪ :‬اللفظ الذي يدل ال على شائع يف جنسه ‪ .‬وذهب بعض العلماء بأنه اللفظ‬
‫الدال على املاهية مع قيد من قيودها ‪ .‬وهذا القيد إن أخرجه عن الشيوع املطلق إال أنه يبقى على إطالقه بالنظر‬
‫إىل القيود األخرى ‪ ،‬ألن املطلق أوصاف وقيود كثرية ‪ .‬وإذا قيد بواحد منها صار مقيدا به كقولك ‪" :‬طالب‬
‫نشيط" كان مقيدا بالنشاط ‪.‬‬

‫( ج ) األمر‪ : 5‬هو القول املقتضي طاعةَ املأمور بفعل املأمور به ‪ ،‬ويرى بعض العلماء بأنه‪ " :‬طلب الفعل على‬
‫ِ‬
‫الطلب على جهة الدعاء ‪ ،‬كسؤال العبد ربَّه ‪ ،‬أو االلتماس ‪ ،‬وهو الطلب‬ ‫جهة االستعالء "‪ ،‬وحيرتزون بذلك عن‬
‫متساوينْي ‪.‬‬
‫َ‬ ‫بني‬
‫‪ 1‬سورة البقرة االية ‪206 :‬‬
‫‪ 2‬سورة الحجرات االية ‪17 :‬‬
‫‪ 3‬الوجيز في أصول الفقه لمحمد مصطفى الزحيلي ‪ ،‬الباب الثالث ‪ ،‬المبحث الثالث المطلق ‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪ 4‬اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ‪ ،‬الجلد الثاني ‪ ،‬الصنف السادس في المطلق والمقيد ‪ ،‬ص ‪ / 4‬المطلق والمقيد لحمد بن حمدي الصاعدي ‪،‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تعريف المقيد اصطالحا ‪ ،‬ص ‪123‬‬
‫‪ 5‬المستصفى للغزالي ‪ ،‬القسم الثالث في األمر والنهي ‪ ،‬ص ‪ / 202‬اإلحكام في أصول األحكام لآلمدي ‪ ،‬البحث الثاني في حد األمر ‪ ،‬ص ‪140‬‬
‫( د ) النهي‪ : 6‬وهو طلب ِّ‬
‫الكف عن فعل‪ ،‬على جهة االستعالء ‪ ،‬يعين االمتناع منه ‪ ،‬وهو عكس األمر الذي‬
‫صادرا من األعلى إىل األدىن‪ ،‬كما‬
‫طلب الفعل ‪ .‬وكون طلب الكف على جهة االستعالء معناه ‪ :‬أن يكون النهي ً‬
‫خرج الدعاء وااللتماس ‪.‬‬
‫تقدم ‪ ،‬فيَ ُ‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬حكم الخاص‬


‫وقد خلص الشيخ عبد الوهاب خالف صاحب الكتاب "علم أصول الفقه" على بعض أحكام للخاص منها ‪ :‬إذا‬
‫كان مطلقا بال قيد ‪ ،‬وإذا كان مقيدا ‪ ،‬وإذا اختلفا بني املطلق واملقيد ‪ -‬وفيه أنواع ‪ ، -‬الذي سنتحدث عنها يف‬
‫هذا املطلب إن شاء اهلل ‪.‬‬

‫ويف كل من األحوال حكمها خاصة لالستنباط هبا وسيأيت لك البيان لكل منها كاآليت ‪:‬‬

‫( أ ) إذا كان الخاص مطلقا بال قيد ‪ :‬يؤخذ احلكم على إطالق لفظه دون الزيادة أو النقصان ‪ ،‬ما مل يدل دليل‬
‫على صرفه عن معناه وإرادة معىن آخر ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين }‪ . 7‬هذه االية الكرمية حتكي عن كفارة‬ ‫ومثاله كما يف قوله تعاىل ‪ { :‬فَ َك َّف َارتُهُ إِط َْع ُ‬
‫ام َع َش َرة َم َساك َ‬ ‫‪‬‬
‫ملن ال يؤدي ميينه ‪ .‬والكفارة املستنبطة هو وجوب إطعام عشرة مساكني ‪ ،‬وال حتتمل العشرة نقصاً وال‬
‫زيادة يف العدد ‪.‬‬
‫ام ثَاَل ثَِة أَيَّ ٍام }‪ 8‬وهذه املسألة عن الدم‬ ‫ِ ِ‬
‫وكذلك عن عدد الصيام يف قوله تعاىل ‪ { :‬فَ َمن لَّ ْم يَج ْد فَصيَ ُ‬ ‫‪‬‬
‫املرفوض ملن يؤدي احلج التمتع ‪ :‬أي فعل العمرة قبل احلج ‪ ،‬فلما ال جيد اهلدي ليذحبه ‪ ،‬فعليه أن يصوم‬
‫ثالثة أيام والعدد املقطعة بال زيادة أو النقصان ‪ .‬وقد شرح الغوي بالتفصيل يف تفسريه ‪ " :‬أي صوموا‬

‫‪6‬‬
‫المصدرين السابقين‬
‫‪7‬‬
‫سورة المائدة االية ‪89 :‬‬
‫‪8‬‬
‫سورة البقرة االية ‪196 :‬‬
‫ثالثة أيام يصوم يوما قبل الرتوية ويوم الرتوية ويوم عرفة ولو صام قبله بعدما أحرم باحلج جيوز وال جيوز‬
‫‪9‬‬
‫يوم النحر وال أيام التشريق عند أكثر أهل العلم وذهب بعضهم إىل جواز صوم الثالث أيام التشريق "‬

‫( ب ) إذا ورد الخاص مقيدا ‪ :‬فيؤخذ احلكم على تقييده ‪ ،‬ألن هذا التقيد صارفا له عن إطالقه ومبينا املراد منه‪.‬‬
‫َي مح َّرماً‪ A‬علَى طَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اع ٍم يَط َْع ُمهُ إِالَّ أَن يَ ُكو َن َم ْيتَةً أ َْو‬ ‫َج ُد فِي َما أ ُْوح َي إِل َّ ُ َ َ‬
‫ومثاله كما قوله تعاىل ‪ { :‬قُل الَّ أ ِ‬ ‫‪‬‬
‫َح َم ِخن ِزي ٍر }‪ 10‬يقيد الدم باملسفوح وهو الذي حرم اهلل على املسلمني ‪ :‬أي الدم‬ ‫َدماً َّم ْس ُفوحاً أ َْو ل ْ‬
‫ت‬
‫املسفوح ‪ ،‬وهذه االية تكون مبينا للدم الذي ورد على اإلطالق يف سورة املائدة االية ‪ُ { : 3‬ح ِّر َم ْ‬
‫َعلَي ُكم الْميتَةُ والْدَّم ولَحم ال ِ‬
‫ْخ ْن ِزي ِر } ‪ ،‬ألن قد احتدا بني هذين االيتني يف احلكم والسبب ‪.‬‬ ‫ْ ُ َْ َ ُ َ ْ ُ‬

‫ومنه قوله تعاىل يف سورة النساء االية ‪َ { : 92‬و َمن َقتَ َل ُم ْؤ ِمنًا َخطَأً َفتَ ْح ِر ُير َر َقبَ ٍ‪A‬ة ُّم ْؤ ِمنَ ٍة } وال يطلق‬ ‫‪‬‬
‫بأي رقبة ‪ ،‬بل جيب أن حيرر رقبة مؤمنة ألهنا مقيدة باإلميان ‪.‬‬

‫ام َش ْه َريْ ِن ُمتَتَابِ َع ْين } يعين ال يصح العقاب إال‬ ‫ِ ِ‬


‫وكذلك قوله تعاىل يف نفس االية ‪ { :‬فَ َمن لَّ ْم يَج ْد فَصيَ ُ‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون شهرين متتابعني بال فصل ‪ .‬قال ابن كثري ‪ " :‬أي ‪ :‬ال إفطار بينهما ‪ ،‬بل يسرد صومهما إىل‬
‫آخرمها ‪ ،‬فإن أفطر من غري عذر ‪ ،‬من مرض أو حيض أو نفاس ‪ ،‬استأنف ‪ .‬واختلفوا يف السفر ‪ :‬هل‬
‫‪11‬‬
‫يقطع أم ال ؟ على قولني ‪".‬‬

‫( ج ) إذا اختلفا بين المطلق والمقيد ‪ :‬وهو على ثالثة أحوال ‪ :‬سواء أن خيتلفا يف احلكم واحتدا يف السبب ‪،‬‬
‫أو اختلفا يف السبب واحتدا يف احلكم ‪ ،‬أو فيهما معا ‪ .‬ففي حال األول والثالث ‪ ،‬فال حيتمل املطلق على املقيد بل‬
‫يعمل باملطلق على إطالقه يف موضعه ‪ ،‬وباملقيد على قيده يف موضعه• ‪ .‬وأما إذا اختلفا يف السبب واحتد يف احلكم‬
‫فيحمل املطلق على املقيد‪.‬‬

‫‪ 9‬تفسير البغوي ‪ ،‬المصدر السابق‬


‫‪ 10‬سورة األنعام االية ‪145 :‬‬
‫‪ 11‬تفسير ابن كثير ‪ ،‬سورة النساء االية ‪ ، 92‬وقد بيّن البغوي عن القولين ‪ :‬فمنهم من قال ‪ :‬ينقطع وعليه استئناف الشهرين ‪ ،‬وهو قول النخعي وأظهر‬
‫قولي الشافعي رضي هللا عنه ألنه أفطر مختارا ‪ ،‬ومنهم من قال ‪ :‬ال ينقطع وعليه أن يبني ‪ ،‬وهو قول سعيد بن المسيب والحسن والشعبي ‪.‬‬
‫آمنُواْ إِذَا قُ ْمتُ ْم‬ ‫َّ ِ‬
‫ين َ‬
‫فمثال يف اختالف احلكم مع احتاد السبب كما قوله تعاىل يف االيتني ‪ { :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬ ‫‪‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِلَى َّ ِ‬
‫ص ِعيداً طَيِّباً‬ ‫الصالة فا ْغ ِسلُواْ ُو ُج َ‬
‫وه ُك ْم َوأَيْديَ ُك ْم إِلَى ال َْم َراف ِق } وقوله تعاىل ‪َ { :‬فَتيَ َّم ُمواْ َ‬
‫‪12‬‬

‫وه ُك ْم َوأَيْ ِدي ُكم ِّم ْنهُ }‪ . 13‬احتد هاتني االيتني يف السبب وهو شرط التطهري للصالة ‪،‬‬ ‫فَامسحواْ بِوج ِ‬
‫َُْ ُُ‬
‫ولكن اختلفا يف احلكم ‪ ،‬بينما األول هو حكم للوضوء وأما الثانية للتيمم ‪ .‬فال حيمل املطلق على املقيد‬
‫بل يفهم املطلق يف موضعه• على إطالقه‪ ،‬ويفهم املقيد يف موضعه على قيده ‪ ،‬ألن اختالف احلكم قد‬
‫يكون سبباً يف االختالف باإلطالق والتقييد ‪ ،‬أي أنه ملا كان احلكم يف آية الوضوء وجوب غسل‬
‫األيدي ‪ ،‬أطلقها ومل يقيدها بكوهنا إىل املرافق ‪ ،‬ألن التيمم رخصة شرعت للتخفيف عند عدم وجود‬
‫املاء ‪ ،‬فيناسبه التخفيف أيضاَ يف إطالق اليد فيجزئ كل ما يصدق عليه لفظ يد ‪.‬‬

‫ومثال للنصني املتحدين يف احلكم لكن املختلفني يف السبب كقوله تعاىل ‪َ { :‬و َمن َقتَ َل ُم ْؤ ِمناً َخطَئاً‬ ‫‪‬‬
‫اه ُرو َن ِمن نِّ َسائِ ِه ْم ثُ َّم‬
‫َفتح ِرير ر َقب ٍ‪A‬ة ُّم ْؤ ِمنَ ٍة و ِديةٌ ُّمسلَّمةٌ إِلَى أ َْهلِ ِه }‪ 14‬وقوله تعاىل ‪ { :‬والَّ ِذين يظَ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َْ ُ َ َ‬
‫اسا }‪ . 15‬ففي هذين النصني حكم واحد وهو حترير‬ ‫ودو َن لِ َما قَالُوا َفتَ ْح ِر ُير َر َقبَ ٍة ِّمن َق ْب ِل أَن َيتَ َم َّ‬
‫َيعُ ُ‬
‫رقبة ولكن السبب لكل احلكم خمتلفني ‪ ،‬فاألول بسبب القتل والثاين بسبب الظهار ‪ .‬لذلك فيحمل املطلق‬
‫على املقيد فأما القاتل خطأ اقتضى تقييد الرقبة باإلميان تشديداً للعقوبة ‪ ،‬وإرادة املظاهر العودة مل يقتض‬
‫هذا التشديد فيجزئ حترير أية رقبة سواء كان مؤمنا أم كافرا ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬بعض المسائل الفقهية المتعلقة بالخاص‬


‫وقد اختلفا العلماء عند تفسري بعض اآليات املتعلقة باخلاص وطبعا هذا يؤدي إىل اخلالف يف احلكم الفقهي أيضا ‪،‬‬
‫ولكن نعرتف بأهنم من اجملتهدين الراسخني يف علمهم ‪ ،‬فاختالفهم رمحة للمسلمني ‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫سورة األنعام االية ‪6 :‬‬
‫‪13‬‬
‫سورة المائدة االية ‪6 :‬‬
‫‪14‬‬
‫سورة النساء االية ‪92 :‬‬
‫‪15‬‬
‫سورة المجادلة االية ‪3 :‬‬
‫في مسألة القرء ‪ :‬إن كلمة القرء هو لفظ املشرتك الذي حيمل معنيني ‪ ،‬وضع للحيض ووضع للطهر‬ ‫‪-1‬‬
‫ص َن بِأَن ُف ِس ِه َّن ثَاَل ثَةَ‬ ‫كما اتفق العلماء ‪ .‬والشاهد يف هذه املسألة قوله تعاىل ‪َ { :‬وال ُْمطَلَّ َق ُ‬
‫ات َيَت َربَّ ْ‬
‫وء }‪ 16‬واختلف العلماء يف تفسري كلمة "القروء" ‪ ،‬هل هو للحيض أو للطهر ؟ فقال أهل الكوفة‬ ‫ُق ُر ٍ‪A‬‬
‫‪ :‬هي احليض ‪ ،‬وذهب معهم احلنفية واحلنابة فصار احلكم إىل وجوب ثالثة قروء كاملة غري زيادة‬
‫وال نقصان ‪ .‬وقال أهل احلجاز ‪ :‬هي األطهار ‪ ،‬وهو ما ذهب إليه الشافعية واملالكية فصار احلكم‬
‫‪17‬‬
‫على جواز املرأة أن تتزوج بعد طهرت من احليض الثالث ‪.‬‬

‫في مسألة الطمأنينة ‪ :‬الطمأنينة هي اهلدوء عند الركوع والسجود يف الصالة ‪ .‬وقد اختلف العلماء‬ ‫‪-2‬‬

‫أيضا يف حكمها ‪ ،‬هل هو من فروض الصالة أم ال ؟ وحمل النزاع هنا يف كلمة "اركعوا واسجدوا"‬
‫اس ُج ُدوا }‪ : 18‬أي صلوا ‪ ،‬فلم يشرتط احلنفية‬ ‫َّ ِ‬
‫آمنُوا ْار َكعُوا َو ْ‬
‫ين َ‬
‫يف قوله تعاىل ‪ { :‬يَا أ َُّي َها الذ َ‬
‫بالطمأنينة يف الصالة ألهنم ينظرون إىل داللة القطعية للخاص يف األمر بالركوع والسجود فيكتفي‬
‫بأقل مرادمها كما يف اللغة ‪ ،‬فلم يوجد أي دليل الذي يدل على تأويل هذه االية بالتقييد سوى‬
‫حديث أحاد الذي ال يفيد إال الظن ‪ 19.‬بينما يرى الشافعية على وجوب الطمأنينة يستدلون ببيان من‬
‫احلديث النبوي عن أيب هريرة ‪ " :‬ارجع فصل فإنك لم تصل "‪ 20‬ففي هذا احلديث أمر صريح من‬
‫النيب صلى اهلل عليه وسلم بالطمأنينة يف الركوع والسجود واالعتدال ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫سورة البقرة االية ‪228 :‬‬
‫‪17‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن ( تفسير القرطبي ) ‪ ،‬المصدر السابق‬
‫‪18‬‬
‫سورة الحج االية ‪77 :‬‬
‫‪19‬‬
‫أصول الفقه اإلسالمي لوهبة الزحيلي ‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫‪20‬‬
‫أخرجه البخاري في صحيحه ‪ ،‬باب أمر النبي صلى هللا عليه وسلم الذي ال يتم ركوعه باإلعادة ‪ ،‬رقم الحديث ‪760 :‬‬

You might also like

  • Mabhas 1 - Manzilah (3ms)
    Mabhas 1 - Manzilah (3ms)
    Document3 pages
    Mabhas 1 - Manzilah (3ms)
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Dirosat Sabiqah
    Dirosat Sabiqah
    Document5 pages
    Dirosat Sabiqah
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • HW Hadith
    HW Hadith
    Document3 pages
    HW Hadith
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Fasl 1
    Fasl 1
    Document8 pages
    Fasl 1
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Dirosat Sabiqah
    Dirosat Sabiqah
    Document5 pages
    Dirosat Sabiqah
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet
  • Dirosat Sabiqah
    Dirosat Sabiqah
    Document5 pages
    Dirosat Sabiqah
    PDPPPI20621 Muhammad Ihsan Aiman Bin Zulkifli
    No ratings yet