الإطارالتنظيمي لطب العمل في التشريع

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 99

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة عبد الحميد بن باديس مستغانم‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬

‫اإلطارالتنظيمي لطب العمل في التشريع‬


‫الجزائري‬

‫مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة ماسترتخصص قانون إجتماعي‬

‫األستاذ المشرف ‪ :‬يوسفي دمحم‬ ‫من إعداد الطالبة ‪ :‬قرواش فاطمة الزهرة‬

‫أعضاء اللجنة‪:‬‬

‫األستاذ (ة) ‪ ..............................................‬يوسفي دمحم‪:‬مشرفا ومقررا‪.‬‬


‫األستاذ (ة) ‪..............................................‬ساجي عالم‪ :‬رئيسا‪.‬‬
‫األستاذ (ة) ‪..............................................‬عثماني دمحم‪:‬ممتحنا‪.‬‬

‫السنة الجامعية‪2019/2018‬‬
‫إهداء‬
‫أهدي هذا العمل العلمي‬
‫إلى روح والدي دمحم تغمده هللا برحمته الواسعة‬
‫والى أمي الغالية أطال هللا في عمرها‬
‫إلى أخواتي العزيزات سارة‪،‬خديجة‪،‬عائشة‬
‫وإلى الكتكوتات أالء و أريج‬
‫إلى كل أساتذة الحقوق حيثما كانوا‬
‫إلى كل من يسر لي الطريق إلتمام هذا العمل‬
‫المتواضع‬

‫فاطمة الزهرة‬
‫شكر‬
‫أسدي شكري الجزيل‬

‫إلى األستاذ المشرف‬


‫يوسفي دمحم‬
‫أستاذ التعليم العالي‬
‫على ما بذله من جهد إلثراء هذه الرسالة‬
‫بآرائه وتوجيهاته القيمة‬
‫وإلى السادة أعضاء لجنة المناقشة‪.‬‬
‫على تفضلهم بقبول مناقشة هذا البحث وتقييمه‪.‬‬
‫وإلى كل األساتذة‬
‫أساتذة الحقوق والطب‬
‫على‬
‫نصائحهم السديدة وآرائهم القيمة‬
‫خطة البحث‬
‫المقدمة‬

‫الفصل األول‪:‬ماهية طب العمل‬

‫المبحث االول ‪:‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرقبل اإلستقالل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائربعد اإلستقالل‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تعريف طبيب العمل ومهامه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف طبيب العمل وأهمية طب العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬مهام طبيب العمل‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‪.‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬تنظيم طب العمل‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬اإللتزام بتنظيم مصلحة طب العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمويل مصلحة طب العمل ومقاييسها‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة على طب العمل‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬اإلدارة المكلفة برقابة طب العمل‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬مسؤولية طبيب العمل‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫المراجع‬

‫الفهرس‬
‫المقدمة‬
‫إهتمت الحضارات القديمة والحديثة منذ وقت مبكر بالصحة والسالمة المهنية حيث أكدت على‬
‫حماية العامل األجيرمن أخطار المهنة وتعويضه عن إصابة العمل وتوفير العالج والدواء له ‪.‬‬
‫إذ يعتبر الطبيب اإليطالي "راما زيني " المؤسس الحقيقي للطب المهني وهو الذي أصدرأول كتاب‬
‫عن أمراض المهنة أسماه "أمراض الصناعة"في عام ‪0011‬م وهو الذي أضاف سؤاال بالغ‬
‫األهمية إلى األسئلة التي يوجهها الطبيب عادة إلى المريض أال وهو ماهي وظيفتك‪.‬‬
‫فمسألة الحماية واألمن والوقاية من أخطار وحوادث العمل واألمراض المهنية ‪،‬تعتبرمن أهم‬
‫المسائل التي أولتها التشريعات الدولية والوطنية على حد السواء إهتماما بالغا خاصة التشريعات‬
‫العمالية ‪ ،‬كما أنه لم يلق في البداية معارضة تذكر من أصحاب العمل في هذا المجال بعكس غيره‬
‫من مجاالت التدخل التشريعي‪ ،‬إذ خصصت له حيزا كبيرا في تشريعات العمل وقوانين الضمان‬
‫اإلجتماعي والصحة وغيرها من القوانين اإلجتماعية األخرى التي تهدف إلى مساعدة العمال‬
‫على تحسين ظروف عملهم وحماية صحتهم ووقايتهم من حوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫نتيجة تعاملهم المتزايد بالمواد الخطيرة واألجهزة المختلفة التي تضر بصحتهم وتعرضها للتدهور‬
‫بسبب إهمال بسيط ينجر عنه كوارث صحية أو بيئية‪.‬‬
‫إن تزايد حوادث العمل واألمراض المهنية داخل المؤسسة من شأنه عرقلة السيرالحسن لوتيرة‬
‫العمل مما يؤثر سلبا على إنتاجية ومردودية المؤسسة مما يضعف تنافسيتها إقتصاديا إضافة‬
‫إلى خسارتها للرأس المال البشري خصوصا ذوي الكفاءات والخبرة الطويلة لذلك ألزمت‬
‫الدولة صاحب العمل بإنشاء أجهزة وهياكل طبية للعمل تتكفل بالشؤون الصحية للعمال داخل‬
‫المؤسسة المستخدمة ‪.‬‬
‫لقد دفع هذا الوضع الخطيرالمنظمة الدولية للعمل الى إقرارعدة برامج تتضمن على الخصوص‬
‫تدابير إجبارية في مجال األمن والنظافة والوقاية الصحية للعمل والعمال أوالموظفين وقد أصدرت‬
‫هذه المنظمة عدة إتفاقيات وتوصيات منها اإلتفاقية رقم ‪ 011‬لسنة ‪0890‬والتوصية رقم ‪061‬‬
‫لسنة‪ 0890‬المتعلقتين بصحة العمال وأمنهم في العمل ‪.‬‬
‫ولقد أدى ظهوراألمراض والحوادث المهنية وكثرتها وخصوصيتها وزيادة عدد العمال والموظفين‬
‫إلى فتح مجال جديد في الطب الوقائي يعنى بكل المشاكل الصحية والطبية والمهنية التي تواجه‬
‫العمال في شتى مجاالت التصنيع واإلنتاج واإلدارات ويجد حلوال عملية لها بإستخدام كل الوسائل‬
‫الطبية الحديثة ‪،‬وهو ماكان يطلق عليه الطب الصناعي المهني ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‬
‫وأصبح اليوم يسمى بطب ‪ médecine de travail‬كما كماهو الحال في الجزائر وفرنسا‬
‫العمل أو الصحة المهنية كما هو مستعمل في تشريعات العمل للدول العربية على الخصوص ‪.‬‬
‫ومن المالحظ أن أغلب التشريعات تربط الوقاية الصحية واألمن وطب العمل في تشريع واحد‬
‫كما هو األمر في الجزائر حيث أصدرت القانون رقم ‪ 10/ 99‬المؤرخ في ‪ 66‬جانفي‪0899‬‬
‫المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬وفي هذا الخصوص ستتركز هذه الدراسة على‬
‫طب العمل دون الوقاية الصحية واألمن إذ أن هذين األخيرين لهما مجاالتهما وجوانبها المختلفة‬
‫التي تحتاجان الى دراسات خاصة ‪.‬‬
‫تتعرض هذه الدراسة الى ماهية طب العمل والذي يتضمن الجذور التاريخية لطب في الجزائر‬
‫ومدى إهتمام مؤسساتها القانونية بهذا الحق وكيفية تطوره ‪ ،‬وتعريف طبيب العمل ومهامه وكيفية‬
‫تنظيمه وآليات الرقابة عليه‪ ،‬وفي هذا الصدد فإنه من الضروري أن أطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫كيف نظم المشرع الجزائري طب العمل ؟‪.‬‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية العامة الى اإلشكاليات الفرعية التالية ‪:‬‬
‫ما هو طب العمل ؟ وماهي مهمات طبيب العمل؟وماهي سبل الوقاية والسالمة في مكان العمل‬
‫إلنجاح أهداف طب العمل ؟ هل اإللتزام بطب العمل يكمن في فحص العامل أوالموظف طبيا‬
‫في أوقات دورية دون مراعاة لمختلف الصالحيات األخرى ؟‪ .‬كيف يمكن لطبيب العمل تجسيد‬
‫حماية العمال وبيئة العمل داخل المؤسسات المستخدمة ؟‪.‬‬
‫وماهي الوسائل القانونية الكفيلة بذلك؟ مامدى إلتزام مفتشية العمل لرقابة الهيئة المستخدمة‬
‫في مجال طب العمل رقابة فعلية وفعالة ؟ماهي الجزاءات المترتبة على إخالل المؤسسة‬
‫المستخدمة بأحكام طب العمل ؟‪.‬‬
‫وإجابة على اإلشكالية العامة واإلشكاليات المتفرعة عنها حاولت أن أخصص فصل أول يتضمن‬
‫ماهية طب العمل وقسمته الى مبحثين المبحث األول ويتعرض الى التطور التاريخي لطب العمل‬
‫في الجزائرقبل وبعد اإلستقالل في مطلبين والمبحث الثاني تعريف طبيب العمل ومهامه في‬
‫مطلبين كذلك كما أبرزت في المطلب األول أهمية طب العمل‪ ،‬وتعرضت في الفصل الثاني إلى‬
‫تنظيم طب العمل والرقابة عليه ‪،‬وقسمته إلى مبحثين المبحث األول أشرت فيه الى تنظيم طب‬
‫العمل وأفردت المبحث الثاني للسلطات المخولة قانونا في مراقبة تطبيق طب العمل وبينت كذلك‬
‫مسؤولية طبيب العمل ‪ ،‬وختمت البحث بخاتمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫إن البحث العلمي األصيل يقتضي الغوص في جذورنظم المجتمعات القديمة عموما والجزائر‬
‫خصوصا وتقاليدها وقوانينها ليكتشف مدى إقرارهذه النظم على إختالف أنواعها ودرجاتها لحق‬
‫العامل في مجال طب العمل ومدى رعاية المستخدمين لعمالهم رعاية صحية ووقائية أثناء تكليفهم‬
‫بالعمل ومدى توفر بيئة العمل على الشروط الضرورية والممكنة للحياة العمالية ‪،‬ومن خالل‬
‫المبحث األول أحاول إستقراء تنظيم الجزائر قبل وبعد اإلستقالل لطب العمل بإختالف نظمها‬
‫السياسية واإلدارية وقوانينها اإلجتماعية ومواثيقها األساسية ‪،‬ولكن ما يجب اإلشارة إليه يتمثل في‬
‫أن المجتمعات القديمة لم تقر بحق العامل في رعايته صحيا ولم توفر له أسباب الراحة ولم تنظم‬
‫بصفة عامة بيئة العمل إذ أن أغلب هذه المجتمعات كانت الفئات العاملة من طبقة العبيد الذين‬
‫أهدرت إنسانياتهم وإحتقرت كرامتهم وسلبت إرادتهم ‪،‬وحتي أولئك الذين لم يكونوا من طبقة العبيد‬
‫كعمال المزارع والتجارة والصناعة لم يكونوا يحضون بأدنى إهتمام من حيث الجانب الوقائي‬
‫الصحي وإنما كانوا يعملون لدى أرباب العمل مقابل أجر زهيد الغير ‪.‬‬
‫و التحوالت اإلقتصادية واإلجتماعية وحتى السياسية التي عرفتها الجزائر جعلت من تشريع العمل‬
‫في حركية وتطور مستمر من خالل المراحل التي مر بها‪.1‬‬
‫إن هذا البحث إقتضى أيضا ‪،‬تحديد المقصود بطب العمل وإبراز أهميته وصالحيات طبيب العمل‬
‫في المبحث الثاني وهذا بإعتبار أن طب العمل من المواد األساسية التي ينبغي على مؤسسات‬
‫القطاعين العام والخاص إدماجها ضمن النشاط المهني ‪،‬ذلك أنه يهدف بالدرجة األولى إلى وقاية‬
‫العمال من مختلف األخطارالتي يمكن أن تؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية وكذا تأثيرها على‬
‫اإلنتاج والتي ينتج معظمها عن إهمال الوضع الصحي لهم‪ ،‬ولقد خص المشرع الجزائري قانون‬
‫للصحة وللقائمين عليها بنصوص مشتركة فيما يفرض إنفرادهذا التخصص الطبي بقواعد فنية‬
‫خاصة تجعل المشرع يميزه بنصوص متعلقة به بالذات فيمارس طبيب العمل مهنته على هذا‬
‫األساس وما ينتج عن تنظيم خاص بها إذ يعد طب العمل تخصصا حديثا مقارنة مع غيره من‬
‫اإلختصاصات الطبية ‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ خليفي عبد الرحمن محاضرات في قانون العمل دار العلوم للنشر والتوزيع الصفحة‪.60‬‬

‫‪3‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫المبحث األول ‪:‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر‬
‫إرتبط ظهور طب العمل بالمساهمة في تنظيم العمل وتحسين ظروفه حيث إنحصرت مهامه في‬
‫الطابع الوقائي أساسا ‪ ،‬ومهامه العالجية إستناءا بالنظر إلى إعتماده على الفيزيولوجية واإلهتمام‬
‫بقوى العمل لذلك وضعت اللجنة المشتركة للمنظمة الدولية والمنظمة العالمية للصحة في دورتها‬
‫األولى سنة ‪0591‬مفهوما واسعا لطب العمل إذ أنه "يهدف إلى المحافظة على الدرجة القصوى‬
‫من الرخاء الجسمي والذهني واإلجتماعي للعمال في جميع المهن وترقيتها‪...‬ووضع العمال‬
‫‪.1‬‬
‫وإبقائهم في المهنة التي تالئم وضعهم الفيزيولوجي والنفسي "‬
‫إن أهم ما دفع بالتجمعات العمالية والنقابات إلى التكتل ومراجعة بعض تشريعات العمل السيما‬
‫بعد الثورة الصناعية هو التجاهل الكلي لواجب المستخدم تجاه العمال وحقهم في الحماية الصحية‬
‫والحماية الصحية هي الحفاظ على الصحة واألمن والسالمة البدنية للعمال من كل األخطار‬
‫واألضرار التي من الممكن أن تحدث خالل تنفيذ عالقة العمل وقد ‘تنى المشرع بهذا الجانب عبر‬
‫كافة القوانين التي سبقت صدور القانون ‪.2 10/88‬‬
‫ثم عني المشرع الجزائري بعد اإلستقالل بالحقوق العمالية خاصة مع إنتهاج اإلقتصاد اإلشتراكي‬
‫فقرر تنظيم طب العمل مع أول قانون جزائري صادر بموجب األمر‪ 10/09‬المؤرخ في ‪95‬أفريل‬
‫‪ 0509‬ثم تال ذلك عدة تعديالت ونصوص جديدة عكست اإلهتمام المستمر لهذا المجال حيث أصبح‬
‫يفرض على المؤسسة المستخدمة إدراجه ضمن النظام الداخلي فأصبح جزء ال يتجزأمن السياسة‬
‫الصحية الوطنية الرامية إلى حماية الحالة الصحية للعامل حتى يصبح متالئما مع عمله ليتفادى‬
‫أي مؤثر خارجي ناتج عن العمل أووسائله والمحافظة أيضا على القدرة البدنية والفكرية للعامل ‪.‬‬
‫ولقد إهتم المشرع الجزائري كذلك بطب العمل مع إنتهاج اإلقتصاد الرأسمالي بسبب األزمة‬
‫اإلقتصادية ونظمه بأحكام قانونية وتنظيمية والمتمثلة في القانون رقم ‪ 10/88‬المؤرخ‬
‫في ‪ 92‬جانفي‪ 0588‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪091/51‬المؤرخ في ‪ 09‬ماي‪0551-‬المتعلق بتنظيم طب العمل ‪،‬بما في ذلك التنظيم المتخذ‬
‫لتطبيق هذاالمرسوم التنفيذي ‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بشيرهدفي الوجيز في شرح قانون العمل عالقات العمل الفردية والجماعية دارريحانة الطبعة الثانية‪ 2662‬الصفحة‬
‫‪.172‬‬
‫‪-2‬األستاذ خليفي عبد الرحمن المرجع السابق الصفحة‪.11‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وبذلك نجد أن المشرع الجزائري رتب إلتزامات جد دقيقة وهامة على عاتق الهيئات المستخدمة‬
‫لفائدة العمال ‪،‬مما يدفع الى القول أن المشرع الجزائري قد أخذ بأحدث التشريعات اإلجتماعية‬
‫في مجال طب العمل ‪.‬‬
‫كما أن الواقع البيئي واإلجتماعي الجديد في الجزائروالمتضمن تطوروسائل الصناعة والزراعة‬
‫حتم وجود عناية صحية وطبية بالعناصرالبشرية ذات العالقة بالتصنيع أو اإلنتاج أو بيئة العمل‬
‫مهما كانت طبيعتها أي توفير العناية الصحية والطبية للعمال تفاديا لكل المضار والمخاطر‬
‫واألمراض المتعلقة بالعمل والمهنة أو ما يسمى باألمراض والحوادث المهنية وبذلك توفير‬
‫إحتياطات السالمة الالزمة لمنع الحوادث واإلصابات والذي يعود بدوره بمردود واضح وإيجابي‬
‫على سالمة العامل ويساعد على زيادة االنتاج والحفاظ عليه‪.‬‬
‫هذا ويالحظ بشأن إلزامية إنشاء مصلحة لطب العمل في المؤسسة المستخدمة إن المشرع‬
‫الجزائري أخذ بمعيار مبني على أساس حساب الوقت الضروري ألداء طبيب العمل مهنته عندما‬
‫يساوي أو يفوق المدة الشهرية القانونية للعمل المطبقة على السلك الطبي ويؤدي طبيب العمل‬
‫مهنته على أساس ميقاتين األول بمعدل ساعة عمل واحدة في الشهر لكل ‪ 01‬عمال يعملون في‬
‫موقع شديد الخطورة والثاني بمعدل ساعة عمل واحدة لكل ‪ 09‬عامال يعملون في موقع متوسط‬
‫الخطورة أوقليلها ويمكن الزيادة في الميقاتين المذكورين حسب مواصفات طبيعة العمل وحجم‬
‫الهيئة المستخدمة وموقعها الجغرافي طبقا لألهداف المسطرة في ميدان التخطيط الصحي‪.1‬‬
‫كما تكفل المشرع الجزائري بمسألة الحماية واألمن والوقاية من أخطار وحوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية وأوالها عناية كبيرة إذ خصص لها جوانب كثيرة في تشريعات العمل وقوانين‬
‫الضمان اإلجتماعي وجعل منها أهم محاورالحقوق اإلجتماعية التي يجب أن يتمتع بها العمال في‬
‫مختلف القطاعات ‪.2‬‬

‫‪-1‬األستاذ بشيرهدفي المرجع السابق الصفحة ‪.172‬‬


‫‪-2‬األستاذ رشيد واضح عالقات العمل في ظل اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائردار هومة للطباعةوالنشر والتوزيع الجزائرطبع‬
‫في ‪2662‬الصفحة‪.122‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫المطلب األول ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر قبل اإلستقالل‬
‫إن المجتمعات القديمة لم تول لطب العمل إهتمامها نظرا لطبيعتها وتركيبتها اإلجتماعية‬
‫ونظامها اإلقتصادي ولكن يمكن القول أن اإلهتمام بطب العمل قد بدأ منذ ‪0111‬سنة قبل الميالد‬
‫إذ أن الطبيب اليوناني أبوقراط في عهد اإلنحطاط وصف ودرس آثار المغص الذي يشعر به عمال‬
‫المصانع السيما الرصاص وأصدركتابين شهيرين في ذلك هما ‪ :‬النظم المهنية و أمراض الحرف‬
‫كما أن الحضارة الفرعونية فيها بعض الدالالت على سهر وإهتمام األطباء بصحة العمال‪.‬‬
‫وإبتداء من ‪ 0011‬الى ‪0001‬م ألف الدكتور برناردينو رمازني ‪bernardino ramazzini‬كتابه‬
‫مختصر أمراض الحرف ‪،‬وبذلك عد هذا الطبيب المؤسس األول لطب العمل كما ساهم الطبيبان‬
‫جاك تينون ‪jacque tenon‬ولويس رنيه فيالرمي ‪ louis rinihe villermé‬في تطوير طب‬
‫العمل‪ ،‬و يفسر هذا اإلهتمام من قبل األطباء أن صحة العامل كانت دائما محل إهتمام بعض‬
‫المفكرين وإن كانوا قلة إال أننا نعتبرها الجذور األولى لنشأة طب العمل ‪.‬‬
‫وإن الجزائر لم تعرف طب العمل ‪،‬كغيرها من الدول القديمة في عصورما قبل التاريخ ومراحل‬
‫العصر الحجري ‪،‬وال في عهد سيادة األمازيغ البربر ‪،‬وال في عصر اإلمبراطورية القرطاجية وال‬
‫في فترة اإلستعمار الروماني أو العهد الوندالي أو العهد البيزنطي ‪،‬إذ كانت هذه الفترات في أغلبها‬
‫فترات حرب وبحث عن الثروة ‪.‬‬
‫كما لم تعرف الجزائر في العهد اإلسالمي اإلهتمام بطب العمل ولو أن الدول التي تكونت في‬
‫الجزائر قد إهتمت ببعض شؤون الحكم والزراعة والتجارة إبتداء من الدولة الرستمية (‪020‬م‪-‬‬
‫‪518‬م)ودولة األغالبة (‪811‬م‪515-‬م) والدولة الفاطمية (‪515‬م‪509-‬م) والدولة الزيربة ودولة بني‬
‫حماد الصنهاجية (‪509‬م‪0101-‬م) ودولة المرابطين (‪0105‬م ‪0019-‬م) ودولة الموحدين‬
‫(‪0012‬م‪0952-‬م) والدولة الحفصية (‪0995‬م‪0911-‬م) ودولة بني زياد (‪0919‬م‪0991-‬م) ودولة‬
‫األدارسة (‪088‬م‪591-‬م)‪.‬‬
‫ولكون هذه الدول اإلسالمية في المغرب كانت في حروب دائمة يكيد بعضها لبعض ‪،‬فلم يسعها أن‬
‫تشرع تشريعا يراعي صحة العمال أو تنظيم بيئتها المهنية ‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ فيساح جلول إلتزامات الهيئات المستخدمة في مجال طب العمل في القانون الجزائري أطروحة دكتوراه علوم في‬
‫الحقوق قسم القانون العام السنة الجامعية ‪ 2610/2612‬جامعة الجزائرالصفحة‪.127‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع األول ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي العهد العثماني‬
‫وبعد وصول األخوين عروج وخير الدين بربروس إلى الجزائر سنة ‪ 0902‬م لدفع اإلسبان‬
‫عنها وتحرير الشواطئ البحرية الجزائرية من غزو اإلسبانيين ‪ ،‬إذ كان اإلسبان يريدون القضاء‬
‫على المسلمين الفارين من غرناطة حتى ال يعودوا مرة ثانية إلى هناك ‪ ،‬حيث إستنجد سلطان‬
‫الجزائروقتها وهو سالم التومي بالعثمانيين فأرسلوا له القائدين البحريين المشهورين األخوين‬
‫عروج وخيرالدين كقوة حامية وقد تم األمر له وخضعت الجزائر إلى الحكم العثماني إلى غاية‬
‫‪0811‬م تاريخ إحتالل فرنسا للجزائر وفق ظروف تاريخية معروفة ‪ ،‬كما عمل األتراك على‬
‫حرمان الجزائريين من مناصب اإلدارة والحكم وفرضوا ضرائب على السكان ما تسبب في‬
‫ثورات شعبية عديدةعليهم مثلما يتفق على هذا كثير من المؤرخين‪.‬‬
‫و كانت بعض المناطق المنعزلة من الناحية السياسية شبه مستقلة ومنها ما كانت مستقلة تماما‬
‫عن السلطة المركزية العثمانية ‪،‬وكانت الدولة العثمانية تقوم على إقتطاع فائض اإلنتاج من‬
‫الفالحين تكملة لموارد القرصنة ولما تقهقرت القرصنة إشتدت وطأة الضرائب على الفالحين‬
‫الشيء الذي زاد في حالة الصراع الذي كان قائما بين الجماعات القبلية والسلطة ‪،‬وقد إرتبطت‬
‫الزراعة بالصناعة في األرياف فالعائلة الواحدة تكون وحدة زراعية صناعية وفي الكثير من‬
‫األحيان يختص الرجال بأعمال الفالحة والنساء باألعمال الحرفية كالغزل والنسيج وصناعة‬
‫األواني الفخارية‪.‬‬
‫و كانت هناك ما يسمى في الجزائر في العهد العثماني بقبائل الرعية وهي القبائل التي لم تحظ بأي‬
‫إمتياز من السلطة العثمانية ‪،‬وكانت تدفع الضرائب و الرسوم المختلفة كما كانت تفرض عليها‬
‫أعمال السخرة‪ ،‬إن الدارس للفترة العثمانية في الجزائر يكتشف أن العامل كان يسخر للعمل فوق‬
‫طاقته ولم ترع حقوقه ناهيك عن حقه في طب العمل هذا من جهة ومن جهة أخرى فتطورالعمل‬
‫إرتبط بتطور الزمن حيث أصبح اإلنسان قادرا على إنتاج فائض من حاجاته الشخصية ونشوء‬
‫الحاجة إلى التبادل السلعي بين القبائل مما كان سببا في ظهور الطبقية إذ ظهرت الملكية الخاصة‬
‫لوسائل اإلنتاج وإنقسم المجتمع بالضرورة إلى طبقتين طبقة األسياد وطبقة الرقيق ومن هنا حل‬
‫مجتم ع الرق محل المجتمع المشاعي مستندا في ذلك إلى إرتفاع إنتاجية عمل اإلنسان إلى حد‬
‫المنتوج الفائض إضافة إلى نشوء الملكية الخاصة لوسائل اإلنتاج ‪ ،‬وقد ظهر أول أساس مادي‬
‫للعمل في ظل النظام الطبقي الذي تميزبصفة اإلكراه الممارس على العبيد ألداء العمل ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرأثناء اإلحتالل الفرنسي‬
‫تميزت مرحلة ماقبل اإلستقالل بالهيمنة اإلستعمارية في مجال عالقات العمل ‪،‬إذ كان العامل‬
‫الجزائري يفتقد ألدنى حقوقه ‪ ،‬لذا لم يكن نصب أعين العمال خالل هذه الفترة سوى المطالبة‬
‫بالحرية واإلستقالل وتجسد ذلك في اإلضرابات العديدة التي إكتست أحيانا الطابع اإلجتماعي‬
‫وأحيانا أخرى الطابع السياسي الذي نتج عنه تأسيس اإلتحادالعام للعمال الجزائريين سنة ‪0592‬‬
‫لذا ال يمكن الحديث عن قانون العمل الجزائري إال بعد الحرية واإلستقالل‪.1‬‬
‫وكانت الجزائر من فترة ‪ 0509-0811‬تحت نظام اإلختصاص التشريعي وفقا للقانون الفرنسي‬
‫المؤرخ في ‪ 0811/11/91‬الذي ينص أن الجزائر تحكم باألوامر الملكية الفرنسية ‪،‬ولم تطبق‬
‫القوانين الفرنسية على الجزائر‪،‬بل كان الجزائريون يخضعون لقوانين خاصة مثل قانون ‪0811‬‬
‫المتعلق بالنقابات الذي لم تمتد أحكامه إلى العمال الجزايريين إالبحلول سنة ‪ 0510‬وخالل سنوات‬
‫‪ 0510‬إلى ‪، 0511‬فقد بدأ الشروع في تعميم تشريع العمل على الجزائريين إال أن هذا التعميم كان‬
‫جد حذرا ووفقا لتكييف معين ونص الكتاب األول والثاني من قانون العمل الفرنسي إبتداء من‬
‫‪0509‬إلى ‪ 0590‬على أن أحكامه تطبق في الجزائر ‪،‬ثم توالى بعد ذلك تطبيق أحكام قانون العمل‬
‫الفرنسي وبعد صدور دستور سنة ‪ 0519‬الفرنسي إنتهى مبدأ التخصص التشريعي الذي كان سائدا‬
‫ومطبقا على الجزائر مع إقرار إدخال نظام جديد وذلك بإصدار قانون ‪ 0510/15/91‬المتضمن‬
‫القانون العضوي للجزائر‪.‬‬
‫إن قرار إدخال نظام الضمان اإلجتماعي يعود اإلختصاص فيه إلى الجمعية الجزائرية ‪ ،‬وأصبح‬
‫في سنة ‪ 0591‬اإلختصاص منعقدا للجمعية الجزائرية في مجال تشريع الضمان اإلجتماعي‪.‬‬
‫إن تنظيم مصالح طب العمل في الجزائر قد إستفاد من أحكام القانون الفرنسي المؤرخ في‬
‫‪ 0512/01/00‬الذي مددت أحكامه بموجب المرسوم المؤرخ في ‪ 0592/09/01‬ثم صدرت أربع‬
‫قرارات تطبيقية لهذا المرسوم بتاريخ ‪ 0590/18/19‬التي تحدد شروط تنظيم وسيرالمصالح‬
‫الطبية للعمل في هذه األثناء كانت مصالح طب العمل مخصصة للقطاع الثالثي (اإلدارة ‪،‬البنوك‬
‫والتأمينات اإلقتصادية) ‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب األول مدخل إلى قانون العمل الجزائري دار‬
‫الخلدونية الطبعة األولى ‪ 2661‬الصفحة‪.11‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وهي في غالبيتها للرعايا الفرنسيين ويالحظ أنه تواجدت في هذه اللحظة بالذات ‪ ،‬بعض الهياكل‬
‫مابين المهنية في مدن الشمال على الخصوص للتكفل بطب العمل ‪.‬‬
‫وبقيام الثورة الفرنسية سنة ‪ 0085‬والتي أحدثت تحوالت جذرية في ميدان العمل وكرست مبدأ‬
‫سلطان اإلرادة أنطالقا من المبدأ العام للحرية إذ ألغت نظام الطوائف الحرفية وأطلقت الحرية‬
‫لألشخاص في ممارسة األعمال والمهن التي يختارونها ‪.‬‬
‫وإهتماما بشؤون العمال المهنية وتزايد المطالب العمال عبر العالم فقد أنشئت في سنة ‪ 0512‬اللجنة‬
‫الدولية لطب العمل ‪،‬ثم صدر قانون العمل الفرنسي سنة ‪ 0501‬الذي يعد مصدر أساسيا لطب‬
‫العمل وإبتداء من سنة ‪ 0501‬أصبحت مختلف الفروع الصناعية والمهنية تتخذ إجراءات الحماية‬
‫والنظافة في الوسط المهني‪.‬‬
‫وإبتداء من سنة ‪ 0591‬تكاثفت مبادرات الهيئات الصناعية وشرعت في تنظيم أولى المصالح‬
‫الطبية وأنشـأ في سنة ‪ 0511‬بمدينة ليـون الفـرنسيـة أول معهد لطب العمـل وأول إختصـاص‬
‫أصبح يدرس في هذا المعهد هو طب العمل ‪،‬وطالبت الكنفدرالية العامة للبترول الفرنسية سنة‬
‫‪ 0511‬إنشاء مخطط لتنظيم مصالح طب العمل‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 0519‬فإن ميثاق العمل جعل من طب العمل إلتزاما على بعض الهيئات المستخدمة‬
‫والتي عملت على تنظيم المصالح الطبية واإلجتماعية للعمل ‪ ،‬وقدعمم طب العمل إبتداء من‬
‫صدور القانون المؤرخ في ‪ 0512/01/00‬والنصوص المتخذة لتطبيقه على جميع الهيئات‬
‫المستخدمة الخاصة ‪.‬‬
‫وعليه يمكن القول أن الرغم التطور الكبير الذي عرفه قانون العمل عموما وطب العمل‬
‫خصوصا في فرنسا إال أنه كان حكرا على الرعايا الفرنسيين دون الجزائريين وفي مجاالت محددة‬
‫ألن هم العمال في تلك الفترة األول واألخير كان هو الحصول على اإلستقالل فقط ‪.‬‬
‫حيث أن أغلب القوانين الفرنسية التي وضعت لتنظيم عالقات العمل في فرنسا ‪ ،‬كانت تطبق في‬
‫الجزائر على أساس أن الجزائر إمتداد لفرنسا حسب النظرية اإلستعمارية آنذاك ‪،‬مع إدخال بعض‬
‫التعديالت المناسبة لألوضاع في الجزائر ولهذا ال يمكن الحديث عن قانون عمل خاص بالجزائر‬
‫في تلك الفترة ألنه في الواقع كان هناك قانون فرنسي واحد يطبق هنا وهناك‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ الدكتورأحمية سليمان الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري ديوان المطبوعات الجامعية الصفحة‪.11‬‬
‫‪9‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر بعد اإلستقالل‬
‫لقد نشأ طب العمل في الجزائر كغيرها من البلدان عن طريق نضال العمال وتطورظروف الحياة‬
‫والعمل مع شعور الهيئات المستخدمة والحكومات بالعبء اإلجتماعي الثقيل الذي يمثله العامل‬
‫المريض أو المعوق وبعد الحرب العالمية الثانية أصبح طب العمل حقا دستوريا وشرعت الدول‬
‫في تقنينه بصور متغايرة‪ ،‬وبعد حصول الجزائر على اإلستقالل كان البد أن تعمل السلطات آنذاك‬
‫على بسط السيادة الوطنية وإعادة بناء اإلقتصاد ‪،‬حيث بادرت في الفترة األولى وإلى غاية‬
‫‪0508‬بإصدار بعض القوانين والتنظيمات تتمثل أهمها فيما يلي‪ : 1‬قانون ‪ 10‬ديسمبر ‪0529‬أمام‬
‫الفراغ القانوني والتنظيمي الذي تميزت به هذه الفترة بادرت السلطات القائمة من أجل مواصلة‬
‫تسيير الحياة اإلجتماعية واإلقتصادية للدولة بإصدار هذا القانون الذي نص في مادته األولى على‬
‫إستمرار سريان التشريع الفرنسي مستثنيا منه ما يتعارض والسيادة الوطنية‪،‬وقانون التسيير‬
‫الإلشتراكي للمؤسسات لسنة ‪ 0500‬حيث تجسدت أول محاولة للتنظيم اإلجتماعي للعمل يتماشى‬
‫مع المفهوم اإلشتراكي بصدور قانون التسيير اإلشتراكي للمؤسسات الذي كرس في المادة ‪ 15‬منه‬
‫مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات بين مختلف فئات العمال ‪.‬‬
‫كما تميزت هذه الفترة بصدور القانون األساسي العام للعامل‪ 19/08‬في ‪ 0508/18/11‬الملغى‬
‫والذي كان يهدف إلى تنظيم العمل وفقا للتطور اإلجتماعي واإلقتصادي للبالد آنذاك وبعدها القانون‬
‫التوجيهي للمؤسسات العمومية اإلقتصادية سنة ‪ 0588‬تحت رقم ‪ 10/88‬وقد أدخل نوع من الليونة‬
‫في التسيير سميت بإستقالل المؤسسات وخفف إلى درجة كبيرة من أسلوب التسييراإلقتصادي‬
‫اإلشتراكي لها‪.‬‬
‫وبصدور دستور ‪ 0585/19/11‬الذي أقرمبدأ الديمقراطية واإلصالحات الشاملة في النظام‬
‫الجزائري وأكد على مبدأ حق العمل وحمايته ‪،‬والمساواة في الحقوق والواجبات ونتيجة لهذا‬
‫الوضع الجديد صدرت عدة تشريعات لتنظيم مجال عالقات العمل ‪ ،‬والتي حاول المشرع من‬
‫خاللها الموازنة بين الجانب اإلجتماعي والجانب اإلقتصادي للعمل ويمكن أن نذكر من بين هذه‬
‫التشريعات القانون المتعلق بالوقاية من نزاعات العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب وقانون‬
‫عالقات العمل وقانون الوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بشيرهدفي المرجع السابق الصفحة‪.52‬‬


‫‪01‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع األول ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في ظل النظام اإلشتراكي‬
‫أبرزالمشرع الجزائري إهتمامه بهذا الموضوع في عدة مناسبات وفي مختلف القوانين العمالية‬
‫الصادرة منذ السبعينات إلى اآلن حيث خصص األمر المتعلق بالشروط العامة للعمل في القطاع‬
‫الخاص الباب الثالث تحت عنوان الوقاية الصحية واألمن وطب العمل الموزع على المواد من‬
‫‪910‬إلى ‪ 119‬حيث تنص المادة ‪ 912‬منه "يجب تهئئة المحالت واألماكن المخصصة للعمل بشكل‬
‫يضمن فيه أمن العمال والعمال المتدربين ‪ ،‬إن اآلالت واألجهزة واألدوات يجب تركيبها ومسكها‬
‫في أفضل األوضاع الخاصة باألمن "ونفس اإلهتمام نجده في القانون األساسي العام للعامل الذي‬
‫تناول الموضوع بصفة عامة ومبدأية في المواد ‪01‬إلى ‪ 09‬تاركا التفاصيل واإلجراءات إلى‬
‫النصوص القانونية والتنظيمية التي تتكفل بوضع بوضع القواعد العامة المفصلة لهذا الموضوع‬
‫وهي القوانين التي صدرت فيما بعد ومن أهمها القانون الخاص بحوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫والقانون المتعلق بالتأمينات اإلجتماعية آخرها القانون المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب‬
‫العمل والنصوص التنظيمية المتخذة لتطبيقه‪.1‬‬
‫لقدأصبح الحق في الحماية الصحية للعامل والموظف من الحقوق األساسية التي إعتنت بها‬
‫التشريعات اإلجتماعية بدءا بالشريعة اإلسالمية وهذالحماية العامل في مكان عمله ثم إهتمت‬
‫الشرائع الحديثة الداخلية منها والخارجية به بما في ذلك المعاهدات الدولية وتضمنتها أحكام المكتب‬
‫الدولي للعمل‪ ،‬كما أصبحت الحماية الصحية أو ما يصطلح عليه بطب العمل حقا مكرسا دستوريا‬
‫في معظم الدول الحديثة ‪.‬‬
‫ولقد كان القانون الفرنسي سباقا الى إقرار هذه الحماية السيما في القانون المؤرخ في‬
‫‪ 0589/09/91‬المتضمن إنشاء لجان حفظ الصحة واألمن وشروط العمل ثم في القانون المؤرخ‬
‫في ‪ 0550/09/10‬المتضمن التوجيهات العملية لألحكام واإلجراءات المتعلقة بتحسين أمن العمال‬
‫وصحتهم في مجال محيط العمل ‪ ،‬وبعد حصول الجزائرعلى اإلستقالل في ‪19‬جويلية‪0529‬‬
‫ونظرا لمغادرة أغلب اإلطارت الفنية الفرنسية والجزائرية المتعاونة مع اإلحتالل الفرنسي ‪ ،‬فإن‬
‫الجزائر أصدرت األمر رقم ‪ 090/29‬المؤرخ في ‪ 0529/09/10‬يتضمن تمديد العمل بالقوانين‬
‫الفرنسية إال ما يتنافى مع السيادة الوطنية ‪ ،‬وعليه فقد بقي العمل بالقانون الفرنسي ساري المفعول‪.‬‬

‫‪ -1‬األستاذ الدكتور أحمية سليمان التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري عالقة العمل الفردية الجزء الثاني ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية الصفحة ‪122‬و‪.120‬‬

‫‪00‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وإرتكزت مصالح العمل الطبية الى غاية ‪ 0500‬وفقا للقراريين القرار األول المؤرخ في‬
‫‪ 0500/11/00‬والقرار الثاني المؤرخ في ‪ 0500/11/91‬على ثمانية جمعيات مابين المهن شبه‬
‫العمومية وقد أخضع هذان القراران هذه الهيئات تحت رقابة وزارة العمل والشؤون اإلجتماعية‬
‫وقد تم تأميم هذه الهيئات وقد أنشأ األمر رقم ‪ 29/01‬المؤرخ في ‪ 0501/12/01‬الديوان الوطني‬
‫لما بين المؤسسات المهنية لطب العمل المصطلح عليه بالرموز الفرنسية ''‪''ONIMET‬‬
‫ويعتبرهذا الديوان مؤسسة عمومية يتمتع بالشخصية المعنوية واإلستقالل المالي وكان مقره‬
‫بالجزائر العاصمة ومديرياته الجهوية بالجزائر وقسنطينة ووهران‪ ،‬ومن مهامه حفظ صحة العمال‬
‫في المؤسسة المستخدمة ودرأ كل إختالل للحالة البدنية والنفسية للعامل مع مراقبة مدى تكيفه مع‬
‫العمل والوقاية من األمراض المهنية وحوادث العمل ‪،‬كما كان مكلفابإعداد الدراسات واألبحاث‬
‫ونشر قواعد النظافة وإعداد إحصائيات تتعلق بتطوراألمراض المهنية وحوادث العمل‪ ،‬وبموجب‬
‫المرسوم ‪ 11/01‬المؤرخ ‪ 0501/11/02‬المتعلق بتنظيم وسيرالمراكز الطبية اإلجتماعية ‪،‬فإن هذه‬
‫المراكز أصبحت تتكفل بنشاطات العمل وكانت هذه المراكز تابعة للضمان اإلجتماعي للمؤسسات‬
‫الوطنية والتعاضديات ‪.‬‬
‫حيث أن هذه المراكز الطبية اإلجتماعية كانت مهماتها مركزة على العالج الغير ‪،‬كما أن الديوان‬
‫الوطني مابين المؤسسات لطب العمل تقلصت مهمته ولم تؤد وفقا لمهامه األساسية فإنه إبتداء من‬
‫سنة ‪ 0505‬أصبحت القطاعات الصحية تتكفل بمهمة طب العمل مما عجل بحل الديوان الوطني‬
‫مابين المؤسسات لطب العمل بموجب المرسوم رقم ‪ 92-81‬المؤرخ في ‪ 0581/19/00‬ومن ثم‬
‫أصبحت القطاعات الصحية تتكفل بمهمة طب العمل وفقا للتعليمة رقم ‪ 19‬المؤرخة في‬
‫‪ 0581/11/09‬والتعليمة رقم ‪ 11‬المؤرخة ‪.0589/09/01‬‬
‫وقد نص القانون ‪ 09-08‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 0508‬المتضمن القانون العام للعامل في المواد‬
‫‪ 09-01-01‬منه على إجبارية المؤسسة المستخدمة تأمين شروط الوقاية الصحية واألمن ‪،‬كما‬
‫نصت المادة‪ 01‬منه على مهمة طب العمل في المؤسسة المستخدمة والمتمثلة في وقاية صحة‬
‫العمال ومراقبة أماكن العمل وتحسين ظروف العمل ‪،‬وأحالت المادة ‪ 09‬من نفس القانون على‬
‫التنظيم فيما يخص تنظيم كيفيات المراقبة الوقائية لصحة العمال ‪.‬‬
‫وفي سنة ‪0509‬صدرت مجموعة من تشريعات العمل نذكر منها األمر ‪ 10/09‬المؤرخ في‬
‫‪ 0509/11/95‬المتعلق بالشروط العامة لعالقات العمل في القطاع الخاص ‪ ،‬لقد تضمن هذا‬

‫‪01‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫األمر‪ 129‬مادة خصص الكتاب الرابع منه لشروط العمل ومدته ‪،‬والعمل الليلي ‪،‬والراحة‬
‫األسبوعية والعطلة السنوية والقواعد المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.‬‬
‫لقد إستطاعت القوانين المتعلقة بعالقات العمل الصادرة في هذه المرحلة أن تساير النظام‬
‫اإلقتصادي واإلجتماعي الذي إنتهجته الجزائر آنذاك ‪ ،‬فعالقات العمل كانت الئحية وهو أمر‬
‫طبيعي غيرأن تدخل الدولة في تنظيم هذه العالقة كان مبالغا فيه ‪،‬إذ أن نظرة المشرع للعامل كانت‬
‫إجتماعية أكثر منها إقتصادية ‪ ،‬حيث عولجت مشكلة البطالة بطرق غير عقالنية ‪ ،‬عملت الدولة‬
‫من خاللها على خلق أكبر عدد ممكن من مناصب العمل متجاهلة إمكانيات وقدرات المؤسسة‬
‫المالية واإلقتصادية‪.1‬‬
‫من بين المواضيع التي تضمنها المشرع بقواعد آمرة ما يتعلق بالوقاية الصحية واألمن والسالمة‬
‫وطب العمل نظرا لما تمثله من أهمية بالغة في حياة العامل بصفة خاصة والمجتمع بصفة عامة‪.‬‬
‫حيث فرضت بمقتضى هذه النصوص القانونية والتنظيمية مجموعة هامة من اإللتزامات القانونية‬
‫والتنظيمية على المؤسسات المستخدمة في مجال توفير وسائل وآليات الوقاية الصحية واألمن في‬
‫أماكن العمل لجميع العمال بالشكل الذي يجعل هذه اإللتزامات مهام حيوية يترتب على اإلخالل بها‬
‫من قبل المؤسسات المستخدمة تحملها المسؤولية التقصيرية على كل اآلثار واألضرار التي تلحق‬
‫بالعمال قد تصل في بعض الحاالت التي يثبت فيها اإلهمال أو عدم التقيد بالتدابير القانونية‬
‫والتنظيمية المفروضة على المؤسسة المستخدمة المسؤولية الجنائية للمسير المسؤول على‬
‫المصالح المكلفة بتطبيق هذه القوانين و التنظيمات‪.2‬‬
‫كما قام المشرع الجزائري سنة ‪ 0501‬بإنشاء ما يعرف بلجان حفظ الصحة واألمن بموجب‬
‫المرسوم رقم ‪ 999/01‬وفي حالة غيابها يتولى مهامها المندوب المكلف بالوقاية الصحية واألمن‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب األول مدخل إلى قانون العمل الجزائري دار‬
‫الخلدونية الطبعة األولى ‪ 2661‬الصفحة‪.20‬‬
‫‪-2‬األستاذ الدكتور أحمية سليمان قانون عالقات العمل الجماعية في التشريع الجزائري المقارن "القانون اإلتفاقي" الطبعة‬
‫ديوان المطبوعات الجامعية الصفحة‪.161‬‬ ‫الثانية‬

‫‪03‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي ظل النظام الرأسمالي‬
‫ولما كانت عالقات العمل قائمة على منطق القوة واإلستئثار ثم السيادة المطلقة لمبدأسلطان‬
‫اإلرادة في التعاقد وسيادة قانون العرض والطلب السيما في بداية القرن ‪05‬م بإزدياد حجم‬
‫النشاطات الصناعية والتجارية ظل العمال بمنأى عن كل أشكال الحماية من سوء المعاملة‬
‫واإلضطهاد واإلستغالل وتدني األجور وظروف العمل السيئة وكثرة حوادث العمل لذلك ظهرت‬
‫الحاجة إلى التكتل للضغط على أرباب العمل عن طريق اإلحتجاجات واإلضرابات ثم إنشاء‬
‫الجمعيات والنقابات للدفاع عن مصالح العمال المهنية واإلجتماعية ‪.‬‬
‫وعليه وأمام تزايد حدة الصراع والتناقض بين العمال وأصحاب العمل الذي أصبح يهدد السلم‬
‫واألمن اإلجتماعي كان لزاما على الدولة التدخل تدريجيا بوضع األحكام والقواعد التي تكفل تحقيق‬
‫التوازن واإلستقرار في مجال العمل بوضع األسس العامة وترك الجزئيات للتفاوض ألنه في‬
‫المجال اإلقتصادي إنتقلت الجزائر من النظام اإلقتصادي الموجه القائم على تدخل الدولة في تنظيم‬
‫عالقات العمل إلى إقتصاد السوق ‪ ،‬القائم على قانون العرض والطلب والمنافسة المشروعة وحرية‬
‫التجارة والصناعة والخصخصة‪ ،‬وتطبيقا للمبادئ الواردة في الدستور الجديد صدرالقانون رقم‬
‫‪00/51‬المتضمن عالقات العمل والذي نص في المادة ‪ 19‬منه بأن الوقاية الصحية واألمن وطب‬
‫العمل من حقوق العمال‪.‬‬
‫ولقد صدر القانون رقم ‪ 10-88‬والمؤرخ في ‪ 0588/10/92‬المتعلق بالوقاية الصحة واألمن وطب‬
‫العمل والذي يعد أول قانون في الجزائر ينظم طب العمل في الجزائر ويجعله إلزاميا على مختلف‬
‫الهيئات المستخدمة والذي أصبح جزءا ال يتجزأمن من السياسة الوطنية للصحة ويتماشى مع‬
‫توصيات المنظمة الدولية للشغل والتي حثت الدول األعضاء في دورتها األولى سنة ‪0591‬إلى‬
‫ضرورة المحافظة على الرخاء الجسمي والذهني واإلجتماعي للعمال في جميع المهن وترقيتهم‬
‫ووقايتهم من األخطار الصحية التي تسببها أعمالهم وإلى حمايتهم من األخطار الناتجة عن وجود‬
‫عناصر مضرة بالصحة وإلى وضع العمال وإبقائهم في المهنة التي تتالءم وقدراتهم الفيزيولوجية‬
‫والنفسية ‪،‬بمعنى تكييف العمل مع اإلنسان‪. 1‬‬

‫‪-1‬األستاذ عجة الجياللي الوجيزفي قانون العمل والحماية اإلجتماعية (النظرية العامة للقانون اإلجتماعي في الجزائر) دار‬
‫الخلدونية الجزائر سنة ‪2662‬الصفحة‪.221‬‬

‫‪04‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وعليه فقد إرتبط طب العمل في هذا الصدد بما عرفه قانون العمل من تعديالت جوهرية تأثرت‬
‫بطبيعة وإيديولوجية نظام الحكم السائد في الدولة حيث تبنى في البداية العقيدة اإلشتراكية لصيانة‬
‫عقد العمل لشكل ما يعرف بمبدأ المنتج المسير وأنكربشكل صريح فكرةتقسيم عالم الشغل إلى طبقة‬
‫أرباب العمل وطبقة عمال ومنح السيادة دون منازع إلى الطبقة األخيرة لكن مع تعرض النظام‬
‫اإلقتصادي ككل إلى أزمة هيكلية تخلت الدولة عن النظام اإلشتراكي مستبدلة إياه بالنظام‬
‫الرأسمالي ‪،‬وقصد تجسيد هذا النظام إرتأت السلطة اإلستغناء عن الترسانة القانونية للنظام‬
‫اإلشتراكي وأصدرت مكانها قوانين جديدة مستلهمة من روح النظام الرأسمالي ‪،‬ولهذا الغرض‬
‫بالذات ألغت القانون األساسي العام للعامل وأصدرت مكانه القانون رقم ‪ 00/51‬المتعلق بعالقات‬
‫العمل‪ ،‬كما أبرز المشرع إهتمامه بهذا المجال من خالل إصدار القانون رقم ‪ 19/89‬المؤرخ في‬
‫‪ 0589/19/02‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل والمتمم‪،‬والقرار الوزاري المشترك‬
‫المؤرخ في ‪ 0559/11/19‬يحدداإلتفاقية النموذجية المتعلقة بطب العمل المبرمة بين الهيئة‬
‫المستخدم ة والقطاع الصحي أو الهيئة المختصة أو الطبيب المؤهل‪ ،‬والقرار الوزاري المشترك‬
‫المؤرخ في ‪ 9110/01/02‬يحدد محتوى الوثائق المحررة إجباريا من قبل طبيب العمل وكيفيات‬
‫إعدادها ومسكها ‪ ،‬والقرارالمؤرخ في ‪ 9110/01/02‬يحدد المقاييس في ميدان الوسائل البشرية‬
‫والمحال والتجهيزات في مصالح طب العمل‪.‬‬
‫كما إشترطت كل اإلتفاقيات الجماعية لمختلف المؤسسات المستخدمة ‪،‬خضوع المرشح للمنصب‬
‫للفحوصات الطبية ‪ ،‬حتى يتسنى لها تقييم مؤهالته الفكرية وقدراته الجسمية لذلك إشترطت أيضا‬
‫على المرشح ‪ ،‬أن يقدم ملف يتضمن وثائق أهمها الشهادات العلمية المطلوبة للمنصب المراد شغله‬
‫وكذا الشهادات الطبية التي تثبت سالمته وصحته وقدرته التي تؤهله للمنصب ‪.‬‬
‫كما إعتبرت بعض اإلتفاقيات ‪ ،‬أن خضوع العامل للفحوص الطبية الخاصة بالتوظيف إلتزام يقع‬
‫على عاتق الهيئة المستخدمة ‪ ،‬إذعليها أن تعرض المرشح للمنصب على طبيب العمل الخاص بها‬
‫والهدف من هذا الفحص الطبي البحث عن سالمة العامل من أي داء خطير على بقية العمال‬
‫والتأكد أنه مستعد صحيا للمنصب المرشح له ‪،‬يتعرض المستخدم الذي يخالف هذا اإللتزام إلى‬
‫متابعة جزائية طبقا لألحكام المنصوص عليها قانونا ‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابراإلتفاقيات الجماعية للعمل في التشريع الجزائري والمقارن دار الخلدونيةالصفحة‪.210‬‬
‫‪05‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وقدإنتقد بعض الكتاب القانون رقم ‪ 10/88‬من حيث كونه غير كاف لحماية صحة وأمن العامل‬
‫وذلك من جانبين ‪- :‬من جانب إفتقاره لعنصر الجزاء في حالة إخالل رب العمل بواجباته المتعلقة‬
‫بالنظافة و األمن وطب العمل‪.‬‬
‫‪-‬ومن جانب ربط تنفيذه بصدورمراسيم تنفيذية ومعلوم أن صدور هذه المراسيم يتطلب وقت غير‬
‫محدد األمر الذي أبقى المواد من ‪11‬الى ‪01‬مجمدة إلى حين صدورالمراسيم كما يقضي بذلك‬
‫القانون ذاته الذي ينص على أنه "تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق التنظيم" وهناك مواد‬
‫كثيرة تتبنى هاته الصيغة مما يدفعنا إلى التساؤل عن جدوى صدور هذا القانون إذا كانت جل‬
‫تدابيره متوقفة على صدور نص تنظيمي الحق‪.1‬‬
‫ثم صدر المرسوم التنفيذي رقم ‪ 091-51‬المؤرخ في ‪ 0551/19/09‬المتعلق بتنظيم طب العمل‬
‫والذي يعتبر تطبيقا ألحكام القانون ‪ 10-88‬ثم توالت المراسيم والقرارات التطبيقية للمرسوم‬
‫‪.091-51‬‬
‫أما مايتعلق بحوادث العمل فقد نص عليه القانون المؤرخ ‪، 0858/19/15‬ومددت أحكامه إلى‬
‫الجزائريين فيما يخص األمراض المهنية بالقانون المؤرخ في ‪ 0505/01/99‬والذي أنشأ قوائم‬
‫لألمراض المهنية والتي كان عددها ‪ 10‬بتاريخ اإلستقالل ‪.‬‬
‫وقد صدربعد اإلستقالل األمر رقم ‪ 081-22‬المؤرخ في ‪ 0522/12/90‬المتضمن تعويض‬
‫حوادث العمل واألمراض المهنية والذي ألغى التشريع الفرنسي السابق وبدأسريان هذا األمر إبتدءا‬
‫من ‪ 0520/11/10‬وقد نظمت كيفيات تطبيق أحكام هذا األمر بمرسوم رقم ‪ 129/22‬المؤرخ في‬
‫‪ 0522/09/90‬والقرار المؤرخ ‪، 0501/12/12‬ولقد صدرت عدة نصوص تطبيقية لهذا األمر‬
‫منها القرار المؤرخ ‪ 0522/01/08‬المتضمن إنشاء لجنة األمراض المهنية ‪،‬والقرار المؤرخ في‬
‫‪ 0509/11/99‬المتمم والمراجع لقائمة األمراض المهنية والمحدد لها ب‪ 29‬مرضا مهنيا ‪.‬‬
‫ثم صدر القانون ‪ 09-81‬المؤرخ في ‪ 0581/10/19‬المتضمن حوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫المعدل والمتمم الذي أصبح القانون اإلطار لكل حوادث العمل واألمراض المهنية ‪،‬ولقد عدلت‬
‫قائمة األمراض المهنية بالقرار الوزاري المشترك المؤرخ في ‪ 0552/19/19‬وأصبحت القائمة‬
‫تضم ‪ 81‬مرضا مهنيا‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ عجة الجياللي المرجع السابق الصفحة‪.222‬‬

‫‪06‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وبصدد الوقاية من األمراض المهنية إهتمت السلطة بطب العمل حيث أنشأت مصلحة بذلك لدى‬
‫صندوق التأمينات اإلجتماعية وبعض الهيئات المستخدمة وتتكفل هذه المصلحة بإتخاذ‬
‫التدابيرالالزمة لوقاية العمال من األخطار الصحية التي تسببها ظروف العمل‪.‬‬
‫ويعتبر طب العمل جزءا من السياسة الوطنية للصحة ومهمة طبيب العمل وقائية في األساس‬
‫وعالجية بالتبعية ويهدف طب العمل إلى المحافظة على بنية ومعنويات العمال في كافة القطاعات‬
‫وحماية العمال من المخاطر واألمراض المهنية كما يعمل على إزالة كل العوامل التي تؤثر على‬
‫صحة العمال مع تقديم بعض العالجات المستعجلة ويعد طب العمل بمثابة إلتزام يقع على عاتق‬
‫الهيئة المستخدمة إذ يتعين عليها فتح مصلحة طب العمل داخل الوحدة أو المؤسسة أو إبرام إتفاقية‬
‫نموذجية مع القطاع الصحي كما يتعين عليها إنشاء لجان متساوية األعضاء للوقاية واألمن داخل‬
‫كل مؤسسة يتجاوز عدد عمالها تسعة أفراد‪ ،‬وعلى المستوى المركزي أنشأت السلطة مجلس‬
‫وطني للنظافة واألمن وطب العمل يتمتع بصالحيات إستشارية في مجال السياسة الوطنية للوقاية‬
‫من األمراض المهنية ‪.‬‬
‫وعلى مستوى آخركلفت السلطة مفتشية العمل بالسهر على سيرطب العمل داخل المؤسسة وتحرير‬
‫المخالفات المتعلقة به كما لها سلطة توجيه إعذارللهيئة المستخدمة عند وجود تهاون في األمن‬
‫أو طب العمل‪.1‬‬
‫وإذا كان تشريع العمل في ظل أحكام القانون األساسي العام للعامل السابق والنصوص‬
‫التشريعية(أكثر من ‪91‬قانونا )والتنظيمية (أكثر من ‪011‬مرسوما)دعما للحماية القانونية للعامل‬
‫فإن التشريعات الجديدة قد أخذت منحى مغايرا من ح يث إكتفائها بالنص على مظاهرتلك الحماية‬
‫وإقرارها مبدئيا مع ترك أمرتفصيلها إلى كل من اإلتفاقيات الجماعية واألنظمة الداخلية للمؤسسات‬
‫تجسيدا للطابع التعاقدي لعالقة العمل ودعما وإحترامالمبدأي اإلستقاللية والمتاجرة اللذين تقوم‬
‫المؤسسة اإلقتصادية على أساسهما‪.2‬‬

‫‪-1‬األستاذ عجة الجياللي المرجع السابق الصفحة ‪.122‬‬


‫‪-2‬األستاذ دمحم الصغير بعلي تشريع العمل في الجزائردار العلوم للنشر والتوزيع الصفحة ‪.22‬‬

‫‪07‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫المبحث الثاني ‪:‬تعريف طبيب العمل ومهامه‬
‫إن المقصود بإلتزامات الهيئات المستخدمة في مجال طب العمل هي تلك الحقوق المقررة للعمال‬
‫في المادة ‪50/50‬من قانون عالقات العمل وباألمرالمتضمن القانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية ‪ ،‬السيما المادة ‪ 37‬منه‪.‬‬
‫إذ أن ما يعتبر حقا للعامل يعد واجبا أو إلتزاما في جانب الهيئة المستخدمة سواء أكانت هذه الهيئة‬
‫مؤسسة أو شركة أو مقاولة إقتصادية عامة أو خاصة أو إدارة تابعة لقطاع الوظيفة العمومية سواء‬
‫ما تعلق باإلدارات المركزية أو الالمركزية بمختلف أصنافها وطبيعتها‪.‬‬
‫كما ألزم المشرع أصحاب العمل بإتخاذ كل التدابير الوقائية لحماية صحة العمال السيما تشكيل‬
‫لجان الوقاية الصحية واألمن والنظافة التي يعتبر طبيب العمل عضوا فاعال فيها إضافة إلى إعداده‬
‫لمخطط الوقاية بمشاركة هذه اللجان‪ ،‬ويعتبر طبيب العمل مستشارا للهيئة المستخدمة في مجال‬
‫تحسين ظروف العمل والحياة والنظافة العامة في أماكن العمل كما يلعب طبيب العمل دورا أساسيا‬
‫في الكشف عن األمراض ذات الطابع المهني لكن رغم هذا فطبيب العمل ال يتمكن من أداء واجباته‬
‫بإستقاللية تامة وهو ال يتوفر على حماية كافية تحميه من تعسف صاحب العمل‪.1‬‬
‫إن الهيئة المستخدمة رتب المشرع عليها إلتزاما يتمثل في تحملها تحقيق داخل المؤسسة مقتضيات‬
‫طب العمل لصالح العمال أو الموظفين كما تقتضيه القوانين واألنظمة المتعلقة بطب العمل ‪.‬‬
‫أحاول في هذا المبحث أن أتعرض لتعريف طبيب العمل فأعرف كلمة الطب والعمل لغة‬
‫وإصطالحا إذا أن الكلمة مركبة من لفظتين طب و العمل حتى يتضح مفهوم كل من الكلمتين ثم‬
‫ندرس األهمية اإلجتماعية و القانونية واإلقتصادية لطب العمل والغايات التي يحققها للعامل‬
‫وللمؤسسة على السواء مع تحديد مهامه العالجية والوقائية ‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي طب العمل ومسؤولية الطبيب مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة الماستر تخصص قانون طبي‬
‫السنة الجامعية ‪ 4112-4112‬جامعة مستغانم الصفحة‪.11‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫المطلب األول ‪:‬تعريف طبيب العمل وأهمية طب العمل‬
‫فعلى غرار ماذهب إليه المشرع الفرنسي نص المشرع الجزائري على أحكام تشريعية وتنظيمية‬
‫تلزم صاحب العمل بإنشاءأجهزة وهياكل طبية للعمل على إعتبارأن طب العمل إلتزاما يلقى على‬
‫عاتق المؤسسة المستخدمة ويجب عليها التكفل به ‪.‬‬
‫وينظم طب العمل في أحد األشكال التي قررها المشرع وحسب أهمية المؤسسة المستخدمة فقد‬
‫تكون لكل هيئة مستخدمة مصلحة طبية خاصة وإذا تعذرذلك تكون مشتركة بين مجموعة من‬
‫الهيئا ت المستخدمة أو أن تبرم الهيئة المستخدمة إتفاقا مع القطاع الصحي حسب النموذج الموضح‬
‫بموجب النص التنظيمي وفي حالة ما إذا تعذرعل القطاع الصحي اإلستجابة إلى طلب المؤسسة‬
‫المستخدمة أو التخلي عن إلتزاماته يتعين على هذه األخيرة أن تبرم إتفاقا مع هيكل مختص في‬
‫طب العمل أو أي طبيب مؤهل ‪.1‬‬
‫لقد خصصت لهذا المطلب فرعين أفردت الفرع األول لتعريف طبيب العمل من خالل تعريف‬
‫الطب لغة وإصطالحا وتعريف العمل لغة وإصطالحا والفرع الثاني خصصته ألهميته طب العمل‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوز صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة عنها‬
‫دار الخلدونية الصفحة‪.422‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف طبيب العمل‬
‫إن هذا الحق غالبا مايقترن باألمن والنظافة إلرتباط هذا الحقوق إرتباطا وثيقا بعضها بالبعض‬
‫وكأنها عناصر متداخلة يكمل بعضها البعض اآلخر‪ ،‬ويعتبرطب العمل أحد المقومات اإلنسانية‬
‫لنظام الوقاية في المؤسسة ذلك أنه يهدف بالدرجة األولى إلى وقاية العمال من حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية ‪.‬ويعرف طب العمل على أنه الطب الذي يهتم بالعامل األجير أو الموظف في‬
‫مكان عمله ويشمل الناحية الصحية والعملية واإلنتاجية وخصوصا الوقاية منها‪ 1‬ومن مهام طبيب‬
‫العمل القيام بإجراء الفحوص المختلفة للعمال سواء بعد اإلصابة أو قبلها وخاصة العمال الجدد كما‬
‫يعمل طب العم ل على تعيين العمال في مواقع العمل تتناسب وقدراتهم البدنية والنفسية إضافة إلى‬
‫تكييف العمل مع الفرد‪.‬‬
‫وتعتبرحماية العمال بواسطة طب العمل جزء ال يتجزأ من السياسة الصحية الوطنية كما يعد طب‬
‫العمل من المواد األساسية التي ينبغي على مؤسسات القطاعين العام والخاص إدماجها ضمن‬
‫النشاط المهني قصد معرفة الحالة الصحية للعمال ومتابعتها منذ تشغيلهم بالمؤسسة وتأثيرها على‬
‫اإلنتاج وتفاديا لحوادث العمل التي ينتج معظمها عن إهمال الوضع الصحي للعمال ‪ ،‬إال أن طرق‬
‫الوقاية في أماكن العمل تعتمد على مسؤولية كل من المؤسسات المستخدمة ووزارة العمل‬
‫والضمان اإلجتماعي واألجيرنفسه إضافة إلى المختص الصحي في هذا المجال وهو طبيب العمل‪.‬‬
‫إن هذا الخطر المحدق بالعامل حتم على الدولة إتخاذ تدابيروقائية يمكن تصنيفها كما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تدابيرخاصة بالعامل أوالموظف تخص حالته النفسية واإلجتماعية ‪،‬وتظهر في قلة الوعي‬
‫الوقائي وعدم اإلهتمام بالحالة الصحية ‪،‬هذه الحاالت التي تؤثر سلبا على الوضع الصحي العام‬
‫للعامل أو الموظف‪.‬‬
‫‪ -4‬تدابيرمرتبطة بالبيئة والمحيط المهنيين مثل نقص اإلنارة على البصروالضجيج المؤثرعلى‬
‫السمع والغازات واألبخرة والغبارالمسببة لكثيرمن األمراض كالربووالحساسية وقلة اإلبصار‬
‫واألمراض الجلدية المختلفة ‪.‬‬
‫‪ -3‬تدابير تخص المواد المستعملة في أداء العمل وإنتاج المواد مثل اآلالت وسرعة دورانها أوعدم‬
‫صيانتها واإلنفجارات الواقعة والحرائق وأدوات الربط وسقوط األشياء الجامدة‪.‬‬

‫‪-1‬الموقع اإللكتروني‪:‬منتديات الموظف الجزائري ‪https://hrdiscussion.com/hr28180.html‬‬

‫‪20‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫أوال‪:‬تعريف الطب لغة وإصطالحا‬
‫سأتعرض في هذا الجزءإلى تعريف كلمة الطب لغة وإصطالحا ‪.‬‬
‫‪: -1‬تعريف الطب لغة‬
‫الطب‬ ‫بالطب‪ ،‬و َّ‬
‫الطب و ِ‬ ‫فطبيب من الطب وتعني عالج الجسم والنفس ورجل ِطب وطبيب أي عالم ِ‬
‫لغتان في الطب وقالوا تطبب له أي طلب له األطباء ومن أمثالهم في التفوق في الحاجة وتحسينها‬
‫ومن معاني كلمة الطب الرفق والطبيب الرفيق ‪ ،‬والطبيب الحاذق من الرجال الماهر بعلمه وكل‬
‫حاذق بعلمه طبيب عند العرب‪،‬ورجل طب أي عالم‪ ،‬ومن ثم مفهوم الطبيب عند أهل اللغة الحاذق‬
‫باألمور العالم بها وبه يسمى الطبيب الذي يعالج المرضى ‪.‬‬
‫وقد عرف قاموس ال روس الصغير المصور ‪ petit larousse illustré‬كلمة الطب على النحو‬
‫التالي‪ :‬إن كلمة الطب كلمة التينية ‪ medicina‬وتعني العلم الذي يهدف إلى حفظ الصحة أو‬
‫معالجة اإلختالالت الصحية ولذلك أطلق على من يمارس مهنة الطب طبيبا‪. médecin‬‬
‫يظهرمن هذه المعاني لكلمة الطب معنى يوحي بأنه علم من العلوم الطبية التي تهدف إلى حفظ‬
‫الصحة وترقيتها وإبعاد األمراض عنها وهو ما يسمى بالجانب الوقائي أو عالج اإلختالالت‬
‫الواقعة على الصحة عن طريق وصف أدوية مالئمة للقضاء على المرض وإرجاع الحال إلى ما‬
‫كانت عليه وهو ما يسمى بالجانب العالجي‪.‬‬
‫‪-4‬تعريف الطب إصطالحا‪:‬‬
‫إن الطب هو مهنة قديمة قدم المجتمعات اإلنسانية فقد تواجدت عبر العصور واألزمنة ‪ ،‬إذ لم يخل‬
‫منها مجتمع من المجتمعات القديمة أوالحديثة وإن إختلفت أساليبها وطرقها فقد إختلطت في‬
‫العصور البدائية باألعمال السحرية أو إعتمد فيها األشخاص على األعشاب المتوفرة لديهم والتي‬
‫يجمعونها من الطبيعة التي كانت تزخر بهذا النوع من األعشاب التي كان يرى فيها المتعاملون‬
‫معها بأنها وسيلة لعالج مخـتلف األمراض هي ما أصبح يسمى اليوم بالطب التقليدي أو البديل أو‬
‫الطبيعي‪ ،‬ولذلك فإن مهنة الطب قد صاحبت تطورالمجتمعات وإكتسبت خبرتها مع الممارسة‬
‫وتطور الوسائل العلمية والتكنولوجيا إلى أن أصبحت على الشكل والكيفية المالحظة في وقتنا‬
‫الراهن‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وقد عرف العالمة عبد الرحمن بن خلدون كلمة الطب في مقدمته بأنها صناعة تنظر في بدن‬
‫اإلنسان من حيث يمرض ويصح فيحاول صاحبها حفظ الصحة وبرء المرض باألدوية واألغذية‬
‫بعد أن يتبين المرض الذي يخص كل عضو من أعضاء البدن وأسباب تلك األمراض كما لكل‬
‫مرض من األدوية مستدلين على ذلك بأمزجة األدوية وقواها على المرض بالعالمات المؤدية‬
‫بنضجه وقبول الدواء‪.1‬‬
‫وعرف قاموس الروس الصغيرالمصور الطب بأنه " علم هدفه حفظ الصحة كعالج المرض "‪.‬‬
‫يظهر من خالل هذه التعاريف أن الطب بإعتباره مهنة فإن له مهمتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪- 1‬حفظ الصحة أي إتخاذ كل التدابير الوقائية لمنع المرض واألوبئة وهو ما يسمى في العلوم‬
‫الطبية الحديثة بالوقاية العامة والوقاية الخاصة وتطهير المياه والمحيط ومراقبة األغذية ومحاربة‬
‫التسممات وإتباع نظام غذائي معين ومحاربة التدخين والمشروبات الكحولية والمخدرات وغيرها‬
‫من الوسائل المسببة لألمراض العادية منها والمزمنة ويدخل في هذا المفهوم طب العمل الذي يعد‬
‫فرعا من العلوم الطبية الوقائية‪.‬‬
‫‪- 2‬عالج األمراض أي المبادرة بتشخيص األمراض عن طريق الفحص الطبي وإجراء التحاليل‬
‫البيولوجية والتصوير اإلشعاعي بمختلف أنواعه‪ ،‬ووصف األدوية المالئمة للمرض المشخص أو‬
‫إجراء العمليات الجراحية وغيرها من الوسائل الطبية التي تساعد على القضاء على المرض أو‬
‫على األقل التقليل منه‪ ،‬إن الطب بهذا المفهوم مهنة منظمة قانونا لها شروطها وهي فرع من‬
‫العلوم الطبيعية وعلوم الحياة تختص في تدرسيها كليات أو معاهد حسب األحوال‪ ،‬تسمى كلية‬
‫الطب والصيدلة وجراحة األسنان ويصنف األطباء حسب تأهيلهم العلمي والطبي إلى‪:‬‬
‫‪- 1‬ممارسين طبيين عامين‪.‬‬
‫‪- 2‬ممارسين طبيين أخصائيين‪.‬‬
‫يحدد التنظيم مدة دراستهم وبرامجهم والجوانب النظرية والتطبيقية ورتبهم وتخصصاتهم المتشعبة‬
‫ويصنفون حسب الممارسة إلى‪:‬‬

‫‪-1‬عبد الرحمن بن خلدون المقدمة مكتبة ومطبعة عبد الرحمن دمحم لنشر القرآن الكريم والكتب اإلسالمية القاهرة‪1121‬الصفحة‬
‫‪.321‬‬

‫‪22‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪ -‬أطباء يعملون لحسابهم الخاص في إطار عيادات خاصة ‪.‬‬
‫‪-‬أطباء يعملون في المؤسسات العمومية االستشفائية أو المؤسسات العمومية للصحة الجوارية‬
‫أو المراكز االستشفائية الجامعية‪.‬‬
‫إن علم الطب‪ ،‬بهذا المفهوم‪ ،‬يتفرع إلى ثالث شعب هي‪:‬‬
‫‪-1‬العلوم الطبية العامة واإلختصاصية بما في ذلك البيولوجية واإلشعاعية‪.‬‬
‫‪-2‬علوم طبية لجراحة األسنان عامة وإختصاصية‪.‬‬
‫‪-3‬علوم طبية صيدالنية‪.‬‬
‫حيث أنه ال يمكن ممارسة مهنة الطب إال من توفرت في الطبيب شروط قانونية وتنظيمية محددة‬
‫فالطبيب هو الشخص المرخص له قانونا بمزاولة مهنة الطب في المساس بجسم المريض أثناء‬
‫مباشرته للعمل الطبِي تحقيقا لمصلحة المريض في العالج أو الجراحة ‪ ،‬ومن ثم ال يمكن ألي كان‬
‫أن يمارس العمل الطبي وإال تعرض لعقوبات جزائية وهو ما يسمى بالممارسة غير الشرعية‬
‫للعمل الط ِبي‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬تعريف العمل لغة وإصطالحا‬
‫سأحاول في هذا المقام أن أعرف لفظة العمل لغة وإصطالحا‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف العمل لغة‬
‫أن لفظ العمل يقصد به المهنة أو الفعل اإلنساني والجمع أعمال وعمل عمال وأعمله غيره وإستعمله‬
‫وإستعمل فالن غيره إذا سأل أن يعمل له وإستعمله أي طلب إليه العمل وإستعمل فالنا إذا ولي‬
‫عمال من أعمال السلطان‪،‬و قال اإلمام األزهري اللغوي عمل فالنا العمل يعمله عمال فهو عامل‬
‫وعملة القوم يعملون بأيديهم ضروبا من العمل من طين أو حفر أو غيرها من األعمال وعمل عمال‬
‫أي صنع ومهن والعمل هو الفعل والعامل جمع عمال وعاملون وعملة كل من يعمل بيده أو من‬
‫يتولى أمور رجل في ماله وملكه وعمله كلمة العمل‪ travail‬كلمة التينية وتعني النشاط المبذول‬
‫إلنجاز أو فعل شيء ما وعمل أي مارس نشاطا أو مهنة ما ‪.‬‬
‫إن المتأمل في هذه التعاريف اللغوية لكلمة العمل تعني في عمومها كل نشاط أو جهد يقوم به‬
‫اإلنسان سواء أكان عمال يدويا أو فكريا أو يجمع بين اإلثنين معا ويتضمن أيضا العمل بمعناه‬
‫اإلصطالحي أي العمل التابع كما هو معروف في مفهوم قانون العمل ‪ ،‬ومن ثم فإن كلمة العمل‬
‫تعني مطلق النشاط منظما أوغير منظم مأجورا أو غير مأجور ‪ ،‬مستقال أو تابعا‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪-4‬تعريف العمل إصطالحا‬
‫هوالعمل الخاص التابع باألجر وهو الذي ينشأ عن عالقة العمل الفردية أو الجماعية أو النشاط‬
‫المنظم الذي يقوم به شخص يسمى العامل لصاحب عمل أو مستخدم أو مؤسسة أو إدارة مقابل أجر‬
‫معلوم ويكون لصاحب العمل اإلشراف والتوجيه والتأديب‪.1‬ولذلك فال يقصد بإصطالح قانون‬
‫العمل القانون الذي ينظم العمل بصفة عامة أي النشاط اإلنساني مطلقا وإنما القانون الذي ينظم‬
‫العمل الخاص التابع المأجور دون سواه ‪.‬‬
‫وعليه فإن التعاريف المختلفةالتي تتعلق بطب العمل هي ‪:‬‬
‫عرفه الدكتورأحمد ديب دشاش في كتابه الطب المهني بأن طب العمل ‪ :‬هو قسم من األمراض‬
‫السريرية مخصص لدراسة األمراض الناتجة عن تأثير أوساط إنتاجية سيئة تحوي عوامل مهنية‬
‫بنسبة زائدة عن الحد الطبيعي ‪.‬‬
‫إن هذا التعريف إنصب في تعريف طب العمل على الجانب الطبي المحض فقال أنه " ‪ :‬قسم من‬
‫األمراض السريرية مخـصص لدراسة األمراض الناتجة عن الوسط المهني ولم يعرفه تعريفا‬
‫قانونيا وقد تعرض المؤلف إلى دراسة األمراض المهنية والمتالزمات المهنية وهي األمراض‬
‫الناتجة عن المهنة والتسممات المهنية الكيماوية غير العضوية والتسممات المهنية الكيماوية‬
‫العضوية واألمراض المهنية الناجمة عن العوامل الفيزيائية‪ ،‬ثم تعرض في القسم الثاني من الكتاب‬
‫إلى الصحة المهنية والمتعلقة بالشروط الصحية الخاصة في البيئة العامة للمعمل أو المصنع‬
‫والشروط الخاصة بالعامل‪.‬‬
‫وإستنادا إلى محتويات هذا الكتاب نجد أن المؤلف قد أحاط بالجوانب التقنية والطبية التي يجب‬
‫على إختصاصي الطب المهني أن يتزود بها ويعمل في إطارها ولكن رغم أهمية هذه المعلومات‬
‫التقنية فإنه لم يتعرض بشكل دقيق إلى تعريف طب العمل من جوانبه القانونية واإلدارية‪.‬‬
‫وعرف طب العمل األستاذ حنوز‪ hannouz‬والطبيب الشرعي خذير دمحم بأنه طب وقائي أساسا‬
‫وعالجي إستثناءا مهمته وقاية وحماية العمال ضد حوادث العمل واألمراض المهنية والتعرف‬
‫ومراقبة العوامل المؤثرة في صحة العمال ويقوم برقابة صحتهم في فترات متتالية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 14‬من قانون ‪11/11‬المتعلق بعالقات العمل‪.‬‬


‫‪24‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫يالحظ أن هذا التعريف مستمد في عمومياته من القانون ‪ 50/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل السيما المادة ‪ 12‬منه ومن ثم فإن هذا التعريف ركز على إختصاصات طبيب العمل‬
‫دون أن يتعرض إلى كونه إلتزاما ملقى على عاتق المؤسسة وأنه حق للعامل كما أغفل أن طب‬
‫العمل مصلحة تتكفل بالرقابة من األمراض المهنية ودور طبيب العمل في الكشف عنها من خالل‬
‫مراقبته للوسط المهني ومن خالل الفحوص األولية والدورية واإلستثنائية ومشاركته بصفته عضوا‬
‫في لجان الوقاية واألمن داخل المؤسسة أو بصفته مستشارا للمؤسسة والعامل معا كما أن هذا‬
‫التعريف لم يتعرض إلى الجوانب التنظيمية لطب العمل وطرق تمويله وطبيعته وال تعقيب على‬
‫المؤلفين بإعتبارهما طبيبين ركزا في مؤلفهما على وظيفة رقابة طبيب العمل المفتش وكيفية إعداد‬
‫تقرير الخبرة عند وقوع حادث مهني أو إكتشاف مرض مهني معين‪.‬‬
‫أما األستاذ سجلماسي قايد سليمان واألستاذ قايد عبد الرحمن وهما أستاذان متخصصان في طب‬
‫العمل بالمركزاإلستشفائي الجامعي لوهران واألستاذ أوسكين عبد الحفيظ أستاذ العلوم القانونية‬
‫بجامعة وهران فإنهم لم يقدموا تعريفا واضحا لطب العمل ‪ ،‬ولكن يستخلص من خالل مناقشتهم‬
‫للقانون األساسي لطبيب العمل وتكوينه وكيفيات ممارسة طب العمل أن طب العمل هوطب وقائي‬
‫كقاعدة عامة وعالجي إستثناءا وتمويله وتنظيمه وإنشاؤه يعد إلتزاما على عاتق الهيئة المستخدمة ‪.‬‬
‫يعد مؤلف هؤالء األساتذة مؤلفا علميا جامعا لكل تفاصيل تنظيم العمل بإعتباره عمل مخبري‬
‫إستغرق وقتا معتبرا ويتبين من خالل محتوياته أن طب العمل يتميزبما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬طب وقائي يهدف باألساس إلى حماية صحة العمال من المخاطر المهنية ولذلك فإن مصطلح‬
‫طب العمل قدإستبدل بمصطلح الصحة في العمل‪ ،‬وهو يعني الوقاية بصفة عامة‪.‬‬
‫‪-2‬إن طب العمل قد يتضمن إستثناء العالج ومعالجة بعض األمراض المهنية أو التصدي للحوادث‬
‫المهنية وهذا اإلختصاص ال يخرجه عن طبيعته األصلية المتمثلة في الوقاية‪.‬‬
‫‪-3‬أنه مصلحة منظمة وممولة من الهيئة المستخدمة‪.‬‬
‫‪-4‬إن طب العمل قد مر بمراحل متعددة إلى أن وصل إلى هذا الشكل المعروف حاليا‪.‬‬
‫ولكن يؤخذ على هذا المؤلف أنه لم يتعرض بشكل دقيق إلى تعريف طب العمل حتى يتميز عن‬
‫غيره من التدابير الوقائية في الهيئة المستخدمة‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ فيساح جلول المرجع السابق الصفحة ‪.21‬‬

‫‪25‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫ونالحظ أن الكثير من الفقهاء قد تعرضوا أثناء شرحهم إللتزامات الهيئات المستخدمة في مجال‬
‫الصحة المهنية أو طب العمل فإنهم بإجماع قد ذكروا إلزامية إنشاء المصلحة والهدف من إنشائها‬
‫وإختصاصات طبيب العمل ‪ ،‬وطبيعة عمله المتمثل وكقاعدة عامة في الوقاية باإلضافة إلى صفته‬
‫مستشارا للمستخدم في مجال الصحة في العمل رغم أنهم لم يقدموا تعريفا واضحا لطب العمل‬
‫ويمكن أن يستنبط من نص المادة ‪ 12‬من القانون‪ 50-88‬بأن طب العمل وسيلة إجبارية لحماية‬
‫صحة العمال من األخطار والحوادث المهنية وهو جزء من السياسة الصحية الوطنية ‪ ،‬ومهمة طب‬
‫العمل هي وقائية أساسا وعالجية أحيانا ‪ ،‬إضافة إلى نص المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 325-31‬المتعلق بتنظيم طب العمل المتضمن الفحص الطبِي للتشغيل المنصوص عليه في المادة‬
‫‪17‬من القانون ‪07-88‬أن مصلحة طب العمل التي يستوجب على الهيئة المستخدمة إنشاءها هي‬
‫مصلحة وقائية هدفها حماية العمال من كل خطر قد يمس بصحتهم فإن المشرع وإن لم يعرف طب‬
‫العمل أو الصحة في العمل إال أنه حينما يبين أهداف طب العمل وإختصاصات طبيب العمل فإنه‬
‫ترك المجال للدارسين إلستخالص تعريف لطب العمل من خالل هذه النصوص القانونية والذي‬
‫يكون كالتالي إن تعريف طب العمل من النظرالقانوني هو وسيلة إجبارية تتكفل الهيئة المستخدمة‬
‫بإنشائها وتهدف إلى الحفاظ على صحة العامل وترقيتها ومهمتها هي وقائية أساسا و تمارس‬
‫العالج إستثنائيا السيما العالج اإلستعجالي باإلضافة إلى مهام وقائية تتعلق بتسييرالموارد البشرية‬
‫ودور طبيب العمل في لجان األمن والنظافة في المؤسسة ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن القانون‪ 50/88‬والمرسوم التنفيذي ‪ 325/31‬يجدان شرعيتها في المادة ‪05‬‬
‫من دستور ‪ 3331‬التي تنص على أن ‪:‬‬
‫"الرعاية الصحية حق للمواطنين ‪ ،‬وتتكفل الدولة بالوقاية من األمراض الوبائية والمعدية‬
‫وبمكافحتها"‪ ،‬يستخلص من هذه المادة الدستورية أن الدولة لها واجب التكفل باألمراض الوبائية‬
‫والمعدية‪ ،‬وهي ذاتها األمراض الوقائية التي تعتبر من صميم طب العمل بإعتباره طبا وقائيا‬
‫يمارس في الوسط المهني‪ ،‬ومن ثم فإن طب العمل هو حق دستوري منظم يعد من الحقوق‬
‫األساسية الدستورية التي يجب العمل على صيانتها وتنفيذها من قبل المؤسسات واإلدارات‬
‫والشركات صناعية كانت أو تجارية أو مؤسسات خدمات أو خواص ومهما كانت طبيعتها القانونية‬
‫أو التنظيمية و التقيد بأحكامها‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وتجد هذه المادة الدستورية سندها في المادة ‪ 25‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان الصادر‬
‫في ‪1948/12/10‬حيث تنص في فقرتها األولى على أنه" لكل شخص الحق في مستوى معيشة‬
‫مناسب لصحته ورفاهيته هووأسرته ويشمل ذلك الغذاء والكساء واإلسكان والرعاية الطبية‬
‫والخدمات الصناعية الضرورية"‪ ،‬وتنص المادة ‪ 12‬من العهد الدولي للحقوق اإلقتصادية في‬
‫فقرتها الثانية في المقطع ب على" تحسين كل جوانب الصحة البيئية والصناعية مع القدرة على‬
‫السيطرة على األمراض الوبائية والمسرطنة والمهنية وغيرها من األمراض "‪.‬‬
‫وكذلك اإلتفاقية رقم ‪ 155‬لسنة ‪ 1981‬المتعلقة بشأن السالمة والصحة المهنيين وبيئة العمل وقد‬
‫دخلت هذه اإلتفاقية حيز التنفيذ في ‪ 3381/58/33‬والصادرة عن منظمة العمل الدولية‪.‬‬
‫يتبين من خالل المادة ‪ 54‬من دستور ‪ 1996‬ومواثيق حقوق اإلنسان والعهد الدولي للحقوق‬
‫اإلقتصادية وإتفاقيات منظمة العمل الدولية ومكتب العمل الدولي بأنها لم تتعرض إلى تعريف طب‬
‫العمل أو بيان خصائصه وإنما ركزت على إلزامية الرعاية الصحية بصفة عامة سواء على‬
‫المستوى الفردي أو الوسط المهني ‪ ،‬ولكن يمكن فهم تكفل الدولة باألمراض الوبائية والمعدية‬
‫والصحة المهنية بأنها تقصد بالضرورة طب العمل بإعتباره طبا وقائيا يتكفل بالصحة المهنية‬
‫للعامل سواء كان عامال في المؤسسات اإلقتصادية أواإلنتاجية أو الخدماتية أو موظفي الدولة الذين‬
‫يخضعون ألحكام قانون الوظيفة العمومية‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى إقتراح تعريف لطب العمل يمكن‬
‫أن يكون ملما بجميع عناصره ويتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫إن طب العمل هو طب وقائي أساسا وعالجي وتمريضي إستثناء يهدف إلى حماية صحة العمال‬
‫والموظفين من المخاطر المهنية أو الوظيفية والحوادث المهنية‪ ،‬وهو حق دستوري وقانوني للعامل‬
‫والموظف على السواء من بين حقوق العمال أو الموظفين ‪ ،‬وإلتزام على عاتق اإلدارة أو المؤسسة‬
‫المستخدمة ‪ ،‬يمارسه أطباء مختصون في فرع من فروع العلوم الطبية والمتمثل في تخصص طب‬
‫العمل كقاعدة عامة أو إستثناء وعند الضرورة أطباء عامون ‪ ،‬ويمارس وفقا لكيفيات ووسائل‬
‫يحددها القانون أو التنظيم أو اإلتفاقيات الجماعية للعمل وتخضع هذه الممارسة كغيرها من الحقوق‬
‫إلى رقابة مفتشيه العمل المختصة إقليميا وبتوجيه من قطاع الصحة العمومية‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ فيساح جلول المرجع السابق الصفحة ‪.33‬‬

‫‪27‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫يمكن أن نستخلص من هذا التعريف العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-1‬إن طب العمل هو في األصل وكقاعدة عامة طب وقائي أي أن مهمته األساسية هي الوقاية‬
‫من األخطارالمهنية المحدقة بالعمال وإقتراح التدابير واإلجراءات الوقائية وتنقية بيئة العمل من‬
‫كل خطر أو ضرر قد ينتج في الوسط المهني من جراء إستعمال اآلالت واألجهزة المستعملة‬
‫كأدوات إنتاج أو خدمات وإقتراح الحلول الممكنة لتأمين هذه البيئة المهنية‪.‬‬
‫‪-2‬إن طب العمل يمكن أن يتكفل بالعالج وتقديم اإلسعافات األولية للعمال أو الموظفين في‬
‫الحاالت اإلستعجالية التي يمكن أن يتعرض لها العامل أو الموظف أثناء ممارسة عمله كحوادث‬
‫العمل أو اإلغماءات التي يمكن أن يصاب بها عامل أو موظف من جراء ضوضاء اآلالت أو‬
‫حرارة المكان أو ضيق التنفس المسببة بسبب الغبار أو األبخرة أو الغازات وعليه اليمكن لطب‬
‫العمل أن يتولى مهمة العالج بصفة عادية ومعتادة وإنما هو حالة إستثنائية تبررها ظروف العمل‬
‫وحالة العامل أو الموظف المصاب ‪ ،‬وبعد ذلك يوجه العامل المصاب ‪ ،‬بعد تقديم اإلسعافات‬
‫األولية له ‪ ،‬إلى طبيبه المعالج أو إلى أقرب مؤسسة عمومية إستشفائية أو مؤسسة عمومية للصحة‬
‫الجوارية أو إلى عيادة خاصة عند اإلقتضاء ‪ ،‬ويرى البعض أن هذه المهمة العالجية تعرقل مهمة‬
‫طبيب العمل الوقائية‪.‬‬
‫‪-3‬إن طب العمل يهدف أساسا إلى حماية صحة العامل أو الموظف من كل األخطار التي يمكن أن‬
‫يتعرض لها هذا األخير‪ ،‬وحمايته من حوادث العمل وتشخيص األمراض المهنية ودراسة مناصب‬
‫العمل حتى تكون مالئمة له بكيفية جيدة ومريحة‪.‬‬
‫‪-4‬أن طب العمل إذا كان حقا للعامل أو الموظف فإنه إلتزام ألقاه المشرع على عاتق اإلدارة أو‬
‫المؤسسة فهي ملزمة بإنشائه وتنظيمه وتمويله وتوفير مصلحة طب العمل ‪ ،‬ومن ثم فإن طب‬
‫العمل ليس تكرما من اإلدارة لصالح العامل ‪ ،‬بل هو إلتزام أساسي في جانبها يجب عليها تنفيذه‬
‫وتوفيره على الوجه األكمل‪.‬‬
‫‪-5‬إن طب العمل ال يمارسه أي كان وإنما يضطلع به أطباء مختصون في طب العمل أي أطباء‬
‫حاصلون على شهادة الدراسات المتخصصة في طب العمل أو دبلوم الدراسات المتخصصة في‬
‫طب العمل‪ ،‬وعند اإلقتضاء وفي حالة غياب أطباء مختصين وإستجابة لحاجات المؤسسة فإنه‬
‫يمكن أن يتكفل بطب العمل إستثناء ‪ ،‬وعند الضرورة أطباء عامون أي أطباء حاصلون على‬
‫دكتوراه في الطب العام ومع اإللمام بالمقتضيات األساسية في طب العمل‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪-6‬إن ممارسة طب العمل قد حدد لها المشرع كيفيات وطرق وحسب عدد العمال‪ ،‬وفي دورات‬
‫معينة ووفقا للمتعاقد سواء أكان طبيب العمل عامال ينتمي إلى المؤسسة أو طبيبا خاصا متعاقدا أو‬
‫منتدبا من المؤسسة الصحية العمومية باإلضافة إلى القانون أو التنظيم قد عدد له مجاالت عمله‬
‫بصفته طبيب وقاية ومستشارا للمؤسسة ‪.‬‬
‫‪-7‬أصبح طب العمل حقا دستوريا وقانونيا نص عليه الدستور وإعتبره من الحقوق العامة كما‬
‫تولى القانون تنظيمه‪.‬‬
‫‪-8‬إن طب العمل يخضع في تطبيقه إلى المفتشية الطبية للعمل‪ ،‬حيث أن الطبيب المفتش للعمل هو‬
‫طبيب إختصاصي في طب العمل يعين بقرار من وزارة الصحة والسكان وإصالح المستشفيات‬
‫يحدد إختصاصه اإلقليمي ‪ ،‬ويكلف بتطبيق قانون العمل وعلى الخصوص تطبيق المخطط الطبي‬
‫)تنظيم سير هياكل طب العمل (بالتنسيق مع مفتشية العمل والمؤسسات األخرى المعنية‪،‬كما تتولى‬
‫مفتشية العمل المختصة إقليميا مهمة رقابة مدى تطبيق أحكام طب العمل في المؤسسات‬
‫واإلجراءات المتبعة ومدى توفر الشروط الخاصة لطب العمل وترفع تقاريرها عند اإلخالل بهذه‬
‫األحكام إلى السلطات المختصة‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية طب العمل‬
‫إن لطب العمل أهمية قصوى في الحفاظ على قدرة العامل أو الموظف اإلنتاجية وتحقيق التوازن‬
‫النفسي له وخلق بيئة عمل محفزة له تقيه مخاطرالعمل وتجنبه األمراض المختلفة الناتجة عن‬
‫المهنة أوالوظيفة بما ترتب له من أسباب الراحة والرفاهية والتهيئة للمنصب المشغول وإيجاد‬
‫الظروف الصحية والوقائية المناسبة ألداء العمل‪ ،‬ليكون العامل موردا بشريا فعاال ومنتجا ‪.‬‬
‫أوال‪-‬أهمية طب العمل اإلجتماعية‪:‬‬
‫إن طموح العامل بأشغال العمل واإلستمرار فيه قد تشكل جزءا مهما من ظروف العمل التي‬
‫يعيشها إذ أن هناك الكثيرمن المفاهيم لظروف العمل‪ ،‬فاإلقتصاديون يعتقدون بأن ظروف العمل‬
‫تتجلى في األجور أوالمرتبات العالية التي يتقاضاها العمال أو الموظفون ذلك أن العمل بالنسبة‬
‫لهؤالء سلعة تباع وتشتًرى في السوق وتشكل العنصر األساسي في عملية اإلنتاج‪.‬‬
‫وهناك باحثون ومفكرون آخرون يعتقدون بأن األجورأوالمرتبات ليست هي هدف العامل أو‬
‫الموظف األول واألخير طالما أن هناك أمورا أخرى يتمناها العامل أكثر من األجور كالظروف‬
‫اإلجتماعية الجيدة للعامل والعالقات اإلجتماعية اإليجابية لإلدارة ويبحث هؤالء الباحثون أكثرمن‬
‫هذا ويقولون بأن مطالبة العمال بزيادة األجورما هي إال تعبيرعن عدم رضاهم وقناعتهم بالظروف‬
‫اإلجتماعية والمادية والنفسية التي يعملون فيها‪ ،‬وتأسيسا على ذلك فإن طب العمل يعمل على خلق‬
‫بيئة عمل إجتماعية تتوفر فيها شروط األمن الصناعي وتوفر النظافة ووجود تسهيالت اإلضاءة‬
‫والتدفئة والتبريد والجو الصحي المالئم وإلى جانب هذا فإن طب العمل بالتنسيق مع المصلحة‬
‫النفسية للمؤسسة يحقق للعامل أو الموظف ثالث غايات هي على الخصوص ‪:‬‬
‫‪-1‬قدرة العامل أو الموظف على سد حاجاته اإلنفعالية‪.‬‬
‫‪-2‬تحقيق العامل لإلستقاللية‪.‬‬
‫‪-3‬إطمئنان العامل أوالموظف إلى مستقبله‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬أهمية طب العمل القانونية واإلقتصادية والتحفيزية‪:‬‬
‫‪ -1‬أهمية طب العمل من الناحية القانونية‪:‬‬
‫تظهر هذه األهمية القانونية لطب العمل في كونه إلتزاما على عاتق المستخدم يتوجب عليه إنشاءه‬
‫في مؤسسته أو إدارته أو شركته والعمل على توفير األجهزة واألدوات اإلسعافية األولية‬
‫وتخصيص ممارس طبِي عام للقيام بمهام طب العمل‪ ،‬وبالمقابل فإن طب العمل يعد حقا ثابتا‬
‫وأصيال من بين حقوق العمال األمر الذي يستدعي من المشرع النص على هذا الحق األساسي‬
‫‪30‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫في الدستور والقوانين المتعلقة بالطب الوقائي وإلتزام السلطة التنفيذية بإصدار التنظيم المالئم‬
‫والمتكامل لتفصيل وتدقيق الجوانب المختلفة لكل ما تعلق بطب العمل‪.‬‬
‫إن أهمية طب العمل من الناحية القانونية تظهر جليا في إهتمام المشرع بتنظيم محيط العمل‬
‫أو بيئته صحيا بنصوص دستورية وقانونية وتنظيمية باإلضافة إلى اإلتفاقيات الجماعية التي‬
‫أصبحت تتضمن حق العامل في اإلستفادة من طب العمل‪ ،‬بل أصبح طب العمل مطلبا إحتجاجيا‬
‫للممثلين النقابيين كماهو الحال في نقابات التًربية‪.‬‬
‫ووفقا للتشريع الجزائري تتمثل واجبات العامل األساسية في مراعاة تدابيرالوقاية الصحية واألمن‬
‫المعدة من طرف المستخدم طبقا للتشريع والنظام الداخلي‪ ،‬وتقبل كافة أنواع الرقابة الطبية سواء‬
‫الداخلية أو الخارجية ضمن سياق طب العمل‪ ،‬وفي مقابل ذلك نجد حق العامل في طلب إجراء أم‬
‫فحص ط ِبي وتمكينه من منصب العمل الموافق لقدراته الصحية والفيزيولوجية ‪.‬‬
‫‪ -2‬أهمية طب العمل اإلقتصادية‪:‬‬
‫يعتبر طب العمل للعمال حقا من حقوقهم فالعامل أوالموظف هو مصدر العمل واإلنتاج أو الخدمة‬
‫وهو العامل األول في اإلقتصاد الوطني ولذا ينبغي أن يكون عائد التنمية وقفا عليه وحقا من‬
‫حقوقه‪ ،‬ومما الشك فيه أن رفع الكفاية اإلنتاجية للعامل وتحسين أداء الخدمة للموظف في الدول‬
‫النامية مثل الجزائر يأتي عن طريق رفع مستواه الصحي‪ ،‬فالعامل العليل ال يستطيع مواصلة‬
‫الجهد وبذله داخل العملية اإلنتاجية بينما العامل السليم الجسم والعقل هو المورد البشري الذي‬
‫يستطيع أن يشارك مشاركة جيدة وفعالة في العمل واإلنتاج ‪.‬‬
‫وقد كانت الدول تنظر إلى الخدمات الصحية بما فيها طب العمل على أنها خدمات إجتماعية‬
‫ليست ذات صفة إنتاجية‪ ،‬تجود بها الدولة أو المؤسسة وتمنحها للعمال أوالموظفين متى توفر لديها‬
‫فائض في ميزانيتها أما إذا قلت تلك الموارد فإنها تمنعها عن العمال وال تلتزم بها ‪ ،‬ولكن تلك‬
‫النظرة قد تغيرت بعدما تبين أن خطط التنمية ال تقف فقط على رأس المال المادي وإنما البد من‬
‫العامل الذي يستثمرهذا المال‪ ،‬أي العامل المتعلم المثقف المدرب المكتمل الصحة هو ما يطلق عليه‬
‫اإلقتصاديون " رأس المال اإلنساني "الذي يتمكن من تحقيق خطط التنمية اإلقتصادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬باإلضافة إلى أن طب العمل يقلل التكاليف عن المؤسسة‪ ،‬وهي التكاليف المالية التي‬
‫تنفقها المؤسسة على العامل المصاب أو المريض مرضا مهنيا‪ ،‬وهي تكاليف باهظة تؤثر سلبا‬
‫على ميزانية المؤسسة فضال عن تعطيل الطاقة اإلنتاجية لدى العامل أوالموظف‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪-3‬أهمية طب العمل من حيث التحفيز و مفهوم الدافع‪:‬‬
‫والدافع هو"هو مجموعة العوامل الداخلية المنشطة والقوى الموجهة لتصرفات العمال "وعلى هذا‬
‫األساس فوراء كل سلوك دافع ووراء كل دافع حاجة ووراء كل حاجة سبب‪ ،‬والسلوك يسعى دائما‬
‫لتحقيق هدف ‪ ،‬إن الدافع يؤدى إلى نشوء السلوك لدى كل عامل فاإلختالف يظهر في نوع السلوك‬
‫الذي يقوم به العامل فقط‪ ،‬ويرجع هذا اإلختالف إلى مجموعة من األسباب التي تتمثل في الخبرات‬
‫السابقة للفرد والنظم اإلدارية السائدة ونظم المكافآت المادية والمعنوية والعالقة بين الجماعات‬
‫الصغيرة ودراسة الدافع يفيد الهيئات المستخدمة في‪:‬‬
‫‪-1‬فهم سلوك العامل أو الموظف أو العامل وتفسيره بإتجاهاته المختلفة‪.‬‬
‫‪-2‬تفسير إختالف تصرفات العمال تجاه نفس الحافز‪.‬‬
‫‪-3‬تمكن دراسة الدوافع الهيئات المستخدمة من القدرة على التنبؤ بسلوك العمال أو الموظفين وذلك‬
‫بتحديدهم للدوافع التي تؤدى إلى تكرار سلوك معين في ظل الظروف المشابهة ‪.‬‬
‫يظهر مما سبق أن طب العمل إذا إستخدم اإلستخدام األمثل وشعر العامل أو الموظف أنه متكفل به‬
‫صحيا ووقائيا يكون حافزا له على أداء العمل الجيد ويخلق في نفسه األمان وحب اإلبداع وبذل‬
‫الجهد مما يزيد في كفاية اإلنتاج وجودته ويؤدي إلى تحقيق خدمة عالية الجودة تسر طالبها‬
‫وترضي مستعملي المرافق العمومية‪.‬‬
‫وعليه فإن طب العمل وما يوفره للعامل أو الموظف من أمن ونظافة ورعاية صحية وإسعافات‬
‫أولية وما يقوم به من إجراءات وقائية من المخاطر الصناعية أو الخدماتية واألمراض المهنية يعد‬
‫حافزا قويا وعامال مساعدا على إقبال العامل أو الموظف على العمل بإطمئنان وروح معنوية‬
‫عالية‪ ،‬وإن كان في الواقع العملي أن هذا الحافز الهام مازال لم يبلغ مرتبته الحقيقية بعد ألسباب‬
‫عديدة ‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ فيساح جلول المرجع السابق الصفحة‪. 11‬‬

‫‪32‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام طبيب العمل‬
‫تتعدد مهام طبيب العمل وإن كانت تصنف على أنها تدابيروقائية أساسا عالجية إستثناءا ولهذا‬
‫فإن له صالحيات متعددة يمارسها على مستوى المؤسسة المستخدمة بإعتباره طبيبا مختصا‬
‫ويستمد صالحياته ومهامه من القانون والتنظيم الساري المفعول السيما القانون رقم‪ 70/88‬المتعلق‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمرسوم التنفيذي رقم ‪027/39‬المتعلق بتنظيم طب العمل‬
‫والمرسوم التنفيذي رقم‪ 73/70‬المتعلق باللجان المتساوية األعضاء ومندوبي الوقاية الصحية‬
‫واألمن والمرسوم التنفيذي رقم‪ 07/ 05‬المحدد لصالحيات لجنة ما بين المؤسسات للوقاية الصحية‬
‫واألمن وتشكيلها وتنظيمها وسيرها‪،‬والمرسوم التنفيذي رقم‪ 00/ 05‬المؤرخ في ‪2770/70/78‬‬
‫المحدد لشروط إنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل وتنظيمها وسيرها وكذا‬
‫صالحياتها فضال عن القرارات المتخذة من قبل وزارة الصحة ووزارة العمل والضمان‬
‫اإلجتماعي والتشغيل وكذا اإلتفاقيات الجماعية للعمل والنظام الداخلي للمؤسسة ‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد فإنه يجب عليه معرفة مناصب العمل ودراستها مع الهيئات المختصة‪ ،‬وال يكتفي‬
‫طبيب العمل بإعداد قائمة هذه المناصب بل يجب عليه أن يقوم بدراستها دراسة وافية وتتضمن هذه‬
‫الدراسة لمناصب العمل النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الوضعية الجغرافية لمنصب العمل ‪.‬‬
‫‪ -‬الحركات واألفعال التي يقوم بها العامل إلنجاز األنشطة الموكولة إليه ‪.‬‬
‫‪ -‬األعباء المادية ‪.‬‬
‫‪ -‬المحيط الذي يقع فيه منصب العمل ‪.‬‬
‫والهيئات المستخدمة تستغل هذه اإلحصائيات واإلقتراحات المقدمة وتعمل على أساسها على‬
‫تحسين بيئة العمل مما ينعكس على الوضعية الصحية للعمال‪.‬‬
‫كما يلتزم طبيب العمل بإعداد ملف طبي لكل عامل ‪ ،‬وال يبلغ إال لطبيب العمل المفتش المختص‬
‫إقليميا على أن يتمم هذا الملف بعد كل فحص طبي الحق تحدد مدة حفظ الملف الطبي ‪07‬سنوات‬
‫بعد تاريخ اإلحالة على التقاعد‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة‬
‫عنها دار الخلدونية الصفحة‪.322‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع األول ‪:‬صالحيات طبيب العمل الوقائية‬
‫خالفا للمشرع الفرنسي الذي يحصردور طبيب العمل في الوقاية فإن المشرع الجزائري يعتبرها‬
‫مهمته األساسية طبقا ألحكام المادة‪02‬من قانون ‪70/88‬والتي تفصلها بنصوص قانون طب العمل‬
‫حيث يعد هذا األخير مجموعة من الصالحيات الممنوحة لطبيب العمل في هذا اإلطار‪.1‬‬
‫وتتميز مهمة طبيب العمل بأنها وقائية في األساس وعالجية بالتبعية حيث يتولى مراقبة وإزالة‬
‫العوارض التي تؤثرعلى صحة العمال وتقييم مستوى صحة العمال وتقديم العالجات اإلستعجالية‪.3‬‬
‫أوال‪-‬القيام بالفحوصات الطبيةاإلجبارية‬
‫‪-1‬فحص أهلية شغل منصب العمل‬
‫أ‪-‬حالة التعيين في منصب العمل أو الفحص الطبي األولي للتشغيل‬
‫إن الفحص الطبي األولي له أهميته وأهدافه وكيفيات إجرائه مما يدعو األمر إلى تحديد مفهومه‬
‫وإبراز عناصره ومدى إلتزام المؤسسة المستخدمة بتنفيذه‪.2‬‬
‫أ‪ -1-‬مفهوم الفحص الطبي األولي للتشغيل‪:‬‬
‫ويشمل الفحص الطبي فحص سريري والذي يشمل جميع الجوانب العضوية والعقلية والنفسية‬
‫وفحوص شبه سريرية مالئمة ويركز الطبيب في هذا الفحص على حالة مرضية معينة مثل‬
‫األمراض التنفسية الناتجة عن مواد كيماوية أو أمراض الجلد المهنيةحسب ما ورد في نص المادة‬
‫‪ 09‬من المرسوم التنفيذي ‪ 027/39‬لهذا كان لزاما على من يريد اإللتحاق بالعمل أن يخضع‬
‫للفحص الطبي األولي السابق على العمل للتعرف على سوابقه المرضية والعمل الذي سيمارسه‬
‫العامل قد يكون مختلفا من حيث طبيعته وخصوصيته وخطورته‪.‬‬
‫والبد أن تجري المؤسسة المستخدمة فحصا سريريا ويشمل الفحص العام من وزن وطول وفحص‬
‫الد م والجلد والجهاز الهضمي والعيون والغدد الصماء واألمراض التناسلية واألمراض القلبية‬
‫والجهاز البولي‪ ،‬وعلى أساس هذا الفحص الطبي تتخذ الهيئة المستخدمة قرارها إما بتشغيله أو‬
‫صرف النظر عن تشغيله أو إسناد منصب عمل له يتوافق وقدرته الصحية‪.4‬‬

‫‪ -0‬األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي المرجع السابق الصفحة‪.11‬‬


‫‪-3‬األستاذ عجة الجياللي المرجع السابق الصفحة‪.323‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 11‬من القانون ‪ 71/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي ‪137/12‬المتعلق بتنظيم طب العمل ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫وإستنادا إلى ما سبق يعرف الفحص الطبي بأنه إجراء طبي يقوم به طبيب العمل المختص‬
‫أو المرخص له للتعرف على الحالة الصحية للعامل بإستخدام الوسائل واألجهزة الطبية‬
‫المتخصصة اإلشعاعية والمخبرية‪ ،‬وهو إلزامي يخضع له العامل‪.1‬‬
‫أ‪-3-‬أهداف الفحص الطبي األولي للتشغيل‪:‬‬
‫إن الفحص الطبي األولي نظرا ألهميته القصوى فإنه يرمي إلى تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪-1‬البحث عن سالمة العامل من أي داء خطير على بقية العمال‪.‬‬
‫‪-2‬التأكد أن العامل مستعد صحيا للمنصب المرشح لشغله‪.‬‬
‫‪-3‬إدخال التعديالت على منصب العمل‪.‬‬
‫‪ -4‬الفحص الجديد وإستشارة طبيب مختص‪.‬‬
‫‪-5‬البحث عن المناصب المالئمة للمترشح‪.‬‬
‫أ‪ -2-‬كيفية إجراء الفحص الطبي األولي ومكان إجرائه‪:‬‬
‫فإذا كانت الهيئة المستخدمة تتوفرعلى مصلحة لطب العمل‪ ،‬فإنها تعين يوما أو أياما حسب عدد‬
‫المترشحين وتستدعي المترشحين لهذا الفحص بإستدعاءات فردية‪ ،‬ويكون ذلك بإتفاق مع رئيس‬
‫المؤسسة المستخدمة وطبيب العمل ومساعديه الشبه الطبيين أما إذاكانت مصلحة طب العمل تندرج‬
‫في إطار الهيئة ما بين المؤسسات فإن هذه األخيرة تقوم بتنظيم العمليةأما إذا كانت الهيئة‬
‫المستخدمة ال تتوفرعلى مصلحة لطب العمل وكانت قد أبرمت إتفاقية نموذجية مع المؤسسة‬
‫العمومية اإلستشفائية أو المؤسسة العمومية للصحة الجوارية فيوجه المترشحون إلى المؤسسة‬
‫الصحية في ساعات معلومة لفحصهم وإما أن طبيب المؤسسة الصحية ينتقل إلى مقر المؤسسة‬
‫المستخدمة إلجراء هذا الفحص بشرط أن تتوفر على مكان مالئم إلجراء هذا الفحص الطبي‪.‬‬
‫إن قبول المترشح للعمل وإخطاره بذلك تجعل منه في حكم العامل وتقع عليه إلتزامات أو واجبات‬
‫تنبثق من التشريع أو اإلتفاقية الجماعية والنظام الداخلي للهيئة المستخدمة وأهم اإللتزامات تتمثل‬
‫في ‪ :‬إلتزام الخضوع للفحوص الطبية عمال بأحكام القانون ‪ 70/88‬المتضمن الوقاية والصحة‬
‫وطب العمل ‪.3‬‬

‫‪-1‬األستاذ فيساح جلول المرجع السابق الصفحة ‪.184‬‬


‫‪-3‬األستاذ خليفي عبد الرحمن المرجع السابق الصفحة ‪.23‬‬

‫‪35‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫العامل‪:‬‬ ‫ب ‪-‬الفحص الطبي الخاص بتحويل‬
‫قد يعين المترشح للعمل في منصب عمل محدد ويباشرعمله فيه‪ ،‬بعد خضوعه للفحص الطبي‬
‫اإلبتدائي للتأكد من صالحيته الصحية لتحمل أعباء المنصب المعين فيه باإلضافة إلى خضوعه‬
‫إجباريا لفحوص طبية دورية وفقا لكيفيات تحددها الهيئة المستخدمة ‪ ،1‬ولكن بعد فترة من أداء‬
‫عمله قد تقصرأو تطول يرغب في تبديل منصب عمله بمنصب عمل آخر جديد ‪ ،‬ففي هذه‬
‫الحالةعلى العامل الراغب في تبديل منصب عمله لدواعي صحية أو لترقية جديدة إستفاد منها في‬
‫إطارمساره المهني‪ ،‬أوأن إدارته إتخذت قرارا بتحويله إلى منصب عمل آخر لداعي المصلحة‬
‫العامة يجب أن يخضع لفحص طبي جديد ويشترط فيه‪:‬‬
‫‪-0‬أن يكون هذا العامل قد حاز صفة العامل من قبل أي أن يكون قد عينت له إدارته منصب عمل‬
‫وشرع في أداء مهامه‪ ،‬ويرغب في أن يحول إلى منصب عمل إما بإرادته أو رغما عنه‪.‬‬
‫‪-2‬إن نص المادة ‪ 14‬جاء عاما إذ عبرت المادة بصيغة العموم إذ ان لفظ" كل "من ألفاظ العموم‬
‫وعليه فإن كل تحويل لمنصب عمل جديد سواء كان هذا المنصب بسيطا أو ينطوي على أخطار‬
‫مهنية‪ ،‬أو يكون قد مارسه العامل من قبل ويعرف جزئياته وأخطاره أو لم يكن قد مارسه أصال‪.‬‬
‫ويهدف هذا الفحص الخاص إلى التأكد بصورة واضحة من أن العامل المحول إلى هذا المنصب‬
‫جدير وأهل له من الناحية الصحية بمفهومها الواسع ‪ ،‬ألن الفحص الطبي يبين مدى صالحية هذا‬
‫العامل لهذا المنصب المترشح لشغله أوأنه غير أهل له‪.‬‬
‫إن هذا الفحص الجديد والخاص بالتحويل إلى منصب عمل جديد هو إجباري يجب على العامل أن‬
‫يخضع له وال يمكن له رفضه بحجة أنه قد خضع لفحص دوري أو أولي‪ ،‬كما ال يمكن لطبيب‬
‫العمل إهماله أو التساهل فيه ‪ ،‬ألن المادة ‪ 14‬تضمنت هذا اإللزام وإجبارية إجرائه شريطة أن تعلم‬
‫الهيئة المستخدمة طبيب العمل وتحيل عليه العامل محل التحويل حتى يتمكن العامل من ممارسة‬
‫عمله بجدارة وكفاءة وأريحية وتتأكد الهيئة المستخدمة أن هذا العامل جدير بهذا المنصب وأن‬
‫حالته الصحية والبدنية والفكرية والنفسية تسمح له بشغل هذا المنصب الجديد‪.‬‬

‫‪-1‬المادة‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 137/ 93‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫ج‪ -‬فحص إستئناف العمل‪:‬‬
‫ويشترط إلجراءه‪:‬‬
‫‪-0‬أن يكون العامل قد غاب عن منصب عمله بسبب مرض مهني أصيب به أثناء ممارسة مهنته‬
‫ويندرج هذا المرض في قائمة األمراض المهنية أو يكون الغياب عن المنصب بسبب حادث عمل‬
‫وقع له أثناء ممارسة أعمال مهنته وإستفاد من إجراءات حادث العمل قانونا وتنظيما‪.‬‬
‫‪-2‬أو يكون الغياب عن العمل بسبب عطلة أمومة من جراء الوالدة التي حددت مدتها ب ‪ 98‬يوما‬
‫وهذا الحكم يخص العامالت فقط للتأكد من صالحيتها الصحية ‪ ،‬ألنه قد تنهي عطلة األمومة ولم‬
‫تكن قد شفيت العاملة من جراء الوالدة بسبب المضاعفات المرضية‪.‬‬
‫‪-9‬أو قد يكون إستئناف العمل بسبب غياب ال يقل عن ‪ 21‬يوما من جراء مرض أو حادث غير‬
‫مهني إذ قد يغيب العامل عن منصب عمل لمدة ال تقل عن ‪ 21‬يوما ال بسبب مرض أو حادث‬
‫مهني‪ ،‬وإنما لمرض آخر غير األمراض المهنية أو لحادث ال يصنف في الحوادث المهنية‬
‫المعترف بها قانونا مثل ماهو الحال في الحوادث المنزلية أو األمراض المعقدة المبررة بشهادة‬
‫طبية‪ ،‬ففي هذه الحال إذا أراد العامل إستئناف العمل فيجب أن يخضع لفحص طبي يجريه طبيب‬
‫العمل على العامل الراغب في إستئناف عمله‪ ،‬و أوجب المشرع على الهيئة المستخدمة ‪ ،‬أن تعلم‬
‫طبيب العمل بهذه الغيابات المتكررة من العامل والتي ال تقل عن ‪ 21‬يوما ويجب على العامل‬
‫حينما يقدم شهادة طبية لهيئته المستخدمة أن تعلم هذه األخيرة طبيب العمل بهذه الغيابات ليؤشر‬
‫عليها وليكون على علم بها مسبقا قبل أن يجري الفحص الطبي الخاص بإستئناف العمل‪.‬‬
‫أما الغيابات التي تقل عن ‪ 21‬يوما فال يخضع للفحص الطبي الخاص بإستئناف‪. 1‬‬
‫إن الهيئة المستخدمة إذا لم تعلم طبيب العمل بهذا الغياب مسبقا فال يكون ملزما بإجراء الفحص‬
‫الطبي إلستئناف العمل‪ ،‬وإذا حدث طارئ أو ترتب عنه ضرر للعامل فإن هذه األخيرة تتحمل‬
‫نتيجة إهمالها ‪ ،‬وتترتب عليها المسؤولية‪ ،‬وإذا عرض العامل على طبيب العمل بسبب الغياب عن‬
‫العمل فال يدخل في صالحيته البحث عن سبب الغياب إذا كان بسبب مرض أو حادث وإنما تتحدد‬
‫مهمته فقط في فحصه طبيا للتأكد من أنه أهل إلستئناف عمله‪ ،‬فإذا أجبر العامل على بيان سبب‬
‫غيابه إن كان لمرض أو حادث يكون طبيب العمل قد تجاوز صالحياته‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪11‬و‪ 18‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 137/ 93‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫ويمكن للعامل اإلمتناع عن إجابته لعدم أهلية طبيب العمل في الخوض في مثل هذه المسألة كماأن‬
‫العامل له الحق في طلب إجراء فحص طبي لفائدته من طبيب العمل إذا رأى ضرورة لذلك‪.‬‬
‫إن الوقت الذي يقضيه العامل في الفحص الطبي بأنواعه المختلفة يعد قانونا وقت عمل فعلي وفقا‬
‫للمادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 027/39‬ومن ثم يحسب هذا الوقت في الترقية والتقاعد‬
‫ألن الفحص الطبي للعامل وإن كان حقا له فإنه إلتزام على الهيئة المستخدمة تجريه وفقا لكيفيات‬
‫محددة وعليه فإن العامل الخاضع للفحص الطبي يكون في وضعية نشاط ويعد عمال مؤدى‪.‬‬
‫د‪ -‬الفحص الطبي الدوري‬
‫إن الفحص الدوري يكون لفائدة العامل الممارس لعمله ‪ ، 1‬وإن كل هيئة مستخدمة يتوجب عليها‬
‫عرض عمالها على فحص طبي دوري مرة واحدة في السنة على األقل‪ ،‬وقد يجري مرتين في‬
‫السنة أو كل ثالثة أشهر أوكل شهر حسب خطورة منصب العمل‪.‬‬
‫د‪-1-‬شروط الفحص الطبي الدوري‪:‬‬
‫‪ -0‬أن يكون عامل ويشتغل لدى المؤسسة أو قد يكون متمهنا فإذا لم تكن له هذه الصفة فال يخضع‬
‫لهذا الفحص الطبي الدوري‪.3‬‬
‫‪-2‬أن يجري هذا الفحص على العمال على األقل مرة في السنة وفق كيفيات محددة‪ ،‬وقد يجري‬
‫مرتين في السنة أو كل ثالثة أشهر أوكل شهر حسب خطورة منصب العمل وأثره على العامل‪.‬‬
‫‪ -9‬إن هذا الفحص الطبي الدوري إلتزام ألقاه المشرع على عاتق الهيئة المستخدمة‪ ،‬ولذلك فهي‬
‫التي تبادر بالقيام به بواسطة طبيب العمل‪ ،‬وهو ليس متروكا إلختيارها‪ ،‬فإذا تقاعست في القيام به‬
‫‪.‬‬
‫تعد مخالفة لقاعدة قانونية آمرة‬
‫‪ -4‬إن الهيئة المستخدمة ملزمة بإعطاء عناية خاصة للمتمهنين في إجراء الفحص الدوري عليهم‬
‫على األقل مرتين في السنة نظرا لخصوصياتهم‪ ،‬و العمال المشمولين بهذه العناية الخاصة نظرا‬
‫لضعفهم ووضعياتهم الصحية وهم على سبيل الحصر‪:‬‬
‫‪-0‬العمال المعرضون بشكل خاص لألخطار المهنية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 11‬و‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪137/12‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬

‫‪-3‬المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 71/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪-2‬العمال المعينون في مناصب عمل تتطلب مسؤولية خاصة في ميدان األمن كمسيري األفران أو‬
‫أجهزة عالية الخطورة أو الكهرباء أو المناجم أو المحاجر وغيرها‪.‬‬
‫‪-9‬العمال الذين تقل أعمارهم عن ‪ 18‬سنة ‪ ،‬ألن هذه السن ال تسمح لهم بتحمل المخاطر‪ ،‬وهم‬
‫عرضة لحوادث العمل لقلة خبرتهم المهنية وإمكانية تعرضهم لألمراض المهنية التي تحد من‬
‫نشاطهم المهني ‪.‬‬
‫‪ -4‬العمال الذين تزيد أعمارهم عن سن ‪ 55‬سنة ‪ ،‬لكون أن لياقتهم البدنية تنقص وتقل عندهم‬
‫المناعة ويدركهم اإلجهاد وينخفض لديهم اإلنتباه واليقظة‪.‬‬
‫‪-0‬المستخدمون المكلفون باإلطعام‪ ،‬ألن هذه الفئة من العمال إذا أصيبت بعدوى من المحتمل جدا‬
‫نقلها إلى الفئات األخرى من العمال لمالمستها لألطعمة أو كل ما تعلق باإلطعام المخصص في‬
‫مطعم العمال‪.‬‬
‫‪ -6‬المعوقين جسديا وذوي األمراض المزمنة‪ ،‬لكون هذه الفئة هي في األصل تعاني من صعوبات‬
‫صحية مما يتطلب مراقبتها رقابة خاصة وإجراء فحوص طبية دورية عليها‪.‬‬
‫‪ -0‬النساء الحوامل واألمهات الالتي لهن أطفال تقل أعمارهم عن سنتين(‪ )72‬إذ أن المرأة العاملة‬
‫الحامل تكون حالتها الصحية تتطلب عناية خاصة السيما إذا كانت تشتغل في منصب عمل مجهد‬
‫أو ينطوي على أخطار مهنية عالية مما يؤثر على صحتها وبالنتيجة على جنينها‪.‬‬
‫ويضاف إلى هذه الفئة من العمال فئة أخرى تتمثل في النساء العامالت الالتي يتكفلن برعاية أطفال‬
‫تقل أعمارهم عن سنتين‪ ،‬ألن هذه المرأة العاملة قد تقوم بإرضاع ولدها وقد إستنشقت أغبرة سامة‬
‫وتعرضت لتسممات كيميائية أو طبيعية مما يؤثرعلى رضيعها ويؤدي به إلى الهالك‪.‬‬
‫د‪-3-‬أهداف الفحص الدوري‪:‬‬
‫‪-0‬حصول الهيئة المستخدمة على صورة واضحة للمستوى الصحي الذي يتمتع به العاملون‬
‫بمختلف أصنافهم‪.‬‬
‫‪-2‬يساعد هذا الفحص الدوري الطبي على إعداد تخطيط مستقبلي يتعلق بالموارد البشرية من حيث‬
‫توزيعها وإسناد مناصب العمل لها‪ ،‬وبيان الوظائف الجديدة أوإتخاذ إجراءات وقائية إبعادا لكل‬
‫خلل صحي يمكن أن يتعرض له العمال‪.‬‬
‫‪-9‬إن الفحص الطبي الدوري يساعد المراقبين في التحقق من مدى إلتزام الهيئة المستخدمة والعمال‬
‫بالشروط الصحية والوقائية المعتمدة في أداء العمل‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪ -4‬إن هذا الفحص الطبي الدوري أصبح يتخطى الحدود الوطنية تطبيقا للمواثيق الدولية واإلقليمية‬
‫كاإلتفاقية العربية للسالمة والصحية المهنية رقم ‪ 07‬لسنة‪. 1977‬‬
‫‪-0‬يظهر من النصوص القانونية والتنظيمية المنظمة لنشاط طب العمل أن الفحص الدوري يخضع‬
‫لعاملين هما‪ :‬عامل مرور الزمن و عامل تبدل الظروف واألحوال‪.‬‬
‫‪-6‬أن الفحص الطبي الدوري ال يقتصرعلى فترة زمنية معينة بل يستمرمع العامل طوال حياته‬
‫المهنية على إعتبارأن هدفه يكمن في التحقق من السالمة الصحية للعامل ومدى قدرته على‬
‫اإلستمرار في أداء عمله بالكيفية المطلوبة حسب مواصفات منصب العمل وتقنياته ‪.‬‬
‫وإثباتا لهذا البد أن يدون ذلك في سجل خاص مرقم ومؤشر عليه من مفتشية العمل المختصة‬
‫إقليميا ويسجل فيه جميع العمال حسب فئاتهم المهنية وتبين فيه هوياتهم الكاملة من إسم ولقب‬
‫وتاريخ إزدياد وسن ومنصب العمل وتاريخ إجراء الفحص والوضعية الصحية للعامل المفحوص‬
‫وفئته المتميزة‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬القيام بالفحوصات الطبية اإلختيارية‬
‫وهي التي تكون بطلب من العامل ‪ ،‬سواء كان طبيب العمل تابعا للمؤسسة التي يعمل بها ‪ ،‬أو‬
‫للقطاع الصحي ‪ ،‬بغرض الحصول على النصائح والتوجيهات التي تنعكس إيجابا على مردود‬
‫العمل وصحة العامل‪ .‬كما تكون هذه الفحوصات بطلب من طبيب العمل نفسه كأن يلجأ إلى‬
‫الفحوص التكميلية ‪ ،‬والتي على ضوئها يمكن أن يتخذ كل إجراء من شأنه المحافظة على صحة‬
‫العامل ‪ ،‬أو أن يلجأ إلى طبيب إختصاصي لتحديد األهلية الصحية لمنصب العمل ‪ ،‬السيما‬
‫إكتشاف اإلصابات التي تتنافى مع المنصب المراد شغله ‪ ،‬أو إلكتشاف األمراض المعدية ‪ ،‬أو‬
‫إكتشاف األمراض المهنية أو ذات الطابع المهني‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬و‪11‬من المرسوم التنفيذي ‪137/12‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬


‫‪-3‬األستاذ بن عزوزبن صابر المرجع السابق الصفحة‪.322‬‬

‫‪40‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫ثالثا‪-‬الصالحيات الفرعية لطبيب العمل‬
‫‪-0‬الوظيفة اإلستشارية‪:‬‬
‫أ‪-‬طبيب العمل مستشارالهيئة المستخدمة‬
‫إن طبيب العمل يعد مستشارا لرئيس الهيئة المستخدمة أو ممثله‪ ،‬يمده بالرأي قصد تهيئة وسط‬
‫العمل وإرساء حماية صحية فعالة للعمال‪ ،‬وفي الغالب فإن هذه اإلستشارة تتركز أساسا على‬
‫تحسين ظروف العمل والحياة والنظافة وتكييف المناصب وحماية العمال من األخطاروإرشاد‬
‫المستخدمين والمشاركة في إعادة تكييف المعوقين واألنشطة الخاصة الواجب إطالع طبيب العمل‬
‫عليها وهذه األنشطة ذكرت على سبيل الحصروهي ‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة المواد المستعملة وتركيباتها وكيفيات إستعمالها ‪.‬‬
‫‪ -‬نتائج كل اإلجراءات والتحاليل المنجزة ‪.‬‬
‫‪ -‬ويستشار أيضا فيما يخص تصميمات البناء والتنظيمات والتغييرات الجديدة والمناسبة‬
‫المتعلقة باألجهزة واآلالت‪.3‬‬
‫وتتضمن العديد من اإلتفاقيات الجماعية أحكام وقواعد تتعلق بكيفيات تطبيق إلتزامات المؤسسة‬
‫في مجال توفير خدمات طب العمل في أماكن العمل للعمال وفق ما تقتضي به النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية في هذا المجال وكيفيات تنظيم المصالح المكلفة بذلك وكيفيات توظيف الطاقات البشرية‬
‫المتخصصة من األطباء والجراحين بمختلف تخصصاتهم السيما ذوي اإلختصاص في مجال طب‬
‫العمل والممرضين والتقنيين في مجال الصحة العمومية لتقديم هذه الخدمات ونظام عملها‪.1‬‬
‫وتوكل اإلتفاقيات الجماعية مجموعة من المهام لطبيب العمل التي تقوم على الزيارات الميدانية‬
‫اإلجبارية منها والدورية والمفاجئة ألماكن العمل والمراقبة الفعلية لظروف العمل واإلطالع‬
‫الميداني على الحالة الصحية البدنية والذهنية للعمال في مختلف مناصب العمل‪.‬‬
‫وتقديم إقتراحات حول مختلف المعاينات التي يقف عليهاوغيرذلك من المهام التي تختلف من‬
‫مؤسسة مستخدمة ألخرى بالنظر إلى نسبة تزايد أو إنخفاض المخاطروظروف العمل المضرة‬
‫بالصحة أو الشديدة الخطورة‪ ،‬بإعتبار طبيب العمل هو أقرب خبير صحي للمؤسسة المستخدمة ‪.2‬‬

‫‪-1‬األستاذ بشيرهدفي المرجع السابق الصفحة‪.111‬‬


‫‪-3‬األستاذ الدكتورأحمية سليمان المرجع السابق الصفحة‪.213‬‬
‫‪-2‬األستاذ بوعبد هللا ميلوددواجي المرجع السابق الصفحة ‪.38‬‬

‫‪41‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫ب‪-‬صالحيات طبيب العمل في لجان حفظ الصحة واألمن‪:‬‬
‫إن المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 027/ 39‬قد نصت على أن طبيب العمل يشارك في‬
‫أشغال الهيئات المكونة قانونا في الهيئات المستخدمة بشأن جميع المسائل المتعلقة بحفظ الصحة‬
‫واألمن وطب العمل‪ ،‬وإستنادا إلى هذه المادة فإن طبيب له الحق في المشاركة في أعمال لجان‬
‫حفظ الصحة واألمن وهي بالخصوص لجنة الصحة واألمن بإعتباره عضوا فيها‪ ،‬وله رأيه‬
‫المعتمد فيها وهذا ألن مهمتها األساسية حفظ الصحة واألمن داخل الهيئة المستخدمة‪ ،‬وتقدم‬
‫إقتراحات ومالحظات إلى مديرالهيئة المستخدمة قصد إتخاذ اإلجراءات الالزمة تحقيقا للوقاية‬
‫الصحية وكذلك مصلحة الوقاية واألمن في الهيئة المستخدمة والتي تعدهيئة تنفيذية للجنة‬
‫المتساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن وتعمل بالتنسيق‪ ،‬عند إتخاذ التدابير الوقائية الصحية‬
‫واألمنية مع مصلحة طب العمل‪ ،‬وبهذا يتحقق هدف مصلحة العمال في العمل في بيئة عمل آمنة‬
‫وقائيا وأمنيا مع فتح المجال لطبيب العمل إلبداء مالحظاته وإقتراحاته‪ ،‬ويكون ذلك إما في‬
‫إستشارته أثناء ممارسة أعمالها أو تشركه أثناء تحقيقها في فعالية التدابيرالوقائية الصحية واألمنية‬
‫المتخذةوالمجلس الوطني للوقاية الصحية ‪،1‬والذي يضم من بين أعضائه أطباء إختصاصيين في‬
‫طب العمل يقترحهم وزيرالصحة والسكان وإصالح المستشفيات‪ ،‬كما أن المجلس له أهمية في‬
‫مجال الوقاية الصحية واألمن وطب العمل من خالل إقتراحاته وأبحاثه والتحقيقات بواسطة لجانه‪،‬‬
‫كما يمكن له أن يقد م حلوال هامة السيما في مجال طب العمل إذا فعلت نشاطاته ومنح وسائل‬
‫العمل وطبقت أو أخذت بعين اإلعتبار إقتراحاته الواردة في تقاريره السنوية من قبل وزير العمل ‪،‬‬
‫لقد نصت المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 73/70‬على أن طبيب العمل التابع للوحدة أو طبيب‬
‫العمل التابع للمؤسسة حسب الحالة يشارك في أعمال هذه اللجان بصفة مستشار‪ ،‬وتشكل هذه‬
‫اللجان في كل هيئة مستخدمة تشغل أكثر من تسعة ‪ 09‬عمال ذوي عالقة عمل غير محددة‬
‫وتتلخص مهامها في‪:‬‬
‫‪ -‬المشاركة في إعداد السياسة العامة للهيئة المستخدمة في مجال الوقاية الصحية واألمن ‪.‬‬
‫‪ -‬جمع جميع المعلومات والوثائق التي من شأنها المساهمة في تطوير الوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل في الوحدات وتدعيمها‪.‬‬

‫‪-1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 371/12‬يحدد تشكيل المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل وتنظيمه وتسييره‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪ -‬إعداد كل المعلومات حول حوادث العمل واألمراض المهنية على مستوى المؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تقوم اللجنة بإعداد تقرير سنوي عن نشاطاتها وتعرضه على مسؤول الهيئة المستخدمة‬
‫وترسل نسخة منه إلى مفتش العمل المختص إقليميا‪.‬‬
‫تساهم لجنة النظافة واألمن في إعالم العمال وفي تكوين المستخدمين المعنيين وتحسين مستواهم‬
‫في مجال الوقاية من األخطار المهنية ‪ ،‬وبهذه الصفة تسهروتشارك في إعالم المشغلين الجدد‬
‫والعمال المكلفين بمهام جديدة أو بالعمل في ورشات جديدة حول األخطار التي قد يتعرضون لها‬
‫ووسائل الحماية وذلك بتنمية اإلحساس بالخطرالمهني والشعورباألمن لدى العمال‪.1‬‬
‫‪ –3‬الوظيفة اإلدارية أووظيفة التسيير والرقابة‬
‫يعتبرطبيب العمل بحكم وظيفته مسيرا ومراقبا لمختلف العناصر المتعلقة بنشاط طب العمل التي‬
‫يقوم عليها وقد منحه القانون مجموعة من الصالحيات لتحقيق ذلك وهي‪:‬‬
‫أ‪-‬حق طبيب العمل في الدخول إلى أماكن العمل وتشمل ‪:‬‬
‫أ‪-0-‬مراقبة مقاييس المحال المستعملة‪.‬‬
‫أ‪-2-‬مراقبة األجهزة واآلالت واألدوات‪.‬‬
‫أ‪-9-‬مراقبة المطعم وغرف النوم والمغاسل وتنظيم األنشطة‪.‬‬
‫ب ‪-‬اإللتزام بتقديم التقاريرالسنوية واإلحصائيات‪.‬‬
‫إن حرية طبيب العمل في الدخول إلى أماكن العمل تمكنه من اإلطالع على وسط العمل وظروفه‬
‫وتقديم اإلقتراحات وإقتراح إتخاذ إجراءات معينة متعلقة بالسن والمقاومة البدنية والحالة الصحية‬
‫للعمال‪.3‬‬
‫كما تتجسد هذه الوظيفة لطبيب العمل من خالل تنظيمه وتنسيقه لمهام الوقاية والعالج وإلتزامه‬
‫بتحرير ومسك الوثائق والسجالت المتعلقة بطب العمل كسجل التلقيحات في وسط العمل وإعداد‬
‫‪.2‬‬
‫اإلحصائيات التي لها صلة بوسط العمل والرقابة على مدى توفر شروط األمن‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوز بن صابر المرجع السابق الصفحة ‪.321‬‬


‫‪-3‬األستاذ بشيرهدفي المرجع السابق الصفحة‪.111‬‬
‫‪-2‬األستاذ بوعبد هللا ميلوددواجي المرجع السابق الصفحة‪.22‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع الثاني‪ :‬محدودية المهام العالجية لطبيب العمل‬
‫حيث يتكفل طبيب العمل بالعالج اإلستعجالي للمصابين بحوادث وتوعكات في العمل ‪ ،‬وهي المهام‬
‫التي كانت تستفاد ضمنا من أحكام ونصوص القوانين السابقة السيما األمر المتعلق بالشروط العامة‬
‫لعالقات العمل في القطاع الخاص الملغى‪.1‬‬
‫ويقصد بالعمل الطبي العالجي كل عمل طبي يدخل في نطاق عالج المريض ويخرج عن إطار‬
‫الوقاية ويمارس طبيب العمل عمله الفني في اإلطار التقليدي المعروف في مهنة الطب عبر مراحل‬
‫مختلفة للعمل الطبي العالجي إال أن المشرع قد خص طبيب العمل بتحديد تدخالته العالجية ‪.3‬‬
‫وأولى هذه المراحل هي مرحلة الفحص الطبي العالجي الذي يقوم به الطبيب لعالج المريض وهو‬
‫إكتشاف اإلصابات التي تتنافى مع منصب العمل المقصود‪ ،‬ثم تليها مرحلة التشخيص حيث يحاول‬
‫الطبيب في هذه المرحلة أن يترجم الدالئل والظواهر التي عاينها إلستخالص النتائج وفق‬
‫المعطيات والقواعد العلمية لتحديد نوع المرض بعد التثبت من وجوده وهذا تمهيدا لوصف‬
‫ومباشرة العالج المالئم له‪ ،‬أما المرحلة الثالثة هي مرحلة العالج حيث يحدد الطبيب في هذه‬
‫المرحلة وسائل العالج المالئمة لنوعية المرض وطبيعته كما ورد في المادة ‪ 20‬من قانون تنظيم‬
‫طب العمل ثم تليها مرحلة تحرير الوصفة الطبية إذ تتوج مرحلة العالج بعملية تحرير الوصفة‬
‫الطبية وتقديمها إلى المريض يثبت فيها الطبيب ماإنتهى إليه ويبين العالج الذي وصفه وطريقة‬
‫إستعماله وأخيرا مرحلة الرقابة العالجية وهذا ما جاء في نص المادة ‪73/02‬من قانون‬
‫‪70/88‬والمادة ‪ 20‬من المرسوم ‪.027/39‬‬
‫فمن خالل قانون ‪70/88‬السيما المادة ‪72/22‬و‪73‬منه وقانون تنظيم طب العمل المادتان‬
‫‪72/29‬و‪20‬إذ يعدهذان النصان سندا مهما في موضوع الدراسة حيث يمكن إعتبار إختصاص‬
‫طبيب العمل في مجال العمل الطبي العالجي محددا ومحصورا بهما وبتحليل هذه النصوص‬
‫تصنف المهام العالجية لطبيب العمل فيأخذ الصورتين فهي إما عالجي إستعجالي وجد طبيب‬
‫العمل نفسه فيها أمام مريض على درجة عالية من الخطورة وإسعافه يتطلب التدخل على وجه‬
‫السرعةإلنقاذ هذا المريض من الخطردون أي إنتظار أو متابعة عالجية ‪.2‬‬

‫‪-1‬األستاذ بشيرهدفي المرجع السابق الصفحة‪.111‬‬


‫‪ -3‬األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي المرجع السابق الصفحة‪.24‬‬
‫‪-2‬المواد ‪331-371‬من قانون حماية الصحة وترقيتها وكذلك المادتان ‪ 31-12‬من مدونة أخالقيات الطب‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬إلتزام الهيئات المستخدمة بتنفيذ آراء طبيب العمل ومالحظاته‬
‫أوال‪:‬الطبيعة القانونية آلراء طبيب العمل وقراراته‬
‫إن معرفة هذه الطبيعة يساعد على تكوين فكرة عن طبيعة إلتزام الهيئة المستخدمة في مجال‬
‫القرارات أو اآلراء التي يتخذها طبيب العمل في مجال وضعيات العمال المهنية والصحية ‪.‬‬
‫‪-1‬القرارات أو اآلراء المتعلقة بوضعية العمال‬
‫إن هذه األحكام جاءت بصيغة الوجوب أو بعبارة أشمل فإن هذه األحكام ذات طبيعة إلزامية‬
‫وآمرة‪ ،‬ومع ذلك إن الهيئة المستخدمة يجب عليها أن تتقيد تقيدا صارما بكل قرار أو رأي يتخذه‬
‫طبيب العمل أو إجراء يقوم به فعندما يتعلق هذا الرأي بوضعية العمال المهنية والصحية‪ ،‬فإذا‬
‫خالفت الهيئة المستخدمة هذا القرار أو لم تنفذه تنفيذا سليما وفقا لإلجراءات أواإلقتراحات التي‬
‫وصفها طبيب العمل‪ ،‬فإنها تقع تحت المساءلة اإلدارية وحتى الجزائية السيما إذا تعلق األمر بحياة‬
‫العمال‪ ،‬بما يسمح بتدخل الهيئات الرقابية من مفتشية للعمل أوالوالي أو طبيب العمل المنسق‬
‫المكلف بالرقابة‪.‬‬
‫إن هذا ما يفسرإلزام طبيب العمل بإعداد تقرير سنوي ومفصل يرسله إلى المؤسسة الصحية وإلى‬
‫مفتشيةالعمل المختصة إقليميا بإطالعه بالتفصيل على الوضعية الوقائية والصحية في الهيئة‬
‫المستخدمة‪ ،‬الشيء الذي يدعو إلى القول أن قرار طبيب العمل هو قرار ملزم للهيئة المستخدمة ال‬
‫يمكن مخالفته أو إغفاله بأي حال من األحوال فهو تصرف من باب مخالفة قاعدة آمرة ال يمكن‬
‫اإلتفاق على مخالفتها‪ ،‬التي تلزم مفتش العمل بتحريرمحضر عند مالحظته أن العمال قد تعرضوا‬
‫ألخطار جسيمة سببتها مواقع العمل أو أساليبه العديدة أو الخطيرة ويعذررئيس الهيئة المستخدمة‬
‫بإتخاذ تدابيرالوقاية المالئمة لألخطار المطلوب إتقاؤها‪.‬‬
‫‪ -3‬أراء طبيب العمل بصفته عضوا ومتعاونا مع مصلحة الوقاية الصحية واألمن‬
‫إن القانون ألزم المؤسسة بإنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل‪،‬كما نص على‬
‫إنشاء مجلس وطني للوقاية الصحية واألمن وطب العمل يكلف بإبداء توصيات وأراء تتمثل‬
‫في تحديد السياسة الوطنية للوقاية من األخطار المهنية فهو بهذه الصفة يقوم بثالث مهام أساسية‬

‫‪-1‬المادة ‪13‬إلى ‪ 18‬من قانون ‪ 71/88‬والمادة ‪ 12‬إلى ‪11‬من المرسوم التنفيذي ‪.137/12‬‬

‫‪-3‬المواد من ‪ 09‬إلى ‪ 12‬من القانون رقم‪ 72/ 90‬المتعلق بمفتشية العمل‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪-‬المشاركة بواسطة تقديم التوصيات واآلراء فيما يخص إعداد برامج سنوية ومتعددة السنوات‬
‫في مجال الوقاية من األخطار المهنية ‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في تحديد الطرق والوسائل الضرورية لتحسين ظروف العمل ‪.‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪ -‬دراسة الحوصالت الدورية للبرامج المنجزة مع إبداء اآلراء حول النتائج المحصل عليها‬
‫كما أن طبيب العمل يشارك في أعمال لجان الوقاية الصحية واألمن وفقا للمادة ‪ 14‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم‪ ، 73/70‬ومن المعلوم أن طبيب العمل إما أن يكون عضوا كما هو الحال في المجلس‬
‫الوطني للوقاية الصحية أو األمن ممثال في وزير الصحة والسكان أو ممثله أو بإعتباره مشاركا في‬
‫لجان الوقاية الصحية واألمن‪ ،‬فإن رأيه هو مجرد رأي يمكن أن يؤخذ بعين اإلعتبار أو تغلب عليه‬
‫أراء األعضاء اآلخرين‪ ،‬ولذلك وبالتدقيق يمكن القول إن رأيه ال يرقى إلى الرأي المهيمن على‬
‫جميع أراء األعضاء إال إذا تعلق األمر بوضعية العمال فهو في هذه الحال رأي ملزم يجب أخذه‬
‫بعين اإلعتبار وتنفيذه ألن المجلس الوطني للوقاية الصحية واألمن أولجان ومصالح الوقاية‬
‫الصحية واألمن تتشكل من أعضاء مختصين ومهنيين وخبراء ويمكن أن يكون لهم رأي أكثر دقة‬
‫وتقنية من رأي طبيب العمل‪.‬‬
‫إن رأي طبيب العمل في هذه اللجان هو رأي إستشاري يمكن أن يؤخذ به ويمكن أن يخالف لوجود‬
‫أراء أكثر أهمية منه‪ ،‬وهذا ما يفهم ضمنا من نص المادة ‪ 15‬من المرسوم التنفيذي ‪ 73/70‬المؤرخ‬
‫في ‪2770/70/78‬المحدد لشروط إنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل وتنظيمها‬
‫وسيرها وكذا صالحيتها التي تنص على أن مصلحة الوقاية الصحية واألمن تتعاون مع مصلحة‬
‫طب العمل‪ ،‬والتعاون يكون في أغلب األحوال تقديم توصيات أوأراء تخص بصفة عامة محيط‬
‫العمل ووضعيات العمال‪ ،‬فطبيب العمل عندما يستشارأو يشرك في أعمال هذه اللجنة فإن رأيه أو‬
‫توصيته ال يمكن أن تكون ملزمة لهذه اللجنة‪ ،‬إذا وجد من اآلراء ما يفوقها دقة وإجراءا أو أدلة‬
‫مثبتة ميدانيا‪ ،‬ولكن يجب التذكير بأنه إذا تعلق األمر بوضعية العمال أو تحسين ظروفهم أو أخطار‬
‫تمس حياة العمال فإنها تصبح آراء أو قرارات طبية ملزمة للهيئة المستخدمة أوألعمال لجان‬
‫الوقاية الصحية واألمن‪.‬‬

‫المادة ‪ 31‬من قانون ‪ 71/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪46‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪ -2‬اآلراء المتعلقة بتحسين ظروف العمل‬
‫إن المؤسسة المستخدمة يجب عليها أن تأخذ بآراء طبيب العمل فيما يتعلق بالفحص الوجوبي‬
‫للعامل أو المتمهن ‪،1‬والفحوص التلقائية التي تجرى بناء على طلب من العامل كماأن الهيئة‬
‫المستخدمة يجب عليها أن تأخذ بعين اإلعتبارأراء طبيب العمل في الحاالت التالية المحددة على‬
‫سبيل الحصر‪:‬‬
‫‪ -‬القرارات الطبية التي سبق لنا ذكرها سابقا ‪.‬‬
‫‪ -‬تطبيق التشريع المتعلق بالمناصب المخصصة للمعوقين ‪.‬‬
‫‪ -‬التبديل في المناصب بسبب إصابة صحة العامل ‪.‬‬
‫‪ -‬تحسين ظروف العمل‪. 3‬‬
‫إن كل اآلراء أو القرارات التي يتخذها طبيب العمل في مجال صحة العمال أو حفظها أو تحسينها‬
‫أو ما تعلق بتحسين ظروف العمل السيما حالة المعوقين والمتمهنين أو إقتراح تبديل مناصب‬
‫العمل تعد قرارات أو آراء ملزمة للهيئة المستخدمة يجب األخذ بها وتنفيذها حسب مواصفات‬
‫طبيب العمل‪ ،‬فإن خالفت هذه المواصفات أو اآلراء الطبية عدت مخالفة إللتزا م قانوني وتتخذ‬
‫ضدها إجراءات خولها القانون والتنظيم لطبيب العمل ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جزاء عدم تنفيذ آراء طبيب العمل‬
‫‪ -1‬جزاء عدم تنفيذ اآلراء غير الملزمة‬
‫إن هذه اآلراء التي يتخذها أو يقترحها طبيب العمل فإنها تتخذ في إطار مصلحة الوقاية واألمن‬
‫بصفته عضوا أو متعاونا‪ ،‬ولذلك فإن رأيه يبقى مجرد رأي إستشاري يمكن للهيئة المستخدمة األخذ‬
‫به في إطار السياسة الصحية الوقائية العامة السيما إذا كان رأيه يتوافق مع أعضاء المصلحة‬
‫المختصة‪ ،‬أو إذا كان رأيا شاذا إنفرد به عن باقي أعضاء المصلحة‪ ،‬فإنه ال ضرر على الهيئة‬
‫المستخدمة في عدم األخذ به وإعتماد اآلراء األخرى المفيدة ألنه قد تقرركمبدأ عام أن رأي‬
‫المستشارإختياري وليس ملزما للمستشير‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪74/11‬من القانون ‪ 71/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬


‫‪-3‬المادة ‪ 36‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 137/12‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫الفصل األول ‪:‬ماهية طب العمل‬
‫‪-3‬جزاء عدم تنفيذ اآلراء الملزمة‬
‫إذا لم تأخذ الهيئة المستخدمة برأي طبيب العمل في المسائل التي ذكرت على سبيل الحصر في‬
‫المادة ‪ 36‬من المرسوم ‪ ،027/39‬فإنه بإمكانه أن يبلغ مفتش العمل المختص إقليميا بتقرير مفصل‬
‫عن هذا التصرف غيرالقانوني‪ ،‬ويقوم مفتش العمل بدراسة هذا التقرير الطبيب المفتش إلتخاذ‬
‫اإلجراء المناسب حفاظا لصحة العمال‪ ،‬ويمكنهما اإلنتقال إلى عين المكان للتأكد من هذا والمخالفة‬
‫لهذا اإللتزام القانوني‪،1‬فإذا الحظ مفتش العمل تقصيرا أو خرقا لألحكا م التشريعية والتنظيمية‬
‫المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل فإنه يوجه إلى المستخدم إعذارا بإمتثال للتعليمات‬
‫ويحدد في هذا الصدد مفتش العمل أجال للمستخدم ليضع حدا لهذا الخرق‪ ،‬كما أنه إذا إكتشف خرقا‬
‫سافرا لألحكام اآلمرة في القوانين والتنظيمات يلزم المستخدم بإمتثال لها في أجل ال يمكن أن‬
‫يتجاوز ثمانية ‪08‬أيام كحد أقصى‪ ،‬وإذا الحظ أن هناك خطرا حاال على صحة العمال فإنه يخطر‬
‫الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا إلتخاذ اإلجراءات الردعية الالزمة ضد‬
‫مسؤول الهيئة المستخدمة وإذا لم ينفذ المستخدم هذا اإلعذار فإن مفتش العمل يحررمحضرا‬
‫ويخطر الجهة القضائية المختصة‪ ،‬باإلضافة إلى هذه اإلجراءات فإن طبيب العمل ملزم بإعداد‬
‫تقرير سنوي عن نشاط طب العمل كما هو منصوص عليه في المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ ، 027/39‬ومن خالل هذا التقرير السنوي يمكن لطبيب العمل أن يخطر مفتش العمل بالمخالفات‬
‫والخرق للنصوص القانونية والتنظيمية الخاصة بطب العمل والتقرير يحدد محتواه بقرار وزاري‬
‫مشترك بين وزارة الصحة والسكان وإصالح المستشفيات ووزارة العمل والتشغيل والضمان‬
‫اإلجتماعي‪ ،‬إن هذا يبين بوضوح أن طبيب العمل تقع عليه مسؤولية عدم اإلخطار للسلطات‬
‫المحلية ولمفتش العمل عن كل ما يالحظه من خروقات أو عدم األخذ برأيه في المسائل اآلمرة‪.2‬‬
‫إن طبيب العمل ملزم في كل الحاالت بإعداد تقرير في نهاية كل سنة يبين فيه تنظيم األنشطة‬
‫الطبية التي قام بها كما يعد إحصائيات عن حالة العمال التي لها صلة بوسط العمل ويستغلها في‬
‫حماية العمال‪.2‬‬

‫‪-1‬الموقع اإللكتروني ‪www.sistm50.com.:‬‬

‫‪-3‬األستاذ فيساح جلول المرجع السابق الصفحة‪.318‬‬


‫‪ -2‬األستاذة جالب خولة الخدمة الصحية وضغوط العمل في المؤسسة اإلستشفائية دراسة ميدانية بالمؤسسة اإلستشفائية عاليا‬
‫صالح تبسة –مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر"ل م د"السنة الجامعية ‪3712/3711‬جامعة العربي التبسي تبسة الصفحة ‪.43‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫أصبحت حركة التصنيع وتطوير وسائل االنتاج وبناء المصانع وإستغالل الموارد الطبيعية جزءا‬
‫أساسيا وفعاال في بناء التقدم اإلقتصادي واإلجتماعي في المجتمع الحديث المبني على أسس العلم‬
‫والتكنولوجيا وفي هذا المجال تعيش معظم البلدان سواء الغربية منها أو العربية ‪،‬والجزائر خاصة‬
‫نهضة صناعية وعلمية كبيرتين ‪،‬وأصبحت تخطو خطوات جبارة نحو تشييد المجتمع الصناعي‬
‫والزراعي المتكافئ و النشط‪،‬وقد ظهرت مؤسسات أوشركات أو إدارات صناعية ضخمة تستغل‬
‫الموارد الطبيعية المتوفرة مثل‪ :‬البترول والغازالطبيعي والمعادن المختلفة ويعتبر العنصر البشري‬
‫المنتج والمقدم للخدمات من أهم تلك الموارد‪.‬‬
‫قدخلقت حركة التصنيع الحديث واقعا إجتماعيا وبيئيا وإقتصاديا جديدا يتمثل في تجمع عدد كبير‬
‫من األفراد في مصنع واحد وتداخل المسؤولية والعالقات واإلرتباطات العملية واإلنتاجية بين‬
‫المصنع ووحدات اإلنتاج مما أدى الى ظهور فئة إجتماعية جديدة تعيش على الصناعة أو على‬
‫األقل تتأثر بعوامل البيئة الصناعية أو اإلدارية زيادة عن التغيرات البيئية العريضة والواسعة في‬
‫وسائل اإلتصال والمواصالت وشبكات الكهرباء والمحروقات الممتدة إلى جانب كل النتائج‬
‫الجانبية و السلبية للتصنيع كتلوث البيئة بجميع أنواع الملوثات الصلبة والغازية والسائلة وزيادة‬
‫الضجيج واإلهتزاز واإلضاءة ودرجة الحرارة واإلشعاع والجراثيم وغيرها من اآلثارالناتجة عن‬
‫الصناعة أو حتي في اإلدارت العمومية التي أصبحت تستعمل األدوات الحديثة في التكنولوجيا من‬
‫أجهزة في إنجاز العمل المهني أو الوظيفي والتي أصبحت عامال خطيرا يهدد البيئة والحياة‪.‬‬
‫إن الوقاية من حوادث العمل واألمراض المهنية مسؤولية تقع على عاتق صاحب العمل بالدرجة‬
‫األولى فصاحب العمل ملزم بتوفير كل وسائل الحماية المكرسة في النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية ‪،‬كماأنه ملزم بإعالم وتكوين العمال في هذا المجال ‪،‬لم يكتف المشرع الجزائري‬
‫بتحميل صاحب العمل المسؤولية بل أوجب على بعض األجهزة القيام بالرقابة على مدى تطبيق‬
‫األحكام المتعلقة بمجال الوقاية الصحيةواألمن وأهم هذه األجهزة الجهاز الرقابي الداخلي "لجنة‬
‫الوقاية الصحية واألمن "والجهاز الرقابي الخارجي "مفتشية العمل"‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار‬
‫المترتبة عنها دار الخلدونية الصفحة‪.642‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المبحث األول ‪ :‬تنظيم طب العمل‬
‫إن الوقاية الصحية واألمن وطب العمل من الحقوق الجوهرية للعمال واإللتزامات األساسية التي‬
‫تقع على عاتق الهيئة المستخدمة ومطالبة العامل بالحماية من كل األخطار التي يمكن أن يتعرض‬
‫لها أثناء العمل مثل األدخنة والغازات واألبخرة ‪...‬إلخ والحرائق واإلنفجارات وغيرها من‬
‫األخطار المتنوعة األخرى ويجسد مظاهر الحماية في توفير وسائلها الفرديةوالجماعية وما نص‬
‫عليه القانون ‪( 70/88‬تجهيزات وسائل حماية أخرى)‪.1‬‬
‫نظرا ألهميتها القصوى بالنسبة إلى طرفي عالقة العمل ‪ ،‬فإن الدستور قد جعل من الحماية‬
‫والرعاية الصحية حقا أساسيا ‪.‬وتجسيدا لذلك فقد عمد المشرع إلى وضع األسس والترتيبات التي‬
‫من شأنها حماية صحة العامل بالحفاظ على قدراته البدنية والمعنوية ضمانا لزيادة فعاليته وذلك من‬
‫خالل تأسيس طب العمل وتحديد المدة القانونية للعمل والنص على التمتع بالعطل والراحات ‪.‬وفي‬
‫سبيل ذلك فقد خول لمفتشية العمل صالحيات مهمة في مجال المراقبة كما نص على توقيع عقوبات‬
‫جنائية على المخالفين للتشريع العمالي سواء كانوا من المسيرين أو من العمال‪.6‬‬
‫تعدالوقاية الصحية أهم مرتكزات النظام الصحي الوطني لذلك تجعل الدولة لها برامج وطنية‬
‫تكتسي الطابع اإللزامي في أغلب مظاهرها وتخص أماكن العمل بعناية بالغة في هذا المجال إذ يعد‬
‫العمال أكثر الفئات تعرضا لمختلف اإلصابات واألمراض ‪.‬‬
‫إن اإللتزام بتوفير مصلحة طب العمل واجب ألقاه المشرع على عاتق الهيئات المستخدمة توفيرا‬
‫للحماية الصحية للعمال ووقاية لهم من األمراض المهنية التي قد يتعرضون لها أثناء ممارستهم‬
‫لعملهم إن هذه المطالب المتعلقة بتنظيم مصلحة طب العمل وتمويلها تلتزم التدقيق فيها والتعرف‬
‫على كل أنماط التنظيم‪ ،‬والجوانب الصحية الواجب تمويلها‪ ،‬ثم بحث المقاييس المعتمدة في إنشاء‬
‫هذه المصلحة وجعلها تؤدي دورها المنوط لها وتحقيق الغاية التي أنشأت من أجلها وبذلك تصل‬
‫الهيئات المستخدمة إلى تحقيق أهدافها بضمانها لديمومة المورد البشري‪ ،‬الذي يعتبر أساس العملية‬
‫اإلنتاجية أو الخدمية ومحركها األساسي‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ خليفي عبد الرحمن المرجع السابق الصفحة ‪.26‬‬


‫‪-6‬األستاذ دمحم الصغير بعلي تشريع العمل في الجزائردار العلوم للنشر والتوزيع الصفحة‪.62‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المطلب األول ‪:‬اإللتزام بتنظيم مصلحة طب العمل‬
‫إن الهيئات المستخدمة ملزمة بتوفير مصلحة لطب العمل للتكفل بالحالة الصحية للعمال حيث أثبتت‬
‫الدراسات العلمية أن الرصاص يساهم في إجهاض النساء العامالت كما يحدث إضطرابات في‬
‫الشخصية ويؤثر على النمو لدى األطفال لهذا فإن طبيب العمل ملزم باإلبالغ عن حوادث العمل‬
‫والتصريح بجميع األمراض المهنية المحددة على سبيل الحصر في القائمة ‪.‬‬
‫لم تعد إلتزامات المستخدم مقصورة في دفع األجور بل تعدتها لتشمل عدة جوانب مهنية وإجتماعية‬
‫وصحية من العالقة المهنية وإن كانت القوانين السابقة لم تتعرض لطب العمل والرعاية الصحية‬
‫إال بعموم القواعد القانونية ‪،‬لكن بعد صدور القانون ‪ 70 /88‬المتضمن الوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل أصبح هناك إلتزام دقيق وقانوني على المستخدم بتوفير الرعاية الصحية وفي حالة‬
‫اإلخالل يكون محل متابعة وقبله القانون ‪ 78/88‬المؤرخ في ‪ 6888/70/61‬المتضمن حماية‬
‫وترقية الصحة المعدل والمتمم بموجب القانون ‪ 68/88‬المؤرخ في ‪ 6888/70/70‬والمرسوم‬
‫‪ 78/86‬المتعلق بالصحة واألمن في أماكن العمل والمرسوم ‪.1607/80‬‬
‫إن التكوين األولي والمستمر ألطباء العمل يعد من بين إهتمامات السلطة العمومية ولهذا تتكفل‬
‫مصالح الصحة بتنظيم مجموع أنشطة طب العمل وتنسيقها ومراجعتها بإنتظام‪.6‬‬

‫‪-1‬األستاذ خليفي عبد الرحمن محاضرات في قانون العمل دار العلوم للنشر والتوزيع الصفحة‪.111‬‬
‫‪ -6‬األستاذة عبد الرحمن نصيرة وعبد الرحمن فاطمة الزهراء –أجهزة الرقابة من حوادث العمل واألمراض المهنية في التشريع‬
‫الجزائري مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر تخصص ضمان إجتماعي السنة الجامعية ‪ 6112/6114‬جامعة‬
‫الجياللي بونعامة خميس مليانة الصفحة ‪.62‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫الفرع األول ‪:‬اإللتزام بإنشاء مصلحة طب العمل‬
‫إن اإللتزام بتوفير طب العمل تنظمه قاعدتان هما‪:‬‬
‫تقضي القاعدة األولى بأنه يجب على الهيئة المستخدمة توفير مصلحة لطب العمل‬ ‫‪-6‬‬
‫وتجهيزها بالتجهيزالكافي بما في ذلك أجهزة اإلسعاف الطبي وفقا لمستويات يحددها التنظيم الذي‬
‫يكون في الغالب مرسوما تنفيذيا وقرارات تفسيرية تختص بإصدارها وزارة الصحة والسكان‬
‫وإصالح المستشفيات من حين إلى آخر إستجابة لتساؤالت المؤسسات المستخدمة‪.‬‬
‫يتوجب األمرأن يصدر الوزير األول في إطار مجلس الحكومة‪ ،‬بعد دراسة متخصصة‬ ‫‪-0‬‬
‫مرسوما تنفيذيا يحدد فيه العناية الطبية الوقائية والعالجية للعمال وواجبات الهيئات المستخدمة في‬
‫توفيرها وكيفية إنشاء الوحدات الطبية المشتركة بين أكثر من هيئة أواإلستعانة بطبيب خاص‬
‫بواسطة التعاقد‪ ،‬أوالتعاقد مع المؤسسة العمومية اإلستشفائية أوالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية‬
‫بمقتضى إتفاقية نموذجية وطريقة تمويلها واألجهزة الفنية الواجب توافرها في هذه الوحدات‬
‫الصحية والفحوص الدورية للعمال‪.1‬‬
‫وبناء على هذا النص التنظيمي الصريح فإن الهيئة المستخدمة ملزمة بإنشاء مصلحة لطب‬ ‫‪-0‬‬
‫العمل في مكان العمل‪ ،‬إذا توفر الوقت الضروري المقرر تنظيما ألداء طبيب العمل مهمته المدة‬
‫الشهرية القانونية للعمل‪ ،‬وقد تقررحساب الوقت الضروري ألداء طبيب العمل مهمته على أساس‬
‫النقطتين التاليتين‪:‬‬
‫‪-6‬إن طبيب العمل مطالب بأن يعمل مدة ساعة واحدة في الشهر لكل عشرة عمال ‪ 10‬إذا كان‬
‫مكان العمل شديد الخطورة يحتمل فيه حوادث العمل واإلصابة باألمراض المهنية من جراء تلوث‬
‫بيئة العمل أو إحتوائها على عناصر خطيرة تتأثر بها صحة العامل‪.‬‬
‫‪-0‬إن طبيب العمل ملزم بأن يعمل مدة ساعة عمل في الشهر لكل خمسة عشر عامال ‪ 15‬إذا كان‬
‫مكان العمل متوسط الخطورة أو قليلها وعليه فإن الساعات تزداد كلما زاد عدد العمال أو طبيعة‬
‫العمل وخطورته‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 16/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل والمادة ‪ 16‬من المرسوم التنفيذي‬

‫‪161/29‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬


‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫إن إلتزام الهيئة المستخدمة يبقى إلتزاما قائما ولولم تتوفر على عشرة ‪10‬عمال في وضعية خطيرة‬
‫أو خمسة عشرعامال في حالة متوسطة‪ ،‬أو خمسين عامال ‪ ،‬لكنها تعفى في هذه الحال من تجهيز‬
‫مصلحة لطب العمل ولكن يجب عليها الرعاية الطبية والفحوص الطبية بأنواعها سواء في القطاع‬
‫الصحي أو عند طبيب مؤهل‪.‬‬
‫أوال ‪:‬شروط إنشاء مصلحة طب العمل‬
‫يتطلب القانون شروطا إلنشاء مصلحة طب العمل السيما تلك المتعلقة بمصلحة طب العمل ما بين‬
‫الهيئات لكونها ذات حجم كبيروتستقبل عددا هائال من العمال الذين ينتمون إلى هيئات مستخدمة‬
‫متنوعة من حيث طبيعتها ونشاطها وعدد عمالها ودرجة تعرضها لألخطار وحتى تتمكن الهيئات‬
‫أوالسلطات الوصية من معرفة مدى مطابقة هذه المصلحة للقانون والتنظيم الساري المفعول ويمكن‬
‫أن نجمل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬الرخصة القبلية‪:‬‬
‫إن جميع الهياكل الصحية أو الهياكل أو المصالح ذات الطابع الصحي يجب أن تخضع إلى‬
‫الوصاية التقنية لوزارة الصحة والسكان وإصالح المستشفيات ورقابتها‪.1‬‬
‫إن أمر إنشاء مصلحة لطب العمل سواء ما بين الهيئات المستخدمة كقاعدة عامة أو إنشاء مصلحة‬
‫طب العمل ما بين الهيئات على أي نمط من أنماط مصالح طب العمل يجب أن يعلم به السلطة‬
‫الوصية‪ ،‬لكون طب العمل يندرج ضمن السياسة الصحية العمومية للدولة‪ ،‬لتضطلع بمهمة الرقابة‬
‫من حيث سيرها وتوفرها على المقاييس المعتمدة ونصت المادة ‪ 17‬من نفس القانون المشار إليه‬
‫أعاله على حكم عام يتمثل في أن إنشاء أي هيكل صحي أو ذي طابع صحي وتوسيعه وتغيير‬
‫تخصيصه وإغالقه المؤقت أو النهائي يخضع وجوبا إلى رخصة قبلية يسلمها وزير الصحة‬
‫والسكان وإصالح المستشفيات‪ .‬وعلى إعتبار أن مصلحة طب العمل في مفهوم هذه المادة هي‬
‫هيكل ذي طابع صحي يختص بالطب الوقائي للعمال وإكتشاف األمراض المهنية وحوادث العمل‬
‫وإقتراح الحلول إما بالقضاء عليها أو الحد منها ومن ثم فإن هذا النص ينطبق على جميع مصالح‬
‫طب العمل سواء أكانت داخل الهيئة المستخدمة أو ما بين الهيئات أو غيرها‪.‬‬

‫‪-6‬المادة ‪ 10‬من القانون‪ 12/82‬المتضمن حماية الصحة وترقيتها‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫ولكن يالحظ أن المادة السابعة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 607/80‬قد قصرت الرخصة القبلية‬
‫على مصالح طب العمل المشتركة بين الهيئات دون غيرهامن المصالح األخرى وأحالت إلى‬
‫المادتين ‪67‬و‪ 60‬من القانون رقم ‪ 78/88‬في حين أن المادة ‪ 17‬من القانون رقم ‪ 78/88‬جاءت‬
‫تشمل الرخصة فيها كل هيكل صحي أو ذي طابع صحي‪ ،‬مما يدفعنا إلى القول أن الرخصة القبلية‬
‫التي يختص بها وزير الصحة والسكان‪ ،‬وإصالح المستشفيات هي تلك المتعلقة بمصالح طب‬
‫العمل المشتركة ما بين الهيئات ال غير بسبب أنها ذات حجم كبيرونشاط متعدد وجميع الهيئات‬
‫المتعددة قد تنتمي إلى واليتين أو أكثر ‪،‬أما المصالح األخرى لطب العمل فتخضع لرخصة قبلية من‬
‫مديرية الصحة والسكان لكل والية تحقيقا لالمركزية القرار وتخفيفا عن المؤسسات المستخدمة في‬
‫اإلسراع بإنشاء هذه المصالح ‪.1‬‬
‫‪-6‬توفر موارد بشرية مختصة‪:‬‬
‫إن كل هيئة مستخدمة تشغل ‪ 10‬عمال في موقع شديد الخطورة أو‪ 15‬عامال في موقع متوسط‬
‫الخطورة أو قليلها طبقا للمادتين ‪70‬و‪ 70‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 607/80‬يتوجب عليها‬
‫إحداث مصلحة لطب العمل وفقا لنمط من األنماط المقررة تنظيما ‪.‬‬
‫ومعيارعشرة عمال في موقع شديد الخطورة يقابل الوقت الضروري الذي يجب على طبيب العمل‬
‫أن يعمله في الهيئة المستخدمة والمحدد بساعة واحدة في الشهر‪ ،‬فعشرة عمال تقابلها ساعة عمل‬
‫و ‪ 15‬عامال تقابلها ساعة في حالة العمل في موقع متوسط الخطورة أو قليلها‪ ،‬وقد أحسن المشرع‬
‫عند نزوله بعدد العمال إلى الحد األدنى والمعقول‪ ،‬وهو عشرة في حالة الخطورة وخمسة عشر في‬
‫الحالة المتوسطة للخطورة‪ ،‬لكون أن هذا التحديد يلزم المؤسسة بإنشاء مصلحة لطب العمل‪.‬‬
‫لكن المعيار الذي تبناه المشرع الجزائري في تحديد مهام طبيب العمل يعتريه نوع من الغموض إذ‬
‫أنه يصعب من الناحية العملية تحديد بدقة مواقع العمل األشد خطورة عن تلك األقل خطورة حتى‬
‫ولو حددها بموجب قوائم‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ فيساح جلول المرجع السابق الصفحة‪.124‬‬


‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-3‬بناء هيكل ذي طابع صحي‪:‬‬
‫يجب على الهيئة المستخدمة أن تبني هيكال ذي طابع صحي داخل المؤسسة أو بناء هيكل صحي أو‬
‫ذي طابع صحي مشترك ما بين الهيئات يتوفر على المواصفات والمعايير المتبعة في بناء مثل هذه‬
‫المصالح من هذه الناحية‪ ،‬وأن يندرج بناؤها في المخطط الوطني للتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬
‫‪-4‬توفر الوسائل المادية والبشرية‪:‬‬
‫إن الرخصة القبلية إلنشاء مصلحة طب العمل ال تسلم إال إذا أثبتت لجنة الرقابة في محضر‬
‫معاينتها أن هذه المصلحة تتوفر فعال على جميع المستلزمات واألدوات واألجهزة الضرورية‬
‫لتسيير هذه المصلحة وكذلك الموارد البشرية الطبية والشبه الطبية المحدد عددها قانونا وتنظيما‬
‫فإذا لم تتوفر هذه الوسائل فال تمنح للهيئة الرخصة المطلوبة وتلزم بتوفير هذه الوسائل المادية‬
‫والبشرية في أقرب اآلجال ألنه ال يمكن التحجج بعدم إنشاء المصلحة بسبب عدم الحصول على‬
‫الرخصة ألن الهيئة ملزمة قانونا بإنشاء هذه المصلحة من حسابها الخاص والعمل على توفير‬
‫الوسائل والمواد والموارد البشرية الضرورية‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬أنماط مصلحة طب العمل‬
‫حددت المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 70/88‬أربع أنماط أساسية لممارسة نشاط طب العمل وهي على‬
‫الخصوص‪:‬‬
‫‪-1‬إنشاء مصلحة لطب العمل داخل الهيئة المستخدمة‪.‬‬
‫‪-2‬مصلحة لطب العمل ما بين الهيئات على أساس إقليمي‪.‬‬
‫‪-3‬إبرام إتفاق مع القطاع الصحي حسب إتفاق نموذجي‪.‬‬
‫‪.1‬‬
‫‪-4‬إبرام إتفاق مع هيكل صحي مختص في طب العمل أو أي طبيب مؤهل وفقا إلتفاق نموذجي‬

‫‪-1‬المادة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 161/29‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-1‬مصلحة طب العمل الخاصة بالهيئة المستخدمة‬
‫األصل أن الهيئة المستخدمة ملزمة بإنشاء مصلحة لطب العمل داخلها وتختص بتسييرها‬
‫وتجهيزها وتأطيرها وتمويلها بالمستلزمات الطبية والشبه الطبية‪ ،1‬ومصلحة طب العمل الخاصة‬
‫بالهيئة المستخدمة تحقق هذا الغرض لكون طبيب العمل يكون بقرب العمال ويتعرف على أحوالهم‬
‫المهنية والمرضية ويجنبهم مشقة اإلنتقال إلى أماكن للفحص خارج الهيئة المستخدمة فضال عن‬
‫تكفله بمهام أخرى داخل هذه الهيئة مثل األمن والوقاية وشروط العمل وظروفه ومعاينة الحوادث‬
‫المهنية للعمل‪ ،‬ويقدم اإلستشارة الالزمة للهيئة في المجال الوقائي واألمن وفحص أسباب األمراض‬
‫والحوادث المهنية‪ ،‬وعليه فإن الهيئة المستخدمة ملزمة بإنشاء مصلحة لطب العمل وفقا لضوابط‬
‫معينة داخل هياكلها لإلشراف عليها المباشر‪ ،‬فإذا تعذر ذلك لسبب من األسباب أو لم تتوفر‬
‫الضوابط التنظيمية تنتقل إلى األنماط األخرى كما أننا نجد المادة ‪70‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 607/80‬تنص بصريح العبارة أنه يجب إحداث مصلحة لطب العمل في كل هيئة مستخدمة عندما‬
‫يساوي أو يفوق الوقت الضروري ألداء طبيب العمل المدة الشهرية القانونية للعمل المطبقة على‬
‫السلك الطبي تبعا للمقاييس المحددة في المادة الثالثة ‪ 03‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫وعليه يمكن لنا أن نستنتج شرطين أساسيين إلنشاء مصلحة طب العمل في كل هيئة مستخدمة ‪:‬‬
‫‪-6‬أن تتوفر الضوابط التنظيمية إلنشاء المصلحة كالبناءات واألدوية والتأطير الطبي والشبه الطبي‬
‫والمسعفين والمستلزمات الطبية واألجهزة الطبية‪ ،‬والمناوبة الطبية إذا زاد العمال عن عدد معين‬
‫أو كانت الهيئة تشتغل ليال وبالتناوب وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 14‬من القانون رقم ‪.70/88‬‬
‫‪-0‬أن يساوي أو يفوق الوقت الضروري ألداء طبيب العمل مهمته المدة الشهرية القانونية للعمل‬
‫المطبقة على السلك الطبي تبعا للمقاييس التي حددتها المادة الثالثة من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪607/80‬والمتمثلة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -6‬ساعة عمل واحدة في الشهر لكل عشرة عمال يعملون في موقع شديد الخطورة‪.‬‬
‫‪ -0‬ساعة عمل واحدة في الشهر لكل خمسة عشرة ‪ 15‬عامال يعملون في موقع متوسط‬
‫الخطورة أو قليلها‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 14‬من قانون ‪ 16/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬


‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-2‬مصلحة لطب العمل ما بين الهيئات على أساس إقليمي‪:‬‬
‫يتعين على الهيئة المستخدمة إذا لم تتوفر الضوابط السابقة إلنشاء مصلحة لطب العمل بالهيئة‬
‫المستخدمة أن تلجأ إلى نمط ثان يتمثل في المشاركة في مصلحة لطب العمل ما بين الهيئات على‬
‫أساس إقليمي وتباشرهذه المصلحة نشاطاتها الخاصة بطب العمل على أساس إقليمي وإستنادا إلى‬
‫معيار القرب ومعيار التركيز‪.‬‬
‫يالحظ أنه ال توجد مصالح لطب العمل ما بين الهيئات المستخدمة المشتركة في الجزائر حاليا بعد‬
‫إلغاء هذا الهيكل ذي الطابع الصحي بالمرسوم ‪01/88‬المؤرخ في ‪6888 /70/66‬المتضمن حل‬
‫المؤسسة الوطنية ما بين الهيئات لطب العمل‪ ،‬وإحالة اإلختصاص إلى القطاعات الصحية بموجب‬
‫القراررقم ‪ 088‬المؤرخ في‪ 6888/66/08‬المتضمن إنشاء مصالح طب العمل على مستوى‬
‫القطاعات الصحية وجدير بالذكر أن هذه المصالح ليس لذا هدف ربحي ولها إستقاللية مالية وتتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية المدنية وتعتبرمن قبيل الجمعيات وفقا للقانون ويتكفل باإلدارة رئيس متطوع‬
‫كما أن رقابة المصلحة تختص بها لجنة مراقبة التي تشكل من ‪ 0/6‬ثلث ممثلي المستخدمين و‪0/0‬‬
‫ثلثي ممثلي العمال‪ ،‬ويعمل فيها األطباء بوقت كامل‪ ،‬وتوزع النفقات ما بين الهيئات المستخدمة‬
‫حسب عدد العمال الخاضعين للفحص وتحسب اإلقتطاعات على أساس كل أجيرأو على أساس‬
‫جزافي للكتلة األجرية للهيئة‪ ،‬ويالحظ أن إنشاء هذه المصلحة يخضع لرخصة قبلية من وزير‬
‫الصحة والسكان وإصالح المستشفيات وفقا للمادة ‪70‬من المرسوم التنفيذي رقم‪.607/80‬‬
‫‪-3‬إبرام إتفاق مع المؤسسة العمومية اإلستشفائية أو المؤسسة العمومية للصحة‬
‫الجوارية القطاع الصحي سابقا وفق إتفاق نموذجي‪:‬‬
‫يمكن إبرام إتفاق مع المؤسسة العمومية اإلستشفائية أو المؤسسة العمومية للصحة الجوارية وفقا‬
‫للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 687/70‬المؤرخ في ‪0770/78/68‬المتضمن إنشاء المؤسسة العمومية‬
‫اإلستشفائية والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية السيما المادتين الرابعة ‪ 04‬والثامنة ‪ 08‬منه‬
‫إذا لم تتوفر المقاييس المحددة في المادة ‪ 14‬من القانون ‪ 70/88‬والمادة الرابعة من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪607/80‬المشار إليهما أعاله إستنادا إلى القرار الوزاري رقم ‪ 399‬المؤرخ المؤرخ‬
‫في ‪1984/11/25‬المتضمن إنشاء وتنظيم مصالح طب العمل على مستوى القطاعات الصحية‪.‬‬
‫إن اللجوء إلى إحدى المؤسستين العموميتين اإلستشفائية أو الصحة الجوارية يتم وفقا إلتفاقية‬
‫نموذجية محددة بقرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 02‬أفريل ‪ 1995‬المحدد لإلتفاقية النموذجية‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المتعلقة بطب العمل والمبرمة ما بين الهيئة المستخدمة والقطاع الصحي أوالهيئة المختصة أو‬
‫الطبيب المؤهل ‪.‬‬
‫وقد تضمنت اإلتفاقية النموذجية سبعة مواد تضمنت المقدمة أوالديباجة هوية وبيانات المتعاقدين‪.‬‬
‫أما المادة األولى فقد خصصت لموضوع اإلتفاقية‪،‬وحددت المادة الثانية إلتزامات الهيئة المستخدمة‬
‫المتعاقدة والمادة الثالثة فخصصت إللتزامات مقدم الخدمات وهو المؤسسة الصحية أما الرابعة‬
‫فحددت كيفيات دفع األتعاب‪ ،‬أما باقي المواد فنصت على شروط الدفع لألتعاب ومدة سريان‬
‫اإلتفاقية والتصديق على اإلتفاقية من المتعاقدين‪.‬‬
‫‪-4‬إبرام إتفاق مع هيكل صحي مختص في طب العمل أو أي طبيب مؤهل‪:‬‬
‫عندما يتعذر على المؤسسة العمومية اإلستشفائية أو للصحة الجوارية اإلستجابة لطلب الهيئة‬
‫المستخدمة فإن لهذه األخيرة إبرام إتفاقية مع هيكل صحي مختص في طب العمل وفقا للمادة ‪05‬‬
‫من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 607/80‬والمادة‪ 68‬من القانون‪70/88‬السالف الذكر‪.‬‬
‫ويالحظ أن هذا الهيكل الصحي المختص في طب العمل غيرموجود في الجزائر‪ ،‬إذ يفترض‬
‫بواسطة عيادة مختصة في طب العمل يمارس النشاط لحسابها الخاص أو تنشأ إستقالال من وزارة‬
‫الصحة والسكان وإصالح المستشفيات كمؤسسة عمومية مختصة في طب العمل وحتى يكون‬
‫التعاقد صحيحا يجب إتخاذ اإلجراءات التالية‪:‬‬
‫‪-6‬أن يتعذرعلى المؤسسة العمومية اإلستشفائية أو للصحة الجوارية ضمان نشاط طب العمل للهيئة‬
‫المستخدمة لقلة أطبائها‪ ،‬أو أن هاتين المؤسستين قد تخلت عن الوفاء بإلتزاماتها مع الهيئة‬
‫المستخدمة بعد أن أبرمت إتفاقية نموذجية مع إحدى المؤسستين اإلستشفائية أو للصحة الجوارية‬
‫فإذا لم يتعذرعلى إحدى المؤسستين المذكورتين والمختصتين إقليميا أو لم تتخل عن إلتزاماتها فإنه‬
‫ال يحق للهيئة المستخدمة اللجوء إلى إبرام إتفاقية مع هيكل صحي مختص في طب العمل‪.‬‬
‫أن تبدي إحدى المؤسستين اإلستشفائية أو للصحة الجوارية رأيها بالقبول باللجوء إلى هيكل‬
‫صحي مختص في طب العمل‪ ،‬فإذا لم تبد إحدى المؤسستين رأيها فال يجوز للهيئة المستخدمة‬
‫اللجوء إلى هذا الهيكل المختص في طب العمل‪.‬‬
‫‪-‬أن تعطي مهلة إلحدى المؤسستين اإلستشفائية أو للصحة الجوارية لدراسة طلب الهيئة المستخدمة‬
‫وقد حددت هذه المهلة طبقا للمادة الرابعة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 607/ 93‬بتسعين يوما‬
‫‪90‬فإذا ردت باإلجابة فيمكن للهيئة اللجوء إلى إعتماد هذا الهيكل المختص في طب العمل‪ ،‬وإذا‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫أبدت رأيا بالرفض فيجب على إحدى المؤسستين التكفل بمصلحة طب العمل‪ ،‬وإذا مرت المدة ولم‬
‫تجب المؤسستان على طلب الهيئة المستخدمة فإن نص المادة الرابعة ساكت عن اإلجراء الذي‬
‫يمكن إتخاذه‪ ،‬ولكن إعماال لقاعدة أن السكوت يفسرعلى أنه قبول فإنه يتعين على الهيئة المستخدمة‬
‫مباشرة التعاقد مع الهيكل المختص في طب العمل حفاظا على مصلحة العمال وتنفيذا إللتزام طب‬
‫العمل فإذا لم يكن هناك هيكل صحي مختص أو كان موجودا ولكنه ال يلبي الطلب فإن للهيئة‬
‫المستخدمة الحق في اإلستعانة بطبيب مؤهل‪ ،‬والطبيب المؤهل هو كل طبيب عام أو أخصائي‬
‫ممارس أو مدعو لممارسة نشاط طب العمل بعد رخصة مسلمة من وزير الصحة والسكان‬
‫وإصالح المستشفيات‪ ،‬ويكون قرار الترخيص مؤقتا وبصفة إنتقالية‪ ،‬تحدد فيه المدة بموجب القرار‬
‫المتضمن الترخيص بممارسة نشاط العمل‪ ،‬ويمكن أن يسحب بقرار من وزير الصحة والسكان‬
‫وإصالح المستشفيات‪.‬‬
‫ولكن يالحظ أن المادة ‪71‬من المرسوم التنفيذي ‪ 607/80‬إشترطت في الطبيب المؤهل شرطين‬
‫أساسيتين هما‪:‬‬
‫‪-6‬أن يكون هذا الطبيب حاصال على شهادة التخصص في طب العمل‪.‬‬
‫‪-0‬أن يكون مرخص له بممارسة طب العمل لحسابه الخاص‪.‬‬
‫كل هيئة مستخدمة مهما كان قطاع النشاط الذي تنتمي إليه ملزمة بتوفير األمن ووضع وسائل‬
‫للحماية الفردية والجماعية للعمال وقبل صدور القانون ‪ 70/88‬إعتمدت القوانين السابقة كذلك هذا‬
‫المبدأ بحيث نجد القانون ‪ 60/08‬في المادة ‪ 60‬منه يلزم المستخدم بتأمين شروط الوقاية الصحية‬
‫واإلجراءات اإلحتياطية المادية لتجنب وقوع حوادث العمل‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ خليفي عبد الرحمن المرجع السابق الصفحة‪.111‬‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫الفرع الثاني ‪:‬شروط ممارسة طب العمل‬
‫يمكن أن يعهد بنشاط طب العمل وقاعدة عامة وفقا للنصوص القانونية والتنظيمية إلى طبيب‬
‫إختصاص في طب العمل‪ ،‬فإذا تعذر ذلك يلجأ إلى اإلستعانة بطبيب عام ممارس حفاظا على‬
‫إستمرارية مصلحة طب العمل وتنفيذا إللتزام الهيئة المستخدمة في مجال توفير حماية صحية‬
‫ووقائية لعمالها‪.1‬‬
‫أوال‪:‬طبيب العمل اإلختصاصي‪:‬‬
‫إن طبيب العمل المختص في طب العمل هو طبيب يتطلب دراسته الطبية اإلختصاصية‬
‫‪D.E.M.S‬متحصل على دبلوم الدراسات الطبية المتخصصة أربع سنوات ‪04‬في إحدى المراكز‬
‫اإلستشفائية الجامعية بعد إجتياز مسابقة اإلنتقاء‪ ،‬زيادة على مشاركته في المؤتمرات واأليام‬
‫الدراسية التي تساعده على التكوين المتواصل في مجال إختصاصه ‪ ،‬ولذلك فإن له قانونا أساسيا‬
‫خاصا‪ ،‬وإستنادا إلى ذلك فإن طبيب العمل ينتمي إلى القانون األساسي للسلك الطبي ويخضع إلى‬
‫نفس الشروط التي يخضع لها السلك الطبي ويختلفون فقط من حيث المهام‪ ،‬فالسلك الطبي بصفة‬
‫عامة مهمته عالجية أما طبيب العمل فمهمته األساسية وقائية‪ ،‬ولذلك فإن طبيب العمل يجب أن‬
‫يكون إختصاصيا في شعبة طب العمل أساسا وهذا ما نصت عليه المادة‪ 16‬من القانون ‪.70/88‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط التوظيف أو التشغيل‪:‬‬
‫حتى يمكن لطبيب العمل اإلختصاصي ممارسة نشاط أو مهمة طب العمل يجب أن تتوفر فيه‬
‫الشروط التالية‪:6‬‬
‫‪-6‬أن يكون حاصال على دكتوراه في الطب العام ودبلوم الدراسات الطبية المتخصصة شعبة طب‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪-0‬أال يكون مصابا بعاهة أو بعلة مرضية منافية لممارسة المهنة ‪.‬‬
‫‪-0‬أال يكون قد تعرض لعقوبة مخلة بالشرف ‪.‬‬
‫‪-8‬أن يكون جزائري الجنسية ‪.‬‬
‫‪-8‬أن يكون مسجال في قائمة اإلعتماد لدى الفرع النظامي الخاص بمجلس أخالقية الطب كما‬
‫تنص على ذلك المادتان الرابعة والخامسة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 001/80‬المؤرخ في‬

‫‪ -1‬المرسوم ‪ 612/61‬يتضمن الدروس الطبية‪.‬‬


‫‪ -6‬المرسوم ‪662/61‬يتضمن إحداث شهادة الدروس الطبية الخاصة ‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪6880/70/71‬المتضمن مدونة أخالقيات الطب‪ ،‬وكذلك المادة ‪ 204‬من نفس المرسوم التنفيذي‬
‫ويشترط القانون الفرنسي في توظيف طبيب العمل أن يكون حائزا على شهادة الدراسات‬
‫المتخصصة في طب العمل أو دبلوم الدراسات المتخصصة في طب العمل‪ ،‬ويعد عامال لدى‬
‫الهيئة المستخدمة عندما يكون مستخدمه هو مسير الهيئة المستخدمة‪ ،‬وتستكمل الدراسة الطبية‬
‫المتخصصة عن طريق اإللتحاق بدورة ما بعد التخرج لتكوين األطباء اإلختصاصيين وهذا‬
‫بإجتياز مسابقة وطنية لهذا الغرض ‪ ،‬يسمى الملتحقون بهذه الدورة أطباء مقيمين ‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬طبيب عام ممارس‪:‬‬
‫عندما يتعذرعلى المؤسسة المستخدمة إسناد مصلحة طب العمل إلى طبيب إختصاصي في طب‬
‫العمل فإنها مخولة باإلستعانة بطبيب عام ممارس تتوفر فيه الشروط القانونية والتنظيمية‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪680‬من القانون ‪ 78/88‬وتتمثل هذه الشروط إجماال فيما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون متحصال على دبلوم دكتور في الطب العام ‪.‬‬
‫‪-‬أال يكون مصابا بعاهة أو مرض يتنافى ولممارسة مهنة الطب ‪.‬‬
‫‪-‬أال يكون قد تعرض لعقوبة مخلة بالشرف ‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون جزائري الجنسية ‪.‬‬
‫‪-‬أن يؤدي اليمين أمام زمالئه ‪.‬‬
‫‪-‬أن يكون مسجال في مجلس أخالقيات الطب ‪.‬‬
‫وإستنادا إلى ذلك فإن المادة ‪70/61‬من القانون‪ 70/88‬قد نصت على أن الهيئة المستخدمة يمكن‬
‫لها أن تلجأ إلى األطباء الممارسين العامين لتأطير نشاط مصلحة طب العمل‪ ،‬ولكن هذا اللجوء أو‬
‫التكليف لطبيب ممارس عام لممارسة طب العمل‪ ،‬يجب أن يخضع لتأهيل الوزير المكلف بالصحة‬
‫والسكان‪ ،‬ونالحظ أن المرسوم التنفيذي رقم‪ 080/78‬الخاص بالممارسين الطبيين العامين قد أسند‬
‫لألطباء العامين مهام نشاط طب العمل في المادة ‪ 22‬منه " الحماية الصحية في الوسط العمالي "‬
‫ومن ثم فهو مؤهل قانونا لممارسة هذا النشاط ‪ ،‬ويالحظ في الميدان العملي أن أغلبية أطباء العمل‬
‫هم أطباء ممارسين عامين لندرة األطباء المتخصصيين في طب العمل‪ ،‬وقد يتواجد طبيب أو إثنان‬
‫في إختصاص طب العمل على مستوى الوالية بأكملها‪ ،‬فتسند له مهمة المتابعة والتنسيق والتوجيه‬
‫لمختلف أطباء العمل الممارسين على مستوى الهيئات المستخدمة‪.‬‬

‫‪ -1‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 142/22‬يتضمن القانون األساسي للمقيم في العلوم الطبية ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المطلب الثاني ‪:‬تمويل مصلحة طب العمل ومقاييسها‬
‫إن الهيئة المستخدمة تلتزم بتمويل طب العمل ‪ ،‬ألن هذا اإللتزام القانوني يعود عليها بالنفع والربح‬
‫من جانب لكونها تحافظ على القدرة المهنية لعمالها ويخفف من أعباء الحوادث المهنية واإلصابة‬
‫باألمراض المهنية التي قد تكون تكاليفها باهظة على الهيئة المستخدمة ودفعها في اإلسهام في حفظ‬
‫قواعد الصحة العمومية‪ ،‬وتحفيزللعامل من جانب أخر اذ عندما يشعر العامل بأنه مؤمن صحيا‬
‫ويعالج في الوقت المناسب فانه يقبل على العمل بكل فعالية وإطمئنان ‪.‬‬
‫وقد ألزم المشرع الجزائري المؤسسات المستخدمة في المادة ‪ 76/68‬من القانون ‪ 70/88‬بإنشاء‬
‫مصلحة لطب العمل وفقا لضوابط‪ ،‬كما أن المادة ‪ 11‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 607/80‬قد أوكلت‬
‫إلى وزير الصحة والسكان وإصالح المستشفيات بتحديد المقاييس في ميدان الوسائل البشرية‬
‫والمحال والتجهيزات في مصالح طب العمل وهذا ما قامت وزارة الصحة إذ أصدرت كل‬
‫القرارات المتعلقة بتحديد المقاييس في مجال الوسائل البشرية والمحال والتجهيزات ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تمويل مصلحة طب العمل‬
‫إن هذا االلتزام يقوم على قاعدتين أساسيتين هما‪:‬‬
‫القاعدة األولى ‪:‬تفضي بأنه يجب على الهيئة المستخدمة أو رب العمل توفير وسائل وأجهزة‬
‫اإلسعاف الطبي للعمال في المؤسسة وفقا للمستويات التي تحدد عن طريق التنظيم غالبا ما تنظم‬
‫هذه المسائل عن طريق الوزارة األولى بمراسيم تنفيذية‪.‬‬
‫القاعدة الثانية ‪:‬البد أن يصدر الوزير األول نظاما يحدد فيه العناية الطبية الوقائية والعالجية‬
‫للعمال وواجبات الهيئات المستخدمة في توفيرها وكيفية إنشاء الوحدات الطبية المشتركة بين أكثر‬
‫من مؤسسة وطريقة تمويلها واألجهزة الفنية الواجب توفيرها في هذه الوحدات والفحوص الطبية‬
‫المقررة للعمال وترتيبا على ذلك فان الهيئة المستخدمة تعد ملزمة بهاتين القاعدتين وإذا أخلت‬
‫بإحداهما عدت مخالفة لقانون عالقات العمل وللقانون والتنظيم المتعلقين بأحكام طب العمل‪.‬‬
‫نصت المادة التاسعة ‪ 09‬صراحة من المرسوم التنفيذي رقم ‪607/80‬المؤرخ في ‪1993/05/15‬‬
‫المتعلق بتنظيم طب العمل على هذا اإللتزام المتمثل في تمويل مصلحة طب العمل من خالل‬
‫الجوانب التالية‪:‬‬
‫‪-1‬التكفل بمجموع مصاريف التجهيز وسير مصلحة طب العمل المحدثة في هذه الهيئة‪.‬‬
‫‪-0‬المشاركة في مصاريف تجهيز مصلحة طب العمل المشتركة بين الهيئات حسب نسبة عدد‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫العمال التي تستخدمهم طبقا لإلتفاقية المحررة لهذا الغرض‪.‬‬
‫‪-0‬المشاركة في تمويل طب العمل حسب اإلتفاقية النموذجية المبرمة بين الهيئة المستخدمة وبين‬
‫المؤسسة العمومية للصحة الجوارية‪.‬‬
‫كما ألزم المشرع الهيئة المستخدمة بالمصاريف المترتبة عن الفحوص التكميلية والتحاليل التي تتم‬
‫في إطار طب العمل في المادة ‪ 10‬من نفس المرسوم التنفيذي‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬مقاييس مصلحة طب العمل‬
‫أوال‪ :‬اإللتزام بمجموع مصاريف التجهيز‬
‫يتضمن هذا الفرع ضرورة التعرف على مضمون مصاريف التجهيز والمتمثل في تخصيص‬
‫المحال التي يمارس طب العمل فيها وعدد األثاث الطبي ونوعيته وتزويد المصلحة بالمستلزمات‬
‫واألجهزة الطبية الضرورية وكذلك كمية األدوية المستعملة في الحاالت اإلستعجالية فضال عن‬
‫مصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل البيولوجية وتمويل الفحوص الطبية بأنواعها المختلفة ‪.‬‬
‫وقد إشترطت المادة الخامسة‪ 78‬من نفس القرار أن الهيئة المستخدمة‪ ،‬إذا كانت تشغل أكثر من‬
‫‪ 2.000‬عامال فإنها ملزمة بإنشاء قاعة مراقبة مزودة بأسرة لوضع جريح أو مريض في وضعية‬
‫ممدودة بغرض المراقبة ‪،‬كما أن الهيئة المستخدمة ملزمة بأن تجهز هذه المحال باألثاث الطبي‬
‫حتى يتمكن أطباء العمل من ممارسة مهامهم بكيفية الئقة وفعالة ولم يترك األمر في تنفيذ هذا‬
‫اإللتزام إلى الهيئة المستخدمة بل نص القرار الوزاري المؤرخ في‪ 0777/67/61‬المشار إليه سابقا‬
‫وحدد قائمة األثاث الذي يجب أن يكون متوفرا في هذه المحال ولذلك نصت المادة السابعة ‪07‬من‬
‫القرار المذكورعلى أن مصلحة طب العمل المستقلة أو المشتركة بين الهيئات أو التابعة للقطاع‬
‫الصحي أو الهيئة المؤهلة يجب عليها أن تحترم وتلتزم المقاييس الدنيا اآلتية في مجال التجهيز‪:‬‬
‫‪-6‬عتاد ضروري للفحص العيادي الكامل لكل عيادة كالساعة وقياس الضغط وخشيبات اللسان‬
‫والقفازات والحقن وغيرها من األدوات الطبية التي يستعملها عند الحاجة وغالبا ما يحدد طبيب‬
‫العمل هذه األدوات على شكل قائمة بأوصافها وكمياتها وتقوم الهيئة المستخدمة بشرائها‪.‬‬
‫‪-0‬جهاز لقياس الطول والوزن إلختبارات القياس‪.‬‬
‫‪-0‬مقياس بصري لقياس حدة البصر‪.‬‬
‫‪-8‬شاشة مضيئة لكل عيادة طبية لرؤية صور األشعة‪.‬‬
‫‪-8‬بطاقية لحفظ الملفات الطبية في الظروف التي تضمن السر الطبي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-1‬عتاد ضروري للفحوص المخبرية الجارية وتوفيرالكواشف لتحليل الدم‪.‬‬
‫‪-0‬أجهزة خاصة بالكشوف الوظيفية وأجهزة قياس خاصة بدراسة وسط العمل حسب األوضاع‬
‫كجهاز قياس التنفس والقلب‪.‬‬
‫‪-8‬وضع عوازل إلمكانية نزع الثياب أو حاجب خشبي‪.‬‬
‫‪-8‬تجهيز العيادة الطبية بباب مستقل موصول باألمانة الطبية يسمح باحترام السر المهني‪.‬‬
‫‪-67‬التزويد بالماء الجاري بصفة دائمة‪.‬‬
‫‪-66‬يجب أن يكون الجناح المخصص إلختبارات القياس مزودا بمغسل بفراش ذي مساحة كافية‬
‫يسمح بممارسة إختبارات القياس والمخبر وإختبارات الكشف الوظيفي وأن تزود العيادة الطبية‬
‫أيضا بمغسل‪.‬‬
‫‪-60‬توفيرخلوة صوتية جيدة لكي ال يعرقل أي ضجيج لممارسة اإلختبارات وإضاءة وتدفئة وتهوية‬
‫كافية وتبريد‪.‬‬
‫‪-60‬أن تزود العيادة الطبية بثالجة لحفظ اللواقح والكواشف وبعض األدوية السريعة التلف‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬اإللتزام بمصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل‬
‫إن الهيئة المستخدمة تلتزم بدفع مصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل البيولوجية واإللتزام‬
‫بالتحاليل اإلشعاعية واإللتزام بواجب نقل العامل المريض إلى أقرب مؤسسة عمومية إستشفائية‬
‫حينما يقرر طبيب العمل ذلك‪ ،‬إن الهيئة المستخدمة ملزمة بإجراء هذه الفحوص التكميلية سواء‬
‫بالمؤسسة العمومية اإلستشفائية أو المؤسسة العمومية للصحة الجوارية التي تتوفر على مثل هذه‬
‫الفحوص فإذا لم تتمكن من ذلك فعليها بهيكل صحي خاص أو طبيب يتوفر على هذا الفحص ‪.‬‬
‫فإذا تقاعست الهيئة المستخدمة عن ذلك عدت مخلة بإلتزامها وهذا األمر يعد السمة الغالبة في‬
‫أغلب الهيئات أنها تصرف النظر عن ذلك ونجد العامل المريض يتحمل هذه المصاريف لوحده‬
‫لضعف الهيئة الرقابية وعدم مطالبة الهيئة النقابية بذلك مما ينعكس سلبا على صحة العامل ويتفاقم‬
‫مرضه‪ ،‬لما تلقى مهمة توفير طب العمل على عاتق المؤسسة المستخدمة وكذا التكفل به على أن‬
‫يمارس في أماكن العمل نفسها فإنه يحظر على طبيب العمل المطالبة بأي أتعاب من العمال عندما‬
‫يكون بصدد أداء مهامه‪.1‬‬

‫‪ -1‬األستاذة قالية فيروز الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع قانون‬
‫المسؤولية المهنية تاريخ المناقشة ‪16‬ماي ‪ 6116‬جامعة مولود معمري تيزي وزو الصفحة ‪.26‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني ‪:‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫ثالثا ‪:‬اإللتزام بالمقاييس في مجال الوسائل البشرية‬
‫إن الطبيب أو الممرض في مصلحة طب العمل مهما كانت طبيعتها له دوره المميز لذلك يجب أن‬
‫تراعي المقاييس في مجال تأطير مصلحة طب العمل بالموارد البشرية بالعدد المناسب على‬
‫المقاييس التالية‪:1‬‬
‫ومن ثم يمكن للهيئة المستخدمة أن تزيد عن هذا العدد حسب إهتمامها بتنظيم مصلحة طب العمل‪.‬‬
‫‪-1‬مصلحة طب العمل المستقلة للهيئة المستخدمة أو السلك الطبي‬
‫‪-‬طبيب عمل واحد ‪ 01‬لكامل الوقت ل ‪ 1730‬عامال معرضا بشدة لألخطار المهنية‪.‬‬
‫‪-‬طبيب عمل واحد ‪ 01‬لكامل الوقت ل ‪ 2595‬عامال معرضا بشكل متوسط أو أقل عرضة‬
‫لألخطار المهنية‪.‬‬
‫‪-2‬مصلحة طب العمل المشتركة بين الهيئات أو المؤسسة الصحية‪:‬‬
‫‪-‬طبيب عمل واحد لكامل الوقت‪.‬‬
‫‪-3‬مصلحة طب العمل المستقلة في الهيئة المستخدمة في مجال مقاييس الممرضين ‪:‬‬
‫بالنسبة للهيئة المستخدمة التي تستخدم عماال معرضين بشدة لألخطار المهنية‪.‬‬
‫‪-‬ممرض واحد لكل ‪ 200‬عامال فأكثر ‪.‬‬
‫‪-‬ممرضان ‪2‬لكل ‪ 800‬إلى ‪ 900‬عامال ‪.‬‬
‫‪-‬ما فوق ‪ 2000‬عامال ممرض إضافي لكل ‪ 1000‬عامال ‪.‬‬
‫‪-4‬الهيأة المستخدمة لعمال معرضين بشكل متوسط لألخطار المهنية‪:‬‬
‫‪-‬ممرض واحد لكل ‪ 500‬عامل فأكثر ‪.‬‬
‫‪-‬ممرضان ‪ 02‬ل ‪ 1000‬عامال فأكثر ‪.‬‬
‫‪-‬أمين طبي في حالة وجود أكثر من طبيبين‪.‬‬
‫‪-5‬المقاييس في مصلحة طب العمل بين الهيئات المشتركة أو المؤسسة الصحية‪:‬‬
‫‪-‬ممرض واحد ‪-‬أمين طبي واحد ‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 02‬من القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 6111/11/12‬المحدد للمقاييس في ميدان الوسائل البشرية والمحال‬
‫والتجهيزات في مصالح طب العمل مع الملحق‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المبحث الثاني‪ :‬الرقابة على طب العمل‬
‫إن تدخل الدولة في نطاق عالقات العمل‪ ،‬فرض تنمية إدارة حقيقية للعمل مشكلة من إدارة مركزية‬
‫وجهوية ومحلية والتي ينتمي إليها مفتشوا العمل الذين أنيط بهم رقابة نشاطات طب العمل خاصة‬
‫وتطبيق أحكام قانون العمل بصفة عامة ‪ ،‬وهذا ما دعا الدولة إلى إعداد جهاز متخصص يقوم‬
‫بالتفتيش في فترات دورية وأن تتوفر في موظفي جهاز التفتيش المؤهالت العلمية والخبرة المناسبة‬
‫في النواحي الطبية والهندسية والكيماوية ويكون لهم صفة الضبط القضائي في مراقبة تنفيذ أحكام‬
‫السالمة والصحة المهنية في أماكن العمل بما في ذلك طب العمل‪.‬‬
‫وقد نظم المشرع رقابة نشاط طب العمل في الهيئات المستخدمة في المواد ‪ 31‬إلى ‪ 34‬من القانون‬
‫رقم‪ 70/88‬المتعلق بالوقاية واألمن وطب العمل وفي المواد من‪ 53،58،53،53،55،53‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪. 037/35‬‬
‫إن إنشاء جهاز الرقابة والتفتيش ضرورة أملتها المعطيات العملية‪ ،‬ذلك أن الهيئات المستخدمة قد‬
‫تهمل تنفيذ األحكام القانونية والتنظيمية أو ال تأخذ بعين اإلعتبار أراء طبيب العمل في مجال حفظ‬
‫صحة العمال أو تحسين محيط العمل أو مخالفة قواعد الصحة واألمن داخل الهيئة أو أنها تقصر‬
‫في جانب من جوانب إلتزامات طب العمل ففي هذه الحال فإن إنشاء جهاز رقابي وتفتيشي يردع‬
‫هذه المخالفات وينذر رؤساء الهيئات المستخدمة باإلمتثال للقانون والتنظيم أمر ذا أهمية بالغة‪،‬‬
‫لكون اإلخالل بإلتزامات طب العمل هو إخالل بالمنظومة الصحية الوطنية وقد خول القانون رقم‬
‫‪03 /90‬المتعلق بمفتشية العمل صالحيات واسعة لمفتشي العمل في مثل هذه الرقابة والذي يعد‬
‫اإلطار العام لرقابة الهيئات المستخدمة باإلضافة إلى القانون الخاص رقم‪ 70/ 88‬والمرسوم‬
‫التنفيذي رقم‪037/35‬‬
‫اللذين نظما الرقابة الخاصة في مجال طب العمل وما دامت رقابة نشاطات طب العمل وتفتيشه‬
‫بهذه األهمية فإني سأبين في هذا المبحث األشخاص المكلفين بهذه الرقابة‪ ،‬وهم على الخصوص‬
‫مفتشو العمل‪ ،‬وطبيب العمل المفتش‪ ،‬وبيان صالحيات طبيب العمل المفتش إلى جانب هذين‬
‫الجهازين جهاز مفتشية العمل وجهاز طبيب العمل المفتش يمكن ذكر الوالي ورئيس المجلس‬
‫الشعبي البلدي في حاالت خاصة فضال عن التنسيق بين وزارة الصحة والسكان وإصالح‬
‫المستشفيات ووزارة العمل والتشغيل والضمان اإلجتماعي‪ ،‬ثم أن هناك دور الجهاز القضائي‬
‫الجزائي واإلجتماعي‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المطلب األول ‪:‬اإلدارة المكلفة برقابة طب العمل‬
‫وهم مفتشي العمل وطبيب العمل المفتش باإلضافة إلى والي الوالية ورئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫المختص إقليميا ولجان النظافة واألمن ورقابة القضاء‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬مفتش العمل وطبيب العمل المفتش‬
‫تكلف مفتشيات العمل برقابة وتفتيش نشاط طب العمل ويقوم مقام هذا الجهاز عون تابع لها هو‬
‫مفتش العمل ‪،1‬من خالل مجموعة من الصالحيات‪.‬‬
‫أوال ‪:‬إختصاصات مفتشي العمل وطبيب العمل المفتش‬
‫إن مفتش العمل يتعاون مع طبيب العمل في دراسة الظروف المالئمة وتحديد التعديالت التي يجب‬
‫إدخالها مستقبال على بيئة العمل‪.2‬‬
‫‪ -0‬إختصاصات مفتشي العمل في رقابة نشاط طب العمل‬
‫إن مفتش العمل موظف يخضع ألحكام األمر رقم‪ 75/70‬المؤرخ في ‪ 3770/70/03‬المتعلق‬
‫بالقانون األساسي العام للوظيفة العمومية باإلضافة إلى خضوعه لقانون أساسي خاص به يحدد‬
‫واجباته وحقوقه ‪ ،‬كما أن القانون رقم ‪ 75/37‬المتعلق بمفتشي العمل والقانون ‪70/88‬المتعلق‬
‫بالوقاية الصحيةواألمن وطب العمل والمرسوم التنفيذي رقم ‪037/35‬المتعلق بتنظيم طب العمل‬
‫والقانون األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لسلك مفتشي العمل‪ ،‬قد خول مفتش العمل‬
‫صالحيات واسعة في مجال مراقبة تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية لقانون العمل واألحكام‬
‫التنظيمية التطبيقية له‪ ،‬بما في ذلك األحكام المتعلقة بنشاطات طب العمل وتنظيمها ومراقبتها وهي‪:‬‬
‫‪-1‬معاينة مخالفات القانون والتنظيم المتعلقتين بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫‪-3‬اإلطالع على السجالت والوثائق الخاصة للسماح بممارسة رقابة على األنشطة في مجال الوقاية‬
‫الصحية واألمن‪.‬‬
‫‪-5‬العمل بالسهر على إحترام الهيئات المستخدمة واجباتها في ميدان طب العمل‪.‬‬
‫‪-3‬توجيه إعذارات للهيئة المستخدمة عند مخالفتها القانون أو التنظيم الخاصين بطب العمل‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ هدفي بشير المرجع السابق الصفحة ‪.171‬‬


‫‪-2‬األستاذة سلمى لحمر تحليل أثر تهيئة ظروف العمل على أداء هيئة التمريض بالمؤسسة اإلستشفائية العمومية دمحم الصديق بن‬
‫يحيى جيجل‪-‬مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماجستير في تسييرالموارد البشرية السنة الجامعية ‪2112/2112‬جامعة‬
‫قسنطينة الصفحة ‪.11‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫إنه طبقا لهذه الصالحيات والمهام القانونية والتنظيمية فإنه مخول بزيارة الهيئات المستخدمة في‬
‫أي وقت من الليل أو النهار‪ ،‬ألن مفتش العمل ملزم بالخدمة في كل وقت من الليل والنهار وحتى‬
‫بعد أوقات العمل القانونية ‪.1‬‬
‫إن مفتش العمل يتمتع بصفة الضبط القضائي وفق للمادة ‪ 27‬من األمر رقم‪033/00‬المؤرخ‬
‫في‪0300/70/78‬المتعلق بقانون اإلجراءات الجزائية المعدل والمتمم‪ ،‬ولذلك أضفى المشرع على‬
‫المحاضر التي يحررها هؤالء الموظفون حجية مطلقة ما لم يطعن فيها بالتزوير‪.‬‬
‫‪-2‬رقابة طبيب العمل المفتش‪:‬‬
‫إن طبيب العمل المفتش هو طبيب إختصاصي في طب العمل يعين بقرار من وزير الصحة‬
‫و السكان و إصالح المستشفيات الذي يحدد إختصاصه المحلي و يكلف بتطبيق القوانين و األنظمة‬
‫المتعلقة بالعمل و صحة العمال ال سيما على المستوى الطبي) تنظيم وسيرمصالح طب العمل (‪.‬‬
‫إن منصب طبيب العمل المفتش هو منصب عال يعين فيه وفقا للمادة ‪ 36‬من المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 533/73‬ويشمل‪:‬‬
‫‪-‬الممارسون المتخصصون الرئيسيون في طب العمل والذين يثبتون ثالث ‪ 3‬سنوات من الخدمة‬
‫الفعلية بهذه الصفة‪.‬‬
‫‪-‬من بين الممارسين المتخصصين في طب العمل الذين يثبتون خمس ‪5‬سنوات من الخدمة الفعلية‬
‫بهذه الصفة‪.‬‬
‫يعد طبيب العمل المفتش مستشارا لمفتشية العمل و للهيئات المستخدمة و للعمال في مجال النظافة‬
‫و الصحة في العمل‪ ،‬و بذلك يسهر على حماية صحة العمال‪ ،‬إن المرسوم التنفيذي رقم‪037/35‬‬
‫يحددفي الفصل الرابع منه مهام طبيب العمل المفتش و إختصاصاته أو ما يسمى بالطبيب المكلف‬
‫بالرقابة و التفتيش‪.‬‬
‫إن سبب إنشاء مهمة طبيب العمل المفتش هو أن الهيئات المستخدمة غالبا ما تستعين بأطباء عامين‬
‫لمن لهم الخبرة الكافية لممارسة مهنة طب العمل و من ثم طبيب العمل المفتش يكونهم ويوجههم‬
‫وينسق أعمالهم ويراقب أداءهم‪ ،‬حفاظا لصحة العمال ‪.‬‬

‫المادة ‪11‬من المرسوم التنفيذي ‪ 261/11‬المتضمن القانون األساسي لمفتشية العمل‪.‬‬ ‫‪-1‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-2‬اإلجراءات التي يتخذها مفتش العمل‬
‫إن مفتش العمل أثناء زيارته للهيئات المستخدمة يمكنه إتخاذ اإلجراءات التالية ‪:‬‬
‫‪-‬فحص أو مراقبة أي مادة مستعملة في اإلنتاج ومدى تأثيراتها على صحة العامل أو إجراء‬
‫أي تحقيق يراه مناسبا‪.‬‬
‫‪-‬اإلستماع إلى أي شخص بحضور شاهد أو بدونه إذا كان هذا اإلستماع يتعلق بإختصاصه‪.‬‬
‫‪-‬أخذ عينة من أية مادة مستعملة أو من أي منتوج موزع أو مستعمل بهدف تحليلها والتعرف على‬
‫مدى مطابقتها للمقاييس والمعايير القانونية والتنظيمية‪.‬‬
‫‪-‬طلب اإلطالع على أي سجل أووثيقة يلتزم المستخدم بمسكها وتزويدها بالبيانات الالزمة‪.‬‬
‫‪-‬يمكن لمفتش العمل أن يطلب من المستخدم أو ممثله وممثل العمال أو أي شخص أخر‪ ،‬إصطحابه‬
‫أثناء زيارته للمؤسسة المستخدمة وأن يطلب من المستخدم إفادته بكل المعلومات الخاصة بتطبيق‬
‫القانون والتنظيم المتعلقين بالعمل وظروف ممارسته‪.1‬‬
‫كما يمكنه أن يقوم بما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬مالحظات كتابية‬
‫‪-3‬تقديم إعذارات‬
‫‪-5‬محاضر المخالفات‬
‫‪-3‬محاضر المصالحة وعدم المصالحة قصد الوقاية من الخالفات الجماعية في العمل وتسويتها‪.2‬‬
‫وفي هذا الصدد إذا الحظ مفتش العمل أثناء قيامه بمراقبة الهيئة المستخدمة أن هناك تقصيرا في‬
‫تنفيذ إلتزاماتها المتعلقة باألحكام الخاصة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬وعدم تعيين طبيب‬
‫أو عدم مسك السجالت القانونية أو عدم إحترام مقاييس مصلحة طب العمل أو الحظ أنه هناك‬
‫خرقا لألحكام القانونية والتنظيمية السالفة المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل كغياب‬
‫النظافة أو عدم القيام بفحص العمال دوريا أو عدم تكوين مسعفين أو عدم األخذ برأي طبيب العمل‬
‫في المسائل التي يجب عليه األخذ بها وتنفيذها يوجه إلى المستخدم إعذارا مكتوبا يلزمه فيه بإمتثال‬
‫للتعليمات الموجهة إليه وتنفيذ األحكام القانونية والتنظيمية ويحدد مفتش العمل أجال للمستخدم لسد‬

‫‪-1‬المادة ‪ 06‬من القانون ‪03/90‬المتعلق بمفتشيةالعمل‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪11/21‬من المرسوم التنفيذي ‪ 11/11‬المتضمن القانون األساسي الخاص المطبق على مفتشي العمل‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫النقص أواإلمتثال إلى القانون والتنظيم في أجل ال يتعدى كقاعدة عامة ثمانية ‪ 8‬أيام‪،1‬ويسجل ذلك‬
‫في سجل اإلعذارات وإذا الحظ مفتش العمل أن العمال قد تعرضوا ألخطار جسيمة بسبب مواقع‬
‫العمل أو أساليبه العديمة النظافة والخطيرة‪ ،‬فإنه يحرر محاضرا للمخالفة المعاينة‪ ،‬ويعذر‬
‫المستخدم بإتخاذ ما يلزم من تدابير الوقاية المالئمة لألخطار المطلوب تفاديها ويدون هذا اإلعذار‬
‫في سجل اإلعذارات الممسوك قانونا من قبل المستخدم‪ ،‬وإذا الحظ مفتش العمل أثناء قيامه‬
‫بالزيارة التفتيشية أنه هناك خطرا جسيما على صحة العمال وأمنهم يوشك أن يقع فإنه يخطر والي‬
‫الوالية المختص إقليميا أورئيس المجلس الشعبي البلدي الذي تقع الهيئة المستخدمة في دائرة‬
‫إختصاصه بمحضر عن هذا الخطر الجسيم ليتخذ ما يراه الزما‪.‬‬
‫إال أن المشرع لم يحدد مدة اإلعذار المنصوص عليه في المادتين‪07،73‬من القانون ‪75/37‬‬
‫المتعلق بمفتشية العمل‪ ،‬وكذلك المادة ‪73/50‬و‪ 75‬من القانون ‪ 70/88‬وترك السلطة التقديرية‬
‫لمفتش العمل حسب ظروف الهيئة المستخدمة أو الزمن الذي يستغرقه هذا اإلصالح أو شراء‬
‫المستلزمات الوقائية مثال‪ ،‬وهذا فيه مراعاة لقدرة الهيئات المستخدمة مع المحافظة أيضا على إبعاد‬
‫األخطار واألضرار عن العمال ومن المالحظ أيضا أن كل األحكام القانونية والتنظيمية الخاصة‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل هي أحكام آمرة وعليه إذا إكتشف تقصيرا أو إهماال أو خرقا‬
‫لقاعدة ما فإن اإلعذار الموجه للمستخدم يكون في أجل ال يتعدى ثمانية ‪ 08‬أيام‪.‬‬
‫إن هذا الدورالهام لمفتش العمل يبقى نظريا لعدة أسباب منها قلة اإلمكانيات المادية من مكاتب‬
‫وأدوات وسيارات المصلحة‪ ،‬وقلة المفتشين المؤطرين لمهمة التفتيش والرقابة‪ ،‬ويمكن إضافة‬
‫عامل هام آخر يتمثل في سهولة شراء ذمم بعض المفتشين من قبل المستخدمين فيغضون الطرف‬
‫عن المخالفات‪. 2‬‬
‫‪-1‬اإلجراءات التي يتخذها طبيب العمل المفتش‬
‫إن طبيب العمل المفتش تنصب رقابته أساسا على كيفية تنظيم هياكل طب العمل وهل هي مطابقة‬
‫للمقاييس المحددة قانونا من حيث المجال وأطباء العمل والمستلزمات الطبية ووسائل اإلسعاف‬
‫واألدوية واألجهزة الطبية والسجالت الخاصة بالتفتيش والفحص وحوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية ومحيط العمل وتحسين العناصراإلنتاجية الضارة بصحة العمال وأماكن اإليواء والمغاسل‬

‫‪-1‬المادة ‪9‬من القانون ‪ 12/ 90‬الخاص بمفتشية العمل‪.‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 1/21‬من قانون ‪ 17/88‬ونص المادتين ‪12‬و‪ 11‬من قانون ‪12/11‬المتعلق بمفتشية العمل‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫وأماكن الراحة‪ ،‬واإلطالع على تقرير طبيب العمل وأرائه وعمله ومدى وجود التنسيق بين رئيس‬
‫الهيئة المستخدمة وبين طبيب العمل وفي هذا المجال فإن طبيب العمل المفتش له إمتياز الدخول‬
‫إلى المؤسسات أو الوحدات أو المنشآت وال يمكن اإلعتراض عليه أو منعه بأي وسيلة كانت طبقا‬
‫للمادة ‪ 35‬من المرسوم التنفيذي ‪.037/35‬‬
‫إن طبيب العمل المفتش يتخذ من خالل مراقبته وتفتيشه للوسط العمالي قرارات في شكل تقارير‬
‫ويرسلها إلى وزارة الصحة والسكان بمعرفة مدير الصحة والسكان للوالية‪ ،‬كما يمكنه أن يوجه‬
‫تعليمات أو توجيهات تتعلق بكيفيات سير طب العمل‪ ،‬ويشرف على نشاط طب العمل في مختلف‬
‫الهيئات المستخدمة ولذلك يعتبر الموجه والمرجع ألطباء العمل في حدود إختصاصه اإلقليمي‪.‬‬
‫إن المادة ‪ 36‬من المرسوم التنفيذي ‪ 037/35‬في فقرتها الثالثة قد قررت حكما هاما يتمثل في أن‬
‫الهيئة المستخدمة يجب عليها أن تأخذ بعين اإلعتبار أراء طبيب العمل وتوليها إهتمامها في‬
‫الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪-‬القرارات الطبية‬
‫‪-‬تطبيق التشريع المتعلق بالمناصب المخصصة للمعوقين‪.‬‬
‫‪-‬التبديل في المناصب بسبب إصابة صحة العامل‪.‬‬
‫‪-‬تحسين ظروف العمل ‪.‬‬
‫فإذا حدث وأن الهيئة المستخدمة لم تأخذ برأي طبيب العمل ‪ ،‬فإن طبيب العمل يعلم كتابة مفتش‬
‫العمل المختص إقليميا ليطلعه على الحالة ويبين في إخطاره بدقة عناصر هذه الحالة‪.‬‬
‫إن مفتش العمل حالما تلقيه لهذا التقرير فإنه إما أن يستدعي طبيب العمل المفتش أو ينتقل إليه‬
‫بالمصلحة الصحية المختصة ليدرس معه الملف أو التقرير المقدم من طبيب العمل‪ ،‬ومعنى ذلك أن‬
‫مفتش العمل بإعتباره موظفا إداريا فإنه يستعين بالرأي التقني الطبي لطبيب العمل المفتش بإعتباره‬
‫طبيبا مختصا في طب العمل ال سيما وأن الحاالت األربعة التي نصت عليها المادة ‪ 36‬من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪120/93‬هي حاالت تقنية بحتة تحتاج إلى رأي خبير طبي في ميدان طب العمل‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طرق إبالغ مفتش العمل وطبيب العمل المفتش‬
‫‪: -1‬طرق إبالغ مفتش العمل‬
‫إن مفتش العمل‪ ،‬يمكن أن يخطر بالمخالفات لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية‬
‫واألمن وطب العمل طبقا لثالث طرق نذكرها فيما يلي‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-1-1‬اإلبالغ من طرف المؤسسة الصحية‬
‫إن طبيب العمل للهيئة المستخدمة ملزم بإعداد تقرير سنوي وفقا لنموذج محدد أعد وفقا لقرار‬
‫وزاري مشترك بين وزارة الصحة والسكان ووزارة العمل والتشغيل والضمان اإلجتماعي ويسلمه‬
‫للهيئة المستخدمة التي تعرضه بدورها على ممثلي العمال الذين يبدون مالحظاتهم وترسله مشفوعا‬
‫بهذه اآلراء إلى مصلحة طب العمل للقطاع الصحي المختص والقطاع الصحي بعد دراسته‪ ،‬فإذا‬
‫الحظ أن هناك إهماال لجانب من جوانب الوقاية الصحية للعمال‪ ،‬وأصبح ذلك يشكل خطرا على‬
‫صحة العمال‪ ،‬فإن القطاع الصحي‪ ،‬بعد إعالم طبيب العمل المفتش يبلغ مفتش العمل المختص‬
‫إقليميا ليتخذ ما يراه من إجراءات ذلك أن القطاع الصحي مسؤول عن الوقاية في الوسط العمالي‬
‫على إعتبار أن حماية العمال بواسطة طب العمل جزء ال يتجزأ من السياسة الصحية الوطنية‪.‬‬
‫‪-2-1‬إبالغ العامل أو مصلحة األمن والوقاية ولجنة المشاركة لمفتش العمل‪.‬‬
‫يمكن للعامل أو التنظيم النقابي األكثر تمثيال إذا تحقق من وجود سبب خطر وشيك فإنه يقوم فورا‬
‫بإشعار مسؤول األمن أو مسؤول الوحدة أو من يمثلهما قانونا بهدف إتخاذ اإلجراءات الضرورية‬
‫لدرأ هذا الخطر وأن يبلغ ممثل األمن مفتش العمل خالل ‪ 24‬ساعة وأن يسجل هذا اإلشعارفي‬
‫سجل خاص معد لهذا الغرض‪ ،‬فإذا تقاعس هذان المسؤوالن في إتخاذ اإلجراءات الضرورية ولم‬
‫يبلغوا مفتش العمل المختص إقليميا فإنه يحق للعامل أو التنظيم النقابي األكثر تمثيال‪ ،‬أو لجنة‬
‫الوقاية الصحية واألمن أو مندوب الوقاية الصحية واألمن أو طبيب العمل أن يبلغوا مفتشي العمل‬
‫باألخطار الوشيكة الوقوع‪ ،‬وبناء على هذا اإلشعارينتقل مفتش العمل إلى الهيئة المستخدمة ويتحقق‬
‫من خالل زيارته من وجود خطر وشيك الوقوع يؤثر على صحة العمل أو المحيط العام لوسط‬
‫العمل حسب المادتان‪ 53،53‬من القانون ‪70/88‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫تعتبرلجنة المشاركة صاحبة اإلختصاص العام فيما يتعلق بترقية سياسة الوقاية الصحية واألمن‬
‫وتحسين ظروف العمل من خالل حقها في الرقابة على تطبيق النصوص القانونية في هذا المجال‬
‫وإقتراح كل ما من شأنه تحسين وضع العامل وظروفه في المؤسسة بينما تعتبر اللجان المتساوية‬
‫األعضاء للوقاية الصحية واألمن صاحبة اإلختصاص التقني في هذا المجال ودورها أكثر‬
‫تخصصا في مجال الصحة واألمن‪.1‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوز بن صابرالمرجع السابق الصفحة‪.222‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-2-1‬المعاينة المباشرة للمخالفات من طرف مفتش العمل‬
‫إن مفتش العمل المختص إقليميا يتمتع بسلطة القيام بزيارات إلى أماكن العمل التابعة لمهامه‬
‫ومجال إختصاصه بغية مراقبة تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية وله وفقا لذلك أن يدخل في أي‬
‫وقت من ساعات العمل في أماكن العمل طبقا لما تنص عليه المادة الخامسة ‪ 5‬من القانون ‪75/37‬‬
‫المتعلق بمفتشية العمل كما نصت المادة ‪ 31‬من القانون رقم‪ 70/ 88‬المتعلق بالوقاية الصحية‬
‫واألمن وطب العمل أن مفتش العمل عند معاينته لمخالفات تتعلق بتشريع الوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل أن يعذر مسؤول الهيئة المستخدمة ليدفع هذا األخير إلى اإلمتثال للقانون والتنظيم كما‬
‫له الحق أثناء زيارته للمؤسسة المستخدمة أن يطلب منها تقديم السجالت والوثائق الخاصة بالوقاية‬
‫الصحية واألمن وطب العمل لتسمح له بمراقبة مدى إمتثال مسؤول المؤسسة للشروط الصحية‬
‫واألمنية وطب العمل المفروضة عليه طبقا للمادة ‪ 32‬من القانون ‪، 70/88‬وهذا ما نصت عليه‬
‫كذلك المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،037/35‬ولكن بالنظر إلى قلة عدد المفتشين ونقص‬
‫وسائلهم المادية وكثرة الهيئات المستخدمة قد يحول من قيام مفتشية العمل بمهامها مباشرة‬
‫واإلطالع بنفسها على المخالفات المرتكبة في وسط العمل‪ ،‬وغالبا ما تتحرك مفتشية العمل بناء‬
‫على شكاوى من عمال أو مصالح أو طبيب العمل أو غيره ممن له إهتمام بتطبيق القانون المتعلق‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫‪: -2‬طرق إبالغ طبيب العمل المفتش‪.‬‬
‫إن طبيب العمل المفتش يمارس عمله ويباشر رقابته إما بإطالعه المباشر على المخالفات أو‬
‫التقصيرأو اإلهمال مباشرة إستنادا إلى صالحياته وإمتيازاته في مجال طب العمل أو في إطار‬
‫إبالغه من وزارة الصحة والسكان بإعتبارها السلطة الوصية له أو من خالل التنسيق العام مع‬
‫مفتش العمل المختص إقليميا‪ ،‬وهذا ما سنوضحه في النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-1-2‬اإلطالع مباشرة على المخالفات‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 33‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 533/73‬المؤرخ في‪ 3773/00/33‬المتضمن القانون‬
‫األساسي الخاص بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين في الصحة العمومية‬
‫فإن طبيب العمل المفتش له الحق في مراقبة وضمان التفتيش المتضمن تنظيم طب العمل وسيره‬
‫وهذا ال يتأتى إال بالمراقبة المباشرة من خالل اإلمتيازات المقررة له قانونا‪ ،‬حيث له حرية الدخول‬
‫في أي وقت من الليل أو النهار إلى الهيئات المستخدمة للتعرف عن قرب على مدى إحترام القانون‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫والتنظيم المتعلقين بنشاط طب العمل ووفقا لذلك فإن له الحق في إجراء أي تحقيق يراه مالئما أو‬
‫أخذ عينات قصد تحليلها للمعرفة الوافية بشروط محيط العمل ومدى إستجابته لإللتزامات المقررة‬
‫في مجال طب العمل‪ ،‬كما أن له الحق في فحص السجالت الخاصة بالفحص وحوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية إلتخاذ القرار المناسب وهذا تطبيقا للمادة ‪ 35‬من المرسوم التنفيذي ‪.037/35‬‬
‫‪ -2-2‬اإلطالع من طرف مصالح وزارة الصحة والسكان‬
‫إن القطاع الصحي ملزم بأن يرسل ملخص لمجموع أعمال ونشاطات طب العمل إلى وزارة‬
‫الصحة والسكان وفقا للمادة ‪ 38‬من المرسوم التنفيذي ‪ ، 037/35‬ومن خالل إطالع وزارة الصحة‬
‫والسكان وإصالح المستشفيات على هذا الملخص المتضمن نشاطات طب العمل على مستوى‬
‫الهيئات المستخدمة وإستغالله إستغالال حقيقيا فإن وزارة الصحة بواسطة مديرية الوقاية والوقاية‬
‫الخاصة تكلف طبيب العمل المفتش بإجراء تحقيقات أو تفتيش على مستوى نطاق الهيئة المستخدمة‬
‫المستهدفة وبذلك يباشر عمله المخول له قانونا وتنظيما‪.‬‬
‫‪-2-2‬اإلطالع من خالل التنسيق مع مفتش العمل‬
‫من خالل أحكام المادة ‪ 36‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 037/35‬المتعلق بتنظيم نشاط طب العمل‪،‬‬
‫فإن طبيب العمل عندما ال تؤخذ آراؤه بعين اإلعتبار في الحاالت المحددة على سبيل الحصر في‬
‫هذه المادة يخطر مفتش العمل المختص إقليميا‪ ،‬ومفتش العمل عند إتصاله بهذا اإلخطار يقوم‬
‫بدراسة هذا الملف التقني مع طبيب العمل المفتش الذي يقدم نظرته ورأيه فيه‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬رقابة السلطات الوصية على طب العمل‬
‫أوال ‪:‬إبالغ الوالي أو رئيس البلدية‬
‫ويكون ذلك وفقا لشروط معينة نذكرها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬ال بد أن يالحظ مفتش العمل أثناء زياراته القانونية بنفسه دون غيره خطرا حاال أو‬
‫وشيك الوقوع‪.‬‬
‫‪ -‬أنه يالحظ أن هناك خطرا واضحا وجسيما‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هذا الخطر الجسيم يتعلق بصحة العامل أو أمنه‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون هذا الخطر يوشك أن يقع بأدلة ثابتة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتخذ الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي التدابير التي يراها مناسبة ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يعلم الوالي أو رئيس المجلس الشعبي المستخدم قبل إتخاذ اإلجراءات ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫ولكن نالحظ أن المادة ‪ 75/53‬من القانون رقم‪ 70/88‬تلزم مفتش العمل أن يبلغ الوالي وحده دون‬
‫رئيس المجلس الشعبي البلدي إذا كان الخطر الوشيك الوقوع يتعلق بأمن العمال أو أمن الوحدة‬
‫المستخدمة كاإلخالل الجسيم بقواعد األمن أو أن الوحدة أو الهيئة مهددة بخطر جسيم مما يؤثر سلبا‬
‫على أمن الوالية كلية كوقوع إنفجار أو حريق أو تعرض العمال إلى خطر جسيم قد يودي بحياتهم‬
‫كالمحاجر والسدود واألنفاق أو أماكن التسمم أو الهيئات عديمة النظافة‪.‬‬
‫‪-1‬اإلجراءات المتخذة من الوالي أو رئيس البلدية‬
‫بعد إخطار مفتش العمل للوالي وفقا للمادة ‪ 75/53‬من القانون رقم ‪ 70/88‬أو الوالي ورئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي طبقا للمادة ‪ 11‬من القانون ‪ 75/37‬فإن على كال منهما‪ ،‬وحسب‬
‫إختصاصهما‪ ،‬أن يتخذ أي إجراء مفيد بالنسبة للوالي أو يتخذ الوالي أو رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي جميع التدابيرالالزمة وتحليال لهاتين المادتين نستخلص ما يلي‪:‬‬
‫إن المشرع لم يحدد بدقة التدابير أو اإلجراءات التي يتخذها الوالي أو رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ ،‬ألن عبارة" أي إجراء مفيد "أو عبارة "جميع التدابير الالزمة "عبارتين عامتين ومطلقتين‬
‫يفهم منهما كل إجراء أو تدبير يدرأ ويبعد الخطر عن العمال أو يحافظ على أمن الوحدة‬
‫المستخدمة‪ ،‬ولذلك قد يكون هذا إلجراء األمر بغلق المؤسسة‪ ،‬أو توقيف العمال وأبعادهم عن‬
‫محيط العمل لفترة معينة مع الحفاظ على حقوقهم السيما األجور أو أمر المستخدم بإتخاذ إجراءات‬
‫صيانة فورية ألجهزة الوحدة أو المواد المستعملة الخطرة أو إتخاذ إجراءات التهوية أو اإلضاءة أو‬
‫إبعاد اإلتساخ واألغبرة وغيرها من العوامل والعناصر المؤثرة على صحة العمال وأمنهم أو أمن‬
‫الوحدة المستخدمة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬رقابة القضاء على نشاط طب العمل‬
‫ويشمل رقابة القضاء اإلجتماعي واإلجراءات التحفظية واإلجراءات المهنية التي يمكن له إتخاذها‬
‫ثم نبين دور القضاء الجزائي في مثل هذا المجال من نشاط طب العمل‪.‬‬
‫أوال‪ -‬رقابة القضاء االجتماعي‬
‫إن القضاء اإلجتماعي قضاء مختص في النزاع العمالي وكل ما يتعلق بتطبيق القانون والتنظيم‬
‫المتعلقين بعالقات العمل ومنها مخالفات قواعد الوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪.1‬‬

‫‪-1‬المادة ‪111‬إلى ‪ 111‬من القانون ‪ 11/18‬المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪ -1‬اإلجراءات التحفظية‬
‫يمكن للممثلين النقابيين أن يرفعوا دعوى إستعجالية أمام المحكمة بالقسم االجتماعي ملتمسين إتخاذ‬
‫إجراء تحفظي معين كغلق المصنع إلستعماله مواد خطرة أو آالت ضارة أو مواد كيماوية تلحق‬
‫أضرارا بصحة العمال وأمنهم أو من الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي وفقا للصالحيات‬
‫المخولة لهما في إتخاذ أي إجراء مفيد ومن بين اإلجراءات المفيدة اإللتماس من القسم االجتماعي‬
‫إتخاذ إجراء تحفظي حفاظا على صحة العمال وأمنهم أو يقوم مفتش العمل المختص إقليميا‪ ،‬بعد‬
‫إعذاره للمستخدم بإتخاذ اإلجراءات الالزمة أو إزالة الضرر أو إدخال تعديالت على اآلالت‬
‫واألجهزة الصناعية وإنتهت مدة اإلعذار‪ ،‬ويأبى المستخدم اإلمتثال إلى هذا اإلعذار فإنه بالتشاور‬
‫والتنسيق مع الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي يحق له إستصدار أمر من القسم اإلجتماعي‬
‫بالمحكمة إلتخاذ إجراءات إحتياطية مؤقتة كغلق الهيئة المستخدمة أو توقيف إستعمال المواد‬
‫الخطرة أو إجراء تعديالت معينة وفي هذا الصدد فإن النصوص القانونية والتنظيمية ساكتة عن‬
‫هذا اإلجراء ألنه من الناحية العملية لم توجد سابقة قضائية إجتماعية تعين على هذا التصور أي‬
‫لجوء مفتش العمل أو الوالي أو رئيس البلدية أو العامل أو الممثل النقابي إلى رفع دعوى إلى القسم‬
‫اإلجتماعي وإنما غالبا ما يلجأ في ذلك إلى توقيف اإلضراب لعدم شرعيته أو تهديده للمسار المهني‬
‫للوحدة أما صحة العمال وأمنهم فلم نعثر لها على أي أثر‪.‬‬
‫‪-2‬اإلجراءات المدنية) جبر الضرر(‬
‫إذا شعر عامل أو عمال بضررأصاب صحته أو أمنه أو أن منصب العمل المحول إليه ال يتوافق‬
‫مع قدراته الجسمية والعصبية والنفسية فإنه يطرح األمرعلى المستخدم فإذا رفض بعد مدة معينة‬
‫وهي ثمانية أيام‪ ،‬فإنه يتقدم بشكوى إلى مفتشية العمل المختصة إقليميا والتي تحيلها بدورها إلى‬
‫مكتب المصالحة فإذا لم تفلح المصالحة يسلم العامل المشتكي محضر عدم مصالحة‪ ،‬وبإمكانه‬
‫اللجوء إلى القضاء للمطالبة بالتعويض أو إلزام الهيئة بتهيئة منصب مالئم له أو التكفل بحالته إلى‬
‫غيرذلك من الحاالت واإلجراءات بما في ذلك طلب تعويض يتناسب مع الضرر الالحق به وهذا‬
‫األمر يفيد الرجوع إلى إجراءات المنازعة الفردية والتي ال تضمن كثيرا حصول العامل على حقه‬
‫كامال وفي أسرع األوقات‪ ،‬وكان أولى بالمشرع أن يخول مفتش العمل القيام بهذا اإلجراء‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل تكثيف عدد مفتشي العمل وتوزيع اإلختصاص عليهم ومن ثم تضمن حماية حقيقية‬
‫لصحة العمال وأمنهم ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫ثانيا‪ :‬رقابة القضاء الجزائي‪.‬‬
‫إن مفتش العمل مخول قانونا بإثبات المخالفات التي يعاينها في الهيئات المستخدمة في إطار‬
‫ممارسة صالحياته وفي حدود إختصاصه اإلقليمي وعليه أن يتخذ ما يراه مناسبا من إجراءات وفقا‬
‫لطرق وكيفيات محددة‪ ،‬ليتمكن القسم الجزائي لدى المحكمة من تطبيق عقوبات جزائية على‬
‫المخالف لألحكام القانونية والتنظيمية المتعلقة بطب العمل‪.‬‬
‫أ‪ -‬كيفية مباشرة اإلجراءات‪.‬‬
‫إن مفتش العمل أثناء زياراته التفتيشية للهيئات المستخدمة في إطار إختصاصه اإلقليمي له الحق‬
‫في إثبات المخالفات المرتكبة في مجال طب العمل ‪ ،‬كما يمكنه إثبات المخالفات في المجاالت‬
‫األخرى المتعلقة بمهمته ويدونها ‪،1‬في دفتر مرقم وموقع من قبل مفتشية العمل الذي يلزم المستخدم‬
‫بفتحه وتقديمه كلما طلبه مفتش العمل‪.‬‬
‫فإذا الحظ تقصيرا أو خرقا لألحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن وطب‬
‫العمل يوجه إعذارا للمستخدم باإلمتثال للتعليمات‪ ،‬ويحدد له أجال إلزالة هذا التقصير أو الخرق‬
‫وإذا تعرض العمال ألخطار جسيمة سببتها مواقع العمل أو أساليبه العديمة النظافة أو الخطيرة فإن‬
‫مفتش العمل يحررفورامحضرالمخالفة ويعذر المستخدم بإتخاذ تدابيرالوقاية المالئمة لألخطار‬
‫المطلوبة من المستخدم إتقاؤها وفقا ما تنص عليه المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 037/35‬كما أضافت‬
‫المادة‪03‬من نفس القانون أنه إذا إكتشف مفتش العمل خرقا سافرا لألحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫يلزم المستخدم باإلمتثال لها في أجل ال يتجاوز ثمانية ‪ 08‬أيام‪.‬‬
‫إن المشرع حدد آجال التنفيذ لإلعذارات التي يأمر بها مفتش العمل على سبيل الحصر في المادة‬
‫‪39‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪120/93‬تتراوح ما بين ‪ 03‬أشهر في الفقرة األولى من المادة ‪39‬‬
‫المشار إليها وشهر واحد في الفقرة الثانية‪ ،‬وثمانية أيام في الفقرة الثالثة ويوم واحد في الفقرة‬
‫الرابعة واألخيرة‪ ،‬ومن ثم يفهم أن مفتش العمل يتقيد بهذه اآلجال حسب أولوية كل حالة وجسامتها‪،‬‬
‫فإذا إنتهت هذه المهلة التي دونها مفتش العمل كتابيا في السجل أو الدفتر المنصوص عليه في‬
‫المادة ‪ 08‬من القانون ‪ 75/37‬ورغم التعليمات الموجهة إلى المستخدم والنصائح المسداة إليه فإن‬
‫مفتش العمل يحرر محضرا يصف فيه هذه المخالفة بدقة ويذكر جميع عناصرها مع إرفاقها بكل‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 18‬من ق انون ‪ 12/11‬المتعلق بمفتشية العمل‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫اإلثباتات من أقوال شهود أو صورأو إستفسارات واإلعذارات الموجهة إلى المستخدم ومالحظات‬
‫طبيب العمل أو مسؤول مصلحة الوقاية واألمن‪ ،‬أو شكاوي العمال إلى غيرذلك من اإلثباتات‬
‫المدعمة لمحضر المخالفة بإعتباره يمارس بعض سلطات الضبط القضائي ‪.‬‬
‫ووفقا للمادة الرابعة ‪ 04‬من المرسوم التنفيذي رقم‪ 300/00‬والتي تخول وتؤهل مفتش العمل‬
‫بتحرير محضر المخالفات‪ ،‬ويرسل الملف كامال بمعرفة رئيس المكتب بإعتباره السلطة السلمية‬
‫لمفتش العمل الذي حرر محضر المخالفة إلى النيابة العامة ممثلة في وكيل الجمهورية لدى‬
‫المحكمة المختصة إقليميا ليتخذ ما يراه من إجراءات المتابعة الجزائية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العقوبات الجزائية‪.‬‬
‫أقر المشرع مجموعة من العقوبات للمخالفات المرتكبة للتشريع والتنظيم الخاصين بتنظيم طب‬
‫العمل تبعا لكل حالة‪ ،‬وحسب خصوصيتها ويحكم بها القاضي الجزائي طبقا إلقتناعه الشخصي‬
‫ردعا لكل مستخدم يخالف هذه القواعد اآلمرة‪.‬‬
‫‪ -1‬جريمة عدم تطبيق أحكام القانون المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫إذا لم يتخذ المستخدم إجراءات تطبيق األحكام القانونية والتنظيمية لطب العمل ويخضع خضوعا‬
‫تاما ألحكامه يعد مرتكبا لجريمة عدم تطبيق أحكام القانون والتنظيم الخاص بطب العمل‪ ،‬طبقا‬
‫للمادتين ‪53،73‬من القانون ‪ ، 70/88‬وشروط قيام هذه الجريمة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬أن تكون المخالفة ثابتة ومؤكدة ومتوفرة عناصرها بأن يثبت مفتش العمل في محضر المخالفة‬
‫أن المستخدم قد إمتنع فعال عن تطبيق أحكام القانون ‪ 70/88‬والمرسوم التنفيذي ‪.037/35‬‬
‫‪-3‬أن يكون المستخدم يسيرهيئة مستخدمة مهما كان طبيعة نشاطها ويمارس أعمالها طبقا للقانون‬
‫وقد يعاقب المستخدم المخالف بصفة شخصية بغرامة من ‪ 10.000‬دج إلى ‪20.000‬دج ‪.1‬‬
‫‪ -2‬جريمة إستعمال األجهزة أو آالت ال تستجيب إلى الضوابط الوطنية أو الدولية في‬
‫مجال الوقاية واألمن‪.‬‬
‫تقوم هذه الجريمة طبقا للمادة ‪ 08‬من القانون‪ 70/88‬السابق الذكر‪ ،‬بعد إثباتها من مفتش العمل‬
‫في محضر المخالفة مع توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-0‬إستعمال اآلالت مخالفة للمعاييرالوطنية أوالدولية المقررة ممايجعلها مخالفة لقواعد األمن‪.‬‬
‫‪-3‬إستعمال أجهزة ال تضمن حماية العمال من األخطار بسبب إستعمال مستحضرات ضارة‪.‬‬
‫‪-1‬المادة ‪ 467‬مكرر ‪ 1‬من قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪-5‬أن يكون المستخدم قد أعذر بمطابقة هذه األجهزة واآلالت للمعاييرالوطنية أو الدولية ولم يمتثل‬
‫رغم فوات أجل اإلعذار‪ ،‬مما يعد مرتكبا للمخالفة وإذا تبين للقاضي الجزائي ثبوت هذه المخالفة‬
‫يحكم على المستخدم شخصيا بغرامة مالية من ‪10.000‬دج إلى ‪ 20.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -2‬جريمة عدم خضوع صنع أو إستيراد أو إستعمال العناصر أو المواد‬
‫أوالمستحضرات لمراقبة الهيئات الرقابية‬
‫إن الهيئة المستخدمة ملزمة عند صنع مواد أو إستيرادها أو تحضيرمواد ومستحضرات تعرضها‬
‫على الهيئات المختصة بالوقاية الصحية واألمن المعتمدة لمعرفة مدى خطورتها على صحة العمال‬
‫وأمنهم فإذا لم تقم بهذا اإلجراء عدت مرتكبة لهذه الجريمة وذلك وفقا للشروط التالية‪:‬‬
‫‪-0‬قيام الهيئة المستخدمة بصنع أو إستيراد أو التنازل أو تقديم مستحضرات أو عناصر ضارة‪.‬‬
‫‪-3‬أن تكون هذه المواد أو العناصر أو المستحضرات ضارة بصحة العمال‪.‬‬
‫‪-5‬أن تعمل أو تمتنع عن إخضاعها لمراقبة الهيئة الوطنية المختصة في مجال الوقاية الصحية‬
‫واألمن طبقا للمادة ‪ 10‬من القانون ‪ 70/88‬إذا ثبتت هذه المخالفة يعاقب المستخدم بغرامة مالية‬
‫مبلغها يتراوح بين ‪ 10.000‬دج إلى ‪20.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -1‬جريمة عدم التحقق من األعمال المكفولة إلى النساء والقصر والمعوقين‬
‫طبقا للمادة ‪ 11‬والمادة ‪ 38‬من القانون ‪ 70/88‬السابق الذكر فإن المستخدم إذا لم يتحقق من‬
‫األعمال المسندة إلى فئة النساء أو العمال القصر أو العمال المعوقين وكانت مخالفة لألحكام‬
‫القانونية والتنظيمية المتعلقة بهذه الفئات وكانت هذه األعمال تفوق مجهوداتهم وطاقاتهم‪ ،‬فإن مفتش‬
‫العمل يحررعند معاينته لهذه المخالفة‪ ،‬محضرا ويقدمه إلى وكيل الجمهورية لدى المحكمة‬
‫المختصة الذي يحيل بدوره الملف على القسم الجزائي‪ ،‬وحتى تقوم هذه الجريمة يجب توافر‬
‫الشروط التالية‪:‬‬
‫‪-0‬أن تتعلق المخالفة بالفئات الثالثة وهم النساء والعمال القصر‪ ،‬والعمال المعوقين الذين لهم حماية‬
‫خاصة في قانون العمل‪.‬‬
‫‪-3‬أن تكلف هذه الفئات بأعمال تفوق طاقاتهم‪.‬‬
‫‪-5‬أن تؤدي هذه األعمال إلى اإلضرار بصحتهم‪.‬‬
‫فإذا ثبتت هذه المخالفة تحكم المحكمة على المستخدم شخصيا بغرامة مالية تتراوح بين ‪ 5.000‬دج‬
‫إلى ‪ 1.500‬دج‪ ،‬وفي حالة العود تكون العقوبة الحبس لمدة ثالثة أشهر على األكثر وبغرامة من‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫‪2.000‬دج إلى ‪ 4.000‬دج‪ .‬ويفهم من ذلك أنه في حالة العود تكيف الجريمة على أنها جنحة بعد‬
‫أن كانت مخالفة‪.‬‬
‫‪ -1‬جريمة عدم التكفل بطب العمل‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 13‬من القانون ‪70/88‬يعد طب العمل إلتزاما على عاتق الهيئة المستخدمة ويجب عليها‬
‫التكفل به‪ ،‬وهذا اإللتزام يقتضي إنشاء مصلحة طب العمل وتزويدها بالمستلزمات المادية واألدوية‬
‫واألجهزة والمحال والموارد البشرية وتمويل نشاطه‪ ،‬فإذا لم تف بهذا اإللتزام عدت مرتكبة‬
‫للمخالفة وتعاقب بغرامة مالية من ‪2.000‬دج إلى ‪ 4.000‬دج وعند العود يمكن أن يعاقب المستخدم‬
‫بعقوبة سالبة للحرية قد تصل إلى ثالثة أشهرحبس على األكثر وبغرامة مالية أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين ‪.‬‬
‫‪ -6‬جريمة عدم إخضاع العمال للفحص الطبي الخاص‬
‫أوجبت المادة ‪ 17‬من القانون ‪ 70/88‬على الهيئة المستخدمة أن تخضع كل عامل وجوبا إلى‬
‫الفحوص الطبية الخاصة بالتوظيف والفحوص الدورية والخاصة والمتعلقة بإستئناف العمل‪ ،‬فإذا‬
‫أخلت بهذا اإللتزام تعد مرتكبة لجريمة عدم فحص العمال وهذا يقتضي توفر الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬أن يتعلق الفحص الطبي بالعمال المنتسبين للهيئة المستخدمة‪.‬‬
‫‪-3‬أن يكون الفحص خاصا بالتوظيف أو الفحص الدوري أو خاصا أو الفحص المتعلق بإستئناف‬
‫العمل أو الفحص التلقائي‪.‬‬
‫‪-5‬أال تأخذ الهيئة المستخدمة برأي طبيب العمل‪.‬‬
‫‪ -7‬جريمة عدم تأسيس أو إنشاء اللجان المتساوية األعضاء للوقاية الصحية واألمن‬
‫لقد وردت هذه األحكام واإللتزامات في مضمون المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 70/88‬فإذا أهملت أو‬
‫تقاعست أو إمتنعت الهيئة المستخدمة عن العمل على إنشاء لجنة الوقاية واألمن أو مندوب الوقاية‬
‫وفقا للشروط المبنية فيها تعد مرتكبة لهذه الجريمة وتعاقب بعقوبة غرامة مالية من ‪500‬إلى‬
‫‪1.500‬دج‪ ،‬وعند العود بعقوبة الحبس من ثالثة أشهر على األكثر‪.‬‬
‫‪ -8‬جريمة عدم تأسيس لجان ما بين المؤسسات للوقاية الصحية واألمن‬
‫تقوم هذه الجريمة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 24‬من القانون ‪ 70/88‬إذا كانت عدة مؤسسات تابعة لنفس الفرع‬
‫المهني أو لعدة فروع مهنية في نفس أماكن العمل ولمدة محددة وشغلت عماال تكون مدة عالقة‬
‫عملهم محددة‪ ،‬فإنه في هذه الحال يجب عليها أن تؤسس لجانا ما بين المؤسسات للوقاية الصحية‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫واألمن لرعاية القواعد الصحية واألمن في هذه الوحدات المستخدمة‪ ،‬فإذا أهملت ذلك تكون مرتكبة‬
‫لهذه الجريمة‪ ،‬وتطبق عليها نفس العقوبة المذكورة في النقطة السابعة ‪.‬‬
‫‪ -1‬جريمة عدم إنشاء مصلحة الوقاية الصحية واألمن في وسط العمل‬
‫وهذا اإللتزام قد تضمنته أحكام المادة ‪ 26‬من القانون ‪ ، 70/88‬فإذا لم تقم الهيئة المستخدمة بإنشاء‬
‫هذه المصلحة تعد مرتكبة لهذه المخالفة ويعاقب المستخدم شخصيا بالعقوبات الواردة في الجرائم‬
‫السابق ذكرها‪.‬‬
‫‪ -11‬جريمة عدم تمويل أنشطة طب العمل‬
‫إن الهيئة المستخدمة ملزمة‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 28‬من القانون ‪ 70/88‬بتمويل نشاط طب العمال وفقا‬
‫للمعايير المبينة سابقا فإذا إمتنعت الهيئة عن تمويل طب العمل عدت مرتكبة لهذه الجريمة ويعاقب‬
‫المستخدم المخالف بنفس العقوبة المذكورة في الجرائم السابقة‪.‬‬
‫‪ -11‬جريمة عدم إطالع العمال الجدد أو العمال الذين غيرت مناصب عملهم على‬
‫األخطار التي يمكن أن يتعرضوا لها‪.‬‬
‫وهذا ماورد في المادة‪53‬و‪ 30‬من القانون ‪ 70/88‬ولذلك يتوجب على المستخدم أن يطلع العمال‬
‫الجدد على كل األخطار التي يمكن يتعرضوا لها ليأخذوا إحتياطاتهم‪ ،‬وكذلك العمال الذين‬
‫يستدعون لتغيير مناصب عملهم وتقلدهم مناصب جديدة فإذا لم يقم المستخدم بهذا اإللتزام يعد‬
‫مرتكبا لجريمة عدم اإلطالع‪ ،‬ويعاقب بغرامة ‪ 500‬دج إلى ‪ 1500‬دج وفي حالة العود تكون‬
‫الغرامة من ‪2.000‬دج إلى ‪ 4.000‬دج ‪.‬‬
‫‪ -12‬جريمة حادث عمل أو وفاة أو جروح‬
‫والجريمة تكون مثبتة بوقوع حادث عمل أو قد يتوفى عامل أو يتعرض لجروح‪ ،‬ففي هذه الحال‬
‫يعاقب المستخدم طبقا ألحكام قانون العقوبات طبقا لجرائم الضرب والجرح وجرائم التسبب في‬
‫الوفاة‪1‬و جريمة العود في الجرائم المنصوص عليها في المواد‪ 30،53،58، 17‬من القانون ‪70/88‬‬
‫فإن القضاء يمكن أن يحكم بما يلي‪-0 :‬الغلق الكامل أو الجزئي للمؤسسة المستخدمةلضمان الوقاية‪.‬‬
‫‪-3‬تحدد مدة الغلق بآجال إنجازاألشغال التي ينص عليها القانون ال سيما قانون ‪.70/88‬‬
‫‪ -5‬ترفع اليد إذا أثبتت الهيئة المستخدمة أنها أنجزت األشغال المطلوبة بأمر من المحكمة‪.‬‬

‫‪-1‬المادتين‪289 ، 288‬من العقوبات الجزائري‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫المطلب الثاني‪:‬مسؤولية طبيب العمل‬
‫إن مسؤولية طبيب العمل هي مسؤولية مدنية تقصيرية أساسا وإستثناء هي مسؤولية تعاقدية‪ ،‬وأن‬
‫إلتزام طبيب العمل هو إلتزام ببذل عناية دون تحقيق نتيجة الشفاء للعمال المصابين بأمراض‬
‫وحوادث العمل‪.‬‬
‫وأن طبيب العمل مسؤول مسؤولية مهنية أمام الهيئة المستخدمة بإعتباره تابعا لها ‪ ،‬وأن الدعوى‬
‫المدنية ترفع على الهيئة المستخدمة بإعتبارها متبوعة ‪ ،‬وأن المستخدم مسؤول عن كل األخطاء‬
‫المتعلقة بتنظيم نشاط طب العمل إال إذا اثبت أنه قام بواجبه كما تحدده القوانين واألنظمة‪.‬‬
‫إن طبيب العمل ملزم بإلتزام قانوني ناتج عن ضرورة إجتماعية تتمثل في المراقبة الطبية للعمال‬
‫لإللتحاق بالهيئة المستخدمة وفي مراقبة وضعياتهم في أماكن العمل وفي الحماية الصحية لهم وهذا‬
‫بإعتبار طبيب العمل يخضع للقواعد المهنية الطبية وفي نفس الوقت فإنه يعتبرتابع للهيئة‬
‫المستخدمة التي إلتزمت بتشغيله ‪ ،‬إال أن المستخدم يبقى في منأى عن المساءلة عن األخطاء التي‬
‫يرتكبها طبيب العمل أثناء ممارسة مهنته ألن المستخدم ليس له أية رقابة مباشرة على النشاط‬
‫الطبي الممارس لهذا الطبيب ألن هذا األخير معتمد من وزاررة الصحة والسكان ووزارة العمل‬
‫والتشغيل والضمان اإلجتماعي ‪.‬‬
‫كما أن طبيب العمل يصدر آراء إلزامية تقتضي متابعتها من المستخدم خاصة ماتعلق بالتشغيل‬
‫والتعيين في المناصب والتحويل من منصب إلى آخرألسباب صحية وإن تقاعس المستخدم في تنفيذ‬
‫هذه األراء يرتب مسؤوليته المدنية وبالمقابل فإن لطبيب العمل إلتزامات عقدية إتجاه المستخدم‬
‫ولجان الوقاية الصحية واألمن ويحملوه المسؤولية المهنية أو اإلدارية مهما كانت الظروف التي‬
‫يمارس فيها مهنته‪.‬‬
‫إن إخطار طبيب العمل الجهات المعنية بالرقابة والتفتيش عن كل تهاون أو خطر في الهيئة‬
‫المستخدمة يجعله عرضة لضغوطات المستخدم التي قد تصل إلى حد اإلنهاء التعسفي بإعتباره‬
‫عامال تابعا لسلطة المستخدم ومن هنا يجب إعادة النظر في هذه العالقة إذ كيف يتمكن طبيب العمل‬
‫من أداء واجباته بإستقاللية تامة وهو ال يتوفر على حماية كافية تحميه من تعسف صاحب العمل‬
‫لذلك يحبذ ترك تلك العالقة مستقلة عن تبعية الهيئة المستخدمة‪.‬‬
‫ونحن نرى أن أفضل حماية قانونية لهؤالء األطباء ‪ ،‬أن تكون المؤسسات المستخدمة ‪،‬ومن ثم‬
‫تكون إجراءات تأديبهم أمام السلطة التي قامت بتعيينهم ‪ ،‬أما التبعية اإلقتصادية تكون للهيئة‬
‫المستخدمة ‪ ،‬بإعتبارها المنتفعة من خدمات الطبيب ‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة‬
‫عنها دار الخلدونية الصفحة‪.221‬‬

‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫الفرع األول ‪:‬المسؤولية المدنية‬
‫إن المسؤولية المدنية قد تكون مسؤولية تقصيرية وقد تكون مسؤولية عقدية إذ أن هذه األخيرة تقوم‬
‫على اإلخالل بإلتزام عقدي يختلف بإختالف ما إشتمل عليه العقد من إلتزامات أما المسؤولية‬
‫التقصيرية تقوم على اإلخالل بإلتزام قانوني واحدال يتغير وهو اإللتزام بعدم اإلضراربالغيروتكون‬
‫مسؤولية طبيب العمل المنية تجاه المستخدم ففي حالة إرتكاب طبيب العمل خطأ ولو بسيط يمكن‬
‫أن يرفع العامل عليه دعوى مباشرة للمطالبة بالتعويض أو ترفع على المستخدم بإعتباره متبوعا‬
‫ولكن يحق لهذا األخير أن يرفع دعوى رجوع على طبيب العمل ليطالبه بتعويض ما دفعه‬
‫المستخدم للعامل نتيجة خطئه‪.‬‬
‫كما تقوم مسؤولية طبيب العمل المدنية تجاه العامل في مجال مراقبة الوسط العمالي وفي مراقبة‬
‫ومتابعة صحة العمال كعدم إحترام الفحوص التكميلية كما أن لطبيب العمل مراقبة حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية والتصريح بها إلى لصندوق التأمينات اإلجتماعية وإال قامت مسؤوليته المدنية‪.‬‬
‫كما أن القضاء الفرنسي قد إستقرإجتهاده على أن المسؤلية الطبية هي في األصل مسؤولية عقدية‬
‫واإلستثناء أن تكون تقصيرية إال أن القضاء الجزائري يذهب إلى أ‪ ،‬مسؤولية الطبيب مسؤولية‬
‫تقصيرية إال أنها يمكن أن تون عقدية في بعض األحوال ورغم ال؟غختالف بين القضائين إال أن‬
‫النتيجة واحدة فكال القضاءين متفق على أن جوهر إلتزام طبيب العمل هو بذل عناية‪.‬‬
‫فإذا سلم طبيب العمل للعامل شهادة طبية غير مطابقة للواقع سواء أكان تحري هذه الشهادة عن‬
‫قصد أو تهاون لإلحتجاج بها في مواجهة إدارته أو الهيئة المستخدمة أو صندوق التأمينات‬
‫اإلجتماعية وتثور مسؤولية الطبيب التقصيرية عند إمتناعه عن عالج مريض فمسلك الطبي في‬
‫هذه الحال يخالف المسلك المألوف للطبيب اليقظ إذا وجد نفسه في نفس الظروف وهذا ما أكدته‬
‫المادة ‪353‬من القانون ‪73/83‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل والمتمم والمادة ‪00‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪300/33‬المتعلقة بمدونة اخالقيات الطب والتي نصت صراحةعلى عدم‬
‫تعريض الطبيب او جراح األسنان المريض الى خطر المبررله خالل إجراء أو تقديم عالجاته كما‬
‫أن هنا المسلك أكدته المحكمة العليا في تقريرها للمسؤولية التقصيرية للطابيب وعليه فإن طبيب‬
‫العمل تكون مسؤوليته عقدية بالنسبة لرئيس الهيئة المستخدمه وتقصيرية بالنسبة للعامل ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬المسؤولية الجزائية‪:‬‬
‫وهذا ما جاء النص عليه في المادة ‪303‬و‪388‬و‪ 383‬من قانون العقوبات الجزائري فإذا لم يراع‬
‫الطبيب او الجراح هذه الضوابط المنصوص عليها في المادة ‪ 388‬من قانون العقوبات فإن‬
‫مسؤوليته الجزائية تقوم في جانبه ألن بفعله هذا قد إرتكب جريمة منصوص عليها في قانون‬
‫العقوبات مع إحترام مبدأ شرعية الجرائم والعقوبات ‪،‬وهذا ألن المريض من تصرف الطبيب غالبا‬
‫مايسلك طريق الدعوى العمومية ويطلب التعويض عما لحقه من ضرر بإستعمال الدعوى المدنية‬
‫التبعية ألن الطبيب مطالب بحفظ وعدم إفشاء السرالمهني فإذا فرط في هذا اإللتزام فإنه يعد‬
‫مرتكب لجريمة إفشاء السرالمهني المنصوص عليها المادة ‪ 570‬من قانون العقوبات أوعدم تقديم‬

‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‬
‫مساعدة لشخص في حالة خطررغم إمكانية تقديم ما يجب لهذا الشخص باعتباره طبيبا طبقا للمادة‬
‫‪ 3/083‬من قانون العقوبات أو إصدار أو تسليم شهادات مزورة طبقا للمادة ‪ 303‬من قانون‬
‫العقوبات ‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬المسؤولية اإلدارية أو المهنية ‪:‬‬
‫فإذا إرتكب طبيب العمل خطأ مهنيا يخضع للمساءلة اإلدارية ويعرضه لعقوبة تأديبية والمشرع‬
‫الجزائري في األمر ‪ 75/70‬قد حمى الطبيب الموظف من كل متابعة مدنية من الغير بسبب خطأ‬
‫في الخدمة مالم ينسب إلى هذا الطبيب خطأ شخصي منفصل عن المهام الموكولة إليه كرفضه‬
‫إسعاف مريض بدون عذر مقبول أو عدم مراعاته لقواعد العمل الطبي ‪ ،‬أما إذا كان الطبيب يشتغل‬
‫في مؤسسة إقتصادية أو تجارية أو عيادة خاصة فإنه يخضع ألحكام القانون ‪ 00/37‬فإذا إرتكب‬
‫خطأ مهني جسيم تطبق عليه عقوبة التسريح مع إتباع إجراءاتها القانونية‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬المسؤولية أمام مجالس أخالقيات الطب‪:‬‬
‫إن كل طبيب عمل يخالف قواعد أخالقيات الطب يمتثل وجوبا أمام الجهات التأديبية التابعة‬
‫لمجالس أخالقيات الطب كما يمكن الجمع بين العقوبة التأديبية والدعوى القضائية المدنية أو‬
‫الجزائية أو الدعوى اإلدارية التي تحركها اإلدارة التي ينتمي إليها هذا الطبيب طبقا للمادة ‪ 330‬من‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 300/33‬المتضمن مدونة أخالقيات الطب ‪ ،‬حيث يلتزم طبيب العمل بعدم‬
‫ممارسة مهنة الطب ممارسة غير شرعية كما أن هناك واجبات تتعلق بالزمالة يجب مراعاتها فإذا‬
‫أخل الطبيب بها يحال على الفرع النظامي الجهوي المختص وبعد مراعاة كل الضمانات فإن‬
‫المجلس الجهوي يمكن أن يتخذ العقوبات التأديبية التالية ‪ :‬اإلنذار‪ ،‬التوبيخ أو يقترح للسلطات‬
‫اإلدارية منع ممارسة المهنة أو غلق المؤسسة‪.‬‬
‫إن األضرار الجسمانية التي قد تصيب العامل من خطأ طبيب العمل تندرج ضمن ما تكفله هيئة‬
‫الضمان اإلجتماعي من تغطية إجتماعية حيث يكون ذلك في إطار عالقة العمل‪.‬‬
‫إن األضرار الجسمانية التي قد تصيب العامل من خطأ طبيب العمل تندرج ضمن ما تكفله هيئة‬
‫الضمان اإلجتماعي من تغطية إجتماعية حيث يكون ذلك في إطار عالقة العمل‪.1‬‬
‫كما تؤكد المادة ‪ 05‬على مسؤولية الطبيب الشخصية على أعماله المهنية وتفرضالمادة ‪ 03‬ظروفا‬
‫مالئمة لمما رسة الطبيب ألعماله السيما المتعلقة منها بأماكن العالج‪.2‬‬

‫‪-1‬األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي المرجع السابق الصفحة‪.82‬‬


‫‪-2‬تنص المادة ‪ 12‬من مدونة أخالقيات الطب على أنه "الطبيب أو جراح األسنان مسؤول على كل عمل مهني يقوم به ‪،‬وال‬
‫يجوز ألي طبيب أو جراح أسنان أن يمارس مهنته إال تحت هويته الحقيقية ويجب أن تحمل كل وثيقة يسلمه بإسمه" ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫الخاتمة‬
‫يتبين لنا من الدراسة السابقة المتعلقة باإلطار التنظيمي لطب العمل في التشريع الجزائري بأن طب‬
‫العمل يعتبر حقا مكرسا دستورا وقانونا وتنظيما لكافة العمال والموظفين في مختلف قطاعات‬
‫النشاط وبالمقابل يعد إلتزاما ألقاه المشرع على عاتق الهيئات المستخدمة مهما كانت طبيعتها‬
‫وحجمها وطريقة تسييرها ‪،‬ومن ثم تعد مصلحة طب العمل مؤسسة قانونية تطورت تدريجيا إلى‬
‫غاية إدماجها في السياسة الوطنية للصحة العمومية‪.‬‬
‫إن المشرع الجزائري قد إستكمل النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالوقاية الصحية واألمن‬
‫وطب العمل ويأتي على رأس هذه النصوص القانون‪ 70/88‬والمرسوم التنفيذي رقم‪. 027/39‬‬
‫والتي إعتبرت طب العمل إلتزاما بالنسبة للهيئات المستخدمة وحددت القواعد العامة في مجال‬
‫الوقاية الصحية واألمن وطب العمل‪ ،‬ومن ثم فإن الجزائرفي هذه الحالة تتوفر على قاعدة تنظيمية‬
‫وحدت مقاييس نشاطات طب العمل وذلك لضمان إستفادة العمال من نشاط طب العمل‪ ،‬وتتوفر‬
‫الجزائر أيضا على وسائل الوقاية من األخطار المهنية وعلى مفتشية العمل السهر على تطبيق‬
‫التشريع والتنظيم في مجال شروط العمل‪ ،‬وكذامراكز طب العمل والمراكز الطبية اإلجتماعية‬
‫للمؤسسات والتي مهمتها األساسية هي ضمان نشاط طب العمل‪.‬‬
‫غير أن المالحظ ميدانيا بالرغم من الوسائل القانونية والتنظيمية والموارد البشرية المتخصصة‬
‫والهياكل التي تأخذ على عاتقها مصالح طب العمل فإن األمر يبقى محدودا إذ ال يمكن لهذه‬
‫المصالح أن تعمل بصفة عملية حقيقية وتضمن التكفل اإليجابي لصحة العمال بدون إهتمام الهيئات‬
‫المستخدمة وإلتزامها ووعيها بأهمية طب العمل‪ ،‬وكذلك إنخراط العمال في هذا المسعى‪.‬‬
‫نستنتج من خالل هذا البحث أن عدد األطباء المتخصصين في طب العمل قليل جدا إذ مثال ال‬
‫تتوفر والية الشلف إال على مركز طب عمل واحد تابع لعمال مديرية توزيع الكهرباء والغازفقط‬
‫دون غيرها من العمال اآلخرين في المؤسسات األخرى‪ ،‬وباقي األطباء المؤطرين لنشاط طب‬
‫العمل هم أطباء عامون مكلفون ويتركز أغلب أطباء اإلختصاص في المراكز الجامعية مما يقلل‬
‫من مردودية طب العمل‪ ،‬ومن المؤكد‪ ،‬أنه من خالل الزيارات الميدانية‪ ،‬وإستقراء اإلحصائيات‬
‫والحوصالت السنوية المرسلة إلى وزارة الصحة و السكان وإصالح المستشفيات يتبين أن أطباء‬
‫العمل يركزون فقط على الفحوص اإلجبارية كفحص التوظيف والفحص الدوري والفحص للغياب‬
‫المتواصل وفحص إستئناف العمل‪ ،‬وعليه بالرغم من تطور وتنمية طب العمل ومهما كانت نتائجه‬
‫يبقى غير كافي بالنظر إلى األهداف التي خططت لها السلطات العمومية رغم الجهود المبذولة من‬
‫طرف مصالح طب العمل ونشاط رقابة مفتشية العمل‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫الخاتمة‬
‫ونستنتج من خالل هذه الدراسة أن إعتبار طبيب العمل مستشارا للمستخدم يجب إستشارته في‬
‫المسائل التي تهم محيط العمل وتحسين شروط العمل هو مجرد حكم نظري ومثالي لم يجد بعد‬
‫تطبيقه في الميدان العملي‪ ،‬ومن ثم يجب إعادة النظر في هذه المهمة وتفعيلها بالصيغة الفعالة‪،‬‬
‫والحظنا أن الفئات الخاصة كالمعوقين والقصر والنساء الحوامل اإلهتمام بها ضئيل ال يرقى الى‬
‫المستوى المرغوب فيه‪.‬‬
‫إستنادا الى النتائج المتوصل إليها التي كشفت عن نقائص عدة يمكن أن تحد من نشاط طب العمل‬
‫وتقلل من فعاليته يمكن لنا أن نقدم التوصيات والمالحظات التالية‪:‬‬
‫‪ -0‬ضرورة إلزام المؤسسات الكبرى والهامة بإنشاء مصالح طب العمل أو مصلحة مشتركة بين‬
‫المؤسسات ذات النشاط المشترك بدل إبرا إتاقية مع القطاع الصحي ‪ ،‬علما أنه في والية من‬
‫واليات الوطن مثال يتكفل ‪ 9‬أطباء عمل تابعين للقطاع الصحي بحوالي ‪977‬مؤسسة عمومية‬
‫وخاصة ‪،‬فهل يستطيع هؤالء األطباء القيام بدورهم الوقائي داخل هذه المؤسسات ‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة توفير طب العمل في قطاع الوظيفة العمومية مثل قطاع التربية الوطنية والصحة‬
‫وعمال البلدية ‪ ...‬علما أن مثل هؤالء العمال ال يخضعون حتى للفحوص الطبية الدورية السنوية‬
‫فهل معنى ذلك أن مثل هؤالء غير معرضين لألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪-9‬ضرورة توفير الحماية القانونية ألطباء العمل على مستوى مصالح طب العمل ‪ ،‬أي لألطباء‬
‫األجراء من تعسف أرباب العمل ‪ ،‬علما أن القانون رقم ‪ 70/88‬منح لطبيب العمل حق إخطار‬
‫مفتش العمل بعد عذار صاحب العمل ‪ ،‬في حالة مخالفته األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة‬
‫بالوقاية الصحية واألمن داخل أماكن العمل ‪ ،‬غير أن أطباء العمل اليقوموا بمثل هذا اإلجراء كون‬
‫أنهم ال يتمتعون بحماية قانونية‪.‬‬
‫‪ -4‬لوحظ نقص في في عدد األطباء المكلفين بالرقابة والتفتيش الموجودين على مستوى مديريات‬
‫الصحة بواليات الوطن ‪ ،‬والمعينين بقرار من وزيرالصحة لدا يجب توفير طبيب واحد على األقل‬
‫على مستوى كل والية ‪ ،‬كما أن أرباب العمل يجهلون وجود مثل هؤالء األطباء من الناحية‬
‫الميدانية والعملية‪.‬‬
‫‪-5‬مراجعة قائمة األمراض المهنية بشكل دوري كلما إقتضى األمر ذلك علما أن هذه القائمة لم‬
‫تراجع منذ صدور القرار الوزاري المؤرخ في ‪75‬ماي ‪ 0331‬المحدد لقائمة األمراض المهنية‬
‫التي يحتمل أن يكون مصدرها مهنيا وملحقيه ‪0‬و‪.2‬‬

‫‪86‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪ -1‬ضرورة تدخل المشرع الجزائري بوضع عقوبات جزائية صارمة عند مخالفة األحكام المتعلقة‬
‫بالوقاية الصحية واألمن وطب العمل ‪ ،‬كون العقوبات المنصوص عليها في القانون ‪ 70/88‬من‬
‫المواد ‪95‬إلى ‪ 49‬رمزية غير ردعية فرغم خطورة المخالفات الملرتكبة والتي قد تؤدي إلى‬
‫خسائر بشرية ومادية كبيرة إال أن العقوبات تتراوح بين ‪0777‬دج و‪4777‬دج أما في حالة العود‬
‫يعاقب المخالف بالحبس من شهرين إلى ‪1‬أشهر‪.‬‬
‫‪ -0‬ضرورة تكوين مفتشي العمل خاصة وأن القوانين اإلجتماعية (قانون العمل والضمان‬
‫اإلجتماعي) سريعة التطور للتكيف مع الواقع اإلقتصادي واإلجتماعي من جهة ‪،‬كما أنه عرفت هذه‬
‫القوانين تغييرات وتعديالت بعد أن إنتقلت الجزائر من اإلقتصاد الموجه إلى إقتصاد السوق‪.1‬‬
‫بالنظر إلى أن طب العمل يتطور من سنة إلى أخرى مع تزايد وعي العمال‪ ،‬فإن أملي أني عملت‬
‫ما في جهدي لدراسة مجموعة من الجوانب لطب العمل فإن كنت قد ألممت على األقل باإلطار‬
‫العام للدراسة فإن هذا توفيق من هللا وفضل يستوجب الشكروالتقدير‪ ،‬وإن لوحظ في هذه الدراسة‬
‫تقصير أو سطحية تحليل أو غياب عمق التحليل واإلهتمام بجانب دون آخر‪ ،‬فذلك عجز مني‬
‫وضعف تحصيل مصداقا لقوله تعالى "‪ :‬وما أتيتم من العلم إال قليال "وما التوفيق إال من عند هللا‬
‫فهو نعم المولى ونعم النصير‪.‬‬

‫‪-1‬األستاذ بن عزوزبن صابر الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة العمل الفردية واآلثار المترتبة‬
‫عنها دار الخلدونية الصفحة‪.071-072‬‬

‫‪87‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪-I‬المراجع باللغة العربية‬
‫أ ‪-‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬د‪.‬أحسن بوسقيعة ‪-‬الوجيز في القانون الجزائي الخاص ‪ -‬طبعة ‪ 04‬ج ‪ - 02‬دار هومة للنشر‬
‫والتوزيع ‪-‬الجزائر‪. 2006‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬بشير هدفي ‪-‬الوجيز في شرح قانون العمل‪"-‬عالقات العمل الفردية والجماعية" الطبعة‬
‫الثانية ‪-‬دار الريحانة للكتاب ‪-‬الجزائر‪.2004‬‬
‫‪-3‬د‪.‬بن عزوز بن صابر –الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب األول مدخل إلى قانون‬
‫العمل الجزائري دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-4‬د‪.‬بن عزوز بن صابر –الوجيز في شرح قانون العمل الجزائري الكتاب الثاني نشأة عالقة‬
‫العمل الفردية واآلثار المترتبة عنها دار الخلدونية ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-5‬د‪.‬بن عزوز بن صابر –اإلتفاقيات الجماعية للعمل في التشريع الجزائري والمقارن ‪-‬دار‬
‫الخلدونية ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-6‬األستاذ رشيد واضح عالقات العمل في ظل اإلصالحات اإلقتصادية في الجزائر دارهومة‬
‫الجزائر‪.2005‬‬
‫‪ -7‬األستاذ خليفي عبد الرحمن محاضرات في قانون العمل دار العلوم للنشر والتوزيع الجزائر‪.‬‬
‫‪ -8‬د‪.‬سليمان أحمية ‪-‬التنظيم القانوني لعالقات العمل في التشريع الجزائري‪ ،‬ج ‪ ، 01‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬طبعة ‪ ، 1998‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -9‬د‪.‬سليمان أحمية ‪-‬قانون عالقات العمل الجماعية في التشريع الجزائري والمقارن "القانون‬
‫اإلتفاقي "‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الطبعة الثانية ‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -10‬د‪.‬سليمان أحمية ‪-‬الوجيز في قانون عالقات العمل في التشريع الجزائري‪ ، ،‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-11‬عبد الرحمان بن دمحم بن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬مطبعة عبد الرحمان لنشر القرآن والكتب اإلسالمية‬
‫القاهرة‪ ،‬مصر‪. 1970‬‬
‫‪-12‬د‪.‬عجة الجياللي الوجيز في قانون العمل والحماية اإلجتماعية (النظرية العامة للقانون‬
‫اإلجتماعي في الجزائر)‪ ،‬دار الخلدونية الجزائر‪.2005‬‬
‫‪-13‬د‪.‬دمحم الصغير بعلي تشريع العمل في الجزائرالمدخل العام النصوص القانونية دار العلوم للنشر‬
‫والتوزيع الجزائر‪.‬‬
‫ب‪ -‬المذكرات‪:‬‬
‫‪-1‬األستاذ بوعبد هللا ميلود دواجي –طب العمل ومسؤولية الطبيب‪-‬مذكرة نهاية الدراسة لنيل شهادة‬
‫الماستر تخصص قانون طبي السنة الجامعية ‪ 2015/ 2014‬جامعة مستغانم‪.‬‬
‫‪ -2‬األستاذة جالب خولة الخدمة الصحية وضغوط العمل في المؤسسة اإلستشفائية دراسة ميدانية‬
‫بالمؤسسة اإلستشفائية عاليا صالح تبسة –مذكرة مكملة لنيل شهادة ماستر"ل م د"السنة الجامعية‬
‫‪2016/2015‬جامعة العربي التبسي تبسة‪.‬‬
‫‪-3‬األستاذة سلمى لحمرتحليل أثر تهيئة ظروف العمل على أداء هيئة التمريض بالمؤسسة‬
‫اإلستشفائية العمومية دمحم الصديق بن يحيى جيجل‪-‬مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة‬
‫الماجستير في تسييرالموارد البشرية السنة الجامعية ‪2013/2012‬جامعة قسنطينة‪.‬‬
‫‪-4‬األستاذة عبد الرحمن نصيرة وعبد الرحمن فاطمة الزهراء –أجهزة الرقابة من حوادث العمل‬
‫واألمراض المهنية في التشريع الجزائري مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬
‫تخصص ضمان إجتماعي السنة الجامعية ‪ 2015/2014‬جامعة الجياللي بونعامة خميس مليانة ‪.‬‬
‫‪-5‬د‪.‬فيساح جلول ‪-‬إلتزامات الهيئات المستخدمة في مجال طب العمل في القانون الجزائري ‪-‬‬
‫أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق قسم القانون العام السنة الجامعية ‪2016 /2015‬جامعة‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫‪-6‬األستاذة قالية فيروز الحماية القانونية للعامل من األخطار المهنية مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون فرع قانون المسؤولية المهنية تاريخ المناقشة ‪02‬ماي ‪ 2012‬جامعة مولود معمري‬
‫تيزي وزو‪.‬‬
‫القوانين والتنظيم‪:‬‬
‫أ‪-‬القوانين‪:‬‬
‫‪-1‬الدستور الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم‪ 438/96‬المؤرخ في ‪1996/12/07‬‬
‫والمعدل بالقانون رقم ‪ 03/02‬المؤرخ في ‪ 2002/04/10‬والقانون رقم ‪ 19/08‬المؤرخ‬
‫في ‪.2008/11/15‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم‪ 12/78‬المؤرخ في‪ 1978/08/05‬المتعلق بالقانون العام للعامل ‪.‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 11/83‬المؤرخ في ‪ 1983/07/02‬المتعلق بالتأمينات االجتماعية المعدل‬
‫والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -4‬القانون رقم‪ 12/83‬المؤرخ في ‪ 1983/07/02‬المتعلق بحوادث العمل واألمراض المهنية‬
‫المعدل والمتمم ‪.‬‬
‫‪ -5‬القانون رقم ‪ 05/85‬المؤرخ في ‪ 1985/02/16‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ -6‬القانون رقم ‪ 07/88‬المؤرخ في ‪ 1988/01/26‬المتعلق بالوقاية الصحية واألمن وطب‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ -7‬القانون رقم ‪ 02/90‬المؤرخ في ‪ 1990/02/06‬المتعلق بالوقاية من النزاعات الجماعية في‬
‫العمل وتسويتها وممارسة حق اإلضراب المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -8‬القانون رقم ‪ 03/90‬المؤرخ في ‪ 1990/02/06‬المتعلق بمفتشية العمل المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -9‬القانون رقم ‪ 11/90‬المؤرخ في ‪ 1990/04/21‬المتعلق بعالقات العمل المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -10‬القانون رقم ‪ 14/90‬المؤرخ في ‪ 1990/06/02‬المتعلق بممارسة الحق النقابي المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ -11‬القانون رقم ‪ 10/11‬المؤرخ في ‪2011/06/22‬المتعلق بالبلدية‪.‬‬
‫‪ -12‬القانون رقم ‪ 07/12‬المؤرخ في ‪2012/02/21‬المتعلق بالوالية‪.‬‬
‫‪ -13‬القانون رقم ‪ 09/08‬المؤرخ في ‪ 2008/02/25‬المتعلق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬
‫‪ -14‬القانون رقم ‪ 07/06‬المؤرخ في ‪ 2006/09/20‬المتعلق بمكافحة الفساد والوقاية منه‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ -15‬األمر رقم ‪ 157/62‬المؤرخ في‪1962 /12/31‬المتضمن اإلبقاء على النصوص القانونية‬
‫والتنظيمية سارية المفعول مالم تتعارض مع السيادة الوطنية‪.‬‬
‫‪ -16‬األمر رقم ‪ 133/66‬المؤرخ في ‪1966 /06/02‬المتعلق بالقانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -17‬األمر رقم ‪ 155/66‬المؤرخ في ‪1966/06/08‬المتعلق بقانون اإلجراءات الجزائية المعدل‬
‫والمتمم‪.‬‬
‫‪ -18‬األمر رقم ‪ 156/66‬المؤرخ في ‪ 1966/06/08‬المتضمن قانون العقوبات المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -19‬األمر رقم ‪ 71/74‬المؤرخ في ‪ 1974/11/16‬المتعلق بالتسيير اإلشتراكي للمؤسسات‪.‬‬
‫‪ -20‬األمر رقم ‪ 31/75‬المؤرخ في ‪1975 /04/29‬المتعلق بالشروط العامة للعمل في القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬
‫‪ -21‬األمر رقم‪ 58/75‬المؤرخ في ‪ 1975/09/26‬المتضمن القانون المدني المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -22‬األمر رقم ‪ 03/06‬المؤرخ في ‪ 2006/07/15‬المتعلق بالقانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪-2‬التنظيم‪:‬‬
‫‪ -1‬المرسوم رقم ‪ 27/84‬المؤرخ في ‪ 1984/02/11‬المحدد لكيفيات تطبيق العنوان الثاني من‬
‫قانون ‪11 /83‬المؤرخ في ‪ 1983/07/02‬المتعلق بالتأمينات اإلجتماعية والمتمم بالمرسوم رقم‬
‫‪209/88‬المؤرخ في ‪.1988/10/18‬‬
‫‪ -2‬المرسوم رقم ‪ 28/84‬المؤرخ في ‪1984/02/11‬المحدد لكيفيات تطبيق العناوين الثالث والرابع‬
‫والثامن من القانون رقم ‪ 13/83‬المؤرخ في ‪ 1983/07/02‬المتعلق بحوادث العمل واألمراض‬
‫المهنية‪.‬‬
‫‪ -3‬المرسوم رقم ‪ 132/86‬المؤرخ في ‪1986 /05/27‬المتضمن لقواعد الحماية للعمال وتحديد‬
‫قواعد حيازة األجهزة المرسلة لألشعة األيونزية‪.‬‬
‫‪-4‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05/91‬المؤرخ في ‪ 1991/01/19‬المتعلق بالقواعدالعامة للحماية التي‬
‫تطبق على حفظ الصحة واألمن في أماكن العمل‪.‬‬
‫‪ -5‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 339/91‬المؤرخ في ‪ 1991/09/28‬المتعلق برافع التعو يضات اليومية‬
‫للتأمين على المرض و الوالدة و حوادث العمل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ -6‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 276/92‬المؤرخ في ‪ 1992/07/06‬المتعلق بمدونة أخالقية الطب‪.‬‬
‫‪ -7‬المرسوم التنفيذي رقم ‪120 /93‬المؤرخ في ‪ 1993/05/15‬المتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬
‫‪ -8‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 122/96‬المؤرخ في ‪ 1996/04/06‬المتضمن تشكيل المجلس‬
‫ألخالقيات علوم الصحة وتنظيمه وعمله‪.‬‬
‫‪ -9‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 209/96‬المؤرخ في ‪ 1996/06/05‬المحدد لتشكيل المجلس الوطني‬
‫للوقاية الصحية واألمن وطب العمل و تنظيمه وعمله‪.‬‬
‫‪ -10‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 424/97‬المؤرخ في ‪ 1997/11/11‬المحدد للشروط التطبيقية للباب‬
‫الخامس من القانون رقم ‪ 13/83‬المتعلق بقانون العمل و األمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ -11‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 466/97‬المؤرخ في ‪1997/12/02‬المحدد لقواعد إنشاء القطاعات‬
‫الصحية وتنظيمها و سيرها‪.‬‬
‫‪ -12‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 05/05‬المؤرخ ‪ 2005/07/06‬المتضمن المفتشية العامة للعمل‪.‬‬
‫‪ -13‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 08/05‬المؤرخ في ‪ 2005/07/08‬المتعلق بالمواصفات المطبقة على‬
‫المواد و المستحضرات في وسط العمل‪.‬‬
‫‪ -14‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 09/05‬المؤرخ في ‪ 2005/07/08‬المتعلق باللجان المتساوية‬
‫األعضاء ومندوبي الصحة واألمن‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -15‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 10/05‬المؤرخ في ‪ 2005 /07/08‬المحدد لصالحيات لجنة مابين‬
‫المؤسسات للوقاية الصحية واألمن وتشكيلها‪.‬‬
‫‪ -16‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 140/07‬المؤرخ في ‪2007/05/19‬المتضمن إنشاءالمؤسسات‬
‫العمومية‬
‫اإلستشفائية و المؤسسات العمومية للصحة الجوارية‪.‬‬
‫‪ -17‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 321/07‬المؤرخ في ‪ 2007/10/22‬المتضمن تنظيم المؤسسة‬
‫اإلستشفائية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -18‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 116/09‬المؤرخ في ‪ 2009 /04/07‬المحدد لإلتفاقيات النموذجية‬
‫المبرمة بين هيئات الضمان اإلجتماعي و األطباء‪.‬‬
‫‪ -19‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 393/ 09‬المؤرخ في ‪ 2009/04/24‬المتضمن القانون األساسي‬
‫الخاص بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين العامين في الصحة العمومية‪.‬‬
‫‪ -20‬المرسوم التنفيذي رقم‪ 394/ 09‬المؤرخ في ‪ 2009/11/24‬المتضمن القانون األساسي‬
‫الخاص بالموظفين المنتمين لسلك الممارسين الطبيين المتخصصين في الصحة العمومية‪.‬‬
‫‪ -21‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 121/11‬المؤرخ في ‪ 2011/03/20‬المتضمن القانون األساسي‬
‫الخاص بالموظفين المنتمين لألسالك الشبه الطبية للصحة العمومية‪.‬‬
‫‪ -22‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 307/11‬المؤرخ في ‪ 2011/07/30‬المتضمن القانون األساسي‬
‫الخاص بالموظفين المنتمين لسلك مفتشي العمل‪.‬‬
‫‪ -23‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في‪ 1995/04/ 02‬المحدد لإلتفاقيات النموذجية المتعلقة بطب‬
‫العمل المبرمة بين الهيئات المستخدمة والقطاع الصحي أو الهيئة المتخصصة أو الطبيب المؤهل‬
‫مع الملحق‪.‬‬
‫‪ -24‬قرار وزاري مؤرخ في‪ 2000/04/28‬المتعلق بالتلقيح ضد اإللتهاب الكبدي ‪ ،‬صنف ب‪.‬‬
‫‪ -25‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 2000/10/16‬المحدد للمقاييس في ميدان الوسائل البشرية والمحال‬
‫والتجهيزات في مصالح طب العمل مع الملحق‪.‬‬
‫‪ -26‬قرار وزاري مؤرخ في ‪ 2001/10/16‬يحدد كيفيات تطبيق أحكام المادة ‪ 30‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 120/93‬المؤرخ في ‪ 1993/05/15‬والمتعلق بتنظيم طب العمل‪.‬‬
‫‪ -27‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2001/10/16‬يحدد محتوى الوثائق المحررة إجباريا من‬
‫قبل طبيب العمل وكيفية إعدادها ومسكها‪.‬‬
‫‪ -28‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في‪ 2001/10/16‬يحدد التقرير النموذجي لطبيب العمل‪.‬‬
‫‪ - 29‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في‪2001/10/16‬المحدد لمضمون وكيفيات إنشاء ومسك‬
‫الوثائق اإللزامية لطب العمل‪.‬‬
‫‪ -30‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2003/09/06‬المتعلق بحماية العمال من األخطار الناتجة‬
‫عن غبار األمنيوت‪.‬‬
‫‪ -31‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2005/08/16‬المحدد لعددالمفتشيات الجهوية للعمل‬
‫وتنظميها وإختصاصها اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ -32‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2005/08/ 16‬المحدد لتنظيم مفتشية العمل للوالية ‪.‬‬
‫‪ -33‬قرار وزاري مشترك مؤرخ في ‪ 2005/08/16‬محدد لعدد مكاتب مفتشية العمل وتنظيمها‬
‫وإختصاصها اإلقليمي‪.‬‬
‫‪ -34‬المنشورالوزاري المشترك رقم ‪ 175‬المؤرخ في ‪ 1989/12/27‬المتعلق بتنسيق النشاطات‬
‫الصحية في الوسط المدرسي‪.‬‬
‫‪ -35‬المنشور الوزاري المشترك رقم ‪ 01‬المؤرخ في ‪ 1994/04/06‬المتضمن إعادة تنظيم‬
‫الصحة المدرسية‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ -36‬التعليمة الوزارية المشتركة رقم ‪ 02‬المؤرخة في ‪ 1995/02/27‬المتعلقة بكيفيات إنشاء‬
‫و تسيير وحدات اإلستكشاف المدرسي و المتابعة المنشأة على مستوى المؤسسات المدرسية ‪.‬‬
‫‪ -37‬التعلمية الوزارية المشتركة رقم ‪ 144‬المؤرخة في ‪ 1997/03/24‬المتضمنة توحيد المقاييس‬
‫للمحالت وتجهيزات وحدات اإلستكشاف المدرسي ومتابعتها للصحة المدرسية‪.‬‬
‫‪-38‬التعليمة الوزارية المشتركة رقم ‪ 02‬المؤرخة في ‪ 2000/05/28‬المتعلقة بالمهام اإللزامية‬
‫ألطباء الصحة المدرسية‪.‬‬
‫‪ -39‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 2002/10/27‬المتعلقة بتدعيم برامج الصحة‬
‫المدرسية‪.‬‬
‫‪-40‬التعليمة الوزارية المشتركة المؤرخة في ‪ 2004/12/25‬المتعلقة بتدعيم نشاطات برامج‬
‫الصحة المدرسية الخاصة بصحة الفم و األسنان‪.‬‬

‫د‪ -‬مواقع األنترنت‪:‬‬

‫‪1- www.sistm50.com.‬‬
‫منتديات الموظف الجزائري ‪2-https://hrdiscussion.com/hr28180.html-‬‬

‫‪91‬‬
‫الصفحة‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫المقدمة‪.2-1.................................... ...................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬ماهية طب العمل‪3..............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائر‪.5-4............................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرقبل اإلستقالل‪.6..............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي العهد العثماني‪.7...........................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرأثناء اإلحتالل الفرنسي‪.9-8.................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائربعد اإلستقالل‪.10............................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي ظل النظام اإلشتراكي‪.13-11...........‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬التطور التاريخي لطب العمل في الجزائرفي ظل النظام الرأسمالي‪.17-14..........‬‬
‫المبحث الثاني ‪:‬تعريف طبيب العمل ومهامه‪.18.............................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف طبيب العمل وأهمية طب العمل‪.19...............................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف طبيب العمل‪.20.........................................................................‬‬
‫أوال‪:‬تعريف الطب لغة وإصطالحا‪.21.........................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬تعريف العمل لغة وإصطالحا‪.29-23...................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أهمية طب العمل‪.30.............................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬أهمية طب العمل اإلجتماعية‪.30.........................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية طب العمل القانونية واإلقتصادية والتحفيزية‪.32-30.........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬مهام طبيب العمل‪.33...........................................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صالحيات طبيب العمل الوقائية‪.34............................................................‬‬
‫أوال‪:‬القيام بالفحوصات الطبية اإلجبارية‪.40-34.............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬القيام بالفحوصات الطبية اإلختيارية‪.40................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصالحيات الفرعية لطبيب العمل‪.43-41.............................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬محدودية المهام العالجية لطبيب العمل‪.44...................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬إلتزام الهيئات المستخدمة بتنفيذ آراء طبيب العمل ومالحظاته‪.45......................‬‬
‫أوال‪:‬الطبيعة القانونية آلراء طبيب العمل وقراراته‪.45......................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬جزاء عدم تنفيذ آراء طبيب العمل‪.47....................................................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تنظيم طب العمل والرقابة عليه‪.49..........................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬تنظيم طب العمل‪.50..........................................................................‬‬
‫المطلب األول‪:‬اإللتزام بتنظيم مصلحة طب العمل‪.51.......................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اإللتزام بإنشاءمصلحة طب العمل‪.52.........................................................‬‬
‫أوال‪:‬شروط إنشاء مصلحة طب العمل‪.53.....................................................................‬‬
‫ثانيا ‪:‬أنماط مصلحة طب العمل‪.59-55.......................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬شروط ممارسة طب العمل‪.60.................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬طبيب العمل اإلختصاصي‪.60............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬شروط التوظيف أو التشغيل‪.60.........................................................................‬‬
‫ثالثا‪ :‬طبيب عام ممارس‪.61.....................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬تمويل مصلحة طب العمل ومقاييسها‪.62....................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تمويل مصلحة طب العمل‪.63...................................................................‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬مقاييس مصلحة طب العمل‪.63.................................................................‬‬
‫‪92‬‬
‫أوال‪:‬اإللتزام بمجموع مصاريف التجهيز‪.63..................................................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإللتزام بمصاريف الفحوص التكميلية والتحاليل‪.64................................................‬‬
‫ثالثا‪:‬اإللتزام بالمقاييس في مجال الوسائل البشرية‪.65.......................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقابة على طب العمل‪.66..................................................................‬‬
‫المطلب األول‪:‬اإلدارة المكلفة برقابة طب العمل‪.67........................................................‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفتشو العمل وطبيب العمل المفتش‪.67........................................................‬‬
‫أوال‪:‬إختصاصات مفتشي العمل وطبيب العمل المفتش‪.71-67............................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬طرق إبالغ مفتش العمل وطبيب العمل المفتش‪.74-71.............................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬رقابة السلطات الوصية على طب العمل‪.74.................................................‬‬
‫أوال‪:‬إبالغ الوالي أو رئيس البلدية ‪.75-74 ...................................................................‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬رقابة القضاء على نشاط طب العمل‪.75 .....................................................‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة القضاء اإلجتماعي‪.75..............................................................................‬‬
‫ثانيا‪:‬رقابة القضاء الجزائي‪.81-77............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪:‬مسؤولية طبيب العمل ‪.82...................................................................‬‬
‫الفرع األول ‪:‬المسؤولية المدنية‪.83.............................................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬المسؤولية الجزائية‪.83...........................................................................‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬المسؤولية اإلدارية أو المهنية‪.84...............................................................‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬المسؤولية أمام مجاس أخالقيات الطب‪.84...................................................‬‬
‫الخاتمة‪.87-85............................................................................... ............... ....‬‬
‫المراجع‪92-88.......................................................................... ................. ........‬‬
‫الفهرس‪84-93.....................................................................................................‬‬

‫‪93‬‬

You might also like