Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 55

‫التخصص‪ :‬االجتماعيات‬

‫المسلك‪ :‬التعليم الثانوي‬


‫بحث تربوي تدخلي في موضوع‪:‬‬

‫الصعوبات التي تواجه المتعلمين في قراءة وتحليل‬


‫الخريطة الجغرافية‬
‫محاولة' في رصد وتجاوز إكراهات لدى املتعلمين‬

‫مستوى األولى باكالوريا' أداب وعلوم انسانية من التعليم الثانوي'‬


‫الثأهيلي‬

‫تحث اشراف األستاذ ‪ :‬عطواني محمد‬ ‫اعداد ‪:‬‬


‫بوكلبة اسماعيل‬

‫موسم ‪2020- 2019 :‬‬


‫تقديم عام ‪:‬‬
‫يندرج بحثنا ض من األبح اث الاجرائي ة (البحث الت دخلي ‪ ،)Research Action‬وه و‬
‫نم ط من البح وث ال تى تمكن المعلمين وعم وم ال تربويين الممارس ين‪ ،‬من دراس ة وفحص‬
‫أدائهم ومواجهة المشكالت التي تعترض عملهم داخ ل الفص ل والم دارس وحله ا‪ ،‬إن البحث‬
‫اإلجرائي هو بحث عملي ـ تطبيقي‪ ،‬يكون في ه الب احث ممارس ا أيض ا (الم درس)‪ ،‬ويح اول‬
‫استخدام البحث كطريقة للتأمل فيما يقوم به من أنشطة واتخاذ القرارات المناسبة بغية تحسين‬
‫‪1‬‬
‫األداء‪.‬‬

‫يعد هذا البحث ترجمة لمالحظاتنا ولرصدنا لبعض االختالالت ال تي تعي ق س ير العملي ة‬
‫التعليمية التعلمية‪ ،‬في السلك الث انوي بش كل ع ام‪ ،‬وفي الس نوات غ ير االش هادية على وج ه‬
‫الخصوص‪ ،‬إذ أن قضية الصعوبات التي تواجه المتعلمين فيما يتعلق بالدعامات الديداكتيكي ة‬
‫في م ادة الجغرافي ا في ه ذه المرحل ة‪ ،‬وخاص ة في م ا يتعل ق بالخريط ة الجغرافي ة ‪ ،‬من‬
‫القضايا التعليمية الراهنة التي يتوجب البحث فيها‪ ،‬إذ تعتبر الخرائط الجغرافية ركائزأساس ية‬
‫تمنح المتعلمين امكاني ة فهم الظ واهر المجالي ة ‪ .،‬وتكمن أهمي ة الموض وع‪ ، ،‬في أن ه دا‬
‫المش كل ينتق ل م ع المتعلمين إلى ب اقي المراح ل الدراس ية‪ ،‬فالمالح ظ الي وم أن أفواج ا من‬
‫المتعلمين يتنقلون إلى مراحل متقدمة ويخوضون امتحانات إشهادية وهم مازالوا يع انون من‬
‫مشاكل متعلقة بفهم الخرائط الجغرافية‪.‬‬

‫من خالل احتكاكنا ب المتعلمين في المس توى الث انوي‪ ،‬الحظن ا أن ه ذا الخل ل يع ود إلى‬
‫المراحل التعليمية السابقة وأسباب أخرى‪ ،‬سيتم اإلشارة إليها في ثنايا ه ذا البحث‪ ،‬باإلض افة‬
‫إلى أن العملية التعليمي ة التعلمي ة يت دخل فيه ا أك ثر من ط رف‪ ،‬وبالت الي فالحي اة المدرس ية‬
‫بمفهومها الشامل تؤثر على المتعلم بكل مكوناته‪ ،‬وأنها تحتاج إلى أك ثر من ت دخل للوص ول‬
‫إلى المستوى المطلوب (المدرسون‪ ،‬اإلدارة‪ ،‬أولياء األمور‪ ،‬المجتمع الم دني‪ ،‬الق ائمون على‬

‫‪ 1‬ـ محمد الدريج‪ ،‬البحث اإلجرائي تحسين للممارسة التربوية للمعلمين ‪ ،‬أستاذ بريس‪ ،‬جريدة تربوية ثقافية الكترونية متجددة‪،‬‬
‫‪ moaalim.blogspot.com، 16/12/2018‬ـ ‪.h 30: 18‬‬
‫‪1‬‬
‫العملية التعليمية)‪ ،‬لإلسهام في معالجة المش كلة وإش راك الجمي ع للتوص ل إلى حل ول عملي ة‬
‫ترفع من مستوى فهم ومعالجة وتفسير الخرائط الجغرافية ‪.‬‬

‫من خالل دراستنا لهذا الموضوع سنحاول اإلحاطة باألس باب المؤدي ة إلى ض عف ق درة‬
‫المتعلمين على التعامل مع الخرائط الجغرافي ة ‪ ،‬انطالق ا من التق ويم التشخيص ي والمراقب ة‬
‫المستمرة والمعاينة الصفية‪ ،‬التي كشفت عن أن فئة مهمة داخ ل ك ل فص ل ومس توى تع اني‬
‫من ضعف كب ير في فهم الظ واهر المجالي ة المش ارة في الخرائ ط‪ ،‬م ع تس جيل ارتب اط ه ذا‬
‫المشكل بالحياة المدرسية بمفهومها العام‪.‬‬

‫يروم هدا البحث التربوي التدخلي إلى معالج ة المش كالت الفص لية قص د تط وير األداء‬
‫وتجويد التعلمات‪ ،‬وه ذا م ا ج اءت ب ه الرؤي ة االس تراتيجية لإلص الح ‪ 2030-2015‬بحيث‬
‫نصت على " التكامل في مجاالت البحث بين ما هو نظري وما هو تطبيقي ومي داني ‪ "...‬كم ا‬
‫أكد القانون اإلطار على ضرورة" استثمار نتائج البحث التربوي واالجتماعي من أج ل الرف ع‬
‫من جودة البرامج والمناهج والتكوينات"‬

‫يندرج موضوع دراستنا هاته‪ ،‬ض من قض ية من قض ايا دي داكتيك الجغرافي ا‪ ،‬وتحدي دا‬
‫بالدعامات الديداكتيكية‪ ،‬من خالل رب ط ت دريس الجغرافي ا ب التفكير الجغ رافي وكيفي ة تعام ل‬
‫المتعلم مع الخريطة كوسيلة من وسائل التعبير الجغرافي ‪.‬‬

‫وهك ذا فإنن ا س نحاول المزاوج ة بين الج انب المنهجي للمتعلم من خالل تعامل ه م ع‬
‫الخريط ة الجغرافي ة ع بر قراءته ا وتحليله ا وف ق خط وات النهج الجغ رافي‪ ،‬وبين الج انب‬
‫المهاري من خالل تمثيله لبعض الكيانات الجغرافية‪.‬‬

‫إن الجغرافي ا ق د قطعت أش واطا متع ددة على أس اس موض وعها ومنهجه ا من ثالث‬
‫مراحل أساسية انتقلت من خاللها من علم تعريفي وصفي إلى علم تركيبي تفسيري ومنه إلى‬
‫علم تطبيقي عملي وظيفي‪ ،‬وبه ذا تج اوزت الجغرافي ا المنهج الكالس يكي األدبي وأص بحت‬
‫تعتمد على منهج علمي يقوم على الوصف والتفسير والتعميم واعتماد مفاهيم تهيكل الخط اب‬

‫‪2‬‬
‫الجغرافي (المرفولوجية‪ ،‬التوطين والحركة)‪ ، .2‬وه ذا م ا يجع ل الجغرافي ا المدرس ية تحظى‬
‫بمكانة هامة في المنظومة التربوية‪ ،‬في إطار الوظيفة التربوية واالجتماعية للمادة‪ .‬فديداكتيك‬
‫الجغرافيا تقوم على النقل الديداكتيكي للمعرفة العالمة‪ ،‬ونقلها إلى معارف جغرافي ة مدرس ية‬
‫من خالل سيرورة تعليمية تعلمية‪ ،‬تضم المحاور الثالثة‪ :‬المح ور االبس تيمولوجي (المعرف ة‬
‫الجغرافية) والمحور الديداكتيكي (المدرس) والمحور السيكولوجي (المتعلم)‪.3‬‬

‫فالدعامات الديداكتيكية تتقاطع مع ه ذه المح اور الثالث أثن اء الممارس ة الص فية في تخطي ط‬
‫وتدبير وتقويم التعلمات مع مراعاة الجوانب المعرفية والمنهجية المهارية والوجدانية للمتعلم ‪.‬‬

‫وفي هذا المضمار‪ ،‬ركزت الوثائق الرسمية (الميثاق الوطني للتربية والتك وين والوثيق ة‬
‫اإلطار والكتاب األبيض والرؤية اإلستراتيجية والتوجيه ات التربوي ة) على أهمي ة المقارب ة‬
‫بالكفايات في تنمية وتطوير الت دريس‪ ،‬وذل ك بجع ل المتعلم يوظ ف ك ل الم وارد (المع ارف‪،‬‬
‫المهارات‪ ،‬المواقف) ومنفتحا على محيطه الخارجي‪ .‬وهذا الوضع جعل الجغرافيا " تنتقل من‬
‫مادة إخبارية عن الظواهر المجالية إلى مادة تكوينية تساهم فعليا‪ ،‬في تطوير خ برة المتعلم (ة)‬
‫فكريا ومنهجيا ووجدانيا " ‪.4‬‬

‫إن الموضوع الذي نتناوله في هذه البحث‪ ،‬سينكب على دراسة تشخيصية تحليلية للكيفية‬
‫التي يتعامل بها المتعلم مع الخريطة الجغرافية ‪ ،‬وكذلك رص د ق درة المتعلم على فهم وتفس ير‬
‫بعض الكيانات الجغرافية على الخريطة بمستوى اولى باكالوريا‪.‬‬

‫ارتباطا بما سبق فإننا في هذا البحث سنحاول تقسيم بحثنا إلى فصول ‪:‬‬

‫األول سنقدم من خالله منهجية البحث‪ ،‬بحيث سنتطرق إلى إشكالية البحث وفرض ياته‬
‫وأهداف ه‪ ،‬وأهمي ة البحث ومنهجيت ه واألدوات المعتم دة لتمحيص الفرض يات‪ ،‬والتعري ف‬
‫اإلج رائي للمف اهيم المركزي ة للبحث وموض عة البحث ض من الدراس ات الس ابقة والقيم ة‬
‫‪ -‬قفصي محمد‪ ،2018 ،‬النهج الجغرافي من خالل التعبير الكارطغرافي‪ ،‬دراسة تربوية تطويرية للممارسة الصفية‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫‪2‬‬

‫مطابع الرباط نت‪ ،‬ص ‪46‬‬


‫‪ - 3‬البرجاوي موالي املصطفى ‪ ،2017 ،‬ديداكتيك الجغرافيا‪ ،‬مقاربات تأصيلية ومقتضيات وظيفية‪ ،‬الدار العاملية للكتاب‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ .‬ص ‪123‬‬
‫‪ -4‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2007 ،...‬التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس مادتي الناريخ و الجغرافيا بسلك التعليم الثانوي‬
‫التأهيلي‪ ،‬مديرية املناهج‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪6‬‬
‫‪3‬‬
‫المضافة لهذا البحث‪ ،‬وكذلك حدود البحث وهيكله‪ ، .‬وتقديم المالبسات ال تي حتمت اختيارن ا‬
‫لموضوع ‪ « :‬الص عوبات ال تي تواج ه المتعلمين في ق راءة وتحلي ل الخريط ة الجغرافية »‪،‬‬
‫التي بدت مقنعة‪ ،‬على اعتبار انتشار هذه الظاهرة في المحيط المحلي الذي نشتغل فيه‪ ،‬وهن ا‬
‫تكمن أيض ا أهمي ة موض وع البحث‪ ،‬نظ را لخطورته ا ال تي تس تدعي من المهتمين بالش أن‬
‫التربوي بحثها وفهم الجوانب المؤثرة فيها‪ ،‬وتقديم الحل ول الفعال ة‪ .‬ومن جه ة أخ رى فق د تم‬
‫عرض جوانب االشكالية وتفكيكه ا إلى تس اؤالت ح ول أس باب الظ اهرة المدروس ة‪ .‬كم ا تم‬
‫تعزيز هذه التساؤالت بثلة من الفرضيات التي تفتح آفاق البحث‪.‬‬

‫أما الجانب النظ ري من الدراس ة فس نحاول من خالل ه التعري ف بالخريط ة الجغرافي ة‬


‫وأدوارها التربوية‪ ،‬وكدا خطوات استثمار الخريطة في الدرس الجغرافي‪.‬‬

‫أما الفصل األخير المتمث ل في الدراس ة التطبيقي ة ال تي س تهم كيفي ة تعام ل المتعلم م ع‬
‫الخريطة الجغرافية من حيث القراءة والتحليل وف ق النهج الجغ رافي وتمثي ل بعض الكيان ات‬
‫عليها‪ ،‬فسنقسمه إلى مبحثين‪ ،‬األول سنقدم من خالله مدخال منهجيا للدراسة التطبيقية‪ ،‬والث اني‬
‫سنعرض من خالله النتائج ومناقشتها وتمحيص الفرضيات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫اإلطار املنهجي‬

‫والنظري‬

‫‪5‬‬
‫مقدمة الفصل‪:‬‬
‫سنتحدث في هذا الفصل في بداية األمر عن أس باب ودواف ع اختيارن ا للموض وع ال ذي‬
‫يدور حوله البحث‪ ،‬والمشكل أو االشكالية التي يعالجها‪ ،‬من خالل طرحنا لفرضيات استباقية‬
‫تنبئية له ذا البحث‪ ،‬ثم أهميت ه ومس اهماته في إغن اء األرض ية التعلمي ة والتربوي ة ول و على‬
‫المستوى المحلي أو المؤسسة إن اقتضى األمر لكونه بحثا تدخليا وال يرقى لصفة األكاديمية‪،‬‬
‫على اعتب ار أن نتائج ه مح دودة ال تعمم‪ ،‬وننتق ل بع د ذل ك للح ديث عن الص عوبات ال تي‬
‫اعترض تنا في مختل ف أط وار ومراح ل البحث‪ ،‬وفي األخ ير ننهي الفص ل بش رح مختل ف‬
‫المصطلحات والمف اهيم ال تي يحمله ا في طيات ه لكي نض ع المتلقي في الص ورة من ذ البداي ة‬
‫مرورا بصفحاته‪.‬‬

‫المحور األول ‪ .‬االطار المنهجي‬

‫‪.1‬إشكالية الدراسة‬
‫أصبحت الدعامات الديداكتيكية تحتل مكانة هام ة في ت دريس االجتماعي ات في المنه اج‬
‫الحالي‪ ،‬فالتدريس بالكفايات يف رض تط وير أس اليب االس تفادة من المعين ات المألوف ة‪ ،‬وبه ذا‬
‫اعت برت التوجيه ات التربوي ة لت دريس م ادة االجتماعي ات الخريط ة "أداة ض رورية لتنمي ة‬
‫مجموعة من الكفايات والقدرات‪ ،‬ولتبسيط كثير من المفاهيم الرئيس ية المهيكل ة للمض امين" ‪.5‬‬
‫فالبرامج والتوجيهات التربوية سطرت بعض المبادئ والشروط المعتمدة الس تثمار ال دعامات‬
‫تتوخى احترامها من المدرس لتجويد العملية التعليمية التعلمية‪.‬‬

‫‪ 5‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2009 ...‬التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس مادة االجتماعيات بسلك التعليم الثانوي اإلعدادي‪،‬‬
‫مديرية املناهج‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪6‬‬
‫إن الخريطة الجغرافية تكتسي مكانة هام ة في نم وذج " الجغرافي ا والتك وين الفك ري"‬
‫المطبق حاليا في الممارسة الفصلية سواء على مستوى المف اهيم المهيكل ة للخط اب الجغ رافي‬
‫والعمليات الفكرية المكون ة للنهج الجغ رافي وك ذلك اإلنتاج ات الجغرافي ة ووس ائل التعب ير‪،‬‬
‫فالخريطة الجغرافية تعتبر آلية من آليات التعبير الكارطوغرافي فهي لصيقة بالعملية التعليمية‬
‫التعلمي ة على مس توى التخطي ط و ك ذلك األداء الفص لي‪ .‬كم ا أن له ا دور كب ير في تنمي ة‬
‫مجموعة من الق درات والمه ارات والكفاي ات ل دى المتعلم‪ ،‬بحيث تنمي الحس المج الي ل دى‬
‫المتعلم‪ ،‬لكن يجد المتعلم أمامه بعض الصعوبات في تعامله مع الخريطة‪.‬‬

‫وهكذا يمكننا طرح السؤال اإلشكالي اآلتي ‪ " :‬ما هي الصعوبات المعرفية والمنهجية ال@@تي‬
‫يواجهها المتعلمين أثناء االشتغال على الخريطة ؟‬
‫"‬

‫وتتفرع عن هذا السؤال الرئيسي األسئلة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫‪‬ما هو دور الخريطة في الدرس الجغرافي؟‬


‫ما هي بعض الصعوبات التي تواجه المتعلم في قراءة وتحلي ل الخريط ة وف ق النهج‬ ‫‪‬‬
‫الجغرافي؟‬
‫هل يمتلك المتعلم قدرة تمثيل بعض الكيانات الجغرافية على الخريطة ؟‬ ‫‪‬‬

‫‪.2‬فرضيات البحث‬
‫لإلجاب ة على التس اؤالت اإلش كالية الس ابقة‪ ،‬و في ض وء تجربتن ا المهني ة المتواض عة‬
‫حاولن ا ط رح بعض الفرض يات ال تي س تمثل من وجه ة نظرن ا إجاب ات مبدئي ة على ه ذه‬
‫التس اؤالت‪ ،‬فانطلقن ا من فرض ية مركزي ة مفاده ا أن هن@@@اك بعض الص@@@عوبات المعرفي@@@ة‬
‫والمنهجي@@ة ال@@تي يواجهه@@ا المتعلمين عن@@د اش@@تغالهم على الخريط@@ة‪ ،‬وتتف رع ه ذه الفرض ية‬
‫المركزية إلى الفرضيات الفرعية التالية ‪:‬‬
‫تساهم الخريطة في تجويد العملية التعليمية التعلمية في الدرس الجغرافي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هناك صعوبات تواجه المتعلم في قراءة وتحليل الخريطة وفق النهج الجغرافي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يمتلك المتعلم بعض القدرات في قراءة وتحليل الخريطة الجغرافية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫‪.3‬أهداف البحث‬
‫تسعى هذه الدراسة إلى تشخيص الكيفية التي يتعامل بها المتعلم مع الخريط ة الجغرافي ة‬
‫وذلك ب‪:‬‬
‫تقديم الخلفية النظرية للخريطة الجغرافية والتعريف بها ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إبراز دور الخريطة في الدرس الجغ رافي بالكش ف عن الوظيف ة العلمي ة والتربوي ة‬ ‫‪‬‬
‫التي تتيحها الخريطة في الدرس الجغرافي ‪.‬‬
‫رصد الصعوبات التي يواجهها المتعلم في قراءة وتحليل الخريطة الجغرافية‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .‬تشخيص قدرة المتعلم في ما يتعلق بقراءة الخريطة وتحليلها‬

‫‪ .4‬أسباب ودوافع اختيار الموضوع ‪:‬‬


‫تعود دوافع اختيارنا للموضوع إلى أسباب ذاتية وموض وعية‪ ،‬تمث ل األس باب الذاتي ة‬
‫في حاجتن ا إلى ت ذويب العقب ات ال تي تواجهن ا في مق ر العم ل ‪ ،‬للقي ام بمهمتن ا التربوي ة في‬
‫ظروف مالئمة وغير محبطة في بداية مسارنا المهني وانطالقا من تجربتنا المتواضعة فإننا‬
‫نرى بأن االشتغال في ه ذا العم ل يتواف ق م ع المس تجدات الديداكتيكي ة لم ادة الجغرافي ة‪ ،‬و‬
‫رغبتنا في االنفتاح على الموضوع من زاوية معرفية و زاوية تربوية وديداكتيكية‪ ،‬عبر كل‬
‫ما يتعلق باستعمال الدعامات الديداكتيكية خاصة الخريطة لتطوير أداء استعمالها في ال درس‬
‫الجغرافي أما ال دوافع الموض وعية فتع ود أساس ا ض رورة فهم أعم ق لوض ع مهن ة التربي ة‬
‫والتعليم‪ ،‬ولتحقيق نتائج إجابي ة في المحي ط ال ذي نش تغل في ه‪ ،‬ولن يت أتى ذل ك إال من خالل‬
‫معرفة دقيقة بظروف المتعلمين واالحاطة بالجوانب االجتماعية المرتبطة بالحياة المدرس ية‪،‬‬
‫ولفهم خصوص يات الح يز الجغ رافي ال ذي نش تغل في ه ونج ري في ه بحثن ا‪ .‬كم ا أن أهمي ة‬
‫الموض وع في ت وفر للمتعلم فرص ة ت دعم تعامل ه م ع الخريط ة الجغرافي ة ومه ارة التفك ير‬
‫المجالي لدي ه‪ ،‬عن طري ق مجموع ة من الخط وات ت راعي الض وابط الديداكتيكي ة لتوظي ف‬
‫الخريطة في الدرس الجغرافي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪.5‬منهجية البحث وأدواته‬
‫ان اإلجابة عن التساؤالت المطروحة فرضت علينا استعمال المنهج الوصفي التحليلي‬
‫لتأطير البحث نظريا‪ ،‬وإب راز أهمي ة الخريط ة في ال درس الجغ رافي‪ .‬باإلض افة إلى المنهج‬
‫شبه التجريبي لرصد الصعوبات التي يواجهها المتعلم(ة) في تعامله مع الخريطة الجغرافية‪.‬‬

‫يشكل الحديث عن أدوات البحث الميداني خطوة إجرائية هامة‪ ،‬وفي بحثنا ه ذا سنس تعين‬
‫ب‪:‬‬
‫‪‬التقصي البيبليوغرافي باالعتماد على عدة مصادر ومراجع لتأطير البحث نظريا ‪.‬‬
‫‪ ‬اختبار واستمارة لقياس قدرة المتعلمين على قراءة وتحليل ومعالجة الخريطة الجغرافية وفق‬
‫النهج الجغرافي‪.‬‬

‫‪.6‬التعريف اإلجرائي للمفاهيم والمصطلحات‬


‫_ الجغرافيا‪:‬‬

‫يع د تحدي د مفه وم الجغرافي ا من اإلش كاالت ال تي لقيت نقاش ا ح ادا وم ا ت زال‪ ،‬نظ را‬
‫لتطوره ا وتجدي دها‪،‬فكلم ة ”الجغرافي ا“ تع ريب للكلم ة اليوناني ة ‪ ،Géographia‬أول من‬
‫اس تعملها ه و الفيلس وف اإلغ ريقي إراتوس تين ‪284-192( Eratosthène‬ق‪.‬م)‪ .‬اس تعمل‬
‫إراتوستين كلمة الجغرافيا ويعني بها‪ ” :‬وصف األرض وتمثيلها‪ ،‬ودراسة اآلثار ال تي تتركه ا‬
‫العوام ل الطبيعي ة والبش رية على الس طح“‪.‬أم ا الجغ رافي الفرنس ي ‪P. Vidal De La‬‬
‫‪ Blache‬فيعرف الجغرافيا على أنها علم األقاليم‪ ،‬هدفه دراسة التوزيع ات المكاني ة للظ واهر‬
‫بهدف إبراز تباينها المكاني"‪ .‬أما الباحث الجغرافي "‪ 6"paul claval‬فيعرف الجغرافيا على‬
‫أنها علم اجتماعي ال يهتم بوصف الكون‪ ،‬أو بتفسير توزيع الس كان وأنش طتهم فق ط‪ ،‬ب ل‬
‫يبحث في كيفية إدراك البش رية لوجوده ا‪ ،‬قص د تع رف كيفي ة تج ذرها في محي ط وج دت‬
‫فيه‪ ،‬تتأثر به ويؤثر فيها‪ .‬فالجغرافيا ت درس مختل ف التف اعالت بين اإلنس ان ومحيط ه‪،‬‬
‫‪7‬يع رف الجغرافي ا كونه ا ت درس األرض موطن ا لإلنس ان‪ ،‬فهي‬ ‫له ذا نج د "ص فوح خ ير"‬
‫تدرس األرض‪ ،‬ونع ني به ا البيئ ة الطبيعي ة‪ ،‬ولكن الجغرافي ا ال ت درس ه ذه العناص ر ل ذاتها‬
‫‪6‬‬
‫‪- claval p.1997 initiation a la géographie régionale. 2 Édition . Nathan. Paris. p11‬‬
‫‪ -‬صفوح خير‪،1990 ،‬البحث الجغرافي‪ :‬مناهجه وأساليبه‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪ ،‬ص ‪52‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪9‬‬
‫دراسة علمية صرفة‪ ،‬بل تدرسها من حيث أثرها في اإلنسان‪ ،‬فيستجيب لها باستجابات خاصة‬
‫أي بنشاطات بشرية‪.‬‬

‫فالجغرافيا المدرسية هي التي تهمن ا في ه ذا البحث وهي الم ادة المدرس ة تش مل قض ايا‬
‫ومعارف تعبر عنها بواسطة وسائل التعبير والتي من ضمنها الخريطة ومفاهيم تهيكله ا ونهج‬
‫خ اص به ا‪ ،‬فالجغرافي ا المدرس ية هي نتيج ة تبس يط للجغرافي ا العالم ة ال تي تص بح قابل ة‬
‫للتدريس‪.‬‬

‫_ الصعوبات‬

‫الصعوبات هي مجموعة من المشاكل التي تعيق التعلم لدى المتعلم ترتبط بالقدرة العقلي ة‬
‫لدى المتعلم بسبب قصور نمائي في الترك يز واالنتب اه و ه و يتطلب ط رق تعلم خاص ة ح تى‬
‫يتمكن من استخدام كامل قدراته المعرفية والمنهجية والمهارية ‪.‬‬

‫_الخريطة الجغرافية ‪:‬‬

‫تتعدد تعاريف الخريطة الجغرافية حس ب المختص ين فالخريط ة حس ب " بي ير ج ورج‬


‫هي " تمثي ل مس طح لظ واهر حقيقي ة أو وهمي ة يمكن تحدي دها مكاني ا فهي لغ ة رمزي ة وأداة‬
‫‪8‬‬
‫تعبيرية"‬
‫أما "جودة أحمد سعادة " ‪9‬فيعرف الخريطة بأنها لوحة يرسم عليها سطح الكرة األرضية‬
‫أو جزء منه‪ ،‬وذلك لتوضيح الظ واهر البش رية و غيره ا‪ ،‬طبق ا لمقي اس رس م معين فالخريط ة‬
‫تساعد في فهم عالقات‬

‫مكانية مح ددة‪ .‬فانطالق ا من ه ذه التع اريف نس تخلص أن الخريط ة وس يلة وأداة تعتم د‬
‫عليها الجغرافيا لتوطين وتوزيع الكيانات وفهم عالقاتها عبر المجال‪.‬‬

‫بيار جورج ‪ ،2002‬معجم املصطلحات الجغرافية‪ ،‬ترجمة محمد طفيلي املدرسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ص‬ ‫‪8‬‬

‫‪336‬‬
‫جودة أحمد سعادة ‪ ،1993‬الوسائل التعليمية وتدريس املواد‘ االجتماعية‪ ،‬ص ‪3‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪10‬‬
‫‪. 7‬حدود البحث ‪.‬‬
‫سنقتصر في هذا البحث على معرفة الصعوبات التي يواجهها المتعلمين في قراءة وتحليل‬
‫الخريطة الجغرافية وقدرتهم على تمثيل بعض الكيانات الجغرافية على الخريطة‪ ،‬وذلك ضمن‬
‫دراسة تحليلية وتطبيقية للموضوع‪ .‬فتماشيا م ع الم دة الزمني ة المح ددة إلنج از بحث ترب وي‬
‫تدخلي‪ ،‬حاولنا تركيزه وتقليصه نوعا ما‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫حاولنا إعطاء التصور العام لهذه الدراسة من خالل اإلط ار المنهجي بك ل مراحل ه ب دءا‬
‫من إش كالية الدراس ة وفرض ياتها وأه دافها وأهمي ة البحث ومنهجيت ه واألدوات المعتم دة‬
‫لتمحيص الفرض يات‪ ،‬والتعري ف اإلج رائي للمف اهيم المركزي ة للبحث‪ ، ،‬وال ذي ح ددنا من‬
‫خالله التوجه الذي س نتبعه وال ذي س نحاول القي ام ب ه في الدراس ة النظري ة والتطبيقي ة‪ .‬ففي‬
‫الجانب النظري سنعالج مفهوم الخريطة الجغرافية وأهميتها في ال درس الجغ رافي وأس اليب‬
‫ت دبيرها‪ .‬أم ا في الج انب التط بيقي فس نعتمد على اختب ار موج ه للمتعلمين بالس نة االولى‬
‫باكالوريا أداب وعلوم انسانية لتمحيص الفرض يات والوص ول إلى مقترح ات نوجهه ا على‬
‫ضوء نتائج الدراسة‪.‬‬

‫املحور الثاني‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫اإلطار النظري‬

‫الخريطة الجغرافية‪ :‬المفهوم‪،‬التاريخ و األدوار‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫تعتبر الخريطة وسيلة من وسائل التعبير الجغ رافي فهي تمكن المتعلم من ت وطين بعض‬
‫الكيانات الجغرافية وكذلك فهم وتفسير العالق ات والظ واهر الطبيعي ة والبش رية في المج ال و‬
‫بالتالي سنحاول ضمن هذا الفصل مقاربة مفهوم الخريطة الجغرافي ة من خالل التعري ف به ا‬
‫وإبراز أدوارها التربوية‪ ،‬وكذلك خطوات استثمار الخريط ة في ال درس الجغ رافي وف ق نهج‬
‫الم ادة‪ .‬ل ذلك س نتعرف على مفه وم الخريط ة الجغرافي ة كدعام ة من ال دعامات‬
‫الديداكتيكية‪; ،‬وتاريخها ودورها في الدرس الجغرافي ‪.‬‬

‫‪.1‬مفهوم الخريطة‪:‬‬
‫تتعدد تعاريف الخريطة حسب المختصين ف" بيير جورج يعرف الخريطة بأنه ا " تمثي ل‬
‫‪10‬‬
‫مسطح لظواهر حقيقية أو وهمية يمكن تحديدها مكانيا فهي لغة رمزية وأداة تعبيرية"‬
‫بيار جورج ‪ ،2002‬معجم املصطلحات الجغرافية‪ ،‬ترجمة محمد طفيلي املدرسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت ص‬ ‫‪10‬‬

‫‪336‬‬

‫‪12‬‬
‫أما ‪ F .joly‬فيعتبر الخريطة بأنها تمثيل هندس ي مبس ط لك ل أو ج زء من س طح‬
‫‪11‬‬
‫تتش ابه ه ذه‬ ‫األرض‪ ،‬وذل ك بم وجب عالق ة متش ابهة ومالئم ة وال تي نس ميها المقي اس‪.‬‬
‫التعاريف في تعريف الخريطة‪ ،‬لذا فتوظيف الخريطة من شأنه أن يساعد على تكوين ص ورة‬
‫للمجال‪ ،‬فالخطاب الكرطوغرافي هو قبل كل شيء خط اب ت وطين وتق دير للمس افات ول ذلك‬
‫تعتبر الخريطة بفضل نظام من الرموز خطابا للمعلومات‬

‫حول األشياء الحقيقية المتواجدة في المجال المدروس‪ ،‬في حين يقدم المقياس عالقة التص غير‬
‫الموجودة بين الخريطة والميدان‪.‬‬

‫وله ذا فاس تعمال الخريط ة في ت دريس الجغرافي ا ال يقص د ب ه أساس ا تك وين مهن دس‬
‫ك ارطوغرافي‪ ،‬وإنم ا فق ط اح ترام بعض الش روط وأساس يا الخريط ة لفهم المج ال ‪ ،‬به دف‬
‫‪12‬‬
‫تسهيل التعليم والتعلم‪.‬‬

‫نس تخلص مم ا س بق أن الخريط ة من أهم الوس ائل التعليمي ة المرئي ة في ت دريس‬


‫المواد االجتماعية خاصة التاريخ والجغرافيا فهي توضح العالقات واالرتباط ات المكاني ة بين‬
‫مختلف الظواهر على س طح األرض‪ ،‬وهي خط اب ك ارطوغرافي يص ف ج زءا من المج ال‬
‫الجغرافي‪ ،‬وفي هذا الص دد تؤك د التوجيه ات التربوي ة لت دريس م ادة االجتماعي ات بالث انوي‬
‫اإلعدادي على أن الخريطة "دعامة ديداكتيكية أساس ية نوعي ة بالنس بة لم ادة الجغرافي ا‪ ،‬وهي‬
‫ك ذلك أداة ض رورية لتنمي ة مجموع ة من الكفاي ات والق درات‪ ،‬ولتبس يط كث ير من المف اهيم‬
‫‪13‬‬
‫الرئيسية المهيكلة للمضامين"‬

‫‪.2‬التطور التاريخي للخريطة‬

‫مر رسم الخرائط بالعديد من المراحل بدءا من العصور القديمة ومرورا بالعص ور‬
‫الوسطى وانتهاء بالعصور الحديثة والمعاصرة ‪.‬‬

‫‪ ،F .joly ، 1985‬نقال عن ‪ ،‬جبوري محمد‪ ،2015،‬توظيف الخرائط في تعليم الجغرافيا بالثانوي‪ ،‬املجلة‬ ‫‪11‬‬

‫الدولية التربوية املتخصصة‪ ،‬املجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،6‬ص‪171‬‬


‫‪ J. bertin‬عن قفصي محمد‪ ،2018 ،‬النهج الجغرافي من خالل التعبير الكارطغرافي‪ ،‬ص ‪ ،142‬مطابع الرباط نت‬ ‫‪12‬‬

‫‪ 13‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2009 ...‬التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس مادة االجتماعيات بسلك التعليم الثانوي‬
‫اإلعدادي‪ ،‬مديرية املناهج‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص ‪48‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ 1.2‬الخرائط في العصور القديمة‬

‫نشأت الخرائط مع ظهور الحض ارات القديم ة‪،‬وش هدت تط ورا ع بر الت اريخ‪ ،‬وهي‬
‫تعكس المناخ االجتماعي والفلسفي الذي ساد في تلك األوقات‪ ،‬وقد كانت هذه الخرائط بسيطة‬
‫وعملي ة بش كل ص ريم‪ ،‬ويمكن الت أريخ للب دايات األولى للخرائ ط القديم ة م ع الحض ارة‬
‫المصرية واإلغريقية والرومانية‪.‬‬

‫الخرائط في الحضارة المصرية@‬ ‫‪‬‬

‫لقد بينت السجالت األثرية المتاحة وبعض األمثلة الباقية من خرائط مصر القديمة‪ ،‬أن‬
‫مصر أول مكان في التأريخ الكرطوغرافي‪.‬فقد ع رفت من ذ وقت مبك ر الخرائ ط ال تي تعين‬
‫الحدود بين الملكيات العقارية‪ ،‬وتشبه إلى ح د كب ير الخرائ ط الكدس ترالية (التفص يلية) ال تي‬
‫نعرفها اليوم‪ ،‬وقد أضافت مصر إلى الكرطوغرافية فكرة قي اس المس احات الغ ير المنتظم ة‬
‫الشكل‪.14‬‬

‫ويرجع الفضل إلى البابليين في إعطاء مفهوم معق ول للع الم‪ ،‬فق د ك ان المفه وم الب ابلي‬
‫للعالم يمثل األرض على شكل قرص مستدير يطفوا على سطح المحيط‪ ،‬وينحني فوق ه ق وس‬
‫سموي‪ ،‬وق د ظ ل ه ذا المفه وم ح تى أثن اء العص ور الوس طى ‪ ،‬كم ا أدخ ل الب ابليون نظ ام‬
‫الستيني‪ ،‬إذ قسموا دائرة الس ماء إلى ‪ 360‬درج ة ‪ ،‬ومن المعتق د أيض ا أنهم عرف وا الجه ات‬
‫األصلية األربعة و استخدموها‪ ،‬وكانوا يضعون الشمال على الخريطة – وربم ا ك ان وض ع‬
‫الشمال إلى أعلى في خرائطنا الحديثة اقتباسا مباشرا من خرائط البابليون‪.15‬‬

‫وقد اكتشف علماء اآلثار عددا من الخرائط البابلية تغطي مساحات ت تراوح أحجامه ا من‬
‫العق ارات والم دن إلى ك ل باب ل والع الم ‪ ،‬ومن بين ه ذه الخرائ ط ‪ :‬الخريط ة الموج ودة في‬
‫متحــف الســاميات بجامعــة هارفــارد األمريكيــة و المعروفــة باســم لوحــة جاســور ‪GASUR‬‬
‫ويرجع تاريخ هذه اللوحة إلى ‪ 2500‬سنة ق‪.‬م (أنظر الرسم رقم )‬

‫‪ 14‬محمد محمد سطحية ‪ ،‬الجغرافيا العملية وقراءة الخرائط‪ ،‬ط ‪ 2‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬ص‪.24‬‬
‫‪ 15‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪14‬‬
‫الشكل‪ :1‬لوحة جاسور البابلية – أقدم خريطة في العالم‪ 2500-‬سنة قبل الميالد‬

‫كما يوجد في المتحف إسطمبول و المتحف البريطاني عدة لواحات طينية أخرى‬
‫تمثل األقاليم و المدن البابلية‪ ،‬مثل خريطة كاوسترو التي تعود إلى الفترة ‪ 2170-2195‬قبل‬
‫الميالد‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الخرائط في الحضارة اإلغريقية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يعد اليونانيون القدماء واضعي أسس الكرطوغرافيا الحديثة إلى حد كبير‪ ،‬ووصلوا‬
‫في تطويرها إلى مرتبة لم يبلغ لها العلم حتى القرن ‪16‬م‪ ،‬كما أصبح اليونانيون أول من‬
‫أدرك كروية األرض وعرفوا قطبيها و الدائرة االستوائية و المدارية‪ ،‬كما أنهم طوروا نظام‬
‫دوائر العرض و وأقواس الطول‪ ،‬و صمموا مساقط الخرائط األولى‪.‬‬

‫وقد استفاد اإلغريق في تأسيسهم لعلم الخرائط بما وصل إليه سكان مصر وبابل من‬
‫تقدم في الفلك والرياضيات‪ ،‬بل أن كثيرا من األسماء المعروفة في تاريخ الخرائط اإلغريقية‬
‫ارتبطت بوادي النيل ارتباطا وثيقا مثل هيرودوت(الشكل‪ )3‬وسترابون وبطليموس‪.16‬‬

‫ولعل أقدم خريطة إغريقية هي خريطة هيكانيوس(@الشكل‪ )2‬التي رسمت في القرن‬


‫السادس قبل الميالد‪ ،‬وظهر فيها العالم كقرص مستدير يحيط به المياه من جميع الجهات‪،‬‬
‫وتبدو ذلك بتأثر فكرة كروية األرض التي نادى بها فيغاتورس ‪. 17‬‬

‫الشكل‪ :3‬خريطة هيرودوت‬

‫‪16‬عبد العزيز ابو راضي‪ ،‬الجغرافية العملية ومبادئ الخرائط‪،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية للطباعة العربية‪ ،‬بيروت‪،1998،‬ص‪.118‬‬
‫‪ 17‬احمد البدوي محمد الشريعي‪ ،‬الخرائط الجغرافية التصميم و قراءة و تفسير‪ ،‬طبعة ‪ 1‬دار الفكر العربي القاهرة ‪1417‬هــ ‪1997‬م ص‪110 ‬‬
‫‪. 111،112‬‬

‫‪16‬‬
‫الشكل ‪ :2‬خريطة هيكانيوس‬

‫الخرائط في الحضارة الرومانية@‬ ‫‪‬‬

‫إذا كانت الخرائط اإلغريقية تسود فيها النزعة العلمية ‪ ،‬فإن الخرائط الرومانية كانت‬
‫تتجه وجهة عملية‪ ،‬فقد ذكر علماء التاريخ بصدق أن الرومان "غزوا العالم بدون خرائط‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫لكنهم استخدموا الخرائط في حكم هذا العالم "‬

‫فلم يعر الرومان أهمية تذكر لدراسة خطوط الطول والعرض واألرصاد الفلكية وما‬
‫يتبعها من دراسة لمساقط الخرائط التي ازدهرت عند اإلغريق‪ ،‬ولم تكن الخرائط في نظرهم‬
‫إال وسيلة تخدم أغراضهم الحربية و اإلدارية ‪ .‬وتنعكس هذه النظرة العملية في تلك الخريطة‬
‫التي عرفت باسم "لوحة بوتنجر"@ والتي ترجع إلى القرن ‪3‬م‪ ،‬واكتشفت في سنة ‪1265‬م‪،‬‬
‫وفضال عن هذه اللوحة أنشأ الرومان خريطة للعالم على شكل دائرة عكست نظرتهم إلى‬
‫العالم باعتبارها قرصا مستديرا تتوسطه عاصمة اإلمبراطورية الرومانية ‪.‬‬

‫‪ 18‬محمد محمد سطحية ‪ ،‬الجغرافيا‪ #‬العملية وقراءة الخرائط‪ ،‬ط ‪ 2‬دار النهضة العربية القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت‪.30،‬‬
‫‪17‬‬
‫ومن أشهر العلماء الرومان الذي ارتبط التفكير الجغرافي بهم هو الفيلسوف استرابوا‬
‫الذي تلقى علومه في روما واإلسكندرية‪ .‬واعتقد بأن هناك قارات من المعمور لم تعرف‬
‫المعمور بعد‪ ،‬وقام بإنشاء خريطة للعالم المعروف في ذالك الزمن‪( 19‬الشكل ‪.)4‬‬

‫الشكل‪ :4‬خريطة العالم عند إسترابوا‬


‫عموما لم يسهم الرومان بنصيب كبير من الخرائط كما أن األثار الوحيد الذي تركته‬
‫الجهود الرومانية هو تأثيرها الس يئ في خرائ ط العص ور الوس طى في أورب ا‪ ،‬حيث س ادت‬
‫فكرة القرص المستدير للعالم والذي يحيط به البحر من جميع اتجاهاته وغير ذلك‪.‬‬

‫‪.2.2‬الخرائط في العصور الوسطى‪:‬‬

‫عرفت الخرائ ط في ه ذه المرحل ة تراجع ا وانتكاس ة ملحوظ ة في أورب ا ال تي ع رفت‬


‫عصورا مظلمة‪ ،‬لكن في المقابل ذلك شهدت الخرائط في الع الم الع ربي اإلس المي ازده ارا‬
‫كبيرا وهي تناسب أزهى فترات الحضارة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫عبد العزيز ابو راضي‪ ،‬الجغرافية العملية ومبادئ الخرائط‪،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية للطباعة العربية‪ ،‬بيروت‪،1998،‬ص‪.117‬‬
‫‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫الخرائط األوربية@‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫لم تعرف الخرائط خالل هذه المرحلة تطورا‪ ،‬باستثناء بعض الجهود التي لم تكن تتعدى‬
‫تعديالت طفيفة على خريطة العالم الرومانية‪ ،‬حتى تتالءم مع الفكر الكنسي السائد آنذاك‪،‬‬
‫وذلك بأن جعلوا أورشليم (القدس) تحتل مركز العالم‪،‬والجنة في أعلى الخريطة‪ ،‬وبذلك كان‬
‫‪20‬‬
‫توجيه الخريطة نحو الشرق وهو أعلى الخريطة (الشكل ‪.)5‬‬

‫الشكل ‪ :5‬خريطة العالم عند أوروبا‬


‫ويتضح التدهور في الخرائط األوربية في هذه العصور بصورة جلية‪ ،‬إذا قارنا بينه ا‬
‫وبين الخرائط اإلغريقية‪ ،‬فإذا كان الخرائط األوربي ة في العص ور الوس طى ترس م إم ا على‬
‫شكل مربع مثل خريطة كوزموس (الشكل‪ )6‬أو على شكل شبه بيضاوي مثل خريط@@ة س@@ان‬
‫بيتوس أو على شكل دائرة مثل خريطة هيرفورد (الشكل ‪ )7‬وتعد خرائط العلماء الثالث ة من‬
‫‪21‬‬
‫أشهر الخرائط األوربية في العصور الوسطى‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫فتحي عبد العزيز أبو راضي‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‪.128,‬‬
‫‪21‬‬
‫فتحي عبد العزيز أبو راضي‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪132-131-130.‬‬
‫‪19‬‬
‫الشكل ‪:6‬خريطة العالم كما رسمها كوزموس سنة ‪548‬م‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫الشكل ‪ :7‬خريطة هيرفورد سنة ‪1280‬م‬

‫الخرائط العربية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫في الوقت الذي تأخرت فيه صناعة الخرائط في أوربا كان في الشرق العربي نهض ة‬
‫كبيرة في العلوم الجغرافية‪ ،‬فقد أعاد العرب حساب طول الدرج ة ووص لوا إلى نت ائج دقيق ة‬
‫جدا‪ ،‬و أنشأوا نماذج للكرات السماوية ودرسوا مشكلة مس اقط الخرائ ط‪ ،‬كم ا أن ه اس تخدموا‬
‫الخرائط في تعليم الجغرافية بالمدارس‪.‬‬

‫ومن العوامل التي ساعدته على ذلك درايتهم الواسعة بالرياضيات والفلك‪ ،‬وهي أم ور‬
‫تتص ل ح تى ب دينهم (تحدي د نظ ام القبل ة‪ ،)....‬ورحالتهم ونظ ام حي اتهم واتس اع دولتهم‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وحركة الترجم ة العلمي ة ال تي ق اموا به ا خالل الق رن الث امن الميالدي (ترجم ة‬
‫كتاب الجغرافيا لبطليموس)‪.‬‬

‫ومن أشهر العلماء الذين برزوا في علم الخرائط عند المسلمين نج د الخ@@وارزمي@ ال ذي‬
‫يعد واضع األساس لعلم الخرائط‪ ،‬وهو واضع كت اب ص ورة األرض في النص ف األول من‬
‫القرن التاسع ميالدي‪ .‬وأيضا المسعودي الذي يعت بر من أش هر ص ناع الخرائ ط الع رب في‬
‫هذه الفترة المتقدمة‪ ،‬وسجل خبراته في كتاب ه المش هور "م@@روج ال@@ذهب ومع@@ادن الج@@وهر"‪،‬‬
‫وتعتبر خريطته عن العالم من أدق الخرائط العربية ‪ .‬على أن أعظم إضافة قدمها العرب إلى‬
‫علم الخرائط هي خريطة الشريف اإلدريسي سنة ‪1154‬م(الشكل‪.)8‬‬

‫‪21‬‬
‫شكل رقم ‪ :8‬رسم تخطيطي لخريطة العالم لإلدريسي سنة‪1154 #‬م‬
‫ولما كان معظم صناع الخرائط في العصور القديمة والوسطى يوجه ون خ رائطهم نح و‬
‫اإلتج اه المهم بالنس بة لهم‪ ،‬فمن الط بيعي أن يك ون الجن وب ه و أهم اتج اه بالنس بة للع رب‬
‫‪22‬‬
‫والمسلمين كافة‪ ،‬إذ أنهم يطلون من خاللهم نحو مكة المكرمة‪.‬‬

‫ولإلشارة أن هناك خرائ ط بحري ة ظه رت في أواخ ر الق رن الث الث عش ر الميالدي‬


‫تع رف بخرائ ط 'ب ورتالن"‪ ،‬وهي ال تي تعتم د على البوص لة وانتش ر اس تخدامها في أورب ا‬
‫خاصة في إيطاليا (جنوة‪،‬البندقية‪ )...‬من ذ ذل ك ال وقت‪ ،‬وتع د أهم م ا توص لت إلي ه العص ور‬
‫الوس طى في أورب ا وهي خرائ ط مالئم ة ألغ راض المالح ة البحري ة‪.‬وق د ظه رت خرائ ط‬
‫بورتالن د على ش كل خرائ ط منفص لة أو على ش كل أط اليس (األطلس الق اطلوني)‪ ،‬وك ان‬
‫لوجوده في فترة الكشوفات الجغرافية أثر كبير في نجاح هذه الكشوفات‪ ،‬إال أنه بحلول القرن‬
‫‪17‬م بدأت الخرائط البورتالنية في التدهور‪ ،‬وظهرت الخرائ ط ال تي تعتم د في إنش ائها على‬
‫استخدام خطوط الطول والعرض‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫محمد محمد سطيحة‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.35.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ 3.2‬الخرائط الحديثة والمعاصرة‪:‬‬
‫‪ ‬الخرائط الحديثة (عصر النهضة)‬
‫تعد خرائط متطورة مقارنة مع الخرائط الس ابقة‪ ،‬وك ان من وراء ه ذا التط ور‬
‫والتق دم مجموع ة من العوام ل لع ل أهمه ا‪ :‬إحي اء جغرافي ة بطليم وس‪ ،‬اخ تراع‬
‫الطباعة والكشوفات الجغرافية‪.‬وفي الواقع أن عصر النهضة‪ ،‬شهد ظهور م دارس‬
‫كرطوغرافية عدي دة في انجل ترا وفرنس ا وألماني ا‪ ،‬وه ذه الم دارس أرس ت قواع د‬
‫وأسس فن رسم الخرائط‪ ،‬كما كان إليطالي ا دور رائ د في ص ناعة الخرائ ط‪ ،‬بحكم‬
‫أنها كانت لها مكانة مرموقة في التجارة العالمية خاصة روما والبندقية‪ ،‬اللذان كان ا‬
‫من أهم مراكز صناعة الخرائط في تلك الفترة‪.‬‬
‫الخرائط المعاصرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫م ع بداي ة الق رن التاس ع عش ر‪ ،‬ب دأت مرحل ة جدي دة في تط ور علم‬
‫الكرطوغرافيا‪ ،‬ويمكن القول أن هذا العلم بلغ أوج ازدهاره في القرن العشرين‪ ،‬بل‬
‫ومزال يشهد تقدما هائال في مجال صناعة الخرائط خاصة بعد اإلس تفادة من ث ورة‬
‫المعلومات الكبيرة‪ ،‬ويرجع هذا التطور إلى‪:‬‬

‫‪-‬اهتمام الحكومات بتأسيس مراكز رس مية ‪ ،‬تش رف على إنت اج الخرائ ط المعاص رة‬
‫(الوكالة الحضرية)‪.‬‬

‫‪-‬تط ور العل وم كعلم المس احة وعلم التص وير الج وي واإلستش عار عن بع د ونظم‬
‫المعلومات الجغرافية‪.‬‬

‫‪-‬ظهور مراكز للبحوث والجامعات والبحوث العلمية‪.‬‬

‫وتبلور عن ذلك إصدار العديد من األطاليس المختلفة إقليميا ومحلي ا ودولي ا‪ ،‬ال تي‬
‫أصبحت سمة أساسية من سمات العصر‪ ،‬مثال أطلس التايمز‪ ، times atlas‬األطلس الدولي‬
‫للسياحة في إيطاليا عام ‪.1929‬‬

‫‪23‬‬
‫‪. 3‬العناصر األساس للخريطة‬

‫تضم الخريطة بعض العناصر األساسية وإلنجاز الخريطة ال بد من مراعاة هذه‬


‫العناصر وهي‪:‬‬

‫‪ ‬العنوان‪ :‬يعبر العنوان عن موضوع الخريطة إذا كانت خريطة موضوعاتية كما يحدد‬
‫المنطقة المدروسة على سبيل المثال الخريطة الطبوغرافية‪.‬‬
‫‪ ‬المفتاح‪ :‬يشرح ويعرف رموز الخريطة ومكوناتها‬
‫‪ ‬المقياس‪ :‬يعبر المقياس عن العالقة بين المسافات فوق الخريطة والميدان‪ ،‬فهو يحدد بكم مرة‬
‫تم تكبير منطقة ما في الواقع على الخريطة‪.‬‬
‫‪ ‬االتجاه‪ :‬يرافق الخريطة سهم يشير إلى اتجاه الشمال فبمعرفة اتجاه الشمال نتمكن من تحديد‬
‫االتجاهات األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬المصدر‪ :‬يعتبر المصدر عنصر أساسي في كل وثيقة و دعامة فهو يبين الجهة التي أخذت‬
‫منها المعطيات الممثلة على الخريطة‪.‬‬

‫يوضح الشكل التالي العناصر األساس للخريطة‪:‬‬

‫المقياس‬
‫شكل رقم ‪ , 9‬عناصر الخريطة‬

‫‪.4‬أنواع الخرائط‬
‫يمكن أن نجمل أنواع الخرائط في الخطاطة التالية‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫الفرع الثاني ‪.‬التوظيف الديداكتيكي للخريطة في الدرس الجغرافي‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر الخريطة أداة أساسية من أدوات التعبير الجغرافي‪ ،‬تساعد على تجسيم الظ واهر‬
‫المختلفة وتفسيرها والتعبير عن العالقات القائمة بينها‪ ،‬وتتميز عن بقية الوثائق بق درتها على‬
‫نق ل المعلوم ات بلغ ة مختص رة ومبس طة ومرك زة‪ ،‬بحيث يمكن لمس تعملها لقراءته ا‬
‫واستخالص المعلومات منها بطريقة سهلة وفي وقت وجيز‪.‬‬

‫‪ .1‬األهمية@ العلمية للخريطة الجغرافية‬

‫تش كل الخريط ة وس يلة وأداة للتواص ل تحم ل رس الة معين ة‪ ،‬فهي أداة للتخ اطب بين‬
‫المرسل(واضع الخريطة) والمتلقي(قارئ الخريطة)‪ ،‬لذلك فكل خريطة لها موضوع وه دف‬
‫معينين تريد أن تحققه‪.‬‬

‫وتوظف الخريطة الجغرافية من أجل انجاز إحدى العمليات العلمية التالية‪:‬‬

‫التوطين ‪ : la localisation‬إبراز مواطن الظواهر في المكان أو المجال‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫التوزيع ‪ : le répartition‬تبيان كيفية توزيع الظاهرة في المجال الجغرافي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التفسير‪ @:‬دراسة إبراز العالقات والتفاعالت بين الظواهر المجالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪25‬‬
‫إب راز تط ور الظ واهر الممثل ة في الزم ان والمك ان ‪les cartes dynamiques‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪évolutives‬‬

‫‪ .2‬األهمية@ التربوية@ والمواصفات الديداكتيكية‪ ‬للخريطة‬


‫تعتبرالخريطة وسيلة تعليمية بصرية تس اعد ال ذهن على تخي ل أش كال وأحج ام ومواق ع‬
‫الظاهرة المدروسة‪ ،‬وأيضا تثبيت الحقائق والمفاهيم في أذهان المتعلمين لكون حاسة البص ر‬
‫من أقوى الحواس‪ ،‬تحتفظ بالمعلومة لمدة أط ول‪ .‬ويمكن حص ر األهمي ة التربوي ة للخريط ة‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫جلب انتباه التالميذ لما تحتوي عليه من رموز وألوان تساعد على تخيل الواقع وتمثله‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تساعد على تسجيل المعلومات وجمعها بكيفية مركزة في مك ان واح د أم ام التالمي ذ ب دل‬ ‫‪‬‬
‫تقديمها بكيفية مجردة سرعان ما تنمحي من الذاكرة‪.‬‬
‫تسهل فهم العديد من العالقات ال تي ال يمكن للتالمي ذ إدراكه ا باس تعمال وس ائل تعليمي ة‬ ‫‪‬‬
‫أخرى‪.‬‬
‫تنمية المهارات المتعددة يمكن االستفادة منها في الحياة اليومية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فهم البيئة المحلية والمجاورة والبعيدة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫األهمية التربوية للخريطة‬

‫قدرات ترسيخ القيم‬ ‫قدرات التكوين الفكري‬ ‫قدرات منهجية‬ ‫قدرات تواصلية‬ ‫قدرات تنمية' املعارف الجغرافية‬

‫مفاهيم‪ #‬موضوعاتية‪ #:‬السهل‪ -‬الهضبة‪ #-‬مصادر‬


‫الطاقة‪-‬المعادن‬
‫حسن التصرف في المجال‬ ‫التعرف على خصائص المجال‬ ‫اكتساب خطوات النهج‬ ‫تعويد المتعلم‪ #‬على نمط‬
‫وفهم العالقات المجالية‪#‬‬ ‫الجغرافي بدءا من‬ ‫مخالف للتعبير‪ #‬اللفظي‪-‬‬
‫مف‪##‬اهيم‪ #‬ذات عالق‪##‬ة ب‪##‬التعبير‪ #‬الك‪##‬ارتوغرافي‪:‬‬
‫الوصف ثم التفسير‬ ‫النظرة الشمولية للخريطة‬
‫المفتاح‪ -‬العنوان‪ -‬المقياس ‪-‬االتجاه‪ -‬الرموز‬
‫وصوالإلى التعميم‪#‬‬

‫أم ا في م ا يخص المواص فات الديداكتيكي ة‪  ‬فتتمث ل في مقروئي ة ووض وح مص طلحات‬


‫الخريط ة (س هولة الق راءة)‪ ،‬ومالءم ة التفاص يل واألل وان لمس توى المتعلمين‪ ،‬األمان ة‬

‫‪26‬‬
‫(المطابقة للواقع)‪ ،‬الجمالية (يجب أن تس ترعي االهتم ام) ثم اإليج از (ع دم اإلكث ار من‬
‫التفاصيل والتمسك بالضروري منها فقط )‪.‬‬

‫‪       ‬وإذا كانت الخريطة تعتبر شكال من أشكال التواصل فإن ذلك ال يمكن إال بواس طة لغ ة‬
‫متميزة مكونة من مجموعة من العناصر ض من المفت اح‪ ،‬له ذا يتك ون المفت اح من العناص ر‬
‫اآلتية‪:‬‬

‫األلوان‪ :‬تستعمل بعدة طرق‪ ،‬إما بالتفريش ( أي الت درج من الل ون الغ امق إلى الل ون‬ ‫‪‬‬
‫الفاتح )‪ ،‬وإما بالتنمير (أي استعمال النقط الملون ة للتعب ير عن ظ واهر ليس له ا نفس‬
‫األهمية التي تكتسيها تلك المعبر عنها بالتفريش)‪ ،‬وإما بالخطوط الملونة ( أي التعبير‬
‫عن تداخل ظواهر في إطار مكاني معين )‪،‬‬

‫الرموز‪ :‬تنقسم إلى رموز حرفية (للتعبير عن المعادن مثال )‪ ،‬ورموز رقمية ( لتحديد‬ ‫‪‬‬
‫القيمة العددية لبعض الظواهر )‪ ،‬ورم وز هندس ية ( مربع ات ودوائ ر ومثلث ات‪،)...‬‬
‫ورموز تصويرية ( تقتبس غالبا من شكل الظاهرة الم راد التعب ير عنه ا )‪ ،‬ثم رم وز‬
‫إحصائية ( تتكون من الرموز الحركية كاألسهم والخطية كالمنحنيات‪،)...‬‬

‫المبيانات‪ :‬على شكل دوائر أو أعمدة أو‪،...‬‬ ‫‪‬‬

‫الكتابة‪ :‬تهم أسماء المناطق‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ . 3‬شروط توظيف الخريطة‪.‬‬
‫لكي تؤدي الخريطة وظيفتها العلمية والديداكتيكية بالشكل المرغوب فيه‪ ،‬فيقتضي ذلك‬
‫اختياره ا بش كل س ليم‪ ،‬وح ول ط رق انتق اء الخرائ ط اجته د الب احثون في وض ع مع ايير‬
‫وشروط مالئمة نجد من بينهم اللقاني وزمالئه (‪1990‬م) اللذين يشيرون إلى المعايير التالية‬
‫عند اختيار الخريطة ومنها‪: 23‬‬

‫‪1‬ـ أن تكون متصلة بموضوع الدرس‪.‬‬

‫‪2‬ـ أن يكون مقياس رسمها مناسب للظاهرة الممثلة عليها‪.‬‬

‫‪3‬ـ أن يحقق أسلوبها الكرطوغرافي أهداف الدرس‪.‬‬

‫‪4‬ـ أن تكون مناسبة لمستويات التالميذ من حيث الوصف و الفهم والتفسير واإلدراك والتعميم‬
‫وكذلك اللغة والرموز المستعملة حتى يسهل التعامل معها وقراءتها‪.‬‬

‫‪5‬ـ أن يُراعى مدى حداثة الخريطة والمعلومات الموضحة بها‪ ،‬ودلك انس جاما م ع التغ يرات‬
‫والتجديدات التي يعرفها علم الجغرافيا في عالقاتها بالمجال‪.‬‬

‫‪6‬ـ أن يكون مفتاح رموزها واضح حتى ال يتعرض التالميذ لنوع من الغموض‪.‬‬

‫‪7‬ـ أن تك ون واض حة الطباع ة بحيث تظه ر الرم وز والعالم ات والكلم ات واألل وان‬
‫ومستويات تدرجها واألرقام وغير ذلك بصورة واضحة‪ ،‬أما بالنسبة للخريطة الصماء فيجب‬
‫أن تظه ر ح دودها بش كل واض ح لكي تس اعد المعلم والتالمي ذ على اس تخدامها في توزي ع‬
‫الظاهرات على نحو دقيق‪.‬‬

‫‪8‬ـ أن تكون غير مزدحمة بالتفصيالت أي ذات كثافة بيانية متوسطة بحيث يس تطيع التالمي ذ‬
‫قراءتها‪.‬‬

‫‪9‬ـ أن تكون دقيقة من الناحية العلمية‬

‫‪ 23‬اللقاني‪ ،‬أحمد حسين ورضوان‪ ،‬أحمد برنس ومحمد‪،‬فارعة حسن‪،‬م‪ ،‬تدريس المواد اإلجتماعية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬عالم الكتب‪1990،‬ص‪.181-180‬‬

‫‪28‬‬
‫يرى الباحث أن ه من الض روري أن يك ون ل دى األس تاذ إلم ام واس ع به ذه المع ايير عن د‬
‫اختياره للخريطة حتى يستطيع تحقيق أهداف درسه بنجاح‪.‬‬
‫ومن خالل ذل ك يتض ح أن أهم المع ايير األساس ية ال تي يجب على األس تاذ مراعاته ا عن د‬
‫اختيار الخريطة مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن تكون مرتبطة بموضوع الدرس‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون مناسبة لمستويات الطالب‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون ذات مفتاح ودليل واضح‪.‬‬
‫‪ -4‬أن تكون ذات مقياس رسم مناسب‪.‬‬
‫‪-5‬أن تكون حديثة المعلومات والبيانات‪.‬‬
‫‪ -6‬أن تكون واضحة الطباعة واإلخراج‪.‬‬
‫‪.4‬وظائف الخريطة في الدرس الجغرافي‪.‬‬

‫دعا الميثاق الوطني للتربية والتكوين إلى"تدعيم األشغال اليدوية واألنشطة التطبيقية في‬
‫‪24‬‬
‫والحرص على جعل التعلمات تتسم‬ ‫جميع مستويات التعليم األولي واالبتدائي والثانوي"‬

‫باألنش طة التطبيقي ة في ظ ل المقارب ة بالكفاي ات‪ ،‬ففي م ادة الجغرافي ا ال يمكن تفعي ل‬
‫التطبيقات العملية دون استخدام الخريطة في الدرس الجغرافي ‪.‬‬

‫بحيث ينص مبدأ الكفايات في م ادة الجغرافي ا على الج انب التط بيقي المه اراتي‪ ،‬وهن ا تتجلى‬
‫أهمية الخريط ة في العملي ة الديداكتيكي ة‪ ،‬فهي تس اعد على تحلي ل مواض يع مختلف ة إذ تعت بر‬
‫وسيلة للتفكير ووضع المقارنات‪ ،‬إنها أداة معبرة عن كل مظاهر الموضوع المدروس‪ ،‬حس ب‬
‫‪25‬‬
‫المرفلوجية والتوطين والحركة‪.‬‬

‫ولهذا سطرت التوجيهات التربوية الخاصة بمادة االجتماعيات بسلك التعليم الثانوي اإلعدادي‬
‫والثأهيلي ‪ ،‬كفايات وقدرات مادة الجغرافيا مرتبطة باستعمال وتوظي ف الخريط ة في ال درس‬
‫الجغرافي‪.‬‬
‫‪ - 24‬امليثاق الوطني للتربية والتكوين‪ ،‬ص‪26‬‬
‫‪ 25‬جنان محمد‪ ،2010،‬املنهاج الجغرافي وتطور أدوات البحث في الجغرافية‪ :‬حالة التعبير الكرطغرافي‪ ،‬مجلة دفاتر جغرافية‪،‬‬
‫العدد السابع‪ ،‬كلية اآلداب و العلوم اإلنسانية‪ -‬ظهر املهراز‪ -‬فاس‪ ،‬ص‪152‬‬
‫‪29‬‬
‫تتميزالخريطة بعدة فوائد تربوية فهي تنمي عمليات حسية كالمالحظ ة‪ ،‬وعقلي ة أو فكري ة‬
‫كالوصف والتفسير وما يرتبط بها من عالقات وتفاعالت و ك ذلك تس اعد الخريط ة في تنمي ة‬
‫‪26‬‬
‫االتجاهات اإليجابية تجاه القضايا الطبيعية والبشرية واالقتصادية‪.‬‬

‫إن استخدام الخريطة في الدرس الجغرافي يطور منهجية تدريس الجغرافيا‪ ،‬وه ذا يتواف ق م ع‬
‫تصور ‪ 27 M.larchanché‬حول منهجية تدريس الجغرافيا‪ ،‬إذ تمكن الخريطة من‪:‬‬

‫‪ ‬تعلم المالحظة ‪ :‬تشكل المالحظة المرحلة األولى في العمل الديداكتيكي لتدريس الجغرافي ا‪،‬‬
‫سواء كانت مالحظ ة مباش رة للمج ال الحقيقي أو غ ير مباش رة كتمثالت المتعلمين ح ول‬
‫المجال باإلضافة إلى التعبير الجغرافي كالخرائط وغيرها‪.‬‬
‫‪ ‬تعلم التوطين‪ :‬تساهم الخرائط في تعلم التوطين عبر فهم التوزيع والكثافة واالمتداد‬
‫‪ ‬تعلم الوصف‪ :‬تشكل مرحلة الوصف إحدى مراح ل النهج الجغ رافي فالخريط ة تس اعد على‬
‫وصف الظواهر الجغرافية ‪.‬‬
‫‪ ‬تفس@@ير الظ@@واهر الممثل@@ة على الخريط@@ة‪ :‬تس اعد الخريط ة على التفس ير الجغ رافي وذل ك‬
‫بتوظيف أسباب متعددة لتفسير الظاهرة الجغرافية ‪.‬‬
‫‪ ‬المقارنة من أجل التعميم ‪ :‬إن التفسير عن طريق المقارن ة يجع ل الظ واهر الجغرافي ة غ ير‬
‫معزول ة في المج ال رغم اختالف مق اييس الخريط ة‪ ،‬لكن يستعص ى على المتعلم في‬
‫المرحلة القيام بالتعميم‪.‬‬
‫‪ ‬بن@@اء المف@@اهيم المجالي@@ة‪ :‬تعت بر الخريط ة الجغرافي ة وس يلة مس اعدة على تجس يد المف اهيم‬
‫المجالية فالمتعلم ينظم المفاهيم ويدمجها ويربطها بالمكتسبات السابقة‬

‫تنمي @ة@ التفك@@ير المج@@الي‪ :‬تق وم الخريط ة بتمكين المتعلم من التع رف ال دقيق على خص ائص‬
‫المجال وأوضاعه االجتماعية واالقتصادية والبيئية‪ ،‬فالتشخيص يتيح للمتعلم إمكانية المقارنة‬
‫والتحليل وجمع المعطي ات‪ ،‬وتط وير مه ارات المالحظ ة والتص نيف والتق ييم واالس تنتاج ‪،‬‬
‫ف النهج الجغ رافي من خالل الوص ف والتفس ير يس اعد على تنمي ة مه ارة التش خيص ل دى‬

‫األسس اإلبستيمولوجية واملنهجية والديداكتيكية لتدريس االجتماعيات بالسلك الثانوي التأهيلي‪ ،‬الجذع املشترك نموذجا‪،‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ ،2009‬ص ‪114‬‬
‫‪27‬‬
‫‪M.Larchanché : didactique de la géographie-ipria-dukerque-centre.http://www.thebanque-pdf.com‬‬
‫‪30‬‬
‫المتعلم‪ ،‬فتق ديم المعلوم ات والحق ائق الجغرافي ة يجب أن يص احبها تزوي د المتعلم بمنهج‬
‫علمي يقوم على التفكير في المج ال باإلض افة إلى نق د النص وص والبيان ات والمس اهمة في‬
‫تقديم مقترحات علمية‪.28‬‬

‫‪.5‬األهداف والمهارات المرتبطة بتوظيف@ الخريطة‪.‬‬


‫تساعد الخريطة الجغرافية‪ ،‬إذا أحسن توظيفها واستثمارها على تحقيق عدة أه داف‬
‫إخبارية وتكوينية وهي‪:29‬‬
‫على المستوى المعرفي‪ -‬التكويني@‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تمثل الخريطة مصدرا مهم ا للمعلوم ات والمع ارف والخ برات المتعلق ة ببيئ ة‬
‫المتعلم وببيئات الشعوب األخرى‪ ،‬كما أنه ا تنمي ل دى المتعلم مجموع ة من الق درات‬
‫الفكرية من أهمها‪:‬‬
‫المالحظ@@ة‪ :‬تمث ل أول خط وة في ق راءة الخريط ة مث ل توجي ه انتب اه المتعلمين إلى‬
‫مالحظة التباين بين توزيع السكان أشكال التضاريس‪...‬‬
‫الفهم‪ :‬تقدم الخريطة فرصا كثيرة لتنمية الفهم من خالل التحليل والتأويل‪...‬‬
‫التط@@بيق‪ :‬يخص أساس ا تقني ات التعب ير الخ رائطي‪ ،‬مثال تقني ة الت درج في توظي ف‬
‫األلوان عند رسم الخرائط أو تكبيرها‪...‬‬
‫التحليل‪ :‬يتم من خالل البحث عن العناصر المكونة للظاهرة الممثلة على الخريطة‪.‬‬
‫التركيب ‪ :‬يتم إما بإعادة تركيب العناصر التي تم تحليلها أو بإنجاز الخرائط التركيبية‪،‬‬
‫مثل رسم خريطة المجاالت السقوية في المغرب اعتمادا على خريطتي الشبكة المائية‬
‫والسدود‪...‬‬
‫التقويم‪ :‬يتم انطالقا من معايير داخلية كتقويم المتعلم لم دى مالئم ة الس لم للمعطي ات‬
‫الممثلة على الخريطة أو خارجية كإصدار حكما على الخريطة إما لق دم معطياته ا أو‬
‫لما تتضمنه من أخطاء معرفية‪....‬‬

‫‪ - 28‬البرجاوي موالي املصطفى‪،2017 ،‬ديداكتيك الجغرافيا مقاربات تأصيلية ومقتضيات وظيفية‪،‬الطبعة‪ ،1‬الدار العاملية‬
‫للكتاب‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪40‬‬
‫‪ 29‬عامر كنبور‪ ،‬التعبير الكرطوغرافي(مقالة)‪ ،‬ص‪.4-3.‬‬
‫‪31‬‬
‫على المستوى الحس‪ -‬الحركي‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعتبر الخريطة أداة أساسية لتنمي ة وترس يخ ع دة مه ارات‪ ،‬وذل ك بتمكين المتعلم‬
‫القيام بعدة أنش طة يدوي ة كرس م أو تعبئ ة الخريط ة أو تع يين المواق ع على خريط ة‬
‫جدارية أو تحديد األبعاد باستخدام مقي اس الرس م أو تقني ة تكب ير وتص غير الخرائ ط‪،‬‬
‫تحديد االتجاهات‪...‬‬
‫على المستوى الوجداني‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تس اهم الخريط ة في تنمي ة الحس االجتم اعي ك أن ينج ز التالمي ذ‪ ،‬مثال خريط ة‬
‫جدارية بشكل جماعي أو عن طريق الوعي بأهميتها وضرورة اس تخدامها في الحي اة‬
‫الخاصة‪ ،‬كما يمكن للخريطة أن تنمي لدى المتعلم الحس والتخيل الجغرافيين‪.‬‬

‫وتساهم الخريطة في عالقتها بالوسائط الديداكتيكية األخرى (جداول‪ ،‬مبيانات‪ ،‬نص‪ ،‬خط‬
‫زمني ‪ )....‬في تحقيق أهداف أخرى منها تنشيط عملية التواصل والدينامية داخل الفصل‬
‫الدراسي ‪،‬حيث تحفز المتعلم على جعله عنصرا فعاال ومشاركا في بناء وحدات الدرس‪،‬‬
‫وتنمي لديه مهارات المالحظة والتوطين واالستنتاج والنقد وإصدار األحكام وتبريرها‪...‬‬

‫‪.6‬وضعيات توظيف الخريطة في الدرس الجغرافي واألهداف المرتبطة@ بها‬

‫تتعدد وضعيات توظيف الخريطة في الدرس الجغرافي‪ ،‬فبجانب اعتمادها في الوضعية‬


‫الديداكتيكية‪ ،‬يمكن اعتمادها في وضعية االنطالق والوضعية التقويمية ‪:‬‬

‫‪. 1.6‬توظيف الخريطة في وضعية االنطالق‪:‬‬


‫يمكن توظيف الخريطة في وضعية االنطالق بهدف إثارة انتباه المتعلمين وتحفيزهم لالستعداد‬
‫للدرس‪.‬‬

‫توظيف الخريطة في الوضعية التقويمية ‪ :‬المراقبة المستمرة‬ ‫‪2.6‬‬

‫‪32‬‬
‫توظف الخريطة كوسيلة للتقويم‪ ،‬وذلك بإدراجها ضمن وسائل وأساليب التقويم للتأكد من مدى‬
‫تحصيل المتعلمين للمعارف الجغرافية ودقة توطينها على الخريطة‪,‬‬

‫وتوظف الخريطة الجغرافية في الوضعية التكوينية حيث تساهم بشكل كبير في بناء التعلمات‬
‫وتبسيط بعض الظواهر الجغرافية المعقدة ‪.‬‬

‫خاتمة‬
‫حاولنا من خالل هذا المحور تحديد ماهية الخريطة عن طريق تحديد أوص افها وأنواعه ا و‬
‫عناصرها األساس ‪ ،‬وإبراز دورها في العملية التعليمية التعلمية ‪ ،‬فخلصنا إلى أن الخريط ة هي‬
‫وسيلة من وسائل التعبير الجغرافي ودعامة محوري ة في ال درس الجغ رافي إذ ترتب ط بمجموع ة‬
‫من الكفايات والقدرات واألهداف في الدرس الجغرافي‪ ،‬وبالتالي فاستثمارها يقترن بمجموعة من‬
‫الشروط قصد تخطيط وتدبير فعال لهذه الدعامة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اإلطار التطبيقي‬

‫مقدمة‬
‫يشكل هذا الفصل فرصة إجابة على اإلشكالية‪  ‬والفرضيات التي قمن ا بطرحه ا في‬
‫الفصل المنهجي‪ ،‬بحيث يتضمن هذا الفصل مبحثين أولهما يتعلق بالت ذكير بإش كالية البحث‬
‫وفرضيته‪ ،‬وكذلك التط رق إلى مجتم ع البحث وعينت ه‪ ،‬وتق ديم أداة البحث‪ ،‬والث اني يتعل ق‬
‫بتقديم نتائج البحث ومناقشتها وتمحيص الفرضيات وصوال إلى تقديم اقترحات ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المحور األول‪ :‬مدخل منهجي للدراسة التطبيقية‬

‫‪.1‬التذكير بإشكالية البحث وفرضيته‬


‫قب ل الش روع في تق ديم نت ائج البحث ومناقش تها الب د من الت ذكير باإلش كالية المركزي ة‬
‫وفرضية البحث‪.‬‬
‫‪1.1‬إشكالية البحث‬
‫" ما هي الصعوبات التي يواجهها المتعلمين أثناء االشتغال على الخريطة ؟"‬
‫‪ 2.1‬فرضية البحث‬
‫"هن اك بعض الص عوبات المعرفي ة والمنهجي ة والمهاري ة ال تي يواجهه ا المتعلمين عن د‬
‫اشتغالهم على الخريطة الجغرافية"‪.‬‬
‫‪.2‬مجتمع البحث وعينته وأداته‬
‫‪ .2-1‬مجتمع البحث‬

‫يتمث ل مجتم ع البحث في تالمي ذ وتلمي ذات الثانوي ة الثأهيلي ة ابن زه ر بب ني درار‬
‫بمديرية وجدة أنكاد‪ ،‬وبالضبط تالميذ وتلميذات السنة أولئ باكالوريا أداب وعلوم انسانية‪،‬‬
‫وقد تم اختيار ه ذه الش ريحة من التالمي ذ كمجتم ع البحث على مجموع ة من االعتب ارات‬
‫كون هذا المستوى مسند إلي فيما يخص الممارسة العملية بهذه الثانوي ة التأهيلي ة ‪ ،‬ومنه ا‬
‫ما يرتبط بطبيعة المرحلة التعليمية‪ ،‬حيث يعت بر ه ذا المس توى مرحل ة ترس يخ المتعلمين‬
‫لمجموعة من المهارات والقدرات والكفايات ‪.‬‬

‫‪ .2-2‬عينة البحث‬

‫تتكون عينة البحث من من فصلين دراسيين يبلغ عدد العينة ‪ 76‬متعلم ومتعلمة‪ ،‬فتم‬
‫اختيار هذه العينة بطريقة عشوائية وحصلنا على فصلين ‪.‬‬
‫‪ .3.2‬أداة البحث‬
‫تعتمد كل دراسة على أدوات توظفها في الجانب التطبيقي الميداني‪ ،‬لذا فقد اعتمدنا‬
‫في الدراسة التطبيقي ة على اختب ار انس جاما م ع إش كالية الدراس ة وفرض ياتها وأه دافها‪،‬‬
‫وتماشيا مع خصائص المنهج شبه التجريبي‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫تهدف األداة المستعملة إلى تشخيص صعوبات التعامل مع الخريطة الجغرافية ل دى‬
‫المتعلمين الناحية المعرفية والمنهحية‪ ،‬لإلجابة عن إشكالية البحث وتمحيص فرضياته‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬عرض النتائج ومناقشتها واختبار الفرضيات‬

‫مقدمة‬
‫سنعالج في هذا المبحث النتائج ال تي توص لنا إليه ا من خالل الدراس ة التطبيقي ة وال تي‬
‫اعتمدنا فيها على استمارة واختب ار‪ ،‬س نعرض في ه ذا الج انب نت ائج كمرحل ة أولى ونت ائج‬
‫االختب ار كمرحل ة ثاني ة ‪ ،‬لمعرف ة ص عوبات التعام ل م ع الخريط ة الجغرافي ة من الناحي ة‬
‫المعرفية والمنهجية‪ ،‬ومن خالل هذه النتائج س نختبر الفرض يات ‪ ،‬ومن ثم س نحاول اإلجاب ة‬
‫عن اإلشكالية المطروحة ‪.‬‬

‫‪.1‬عرض نتائج البحث الخاصة باالستمارة‬

‫تشكل االستمارة أداة علمية تشخص الظواهر وتجيب من خالل نثائجها عن دوافــع وأســباب‬
‫المشاكل لهذه األخيرة كمــا أنهــا تعتمــد بشــكل كبــير في الظــواهر الــتي يكــون فيهــا المجمــع‬
‫االحصائي كبير ‪.‬وسنركز في هذا الشطر على األسئلة التي تعــالج عمــق المشــكل من خالل‬
‫عرض نتائج كل سؤال وتحليلها‪.‬‬

‫؟‬ ‫هل تعترضك صعوبة ما عندما تتعامل مع الخريطة الجغرافية‬

‫‪36‬‬
‫ال‬
‫‪%82‬‬

‫نعم‬
‫‪%27‬‬

‫من الواضح جدا من خالل المبيان اعاله أن قراءة وتحلي ل الخريط ة الجغرافي ة ال زالت‬
‫تش كل ص عوبة كب يرة على فئ ة عريض ة من المتعلمين وه دا مت يجع ل الخ وض في ه ذا‬
‫الموضوع والبحث فيه له أهمية قصوى للمعرفة االسباب والبحث عن الحلول ‪.‬‬

‫مانوع الصعوبة التي تعترضك أثناء محاولتك قراءة ومعالجة وتحليل الخريطة الحغرافية؟‬

‫التعميم‬ ‫التفسير‬ ‫الوصف‬

‫‪%11‬‬

‫‪%82‬‬

‫‪%16‬‬

‫مما ال ش ك في ه ومن المنطقي أن تش كل الخط وة االخ يرة من خط وات النهج الجغ رافي‬
‫(التعميم ) النسبة الكبيرة ‪ %67‬في ما يخص نوع الص عوبة ال تي تع ترض المتعلمين أثن اء‬
‫مح اولتهم ق راءة ومعالج ة وتحلي ل الخريط ة الحغرافي ة باعتباره ا كفاي ة مركب ة تس تدعي‬

‫‪37‬‬
‫استحضار محموع ة من المعطيلت العط اء مب ادئ وق وانين للظ اهرة الجغرافي ة وتليه ا في‬
‫التركيب القدرة على التفسير بنسبة ‪. %31‬‬

‫الى ماذا ترجع اسباب هده الصعوبة ؟‬

‫دور المدرس‬
‫‪%3‬‬
‫دور المتعلم‬
‫‪%21‬‬

‫الخرائط الموجودة‬
‫في الكتاب‬
‫‪%48‬‬

‫ان الخوض في معرفة األسباب المؤدية يشكل أم را ص عبا للتع دد ه ذه األخ يرة وت داخلها‬
‫حيت ج اءت نت ائج االس تمارة في ه دا الص دد ك األتي ‪ %85 .‬ترج ع الى طبيع ة الخرائ ط‬
‫الموجودة في الكتاب في هذا االطار نقدم بعض التوضيحات على مستوى ما ينبغي أن تت وفر‬
‫عليه الخريطة بالكتاب المدرسي‪.‬‬

‫مراعاة مستويات المتعلمين وطبيع ة الخرائ ط المقدم ة لهم إذ يجب أن تك ون مناس بة‬ ‫‪‬‬
‫لمس توياتهم من حيث الوص ف و الفهم والتفس ير واإلدراك والتعميم وك ذلك اللغ ة‬
‫والرموز المستعملة حتى يسهل التعامل معها وقراءتها‪،‬‬
‫العم ل على تق ديم خرائ ط بمواص فات ت راعي االس س العلمي ة والديداكتيكي ة بدق ة‬ ‫‪‬‬
‫متناهية‪.‬‬
‫أن تك ون واض حة الطباع ة بحيث تظه ر الرم وز والعالم ات والكلم ات واألل وان‬ ‫‪‬‬
‫ومس تويات ت درجها واألرق ام وغ ير ذل ك بص ورة واض حة‪ ،‬أم ا بالنس بة للخريط ة‬
‫الصماء فيجب أن تظهر حدودها بشكل واضح لكي تس اعد الم درس والمتعلمين على‬
‫استخدامها في توزيع الظواهر على نحو دقيق‪،‬‬
‫‪38‬‬
‫يجب اختيار مفتاح أكثر دقة ووضوحا من خالل اعتماد رم وز بس يطة في الخريط ة‬ ‫‪‬‬
‫مم ا يجع ل المتعلم أك ثر فهم ا له ا‪ ،‬ح تى ال يتع رض التالمي ذ لن وع من الغم وض‬
‫وصعوبة التمييز‪،‬‬
‫تحديد االتجاهات في الخرائط حتى يسهل على المتعلم توطين مختلف الظواهر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫التركيز على الخرائط البسيطة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫العمل على تحقيق التوازن بين أنواع وحجم الدعامات المعتمدة في كل وح دة خاص ة‬ ‫‪‬‬
‫الخريطة‪،‬‬
‫العم ل على االهتم ام بالخرائ ط والترك يز على كيفي ة اس تغاللها وإعطائه ا المكان ة‬ ‫‪‬‬
‫الرئيسية في المنهاج‪،‬‬

‫العمل على إنتاج خرائط موضوعاتية باالعتماد على نظم المعلوم ات الجغرافي ة تك ون أك ثر‬
‫دقة ووضوحا ‪.‬أن تكون الخريطة ذات كثافة بيانية متوسطة بحيث يس تطيع التالمي ذ قراءته ا‬
‫بشكل جيد‪.‬‬

‫أما في ما يخص دور المتعلم الذي شكل حس ب االس تمارة نس بة ‪ %12‬وهي نس بة ال ب أس‬
‫بها تستدعي االهتمام بالمتعلم لتجاوز هذه الصعوبة وفي ما يلي بعض التوضيحات للمحاول ة‬
‫تجاوزها ‪.‬‬

‫ص عوبات عن د المقارن ة بين مس احة دول ة وأخ رى وتحدي د المس افة بين مدين ة‬ ‫‪‬‬
‫وأخرى والتعرف على المواقع واتجاهات ط رق المواص الت وتحدي د مواق ع أهم‬
‫المدن كالعاصمة والموانئ والمدن الزراعية والصناعية والتجارية‪،‬‬
‫ع دم الق درة على الرب ط بين مفت اح الخريط ة ومض مونها‪ ،‬نتيج ة ع دم ترك يز‬ ‫‪‬‬
‫المتعلمين على الرم وز واألل وان الموج ودة بالمفت اح األم ر ال ذي ينتج عن ه فهم‬
‫خاطئ لمضمون الخريطة‪،‬‬
‫صعوبة التعامل مع الخرائط المركبة ذات المواضيع المتعددة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة منهجية مرتبطة أحيانا بضعف القدرة على التفريق بين األلوان المتقارب ة‬ ‫‪‬‬
‫والمتداخلة في الخريطة‪،‬‬

‫‪39‬‬
‫الفهم الخ اطئ لتحدي د االتجاه ات والموق ع النس بي وص عوبة في ق راءة المفت اح‬ ‫‪‬‬
‫والتمييز بين الرموز (نقطية‪ ،‬خطية‪ ،‬مساحية)‪،‬‬
‫ضعف استيعاب مدلول الرموز المستخدمة في الخريطة في عالقتها بالواقع‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة حساب المسافات اعتمادا على مقياس الخريطة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫صعوبة تمييز المتعلم لنوعية الخريطة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الخلط بين منبع النهر ومصبه على الخريطة الجغرافية الطبيعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫يتبين إذن أن هذه الص عوبات وغيره ا ال تي اعترض ت المتعلمين عن د ق راءة‬
‫وتحليل الخريطة راجعة باألساس ألسباب موضوعية منهجية؛ متعلق ة بأخط اء بعض‬
‫الخرائط وعدم وضوحها رسما وتمثيال بالكتاب المدرسي‪.‬‬
‫وألسباب ذاتي ة؛ مرتبط ة بتراكم ات قبلي ة للمتعلمين في المرحل ة االعدادي ة‪ ،‬أي قل ة‬ ‫‪‬‬
‫احتكاكهم بالخرائط بشكل مباشر واكتفاء المتعلمين بالمالحظة دون التحليل والتفسير‪.‬‬
‫أما في ما يخص دور األستاذ فيتجلى في ما يلي‬
‫تخصيص األستاذ لحصص مستقلة لشرح وتعليم طريق ة اس تعمال الخريط ة وكيفي ة‬ ‫‪‬‬
‫استنباط واستخراج المعطيات منها‪،‬‬
‫حسن استعمال الدعامات الديداكتيكية من طرف األستاذ ألن ذلك يكسب ويم رر ع دة‬ ‫‪‬‬
‫مهارات وكفايات يكتسبها التلميذ‪ ،‬لذا وجب أن تكون صحيحة وممنهجة‪،‬‬
‫إش راك المتعلمين في ت وطين معطياته ا وقراءته ا ح تى يس هل عليهم التعام ل معه ا‬ ‫‪‬‬
‫بشكل جيد أثناء الف روض واالمتحان ات وه ذا ينس جم م ع األه داف ال تي تن ادي به ا‬
‫المقاربة بالكفايات‪،‬‬
‫العمل على تحقيق التالؤم بين دعام ات الخرائ ط واألس ئلة المعتم دة من جه ة‪ ،‬وبين‬ ‫‪‬‬
‫مستوى المتعلم من جهة أخرى‪،‬‬
‫العمل على تقديم خرائط مبسطة ح تى تلقى إقب اال وتج اوب كب ير من ل دن المتعلمين‬ ‫‪‬‬
‫وتؤدي الدور الرئيسي لها‪،‬‬
‫االقتصار على العناصر والمعطيات المهم ة في الخريط ة فق ط وع دم تش تيت انتب اه‬ ‫‪‬‬
‫المتعلم بعناصر غير ضرورية‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫العمل على تدريس تقنيات العمل الكرطوغرافي في مستويات متقدمة ‪.‬‬

‫‪. 2‬عرض نتائج البحث الخاصة باالختبار‬

‫قمنا بإنجاز اختبار لعينة من المتعلمين يتعلق بقراءة وتحليل الخريطة الجغرافية‬
‫ورصدنا النتائج التالية‪:‬‬

‫‪ 1.2‬النثائج الخاصة بقراءة الخريطة‬

‫بدون اجابة‬
‫‪%01‬‬

‫اجابة خاطئة‬
‫‪%02‬‬

‫اجابة صحيحة‬
‫‪%07‬‬

‫مدى تحديد املتعلمين ملوضوع الخريطة‬

‫يبين من خالل المبيان أعاله‪ ،‬الخاص بمساءلتنا للمتعلمين لتحديد موضوع‬


‫الخريطة أن‪ 70%‬من المتعلمين تمكنوا من تحديد موضوع الخريطة‪ ،‬و‪ 3%0‬منهم لم‬
‫يستطيعوا ذالك ويمكن تفسير هذا بأن قدرة تحديد موضوع ليست بالمهمة المركبة وقد‬
‫تعود عليها المتعلمين في المرحلة االعدادية ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اجابة صحيحة‬
‫‪%12‬‬

‫اجابة خاطئة‬
‫‪%97‬‬

‫مدى تمكن املتعلمين من تحديد نوعية الخريطة‬

‫يتبين من خالل المبيان أعاله أن ‪ % 85‬من نسبة المتعلمين ال ذين اس تطاعوا تحدي د نوعي ة‬
‫الخريط ة وهي نس بة كب يرة مقارن ة م ع نس بة المتعلمين ال ذين لم يس تطيعوا تحدي د نوعي ة‬
‫الخريطة‪،‬حيث س جلوا نس بة ‪ % 15‬ويمكن تفس ير ه ذا بس هولة تحدي د نوعي ة الخريط ة‬
‫ف المتعلمين س بقوا لهم أن تعرف وا على أن واع الخرائ ط خاص ة الخريط ة الموض وعاتية‬
‫والخريطة الطبوغرافية‪ ،‬والتفريق بينهما ليس باألمر الصعب‪ ،‬وبهذا تبدوا النتيجة منطقية‪.‬‬

‫‪%91‬‬
‫إجا@با@ت@ ص@ح@يح@ة‬
‫إجا@با@ت@ خا@ط@ئة‬
‫بدو@ن إجا@بة‬
‫‪%35‬‬
‫‪%82‬‬

‫انطالقا من المبيان أعاله يتضح أن نس بة كب يرة من المتعلمين تمكن وا من مالحظ ة‬


‫المفتاح وتبيان دالل ة الرم وز المبين ة في المفت اح‪ ،‬ويمكن الق ول أن بع د مالحظ ة المتعلم‬
‫لمفتاح الخريطة يسهل عليه تبيان داللة رموزها و استيعابها ‪.‬‬

‫‪ 2.2‬نتائج تحليل الخريطة الجغرافية‬


‫‪42‬‬
‫إجا'با'ت' خا'ط'ئة'‬
‫‪%93‬‬ ‫إجا'با'ت' صحيحة'‬
‫‪%94‬‬
‫بدو'ن' إجا'بة'‬
‫‪%21‬‬

‫وصف التوطين‬

‫نالحظ من خالل المبي ان أعاله قص ور كب ير في وص ف الت وطين حيث أن نس بة كب يرة من‬


‫المتعلمين لم يستطيعوا توطين الظاهرة الجغرافية أو الكيان الجغ رافي على الخريط ة وتمث ل‬
‫ه ذه الفئ ة نس بة ‪ 49%‬من التالمي ذ‪ .‬ويرج ع ه ذا إلى ك ون المتعلمين لهم قص ور كب ير في‬
‫التوطين وتحديد االتجاهات ‪.‬‬

‫بدون اجابة‬
‫‪ %11‬اجابة صحيحة‬
‫‪%91‬‬

‫اجابة خاطئة‬
‫‪%07‬‬

‫وصف املرفولوجيا‬

‫يشكل تحديد مرفلوجيا الكي ان الجغ رافي والظ واهر الجغرافي ة من خالل الخرائ ط أم ر‬
‫صعبا على بعض المتعلمين وهذا م ا ت بين من خالل نت ائج االختب ار حيث يوض ح المبي ان‬
‫المبيان أن ‪ %70‬من التالميذ لم تستطع وصف مرفلوجيا الكيان الجغرافي وهي نس بة مهم ة‬
‫تعكس قصور كبير في وصف المرفولوجيا لدى المتعلمين ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫بدون اجابة‬
‫‪%11‬‬
‫اجابة صحيحة‬
‫‪%91‬‬

‫اجابة خاطئة‬
‫‪%07‬‬

‫‪.‬‬

‫وصف الحركة داخل الخريطة‬

‫نسجل من خالل المبيان أعاله أن نسبة ‪, 61%‬من التالميذ لم تستطع وصف حركة‬
‫الكيان ات الجغرافي ة على الخريط ة‪ ،‬نس بة ‪ % 28‬من التالمي ذ هي ال تي تمكنت من‬
‫وصف الحركة ‪.‬ونسجل هنا أيضا قصور في وصف الحركة داخل الخرية الجغرافية ‪.‬‬

‫اجابة خاطئة‬ ‫اجابة صحيحة‬ ‫بدون اجابة‬

‫‪%41‬‬

‫‪%14‬‬

‫‪%54‬‬

‫تحديد العوامل المفسرة لتوزيع الظواهر الممثلة على الخريطة‬

‫يالحظ من خالل المبيان أعاله أن نسبة ‪ %41‬من المتعلمين لم تستطع تحديد العوامل‬
‫المفسرة لتوزيع الظواهر الممثلة على الخريطة‪ ،‬وذل ك راج ع إلى ص عوبة التعام ل م ع‬

‫‪44‬‬
‫الخريطة التركيبية بإجراء المقارنة وكيفية توزيع الكيان ات في المج ال ولكن رغم دال ك‬
‫عدد مهم من المتعلمين تمكنوا من تحديد العوامل المتحكمة ‪.‬‬

‫‪%81‬‬ ‫بد'و'ن' إج'ا'بة'‬


‫إج'ا'با'ت‬
‫خ'ا'ط'ئة'‬
‫إج'ا'با'ت‬
‫‪%32‬‬ ‫‪%06‬‬ ‫صح'يحة'‬

‫استخالص بعض التعميمات المتحكمة في توزيع‪ #‬الظواهر الجغرافية‬

‫يتبين من خالل المبيان أن نسبة ‪ %60‬من التالمي ذ غ ير ق ادرين على اس تخالص بعض‬
‫التعميمات المتحكمة في توزيع الظواهر على الخريطة‪ ،‬وهي نسبة تبدو كبيرة مقارن ة م ع‬
‫باقي المتعلمين ‪.‬لهذا يجب التزكيز على ترسيخ قدرة التعميم لدى المتعلمين ‪.‬‬

‫‪.3‬مناقشة وتحليل النتائج واختبار الفرضيات‬


‫‪.1.3‬مناقشة وتحليل النتائج‬

‫بعد رصدنا للصعوبات التي تواجه المتعلمين في قراءتهم وتحليلهم للخريطة الجغرافية‬
‫تبين لنا ‪:‬‬

‫على مستوى قراءة الخريطة ‪ :‬تم الوقوف على بعض الصعوبات التي يواجهها المتعلم‬
‫أثناء قراءته للخريطة‪ ،‬بحيث ال يمكنه التمييز بين أنواع وأشكال الرموز النقطية والمساحية‬
‫والخطية الموجودة في المفتاح ‪ ،‬وهذا يرجع إلى صعوبة إدراك وقراءة المفتاح عكس باقي‬
‫العناصر األخرى من قبيل العنوان والمقياس واالتجاه ‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫على مستوى تحليل الخريطة ‪ :‬هناك بعض الصعوبات تواجه المتعلم أثناء تحليله‬
‫للخريطة وهي مرتبطة بالنهج الجغرافي والمفاهيم المهيكلة للمادة‪ ،‬بحيث ال يتمكن المتعلم‬
‫من تحديد موطن الكيانات الممثلة على الخريطة والكيفية التي تتوزع بها في المجال وكذلك‬
‫نسجل بعض القصور في وصف المرفلوجيا والحركة‪ ،‬باإلضافة إلى أن المتعلم ال يستطيع‬
‫تحليل الخريطة التركيبية بإجراء المقارنة بين الكيانات أو الظواهر الممثلة فيها واستنتاج‬
‫العالقات بينهما وبالتالي ال يصل المتعلم إلى مرحلة التعميم‪.‬‬

‫‪ .2.3‬تمحيص الفرضيات‬

‫الفرضية األولى‪:‬‬

‫تساهم الخريطة في تجويد العملية التعليمية التعلمية في الدرس الجغرافي ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تم التأكد من صحة ه ذه الفرض ية في الج انب النظ ري من الدراس ة‪ ،‬إذ أن الخريط ة‬
‫باعتبارها دعامة أساسية في ال درس الجغ رافي له ا دور مهم في تمثي ل الظ واهر في‬
‫المجال ومساعدة المتعلم في اكتساب المفاهيم المهيكلة للمادة والنهج الجغرافي كما لها‬
‫فوائد تربوية عدة ‪.‬‬
‫الفرضية الثانية‪@:‬‬
‫هناك صعوبات تواجه المتعلم في قراءة وتحليل الخريطة وفق النهج الجغرافي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫بع د رص دنا لنت ائج االختب ار المق دم لعين ة من المتعلمين‪ ،‬تم التأك د من ص حة ه ذه‬
‫الفرضية‪ ،‬وتبين لنا أن هن اك بعض الص عوبات يواجهه ا المتعلم في قراءت ه وتحليل ه‬
‫للخريطة والتي ترتبط بالنهج الجغرافي والمفاهيم المهيكلة للمادة ‪.‬‬

‫الفرضية المركزية‪:‬‬
‫هناك بعض الصعوبات المعرفية والمنهجية التي يواجهها المتعلمين عن د اش تغالهم على‬ ‫‪‬‬
‫الخريطة‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫تم التأكد من ص حة الفرض ية المركزي ة‪ ،‬فمن خالل البحث التط بيقي ت بين لن ا أن أن‬
‫المتعلمين لديهم بعض الصعوبات في قراءة وتحليل الخريطة وف ق المف اهيم المهيكل ة‬
‫والنهج الجغرافي‪.‬‬

‫خاتمة الفصل‬
‫حاولنا دراسة ظاهرة "صعوبة قراءة وتحليل الخريط ة ل دى المتعلم أثن اء بن اء درس‬
‫الجغرافيا"‪ ،‬فقمنا في المحور األول منه بعرض مقومات وأسس الخريط ة الجغرافي ة‪ ،‬لي أتي‬
‫المحور الثاني الذي قدمنا من خالله وعبره دراسة ميدانية للصعوبات ال تي تواج ه المتعلمين‬
‫عند االستثمار الديداكتيكي لدعامة الخريطة‪ ،‬حيث مكنتنا هذه الدراسة انطالق ا من االحتك اك‬
‫ب المتعلمين من الوق وف على الص عوبات ال تي تح د من فهم المتعلم للخريط ة وف ك ش فرتها‬
‫ومحاولة تحليله ا‪ ،‬فحاولن ا من ذل ك كل ه تص نيفها (أي الص عوبات) إلى ص عوبات مرتبط ة‬
‫بمواص فات الخريط ة في الكت اب المدرس ي وأخ رى متعلق ة ب المتعلم نفس ه‪ ،‬ولتج اوز ه ذه‬
‫الصعوبات قدمنا باالشارة الى مجموع ة من االقتراح ات والحل ول ال تي نراه ا أداة أساس ية‬
‫لتحسين تعامل المتعلم مع دعامة الخريطة على اعتبار أن هذه األخ يرة تش كل عم اد ال درس‬
‫الجغرافي وبالتالي فحسن قراءتها وتحليله ا س يؤدي ال محال ة للتمكن من ال درس كل ه‪.‬وفيم ا‬
‫يلي بعض الصعوبات التي يواجهها المتعلمين‪.‬‬

‫بعض المتعلمين ال يم يزون بين أن واع وأش كال الرم وز النقطي ة والمس احية‬ ‫‪-‬‬
‫والخطية الموجودة في المفتاح‪.‬‬
‫ال يتمكنون من تحديد موطن الكيانات الممثلة على الخريطة والكيفية التي تت وزع‬ ‫‪-‬‬
‫به ا في المج ال وك ذلك من وص ف المرفلوجي ا والحرك ة‪ ،‬باإلض افة إلى أن‬
‫المتعلمين ال يستطيع تحليل الخريطة التركيبية بإجراء المقارن ة بين الكيان ات أو‬
‫الظواهر الممثلة فيها واستنتاج العالقات بينهما‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫خاتمة عامة واقتراحات‬
‫تبين مما سبق من خالل دراس تنا للص عوبات ال تي يواجهه ا المتعلم في تعامل ه م ع الخريط ة‬
‫قراءة وتحليال أن هناك مجموعة من الصعوبات الصعوبات فبالنس بة للق راءة المتعلم ال يم يز‬
‫بين أنواع وأشكال الرموز النقطية والمساحية والخطية الموجودة في المفتاح ‪.‬‬

‫أما بالنسبة للتحليل فالمتعلم غير متمكن من تحدي د م وطن الكيان ات الممثل ة على‬
‫الخريط ة والكيفي ة ال تي تت وزع به ا في المج ال وك ذلك غ ير متمكن من وص ف المرفلوجي ا‬
‫والحرك ة‪ ،‬باإلض افة إلى أن بعض المتعلمين ال يس تطيع تحلي ل الخريط ة التركيبي ة ب إجراء‬
‫المقارنة بين الكيانات أو الظواهر الممثلة فيها واستنتاج العالقات بينهما‪.‬‬

‫وبهذا فتبين من خالل دراستنا النظرية أن الخريط ة أداة أساس ية في بن اء التعلم ات فهي‬
‫أساسية في كل مراحل الدرس ولها وظيفة علمية وتربوية‪ ،‬لذلك قمنا برص د الص عوبات ال تي‬
‫يواجهها المتعلم في ق راءة وتحلي ل عن طري ق اس تمارة واختب ار ‪ ، ،‬وبالت الي مكنن ا تمحيص‬
‫فرضيات البحث من الوقوف على بعض االقتراحات تخص موضوع دراستنا‪.‬‬

‫وفي ضوء ما سبق نقترح ما يلي ‪:‬‬

‫التركيز على الصعوبات التي يواجهها المتعلم أثن اء تعامل ه م ع الخريط ة الجغرافي ة خاص ة‬
‫الصعوبات المنهجية في قراءة وتحليل الخريطة ‪.‬‬
‫الربط بين الجانب المعرفي والتطبيقي فيما يتعلق بتدريس الخريطة الجغرافية‪ ،‬وكذلك تنوي ع‬
‫طبيعة األهداف التعلمية وتركيزها على الجوانب المنهجية‪ ،‬خاصة في اكتساب ق درة‬
‫التحليل‪ ،‬وكذلك إدراج فروض توظف الخرائط‪ ،‬من أجل تعوي د المتعلم على منهجي ة‬
‫الوصف والتفسير والتعميم‪.‬‬
‫العمل على توظيف تم ارين تطبيقي ة لق راءة وتحلي ل الخريط ة الجغرافي ة‪ ،‬والعم ل بطريق ة‬
‫المجموع ات ال تي من خالله ا يمكن للمتعلم أن يس توعب منهجي ة ق راءة وتحلي ل‬
‫الخريطة بشكل جماعي‪.‬‬
‫على الكتب المدرس ية لم ادة الجغرافي ا توظي ف الس ميولوجيا البياني ة ومرجعياته ا وذل ك‬
‫بالتوضيح التام للمتغيرات البصرية وأشكال التوطين لتيسيير القراءة لدى المتعلم ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أن يحتوي الكتاب المدرس ي على دلي ل منهجي يح دد لألس تاذ الخط وات المنهجي ة لتوظي ف‬
‫الخريط ة وف ق النهج الجغ رافي‪ ،‬ويح دد للمتعلم أيض ا الخط وات المنهجي ة لق راءة‬
‫وتحليل الخريطة ‪.‬‬
‫إنج از حص ص دعم إض افية للمتعلمين في حال ة وج ود تع ثرات ل ديهم أثن اء تع املهم م ع‬
‫الخريطة الجغرافية ‪.‬‬
‫الحرص على توظيف المرجعية الديداكتيكية للمادة أثن اء االش تغال على ه ذه الدعام ة ع بر‬
‫مراعاة المفاهيم المهيكلة والنهج الجغرافي‪.‬‬

‫وختاما نأمل من ه ذا البحث المتواض ع‪ ،‬أن نك ون ق د ق دمنا بش كل أو ب آخر من خالل ه‬


‫رؤية واضحة قد وضحنا اشكالية الموضوع‪ ،‬وأن نك ون ق د قاربن ا ع بره ‪-‬الظ اهرة ال تي تم‬
‫أخدها كموضوع للدراسة‪ -‬بطريقة موضوعية وعلمية وأن نستفيد من نتائجها طيلة المش وار‬
‫المهني‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الفهرس‬
‫تقديم عام ‪1................................................................................................................................ :‬‬

‫للبحث‪..............................................................................‬‬ ‫الفصل األول ‪ .‬االطار المنهجي والنظري‬


‫‪5‬‬

‫مقدمة الفصل‪6................................................................................................................................ :‬‬


‫المحور األول ‪ .‬االطار المنهجي ‪6.............................................................................................................‬‬
‫‪.1‬إشكالية الدراسة ‪6............................................................................................................................‬‬
‫‪.2‬فرضيات البحث ‪7...........................................................................................................................‬‬
‫‪.3‬أهداف البحث ‪7..............................................................................................................................‬‬
‫‪ 4‬أسباب ودوافع اختيار الموضوع ‪8........................................................................................................ :‬‬
‫‪.5‬منهجية البحث وأدواته ‪8....................................................................................................................‬‬
‫‪.6‬التعريف اإلجرائي للمفاهيم والمصطلحاتـ ‪9...............................................................................................‬‬
‫‪.7‬حدود البحث ‪10.......................................................................................................................... .‬‬
‫خاتمة ‪10.......................................................................................................................................‬‬
‫المحور الثاني االطار النظري للبحث‪................................................................................................... .‬‬
‫‪11‬‬

‫الفرع االول ‪.‬الخريطة الجغرافية‪ :‬المفهوم‪،‬التاريخ و األدوار ‪12...........................................................................‬‬


‫مقدمة ‪12..................................................................................................................................... :‬‬
‫‪.1‬مفهوم الخريطة‪12....................................................................................................................... :‬‬
‫‪ . 2‬التطور التاريخي للخريطة‪...............................................................................................................‬‬
‫‪13‬‬

‫‪ 2.1‬الخرائظ القديمة‪..........................................................................................................................‬‬
‫‪13‬‬

‫‪.2.2‬الخرائط في العصور الوسطى ‪18...................................................................................................‬‬


‫‪ 3.2‬الخرائط الحديثة والمعاصرة‪23..................................................................................................... :‬‬
‫التوظيف الديداكتيكي للخريطة في الدرس الجغرافي ‪26..................................................................................‬‬
‫‪. 3‬االهميىة العلمية للخريطة الجغرافية‪......................................................................................................‬‬
‫‪26‬‬

‫‪.4‬األهمية التربوية والمواصفات الديداكتيكية‪ ‬للخريطة ‪26...................................................................................‬‬


‫‪ . 5‬شروط توظيف الخريطة‪28............................................................................................................. .‬‬
‫‪. 6‬وظائف الخريطة الجغرافية‪...............................................................................................................‬‬
‫‪29‬‬

‫‪.7‬األهداف والمهارات المرتبطة بتوظيف الخريطة‪32..................................................................................... .‬‬

‫‪50‬‬
‫‪.8‬وظعيات توظيف الخريطة في الدرس الجغرافي ‪33..................................................................................... :‬‬
‫خاتمة ‪34.......................................................................................................................................‬‬

‫للبحث ‪35...................................................................................‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬االطار التطبيقي‬


‫مقدمة ‪36.......................................................................................................................................‬‬
‫المحور األول‪ :‬مدخل منهجي للدراسة التطبيقية ‪36...................................................................................‬‬
‫‪.1‬التذكير بإشكالية البحث وفرضيته ‪36.......................................................................................................‬‬
‫‪1.1‬إشكالية البحث ‪36........................................................................................................................‬‬
‫‪.2‬أداة البحث ‪37..............................................................................................................................‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬عرض النتائج ومناقشتها واختبار الفرضيات ‪37..........................................................................‬‬
‫‪.1‬عرض نتائج البحث الخاصة باالستمارة ‪37...............................................................................................‬‬
‫‪. 2‬عرض النتائج الخاصة باالختبار‪........................................................................................................‬‬
‫‪.41‬‬

‫‪.3‬مناقشةـ وتحليل النتائج واختبار الفرضيات ‪46.............................................................................................‬‬


‫خاتمة الفصل ‪48...............................................................................................................................‬‬
‫خاتمة عامة واقتراحات ‪49....................................................................................................................‬‬

‫الئحة المبيانات‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬ ‫الرقم‬


‫‪37‬‬ ‫هل تعترضك صعوبة ما عندما تتعامل مع الخريطة الجغرافية‬ ‫‪1‬‬

‫‪37‬‬ ‫نوع الصعوبة التي تعترضك أثناء محاولتك قراءة ومعالجة وتحليل الخريطة الحغرافية؟‬
‫‪2‬‬
‫‪38‬‬ ‫أسباب الصعوبات‬ ‫‪3‬‬
‫‪41‬‬ ‫مدى تحديد املتعلمين' ملوضوع الخريطة‬ ‫‪4‬‬
‫‪42‬‬ ‫مدى تحديد نوعية الخريطة‬ ‫‪5‬‬
‫‪42‬‬ ‫مدى مالحظة الرموز وتبيان دالالتها‬ ‫‪6‬‬
‫‪43‬‬ ‫وصف التوطين‬ ‫‪7‬‬
‫‪43‬‬ ‫وصف املرفلوجيا‬ ‫‪8‬‬
‫‪44‬‬ ‫وصف الحركة‬ ‫‪9‬‬
‫‪44‬‬ ‫تحديد العوامل املفسرة لتوزيع الظواهر املمثلة على الخريطة‬ ‫‪10‬‬
‫‪51‬‬
‫‪45‬‬ ‫تحديد العوامل املفسرة لتوزيع الظواهر املمثلة على الخريطة‬ ‫‪11‬‬

‫الئحة المصادر والمراجع‬

‫املصادر‬
‫الوثائق الرسمية‬

‫_امليثاق الوطني للتربية والتكوين ‪2002‬‬

‫اململك ‘ ‘ ‘‘ة املغربي ‘ ‘ ‘‘ة‪ ،‬املجلس األعلى للتربي ‘ ‘ ‘‘ة والتك ‘ ‘ ‘‘وين والبحث العلمي‪ ،‬الرؤي ‘ ‘ ‘‘ة االس ‘ ‘ ‘‘تراتيجية‬ ‫‪-‬‬
‫لإلصالح ‪.2030-2015‬‬
‫اململكة املغربية‪ ،‬اللجنة الخاصة بالتربية والتكوين‪ ،‬أكتوبر ‪ ،1999‬امليثاق الوطني للتربية‬ ‫‪-‬‬
‫والتكوين‪.‬‬
‫‪ -‬وزارة التربية الوطنية‪ ،2007 ،...‬التوجيهات التربوية و البرامج الخاصة بتدريس مادة‬
‫مديرية املناهج‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫االجتماعيات بسلك التعليم الثانوي الثأهيلي‪،‬‬

‫الكتب واملؤلفات‬

‫عبد العزيز ابو راضيـ‪ ،‬الجغرافية العملية ومبادئـ الخرائط‪،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية للطباعة‬ ‫‪-‬‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪،1998،‬ص‪_117‬‬
‫اللقاني‪ ،‬أحمد حسين ورضوان‪ ،‬أحمد برنس ومحمد‪،‬فارعة حسن‪،‬م‪ ،‬تدريس المواد اإلجتماعية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬عالم الكتب‪1990،‬ص‪.181-180‬‬
‫البرج ‘ ‘‘اوي م ‘ ‘‘والي املص ‘ ‘‘طفى ‪ ،2017 ،‬دي ‘ ‘‘داكتيك الجغرافي ‘ ‘‘ا‪ ،‬مقارب ‘ ‘‘ات تأص ‘ ‘‘يلية ومقتض ‘ ‘‘يات‬ ‫‪-‬‬
‫وظيفية‪ ،‬الدار العاملية للكتاب‪ ،‬الدارالبيضاء‪.‬‬
‫بلفقيه محمد‪،2002 ،‬الجغرافيا القول عنها والقول فيها‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪52‬‬
‫الش ‘ ‘‘رقاوي أحم ‘ ‘‘د‪ ،‬تق ‘ ‘‘ويم االجتماعي ‘ ‘‘ات ب ‘ ‘‘التعليم الث ‘ ‘‘انوي املغ ‘ ‘‘ربي بين األدبي ‘ ‘‘ات التربوي ‘ ‘‘ة و‬ ‫‪-‬‬
‫التوجيهات الرسمية ( ‪ ،)2014 -1987‬مطبعة آنفو برانت‪ ،‬فاس‪.2014 ،‬‬
‫الهيل‘ ‘‘وش محم‘ ‘‘د‪ ،2014 ،‬مب‘ ‘‘ادئ ق‘ ‘‘راءة وتحلي‘ ‘‘ل الخرائ‘ ‘‘ط ‪ ،‬منش‘ ‘‘ورات كلي‘ ‘‘ة اآلداب والعل‘ ‘‘وم‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسانية ‪ ،‬مكناس‬

‫األس‘ ‘‘س اإلبس‘ ‘‘تيمولوجية‘ واملنهجي‘ ‘‘ة والديداكتيكي ‘ ‘ة‘ لت‘ ‘‘دريس االجتماعي‘ ‘‘ات بالس‘ ‘‘لك الث‘ ‘‘انوي‬ ‫‪-‬‬
‫التأهيلي‪ ‘،‬الجذع املشترك نموذجا‪2009 ،‬‬

‫جودة أحمد سعادة ‪ ،1993‬الوسائل التعليمية وتدريس املواد االجتماعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫صفوح خير‪،1990 ،‬البحث الجغرافي‪ :‬مناهجه وأساليبه‪ ،‬دار املريخ‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قفصي محم‘‘د‪ ،2018 ،‬النهج الجغ‘‘رافي من خالل التعب‘‘ير الك‘‘ارطغرافي‪ ‘،‬دراس‘‘ة تربوي‘‘ة تطويري‘‘ة‬ ‫‪-‬‬
‫للممارسة الصفية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطابع الرباط نت‪.‬‬
‫قفص ي محم ‘‘د‪ ،2015 ،‬مب ‘‘ادئ أولي ‘‘ة في منهجي ‘‘ة البحث ال ‘‘تربوي( أمثل ‘‘ة من حق ‘‘ل الجغرافي ‘‘ا)‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبعة دار القلم بالرباط‪.‬‬

‫املقاالت‬

‫متجددة‪ .‬محمد الدريج‪ ،‬البحث اإلجرائي تحسين للممارسة التربوية‬ ‫بريس‪ ،‬جريدة تربوية ثقافية الكترونية‬ ‫‪-‬‬
‫للمعلمين‬

‫جن‘ ‘ ‘‘ان محم‘ ‘ ‘‘د‪ ،2010،‬املنه‘ ‘ ‘‘اج الجغ‘ ‘ ‘‘رافي وتط‘ ‘ ‘‘ور أدوات البحث في الجغرافي‘ ‘ ‘‘ة‪ :‬حال‘ ‘ ‘‘ة التعب‘ ‘ ‘‘ير‬ ‫‪-‬‬
‫الكرطغ‘ ‘‘رافي‪ ،‬مجل‘ ‘‘ة دف‘ ‘‘اتر جغرافي‘ ‘‘ة‪ ،‬الع‘ ‘‘دد الس‘ ‘‘ابع‪ ،‬كلي‘ ‘‘ة اآلداب و العل‘ ‘‘وم اإلنس‘ ‘‘انية‪ -‬ظه‘ ‘‘ر‬
‫املهراز فاس‬

‫جب ‘‘وري محم ‘‘د‪ ،2015 ،‬توظي ‘‘ف الخرائ ‘‘ط في تعليم الجغرافي ‘‘ا بالث ‘‘انوي‪ ،‬إب ‘‘راز القيم التربوي ‘‘ة‬ ‫‪-‬‬
‫والتأصيل املنهجي لفعل القراءة‪ ،‬املجلة الدولية املتخصصة‪ ،‬املجلد ‪ ،4‬العدد ‪6‬‬
‫املعاجم‬
‫‪ ،Pierre george 2000‬معجم املصطلحات الجغرافية‪ ‘،‬ترجمة حمد الطفيلي‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫املراجع باللغة الفرنسية‬
.
 Claval p.1997 initiation a la géographie régionale. 2 Édition . Nathan. Paris.

 M.Larchanché : didactique de la géographie-ipria-dukerque-


centre.http://www.thebanque-pdf.com

54

You might also like