Professional Documents
Culture Documents
الإطارالتنظيمي لطب العمل في التشريع
الإطارالتنظيمي لطب العمل في التشريع
الإطارالتنظيمي لطب العمل في التشريع
األستاذ المشرف :يوسفي دمحم من إعداد الطالبة :قرواش فاطمة الزهرة
أعضاء اللجنة:
السنة الجامعية2019/2018
إهداء
أهدي هذا العمل العلمي
إلى روح والدي دمحم تغمده هللا برحمته الواسعة
والى أمي الغالية أطال هللا في عمرها
إلى أخواتي العزيزات سارة،خديجة،عائشة
وإلى الكتكوتات أالء و أريج
إلى كل أساتذة الحقوق حيثما كانوا
إلى كل من يسر لي الطريق إلتمام هذا العمل
المتواضع
فاطمة الزهرة
شكر
أسدي شكري الجزيل
الخاتمة
المراجع
الفهرس
المقدمة
إهتمت الحضارات القديمة والحديثة منذ وقت مبكر بالصحة والسالمة المهنية حيث أكدت على
حماية العامل األجيرمن أخطار المهنة وتعويضه عن إصابة العمل وتوفير العالج والدواء له .
إذ يعتبر الطبيب اإليطالي "راما زيني " المؤسس الحقيقي للطب المهني وهو الذي أصدرأول كتاب
عن أمراض المهنة أسماه "أمراض الصناعة"في عام 0011م وهو الذي أضاف سؤاال بالغ
األهمية إلى األسئلة التي يوجهها الطبيب عادة إلى المريض أال وهو ماهي وظيفتك.
فمسألة الحماية واألمن والوقاية من أخطار وحوادث العمل واألمراض المهنية ،تعتبرمن أهم
المسائل التي أولتها التشريعات الدولية والوطنية على حد السواء إهتماما بالغا خاصة التشريعات
العمالية ،كما أنه لم يلق في البداية معارضة تذكر من أصحاب العمل في هذا المجال بعكس غيره
من مجاالت التدخل التشريعي ،إذ خصصت له حيزا كبيرا في تشريعات العمل وقوانين الضمان
اإلجتماعي والصحة وغيرها من القوانين اإلجتماعية األخرى التي تهدف إلى مساعدة العمال
على تحسين ظروف عملهم وحماية صحتهم ووقايتهم من حوادث العمل واألمراض المهنية
نتيجة تعاملهم المتزايد بالمواد الخطيرة واألجهزة المختلفة التي تضر بصحتهم وتعرضها للتدهور
بسبب إهمال بسيط ينجر عنه كوارث صحية أو بيئية.
إن تزايد حوادث العمل واألمراض المهنية داخل المؤسسة من شأنه عرقلة السيرالحسن لوتيرة
العمل مما يؤثر سلبا على إنتاجية ومردودية المؤسسة مما يضعف تنافسيتها إقتصاديا إضافة
إلى خسارتها للرأس المال البشري خصوصا ذوي الكفاءات والخبرة الطويلة لذلك ألزمت
الدولة صاحب العمل بإنشاء أجهزة وهياكل طبية للعمل تتكفل بالشؤون الصحية للعمال داخل
المؤسسة المستخدمة .
لقد دفع هذا الوضع الخطيرالمنظمة الدولية للعمل الى إقرارعدة برامج تتضمن على الخصوص
تدابير إجبارية في مجال األمن والنظافة والوقاية الصحية للعمل والعمال أوالموظفين وقد أصدرت
هذه المنظمة عدة إتفاقيات وتوصيات منها اإلتفاقية رقم 011لسنة 0890والتوصية رقم 061
لسنة 0890المتعلقتين بصحة العمال وأمنهم في العمل .
ولقد أدى ظهوراألمراض والحوادث المهنية وكثرتها وخصوصيتها وزيادة عدد العمال والموظفين
إلى فتح مجال جديد في الطب الوقائي يعنى بكل المشاكل الصحية والطبية والمهنية التي تواجه
العمال في شتى مجاالت التصنيع واإلنتاج واإلدارات ويجد حلوال عملية لها بإستخدام كل الوسائل
الطبية الحديثة ،وهو ماكان يطلق عليه الطب الصناعي المهني .
1
المقدمة
وأصبح اليوم يسمى بطب médecine de travailكما كماهو الحال في الجزائر وفرنسا
العمل أو الصحة المهنية كما هو مستعمل في تشريعات العمل للدول العربية على الخصوص .
ومن المالحظ أن أغلب التشريعات تربط الوقاية الصحية واألمن وطب العمل في تشريع واحد
كما هو األمر في الجزائر حيث أصدرت القانون رقم 10/ 99المؤرخ في 66جانفي0899
المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ،وفي هذا الخصوص ستتركز هذه الدراسة على
طب العمل دون الوقاية الصحية واألمن إذ أن هذين األخيرين لهما مجاالتهما وجوانبها المختلفة
التي تحتاجان الى دراسات خاصة .
تتعرض هذه الدراسة الى ماهية طب العمل والذي يتضمن الجذور التاريخية لطب في الجزائر
ومدى إهتمام مؤسساتها القانونية بهذا الحق وكيفية تطوره ،وتعريف طبيب العمل ومهامه وكيفية
تنظيمه وآليات الرقابة عليه ،وفي هذا الصدد فإنه من الضروري أن أطرح اإلشكالية التالية:
كيف نظم المشرع الجزائري طب العمل ؟.
وتتفرع عن هذه اإلشكالية العامة الى اإلشكاليات الفرعية التالية :
ما هو طب العمل ؟ وماهي مهمات طبيب العمل؟وماهي سبل الوقاية والسالمة في مكان العمل
إلنجاح أهداف طب العمل ؟ هل اإللتزام بطب العمل يكمن في فحص العامل أوالموظف طبيا
في أوقات دورية دون مراعاة لمختلف الصالحيات األخرى ؟ .كيف يمكن لطبيب العمل تجسيد
حماية العمال وبيئة العمل داخل المؤسسات المستخدمة ؟.
وماهي الوسائل القانونية الكفيلة بذلك؟ مامدى إلتزام مفتشية العمل لرقابة الهيئة المستخدمة
في مجال طب العمل رقابة فعلية وفعالة ؟ماهي الجزاءات المترتبة على إخالل المؤسسة
المستخدمة بأحكام طب العمل ؟.
وإجابة على اإلشكالية العامة واإلشكاليات المتفرعة عنها حاولت أن أخصص فصل أول يتضمن
ماهية طب العمل وقسمته الى مبحثين المبحث األول ويتعرض الى التطور التاريخي لطب العمل
في الجزائرقبل وبعد اإلستقالل في مطلبين والمبحث الثاني تعريف طبيب العمل ومهامه في
مطلبين كذلك كما أبرزت في المطلب األول أهمية طب العمل ،وتعرضت في الفصل الثاني إلى
تنظيم طب العمل والرقابة عليه ،وقسمته إلى مبحثين المبحث األول أشرت فيه الى تنظيم طب
العمل وأفردت المبحث الثاني للسلطات المخولة قانونا في مراقبة تطبيق طب العمل وبينت كذلك
مسؤولية طبيب العمل ،وختمت البحث بخاتمة.
2
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفصل األول :ماهية طب العمل
إن البحث العلمي األصيل يقتضي الغوص في جذورنظم المجتمعات القديمة عموما والجزائر
خصوصا وتقاليدها وقوانينها ليكتشف مدى إقرارهذه النظم على إختالف أنواعها ودرجاتها لحق
العامل في مجال طب العمل ومدى رعاية المستخدمين لعمالهم رعاية صحية ووقائية أثناء تكليفهم
بالعمل ومدى توفر بيئة العمل على الشروط الضرورية والممكنة للحياة العمالية ،ومن خالل
المبحث األول أحاول إستقراء تنظيم الجزائر قبل وبعد اإلستقالل لطب العمل بإختالف نظمها
السياسية واإلدارية وقوانينها اإلجتماعية ومواثيقها األساسية ،ولكن ما يجب اإلشارة إليه يتمثل في
أن المجتمعات القديمة لم تقر بحق العامل في رعايته صحيا ولم توفر له أسباب الراحة ولم تنظم
بصفة عامة بيئة العمل إذ أن أغلب هذه المجتمعات كانت الفئات العاملة من طبقة العبيد الذين
أهدرت إنسانياتهم وإحتقرت كرامتهم وسلبت إرادتهم ،وحتي أولئك الذين لم يكونوا من طبقة العبيد
كعمال المزارع والتجارة والصناعة لم يكونوا يحضون بأدنى إهتمام من حيث الجانب الوقائي
الصحي وإنما كانوا يعملون لدى أرباب العمل مقابل أجر زهيد الغير .
و التحوالت اإلقتصادية واإلجتماعية وحتى السياسية التي عرفتها الجزائر جعلت من تشريع العمل
في حركية وتطور مستمر من خالل المراحل التي مر بها.1
إن هذا البحث إقتضى أيضا ،تحديد المقصود بطب العمل وإبراز أهميته وصالحيات طبيب العمل
في المبحث الثاني وهذا بإعتبار أن طب العمل من المواد األساسية التي ينبغي على مؤسسات
القطاعين العام والخاص إدماجها ضمن النشاط المهني ،ذلك أنه يهدف بالدرجة األولى إلى وقاية
العمال من مختلف األخطارالتي يمكن أن تؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية وكذا تأثيرها على
اإلنتاج والتي ينتج معظمها عن إهمال الوضع الصحي لهم ،ولقد خص المشرع الجزائري قانون
للصحة وللقائمين عليها بنصوص مشتركة فيما يفرض إنفرادهذا التخصص الطبي بقواعد فنية
خاصة تجعل المشرع يميزه بنصوص متعلقة به بالذات فيمارس طبيب العمل مهنته على هذا
األساس وما ينتج عن تنظيم خاص بها إذ يعد طب العمل تخصصا حديثا مقارنة مع غيره من
اإلختصاصات الطبية .
-1األستاذ خليفي عبد الرحمن محاضرات في قانون العمل دار العلوم للنشر والتوزيع الصفحة.60
3
الفصل األول :ماهية طب العمل
المبحث األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر
إرتبط ظهور طب العمل بالمساهمة في تنظيم العمل وتحسين ظروفه حيث إنحصرت مهامه في
الطابع الوقائي أساسا ،ومهامه العالجية إستناءا بالنظر إلى إعتماده على الفيزيولوجية واإلهتمام
بقوى العمل لذلك وضعت اللجنة المشتركة للمنظمة الدولية والمنظمة العالمية للصحة في دورتها
األولى سنة 0591مفهوما واسعا لطب العمل إذ أنه "يهدف إلى المحافظة على الدرجة القصوى
من الرخاء الجسمي والذهني واإلجتماعي للعمال في جميع المهن وترقيتها...ووضع العمال
.1
وإبقائهم في المهنة التي تالئم وضعهم الفيزيولوجي والنفسي "
إن أهم ما دفع بالتجمعات العمالية والنقابات إلى التكتل ومراجعة بعض تشريعات العمل السيما
بعد الثورة الصناعية هو التجاهل الكلي لواجب المستخدم تجاه العمال وحقهم في الحماية الصحية
والحماية الصحية هي الحفاظ على الصحة واألمن والسالمة البدنية للعمال من كل األخطار
واألضرار التي من الممكن أن تحدث خالل تنفيذ عالقة العمل وقد ‘تنى المشرع بهذا الجانب عبر
كافة القوانين التي سبقت صدور القانون .2 10/88
ثم عني المشرع الجزائري بعد اإلستقالل بالحقوق العمالية خاصة مع إنتهاج اإلقتصاد اإلشتراكي
فقرر تنظيم طب العمل مع أول قانون جزائري صادر بموجب األمر 10/09المؤرخ في 95أفريل
0509ثم تال ذلك عدة تعديالت ونصوص جديدة عكست اإلهتمام المستمر لهذا المجال حيث أصبح
يفرض على المؤسسة المستخدمة إدراجه ضمن النظام الداخلي فأصبح جزء ال يتجزأمن السياسة
الصحية الوطنية الرامية إلى حماية الحالة الصحية للعامل حتى يصبح متالئما مع عمله ليتفادى
أي مؤثر خارجي ناتج عن العمل أووسائله والمحافظة أيضا على القدرة البدنية والفكرية للعامل .
ولقد إهتم المشرع الجزائري كذلك بطب العمل مع إنتهاج اإلقتصاد الرأسمالي بسبب األزمة
اإلقتصادية ونظمه بأحكام قانونية وتنظيمية والمتمثلة في القانون رقم 10/88المؤرخ
في 92جانفي 0588المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمرسوم التنفيذي رقم
091/51المؤرخ في 09ماي0551-المتعلق بتنظيم طب العمل ،بما في ذلك التنظيم المتخذ
لتطبيق هذاالمرسوم التنفيذي .
-1األستاذ بشيرهدفي الوجيز في شرح قانون العمل عالقات العمل الفردية والجماعية دارريحانة الطبعة الثانية 2662الصفحة
.172
-2األستاذ خليفي عبد الرحمن المرجع السابق الصفحة.11
4
الفصل األول :ماهية طب العمل
وبذلك نجد أن المشرع الجزائري رتب إلتزامات جد دقيقة وهامة على عاتق الهيئات المستخدمة
لفائدة العمال ،مما يدفع الى القول أن المشرع الجزائري قد أخذ بأحدث التشريعات اإلجتماعية
في مجال طب العمل .
كما أن الواقع البيئي واإلجتماعي الجديد في الجزائروالمتضمن تطوروسائل الصناعة والزراعة
حتم وجود عناية صحية وطبية بالعناصرالبشرية ذات العالقة بالتصنيع أو اإلنتاج أو بيئة العمل
مهما كانت طبيعتها أي توفير العناية الصحية والطبية للعمال تفاديا لكل المضار والمخاطر
واألمراض المتعلقة بالعمل والمهنة أو ما يسمى باألمراض والحوادث المهنية وبذلك توفير
إحتياطات السالمة الالزمة لمنع الحوادث واإلصابات والذي يعود بدوره بمردود واضح وإيجابي
على سالمة العامل ويساعد على زيادة االنتاج والحفاظ عليه.
هذا ويالحظ بشأن إلزامية إنشاء مصلحة لطب العمل في المؤسسة المستخدمة إن المشرع
الجزائري أخذ بمعيار مبني على أساس حساب الوقت الضروري ألداء طبيب العمل مهنته عندما
يساوي أو يفوق المدة الشهرية القانونية للعمل المطبقة على السلك الطبي ويؤدي طبيب العمل
مهنته على أساس ميقاتين األول بمعدل ساعة عمل واحدة في الشهر لكل 01عمال يعملون في
موقع شديد الخطورة والثاني بمعدل ساعة عمل واحدة لكل 09عامال يعملون في موقع متوسط
الخطورة أوقليلها ويمكن الزيادة في الميقاتين المذكورين حسب مواصفات طبيعة العمل وحجم
الهيئة المستخدمة وموقعها الجغرافي طبقا لألهداف المسطرة في ميدان التخطيط الصحي.1
كما تكفل المشرع الجزائري بمسألة الحماية واألمن والوقاية من أخطار وحوادث العمل
واألمراض المهنية وأوالها عناية كبيرة إذ خصص لها جوانب كثيرة في تشريعات العمل وقوانين
الضمان اإلجتماعي وجعل منها أهم محاورالحقوق اإلجتماعية التي يجب أن يتمتع بها العمال في
مختلف القطاعات .2
5
الفصل األول :ماهية طب العمل
المطلب األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر قبل اإلستقالل
إن المجتمعات القديمة لم تول لطب العمل إهتمامها نظرا لطبيعتها وتركيبتها اإلجتماعية
ونظامها اإلقتصادي ولكن يمكن القول أن اإلهتمام بطب العمل قد بدأ منذ 0111سنة قبل الميالد
إذ أن الطبيب اليوناني أبوقراط في عهد اإلنحطاط وصف ودرس آثار المغص الذي يشعر به عمال
المصانع السيما الرصاص وأصدركتابين شهيرين في ذلك هما :النظم المهنية و أمراض الحرف
كما أن الحضارة الفرعونية فيها بعض الدالالت على سهر وإهتمام األطباء بصحة العمال.
وإبتداء من 0011الى 0001م ألف الدكتور برناردينو رمازني bernardino ramazziniكتابه
مختصر أمراض الحرف ،وبذلك عد هذا الطبيب المؤسس األول لطب العمل كما ساهم الطبيبان
جاك تينون jacque tenonولويس رنيه فيالرمي louis rinihe villerméفي تطوير طب
العمل ،و يفسر هذا اإلهتمام من قبل األطباء أن صحة العامل كانت دائما محل إهتمام بعض
المفكرين وإن كانوا قلة إال أننا نعتبرها الجذور األولى لنشأة طب العمل .
وإن الجزائر لم تعرف طب العمل ،كغيرها من الدول القديمة في عصورما قبل التاريخ ومراحل
العصر الحجري ،وال في عهد سيادة األمازيغ البربر ،وال في عصر اإلمبراطورية القرطاجية وال
في فترة اإلستعمار الروماني أو العهد الوندالي أو العهد البيزنطي ،إذ كانت هذه الفترات في أغلبها
فترات حرب وبحث عن الثروة .
كما لم تعرف الجزائر في العهد اإلسالمي اإلهتمام بطب العمل ولو أن الدول التي تكونت في
الجزائر قد إهتمت ببعض شؤون الحكم والزراعة والتجارة إبتداء من الدولة الرستمية (020م-
518م)ودولة األغالبة (811م515-م) والدولة الفاطمية (515م509-م) والدولة الزيربة ودولة بني
حماد الصنهاجية (509م0101-م) ودولة المرابطين (0105م 0019-م) ودولة الموحدين
(0012م0952-م) والدولة الحفصية (0995م0911-م) ودولة بني زياد (0919م0991-م) ودولة
األدارسة (088م591-م).
ولكون هذه الدول اإلسالمية في المغرب كانت في حروب دائمة يكيد بعضها لبعض ،فلم يسعها أن
تشرع تشريعا يراعي صحة العمال أو تنظيم بيئتها المهنية .1
-1األستاذ فيساح جلول إلتزامات الهيئات المستخدمة في مجال طب العمل في القانون الجزائري أطروحة دكتوراه علوم في
الحقوق قسم القانون العام السنة الجامعية 2610/2612جامعة الجزائرالصفحة.127
6
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي العهد العثماني
وبعد وصول األخوين عروج وخير الدين بربروس إلى الجزائر سنة 0902م لدفع اإلسبان
عنها وتحرير الشواطئ البحرية الجزائرية من غزو اإلسبانيين ،إذ كان اإلسبان يريدون القضاء
على المسلمين الفارين من غرناطة حتى ال يعودوا مرة ثانية إلى هناك ،حيث إستنجد سلطان
الجزائروقتها وهو سالم التومي بالعثمانيين فأرسلوا له القائدين البحريين المشهورين األخوين
عروج وخيرالدين كقوة حامية وقد تم األمر له وخضعت الجزائر إلى الحكم العثماني إلى غاية
0811م تاريخ إحتالل فرنسا للجزائر وفق ظروف تاريخية معروفة ،كما عمل األتراك على
حرمان الجزائريين من مناصب اإلدارة والحكم وفرضوا ضرائب على السكان ما تسبب في
ثورات شعبية عديدةعليهم مثلما يتفق على هذا كثير من المؤرخين.
و كانت بعض المناطق المنعزلة من الناحية السياسية شبه مستقلة ومنها ما كانت مستقلة تماما
عن السلطة المركزية العثمانية ،وكانت الدولة العثمانية تقوم على إقتطاع فائض اإلنتاج من
الفالحين تكملة لموارد القرصنة ولما تقهقرت القرصنة إشتدت وطأة الضرائب على الفالحين
الشيء الذي زاد في حالة الصراع الذي كان قائما بين الجماعات القبلية والسلطة ،وقد إرتبطت
الزراعة بالصناعة في األرياف فالعائلة الواحدة تكون وحدة زراعية صناعية وفي الكثير من
األحيان يختص الرجال بأعمال الفالحة والنساء باألعمال الحرفية كالغزل والنسيج وصناعة
األواني الفخارية.
و كانت هناك ما يسمى في الجزائر في العهد العثماني بقبائل الرعية وهي القبائل التي لم تحظ بأي
إمتياز من السلطة العثمانية ،وكانت تدفع الضرائب و الرسوم المختلفة كما كانت تفرض عليها
أعمال السخرة ،إن الدارس للفترة العثمانية في الجزائر يكتشف أن العامل كان يسخر للعمل فوق
طاقته ولم ترع حقوقه ناهيك عن حقه في طب العمل هذا من جهة ومن جهة أخرى فتطورالعمل
إرتبط بتطور الزمن حيث أصبح اإلنسان قادرا على إنتاج فائض من حاجاته الشخصية ونشوء
الحاجة إلى التبادل السلعي بين القبائل مما كان سببا في ظهور الطبقية إذ ظهرت الملكية الخاصة
لوسائل اإلنتاج وإنقسم المجتمع بالضرورة إلى طبقتين طبقة األسياد وطبقة الرقيق ومن هنا حل
مجتم ع الرق محل المجتمع المشاعي مستندا في ذلك إلى إرتفاع إنتاجية عمل اإلنسان إلى حد
المنتوج الفائض إضافة إلى نشوء الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج ،وقد ظهر أول أساس مادي
للعمل في ظل النظام الطبقي الذي تميزبصفة اإلكراه الممارس على العبيد ألداء العمل .
7
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع الثاني :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرأثناء اإلحتالل الفرنسي
تميزت مرحلة ماقبل اإلستقالل بالهيمنة اإلستعمارية في مجال عالقات العمل ،إذ كان العامل
الجزائري يفتقد ألدنى حقوقه ،لذا لم يكن نصب أعين العمال خالل هذه الفترة سوى المطالبة
بالحرية واإلستقالل وتجسد ذلك في اإلضرابات العديدة التي إكتست أحيانا الطابع اإلجتماعي
وأحيانا أخرى الطابع السياسي الذي نتج عنه تأسيس اإلتحادالعام للعمال الجزائريين سنة 0592
لذا ال يمكن الحديث عن قانون العمل الجزائري إال بعد الحرية واإلستقالل.1
وكانت الجزائر من فترة 0509-0811تحت نظام اإلختصاص التشريعي وفقا للقانون الفرنسي
المؤرخ في 0811/11/91الذي ينص أن الجزائر تحكم باألوامر الملكية الفرنسية ،ولم تطبق
القوانين الفرنسية على الجزائر،بل كان الجزائريون يخضعون لقوانين خاصة مثل قانون 0811
المتعلق بالنقابات الذي لم تمتد أحكامه إلى العمال الجزايريين إالبحلول سنة 0510وخالل سنوات
0510إلى ، 0511فقد بدأ الشروع في تعميم تشريع العمل على الجزائريين إال أن هذا التعميم كان
جد حذرا ووفقا لتكييف معين ونص الكتاب األول والثاني من قانون العمل الفرنسي إبتداء من
0509إلى 0590على أن أحكامه تطبق في الجزائر ،ثم توالى بعد ذلك تطبيق أحكام قانون العمل
الفرنسي وبعد صدور دستور سنة 0519الفرنسي إنتهى مبدأ التخصص التشريعي الذي كان سائدا
ومطبقا على الجزائر مع إقرار إدخال نظام جديد وذلك بإصدار قانون 0510/15/91المتضمن
القانون العضوي للجزائر.
إن قرار إدخال نظام الضمان اإلجتماعي يعود اإلختصاص فيه إلى الجمعية الجزائرية ،وأصبح
في سنة 0591اإلختصاص منعقدا للجمعية الجزائرية في مجال تشريع الضمان اإلجتماعي.
إن تنظيم مصالح طب العمل في الجزائر قد إستفاد من أحكام القانون الفرنسي المؤرخ في
0512/01/00الذي مددت أحكامه بموجب المرسوم المؤرخ في 0592/09/01ثم صدرت أربع
قرارات تطبيقية لهذا المرسوم بتاريخ 0590/18/19التي تحدد شروط تنظيم وسيرالمصالح
الطبية للعمل في هذه األثناء كانت مصالح طب العمل مخصصة للقطاع الثالثي (اإلدارة ،البنوك
والتأمينات اإلقتصادية) .
-1األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب األول مدخل إلى قانون العمل الجزائري دار
الخلدونية الطبعة األولى 2661الصفحة.11
8
الفصل األول :ماهية طب العمل
وهي في غالبيتها للرعايا الفرنسيين ويالحظ أنه تواجدت في هذه اللحظة بالذات ،بعض الهياكل
مابين المهنية في مدن الشمال على الخصوص للتكفل بطب العمل .
وبقيام الثورة الفرنسية سنة 0085والتي أحدثت تحوالت جذرية في ميدان العمل وكرست مبدأ
سلطان اإلرادة أنطالقا من المبدأ العام للحرية إذ ألغت نظام الطوائف الحرفية وأطلقت الحرية
لألشخاص في ممارسة األعمال والمهن التي يختارونها .
وإهتماما بشؤون العمال المهنية وتزايد المطالب العمال عبر العالم فقد أنشئت في سنة 0512اللجنة
الدولية لطب العمل ،ثم صدر قانون العمل الفرنسي سنة 0501الذي يعد مصدر أساسيا لطب
العمل وإبتداء من سنة 0501أصبحت مختلف الفروع الصناعية والمهنية تتخذ إجراءات الحماية
والنظافة في الوسط المهني.
وإبتداء من سنة 0591تكاثفت مبادرات الهيئات الصناعية وشرعت في تنظيم أولى المصالح
الطبية وأنشـأ في سنة 0511بمدينة ليـون الفـرنسيـة أول معهد لطب العمـل وأول إختصـاص
أصبح يدرس في هذا المعهد هو طب العمل ،وطالبت الكنفدرالية العامة للبترول الفرنسية سنة
0511إنشاء مخطط لتنظيم مصالح طب العمل.
وفي سنة 0519فإن ميثاق العمل جعل من طب العمل إلتزاما على بعض الهيئات المستخدمة
والتي عملت على تنظيم المصالح الطبية واإلجتماعية للعمل ،وقدعمم طب العمل إبتداء من
صدور القانون المؤرخ في 0512/01/00والنصوص المتخذة لتطبيقه على جميع الهيئات
المستخدمة الخاصة .
وعليه يمكن القول أن الرغم التطور الكبير الذي عرفه قانون العمل عموما وطب العمل
خصوصا في فرنسا إال أنه كان حكرا على الرعايا الفرنسيين دون الجزائريين وفي مجاالت محددة
ألن هم العمال في تلك الفترة األول واألخير كان هو الحصول على اإلستقالل فقط .
حيث أن أغلب القوانين الفرنسية التي وضعت لتنظيم عالقات العمل في فرنسا ،كانت تطبق في
الجزائر على أساس أن الجزائر إمتداد لفرنسا حسب النظرية اإلستعمارية آنذاك ،مع إدخال بعض
التعديالت المناسبة لألوضاع في الجزائر ولهذا ال يمكن الحديث عن قانون عمل خاص بالجزائر
في تلك الفترة ألنه في الواقع كان هناك قانون فرنسي واحد يطبق هنا وهناك.1
-1األستاذ الدكتورأحمية سليمان الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ديوان المطبوعات الجامعية الصفحة.11
9
الفصل األول :ماهية طب العمل
المطلب الثاني :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر بعد اإلستقالل
لقد نشأ طب العمل في الجزائر كغيرها من البلدان عن طريق نضال العمال وتطورظروف الحياة
والعمل مع شعور الهيئات المستخدمة والحكومات بالعبء اإلجتماعي الثقيل الذي يمثله العامل
المريض أو المعوق وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح طب العمل حقا دستوريا وشرعت الدول
في تقنينه بصور متغايرة ،وبعد حصول الجزائر على اإلستقالل كان البد أن تعمل السلطات آنذاك
على بسط السيادة الوطنية وإعادة بناء اإلقتصاد ،حيث بادرت في الفترة األولى وإلى غاية
0508بإصدار بعض القوانين والتنظيمات تتمثل أهمها فيما يلي : 1قانون 10ديسمبر 0529أمام
الفراغ القانوني والتنظيمي الذي تميزت به هذه الفترة بادرت السلطات القائمة من أجل مواصلة
تسيير الحياة اإلجتماعية واإلقتصادية للدولة بإصدار هذا القانون الذي نص في مادته األولى على
إستمرار سريان التشريع الفرنسي مستثنيا منه ما يتعارض والسيادة الوطنية،وقانون التسيير
الإلشتراكي للمؤسسات لسنة 0500حيث تجسدت أول محاولة للتنظيم اإلجتماعي للعمل يتماشى
مع المفهوم اإلشتراكي بصدور قانون التسيير اإلشتراكي للمؤسسات الذي كرس في المادة 15منه
مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين مختلف فئات العمال .
كما تميزت هذه الفترة بصدور القانون األساسي العام للعامل 19/08في 0508/18/11الملغى
والذي كان يهدف إلى تنظيم العمل وفقا للتطور اإلجتماعي واإلقتصادي للبالد آنذاك وبعدها القانون
التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية سنة 0588تحت رقم 10/88وقد أدخل نوع من الليونة
في التسيير سميت بإستقالل المؤسسات وخفف إلى درجة كبيرة من أسلوب التسييراإلقتصادي
اإلشتراكي لها.
وبصدور دستور 0585/19/11الذي أقرمبدأ الديمقراطية واإلصالحات الشاملة في النظام
الجزائري وأكد على مبدأ حق العمل وحمايته ،والمساواة في الحقوق والواجبات ونتيجة لهذا
الوضع الجديد صدرت عدة تشريعات لتنظيم مجال عالقات العمل ،والتي حاول المشرع من
خاللها الموازنة بين الجانب اإلجتماعي والجانب اإلقتصادي للعمل ويمكن أن نذكر من بين هذه
التشريعات القانون المتعلق بالوقاية من نزاعات العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب وقانون
عالقات العمل وقانون الوقاية الصحية واألمن وطب العمل.
-1األستاذ الدكتور أحمية سليمان التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري عالقة العمل الفردية الجزء الثاني ديوان
المطبوعات الجامعية الصفحة 122و.120
00
الفصل األول :ماهية طب العمل
وإرتكزت مصالح العمل الطبية الى غاية 0500وفقا للقراريين القرار األول المؤرخ في
0500/11/00والقرار الثاني المؤرخ في 0500/11/91على ثمانية جمعيات مابين المهن شبه
العمومية وقد أخضع هذان القراران هذه الهيئات تحت رقابة وزارة العمل والشؤون اإلجتماعية
وقد تم تأميم هذه الهيئات وقد أنشأ األمر رقم 29/01المؤرخ في 0501/12/01الديوان الوطني
لما بين المؤسسات المهنية لطب العمل المصطلح عليه بالرموز الفرنسية ''''ONIMET
ويعتبرهذا الديوان مؤسسة عمومية يتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي وكان مقره
بالجزائر العاصمة ومديرياته الجهوية بالجزائر وقسنطينة ووهران ،ومن مهامه حفظ صحة العمال
في المؤسسة المستخدمة ودرأ كل إختالل للحالة البدنية والنفسية للعامل مع مراقبة مدى تكيفه مع
العمل والوقاية من األمراض المهنية وحوادث العمل ،كما كان مكلفابإعداد الدراسات واألبحاث
ونشر قواعد النظافة وإعداد إحصائيات تتعلق بتطوراألمراض المهنية وحوادث العمل ،وبموجب
المرسوم 11/01المؤرخ 0501/11/02المتعلق بتنظيم وسيرالمراكز الطبية اإلجتماعية ،فإن هذه
المراكز أصبحت تتكفل بنشاطات العمل وكانت هذه المراكز تابعة للضمان اإلجتماعي للمؤسسات
الوطنية والتعاضديات .
حيث أن هذه المراكز الطبية اإلجتماعية كانت مهماتها مركزة على العالج الغير ،كما أن الديوان
الوطني مابين المؤسسات لطب العمل تقلصت مهمته ولم تؤد وفقا لمهامه األساسية فإنه إبتداء من
سنة 0505أصبحت القطاعات الصحية تتكفل بمهمة طب العمل مما عجل بحل الديوان الوطني
مابين المؤسسات لطب العمل بموجب المرسوم رقم 92-81المؤرخ في 0581/19/00ومن ثم
أصبحت القطاعات الصحية تتكفل بمهمة طب العمل وفقا للتعليمة رقم 19المؤرخة في
0581/11/09والتعليمة رقم 11المؤرخة .0589/09/01
وقد نص القانون 09-08المؤرخ في 19أوت 0508المتضمن القانون العام للعامل في المواد
09-01-01منه على إجبارية المؤسسة المستخدمة تأمين شروط الوقاية الصحية واألمن ،كما
نصت المادة 01منه على مهمة طب العمل في المؤسسة المستخدمة والمتمثلة في وقاية صحة
العمال ومراقبة أماكن العمل وتحسين ظروف العمل ،وأحالت المادة 09من نفس القانون على
التنظيم فيما يخص تنظيم كيفيات المراقبة الوقائية لصحة العمال .
وفي سنة 0509صدرت مجموعة من تشريعات العمل نذكر منها األمر 10/09المؤرخ في
0509/11/95المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص ،لقد تضمن هذا
01
الفصل األول :ماهية طب العمل
األمر 129مادة خصص الكتاب الرابع منه لشروط العمل ومدته ،والعمل الليلي ،والراحة
األسبوعية والعطلة السنوية والقواعد المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل .
لقد إستطاعت القوانين المتعلقة بعالقات العمل الصادرة في هذه المرحلة أن تساير النظام
اإلقتصادي واإلجتماعي الذي إنتهجته الجزائر آنذاك ،فعالقات العمل كانت الئحية وهو أمر
طبيعي غيرأن تدخل الدولة في تنظيم هذه العالقة كان مبالغا فيه ،إذ أن نظرة المشرع للعامل كانت
إجتماعية أكثر منها إقتصادية ،حيث عولجت مشكلة البطالة بطرق غير عقالنية ،عملت الدولة
من خاللها على خلق أكبر عدد ممكن من مناصب العمل متجاهلة إمكانيات وقدرات المؤسسة
المالية واإلقتصادية.1
من بين المواضيع التي تضمنها المشرع بقواعد آمرة ما يتعلق بالوقاية الصحية واألمن والسالمة
وطب العمل نظرا لما تمثله من أهمية بالغة في حياة العامل بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة.
حيث فرضت بمقتضى هذه النصوص القانونية والتنظيمية مجموعة هامة من اإللتزامات القانونية
والتنظيمية على المؤسسات المستخدمة في مجال توفير وسائل وآليات الوقاية الصحية واألمن في
أماكن العمل لجميع العمال بالشكل الذي يجعل هذه اإللتزامات مهام حيوية يترتب على اإلخالل بها
من قبل المؤسسات المستخدمة تحملها المسؤولية التقصيرية على كل اآلثار واألضرار التي تلحق
بالعمال قد تصل في بعض الحاالت التي يثبت فيها اإلهمال أو عدم التقيد بالتدابير القانونية
والتنظيمية المفروضة على المؤسسة المستخدمة المسؤولية الجنائية للمسير المسؤول على
المصالح المكلفة بتطبيق هذه القوانين و التنظيمات.2
كما قام المشرع الجزائري سنة 0501بإنشاء ما يعرف بلجان حفظ الصحة واألمن بموجب
المرسوم رقم 999/01وفي حالة غيابها يتولى مهامها المندوب المكلف بالوقاية الصحية واألمن.
-1األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب األول مدخل إلى قانون العمل الجزائري دار
الخلدونية الطبعة األولى 2661الصفحة.20
-2األستاذ الدكتور أحمية سليمان قانون عالقات العمل الجماعية في التشريع الجزائري المقارن "القانون اإلتفاقي" الطبعة
ديوان المطبوعات الجامعية الصفحة.161 الثانية
03
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع الثاني :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي ظل النظام الرأسمالي
ولما كانت عالقات العمل قائمة على منطق القوة واإلستئثار ثم السيادة المطلقة لمبدأسلطان
اإلرادة في التعاقد وسيادة قانون العرض والطلب السيما في بداية القرن 05م بإزدياد حجم
النشاطات الصناعية والتجارية ظل العمال بمنأى عن كل أشكال الحماية من سوء المعاملة
واإلضطهاد واإلستغالل وتدني األجور وظروف العمل السيئة وكثرة حوادث العمل لذلك ظهرت
الحاجة إلى التكتل للضغط على أرباب العمل عن طريق اإلحتجاجات واإلضرابات ثم إنشاء
الجمعيات والنقابات للدفاع عن مصالح العمال المهنية واإلجتماعية .
وعليه وأمام تزايد حدة الصراع والتناقض بين العمال وأصحاب العمل الذي أصبح يهدد السلم
واألمن اإلجتماعي كان لزاما على الدولة التدخل تدريجيا بوضع األحكام والقواعد التي تكفل تحقيق
التوازن واإلستقرار في مجال العمل بوضع األسس العامة وترك الجزئيات للتفاوض ألنه في
المجال اإلقتصادي إنتقلت الجزائر من النظام اإلقتصادي الموجه القائم على تدخل الدولة في تنظيم
عالقات العمل إلى إقتصاد السوق ،القائم على قانون العرض والطلب والمنافسة المشروعة وحرية
التجارة والصناعة والخصخصة ،وتطبيقا للمبادئ الواردة في الدستور الجديد صدرالقانون رقم
00/51المتضمن عالقات العمل والذي نص في المادة 19منه بأن الوقاية الصحية واألمن وطب
العمل من حقوق العمال.
ولقد صدر القانون رقم 10-88والمؤرخ في 0588/10/92المتعلق بالوقاية الصحة واألمن وطب
العمل والذي يعد أول قانون في الجزائر ينظم طب العمل في الجزائر ويجعله إلزاميا على مختلف
الهيئات المستخدمة والذي أصبح جزءا ال يتجزأمن من السياسة الوطنية للصحة ويتماشى مع
توصيات المنظمة الدولية للشغل والتي حثت الدول األعضاء في دورتها األولى سنة 0591إلى
ضرورة المحافظة على الرخاء الجسمي والذهني واإلجتماعي للعمال في جميع المهن وترقيتهم
ووقايتهم من األخطار الصحية التي تسببها أعمالهم وإلى حمايتهم من األخطار الناتجة عن وجود
عناصر مضرة بالصحة وإلى وضع العمال وإبقائهم في المهنة التي تتالءم وقدراتهم الفيزيولوجية
والنفسية ،بمعنى تكييف العمل مع اإلنسان. 1
-1األستاذ عجة الجياللي الوجيزفي قانون العمل والحماية اإلجتماعية (النظرية العامة للقانون اإلجتماعي في الجزائر) دار
الخلدونية الجزائر سنة 2662الصفحة.221
04
الفصل األول :ماهية طب العمل
وعليه فقد إرتبط طب العمل في هذا الصدد بما عرفه قانون العمل من تعديالت جوهرية تأثرت
بطبيعة وإيديولوجية نظام الحكم السائد في الدولة حيث تبنى في البداية العقيدة اإلشتراكية لصيانة
عقد العمل لشكل ما يعرف بمبدأ المنتج المسير وأنكربشكل صريح فكرةتقسيم عالم الشغل إلى طبقة
أرباب العمل وطبقة عمال ومنح السيادة دون منازع إلى الطبقة األخيرة لكن مع تعرض النظام
اإلقتصادي ككل إلى أزمة هيكلية تخلت الدولة عن النظام اإلشتراكي مستبدلة إياه بالنظام
الرأسمالي ،وقصد تجسيد هذا النظام إرتأت السلطة اإلستغناء عن الترسانة القانونية للنظام
اإلشتراكي وأصدرت مكانها قوانين جديدة مستلهمة من روح النظام الرأسمالي ،ولهذا الغرض
بالذات ألغت القانون األساسي العام للعامل وأصدرت مكانه القانون رقم 00/51المتعلق بعالقات
العمل ،كما أبرز المشرع إهتمامه بهذا المجال من خالل إصدار القانون رقم 19/89المؤرخ في
0589/19/02المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل والمتمم،والقرار الوزاري المشترك
المؤرخ في 0559/11/19يحدداإلتفاقية النموذجية المتعلقة بطب العمل المبرمة بين الهيئة
المستخدم ة والقطاع الصحي أو الهيئة المختصة أو الطبيب المؤهل ،والقرار الوزاري المشترك
المؤرخ في 9110/01/02يحدد محتوى الوثائق المحررة إجباريا من قبل طبيب العمل وكيفيات
إعدادها ومسكها ،والقرارالمؤرخ في 9110/01/02يحدد المقاييس في ميدان الوسائل البشرية
والمحال والتجهيزات في مصالح طب العمل.
كما إشترطت كل اإلتفاقيات الجماعية لمختلف المؤسسات المستخدمة ،خضوع المرشح للمنصب
للفحوصات الطبية ،حتى يتسنى لها تقييم مؤهالته الفكرية وقدراته الجسمية لذلك إشترطت أيضا
على المرشح ،أن يقدم ملف يتضمن وثائق أهمها الشهادات العلمية المطلوبة للمنصب المراد شغله
وكذا الشهادات الطبية التي تثبت سالمته وصحته وقدرته التي تؤهله للمنصب .
كما إعتبرت بعض اإلتفاقيات ،أن خضوع العامل للفحوص الطبية الخاصة بالتوظيف إلتزام يقع
على عاتق الهيئة المستخدمة ،إذعليها أن تعرض المرشح للمنصب على طبيب العمل الخاص بها
والهدف من هذا الفحص الطبي البحث عن سالمة العامل من أي داء خطير على بقية العمال
والتأكد أنه مستعد صحيا للمنصب المرشح له ،يتعرض المستخدم الذي يخالف هذا اإللتزام إلى
متابعة جزائية طبقا لألحكام المنصوص عليها قانونا .1
-1األستاذ بن عزوزبن صابراإلتفاقيات الجماعية للعمل في التشريع الجزائري والمقارن دار الخلدونيةالصفحة.210
05
الفصل األول :ماهية طب العمل
وقدإنتقد بعض الكتاب القانون رقم 10/88من حيث كونه غير كاف لحماية صحة وأمن العامل
وذلك من جانبين - :من جانب إفتقاره لعنصر الجزاء في حالة إخالل رب العمل بواجباته المتعلقة
بالنظافة و األمن وطب العمل.
-ومن جانب ربط تنفيذه بصدورمراسيم تنفيذية ومعلوم أن صدور هذه المراسيم يتطلب وقت غير
محدد األمر الذي أبقى المواد من 11الى 01مجمدة إلى حين صدورالمراسيم كما يقضي بذلك
القانون ذاته الذي ينص على أنه "تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم" وهناك مواد
كثيرة تتبنى هاته الصيغة مما يدفعنا إلى التساؤل عن جدوى صدور هذا القانون إذا كانت جل
تدابيره متوقفة على صدور نص تنظيمي الحق.1
ثم صدر المرسوم التنفيذي رقم 091-51المؤرخ في 0551/19/09المتعلق بتنظيم طب العمل
والذي يعتبر تطبيقا ألحكام القانون 10-88ثم توالت المراسيم والقرارات التطبيقية للمرسوم
.091-51
أما مايتعلق بحوادث العمل فقد نص عليه القانون المؤرخ ، 0858/19/15ومددت أحكامه إلى
الجزائريين فيما يخص األمراض المهنية بالقانون المؤرخ في 0505/01/99والذي أنشأ قوائم
لألمراض المهنية والتي كان عددها 10بتاريخ اإلستقالل .
وقد صدربعد اإلستقالل األمر رقم 081-22المؤرخ في 0522/12/90المتضمن تعويض
حوادث العمل واألمراض المهنية والذي ألغى التشريع الفرنسي السابق وبدأسريان هذا األمر إبتدءا
من 0520/11/10وقد نظمت كيفيات تطبيق أحكام هذا األمر بمرسوم رقم 129/22المؤرخ في
0522/09/90والقرار المؤرخ ، 0501/12/12ولقد صدرت عدة نصوص تطبيقية لهذا األمر
منها القرار المؤرخ 0522/01/08المتضمن إنشاء لجنة األمراض المهنية ،والقرار المؤرخ في
0509/11/99المتمم والمراجع لقائمة األمراض المهنية والمحدد لها ب 29مرضا مهنيا .
ثم صدر القانون 09-81المؤرخ في 0581/10/19المتضمن حوادث العمل واألمراض المهنية
المعدل والمتمم الذي أصبح القانون اإلطار لكل حوادث العمل واألمراض المهنية ،ولقد عدلت
قائمة األمراض المهنية بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 0552/19/19وأصبحت القائمة
تضم 81مرضا مهنيا.
06
الفصل األول :ماهية طب العمل
وبصدد الوقاية من األمراض المهنية إهتمت السلطة بطب العمل حيث أنشأت مصلحة بذلك لدى
صندوق التأمينات اإلجتماعية وبعض الهيئات المستخدمة وتتكفل هذه المصلحة بإتخاذ
التدابيرالالزمة لوقاية العمال من األخطار الصحية التي تسببها ظروف العمل.
ويعتبر طب العمل جزءا من السياسة الوطنية للصحة ومهمة طبيب العمل وقائية في األساس
وعالجية بالتبعية ويهدف طب العمل إلى المحافظة على بنية ومعنويات العمال في كافة القطاعات
وحماية العمال من المخاطر واألمراض المهنية كما يعمل على إزالة كل العوامل التي تؤثر على
صحة العمال مع تقديم بعض العالجات المستعجلة ويعد طب العمل بمثابة إلتزام يقع على عاتق
الهيئة المستخدمة إذ يتعين عليها فتح مصلحة طب العمل داخل الوحدة أو المؤسسة أو إبرام إتفاقية
نموذجية مع القطاع الصحي كما يتعين عليها إنشاء لجان متساوية األعضاء للوقاية واألمن داخل
كل مؤسسة يتجاوز عدد عمالها تسعة أفراد ،وعلى المستوى المركزي أنشأت السلطة مجلس
وطني للنظافة واألمن وطب العمل يتمتع بصالحيات إستشارية في مجال السياسة الوطنية للوقاية
من األمراض المهنية .
وعلى مستوى آخركلفت السلطة مفتشية العمل بالسهر على سيرطب العمل داخل المؤسسة وتحرير
المخالفات المتعلقة به كما لها سلطة توجيه إعذارللهيئة المستخدمة عند وجود تهاون في األمن
أو طب العمل.1
وإذا كان تشريع العمل في ظل أحكام القانون األساسي العام للعامل السابق والنصوص
التشريعية(أكثر من 91قانونا )والتنظيمية (أكثر من 011مرسوما)دعما للحماية القانونية للعامل
فإن التشريعات الجديدة قد أخذت منحى مغايرا من ح يث إكتفائها بالنص على مظاهرتلك الحماية
وإقرارها مبدئيا مع ترك أمرتفصيلها إلى كل من اإلتفاقيات الجماعية واألنظمة الداخلية للمؤسسات
تجسيدا للطابع التعاقدي لعالقة العمل ودعما وإحترامالمبدأي اإلستقاللية والمتاجرة اللذين تقوم
المؤسسة اإلقتصادية على أساسهما.2
07
الفصل األول :ماهية طب العمل
المبحث الثاني :تعريف طبيب العمل ومهامه
إن المقصود بإلتزامات الهيئات المستخدمة في مجال طب العمل هي تلك الحقوق المقررة للعمال
في المادة 50/50من قانون عالقات العمل وباألمرالمتضمن القانون األساسي العام للوظيفة
العمومية ،السيما المادة 37منه.
إذ أن ما يعتبر حقا للعامل يعد واجبا أو إلتزاما في جانب الهيئة المستخدمة سواء أكانت هذه الهيئة
مؤسسة أو شركة أو مقاولة إقتصادية عامة أو خاصة أو إدارة تابعة لقطاع الوظيفة العمومية سواء
ما تعلق باإلدارات المركزية أو الالمركزية بمختلف أصنافها وطبيعتها.
كما ألزم المشرع أصحاب العمل بإتخاذ كل التدابير الوقائية لحماية صحة العمال السيما تشكيل
لجان الوقاية الصحية واألمن والنظافة التي يعتبر طبيب العمل عضوا فاعال فيها إضافة إلى إعداده
لمخطط الوقاية بمشاركة هذه اللجان ،ويعتبر طبيب العمل مستشارا للهيئة المستخدمة في مجال
تحسين ظروف العمل والحياة والنظافة العامة في أماكن العمل كما يلعب طبيب العمل دورا أساسيا
في الكشف عن األمراض ذات الطابع المهني لكن رغم هذا فطبيب العمل ال يتمكن من أداء واجباته
بإستقاللية تامة وهو ال يتوفر على حماية كافية تحميه من تعسف صاحب العمل.1
إن الهيئة المستخدمة رتب المشرع عليها إلتزاما يتمثل في تحملها تحقيق داخل المؤسسة مقتضيات
طب العمل لصالح العمال أو الموظفين كما تقتضيه القوانين واألنظمة المتعلقة بطب العمل .
أحاول في هذا المبحث أن أتعرض لتعريف طبيب العمل فأعرف كلمة الطب والعمل لغة
وإصطالحا إذا أن الكلمة مركبة من لفظتين طب و العمل حتى يتضح مفهوم كل من الكلمتين ثم
ندرس األهمية اإلجتماعية و القانونية واإلقتصادية لطب العمل والغايات التي يحققها للعامل
وللمؤسسة على السواء مع تحديد مهامه العالجية والوقائية .
-1األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي طب العمل ومسؤولية الطبيب مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر تخصص قانون طبي
السنة الجامعية 4112-4112جامعة مستغانم الصفحة.11
18
الفصل األول :ماهية طب العمل
المطلب األول :تعريف طبيب العمل وأهمية طب العمل
فعلى غرار ماذهب إليه المشرع الفرنسي نص المشرع الجزائري على أحكام تشريعية وتنظيمية
تلزم صاحب العمل بإنشاءأجهزة وهياكل طبية للعمل على إعتبارأن طب العمل إلتزاما يلقى على
عاتق المؤسسة المستخدمة ويجب عليها التكفل به .
وينظم طب العمل في أحد األشكال التي قررها المشرع وحسب أهمية المؤسسة المستخدمة فقد
تكون لكل هيئة مستخدمة مصلحة طبية خاصة وإذا تعذرذلك تكون مشتركة بين مجموعة من
الهيئا ت المستخدمة أو أن تبرم الهيئة المستخدمة إتفاقا مع القطاع الصحي حسب النموذج الموضح
بموجب النص التنظيمي وفي حالة ما إذا تعذرعل القطاع الصحي اإلستجابة إلى طلب المؤسسة
المستخدمة أو التخلي عن إلتزاماته يتعين على هذه األخيرة أن تبرم إتفاقا مع هيكل مختص في
طب العمل أو أي طبيب مؤهل .1
لقد خصصت لهذا المطلب فرعين أفردت الفرع األول لتعريف طبيب العمل من خالل تعريف
الطب لغة وإصطالحا وتعريف العمل لغة وإصطالحا والفرع الثاني خصصته ألهميته طب العمل.
-1األستاذ بن عزوز صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة عنها
دار الخلدونية الصفحة.422
19
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع األول :تعريف طبيب العمل
إن هذا الحق غالبا مايقترن باألمن والنظافة إلرتباط هذا الحقوق إرتباطا وثيقا بعضها بالبعض
وكأنها عناصر متداخلة يكمل بعضها البعض اآلخر ،ويعتبرطب العمل أحد المقومات اإلنسانية
لنظام الوقاية في المؤسسة ذلك أنه يهدف بالدرجة األولى إلى وقاية العمال من حوادث العمل
واألمراض المهنية .ويعرف طب العمل على أنه الطب الذي يهتم بالعامل األجير أو الموظف في
مكان عمله ويشمل الناحية الصحية والعملية واإلنتاجية وخصوصا الوقاية منها 1ومن مهام طبيب
العمل القيام بإجراء الفحوص المختلفة للعمال سواء بعد اإلصابة أو قبلها وخاصة العمال الجدد كما
يعمل طب العم ل على تعيين العمال في مواقع العمل تتناسب وقدراتهم البدنية والنفسية إضافة إلى
تكييف العمل مع الفرد.
وتعتبرحماية العمال بواسطة طب العمل جزء ال يتجزأ من السياسة الصحية الوطنية كما يعد طب
العمل من المواد األساسية التي ينبغي على مؤسسات القطاعين العام والخاص إدماجها ضمن
النشاط المهني قصد معرفة الحالة الصحية للعمال ومتابعتها منذ تشغيلهم بالمؤسسة وتأثيرها على
اإلنتاج وتفاديا لحوادث العمل التي ينتج معظمها عن إهمال الوضع الصحي للعمال ،إال أن طرق
الوقاية في أماكن العمل تعتمد على مسؤولية كل من المؤسسات المستخدمة ووزارة العمل
والضمان اإلجتماعي واألجيرنفسه إضافة إلى المختص الصحي في هذا المجال وهو طبيب العمل.
إن هذا الخطر المحدق بالعامل حتم على الدولة إتخاذ تدابيروقائية يمكن تصنيفها كما يلي:
-1تدابيرخاصة بالعامل أوالموظف تخص حالته النفسية واإلجتماعية ،وتظهر في قلة الوعي
الوقائي وعدم اإلهتمام بالحالة الصحية ،هذه الحاالت التي تؤثر سلبا على الوضع الصحي العام
للعامل أو الموظف.
-4تدابيرمرتبطة بالبيئة والمحيط المهنيين مثل نقص اإلنارة على البصروالضجيج المؤثرعلى
السمع والغازات واألبخرة والغبارالمسببة لكثيرمن األمراض كالربووالحساسية وقلة اإلبصار
واألمراض الجلدية المختلفة .
-3تدابير تخص المواد المستعملة في أداء العمل وإنتاج المواد مثل اآلالت وسرعة دورانها أوعدم
صيانتها واإلنفجارات الواقعة والحرائق وأدوات الربط وسقوط األشياء الجامدة.
20
الفصل األول :ماهية طب العمل
أوال:تعريف الطب لغة وإصطالحا
سأتعرض في هذا الجزءإلى تعريف كلمة الطب لغة وإصطالحا .
: -1تعريف الطب لغة
الطب بالطب ،و َّ
الطب و ِ فطبيب من الطب وتعني عالج الجسم والنفس ورجل ِطب وطبيب أي عالم ِ
لغتان في الطب وقالوا تطبب له أي طلب له األطباء ومن أمثالهم في التفوق في الحاجة وتحسينها
ومن معاني كلمة الطب الرفق والطبيب الرفيق ،والطبيب الحاذق من الرجال الماهر بعلمه وكل
حاذق بعلمه طبيب عند العرب،ورجل طب أي عالم ،ومن ثم مفهوم الطبيب عند أهل اللغة الحاذق
باألمور العالم بها وبه يسمى الطبيب الذي يعالج المرضى .
وقد عرف قاموس ال روس الصغير المصور petit larousse illustréكلمة الطب على النحو
التالي :إن كلمة الطب كلمة التينية medicinaوتعني العلم الذي يهدف إلى حفظ الصحة أو
معالجة اإلختالالت الصحية ولذلك أطلق على من يمارس مهنة الطب طبيبا. médecin
يظهرمن هذه المعاني لكلمة الطب معنى يوحي بأنه علم من العلوم الطبية التي تهدف إلى حفظ
الصحة وترقيتها وإبعاد األمراض عنها وهو ما يسمى بالجانب الوقائي أو عالج اإلختالالت
الواقعة على الصحة عن طريق وصف أدوية مالئمة للقضاء على المرض وإرجاع الحال إلى ما
كانت عليه وهو ما يسمى بالجانب العالجي.
-4تعريف الطب إصطالحا:
إن الطب هو مهنة قديمة قدم المجتمعات اإلنسانية فقد تواجدت عبر العصور واألزمنة ،إذ لم يخل
منها مجتمع من المجتمعات القديمة أوالحديثة وإن إختلفت أساليبها وطرقها فقد إختلطت في
العصور البدائية باألعمال السحرية أو إعتمد فيها األشخاص على األعشاب المتوفرة لديهم والتي
يجمعونها من الطبيعة التي كانت تزخر بهذا النوع من األعشاب التي كان يرى فيها المتعاملون
معها بأنها وسيلة لعالج مخـتلف األمراض هي ما أصبح يسمى اليوم بالطب التقليدي أو البديل أو
الطبيعي ،ولذلك فإن مهنة الطب قد صاحبت تطورالمجتمعات وإكتسبت خبرتها مع الممارسة
وتطور الوسائل العلمية والتكنولوجيا إلى أن أصبحت على الشكل والكيفية المالحظة في وقتنا
الراهن.
21
الفصل األول :ماهية طب العمل
وقد عرف العالمة عبد الرحمن بن خلدون كلمة الطب في مقدمته بأنها صناعة تنظر في بدن
اإلنسان من حيث يمرض ويصح فيحاول صاحبها حفظ الصحة وبرء المرض باألدوية واألغذية
بعد أن يتبين المرض الذي يخص كل عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك األمراض كما لكل
مرض من األدوية مستدلين على ذلك بأمزجة األدوية وقواها على المرض بالعالمات المؤدية
بنضجه وقبول الدواء.1
وعرف قاموس الروس الصغيرالمصور الطب بأنه " علم هدفه حفظ الصحة كعالج المرض ".
يظهر من خالل هذه التعاريف أن الطب بإعتباره مهنة فإن له مهمتين أساسيتين هما:
- 1حفظ الصحة أي إتخاذ كل التدابير الوقائية لمنع المرض واألوبئة وهو ما يسمى في العلوم
الطبية الحديثة بالوقاية العامة والوقاية الخاصة وتطهير المياه والمحيط ومراقبة األغذية ومحاربة
التسممات وإتباع نظام غذائي معين ومحاربة التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات وغيرها
من الوسائل المسببة لألمراض العادية منها والمزمنة ويدخل في هذا المفهوم طب العمل الذي يعد
فرعا من العلوم الطبية الوقائية.
- 2عالج األمراض أي المبادرة بتشخيص األمراض عن طريق الفحص الطبي وإجراء التحاليل
البيولوجية والتصوير اإلشعاعي بمختلف أنواعه ،ووصف األدوية المالئمة للمرض المشخص أو
إجراء العمليات الجراحية وغيرها من الوسائل الطبية التي تساعد على القضاء على المرض أو
على األقل التقليل منه ،إن الطب بهذا المفهوم مهنة منظمة قانونا لها شروطها وهي فرع من
العلوم الطبيعية وعلوم الحياة تختص في تدرسيها كليات أو معاهد حسب األحوال ،تسمى كلية
الطب والصيدلة وجراحة األسنان ويصنف األطباء حسب تأهيلهم العلمي والطبي إلى:
- 1ممارسين طبيين عامين.
- 2ممارسين طبيين أخصائيين.
يحدد التنظيم مدة دراستهم وبرامجهم والجوانب النظرية والتطبيقية ورتبهم وتخصصاتهم المتشعبة
ويصنفون حسب الممارسة إلى:
-1عبد الرحمن بن خلدون المقدمة مكتبة ومطبعة عبد الرحمن دمحم لنشر القرآن الكريم والكتب اإلسالمية القاهرة1121الصفحة
.321
22
الفصل األول :ماهية طب العمل
-أطباء يعملون لحسابهم الخاص في إطار عيادات خاصة .
-أطباء يعملون في المؤسسات العمومية االستشفائية أو المؤسسات العمومية للصحة الجوارية
أو المراكز االستشفائية الجامعية.
إن علم الطب ،بهذا المفهوم ،يتفرع إلى ثالث شعب هي:
-1العلوم الطبية العامة واإلختصاصية بما في ذلك البيولوجية واإلشعاعية.
-2علوم طبية لجراحة األسنان عامة وإختصاصية.
-3علوم طبية صيدالنية.
حيث أنه ال يمكن ممارسة مهنة الطب إال من توفرت في الطبيب شروط قانونية وتنظيمية محددة
فالطبيب هو الشخص المرخص له قانونا بمزاولة مهنة الطب في المساس بجسم المريض أثناء
مباشرته للعمل الطبِي تحقيقا لمصلحة المريض في العالج أو الجراحة ،ومن ثم ال يمكن ألي كان
أن يمارس العمل الطبي وإال تعرض لعقوبات جزائية وهو ما يسمى بالممارسة غير الشرعية
للعمل الط ِبي.
ثانيا:تعريف العمل لغة وإصطالحا
سأحاول في هذا المقام أن أعرف لفظة العمل لغة وإصطالحا.
-1تعريف العمل لغة
أن لفظ العمل يقصد به المهنة أو الفعل اإلنساني والجمع أعمال وعمل عمال وأعمله غيره وإستعمله
وإستعمل فالن غيره إذا سأل أن يعمل له وإستعمله أي طلب إليه العمل وإستعمل فالنا إذا ولي
عمال من أعمال السلطان،و قال اإلمام األزهري اللغوي عمل فالنا العمل يعمله عمال فهو عامل
وعملة القوم يعملون بأيديهم ضروبا من العمل من طين أو حفر أو غيرها من األعمال وعمل عمال
أي صنع ومهن والعمل هو الفعل والعامل جمع عمال وعاملون وعملة كل من يعمل بيده أو من
يتولى أمور رجل في ماله وملكه وعمله كلمة العمل travailكلمة التينية وتعني النشاط المبذول
إلنجاز أو فعل شيء ما وعمل أي مارس نشاطا أو مهنة ما .
إن المتأمل في هذه التعاريف اللغوية لكلمة العمل تعني في عمومها كل نشاط أو جهد يقوم به
اإلنسان سواء أكان عمال يدويا أو فكريا أو يجمع بين اإلثنين معا ويتضمن أيضا العمل بمعناه
اإلصطالحي أي العمل التابع كما هو معروف في مفهوم قانون العمل ،ومن ثم فإن كلمة العمل
تعني مطلق النشاط منظما أوغير منظم مأجورا أو غير مأجور ،مستقال أو تابعا.
23
الفصل األول :ماهية طب العمل
-4تعريف العمل إصطالحا
هوالعمل الخاص التابع باألجر وهو الذي ينشأ عن عالقة العمل الفردية أو الجماعية أو النشاط
المنظم الذي يقوم به شخص يسمى العامل لصاحب عمل أو مستخدم أو مؤسسة أو إدارة مقابل أجر
معلوم ويكون لصاحب العمل اإلشراف والتوجيه والتأديب.1ولذلك فال يقصد بإصطالح قانون
العمل القانون الذي ينظم العمل بصفة عامة أي النشاط اإلنساني مطلقا وإنما القانون الذي ينظم
العمل الخاص التابع المأجور دون سواه .
وعليه فإن التعاريف المختلفةالتي تتعلق بطب العمل هي :
عرفه الدكتورأحمد ديب دشاش في كتابه الطب المهني بأن طب العمل :هو قسم من األمراض
السريرية مخصص لدراسة األمراض الناتجة عن تأثير أوساط إنتاجية سيئة تحوي عوامل مهنية
بنسبة زائدة عن الحد الطبيعي .
إن هذا التعريف إنصب في تعريف طب العمل على الجانب الطبي المحض فقال أنه " :قسم من
األمراض السريرية مخـصص لدراسة األمراض الناتجة عن الوسط المهني ولم يعرفه تعريفا
قانونيا وقد تعرض المؤلف إلى دراسة األمراض المهنية والمتالزمات المهنية وهي األمراض
الناتجة عن المهنة والتسممات المهنية الكيماوية غير العضوية والتسممات المهنية الكيماوية
العضوية واألمراض المهنية الناجمة عن العوامل الفيزيائية ،ثم تعرض في القسم الثاني من الكتاب
إلى الصحة المهنية والمتعلقة بالشروط الصحية الخاصة في البيئة العامة للمعمل أو المصنع
والشروط الخاصة بالعامل.
وإستنادا إلى محتويات هذا الكتاب نجد أن المؤلف قد أحاط بالجوانب التقنية والطبية التي يجب
على إختصاصي الطب المهني أن يتزود بها ويعمل في إطارها ولكن رغم أهمية هذه المعلومات
التقنية فإنه لم يتعرض بشكل دقيق إلى تعريف طب العمل من جوانبه القانونية واإلدارية.
وعرف طب العمل األستاذ حنوز hannouzوالطبيب الشرعي خذير دمحم بأنه طب وقائي أساسا
وعالجي إستثناءا مهمته وقاية وحماية العمال ضد حوادث العمل واألمراض المهنية والتعرف
ومراقبة العوامل المؤثرة في صحة العمال ويقوم برقابة صحتهم في فترات متتالية.
25
الفصل األول :ماهية طب العمل
ونالحظ أن الكثير من الفقهاء قد تعرضوا أثناء شرحهم إللتزامات الهيئات المستخدمة في مجال
الصحة المهنية أو طب العمل فإنهم بإجماع قد ذكروا إلزامية إنشاء المصلحة والهدف من إنشائها
وإختصاصات طبيب العمل ،وطبيعة عمله المتمثل وكقاعدة عامة في الوقاية باإلضافة إلى صفته
مستشارا للمستخدم في مجال الصحة في العمل رغم أنهم لم يقدموا تعريفا واضحا لطب العمل
ويمكن أن يستنبط من نص المادة 12من القانون 50-88بأن طب العمل وسيلة إجبارية لحماية
صحة العمال من األخطار والحوادث المهنية وهو جزء من السياسة الصحية الوطنية ،ومهمة طب
العمل هي وقائية أساسا وعالجية أحيانا ،إضافة إلى نص المادة 31من المرسوم التنفيذي رقم
325-31المتعلق بتنظيم طب العمل المتضمن الفحص الطبِي للتشغيل المنصوص عليه في المادة
17من القانون 07-88أن مصلحة طب العمل التي يستوجب على الهيئة المستخدمة إنشاءها هي
مصلحة وقائية هدفها حماية العمال من كل خطر قد يمس بصحتهم فإن المشرع وإن لم يعرف طب
العمل أو الصحة في العمل إال أنه حينما يبين أهداف طب العمل وإختصاصات طبيب العمل فإنه
ترك المجال للدارسين إلستخالص تعريف لطب العمل من خالل هذه النصوص القانونية والذي
يكون كالتالي إن تعريف طب العمل من النظرالقانوني هو وسيلة إجبارية تتكفل الهيئة المستخدمة
بإنشائها وتهدف إلى الحفاظ على صحة العامل وترقيتها ومهمتها هي وقائية أساسا و تمارس
العالج إستثنائيا السيما العالج اإلستعجالي باإلضافة إلى مهام وقائية تتعلق بتسييرالموارد البشرية
ودور طبيب العمل في لجان األمن والنظافة في المؤسسة .
وتجدر اإلشارة إلى أن القانون 50/88والمرسوم التنفيذي 325/31يجدان شرعيتها في المادة 05
من دستور 3331التي تنص على أن :
"الرعاية الصحية حق للمواطنين ،وتتكفل الدولة بالوقاية من األمراض الوبائية والمعدية
وبمكافحتها" ،يستخلص من هذه المادة الدستورية أن الدولة لها واجب التكفل باألمراض الوبائية
والمعدية ،وهي ذاتها األمراض الوقائية التي تعتبر من صميم طب العمل بإعتباره طبا وقائيا
يمارس في الوسط المهني ،ومن ثم فإن طب العمل هو حق دستوري منظم يعد من الحقوق
األساسية الدستورية التي يجب العمل على صيانتها وتنفيذها من قبل المؤسسات واإلدارات
والشركات صناعية كانت أو تجارية أو مؤسسات خدمات أو خواص ومهما كانت طبيعتها القانونية
أو التنظيمية و التقيد بأحكامها.
26
الفصل األول :ماهية طب العمل
وتجد هذه المادة الدستورية سندها في المادة 25من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر
في 1948/12/10حيث تنص في فقرتها األولى على أنه" لكل شخص الحق في مستوى معيشة
مناسب لصحته ورفاهيته هووأسرته ويشمل ذلك الغذاء والكساء واإلسكان والرعاية الطبية
والخدمات الصناعية الضرورية" ،وتنص المادة 12من العهد الدولي للحقوق اإلقتصادية في
فقرتها الثانية في المقطع ب على" تحسين كل جوانب الصحة البيئية والصناعية مع القدرة على
السيطرة على األمراض الوبائية والمسرطنة والمهنية وغيرها من األمراض ".
وكذلك اإلتفاقية رقم 155لسنة 1981المتعلقة بشأن السالمة والصحة المهنيين وبيئة العمل وقد
دخلت هذه اإلتفاقية حيز التنفيذ في 3381/58/33والصادرة عن منظمة العمل الدولية.
يتبين من خالل المادة 54من دستور 1996ومواثيق حقوق اإلنسان والعهد الدولي للحقوق
اإلقتصادية وإتفاقيات منظمة العمل الدولية ومكتب العمل الدولي بأنها لم تتعرض إلى تعريف طب
العمل أو بيان خصائصه وإنما ركزت على إلزامية الرعاية الصحية بصفة عامة سواء على
المستوى الفردي أو الوسط المهني ،ولكن يمكن فهم تكفل الدولة باألمراض الوبائية والمعدية
والصحة المهنية بأنها تقصد بالضرورة طب العمل بإعتباره طبا وقائيا يتكفل بالصحة المهنية
للعامل سواء كان عامال في المؤسسات اإلقتصادية أواإلنتاجية أو الخدماتية أو موظفي الدولة الذين
يخضعون ألحكام قانون الوظيفة العمومية ،وتجدر اإلشارة إلى إقتراح تعريف لطب العمل يمكن
أن يكون ملما بجميع عناصره ويتمثل فيما يلي:
إن طب العمل هو طب وقائي أساسا وعالجي وتمريضي إستثناء يهدف إلى حماية صحة العمال
والموظفين من المخاطر المهنية أو الوظيفية والحوادث المهنية ،وهو حق دستوري وقانوني للعامل
والموظف على السواء من بين حقوق العمال أو الموظفين ،وإلتزام على عاتق اإلدارة أو المؤسسة
المستخدمة ،يمارسه أطباء مختصون في فرع من فروع العلوم الطبية والمتمثل في تخصص طب
العمل كقاعدة عامة أو إستثناء وعند الضرورة أطباء عامون ،ويمارس وفقا لكيفيات ووسائل
يحددها القانون أو التنظيم أو اإلتفاقيات الجماعية للعمل وتخضع هذه الممارسة كغيرها من الحقوق
إلى رقابة مفتشيه العمل المختصة إقليميا وبتوجيه من قطاع الصحة العمومية.1
27
الفصل األول :ماهية طب العمل
يمكن أن نستخلص من هذا التعريف العناصر التالية:
-1إن طب العمل هو في األصل وكقاعدة عامة طب وقائي أي أن مهمته األساسية هي الوقاية
من األخطارالمهنية المحدقة بالعمال وإقتراح التدابير واإلجراءات الوقائية وتنقية بيئة العمل من
كل خطر أو ضرر قد ينتج في الوسط المهني من جراء إستعمال اآلالت واألجهزة المستعملة
كأدوات إنتاج أو خدمات وإقتراح الحلول الممكنة لتأمين هذه البيئة المهنية.
-2إن طب العمل يمكن أن يتكفل بالعالج وتقديم اإلسعافات األولية للعمال أو الموظفين في
الحاالت اإلستعجالية التي يمكن أن يتعرض لها العامل أو الموظف أثناء ممارسة عمله كحوادث
العمل أو اإلغماءات التي يمكن أن يصاب بها عامل أو موظف من جراء ضوضاء اآلالت أو
حرارة المكان أو ضيق التنفس المسببة بسبب الغبار أو األبخرة أو الغازات وعليه اليمكن لطب
العمل أن يتولى مهمة العالج بصفة عادية ومعتادة وإنما هو حالة إستثنائية تبررها ظروف العمل
وحالة العامل أو الموظف المصاب ،وبعد ذلك يوجه العامل المصاب ،بعد تقديم اإلسعافات
األولية له ،إلى طبيبه المعالج أو إلى أقرب مؤسسة عمومية إستشفائية أو مؤسسة عمومية للصحة
الجوارية أو إلى عيادة خاصة عند اإلقتضاء ،ويرى البعض أن هذه المهمة العالجية تعرقل مهمة
طبيب العمل الوقائية.
-3إن طب العمل يهدف أساسا إلى حماية صحة العامل أو الموظف من كل األخطار التي يمكن أن
يتعرض لها هذا األخير ،وحمايته من حوادث العمل وتشخيص األمراض المهنية ودراسة مناصب
العمل حتى تكون مالئمة له بكيفية جيدة ومريحة.
-4أن طب العمل إذا كان حقا للعامل أو الموظف فإنه إلتزام ألقاه المشرع على عاتق اإلدارة أو
المؤسسة فهي ملزمة بإنشائه وتنظيمه وتمويله وتوفير مصلحة طب العمل ،ومن ثم فإن طب
العمل ليس تكرما من اإلدارة لصالح العامل ،بل هو إلتزام أساسي في جانبها يجب عليها تنفيذه
وتوفيره على الوجه األكمل.
-5إن طب العمل ال يمارسه أي كان وإنما يضطلع به أطباء مختصون في طب العمل أي أطباء
حاصلون على شهادة الدراسات المتخصصة في طب العمل أو دبلوم الدراسات المتخصصة في
طب العمل ،وعند اإلقتضاء وفي حالة غياب أطباء مختصين وإستجابة لحاجات المؤسسة فإنه
يمكن أن يتكفل بطب العمل إستثناء ،وعند الضرورة أطباء عامون أي أطباء حاصلون على
دكتوراه في الطب العام ومع اإللمام بالمقتضيات األساسية في طب العمل.
28
الفصل األول :ماهية طب العمل
-6إن ممارسة طب العمل قد حدد لها المشرع كيفيات وطرق وحسب عدد العمال ،وفي دورات
معينة ووفقا للمتعاقد سواء أكان طبيب العمل عامال ينتمي إلى المؤسسة أو طبيبا خاصا متعاقدا أو
منتدبا من المؤسسة الصحية العمومية باإلضافة إلى القانون أو التنظيم قد عدد له مجاالت عمله
بصفته طبيب وقاية ومستشارا للمؤسسة .
-7أصبح طب العمل حقا دستوريا وقانونيا نص عليه الدستور وإعتبره من الحقوق العامة كما
تولى القانون تنظيمه.
-8إن طب العمل يخضع في تطبيقه إلى المفتشية الطبية للعمل ،حيث أن الطبيب المفتش للعمل هو
طبيب إختصاصي في طب العمل يعين بقرار من وزارة الصحة والسكان وإصالح المستشفيات
يحدد إختصاصه اإلقليمي ،ويكلف بتطبيق قانون العمل وعلى الخصوص تطبيق المخطط الطبي
)تنظيم سير هياكل طب العمل (بالتنسيق مع مفتشية العمل والمؤسسات األخرى المعنية،كما تتولى
مفتشية العمل المختصة إقليميا مهمة رقابة مدى تطبيق أحكام طب العمل في المؤسسات
واإلجراءات المتبعة ومدى توفر الشروط الخاصة لطب العمل وترفع تقاريرها عند اإلخالل بهذه
األحكام إلى السلطات المختصة.
29
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع الثاني :أهمية طب العمل
إن لطب العمل أهمية قصوى في الحفاظ على قدرة العامل أو الموظف اإلنتاجية وتحقيق التوازن
النفسي له وخلق بيئة عمل محفزة له تقيه مخاطرالعمل وتجنبه األمراض المختلفة الناتجة عن
المهنة أوالوظيفة بما ترتب له من أسباب الراحة والرفاهية والتهيئة للمنصب المشغول وإيجاد
الظروف الصحية والوقائية المناسبة ألداء العمل ،ليكون العامل موردا بشريا فعاال ومنتجا .
أوال-أهمية طب العمل اإلجتماعية:
إن طموح العامل بأشغال العمل واإلستمرار فيه قد تشكل جزءا مهما من ظروف العمل التي
يعيشها إذ أن هناك الكثيرمن المفاهيم لظروف العمل ،فاإلقتصاديون يعتقدون بأن ظروف العمل
تتجلى في األجور أوالمرتبات العالية التي يتقاضاها العمال أو الموظفون ذلك أن العمل بالنسبة
لهؤالء سلعة تباع وتشتًرى في السوق وتشكل العنصر األساسي في عملية اإلنتاج.
وهناك باحثون ومفكرون آخرون يعتقدون بأن األجورأوالمرتبات ليست هي هدف العامل أو
الموظف األول واألخير طالما أن هناك أمورا أخرى يتمناها العامل أكثر من األجور كالظروف
اإلجتماعية الجيدة للعامل والعالقات اإلجتماعية اإليجابية لإلدارة ويبحث هؤالء الباحثون أكثرمن
هذا ويقولون بأن مطالبة العمال بزيادة األجورما هي إال تعبيرعن عدم رضاهم وقناعتهم بالظروف
اإلجتماعية والمادية والنفسية التي يعملون فيها ،وتأسيسا على ذلك فإن طب العمل يعمل على خلق
بيئة عمل إجتماعية تتوفر فيها شروط األمن الصناعي وتوفر النظافة ووجود تسهيالت اإلضاءة
والتدفئة والتبريد والجو الصحي المالئم وإلى جانب هذا فإن طب العمل بالتنسيق مع المصلحة
النفسية للمؤسسة يحقق للعامل أو الموظف ثالث غايات هي على الخصوص :
-1قدرة العامل أو الموظف على سد حاجاته اإلنفعالية.
-2تحقيق العامل لإلستقاللية.
-3إطمئنان العامل أوالموظف إلى مستقبله.
ثانيا -أهمية طب العمل القانونية واإلقتصادية والتحفيزية:
-1أهمية طب العمل من الناحية القانونية:
تظهر هذه األهمية القانونية لطب العمل في كونه إلتزاما على عاتق المستخدم يتوجب عليه إنشاءه
في مؤسسته أو إدارته أو شركته والعمل على توفير األجهزة واألدوات اإلسعافية األولية
وتخصيص ممارس طبِي عام للقيام بمهام طب العمل ،وبالمقابل فإن طب العمل يعد حقا ثابتا
وأصيال من بين حقوق العمال األمر الذي يستدعي من المشرع النص على هذا الحق األساسي
30
الفصل األول :ماهية طب العمل
في الدستور والقوانين المتعلقة بالطب الوقائي وإلتزام السلطة التنفيذية بإصدار التنظيم المالئم
والمتكامل لتفصيل وتدقيق الجوانب المختلفة لكل ما تعلق بطب العمل.
إن أهمية طب العمل من الناحية القانونية تظهر جليا في إهتمام المشرع بتنظيم محيط العمل
أو بيئته صحيا بنصوص دستورية وقانونية وتنظيمية باإلضافة إلى اإلتفاقيات الجماعية التي
أصبحت تتضمن حق العامل في اإلستفادة من طب العمل ،بل أصبح طب العمل مطلبا إحتجاجيا
للممثلين النقابيين كماهو الحال في نقابات التًربية.
ووفقا للتشريع الجزائري تتمثل واجبات العامل األساسية في مراعاة تدابيرالوقاية الصحية واألمن
المعدة من طرف المستخدم طبقا للتشريع والنظام الداخلي ،وتقبل كافة أنواع الرقابة الطبية سواء
الداخلية أو الخارجية ضمن سياق طب العمل ،وفي مقابل ذلك نجد حق العامل في طلب إجراء أم
فحص ط ِبي وتمكينه من منصب العمل الموافق لقدراته الصحية والفيزيولوجية .
-2أهمية طب العمل اإلقتصادية:
يعتبر طب العمل للعمال حقا من حقوقهم فالعامل أوالموظف هو مصدر العمل واإلنتاج أو الخدمة
وهو العامل األول في اإلقتصاد الوطني ولذا ينبغي أن يكون عائد التنمية وقفا عليه وحقا من
حقوقه ،ومما الشك فيه أن رفع الكفاية اإلنتاجية للعامل وتحسين أداء الخدمة للموظف في الدول
النامية مثل الجزائر يأتي عن طريق رفع مستواه الصحي ،فالعامل العليل ال يستطيع مواصلة
الجهد وبذله داخل العملية اإلنتاجية بينما العامل السليم الجسم والعقل هو المورد البشري الذي
يستطيع أن يشارك مشاركة جيدة وفعالة في العمل واإلنتاج .
وقد كانت الدول تنظر إلى الخدمات الصحية بما فيها طب العمل على أنها خدمات إجتماعية
ليست ذات صفة إنتاجية ،تجود بها الدولة أو المؤسسة وتمنحها للعمال أوالموظفين متى توفر لديها
فائض في ميزانيتها أما إذا قلت تلك الموارد فإنها تمنعها عن العمال وال تلتزم بها ،ولكن تلك
النظرة قد تغيرت بعدما تبين أن خطط التنمية ال تقف فقط على رأس المال المادي وإنما البد من
العامل الذي يستثمرهذا المال ،أي العامل المتعلم المثقف المدرب المكتمل الصحة هو ما يطلق عليه
اإلقتصاديون " رأس المال اإلنساني "الذي يتمكن من تحقيق خطط التنمية اإلقتصادية
واإلجتماعية ،باإلضافة إلى أن طب العمل يقلل التكاليف عن المؤسسة ،وهي التكاليف المالية التي
تنفقها المؤسسة على العامل المصاب أو المريض مرضا مهنيا ،وهي تكاليف باهظة تؤثر سلبا
على ميزانية المؤسسة فضال عن تعطيل الطاقة اإلنتاجية لدى العامل أوالموظف.
31
الفصل األول :ماهية طب العمل
-3أهمية طب العمل من حيث التحفيز و مفهوم الدافع:
والدافع هو"هو مجموعة العوامل الداخلية المنشطة والقوى الموجهة لتصرفات العمال "وعلى هذا
األساس فوراء كل سلوك دافع ووراء كل دافع حاجة ووراء كل حاجة سبب ،والسلوك يسعى دائما
لتحقيق هدف ،إن الدافع يؤدى إلى نشوء السلوك لدى كل عامل فاإلختالف يظهر في نوع السلوك
الذي يقوم به العامل فقط ،ويرجع هذا اإلختالف إلى مجموعة من األسباب التي تتمثل في الخبرات
السابقة للفرد والنظم اإلدارية السائدة ونظم المكافآت المادية والمعنوية والعالقة بين الجماعات
الصغيرة ودراسة الدافع يفيد الهيئات المستخدمة في:
-1فهم سلوك العامل أو الموظف أو العامل وتفسيره بإتجاهاته المختلفة.
-2تفسير إختالف تصرفات العمال تجاه نفس الحافز.
-3تمكن دراسة الدوافع الهيئات المستخدمة من القدرة على التنبؤ بسلوك العمال أو الموظفين وذلك
بتحديدهم للدوافع التي تؤدى إلى تكرار سلوك معين في ظل الظروف المشابهة .
يظهر مما سبق أن طب العمل إذا إستخدم اإلستخدام األمثل وشعر العامل أو الموظف أنه متكفل به
صحيا ووقائيا يكون حافزا له على أداء العمل الجيد ويخلق في نفسه األمان وحب اإلبداع وبذل
الجهد مما يزيد في كفاية اإلنتاج وجودته ويؤدي إلى تحقيق خدمة عالية الجودة تسر طالبها
وترضي مستعملي المرافق العمومية.
وعليه فإن طب العمل وما يوفره للعامل أو الموظف من أمن ونظافة ورعاية صحية وإسعافات
أولية وما يقوم به من إجراءات وقائية من المخاطر الصناعية أو الخدماتية واألمراض المهنية يعد
حافزا قويا وعامال مساعدا على إقبال العامل أو الموظف على العمل بإطمئنان وروح معنوية
عالية ،وإن كان في الواقع العملي أن هذا الحافز الهام مازال لم يبلغ مرتبته الحقيقية بعد ألسباب
عديدة .1
32
الفصل األول :ماهية طب العمل
المطلب الثاني :مهام طبيب العمل
تتعدد مهام طبيب العمل وإن كانت تصنف على أنها تدابيروقائية أساسا عالجية إستثناءا ولهذا
فإن له صالحيات متعددة يمارسها على مستوى المؤسسة المستخدمة بإعتباره طبيبا مختصا
ويستمد صالحياته ومهامه من القانون والتنظيم الساري المفعول السيما القانون رقم 70/88المتعلق
بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمرسوم التنفيذي رقم 027/39المتعلق بتنظيم طب العمل
والمرسوم التنفيذي رقم 73/70المتعلق باللجان المتساوية األعضاء ومندوبي الوقاية الصحية
واألمن والمرسوم التنفيذي رقم 07/ 05المحدد لصالحيات لجنة ما بين المؤسسات للوقاية الصحية
واألمن وتشكيلها وتنظيمها وسيرها،والمرسوم التنفيذي رقم 00/ 05المؤرخ في 2770/70/78
المحدد لشروط إنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل وتنظيمها وسيرها وكذا
صالحياتها فضال عن القرارات المتخذة من قبل وزارة الصحة ووزارة العمل والضمان
اإلجتماعي والتشغيل وكذا اإلتفاقيات الجماعية للعمل والنظام الداخلي للمؤسسة .
وفي هذا الصدد فإنه يجب عليه معرفة مناصب العمل ودراستها مع الهيئات المختصة ،وال يكتفي
طبيب العمل بإعداد قائمة هذه المناصب بل يجب عليه أن يقوم بدراستها دراسة وافية وتتضمن هذه
الدراسة لمناصب العمل النقاط التالية:
-الوضعية الجغرافية لمنصب العمل .
-الحركات واألفعال التي يقوم بها العامل إلنجاز األنشطة الموكولة إليه .
-األعباء المادية .
-المحيط الذي يقع فيه منصب العمل .
والهيئات المستخدمة تستغل هذه اإلحصائيات واإلقتراحات المقدمة وتعمل على أساسها على
تحسين بيئة العمل مما ينعكس على الوضعية الصحية للعمال.
كما يلتزم طبيب العمل بإعداد ملف طبي لكل عامل ،وال يبلغ إال لطبيب العمل المفتش المختص
إقليميا على أن يتمم هذا الملف بعد كل فحص طبي الحق تحدد مدة حفظ الملف الطبي 07سنوات
بعد تاريخ اإلحالة على التقاعد.1
-1األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة
عنها دار الخلدونية الصفحة.322
33
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع األول :صالحيات طبيب العمل الوقائية
خالفا للمشرع الفرنسي الذي يحصردور طبيب العمل في الوقاية فإن المشرع الجزائري يعتبرها
مهمته األساسية طبقا ألحكام المادة02من قانون 70/88والتي تفصلها بنصوص قانون طب العمل
حيث يعد هذا األخير مجموعة من الصالحيات الممنوحة لطبيب العمل في هذا اإلطار.1
وتتميز مهمة طبيب العمل بأنها وقائية في األساس وعالجية بالتبعية حيث يتولى مراقبة وإزالة
العوارض التي تؤثرعلى صحة العمال وتقييم مستوى صحة العمال وتقديم العالجات اإلستعجالية.3
أوال-القيام بالفحوصات الطبيةاإلجبارية
-1فحص أهلية شغل منصب العمل
أ-حالة التعيين في منصب العمل أو الفحص الطبي األولي للتشغيل
إن الفحص الطبي األولي له أهميته وأهدافه وكيفيات إجرائه مما يدعو األمر إلى تحديد مفهومه
وإبراز عناصره ومدى إلتزام المؤسسة المستخدمة بتنفيذه.2
أ -1-مفهوم الفحص الطبي األولي للتشغيل:
ويشمل الفحص الطبي فحص سريري والذي يشمل جميع الجوانب العضوية والعقلية والنفسية
وفحوص شبه سريرية مالئمة ويركز الطبيب في هذا الفحص على حالة مرضية معينة مثل
األمراض التنفسية الناتجة عن مواد كيماوية أو أمراض الجلد المهنيةحسب ما ورد في نص المادة
09من المرسوم التنفيذي 027/39لهذا كان لزاما على من يريد اإللتحاق بالعمل أن يخضع
للفحص الطبي األولي السابق على العمل للتعرف على سوابقه المرضية والعمل الذي سيمارسه
العامل قد يكون مختلفا من حيث طبيعته وخصوصيته وخطورته.
والبد أن تجري المؤسسة المستخدمة فحصا سريريا ويشمل الفحص العام من وزن وطول وفحص
الد م والجلد والجهاز الهضمي والعيون والغدد الصماء واألمراض التناسلية واألمراض القلبية
والجهاز البولي ،وعلى أساس هذا الفحص الطبي تتخذ الهيئة المستخدمة قرارها إما بتشغيله أو
صرف النظر عن تشغيله أو إسناد منصب عمل له يتوافق وقدرته الصحية.4
35
الفصل األول :ماهية طب العمل
العامل: ب -الفحص الطبي الخاص بتحويل
قد يعين المترشح للعمل في منصب عمل محدد ويباشرعمله فيه ،بعد خضوعه للفحص الطبي
اإلبتدائي للتأكد من صالحيته الصحية لتحمل أعباء المنصب المعين فيه باإلضافة إلى خضوعه
إجباريا لفحوص طبية دورية وفقا لكيفيات تحددها الهيئة المستخدمة ،1ولكن بعد فترة من أداء
عمله قد تقصرأو تطول يرغب في تبديل منصب عمله بمنصب عمل آخر جديد ،ففي هذه
الحالةعلى العامل الراغب في تبديل منصب عمله لدواعي صحية أو لترقية جديدة إستفاد منها في
إطارمساره المهني ،أوأن إدارته إتخذت قرارا بتحويله إلى منصب عمل آخر لداعي المصلحة
العامة يجب أن يخضع لفحص طبي جديد ويشترط فيه:
-0أن يكون هذا العامل قد حاز صفة العامل من قبل أي أن يكون قد عينت له إدارته منصب عمل
وشرع في أداء مهامه ،ويرغب في أن يحول إلى منصب عمل إما بإرادته أو رغما عنه.
-2إن نص المادة 14جاء عاما إذ عبرت المادة بصيغة العموم إذ ان لفظ" كل "من ألفاظ العموم
وعليه فإن كل تحويل لمنصب عمل جديد سواء كان هذا المنصب بسيطا أو ينطوي على أخطار
مهنية ،أو يكون قد مارسه العامل من قبل ويعرف جزئياته وأخطاره أو لم يكن قد مارسه أصال.
ويهدف هذا الفحص الخاص إلى التأكد بصورة واضحة من أن العامل المحول إلى هذا المنصب
جدير وأهل له من الناحية الصحية بمفهومها الواسع ،ألن الفحص الطبي يبين مدى صالحية هذا
العامل لهذا المنصب المترشح لشغله أوأنه غير أهل له.
إن هذا الفحص الجديد والخاص بالتحويل إلى منصب عمل جديد هو إجباري يجب على العامل أن
يخضع له وال يمكن له رفضه بحجة أنه قد خضع لفحص دوري أو أولي ،كما ال يمكن لطبيب
العمل إهماله أو التساهل فيه ،ألن المادة 14تضمنت هذا اإللزام وإجبارية إجرائه شريطة أن تعلم
الهيئة المستخدمة طبيب العمل وتحيل عليه العامل محل التحويل حتى يتمكن العامل من ممارسة
عمله بجدارة وكفاءة وأريحية وتتأكد الهيئة المستخدمة أن هذا العامل جدير بهذا المنصب وأن
حالته الصحية والبدنية والفكرية والنفسية تسمح له بشغل هذا المنصب الجديد.
36
الفصل األول :ماهية طب العمل
ج -فحص إستئناف العمل:
ويشترط إلجراءه:
-0أن يكون العامل قد غاب عن منصب عمله بسبب مرض مهني أصيب به أثناء ممارسة مهنته
ويندرج هذا المرض في قائمة األمراض المهنية أو يكون الغياب عن المنصب بسبب حادث عمل
وقع له أثناء ممارسة أعمال مهنته وإستفاد من إجراءات حادث العمل قانونا وتنظيما.
-2أو يكون الغياب عن العمل بسبب عطلة أمومة من جراء الوالدة التي حددت مدتها ب 98يوما
وهذا الحكم يخص العامالت فقط للتأكد من صالحيتها الصحية ،ألنه قد تنهي عطلة األمومة ولم
تكن قد شفيت العاملة من جراء الوالدة بسبب المضاعفات المرضية.
-9أو قد يكون إستئناف العمل بسبب غياب ال يقل عن 21يوما من جراء مرض أو حادث غير
مهني إذ قد يغيب العامل عن منصب عمل لمدة ال تقل عن 21يوما ال بسبب مرض أو حادث
مهني ،وإنما لمرض آخر غير األمراض المهنية أو لحادث ال يصنف في الحوادث المهنية
المعترف بها قانونا مثل ماهو الحال في الحوادث المنزلية أو األمراض المعقدة المبررة بشهادة
طبية ،ففي هذه الحال إذا أراد العامل إستئناف العمل فيجب أن يخضع لفحص طبي يجريه طبيب
العمل على العامل الراغب في إستئناف عمله ،و أوجب المشرع على الهيئة المستخدمة ،أن تعلم
طبيب العمل بهذه الغيابات المتكررة من العامل والتي ال تقل عن 21يوما ويجب على العامل
حينما يقدم شهادة طبية لهيئته المستخدمة أن تعلم هذه األخيرة طبيب العمل بهذه الغيابات ليؤشر
عليها وليكون على علم بها مسبقا قبل أن يجري الفحص الطبي الخاص بإستئناف العمل.
أما الغيابات التي تقل عن 21يوما فال يخضع للفحص الطبي الخاص بإستئناف. 1
إن الهيئة المستخدمة إذا لم تعلم طبيب العمل بهذا الغياب مسبقا فال يكون ملزما بإجراء الفحص
الطبي إلستئناف العمل ،وإذا حدث طارئ أو ترتب عنه ضرر للعامل فإن هذه األخيرة تتحمل
نتيجة إهمالها ،وتترتب عليها المسؤولية ،وإذا عرض العامل على طبيب العمل بسبب الغياب عن
العمل فال يدخل في صالحيته البحث عن سبب الغياب إذا كان بسبب مرض أو حادث وإنما تتحدد
مهمته فقط في فحصه طبيا للتأكد من أنه أهل إلستئناف عمله ،فإذا أجبر العامل على بيان سبب
غيابه إن كان لمرض أو حادث يكون طبيب العمل قد تجاوز صالحياته.
-1المادة 11و 18من المرسوم التنفيذي رقم 137/ 93المتعلق بتنظيم طب العمل.
37
الفصل األول :ماهية طب العمل
ويمكن للعامل اإلمتناع عن إجابته لعدم أهلية طبيب العمل في الخوض في مثل هذه المسألة كماأن
العامل له الحق في طلب إجراء فحص طبي لفائدته من طبيب العمل إذا رأى ضرورة لذلك.
إن الوقت الذي يقضيه العامل في الفحص الطبي بأنواعه المختلفة يعد قانونا وقت عمل فعلي وفقا
للمادة 20من المرسوم التنفيذي رقم ، 027/39ومن ثم يحسب هذا الوقت في الترقية والتقاعد
ألن الفحص الطبي للعامل وإن كان حقا له فإنه إلتزام على الهيئة المستخدمة تجريه وفقا لكيفيات
محددة وعليه فإن العامل الخاضع للفحص الطبي يكون في وضعية نشاط ويعد عمال مؤدى.
د -الفحص الطبي الدوري
إن الفحص الدوري يكون لفائدة العامل الممارس لعمله ، 1وإن كل هيئة مستخدمة يتوجب عليها
عرض عمالها على فحص طبي دوري مرة واحدة في السنة على األقل ،وقد يجري مرتين في
السنة أو كل ثالثة أشهر أوكل شهر حسب خطورة منصب العمل.
د-1-شروط الفحص الطبي الدوري:
-0أن يكون عامل ويشتغل لدى المؤسسة أو قد يكون متمهنا فإذا لم تكن له هذه الصفة فال يخضع
لهذا الفحص الطبي الدوري.3
-2أن يجري هذا الفحص على العمال على األقل مرة في السنة وفق كيفيات محددة ،وقد يجري
مرتين في السنة أو كل ثالثة أشهر أوكل شهر حسب خطورة منصب العمل وأثره على العامل.
-9إن هذا الفحص الطبي الدوري إلتزام ألقاه المشرع على عاتق الهيئة المستخدمة ،ولذلك فهي
التي تبادر بالقيام به بواسطة طبيب العمل ،وهو ليس متروكا إلختيارها ،فإذا تقاعست في القيام به
.
تعد مخالفة لقاعدة قانونية آمرة
-4إن الهيئة المستخدمة ملزمة بإعطاء عناية خاصة للمتمهنين في إجراء الفحص الدوري عليهم
على األقل مرتين في السنة نظرا لخصوصياتهم ،و العمال المشمولين بهذه العناية الخاصة نظرا
لضعفهم ووضعياتهم الصحية وهم على سبيل الحصر:
-0العمال المعرضون بشكل خاص لألخطار المهنية.
38
الفصل األول :ماهية طب العمل
-2العمال المعينون في مناصب عمل تتطلب مسؤولية خاصة في ميدان األمن كمسيري األفران أو
أجهزة عالية الخطورة أو الكهرباء أو المناجم أو المحاجر وغيرها.
-9العمال الذين تقل أعمارهم عن 18سنة ،ألن هذه السن ال تسمح لهم بتحمل المخاطر ،وهم
عرضة لحوادث العمل لقلة خبرتهم المهنية وإمكانية تعرضهم لألمراض المهنية التي تحد من
نشاطهم المهني .
-4العمال الذين تزيد أعمارهم عن سن 55سنة ،لكون أن لياقتهم البدنية تنقص وتقل عندهم
المناعة ويدركهم اإلجهاد وينخفض لديهم اإلنتباه واليقظة.
-0المستخدمون المكلفون باإلطعام ،ألن هذه الفئة من العمال إذا أصيبت بعدوى من المحتمل جدا
نقلها إلى الفئات األخرى من العمال لمالمستها لألطعمة أو كل ما تعلق باإلطعام المخصص في
مطعم العمال.
-6المعوقين جسديا وذوي األمراض المزمنة ،لكون هذه الفئة هي في األصل تعاني من صعوبات
صحية مما يتطلب مراقبتها رقابة خاصة وإجراء فحوص طبية دورية عليها.
-0النساء الحوامل واألمهات الالتي لهن أطفال تقل أعمارهم عن سنتين( )72إذ أن المرأة العاملة
الحامل تكون حالتها الصحية تتطلب عناية خاصة السيما إذا كانت تشتغل في منصب عمل مجهد
أو ينطوي على أخطار مهنية عالية مما يؤثر على صحتها وبالنتيجة على جنينها.
ويضاف إلى هذه الفئة من العمال فئة أخرى تتمثل في النساء العامالت الالتي يتكفلن برعاية أطفال
تقل أعمارهم عن سنتين ،ألن هذه المرأة العاملة قد تقوم بإرضاع ولدها وقد إستنشقت أغبرة سامة
وتعرضت لتسممات كيميائية أو طبيعية مما يؤثرعلى رضيعها ويؤدي به إلى الهالك.
د-3-أهداف الفحص الدوري:
-0حصول الهيئة المستخدمة على صورة واضحة للمستوى الصحي الذي يتمتع به العاملون
بمختلف أصنافهم.
-2يساعد هذا الفحص الدوري الطبي على إعداد تخطيط مستقبلي يتعلق بالموارد البشرية من حيث
توزيعها وإسناد مناصب العمل لها ،وبيان الوظائف الجديدة أوإتخاذ إجراءات وقائية إبعادا لكل
خلل صحي يمكن أن يتعرض له العمال.
-9إن الفحص الطبي الدوري يساعد المراقبين في التحقق من مدى إلتزام الهيئة المستخدمة والعمال
بالشروط الصحية والوقائية المعتمدة في أداء العمل.
39
الفصل األول :ماهية طب العمل
-4إن هذا الفحص الطبي الدوري أصبح يتخطى الحدود الوطنية تطبيقا للمواثيق الدولية واإلقليمية
كاإلتفاقية العربية للسالمة والصحية المهنية رقم 07لسنة. 1977
-0يظهر من النصوص القانونية والتنظيمية المنظمة لنشاط طب العمل أن الفحص الدوري يخضع
لعاملين هما :عامل مرور الزمن و عامل تبدل الظروف واألحوال.
-6أن الفحص الطبي الدوري ال يقتصرعلى فترة زمنية معينة بل يستمرمع العامل طوال حياته
المهنية على إعتبارأن هدفه يكمن في التحقق من السالمة الصحية للعامل ومدى قدرته على
اإلستمرار في أداء عمله بالكيفية المطلوبة حسب مواصفات منصب العمل وتقنياته .
وإثباتا لهذا البد أن يدون ذلك في سجل خاص مرقم ومؤشر عليه من مفتشية العمل المختصة
إقليميا ويسجل فيه جميع العمال حسب فئاتهم المهنية وتبين فيه هوياتهم الكاملة من إسم ولقب
وتاريخ إزدياد وسن ومنصب العمل وتاريخ إجراء الفحص والوضعية الصحية للعامل المفحوص
وفئته المتميزة.1
ثانيا :القيام بالفحوصات الطبية اإلختيارية
وهي التي تكون بطلب من العامل ،سواء كان طبيب العمل تابعا للمؤسسة التي يعمل بها ،أو
للقطاع الصحي ،بغرض الحصول على النصائح والتوجيهات التي تنعكس إيجابا على مردود
العمل وصحة العامل .كما تكون هذه الفحوصات بطلب من طبيب العمل نفسه كأن يلجأ إلى
الفحوص التكميلية ،والتي على ضوئها يمكن أن يتخذ كل إجراء من شأنه المحافظة على صحة
العامل ،أو أن يلجأ إلى طبيب إختصاصي لتحديد األهلية الصحية لمنصب العمل ،السيما
إكتشاف اإلصابات التي تتنافى مع المنصب المراد شغله ،أو إلكتشاف األمراض المعدية ،أو
إكتشاف األمراض المهنية أو ذات الطابع المهني.3
40
الفصل األول :ماهية طب العمل
ثالثا-الصالحيات الفرعية لطبيب العمل
-0الوظيفة اإلستشارية:
أ-طبيب العمل مستشارالهيئة المستخدمة
إن طبيب العمل يعد مستشارا لرئيس الهيئة المستخدمة أو ممثله ،يمده بالرأي قصد تهيئة وسط
العمل وإرساء حماية صحية فعالة للعمال ،وفي الغالب فإن هذه اإلستشارة تتركز أساسا على
تحسين ظروف العمل والحياة والنظافة وتكييف المناصب وحماية العمال من األخطاروإرشاد
المستخدمين والمشاركة في إعادة تكييف المعوقين واألنشطة الخاصة الواجب إطالع طبيب العمل
عليها وهذه األنشطة ذكرت على سبيل الحصروهي :
-طبيعة المواد المستعملة وتركيباتها وكيفيات إستعمالها .
-نتائج كل اإلجراءات والتحاليل المنجزة .
-ويستشار أيضا فيما يخص تصميمات البناء والتنظيمات والتغييرات الجديدة والمناسبة
المتعلقة باألجهزة واآلالت.3
وتتضمن العديد من اإلتفاقيات الجماعية أحكام وقواعد تتعلق بكيفيات تطبيق إلتزامات المؤسسة
في مجال توفير خدمات طب العمل في أماكن العمل للعمال وفق ما تقتضي به النصوص القانونية
والتنظيمية في هذا المجال وكيفيات تنظيم المصالح المكلفة بذلك وكيفيات توظيف الطاقات البشرية
المتخصصة من األطباء والجراحين بمختلف تخصصاتهم السيما ذوي اإلختصاص في مجال طب
العمل والممرضين والتقنيين في مجال الصحة العمومية لتقديم هذه الخدمات ونظام عملها.1
وتوكل اإلتفاقيات الجماعية مجموعة من المهام لطبيب العمل التي تقوم على الزيارات الميدانية
اإلجبارية منها والدورية والمفاجئة ألماكن العمل والمراقبة الفعلية لظروف العمل واإلطالع
الميداني على الحالة الصحية البدنية والذهنية للعمال في مختلف مناصب العمل.
وتقديم إقتراحات حول مختلف المعاينات التي يقف عليهاوغيرذلك من المهام التي تختلف من
مؤسسة مستخدمة ألخرى بالنظر إلى نسبة تزايد أو إنخفاض المخاطروظروف العمل المضرة
بالصحة أو الشديدة الخطورة ،بإعتبار طبيب العمل هو أقرب خبير صحي للمؤسسة المستخدمة .2
41
الفصل األول :ماهية طب العمل
ب-صالحيات طبيب العمل في لجان حفظ الصحة واألمن:
إن المادة 21من المرسوم التنفيذي رقم 027/ 39قد نصت على أن طبيب العمل يشارك في
أشغال الهيئات المكونة قانونا في الهيئات المستخدمة بشأن جميع المسائل المتعلقة بحفظ الصحة
واألمن وطب العمل ،وإستنادا إلى هذه المادة فإن طبيب له الحق في المشاركة في أعمال لجان
حفظ الصحة واألمن وهي بالخصوص لجنة الصحة واألمن بإعتباره عضوا فيها ،وله رأيه
المعتمد فيها وهذا ألن مهمتها األساسية حفظ الصحة واألمن داخل الهيئة المستخدمة ،وتقدم
إقتراحات ومالحظات إلى مديرالهيئة المستخدمة قصد إتخاذ اإلجراءات الالزمة تحقيقا للوقاية
الصحية وكذلك مصلحة الوقاية واألمن في الهيئة المستخدمة والتي تعدهيئة تنفيذية للجنة
المتساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن وتعمل بالتنسيق ،عند إتخاذ التدابير الوقائية الصحية
واألمنية مع مصلحة طب العمل ،وبهذا يتحقق هدف مصلحة العمال في العمل في بيئة عمل آمنة
وقائيا وأمنيا مع فتح المجال لطبيب العمل إلبداء مالحظاته وإقتراحاته ،ويكون ذلك إما في
إستشارته أثناء ممارسة أعمالها أو تشركه أثناء تحقيقها في فعالية التدابيرالوقائية الصحية واألمنية
المتخذةوالمجلس الوطني للوقاية الصحية ،1والذي يضم من بين أعضائه أطباء إختصاصيين في
طب العمل يقترحهم وزيرالصحة والسكان وإصالح المستشفيات ،كما أن المجلس له أهمية في
مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل من خالل إقتراحاته وأبحاثه والتحقيقات بواسطة لجانه،
كما يمكن له أن يقد م حلوال هامة السيما في مجال طب العمل إذا فعلت نشاطاته ومنح وسائل
العمل وطبقت أو أخذت بعين اإلعتبار إقتراحاته الواردة في تقاريره السنوية من قبل وزير العمل ،
لقد نصت المادة 14من المرسوم التنفيذي رقم 73/70على أن طبيب العمل التابع للوحدة أو طبيب
العمل التابع للمؤسسة حسب الحالة يشارك في أعمال هذه اللجان بصفة مستشار ،وتشكل هذه
اللجان في كل هيئة مستخدمة تشغل أكثر من تسعة 09عمال ذوي عالقة عمل غير محددة
وتتلخص مهامها في:
-المشاركة في إعداد السياسة العامة للهيئة المستخدمة في مجال الوقاية الصحية واألمن .
-جمع جميع المعلومات والوثائق التي من شأنها المساهمة في تطوير الوقاية الصحية واألمن
وطب العمل في الوحدات وتدعيمها.
-1المرسوم التنفيذي رقم 371/12يحدد تشكيل المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتنظيمه وتسييره.
42
الفصل األول :ماهية طب العمل
-إعداد كل المعلومات حول حوادث العمل واألمراض المهنية على مستوى المؤسسة.
-تقوم اللجنة بإعداد تقرير سنوي عن نشاطاتها وتعرضه على مسؤول الهيئة المستخدمة
وترسل نسخة منه إلى مفتش العمل المختص إقليميا.
تساهم لجنة النظافة واألمن في إعالم العمال وفي تكوين المستخدمين المعنيين وتحسين مستواهم
في مجال الوقاية من األخطار المهنية ،وبهذه الصفة تسهروتشارك في إعالم المشغلين الجدد
والعمال المكلفين بمهام جديدة أو بالعمل في ورشات جديدة حول األخطار التي قد يتعرضون لها
ووسائل الحماية وذلك بتنمية اإلحساس بالخطرالمهني والشعورباألمن لدى العمال.1
–3الوظيفة اإلدارية أووظيفة التسيير والرقابة
يعتبرطبيب العمل بحكم وظيفته مسيرا ومراقبا لمختلف العناصر المتعلقة بنشاط طب العمل التي
يقوم عليها وقد منحه القانون مجموعة من الصالحيات لتحقيق ذلك وهي:
أ-حق طبيب العمل في الدخول إلى أماكن العمل وتشمل :
أ-0-مراقبة مقاييس المحال المستعملة.
أ-2-مراقبة األجهزة واآلالت واألدوات.
أ-9-مراقبة المطعم وغرف النوم والمغاسل وتنظيم األنشطة.
ب -اإللتزام بتقديم التقاريرالسنوية واإلحصائيات.
إن حرية طبيب العمل في الدخول إلى أماكن العمل تمكنه من اإلطالع على وسط العمل وظروفه
وتقديم اإلقتراحات وإقتراح إتخاذ إجراءات معينة متعلقة بالسن والمقاومة البدنية والحالة الصحية
للعمال.3
كما تتجسد هذه الوظيفة لطبيب العمل من خالل تنظيمه وتنسيقه لمهام الوقاية والعالج وإلتزامه
بتحرير ومسك الوثائق والسجالت المتعلقة بطب العمل كسجل التلقيحات في وسط العمل وإعداد
.2
اإلحصائيات التي لها صلة بوسط العمل والرقابة على مدى توفر شروط األمن
43
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع الثاني :محدودية المهام العالجية لطبيب العمل
حيث يتكفل طبيب العمل بالعالج اإلستعجالي للمصابين بحوادث وتوعكات في العمل ،وهي المهام
التي كانت تستفاد ضمنا من أحكام ونصوص القوانين السابقة السيما األمر المتعلق بالشروط العامة
لعالقات العمل في القطاع الخاص الملغى.1
ويقصد بالعمل الطبي العالجي كل عمل طبي يدخل في نطاق عالج المريض ويخرج عن إطار
الوقاية ويمارس طبيب العمل عمله الفني في اإلطار التقليدي المعروف في مهنة الطب عبر مراحل
مختلفة للعمل الطبي العالجي إال أن المشرع قد خص طبيب العمل بتحديد تدخالته العالجية .3
وأولى هذه المراحل هي مرحلة الفحص الطبي العالجي الذي يقوم به الطبيب لعالج المريض وهو
إكتشاف اإلصابات التي تتنافى مع منصب العمل المقصود ،ثم تليها مرحلة التشخيص حيث يحاول
الطبيب في هذه المرحلة أن يترجم الدالئل والظواهر التي عاينها إلستخالص النتائج وفق
المعطيات والقواعد العلمية لتحديد نوع المرض بعد التثبت من وجوده وهذا تمهيدا لوصف
ومباشرة العالج المالئم له ،أما المرحلة الثالثة هي مرحلة العالج حيث يحدد الطبيب في هذه
المرحلة وسائل العالج المالئمة لنوعية المرض وطبيعته كما ورد في المادة 20من قانون تنظيم
طب العمل ثم تليها مرحلة تحرير الوصفة الطبية إذ تتوج مرحلة العالج بعملية تحرير الوصفة
الطبية وتقديمها إلى المريض يثبت فيها الطبيب ماإنتهى إليه ويبين العالج الذي وصفه وطريقة
إستعماله وأخيرا مرحلة الرقابة العالجية وهذا ما جاء في نص المادة 73/02من قانون
70/88والمادة 20من المرسوم .027/39
فمن خالل قانون 70/88السيما المادة 72/22و73منه وقانون تنظيم طب العمل المادتان
72/29و20إذ يعدهذان النصان سندا مهما في موضوع الدراسة حيث يمكن إعتبار إختصاص
طبيب العمل في مجال العمل الطبي العالجي محددا ومحصورا بهما وبتحليل هذه النصوص
تصنف المهام العالجية لطبيب العمل فيأخذ الصورتين فهي إما عالجي إستعجالي وجد طبيب
العمل نفسه فيها أمام مريض على درجة عالية من الخطورة وإسعافه يتطلب التدخل على وجه
السرعةإلنقاذ هذا المريض من الخطردون أي إنتظار أو متابعة عالجية .2
44
الفصل األول :ماهية طب العمل
الفرع الثالث :إلتزام الهيئات المستخدمة بتنفيذ آراء طبيب العمل ومالحظاته
أوال:الطبيعة القانونية آلراء طبيب العمل وقراراته
إن معرفة هذه الطبيعة يساعد على تكوين فكرة عن طبيعة إلتزام الهيئة المستخدمة في مجال
القرارات أو اآلراء التي يتخذها طبيب العمل في مجال وضعيات العمال المهنية والصحية .
-1القرارات أو اآلراء المتعلقة بوضعية العمال
إن هذه األحكام جاءت بصيغة الوجوب أو بعبارة أشمل فإن هذه األحكام ذات طبيعة إلزامية
وآمرة ،ومع ذلك إن الهيئة المستخدمة يجب عليها أن تتقيد تقيدا صارما بكل قرار أو رأي يتخذه
طبيب العمل أو إجراء يقوم به فعندما يتعلق هذا الرأي بوضعية العمال المهنية والصحية ،فإذا
خالفت الهيئة المستخدمة هذا القرار أو لم تنفذه تنفيذا سليما وفقا لإلجراءات أواإلقتراحات التي
وصفها طبيب العمل ،فإنها تقع تحت المساءلة اإلدارية وحتى الجزائية السيما إذا تعلق األمر بحياة
العمال ،بما يسمح بتدخل الهيئات الرقابية من مفتشية للعمل أوالوالي أو طبيب العمل المنسق
المكلف بالرقابة.
إن هذا ما يفسرإلزام طبيب العمل بإعداد تقرير سنوي ومفصل يرسله إلى المؤسسة الصحية وإلى
مفتشيةالعمل المختصة إقليميا بإطالعه بالتفصيل على الوضعية الوقائية والصحية في الهيئة
المستخدمة ،الشيء الذي يدعو إلى القول أن قرار طبيب العمل هو قرار ملزم للهيئة المستخدمة ال
يمكن مخالفته أو إغفاله بأي حال من األحوال فهو تصرف من باب مخالفة قاعدة آمرة ال يمكن
اإلتفاق على مخالفتها ،التي تلزم مفتش العمل بتحريرمحضر عند مالحظته أن العمال قد تعرضوا
ألخطار جسيمة سببتها مواقع العمل أو أساليبه العديدة أو الخطيرة ويعذررئيس الهيئة المستخدمة
بإتخاذ تدابيرالوقاية المالئمة لألخطار المطلوب إتقاؤها.
-3أراء طبيب العمل بصفته عضوا ومتعاونا مع مصلحة الوقاية الصحية واألمن
إن القانون ألزم المؤسسة بإنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل،كما نص على
إنشاء مجلس وطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل يكلف بإبداء توصيات وأراء تتمثل
في تحديد السياسة الوطنية للوقاية من األخطار المهنية فهو بهذه الصفة يقوم بثالث مهام أساسية
-1المادة 13إلى 18من قانون 71/88والمادة 12إلى 11من المرسوم التنفيذي .137/12
45
الفصل األول :ماهية طب العمل
-المشاركة بواسطة تقديم التوصيات واآلراء فيما يخص إعداد برامج سنوية ومتعددة السنوات
في مجال الوقاية من األخطار المهنية .
-المساهمة في تحديد الطرق والوسائل الضرورية لتحسين ظروف العمل .
.1
-دراسة الحوصالت الدورية للبرامج المنجزة مع إبداء اآلراء حول النتائج المحصل عليها
كما أن طبيب العمل يشارك في أعمال لجان الوقاية الصحية واألمن وفقا للمادة 14من المرسوم
التنفيذي رقم ، 73/70ومن المعلوم أن طبيب العمل إما أن يكون عضوا كما هو الحال في المجلس
الوطني للوقاية الصحية أو األمن ممثال في وزير الصحة والسكان أو ممثله أو بإعتباره مشاركا في
لجان الوقاية الصحية واألمن ،فإن رأيه هو مجرد رأي يمكن أن يؤخذ بعين اإلعتبار أو تغلب عليه
أراء األعضاء اآلخرين ،ولذلك وبالتدقيق يمكن القول إن رأيه ال يرقى إلى الرأي المهيمن على
جميع أراء األعضاء إال إذا تعلق األمر بوضعية العمال فهو في هذه الحال رأي ملزم يجب أخذه
بعين اإلعتبار وتنفيذه ألن المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن أولجان ومصالح الوقاية
الصحية واألمن تتشكل من أعضاء مختصين ومهنيين وخبراء ويمكن أن يكون لهم رأي أكثر دقة
وتقنية من رأي طبيب العمل.
إن رأي طبيب العمل في هذه اللجان هو رأي إستشاري يمكن أن يؤخذ به ويمكن أن يخالف لوجود
أراء أكثر أهمية منه ،وهذا ما يفهم ضمنا من نص المادة 15من المرسوم التنفيذي 73/70المؤرخ
في 2770/70/78المحدد لشروط إنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل وتنظيمها
وسيرها وكذا صالحيتها التي تنص على أن مصلحة الوقاية الصحية واألمن تتعاون مع مصلحة
طب العمل ،والتعاون يكون في أغلب األحوال تقديم توصيات أوأراء تخص بصفة عامة محيط
العمل ووضعيات العمال ،فطبيب العمل عندما يستشارأو يشرك في أعمال هذه اللجنة فإن رأيه أو
توصيته ال يمكن أن تكون ملزمة لهذه اللجنة ،إذا وجد من اآلراء ما يفوقها دقة وإجراءا أو أدلة
مثبتة ميدانيا ،ولكن يجب التذكير بأنه إذا تعلق األمر بوضعية العمال أو تحسين ظروفهم أو أخطار
تمس حياة العمال فإنها تصبح آراء أو قرارات طبية ملزمة للهيئة المستخدمة أوألعمال لجان
الوقاية الصحية واألمن.
المادة 31من قانون 71/88المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل. -1
46
الفصل األول :ماهية طب العمل
-2اآلراء المتعلقة بتحسين ظروف العمل
إن المؤسسة المستخدمة يجب عليها أن تأخذ بآراء طبيب العمل فيما يتعلق بالفحص الوجوبي
للعامل أو المتمهن ،1والفحوص التلقائية التي تجرى بناء على طلب من العامل كماأن الهيئة
المستخدمة يجب عليها أن تأخذ بعين اإلعتبارأراء طبيب العمل في الحاالت التالية المحددة على
سبيل الحصر:
-القرارات الطبية التي سبق لنا ذكرها سابقا .
-تطبيق التشريع المتعلق بالمناصب المخصصة للمعوقين .
-التبديل في المناصب بسبب إصابة صحة العامل .
-تحسين ظروف العمل. 3
إن كل اآلراء أو القرارات التي يتخذها طبيب العمل في مجال صحة العمال أو حفظها أو تحسينها
أو ما تعلق بتحسين ظروف العمل السيما حالة المعوقين والمتمهنين أو إقتراح تبديل مناصب
العمل تعد قرارات أو آراء ملزمة للهيئة المستخدمة يجب األخذ بها وتنفيذها حسب مواصفات
طبيب العمل ،فإن خالفت هذه المواصفات أو اآلراء الطبية عدت مخالفة إللتزا م قانوني وتتخذ
ضدها إجراءات خولها القانون والتنظيم لطبيب العمل .
ثانيا :جزاء عدم تنفيذ آراء طبيب العمل
-1جزاء عدم تنفيذ اآلراء غير الملزمة
إن هذه اآلراء التي يتخذها أو يقترحها طبيب العمل فإنها تتخذ في إطار مصلحة الوقاية واألمن
بصفته عضوا أو متعاونا ،ولذلك فإن رأيه يبقى مجرد رأي إستشاري يمكن للهيئة المستخدمة األخذ
به في إطار السياسة الصحية الوقائية العامة السيما إذا كان رأيه يتوافق مع أعضاء المصلحة
المختصة ،أو إذا كان رأيا شاذا إنفرد به عن باقي أعضاء المصلحة ،فإنه ال ضرر على الهيئة
المستخدمة في عدم األخذ به وإعتماد اآلراء األخرى المفيدة ألنه قد تقرركمبدأ عام أن رأي
المستشارإختياري وليس ملزما للمستشير.
48
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
أصبحت حركة التصنيع وتطوير وسائل االنتاج وبناء المصانع وإستغالل الموارد الطبيعية جزءا
أساسيا وفعاال في بناء التقدم اإلقتصادي واإلجتماعي في المجتمع الحديث المبني على أسس العلم
والتكنولوجيا وفي هذا المجال تعيش معظم البلدان سواء الغربية منها أو العربية ،والجزائر خاصة
نهضة صناعية وعلمية كبيرتين ،وأصبحت تخطو خطوات جبارة نحو تشييد المجتمع الصناعي
والزراعي المتكافئ و النشط،وقد ظهرت مؤسسات أوشركات أو إدارات صناعية ضخمة تستغل
الموارد الطبيعية المتوفرة مثل :البترول والغازالطبيعي والمعادن المختلفة ويعتبر العنصر البشري
المنتج والمقدم للخدمات من أهم تلك الموارد.
قدخلقت حركة التصنيع الحديث واقعا إجتماعيا وبيئيا وإقتصاديا جديدا يتمثل في تجمع عدد كبير
من األفراد في مصنع واحد وتداخل المسؤولية والعالقات واإلرتباطات العملية واإلنتاجية بين
المصنع ووحدات اإلنتاج مما أدى الى ظهور فئة إجتماعية جديدة تعيش على الصناعة أو على
األقل تتأثر بعوامل البيئة الصناعية أو اإلدارية زيادة عن التغيرات البيئية العريضة والواسعة في
وسائل اإلتصال والمواصالت وشبكات الكهرباء والمحروقات الممتدة إلى جانب كل النتائج
الجانبية و السلبية للتصنيع كتلوث البيئة بجميع أنواع الملوثات الصلبة والغازية والسائلة وزيادة
الضجيج واإلهتزاز واإلضاءة ودرجة الحرارة واإلشعاع والجراثيم وغيرها من اآلثارالناتجة عن
الصناعة أو حتي في اإلدارت العمومية التي أصبحت تستعمل األدوات الحديثة في التكنولوجيا من
أجهزة في إنجاز العمل المهني أو الوظيفي والتي أصبحت عامال خطيرا يهدد البيئة والحياة.
إن الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية مسؤولية تقع على عاتق صاحب العمل بالدرجة
األولى فصاحب العمل ملزم بتوفير كل وسائل الحماية المكرسة في النصوص التشريعية
والتنظيمية ،كماأنه ملزم بإعالم وتكوين العمال في هذا المجال ،لم يكتف المشرع الجزائري
بتحميل صاحب العمل المسؤولية بل أوجب على بعض األجهزة القيام بالرقابة على مدى تطبيق
األحكام المتعلقة بمجال الوقاية الصحيةواألمن وأهم هذه األجهزة الجهاز الرقابي الداخلي "لجنة
الوقاية الصحية واألمن "والجهاز الرقابي الخارجي "مفتشية العمل".1
-1األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار
المترتبة عنها دار الخلدونية الصفحة.642
49
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المبحث األول :تنظيم طب العمل
إن الوقاية الصحية واألمن وطب العمل من الحقوق الجوهرية للعمال واإللتزامات األساسية التي
تقع على عاتق الهيئة المستخدمة ومطالبة العامل بالحماية من كل األخطار التي يمكن أن يتعرض
لها أثناء العمل مثل األدخنة والغازات واألبخرة ...إلخ والحرائق واإلنفجارات وغيرها من
األخطار المتنوعة األخرى ويجسد مظاهر الحماية في توفير وسائلها الفرديةوالجماعية وما نص
عليه القانون ( 70/88تجهيزات وسائل حماية أخرى).1
نظرا ألهميتها القصوى بالنسبة إلى طرفي عالقة العمل ،فإن الدستور قد جعل من الحماية
والرعاية الصحية حقا أساسيا .وتجسيدا لذلك فقد عمد المشرع إلى وضع األسس والترتيبات التي
من شأنها حماية صحة العامل بالحفاظ على قدراته البدنية والمعنوية ضمانا لزيادة فعاليته وذلك من
خالل تأسيس طب العمل وتحديد المدة القانونية للعمل والنص على التمتع بالعطل والراحات .وفي
سبيل ذلك فقد خول لمفتشية العمل صالحيات مهمة في مجال المراقبة كما نص على توقيع عقوبات
جنائية على المخالفين للتشريع العمالي سواء كانوا من المسيرين أو من العمال.6
تعدالوقاية الصحية أهم مرتكزات النظام الصحي الوطني لذلك تجعل الدولة لها برامج وطنية
تكتسي الطابع اإللزامي في أغلب مظاهرها وتخص أماكن العمل بعناية بالغة في هذا المجال إذ يعد
العمال أكثر الفئات تعرضا لمختلف اإلصابات واألمراض .
إن اإللتزام بتوفير مصلحة طب العمل واجب ألقاه المشرع على عاتق الهيئات المستخدمة توفيرا
للحماية الصحية للعمال ووقاية لهم من األمراض المهنية التي قد يتعرضون لها أثناء ممارستهم
لعملهم إن هذه المطالب المتعلقة بتنظيم مصلحة طب العمل وتمويلها تلتزم التدقيق فيها والتعرف
على كل أنماط التنظيم ،والجوانب الصحية الواجب تمويلها ،ثم بحث المقاييس المعتمدة في إنشاء
هذه المصلحة وجعلها تؤدي دورها المنوط لها وتحقيق الغاية التي أنشأت من أجلها وبذلك تصل
الهيئات المستخدمة إلى تحقيق أهدافها بضمانها لديمومة المورد البشري ،الذي يعتبر أساس العملية
اإلنتاجية أو الخدمية ومحركها األساسي.
50
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المطلب األول :اإللتزام بتنظيم مصلحة طب العمل
إن الهيئات المستخدمة ملزمة بتوفير مصلحة لطب العمل للتكفل بالحالة الصحية للعمال حيث أثبتت
الدراسات العلمية أن الرصاص يساهم في إجهاض النساء العامالت كما يحدث إضطرابات في
الشخصية ويؤثر على النمو لدى األطفال لهذا فإن طبيب العمل ملزم باإلبالغ عن حوادث العمل
والتصريح بجميع األمراض المهنية المحددة على سبيل الحصر في القائمة .
لم تعد إلتزامات المستخدم مقصورة في دفع األجور بل تعدتها لتشمل عدة جوانب مهنية وإجتماعية
وصحية من العالقة المهنية وإن كانت القوانين السابقة لم تتعرض لطب العمل والرعاية الصحية
إال بعموم القواعد القانونية ،لكن بعد صدور القانون 70 /88المتضمن الوقاية الصحية واألمن
وطب العمل أصبح هناك إلتزام دقيق وقانوني على المستخدم بتوفير الرعاية الصحية وفي حالة
اإلخالل يكون محل متابعة وقبله القانون 78/88المؤرخ في 6888/70/61المتضمن حماية
وترقية الصحة المعدل والمتمم بموجب القانون 68/88المؤرخ في 6888/70/70والمرسوم
78/86المتعلق بالصحة واألمن في أماكن العمل والمرسوم .1607/80
إن التكوين األولي والمستمر ألطباء العمل يعد من بين إهتمامات السلطة العمومية ولهذا تتكفل
مصالح الصحة بتنظيم مجموع أنشطة طب العمل وتنسيقها ومراجعتها بإنتظام.6
-1األستاذ خليفي عبد الرحمن محاضرات في قانون العمل دار العلوم للنشر والتوزيع الصفحة.111
-6األستاذة عبد الرحمن نصيرة وعبد الرحمن فاطمة الزهراء –أجهزة الرقابة من حوادث العمل واألمراض المهنية في التشريع
الجزائري مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر تخصص ضمان إجتماعي السنة الجامعية 6112/6114جامعة
الجياللي بونعامة خميس مليانة الصفحة .62
51
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
الفرع األول :اإللتزام بإنشاء مصلحة طب العمل
إن اإللتزام بتوفير طب العمل تنظمه قاعدتان هما:
تقضي القاعدة األولى بأنه يجب على الهيئة المستخدمة توفير مصلحة لطب العمل -6
وتجهيزها بالتجهيزالكافي بما في ذلك أجهزة اإلسعاف الطبي وفقا لمستويات يحددها التنظيم الذي
يكون في الغالب مرسوما تنفيذيا وقرارات تفسيرية تختص بإصدارها وزارة الصحة والسكان
وإصالح المستشفيات من حين إلى آخر إستجابة لتساؤالت المؤسسات المستخدمة.
يتوجب األمرأن يصدر الوزير األول في إطار مجلس الحكومة ،بعد دراسة متخصصة -0
مرسوما تنفيذيا يحدد فيه العناية الطبية الوقائية والعالجية للعمال وواجبات الهيئات المستخدمة في
توفيرها وكيفية إنشاء الوحدات الطبية المشتركة بين أكثر من هيئة أواإلستعانة بطبيب خاص
بواسطة التعاقد ،أوالتعاقد مع المؤسسة العمومية اإلستشفائية أوالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية
بمقتضى إتفاقية نموذجية وطريقة تمويلها واألجهزة الفنية الواجب توافرها في هذه الوحدات
الصحية والفحوص الدورية للعمال.1
وبناء على هذا النص التنظيمي الصريح فإن الهيئة المستخدمة ملزمة بإنشاء مصلحة لطب -0
العمل في مكان العمل ،إذا توفر الوقت الضروري المقرر تنظيما ألداء طبيب العمل مهمته المدة
الشهرية القانونية للعمل ،وقد تقررحساب الوقت الضروري ألداء طبيب العمل مهمته على أساس
النقطتين التاليتين:
-6إن طبيب العمل مطالب بأن يعمل مدة ساعة واحدة في الشهر لكل عشرة عمال 10إذا كان
مكان العمل شديد الخطورة يحتمل فيه حوادث العمل واإلصابة باألمراض المهنية من جراء تلوث
بيئة العمل أو إحتوائها على عناصر خطيرة تتأثر بها صحة العامل.
-0إن طبيب العمل ملزم بأن يعمل مدة ساعة عمل في الشهر لكل خمسة عشر عامال 15إذا كان
مكان العمل متوسط الخطورة أو قليلها وعليه فإن الساعات تزداد كلما زاد عدد العمال أو طبيعة
العمل وخطورته.
-1المادة 16من القانون 16/88المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمادة 16من المرسوم التنفيذي
53
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
ولكن يالحظ أن المادة السابعة 07من المرسوم التنفيذي رقم 607/80قد قصرت الرخصة القبلية
على مصالح طب العمل المشتركة بين الهيئات دون غيرهامن المصالح األخرى وأحالت إلى
المادتين 67و 60من القانون رقم 78/88في حين أن المادة 17من القانون رقم 78/88جاءت
تشمل الرخصة فيها كل هيكل صحي أو ذي طابع صحي ،مما يدفعنا إلى القول أن الرخصة القبلية
التي يختص بها وزير الصحة والسكان ،وإصالح المستشفيات هي تلك المتعلقة بمصالح طب
العمل المشتركة ما بين الهيئات ال غير بسبب أنها ذات حجم كبيرونشاط متعدد وجميع الهيئات
المتعددة قد تنتمي إلى واليتين أو أكثر ،أما المصالح األخرى لطب العمل فتخضع لرخصة قبلية من
مديرية الصحة والسكان لكل والية تحقيقا لالمركزية القرار وتخفيفا عن المؤسسات المستخدمة في
اإلسراع بإنشاء هذه المصالح .1
-6توفر موارد بشرية مختصة:
إن كل هيئة مستخدمة تشغل 10عمال في موقع شديد الخطورة أو 15عامال في موقع متوسط
الخطورة أو قليلها طبقا للمادتين 70و 70من المرسوم التنفيذي رقم ، 607/80يتوجب عليها
إحداث مصلحة لطب العمل وفقا لنمط من األنماط المقررة تنظيما .
ومعيارعشرة عمال في موقع شديد الخطورة يقابل الوقت الضروري الذي يجب على طبيب العمل
أن يعمله في الهيئة المستخدمة والمحدد بساعة واحدة في الشهر ،فعشرة عمال تقابلها ساعة عمل
و 15عامال تقابلها ساعة في حالة العمل في موقع متوسط الخطورة أو قليلها ،وقد أحسن المشرع
عند نزوله بعدد العمال إلى الحد األدنى والمعقول ،وهو عشرة في حالة الخطورة وخمسة عشر في
الحالة المتوسطة للخطورة ،لكون أن هذا التحديد يلزم المؤسسة بإنشاء مصلحة لطب العمل.
لكن المعيار الذي تبناه المشرع الجزائري في تحديد مهام طبيب العمل يعتريه نوع من الغموض إذ
أنه يصعب من الناحية العملية تحديد بدقة مواقع العمل األشد خطورة عن تلك األقل خطورة حتى
ولو حددها بموجب قوائم.
55
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-1مصلحة طب العمل الخاصة بالهيئة المستخدمة
األصل أن الهيئة المستخدمة ملزمة بإنشاء مصلحة لطب العمل داخلها وتختص بتسييرها
وتجهيزها وتأطيرها وتمويلها بالمستلزمات الطبية والشبه الطبية ،1ومصلحة طب العمل الخاصة
بالهيئة المستخدمة تحقق هذا الغرض لكون طبيب العمل يكون بقرب العمال ويتعرف على أحوالهم
المهنية والمرضية ويجنبهم مشقة اإلنتقال إلى أماكن للفحص خارج الهيئة المستخدمة فضال عن
تكفله بمهام أخرى داخل هذه الهيئة مثل األمن والوقاية وشروط العمل وظروفه ومعاينة الحوادث
المهنية للعمل ،ويقدم اإلستشارة الالزمة للهيئة في المجال الوقائي واألمن وفحص أسباب األمراض
والحوادث المهنية ،وعليه فإن الهيئة المستخدمة ملزمة بإنشاء مصلحة لطب العمل وفقا لضوابط
معينة داخل هياكلها لإلشراف عليها المباشر ،فإذا تعذر ذلك لسبب من األسباب أو لم تتوفر
الضوابط التنظيمية تنتقل إلى األنماط األخرى كما أننا نجد المادة 70من المرسوم التنفيذي رقم
607/80تنص بصريح العبارة أنه يجب إحداث مصلحة لطب العمل في كل هيئة مستخدمة عندما
يساوي أو يفوق الوقت الضروري ألداء طبيب العمل المدة الشهرية القانونية للعمل المطبقة على
السلك الطبي تبعا للمقاييس المحددة في المادة الثالثة 03من نفس المرسوم التنفيذي.
وعليه يمكن لنا أن نستنتج شرطين أساسيين إلنشاء مصلحة طب العمل في كل هيئة مستخدمة :
-6أن تتوفر الضوابط التنظيمية إلنشاء المصلحة كالبناءات واألدوية والتأطير الطبي والشبه الطبي
والمسعفين والمستلزمات الطبية واألجهزة الطبية ،والمناوبة الطبية إذا زاد العمال عن عدد معين
أو كانت الهيئة تشتغل ليال وبالتناوب وهذا ما نصت عليه المادة 14من القانون رقم .70/88
-0أن يساوي أو يفوق الوقت الضروري ألداء طبيب العمل مهمته المدة الشهرية القانونية للعمل
المطبقة على السلك الطبي تبعا للمقاييس التي حددتها المادة الثالثة من المرسوم التنفيذي رقم
607/80والمتمثلة فيما يلي:
-6ساعة عمل واحدة في الشهر لكل عشرة عمال يعملون في موقع شديد الخطورة.
-0ساعة عمل واحدة في الشهر لكل خمسة عشرة 15عامال يعملون في موقع متوسط
الخطورة أو قليلها.
57
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المتعلقة بطب العمل والمبرمة ما بين الهيئة المستخدمة والقطاع الصحي أوالهيئة المختصة أو
الطبيب المؤهل .
وقد تضمنت اإلتفاقية النموذجية سبعة مواد تضمنت المقدمة أوالديباجة هوية وبيانات المتعاقدين.
أما المادة األولى فقد خصصت لموضوع اإلتفاقية،وحددت المادة الثانية إلتزامات الهيئة المستخدمة
المتعاقدة والمادة الثالثة فخصصت إللتزامات مقدم الخدمات وهو المؤسسة الصحية أما الرابعة
فحددت كيفيات دفع األتعاب ،أما باقي المواد فنصت على شروط الدفع لألتعاب ومدة سريان
اإلتفاقية والتصديق على اإلتفاقية من المتعاقدين.
-4إبرام إتفاق مع هيكل صحي مختص في طب العمل أو أي طبيب مؤهل:
عندما يتعذر على المؤسسة العمومية اإلستشفائية أو للصحة الجوارية اإلستجابة لطلب الهيئة
المستخدمة فإن لهذه األخيرة إبرام إتفاقية مع هيكل صحي مختص في طب العمل وفقا للمادة 05
من المرسوم التنفيذي رقم 607/80والمادة 68من القانون70/88السالف الذكر.
ويالحظ أن هذا الهيكل الصحي المختص في طب العمل غيرموجود في الجزائر ،إذ يفترض
بواسطة عيادة مختصة في طب العمل يمارس النشاط لحسابها الخاص أو تنشأ إستقالال من وزارة
الصحة والسكان وإصالح المستشفيات كمؤسسة عمومية مختصة في طب العمل وحتى يكون
التعاقد صحيحا يجب إتخاذ اإلجراءات التالية:
-6أن يتعذرعلى المؤسسة العمومية اإلستشفائية أو للصحة الجوارية ضمان نشاط طب العمل للهيئة
المستخدمة لقلة أطبائها ،أو أن هاتين المؤسستين قد تخلت عن الوفاء بإلتزاماتها مع الهيئة
المستخدمة بعد أن أبرمت إتفاقية نموذجية مع إحدى المؤسستين اإلستشفائية أو للصحة الجوارية
فإذا لم يتعذرعلى إحدى المؤسستين المذكورتين والمختصتين إقليميا أو لم تتخل عن إلتزاماتها فإنه
ال يحق للهيئة المستخدمة اللجوء إلى إبرام إتفاقية مع هيكل صحي مختص في طب العمل.
أن تبدي إحدى المؤسستين اإلستشفائية أو للصحة الجوارية رأيها بالقبول باللجوء إلى هيكل
صحي مختص في طب العمل ،فإذا لم تبد إحدى المؤسستين رأيها فال يجوز للهيئة المستخدمة
اللجوء إلى هذا الهيكل المختص في طب العمل.
-أن تعطي مهلة إلحدى المؤسستين اإلستشفائية أو للصحة الجوارية لدراسة طلب الهيئة المستخدمة
وقد حددت هذه المهلة طبقا للمادة الرابعة 04من المرسوم التنفيذي رقم 607/ 93بتسعين يوما
90فإذا ردت باإلجابة فيمكن للهيئة اللجوء إلى إعتماد هذا الهيكل المختص في طب العمل ،وإذا
58
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
أبدت رأيا بالرفض فيجب على إحدى المؤسستين التكفل بمصلحة طب العمل ،وإذا مرت المدة ولم
تجب المؤسستان على طلب الهيئة المستخدمة فإن نص المادة الرابعة ساكت عن اإلجراء الذي
يمكن إتخاذه ،ولكن إعماال لقاعدة أن السكوت يفسرعلى أنه قبول فإنه يتعين على الهيئة المستخدمة
مباشرة التعاقد مع الهيكل المختص في طب العمل حفاظا على مصلحة العمال وتنفيذا إللتزام طب
العمل فإذا لم يكن هناك هيكل صحي مختص أو كان موجودا ولكنه ال يلبي الطلب فإن للهيئة
المستخدمة الحق في اإلستعانة بطبيب مؤهل ،والطبيب المؤهل هو كل طبيب عام أو أخصائي
ممارس أو مدعو لممارسة نشاط طب العمل بعد رخصة مسلمة من وزير الصحة والسكان
وإصالح المستشفيات ،ويكون قرار الترخيص مؤقتا وبصفة إنتقالية ،تحدد فيه المدة بموجب القرار
المتضمن الترخيص بممارسة نشاط العمل ،ويمكن أن يسحب بقرار من وزير الصحة والسكان
وإصالح المستشفيات.
ولكن يالحظ أن المادة 71من المرسوم التنفيذي 607/80إشترطت في الطبيب المؤهل شرطين
أساسيتين هما:
-6أن يكون هذا الطبيب حاصال على شهادة التخصص في طب العمل.
-0أن يكون مرخص له بممارسة طب العمل لحسابه الخاص.
كل هيئة مستخدمة مهما كان قطاع النشاط الذي تنتمي إليه ملزمة بتوفير األمن ووضع وسائل
للحماية الفردية والجماعية للعمال وقبل صدور القانون 70/88إعتمدت القوانين السابقة كذلك هذا
المبدأ بحيث نجد القانون 60/08في المادة 60منه يلزم المستخدم بتأمين شروط الوقاية الصحية
واإلجراءات اإلحتياطية المادية لتجنب وقوع حوادث العمل.1
59
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
الفرع الثاني :شروط ممارسة طب العمل
يمكن أن يعهد بنشاط طب العمل وقاعدة عامة وفقا للنصوص القانونية والتنظيمية إلى طبيب
إختصاص في طب العمل ،فإذا تعذر ذلك يلجأ إلى اإلستعانة بطبيب عام ممارس حفاظا على
إستمرارية مصلحة طب العمل وتنفيذا إللتزام الهيئة المستخدمة في مجال توفير حماية صحية
ووقائية لعمالها.1
أوال:طبيب العمل اإلختصاصي:
إن طبيب العمل المختص في طب العمل هو طبيب يتطلب دراسته الطبية اإلختصاصية
D.E.M.Sمتحصل على دبلوم الدراسات الطبية المتخصصة أربع سنوات 04في إحدى المراكز
اإلستشفائية الجامعية بعد إجتياز مسابقة اإلنتقاء ،زيادة على مشاركته في المؤتمرات واأليام
الدراسية التي تساعده على التكوين المتواصل في مجال إختصاصه ،ولذلك فإن له قانونا أساسيا
خاصا ،وإستنادا إلى ذلك فإن طبيب العمل ينتمي إلى القانون األساسي للسلك الطبي ويخضع إلى
نفس الشروط التي يخضع لها السلك الطبي ويختلفون فقط من حيث المهام ،فالسلك الطبي بصفة
عامة مهمته عالجية أما طبيب العمل فمهمته األساسية وقائية ،ولذلك فإن طبيب العمل يجب أن
يكون إختصاصيا في شعبة طب العمل أساسا وهذا ما نصت عليه المادة 16من القانون .70/88
ثانيا :شروط التوظيف أو التشغيل:
حتى يمكن لطبيب العمل اإلختصاصي ممارسة نشاط أو مهمة طب العمل يجب أن تتوفر فيه
الشروط التالية:6
-6أن يكون حاصال على دكتوراه في الطب العام ودبلوم الدراسات الطبية المتخصصة شعبة طب
العمل.
-0أال يكون مصابا بعاهة أو بعلة مرضية منافية لممارسة المهنة .
-0أال يكون قد تعرض لعقوبة مخلة بالشرف .
-8أن يكون جزائري الجنسية .
-8أن يكون مسجال في قائمة اإلعتماد لدى الفرع النظامي الخاص بمجلس أخالقية الطب كما
تنص على ذلك المادتان الرابعة والخامسة من المرسوم التنفيذي رقم 001/80المؤرخ في
-1المرسوم التنفيذي رقم 142/22يتضمن القانون األساسي للمقيم في العلوم الطبية .
61
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المطلب الثاني :تمويل مصلحة طب العمل ومقاييسها
إن الهيئة المستخدمة تلتزم بتمويل طب العمل ،ألن هذا اإللتزام القانوني يعود عليها بالنفع والربح
من جانب لكونها تحافظ على القدرة المهنية لعمالها ويخفف من أعباء الحوادث المهنية واإلصابة
باألمراض المهنية التي قد تكون تكاليفها باهظة على الهيئة المستخدمة ودفعها في اإلسهام في حفظ
قواعد الصحة العمومية ،وتحفيزللعامل من جانب أخر اذ عندما يشعر العامل بأنه مؤمن صحيا
ويعالج في الوقت المناسب فانه يقبل على العمل بكل فعالية وإطمئنان .
وقد ألزم المشرع الجزائري المؤسسات المستخدمة في المادة 76/68من القانون 70/88بإنشاء
مصلحة لطب العمل وفقا لضوابط ،كما أن المادة 11من المرسوم التنفيذي رقم 607/80قد أوكلت
إلى وزير الصحة والسكان وإصالح المستشفيات بتحديد المقاييس في ميدان الوسائل البشرية
والمحال والتجهيزات في مصالح طب العمل وهذا ما قامت وزارة الصحة إذ أصدرت كل
القرارات المتعلقة بتحديد المقاييس في مجال الوسائل البشرية والمحال والتجهيزات .
الفرع األول :تمويل مصلحة طب العمل
إن هذا االلتزام يقوم على قاعدتين أساسيتين هما:
القاعدة األولى :تفضي بأنه يجب على الهيئة المستخدمة أو رب العمل توفير وسائل وأجهزة
اإلسعاف الطبي للعمال في المؤسسة وفقا للمستويات التي تحدد عن طريق التنظيم غالبا ما تنظم
هذه المسائل عن طريق الوزارة األولى بمراسيم تنفيذية.
القاعدة الثانية :البد أن يصدر الوزير األول نظاما يحدد فيه العناية الطبية الوقائية والعالجية
للعمال وواجبات الهيئات المستخدمة في توفيرها وكيفية إنشاء الوحدات الطبية المشتركة بين أكثر
من مؤسسة وطريقة تمويلها واألجهزة الفنية الواجب توفيرها في هذه الوحدات والفحوص الطبية
المقررة للعمال وترتيبا على ذلك فان الهيئة المستخدمة تعد ملزمة بهاتين القاعدتين وإذا أخلت
بإحداهما عدت مخالفة لقانون عالقات العمل وللقانون والتنظيم المتعلقين بأحكام طب العمل.
نصت المادة التاسعة 09صراحة من المرسوم التنفيذي رقم 607/80المؤرخ في 1993/05/15
المتعلق بتنظيم طب العمل على هذا اإللتزام المتمثل في تمويل مصلحة طب العمل من خالل
الجوانب التالية:
-1التكفل بمجموع مصاريف التجهيز وسير مصلحة طب العمل المحدثة في هذه الهيئة.
-0المشاركة في مصاريف تجهيز مصلحة طب العمل المشتركة بين الهيئات حسب نسبة عدد
62
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
العمال التي تستخدمهم طبقا لإلتفاقية المحررة لهذا الغرض.
-0المشاركة في تمويل طب العمل حسب اإلتفاقية النموذجية المبرمة بين الهيئة المستخدمة وبين
المؤسسة العمومية للصحة الجوارية.
كما ألزم المشرع الهيئة المستخدمة بالمصاريف المترتبة عن الفحوص التكميلية والتحاليل التي تتم
في إطار طب العمل في المادة 10من نفس المرسوم التنفيذي.
الفرع الثاني :مقاييس مصلحة طب العمل
أوال :اإللتزام بمجموع مصاريف التجهيز
يتضمن هذا الفرع ضرورة التعرف على مضمون مصاريف التجهيز والمتمثل في تخصيص
المحال التي يمارس طب العمل فيها وعدد األثاث الطبي ونوعيته وتزويد المصلحة بالمستلزمات
واألجهزة الطبية الضرورية وكذلك كمية األدوية المستعملة في الحاالت اإلستعجالية فضال عن
مصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل البيولوجية وتمويل الفحوص الطبية بأنواعها المختلفة .
وقد إشترطت المادة الخامسة 78من نفس القرار أن الهيئة المستخدمة ،إذا كانت تشغل أكثر من
2.000عامال فإنها ملزمة بإنشاء قاعة مراقبة مزودة بأسرة لوضع جريح أو مريض في وضعية
ممدودة بغرض المراقبة ،كما أن الهيئة المستخدمة ملزمة بأن تجهز هذه المحال باألثاث الطبي
حتى يتمكن أطباء العمل من ممارسة مهامهم بكيفية الئقة وفعالة ولم يترك األمر في تنفيذ هذا
اإللتزام إلى الهيئة المستخدمة بل نص القرار الوزاري المؤرخ في 0777/67/61المشار إليه سابقا
وحدد قائمة األثاث الذي يجب أن يكون متوفرا في هذه المحال ولذلك نصت المادة السابعة 07من
القرار المذكورعلى أن مصلحة طب العمل المستقلة أو المشتركة بين الهيئات أو التابعة للقطاع
الصحي أو الهيئة المؤهلة يجب عليها أن تحترم وتلتزم المقاييس الدنيا اآلتية في مجال التجهيز:
-6عتاد ضروري للفحص العيادي الكامل لكل عيادة كالساعة وقياس الضغط وخشيبات اللسان
والقفازات والحقن وغيرها من األدوات الطبية التي يستعملها عند الحاجة وغالبا ما يحدد طبيب
العمل هذه األدوات على شكل قائمة بأوصافها وكمياتها وتقوم الهيئة المستخدمة بشرائها.
-0جهاز لقياس الطول والوزن إلختبارات القياس.
-0مقياس بصري لقياس حدة البصر.
-8شاشة مضيئة لكل عيادة طبية لرؤية صور األشعة.
-8بطاقية لحفظ الملفات الطبية في الظروف التي تضمن السر الطبي.
63
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-1عتاد ضروري للفحوص المخبرية الجارية وتوفيرالكواشف لتحليل الدم.
-0أجهزة خاصة بالكشوف الوظيفية وأجهزة قياس خاصة بدراسة وسط العمل حسب األوضاع
كجهاز قياس التنفس والقلب.
-8وضع عوازل إلمكانية نزع الثياب أو حاجب خشبي.
-8تجهيز العيادة الطبية بباب مستقل موصول باألمانة الطبية يسمح باحترام السر المهني.
-67التزويد بالماء الجاري بصفة دائمة.
-66يجب أن يكون الجناح المخصص إلختبارات القياس مزودا بمغسل بفراش ذي مساحة كافية
يسمح بممارسة إختبارات القياس والمخبر وإختبارات الكشف الوظيفي وأن تزود العيادة الطبية
أيضا بمغسل.
-60توفيرخلوة صوتية جيدة لكي ال يعرقل أي ضجيج لممارسة اإلختبارات وإضاءة وتدفئة وتهوية
كافية وتبريد.
-60أن تزود العيادة الطبية بثالجة لحفظ اللواقح والكواشف وبعض األدوية السريعة التلف.
ثانيا :اإللتزام بمصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل
إن الهيئة المستخدمة تلتزم بدفع مصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل البيولوجية واإللتزام
بالتحاليل اإلشعاعية واإللتزام بواجب نقل العامل المريض إلى أقرب مؤسسة عمومية إستشفائية
حينما يقرر طبيب العمل ذلك ،إن الهيئة المستخدمة ملزمة بإجراء هذه الفحوص التكميلية سواء
بالمؤسسة العمومية اإلستشفائية أو المؤسسة العمومية للصحة الجوارية التي تتوفر على مثل هذه
الفحوص فإذا لم تتمكن من ذلك فعليها بهيكل صحي خاص أو طبيب يتوفر على هذا الفحص .
فإذا تقاعست الهيئة المستخدمة عن ذلك عدت مخلة بإلتزامها وهذا األمر يعد السمة الغالبة في
أغلب الهيئات أنها تصرف النظر عن ذلك ونجد العامل المريض يتحمل هذه المصاريف لوحده
لضعف الهيئة الرقابية وعدم مطالبة الهيئة النقابية بذلك مما ينعكس سلبا على صحة العامل ويتفاقم
مرضه ،لما تلقى مهمة توفير طب العمل على عاتق المؤسسة المستخدمة وكذا التكفل به على أن
يمارس في أماكن العمل نفسها فإنه يحظر على طبيب العمل المطالبة بأي أتعاب من العمال عندما
يكون بصدد أداء مهامه.1
-1األستاذة قالية فيروز الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع قانون
المسؤولية المهنية تاريخ المناقشة 16ماي 6116جامعة مولود معمري تيزي وزو الصفحة .26
64
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
ثالثا :اإللتزام بالمقاييس في مجال الوسائل البشرية
إن الطبيب أو الممرض في مصلحة طب العمل مهما كانت طبيعتها له دوره المميز لذلك يجب أن
تراعي المقاييس في مجال تأطير مصلحة طب العمل بالموارد البشرية بالعدد المناسب على
المقاييس التالية:1
ومن ثم يمكن للهيئة المستخدمة أن تزيد عن هذا العدد حسب إهتمامها بتنظيم مصلحة طب العمل.
-1مصلحة طب العمل المستقلة للهيئة المستخدمة أو السلك الطبي
-طبيب عمل واحد 01لكامل الوقت ل 1730عامال معرضا بشدة لألخطار المهنية.
-طبيب عمل واحد 01لكامل الوقت ل 2595عامال معرضا بشكل متوسط أو أقل عرضة
لألخطار المهنية.
-2مصلحة طب العمل المشتركة بين الهيئات أو المؤسسة الصحية:
-طبيب عمل واحد لكامل الوقت.
-3مصلحة طب العمل المستقلة في الهيئة المستخدمة في مجال مقاييس الممرضين :
بالنسبة للهيئة المستخدمة التي تستخدم عماال معرضين بشدة لألخطار المهنية.
-ممرض واحد لكل 200عامال فأكثر .
-ممرضان 2لكل 800إلى 900عامال .
-ما فوق 2000عامال ممرض إضافي لكل 1000عامال .
-4الهيأة المستخدمة لعمال معرضين بشكل متوسط لألخطار المهنية:
-ممرض واحد لكل 500عامل فأكثر .
-ممرضان 02ل 1000عامال فأكثر .
-أمين طبي في حالة وجود أكثر من طبيبين.
-5المقاييس في مصلحة طب العمل بين الهيئات المشتركة أو المؤسسة الصحية:
-ممرض واحد -أمين طبي واحد .
-1المادة 02من القرار الوزاري المؤرخ في 6111/11/12المحدد للمقاييس في ميدان الوسائل البشرية والمحال
والتجهيزات في مصالح طب العمل مع الملحق.
65
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المبحث الثاني :الرقابة على طب العمل
إن تدخل الدولة في نطاق عالقات العمل ،فرض تنمية إدارة حقيقية للعمل مشكلة من إدارة مركزية
وجهوية ومحلية والتي ينتمي إليها مفتشوا العمل الذين أنيط بهم رقابة نشاطات طب العمل خاصة
وتطبيق أحكام قانون العمل بصفة عامة ،وهذا ما دعا الدولة إلى إعداد جهاز متخصص يقوم
بالتفتيش في فترات دورية وأن تتوفر في موظفي جهاز التفتيش المؤهالت العلمية والخبرة المناسبة
في النواحي الطبية والهندسية والكيماوية ويكون لهم صفة الضبط القضائي في مراقبة تنفيذ أحكام
السالمة والصحة المهنية في أماكن العمل بما في ذلك طب العمل.
وقد نظم المشرع رقابة نشاط طب العمل في الهيئات المستخدمة في المواد 31إلى 34من القانون
رقم 70/88المتعلق بالوقاية واألمن وطب العمل وفي المواد من 53،58،53،53،55،53من
المرسوم التنفيذي رقم. 037/35
إن إنشاء جهاز الرقابة والتفتيش ضرورة أملتها المعطيات العملية ،ذلك أن الهيئات المستخدمة قد
تهمل تنفيذ األحكام القانونية والتنظيمية أو ال تأخذ بعين اإلعتبار أراء طبيب العمل في مجال حفظ
صحة العمال أو تحسين محيط العمل أو مخالفة قواعد الصحة واألمن داخل الهيئة أو أنها تقصر
في جانب من جوانب إلتزامات طب العمل ففي هذه الحال فإن إنشاء جهاز رقابي وتفتيشي يردع
هذه المخالفات وينذر رؤساء الهيئات المستخدمة باإلمتثال للقانون والتنظيم أمر ذا أهمية بالغة،
لكون اإلخالل بإلتزامات طب العمل هو إخالل بالمنظومة الصحية الوطنية وقد خول القانون رقم
03 /90المتعلق بمفتشية العمل صالحيات واسعة لمفتشي العمل في مثل هذه الرقابة والذي يعد
اإلطار العام لرقابة الهيئات المستخدمة باإلضافة إلى القانون الخاص رقم 70/ 88والمرسوم
التنفيذي رقم037/35
اللذين نظما الرقابة الخاصة في مجال طب العمل وما دامت رقابة نشاطات طب العمل وتفتيشه
بهذه األهمية فإني سأبين في هذا المبحث األشخاص المكلفين بهذه الرقابة ،وهم على الخصوص
مفتشو العمل ،وطبيب العمل المفتش ،وبيان صالحيات طبيب العمل المفتش إلى جانب هذين
الجهازين جهاز مفتشية العمل وجهاز طبيب العمل المفتش يمكن ذكر الوالي ورئيس المجلس
الشعبي البلدي في حاالت خاصة فضال عن التنسيق بين وزارة الصحة والسكان وإصالح
المستشفيات ووزارة العمل والتشغيل والضمان اإلجتماعي ،ثم أن هناك دور الجهاز القضائي
الجزائي واإلجتماعي.
66
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المطلب األول :اإلدارة المكلفة برقابة طب العمل
وهم مفتشي العمل وطبيب العمل المفتش باإلضافة إلى والي الوالية ورئيس المجلس الشعبي البلدي
المختص إقليميا ولجان النظافة واألمن ورقابة القضاء.
الفرع األول :مفتش العمل وطبيب العمل المفتش
تكلف مفتشيات العمل برقابة وتفتيش نشاط طب العمل ويقوم مقام هذا الجهاز عون تابع لها هو
مفتش العمل ،1من خالل مجموعة من الصالحيات.
أوال :إختصاصات مفتشي العمل وطبيب العمل المفتش
إن مفتش العمل يتعاون مع طبيب العمل في دراسة الظروف المالئمة وتحديد التعديالت التي يجب
إدخالها مستقبال على بيئة العمل.2
-0إختصاصات مفتشي العمل في رقابة نشاط طب العمل
إن مفتش العمل موظف يخضع ألحكام األمر رقم 75/70المؤرخ في 3770/70/03المتعلق
بالقانون األساسي العام للوظيفة العمومية باإلضافة إلى خضوعه لقانون أساسي خاص به يحدد
واجباته وحقوقه ،كما أن القانون رقم 75/37المتعلق بمفتشي العمل والقانون 70/88المتعلق
بالوقاية الصحيةواألمن وطب العمل والمرسوم التنفيذي رقم 037/35المتعلق بتنظيم طب العمل
والقانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لسلك مفتشي العمل ،قد خول مفتش العمل
صالحيات واسعة في مجال مراقبة تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية لقانون العمل واألحكام
التنظيمية التطبيقية له ،بما في ذلك األحكام المتعلقة بنشاطات طب العمل وتنظيمها ومراقبتها وهي:
-1معاينة مخالفات القانون والتنظيم المتعلقتين بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل.
-3اإلطالع على السجالت والوثائق الخاصة للسماح بممارسة رقابة على األنشطة في مجال الوقاية
الصحية واألمن.
-5العمل بالسهر على إحترام الهيئات المستخدمة واجباتها في ميدان طب العمل.
-3توجيه إعذارات للهيئة المستخدمة عند مخالفتها القانون أو التنظيم الخاصين بطب العمل.
67
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
إنه طبقا لهذه الصالحيات والمهام القانونية والتنظيمية فإنه مخول بزيارة الهيئات المستخدمة في
أي وقت من الليل أو النهار ،ألن مفتش العمل ملزم بالخدمة في كل وقت من الليل والنهار وحتى
بعد أوقات العمل القانونية .1
إن مفتش العمل يتمتع بصفة الضبط القضائي وفق للمادة 27من األمر رقم033/00المؤرخ
في0300/70/78المتعلق بقانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم ،ولذلك أضفى المشرع على
المحاضر التي يحررها هؤالء الموظفون حجية مطلقة ما لم يطعن فيها بالتزوير.
-2رقابة طبيب العمل المفتش:
إن طبيب العمل المفتش هو طبيب إختصاصي في طب العمل يعين بقرار من وزير الصحة
و السكان و إصالح المستشفيات الذي يحدد إختصاصه المحلي و يكلف بتطبيق القوانين و األنظمة
المتعلقة بالعمل و صحة العمال ال سيما على المستوى الطبي) تنظيم وسيرمصالح طب العمل (.
إن منصب طبيب العمل المفتش هو منصب عال يعين فيه وفقا للمادة 36من المرسوم التنفيذي
رقم 533/73ويشمل:
-الممارسون المتخصصون الرئيسيون في طب العمل والذين يثبتون ثالث 3سنوات من الخدمة
الفعلية بهذه الصفة.
-من بين الممارسين المتخصصين في طب العمل الذين يثبتون خمس 5سنوات من الخدمة الفعلية
بهذه الصفة.
يعد طبيب العمل المفتش مستشارا لمفتشية العمل و للهيئات المستخدمة و للعمال في مجال النظافة
و الصحة في العمل ،و بذلك يسهر على حماية صحة العمال ،إن المرسوم التنفيذي رقم037/35
يحددفي الفصل الرابع منه مهام طبيب العمل المفتش و إختصاصاته أو ما يسمى بالطبيب المكلف
بالرقابة و التفتيش.
إن سبب إنشاء مهمة طبيب العمل المفتش هو أن الهيئات المستخدمة غالبا ما تستعين بأطباء عامين
لمن لهم الخبرة الكافية لممارسة مهنة طب العمل و من ثم طبيب العمل المفتش يكونهم ويوجههم
وينسق أعمالهم ويراقب أداءهم ،حفاظا لصحة العمال .
المادة 11من المرسوم التنفيذي 261/11المتضمن القانون األساسي لمفتشية العمل. -1
68
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-2اإلجراءات التي يتخذها مفتش العمل
إن مفتش العمل أثناء زيارته للهيئات المستخدمة يمكنه إتخاذ اإلجراءات التالية :
-فحص أو مراقبة أي مادة مستعملة في اإلنتاج ومدى تأثيراتها على صحة العامل أو إجراء
أي تحقيق يراه مناسبا.
-اإلستماع إلى أي شخص بحضور شاهد أو بدونه إذا كان هذا اإلستماع يتعلق بإختصاصه.
-أخذ عينة من أية مادة مستعملة أو من أي منتوج موزع أو مستعمل بهدف تحليلها والتعرف على
مدى مطابقتها للمقاييس والمعايير القانونية والتنظيمية.
-طلب اإلطالع على أي سجل أووثيقة يلتزم المستخدم بمسكها وتزويدها بالبيانات الالزمة.
-يمكن لمفتش العمل أن يطلب من المستخدم أو ممثله وممثل العمال أو أي شخص أخر ،إصطحابه
أثناء زيارته للمؤسسة المستخدمة وأن يطلب من المستخدم إفادته بكل المعلومات الخاصة بتطبيق
القانون والتنظيم المتعلقين بالعمل وظروف ممارسته.1
كما يمكنه أن يقوم بما يلي:
-0مالحظات كتابية
-3تقديم إعذارات
-5محاضر المخالفات
-3محاضر المصالحة وعدم المصالحة قصد الوقاية من الخالفات الجماعية في العمل وتسويتها.2
وفي هذا الصدد إذا الحظ مفتش العمل أثناء قيامه بمراقبة الهيئة المستخدمة أن هناك تقصيرا في
تنفيذ إلتزاماتها المتعلقة باألحكام الخاصة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ،وعدم تعيين طبيب
أو عدم مسك السجالت القانونية أو عدم إحترام مقاييس مصلحة طب العمل أو الحظ أنه هناك
خرقا لألحكام القانونية والتنظيمية السالفة المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل كغياب
النظافة أو عدم القيام بفحص العمال دوريا أو عدم تكوين مسعفين أو عدم األخذ برأي طبيب العمل
في المسائل التي يجب عليه األخذ بها وتنفيذها يوجه إلى المستخدم إعذارا مكتوبا يلزمه فيه بإمتثال
للتعليمات الموجهة إليه وتنفيذ األحكام القانونية والتنظيمية ويحدد مفتش العمل أجال للمستخدم لسد
69
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
النقص أواإلمتثال إلى القانون والتنظيم في أجل ال يتعدى كقاعدة عامة ثمانية 8أيام،1ويسجل ذلك
في سجل اإلعذارات وإذا الحظ مفتش العمل أن العمال قد تعرضوا ألخطار جسيمة بسبب مواقع
العمل أو أساليبه العديمة النظافة والخطيرة ،فإنه يحرر محاضرا للمخالفة المعاينة ،ويعذر
المستخدم بإتخاذ ما يلزم من تدابير الوقاية المالئمة لألخطار المطلوب تفاديها ويدون هذا اإلعذار
في سجل اإلعذارات الممسوك قانونا من قبل المستخدم ،وإذا الحظ مفتش العمل أثناء قيامه
بالزيارة التفتيشية أنه هناك خطرا جسيما على صحة العمال وأمنهم يوشك أن يقع فإنه يخطر والي
الوالية المختص إقليميا أورئيس المجلس الشعبي البلدي الذي تقع الهيئة المستخدمة في دائرة
إختصاصه بمحضر عن هذا الخطر الجسيم ليتخذ ما يراه الزما.
إال أن المشرع لم يحدد مدة اإلعذار المنصوص عليه في المادتين07،73من القانون 75/37
المتعلق بمفتشية العمل ،وكذلك المادة 73/50و 75من القانون 70/88وترك السلطة التقديرية
لمفتش العمل حسب ظروف الهيئة المستخدمة أو الزمن الذي يستغرقه هذا اإلصالح أو شراء
المستلزمات الوقائية مثال ،وهذا فيه مراعاة لقدرة الهيئات المستخدمة مع المحافظة أيضا على إبعاد
األخطار واألضرار عن العمال ومن المالحظ أيضا أن كل األحكام القانونية والتنظيمية الخاصة
بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل هي أحكام آمرة وعليه إذا إكتشف تقصيرا أو إهماال أو خرقا
لقاعدة ما فإن اإلعذار الموجه للمستخدم يكون في أجل ال يتعدى ثمانية 08أيام.
إن هذا الدورالهام لمفتش العمل يبقى نظريا لعدة أسباب منها قلة اإلمكانيات المادية من مكاتب
وأدوات وسيارات المصلحة ،وقلة المفتشين المؤطرين لمهمة التفتيش والرقابة ،ويمكن إضافة
عامل هام آخر يتمثل في سهولة شراء ذمم بعض المفتشين من قبل المستخدمين فيغضون الطرف
عن المخالفات. 2
-1اإلجراءات التي يتخذها طبيب العمل المفتش
إن طبيب العمل المفتش تنصب رقابته أساسا على كيفية تنظيم هياكل طب العمل وهل هي مطابقة
للمقاييس المحددة قانونا من حيث المجال وأطباء العمل والمستلزمات الطبية ووسائل اإلسعاف
واألدوية واألجهزة الطبية والسجالت الخاصة بالتفتيش والفحص وحوادث العمل واألمراض
المهنية ومحيط العمل وتحسين العناصراإلنتاجية الضارة بصحة العمال وأماكن اإليواء والمغاسل
70
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
وأماكن الراحة ،واإلطالع على تقرير طبيب العمل وأرائه وعمله ومدى وجود التنسيق بين رئيس
الهيئة المستخدمة وبين طبيب العمل وفي هذا المجال فإن طبيب العمل المفتش له إمتياز الدخول
إلى المؤسسات أو الوحدات أو المنشآت وال يمكن اإلعتراض عليه أو منعه بأي وسيلة كانت طبقا
للمادة 35من المرسوم التنفيذي .037/35
إن طبيب العمل المفتش يتخذ من خالل مراقبته وتفتيشه للوسط العمالي قرارات في شكل تقارير
ويرسلها إلى وزارة الصحة والسكان بمعرفة مدير الصحة والسكان للوالية ،كما يمكنه أن يوجه
تعليمات أو توجيهات تتعلق بكيفيات سير طب العمل ،ويشرف على نشاط طب العمل في مختلف
الهيئات المستخدمة ولذلك يعتبر الموجه والمرجع ألطباء العمل في حدود إختصاصه اإلقليمي.
إن المادة 36من المرسوم التنفيذي 037/35في فقرتها الثالثة قد قررت حكما هاما يتمثل في أن
الهيئة المستخدمة يجب عليها أن تأخذ بعين اإلعتبار أراء طبيب العمل وتوليها إهتمامها في
الحاالت التالية:
-القرارات الطبية
-تطبيق التشريع المتعلق بالمناصب المخصصة للمعوقين.
-التبديل في المناصب بسبب إصابة صحة العامل.
-تحسين ظروف العمل .
فإذا حدث وأن الهيئة المستخدمة لم تأخذ برأي طبيب العمل ،فإن طبيب العمل يعلم كتابة مفتش
العمل المختص إقليميا ليطلعه على الحالة ويبين في إخطاره بدقة عناصر هذه الحالة.
إن مفتش العمل حالما تلقيه لهذا التقرير فإنه إما أن يستدعي طبيب العمل المفتش أو ينتقل إليه
بالمصلحة الصحية المختصة ليدرس معه الملف أو التقرير المقدم من طبيب العمل ،ومعنى ذلك أن
مفتش العمل بإعتباره موظفا إداريا فإنه يستعين بالرأي التقني الطبي لطبيب العمل المفتش بإعتباره
طبيبا مختصا في طب العمل ال سيما وأن الحاالت األربعة التي نصت عليها المادة 36من
المرسوم التنفيذي 120/93هي حاالت تقنية بحتة تحتاج إلى رأي خبير طبي في ميدان طب العمل.
ثانيا :طرق إبالغ مفتش العمل وطبيب العمل المفتش
: -1طرق إبالغ مفتش العمل
إن مفتش العمل ،يمكن أن يخطر بالمخالفات لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية
واألمن وطب العمل طبقا لثالث طرق نذكرها فيما يلي:
71
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-1-1اإلبالغ من طرف المؤسسة الصحية
إن طبيب العمل للهيئة المستخدمة ملزم بإعداد تقرير سنوي وفقا لنموذج محدد أعد وفقا لقرار
وزاري مشترك بين وزارة الصحة والسكان ووزارة العمل والتشغيل والضمان اإلجتماعي ويسلمه
للهيئة المستخدمة التي تعرضه بدورها على ممثلي العمال الذين يبدون مالحظاتهم وترسله مشفوعا
بهذه اآلراء إلى مصلحة طب العمل للقطاع الصحي المختص والقطاع الصحي بعد دراسته ،فإذا
الحظ أن هناك إهماال لجانب من جوانب الوقاية الصحية للعمال ،وأصبح ذلك يشكل خطرا على
صحة العمال ،فإن القطاع الصحي ،بعد إعالم طبيب العمل المفتش يبلغ مفتش العمل المختص
إقليميا ليتخذ ما يراه من إجراءات ذلك أن القطاع الصحي مسؤول عن الوقاية في الوسط العمالي
على إعتبار أن حماية العمال بواسطة طب العمل جزء ال يتجزأ من السياسة الصحية الوطنية.
-2-1إبالغ العامل أو مصلحة األمن والوقاية ولجنة المشاركة لمفتش العمل.
يمكن للعامل أو التنظيم النقابي األكثر تمثيال إذا تحقق من وجود سبب خطر وشيك فإنه يقوم فورا
بإشعار مسؤول األمن أو مسؤول الوحدة أو من يمثلهما قانونا بهدف إتخاذ اإلجراءات الضرورية
لدرأ هذا الخطر وأن يبلغ ممثل األمن مفتش العمل خالل 24ساعة وأن يسجل هذا اإلشعارفي
سجل خاص معد لهذا الغرض ،فإذا تقاعس هذان المسؤوالن في إتخاذ اإلجراءات الضرورية ولم
يبلغوا مفتش العمل المختص إقليميا فإنه يحق للعامل أو التنظيم النقابي األكثر تمثيال ،أو لجنة
الوقاية الصحية واألمن أو مندوب الوقاية الصحية واألمن أو طبيب العمل أن يبلغوا مفتشي العمل
باألخطار الوشيكة الوقوع ،وبناء على هذا اإلشعارينتقل مفتش العمل إلى الهيئة المستخدمة ويتحقق
من خالل زيارته من وجود خطر وشيك الوقوع يؤثر على صحة العمل أو المحيط العام لوسط
العمل حسب المادتان 53،53من القانون 70/88المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل.
تعتبرلجنة المشاركة صاحبة اإلختصاص العام فيما يتعلق بترقية سياسة الوقاية الصحية واألمن
وتحسين ظروف العمل من خالل حقها في الرقابة على تطبيق النصوص القانونية في هذا المجال
وإقتراح كل ما من شأنه تحسين وضع العامل وظروفه في المؤسسة بينما تعتبر اللجان المتساوية
األعضاء للوقاية الصحية واألمن صاحبة اإلختصاص التقني في هذا المجال ودورها أكثر
تخصصا في مجال الصحة واألمن.1
72
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-2-1المعاينة المباشرة للمخالفات من طرف مفتش العمل
إن مفتش العمل المختص إقليميا يتمتع بسلطة القيام بزيارات إلى أماكن العمل التابعة لمهامه
ومجال إختصاصه بغية مراقبة تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية وله وفقا لذلك أن يدخل في أي
وقت من ساعات العمل في أماكن العمل طبقا لما تنص عليه المادة الخامسة 5من القانون 75/37
المتعلق بمفتشية العمل كما نصت المادة 31من القانون رقم 70/ 88المتعلق بالوقاية الصحية
واألمن وطب العمل أن مفتش العمل عند معاينته لمخالفات تتعلق بتشريع الوقاية الصحية واألمن
وطب العمل أن يعذر مسؤول الهيئة المستخدمة ليدفع هذا األخير إلى اإلمتثال للقانون والتنظيم كما
له الحق أثناء زيارته للمؤسسة المستخدمة أن يطلب منها تقديم السجالت والوثائق الخاصة بالوقاية
الصحية واألمن وطب العمل لتسمح له بمراقبة مدى إمتثال مسؤول المؤسسة للشروط الصحية
واألمنية وطب العمل المفروضة عليه طبقا للمادة 32من القانون ، 70/88وهذا ما نصت عليه
كذلك المادة 32من المرسوم التنفيذي رقم ،037/35ولكن بالنظر إلى قلة عدد المفتشين ونقص
وسائلهم المادية وكثرة الهيئات المستخدمة قد يحول من قيام مفتشية العمل بمهامها مباشرة
واإلطالع بنفسها على المخالفات المرتكبة في وسط العمل ،وغالبا ما تتحرك مفتشية العمل بناء
على شكاوى من عمال أو مصالح أو طبيب العمل أو غيره ممن له إهتمام بتطبيق القانون المتعلق
بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل.
: -2طرق إبالغ طبيب العمل المفتش.
إن طبيب العمل المفتش يمارس عمله ويباشر رقابته إما بإطالعه المباشر على المخالفات أو
التقصيرأو اإلهمال مباشرة إستنادا إلى صالحياته وإمتيازاته في مجال طب العمل أو في إطار
إبالغه من وزارة الصحة والسكان بإعتبارها السلطة الوصية له أو من خالل التنسيق العام مع
مفتش العمل المختص إقليميا ،وهذا ما سنوضحه في النقاط التالية:
-1-2اإلطالع مباشرة على المخالفات:
طبقا للمادة 33من المرسوم التنفيذي رقم 533/73المؤرخ في 3773/00/33المتضمن القانون
األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين في الصحة العمومية
فإن طبيب العمل المفتش له الحق في مراقبة وضمان التفتيش المتضمن تنظيم طب العمل وسيره
وهذا ال يتأتى إال بالمراقبة المباشرة من خالل اإلمتيازات المقررة له قانونا ،حيث له حرية الدخول
في أي وقت من الليل أو النهار إلى الهيئات المستخدمة للتعرف عن قرب على مدى إحترام القانون
73
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
والتنظيم المتعلقين بنشاط طب العمل ووفقا لذلك فإن له الحق في إجراء أي تحقيق يراه مالئما أو
أخذ عينات قصد تحليلها للمعرفة الوافية بشروط محيط العمل ومدى إستجابته لإللتزامات المقررة
في مجال طب العمل ،كما أن له الحق في فحص السجالت الخاصة بالفحص وحوادث العمل
واألمراض المهنية إلتخاذ القرار المناسب وهذا تطبيقا للمادة 35من المرسوم التنفيذي .037/35
-2-2اإلطالع من طرف مصالح وزارة الصحة والسكان
إن القطاع الصحي ملزم بأن يرسل ملخص لمجموع أعمال ونشاطات طب العمل إلى وزارة
الصحة والسكان وفقا للمادة 38من المرسوم التنفيذي ، 037/35ومن خالل إطالع وزارة الصحة
والسكان وإصالح المستشفيات على هذا الملخص المتضمن نشاطات طب العمل على مستوى
الهيئات المستخدمة وإستغالله إستغالال حقيقيا فإن وزارة الصحة بواسطة مديرية الوقاية والوقاية
الخاصة تكلف طبيب العمل المفتش بإجراء تحقيقات أو تفتيش على مستوى نطاق الهيئة المستخدمة
المستهدفة وبذلك يباشر عمله المخول له قانونا وتنظيما.
-2-2اإلطالع من خالل التنسيق مع مفتش العمل
من خالل أحكام المادة 36من المرسوم التنفيذي رقم 037/35المتعلق بتنظيم نشاط طب العمل،
فإن طبيب العمل عندما ال تؤخذ آراؤه بعين اإلعتبار في الحاالت المحددة على سبيل الحصر في
هذه المادة يخطر مفتش العمل المختص إقليميا ،ومفتش العمل عند إتصاله بهذا اإلخطار يقوم
بدراسة هذا الملف التقني مع طبيب العمل المفتش الذي يقدم نظرته ورأيه فيه.
الفرع الثاني :رقابة السلطات الوصية على طب العمل
أوال :إبالغ الوالي أو رئيس البلدية
ويكون ذلك وفقا لشروط معينة نذكرها فيما يلي:
-ال بد أن يالحظ مفتش العمل أثناء زياراته القانونية بنفسه دون غيره خطرا حاال أو
وشيك الوقوع.
-أنه يالحظ أن هناك خطرا واضحا وجسيما.
-أن يكون هذا الخطر الجسيم يتعلق بصحة العامل أو أمنه.
-أن يكون هذا الخطر يوشك أن يقع بأدلة ثابتة .
-أن يتخذ الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي التدابير التي يراها مناسبة .
-أن يعلم الوالي أو رئيس المجلس الشعبي المستخدم قبل إتخاذ اإلجراءات .
74
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
ولكن نالحظ أن المادة 75/53من القانون رقم 70/88تلزم مفتش العمل أن يبلغ الوالي وحده دون
رئيس المجلس الشعبي البلدي إذا كان الخطر الوشيك الوقوع يتعلق بأمن العمال أو أمن الوحدة
المستخدمة كاإلخالل الجسيم بقواعد األمن أو أن الوحدة أو الهيئة مهددة بخطر جسيم مما يؤثر سلبا
على أمن الوالية كلية كوقوع إنفجار أو حريق أو تعرض العمال إلى خطر جسيم قد يودي بحياتهم
كالمحاجر والسدود واألنفاق أو أماكن التسمم أو الهيئات عديمة النظافة.
-1اإلجراءات المتخذة من الوالي أو رئيس البلدية
بعد إخطار مفتش العمل للوالي وفقا للمادة 75/53من القانون رقم 70/88أو الوالي ورئيس
المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة 11من القانون 75/37فإن على كال منهما ،وحسب
إختصاصهما ،أن يتخذ أي إجراء مفيد بالنسبة للوالي أو يتخذ الوالي أو رئيس المجلس الشعبي
البلدي جميع التدابيرالالزمة وتحليال لهاتين المادتين نستخلص ما يلي:
إن المشرع لم يحدد بدقة التدابير أو اإلجراءات التي يتخذها الوالي أو رئيس المجلس الشعبي
البلدي ،ألن عبارة" أي إجراء مفيد "أو عبارة "جميع التدابير الالزمة "عبارتين عامتين ومطلقتين
يفهم منهما كل إجراء أو تدبير يدرأ ويبعد الخطر عن العمال أو يحافظ على أمن الوحدة
المستخدمة ،ولذلك قد يكون هذا إلجراء األمر بغلق المؤسسة ،أو توقيف العمال وأبعادهم عن
محيط العمل لفترة معينة مع الحفاظ على حقوقهم السيما األجور أو أمر المستخدم بإتخاذ إجراءات
صيانة فورية ألجهزة الوحدة أو المواد المستعملة الخطرة أو إتخاذ إجراءات التهوية أو اإلضاءة أو
إبعاد اإلتساخ واألغبرة وغيرها من العوامل والعناصر المؤثرة على صحة العمال وأمنهم أو أمن
الوحدة المستخدمة.
الفرع الثالث :رقابة القضاء على نشاط طب العمل
ويشمل رقابة القضاء اإلجتماعي واإلجراءات التحفظية واإلجراءات المهنية التي يمكن له إتخاذها
ثم نبين دور القضاء الجزائي في مثل هذا المجال من نشاط طب العمل.
أوال -رقابة القضاء االجتماعي
إن القضاء اإلجتماعي قضاء مختص في النزاع العمالي وكل ما يتعلق بتطبيق القانون والتنظيم
المتعلقين بعالقات العمل ومنها مخالفات قواعد الوقاية الصحية واألمن وطب العمل .1
-1المادة 111إلى 111من القانون 11/18المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية .
75
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-1اإلجراءات التحفظية
يمكن للممثلين النقابيين أن يرفعوا دعوى إستعجالية أمام المحكمة بالقسم االجتماعي ملتمسين إتخاذ
إجراء تحفظي معين كغلق المصنع إلستعماله مواد خطرة أو آالت ضارة أو مواد كيماوية تلحق
أضرارا بصحة العمال وأمنهم أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي وفقا للصالحيات
المخولة لهما في إتخاذ أي إجراء مفيد ومن بين اإلجراءات المفيدة اإللتماس من القسم االجتماعي
إتخاذ إجراء تحفظي حفاظا على صحة العمال وأمنهم أو يقوم مفتش العمل المختص إقليميا ،بعد
إعذاره للمستخدم بإتخاذ اإلجراءات الالزمة أو إزالة الضرر أو إدخال تعديالت على اآلالت
واألجهزة الصناعية وإنتهت مدة اإلعذار ،ويأبى المستخدم اإلمتثال إلى هذا اإلعذار فإنه بالتشاور
والتنسيق مع الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي يحق له إستصدار أمر من القسم اإلجتماعي
بالمحكمة إلتخاذ إجراءات إحتياطية مؤقتة كغلق الهيئة المستخدمة أو توقيف إستعمال المواد
الخطرة أو إجراء تعديالت معينة وفي هذا الصدد فإن النصوص القانونية والتنظيمية ساكتة عن
هذا اإلجراء ألنه من الناحية العملية لم توجد سابقة قضائية إجتماعية تعين على هذا التصور أي
لجوء مفتش العمل أو الوالي أو رئيس البلدية أو العامل أو الممثل النقابي إلى رفع دعوى إلى القسم
اإلجتماعي وإنما غالبا ما يلجأ في ذلك إلى توقيف اإلضراب لعدم شرعيته أو تهديده للمسار المهني
للوحدة أما صحة العمال وأمنهم فلم نعثر لها على أي أثر.
-2اإلجراءات المدنية) جبر الضرر(
إذا شعر عامل أو عمال بضررأصاب صحته أو أمنه أو أن منصب العمل المحول إليه ال يتوافق
مع قدراته الجسمية والعصبية والنفسية فإنه يطرح األمرعلى المستخدم فإذا رفض بعد مدة معينة
وهي ثمانية أيام ،فإنه يتقدم بشكوى إلى مفتشية العمل المختصة إقليميا والتي تحيلها بدورها إلى
مكتب المصالحة فإذا لم تفلح المصالحة يسلم العامل المشتكي محضر عدم مصالحة ،وبإمكانه
اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالتعويض أو إلزام الهيئة بتهيئة منصب مالئم له أو التكفل بحالته إلى
غيرذلك من الحاالت واإلجراءات بما في ذلك طلب تعويض يتناسب مع الضرر الالحق به وهذا
األمر يفيد الرجوع إلى إجراءات المنازعة الفردية والتي ال تضمن كثيرا حصول العامل على حقه
كامال وفي أسرع األوقات ،وكان أولى بالمشرع أن يخول مفتش العمل القيام بهذا اإلجراء ،وذلك
من خالل تكثيف عدد مفتشي العمل وتوزيع اإلختصاص عليهم ومن ثم تضمن حماية حقيقية
لصحة العمال وأمنهم .
76
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
ثانيا :رقابة القضاء الجزائي.
إن مفتش العمل مخول قانونا بإثبات المخالفات التي يعاينها في الهيئات المستخدمة في إطار
ممارسة صالحياته وفي حدود إختصاصه اإلقليمي وعليه أن يتخذ ما يراه مناسبا من إجراءات وفقا
لطرق وكيفيات محددة ،ليتمكن القسم الجزائي لدى المحكمة من تطبيق عقوبات جزائية على
المخالف لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بطب العمل.
أ -كيفية مباشرة اإلجراءات.
إن مفتش العمل أثناء زياراته التفتيشية للهيئات المستخدمة في إطار إختصاصه اإلقليمي له الحق
في إثبات المخالفات المرتكبة في مجال طب العمل ،كما يمكنه إثبات المخالفات في المجاالت
األخرى المتعلقة بمهمته ويدونها ،1في دفتر مرقم وموقع من قبل مفتشية العمل الذي يلزم المستخدم
بفتحه وتقديمه كلما طلبه مفتش العمل.
فإذا الحظ تقصيرا أو خرقا لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب
العمل يوجه إعذارا للمستخدم باإلمتثال للتعليمات ،ويحدد له أجال إلزالة هذا التقصير أو الخرق
وإذا تعرض العمال ألخطار جسيمة سببتها مواقع العمل أو أساليبه العديمة النظافة أو الخطيرة فإن
مفتش العمل يحررفورامحضرالمخالفة ويعذر المستخدم بإتخاذ تدابيرالوقاية المالئمة لألخطار
المطلوبة من المستخدم إتقاؤها وفقا ما تنص عليه المادة 10من القانون 037/35كما أضافت
المادة03من نفس القانون أنه إذا إكتشف مفتش العمل خرقا سافرا لألحكام التشريعية والتنظيمية
يلزم المستخدم باإلمتثال لها في أجل ال يتجاوز ثمانية 08أيام.
إن المشرع حدد آجال التنفيذ لإلعذارات التي يأمر بها مفتش العمل على سبيل الحصر في المادة
39من المرسوم التنفيذي رقم 120/93تتراوح ما بين 03أشهر في الفقرة األولى من المادة 39
المشار إليها وشهر واحد في الفقرة الثانية ،وثمانية أيام في الفقرة الثالثة ويوم واحد في الفقرة
الرابعة واألخيرة ،ومن ثم يفهم أن مفتش العمل يتقيد بهذه اآلجال حسب أولوية كل حالة وجسامتها،
فإذا إنتهت هذه المهلة التي دونها مفتش العمل كتابيا في السجل أو الدفتر المنصوص عليه في
المادة 08من القانون 75/37ورغم التعليمات الموجهة إلى المستخدم والنصائح المسداة إليه فإن
مفتش العمل يحرر محضرا يصف فيه هذه المخالفة بدقة ويذكر جميع عناصرها مع إرفاقها بكل
77
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
اإلثباتات من أقوال شهود أو صورأو إستفسارات واإلعذارات الموجهة إلى المستخدم ومالحظات
طبيب العمل أو مسؤول مصلحة الوقاية واألمن ،أو شكاوي العمال إلى غيرذلك من اإلثباتات
المدعمة لمحضر المخالفة بإعتباره يمارس بعض سلطات الضبط القضائي .
ووفقا للمادة الرابعة 04من المرسوم التنفيذي رقم 300/00والتي تخول وتؤهل مفتش العمل
بتحرير محضر المخالفات ،ويرسل الملف كامال بمعرفة رئيس المكتب بإعتباره السلطة السلمية
لمفتش العمل الذي حرر محضر المخالفة إلى النيابة العامة ممثلة في وكيل الجمهورية لدى
المحكمة المختصة إقليميا ليتخذ ما يراه من إجراءات المتابعة الجزائية.
ب -العقوبات الجزائية.
أقر المشرع مجموعة من العقوبات للمخالفات المرتكبة للتشريع والتنظيم الخاصين بتنظيم طب
العمل تبعا لكل حالة ،وحسب خصوصيتها ويحكم بها القاضي الجزائي طبقا إلقتناعه الشخصي
ردعا لكل مستخدم يخالف هذه القواعد اآلمرة.
-1جريمة عدم تطبيق أحكام القانون المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل.
إذا لم يتخذ المستخدم إجراءات تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية لطب العمل ويخضع خضوعا
تاما ألحكامه يعد مرتكبا لجريمة عدم تطبيق أحكام القانون والتنظيم الخاص بطب العمل ،طبقا
للمادتين 53،73من القانون ، 70/88وشروط قيام هذه الجريمة تتمثل فيما يلي:
-0أن تكون المخالفة ثابتة ومؤكدة ومتوفرة عناصرها بأن يثبت مفتش العمل في محضر المخالفة
أن المستخدم قد إمتنع فعال عن تطبيق أحكام القانون 70/88والمرسوم التنفيذي .037/35
-3أن يكون المستخدم يسيرهيئة مستخدمة مهما كان طبيعة نشاطها ويمارس أعمالها طبقا للقانون
وقد يعاقب المستخدم المخالف بصفة شخصية بغرامة من 10.000دج إلى 20.000دج .1
-2جريمة إستعمال األجهزة أو آالت ال تستجيب إلى الضوابط الوطنية أو الدولية في
مجال الوقاية واألمن.
تقوم هذه الجريمة طبقا للمادة 08من القانون 70/88السابق الذكر ،بعد إثباتها من مفتش العمل
في محضر المخالفة مع توفر الشروط التالية:
-0إستعمال اآلالت مخالفة للمعاييرالوطنية أوالدولية المقررة ممايجعلها مخالفة لقواعد األمن.
-3إستعمال أجهزة ال تضمن حماية العمال من األخطار بسبب إستعمال مستحضرات ضارة.
-1المادة 467مكرر 1من قانون العقوبات الجزائري.
78
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
-5أن يكون المستخدم قد أعذر بمطابقة هذه األجهزة واآلالت للمعاييرالوطنية أو الدولية ولم يمتثل
رغم فوات أجل اإلعذار ،مما يعد مرتكبا للمخالفة وإذا تبين للقاضي الجزائي ثبوت هذه المخالفة
يحكم على المستخدم شخصيا بغرامة مالية من 10.000دج إلى 20.000دج.
-2جريمة عدم خضوع صنع أو إستيراد أو إستعمال العناصر أو المواد
أوالمستحضرات لمراقبة الهيئات الرقابية
إن الهيئة المستخدمة ملزمة عند صنع مواد أو إستيرادها أو تحضيرمواد ومستحضرات تعرضها
على الهيئات المختصة بالوقاية الصحية واألمن المعتمدة لمعرفة مدى خطورتها على صحة العمال
وأمنهم فإذا لم تقم بهذا اإلجراء عدت مرتكبة لهذه الجريمة وذلك وفقا للشروط التالية:
-0قيام الهيئة المستخدمة بصنع أو إستيراد أو التنازل أو تقديم مستحضرات أو عناصر ضارة.
-3أن تكون هذه المواد أو العناصر أو المستحضرات ضارة بصحة العمال.
-5أن تعمل أو تمتنع عن إخضاعها لمراقبة الهيئة الوطنية المختصة في مجال الوقاية الصحية
واألمن طبقا للمادة 10من القانون 70/88إذا ثبتت هذه المخالفة يعاقب المستخدم بغرامة مالية
مبلغها يتراوح بين 10.000دج إلى 20.000دج.
-1جريمة عدم التحقق من األعمال المكفولة إلى النساء والقصر والمعوقين
طبقا للمادة 11والمادة 38من القانون 70/88السابق الذكر فإن المستخدم إذا لم يتحقق من
األعمال المسندة إلى فئة النساء أو العمال القصر أو العمال المعوقين وكانت مخالفة لألحكام
القانونية والتنظيمية المتعلقة بهذه الفئات وكانت هذه األعمال تفوق مجهوداتهم وطاقاتهم ،فإن مفتش
العمل يحررعند معاينته لهذه المخالفة ،محضرا ويقدمه إلى وكيل الجمهورية لدى المحكمة
المختصة الذي يحيل بدوره الملف على القسم الجزائي ،وحتى تقوم هذه الجريمة يجب توافر
الشروط التالية:
-0أن تتعلق المخالفة بالفئات الثالثة وهم النساء والعمال القصر ،والعمال المعوقين الذين لهم حماية
خاصة في قانون العمل.
-3أن تكلف هذه الفئات بأعمال تفوق طاقاتهم.
-5أن تؤدي هذه األعمال إلى اإلضرار بصحتهم.
فإذا ثبتت هذه المخالفة تحكم المحكمة على المستخدم شخصيا بغرامة مالية تتراوح بين 5.000دج
إلى 1.500دج ،وفي حالة العود تكون العقوبة الحبس لمدة ثالثة أشهر على األكثر وبغرامة من
79
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
2.000دج إلى 4.000دج .ويفهم من ذلك أنه في حالة العود تكيف الجريمة على أنها جنحة بعد
أن كانت مخالفة.
-1جريمة عدم التكفل بطب العمل:
طبقا للمادة 13من القانون 70/88يعد طب العمل إلتزاما على عاتق الهيئة المستخدمة ويجب عليها
التكفل به ،وهذا اإللتزام يقتضي إنشاء مصلحة طب العمل وتزويدها بالمستلزمات المادية واألدوية
واألجهزة والمحال والموارد البشرية وتمويل نشاطه ،فإذا لم تف بهذا اإللتزام عدت مرتكبة
للمخالفة وتعاقب بغرامة مالية من 2.000دج إلى 4.000دج وعند العود يمكن أن يعاقب المستخدم
بعقوبة سالبة للحرية قد تصل إلى ثالثة أشهرحبس على األكثر وبغرامة مالية أو بإحدى هاتين
العقوبتين .
-6جريمة عدم إخضاع العمال للفحص الطبي الخاص
أوجبت المادة 17من القانون 70/88على الهيئة المستخدمة أن تخضع كل عامل وجوبا إلى
الفحوص الطبية الخاصة بالتوظيف والفحوص الدورية والخاصة والمتعلقة بإستئناف العمل ،فإذا
أخلت بهذا اإللتزام تعد مرتكبة لجريمة عدم فحص العمال وهذا يقتضي توفر الشروط التالية:
-0أن يتعلق الفحص الطبي بالعمال المنتسبين للهيئة المستخدمة.
-3أن يكون الفحص خاصا بالتوظيف أو الفحص الدوري أو خاصا أو الفحص المتعلق بإستئناف
العمل أو الفحص التلقائي.
-5أال تأخذ الهيئة المستخدمة برأي طبيب العمل.
-7جريمة عدم تأسيس أو إنشاء اللجان المتساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن
لقد وردت هذه األحكام واإللتزامات في مضمون المادة 23من القانون 70/88فإذا أهملت أو
تقاعست أو إمتنعت الهيئة المستخدمة عن العمل على إنشاء لجنة الوقاية واألمن أو مندوب الوقاية
وفقا للشروط المبنية فيها تعد مرتكبة لهذه الجريمة وتعاقب بعقوبة غرامة مالية من 500إلى
1.500دج ،وعند العود بعقوبة الحبس من ثالثة أشهر على األكثر.
-8جريمة عدم تأسيس لجان ما بين المؤسسات للوقاية الصحية واألمن
تقوم هذه الجريمة ،طبقا للمادة 24من القانون 70/88إذا كانت عدة مؤسسات تابعة لنفس الفرع
المهني أو لعدة فروع مهنية في نفس أماكن العمل ولمدة محددة وشغلت عماال تكون مدة عالقة
عملهم محددة ،فإنه في هذه الحال يجب عليها أن تؤسس لجانا ما بين المؤسسات للوقاية الصحية
80
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
واألمن لرعاية القواعد الصحية واألمن في هذه الوحدات المستخدمة ،فإذا أهملت ذلك تكون مرتكبة
لهذه الجريمة ،وتطبق عليها نفس العقوبة المذكورة في النقطة السابعة .
-1جريمة عدم إنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل
وهذا اإللتزام قد تضمنته أحكام المادة 26من القانون ، 70/88فإذا لم تقم الهيئة المستخدمة بإنشاء
هذه المصلحة تعد مرتكبة لهذه المخالفة ويعاقب المستخدم شخصيا بالعقوبات الواردة في الجرائم
السابق ذكرها.
-11جريمة عدم تمويل أنشطة طب العمل
إن الهيئة المستخدمة ملزمة ،طبقا للمادة 28من القانون 70/88بتمويل نشاط طب العمال وفقا
للمعايير المبينة سابقا فإذا إمتنعت الهيئة عن تمويل طب العمل عدت مرتكبة لهذه الجريمة ويعاقب
المستخدم المخالف بنفس العقوبة المذكورة في الجرائم السابقة.
-11جريمة عدم إطالع العمال الجدد أو العمال الذين غيرت مناصب عملهم على
األخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها.
وهذا ماورد في المادة53و 30من القانون 70/88ولذلك يتوجب على المستخدم أن يطلع العمال
الجدد على كل األخطار التي يمكن يتعرضوا لها ليأخذوا إحتياطاتهم ،وكذلك العمال الذين
يستدعون لتغيير مناصب عملهم وتقلدهم مناصب جديدة فإذا لم يقم المستخدم بهذا اإللتزام يعد
مرتكبا لجريمة عدم اإلطالع ،ويعاقب بغرامة 500دج إلى 1500دج وفي حالة العود تكون
الغرامة من 2.000دج إلى 4.000دج .
-12جريمة حادث عمل أو وفاة أو جروح
والجريمة تكون مثبتة بوقوع حادث عمل أو قد يتوفى عامل أو يتعرض لجروح ،ففي هذه الحال
يعاقب المستخدم طبقا ألحكام قانون العقوبات طبقا لجرائم الضرب والجرح وجرائم التسبب في
الوفاة1و جريمة العود في الجرائم المنصوص عليها في المواد 30،53،58، 17من القانون 70/88
فإن القضاء يمكن أن يحكم بما يلي-0 :الغلق الكامل أو الجزئي للمؤسسة المستخدمةلضمان الوقاية.
-3تحدد مدة الغلق بآجال إنجازاألشغال التي ينص عليها القانون ال سيما قانون .70/88
-5ترفع اليد إذا أثبتت الهيئة المستخدمة أنها أنجزت األشغال المطلوبة بأمر من المحكمة.
81
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
المطلب الثاني:مسؤولية طبيب العمل
إن مسؤولية طبيب العمل هي مسؤولية مدنية تقصيرية أساسا وإستثناء هي مسؤولية تعاقدية ،وأن
إلتزام طبيب العمل هو إلتزام ببذل عناية دون تحقيق نتيجة الشفاء للعمال المصابين بأمراض
وحوادث العمل.
وأن طبيب العمل مسؤول مسؤولية مهنية أمام الهيئة المستخدمة بإعتباره تابعا لها ،وأن الدعوى
المدنية ترفع على الهيئة المستخدمة بإعتبارها متبوعة ،وأن المستخدم مسؤول عن كل األخطاء
المتعلقة بتنظيم نشاط طب العمل إال إذا اثبت أنه قام بواجبه كما تحدده القوانين واألنظمة.
إن طبيب العمل ملزم بإلتزام قانوني ناتج عن ضرورة إجتماعية تتمثل في المراقبة الطبية للعمال
لإللتحاق بالهيئة المستخدمة وفي مراقبة وضعياتهم في أماكن العمل وفي الحماية الصحية لهم وهذا
بإعتبار طبيب العمل يخضع للقواعد المهنية الطبية وفي نفس الوقت فإنه يعتبرتابع للهيئة
المستخدمة التي إلتزمت بتشغيله ،إال أن المستخدم يبقى في منأى عن المساءلة عن األخطاء التي
يرتكبها طبيب العمل أثناء ممارسة مهنته ألن المستخدم ليس له أية رقابة مباشرة على النشاط
الطبي الممارس لهذا الطبيب ألن هذا األخير معتمد من وزاررة الصحة والسكان ووزارة العمل
والتشغيل والضمان اإلجتماعي .
كما أن طبيب العمل يصدر آراء إلزامية تقتضي متابعتها من المستخدم خاصة ماتعلق بالتشغيل
والتعيين في المناصب والتحويل من منصب إلى آخرألسباب صحية وإن تقاعس المستخدم في تنفيذ
هذه األراء يرتب مسؤوليته المدنية وبالمقابل فإن لطبيب العمل إلتزامات عقدية إتجاه المستخدم
ولجان الوقاية الصحية واألمن ويحملوه المسؤولية المهنية أو اإلدارية مهما كانت الظروف التي
يمارس فيها مهنته.
إن إخطار طبيب العمل الجهات المعنية بالرقابة والتفتيش عن كل تهاون أو خطر في الهيئة
المستخدمة يجعله عرضة لضغوطات المستخدم التي قد تصل إلى حد اإلنهاء التعسفي بإعتباره
عامال تابعا لسلطة المستخدم ومن هنا يجب إعادة النظر في هذه العالقة إذ كيف يتمكن طبيب العمل
من أداء واجباته بإستقاللية تامة وهو ال يتوفر على حماية كافية تحميه من تعسف صاحب العمل
لذلك يحبذ ترك تلك العالقة مستقلة عن تبعية الهيئة المستخدمة.
ونحن نرى أن أفضل حماية قانونية لهؤالء األطباء ،أن تكون المؤسسات المستخدمة ،ومن ثم
تكون إجراءات تأديبهم أمام السلطة التي قامت بتعيينهم ،أما التبعية اإلقتصادية تكون للهيئة
المستخدمة ،بإعتبارها المنتفعة من خدمات الطبيب .
-1األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة
عنها دار الخلدونية الصفحة.221
82
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
الفرع األول :المسؤولية المدنية
إن المسؤولية المدنية قد تكون مسؤولية تقصيرية وقد تكون مسؤولية عقدية إذ أن هذه األخيرة تقوم
على اإلخالل بإلتزام عقدي يختلف بإختالف ما إشتمل عليه العقد من إلتزامات أما المسؤولية
التقصيرية تقوم على اإلخالل بإلتزام قانوني واحدال يتغير وهو اإللتزام بعدم اإلضراربالغيروتكون
مسؤولية طبيب العمل المنية تجاه المستخدم ففي حالة إرتكاب طبيب العمل خطأ ولو بسيط يمكن
أن يرفع العامل عليه دعوى مباشرة للمطالبة بالتعويض أو ترفع على المستخدم بإعتباره متبوعا
ولكن يحق لهذا األخير أن يرفع دعوى رجوع على طبيب العمل ليطالبه بتعويض ما دفعه
المستخدم للعامل نتيجة خطئه.
كما تقوم مسؤولية طبيب العمل المدنية تجاه العامل في مجال مراقبة الوسط العمالي وفي مراقبة
ومتابعة صحة العمال كعدم إحترام الفحوص التكميلية كما أن لطبيب العمل مراقبة حوادث العمل
واألمراض المهنية والتصريح بها إلى لصندوق التأمينات اإلجتماعية وإال قامت مسؤوليته المدنية.
كما أن القضاء الفرنسي قد إستقرإجتهاده على أن المسؤلية الطبية هي في األصل مسؤولية عقدية
واإلستثناء أن تكون تقصيرية إال أن القضاء الجزائري يذهب إلى أ ،مسؤولية الطبيب مسؤولية
تقصيرية إال أنها يمكن أن تون عقدية في بعض األحوال ورغم ال؟غختالف بين القضائين إال أن
النتيجة واحدة فكال القضاءين متفق على أن جوهر إلتزام طبيب العمل هو بذل عناية.
فإذا سلم طبيب العمل للعامل شهادة طبية غير مطابقة للواقع سواء أكان تحري هذه الشهادة عن
قصد أو تهاون لإلحتجاج بها في مواجهة إدارته أو الهيئة المستخدمة أو صندوق التأمينات
اإلجتماعية وتثور مسؤولية الطبيب التقصيرية عند إمتناعه عن عالج مريض فمسلك الطبي في
هذه الحال يخالف المسلك المألوف للطبيب اليقظ إذا وجد نفسه في نفس الظروف وهذا ما أكدته
المادة 353من القانون 73/83المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل والمتمم والمادة 00من
المرسوم التنفيذي رقم 300/33المتعلقة بمدونة اخالقيات الطب والتي نصت صراحةعلى عدم
تعريض الطبيب او جراح األسنان المريض الى خطر المبررله خالل إجراء أو تقديم عالجاته كما
أن هنا المسلك أكدته المحكمة العليا في تقريرها للمسؤولية التقصيرية للطابيب وعليه فإن طبيب
العمل تكون مسؤوليته عقدية بالنسبة لرئيس الهيئة المستخدمه وتقصيرية بالنسبة للعامل .
الفرع الثاني:المسؤولية الجزائية:
وهذا ما جاء النص عليه في المادة 303و388و 383من قانون العقوبات الجزائري فإذا لم يراع
الطبيب او الجراح هذه الضوابط المنصوص عليها في المادة 388من قانون العقوبات فإن
مسؤوليته الجزائية تقوم في جانبه ألن بفعله هذا قد إرتكب جريمة منصوص عليها في قانون
العقوبات مع إحترام مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ،وهذا ألن المريض من تصرف الطبيب غالبا
مايسلك طريق الدعوى العمومية ويطلب التعويض عما لحقه من ضرر بإستعمال الدعوى المدنية
التبعية ألن الطبيب مطالب بحفظ وعدم إفشاء السرالمهني فإذا فرط في هذا اإللتزام فإنه يعد
مرتكب لجريمة إفشاء السرالمهني المنصوص عليها المادة 570من قانون العقوبات أوعدم تقديم
83
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه
مساعدة لشخص في حالة خطررغم إمكانية تقديم ما يجب لهذا الشخص باعتباره طبيبا طبقا للمادة
3/083من قانون العقوبات أو إصدار أو تسليم شهادات مزورة طبقا للمادة 303من قانون
العقوبات .
الفرع الثالث :المسؤولية اإلدارية أو المهنية :
فإذا إرتكب طبيب العمل خطأ مهنيا يخضع للمساءلة اإلدارية ويعرضه لعقوبة تأديبية والمشرع
الجزائري في األمر 75/70قد حمى الطبيب الموظف من كل متابعة مدنية من الغير بسبب خطأ
في الخدمة مالم ينسب إلى هذا الطبيب خطأ شخصي منفصل عن المهام الموكولة إليه كرفضه
إسعاف مريض بدون عذر مقبول أو عدم مراعاته لقواعد العمل الطبي ،أما إذا كان الطبيب يشتغل
في مؤسسة إقتصادية أو تجارية أو عيادة خاصة فإنه يخضع ألحكام القانون 00/37فإذا إرتكب
خطأ مهني جسيم تطبق عليه عقوبة التسريح مع إتباع إجراءاتها القانونية.
الفرع الرابع :المسؤولية أمام مجالس أخالقيات الطب:
إن كل طبيب عمل يخالف قواعد أخالقيات الطب يمتثل وجوبا أمام الجهات التأديبية التابعة
لمجالس أخالقيات الطب كما يمكن الجمع بين العقوبة التأديبية والدعوى القضائية المدنية أو
الجزائية أو الدعوى اإلدارية التي تحركها اإلدارة التي ينتمي إليها هذا الطبيب طبقا للمادة 330من
المرسوم التنفيذي رقم 300/33المتضمن مدونة أخالقيات الطب ،حيث يلتزم طبيب العمل بعدم
ممارسة مهنة الطب ممارسة غير شرعية كما أن هناك واجبات تتعلق بالزمالة يجب مراعاتها فإذا
أخل الطبيب بها يحال على الفرع النظامي الجهوي المختص وبعد مراعاة كل الضمانات فإن
المجلس الجهوي يمكن أن يتخذ العقوبات التأديبية التالية :اإلنذار ،التوبيخ أو يقترح للسلطات
اإلدارية منع ممارسة المهنة أو غلق المؤسسة.
إن األضرار الجسمانية التي قد تصيب العامل من خطأ طبيب العمل تندرج ضمن ما تكفله هيئة
الضمان اإلجتماعي من تغطية إجتماعية حيث يكون ذلك في إطار عالقة العمل.
إن األضرار الجسمانية التي قد تصيب العامل من خطأ طبيب العمل تندرج ضمن ما تكفله هيئة
الضمان اإلجتماعي من تغطية إجتماعية حيث يكون ذلك في إطار عالقة العمل.1
كما تؤكد المادة 05على مسؤولية الطبيب الشخصية على أعماله المهنية وتفرضالمادة 03ظروفا
مالئمة لمما رسة الطبيب ألعماله السيما المتعلقة منها بأماكن العالج.2
84
الخاتمة
يتبين لنا من الدراسة السابقة المتعلقة باإلطار التنظيمي لطب العمل في التشريع الجزائري بأن طب
العمل يعتبر حقا مكرسا دستورا وقانونا وتنظيما لكافة العمال والموظفين في مختلف قطاعات
النشاط وبالمقابل يعد إلتزاما ألقاه المشرع على عاتق الهيئات المستخدمة مهما كانت طبيعتها
وحجمها وطريقة تسييرها ،ومن ثم تعد مصلحة طب العمل مؤسسة قانونية تطورت تدريجيا إلى
غاية إدماجها في السياسة الوطنية للصحة العمومية.
إن المشرع الجزائري قد إستكمل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن
وطب العمل ويأتي على رأس هذه النصوص القانون 70/88والمرسوم التنفيذي رقم. 027/39
والتي إعتبرت طب العمل إلتزاما بالنسبة للهيئات المستخدمة وحددت القواعد العامة في مجال
الوقاية الصحية واألمن وطب العمل ،ومن ثم فإن الجزائرفي هذه الحالة تتوفر على قاعدة تنظيمية
وحدت مقاييس نشاطات طب العمل وذلك لضمان إستفادة العمال من نشاط طب العمل ،وتتوفر
الجزائر أيضا على وسائل الوقاية من األخطار المهنية وعلى مفتشية العمل السهر على تطبيق
التشريع والتنظيم في مجال شروط العمل ،وكذامراكز طب العمل والمراكز الطبية اإلجتماعية
للمؤسسات والتي مهمتها األساسية هي ضمان نشاط طب العمل.
غير أن المالحظ ميدانيا بالرغم من الوسائل القانونية والتنظيمية والموارد البشرية المتخصصة
والهياكل التي تأخذ على عاتقها مصالح طب العمل فإن األمر يبقى محدودا إذ ال يمكن لهذه
المصالح أن تعمل بصفة عملية حقيقية وتضمن التكفل اإليجابي لصحة العمال بدون إهتمام الهيئات
المستخدمة وإلتزامها ووعيها بأهمية طب العمل ،وكذلك إنخراط العمال في هذا المسعى.
نستنتج من خالل هذا البحث أن عدد األطباء المتخصصين في طب العمل قليل جدا إذ مثال ال
تتوفر والية الشلف إال على مركز طب عمل واحد تابع لعمال مديرية توزيع الكهرباء والغازفقط
دون غيرها من العمال اآلخرين في المؤسسات األخرى ،وباقي األطباء المؤطرين لنشاط طب
العمل هم أطباء عامون مكلفون ويتركز أغلب أطباء اإلختصاص في المراكز الجامعية مما يقلل
من مردودية طب العمل ،ومن المؤكد ،أنه من خالل الزيارات الميدانية ،وإستقراء اإلحصائيات
والحوصالت السنوية المرسلة إلى وزارة الصحة و السكان وإصالح المستشفيات يتبين أن أطباء
العمل يركزون فقط على الفحوص اإلجبارية كفحص التوظيف والفحص الدوري والفحص للغياب
المتواصل وفحص إستئناف العمل ،وعليه بالرغم من تطور وتنمية طب العمل ومهما كانت نتائجه
يبقى غير كافي بالنظر إلى األهداف التي خططت لها السلطات العمومية رغم الجهود المبذولة من
طرف مصالح طب العمل ونشاط رقابة مفتشية العمل.
85
الخاتمة
ونستنتج من خالل هذه الدراسة أن إعتبار طبيب العمل مستشارا للمستخدم يجب إستشارته في
المسائل التي تهم محيط العمل وتحسين شروط العمل هو مجرد حكم نظري ومثالي لم يجد بعد
تطبيقه في الميدان العملي ،ومن ثم يجب إعادة النظر في هذه المهمة وتفعيلها بالصيغة الفعالة،
والحظنا أن الفئات الخاصة كالمعوقين والقصر والنساء الحوامل اإلهتمام بها ضئيل ال يرقى الى
المستوى المرغوب فيه.
إستنادا الى النتائج المتوصل إليها التي كشفت عن نقائص عدة يمكن أن تحد من نشاط طب العمل
وتقلل من فعاليته يمكن لنا أن نقدم التوصيات والمالحظات التالية:
-0ضرورة إلزام المؤسسات الكبرى والهامة بإنشاء مصالح طب العمل أو مصلحة مشتركة بين
المؤسسات ذات النشاط المشترك بدل إبرا إتاقية مع القطاع الصحي ،علما أنه في والية من
واليات الوطن مثال يتكفل 9أطباء عمل تابعين للقطاع الصحي بحوالي 977مؤسسة عمومية
وخاصة ،فهل يستطيع هؤالء األطباء القيام بدورهم الوقائي داخل هذه المؤسسات .
-2ضرورة توفير طب العمل في قطاع الوظيفة العمومية مثل قطاع التربية الوطنية والصحة
وعمال البلدية ...علما أن مثل هؤالء العمال ال يخضعون حتى للفحوص الطبية الدورية السنوية
فهل معنى ذلك أن مثل هؤالء غير معرضين لألمراض المهنية.
-9ضرورة توفير الحماية القانونية ألطباء العمل على مستوى مصالح طب العمل ،أي لألطباء
األجراء من تعسف أرباب العمل ،علما أن القانون رقم 70/88منح لطبيب العمل حق إخطار
مفتش العمل بعد عذار صاحب العمل ،في حالة مخالفته األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة
بالوقاية الصحية واألمن داخل أماكن العمل ،غير أن أطباء العمل اليقوموا بمثل هذا اإلجراء كون
أنهم ال يتمتعون بحماية قانونية.
-4لوحظ نقص في في عدد األطباء المكلفين بالرقابة والتفتيش الموجودين على مستوى مديريات
الصحة بواليات الوطن ،والمعينين بقرار من وزيرالصحة لدا يجب توفير طبيب واحد على األقل
على مستوى كل والية ،كما أن أرباب العمل يجهلون وجود مثل هؤالء األطباء من الناحية
الميدانية والعملية.
-5مراجعة قائمة األمراض المهنية بشكل دوري كلما إقتضى األمر ذلك علما أن هذه القائمة لم
تراجع منذ صدور القرار الوزاري المؤرخ في 75ماي 0331المحدد لقائمة األمراض المهنية
التي يحتمل أن يكون مصدرها مهنيا وملحقيه 0و.2
86
الخاتمة
-1ضرورة تدخل المشرع الجزائري بوضع عقوبات جزائية صارمة عند مخالفة األحكام المتعلقة
بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ،كون العقوبات المنصوص عليها في القانون 70/88من
المواد 95إلى 49رمزية غير ردعية فرغم خطورة المخالفات الملرتكبة والتي قد تؤدي إلى
خسائر بشرية ومادية كبيرة إال أن العقوبات تتراوح بين 0777دج و4777دج أما في حالة العود
يعاقب المخالف بالحبس من شهرين إلى 1أشهر.
-0ضرورة تكوين مفتشي العمل خاصة وأن القوانين اإلجتماعية (قانون العمل والضمان
اإلجتماعي) سريعة التطور للتكيف مع الواقع اإلقتصادي واإلجتماعي من جهة ،كما أنه عرفت هذه
القوانين تغييرات وتعديالت بعد أن إنتقلت الجزائر من اإلقتصاد الموجه إلى إقتصاد السوق.1
بالنظر إلى أن طب العمل يتطور من سنة إلى أخرى مع تزايد وعي العمال ،فإن أملي أني عملت
ما في جهدي لدراسة مجموعة من الجوانب لطب العمل فإن كنت قد ألممت على األقل باإلطار
العام للدراسة فإن هذا توفيق من هللا وفضل يستوجب الشكروالتقدير ،وإن لوحظ في هذه الدراسة
تقصير أو سطحية تحليل أو غياب عمق التحليل واإلهتمام بجانب دون آخر ،فذلك عجز مني
وضعف تحصيل مصداقا لقوله تعالى " :وما أتيتم من العلم إال قليال "وما التوفيق إال من عند هللا
فهو نعم المولى ونعم النصير.
-1األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة
عنها دار الخلدونية الصفحة.071-072
87
قائمة المراجع
-Iالمراجع باللغة العربية
أ -الكتب:
-1د.أحسن بوسقيعة -الوجيز في القانون الجزائي الخاص -طبعة 04ج - 02دار هومة للنشر
والتوزيع -الجزائر. 2006
-2د.بشير هدفي -الوجيز في شرح قانون العمل"-عالقات العمل الفردية والجماعية" الطبعة
الثانية -دار الريحانة للكتاب -الجزائر.2004
-3د.بن عزوز بن صابر –الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب األول مدخل إلى قانون
العمل الجزائري دار الخلدونية ،الجزائر.
-4د.بن عزوز بن صابر –الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة
العمل الفردية واآلثار المترتبة عنها دار الخلدونية ،الجزائر.
-5د.بن عزوز بن صابر –اإلتفاقيات الجماعية للعمل في التشريع الجزائري والمقارن -دار
الخلدونية ،الجزائر.
-6األستاذ رشيد واضح عالقات العمل في ظل اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر دارهومة
الجزائر.2005
-7األستاذ خليفي عبد الرحمن محاضرات في قانون العمل دار العلوم للنشر والتوزيع الجزائر.
-8د.سليمان أحمية -التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري ،ج ، 01ديوان
المطبوعات الجامعية ،طبعة ، 1998الجزائر.
-9د.سليمان أحمية -قانون عالقات العمل الجماعية في التشريع الجزائري والمقارن "القانون
اإلتفاقي " ،ديوان المطبوعات الجامعية،الطبعة الثانية ،الجزائر.
-10د.سليمان أحمية -الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ، ،ديوان
المطبوعات الجامعية ،الجزائر.
-11عبد الرحمان بن دمحم بن خلدون ،المقدمة ،مطبعة عبد الرحمان لنشر القرآن والكتب اإلسالمية
القاهرة ،مصر. 1970
-12د.عجة الجياللي الوجيز في قانون العمل والحماية اإلجتماعية (النظرية العامة للقانون
اإلجتماعي في الجزائر) ،دار الخلدونية الجزائر.2005
-13د.دمحم الصغير بعلي تشريع العمل في الجزائرالمدخل العام النصوص القانونية دار العلوم للنشر
والتوزيع الجزائر.
ب -المذكرات:
-1األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي –طب العمل ومسؤولية الطبيب-مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة
الماستر تخصص قانون طبي السنة الجامعية 2015/ 2014جامعة مستغانم.
-2األستاذة جالب خولة الخدمة الصحية وضغوط العمل في المؤسسة اإلستشفائية دراسة ميدانية
بالمؤسسة اإلستشفائية عاليا صالح تبسة –مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر"ل م د"السنة الجامعية
2016/2015جامعة العربي التبسي تبسة.
-3األستاذة سلمى لحمرتحليل أثر تهيئة ظروف العمل على أداء هيئة التمريض بالمؤسسة
اإلستشفائية العمومية دمحم الصديق بن يحيى جيجل-مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة
الماجستير في تسييرالموارد البشرية السنة الجامعية 2013/2012جامعة قسنطينة.
-4األستاذة عبد الرحمن نصيرة وعبد الرحمن فاطمة الزهراء –أجهزة الرقابة من حوادث العمل
واألمراض المهنية في التشريع الجزائري مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر
تخصص ضمان إجتماعي السنة الجامعية 2015/2014جامعة الجياللي بونعامة خميس مليانة .
-5د.فيساح جلول -إلتزامات الهيئات المستخدمة في مجال طب العمل في القانون الجزائري -
أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق قسم القانون العام السنة الجامعية 2016 /2015جامعة
الجزائر.
-6األستاذة قالية فيروز الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون فرع قانون المسؤولية المهنية تاريخ المناقشة 02ماي 2012جامعة مولود معمري
تيزي وزو.
القوانين والتنظيم:
أ-القوانين:
-1الدستور الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 438/96المؤرخ في 1996/12/07
والمعدل بالقانون رقم 03/02المؤرخ في 2002/04/10والقانون رقم 19/08المؤرخ
في .2008/11/15
-2القانون رقم 12/78المؤرخ في 1978/08/05المتعلق بالقانون العام للعامل .
-3القانون رقم 11/83المؤرخ في 1983/07/02المتعلق بالتأمينات االجتماعية المعدل
والمتمم .
-4القانون رقم 12/83المؤرخ في 1983/07/02المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية
المعدل والمتمم .
-5القانون رقم 05/85المؤرخ في 1985/02/16المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل
والمتمم.
-6القانون رقم 07/88المؤرخ في 1988/01/26المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب
العمل.
-7القانون رقم 02/90المؤرخ في 1990/02/06المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في
العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب المعدل والمتمم.
-8القانون رقم 03/90المؤرخ في 1990/02/06المتعلق بمفتشية العمل المعدل والمتمم.
-9القانون رقم 11/90المؤرخ في 1990/04/21المتعلق بعالقات العمل المعدل والمتمم.
-10القانون رقم 14/90المؤرخ في 1990/06/02المتعلق بممارسة الحق النقابي المعدل
والمتمم.
-11القانون رقم 10/11المؤرخ في 2011/06/22المتعلق بالبلدية.
-12القانون رقم 07/12المؤرخ في 2012/02/21المتعلق بالوالية.
-13القانون رقم 09/08المؤرخ في 2008/02/25المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
-14القانون رقم 07/06المؤرخ في 2006/09/20المتعلق بمكافحة الفساد والوقاية منه.
88
-15األمر رقم 157/62المؤرخ في1962 /12/31المتضمن اإلبقاء على النصوص القانونية
والتنظيمية سارية المفعول مالم تتعارض مع السيادة الوطنية.
-16األمر رقم 133/66المؤرخ في 1966 /06/02المتعلق بالقانون األساسي العام للوظيفة
العمومية.
-17األمر رقم 155/66المؤرخ في 1966/06/08المتعلق بقانون اإلجراءات الجزائية المعدل
والمتمم.
-18األمر رقم 156/66المؤرخ في 1966/06/08المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم.
-19األمر رقم 71/74المؤرخ في 1974/11/16المتعلق بالتسيير اإلشتراكي للمؤسسات.
-20األمر رقم 31/75المؤرخ في 1975 /04/29المتعلق بالشروط العامة للعمل في القطاع
الخاص.
-21األمر رقم 58/75المؤرخ في 1975/09/26المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم.
-22األمر رقم 03/06المؤرخ في 2006/07/15المتعلق بالقانون األساسي العام للوظيفة
العمومية.
-2التنظيم:
-1المرسوم رقم 27/84المؤرخ في 1984/02/11المحدد لكيفيات تطبيق العنوان الثاني من
قانون 11 /83المؤرخ في 1983/07/02المتعلق بالتأمينات اإلجتماعية والمتمم بالمرسوم رقم
209/88المؤرخ في .1988/10/18
-2المرسوم رقم 28/84المؤرخ في 1984/02/11المحدد لكيفيات تطبيق العناوين الثالث والرابع
والثامن من القانون رقم 13/83المؤرخ في 1983/07/02المتعلق بحوادث العمل واألمراض
المهنية.
-3المرسوم رقم 132/86المؤرخ في 1986 /05/27المتضمن لقواعد الحماية للعمال وتحديد
قواعد حيازة األجهزة المرسلة لألشعة األيونزية.
-4المرسوم التنفيذي رقم 05/91المؤرخ في 1991/01/19المتعلق بالقواعدالعامة للحماية التي
تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل.
-5المرسوم التنفيذي رقم 339/91المؤرخ في 1991/09/28المتعلق برافع التعو يضات اليومية
للتأمين على المرض و الوالدة و حوادث العمل واألمراض المهنية.
-6المرسوم التنفيذي رقم 276/92المؤرخ في 1992/07/06المتعلق بمدونة أخالقية الطب.
-7المرسوم التنفيذي رقم 120 /93المؤرخ في 1993/05/15المتعلق بتنظيم طب العمل.
-8المرسوم التنفيذي رقم 122/96المؤرخ في 1996/04/06المتضمن تشكيل المجلس
ألخالقيات علوم الصحة وتنظيمه وعمله.
-9المرسوم التنفيذي رقم 209/96المؤرخ في 1996/06/05المحدد لتشكيل المجلس الوطني
للوقاية الصحية واألمن وطب العمل و تنظيمه وعمله.
-10المرسوم التنفيذي رقم 424/97المؤرخ في 1997/11/11المحدد للشروط التطبيقية للباب
الخامس من القانون رقم 13/83المتعلق بقانون العمل و األمراض المهنية.
-11المرسوم التنفيذي رقم 466/97المؤرخ في 1997/12/02المحدد لقواعد إنشاء القطاعات
الصحية وتنظيمها و سيرها.
-12المرسوم التنفيذي رقم 05/05المؤرخ 2005/07/06المتضمن المفتشية العامة للعمل.
-13المرسوم التنفيذي رقم 08/05المؤرخ في 2005/07/08المتعلق بالمواصفات المطبقة على
المواد و المستحضرات في وسط العمل.
-14المرسوم التنفيذي رقم 09/05المؤرخ في 2005/07/08المتعلق باللجان المتساوية
األعضاء ومندوبي الصحة واألمن.
89
-15المرسوم التنفيذي رقم 10/05المؤرخ في 2005 /07/08المحدد لصالحيات لجنة مابين
المؤسسات للوقاية الصحية واألمن وتشكيلها.
-16المرسوم التنفيذي رقم 140/07المؤرخ في 2007/05/19المتضمن إنشاءالمؤسسات
العمومية
اإلستشفائية و المؤسسات العمومية للصحة الجوارية.
-17المرسوم التنفيذي رقم 321/07المؤرخ في 2007/10/22المتضمن تنظيم المؤسسة
اإلستشفائية الخاصة.
-18المرسوم التنفيذي رقم 116/09المؤرخ في 2009 /04/07المحدد لإلتفاقيات النموذجية
المبرمة بين هيئات الضمان اإلجتماعي و األطباء.
-19المرسوم التنفيذي رقم 393/ 09المؤرخ في 2009/04/24المتضمن القانون األساسي
الخاص بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين العامين في الصحة العمومية.
-20المرسوم التنفيذي رقم 394/ 09المؤرخ في 2009/11/24المتضمن القانون األساسي
الخاص بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين في الصحة العمومية.
-21المرسوم التنفيذي رقم 121/11المؤرخ في 2011/03/20المتضمن القانون األساسي
الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك الشبه الطبية للصحة العمومية.
-22المرسوم التنفيذي رقم 307/11المؤرخ في 2011/07/30المتضمن القانون األساسي
الخاص بالموظفين المنتمين لسلك مفتشي العمل.
-23قرار وزاري مشترك مؤرخ في 1995/04/ 02المحدد لإلتفاقيات النموذجية المتعلقة بطب
العمل المبرمة بين الهيئات المستخدمة والقطاع الصحي أو الهيئة المتخصصة أو الطبيب المؤهل
مع الملحق.
-24قرار وزاري مؤرخ في 2000/04/28المتعلق بالتلقيح ضد اإللتهاب الكبدي ،صنف ب.
-25قرار وزاري مؤرخ في 2000/10/16المحدد للمقاييس في ميدان الوسائل البشرية والمحال
والتجهيزات في مصالح طب العمل مع الملحق.
-26قرار وزاري مؤرخ في 2001/10/16يحدد كيفيات تطبيق أحكام المادة 30من المرسوم
التنفيذي رقم 120/93المؤرخ في 1993/05/15والمتعلق بتنظيم طب العمل.
-27قرار وزاري مشترك مؤرخ في 2001/10/16يحدد محتوى الوثائق المحررة إجباريا من
قبل طبيب العمل وكيفية إعدادها ومسكها.
-28قرار وزاري مشترك مؤرخ في 2001/10/16يحدد التقرير النموذجي لطبيب العمل.
- 29قرار وزاري مشترك مؤرخ في2001/10/16المحدد لمضمون وكيفيات إنشاء ومسك
الوثائق اإللزامية لطب العمل.
-30قرار وزاري مشترك مؤرخ في 2003/09/06المتعلق بحماية العمال من األخطار الناتجة
عن غبار األمنيوت.
-31قرار وزاري مشترك مؤرخ في 2005/08/16المحدد لعددالمفتشيات الجهوية للعمل
وتنظميها وإختصاصها اإلقليمي.
-32قرار وزاري مشترك مؤرخ في 2005/08/ 16المحدد لتنظيم مفتشية العمل للوالية .
-33قرار وزاري مشترك مؤرخ في 2005/08/16محدد لعدد مكاتب مفتشية العمل وتنظيمها
وإختصاصها اإلقليمي.
-34المنشورالوزاري المشترك رقم 175المؤرخ في 1989/12/27المتعلق بتنسيق النشاطات
الصحية في الوسط المدرسي.
-35المنشور الوزاري المشترك رقم 01المؤرخ في 1994/04/06المتضمن إعادة تنظيم
الصحة المدرسية.
90
-36التعليمة الوزارية المشتركة رقم 02المؤرخة في 1995/02/27المتعلقة بكيفيات إنشاء
و تسيير وحدات اإلستكشاف المدرسي و المتابعة المنشأة على مستوى المؤسسات المدرسية .
-37التعلمية الوزارية المشتركة رقم 144المؤرخة في 1997/03/24المتضمنة توحيد المقاييس
للمحالت وتجهيزات وحدات اإلستكشاف المدرسي ومتابعتها للصحة المدرسية.
-38التعليمة الوزارية المشتركة رقم 02المؤرخة في 2000/05/28المتعلقة بالمهام اإللزامية
ألطباء الصحة المدرسية.
-39التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 2002/10/27المتعلقة بتدعيم برامج الصحة
المدرسية.
-40التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في 2004/12/25المتعلقة بتدعيم نشاطات برامج
الصحة المدرسية الخاصة بصحة الفم و األسنان.
1- www.sistm50.com.
منتديات الموظف الجزائري 2-https://hrdiscussion.com/hr28180.html-
91
الصفحة فهرس المحتويات
المقدمة.2-1.................................... ...................................................................
الفصل األول :ماهية طب العمل3..............................................................................
المبحث األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر.5-4............................................
المطلب األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرقبل اإلستقالل.6..............................
الفرع األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي العهد العثماني.7...........................
الفرع الثاني :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرأثناء اإلحتالل الفرنسي.9-8.................
المطلب الثاني :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائربعد اإلستقالل.10............................
الفرع األول :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي ظل النظام اإلشتراكي.13-11...........
الفرع الثاني :التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي ظل النظام الرأسمالي.17-14..........
المبحث الثاني :تعريف طبيب العمل ومهامه.18.............................................................
المطلب األول :تعريف طبيب العمل وأهمية طب العمل.19...............................................
الفرع األول :تعريف طبيب العمل.20.........................................................................
أوال:تعريف الطب لغة وإصطالحا.21.........................................................................
ثانيا:تعريف العمل لغة وإصطالحا.29-23...................................................................
الفرع الثاني :أهمية طب العمل.30.............................................................................
أوال :أهمية طب العمل اإلجتماعية.30.........................................................................
ثانيا :أهمية طب العمل القانونية واإلقتصادية والتحفيزية.32-30.........................................
المطلب الثاني:مهام طبيب العمل.33...........................................................................
الفرع األول :صالحيات طبيب العمل الوقائية.34............................................................
أوال:القيام بالفحوصات الطبية اإلجبارية.40-34.............................................................
ثانيا :القيام بالفحوصات الطبية اإلختيارية.40................................................................
ثالثا :الصالحيات الفرعية لطبيب العمل.43-41.............................................................
الفرع الثاني :محدودية المهام العالجية لطبيب العمل.44...................................................
الفرع الثالث :إلتزام الهيئات المستخدمة بتنفيذ آراء طبيب العمل ومالحظاته.45......................
أوال:الطبيعة القانونية آلراء طبيب العمل وقراراته.45......................................................
ثانيا:جزاء عدم تنفيذ آراء طبيب العمل.47....................................................................
الفصل الثاني :تنظيم طب العمل والرقابة عليه.49..........................................................
المبحث األول :تنظيم طب العمل.50..........................................................................
المطلب األول:اإللتزام بتنظيم مصلحة طب العمل.51.......................................................
الفرع األول :اإللتزام بإنشاءمصلحة طب العمل.52.........................................................
أوال:شروط إنشاء مصلحة طب العمل.53.....................................................................
ثانيا :أنماط مصلحة طب العمل.59-55.......................................................................
الفرع الثاني :شروط ممارسة طب العمل.60.................................................................
أوال :طبيب العمل اإلختصاصي.60............................................................................
ثانيا :شروط التوظيف أو التشغيل.60.........................................................................
ثالثا :طبيب عام ممارس.61.....................................................................................
المطلب الثاني:تمويل مصلحة طب العمل ومقاييسها.62....................................................
الفرع األول :تمويل مصلحة طب العمل.63...................................................................
الفرع الثاني:مقاييس مصلحة طب العمل.63.................................................................
92
أوال:اإللتزام بمجموع مصاريف التجهيز.63..................................................................
ثانيا :اإللتزام بمصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل.64................................................
ثالثا:اإللتزام بالمقاييس في مجال الوسائل البشرية.65.......................................................
المبحث الثاني :الرقابة على طب العمل.66..................................................................
المطلب األول:اإلدارة المكلفة برقابة طب العمل.67........................................................
الفرع األول :مفتشو العمل وطبيب العمل المفتش.67........................................................
أوال:إختصاصات مفتشي العمل وطبيب العمل المفتش.71-67............................................
ثانيا :طرق إبالغ مفتش العمل وطبيب العمل المفتش.74-71.............................................
الفرع الثاني :رقابة السلطات الوصية على طب العمل.74.................................................
أوال:إبالغ الوالي أو رئيس البلدية .75-74 ...................................................................
الفرع الثالث :رقابة القضاء على نشاط طب العمل.75 .....................................................
أوال :رقابة القضاء اإلجتماعي.75..............................................................................
ثانيا:رقابة القضاء الجزائي.81-77............................................................................
المطلب الثاني :مسؤولية طبيب العمل .82...................................................................
الفرع األول :المسؤولية المدنية.83.............................................................................
الفرع الثاني :المسؤولية الجزائية.83...........................................................................
الفرع الثالث:المسؤولية اإلدارية أو المهنية.84...............................................................
الفرع الرابع :المسؤولية أمام مجاس أخالقيات الطب.84...................................................
الخاتمة.87-85............................................................................... ............... ....
المراجع92-88.......................................................................... ................. ........
الفهرس84-93.....................................................................................................
93