Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 155

‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشرح الصدور‬

‫تقديم‬
‫الشيخ عبد احلميد بن حممد علي قدس‬
‫الش يخ عبد احلميد بن حممد علي ق دس بن عبد الق ادر اخلطيب‪ .‬هو‬
‫أحد علماء مكة املكرمة يف القرن الرابع عشر اهلجري وأحد أئمة املقام‬
‫الشافعي باملسجد احلرام‪ .‬ويتصل نسبه بالشيخ عبد القادر اخلطيب بن‬
‫عبد اهلل الش افعي املول ود يف اليمن(‪ )1‬وهو ج ده ألبيه الش يخ حممد علي‬
‫قدس بن عبد القادر اخلطيب الذي أخذ عنه العلم‪.‬‬
‫ك انت والدة الش يخ عبد احلميد ق دس يف مكة املكرمة ع ام ‪1280‬هـ‬
‫وهو التاريخ الذي أورده الزركلي يف أعالمه(‪ )2‬ويف كتاب سري وتراجم‬
‫للش يخ عمر عبد اجلب ار الطبعة الثانية ‪1385‬هـ حيث ت ويف عن أربع‬

‫‪ .)11‬يقال إنه ولد يف مدينة حجر يف مشال حضرموت‪ .‬وقد ذكر يل األستاذ عبد امللك الوصايب خالل زياريت لصنعاء‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫‪ .)22‬اعتمد الزركلي يف معلوماته عن الشيخ عبد احلميد قدس على معجم املطبوعات دار الكتب املصرية جملد ‪ 1‬ص‪.275‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومخسني سنة(‪ )3‬يف ‪ - 9‬رجب‪ 1334 -‬ب دار الب وقري ب الزاهر حيث‬
‫أخلوا دارهم تقديرا ملكانته‬
‫العلمية لقض اء ف رتة النقاهة من مرضه ال ذي م ات فيه ولكن املنية‬
‫عاجلته‪.‬‬
‫تل ّقى العلم يف املس جد احلرام على أي دي علم اء ذلك العص ر‪ ،‬وهم‪:‬‬
‫الس يد أمحد زيين دحالن‪ ،‬والش يخ حممد س ليمان حسب اهلل‪ ،‬والش يخ‬
‫عمر باجنيد‪ ،‬والشيخ عبد الرمحن الدهان‪ ،‬والشيخ سعيد مياين‪ ،‬والسيد‬
‫عثمان شطا‪ .‬والزم أخاه السيد بكري شطا يف حتصيله للعلم كما ذكر‬
‫الش يخ عبد اهلل م رداد أبو اخلري رمحه اهلل يف كتابه نشر الن ور والزهر يف‬
‫تراجم أفضل علماء مكة املكرمة من القرن العاشر إىل الرابع عشر‪.‬‬
‫وقد حفظ الش يخ عبد احلميد ق دس الق رآن الك رمي‪ ،‬وحفظ كث ريا من‬
‫املت ون والنص وص يف األدب واللغة كاآلجرومية وألفية ابن مالك‬
‫والرحبية والسنوس ية والس لم والزبد وغريه ا‪ .‬وق رأ عليه علم األدب‬ ‫ّ‬
‫والتاريخ وقرأ على السيد حسني احلبشي أصول الفقه ومجلة من كتب‬

‫‪ .)33‬ورد اسم الشيخ عبد احلميد قدس يف معجم الكتاب واملؤلفني يف اململكة العربية السعودية ط‪1483 2‬هـ حرق القاف ما‬
‫نصه‪ :‬عبد احلميد حممد قدس أو حممد عبد احلميد يف حممد علي قدس اخلطيب والصحيح عبد احلميد بن حممد علي بن عبد‬
‫القادر قدس اخلطيب الشافعي كما ورد يف أعالم الزركلي تويف يف رجب ‪1334‬هـ‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪2‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫التفسري واحلديث والتص ّوف‪ ،‬وقد أج ازه أس اتذته ومعلّم وه وأذن وا له‬
‫واستمر يف أداء هذه الرسالة الشريفة قرابة‬
‫ّ‬ ‫بالتدريس يف املسجد احلرام‬
‫عام ا‪ ،‬كما فتح بينه الكائن يف باب الدريبة قرب املسجد احلرام‬
‫ثالثني ً‬
‫بالش امية لت دريس الطالب أص ول ال دين املختلف ة‪ .‬وك انت حلق ات‬
‫دراس ية مفي دة وش يقة‪ ..‬كما ذكر الش يخ عمر عبد اجلب ار يف كتابه‬
‫«سري وتراجم بعض العلماء يف القرن الرابع عشر اهلجري» حيث أشار‬
‫أنه جلس إىل حلقة الش يخ عبد احلميد ق دس‪ .‬وك ان ي درس الس رية‬
‫النبوية فاستمع إىل شرح واف عن غزوة بدر الكربى‪.‬‬
‫وأش ار إىل أنه ك ان رمحه اهلل يرتسل يف دروسه اليت يب دأها ع ادة بعد‬
‫ص الة الفجر حىت ش روق الش مس يف حص وة ب اب الن يب‪ ،‬وعلى وجهه‬
‫اد ال ذكاء ملاحا فص يح اللس ان س احر‬ ‫مسات الزهد والتقى‪ ،‬وك ان ح ّ‬
‫البيان‪ .‬اشتهر باجتهاده ونبوغه وحبه لطلب العلم‪ ،‬كما أنه ودود دمث‬
‫األخالق‪ .‬ومن صفاته األناه واحللم‪ ،‬وهو إىل ذلك شاعر وأديب‪ ،‬ويف‬
‫شعره صورة من ورعه وزهده وإخالصه‪ ،‬وتراثه اللغوي غزير‪ ،‬وكان‬
‫رمحه اهلل من أنشط علم اء احلج از يف الت أليف والنش ر‪ ،‬فقد وضع ع دة‬

‫‪3www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫كتب انتش رت بني طالب العلم يف احلج از والش ام ومصر واليمن‬


‫والشرق األقصى‪.‬‬
‫أما مؤلفاته فبلغت زه اء الثالثني كتابا ورس الة يف الس رية النبوي ة‪،‬‬
‫وأص ول الفق ه‪ ،‬واللغة العربية واألدعية املأثورة إض افة إىل العديد من‬
‫مؤلفاته األدبية يف البالغة والش عر‪ ،‬وقد أه ديت مكتبته الزاخ رة إىل‬
‫مكتبة احلرم املكي ع ام ‪1370‬هـ‪ ،‬وتعترب ث اين مكتبة يف احلجم ملا‬
‫حتتويه من ذخ ائر الكتب واملخطوط ات بعد مكتبة الش يخ ماجد‬
‫ك ردي‪ ،‬كما توجد بعض ه ذه املؤلف ات يف دار الكتب املص رية‬
‫بالقاهرة واملكتبة احللبية يف سوريا‪.‬‬
‫ومن أهم هذه املؤلفات اليت مت حصرها واالستدالل عليها‪:‬‬
‫‪ .)1‬نفحات القبول واالنبهاج يف قصة اإلسراء واملعراج‪.‬‬
‫‪ .)2‬الذخائر القدسية يف زيارة خري الربية‪.‬‬
‫‪ .)3‬رسالة يف البسملة من حيث البالغة‪.‬‬
‫‪ .)4‬ش رح على منظومة يف اخلص ال املكف رة لل ذنوب ض ياء الش مس‬
‫الضاحية على احلسنات املاحية ‪1323‬هـ‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪4‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫‪ .)5‬اجلواهر الوفية يف األخالق املرض ية ‪1319‬هـ الق اهرة مطبعة‬


‫الرتقي‪.‬‬
‫‪ .)6‬منظومة يف األخالق واآلداب اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .)7‬فتح اجلليل الك ايف يف علم الع روض والق وايف ‪1325‬هـ املطبعة‬
‫احلسينية القاهرة‪.‬‬
‫‪ .)8‬لطائف اإلشارات على تسهيل الطرقات لنظم الورقات يف أصول‬
‫الفقه‪.‬‬
‫‪ .)9‬ال درة الثمينة يف املواضع اليت تسن فيها الص الة على ص احب‬
‫السكينة‪.‬‬
‫‪ .)10‬كنز العطاء يف ترمجة العالمة السيد بكري شطا‪.‬‬
‫‪ .)11‬بلوغ املرام يف مولد النيب عليه الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪ .)12‬إرشاد املهتدي إىل كفاية املبتدي – رسالة يف التوحيد‪.‬‬
‫‪ .)13‬طالع السعد الرفيع يف شرح نور البديع‪.‬‬
‫‪ .)14‬التحفة املرضية يف تفسري القرآن العظيم بالعجمية‪.‬‬
‫‪ .)15‬الفتوحات القدسية يف التوسالت واألدعية‪.‬‬
‫‪ .)16‬منظومة يف االستعانة واحلكم‪.‬‬

‫‪5www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وغريها من الكتب واملؤلفات اليت طبعت ومل تطبع‪.‬‬


‫وقد اس تغلت احلكومة العثمانية نش اطه وذيع س يطه ومكانته العلمية يف‬
‫البالد العربية والش رق األقص ى‪ ،‬فانتدبته مع هيئة من وجه اء مكة‬
‫املكرمة واملينة املن ّورة حلض ور حفل افتت اح اخلط احلدي دي بني احلج از‬
‫والش ام ال ذي س اهم يف االكتت اب فيه املس لمون‪ ،‬فس افر إىل لبن ان ع ام‬
‫‪1324‬هـ فمثل بالده مع زمالئه خري متثي ل‪ ،‬واص طحب معه بعض‬
‫مؤلفاته اليت مت طبعها يف لبن ان‪ ،‬ومنها كتاب اه [ال ذخائر القدس ية يف‬
‫زي ارة مس جد الرس ول ‪ ‬خري الربي ة] وكت اب [دفع الش دة يف تش طري‬
‫هنج الربدة]‪.‬‬

‫أبناءه وورثة علمه‪:‬‬


‫من أبناء الشيخ عبد احلميد قدس الذين تأدبوا ومحلوا رسالته الفاضلة‬
‫من بعده ابناه الشيخ حممد نور قدس الذي كان له جملس علم من بيته‬
‫(دار آل ق دس) بب اب الدريبة ال ذي ميتد من س ويقة إىل ب اب احلرم‬
‫الش ريف يف الناحية الش رقية اجلنوبي ة‪ ،‬ت ويف ع ام ‪1360‬هـ‪ ،‬والش يخ‬
‫حممد علي قدس الذي أرسله والده إىل مصر ليتصل ويتلقى العلم على‬
‫يد علم اء األزهر الش ريف‪ ،‬وبعد ذلك ق ام بإرس اله إىل أندونيس يا مع‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪6‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بداية احلرب العاملية الثانية مع نفر من زمالئه من طالب األزهر لنشر‬


‫العلم وت دريس أص ول ال دين‪ .‬وهن اك أسس املدرسة احملمدية واش تغل‬
‫بالتدريس فيها‪ ،‬وبىن مسجدا قرهبا‪ ،‬وأصدر جملة دينية (املرآة احملمدية)‬
‫وك ان على اتص ال دائم بوال ده حىت توف اه اهلل ع ام ‪1363‬هـ‪ ،‬وله‬
‫مؤلفات منها [السعادة ومطالب اإلسالم يف حب الصحابة الكرام]‪.‬‬
‫ومن أبناء الشيخ عبد احلميد قدس الشيخ أمحد قدس من كبار موظفي‬
‫الش ريفات يف آخر عهد امللك عبد العزيز وأول عهد ابنه امللك س عود‬
‫يف دار الضيافة بالرياض‪ ،‬تويف عام ‪1369‬هـ‪ ،‬وعمر قدس من موظفي‬
‫وزارة املالية باخلزينة العامة مبكة املكرم ة‪ .‬وعن دما عني الش يخ عبد اهلل‬
‫السعود وزيرا للمالية عينه مديرا عاما للمشرتوات اخلاصة امللكية‪ .‬وابنه‬
‫أسعد الذي كان مالزما لوالده‪ ،‬ومجيعهم من كبار مطويف اجلاوة كما‬
‫ذكر ذلك يف كت اب [ت اريخ مك ة] لألس تاذ أمحد الس باعي‪ ،‬وله بنت ان‬
‫ت زوجت إح دامها من آل احلبش ي‪ ،‬واألخ رى من الش يخ حممد س عيد‬
‫حبحب‪.‬‬
‫ومن أحفاد الشيخ عبد احلميد قدس؛ «رضا محمد علي قدس» والد‬
‫ك اتب ه ذه الس طور حممد أمحد ق دس‪ ،‬وك ان ن ائب رئيس مكتب‬

‫‪7www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫املراقبة العامة جبده‪ ،‬و«ص دقة محمد ن ور ق دس» باملراقبة العام ة‪،‬‬
‫و«ال دكتور عص ام عمر ق دس» ط بيب العي ون املع روف‪ ،‬وم دير‬
‫مستش فى العي ون جبدة‪ ،‬و«هش ام عمر ق دس» ب وزارة اخلارجي ة‪،‬‬
‫و«منير عمر قدس» بوزارة الدفاع والطريان بقاعدة جدة سابقا‪.‬‬
‫وأبناء الشيخ حممد سعيد حبحب من ابنته رقية وعادل وحسن وطاهر‬
‫حبحب‪.‬‬
‫وه ذا كت اب [كْنز النج اح والس رور يف األدعية املأثورة اليت تش رح‬
‫الصدور] بني يديكم أسأل اهلل أن ينتفع به املسلمون‪.‬‬
‫ورحم اهلل الشيخ عبد احلميد قدس وجزاه اهلل عن املسلمني خري اجلزاء‪،‬‬
‫وأفسح مكانًا عليا يف جنات‪ ،‬وسوف يتابع حفدته إن شاء اهلل يف طبع‬
‫ونشر مجيع كتبه بإذن اهلل‪.‬‬

‫حممد علي قدس‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪8‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫رد البالء‬‫احلمد هلل ال ذي أمر بال دعاء ووعد باإلجاب ة‪ ،‬وجعله س ببًا ل ِّ‬
‫رد الس هم عن‬ ‫واس تجالب الرمحة املس تطابة‪ ،‬كما أن الرُّت س س بب ل ّ‬
‫اإليذاء‪ ،‬واملاء سبب خلروج النبات من الغرباء‪ ،‬والصالة والسالم على‬
‫س يد ال داعني‪ ،‬وس ند ال راجني‪ ،‬س يدنا حممد خالصة الص فوة ال ذي‬
‫ارتقت فيه حقائق الكماالت البشرية‪ ،‬وعلى آله وصحبه ذوي املناقب‬
‫الفاخرة واملراتب العليّة‪ ،‬وعلى تابعيهم بإحسان‪ ،‬ال سيما األولياء ذوي‬
‫العرف ان‪ ،‬من اختص هم املوىل بإهلام ه‪ ،‬وأف اض عليهم م واهب إنعام ه‪،‬‬
‫وأذاقهم لذة مناجاته فمنحهم بدائع معارفه وحماسن هباته‪.‬‬
‫أحب عباد اهلل إىل اهلل سبحانه وتعاىل أنفهم لعباده‬ ‫أما بعد؛ فلما كان ّ‬
‫تعميم النفع لعباد‬
‫كان على كل عبد أن جيعل بُغية قصده وغاي ةَ مراده َ‬
‫تقربًا إىل‬
‫اهلل بق در اجته اده‪ ،‬ك لٌّ حبسب ما آت اه اهلل من علم وأعط اه‪ُّ ،‬‬
‫دأب‬
‫والتماس ا لرض اه وحَت بُّبًا إلي ه؛ ومن مث ك ان ُ‬
‫ً‬ ‫م واله خبري ما لدي ه‪،‬‬
‫وتعميم‬
‫َ‬ ‫دوين ما عن دهم من العل وم يف بط ون الص حائف‪،‬‬ ‫العلم اء ت َ‬
‫املنفعة خللق اهلل بنشر ما ل ديهم من اللط ائف‪ ،‬ختلي ًدا للنفع واألج ر‪،‬‬
‫وتقربًا إىل اهلل سبحانه وتعاىل هبذا القدر‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪9www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وإين على حسب ط اقيت‪ ،‬وق در اس تطاعيت قد اقتفيت دأب أولئك‬


‫األعالم‪ ،‬عسى ولع ّل أن أن ال ما ن الوه من األجر ونفع األنـ ـ ـــام‪،‬‬
‫فجمعت م ـ ـا‬
‫تفرق يف كتب‬ ‫الو َريقات‪ ،‬مما ّ‬
‫اطلعت عليه‪ ،‬ووصل فكري إليه يف هذه ُ‬
‫يب األك رم ص لى اهلل تع اىل عليه وعلى آله‬ ‫الس ادات‪ ،‬مما ورد عن الن ّ‬
‫خواص ه املوىل الش كور‪ ،‬من أدعية يف‬‫ِّ‬ ‫بعض‬
‫وص حبه وس لم‪ ،‬ومما أهلمه َ‬
‫بعض أي ام من أغلب الش هور‪ ،‬فإلَي َك َها فقد أبرزهتا من كن وز ال دفاتر‪،‬‬
‫وأظهرهتا وإن ك ان اجلسم عليالً وال ذهن ف اتر‪ .‬ودونَك ما اس تخرجتُه‬
‫من معادن ه‪ ،‬لينتفع به َمن ال يق در على تتبُّعه من أماكن ه‪ ،‬وأض فت إليه‬
‫ائس ينتعش هبا قارئها من األن ام‪ ،‬رج اءَ عفو‬ ‫ما يناسب املق ام‪ ،‬من نف َ‬
‫حمب يف اهلل ص احل‪ ،‬ومسيته [كْنز النج اح‬ ‫وة أخ ٍّ‬ ‫الك رمي الف اتح‪ ،‬ودع ِ‬
‫والس رور‪ ،‬يف األدعية اليت تش رح الص دور] وهي أدعية يف بعض أي ام‪،‬‬
‫أتوس ل أن جيعله لديه مقبوالً‪،‬‬
‫من أغلب شهور العام‪ ،‬واهلل أسأل وبنبيّه َّ‬
‫وب اليُمن واإلقب ال مش موالً‪ ،‬وبه أس تعني يف ذل ك‪ ،‬وأس أله اإلخالص‬
‫الغض عما‬
‫واخلالص من املهال ك‪ ،‬وأرجو ممن اطلع عليه من اإلخ وان‪َّ ،‬‬
‫فيه من النقصان‪ ،‬والدعاء بالتسديد للصواب‪ ،‬فإنه لن جيد هذه األدعية‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪10‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫هبذا اجلمع يف كت اب‪ ،‬وباهلل أعتض د‪ ،‬فيما أعتم د‪ ،‬وهو حسيب ونعم‬
‫الوكيل احلسيب‪ ،‬وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب‪.‬‬

‫‪‬‬
‫اعلم أن الكالم ص فة املتكلم (وما فيك يظهر على في ك) ف أحزاب‬
‫وأورادهم وحمفوظاهتم‪ ،‬وأدعيتهم‬
‫ُ‬ ‫املشايخ العارفني‪ ،‬والعلماء العاملني‪،‬‬
‫ونعت مث اهلم‪،‬‬
‫الس نيّة‪ ،‬وأذك ارهم العليّ ة‪ ،‬وغريها هي ص فة أح واهلم‪ُ ،‬‬
‫رياث عل ومهم وأعم اهلم‪ ،‬مس ّددةً بإهلام اهتم‪ ،‬مص حوبةً بكرام اهتم‪،‬‬
‫وم ُ‬
‫وبذلك َجَروا يف كل أمورهم ال باهلوى فلذلك كان القبول لكالمهم‪،‬‬
‫توجه به‬
‫ورمبا ج اء بع دهم من أراد حماولة ذلك بنفسه لنفس ه‪ ،‬فع اد ما ّ‬
‫الزنب ور ط رق النسج‬ ‫عليه بعكس ه‪ ،‬كما حيكى‪[ :‬أن النحلة علمت ّ‬
‫فنسج على منواهلا‪ ،‬وص نع بيتًا على مثاهلا‪ ،‬مث ادعى أن له من الفض يلة‬
‫الس ر يف الس كان ال‬
‫ما هلا؛ فق الت ل ه‪ :‬ه ذا ال بيت‪ ،‬وأين العس ل؟ وإمنا ِّ‬

‫‪11‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ودان يف (ذخ رية املع اد؛ ش رح راتب احلداد]‬ ‫باس َ‬


‫يف املك ان – أف اده َ‬
‫والقاوقجي الشامي‪.‬‬
‫(وق ال يف ال ذخرية أيض ا) يف موضع آخر قبل ه ذا‪ :‬وأما وضع األئمة‬
‫الع ارفني‪ ،‬والعلم اء الع املني‪ ،‬لألوراد واألح زاب وال رواتب وغريها من‬
‫زروق وغ ريه من ش راح أح زاب الش يخ‬ ‫حنو األدعي ة‪ ،‬فقد ذكر الش يخ ّ‬
‫والعمل به‬
‫َ‬ ‫أيب احلسن الشاذيل‪ ،‬واإلمام النووي وغريمها‪ :‬أن تقرير ذلك‬
‫صحيح صريح من السنة‪ ،‬وشواهده كثرية‪ ،‬وذلك بتقرير عليه الصالة‬
‫والس الم ألذك ار وأدعية مسعها من كثري من أص حابه خمتلفة بألف اظ‬
‫متباينة ومعان واضحة بال تق ّدم تعليم‪ ،‬وال تعلّم منه ‪ ‬يف ألفاظها‪.‬‬
‫(فمن ذل ك‪ ):‬ح ديث عبد اهلل بن بُري دة رضي اهلل تع اىل عنه أنه عليه‬
‫الصالة‬
‫ت اهلل الَ إِلَ هَ إِالَّ‬ ‫ك بِأَن َ‬
‫َّك أَنْ َ‬ ‫َس أَلُ َ‬
‫الله ّم إيِّن أ ْ‬
‫والس الم مسع رجالً يق ول‪ُ :‬‬
‫الذ ْي مَلْ يَلِ ْد َومَلْ يُ ْولَ ْد َومَلْ يَ ُك ْن لَ هُ ُك ُف ًوا‬
‫الص م ُد‪ِ ،‬‬
‫َح ُد َّ َ‬
‫ِ‬
‫أَنْ َ‬
‫ت الْ َواح ُد األ َ‬
‫َح ٌد‪ .‬فق ال‪[ :‬لقد س أل اهلل تع اىل بامسه األعظم‪ ،‬ال ذي إذا ُدعي به‬ ‫أَ‬
‫أج اب‪ ،‬وإذا س ئل به أعطى]‪ .‬إىل غري ذلك من األح اديث اليت ذكرها‬
‫نقالً عن األذكار النبوية لإلمام النووي‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪12‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(مث ق ال)‪ :‬ولوضع األح زاب واألوراد واألدعية ش روط‪( ،‬منه ا)‪ :‬أن‬
‫جيري وضع ما ذكر حبكم احلال ال ب اهلوى واالختي ار الص ناعي‪ ،‬وأن‬
‫يك ون س امل اللفظ من اإليه ام واإلهبام واإلش كال؛ ملوافقته ألف اظ‬
‫الشارع ومعانيه‪ ،‬ورجوعه ألصوله ومبانيه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫الو َريق ات من‬
‫ف انظره‪ !....‬فإنه ج امع نفيس ج دًّا وما مجعن اه يف ه ذه ُ‬
‫مفصالً إن شاء اهلل‪.‬‬
‫هذا القبيل كما سرتاه ّ‬
‫مث إن اإلنس ان ال يس تعمل ش يئًا إالّ وهو كامل احملبة لص احبه [ومن‬
‫أيض ا حسن الظن يف‬ ‫قوما ُحشر معهم] كما يف احلديث‪ .‬ويكون ً‬ ‫أحب ً‬
‫ّ‬
‫ُمرْبِ ِزه‪ ،‬معتق ًدا ص الح َم ورده‪ ،‬إذ ذاك ش رط االنتف اع‪ ،‬وكل خري يف‬
‫شر يف االنتقاد‪.‬‬
‫االعتقاد‪ ،‬وكل ّ‬
‫وكل من مَل يعتقد مَل ينتفع‬‫ُّ‬ ‫إذ الفىت َحسب اعتقاده ُرفِع‬
‫يرد داعيه‪.‬‬
‫واهلل سبحانه وتعاىل ال خييّب راجيه‪ ،‬وال ّ‬
‫ب واهلل يعطي ِـه‬‫واملرء إن يعتقد شيئًا وليس كما يظـنّه مَل خَي ْ‬
‫فـ ـاعمل ي ـ ـا أخي بـ ـكل ما يف هذا الكتاب [كْنز النجاح والسرور‪ ،‬من‬

‫‪13‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫األدعية اليت تش رح الص درو] فإهنا كث رية الفوائد لتس لم هبا من الغوائل‬
‫والشرور‪ ،‬وحتصل لك من موالك الفضائل واألجور‪ ،‬وجتري عليك منه‬
‫مجيل العوائد‪.‬‬
‫واعمل أيضا مبا ض اهاها من األدعية الش ريفة‪ ،‬اليت ج اءت على م يزان‬
‫الش رع الش ريف وقوانينه املنيف ة‪ ،‬من كل ما أورده العلم اء الع املون‪،‬‬
‫واألولي اء الص احلون الع ارفون‪ ،‬من أهل الكشف الص حيح‪ ،‬واإلهلام‬
‫الص ادق النجيح‪ ،‬كما تعمل باألدعية اليت أنزهلا س بحانه وتع اىل يف‬
‫كالمه املنَ زل‪ ،‬واألدعية ال واردة عن نبينا الص ادق املرس ل‪ ،‬ص لى اهلل‬
‫تعاىل وسلم عليه‪ ،‬وعلى آله وأصحابه وكل منتم إليه‪ ،‬وإن كان العمل‬
‫بأدعية ه ذين أوىل‪ ،‬ولكن ليس يف تالوة أدعية من س نذكرهم حمذور‬
‫أصال‪ ،‬بل لو اخرتع اإلنسان من نفسه دعاء على النظم الذي ذكرناه‬
‫فما فيه من ب أس‪ ،‬بل حيصل له به إذا فهم معن اه كم ال اإلين اس‪ ،‬ومع‬
‫ذلك ف امزج أدعيتك باألدعية ال واردة‪ ،‬ليحصل لك متام الفائ دة‪ ،‬وال‬
‫يض ّرك ق ول من ق ال‪ ،‬ممن خبط يف املق ال‪ :‬ال ينبغي أن ي دعو اإلنس ان‬
‫إال بالوارد عن اهلل تعاىل أو سيد األكوان‪ ،‬صلى اهلل تعاىل وسلم عليه‬
‫وعلى آله وص حبه‪ ،‬وش يعته وحزب ه‪ ،‬ف إن من س نذكرهم من الق ادة‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪14‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العلماء‪ ،‬والسادة األولياء‪ ،‬ما اغرتفوا تلك الفيوضات‪ ،‬إال من حبر النيب‬
‫األكرم‪ ،‬وال اقتبسوا هاتيك األنوار الساطعات‪ ،‬إال من نوره صلى اهلل‬
‫تعاىل عليه وسلم‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫س َغرفًا من البحر أو َرش ًفا من الدِّمي‬ ‫ِ‬
‫وكلهم من رسول اهلل ُملتم ٌ‬
‫أنت مصباح كل فضل فما تصدر إال عن ضوئك األضواء‬
‫كل فضل يف العاملني فمن فضل النيب استعاره الفضالء‬
‫املعول علي ه) حينئذ يف ه ذه الرس الة من األدعي ة‪ ،‬اليت هي لتاليها‬
‫(ف ّ‬
‫مِ‬
‫نجي ة‪ ،‬غري ال واردة عن النيب األعظم‪ ،‬ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪ ،‬هو‬ ‫ُ‬
‫كالم من س نذكرهم يف ه ذه الرس الة من الص احلني الع ارفني‪ ،‬أهل‬
‫وأي‬ ‫ِ‬
‫الكشف ال ذين فراس تهم ال ختطئ‪ ،‬ومن انتقد عليهم فهو خمطئ‪ّ ،‬‬
‫وحض وا‬
‫خمطئ وقد كوش فوا بنفعه ا‪ ،‬ف اعتنوا بوض عها‪ ،‬فعمل وا هبا‪ُّ ،‬‬
‫عليه ا‪ ،‬وتبعهم الن اس على العمل هبا‪ ،‬حني أومئ وا إليها ش رقا وغربً ا‪،‬‬
‫علم اء وغ ريهم عُجما وعُربً ا‪ ،‬فش اهدوا بركته ا‪ ،‬ورأوا ما ي دل على‬
‫ص حتها‪ ،‬وعلم وا أن حماسن الش ريعة ال تأباها بل متيل إليها كما م رت‬
‫اإلشارة يف أدعية أناس اخرتعوها‪ ،‬وأقرهم صلى اهلل تعاىل عليهم وسلم‬
‫عليها؛ [فالعربة بعموم اللفظ ال خبصوص السبب]‪.‬‬
‫‪ .)11‬الدمي مجع دمية بكسر الدال؛ وهو مطر يدوم يف سكون بال رعد وال برق‪ .‬مصححه‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ف افهم يا أخي واعمل هبذا املطلب‪ ،‬وإمنا ال ذي يض رك لو اعتق دت مع‬


‫وت ورودها عن النيب األفخم‪ ،‬لئال تنسب إليه ما مل يقله‬ ‫العمل هبا ثب َ‬
‫صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪ ،‬فتدخل يف احلديث الوارد عن نبينا املختار؛‬
‫متعم ًدا فليتب ّوأ مقع ده من الن ار]‪ ،‬فاعمل هبا حينئذ‬
‫علي ّ‬ ‫[من ك ذب َّ‬
‫معتم دا على اهلل‪ ،‬غري ملتفت إىل ما س واه‪ ،‬ال على أهنا مروية يقينا عن‬
‫النيب الك رمي‪ ،‬عليه أفضل الص الة وأزكى التس ليم‪ ،‬اقت داء بالس لف‬
‫تربكا بعملهم الن اجح‪،‬‬ ‫وحيض ون عليه ا‪ّ ،‬‬
‫الص احل ال ذين ك انوا يفعلوهنا‪ُّ ،‬‬
‫وتأسيًا بالسادة الصوفية‪ ،‬وامتثاال لقول من أوصى هبا‪ ،‬وتيمنا بأفعاهلم‬
‫املرض ية‪ ،‬نفعنا اهلل تع اىل هبم أمجعني‪ ،‬ووفقنا وإي اك ملا حيبّه ويرض اه‬
‫آمني‪.‬‬
‫(ف إن قلت)‪ :‬حنن ال ننكر جمرد ال دعاء‪ ،‬وإمنا ال ذي ننك ره ك ون ه ذه‬
‫األدعية ال تطلب إال يف هذه األوقات املخصوصة‪ ،‬كما سوف تراه يف‬
‫هذه الرسالة ؟‬
‫املعول عليه فيما ذكرناه هو قول من سردنا من‬ ‫(قلت)‪ :‬قد عرفت أن ّ‬
‫الح‪ ،‬والكشف الفالح‪ ،‬وفعلهم‪ .‬وأيضا فهي جمرد أدعية‬ ‫أهل الص‬
‫وتض رعات إىل الت ّواب ال رحيم‪ ،‬وتالوة الق رآن العظيم‪ ،‬ومها ال مُي نع ان‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪16‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يف وقت من األوق ات‪ ،‬فمن أتى هبما فما يقصد إال جمرد التض رع‬
‫وتالوة كالم رب الربي ات‪ ،‬فما يف ذلك بدعة وال إنك ار‪ ،‬ومن أنكر‬
‫الفجرة‪،‬‬
‫َ‬ ‫ذلك فقد استحق اخلزي والبوار‪ .‬محانا اهلل وإيّاكم من اعتقاد‬
‫ربرة‪ ،‬آمني جباه النيب األمني‪ ،‬ص لى اهلل‬
‫وجعلنا ممن اقت دى بالس ادة ال َ‬
‫تعاىل عليه وسلم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ولنشرع يف املرام‪ ،‬بعون امللك العالّم‪ ،‬فنقول وبه نصول‪:‬‬
‫باب ما يطلب في أول العام‬
‫احملرم ش هر عظيم‪ ،‬وفض له كثري عميم‪ ،‬وهو أفضل‬ ‫اعلم‪- !...‬أن ّ‬
‫الشهور للصوم بعد رمضان‪ ،‬مث رجب‪ ،‬مث ذو احلجة‪ ،‬مث ذو القعدة‪ ،‬مث‬
‫احملرم‪ ،‬أفضل األشهر احلُُرم املق ّدم‪ ،‬وثالث الثالثة‬ ‫شعبان‪ -‬فهو شهر اهلل ّ‬
‫رجب ال َف ْرد‪.‬‬
‫احلُرم السرد‪ ،‬ورابعها ٌ‬
‫(ذكر احلاف ظ) ابن حجر رمحه اهلل تع اىل‪ :‬أنه روي عن حفصة رضي‬
‫اهلل تعاىل عنها عن النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم أنه قال‪[ :‬من صام‬
‫احملرم جعله اهلل تع اىل له كف ارة‬
‫وأول ي وم من ّ‬ ‫آخر ي وم من ذي احلجة ّ‬
‫يوما]‪.‬‬
‫مخسني سنة‪ ،‬وصوم يوم من احملرم بصوم ثالثني ً‬

‫‪17‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(وقال الغزايل) رمحه اهلل تعاىل يف اإلحياء عن النيب صلى اهلل تعاىل عليه‬
‫وس لم أنه ق ال‪[ :‬من ص ام ثالثة أي ام من ش هر ح رام؛ اخلميس واجلمعة‬
‫والسبت كتب اهلل تعاىل له عبادة سبعمائة عام]‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫احملرم مأثور‪ ،‬وخريه موفور‪( .‬ومما وجدته منه) أنه يقرأ أوالً‬‫والدعاء يف ّ‬
‫قبل الدعاءين(‪ )1‬اآلتيني‪ :‬آية الكرسي ثالمثائة وستني مرة مع البسملة يف‬
‫كل مرة‪ ،‬وعند الفراغ من مجيع ذلك يقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫ك َو ُق َّوتِ َ‬‫َح َو ِال حِب َ ْول َ‬
‫َح َس ِن األ ْ‬
‫اللّه َّم يا حُمَ ِّو َل األ ِ‬
‫َح َوال َح ِّو ْل َح ايِل ْ إِىَل أ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص لَّى اهللُ َت َع اىَل َعلَى َس يِّدنَا حُمَ َّمد َو َعلَى آل ِه‬ ‫يَا َع ِز ْي ُز يَا ُمَت َع ال‪َ ،‬و َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّم‬‫َو َ‬
‫فإن يف ذلك فوائد عظيمة؛ كما ستقف عليه إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫العارف بربه املنان‪ ،‬سيدنا وموالنا السيد‬ ‫ُ‬ ‫(قال شيخنا) وشيخ مشاخينا‬
‫أمحد بن زيين دحالن رمحه اهلل تع اىل‪ ،‬كما نقلته من خطه يف س فينته؛‬
‫ذكر بعضهم أنه يقرأ يف ّأول يوم من احملرم آية الكرسي ثالمثائة وستني‬
‫م رة مع البس ملة يف كل م رة‪ ،‬فإهنا حصن حصني من الش يطان ال رجيم‬
‫يف ذلك العام‪ .‬وفيها من الفوائد ما ال يع ّد وال حي ّد‪ .‬وكان سيخنا يعين‬

‫األول‪ ،‬والثاين‪ :‬اللهم هذه سنة جديدة مقبلة‪ ..‬إخل‪.‬‬


‫األبدي القدمي ّ‬
‫ّ‬ ‫‪ .)11‬األول منهما‪ :‬اللهم أنت‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪18‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الشيخ عثمان الدمياطي رمحه اهلل تعاىل مواظبًا على ذل ك‪ .‬وينبغي فعلها‬
‫قبل الدعاء‪.‬‬
‫(وقال العالمة) الشيخ حسن العِدوي احلمزاوي يف النفحات النبوية؛ يف‬
‫الفض ائل العاش ورية‪ :‬ذكر الش يخ أبو اليسر القط ان تلميذ الش يخ ك رمي‬
‫الدين اخللويت‪ ،‬عن الشيخ دمرداش الكبري رمحهم اهلل تعاىل‪ :‬من قرأ آية‬
‫الكرسي يف أول ي وم من احملرم ثالمثائة وس تني م رة يُبس مل يف أول كل‬
‫مرة‪ ،‬وعند الفراغ(‪ )1‬من مجيع ذلك يقول‪:‬‬
‫ِ‬
‫ك‬ ‫ك َو ُق َّوتِ َ‬
‫َح َو ِال حِب َ ْول َ‬
‫َح َس ِن األ ْ‬
‫اللّه َّم يا حُمَ ِّو َل األ ِ‬
‫َح َوال َح ِّو ْل َح ايِل ْ إِىَل أ ْ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ص لَّى اهللُ َت َع اىَل َعلَى َس يِّ ِدنَا حُمَ َّم ٍد َو َعلَى آلِ ِه‬ ‫يَا َع ِز ْي ُز يَا ُمَت َع ال‪َ ،‬و َ‬
‫ص ْحبِ ِه َو َسلَّم‬‫َو َ‬
‫فإنه يُوقّي ما يكرهه(‪ )2‬يف مجيع العام‪.‬‬
‫(وذكر العالمة ال دَّيريب) يف فوائ ده نقال عن العالمة مجال ال دين س بط‬
‫ابن اجلوزي‪ ،‬عن الش يخ عمر بن قدامة املقدس ي؛ دع اء ألول الع ام‬
‫ودع اء آلخ ره وق ال‪ :‬ما زال مش اخينا يوص ون به ويقرءون ه‪ ،‬وما ف اتين‬
‫طول عمري‪.‬‬

‫‪ .)11‬قال يف النفحات‪ :‬أي عند إمتام مجيع العدد املذكور؛ هكذا تلقيناه عن ثقة‪ ،‬ال عند إمتام كل مرة‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)22‬وقال يف نعت البدايات‪ :‬فإنه يكون حمفوظًا‪ ،‬ويوقي ما يكرهه‪ .‬وجربت وصحت‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫‪‬‬
‫(فأما دعاء أول العام فإنه يقول)‪:‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ ،‬احلمد هلل رب العاملني (اللهم) صل على سيدنا‬
‫ورا‪ ،‬وتك ون لنا وللمؤم نني فرجا وفرحا‬ ‫حممد ص الة متأل خ زائن اهلل ن ً‬
‫األبدي‬
‫ّ‬ ‫وسرورا‪ ،‬وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثريا‪( .‬اللهم) أنت‬
‫املعول‪ ،‬وهذا‬
‫القدمي األول‪ ،‬وعلى فضلك العظيم وكرمي جودك العميم ّ‬
‫عام جديد قد أقبل‪ ،‬أسألك العصمة فيه من الشيطان وأوليائه‪ ،‬والعون‬
‫يقربين إليك زلفى‪ ،‬يا‬
‫األم ارة بالس وء‪ ،‬واالش تغال مبا ّ‬
‫على ه ذه النفس ّ‬
‫ذا اجلالل واإلك رام‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل على س يدنا حممد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫يقرؤه ثالثًا‪ ،‬فإن الشيطان يقول‪ :‬استأمن على نفسه‪ ،‬وتو ّكل به ملَكان‬
‫حيرسانه من الشيطان وأتباعه‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وق ال العالمة الس يد الش ريف احلسين املش هور مباء العي نني يف [نعت‬
‫الب دايات]‪( :‬وه ذه فوائ د) ألهل النهاي ات‪ ،‬وتفيد أهل الب دايات؛‬
‫(األوىل) يف أش ياء تفيد يف الع ام؛ منها دع اء أول الع ام وذكر ما تق دم‪.‬‬
‫(وذكره شيخنا وشيخ مشاخينا رمحه اهلل تعاىل يف سفينته أيضا‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ذك ره بعض هم عن اإلم ام حجة اإلس الم حممد الغ زايل ق دس اهلل تع اىل‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪20‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫س َّره ق ال‪ :‬كنت مبكة املش ّرفة يف أول ي وم من س نة جدي دة من سين‬


‫ض َر عليه‬ ‫اهلج رة طائ ًفا ب البيت احلرام‪ ،‬فخطر يف نفسي أن أرى اخلَ ِ‬
‫السالم يف ذلك اليوم‪ ،‬وأهلمين اهلل سبحانه وتعاىل الدعاء؛ فدعوت اهلل‬
‫تع اىل أن جيمع بين وبينه يف ذلك الي وم‪ ،‬فما ف رغت من دع ائي حىت‬
‫ظهر يل اخلضر عليه الس الم يف املط اف‪ ،‬فجعلت أط وف معه وأفعل‬
‫اهدا‬
‫فعل ه‪ ،‬وأق ول قوله حىت ف رغ من طوافه وانقض ى؛ فجلست مش ً‬
‫إيل وقال‪ :‬يا حممد‪ ،‬ما الذي دعاك إىل سؤال‬ ‫للبيت الشريف‪ ،‬مث التفت ّ‬
‫اهلل ع ّز وج ّل ليجمع بيين وبينك يف ه ذا الي وم هبذا احلرم الش ريف؟‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬يا س يدي‪ ،‬ه ذه س نة جدي دة‪ ،‬وأحببت أن أتأسى بك يف إقباهلا‬
‫بش يء من تعبُّداتك وتض ُّرعاتك‪ ،‬ق ال‪ :‬أج ل‪ ،‬مث ق ال‪ :‬ف اركع برك وع‬
‫تام‪ .‬فقمت وصليت ما أمرين به؛ فلما فرغت من ذلك قال‪ :‬فادعُ هبذا‬
‫الدعاء املأثور اجلامع للخريات والربكات‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬
‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ .‬احلمد هلل رب الع املني‪( .‬اللهم) إين أس ألك‬
‫بك أن تص لِّ َي وتس لم على س يدنا حممد وعلى س ائر األنبي اء واملرس لني‬
‫قي‬
‫وعلى آهلم وص حبهم أمجعني‪ ،‬وأن تغفر يل ما مضى وحتفظين فيما بَ َ‬
‫يا أرحم ال رامحني‪( .‬اللهم) هذه سنةٌ جديدةٌ مقبلة مل أعمل يف ابتدائها‬

‫‪21‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قربين إليك ُزل َفى غري تض ُّرعي إلي ك؛ فأس ألك أن توفِّقين ملا‬ ‫عمالً يُ ِّ‬
‫وألزمتين اإلخالص فيه‬ ‫علي من طاعتك‪َ ،‬‬ ‫يُرضيك عيِّن من القيام مبا لك ّ‬
‫علي بفضلك ورمحتك‬ ‫لوجهك الكرمي يف عبادتك‪ ،‬وأسألك إمتام ذلك َّ‬
‫(اللهم) إين أس ألك خري ه ذه الس نة املقبل ة؛ مُي نَها ويُس رها‪ ،‬وأَمنها‬
‫وس المتها‪ ،‬وأع وذُ بك من ش ُرورها وص ُدودها‪ ،‬وعُس رها وخوفها‬
‫علي فيها ديين ال ذي هو عص مةُ‬ ‫وأرغب إليك أن حتفظ ّ‬
‫ُ‬ ‫وهلَ َكته ا‪،‬‬ ‫َ‬
‫اي اليت فيها معاش ي‪ ،‬وتوفِّقين فيها إىل ما يرض يك عيّن يف‬ ‫ودني َ‬‫أم ري ُ‬
‫معادي‪ ،‬يا أكرم األكرمني‪ ،‬ويا أرحم الرامحني‪ ،‬وص لّى اهلل تعاىل على‬
‫س يدنا حممد وعلى آله وص حبه وس لم (دع واهم فيها س بحانك اللهم‬
‫احلمد هلل رب العاملني)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وآخر دعواهم أن ُ‬ ‫وحتيَّتهم فيها سالم‪ُ ،‬‬
‫‪‬‬
‫المحرم‬
‫ّ‬ ‫ما يطلب أن يقال في كل يوم من العشر األول من‬
‫(ق ال ش يخنا) وش يخ مش اخينا‪ :‬املذكور أيضا للحفظ من الش يطان يف‬
‫احملرم ثالث‬
‫مجيع الع ام‪ :‬تق ول كل ي وم من العشر األول من ش هر ّ‬
‫مرات؛‬
‫العام جدي ٌد قد أقبل‪ ،‬وسنةٌ جديدةٌ قد أقبلت‪،‬‬
‫(اللهم) إنك قدميٌ وهذا ُ‬
‫وش غلها‪،‬‬
‫نس ألك من خريها ونع وذُ بك من ش ِّرها‪ ،‬ونس تكفيك فواهتا ُ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪22‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فارزقنا العص مة من الش يطان ال رجيم‪ ،‬اللهم إنّك س لَطت علينا ع ُد ًّوا‬
‫بص ًريا بعيوبن ا‪ ،‬ومطّ ًلعا على عوراتن ا‪ ،‬من بني أي دينا ومن خلفن ا‪ ،‬وعن‬
‫أمياننا وعن مشائلنا‪ ،‬يرانا هو وقَبيلهُ من حيث ال تراهم‪ ،‬اللهم آيسهُ منا‬
‫كما آيس تَهُ من رمحت ك‪ ،‬وقنِّطه منا كما قنطتَ هُ من عف وك‪ ،‬وباع ْد بيننا‬
‫ادر على ذل ك‪ ،‬وأنت‬ ‫وبينه كما ُحلت بين هُ وبني مغفرت ك‪ ،‬إنك ق ٌ‬
‫الفعال ملا تري د‪ ،‬وص لّى اهلل تع اىل على س يدنا حممد وعلى آله وص حبه‬ ‫َّ‬
‫وسلم‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وذكر العالمة الس يد علي الون ائي الش افعي يف رس الته اليت مجعها فيما‬
‫يتعلق بليلة النصف من شعبان وغريها كرمضان‪.‬‬
‫الوريقات‪.‬‬
‫وأما دعاء آخر العام فيأيت إن شاء اهلل تعاىل آخر هذه ُ‬
‫فائدة‬
‫اجملرب ات الص حيحة كما يف [نعت الب دايات‪ ،‬وتوص يف النهاي ات‬ ‫من ّ‬
‫للس يد الش ريف م اء العي نني] أن من كتب (البس ملة) يف ّأول احملر مائة‬
‫وثالث عش رة م رة مل ينل حاملَها مك روه فيه وال يف أهل بيته م دة‬
‫شره‪ .‬واهلل أعلم بأسراره‪.‬‬
‫عمره‪ .‬وإذا لقيه حاكم ظامل أمن من ِّ‬

‫‪23‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بأس نا بياتًا‬
‫(ومن خ واص) قوله تع اىل‪[ :‬أف أمن أه ُل ال ُق رى أن ي أتيهم ُ‬
‫ض ًحى وهم يلعبون‬ ‫أهل ال ُق رى أن يأتيهم بأسنا ُ‬
‫وهم نائمون‪َ .‬أوأئمن ُ‬
‫اهلوام‬
‫القوم اخلاسرون] أهنا لطرد ّ‬ ‫يأمن مكر اهلل إال ُ‬ ‫مكر اهلل فال ُ‬ ‫أفأمنوا َ‬
‫وم من احملرم يف‬ ‫املؤذية من املنزل‪ .‬وإذا أردت ذلك فاكتبها أول ي‬
‫ورشه يف زوايا البيت أو الدار‪ ،‬فإنك تأمن مجيع‬ ‫قرطاس واغسله باملاء‪ّ ،‬‬
‫ذلك بإذن اهلل تعاىل‪.‬‬
‫فائدة عظيمة‪ ،‬بالخيرات عميمة‬
‫الس ين عن أنس‪ :‬ك ان ‪ ‬إذا نظر اهلالل ق ال‪:‬‬ ‫يف اجلامع الصغري عن ابن ُّ‬
‫ورش ٍد‪ ،‬آمنت بال ذي خلقك فع َدلك‪ ،‬تب ارك‬ ‫[اللهم اجعل هُ هالل مُي ٍن ُ‬
‫أحسن اخلالقني]‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اهلل‬
‫ويف مس ند ال دارمي ومسيح ابن حب ان‪ :‬أن النيب ص لى اهلل تع اىل عليه‬
‫وس لم ك ان يق ول عند رؤية اهلالل(‪[ :)1‬اهلل أك رب‪ ،‬اللهم ِّأهل هُ ب األمن‬
‫واإلميان‪ ،‬والس المة واإلس الم‪ ،‬والتوفيق ملا حتبُّه وترض اه‪ ،‬ربنا وربنك‬
‫اهلل]‪.‬‬
‫(مرتني) آمنت مبن‬ ‫ٍ‬
‫ويف سنن أيب داود؛ كان يقول‪[ :‬هالل خرْي ورشد ّ‬
‫خلق ك] (ثالث م رات)‪( .‬ويُس ّن) أن يق رأ بعد ذلك س ورة تب ارك‬
‫بدرا أفاده احلفين‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)1‬أي أول‪ ،‬أو ثاين‪ ،‬أو ثالث ليلة‪ ،‬وبعد ذلك يسمى قمرا‪ .‬وليلة أربع عشرة يسمى ً‬
‫‪1‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪24‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫امللك؛ ألثَ ٍر فيها‪ ،‬وألهنا املنجية والواقية‪ .‬قال السبكي رمحه اهلل تعاىل‪:‬‬
‫وكأ ّن ذلك ألهنا ثالثون آية على عدد أيام الشهر‪ ،‬وأل ّن السكينة تنزل‬
‫عند قراءهتا‪ ،‬وكان صلى اهلل تعاىل عليه وسلم يقرؤها عند النوم‪ .‬انتهى‬
‫مغين وحتفة اإلخوان‪.‬‬
‫وينبغي أن يقول ذلك عند رؤية كل هالل‪.‬‬
‫ما يطلب في عاشوراء‬
‫اعلم‪...‬أن من املطلوب يف يوم عاشوراء إحياء ليلته؛ فهو من أعظم ما‬
‫حث عليه الش ارع؛ ملا فيها من اإلم دادات الربّاني ة‪ ،‬والفيوض ات‬ ‫َّ‬
‫اإلحس انية‪ ،‬وال س يما بق راءة الق رآن الك رمي أو مساعه‪ ،‬ومبا ورد من‬
‫األدعية واألذكار‪.‬‬
‫جمرباته من خواص‬‫أيضا ما ذكره العالمة الدَّيريب يف َّ‬
‫ومن املطلوب فيها ً‬
‫آية الكرسي‪ ،‬وصاحب كتاب نعت البدايات‪ :‬أن من قرأ ليلة عاشوراء‬
‫بعد إسباغ الوضوء وصالة ركعتني آية الكرسي (ثالمثائة وستني مرة)‬
‫يُبس مل يف أول كل م رة كما م ّر يف أول كل ي وم منه وهو مس تقبل‬
‫للقبلة ج ٍ‬
‫اث على ركبتي ه‪ ،‬مث بعد الف راغ من الع دد املذكور يق رأ (قل‬

‫‪25‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بفضل اهلل وبرمحته فليفرحوا هو خري ممّا جيمع ون) (مثان وأربعني م رة)‪،‬‬
‫مث يقول‪:‬‬
‫(اللهم) إ ّن ه ذه ليل ةٌ جدي دةٌ‪ ،‬وش هر جدي ٌد‪ ،‬وس نةٌ جدي دة‪ ،‬ف أعطين‬
‫اللهم خريها وخري ما فيه ا‪ ،‬واص رف عين ش رها وش َّر ما فيه ا‪ ،‬وش ّر‬
‫فتنتها وحُم َدثاهتا‪ ،‬وش ّر النفس واهلوى والش يطان ال رجيم (اثنيت عش رة‬
‫مرة)‪.‬‬
‫وخيتم مبا ش اء من ال دعاء املقتبس من الق رآن وي دعو جلميع املس لمني‬
‫واملس لمات بعد أن يص لي على النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪،‬‬
‫رارا‪ ،‬فإنه يك ون يف عامه ذلك حمفوظًا من‬‫ويقتبس للتس بيح والتهليل م ً‬
‫سائر األسواء‪ ،‬واهلل على كل شيء قدير‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫صح مما سيأيت من اخلصال‪ ،‬وقد ع ّدها بعضهم عشر خصال‪ ،‬وع ّدها بعضهم اثنيت عشرة‬
‫ومن املطلوب يف يومه‪ :‬أن يفعل ما ّ‬
‫خصلة‪ ،‬وهي‪ :‬الصالة والصوم‪ ،‬وصلة الرحم والصدقة‪ ،‬واالغتسال واالكتحال‪ ،‬وزيارة عامل وعيادة مريض‪ ،‬ومسح رأس اليتيم‬
‫والتوسعة على العيال‪ ،‬وتقليم األظافر وقراءة سورة اإلخالص (ألف مرة)‪ .‬ونظمها بعضهم فقال‪:‬‬
‫ِ‬ ‫هِب‬
‫ا اثنتان و هَل ا فضلٌ نُ ق لْ‬ ‫يف ي وم عاش وراء عش ٌر‬
‫تتَّصل‬
‫َّق واغتَسل‬‫امسح تصد ْ‬
‫رأس اليتيم ْ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫واكتحل‬ ‫ص ِّل ُزر عالِ ًما عُد‬
‫صم َ‬ ‫ُ‬
‫وس ور َة اإلخالص قُل ألْ ًفا‬ ‫ُ‬ ‫وس ـع على العيال َق لِّ م ظُ ً‬
‫فر ا‬ ‫ِّ‬
‫تَ ِص ْل‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪26‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬
‫ومل يصح فيها إال حديث الصيام والتوسعة‪ .‬وأما باقي اخلصال العشر فمنها ما هو ضعيف‪ ،‬ومنها ما هو منكر موضوع‪ ،‬كما‬
‫فقلت‪:‬‬
‫قال العالمة األجهوري انظر النفحات للحمزاوي‪ .‬وقد نظمت ذلك بقويل ليلحق بالثالثة األبيات املذكور‪ُ ،‬‬
‫ومَل يرد من ه ِذ غري التوسعه والص ِ‬
‫وم فـاحفظه و ُك ْن‬ ‫َ ُ‬
‫متَّبِ َع ْه‬
‫أيض ا‪ :‬أن يش غله بالتض ُّرع واالبته ال‪ ،‬س يما‬ ‫ومن املطل وب يف يومه ً‬
‫باحلس بلة والتس بيح اآليت لفظهم ا؛ ف إن فيهما فائ دة عظيم ة‪ ،‬وعائ دة‬
‫فخيم ة؛ فقد ذكر العالمة ال ديريب يف فوائ ده‪ ،‬وس يدي حممد األمري‬
‫الصغري يف رسالته يف الفضائل العاشورية‪ ،‬نقالً عن العالمة األجهوري‬
‫حس بنَا اهلل ونعم الوكي ل‪ ،‬نعم املوىَل ونعم‬ ‫أن من ق ال ي وم عاش وراء‪ْ :‬‬
‫شر ذلك العام‪ .‬وقال األجهوري‬ ‫النصري (سبعني مرة) كفاه اهلل تعاىل ّ‬
‫أيض ا‪ :‬ذكر الس يد املدعو غ وث اهلل يف كت اب اجلواهر؛ أن من ق ال يف‬ ‫ً‬
‫يوم عاشوراء (سبعني مرة)‪ :‬حس يِب َ اهلل ونعم الوكيل‪ ،‬نعم املوىل ونعم‬
‫النص ري‪ .‬وق ال فيه ه ذا ال دعاء (س بع م رات) مل ميت تلك الس نة‪ ،‬ومن‬
‫دنا أجله مل يوفّق لقراءته‪ ،‬وهذا هو الدعاء‪:‬‬
‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ .‬وص لّى اهلل على س يدنا حممد وعلى آله‬
‫الرضا‬
‫ومنتهى العلم‪ ،‬ومبل َغ ِّ‬
‫وص حبه وس لم‪ .‬س بحان اهلل ملءَ امليزان ُ‬
‫دد‬
‫نجا من اهلل إال إلي ه‪ .‬س بحا َن اهلل ع َ‬ ‫وزنة الع رش‪ ،‬ال َملجأ وال َم َ‬

‫‪27‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الش فع وال وتر‪ ،‬وع دد كلماته التّ ّام ات كلِّه ا‪ ،‬أس ألك الس المة كلَّها‬
‫العلي العظيم‪،‬‬
‫برمحتك يا أرحم ال رامحني‪ ،‬وال ح ول وال ق ّوة إال باهلل ّ‬
‫وهو حسيب ونعم الوكي ل‪ ،‬نعم املوىل ونعم النص ري‪ ،‬وص لّى اهلل تع اىل‬
‫على نبينا خري خلقه سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم أمجعني‪.‬‬
‫وذكر بعض هم ذلك عن قطب ال دين احلنفي النه رواين‪ ،‬وابن فرح ون‬
‫املالكي‪ ،‬وقيَّده قطب ال دين بص الة ركع تني قبل ه‪ ،‬مث يق رأ ذلك وهو‬
‫مستقبل للقبلة خبشوع وحضور قلب‪ ،‬وأن تكون قراءة الدعاء (عشر‬
‫م رات) وأن ينفخ على نفسه يف كل م رة من العشر املرات‪ ،‬وأنه إذا‬
‫ق رئ على األطف ال ونفخ الق ارئ عليهم مل ميوت وا ويلقَّن ملن اس تطاع‬
‫منهم النطق‪ .‬اهـ خبط شيخنا وشيخ مشاخينا املذكور رمحه اهلل‪.‬‬
‫وق ال يف فتح الب اري‪ :‬كلم ات من قاهلا يف ي وم عاش وراء مل ميت قبله‬
‫وهي‪:‬‬
‫رش‪،‬‬‫ض ا‪ ،‬و ِزنَ ةَ الع ِ‬ ‫الر َ‬
‫ومنتهى العلم‪ ،‬ومبل َغ ِّ‬
‫(س بحان اهلل) ملءَ امليزان‪َ ،‬‬
‫رش‪،‬‬‫ض ا‪ ،‬و ِزنَ ةَ الع ِ‬ ‫الر َ‬
‫ومنتهى العلم‪ ،‬ومبل َغ ِّ‬
‫(واحلمد هلل) ملءَ امليزان‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫العرش‪ .‬ال‬ ‫ض ا‪ ،‬و ِزنَةَ‬
‫الر َ‬
‫ومبلغ ِّ‬
‫َ‬ ‫ومنتهى العلم‪،‬‬
‫(واهلل أكرَب ) ملءَ امليزان‪َ ،‬‬
‫الش ف ِع وال َوت ِر‪،‬‬
‫من اهلل إال إلي ه‪( .‬س بحان اهلل) ع دد َّ‬ ‫ملج أَ وال َ‬
‫منجا َ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪28‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الش ف ِع وال َوت ِر‪،‬‬


‫َّام ات كلِّه ا‪( ،‬واحلمد هلل) ع دد َّ‬
‫وع دد كلم ات اهلل الت ّ‬
‫الش ف ِع وال َوت ِر‪،‬‬
‫َّام ات كلِّه ا‪( ،‬واهلل أكرَب ) ع دد َّ‬
‫وع دد كلم ات اهلل الت ّ‬
‫الس المة برمحتك يا أرحم‬ ‫َّام ات كلِّه ا‪ ،‬أس ألك ّ‬‫وع دد كلم ات اهلل الت ّ‬
‫ول وال ق ّوة إال باهلل العلي العظيم‪ ،‬وص لّى اهلل تع اىل‬ ‫ال رامحني‪ ،‬وال ح َ‬
‫على س يدنا حممد وعلى آله وص حبه وس لم أمجعني‪ ،‬واحلمد هلل رب‬
‫العاملني‪.‬‬
‫ورأيت خبط بعضهم أن مما يُطلب يوم عاشوراء هذا الدعاء‪:‬‬ ‫ُ‬
‫رج ذي النُّون ي وم عاش وراء‪ ،‬ويا‬ ‫ٍ‬
‫(اللهم يا مف ِّرج ك ِّل ك رب‪ ،‬ويا خُمْ َ‬
‫جامع مشل يعقوب يوم عاش وراء‪ ،‬ويا غ افر ذنب داود يوم عاش وراء‪،‬‬
‫وب يوم عاشوراء‪ ،‬ويا سامع دعوة موسى وهارون‬ ‫ضر أيُّ َ‬
‫ويا كاشف ِّ‬
‫ي وم عاش وراء‪ ،‬ويا خ الق ُروح س يدنا حممد ‪ ‬حبيبك ومص طفاك ي وم‬
‫عاش وراء‪ ،‬ويا رمحن ال دنيا واآلخ رة‪ ،‬ال إله إال أنت‪ ،‬اقض ح اجيت يف‬
‫وأطل عم ري يف طاعتك وحمبتك ورض اك يا أرحم‬ ‫ال دنيا واآلخ رة‪ِ ،‬‬
‫ال رامحني‪ ،‬وأحيين حي اةً طيب ة‪ ،‬وتوفّين على اإلس الم واإلميان يا أرحم‬
‫ال رامحني‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا حممد وعلى آله وص حبه وس لم)‪.‬‬
‫انتهى‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(ومن أدعية ي وم عاش وراء) ما وجدته يف س فينة العل وم للعالمة الش يخ‬
‫إبراهيم العطار الشامي‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫َّجاوز عن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمرت يا حُم س ُن بالت ُ‬
‫(اللهم) يا حُم س ُن قد جاءك املسيءُ‪ ،‬وقد َ‬
‫فتجاوز عن قبيح ما عندي جبميل‬‫ْ‬ ‫املسيء‪ ،‬فأنت ِ‬
‫احملس ُن وأنا املسيء‪،‬‬
‫وف‪ ،‬أنلين معروفك‬ ‫موص ٌ‬‫روف‪ ،‬وباإلحس ان ُ‬‫ما عن دك‪ ،‬فأنت ب الرِب ِّ مع ٌ‬
‫وأغنين به عن مع روف َمن س واك يا أرحم ال رامحني‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل‬
‫كثريا إىل يوم الدين‪.‬‬
‫على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً‬
‫تنبيه‬
‫ق ال العالمة الش يخ زين ال دين تلميذ ابن حجر املكي يف كتابه [إرش اد‬
‫العباد] كغريه من علماء املذهب‪ :‬ومن البدع املذمومة اليت يأمث فاعلها‬
‫وجيب على والة األمر منع فاعلها ص الة الرغ ائب؛ اثنتا عش رة ركعة‬
‫بني العشاءين ليلة أول مجعة من رجب‪ ،‬وصالة ليلة النصف من شعبان‬
‫(مائة ركعة)‪ ،‬وصالة آخر مجعة من رمضان (سبع عشرة ركعة)‪ ،‬بنية‬
‫قضاء الصلوات اخلمس اليت مل يقضها‪ ،‬وصالة يوم عاشوراء؛ ركعتني‬
‫أو أربع ركع ات أو أك ثر‪ ،‬وص الة األس بوع‪ .‬أما أحاديثها فموض وعة‬
‫باطلة؛ وال تغرَت مبن ذكرها‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪30‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قلت‪ :‬ومثله ص الة ص فر‪ ،‬فمن أراد الصالة يف وقت من ه ذه األوق ات‬
‫فلينو النَّفل املطلق ف رادى من غري ع دد معنّي ‪ ،‬وهو ما ال يتقيد ب وقت‬
‫وال سبب‪ ،‬وال حصر له‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫ما يطلب في ص َفر الخير‬
‫اعلم‪...‬أن جمم وع ال ذي نقل من كالم الص احلني كما يعلم مما س يأيت‬
‫يفرق يف‬
‫أنه ينزل يف آخر أربعاء من صفر بالء عظيم‪ ،‬وأن البالء الذي ِّ‬
‫س ائر الس نة كله ي نزل يف ذلك الي وم‪ ،‬فمن أراد الس المة واحلفظ من‬
‫ذلك فليدع أول يوم من صفر‪ ،‬وكذا يف آخر أربعاء منه هبذا الدعاء؛‬
‫شر ذلك البالء‪ .‬هكذا وجدته‬ ‫فمن دعا به دفع اهلل سبحانه وتعاىل عنه َّ‬
‫خبط بعض الصاحلني‪ .‬والدعاء يف أول يوم منه هو هذا‪:‬‬
‫(بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ .‬وص لّى اهلل تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله‬
‫شر هذا الزمان وأهله‪ ،‬وأعوذ جباللك‬ ‫وصحبه أمجعني‪ .‬أعوذ باهلل من ِّ‬
‫ي وأوالدي‬ ‫وجالل وجه ك‪ ،‬وكم ال جالل قدسك أن جتريين ووال َد َّ‬
‫شر ما‬
‫شر هذه السنة‪ ،‬وقين ّ‬ ‫وأهلي وأحبايب‪ ،‬وما حتيطه شفقة قليب من ّ‬
‫شر شهر صفر‪ ،‬يا كرميَ النظر‪ ،‬واختم يل‬ ‫قضيت فيها‪ ،‬واصرف عين ّ‬
‫ي وأوالدي‬ ‫ولوالد َّ‬
‫َ‬ ‫يف هذا الشهر والدهر بالسالمة والعافية والسعادة يل‬

‫‪31‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وألهلي وما حتوطه ش فقةُ قليب ومجيع املس لمني‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل على‬
‫سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫أيض ا خبط بعض الص احلني أن من يق رأ يف كل ي وم من أي ام‬ ‫ووج دت ً‬
‫ص فر ه ذا ال دعاء حفظه اهلل تع اىل يف تلك الس نة من اآلف ات والبليّ ات‬
‫قط‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬ ‫قابل‪ ،‬ومل يصبه فيها بالء ُّ‬
‫إىل صفر ٍ‬
‫(بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪( .‬اللهم صل على س يدنا حممد عب دك ونبيك‬
‫األمي وعلى آله وب ارك وس لم‪( ،‬اللهم) إين أع وذ بك‬ ‫ورس ولك‪ ،‬النيب ّ‬
‫من ش ِّر ه ذا الش هر‪ ،‬ومن كل ش ّد ٍة وبالء وبليّة ق دَّرهتا فيه يا ده ُر‪ ،‬يا‬
‫مالك ال دنيا واآلخ رة‪ ،‬يا عاملا مبا ك ان وما يك ون‪ ،‬ومن إذا أراد ش يئًا‬
‫ً‬
‫دئ يا معي ُد‪ ،‬يا ذا اجلالل‬ ‫دي‪ ،‬يا مب ُ‬ ‫أزيل يا أب ُّ‬
‫ق ال له كن فيك ون‪ ،‬يا ُّ‬
‫رش اجملي د‪ ،‬أنت تفع ُل ما تري ُد‪( ،‬اللهم) اح ُرس‬ ‫واإلك رام‪ ،‬يا ذا الع ِ‬
‫ودني اي اليت ابتلتين‬ ‫بعينك نفسي وأهلي وم ايل‪ ،‬وول دي‪ ،‬وديين ُ‬
‫عزيز يا غ ّفار‪ ،‬يا كرميُ‪ ،‬يا‬
‫بصحبتها حبُرمة األبرار واألخيار‪ ،‬برمحتك يا ُ‬
‫ديد‬
‫س تَّار‪ ،‬برمحتك يا أرحم ال رامحني‪( ،‬اللهم) يا ش ديد الق َوى‪ ،‬ويا ش َ‬
‫لعزتك مجيع خلق ك‪ ،‬اكفين عن مجيع خلق ك‪ ،‬يا‬ ‫احملال يا عزي ُز ذلّت ّ‬
‫رم‪ ،‬يا من ال إله إال أنت‬ ‫حمس ُن يا جمم ل‪ ،‬يا متفضل يا منعم يا مك ُ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪32‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫برمحتك يا أرحم ال رامحني‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا حممد وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم أمجعني‪.‬‬
‫جمرباته‪:‬‬
‫وقال العالمة الشيخ الديريب يف ّ‬
‫فائدة‬
‫ذكر بعض الع ارفني من أهل الكشف والتمكني أنه ي نزل يف كل س نة‬
‫ثالمثائة ألف بليَّة وعشرون أل ًفا من البليات‪ ،‬وكل ذلك يف يوم األربعاء‬
‫األخري من صفر؛ فيكون ذلك اليوم أصعب أيام السنة؛ فمن ص لّى يف‬
‫ذلك الي وم أربع ركع ات‪ ،‬يق رأ يف كل ركعة منها بعد الفاحتة س ورة‬
‫(إنا أعطين اك الك وثر) س بع عش رة م رة واإلخالص مخس م رات‪،‬‬
‫واملع ّوذتني م رة م رة‪ ،‬وي دعو بعد الس الم هبذا ال دعاء حفظه اهلل تع اىل‬
‫بكرمه من مجيع الباليا اليت ت نزل يف ذلك الي وم‪ ،‬ومل حتم حوله بلية من‬
‫تلك الباليا إىل متام السنة والدعاء املعظم هو‪:‬‬
‫(بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ .‬وصلى اهلل تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله‬
‫ديد احملال‪ ،‬يا عزي ُز‬
‫ديد الق َوى‪ ،‬ويا ش َ‬
‫وص حبه وس لم‪( ،‬اللهم) يا ش َ‬
‫حمسن يا جممل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫مجيع خلقك‪ ،‬اكفين من مجيع خلقك‪ ،‬يا‬ ‫لعزتك ُ‬ ‫ذلّت َّ‬
‫منعم يا مك ِر ُم‪ ،‬يا من ال إله إال أنت برمحتك يا أرحم‬
‫يا متفض ل‪ ،‬يا ُ‬

‫‪33‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ال رامحني‪( ،‬اللهم) بس ّر احلسن وأخي ه‪ ،‬وج دِّه وأبي ه‪ ،‬اكفين ش ّر ه ذا‬
‫الي وم وما ي نزل فيه يا ك ايف‪ ،‬فس يكفيكهم اهلل وهو الس ميع العليم‪،‬‬
‫العلي العظيم‪،‬‬
‫ول وال ق ّوة إال باهلل ّ‬ ‫وحس بنا اهلل ونعم الوكي ل‪ ،‬وال ح َ‬
‫وصلى اهلل تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم)‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫سره‬
‫وذكر هذا الشيخ الكامل فريد الدين‪ ،‬شكر كنج قدس اهلل تعاىل ّ‬
‫يف أوراد اخلواجة مغين ال دين‪ ،‬كما يف اجلواهر اخلمس‪ .‬وق ال الش يخ‬
‫وجل ينزل بالء‬
‫البوين رمحه اهلل تع اىل يف كت اب الف ردوس‪ :‬إن اهلل ع ّز ّ‬
‫يف آخر أربع اء من ص فر بني الس ماء واألرض؛ فيأخ ذه َّ‬
‫املوكل به‬
‫ويس لمه إىل قطب الغ وث فيفرقه على الع امل‪ ،‬فما حصل من م وت أو‬
‫هم إال ويك ون من البالء ال ذي يفرقه القطب؛ فمن يُ رد‬ ‫بالء أو ّ‬
‫فليصل ست ركعات‪ ،‬يقرأ يف األوىل بأم القرآن وآية‬ ‫ِّ‬ ‫السالمة من ذلك‬
‫الكرس ي‪ ،‬ويف الثانية س ورة اإلخالص يف كل ركع ة‪ ،‬مث يص لّي على‬
‫النيب ‪ ‬بأي صالة‪ ،‬مث يدعو هبذا الدعاء فيقول‪:‬‬
‫(اللهم) إين أس ألك بأمسائك احلس ىن‪ ،‬وبكلماتك التّ ّام ات وحبُرمة نبيك‬
‫حممد ‪ ‬أن حتفظين وأن تع افيين من بالئ ك‪ ،‬يا دافع البالي ا‪ ،‬يا مف ِّرد‬
‫علي يف ه ذه الس نة من‬ ‫الغم‪ ،‬اكشف عين ما ُكتب ّ‬ ‫اهلم‪ ،‬ويا كاشف ّ‬‫ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪34‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫دير‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا حممد‬‫غم؛ إنك على كل ش يء ق ٌ‬ ‫هم أو ّ‬


‫ّ‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم تسليما‪.‬‬
‫(‪) 1‬‬
‫وذكر بعض الص احلني أ ّن آخر أربع اء يف ص فر ي وم حَنْس مس تمر‬
‫الم‬
‫فيس تحب أن يق رأ فيه س ورة يس‪ ،‬ف إذا وصل إىل قوله تع اىل‪( :‬س ٌ‬
‫ق والً من رب رحيم) يكررها (ثالمثائة وثالث عش رة م رة)‪ ،‬مث ي دعو‬
‫فيقول‪:‬‬
‫(اللهم) ص ّل على س يدنا حممد ص الة تنجينا هبا من مجيع األه وال‬
‫وتطهرنا هبا من مجيع‬
‫واآلف ات‪ ،‬وتقضي لنا هبا مجيع احلاج ات‪ّ ،‬‬
‫الس يئات وترفعنا هبا أعلى ال درجات‪ ،‬وتبلغنا هبا أقصى الغاي ات مجيع‬
‫اخلريات يف احلياة وبعد املمات‪.‬‬
‫مث يق ول‪( :‬اللهم) اص رف عنّا ش َّر ما يْن زل من الس ماء‪ ،‬وما خيرج من‬
‫قدير‪ ،‬وصلى اهلل تعاىل على سيدنا حممد‬ ‫األرض‪ ،‬إنك على كل شيء ٌ‬
‫وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫باملهم دنيا وأخرى ويسأل اهلل تعاىل العافية والسالمة‪.‬‬
‫مث يدعو ّ‬
‫فائدة‬

‫‪ .)11‬فيه ما سيأيت يف الرسالة فانظره‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وحموه ا‪،‬‬
‫كتب ه ذه اآلي ات ُ‬ ‫ومن اجملرب ات ل دفع الباليا واحلفظ منه ُ‬
‫وش رب مائه ا‪ ،‬ق ال يف نعت الب دايات‪ :‬وي روى أن من ص لى األربع‬
‫الركع ات املتقدم ة‪ ،‬ودعا بال دعاء املتق دم أيضا وه و‪( :‬اللهم) يا ش ديد‬
‫القوى‪...‬إخل‪ .‬وكتب بعد ذلك هذه اآليات وغسلها باملاء‪ ،‬وشرب منه‬ ‫َ‬
‫ِأم َن مما ينزل من البالء يف ذلك النهار إىل متام العام‪ .‬واآليات هي هذه‪:‬‬
‫الم على ن وح يف الع املني‪ .‬س الم على‬
‫(س الم ق والً من رب رحيم‪ .‬س ٌ‬
‫إبراهيم‪ .‬سالم على موسى وهارون‪ .‬سالم على إلياسني‪ .‬سالم عليكم‬
‫طبتم فادخلوها خالدين‪ .‬من كل أمر سالم هي حىت مطلع الفجر)‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وه ذه الرواية هي اليت ك ان يفعلها ش يخنا رضي اهلل تع اىل عنه‬
‫وهي أحس ن؛ لعم وم النفع هبا للص بيان والنس وان والعبي د‪ ،‬وحنو ذلك‬
‫ممن ال يقدر على فعل شيء مما تقدم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫كثيرا من األوهام‬
‫تنبيه وإعالم‪ ،‬يدفع ً‬
‫اعلم أنه روى اإلمام ان؛ البخ اري ومس لم رمحهما اهلل يف ص حيحيهما‬
‫هام ةَ‬
‫دوى وال طرَي َة وال َ‬
‫عن أيب هري رة ‪ ‬عن النيب ‪ ‬أنه ق ال‪[ :‬ال ع َ‬
‫أعرايب‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬فما بال اإلبل تكون يف الرمل‬
‫ّ‬ ‫وال ص َفَر]‪ ،‬فقال‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪36‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫كأهنا الظب اء‪ ،‬فيخالطها البعري األج رب فيُج ِرهبا؟‪ ،‬فق ال رس ول اهلل ‪:‬‬
‫أعدى األول ؟]‪.‬‬
‫[فمن َ‬
‫أق ول وباهلل التوفي ق‪ :‬قد روى ه ذا احلديث برواي ات متع ّددة؛ ففي‬
‫املش ارق للص اغاين رام ًزا للبخ اري عن أيب هري رة [وخريها الف أل]‬
‫عدوى وال طرَي ة وال غُ ول] ويف‬‫ورامزا للبخاري ومسلم عن جابر [ال َ‬ ‫ً‬
‫رامزا ملسند اإلمام أمحد‪ ،‬وملسلم عن جابر بن‬ ‫اجلامع الصغري للسيوطي ً‬
‫عدوى وال طرَي ةَ وال هامةَ وال ص َفَر وال غُول]‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫عبد اهلل [ال َ‬
‫والطي َرة(‪ )1‬والطَّْرق‬
‫ويف كتاب اآلثار للطحاوي عنه ‪ ‬أنه قال‪[ :‬العيافة َ‬
‫من اجلِْبت] أي الش رك‪ .‬وذكر ه ذا الس يوطي رام ًزا أليب داود‪ .‬ق ال‬
‫العلم اء رمحهم اهلل تع اىل يف تفسري ه ذه الكلم ات باختص ار‪ :‬معىن [ال‬
‫دوى] ال ِس َرابة للم رض من ص احبه إىل غ ريه‪ ،‬وه ذا نفي ملا ك انت‬ ‫ع َ‬
‫(‪) 2‬‬
‫كاجلرب أهنا تُعدي بطبعها من غري‬ ‫َ‬ ‫اجلاهلية تعتقده يف بعض الداءات‬
‫دوى]‬
‫إض افة إىل اهلل تع اىل فأبطل النيب ‪ ‬اعتق ادهم ذلك بقوله [ال ع َ‬

‫‪ .)11‬العيافة‪ :‬تنفري الطري لينظر هل يسري ميينا أو مشاال‪ .‬والطرية التشاؤم بأمساء الطيور وألواهنا وجهة مسريها وإن مل يكن تنفري‪،‬‬
‫تشاؤما باالسم وهو الغربة أو‬
‫ً‬ ‫أعم مما قبله‪ .‬فإذا سار ميينًا أقدم على السفر مثال أو مشاالً فال‪ .‬وإذا رآه غرابا أو عقابا امتنع‬
‫فهو ّ‬
‫العقاب‪ ،‬وهكذا‪ .‬والطرق ‪-‬كالضرب وزنا ومعىن‪ -‬هو الضرب باحلصى ألخذ الفأل؛ أو اخلط بالرمل إلظهار أمر مغيب‪ .‬أفاده‬
‫احلفين‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)22‬وجيمع الداء على أدواء‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ول ذلك ملا س أل األع رايب عن اإلبل الص حيحة خيالطها اجلمل األج رب‬
‫جيرب‬
‫فتج َرب فق ال النيب ‪[ :‬فمن أع َدى األول] أي األول مل َ‬
‫وقدره‪ ،‬فكذلك الثاين وما بعده‪ .‬هذا‪.‬‬ ‫بالعدوى بل بقضاء اهلل تعاىل َ‬
‫َ‬
‫وقد وردت أح اديث أش كل على كثري من الن اس بعض ها حىت ظن‬
‫دوى] ففي الص حيحني عن أيب‬ ‫بعض هم أهنا ناس خة لقوله ‪[ :‬ال ع َ‬
‫ص ٍّح] واملمرض‪:‬‬ ‫هريرة ‪ ‬عن النيب ‪ ‬أنه قال‪[ :‬ال ي ِرد َّن مُمْ ِرض على م ِ‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ص احب اإلبل املريض ة‪ .‬واملص ح‪ :‬ص احب اإلبل الص حيحة‪ .‬واملراد‬
‫النهي عن إي راد اإلبل املريضة على الص حيحة‪ .‬ومثله قوله ‪[ :‬فِ َّر من‬
‫رارك من األس د]‪ ،‬وقوله عليه الص الة والس الم‪[ :‬إذا مسعتم‬ ‫اجملذوم ف َ‬
‫بالطاعون يف أرض فال تدخلوها]‪ .‬ودخول النسخ يف هذه ال معىن له؛‬
‫ف إن قوله عليه الص الة والس الم‪[ :‬ال ع دوى] خ رب‪ ،‬وهو ال ميكن أن‬
‫ناسخا للنهي يف هذه األحاديث الثالثة وما يف معناها‪.‬‬ ‫يكون ً‬
‫فالص حيح ال ذي عليه اجلمه ور من العلم اء أنه ال نسخ يف ذل ك‪ ،‬وأن‬
‫دوى]‪ :‬نفي ملا يعتق ده أهل اجلاهلية من أن ه ذه األم راض‬ ‫معىن [ال ع َ‬
‫تُع دي بطبعها من غري اعتق اد بق َدر اهلل ع ّز وجل ل ذلك كما علمت‪،‬‬
‫أعدى األول]‪.‬‬ ‫ويدل عليه قوله ‪[ :‬فمن َ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪38‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وأما هنيه ‪ ‬عن إي راد املم رض على املصح وأم ره ب الفرار من اجملذوم‬
‫وهنيه عن ال دخول يف موضع الط اعون فإنه من ب اب اجتن اب األس باب‬
‫اليت هي س بب البالء إذا ك ان يف عافية منه ا‪ .‬فكما أنه م أمور أن ال‬
‫يلقى نفسه يف املاء أو يف النار‪ ،‬أو يدخل حتت اهلدم وحنوه مما جرت به‬
‫العادة أنه مهلك‪ ،‬فكذلك اجتناب مقاربة اجملذوم والقدوم على بلد فيه‬
‫الطاعون؛ فإن هذه كلها أسباب املرض والتلف‪ ،‬واهلل تعاىل هو خالق‬
‫األسباب ومسبباهتا‪ ،‬ال خالق وال مقدِّر غريه‪ .‬وقد روى أبو داود‪ :‬أنه‬
‫مر حبائط مائل فأسرع وقال‪[ :‬أخاف موت‬ ‫صلى اهلل تعاىل عليه وسلم َّ‬
‫الفوات]‪.‬‬
‫(فإن قلت) روى جابر أن النيب ‪ ‬أكل مع جمذوم وقال‪[ :‬بسم اهلل ثق ةً‬
‫باهلل وتوكالً عليه]‪ ،‬فما وجهه؟‪.‬‬
‫(ف اجلواب) أن ح ال النيب ‪ ‬أق وى من ح ال األم ة‪ ،‬فال خُي اف عليه مما‬
‫الع دوى ب الطبع‪ ،‬واألمر‬
‫خياف على غ ريه من العلل املعدي ة‪ ،‬وأن املنفي َ‬
‫ب الفرار منه ألن اهلل تع اىل أج رى الع ادة باإلع داء عند املخالطة كما‬
‫علمت‪ ،‬أو لئال يتفق للمخالط ش يء بالق َدر فيظن أنه ع دوى فيقع يف‬
‫احلرج‪ ،‬أو لئال حيصل للمج ذوم كسر خ اطر برؤيته الص حيح‪ ،‬أو غري‬

‫‪39‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ذلك مما هو مذكور يف شروح البخاري‪ ،‬وذكر حاصلها الشنواين على‬


‫خمتصر ابن أيب مجرة‪.‬‬
‫وأما الطِّرَي ة ‪-‬كعِنَبة وقد تس كن‪ -‬فهي التش اؤم‪ .‬وأصل التطرّي (‪ )1‬أهنم‬
‫ك انوا يف اجلاهلية يعتم دون على الط ري؛ ف إذا خ رج أح دهم ألمر ف إن‬
‫رأى الطري ط ار عن ميينه تيمن به واس تمر‪ ،‬وإن رآه ط ار عن يس اره‬
‫تش اءم به ورج ع‪ .‬ورمبا ك ان أح دهم ‪...‬الطري ليطري فيعتم دوهنا؛ فنهى‬
‫‪ ‬عن ذلك وأبطله وق ال‪[ :‬وخريها الف أل] أي خري الط رية الف أل‬
‫(بسكون اهلمزة ورمبا ختفف) وهو التيمن بالكالم احلسن؛ كمن عزم‬
‫على س فر فس مع من يق ول‪ :‬يا س الم يا س الم يا س المة‪ ،‬أو كس ماع‬
‫م ريض‪ :‬يا س امل يا ش ايف يا مع اىف‪ ،‬وهلذا ج اء يف اخلرب أنه ‪ ‬ك ان ال‬
‫يتطرّي (‪ )2‬ولكن يتف اءل‪ ،‬وك ان حيب إذا خ رج حلاجة أن يس مع‪ :‬يا‬
‫راشد‪ .‬وقد كان بعض عقالء اجلاهلية ينكر التطري ويتمدح برتكه‪ ،‬قال‬
‫شاعر منهم‪:‬‬
‫وما عاجالت الطري تُديِن من الفىت [] جناحا وال عن َريثِهن قصور‪.‬‬
‫وقال آخر‪:‬‬

‫‪ .)11‬هذا هو األصل‪ ،‬وإال فاملراد نفي كل ما يتطري به‪ .‬تأمل‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)22‬أي ال يتشاءم بأمر؛ إذ هذا ال يفعله من يعرف أن كل شيء بقضاء وقدر‪ ،‬كيف وهو ‪ ‬سيد العارفني الكاملني‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪40‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫صانع‬ ‫ِ‬
‫رات الطري ما اهلل ُ‬‫صى [] وال زاج ُ‬ ‫الضوارب باحلَ َ‬
‫ُ‬ ‫لعمرك ما تدري‬
‫وك ان أك ثرهم يتطرّي ون ويعتم دون على ذل ك‪ ،‬ويصح معهم غالبا‬
‫ل تزيني الش يطان هلم ذل ك‪ .‬وبقيت بقايا يف كثري من املس لمني‪ .‬وقد‬
‫أخ رج ابن حب ان يف ص حيحه من ح ديث أنس رفع ه‪[ :‬ال ط ري‪ ،‬والطري‬
‫على من تطرّي ]‪ .‬وأخ رج ابن ع دي بس ندين عن أيب هري رة رفع ه‪[ :‬إذا‬
‫تطرّي مت فامض وا وعلى اهلل فتو ّكل وا]‪ ،‬وأخ رج الط رباين عن أيب ال درداء‬
‫رفع ه‪[ :‬لن ين ال ال درجات العلى من هتكن أو استقس م‪ ،‬أو رجع من‬
‫تطيًرا]‪.‬‬
‫سفر ُّ‬
‫فائدة‬
‫الش عب من ح ديث عبد اهلل بن عمر موقوف ا‪[ :‬من‬ ‫أخ رج ال بيهقي يف ُّ‬
‫طري إالّ طريُك‪ ،‬وال خري‬
‫عرض له من هذه الطرية شيء فليقل‪ :‬اللهم ال َ‬
‫إال خ ريُك وال إله غ ريك]‪ .‬ويف مراسيل أيب داود أن النيب ‪ ‬قال‪[ :‬ليس‬
‫عبد اهلل ما شاء‬
‫عبد إال يدخل قلبه الطرية فإذا أحس بذلك فليقل‪ :‬أنا ُ‬
‫ِ‬
‫السيئات إال‬ ‫ذهب‬
‫قوة إال باهلل‪ ،‬ال يأيت باحلسنات إال اهلل‪ ،‬وال يُ ُ‬
‫اهلل ال ّ‬
‫قدير‪ ،‬مث ميضي لوجهه]‪.‬‬
‫اهللُ‪ ،‬أشهد أن اهلل على كل شيء ٌ‬

‫‪41‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فحصل من جمم وع ه ذين احلديثني وغريمها‪ :‬أن من ع رض له الط رية‬


‫فلي ْدع وليق ل‪ :‬أنا عبد اهلل ما ش اء اهلل ال ق وة إال باهلل‪ ،‬اللهم ال طري إال‬
‫ط ريُك‪ ،‬وال خري إال خ ريُك‪ ،‬وال إله غ ريُك؛ اللهم ال ي أيت باحلس نات إال‬
‫قدير‪،‬‬
‫أشهد أن اهلل على كل شيء ٌ‬ ‫ذهب السيئات إال أنت‪ُ ،‬‬ ‫أنت‪ ،‬وال يُ ُ‬
‫وال حول وال ّقوة إال باهلل العلي العظيم]‪.‬‬
‫هام ة] بتخفيف امليم على‬ ‫(وأما قوله) صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪[ :‬وال َ‬
‫الص حيح‪ ،‬وحكى أبو زيد تش ديدها‪ .‬وهي يف األص ل‪ :‬ال رأس‪ ،‬وتطلق‬
‫على طري من طي ور اللي ل‪ ،‬وهو املراد هن ا‪ .‬قي ل‪ :‬هو البوم ة‪ ،‬ك انوا‬
‫إيل نفسي أو‬
‫ت َّ‬ ‫يتش اءمون هبا إذا ح امت على بيت أح دهم يق ول َنع ْ‬
‫أحدا من أهل داري؛ وعلى هذا فاملعىن‪ :‬ال شؤم بالبومة‪ .‬وقيل‪ :‬كانت‬ ‫ً‬
‫الع رب ت زعم أن روح القتيل ال ذي ال يؤخذ بث أره تصري هامة فتق ول‪:‬‬
‫أخذ بث أره ط ارت‪ .‬وقي ل‪ :‬ك انوا يزعم ون أن‬ ‫اس قوين اس قوين‪ ،‬ف إذا ِ‬
‫الص َدى؛ وعلى‬
‫ويسمونه َّ‬
‫عظام امليت ‪-‬وقيل روحه‪ -‬تصري هامة فتطري ُّ‬
‫هذا فاملعىن ال حياة هلامة امليت‪ ،‬فنفى النيب ‪ ‬مجيع ذلك‪.‬‬
‫رد على‬‫ص َفر] أي ال ص فر م ؤخر عن حمل ه؛ ففيه ٌّ‬ ‫وقوله ‪[ ‬وال َ‬
‫فرا هو‬
‫احملرم إىل ص فر‪ ،‬وجيعل ون ص ً‬ ‫النس يء‪ .‬فك انت الع رب ت ؤخر ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪42‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الش هر احلرام‪ ،‬والص فر ‪-‬بفتح تني‪ -‬فيما ي زعم الع رب‪ :‬حية يف البطن‬
‫َت َعض اإلنس ان إذا ج اع‪ ،‬واللَّدغ ال ذي جيده عند اجلوع من ِّ‬
‫عض ها؛‬
‫فنفي املص طفى ‪ ‬ذل ك‪ ،‬واملراد أهنم ك انوا يتش اءمون ب دخول ش هر‬
‫ص فر‪ ،‬ملا يتومّه ون أن فيه كث رية ال دواهي والفنت‪ ،‬ف املعىن‪ :‬وال تش اؤم‬
‫هبذا الشهر‪ ،‬وال أن األمور الرديئة تقع فيه دون غريه بل هو كغريه من‬
‫الشهور‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وأما قوله ‪[ :‬وال غُ ول] (‪ )1‬قد كانت العرب تزعم أنه من جنس‬
‫الش ياطني‪ ،‬ي رتاءى للن اس فيض لهم عن الطريق ويُهلكهم فال غُ ول؛ أي‬
‫أحدا عن الطريق‪.‬‬
‫ال وجود له وال يستطيع أن يضل ً‬
‫تتمة‬
‫ن ذكر فيها أش ياء مما يتش اءم منها الن اس أو يلحقهم منها مك روه‪ :‬فمن‬
‫ذل ك؛ تش اؤم أهل اجلاهلية بش وال يف النك اح فيه خاصة(‪ )2‬وقد ورد‬
‫أيضا يف بعض األحاديث النوء؛‬
‫‪ .)1‬قوله [وال غُول] حتصل من هذا أنه نفى املصطفى ‪ ‬مخسة أمور ال أصل هلا‪ ،‬ونفى ً‬
‫‪1‬‬

‫فاحلاصل من جمموع األحاديث ستة‪ :‬العدوى‪ ،‬والطرية‪ ،‬واهلامة‪ ،‬والصفر‪ ،‬والغول‪ ،‬والنوء‪ .‬أما اخلمسة األوىل فقد تقدم الكالم‬
‫عليها‪ .‬وأما النوء‪ :‬فجمعه أنواء‪ ،‬وهي مثانية وعشرون كوكبا‪ ،‬كل مثاين عشرة ليلة يغيب كوكب منها يف جهة املغرب عند‬
‫الفجر‪ ،‬ويطلع كوكب بدله يف جهة املشرق‪ ،‬وكلما غاب واحد وجاء غريه‪ .‬قالت اجلاهلية‪ :‬هذا يظهر منه ريح ومطر‪ ،‬فتتم يف‬
‫ثالمثائة وأربعة وستني يوما؛ قاله احلفين عند قوله ‪[ :‬أخاف على أميت االستسقاء باألنواء]‪ .‬وحيف السلطان والتكذيب‬
‫بالقدر‪ :‬هذا وقد خاف ‪ ‬على أمته اإلميان بالنجوم‪ ،‬أي بأهنا تؤثر‪ .‬وأما قوهلم‪ :‬عالمة الرخاء مثال طلوع النجم الفالين وقت‬
‫كذا فال بأس به‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫‪ .)22‬سببه ما قيل‪ :‬إن طاعونًا وقع يف شوال يف سنة من السنني فمات فيه كثري من اخللق العرائس؛ فتشاءموا بذلك‪ .‬اهـ منه‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تزوجين رسول اهلل ‪ ‬يف‬


‫الشرع بإبطاله‪ ،‬قالت عائشة رضي اهلل عنها‪ّ :‬‬
‫وتزوج النيب ‪‬‬
‫فأي نسائه كانت أحظى مين‪ّ ،‬‬ ‫شوال‪ ،‬وبَىن يف شوال؛ ّ‬
‫أيضا‪.‬‬
‫أم سلمة رضي اهلل عنها يف شوال ً‬
‫ومن ذلك؛ تشاؤم الناس بالساعة النحسة(‪ )1‬باعتبار الكواكب واأليام‬
‫النحسة فيرتكون السعي ملصاحلهم فيها؛ وهو قول باطل للمنجمني‪.‬‬
‫ومن ذلك؛ تشاؤم الناس بالسفر يف احملاق(‪ )2‬وهو ما إذا بقي من الشهر‬
‫ي وم أو يوم ان‪ ،‬أو إذا ن زل القمر يف العق رب أو ال دَّبران وذلك من‬

‫‪ .)11‬وذلك أن املنجمني جيعلون أول كل يوم منسوبًا لكوكب من الكواكب اجملموعة يف قول القائل‪:‬‬
‫زحل شري مرخيه من مشسه ‪ ‬فتزاهرت لعطارد األقمار‬
‫قصريا أو طويال‪ .‬فالساعة األوىل من يوم السبت لزحل‪ ،‬ومن‬
‫ويقسمون اليوم اثنيت عشرة ساعة‪ ،‬سواء كان ً‬
‫األحد للشمس‪ ،‬ومن اإلثنني للقمر‪ ،‬ومن الثالثاء للمريخ‪ ،‬ومن األربعاء لعطارد‪ ،‬ومن اخلميس للمشرتي‪ ،‬ومن اجلمعة للزهرة‪.‬‬
‫وهذه الكواكب السبعة تقسم على سبع ساعات‪ ،‬والثامنة هي ابتدأت هبا‪ ،‬وهكذا إىل متام اثنيت عشرة ساعة‪ ،‬مث‬
‫ممتزجا أنه حنس مع‬
‫إن الكواكب املذكورة اثنان منها حنسان‪ ،‬ومها زحل واملريخ‪ .‬وواحد ممتزج وهو عطارد‪ ،‬ومعىن كونه ً‬
‫النحوس‪ ،‬وسعد مع السعود‪ ،‬فيتشاءمون بالنجمني املذكورين األولني النحسني جدا عن السعي يف مصاحلهم وهو قول باطل‬
‫هلم قد أبطله الشرع؛ فال نافع وال ضار إال اهلل سبحانه وتعاىل‪.‬‬
‫وقوله‪[ :‬واأليام النحسة] أي فإهنم بتشاءمون من سبعة أو مثانية أيام يف الشهر‪ ،‬وهي جمموعة يف هذا املصراع؛ فما كان فيه‬
‫مهمل فهو يوم سعيد‪ ،‬وما كان معجما فبضد املهمل‪ ،‬وذلك قوله‪:‬‬
‫حمبك يرعى هواك فهل ‪ ‬تعود ليايل بظل األمل‬
‫فمـا فيه نقط بدا شره ‪ ‬ومهمله فيه خري حصل‬
‫اهـ‪ .‬منه‪.‬‬
‫‪ .)22‬احملاق بتثليث امليم‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪44‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الط رية املنهي عنها ألن رعاية ذلك مكروهة أو حمرمة كما س ننقله عن‬
‫ابن حجر‪.‬‬
‫ومن ذل ك؛ التش اؤم بي وم األربع اء وبغري ذل ك‪ ،‬وكله من الط رية املنهي‬
‫عنه ا‪ .‬ق ال ابن حجر رمحه اهلل تع اىل يف املنح بعد أن ق ّرر اس تحباب‬
‫نصهم على ندب السفر يف‬ ‫السفر يوم اخلميس أو اإلثنني أو السبت‪ :‬مث ُّ‬
‫هذه األيام صريح يف عدم ندبه يف غريها‪ ،‬لكن ال من جهة تطرُّي بقول‬
‫منجم أو حنوه لكراهة رعاية ذلك أو حرمت ه؛ فقد ق ال ابن مجاع ة‪ :‬وال‬
‫يكره السفر يف يوم من األيام بسبب كون القمر يف العقرب أو غريه‪.‬‬
‫لعلي ‪ :‬أتلقى اخلوارج والقمر يف العق رب؟‪ ،‬ق ال‪ :‬ف أين‬ ‫وملا قيل ّ‬
‫منجم‪ِ :‬س ْر ساعة كذا تظفر؛ فقال‪ :‬ما كان حملمد ‪‬‬ ‫قمرهم؟‪ ،‬وقال له ّ‬
‫منجم وال للن اس بع ده‪ ،‬واحتج بآي ات مث ق ال‪ :‬فمن ص دَّقك يف ه ذا‬
‫آمن أن يك ون كمن اختذ من دون اهلل ن دًّا‪ ،‬اللهم ال طري إال‬ ‫الق ول ال ُ‬
‫ط ريك‪ ،‬وال خري إال خ ريك‪ ،‬نك ذبك وخنالفك ونسري يف الس اعة اليت‬
‫هنيتنا عنه ا‪ ،‬مث ق ال للن اس‪ :‬إي اكم وتعلُّ َم النج وم إال ما هتت دون به يف‬
‫توعد املنجم بأنه إن مل‬
‫ظلم ات الرب والبح ر‪ ،‬إمنا املنجم كالك افر‪ .‬مث ّ‬
‫يتب ليخلدنَّه يف احلبس وليحرمنَّه العط اء‪ .‬مث قاتل اخلوارج يف الس اعة‬

‫‪45‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اليت هناه عنها فظفر هبم‪ ،‬وهي وقعة النه روان الثاني ة‪ ،‬ونقل ابن رش د‪.‬‬
‫أن مالكا رمحه اهلل تعاىل مل يكن يكره شيئا يف يوم من األيام‪ ،‬بل كان‬
‫(‪)1‬‬
‫ردا على من يتشاءم هبما‪ .‬وأراد ملك‬
‫يتحرى األربعاء والسبت؛ أي ًّ‬
‫أن يغزو يف وقت فح ّذره املنجمون منه فأنشد له‪:‬‬

‫وي أيها‬
‫ٍّ‬ ‫واهنض بع زم ق‬ ‫دع النج وم لَط رقِ ٍّي يعيش‬
‫امللك‬ ‫هبا‬
‫أبصرت ما ملكوا‬
‫َ‬ ‫عن النجوم وقد‬ ‫النيب وأصحاب النيب هنَوا‬
‫إن ّ‬
‫فخالفهم؛ ِ‬
‫فظفر وغنم‪ ،‬انتهى‪.‬‬
‫وكثري من الناس تطريوا من آخر أربعاء وتركوا السعي ملصاحلهم فيه‪،‬‬
‫ويقولون له‪ :‬أربعاء ال يدور؛ مستدلني حبديث‪[ :‬آخر أربعاء يف الشهر‬
‫ي وم حنس مس تمر]‪ .‬ق ال الس خاوي‪ :‬طرقه واهي ة‪ ،‬وعلى تق دير ص حته‬
‫فمعناه؛ حنس مستمر على من تطري به أو اعتقد حُن وسته لذاته؛ وخاف‬
‫منها معتق ًدا ما عليه املنجم ون‪ .‬أما من اعتقد أنه ال ينفع وال يضر إال‬
‫اهلل تعاىل فليس بنحس عليه‪.‬‬

‫‪ .)11‬هو اخلليفة املعتصم بن هارون الرشيد‪ ،‬وكان يريد غزو الروم‪ .‬ويقال‪ :‬إن الذي أنشده هذين البيتني أبو متام الطائي‪ .‬اهـ‬
‫مصححه‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪46‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ه ذا‪ ،‬وقد ج اء يف بعض األخب ار ما يُش عر مبدح األربع اء‪ ،‬ففي ُش عب‬
‫ال بيهقي‪ :‬أن ال دعاء يس تجاب ي وم األربع اء بعد ال زوال‪ .‬ويف ح ديث‬
‫ج ابر ‪ :‬أنه ‪ ‬أتى مس جد األح زاب ي وم االث نني وي وم الثالث اء وي وم‬
‫األربع اء بني الظهر والعص ر‪ ،‬فوضع رداءه فق ام فرفع يديه ي دعو عليهم‬
‫أي الكفار فرأينا البِشر يف وجهه‪ ،‬كما يف ِّ‬
‫السرَي ‪.‬‬
‫وعن صاحب اهلداية‪ :‬أنه ما بدئ بشيء يوم األربعاء إال ومتَّ‪ .‬وهو يوم‬
‫خلق اهلل تع اىل فيه الن ور‪ .‬وروى ال ديلمي عن ج ابر ‪ ‬مرفوع ا‪[ :‬من‬
‫غ رس األش جار ي وم األربع اء‪ ،‬وق ال‪ :‬س بحان الب اعث ال وارث آتت‬
‫أ ُكله ا]‪ .‬ونقل عن احللِيمي أنه ق ال‪ :‬علمنا ببي ان الش ريعة أن من األي ام‬
‫أيض ا‪ .‬فاأليام‬
‫حنس ا ويقابل النحس السعد‪ ،‬وإذا ثبت األول ثبت الثاين ً‬ ‫ً‬
‫قي ومنهم س عيد‪ ،‬لكن‬ ‫منها حنس ومنها س عد؛ كاألش خاص منهم ش ّ‬
‫أشخاص ا‬
‫ً‬ ‫زعم أن األيام والكواكب تُنحس وتُسعد باختيارها أوقاتًا أو‬
‫باط ل‪ .‬والق ول أن الك واكب قد تك ون أس بابًا للحسن والق بيح‪ ،‬واخلري‬
‫والشر‪ ،‬والكل فعل اهلل تعاىل وحده مما ال بأس به‪.‬‬
‫واحلاصل كما ق ال املن اوي‪ :‬أن ت وقِّي األربع اء وغ ريه على جهة الط رية‬
‫وظن اعتقاد املنجمني حرام شديد التحرمي‪ ،‬إذ األيام كلها هلل تعاىل ال‬

‫‪47‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تنفع وال تضر ب ذاهتا‪ ،‬وب دون ذلك ال ضري وال حمذور في ه‪ .‬ومن تطرّي‬
‫ح افت به حُن وس ته‪ ،‬ومن أيقن أنه ال يضر وال ينفع إال اهلل ع ّز وج ّل مل‬
‫يؤثر فيه شيء من ذلك؛ كما قيل‪:‬‬
‫طيَر إال [] على ُمتطرِّي وهو الثُّبور‬
‫تعلّم أنه ال ْ‬
‫وباجلملة فكل األيام سواء‪ ،‬ال اختصاص لذلك بيوم األربعاء وال غريه‪.‬‬
‫حنس على‬‫وما من س اعة من الس اعات إال وهي س ْع ٌد على ش خص‪ٌ ،‬‬
‫آخر‪ ،‬باعتبار ما حيدث اهلل تعاىل فيها من املالئم واملنافر‪ ،‬واخلري والشر‪،‬‬
‫فكل يوم من األيام يتصف باألمرين الختالف االعتبار؛ فما أوجل الليل‬ ‫ّ‬
‫يف النهار‪ ،‬والنهار يف الليل إال إليالد احلوادث؛ وقد قيل‪:‬‬
‫أخوات‬
‫ُ‬ ‫أال إمّن ا األيام إبداعُ واحد ‪ ‬وهذي الليايل كلُّها‬
‫ط الرزق﴾‬ ‫قال يف روح البيان يف تفسري قوله‪﴿ :‬أومل يعلموا أن اهلل يبس ُ‬
‫يوس عه ﴿ ملن يش اء ﴾ وإن ك ان ال حيلة له وال ق ّوة امتحانًا ﴿‬ ‫أي ّ‬
‫ويقدر ﴾ أي يضيّق الرزق ملن يشاء وإن كان قويا شديد احليلة ابتالءً‪،‬‬
‫فال ق ابض وال باسط إال اهلل تع اىل‪ .‬وي دل على ذلك أنا ن رى الن اس‬
‫خمتلفني يف َس عة ال رزق وض يقه؛ فال بد ل ذلك من حكمة وس بب‪،‬‬
‫وذلك الس بب ليس هو عقل اإلنس ان وجهل ه؛ فإنا ن رى العاقل الق ادر‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪48‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يف أشد الض يق‪ ،‬ون رى اجلاهل الض عيف يف أعظم الس عة‪ ،‬وليس ذلك‬
‫أيضا ألجل الطب ائع واألفالك‪ ،‬ألن الس اعة اليت ولد فيها ذلك امللك‬
‫والسلطان القاهر‪ ،‬قد ولد فيها عامل من الناس أيضا‪ ،‬وعامل من احليوان‬
‫غري اإلنس ان‪ .‬وتولد أيضا يف تلك الس اعة ع امل من النب ات‪ .‬فلما‬
‫شاهدنا حدوث هذه األشياء الكثرية يف تلك الساعة الواحدة مع كوهنا‬
‫خمتلفة يف الس عادة والش قاوة‪ ،‬علمنا أن الفاعل ل ذلك هو اهلل تع اىل‪،‬‬
‫فصح هبذا الربهان العقلي القاطع صحة قوله تعاىل‪ ﴿ :‬اهلل يبسط الرزق‬
‫ملن يشاء ويقدر ﴾‪ ،‬قال الشاعر‪:‬‬
‫قضي علينا ُز َحل‬‫وال النحس ي ِ‬ ‫السعد ِ‬
‫يقضي به املشرتي‬ ‫ُ‬ ‫فال‬
‫َ‬
‫وقاضي القضاة تعاىل َو َج ْـل‬ ‫ولـــكنه حكم رب السما‬
‫انتهى‪ ،‬وقال آخر‪:‬‬

‫ي وال مَحَ ُل‬


‫ال ترقب النجم يف أمر حتاوله فاهلل يفعل ال َج ْد ٌ‬
‫وال يض رك ِم ِّر يْ ٌخ وال‬ ‫مع السعادة ما للنجم من أثـر‬
‫ُز حلُ‬
‫وللعالمة الشيخ منصور التميمي الشافعي‪:‬‬
‫ان يرج ـو‬ ‫من كـان خي شى أو ك‬
‫املش رَتِ ي‬ ‫ُز حـالً‬

‫‪49‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫كــان أيب األ دىن بَ ِـر ي‬ ‫وإن‬ ‫م ن ــه‬ ‫ف ـإ نَّ يِن‬


‫وله أيضا‪:‬‬
‫ل ـم تضر وتنفع من حتتها‬ ‫إن كنت تزعم أن النجو‬
‫ل بـأنك بـاهلل‬ ‫فـال تنكرنّ على مـن يقو‬
‫أشركتـها‬
‫وله أيضا‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ر وال ن ـفع سبي ـلُ‬ ‫ض ْـر‬
‫ليس للنجم إىل ُ‬
‫ٍ‬
‫ق ـات والسمت دليلُ‬ ‫إنّ ـما النجم علي األو‬
‫موحد مع‬‫وما ألطف ما قاله احلفين رمحه اهلل تع اىل‪ :‬إنه قد اجتمع ّ‬
‫منجم فق ال ل ه‪ :‬كيف أص بحت؟‪ ،‬فق ال‪ :‬أص بحت أخ اف اهلل تع اىل‬ ‫ّ‬
‫وأرجوه‪ ،‬وأنت أصبحت ترجو ُزحالً واملشرتي وختافهما‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ه ذا‪ ،‬وأراين قد ط ّولت حىت ك دنا أن خنرج عن املقص ود‪ .‬ولكن ال‬
‫ط ول حيث إن أملي أن ه ذا اجلمع مقب ول وحمم ود‪ ،‬وال خيلو إن ش اء‬
‫اهلل تع اىل من فائ دة ب اخلري عائ دة‪ .‬فعليك به لي ذهب عنك التطرّي ‪،‬‬
‫ويتثبت عزم ك‪ ،‬فتص مم على أمر بال حتري‪ ،‬س يما يف ص فر ش هر اخلري‬
‫والظف ر‪ ،‬وادع يل ب التوفيق للص واب‪ ،‬ألنك ال جتد ه ذا اجلمع هبذا‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪50‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الرتتيب يف كتاب‪ ،‬وفقنا اهلل تعاىل ملراضيه‪ ،‬وأذهب هنا الشر ودواعيه‪،‬‬
‫آمني‪ ،‬باألمني‪.‬‬
‫ما يطلب في شهر ربيع األول‬
‫اعلم أنه يطلب يف ه ذا الش هر ك ثرة الص الة والص يام على نبينا س يد‬
‫األن ام ص لى اهلل تع اىل وس لم عليه وزاده ش رفا وكرما لدي ه‪ ،‬ألن ه ذا‬
‫الشهر العظيم قد ظهر فيه اخلري العميم‪ ،‬وطلع فيه سعد السعود بإشراق‬
‫طلعة نبينا الس نية على الوج ود‪ ،‬ففيه ت ذكار مولد س يد الكائن ات‪،‬‬
‫وأش رف أهل األرض والس موات‪ ،‬وقُ رة أعينن ا‪ ،‬وش فيعنا عند ربن ا‪،‬‬
‫خالصة مع ّد‪ ،‬س يدنا وموالنا حمم د‪ ،‬ص لى اهلل تع اىل وس لم عليه وعلى‬
‫آله وص حبه وكل ُمنت ٍم إلي ه‪ ،‬واجتم اعُ ِّ‬
‫املوحدين لس ماع قصة مول ده‬
‫الشريف‪ ،‬واغتنام بركاته وفضله املنيف‪ ،‬وتالوة الصالة والتسليم‪ ،‬على‬
‫صاحب اخللق العظيم‪ ،‬وال زال أهل اإلسالم حيتفلون بشهر مولده عليه‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬ويعملون الوالئم ويتصدقون لياليه بأنواع الصدقات‪،‬‬
‫ويظه رون الس رور ب ه‪ ،‬ويزي دون يف املربات‪ ،‬ويعتن ون بقصة مول ده‬
‫الكرمي‪ ،‬ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬
‫(‪) 1‬‬
‫(وأول) من أح دث فعل ذل ك‪ :‬امللك املظ ّفر أبو س عيد ص احب إربل‬
‫رمحه اهلل تع اىل‪ .‬وك ان يعمله يف ش هر ربيع األول وحيتفل به احتف االً‬
‫جاعا بطال ع ادال وألف له احلافظ ابن دحية‬ ‫هما ش ً‬ ‫ه ائالً‪ ،‬وك ان ش ً‬
‫تألي ًفا مساه «التن وير يف مولد الس راج املن ري» فأج ازه امللك املظ ّفر ب ألف‬
‫دينار‪.‬‬
‫(وهذا الكتاب) أول ما ألف خبصوص قصة املولد الشريف‪ ،‬وبعد ذلك‬
‫تتبعه الن اس يف الت آليف فيها بتطويل واختص ار منث ور ًة أو منظومة معىن‬
‫القصة فيه ا‪ ،‬وج رى الن اس على قراءهتا ليلة مول ده ‪ ‬مقرون ةً ب التعظيم‬
‫قرة العني‪ ،‬وسيد الكونني‪،‬‬ ‫والصالة والسالم عليه الصالة والسالم على َّ‬
‫واألناش يد يف مدحه عليه الص الة والس الم يف املس اجد واجلوام ع‪،‬‬
‫حرص ا على استجالب بركاته‪ ،‬فصاروا يقرءوهنا يف‬ ‫وتوسعوا يف ذلك ً‬
‫ال دور وال بيوت يف أي ي وم ك ان من ش هر ربيع األول؛ بل يف أي ي وم‬
‫من الع ام‪ ،‬ويت ّربكون ب ذلك االحتف ال املوقر ُحـبًّا مبن ينسب إلي ه‪،‬‬
‫ويعتم دون يف الش فاعة عليه ص لى اهلل تع اىل عليه وعلى آله وص حبه‬
‫وكرم وجَمّد وعظم‪.‬‬
‫وشرف ّ‬ ‫وسلم‪ّ ،‬‬
‫‪ .)11‬إربل ‪ -‬بكسرة اهلمزة وسكون الراء وكسر الباء املوحدة والم؛ بوزن إمثد ‪ -‬اسم مدينة يف والية املوصل‪ ،‬تقع على بعد‬
‫‪ 80‬كيلومرتا تقريبا إىل اجلنوب الشرقي من مدينة املوصل «عن دائرة املعارف»‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪52‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫مث إن عمل املولد واجتم اع الن اس له ك ذلك مستحس ن‪ ،‬فهو بدعة‬


‫حسنة‪.‬‬
‫ق ال اإلم ام أبو ش امة شيخ الن ووي‪ :‬ومن أحسن ما ابتُ دع يف زماننا ما‬
‫يفعل كل ع ام يف الي وم املوافق لي وم مول ده ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‬
‫من الصدقات واملعروف‪ ،‬وإظهار الزينة والسرور‪ ،‬فإن ذلك مع ما فيه‬
‫من اإلحس ان للفق راء ُمش عٌِر مبحبة النيب ‪ ،‬وتعظيمه يف قلب فاعل‬
‫من به من إجياد رسوله صلى اهلل تعاىل‬ ‫ذلك‪ ،‬وشكر اهلل تعاىل على ما ّ‬
‫عليه وسلم‪ ،‬الذي أرسله رمحةً للعاملني‪.‬‬
‫وق ال ابن اجلوزي‪ :‬من خواصه أنه أم ان ذلك الع ام‪ ،‬وبُش رى عاجلة‬
‫بنيل البغية واملرام‪ .‬ه ذا‪ ،‬وقد اس تنبط احلافظ ابن حجر ختريج عمل‬
‫املولد على أصل ثابت يف السنة‪ ،‬وهو ما يف الصحيحني‪ :‬أن النيب صلى‬
‫اهلل تع اىل عليه وس لم ق دم املدينة فوجد اليه ود يص ومون بوم عاش وراء‬
‫فس أهلم فق الوا‪ :‬هو ي وم أغ رق اهلل فيه فرع ون وجَنّى موس ى‪ ،‬وحنن‬
‫كرا‪ ،‬فق ال‪« :‬حنن أوىل مبوسى منكم»‪ .‬ق ال‪ :‬فيس تفاد منه‬ ‫نص ومه ش ً‬
‫من اهلل به يف يوم معنّي ‪ ،‬وأي نعمة أعظم من بروز‬ ‫فعل الشكر على ما ّ‬
‫يب الرمحة ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪ .‬ه ذا‪ ،‬والش كر حيصل ب أنواع‬ ‫ن ّ‬

‫‪53‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العبادة؛ كالصالة والصيام والصدقة والتالوة ال باألمور املنهيات‪ ،‬واهلل‬


‫سبحانه وتعاىل أعلم‪.‬‬
‫وه ذا البحث ذكرن اه َتبُّر ًكا وإال فال أعلم له دع اءً خاص ا‪ ،‬ولكن‬
‫أحببت أن ال خيلو هذا اجلمع من ذكره‪.‬‬
‫المكرم‬
‫ّ‬ ‫ما يطلب في رجب الحرام‬
‫خصوصا الصوم‬
‫ً‬ ‫اعلم أن رجبًا شهر فصيل‪ ،‬والعبادة فيه هلا أجر جليل‪،‬‬
‫فيه واالستغفار‪ ،‬والتوبة من األوزار‪ ،‬ويف أول ليلة منه يستجاب الدعاء‬
‫فيس تحب‪ ،‬ق ال ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬مخس لي ال ال تُ رد فيهن‬
‫ال دعاء؛ أول ليلة من رجب‪ ،‬وليلة النصف من ش عبان‪ ،‬وليلة اجلمع ة‪،‬‬
‫وليلة الفط ر‪ ،‬وليلة النح ر» أخرجه السيوطي رمحه اهلل تع اىل يف اجلامع‪،‬‬
‫عن ابن عساكر‪ ،‬عن أيب أمامة رضي اهلل تعاىل عنه‪.‬‬
‫ويف ليلة السابع والعشرين منه أسري بالنيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‬
‫ورجب هو الف رد من األش هر احلرم‪ ،‬ق ال‬ ‫ٌ‬ ‫كما هو مش هور معل وم‪.‬‬
‫هرا يف كت اب اهلل ي وم‬ ‫تع اىل‪﴿ :‬إن ع دة الش هور عند اهلل اثنا عشر ش ً‬
‫خلق الس موات واألرض منها أربعة ح رم﴾ وهي ذو القع دة‪ ،‬وذو‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪54‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫احلجة‪ ،‬واحملرم‪ ،‬ورجب؛ فاألشهر احلرم ثالثة َس رد‪ ،‬وواحد فرد؛ وهو‬
‫رجب‪.‬‬
‫وك ان يف ابت داء اإلس الم حيرم القت ال يف األش هر احلرم‪ ،‬مث نسخ بقوله‬
‫تع اىل‪﴿ :‬اقتل وا املش ركني حيث وج دمتوهم﴾ وبقيت حرمتها يف‬
‫تضعيف األجر على الطاعة وتعظيم الوزر على املعصية‪ ،‬محانا اهلل تعاىل‬
‫منها‪.‬‬
‫ورجب هو ش هر اهلل األص ب‪ ،‬تصب فيه الرمحة على الت ائبني‪ ،‬وتفيض‬
‫أن وار القب ول على الع املني‪ ،‬وك انوا يس مونه األصم ألنه مل يس مع فيه‬
‫حس قت ال‪ ،‬ويق ال ل ه‪« :‬رجم» ب امليم‪ ،‬ومعن اه أنه يُ رجم فيه األع داء‬
‫ُّ‬
‫والشياطني حىت ال يؤذوا فيه األولياء والصاحلني‪.‬‬
‫«رجب ش هر اهلل‪ ،‬وش عبان‬
‫ٌ‬ ‫ق ال النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪:‬‬
‫شهري‪ ،‬ورمضان شهر أميت» أخرجه يف اجلامع‪.‬‬
‫وقال العلماء‪ :‬رجب شهر االستغفار‪ ،‬وشعبان شهر الصالة على النيب‬
‫املختار‪ ،‬صلى اهلل تعاىل عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬ورمضان شهر‬
‫الق رآن؛ فاجته دوا رمحكم اهلل تع اىل يف رجب فإنه موسم التج ارة‪،‬‬

‫‪55‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫واعم روا أوق اتكم فيه فهو أوان العم ارة‪ ،‬فمن ك ان من التج ار فه ذه‬ ‫ُ‬
‫املواسم قد دخلت‪ ،‬ومن كان مريضا باألوزار فهذه األدوية قد محلت‪.‬‬
‫قال وهب بن منبه رضي اهلل تعاىل عنه‪ :‬مجيع أهنار الدنيا تزور زمزم يف‬
‫رجب تعظيما هلذا الش هر‪ .‬وق رأت يف كتب اهلل املنزلة أن من اس تغفر‬
‫اهلل يف رجب بالغداة والعشي يرفع يديه ويقول‪ :‬اللهم اغفر يل وارمحين‬
‫علي (س بعني م رة) مل متس الن ار له جل ًدا‪ .‬خلصت ه ذا كله من‬ ‫وتب ّ‬
‫حتفة اإلخ وان يف ق راءة امليع اد يف رجب وش عبان ورمض ان للعالمة‬
‫الفشين رمحه اهلل تعاىل؛ فانظره فإنه يف هذا الباب نفيس جدًّا‪.‬‬
‫وذكر س يدي القطب الرب اين الشيخ عبد الق ادر اجليالين ق دس س ره يف‬
‫كتابه «الغني ة»‪ :‬أن مما يطلب أن ي دعى به يف أول ليلة من رجب ه ذا‬
‫الدعاء‪:‬‬
‫املتعرضون‪ ،‬وقصدك القاصدون‪ ،‬وأمل‬ ‫تعرض لك يف هذه الليلة ِّ‬ ‫(إهلي َّ‬
‫وائز‪،‬‬
‫ات وج ُ‬ ‫فض لك ومعروفك الط البون؛ ولك يف ه ذه الليلة نفح ٌ‬
‫واهب‪ ،‬مَتُ ّن هبا على من تش اءُ من عب ادك‪ ،‬ومتنعها ممن مل‬
‫ُ‬ ‫وعطايا وم‬
‫تس بق له العناية من ك‪ ،‬وهأن ذا عب دك الفق ريُ إلي ك‪ ،‬املؤمل فض لك‬
‫والي تفض لت يف ه ذه الليلة على أحد من‬‫ومعروف ك‪ ،‬ف إن كنت يا م َ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪56‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فصل على سيدنا حممد وآله‬ ‫بعائدة من عطفك‪ّ ،‬‬ ‫دت عليه َ‬ ‫وج َ‬‫خلقك‪ُ ،‬‬
‫علي بطَولك ومعروفك يا رب العاملني)‪.‬‬ ‫وج ْد َّ‬
‫وصحبه‪ُ ،‬‬
‫علي رضي اهلل تع اىل عنه يف ِّرع نفسه للعب ادة يف أربع لي ال يف‬‫وك ان ٌّ‬
‫الس نة‪ ،‬وهي أول ليلة من رجب‪ ،‬وليلة الفط ر‪ ،‬وليلة األض حى‪ ،‬وليلة‬
‫النصف من شعبان‪ .‬وكان من دعائه فيها‪:‬‬
‫اللهم صل على حممد وآله مص ابيح احلكم ة‪ ،‬وم وايل النعم ة‪ ،‬ومع ادن‬
‫العِصمة‪ ،‬واعصمين هبم من كل سوء‪ ،‬وال تأخذين على ِغ َّرة‪ ،‬وال على‬
‫غفل ة‪ ،‬وال جتعل ع واقب أم ري حس ر ًة وندام ة‪ ،‬وارض ع ين؛ ف إن‬
‫مغفرتك للظ املني‪ ،‬وأنا من الظ املني‪ .‬اللهم اغفر يل ما ال يض رك‪،‬‬
‫وأعطين ما ال ينفع ك‪ ،‬فإنك الواس عة رمحت ه‪ ،‬البديع ةُ حكمت ه‪ ،‬ف أعطين‬
‫ِغ‬
‫الس عة والدَّع ة‪ ،‬واألمن والص حة‪ ،‬والش كر واملعاف اة والتق وى‪ ،‬وأف ر ِ‬
‫َّ‬
‫علي وعلى أوليائ ك‪ ،‬وأعطين اليُس ر‪ ،‬وال جتعل معه‬ ‫الصرب والص دق ّ‬
‫العس ر‪ ،‬واعمم ب ذلك أهلي وول دي وإخ واين في ك‪ ،‬ومن ول دين‪ ،‬من‬
‫املسلمني واملسلمات واملؤمنني واملؤمنات‪ .‬اهـ‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وقد مجع س يدي العالمة الس يد حسن ابن س يدي عبد اهلل ب اعلوي‬
‫استغفارا‪ ،‬وترجم له بدعاء استغفار رجب‪ ،‬وقال‪ :‬إن له فضائل‬ ‫ً‬ ‫احلداد‬
‫وآثارا غزيرة وهو هذا‪:‬‬
‫كثرية‪ً ،‬‬
‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل على س يدنا حممد وعلى آله‬
‫وص حبه وس لم‪ ،‬أس تغفر اهلل (ثالث ا)‪ ،‬وأت وب إىل اهلل مما يك ره اهلل ق وال‬
‫وخاطرا‪ ،‬وباطنا وظاهرا‪ ،‬أستغفر اهلل العظيم الذي ال إله إال هو‬ ‫ً‬ ‫وفعال‪،‬‬
‫مت وما أخرت‪ ،‬وما‬ ‫القيوم وأتوب إليه‪ ،‬اللهم إين أستغفرك ملا ق ّد ُ‬
‫احلي َ‬ ‫َّ‬
‫املؤ ّخر‪،‬‬
‫أس ررت وما أعلنت‪ ،‬وما أنت أعلم به م ين‪ ،‬أنت املق دِّم وأنت َ‬
‫دير‪ .‬أس تغفر اهلل ذا اجلالل واإلك رام من مجيع‬ ‫وأنت على كل ش يء ق ٌ‬
‫سرها وجهرها‪ ،‬وصغريها‬ ‫الذنوب واآلثام‪ .‬أستغفر اهلل لذنويب كلها‪ِّ ،‬‬
‫وأوهلا وآخره ا‪ ،‬وظاهرها وباطنه ا‪،‬‬ ‫وكبريه ا‪ ،‬وق دميها وجدي دها‪َّ ،‬‬
‫تبت إليك منه مث عدت فيه‪،‬‬ ‫وأتوب إليه‪ .‬اللهم إين أستغفرك من ذنب ُ‬
‫رض ا‪،‬‬
‫وأس تغفرك ملا أردت به وجهك الك رمي فخالطه ما ليس لك فيه ً‬
‫وأس تغفرك ملا وع دتُك به من نفسي مث أخلفتك في ه‪ ،‬وأس تغفرك ملا‬
‫رام‪،‬‬ ‫ِ‬
‫علي وهو عن دك ح ٌ‬ ‫دع اين إليه اهلوي من قبل ال ُّرخص مما اش تبه ّ‬
‫وأستغفرك يا من ال إله إال أنت‪ ،‬يا عامِل الغيب والشهادة من كل سيئة‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪58‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ٍ‬
‫وخالء‪ ،‬وس ّر وعالنية‬ ‫عملته ا‪ ،‬يف بي اض النه ار وس واد اللي ل‪ ،‬يف ٍ‬
‫مالء‬
‫وأتيت هبا من العص يان‪ ،‬ف أتوب إليك يا‬
‫ُ‬ ‫إيل إذا ارتكبته ا‪،‬‬
‫اظر ّ‬‫وأنت ن ٌ‬
‫علي‬
‫أنعمت هبا ّ‬
‫َ‬ ‫رحيم‪ .‬وأس تغفرك من النعم اليت‬
‫حليم يا ك رميُ يا ُ‬ ‫ُ‬
‫يت هبا على معص يتك وأس تغفرك من ال ذنوب اليت ال يعرفها أح ٌد‬ ‫فتق َّو ُ‬
‫غريك‪ ،‬وال يطلع عليها أح ٌد سواك وال سيعها إال حلمك‪ ،‬وال ينجيين‬
‫ت فيها وأنا‬ ‫ِ‬
‫لفت مين فحنثْ ُ‬
‫منها إال عف وك‪ ،‬وأس تغفرك لكل ميني س ْ‬
‫كنت‬
‫اخ ٌذ هبا‪ .‬وأستغفرك يا من ال إله إال أنت سبحانك إين ُ‬ ‫مؤ َ‬
‫عندك َ‬
‫الغم وك ذلك ننجي املؤم نني‪.‬‬ ‫من الظ املني‪ ،‬فاس تجبنا له وجنين اه من ّ‬
‫فردا وأنت خري الوارثني‪ .‬رب اغفر‬ ‫رب ال تذرين ً‬‫وزكريا إذ نادى ربه ِّ‬
‫علي‬
‫وارحم وأنت خري ال رامحني‪ .‬وأس تغفرك من كل فريضة أوجبتها ّ‬
‫هتاونًا‬
‫عمدا أو نسيانًا أو ُ‬ ‫يف آناء الليل وأطراف النهار فرتكتها خطأ أو ً‬
‫اقب هبا‪ .‬وأس تغفرك من كل س نة من س نن س يد‬ ‫أو جهال وأنا مع ٌ‬
‫املرس لني‪ ،‬وخ امت النب يني نبيك س يدنا حممد ص لى اهلل عليه وس لم‬
‫فرتكتها غفل ةً أو س هوا أو نس يانا أو هتاونا أو جهال أو قل ةَ مب ٍ‬
‫االة هبا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫وأس تغفرك يا من ال إله إال أنت وح دك ال ش ريك ل ك‪ ،‬وأن حمم ًدا‬
‫عب دك ورس ولك‪ ،‬س بحانك يا رب الع املني‪ ،‬لك امللك ولك احلم د‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وأنت حس بنا ونعم الوكي ل‪ ،‬ونعم املوىل ونعم النص ري‪ ،‬وال ح ول وال‬
‫ٍ‬
‫وحيد‪،‬‬ ‫العلي العظيم‪ .‬يا جابر كل كسري‪ ،‬ويا مؤنس كل‬ ‫قوة إال باهلل ّ‬
‫اج إىل‬
‫ميس ر كل عس ري‪ ،‬يا من ال حيت ُ‬ ‫ويا ص احب كل غ ريب‪ ،‬ويا ّ‬
‫قدير‪ ،‬وصلى اهلل تعاىل على سيدنا‬ ‫البيان والتفسري‪ ،‬وأنت على ما تشاء ٌ‬
‫حممد بع دد من ص لى علي ه‪ ،‬وبع دد من مل يصل علي ه‪ .‬اللهم صل على‬
‫روح س يدنا حممد يف األرواح‪ .‬اللهم صل على تربة س يدنا حممد يف‬
‫ال رتاب‪ .‬اللهم صل على قرب س يدنا حممد يف القب ور‪ .‬اللهم صل على‬
‫ص ورة س يدنا حممد يف الص ور اللهم صل على اسم س يدنا حممد يف‬
‫حريص‬
‫ٌ‬ ‫األمساء‪ ﴿ ،‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم‬
‫عليكم ب املؤمنني رؤوف رحيم‪ ،‬ف إن تولَّوا فقل حسيب اهلل ال إله إال هو‬
‫عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ﴾‪ ،‬وصلى اهلل تعاىل على سيدنا‬
‫حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫انتهى دعاء استغفار رجب املشهور نفع اهلل تعاىل به آمني‪.‬‬
‫وال تغ ُفل عن س يد االس تغفار ال وارد عن النيب ص لى اهلل تع اىل عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وهو‪:‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪60‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اللهم أنت ريب ال إله إال أنت خلقتَ ين‪ ،‬وأنا عب ُدك وأنا على عه دك‬
‫صنعت‪ ،‬وأبوء لك بنعمتك‬ ‫شر ما‬
‫استطعت‪ ،‬أعوذ بك من ِّ‬ ‫ِ‬
‫ووعدك ما‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫علي‪ ،‬وأب وء ب ذنيب ف اغفر يل‪ ،‬فإنه ال يغفر ال ذنوب إال أنت (يق رأ ثالثا‬
‫ّ‬
‫صباحا وكذلك مساءً)‪ ،‬واهلل املوفق‪.‬‬
‫ً‬
‫ومن فوائد الش يخ علي األجه وري رمحه اهلل تع اىل كما يف ترمجته‬
‫خبالصة األثر أن من ق رأ يف آخر مجعة من رجب واخلطيب على املن رب‪:‬‬
‫(مخس ا وثالثني م رة) ال تنقطع‬
‫أمحد رس ول اهلل حمم ٌد رس ول اهلل ً‬ ‫ُ‬
‫الدراهم من يده ذلك السنة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫تنبيه‬
‫استحضر هنا ما ذكرناه من أن صالة الرغائب (وهي اثنتا عشرة ركعة‬
‫تصلى بني املغرب والعشاء ليلة أول مجعة من رجب) بدع ةٌ مذمومة فال‬
‫األوابني أو التس ابيح أو النفل املطل ق‪،‬‬
‫تفعله ا؛ بل ص ِّل ب دهلا ص الة َّ‬
‫فرادى من غري عدد معنّي ‪ ،‬وكذا يقال يف أمثاله كما تقدم‪.‬‬
‫مـا يـطلب في شعبان المعظّم‬
‫اعلم أن شعبان املكرم من األشهر املعظمة‪ ،‬وهو شهر بركاته مشهورة‪،‬‬
‫وخرياته موفورة‪ ،‬والتوبة فيه من أعظم الغنائم الصاحلة‪ ،‬والطاعة فيه من‬

‫‪61‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أكرب املتاجر الراحبة‪ ،‬جعله اهلل تعاىل مضمار الزمان‪ ،‬وضمن فيه للتأئبني‬
‫األم ان‪ ،‬من ع َّود نفسه فيه باالجته اد‪ ،‬ف از يف رمض ان حبسن االعتي اد‪،‬‬
‫وهو شهر النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم كما ذكرنا يف احلديث املار‬
‫وش ّق فيه القمر لرس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل‬
‫بقول ه‪« :‬وش عبان ش هري» ُ‬
‫عليه وس لم‪ ،‬وهو ش هر الص الة على النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‬
‫كما يف حتفة اإلخ وان‪ ،‬ف أكثروا من الص الة عليه أيها اإلخ وان يف كل‬
‫خصوص ا يف شهر نبيكم شعبان‪ ،‬ويف ليلة نصفه تقسم آجال‬ ‫ً‬ ‫األزمان‪،‬‬
‫العباد‪ ،‬وحيكم فيها بالقرب والبعاد‪.‬‬
‫ق ال يف حتفة اإلخ وان‪ :‬روي عن عط اء بن يس ار رضي اهلل تع اىل عنه‬
‫ق ال‪ :‬إذا ك ان ليلة النصف من ش عبان نسخ ملك املوت عليه الص الة‬
‫والس الم كل من ميوت من ش عبان إىل ش عبان‪ ،‬وإن الرجل ليَظلم‬
‫ويفجر وينكح النس وان ويغ رس األش جار‪ ،‬وقد نسخ امسه من األحي اء‬ ‫ُ‬
‫إىل األم وات‪ ،‬وما من ليلة بعد ليلة الق در أفضل من ليلة النصف من‬
‫شعبان‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫مث اعلم أن أمر اهلل تع اىل ال يب ّدل وال يغرَّي بعد إب رازه للمالئكة عليهم‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬خبالفه قبل إبرازه وهو يف اللوح‪ ،‬فإن اهلل تعاىل ميحو‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪62‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫منه ما يش اء ويثبت ما يش اء‪ .‬وقد رويت آث ار وأح اديث أحادية تفيد‬


‫أنه يقضي اهلل تع اىل يف تلك الليلة املباركة كل أجل وعمل ورزق إىل‬
‫مثلها ويف كثري من األخب ار االقتص ار على اآلج ال‪ .‬وحكمة ختص يص‬
‫ه ذه الليلة ب ذلك النسخ هو ال رتغيب وال رتهيب‪ ،‬ف ريغب املكلف قبل‬
‫جميئها يف اخلري‪ ،‬ويرهب من الشر‪ ،‬وجيتهد فيها بالطاعة عسى اهلل تعاىل‬
‫أن يكتب يف تلك الليلة س عادته‪ ،‬وك ذلك يك ون حاله بعد مرورها‬
‫خش ية أن يك ون كتب فيها من أم وات تلك الس نة فيس َّ‬
‫تعد للق اء اهلل‬
‫تعاىل‪ ،‬هذا شأن أويل التوفيق‪.‬‬
‫وق ال يف حتفة اإلخ وان‪ :‬ق ال رس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪:‬‬
‫«إن اهلل يغفر جلميع املس لمني يف تلك الليلة إال لك اهن أو س احر أو‬
‫اق لوالدي ه»‪ ،‬مث س رد حنو ذلك من‬ ‫دمن مخر أو ع ٍّ‬ ‫احن أو م ِ‬‫مش ِ‬
‫ُ‬
‫األح اديث إىل أن ق ال‪ :‬وقد اجتمع من الرواي ات أن احملج وبني عن‬
‫رحم‪،‬‬ ‫وعش ار‪ ،‬وقاتل نفس وق اطع ِ‬ ‫احن ّ‬ ‫املغف رة والرمحة مش ِرك ومش ِ‬
‫رب يف‬ ‫ومس بِل اإلزار ٍ‬
‫وزان وش ارب وقت ات(‪ ،)1‬ومص ِّور وع ٌّ‬
‫اق ومض ٌ‬ ‫ُ‬
‫التجارات(‪ ،)2‬ومبتدع ورافضي يف قلبه شحناء للصحابة رضي اهلل تعاىل‬

‫النمام‪.‬‬
‫‪ .)1‬القتات‪ّ :‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ .)22‬كذا باألصل‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫عنهم‪ ،‬فمن ختلّق بش يء من ه ذه ال ذنوب فاته الف وز ب الغفران يف ليلة‬


‫النصف من ش عبان‪ ،‬إال أن يتنصل من ذنب ه‪ ،‬ويت وب إىل رب ه‪ ،‬وخيلص‬
‫توبت ه‪ ،‬ويغسل مباء الن دم حوبت ه‪ ،‬فحينئذ يس لك اهلل به أق وم طري ق‪،‬‬
‫ويدخله يف زمرة أولئك الرفيق‪ ﴿ ،‬ومن يطع اهلل ورسوله‪ ﴾...‬اآلية‪.‬‬
‫قال‪ :‬ومن عادة اهلل تعاىل يف هذه الليلة‪ :‬أن يزيد فيها ماء زمزم زيادة‬
‫ظاهرة‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويُسن إحي اء ه ذه الليل ة؛ روى األص فهاين يف ال رتغيب عن مع اذ بن‬
‫جبل قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪« :‬من أحيا الليايل‬
‫اخلمس وجبت له اجلن ة؛ ليلة الرتوي ة‪ ،‬وليلة عرف ة‪ ،‬وليلة النح ر‪ ،‬وليلة‬
‫الفطر‪ ،‬وليلة النصف من شعبان»‪ .‬قال بعضهم‪ :‬فضل رجب يف العشر‬
‫األول؛ ألجل فضل أول ليلة من ه‪ .‬وفضل ش عبان يف العشر األوس ط؛‬
‫ألجل ليلة النصف من ه‪ .‬وفضل رمض ان يف العشر األخ رية من ه؛ ألجل‬
‫ليلة القدر‪.‬‬
‫مث إن لليلة النصف من ش عبان أمساء كث رية‪ ،‬وك ثرة األمساء ت دل على‬
‫ش رف املس ّمى؛ ذكر الفشين يف التحفة معظمها وذكر عند كل اسم‬
‫حكمة تس ميتها ب ذلك االس م‪ ،‬وأعفبه حبديث أو أثر أو حنو ذل ك‪،‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪64‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فانظرها تر العجب العج اب‪ .‬فمما ذك ره من أمسائها‪ :‬الليلة املبارك ة‪،‬‬


‫وليلة ال رباءة‪ ،‬وليلة القسمة والتقدير‪ ،‬وليلة اإلجابة‪ .‬قال‪ :‬ملا روي عن‬
‫رد فيهن ال دعاء؛‬‫ابن عمر رضي اهلل تع اىل عنهما ق ال‪ :‬مخس لي ال ال ي ّ‬
‫ليلة اجلمع ة‪ ،‬وأول ليلة من رجب‪ ،‬وليلة النصف من ش عبان‪ ،‬وليلة‬
‫القدر‪ ،‬وليلتا العيدين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫ويؤيده احلديث الذي أخرجه السيوطي املذكور فيما تقدم فيما يطلب‬
‫يف رجب؛ فيس تحب ال دعاء ليلتها ب األمور املهمة الدنيوية واألخروي ة‪،‬‬
‫خصوصا باألدعية النبوية‪.‬‬
‫ً‬ ‫وأمهها املغفرة وسؤال العافية‬
‫ق ال العالمة الس يد الون ائي رمحه اهلل تع اىل فيما يتعلق بليلة النصف من‬
‫شعبان وغريها كرمضان؛ من أوىل ما يدعى به هذه الليلة‪:‬‬
‫اعف عيِّن ‪ ،‬اللهم إين أس ألك العف َو‬
‫حتب العف َو ف ُ‬
‫اللهم إنك عف ٌّو ك رميٌ ُّ‬
‫واملعافَا َة الدائمةَ يف الدين والدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫والعافيةَ َ‬
‫لورود ذلك يف ليلة القدر‪ ،‬وهذه أفضل الليايل بعدها‪.‬‬
‫أيض ا ما رواه مجع بسند ال بأس به عن أيب برزة‬ ‫ومن أوىل ما يدعى به ً‬
‫ق ال‪ :‬ق ال رس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬ملا هبط آدم إىل‬
‫أسبوعا وصلى خلف املقام ركعتني‪ ،‬مث قال‪:‬‬‫ً‬ ‫األرض طاف بالبيت‬

‫‪65‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تعلم س ِّري وعالَنييِت فاقبَل مع ِذ َريت‪ ،‬وتعلم ح اجيت ف اعطين‬


‫اللهم إنك ُ‬
‫يباشر‬
‫وتعلم ما يف نفسي فاغفر يل ذنيب‪ .‬اللهم إين أسألك إميانا ُ‬ ‫سؤيل‪ُ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ورض ين‬
‫كتبت يل‪ِّ ،‬‬ ‫أعلم أنه ال يص يبين إال ما َ‬
‫قل يب‪ ،‬ويقينا ص ادقًا حىت َ‬
‫بقضائِك‪.‬‬
‫تجبت لك في ه‪ ،‬ولن‬ ‫آدم‪ ،‬إنك دعوتين ب ُدعاء فاس ُ‬ ‫ف أوحى اهلل إلي ه‪ :‬يا ُ‬
‫رت له‬
‫تجبت ل ه‪ ،‬وغف ُ‬ ‫ُ‬ ‫دعوين به أح ٌد من ذُريتك من بع دك إال اس‬ ‫ي َ‬
‫وفرجت مَه ه و َغمه‪ ،‬واجَّت رت له من ِ‬
‫وراء كل تاج ٍر‪ ،‬وأتتهُ الدنيا‬ ‫ُ‬ ‫ذنبه‪ّ ُ َّ ،‬‬
‫راغمة وإن كان ال يريدها»‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫اص بليلة النصف من‬ ‫قلت‪ :‬وقد مجع دع اء م أثور مناسب للح ال خ ٌّ‬ ‫ُ‬
‫ش عبان مش هور‪ ،‬يق رؤه املس لمون تلك الليلة امليمونة ف رادى ومجعا يف‬
‫جوامعهم وغريها‪ ،‬يلقِّنهم أحدهم ذلك الدعاء‪ ،‬أو يدعو وهم َيؤ ِّمنون‬
‫كما هو معلوم‪.‬‬
‫وكيفيت ه‪ :‬تق رأ أوالً قبل ذلك ال دعاء بعد ص الة املغ رب س ورة يس‬
‫(ثالث ا) األوىل بنية ط ول العم ر‪ ،‬والثانية بنية دفع البالء‪ ،‬والثالثة بنية‬
‫االستغناء عن الناس‪ .‬وكلما تقرأ السورة مرة تقرأ بعدها الدعاء مرة‪.‬‬
‫وهذا هو الدعاء املبارك‪:‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪66‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا حممد وعلى آله‬
‫املن(‪ )1‬وال مُيَ ُّن عليه يا ذا اجلالل واإلكرام يا‬
‫وصحبه وسلم‪ ،‬اللهم يا ذا ّ‬
‫الالجني‪ ،‬وج َار املس تجريين‪،‬‬
‫َ‬ ‫ذا الط ول واإلنع ام‪ ،‬ال إله إال أنت ظهر‬
‫كنت كتبتين عن دك يف ِّأم الكت اب ش قيًّا أو‬‫أمن اخلائفني‪ .‬اللهم إن َ‬ ‫وم َ‬
‫شقاويت‬
‫فام ُح اللهم بفضلك َ‬ ‫علي يف الرزق ْ‬ ‫ودا أو م َقتًَّرا ّ‬
‫مطر ً‬
‫وما أو ُ‬‫حَم ُر ً‬
‫عيدا‬
‫ردي وإقتَ َار رزقي‪ ،‬وأثبتين عن دك يف أم الكت اب س ً‬ ‫وحرم اين وط ِ‬
‫احلق يف كتابك املنزل‪،‬‬
‫قلت وقولُك ّ‬ ‫مرزوقا موفقا للخ ريات‪ ،‬فإنك َ‬
‫ثبت وعن ده أم الكت اب‪،‬‬ ‫على لس ان نبيك املرس ل‪ ،‬مَي ُحو اهلل ما يش اء ويُ ُ‬
‫إهلي ب التَّجلي األعظم‪ ،‬يف ليلة النصف من ش عبان املك ّرم‪ ،‬اليت يُف َرق‬
‫نعلم‬
‫ف عنَّا من البالء ما ُ‬ ‫فيها كل أم ٍر حكيم ويُرْب م‪ ،‬أس ألك أن تكش َ‬
‫رم‪ ،‬وص لى اهلل‬ ‫أعلم‪ ،‬إنك أنت األع ُّز األك ُ‬ ‫نعلم‪ ،‬وما أنت به ُ‬ ‫وما ال ُ‬
‫تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وذكر ه ذا ال دعاء العالمة الش رجي رمحه اهلل تع اىل يف فوائ ده وجعله‬
‫دع ائني؛ ف انظره إن ش ئت‪ .‬وق ال العالمة ال ديريب يف جمربات ه؛ ومن‬

‫املن» إخل أغلب هذا الدعاء مأثور يف اجلملة‪ .‬قال اجلالل السيوطي رمحه اهلل تعاىل يف الدر املنثور عند‬
‫‪ .)1‬قوله‪« :‬اللهم يا ذا ّ‬
‫‪1‬‬

‫قوله تعاىل‪( :‬مَي حو اهلل ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) بعد كالم‪ :‬وأخرج ابن أيب شيبة يف املصنف‪ ،‬وابن أيب الدنيا يف الدعاء‬
‫وسع اهلل له يف معيشته‪ .‬اهـ منه‪.‬‬
‫عن ابن مسعود رضي اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬ما دعا عبد هبذه الدعوات إال ّ‬

‫‪67‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫خواص سورة يس كما قال بعضهم أن تقرأها ليلة النصف من شعبان‬ ‫ّ‬
‫(ثالث مرات)‪ :‬األوىل بنية طول العمر‪ ،‬والثانية بنية دفع البالء‪ ،‬والثالثة‬
‫بنية االس تغناء عن الن اس‪ ،‬مث ت دعو هبذا ال دعاء (عشر م رات) حيصل‬
‫املراد إن شاء اهلل تعاىل‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫ك‪ ،‬وإحس انُك ّقربين إلي ك‪ ،‬أش كو إليك ما ال‬ ‫ودك دلّين علي َ‬ ‫إهلي ج ُ‬
‫علمك حبايل يكفي عن‬ ‫خي َفى علي ك‪ ،‬وأس ألك ما ال يعس ُر علي ك‪ ،‬إذ ُ‬
‫فر ْج عيّن ما أنا فيه‪ ،‬ال إله إال أنت‬ ‫مفرج ِ‬
‫كرب املكروبني‪ِّ ،‬‬ ‫سؤايل‪ ،‬يا ِّ‬
‫الغم وكذلك‬ ‫كنت من الظاليمن‪ ،‬فاستجبنا له وجنيناه من ِّ‬ ‫سبحانك إين ُ‬
‫املن وال مُي ُّن عليه‪ ،‬يا ذا اجلالل واإلكرام‪ ،‬يا‬
‫ننجي املؤمنني‪ .‬اللهم يا ذا ّ‬
‫ذا الط ول واإلنع ام‪ ،‬ال إله إال أنت ظهر الالجني‪ ،‬وج ار املس تجريين‪،‬‬
‫أمن اخلائفني‪ ،‬وكْنز الط البني اللهم إن كنت كتبتين عن دك يف ِّأم‬ ‫وم َ‬
‫فام ُح اللهم‬
‫علي يف الرزق ْ‬ ‫ودا أو م َقتًَّرا ّ‬
‫مطر ً‬
‫وما أو ُ‬ ‫الكتاب شقيًّا أو حَم ُر ً‬
‫ردي وإقتَ َار رزقي‪ ،‬وأثبتين عن دك يف أم‬ ‫بفض لك ش قاويت وحرم اين وط ِ‬
‫َ‬
‫احلق يف‬
‫قلت وقولُك ّ‬ ‫عيدا مرزوقا موفقا للخ ريات‪ ،‬فإنك َ‬ ‫الكت اب س ً‬
‫ثبت‬
‫كتابك املنزل‪ ،‬على لس ان نبيك املرس ل‪ ،‬مَي ُحو اهلل ما يش اء ويُ ُ‬
‫وعن ده أم الكت اب‪ ،‬أس ألك اللهم حبق التَّجلي األعظم‪ ،‬يف ليلة النصف‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪68‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫من ش عبان املك ّرم‪ ،‬اليت يُف َرق فيها كل أم ٍر حكيم ويُرْب م‪ ،‬أس ألك أن‬
‫أعلم‪ ،‬إنك‬‫نعلم‪ ،‬وما أنت به ُ‬
‫نعلم وما ال ُ‬
‫ف عنَّا من البالء ما ُ‬ ‫َ‬ ‫تكش‬
‫رم‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل على س يدنا حممد وعلى آله‬ ‫أنت األع ُّز األك ُ‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وذكر يف سفينة العلوم دعاء نصف شعبان للقطب الرباين سيدي عبد‬
‫الق ادر اجليالين ق دس اهلل س ره‪ ،‬ولعله م ذكور يف غري الس فينة من‬
‫مؤلفاته‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫أطلعت ليلة النصف من ش عبان على خلق ك‪ ،‬فعد علينا مِب نّك‬ ‫َ‬ ‫اللهم إذ‬
‫يقوم لك فيها‬‫واسع رزقك‪ ،‬واجعلنا ممن ُ‬
‫وعتقك‪ ،‬وقدِّر لنا من فضلك َ‬
‫ببعض حقك‪ .‬اللهم من قضيت فيها بوفاته فاقض مع ذلك له رمحتك‪،‬‬
‫ول حياته فاجعل له مع ذلك نعمت ك‪ ،‬وبلِّغنا ما ال تبلغ‬ ‫َّرت ط َ‬
‫ومن ق د َ‬
‫األقدام بني يديه يا رب العاملني‪ ،‬برمحتك‬ ‫اآلمال إليه‪ ،‬يا خري من ِ‬
‫وقفت‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يا أرحم ال رامحني‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل على س يدنا حممد خري خلقه وعلى‬
‫آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫ونقل س يدي العالمة الس يد حسن احلداد املذكور يف رس الة له دع ائني‬
‫لليلة النصف من ش عبان‪( :‬أح دمها) ه ذا ال دعاء املذكور وزاد عليه‬

‫‪69‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫جدا مشتمل‬ ‫بأدعية نفيسة مأثورة‪( .‬وثانيهما) دعاء آخر مطول نفيس ً‬
‫على أدعية نبوية‪ ،‬ومناجاة ُجنيدية‪ .‬قال صاحب الرسالة املذكور‪ :‬دعاء‬
‫شعبان املشهور هو دعاء عظيم النفع‪ ،‬فيه فوائد عظيمة وأدعية جليلة‪،‬‬
‫وبعضه قد ورد عن النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم وهو يُق رأ ليلة‬
‫النصف من ش عبان‪ ،‬وق ريب املغ رب أحس ُن وأوىل‪ ،‬مجعه س يدنا بركة‬
‫الوج ود وعم دة احملققني وح اوي أس رار آبائه الص احلني‪ ،‬الع ارف باهلل‬
‫قطب الزمان‪ ،‬السيد الشريف بدر الدين الشيخ احلسن بن القطب عبد‬
‫اهلل بن باعلوي احلداد‪ ،‬نفع به وبعلومه آمني‪.‬‬
‫وه ذه طريق ه‪ :‬تق رأ أوله س ورة يس (ثالث م رات) األوىل بنية ط ول‬
‫العمر مع التوفيق للطاعة‪ ،‬الثانية بنية العصمة من اآلفات والعاهات ونية‬
‫س عة ال رزق‪ ،‬الثالثة لغين القلب وحسن اخلامتة‪ ،‬مث تق رأ ال دعاء‪ ،‬وهو‬
‫هذا‪:‬‬
‫املن وال مُي ُّن علي ك‪ ،‬يا ذا اجلالل‬
‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ ،‬اللهم يا ذا ّ‬
‫واإلك رام‪ ،‬يا ذا الط ول واإلنع ام‪ ،‬ال إله إال أنت ظهر الالجني‪ ،‬وج ار‬
‫أمن اخلائفني‪ .‬اللهم إن كنت كتبتين عن دك يف ِّأم‬ ‫املس تجريين‪ ،‬وم َ‬
‫علي يف ال رزق ف ْام ُح من أم الكت اب‬‫وما أو م َقتًَّرا ّ‬
‫الكت اب ش قيًّا أو حَم ُر ً‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪70‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫عيدا مرزوقا موفقا‬ ‫قاويت وحرم اين وتقتري رزقي‪ ،‬وأثبتين عن دك س ً‬ ‫ش َ‬


‫احلق يف كتابك املنزل‪ ،‬على نبيك‬ ‫قلت وقولُك ّ‬ ‫ريات‪ ،‬فإنك َ‬ ‫للخ‬
‫ثبت وعن ده أم الكت اب‪ ،‬إهلي ب التَّجلي‬ ‫املرس ل‪ ،‬مَي ُحو اهلل ما يش اء ويُ ُ‬
‫األعظم‪ ،‬يف ليلة النصف من ش عبان املك ّرم‪ ،‬اليت يُف َرق فيها كل أم ٍر‬
‫أعلم‪ ،‬واغفر يل ما‬‫أعلم وما ال ُ‬ ‫حكيم ويُرْب م‪ ،‬اكشف عين من البالء ما ُ‬
‫أعلم‪ ،‬اللهم اجعلين من أعظم عبادك حظًّا ونصيبًا يف كل شيء‬ ‫أنت به ُ‬
‫هتدي ب ه‪ ،‬أو رمحة تنش رها‪ ،‬أو ٍ‬
‫رزق‬ ‫قس مته يف ه ذه الليلة من ن و ٍر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫تبس طُه‪ ،‬أو فضل تقس مه على عب ادك املؤم نني‪ ،‬يا اهلل‪ ،‬يا اهلل‪ ،‬ال إله إال‬
‫كافرا وال شقيا‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أنت‪ .‬اللهم هب يل قلبًا تقيّا نقيّا‪ ،‬من الشرك بريّا‪ ،‬ال ً‬
‫وقلبا سليما خاشعا ضارعا‪ .‬اللهم امأل قليب بنورك وأنوار مشاهدتك‪،‬‬
‫ومجالك وكمالك وحمبت ك‪ ،‬وعص متك وق درتك وعلمك يا أرحم‬
‫الرامحني‪ ،‬وصلى اهلل تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫هذا أقله‪ .‬وأكمله‪:‬‬
‫معروفك‬‫وأمل ُ‬ ‫املتعرض ون‪ ،‬وقص َد َك َّ‬ ‫ض إليك يف ه ذه الليلة ِّ‬ ‫إهلي تع َّر َ‬
‫وفضلك الطالبون‪ ،‬ورغب إىل ُجودك وكرمك الراغبون‪ ،‬ولك يف هذه‬
‫وهبات‪ ،‬مَت ُّن هبا على من تشاء‬
‫ٌ‬ ‫ومواهب‬
‫ُ‬ ‫الليلة نفحات‪ ،‬وعطايا وجوائز‬

‫‪71‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وختص هبا من أحببته من خلق ك‪ ،‬ومتنع وحت ِر ُم من مل تس بق‬ ‫ُّ‬ ‫من عب ادك‬
‫أحب األمساء إلي ك‪ ،‬وأك رم األنبي اء‬
‫له العناي ةُ من ك‪ ،‬فأس ألك يا اهلل ب ِّ‬
‫عليك‪ ،‬أن جتعلين ممن سبقت له منك العناية‪ ،‬واجعلين من أوف ِر عبادك‪،‬‬
‫واجزل خلقك حظًّا ونصيبا وقَسما وهب ةً وعطية‪ ،‬يف كل خري تقسمه‬ ‫َ‬
‫رمحة تنش رها‪ ،‬أو‬‫هتدي به أو ٍ‬ ‫يف ه ذه الليلة أو فيما بع دها‪ ،‬من ن و ٍر ِ‬
‫ضر تكشفه‪ ،‬أو ذنب تغفره‪ ،‬أو ٍ‬
‫شدة تدفعها‪ ،‬أو فتنة‬ ‫رزق تبسطه‪ ،‬أو ٍِّ‬
‫ُ‬
‫عد ٍّو تكفيه‪ ،‬فاكفين كل‬ ‫ٍ‬
‫تصرفها‪ ،‬أو بالء ترفعه‪ ،‬أو معافاة مَت ُّن هبا‪ ،‬أو ُ‬
‫وارزقين العافية والربكة والسعة يف‬
‫شر‪ ،‬ووفقين اللهم ملكارم األخالق‪ُ ،‬‬ ‫ٍّ‬
‫الرج ِز والشرك والنفاق‪.‬‬ ‫األرزاق وسلّمين من ِّ‬
‫غفلة شفتهُ‪ ،‬وإن لك‬ ‫لطف إذا هبَّت عل مريض ٍ‬ ‫ِ‬
‫نسمات ٍ‬ ‫اللهم إن لك‬
‫ٍ‬
‫عنايات إذا‬ ‫هوى أطلقته‪ ،‬وإن لك‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫نفحات عطف إذا توجهت إىل أسرْي ً‬
‫ٍ‬
‫سعادات إذا أخ َذت بيد‬ ‫ضاللة أنقذته‪ ،‬وإن لك‬‫ٍ‬ ‫الحطت غريقا يف حبر‬
‫كرم إذا ضاقت احليل ةُ ملذنب وسعته‪،‬‬ ‫شقي أسعدته‪ ،‬وإن لك لطائف َ‬ ‫ّ‬
‫وإن لك فض ائل ونعما إذا حتولت إىل فاسد أص لحته‪ ،‬وإن لك نظ رات‬
‫رمحة إذا نظ رت هِب ا إىل غافل أيقظت ه‪ ،‬فهب يل اللهم من لطفك اخلفي‬
‫نسمةً تشفي مرض غفليت‪ ،‬وانفحين من عطفك الويف نفح ةً طيب ةً تُطلق‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪72‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫هبا أس ري من َوث اق ش هويت‪ ،‬واحلظين واحفظين بعني عنايتك مالحظ ةً‬


‫تُنق ُذين هِب ا وتنجيين هِب ا من حَب ر الضاللة‪ ,‬وآتين من ُ‬
‫لدنك رمحةً يف الدنيا‬
‫وعجل إج ابيت‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫واآلخ رة‪ ،‬تب ِّدلُين هبا س عادةً من ش قاوة وامسع دع ائي‪ّ ،‬‬
‫واقض حاجيت وعافين‪ ،‬وهب يل من كرمك وجودك الواسع ما ترزقين‬
‫رع بابك‬ ‫وأهلين لق ِ‬
‫به اإلنابة إليك مع ص دق اللج اء وقب ول ال دعاء‪ِّ ،‬‬
‫لل دعاء يا ج ّو ُاد‪ ،‬حىت يتصل قليب مبا عن دك‪ ،‬وتُبلّغين هبا إىل قص دك يا‬
‫رم معب ود‪ .‬ابته ايل وتض ُّرعي يف طلب معُونتك(‪،)1‬‬‫خ َري مقص ود‪ ،‬وأك َ‬
‫كواي‪،‬‬ ‫مفزعا وملجأ أرف ُع إليك ح اجيت ومط اليب وش َ‬ ‫وأختذك يا إهلي َ‬
‫وأعتمد عليك يف‬
‫ُ‬ ‫ومناج ايت‪،‬‬
‫َ‬ ‫ض إليك أم ِري‬ ‫وأفو ُ‬
‫ض ِّري‪ِّ ،‬‬‫وأُبدي إليك ُ‬
‫مجيع أموري وحااليت‪.‬‬
‫اللهم إين وه ذه الليلة خل ق من خلقك فال تُبلين فيها وال بع دها بس ٍ‬
‫وء‬ ‫ٌ‬
‫علي فيها‬ ‫ثبت‬‫ت‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫ً‬‫ة‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ز‬ ‫وال‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫معص‬ ‫فيها‬ ‫علي‬ ‫ِّر‬
‫د‬ ‫تق‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫وال مك ٍ‬
‫روه‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫هي أحس ُن‪ ،‬وال ت زيِّن يل ج راء ًة على‬ ‫ذنبً ا‪ ،‬وال تبلُين فيها إال ب اليت َ‬
‫حمارم ك‪ ،‬وال ركونًا إىل معص يتك‪ ،‬وال ميالً إىل خمالفت ك‪ ،‬وال تر ًكا‬
‫لطاعت ك‪ ،‬وال اس تخفافًا حبق ك‪ ،‬وال ش ًّكا يف رزق ك‪ ،‬فأس ألك اللهم‬
‫نظ رةً من نظراتك ورمحةً من رمحات ك‪ ،‬وعطي ةً من عطيَّاتك اللطيف ة‪،‬‬
‫‪ .)11‬كذا يف األصل‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫علي دين اإلس الم‪،‬‬


‫وارزقين من فض لك‪ ،‬واكفين ش ّر خلق ك‪ ،‬واحفظ ّ‬ ‫ُ‬
‫وانظر إلينا بعينك اليت ال تنام‪ ،‬وآتنا يف الدنيا حسنةً ويف اآلخرة حسنةً‬
‫وقنا عذاب النار (ثالثا)‪.‬‬
‫إهلي ب التجلِّي األعظم يف ليلة النصف من ش عبا َن الش هر األك َرم‪ ،‬اليت‬
‫اكشف عنا من البالء ما نعلم وما ال‬ ‫ْ‬ ‫فرق فيها كل أم ٍر حكيم ويُرْب م‪،‬‬
‫يُ ُ‬
‫أعلم (ثالثا)‪.‬‬
‫نعلم‪ ،‬واغفر لنا ما أنت به ُ‬
‫اللهم إين أس ألك من خري ما تعلم‪ ،‬وأع وذ بك من ش ّر ما تعلم‪،‬‬
‫تعلم‪ ،‬إنك أنت عالّم الغي وب‪ .‬اللهم إين أس ألك‬ ‫وأس تغفر من كل ما ُ‬
‫أعلم وما ال أعلم‪ .‬اللهم‬
‫من خري ما تعلم وما ال أعلم‪ ،‬وأس تغفرك ملا ُ‬
‫نعلم أم ًرا خَن ت اره ألنفس نا‪ ،‬وقد‬
‫وب‪ ،‬وال ُ‬ ‫العلم عن دك وهو عنا حمج ٌ‬ ‫إن َ‬
‫َّفوض نا إليك أمورن ا‪ ،‬ورفعنا إليك حاجاتن ا‪ ،‬ورجون اك لفاقاتنا وفقرن ا‪،‬‬
‫أحب األم ور إلي ك‪ ،‬وأمحدها ل َديك‪،‬‬ ‫فارش دنا يا اهلل‪ ،‬وثبِّتنا ووفّقنا إىل ّ‬
‫ُ‬
‫دير‪ ،‬وال‬
‫فإنك حتكم مبا تش اء وتفع ُل ما تري ُد‪ ،‬وأنت على كل ش يء ق ٌ‬
‫رب الع ّزة عما‬‫العلي العظيم‪ ،‬س بحان ربك ِّ‬ ‫ح ول وال ق ّوة إال باهلل ّ‬
‫الم على املرس لني واحلمد هلل رب الع املني‪ ،‬وص لى اهلل‬ ‫يص فون‪ ،‬وس ٌ‬
‫تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪74‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫انتهى دعاء شعبان‪.‬‬


‫ف ـ ـ ـ ـ ــائ ــدة‬
‫ذكر بعض الصاحلني‪ :‬أن من قرأ‪:‬‬
‫من الظ املني‬ ‫﴿ ال إله إال أنت سبحانك إين‬
‫كنت ﴾‬
‫ُ‬
‫(‪)1152( 531( )141( 483( )68‬‬
‫)‬ ‫)‬
‫ليلة النصف من ش عبان بع دد حروفها حبس اب اجلُ َمل وهو ع دد (‬
‫‪ )2375‬مخسة وسبعون وثالمثائة وألفان‪ ،‬فإن تالوة هذه اآلية يف هذه‬
‫الليلة بالعدد املذكور تكون أمانًا يف ذلك العام من الباليا واألوهام‪.‬‬
‫قلت‪ :‬كيف ال تك ون أمانًا وقد روى ابن عب اس رضي اهلل تع اىل‬ ‫ُ‬
‫عنهما‪ ،‬عنه عليه الصالة والسالم أنه قال‪« :‬لقد كان دعاء أخي يونس‬
‫عجيبًا‪ّ ،‬أوله هتليل وأوسطه تسبيح وآخره إقرار بالذنب‪ :‬ال إله إال أنت‬
‫س بحانك إين كنت من الظ املني ما دعا به مهم وم وال مغم وم وال‬
‫مك روب وال م ديون يف ي وم ثالث م رات إال اس تجيب ل ه» إىل غري‬
‫ذلك من األحاديث اجملموعة يف «خزينة األسرار» وغريها‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ــائ ــدة أخــرى‬


‫قال الشرجي رمحه اهلل تعاىل يف فوائده‪ :‬من قرأ أول سورة الدخان إىل‬
‫قوله تع اىل‪ ﴿ :‬األولني ﴾ يف أول ليلة من ش عبان مخس عش رة م رة إىل‬
‫ليلة اخلامس عشر ويقرؤها ثالثني مرة‪ ،‬مث يذكر اهلل تعاىل ويصلي على‬
‫أحب فإنه ي رى تعجيل‬‫النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم وي دعو مبا ّ‬
‫اإلجابة فيها إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ت ـن ـب ـي ــه‬
‫حيصل اإلحي اء والقي ام ال واردان يف األح اديث مبعظم اللي ل‪ .‬وقيل‬
‫بساعة‪ .‬وعن ابن عباس رضي اهلل تعاىل عنهما بصالة العشاء يف مجاعة‬
‫والعزم على صالة الصبح يف مجاعة كما قالوه يف ليلة العيدين‪ .‬وأما ما‬
‫يفعله بعض الن اس من ص الة مائة ركعة يف ه ذه الليلة فهو بدعة كما‬
‫تق دم‪ .‬واألوىل لإلنس ان أن يص لي يف ه ذه الليلة ص الة التس ابيح اليت‬
‫لعمه العباس رضي اهلل تعاىل عنه‬‫علّمها النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم ّ‬
‫ولغ ريه من أقاربه ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪ .‬وص فتها م ذكورة يف‬
‫كتب الفقه فاطلبها‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫ما يطلب في شهر رمضان المبارك‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪76‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وفص ل‬
‫اعلم وفّقين اهلل تع اىل وإي اك لطاعت ه‪ ،‬أن اهلل تع اىل ق ّدر األزم ان ّ‬
‫الفص ول‪ ،‬وأغ رق يف حبر معرفته األفك ار والعق ول‪ ،‬وحرّي يف ُكنه ذاته‬
‫األفهام؛ فماهلا إىل معرفة صمديّته وصول‪ ،‬وخص شهر رمضان بالعفو‬
‫والغف ران‪ ،‬والبش رى والرض وان والس رور والقب ول‪ ،‬ووعد من ص امه‬
‫ببل وغ املقص ود واملأمول‪ ،‬فش هر رمض ان ش هر جلي ل‪ ،‬وفض له موف ور‬
‫جزي ل‪ ،‬كثري اخلريات‪ ،‬عظيم الربك ات؛ قد منح اهلل تع اىل ص ائمه‬
‫فرح تني؛ فرحة عند إفط اره‪ ،‬وفرحة عند لق اء رب ه‪ .‬وق ال يف فض له‪:‬‬
‫وم فإنه يل وأنا أج زي ب ه» فيه تفتح‬ ‫«كل عمل ابن آدم له إال الص َ‬
‫أب واب اجلن ان وتغلق أب واب الن ار‪ ،‬ويُص ّفد كل ش يطان‪ ،‬وفيه يتجلى‬
‫امللك الغفار‪ ،‬وفيه تستجاب الدعوات وتنال الرغبات‪ ،‬وافرتض صومه‬
‫على ّأمة اإلس الم‪ ،‬ووعد ص َّوامه ببل وغ املرام‪ ،‬وحب اهم بالفضل‬
‫واإلحس ان‪ ،‬وخص هم فيه ب العتق من الن ريان‪ ،‬وجعله ص حة لألب دان‪،‬‬
‫ومطهرة للقلب واللسان‪ ،‬من الذنوب والعصيان‪ ،‬وأنزل فيه على سيد‬
‫ترخيص ا يف الصوم ملن أصابه مرض أو ضرر ﴿فمن كان منكم‬ ‫ً‬ ‫البشر‪،‬‬
‫مريض ا أو على س فر فع ّدة من أي ام أخ ر﴾ وأجنز ملن ق ام فيه عف وه‬ ‫ً‬
‫وغفران ه‪ ،‬وأدام عليه فض له ال وافر وامتنان ه‪ .‬والعب ادة فيه مض اعفة‪،‬‬

‫‪77‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فتسن فيه العبادة بالقيام‪ ،‬وتالوة القرآن‬ ‫واألعمال فيه فضائلها مرتادفة‪ّ .‬‬
‫ومدارس ته على ال دوام‪ ،‬وك ثرة الص دقة وزي ادة التوس عة على العي ال‪،‬‬
‫واإلحسان على األقارب واجلريان‪ ،‬التباع سيد األبطال‪.‬‬
‫والعتق والفوز بسكىن اجلنان‬ ‫قد جاء شهر الصوم فيه األمان‬
‫شهر شريف فيه نيل امل ىن وهو ِط َر از ف وق كل‬ ‫ٌ‬
‫ُ‬
‫الزمان‬
‫مواله يف الفعل ونُ ِطق اللسان‬ ‫طُ و ىَب لِ من صــامه وا ّت َق ى‬
‫ودمعُـه يف اخل ّد حيكي اجلُ َمان‬ ‫ويـاه نا من قـام يف ليلـه‬
‫َ‬
‫ور حسان‬ ‫وح ٍ‬ ‫جِب‬
‫ـخ لد ُ‬ ‫نّ ة ال ُ‬ ‫خص ه ربـُّـهُ‬
‫ذك الذي قد ّ‬
‫وبش ر من داوم على تالوته‬ ‫فهو شهر أنزل اهلل تعاىل فيه كالمه القدمي‪ّ ،‬‬
‫هدى للناس‬ ‫باجلنة واخلري العميم ﴿شهر رمضا َن الذي أنزل فيه القرآن ً‬
‫وبيّن ات من اهلُ َدى وال ُفرق ان﴾‪ .‬وفيه ليلة الق در‪ ،‬اليت هي خري من ألف‬
‫ش هر‪ ،‬كما س نتكلم إن ش اء اهلل تع اىل على ذلك يف مطلب مس تقل‬
‫هنالك‪.‬‬
‫وقد ورد يف فض له أح اديث كث رية؛ منها قوله ص لى اهلل تع اىل عليه‬
‫وسلم‪« :‬إذا كان أول ليلة من رمضان فتحت أبواب اجلنان كلُّها‪ ،‬فلم‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪78‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يُغلق منها باب يف الشهر كله‪ ،‬وأغلقت أبواب النريان كلها‪ ،‬فلم يُفتح‬
‫منها ب اب يف الشهر كل ه‪ .‬وأمر اهلل تع اىل مناديًا ين ادي؛ يا ط الب اخلري‬
‫أقب ل‪ ،‬ويا ب اغي الشر أقص ر‪ ،‬مث يق ول‪ :‬هل من مس تغفر فيُغ َفر ل ه‪ ،‬هل‬
‫تاب عليه؛ فلم يزل كذلك إىل‬ ‫من سائل فيُعطَى ُسؤله‪ ،‬هل من تائب فيُ َ‬
‫انفج ار الص بح‪ .‬وهلل يف كل ليلة عند الفطر ألف ألف ع تيق من الن ار‪،‬‬
‫قد استوجبوا العذاب»‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬ما روي عن س لمان الفارسي رضي اهلل تع اىل عنه ق ال‪ :‬خطبنا‬
‫رس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم يف آخر ي وم من ش عبان فق ال‪:‬‬
‫«أيها الن اس‪ ،‬قد أظلكم ش هر عظيم‪ ،‬ش هر مب ارك فيه ليلة الق در خري‬
‫تطو ًع ا‪ ،‬من‬
‫من ألف ش هر‪ ،‬جعل اهلل تع اىل ص يامه فريض ة‪ ،‬وقي ام ليله ُّ‬
‫تق ّرب فيه خبص لة من اخلري ك ان كمن َّأدى فريض ةً فيما س واه‪ ،‬ومن‬
‫ّأدى فريض ةً فيه ك ان كمن ّأدى س بعني فريضة فيما س واه‪ ،‬وهو ش هر‬
‫الص رب‪ ،‬والص ربُ ثوابه اجلن ة‪ .‬وهو ش هر املواس اة‪ ،‬وهو ش هر ي زداد فيه‬
‫ائما ك ان له عتق رقب ٍة ومغف رةً لذنوب ه»‪،‬‬ ‫رزق املؤمن‪ .‬من فطَّر فيه ص ً‬
‫قلن ا‪ :‬يا رس ول اهلل‪ ،‬ليس كلنا جيد ما يفطِّر به الص ائم؟‪ ،‬ق ال‪« :‬يعطي‬
‫صائما على َم ْذقِة(‪ )1‬لنب أو شربة ماء أو مترة‪.‬‬
‫اهلل هذا الثواب من يفطر ً‬
‫‪ .)11‬املذقة بفتح امليم‪ :‬الشربة من اللنب املمذوق‪ ،‬وهو املمزوج باملاء‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫صائما كان له مغفر ًة لذنوبه‪ ،‬وسقاه ربه حوضي شربةً ال‬ ‫ومن أشبع ً‬
‫يظمأ بع دها أب ًدا‪ .‬وك ان له مثل أج ره من غري أن ينقص من أج ره‬
‫ش يء‪ .‬وهو ش هر أوله رمحة‪ ،‬وأوس طه مغف رة‪ ،‬وآخ ره عت ٌق من الن ار‪.‬‬
‫ومن خ ّفف عن مملوكه فيه أعتقه اهلل من الن ار؛ فاس تكثروا فيه من أربع‬
‫رض ون هبما ربكم‪ ،‬وخص لتني ال ِغىَن لكم عنهم ا‪.‬‬ ‫خص ال‪ :‬خص لتني تُ ُ‬
‫رض ون هبما ربكم‪ :‬فش هادة أن ال إله إال اهلل‪،‬‬ ‫أما اخلص لتان اللت ان تُ ُ‬
‫وتس تغفرونه‪ .‬وأما اخلص لتان اللت ان ال ِغىَن لكم عنهم ا‪ :‬تس ألون ربكم‬
‫اجلنة‪ ،‬وتتعوذون به من النار»‪.‬‬
‫ومنه ا‪ :‬قوله ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬أعطيت أميت مخس خص ال‬
‫يف ش هر رمض ان مل تعطهن أمة قبلهم؛ ُخل وف فم الص ائم أطيب عند‬
‫اهلل من ريح املس ك‪ ،‬وتس تغفر هلم املالئكة حىت يُفط روا وتص فَّد فيه‬
‫مردة الشياطني‪ ،‬ويزين اهلل تعاىل كل يوم اجلنة ويقول‪ :‬يوشك عبادي‬ ‫َ‬
‫الص احلون أن يكف عنهم الس وء واألذى‪ ،‬ويُغفر هلم يف آخر ليلة من ه‪.‬‬
‫قي ل‪ :‬يا رس ول اهلل‪ ،‬أهي ليلة الق در؟‪ ،‬ق ال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن العامل إمنا ي وىف‬
‫أجره إذا قضى عمله»‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪80‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومنها‪ :‬ما جاء عن أيب هريرة رضي اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬كان رسول اهلل‬
‫ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم يبشر أص حابه ويق ول‪« :‬قد ج اء ش هر‬
‫رمض ان‪ ،‬ش هر اف رتض اهلل عليكم ص يامه‪ ،‬وتفتَّح فيه أب واب الس ماء‪،‬‬
‫وتغلق فيه أب واب اجلحيم‪ ،‬وتغ ُّل فيه الش ياطني‪ ،‬وفيه ليله هي خري من‬
‫ألف شهر»‪.‬‬
‫اب‬
‫ومنه ا‪ :‬قوله ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬يف اجلنة مثانية أب واب؛ ب ٌ‬
‫يسمى الريّان ال يدخله إال الصائمون»‪.‬‬
‫ّ‬
‫ومنه ا‪ :‬قوله ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬الص يام والق رآن يش فعان‬
‫رب‪ ،‬إين منعته الطع ام والش هوات‬ ‫للعبد ي وم القيام ة‪ ،‬يق ول الص يام‪ِّ :‬‬
‫رب‪ ،‬منعته الن وم بالليل فش فِّعين‬
‫بالنه ار فش فِّعين في ه‪ .‬ويق ول الق رآن‪ِّ :‬‬
‫فيه» فيش ّفعان فيه‪ .‬إىل غري ذلك مما يف حتفة اإلخوان‪ ،‬والروض الفائق‪،‬‬
‫فانظرمها إن شئت تر ما يُنعش البال‪.‬‬
‫وأخرج اإلمام أمحد رمحه اهلل تعاىل يف مسنده عن أيب هريرة رضي اهلل‬
‫تع اىل عنه مرفوع ا‪« :‬من ص ام رمض ان إميانًا واحتس ابًا غفر له ما تق دم‬
‫أخر»‪ .‬وهبذا اللفظ ورد يف اجلامع الص غري‪ ،‬لكنه مل يع ُزه‬ ‫من ذنبه وما ت ّ‬

‫‪81‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫لإلم ام أمحد‪ ،‬وع زاه للخطيب يف تارخيه عن ابن عب اس رضي اهلل تع اىل‬
‫عنهما‪.‬‬
‫وأخرج اإلمام أمحد رمحه اهلل تعاىل يف مسنده عن أيب هريرة رضي اهلل‬
‫تع اىل عنه ق ال‪ :‬إن رس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم ك ان يأمرنا‬
‫بقيام رمضان من غري أن يأمرنا بعزمية‪ ،‬ويقول‪« :‬من قام رمضان إميانا‬
‫تأخر»‪ .‬هكذا أورده غري واحد‬ ‫واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما ّ‬
‫بالزيادة املذكورة‪ ،‬عازين له لإلمام أمحد رمحه اهلل تعاىل‪ .‬قال يف شفاء‬
‫األسقام‪ :‬والذي رأيته فيه هو االقتصار على قوله «غفر له ما تقدم من‬
‫ذنب ه» فيحتمل أن تك ون ه ذه الزي ادة ثابتة يف نسخ أخ رى‪ .‬وقد أثبت‬
‫أخر» احلافظ ابن حجر رمحه اهلل تع اىل يف‬ ‫ه ذه الزي ادة أعين «وما ت ّ‬
‫الفتح يف الكالم على ح ديث البخ اري‪« :‬من ق ام رمض ان إميانا‬
‫واحتس ابا غفر له ما تق دم من ذنب ه» بقول ه‪ :‬زاد قتيبة عن س فيان «وما‬
‫تأخر»‪.‬‬
‫ّ‬
‫وذكرها أيضا يف اخلص ال املكفِّرة عن ه‪ .‬وك ذا زادها حامد بن حيىي‪،‬‬
‫واحلسني بن احلسن املروزي يف كت اب الص يام ل ه‪ ،‬وغري من ذكر كما‬
‫يف «شفاء األسقام»؛ فانظره وباهلل التوفيق‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪82‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ذكرت هذا كله يف شرح منظوميت يف اخلصال املكفِّرة للذنوب املتقدمة‬


‫واملتأخرة؛ فانظره إن شئت‪.‬‬
‫ّ‬
‫واملراد بالقي ام يف احلديث الش ريف مطلق القي ام‪ .‬وق ول كث ريين‪ :‬املراد‬
‫بقي ام رمض ان ص الة ال رتاويح؛ معن اه أنه حيصل هبا املطل وب‪ ،‬ال أنه ال‬
‫يكون إال هبا‪ .‬هذا‪.‬‬
‫وفض ائل ص يام ه ذا الش هر العظيم اليت وردت يف الق رآن الك رمي‪،‬‬
‫صوامه من الثواب اجلزيل واملغفرة‪،‬‬ ‫واألحاديث الشريفة‪ ،‬وما وعد اهلل َّ‬
‫يوما منه بال ع ذر بالع ذاب الش ديد‬ ‫وما ورد يف وعيد من أفط ره أو ً‬
‫واملقت يف ال دنيا واآلخ رة‪ ،‬هي مس توفاة يف كت اب الفق ه؛ فليس هنا‬
‫جمال الس تيفائها‪ .‬ولكن نريد أن ن ذكر ما اطلعنا عليه من فائ دة أو‬
‫أدعية‪ ،‬فنقول‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ــائ ـ ـ ــدة‬
‫ق ال أبو بكر النيس ابوري‪ :‬مسعت حممد بن عبد امللك يق ول‪ :‬مسعت‬
‫يزيد بن هارون يقول‪ :‬مسعت املسعودي يقول‪ :‬بلغين أن من قرأ سورة‬
‫فتحا مبين ا) أول ليلة من ش هر رمض ان يف‬‫الفتح يعين (إنا فتحنا لك ً‬
‫ص الة التط وع حفظ ذلك الع ام‪ .‬اهـ‪ .‬قلت‪ :‬وذكر ه ذا بعينه العالمة‬

‫‪83‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اخلطيب الش ربيين رمحه اهلل تع اىل يف تفس ريه آخر س ورة الفتح عن ابن‬
‫عادل؛ فانظره‪.‬‬
‫أيض ا من األدعية يف ه ذا الش هر املب ارك ما يقوله الص ائم‬ ‫ومما وجدته ً‬
‫عند فطره قبل الغروب‪ ،‬وهو‪:‬‬
‫أستغفر اهلل‪ ،‬أسألك اجلنة وأعوذُ بك من الن ار‬
‫ُ‬ ‫أشهد أن ال إله إال اهلل‪،‬‬
‫ُ‬
‫فاعف عنّا‪.‬‬
‫العفو ُ‬
‫ب َ‬ ‫عفو كرميٌ حُت ُّ‬
‫(ثالثا) اللهم إنك ٌّ‬
‫مث ي دعو ب املهم دنيا وأخ رى هك ذا رأيت كث ًريا من األفاضل يفعل ه‪،‬‬
‫ولعله حسن موافق مناسب ملا مر‪ ،‬وإن مل أر من ذكره هبذا الرتتيب يف‬
‫كتاب‪.‬‬
‫وذكر العالمة الس يد الون ائي رمحه اهلل تع اىل عن أنس بن مالك رضي‬
‫اهلل تعاىل عنه‪ ،‬عنه عليه الصالة والسالم‪« :‬ما من مسلم يصوم فيقول‬
‫عظيم أنت إهلي‪ ،‬ال إله غ ريُك‪ ،‬اغفر ال ّذنب‬
‫عظيم يا ُ‬ ‫عند إفط اره‪« :‬يا ُ‬
‫العظيم» إال خ رج من ذنوبه‬
‫ُ‬ ‫ذنب العظيم إال‬
‫العظيم‪ ،‬فإنه ال يغف ُر ال َ‬
‫كيوم ولدته أمه‪ .‬قال رسول اهلل صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪« :‬علّموها‬
‫عقبكم فإهنا كلمة حُي بها اهلل ورسوله‪ ،‬ويصلح هبا أمر الدنيا واآلخرة»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫أيضا ما يقوله الصائم إذا أفطر‪:‬‬ ‫ومما وجدته ً‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪84‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫لت‬ ‫ِ‬
‫آمنت وعليك ت و ّك ُ‬ ‫رت وبك ُ‬ ‫مت وعلى رزقك أفط ُ‬ ‫اللهم لك ص ُ‬
‫روق‪،‬‬
‫أنبت‪ .‬اللهم ذهب الظمأ وابتلت العُ ُ‬ ‫ورمحتَك رج وت وإليك ُ‬
‫وثبت األج ُر إن ش اء اهلل تع اىل‪ ،‬يا واس َع الفضل اغفر يل‪ .‬احلمد هلل‬
‫فأفطرت‪ .‬اللهم إين أسألك برمحتك اليت‬ ‫ُ‬ ‫مت‪ ،‬ورزقين‬
‫فص ُ‬
‫الذي أعانين ُ‬
‫وس عت كل ش يء أن تغفر يل‪ ،‬س بحانك وحبم دك تقبل منا إنك أنت‬
‫فاعف عنّا يا كرميُ‪.‬‬
‫العفو ُ‬‫ب َ‬ ‫عفو كرميٌ حُت ّ‬
‫العليم‪ .‬اللهم إنك ٌّ‬
‫السميع ُ‬
‫ُ‬
‫ه ذا كله وارد مجعت فيه الرواي ات‪ .‬وروى ابن ماجه عن عبد اهلل بن‬
‫عمر رضي اهلل تعاىل عنهما قال‪ :‬مسعت رسول اهلل صلى اهلل تعاىل عليه‬
‫وس لم يق ول‪« :‬إن للص ائم عند فط ره ل دعو ًة ما تُ رد» وفقنا اهلل تع اىل‬
‫ملراضيه‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫أيض ا ما يقوله من أفطر عند الغ ري‪ ،‬وه و‪ :‬أفط َر عن دكم‬ ‫ومما وجدته ً‬
‫الص ائمون‪ ،‬وأكل طع امكم األب رار‪ ،‬وص لت عليكم املالئكة األخي ُار‪.‬‬
‫وه ذا ورد عن النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم كما يف األذك ار‪ .‬ويف‬
‫رواية ملسلم كما يف الونائي‪ :‬كان صلى اهلل تعاىل عليه وسلم إذا أكل‬
‫عند ق وم ال خيرج حىت ي دعو هلم؛ ف دعا يف م نزل عبد اهلل بن بشر‬
‫بقوله‪« :‬اللهم بارك هلم فيما رزقتهم‪ ،‬واغفر هلم وارمحهم»‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أيض ا من األدعية يف لي ايل ش هر رمض ان املب ارك ما مجعه‬ ‫ومما وجدته ً‬


‫سيدنا احلبيب الشيخ اإلمام السيد عمر بن سقاف الصايف باعلوي نفع‬
‫اهلل تع اىل به آمني‪ ،‬ومساه «ال دعوات املس تجابة املخصوصة مبواطن‬
‫اإلجاب ة» وق ال‪ :‬يطلب أن ي دعى هبا غالبا يف لي ايل ش هر رمض ان بعد‬
‫مدح النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪ ،‬وهو هذا‪:‬‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ .‬قال اهلل تعاىل‪ ﴿ :‬وإذا سألك عبادي عيّن فإين‬
‫دعان ﴾‪( .‬اللهم) صل على سيدنا حممد‬ ‫قريب أجيب دعوةَ الداعي إذا ِ‬
‫ُ‬
‫األولني وصل على سيدنا حممد يف اآلخرين‪ ،‬وصل على سيدنا حممد‬ ‫يف ّ‬
‫يف املرس لني‪ ،‬وصل على س يدنا حممد يف املأل األعلى إىل ي وم ال دين‪.‬‬
‫(اللهم) إنا نسألك بامسك األعظم‪ ،‬وجدك األعلى وكلماتك التامة اليت‬
‫اجر‪ ،‬وب أعظم أمسائك كله ا‪ ،‬وبأمسائك األعظم‬ ‫هن ب ٌر وال ف ٌ‬
‫جياوز ّ‬
‫ال ُ‬
‫الذي حُت بّه وترضاه أن جتعلنا مجيعا وأحبابنا ووالدينا وأوالدنا‪ ،‬ومشاخينا‬
‫ومعلِّمينا‪ ،‬ومن أحسن إلينا‪ ،‬ومن أوصانا بالدعاء من عبادك الصاحلني‬
‫املنعمني‪ ،‬الف رحني املس رورين‪،‬‬ ‫املفلحني‪ ،‬املنجحني الف ائزين‪ ،‬الب ِّارين ِّ‬
‫خوف عليهم وال هم حيزنون‪،‬‬ ‫املستبشرين‪ ،‬املنطمئنني اآلمنني‪ ،‬الذين ال ٌ‬
‫برمحتك يا أرحم ال رامحني‪ .‬وأن ال ت دع لنا وهلم ذنبًا إال غفرتَ ه‪ ،‬وال‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪86‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫دينًا إال قض يته‪ ،‬وال مَهًّا إال ّفرجت ه‪ ،‬وال حاج ةً إال قض يتها يا أرحم‬
‫الرامحني‪.‬‬
‫ب املعت دين وال تفس دوا يف‬ ‫وخفي ةً إنه ال حُي ّ‬‫﴿ ادع وا ربكم تض ّر ًعا ُ‬
‫ريب من‬ ‫وطمعا إن رمحة اهلل ق ٌ‬ ‫األرض بعد إص الحها وادع وه خوفًا ً‬
‫نتضرع إليك‪ ،‬ونتش ّفع مبحمد رسولك وعبدك‬ ‫احملسنني ﴾ (اللهم) إنا ّ‬
‫الواس طة العظمى ل ديك‪ ،‬أن تلطف بنا وبأوالدنا وأحبابن ا‪ ،‬وحمبينا‬
‫ووال دينا‪ ،‬ومش اخينا ومعلِّمينا لط ًفا ش امالً ك امالً‪ ،‬جليًّا وخفيًّا‪ ،‬ت َق ُّر به‬
‫قض ى به ال دين‪ ،‬دين ال دنيا ودين اآلخ رة‪ ،‬وتُش َر ُح به‬ ‫األعني‪ ،‬ويُ َ‬
‫الص دور‪ ،‬وتُيسر به األم ور‪ ،‬وجُي مع به الش مل‪ ،‬وحيصل به االتص ال‬
‫متفرق ات‬ ‫والوص ل‪ ،‬وتكمل به اخلريات والس رور‪ ،‬وتنتظم وجتتمع به ّ‬
‫واخليور‪ ،‬ونكون به‬ ‫ُ‬ ‫الربكات‬
‫ُ‬ ‫األمور‪ ،‬وتُدفع به مجيع الشرور‪ ،‬وتُ َد ُّر به‬
‫رزق به كمال اليقني‪.‬‬ ‫املقربني‪ ،‬ونُ ُ‬
‫من َّ‬
‫(اللهم) أنا نس ألك لنا ولوال دينا وأوالدن ا‪ ،‬وأحبابنا وحمبين ا‪ ،‬ومش اخينا‬
‫ومعلِّمينا أمجعني ص حةً يف تق وى‪ ،‬وط ول عم ٍر يف حسن عم ل‪ ،‬ورزقًا‬
‫وفهما يف الق رآن العظيم‪،‬‬ ‫فتحا ً‬ ‫ارزقنا ً‬ ‫واس ًعا ال تع ّذبنا علي ه‪( .‬اللهم) ُ‬
‫ورا هنت دي به إىل الص راط املس تقيم‪ ،‬ونس ألك (اللهم) كم ال‬ ‫ون ً‬

‫‪87‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اإلخالص يف األعم ال واألق وال‪ ،‬وحسن اخلامتة عند انقض اء اآلج ال يا‬
‫أرحم الرامحني‪ ،‬يا أرحم الرامحني‪ ،‬يا أرحم الرامحني‪.‬‬
‫﴿وهلل األمساء احلس ىَن ف ادعوه هبا﴾ (اللهم) إنا نس ألك بأمسائك احلسىن‬
‫ترزقنا ووال دينا ومش اخينا‪ ،‬ومعلِّمينا وأحبابنا وحمبينا وأوالدنا‬ ‫كله ا؛ أن ُ‬
‫تعني به على‬
‫رزقًا حالالً واس عا هنيئً ا‪ ،‬تغنينا به عمن س واك‪ ،‬ونس ُ‬
‫واكفنا وأوالدنا أمجعني كفايةً يف األوطان‪ ،‬تكو ُن سببًا موصال‬ ‫رضاك‪ِ ،‬‬
‫ان من النظر إىل وجهك الك رمي‪ ،‬والنعيم‬ ‫إىل س كىن اجلن ان‪ ،‬وق َّرة األعي ِ‬
‫ُ‬
‫والزهد والقناع ةَ‬
‫وارزقنا وإي اّهم اهلداية واحلماية والكفاي ة‪ُّ ،‬‬ ‫املقيم‪ُ ،‬‬
‫والتوفيق ملا حُت بّه وترضاه‪.‬‬
‫َ‬
‫الرمحن أيـًّا ما تدعوا فله األمساء احلسىن ﴾ ي ــا‬
‫َ‬ ‫﴿ قل ادعوا اهلل إو ادعوا‬
‫رحيم‪ ،‬نسألك لنا ولوالدينا وملشاخينا وملعلّمينا‪ ،‬وأوالدنا‬ ‫رمحن يا ُ‬ ‫اهلل يا ُ‬
‫نافعا وعمالً متقبَّال‪ ،‬ورزقًا هنيئً ا‪ ،‬وط ول‬
‫علما ً‬‫وأحبابنا وحبائبنا وحمبينا ً‬
‫وخمرجا من كل‬
‫ً‬ ‫عم ٍر يف مرضاتك‪ ،‬وسالمةً يف الدارين ً‬
‫وفرجا عاجال‪،‬‬
‫مرض ٍ‬
‫وداء‪،‬‬ ‫عزيزا‪ ،‬وشفاءً من كل ٍ‬ ‫ونصرا ً‬ ‫وس ًرتا مجيال‪ً ،‬‬ ‫ش ّدة وشبهة َ‬
‫وأخ رج (اللهم) من قلوبنا كل ق در لل دنيا‪ ،‬وكل حمل للخلق مييل بنا‬
‫ول بيننا وبني التح ّقق‬
‫إىل معص يتك‪ ،‬أو يش غلنا عن طاعت ك‪ ،‬أو حيُ ُ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪88‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫مبعرفتك اخلاصة وحمبتك اخلاص لة يا أرحم ال رامحني‪ ،‬وال تؤاخ ذنا‬


‫وارزقنا التوبة اخلالصة املاحية لل ذنوب‪ ،‬املوص لة إىل‬‫بس يئات أعمالن ا‪ُ ،‬‬
‫كل خري مطل وب وعمل مرغ وب‪ ،‬وحسن اخلامتة عند املوت يا أرحم‬
‫الرامحني‪.‬‬
‫ويكشف السوء ﴾ (اللهم) أوقفنا على‬‫ُ‬ ‫املضطر إذا دعاه‬
‫ّ‬ ‫﴿ ّأمن جُي يب‬
‫بابك موقف االضطرار واالنكسار‪ ،‬واجعلنا ممن يناجيك يف األس حار‪،‬‬
‫كنف رمحتك‬ ‫وتتجلّى عليه برضاك وعطاك‪( .‬اللهم) أدخلنا مجيعا حتت ِ‬
‫ً‬
‫اخلاص ة‪ ،‬وعاملنا بالفضل واجلُ ود‪ ،‬وأوص لنا إىل م راتب أهل‬ ‫الواس عة ّ‬
‫الش هود‪( .‬إهلي) جَت َّرأنا عليك بالس ؤال‪ ،‬وأعمالنا ذميم ةٌ‪ ،‬وش هواتُنا‬
‫الرؤوف الرحيم‪ ،‬فب ّدهلا واغمرنا‬
‫ُ‬ ‫العفو‬
‫عظيم ةٌ‪ ،‬وأخالقنا لئيم ةٌ‪ ،‬وأنت ُّ‬
‫حيحا يا من أظهر اجلميل‬ ‫ود هبا الس قيم ص ً‬ ‫بنفحة تسرت الق بيح‪ ،‬ويع ُ‬
‫وسرت القبيح‪ ،‬يا أرحم الرامحني‪.‬‬
‫﴿ وق ال ربكم ادع وين أس تجب لكم ﴾ (اللهم) إنا دعون اك ورجونا‬
‫اعف عن ا‪ ،‬ونس ألك‬ ‫ب العف َو ف ُ‬‫اإلجابة من ك‪( .‬اللهم) إنك عف ٌّو حُت ّ‬
‫(اللهم) بامسك األعظم‪ ،‬وجبميع أمسائك كلها أن جتعل لنا ولوال دينا‪،‬‬
‫فرجا ع اجالً مما حَن ُن فيه‬
‫ومش اخينا ومعلّمين ا‪ ،‬وأوالدنا وحبائبنا وحمبينا ً‬

‫‪89‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومالق وه‪ ،‬وتكشف كروبنا وتقض َي حاجاتنا ه ذه ومجيع حوائجن ا‪.‬‬


‫ِ‬
‫والعافية يف‬ ‫يسر لنا أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا‪ ،‬والسالمة‬‫(اللهم) ِّ‬
‫ُدنيانا وديننا‪.‬‬
‫خي َر قاض‬
‫فـاقضها يا ْ‬ ‫رب‬
‫حاجة يف النفس يا ّ‬
‫ِّر ي من لظاها والش ِ‬
‫ُّواظ‬ ‫وأر ح س‬‫ِ‬
‫وج سمي‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫راض‬ ‫كنت‬
‫َ‬ ‫وإذا مـا‬ ‫يف سـرورٍ‬
‫وحبـورٍ‬
‫ِ‬
‫وشعـار ي‬ ‫فـا هْلَ نا والبسطُ حايل‬
‫ِ‬
‫ود ثَ ِ‬
‫ـار ي‬
‫من سؤايل واختياري‬ ‫قـد كف اين عـلمُ‬
‫ر يّب‬
‫ويس ر يل ِّ‬
‫االدك ار واالعتب ار واإلكث ار من ذكر‬ ‫(اللهم) وفِّقين وأهلمين ِّ‬
‫ه ِاذِم الل ّذات ومف ّرق اجلماع ات‪ ،‬وأعيِّن عند نزوله على س كراته‬
‫وغمرات ه‪ ،‬وثبِّتين ب القول الث ابت يف احلي اة ال دنيا ويف اآلخ رة‪ ،‬وأهلي‬
‫مجيعا ش فاعةَ نبيك حممد ص لى اهلل‬
‫دي وأوالدي وأحب ائي‪ ،‬وإنلنا ً‬ ‫ووال َّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪90‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تع اىل عليه وس لم‪ ،‬وأس قنا من حوضه املورود‪ ،‬وامجعنا وإي اهم‬
‫واملس لمني يف دار كرامتك ورض اك وجنت ك‪ ،‬وأع ذنا من دار غض بك‬
‫وسخطك ونارك يف ٍ‬
‫عافية بفضلك ومنِّك يا أرحم الرامحني‪.‬‬
‫(اللهم) اغفر لنا وألوالدنا مجيع ال ُّذنوب‪ ،‬واكشف عنا ك َّل الك ِ‬
‫روب‬
‫مسحا‪ ،‬موص الً إىل‬ ‫واجعل لنا وألوالدنا وحمبينا إليك طري ًقا س هالً ً‬
‫رضاك من غري حمنة وال فتنة‪ ،‬وامجع قلوبنا على اهلنا وبلوغ املىن‪ ،‬وادفع‬
‫عنّا الشقاء والكسل والعناءَ‪ ،‬والثقل عن طاعتك والوناء(‪.)1‬‬
‫حي يا قيُّوم‪ ،‬يا ذا اجلالل‬
‫احلي ال إله إال هو ف ادعُوه ﴾ يا ُّ‬
‫﴿ هو ّ‬
‫ِ‬
‫واققض بفض لك‬ ‫واإلك رام‪ ،‬اس تجب لنا ه ذا ال دعاء ومجيع دعواتن ا‪،‬‬
‫واغمرنا (اللهم)‬
‫مجيع حاجاتنا ومجيع حاج ات املس لمني واملؤم نني‪ُ ،‬‬
‫وأحبابنا واملسلمني يف هذا الشهر وكل السنة بالفضل والقبول‪ ،‬والنعمة‬
‫التام ة‪ ،‬ووال دينا وأوالدنا وأحبابنا أمجعني‪ ،‬يا أرحم‬
‫الس ابغة‪ ،‬والعافية ّ‬
‫مجيعا ك َّل م رام‪ ،‬وأحسن لنا اخلت ام‪ ،‬وارحم (اللهم)‬ ‫ال رامحني‪ ،‬وبلّغنا ً‬
‫وارزقه احلسىن وزي ادة‪ ،‬وانفعنا‬ ‫ِ‬
‫راده‪ُ ،‬‬‫جامع ه‪ ،‬وب ِّرد مض جعه‪ ،‬وإنل هُ م َ‬
‫بربكته وأس َراره‪ ،‬وأفِض علينا من بِ ِّره وأن واره‪ ،‬وص لى اهلل تع اىل على‬
‫سيدنا حممد وآله وصحبه وسلم‪ ،‬واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫‪ .)11‬الوناء باملد والقصر‪ :‬الضعف والفتور‪ ،‬والكالل واإلعياء‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يا ق ريب الف رج ف ِّر ج على عب دك‬


‫اليو م‬
‫واقض دين ه وف رج ُكربته ِ‬
‫واكفه‬ ‫ِ َ ْ ّ‬
‫اللوم‬
‫وافتح الب اب ل ه ِ‬
‫وادخ له يف مجلة‬ ‫ُ‬
‫القوم‬
‫السوم‬ ‫ِّ‬
‫رمحن مكن له ّ‬ ‫ما له إال أنت يا ُ‬
‫وصلى اهلل تعاىل على خري خلقه وآله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫حي يا قيّ وم بلِّغنا بفض لك ك َّل‬
‫يا ُّ‬
‫ول‬
‫ُس ْ‬
‫الصعب يل منها ذَلول‬
‫َ‬ ‫وخل‬
‫يف الدين والدنيا ِّ‬
‫ل ـط ا ئ فُ ا هلل أ ق ب ـل ت من ك ِّل ج انب واهلم وم‬
‫ت‬ ‫ولَّ ْ‬
‫ـان ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫بعد ما حَت لَّ ْ‬
‫سعدي َ‬ ‫وبَ َ‬ ‫لت‬
‫وأ جْن ـمُ السعـد ا جْن ْ‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪.‬‬
‫مث ينشد هبذه األبيات قبل اإلتيان باملناجاة‪:‬‬

‫وى اهلل‬ ‫نِ وتق‬ ‫وف مع احل ْـز‬


‫الز م اخل َ‬
‫َ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪92‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫تربَ حْ‬
‫وى اهلل‬ ‫إنَّ تق‬ ‫يع ا‬
‫واتـر ك الدنيا مَج ً‬
‫ُ‬
‫ـح‬
‫أرج ْ‬
‫َ‬
‫ِـل إذا ما الليلُ أجنَ ْح‬ ‫لم ة اللّ يـ‬
‫يف ظُ َ‬
‫هد‬
‫واجتَ ْ‬
‫فـلعل الباب يُ فتَ ْح‬ ‫الباب إليــهِ‬ ‫ع‬
‫واقر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫يصفح‬
‫ْ‬ ‫علَّ أن يعفو َو‬ ‫لِّ‬ ‫يف ك‬
‫واجتهد‬
‫ٍ‬
‫حــال‬
‫ـح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫داو مَ أ جْنَ ْ‬
‫ب فمن َ‬ ‫ك ل ل ـب ا‬‫و أ د م ق ـر ع َ‬
‫(اللهم) إ ّن حسنايت من عطائك‪ ،‬وسيئايت من قضائك‪ ،‬فجد مبا أعطيت‬
‫لكنت‬
‫على ما به قضيت‪ ،‬حىّت مَت ُح َو ذلك بذلك‪( .‬اللهم) لوالَ عطاؤك ُ‬
‫وأعظم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫لكنت من الف ائزين‪ ،‬وأنت أج ُّل‬
‫من اهلالكني‪ ،‬ول وال قض اؤك ُ‬
‫عص ى إال بعلمك‪ ،‬ألنك عالّم‬ ‫وأعز وأكرم من أن تطاع إال بإذنك‪ ،‬وتُ َ‬
‫ُّ‬
‫آت ال ذنوب ج راء ًة مين علي ك‪ ،‬وال اس تخفافًا‬‫الغي وب‪( .‬اللهم) إين مل ِ‬
‫ِ‬
‫واملعذرةُ إليك‪.‬‬ ‫حكم ك‪،‬‬
‫قلم ك‪ ،‬ونفذ به ُ‬ ‫حبقك‪ ،‬ولكن جرى بذلك ُ‬
‫(اللهم) إن قليب وناص ييت بي ديك‪ ،‬ومل متلِّكين منهما ش يئًا‪ ،‬ف إذا ُ‬
‫فعلت‬
‫أنت وليَّهما واه ِدمها إىل س واء الس بيل‪( .‬إهلي) جلّت‬ ‫ذلك فكن َ‬

‫‪93‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫روح أوامرك‬ ‫ناس‪ ،‬ولكن جرى ُ‬ ‫عاص أو ينساك ٍ‬ ‫عظمتُك أن يعصيَك ٍ‬


‫يف أس رار الكائن ات‪ ،‬ف ذكرك الناسي بنس يانه‪ ،‬وأطاعك العاصي‬
‫داعي إميانك فقد‬
‫بعص يانه‪ ،‬وإن من شيء إال يس بِّح حبم دك‪ ،‬إن عصى َ‬
‫أط اع داعي س لطانك‪ ،‬ولكن قلمت عليه حجت ك‪ ،‬فلله احلجة البالغ ةُ‪،‬‬
‫عما يفعل وهم يُس ألون‪( .‬إهلي) إ ّن عف َوك عن ذُن ويب‪،‬‬ ‫ال يُس أل ّ‬
‫وجتاوزك عن خطيئ يت‪ ،‬وس رتك على ق بيح عملي أطمعين أن أس ألك ما‬ ‫ُ‬
‫إيل‬
‫مستأنس ا‪ ،‬وإنك احملس ُن ّ‬
‫ً‬ ‫ال أس توجبُه من ك‪ ،‬أدع وك آمنًا وأس ألك‬
‫إيل ب النعم مع غن اك‬ ‫ود ُد ّ‬
‫وأنا املس يء إىل نفسي فيما بيين وبين ك‪ ،‬تت َّ‬
‫َّض إليك باملعاصي مع فقري إليك‪ ،‬فعُ ْد بفضلك وإحسانك‬ ‫عيِّن ‪ ،‬وأتبغ ُ‬
‫اي‪،‬‬
‫علي إنك أنت الت واب ال رحيم‪( .‬إهلي) أنا الفقري يف غن َ‬ ‫علي وتب ّ‬ ‫ّ‬
‫اجلهول يف علمي‪ ،‬فكيف ال‬ ‫ُ‬ ‫فقريا يف فق ِري؟ (إهلي) أنا‬
‫فكيف ال أكون ً‬
‫أك ون جه والً يف جهلي؟ (إهلي) إن اختالف ت دبريك وس رعة حل ِ‬
‫ول‬
‫ِ‬
‫واليأس منك‬ ‫مقاديرك منعا عبادك العارفني بك عن السكون إىل ٍ‬
‫عطاء‪،‬‬
‫بالء‪( .‬إهلي) ميِّن ما يليق بل ؤمي‪ ،‬ومنك ما يلي ُق بكرمك (إهلي)‬ ‫يف ٍ‬
‫وصفت نفسك باللطف والرأفة قبل ُوجود ضعفي‪ ،‬أفتمنعين منهما بعد‬ ‫َ‬
‫علي‪،‬‬
‫احملاسن مين فبفضلك ولك املنّة ّ‬ ‫ُ‬ ‫ظهر ِت‬
‫وجود ضعفي؟ (إهلي) إن َ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪94‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫علي‪ ،‬أس ألك جبودك‬ ‫ِ‬


‫وإن ظه َرت املس اوي مين فبع دلك ولك احلجة ّ‬
‫وإفضالك أن جتعلين من أكمل املظاهر لتجلِّيات إحسانك (إهلي) كيف‬
‫أخيب‬
‫أضام وأنت النصريُ يل‪ ،‬أم كيف ُ‬ ‫تكلين وقد تو ّكلت يل‪ ،‬وكيف ُ‬
‫وأنت ِ‬
‫احلف ُّي يب‪ ،‬ها أنا أتوس ُل إليك بفق ري إلي ك‪ ،‬وكيف أتوس ُل مبا‬
‫حمال أن يصل إلي ك‪ ،‬أم كيف أش كو إليك ح ايل وهي ال ختفى‬ ‫هو ٌ‬
‫رز منك وإلي ك‪ ،‬أم كيف‬ ‫علي ك‪ ،‬أم كيف أت رجم إليك مبق ايل وهو ب َ‬
‫ت إلي ك‪ ،‬أم كيف ال حتس ُن أح وايل وبك‬ ‫ب آم ايل وهي قد وف َد ْ‬ ‫خُت يِّ ُ‬
‫قامت وإليك‪.‬‬
‫(إهلي) ما ألطفك يب مع عظيم جهلي‪ ،‬وما أرمحك يب مع ق بيح فعلي‪،‬‬
‫القريب‬
‫ُ‬ ‫قريب أنت‬
‫قريب يا ُ‬ ‫(إهلي) ما أقربك ميِّن وما أبعدين منك‪ ،‬يا ُ‬
‫ردين للطلب لك‬ ‫وأنا البعي ُد‪ ،‬قربُك ميِّن أيأسين من غ ريك‪ ،‬وبع دك ميِّن َّ‬
‫وي يا عزي ُز (إهلي) قد‬
‫فكن يل بفض لك حىت متحو طليب بطلبك يا ق ُّ‬
‫إيل‬
‫تتعرف ّ‬ ‫األطوار أن مرادك مين أن ّ‬
‫علمت باختالف اآلثار وتنقالت َ‬ ‫ُ‬
‫يف كل ش يء حىت ال أجهلك يف ش يء (إهلي) كلما أحرسين لُ ْؤمي‬
‫كرم ك‪ ،‬وكلما أيأس ْتين أوص ايف أطمعتين منتُك (إهلي) من‬ ‫أنطقين ُ‬
‫كانت حسناته مسا ِوي فكيف ال تكون مساويه مساوي‪ ،‬ومن كانت‬

‫‪95‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫عني ال‬‫حقائقه دع اوي فكيف ال تك ون دعاويه دع اوي (إهلي) عميت ٌ‬


‫ت راك عليها رقيبً ا‪ ،‬وخس رت ص فقةُ عبد مل جتعل له من حبِّك نص يبا‬
‫اهر بني ي ديك‪ ،‬وه ذا ح ايل ال خيفى علي ك‪ ،‬منك‬ ‫(إهلي) ه ذا ذُيِّل ظ ٌ‬
‫أستدل عليك ِ‬
‫فاهدين بنورك إليك‪ ،‬وأقمين‬ ‫ّ‬ ‫أطلب الوصول إليك‪ ،‬وبك‬
‫بص دق العبودية بني ي ديك (إهلي) علِّمين من علمك املخ ُزون‪ُ ،‬‬
‫وص يِّن‬
‫بس ِّر امسك املص ون (إهلي) حقِّقين حبق ائق أهل الق رب‪ ،‬واس لك يب‬
‫مس الك أهل اجلذب (إهلي) اغنين بت دبريك يل عن ت دبريي‪ ،‬وباختي ارك‬
‫يل عن اختي اري‪ ،‬وأوقفين على مراكز اض طراري (إهلي) أخرجين من‬
‫مس ي‪ ،‬بك‬ ‫وش ركِي قبل حل ول ر ِ‬ ‫ذُ ّل نفس ي‪ ،‬وطه رين من ش ِّكي ِ‬
‫َ‬
‫ب فال‬ ‫ِ‬
‫فانص رين‪ ،‬وعليك أتو ّك ُل فال تَكل ين‪ ،‬وجلنابك أنتس ُ‬
‫أستنص ُر ُ‬
‫ف فال تط ُردين‪،‬‬‫أرغب فال حترم ين‪ ،‬وببابك أق ُ‬ ‫تُبع دين‪ ،‬ويف فض لك ُ‬
‫وإياك أسأل فال خُت يِّبين (إهلي) تقدس رضاك عن أن تكون له علةٌ منك‪،‬‬
‫ين ب ذاتك عن أن يصل إليك النفع‬ ‫فكيف تك ون له علة م ين‪ ،‬أنت الغ ّ‬
‫وح اآلم ال قد خ ابت إال‬‫منك فكيف ال تك ون غنيّا عيِّن (إهلي) طم ُ‬
‫اهلمم قد تعطّلت إال علي ك‪ ،‬وم ذاهب املع ارف قد‬ ‫وف ُ‬ ‫إلي ك‪ ،‬وعك ُ‬
‫انس دت إال إليك (إهلي) م اذا وجد من فَق دك‪ ،‬وما ال ذي فق َد من‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪96‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫خس ر من بغى عليك‬ ‫وجدك‪ ،‬لقد خاب من رضي دونك ب دالً‪ ،‬ولقد ِ‬ ‫َ‬
‫َ ُ‬
‫قطعت اإلحسا َن‪ ،‬وكيف‬ ‫َ‬ ‫متحوال (إهلي) كيف يُرجى سواك وأنت ما‬
‫َّ‬
‫طلب من غ ِريك وأنت ما ب ّدلت ع ادة االمتن ان‪ .‬يا من أذاق أحبّ اءَه‬ ‫يُ ُ‬
‫حالوة مؤانس ته فق اموا بني يديه متملِّقني‪ .‬ويا من ألبس أولي اءَه مالبس‬
‫تعزين (إهلي) اطلبين برمحتك حىت أصل إلي ك‪،‬‬ ‫بعزته مس ِّ‬
‫هيبته فق اموا َّ‬
‫واج ذبين مبنّتك حىت أقبل عليك (إهلي) إن رج ائي ال ينقطع عنك وإن‬
‫عص يتك‪ ،‬كما أن خ ويف ال يُزايلين وإن أطعتك (إهلي) إن الطاعة ممن‬
‫وقربت ه‪ ،‬وإن املعص ية ممن عص اك لُبسة‬ ‫أطاعك خلعة منك ملن أحببته ّ‬
‫منك ملن أبغض ته فأبع ْدت ه‪ ،‬فأس ألك يا ج ّواد أن جتعلين ممن ّأهلتَه خلِلع‬
‫املقربني من عبادك‪ ،‬يا أكرم األكرمني‪.‬‬
‫احملبوبني ّ‬
‫بكرمك عليك‬ ‫(إهلي) قد دفعتين الع واملُ إلي ك‪ ،‬وقد أوقفين علمي َ‬
‫أخيب وأنت أملي‪ ،‬أم كيف أه ا ُن وعليك متَّكلي (إهلي)‬ ‫(إهلي) كيف ُ‬
‫تعز وإليك نس بتين (إهلي) كيف ال‬ ‫تعز ويف ِّ‬
‫الذلة أركزت ين‪ ،‬أم كيف ال أس ُّ‬ ‫كيف أس ُّ‬
‫تغيب‬ ‫ِ‬
‫أفتق ر وأنت الذي يف الفقر أقمتين‪ ،‬أم كيف أفتقر وأنت الذي ِ‬
‫الظاهر‪ ،‬أم كيف ُ‬
‫ُ‬ ‫جبود َك أغنيتين (إهلي) كيف ختفى وأنت‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ض‬
‫متعر ٌ‬
‫جاهل‪ ،‬وال لعقوبتك ِّ‬
‫ٌ‬ ‫أردت مبعصيتك خمالفتك‪ ،‬وال عصيتُك إذ عصيتُك وأنا مبكانك‬
‫الرقيب احلاضر (إهلي) ما ُ‬
‫ُ‬ ‫وأنت‬
‫علي‬ ‫وال لنظ رك مس ِ‬
‫هويت‪ ،‬وأع انين على ذلك اس تعدادي‪ ،‬وغ ّرين س رتُك املرخى ّ‬‫ف‪ ،‬ولكن س َّولت يل نفس ي‪ ،‬وس اقتين ش َ‬
‫تخ ٌّ‬
‫قطعت حبلك عيِّن ‪ ،‬واس وءتَاهُ‬
‫َ‬ ‫فعص يتك جبهلي‪ ،‬وخالفتك بق بيح فعلي فمن ع ذابك اآلن من يس تق ُذين‪ ،‬أو حببل من أعتص ُم إن‬
‫ُّ‬ ‫من الوق وف بني ي ديك غ ًدا إذا قيل للمخفِّني ج وزوا واملثقلني حطُّوا‪ ،‬أمع ِ‬
‫املخفِّني أج ور أم مع املثقلني أح ط‪ ،‬ويلي‪ ،‬كلما‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬

‫‪97‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬
‫ود‪ ،‬أما آ َن أن أس تحي من‬
‫وب‪ ،‬ويف كم أع ُ‬ ‫رِب‬
‫ك َت سين كثُ رت ذُن ويب‪ ،‬ويلي‪ ،‬كلما ط ال عم ري كثُ رت معاص َّي‪ ،‬فمن كم أت ُ‬
‫ريب‪.‬‬

‫اس قد‬
‫الر جا والن ُ‬ ‫وب َّ‬ ‫تث َ‬ ‫لبس ُ‬
‫رقد وا‬
‫ُ‬
‫ي ما‬ ‫وبتُّ أش كو إىل م وال َ‬
‫أجد‬
‫أعتمد‬
‫الضر ُ‬ ‫ِ‬
‫وقلت يا أملي يف كلِّ نائبة ومن عليه لكشف ّ‬ ‫ُ‬
‫جلد‬
‫تعلمها مايل على محلها صربٌ وال ُ‬ ‫أمورا أنت ُ‬ ‫أشكو إليك ً‬
‫َّت إليه يَ ُد‬
‫خري من ُمد ْ‬
‫إليك يا َ‬ ‫بالذ ِّل مبتهالً‬
‫مددت يدي ُّ‬
‫ُ‬ ‫وقد‬
‫مث يبالغ يف رفع يديه ويقول‪:‬‬
‫(سبعا) يا‬
‫(سبعا) يا مواله يا مواله ً‬ ‫(سبعا) يا ربّاهُ يا ربّاهُ ً‬‫يا اهلل يا اهلل ً‬
‫رحيم‬
‫رب يا ك رميُ‪ ،‬وارمحنا يا ب ُّر يا ُ‬ ‫مغيث من دع اه (س ًبعا) أغثنا يا ُّ‬
‫ُ‬
‫(سبعا) واحلمد هلل رب العاملني‪ .‬مث يقول‪:‬‬ ‫ً‬
‫رب فبح ُر ج ودك ي ر ِوي كل من‬ ‫فـال ُتر َّد نـها يا ِّ‬
‫يَِرد‬ ‫خائبةً‬
‫ه ذا‪ ،‬وإذا عجز عن ه ذا كله أو س ئِم اقتصر على ال دعاء ال ذي قبل‬
‫خصوص ا‬
‫ً‬ ‫األبي ات واملناج اة‪ ،‬أو دعا مبا أمَهّه من أم ور ال دنيا وال دين‪،‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪98‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وشرف‬ ‫باألدعية الواردة عن سيد املرسلني صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪ّ ،‬‬
‫وعظم‪ .‬انتهى‪ .‬وهي كثرية؛ فاطلبها وادعُ باملناسب منها‪.‬‬
‫ومن أوىل ما يُدعى به يف ليايل شهر رمضان املبارك دعاء ّبر الوالدين‬
‫للش يخ اإلم ام الع ارف باهلل حممد بن أمحد بن أيب احلب الرَّت ميي ‪،‬‬
‫املت وىف رمحه اهلل ليلة األحد لست بقني من ذي احلجة س نة ‪611‬هـ‪.‬‬
‫كذا وجدته يف نسخة قدمية خبط السيد عمر بن طه البار نفعنا اهلل به‪،‬‬
‫وهو‪:‬‬
‫بسم اهلل ال رمحن الرحيمز احلمد هلل ال ذي أمرنا بش كر الوال دين‪،‬‬
‫واإلحس ان إليهم ا‪ ،‬وحثّنا على اغتن ام ّبرمها‪ ،‬واص طناع املع روف‬
‫ل ديهما‪ ،‬ون دبنا إىل خفض اجلن اح من الرمحة هلما إعظاما وإكب ًارا‪،‬‬
‫غارا (اللهم) ف ارحم وال دينا‬‫الرتحم عليهما كما ربّيانا ص ً‬
‫ووص انا ب ُّ‬
‫ّ‬
‫رض ا حُت ُّل به عليهم جوامع رض وانك‪،‬‬
‫(ثالث ا) واغفر هلم‪ ،‬وارض عنهم ً‬
‫وحُت لُّهم به دار كرامتك وأمانك وم واطن عف وك وغفران ك‪َّ ،‬‬
‫وأدر به‬
‫متحو هبا‬
‫علهم لطائف ِّبرك وإحسانك (اللهم) اغفر هلم مغفرةً جامع ةً‪ُ ،‬‬
‫وسيءَ إصرا ِرهم‪ ،‬وارمحهم رمحةً تنريُ هلم هبا املضجع‬
‫سالف أوزارهم‪ِّ ،‬‬
‫ؤمنهم هبا ي وم الف زع عند نش ورهم (اللهم) حتنّ ْن على‬
‫يف قب ورهم‪ ،‬وت ّ‬

‫‪99‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحنِّنني‪ ،‬وارحم انقطاعهم إليك كما‬
‫كانوا لنا يف حال انقطاعنا إليهم رامحني‪ ،‬وتعطّف عليهم كما كانوا لنا‬
‫ود ال ذي أش ربته‬‫يف ح ال ص غ ِرنَا متعطِّفني‪( .‬اللهم) احفظ هلم ذلك ال َّ‬
‫غلت به‬
‫قل وهبم‪ ،‬واحلنانة اليت مألت هبا ص دورهم‪ ،‬واللطف ال ذي ش َ‬
‫ج وارحهم‪ ،‬واش كر هلم ذلك اجله اد ال ذي ك انوا فينا جماه دين‪ ،‬وال‬
‫تضيِّع هلم ذلك االجتهاد الذي كانوا فينا جمتهدين‪ ،‬وجازهم على ذلك‬
‫والرعي الذي كانوا لنا راعني‪ ،‬أفضل‬ ‫السعي الذي كانوا فينا ساعني‪ّ ،‬‬
‫والرع ا َة الناص حني‪( .‬اللهم) ب َّرهم‬
‫الس عا َة املص لحني‪ُّ ،‬‬
‫زيت به ّ‬ ‫ما ج َ‬
‫يربون ا‪ ،‬وانظر إليهم بعني الرمحة كما ك انوا ينظرونا‬
‫عاف ما ك انوا ُّ‬ ‫أض َ‬
‫(اللهم) هب هلم ما ض يّعوا من حق ربوبيتك مبا اش تغلوا به يف حق‬
‫قص روا فيه من حق خ دمتك مبا آثرونا به يف‬ ‫تربيتن ا‪ ،‬وجتاوز عنهم ما ّ‬
‫ِ‬
‫الشهات من أجل ما اكتسبوا‬ ‫واعف عنهم ما ارتكبوا من‬ ‫حق خدمتنا‪،‬‬
‫ُ‬
‫من أجلن ا‪ ،‬وال تؤاخ ذهم مبا دعتهم إليه احلميّة من اهلوى ملا غلب على‬
‫قل وهبم من حمبتن ا‪ ،‬وحتمل عنهم الظالم ات اليت ارتكبوها فيما اج رتحوا‬
‫لنا وس َعوا علين ا‪ ،‬والطف هبم يف مض اجع البلَى لط ًفا يزيد على لطفهم‬
‫ويس رته لنا من‬
‫يف أيام حياهتم بنا‪( .‬اللهم) وما هديتنا له من الطاعات‪ّ ،‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪100‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫القرب ات‪ ،‬فنس ألك اللهم أن جتعل هلم من‬ ‫احلس نات‪ ،‬ووفَّقتنا له من ُ‬
‫ص احل أعمالنا حظًّا ونص يبا‪ ،‬وما اقرتفن اه من الس يئات واكتس بناه من‬
‫وحتملن اه من التبع ات فال تلحقهم منا ب ذلك ُحوب ا‪ ،‬وال جتعل‬ ‫اخلطيَّات ّ‬
‫فسرهم بنا‬
‫عليهم من ذنوبنا ذنوبً ا‪( .‬اللهم) وكما سررهتم بنا يف احلياة ّ‬
‫حتملهم من‬‫بعد الوفاة (اللهم) وال تبلّغهم من أخبارنا ما يسوءهم‪ ،‬وال ِّ‬
‫دث من‬‫أوزارنا ما ين وءُهم‪ ،‬وال خُت ِزهم بنا يف عس كر األم وات ملا حُت ُ‬
‫وس َّر أرواحهم بأعمالنا يف ملتقى‬ ‫املخزي ات ون أيت من املنك رات‪ُ ،‬‬
‫األرواح إذ ُس َّر أهل الص الح بأبن اء الص الح (اللهم) وال تُ وقّفهم منّا‬
‫جنرتح من س وء االج رتاح (اللهم) وما تلون اه‬
‫على مواقف افتض اح مبا ُ‬
‫تالوة فز ّكيتها وما ص لينا من ص الة فتقبَّلته ا‪ ،‬وتص دَّقنا من ص دقة‬‫من ٍ‬
‫فرض يتها‪ ،‬فنس ألك اللهم أن جتعل‬ ‫فنميته ا‪ ،‬وعملنا من أعم ال ص احلة ِ‬ ‫َّ‬
‫حظَّهم منها أكرب من حظوظن ا‪ ،‬وقس مهم منها أج َزل من أقس امنا‪،‬‬
‫بربهم‪ ،‬وندبتنا إىل‬ ‫وص يتنا ّ‬
‫وسهمهم من ثواهبا أوفر من سهامنا‪ ،‬فإنك َّ‬ ‫َ‬
‫ش ك ِرهم‪ ،‬وأنت أول ب ّ‬
‫الرب من الب ِّارين‪ ،‬وأح ُّق بالوصل من املأمورين‬
‫أطيب‬ ‫ِ‬ ‫(اللهم) اجعلنا هلم ُق َّر َة أع ٍ‬
‫هاد‪ ،‬وأمسعهم منّا َ‬ ‫وم األش ُ‬ ‫ني ي وم يق ُ‬
‫داء ي وم التن اد‪ ،‬واجعلهم بنا من أغبط اآلب اء ب األوالد‪ ،‬حىت جتمعنا‬ ‫الن ِ‬

‫‪101‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وحمل‬
‫تقر رمحت ك‪ِّ ،‬‬ ‫وإي اهم واملس لمني مجيعا يف دار كرامت ك‪ ،‬ومس ّ‬
‫أنعمت عليهم من النب يني والص ّديقني والش هداء‬
‫َ‬ ‫أوليائ ك‪ ،‬مع ال ذين‬
‫وحس ن أولئك رفي ًق ا‪ .‬ذلك الفص ُل من اهلل وكفى باهلل‬
‫والص احلني‪ُ ،‬‬
‫الم على املرس لني‬
‫رب الع ّزة عما يص فون‪ ،‬وس ٌ‬ ‫عليم ا‪ .‬س بحان ربك ِّ‬
‫األمي وآله‬
‫واحلمد هلل رب الع املني‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا حممد النيب ّ‬
‫كثريا‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫وصحبه وسلم ً‬
‫انتهى دع اء ب ّر الوال دين‪ ،‬نفع اهلل به ومبؤلفه آمني‪ ،‬واحلمد هلل رب‬
‫العاملني‪.‬‬
‫استجابة الدعاء عند ختم القرآن‬
‫مث إنا ذكرنا فيما تق دم‪ :‬أنه يس ّن ك ثرة تالوة الق رآن العظيم الك رمي يف‬
‫ش هر رمض ان املب ارك‪ ،‬ون ذكر هنا أنه يس تجاب ال دعاء عند اخلتم‪،‬‬
‫تحب عن ده ال دعاء‪ .‬ق ال الن ووي رمحه اهلل تع اىل يف‬
‫حلديث في ه‪ ،‬فيس ّ‬
‫ديدا‪ ،‬ملا‬
‫األذك ار‪ :‬ويس تحب ال دعاء عند اخلتم اس تحبابًا مؤك ًدا ش ً‬
‫رويناه عن محيد األعرج رمحه اهلل تعاىل قال‪ :‬من قرأ القرآن مث دعا ّأمن‬
‫على دعائه سبعون ملكا‪ .‬وينبغي أن يُلح يف الدعاء‪ ،‬وأن يدعو باألمور‬
‫املهمة والكلم ات اجلامع ة‪ ،‬وأن يك ون معظم ذلك أو كله يف أم ور‬ ‫ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪102‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اآلخ رة وأم ور املس لمني‪ ،‬وص الح س لطاهنم وس ائر والة أم ورهم‪ ،‬ويف‬
‫ت وفُّقهم للطاع ات‪ ،‬وعص متهم من املخالف ات‪ ،‬وتع اوهنم على الرب‬
‫والتق وى‪ ،‬وقي امهم ب احلق واجتم اعهم علي ه‪ ،‬وظه ورهم على أع داء‬
‫الدين وسائر املخالفني‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ومما حيسن إي راده هنا ال دعاء ال ذي مجعه وك ان ي دعو به ش يخنا‬
‫وشيخ مشاخينا عقب ختم القرآن‪ ،‬فإنه جامع ملا ذكره النووي وغريه‪،‬‬
‫وهو قد طبع يف ض من حاش ية ش يخنا العالمة املرح وم بك رم جزيل‬
‫العطا الس يد بك ري ش طا املس ماة بإعانة الط البني على حل ألف اظ فتح‬
‫املعني‪ ،‬ذكره يف آخر باب الصوم؛ فاطلبه إن شئت‪ ،‬وباهلل التوفيق‪ .‬بل‬
‫ينبغي حتصيله ليدعى به عقب ختم القرآن جلمعه ما ذكر‪ ،‬وألن جامعه‬
‫شيخنا وشيخ مشاخينا املذكور كان من العارفني‪ ،‬وفضله مشهور رمحه‬
‫اهلل تعاىل‪ ،‬ونفعنا به آمني‪ .‬كما ينبغي لذلك حتصيل دعاء ختم القرآن‬
‫ال ذي مجعه كامل العرف ان الفقيه املأمور بالقي ام يف ح وائج اخللق املش ار‬
‫ويل اهلل تعاىل والدال عليه الشيخ العالمة حممد بن يعقوب بن حممد‬ ‫إليه ّ‬
‫اليمين الس ودي املع روف ب أيب حرب ة‪ ،‬وقد ت رجم له العالمة الش رجي‬

‫‪103‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الزبي دي(‪ )1‬يف طبق ات أولي اء اليمن‪ ،‬نفعنا اهلل تع اىل هبم املس ّمى‬
‫«طبق ات اخلواص‪ ،‬أهل الص دق واإلخالص» وذكر فيها أن وفاته‬
‫ك انت س نة أربع وعش رين وس بعمائة‪ ،‬بعد أن ذكر نب ذة من فض ائله‬
‫وكراماته‪ ،‬نفعنا اهلل تعاىل به‪.‬‬
‫وباجلملة‪ ،‬فالفقيه أبو حربه املذكور كان من أولياء اهلل تعاىل العارفني‪،‬‬
‫وعلو مطالبه‪ .‬ال‬
‫يشهد لذلك حالوة عبارته يف الدعاء الذي سنورده‪ُّ ،‬‬
‫جرم أن لكالم األولياء العلماء مزية ظاهرة على كالم غريهم‪ ،‬وللدعاء‬
‫خصوص ا الدعاء الذي سنسرده‪،‬‬ ‫ً‬ ‫منهم بركة زائدة على دعاء غريهم‪،‬‬
‫ف إن فيه بركة مش هورة عظيم ة؛ وللن اس ال س يما أهل األقط ار اليمنية‬
‫إقب ال عليه عظيم‪ ،‬وحيفظونه ويقرءونه عند ختم الق رآن الك رمي‪ ،‬وقد‬
‫أثىن عليه العالمة الشرجي املذكور يف طبقاته عند ترمجة املسطور‪ ،‬فقال‬
‫فيه ا‪ :‬وللفقيه أيب حربة املذكور نفع اهلل تع اىل به دع اء عظيم‪ ،‬مش هور‬
‫الفضل والربكة جعله خلتم الق رآن‪ ،‬له حالوة يف األف واه‪ ،‬وموقع عظيم‬
‫يف القل وب عند أهل الفهم وال ذوق‪ ،‬يش تمل على مط الب عزي زة‪،‬‬
‫وفوائد مجّ ة‪ ،‬ت دل على كم ال معرفة الفقيه باهلل تع اىل وواليته ومتكن ه‪،‬‬

‫‪ .)11‬هو أمحد بن أمحد بن عبد اللطيف الشرجي‪ ،‬املعروف «بالزبيدي» صاحب التجريد املعروف مبختصر الزبيدي‪ ،‬تويف‬
‫بزبيد سنة ‪ 893‬هـ‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪104‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫مع ما فيه من الفص احة والبالغة وعذوبة اللف ظ‪ ،‬وأث ُر الن ور والربكة‬
‫عليه ظ اهر‪ ،‬نفع اهلل تع اىل ب ه‪ .‬وللن اس عليه إقب ال عظيم حيفظونه عن‬
‫ظهر الغيب‪ ،‬ويقرءونه عند ختم الق رآن العظيم يف اجملالس ومواضع‬
‫خصوص ا يف ش هر رمض ان‪ .‬وقد ش رحه الفقيه العالمة الس يد‬ ‫ً‬ ‫اجلم ع‪،‬‬
‫مفيدا‬
‫شرحا ً‬‫حسني ابن الشريف عبد الرمحن بن حممد بن علي األهدل ً‬
‫مطوال يف حنو جملدين‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫ّ‬
‫قلت‪ :‬وحبم ده تع اىل قد اطلعت عليه يف كتبخانة املطبعة املاجدية مبكة‬
‫احملمية‪ ،‬فوجدته كما قال وقد مساه «مطالب أهل القربة يف شرح دعاء‬
‫أيب حرب ة» وص ححت منت ال دعاء عليه حسب الطاق ة‪ .‬وقد ق ال بعد‬
‫سرده املنت‪ :‬ويف بعض النسخ تقدمي بعض األلفاظ وتأخري بعضها‪ ،‬أي‬
‫وزيادة‪ .‬وذلك مما ال خيتلف به املعىن‪ .‬هذا‪.‬‬
‫وحيث عُلم فضل دعاء أيب حربة املذكور وبره املوفور‪ ،‬فيحسن إيراده‬
‫ويعم نفعه اخللق بطيب نش ره‪،‬‬ ‫هنا بإثباته لتفيض أس رار بركات ه‪ّ ،‬‬
‫أجر الداللة عليه بطبعه ونشره‪.‬‬
‫وحيصل يل ُ‬
‫والدعاء املذكور هو هذا‪:‬‬
‫دعاء ختم القرآن ألبي حربة‬

‫‪105‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومن علينا باإلتباع لنبيه اهلادي‬


‫احلمد هلل الذي هدانا لإلسالم واإلميان‪ّ ،‬‬
‫إىل احلق والبي ان‪ ،‬وأرش دنا لش رائعه واتّب اع حكمه وتالوة الق رآن‪،‬‬
‫لش كره‪ ،‬وأحتفنا ب التف ّكر يف اآلالء واإلحس ان‪،‬‬ ‫وأزلفنا ب ذكره ووفَّقنا ُ‬
‫َّاق الك رميُ‬
‫اخلالق ال رز ُ‬
‫هد أن ال إله إال اهلل واح ده ال ش ريك ل ه‪ُ ،‬‬ ‫وأش ُ‬
‫املنّ ان‪ ،‬وأش هد أن س يدنا وموالنا حمم ًدا عب ده ورس وله املص طفى من‬
‫وفض له ب العفو‬ ‫ونعمه ب ال ُقرب‪ّ ،‬‬‫ب‪ّ ،‬‬ ‫خصصه ب احلُ ّ‬
‫ع دنان‪ ،‬ال ذي ّ‬
‫والغف ران‪ ،‬ص لى اهلل تع اىل وس لم عليه وعلى آله وأزواجه وأص حابه‬
‫ممر ال دهور واألزم ان‪( .‬اللهم) صل على ُروح س يدنا‬ ‫وت ابعيهم على ّ‬
‫حممد يف األرواح‪ ،‬وبلّغه أقصى رتبة يف السعادة والفالح‪ ،‬والسالم على‬
‫املص طفى ورمحة اهلل وبركات ه‪( .‬اللهم) بلّغ روح س يدنا حممد منّا حتيّ ةً‬
‫الما‪ ،‬واج ِزه عنا أفض َل ما ج َزيت نبيّا عن أمت ه‪ ،‬وآته الوس يلة‬ ‫وس ً‬
‫والشرف والدرجة الرفيعة‪ ،‬وابعثه املقام احملمود الذي وعدته‬
‫َ‬ ‫والفضيلة‬
‫يا أرحم الرامحني‬
‫(اللهم) صل عليه وعلى مجيع األنبي اء واملرس لني وآل كل منهم‬
‫ان إىل ي وم ال دين‪ .‬ص دق اهلل‬ ‫وأزواجهم وص حبهم وت ابعيهم بإحس ٍ‬
‫املنعم على خلقه بالعطايا وجزيل‬
‫اب‪ُ ،‬‬ ‫اب‪ ،‬الك رميُ الت ّو ُ‬ ‫الوه ُ‬
‫العظيم ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪106‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫الثّ واب‪ ،‬ال ذي أرش دنا إىل الطريق ة‪ ،‬وجعل حبيبه املخت َار خري اخلليق ة‪،‬‬
‫وأمته احلامدة الشفيقة‪( ،‬حنمده) على ما أوالنا من النعماء‪ ،‬وعلّمنا من‬
‫ك والعم اء‪،‬‬ ‫رح ب القرآن العظيم ص ُدورنا من الش ّ‬
‫اآلي ات واألمساء‪ ،‬وش َ‬
‫منيعا واقيً ا‪ ،‬وح َّد لنا فيه ُ‬
‫احلدود‬ ‫ِ‬
‫ورا هاديً ا‪ ،‬وحص نًا ً‬ ‫وجعله لنا ن ً‬
‫واألحك ام‪ ،‬وبنّي لنا فيه ش رائع اإلس الم‪ ،‬وأمرنا فيه بالتوحيد واجله اد‬
‫ِ‬
‫والصيام‪ ،‬والعبادة والقراءة والقيام‪،‬‬ ‫واحلج واإلحرام‪ ،‬والصالة والزكاة‬
‫وفض ل به ش هر رمض ا َن على س ائر الش هور يف األع وام‪( .‬اللهم) كما‬ ‫ّ‬
‫خصص تنا بكتابك الك رمي وه ديتنا به إىل الص راط املس تقيم‪ ،‬أص لح‬
‫ِ‬
‫اجلسد‪،‬‬ ‫وظاهر‬ ‫الروح‬
‫باطن ُّ‬
‫َ‬ ‫وطهر به منا َ‬
‫فسد‪ّ ،‬‬‫مجيع ما َ‬‫(اللهم) به منا َ‬
‫وحطنا به من مجيع اآلفات‪ ،‬وجَنّنا به‬
‫الغل واحلسد‪ُ ،‬‬‫وان زِع به عنا مجيع ّ‬
‫من األهواء والتبِعات‪.‬‬
‫مننت هبا على آدم‬
‫التام ات‪ ،‬اليت َ‬‫(اللهم) حبق أمسائك احلسىن وكلماتك ّ‬
‫عص ى ف أقلت منه الع ثرات‪ ،‬أقِل يا س يدي عثراتن ا‪،‬‬ ‫عليه الس الم حني َ‬
‫وج ْد علينا بفض لك وقرب ك‪،‬‬ ‫ف عن س يئاتنا‪ُ ،‬‬ ‫وحتمل تبعاتن ا‪ ،‬واع ُ‬
‫َّ‬
‫واجعلنا من خ الص أهل احملبة من حزب ك‪( .‬اللهم) اقطع به عنا مجيعا‬
‫القطّاع للطريق‪ ،‬وأجرنا به من الزيغ واالبتداع والتعويق‪( .‬اللهم) انفعنا‬

‫‪107‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وارزقنا فيه الفهم ألخذ احلالل واجتن اب‬


‫مبا أوردت فيه من األحك ام‪ُ ،‬‬
‫احلرام‪ ،‬وأهلمنا فيه ذك رك ال ذي حتصل به مناشري الوالية واألعالم‪،‬‬
‫وحس ن به أخالقنا‬‫وارزقنا به اإلخالص واليقني واملراقبة على ال ّدوام‪ّ ،‬‬
‫ووسع به أرزاقنا‪ ،‬وارزقنا به العافية من مجيع األمراض واألسقام‪.‬‬
‫ِّ‬
‫والرحْي ان‬
‫بش ر به أرواحنا عند اخلروج من األجس اد ب الروح َّ‬ ‫(اللهم) ِّ‬
‫والزلفة الكاملة وال وداد‪ ،‬ون ِّور به قبورنا يف ظُلم األرم اس(‪ )1‬واألحلاد‬
‫ُّ‬
‫وارزقنا به‬
‫خلواص اخلواص أهل اإلرادة واملراد‪ُ ،‬‬
‫ّ‬ ‫يت به‬
‫ب النور ال ذي جَت لّ َ‬
‫اإلميان واألمن من اخلوف يف ي وم احلشر واملع اد‪( .‬اللهم) اقطع به عنّا‬
‫مجيع العالئ ق‪ ،‬وآمنّا به من مجيع البوائ ق‪ ،‬واس رُت به عوراتن ا‪ ،‬وآمن به‬
‫واعمر به ديارنا‪ ،‬واقض به أوطارنا‪ ،‬واشرح‬ ‫ِ‬
‫روعاتنا‪ ،‬وأق َّر به قرارنا‪ُ ،‬‬
‫أجورنا‪ ،‬وأصلح به ذات بيننا‬ ‫ويس ر به أمورنا‪ ،‬وأج ِزل به ُ‬
‫به صدورنا‪ِّ ،‬‬
‫ومعينا وكه ًفا من األسواء‬ ‫وألِّف به بني قلوبنا‪( .‬اللهم) اجعله لنا ً‬
‫شافعا ُ‬
‫رزا كنينً ا‪( .‬اللهم) اجعلنا ب القرآن العظيم ذاك رين‪ ،‬وللنعم اء‬ ‫وح ً‬
‫مؤ ِّدين‪ ،‬وباآلثار للنيب صلى‬
‫الضراء صابرين‪ ،‬وللفرائض َ‬‫شاكرين‪ ،‬ويف ّ‬
‫اهلل تع اىل عليه وس لم مقت دين ومهت دين‪ ،‬وعن املس ئلة للغري مس تغنني‪،‬‬
‫رب‬
‫ومن العبودية ملن س واك مس تنكفني‪ ،‬وبفضل ج ودك وكرمك يا ِّ‬
‫‪.)11‬األرماس‪ :‬مجع رمس بفتح الراء؛ وهو القرب‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪108‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ُمكتفني‪ ،‬وباألعمال خملصني وباإلنابة خُم بتني(‪ ،)1‬وباآليات موقنني‪ ،‬وإىل‬


‫اإلخ وان حمس نني‪ ،‬ويف ال ّزالزل مت وقِّرين ومتثب تني ويف جمالس ال ّذكر‬
‫حاض رين‪ ،‬وبالطاع ات آم رين‪ ،‬وعن املعاصي زاج رين‪ ،‬وبالقس ِط‬
‫ق ائمني‪ ،‬وبالنه ار ص ائمني وبالليل ق ائمني‪ ،‬وباإلقب ال دائ بني‪ ،‬ومن‬
‫اخلوف ذائبني ومن الشوق هائمني‪ ،‬وعلى منت الصراط جائزين‪ ،‬وعن‬
‫رب‬
‫الن ريان حائ دين‪ ،‬وباجلن ان ف ائزين‪ ،‬وإىل وجهك الك رمي العظيم يا ّ‬
‫ناظرين‪.‬‬
‫ِ‬
‫واملالئكة األبرار‪ ،‬وحبق املصطفى حممد صلى‬ ‫جربيل األمني‬ ‫حبق‬
‫َ‬ ‫(اللهم) ّ‬
‫اهلل تع اىل عليه وس لم واألنبي اء األطه ار‪ ،‬وآل ك ٍّل منهم وأزواجه‬
‫ني واألخي ار‪ ،‬والص دِّيقني والش هداء‪ ،‬واحلكم اء‬ ‫وأص حابه املص ط َف َ‬
‫والزه اد والعبّ اد‪ ،‬واجملاه دين واملخلص ني‪،‬‬
‫واحللم اء‪ ،‬والعلم اء األحب ار‪ّ ،‬‬
‫والص ادقني والص ابرين يف كل األقط ار‪ ،‬واألقط اب واألوت اد واألب دال‪،‬‬
‫واألبرار باإلسرار واألنوار‪ ،‬واألمساء اليت يف النجوم واألقمار‪ ،‬والعرش‬
‫والكرسي والل وح والقلم واجلنة والن ار‪ ،‬أقبل منّا يا س يدي ما عملن اه‪،‬‬
‫وعلِّمنا ما جهلن اه‪ ،‬وال تعاقبنا على الس يئات واألوزار‪ ،‬واس ِقنا من‬
‫ح وض نبيّك س يدنا حممد ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم عند الته اب‬
‫‪ .)11‬خبت‪ :‬خشع وتواضع‪ .‬اهـ مصححه‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫دت به وجوهنا‬ ‫العطش يف األكب اد واح رتاق األس رار‪( .‬اللهم) ال س ّو َ‬


‫أعميت‬
‫َ‬ ‫عند احلس اب وال فض حتَنا به يف ي وم احلشر واملآب‪ ،‬وال‬
‫رت س رائرنا‪ ،‬وال خ ذلتنا به يف ذلك املق ام (اللهم)‬
‫بص ائرنا‪ ،‬وال ك ّد َ‬
‫تعلم ما قد ّفرطنا فيه من احلق وق‪ ،‬وما قد اقرتفنا فيه من األوزار‬
‫إنك ُ‬
‫والعقوق‪ ،‬فال تؤاخذنا بالتفريط‪ ،‬وال تعاقبنا على التخليط‪ ،‬واصفح عن‬
‫األوزار‪ ،‬واحلُم علينا واس رُت نا واغفر لنا يا غ ّف ار‪( .‬اللهم) بيّض به‬
‫الويل والثُّب ور‪ ،‬وأعطنا به‬
‫وجوهنا ي وم النُّش ور‪ ،‬وجَنّنا به من دع وى َ‬
‫وارزقنا به املطالعة إىل‬
‫ُكتبنا باإلميان‪ ،‬وامشُلنا بالس عادة واإلحس ان‪ُ ،‬‬
‫حواس نا حتت س لطان قه رك وهيبت ك‪،‬‬ ‫أن وار أش عة عظمت ك‪ ،‬لتَ ْخ ُمد ُّ‬
‫وعزت ك‪ ،‬وحتيا أيضا برؤيتها‬
‫أنفس نا برؤية كم ال جالل ق درتك ّ‬ ‫وتفىَن ُ‬
‫عند إش راق أن وار مجال وجهك املنري وحض رتك‪ ،‬ورقِّنا به إىل أعلى‬
‫أعلى مق ام التوكل والص دق‪ ،‬لنبلغ به إىل أعلى أعلى مق ام الوالية يف‬
‫ونض ر به‬
‫دق‪ ،‬وكن لنا يا س يدي ُمتوليًا يف مجيع األم ور‪ِّ ،‬‬ ‫مقعد ص ٍ‬
‫وجوهنا عند احلضور‪ ،‬مبشاهدة حضورك يف وسط قلب القلب بالفرح‬
‫ال دائم والس رور‪ ،‬واملكاش فة واملش اهدة بتحقيق احلق ائق ملواضع‬
‫اإلحسان كإميان حارثة رضي اهلل تعاىل عنه بيوم ِ‬
‫البعث والنشور‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪110‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫حليم‬
‫كور ٌ‬ ‫عليم ش ٌ‬‫هور‪ ،‬وأنت ٌ‬ ‫ذكور‪ ،‬وفض لك مش ٌ‬ ‫كرمك م ٌ‬ ‫(إهلي) ُ‬
‫ور‪( .‬اللهم) أص لحنا وأص لح لنا س الطيننا وقض اتنا‪،‬‬ ‫بور‪ ،‬عزي ٌز غف ٌ‬
‫ص ٌ‬
‫وجن دنا ووالتنا والعلم اء واملتعلمني‪ ،‬والس فهاء واجلاهلني‪ ،‬والغ زاة‬ ‫ُ‬
‫والتج ار وال ّزارعني‪ ،‬واألوالد‬
‫واحلج اج واملس افرين‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫واجملاه دين‪،‬‬
‫والوال ِدين‪ ،‬والنس اء والعبي َد واإلم اء‪ ،‬والض عفاء والفق راء واملس اكني‪،‬‬
‫واط َرح للجميع الربكة يف املع اش‪ ،‬وس لِّمنا وس لّمهم من املناقشة‬
‫والفت اش(‪ ،)1‬وأس بل (اللهم) علينا وعليهم س رتك احلص ني‪ ،‬وتب علينا‬
‫وحا‬
‫وعليهم وعلى مجيع املس لمني من اجلن واإلنس أمجعني‪ ،‬توب ةً نص ً‬
‫وقو عزائمنا‪ ،‬وثبِّت دعائمنا‪ ،‬وجَنّنا مما حُن اذر يف‬
‫وصحح لنا وهلم إمياننا‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫ال دارين حنن ووال دينا وأوالدنا وأزواجن ا‪ ،‬وإخواننا وأخواتنا وأعمامنا‬
‫وعماتن ا‪ ،‬وأخوالنا وخاالتن ا‪ ،‬وأج دادنا وج ّداتنا وقراباتنا وجريانَن ا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وأصهارنا وأصحابَنا وحُم بينا ومشاخِي َنا يف ال ّدين‪ ،‬ومن علّمنا ومن علّمناه‬
‫َ‬
‫ومن واالنا باإلحس ان فيك ومن والين اه‪ ،‬وذرارينا وذُّري اهتم اجلمي َع‬
‫ومجيع املس لمني واملس لمات‪ ،‬واملؤم نني واملؤمن ات األحي اء منهم‬
‫جميب ال دعوات‪ ،‬وقاضي احلاج ات‪ ،‬وما‬ ‫واألم وات‪ ،‬إنك أنت اهلل ُ‬
‫قصرت عنه آمالنا‬ ‫سألناك من خري فأعطنا‪ ،‬وما مل نسألك فابتدئنا‪ ،‬وما َ‬
‫‪ .)11‬الفتاش‪ :‬يريد التفتيش‪ ،‬ومعناه البحث‪ ،‬وليس لكلمة «الفتاش» أصل يف اللغة‪ .‬مصححه‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وأعمالنا من اخلريات فبلِّغن اه بفض لك ورمحتك يا أرحم ال رامحني‪.‬‬


‫س بحان ربك رب الع ّزة عما يص فون وس الم على املرس لني واحلمد هلل‬
‫رب العاملني وصلى اهلل تعاىل على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‬
‫هذا‪ ،‬وعند طبع هذا الدعاء وجدت نسخة عليها آثار الصحة من دعاء‬
‫ختم الق رآن املنس وب لس يدنا اإلم ام اجملتهد العابد س يدي علي زين‬
‫العابدين ابن السبط سيدنا احلسني بن علي بن أيب طالب ‪ ‬ونفعنا هبم؛‬
‫وهو دع اء عظيم‪ ،‬خ رج من قلب س ليم‪ ،‬ويع رف ذلك ال دعاء‬
‫خمتصرا للعالمة الورع الزاهد‬
‫ً‬ ‫أيض ا دعاء آخر‬
‫«بالتكسيم»‪ .‬ووجدت ً‬
‫الشيخ أمحد املكين بالوعار رمحه اهلل ونفعنا به؛ فجمعتهما مع دعاء أيب‬
‫حربة ودعاء شيخنا وشيخ مشاخينا يف جمموع مسيته «إحتاف اإلخوان‪،‬‬
‫بأدعية ختم القرآن» سيطبع إن شاء اهلل تعاىل‪.‬‬
‫ما يطلب في العشر األواخر التي فها ليلة القدر‬
‫فضل مواسم الطاعات على سائر األوقات‪،‬‬ ‫اعلم أن اهلل سبحانه وتعاىل ّ‬
‫ويس رها للخ ريات والربك ات‪ ،‬وش ّرف ش هر رمض ان على مجيع‬ ‫َّ‬
‫الش هور‪ ،‬وخص لياليه بالفضل املش هور‪ ،‬وميّزها بليلة الق در اليت هي‬
‫خري من ألف ش هر‪ ،‬واطَّلع فيها على أهل ال ذنوب فغفره ا‪ ،‬وعلى‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪112‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العي وب فس رَت ها‪ ،‬وعلى القل وب فس ّكنها وعمره ا‪ ،‬وعلى ح وائج‬


‫ويس رها‪ ،‬وجعل ه ذه الليلة الش ريفة واس طة‬ ‫الس ائلني فقض اها بفض له ّ‬
‫عقد ال دهر‪ ،‬وص رَّي أعماهلا موف ورة األج ر‪ ،‬فما أدركها داع ذو إناب ة‪،‬‬
‫ظفر بتعجيل اإلجاب ة‪ ،‬وال اس تجار فيها مس تجري إال أج اره اهلل‬ ‫إال ِ‬
‫وكف اه‪ ،‬وال أن اب إليه فيها م نيب إال قبله واجتب اه‪ ،‬وال تع ّرض ملعروفه‬
‫طالب إال جاد عليه وحباه (فطُوىب) ملن عظّمها ووقَّرها‪ ،‬يا هلا من ليلة‬
‫وأغزره ا‪ ،‬تُفتح فيها أب واب‬ ‫وأنوره ا‪ ،‬وما أك ثر خرياهتا َ‬ ‫ما أبر َكها َ‬
‫وسهر ليله‬
‫السموات‪ ،‬وتنزل املالئكة بالبشارات ملن أحياها من األنام‪َ ،‬‬
‫وز) من تل ّذذ فيها باملناج اة ومتىّن ‪ ،‬وهتىّن‬
‫ومنع جفونه من املن ام‪( .‬فيا ف َ‬
‫فيها بطاع ات م واله وحَت لَّى‪ ،‬فق ام على قدمه فتض ّرع وص لى‪ ،‬وش اهد‬
‫أن واره ملا جَت لّى‪ ،‬فيا هلا من ليلة ما ُرفعت فيها إليه قصة حمت اج إال‬
‫نظره ا‪ ،‬وال وص لت إليه دع وة إال أجْن زها ونص رها‪ ،‬وال ص عِدت إليه‬
‫وض َّرها‪ ،‬وال انتهت إليه ش كاية مله وف‬ ‫أنف اس ُكربة إال أزال ُكربتها ُ‬
‫وبش رها‪ ،‬وال تض ّرعت بني يديه‬ ‫إال أزال عنها احلرج وأتاها ب الفرج ّ‬
‫وجعت من أجله قل وب املنكس رة إال‬ ‫ِ‬
‫معت ذر ًة إال قبلها وأع ذرها‪ ،‬وال ت ّ‬
‫وجبَرها‪.‬‬
‫أغاثها بلطفه َ‬

‫‪113‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أخ رج اإلم ام أمحد رمحه اهلل تع اىل يف مس نده بس ند حسن عن النيب‬


‫صلى اهلل تعاىل عليه وسلم عن عُبادة بن الصامت رضي اهلل تعاىل عنه‪:‬‬
‫أن رس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم ق ال‪« :‬ليلة الق در يف العشر‬
‫الب واقي‪ ،‬من قامها ابتغ اءَ ِحس بتهن ف إن اهلل تب ارك وتع اىل يغفر له ما‬
‫أخر‪ ،‬وهي ليل ةُ ِوت ر؛ تسع أو س بع أو خامسة أو‬ ‫تق ّدم من ذنبه وما ت ّ‬
‫ثالث ة‪ ،‬أو آخر ليل ة»‪ .‬ق ال احلافظ ابن حجر رمحه اهلل تع اىل‪ :‬رجاله‬
‫ثقات‪.‬‬
‫وأخ رج النس ائي يف الس نن الك ربى عن أيب هري رة رضي اهلل تع اىل عنه‬
‫مرفوع ا‪« :‬من قام رمضان ‪-‬ويف رواية‪ :‬شهر رمضان‪ -‬إميانًا واحتسابًا‬ ‫ً‬
‫تأخر‪ .‬ومن قام ليلة القدر إميانا واحتسابا‬
‫غُفر له ما تق ّدم من ذنبه وما ّ‬
‫أخر»‪ .‬ق ال احلافظ ابن حجر رمحه اهلل‬ ‫غُفر له ما تق دم من ذنبه وما ت ّ‬
‫تع اىل يف اخلص ال‪ :‬ك ذا رواه النس ائي عن قُتيب ة‪ ،‬وتابعه حامد بن حيىي‬
‫عن سفيان وهو ثقة ثبت؛ وإسناده على شرط الصحيح‪.‬‬
‫(وروى اخلطيب) يف الت واريخ من ح ديث أنس رضي اهلل تع اىل عن ه‪:‬‬
‫ص لى ليلة القدر العشاءَ والفجر يف مجاعة فقد أخذ من ليلة القدر‬ ‫«من ّ‬
‫بالنصيب الوافر»‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪114‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(وقالت عائشة) رضي اهلل تعاىل عنها وعن أبيها وأمها‪ :‬يا رسول اهلل‪،‬‬
‫وافقت ليلة الق در فبم أدع و؟‪ ،‬ق ال‪« :‬ق ويل‪ :‬اللهم إنك عف ٌّو ك رميٌ‬
‫ُ‬ ‫إن‬
‫فاعف عنّا»‪ .‬هذا‪.‬‬
‫العفو ُ‬
‫ب َ‬ ‫حُت ّ‬
‫وكل استدل على قوله مبا يطول الكالم‬ ‫واختلفوا يف وقت ليلة القدر‪ّ ،‬‬
‫ب ه‪ .‬ف أكثر أهل العلم أهنا خمتصة برمض ان‪ .‬وإذا قلن ا‪ :‬إهنا في ه‪ ،‬فهل هي‬
‫يف كل رمضان أو يف العشر األواخر منه فقط؟ قوالن؛ أحدمها‪ :‬أهنا يف‬
‫كل الش هر‪ ،‬وثانيهم ا‪ :‬وهو ما عليه الكثري من أهل العلم أهنا خمتصة‬
‫خصوص ا إذا ص ادف‬
‫ً‬ ‫بالعشر األواخر من ه‪ .‬والغ الب كوهنا يف األوت ار‪،‬‬
‫ال وتر ليلة مجع ة‪ .‬وقي ل‪ :‬هي دائ رة يف س ائر الس نة خمفية فيها ال ختتص‬
‫برمضان‪.‬‬
‫واحلكمة يف إخف اء ليلة الق در على الن اس يف ش هر رمض ان ليعظم وا‬
‫مجيع ه‪ ،‬وجيته دوا يف س ائر لياليه على الق ول بأهنا في ه‪ ،‬أو مجيع العشر‬
‫األواخر على القول به‪ ،‬أو مجيع السنة على القول به‪ .‬هذا‪.‬‬
‫خصوص ا مثل «حتفة‬
‫ً‬ ‫وما يتعلق بليلة الق در طويل مش هور يف الكتب‬
‫اإلخ وان‪ ،‬وال روض الف ائق» مس طور‪ ،‬وبس طه ليس ه ذا حمل ه‪ ،‬ولكن‬
‫نذكر هنا ما وجدنا من األدعية‪ ،‬فنقول‪:‬‬

‫‪115‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫علمت من ح ديث الس يّدة عائشة رضي اهلل تع اىل عنها أنه يطلب‬ ‫َ‬ ‫قد‬
‫فاعف‬
‫ُ‬ ‫الفعو‬
‫ب َ‬ ‫الدعاء يف تلك الليلة بقول‪« :‬اللهم إنك ع ُف ٌّو كرميٌ حُت ّ‬
‫العفو والعافي ةَ واملعافاة الدائم ةَ‬
‫عيِّن »‪ ،‬ويزاد بعده‪(« :‬اللهم) إين أسألك َ‬
‫يف ال دين وال دنيا واآلخ رة» ل ورود ذلك يف ليلة الق در كما تق دم عن‬
‫الونائي فيما يطلب يف شعبان‪.‬‬
‫مرفوعا عنه ص لى اهلل تع اىل عليه‬‫ً‬ ‫أيض ا‪ :‬روى ابن عب اس‬ ‫وق ال الون ائي ً‬
‫رب‬‫احلليم الك رميُ‪ ،‬س بحان ِّ‬ ‫وس لم أنه ق ال‪« :‬من ق ال ال إله إال اهلل ُ‬
‫رش العظي ِم (ثالث م رات) ك ان كمثل من‬ ‫ورب الع ِ‬
‫الس موات الس بع ِّ‬
‫أدرك ليلة الق در» أي من ق ال ذلك يف ليلة يظنها ليلة الق در ومل تكن‬
‫ليلة ق در‪ ،‬وعمل فيها عمال ص احلا فإنه يك ون عمله فيها كعمل مثل‬
‫ذلك يف ليلة ق در‪ .‬وق ال ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬من ق رأ آية‬
‫أحب إىل اهلل تع اىل من أن خيتم الق رآن يف‬ ‫الكرسي ليلة الق در ك ان ّ‬
‫غريها من الليايل» انتهى‪.‬‬
‫ه ذا‪ ،‬وقد مجع بعض هم دع اء للنصف اآلخر من رمض ان املعظم‪ ،‬وال‬
‫خصوص ا يف العشر األخ رية من ه‪ ،‬وهو ه ذا‬ ‫ً‬ ‫ب أس أن يق رأ يف مجيعه‬
‫الدعاء‪:‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪116‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫صل على سيدنا‬ ‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‪ .‬احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬اللهم ّ‬
‫وم‪ ،‬يا ذا اجلالل واإلكرام‪،‬‬ ‫حي يا قيّ ُ‬
‫حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪ .‬يا ُّ‬
‫اهلنا‪ ،‬وإال‬
‫اللهم تقبّل منّا ص يام ش هر رمض ان على ما ك ان فيه من تس ُ‬
‫تفض ل علينا‪ ،‬اللهم اجعله ك ّف ار ًة ملا سبق من ذنوبنا‪ ،‬وعصمةً‬
‫بفضلك ّ‬
‫ترض ى هبا عنّا يا ذا‬
‫وارزقنا أعم االً ص احلةً َ‬‫فيما بقي من أعمارن ا‪ُ ،‬‬
‫اجلالل واإلك رام‪( .‬اللهم) اجعلنا فيه من املقب ولني‪ ،‬وال جتعلنا فيه من‬
‫املردودين‪ ،‬وال من املغضوب عليهم وال من الضالني (اللهم) تقبله منه‪،‬‬ ‫ُ‬
‫نني بعد س نني‪ ،‬جمتمعني غري‬ ‫ِ‬
‫أعواما بعد أع وام‪ ،‬وس َ‬‫وأع ده علينا ً‬
‫ورا لنا غري ُم ذنبني‪ .‬ربنا تقبل منا‬
‫متف ّرقني‪ ،‬راضني غري س اخطني‪ ،‬مغف ً‬
‫إنك محي ٌد جمي ٌد‪( .‬اللهم) تقبل منا أعمالنا على ما ك ان فيه من ض عفنا‬
‫وتقص رينا (اللهم) وأش ركنا يف ُدع اء الص احلني‪ ،‬واجعل لنا يف دع ائهم‬
‫زلت هلم‬‫حظّا ونص يبًا برمحتك يا أرحم ال رامحني (اللهم) اجعلنا ممن أج َ‬
‫ليلة الق در‪ ،‬وجعلتها هلم خ ًريا من ألف ش ه ٍر مع عظيم األجر وك رمي‬
‫وذك ٍر وش ك ٍر‪ ،‬فتقبله منا ِ‬
‫وأحس ن قبولن ا‪،‬‬ ‫ال ُّذخر‪ ،‬وما ك ان فيه من ب ر ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وما ك ان منا من تفري ٍط وتقصري وتض ييع فتج اوز عنّا بس عة رمحتك يا‬
‫أرحم الرامحني‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(اللهم) اس تجب دعاءنا وامسع فيه ن داءنا وق ِّو أب داننا‪ ،‬وال ُترت ّد أي دينا‬
‫فرا إىل حنورن ا‪ ،‬برمحتك يا أرحم ال رامحني‪ .‬واعتق رقابن ا‪ ،‬ورق اب‬ ‫ِ‬
‫ص ً‬
‫آبائنا وأمهاتنا من الن ار‪ ،‬واجعلنا من املتقني األخي ار برمحتك يا عزي ُز يا‬
‫غ ّف ُار‪ .‬وهب (اللهم) لنا س والف اآلث ام‪ ،‬وتقبّل منا الص الة والق راءة‬
‫والص دقة والص يام والقي ام‪ ،‬واعص منا فيما بقي من األي ام‪ِ ،‬‬
‫وأحلّنا‬
‫واحش رنا مع‬‫ُ‬ ‫قبيحا بعد ه ذا املق ام‪،‬‬ ‫برمحتك دار الس الم‪ ،‬وال تُِرنا ً‬
‫ربرة الك رام برمحتك يا أرحم ال رامحني ﴿ربنا ال تؤاخ ذنا إن‬ ‫األولي اء ال َ‬
‫نس ينا أو أخطأنا ربنا وال حتمل علينا إص ًرا كما محلته على ال ذين من‬
‫ف عنّا واغفر لنا وارمحن ا‪،‬‬ ‫قبلن ا‪ ،‬ربّنا وال حُت ِّملنا ما ال طاقة لنا ب ه‪ ،‬واع ُ‬
‫فانص رنا على الق وم الك افرين﴾ برمحتك يا أرحم ال رامحني‪،‬‬ ‫أنت موالنا ُ‬
‫واحلمد هلل رب العاملني‪ ،‬وصلّى اهلل تعاىل على خري خلقه سيدنا وموالنا‬
‫حممد وآله وصحبه وسلم‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫لت فجمعت دع اء ليق رأ يف العشر األخ رية(‪ )1‬من رمض ان‬ ‫وقد تط ّف ُ‬
‫خصوص ا يف لي ايل األوت ار‪ ،‬وض منته ال دعاء ال ذي م ّر يف ليلة‬
‫ً‬ ‫املعظم‪،‬‬
‫املطول فلخصت منه وزدت عليه‪ ،‬وقدمت الوارد‪،‬‬ ‫النصف من شعبان ّ‬

‫‪.)11‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪118‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫جامعا بني األح اديث املتقدم ة؛ ف أرجو أن يك ون مناس با مقب وال‪ ،‬ويف‬
‫احلقيقة ليس يل فيه غري اجلمع‪ .‬وكيفيته أن يقول‪:‬‬
‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ .‬احلمد هلل رب الع املني‪( ،‬اللهم) ص ّل على‬
‫س يدنا حممد وعلى آله وص حبه وس لم‪ .‬مث يق رأ «آية الكرس ي» (ثالث ا)‬
‫احلليم الك رميُ‪ ،‬س بحان اهلل رب الس موات الس بع‬ ‫مث «ال إله إال اهلل ُ‬
‫ب‬‫رش العظيم» (ثالث م رات)‪( .‬اللهم) إنك عف ٌّو ك رميٌ حُت ّ‬ ‫ورب الع ِ‬
‫ّ‬
‫اعف عيّن (ثالث ا)‪( .‬اللهم) إين أس ألك العف َو والعافية واملعاف اة‬
‫العف َو ف ُ‬
‫الدائمة يف ال دين وال دنيا واآلخ رة‪( .‬اللهم) أحسن عاقبتنا يف األم ور‬
‫وأجرنا من خ زي ال دنيا وع ذاب األخ رة‪﴿ ،‬ربنا آتنا يف ال دنيا‬ ‫كله ا‪ِ ،‬‬
‫حسنةً ويف اآلخرة حسنةً وقنا عذاب النار﴾ وأدخلنا اجلنة مع األبرار‪،‬‬
‫يا عزي ُز يا غ ّف ار (اللهم) إين أس ألك أن تتقبّل منا ما عملن اه يف ه ذا‬
‫وكل فعل ٍ‬
‫مجيل‪ ،‬وأن تكفِّر‬ ‫الشهر الفضيل من الصالة والصيام والقيام‪ِّ ،‬‬
‫موفورا‪ ،‬وسعينا فيه‬
‫ً‬ ‫عنا السيئات وجُت ِز َل لنا احلسنات‪ ،‬وجتعل حظّنا فيه‬
‫كورا‪ ،‬وجتعلنا من املوفّقني ال ذين ّفرق وا أوق اهتم فيه مع اإلخالص‬ ‫مش ً‬
‫ٍ‬
‫أت هلم لذي َذ املناجاة بصاحل الدعوات بني وسط‬ ‫بني صوم وسه ٍر‪ ،‬وهيّ َ‬
‫الليل والسحر‪ ،‬وجتعلنا ممن قام بواجباته وسننه واجتهد يف عمارة زمنه‪،‬‬

‫‪119‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫سره وعلنه‪ ،‬وتب علينا فيه‬ ‫وختلّص من آفات الصوم وفتنه‪ ،‬وأخلص يف ّ‬
‫ض عق دها أب ًدا‪ ،‬واحفظنا يف ذلك لنك ون من مجلة‬ ‫وحا ال نن ُق ُ‬
‫توب ةً نص ً‬
‫السعدا‪.‬‬
‫َ‬
‫(اللهم) إن لك يف ك ِّل ليلة من ه ذا الش هر عُتق اء من الن ار فاجعلنا من‬
‫العتق اء‪ ،‬وأدخلنا اجلنة مع األب رار‪ ،‬واجعلنا من العائ دين ألمثال ه‪،‬‬
‫املقبولني الفائزين بالنيب وآله‪ ،‬صلى اهلل تعاىل وسلم عليه‪ ،‬وزاده فض الً‬
‫املتعرض ون‪ ،‬وقص َدك‬
‫وش رفًا لديه (إهلي) تع ّرض إليك يف ه ذه الليلة ِّ‬
‫معروفك وفض لك الط البون‪ ،‬ورغب إىل ج ودك وكرمك‬ ‫وأمل ُ‬ ‫ّ‬
‫واهب‬
‫ُ‬ ‫وائز وم‬
‫ات وعطاي ا‪ ،‬وج ُ‬ ‫الراغب ون‪ ،‬ولك يف ه ذه الليلة نفح ٌ‬
‫وختص هبا من أحببته من‬
‫ّ‬ ‫متن هبا على من تش اء من عب ادك‪،‬‬ ‫وهب ات ّ‬
‫خلق ك‪ ،‬ومتنع وحترم من مل تس بق له العناية من ك‪ ،‬فأس ألك يا اهلل‬
‫أحب األمساء إلي ك‪ ،‬وأك ِرم األنبي اء علي ك‪ ،‬أن جتعلين ممن س بقت له‬ ‫ب ّ‬
‫منك العناي ة‪ ،‬وجتعلين من أوفر عب ادك وأج ِز ِل خلقك خظّا ونص يبا‪،‬‬
‫وقس ًما وهبة وعطيّة يف كل خري تقس مه يف ه ذه الليل ة‪ ،‬أو فيما بع دها‬ ‫ْ‬
‫ضر تكش ُفه‪ ،‬أو‬
‫تبسطُه‪ ،‬أو ٍّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫تنشرها‪ ،‬أو رزق ُ‬
‫من نور هتدي به أو رمحة ُ‬
‫ٍ‬
‫معافاة‬ ‫ذنب تغفره‪ ،‬أو ش ّدة تدفعها‪ ،‬أو فتنة تصرفها‪ ،‬أو بالء ترفعه‪ ،‬أو‬ ‫ٍ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪120‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫متن هبا‪ ،‬وع ُد ٍّو تكفي ه‪ ،‬ف اكفين ك ّل ش ٍّر‪ ،‬ووفِّقين (اللهم) ملك ارم‬
‫ّ‬
‫وارزقين العافية والربكة والس عة يف األرزاق وس لّمين من‬ ‫األخالق‪ُ ،‬‬
‫مات لُطف إذا هبّت على‬ ‫الرجز والش رك والنف اق‪( .‬اللهم) إ ّن لك نس ِ‬ ‫ِّ‬
‫هوى‬ ‫ٍ‬
‫مريض غفلة شفتهُ‪ ،‬وإن لك نفحات عطف إذا توجهت إىل أسري ً‬
‫أطلقت ه‪ ،‬وإن لك عناي ات إذا الحظت غريقا يف حبر الض اللة أنقذت ه‪،‬‬
‫لطائف كرم‬
‫َ‬ ‫شقي أسعدته‪ ،‬وإن لك‬ ‫وإن لك سعادات إذا أخذت بيد ٍّ‬
‫حتولت‬
‫ونع ًما إذا َّ‬
‫إذا ض اقت احليل ةُ ملذنب وس عته‪ ،‬وإن لك فض ائل َ‬
‫نظرت هبا إىل ٍ‬
‫غافل أيقطته‪،‬‬ ‫نظرات ٍ‬
‫رمحة إذا‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫لفاسد أصلحته‪ ،‬وإن لك‬
‫َ‬
‫رض غفل يت‪،‬‬ ‫اخلفي نس مةً تش في هبا م َ‬ ‫فهب يل (اللهم) من لُطفك ِّ‬
‫وثاق شهويت‬‫وان َفحين من عطفك الويف نفحةً طيبة تُطلق هبا أسري من ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫واحلظين واحفظين بعني عنايتك مالحظ ةً تُنق ُذين هبا وتُنجيين هبا من حبر‬
‫لدنك رمحةً يف الدنيا واآلخرة تب ّدلُين هبا سعاد ًة من‬
‫الضاللة‪ ،‬وآتين من ُ‬
‫وعجل إج ابيت‪ ،‬واقض ح اجيت‪ ،‬وع افين‪ ،‬وهب‬ ‫ش ٍ‬
‫قاوة‪ ،‬وامسَع دع ائي ِّ‬
‫ترزقين به اإلنابة إلي ك‪ ،‬مع ص دق‬ ‫ِ‬
‫يل من كرمك وج ودك الواسع ما ُ‬
‫يتصل‬
‫جواد‪ ،‬حىت َ‬ ‫لقرع بابك بالدعاء يا ّ‬ ‫وأهلين ِ‬ ‫اللجاء وقبول الدعاء‪ِّ ،‬‬
‫ود وأك رم معب ٍ‬
‫ود‪.‬‬ ‫قليب مبا عن دك‪ ،‬و ُتبلّغين هبا إىل قص دك يا خ ري مقص ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫‪121‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫فز ًعا وملجأ أرفع‬ ‫وتضرعي يف طلب معونتك‪ ،‬وأخت ُذك يا إهلي َم َ‬ ‫ابتهايل ُّ‬
‫ض إليك‬ ‫ِ‬
‫ض ِّري وأف ّو ُ‬ ‫كواي‪ ،‬وأُب دي إليك ُ‬‫إليك ح اجيت ومط اليب وش َ‬
‫وأعتمد عليك يف مجيع أموري وحااليت‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫أمري ومناجايت‪،‬‬
‫(اللهم) إين وه ذه الليلة خل ٌق من خلقك فال تَبلُين(‪ )1‬فيها وال بع دها‬
‫علي‬ ‫تثبت‬ ‫وال‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ل‬
‫ّ‬ ‫ز‬ ‫وال‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫معص‬ ‫فيها‬ ‫علي‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫تق‬ ‫وال‬ ‫وء وال مك ٍ‬
‫روه‬ ‫بس ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أحسن‪ ،‬وال تزيّن يل جراء ًة على‬ ‫ُ‬ ‫فيها ذنبً ا‪ ،‬وال تَبلُين فيها إال باليت هي‬
‫حمارم ك‪ ،‬وال ُركونًا إىل معص يتك‪ ،‬وال ميالً إىل خمالفت ك‪ ،‬وال تر ًكا‬
‫شكا يف رزقك‪ ،‬فأسألك (اللهم)‬ ‫لطاعتك‪ ،‬وال استخفافًا حب ّق ك‪ ،‬وال ًّ‬
‫نظ رة من نظرات ك‪ ،‬ورمحةً من رمحات ك‪ ،‬وعطيّ ةً من عطاي اك اللطيف ة‪،‬‬
‫علي دين اإلس الم‪،‬‬ ‫وارزقين من فض لك‪ ،‬واكفين ش َّر خلق ك‪ ،‬واحفظ ّ‬ ‫ُ‬
‫وانظر إلينا بعينك اليت ال تنام وآتنا يف الدنيا حسنةً‪ ،‬ويف اآلخرة حسنةً‪،‬‬
‫وقنا عذاب النار (ثالثا)‪.‬‬
‫تعلم‪ ،‬وأع وذ بك من ش ِّر ما تعلم‪،‬‬ ‫(اللهم) إين أس ألك من خري ما ُ‬
‫تغفرك ملا تعلم‪ ،‬إنك أنت عالّم الغي وب‪( .‬اللهم) إين أس ألك من‬ ‫وأس ُ‬
‫خري ما تعلم وما ال أعلم‪ ،‬وأس تغفرك ملا أعلم وملا ال أعلم‪( ،‬اللهم) إن‬
‫نعلم أم ًرا فنخت ُاره ألنفس نا وقد‬ ‫وب‪ ،‬وال ُ‬ ‫العلم عن دك وهو عنّا حمج ٌ‬ ‫َ‬
‫‪ .)11‬باله بلوا وبالء امتحنه‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪122‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ّفوض نا إليك أمورن ا‪ ،‬ورفعنا إليك حاجاتن ا‪ ،‬ورجون اك لفاقاتنا وفقرن ا‪،‬‬
‫أحب األم ور إليك وأمحدها ل ديك‪،‬‬ ‫فأرش دنا يا اهلل‪ ،‬وثبتنا ووفّقنا إىل ّ‬
‫دير‪ ،‬وال‬
‫إنك حتكم مبا تش اء‪ ،‬وتفع ُل ما تري د‪ ،‬وأنت على كل ش يء ق ٌ‬
‫العلي العظيم‪ ،‬وصلى اهلل تعاىل على سيدنا حممد‬ ‫حول وال ّقوة إال باهلل ّ‬
‫وسالم على املرسلني واحلمد هلل رب‬‫ٌ‬ ‫وعلى آله وصحبه وسلم أمجعني‪،‬‬
‫العاملني‪.‬‬
‫أخر تركتها خوف اإلطالة‪ ،‬وعلى كل حال فليدعُ‬ ‫هذا‪ ،‬وهناك أدعي ةٌ ُ‬
‫خصوص ا‬
‫ً‬ ‫اإلنسان يف ليايل شهر رمضان باملهمات الدنيوية واألخروية‪،‬‬
‫تيسر بإخالص‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬ ‫بالدعوات النبوية‪ ،‬ويستحضر ما ّ‬
‫هذا‪ ،‬وقد ألفت رسالة عظيمة الشأن يف خصوص وداع شهر رمضان‪،‬‬
‫مسيتها «م واهب الك رمي املن ان‪ ،‬يف وداع ش هر رمض ان» وس تطبع إن‬
‫ش اء اهلل تع اىل؛ فيطلبها من أراده ا‪ ،‬وباهلل التوفيق وبي ده اهلداية ألق وم‬
‫الطريق‪.‬‬
‫شوال‬
‫ما يطلب في عيد الفطر من ّ‬
‫خص نا من بني س ائر األمم بش هر الص يام‬
‫اعلم أن اهلل س بحانه وتع اىل ّ‬
‫والصرب‪ ،‬وغسل به ذنوب الصائمني‪ ،‬كغسل الثوب مباء القطر‪ ،‬ورزقنا‬

‫‪123‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ومن علينا بعيد الفط ر‪ ،‬ال ذي يومه ي وم س عيد‪،‬‬ ‫بإمتامه ص فاء الفك ر‪ّ ،‬‬
‫ويعزى فيه املطرود‪،‬‬
‫يسعد فيه ناس ويشقي عبيد‪ ،‬يوم يُهَىّن فيه املقبول َّ‬
‫فالويل ملن عمله عليه م ردود‪ ،‬وطُ وىب لعب ٍد قُبلت فيه أعمال ه‪ ،‬ومُح َدت‬‫َ‬
‫خص اله وفِعال ه‪ ،‬وقد قي ل‪« :‬ليس العيد ملن لبِس اجلدي د‪ ،‬إمنا العيد ملن‬
‫عص ى فيه فهو عيد‪ .‬فالسعيد يوم العيد من‬ ‫تزيد» وكل يوم ال يُ َ‬
‫طاعتُه ُ‬
‫يت ذكر الوعد والوعي د‪ ،‬ويطلب من موائ ده س بحانه املزي د‪ ،‬فهو ي وم‬
‫يتفض ل فيه امللِك اجملي د‪ ،‬ويعتق اإلم اء والعبي د‪ ،‬يق ول اهلل تع اىل إذا‬
‫ّ‬
‫اجتمع املؤمن ون لص الة العي د‪« :‬يا مالئك يت‪ ،‬ما ج زاء من وىّف عمل ه؟‬
‫فيقول ون‪ :‬يا ربن ا‪ ،‬يعطَى أجرتَ ه‪ .‬فيق ول‪ :‬أش هدكم يا مالئكيت أين قد‬
‫غفرت هلم»‪.‬‬
‫ُ‬
‫ق ال يف اإلحتاف‪ ،‬وإمنا ك ان ي وم العيد من رمض ان عي ًدا جلميع ه ذه‬
‫األمة إشار ًة لكثرة العِتق قبله‪ ،‬كما أن يوم النحر هو العيد األكرب لكثرة‬
‫يوم يُرى أكثر منه عتقا‪ ،‬فمن أعتق قبله فهو‬ ‫عرفة قبله؛ إذ ال َ‬ ‫العتق يف َ‬
‫الذي بالنسبة إليه عيد‪ ،‬ومن ال فهو يف غاية اإلبعاد والوعيد‪ ،‬وليُعلم أن‬
‫الع ْود‪ ،‬فس ّمي عي ًدا لتك رره كل ع ام‪ ،‬وقي ل‪ :‬لك ثرة‬‫العيد م أخوذ من َ‬
‫جل وعال يعود‬ ‫عوائد اهلل تعاىل فيه على عباده بفضله املوفور‪ ،‬أو ألنه ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪124‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫على خلقه فيه بالس رور‪ .‬وقي ل‪ :‬ألن فيه عوائد اإلحس ان وفوائد‬
‫االمتنان‪ ،‬إىل غري ذلك مما ذكره العلماء رمحهم امللك‪.‬‬
‫وصفة صالة العيد معلومة يف كتب الفقه فاطلبها‪.‬‬
‫روي عن أيب هريرة رضي اهلل تعاىل عنه‪ ،‬عن النيب صلى اهلل تعاىل عليه‬
‫وس لم ق ال‪« :‬زيِّن وا أعي ادكم ب التكبري»‪ .‬وكيفيته مش هورة يف كتب‬
‫الفقه‪.‬‬
‫وعن أيب أمامة رضي اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل تعاىل‬
‫عليه وسلم‪« :‬من أحيا ليليت العيدين أحيا اهلل قلبه يوم متوت القلوب»‪.‬‬
‫وه ذا كناية عن جناته ي وم القيامة ال ذي متوت فيه القل وب ‪ -‬أي هتلِك‬
‫نجو ‪ -‬وحفظه من سوء اخلامتة‪ .‬وقال صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪:‬‬ ‫وال تَ ُ‬
‫«من أحيا الليايل األربع وجبت له اجلنة؛ ليلة الرتوية‪ ،‬وليلة عرفة‪ ،‬وليلة‬
‫النحر‪ ،‬وليلة الفطر» أخرجه يف اجلامع‪.‬‬
‫وورد يف ح ديث آخ ر‪ :‬طلب إحي اء ليلة من رجب وليلة نصف من‬
‫ش عبان كما م ر‪ .‬ق ال احلف ين‪ :‬وأق ّل اإلحي اء حيصل بص الة العش اء يف‬
‫مجاع ة‪ ،‬والع زم على ص الة الص بح فيه ا‪ ،‬لكن املراد هنا إحي اء معظم‬
‫الليلة بعب ادة من ص الة أو ذكر مثال‪ ،‬ليحصل ه ذا الفضل العظيم‪ ،‬أعين‬

‫‪125‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫«مخس لي ال ال‬
‫ُ‬ ‫وج وب ‪ -‬أي ثب وت ‪ -‬اجلن ة‪ .‬انتهى‪ .‬وتق دم ح ديث‪:‬‬
‫رد فيهن دع وة‪ :‬أول ليلة من رجب‪ ،‬وليلة النصف من ش عبان‪ ،‬وليلة‬ ‫ت ّ‬
‫اجلمع ة‪ ،‬وليلتا العي دين»‪ .‬وق ال ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬ش هر‬
‫رمض ان معلّق بني الس ماء واألرض فال يرفع إىل اهلل تع اىل إال بزك اة‬
‫وحكم زكاهتا ومن خُت َرج عنه وله م ذكور يف كتب الفقه‬‫ُ‬ ‫الفط ر»‪.‬‬
‫فراجع ه‪ .‬وروى أبو أيّ وب األنص اري رضي اهلل تع اىل عن ه‪« :‬أنه من‬
‫بست من شوال فكأمنا صام الدهر كله»‪.‬‬‫صام رمضان وأتبعه ّ‬
‫ه ذا‪ ،‬والكالم على ذلك كث ري‪ ،‬ليس ه ذا حمل بس طه‪ ،‬ولكن ن ذكر ما‬
‫يُطلب يف العي دين‪ .‬فمما يُطلب يف يومهما ما قاله الون ائي يف رس الته‪،‬‬
‫وهو‪ :‬من استغفر يف يوم عيد بعد صالة الصبح (مائة مرة) ال يبقى يف‬
‫ديوانه ش يء من ال ذنوب إال حُم ي عن ه‪ ،‬ويك ون ي وم القيامة آمنًا من‬
‫عذاب اهلل‪ .‬ومن قال‪ :‬سبحان اهلل وحبمده (مائة مرة) يوم العيد‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫رب‪ ،‬إين أعطيت ثواهبا أهل القب ور‪ ،‬ال يبقى أحد من األم وات إال‬ ‫يا ِّ‬
‫يقول يوم القيامة‪ :‬يا رحيم ارحم عبدك هذا‪ ،‬واجعل ثوابه اجلنة‪ .‬اهـ‪.‬‬
‫وق ال الفشين يف «حتفة اإلخ وان» عن أنس رضي اهلل تع اىل عن ه‪ ،‬عنه‬
‫صلى اهلل تعاىل عليه وسلم أنه قال‪« :‬زيّنوا العيدين بالتهليل والتقديس‪،‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪126‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫والتحميد والتكب ري»‪ .‬وعن النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬من ق ال‬
‫س بحان اهلل وحبم ده (ثلثمائة م رة) وأه داها ألموات املس لمني دخل يف‬
‫كل قرب ألف نور‪ ،‬وجيعل اهلل تعاىل يف قربه إذا مات ألف نور‪.‬‬
‫وق ال الزه ري‪ :‬ق ال أنس‪ :‬ق ال النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪« :‬من‬
‫ق ال يف كل واحد من العي دين‪ :‬ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك ل ه‪ ،‬له‬
‫حي ال ميوت‪ ،‬بي ده اخلري وهو على‬ ‫امللك وله احلمد حُي يي ومُي يت‪ ،‬وهو ّ‬
‫زوجه اهلل تع اىل‬
‫كل ش يء ق دير (أربعمائة م رة) قبل ص الة العيد ّ‬
‫أربعمائة ح وراء‪ ،‬وكأمنا أعتق أربعمائة رقب ة‪ ،‬ووكل اهلل تع اىل به‬
‫املالئكة يبنون له املدائن‪ ،‬ويغرسون له األشجار إىل يوم القيامة»‪ .‬قال‬
‫الزه ري‪ :‬ما تركتها منذ مسعتها من أنس‪ .‬وق ال أنس رضي اهلل تع اىل‬
‫عنه‪ :‬ما تركتها منذ مسعتها من النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم‪.‬‬
‫فـ ــائدة في حكم التهنئة بالعيد‬
‫كالما يف التهنئة‬
‫القمويل رمحه اهلل تعاىل‪ :‬مل أر ألحد من أصحابنا ً‬ ‫قال ُ‬
‫بالعيد األع وام واألش هر كما يفعله بعض الن اس؛ لكن نقل احلافظ‬
‫املن ذري عن احلافظ املقدسي أنه أج اب عن ذل ك‪ :‬ب أن الن اس مل يزال وا‬
‫خمتلفني في ه؛ وال ذي أراه أنه مب اح ال ُس نّةٌ وال بدع ة‪ .‬وأج اب احلافظ‬

‫‪127‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ابن حجر رمحه اهلل تع اىل بعد اطالعه على ذل ك‪ :‬بأهنا مش روعة‪.‬‬
‫واحتج له ب أن ال بيهقي عقد ل ذلك بابًا فق ال‪ :‬ب اب ما روي يف ق ول‬ ‫ّ‬
‫الناس بعضهم لبعضهم‪ :‬تقبّل اهلل منا ومنكم‪ .‬وساق ما ذكر من أخبار‬
‫تج به يف مثل ذل ك‪ ،‬مث ق ال‪ :‬وحيتج‬ ‫وآث ار ض عيفة؛ لكن جمموعها حُي ّ‬
‫لعم وم التهنئة ملا حيدث من نعمة أو ين دفع من نقمة مبش روعية س جود‬
‫الشكر‪ ،‬ومبا يف الصحيحني عن كعب بن مالك رضي اهلل تعاىل عنه يف‬
‫قص ة توبته ملا ختلّف عن غ زوة تب وك‪ :‬أنه ملا بُ ِّش ر بقب ول توبت ه‪ ،‬ومضى‬
‫ّ‬
‫إىل النيب ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم ق ام إليه طلحة بن عبيد اهلل رضي‬
‫اهلل تع اىل عنه فهن أه‪ .‬انتهى‪ .‬وعليه فالتهنئة مطلوبة مش روعة‪ ،‬ويطلب‬
‫فيها الدعاء ببقاء املهنَّأ‪ ،‬ودوام النعم والسرور عليه‪ ،‬وإعادة أمثاله عليه‪.‬‬
‫بعد‪.‬‬
‫وهكذا كما سرتاه ضمنًا يف البيتني ُ‬
‫تؤس س‬
‫وه ذا‪ ،‬وال خيفى أن رس ائل الته اين من األم ور االجتماعية اليت ّ‬
‫داقة «واحملبة موجبة‬ ‫قواعد اإلخالص‪ ،‬وتثبت هبا رابطة الص‬
‫االختص اص» وتغ ِرس ب ذور االئتالف وال والء‪ ،‬وتوثّق غُ َرى ال وداد‬
‫واإلخ اء‪ ،‬وقد نظمت بي تني يف التهنئة بالعيد وطبعتهما يف بطاقة لت رتك‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪128‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫يف احملل ال ذي جياء فيه ومل يوجد ص احبه فتق وم مق ام ص احبها عند‬
‫(‪)1‬‬
‫املزور‪ ،‬وتكفيه مش ّقة العود ثانيا‪.‬‬
‫الزيارة يف حالة عدم وجود ُ‬
‫وما عليكم جالبًا طربًا‬ ‫يعود َد َ‬
‫ُ‬ ‫لِيَهنِكم ُ‬
‫عيد مُي ٍن بالسرور بدا‬
‫ِ (‪)1‬‬
‫بعض ما وجبَا‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫يؤد‬
‫ِّ‬ ‫هذا‬ ‫جعلت‬
‫ُ‬ ‫طلعتكم‬ ‫أنوار‬ ‫هذا وإذ مل أشم‬
‫جعل اهلل تع اىل أيامنا خري أعي ٍاد يف طاعة رب العب اد‪ ،‬ممتّعني بالعافية‬
‫والس المة‪ ،‬جباه املظلّل بالغمام ة‪ ،‬ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم‪ ،‬وش ّرف‬
‫وكرم‪.‬‬
‫وعظّ َم ّ‬
‫الحجة الحرام‬
‫بيان ما يطلب في ذي ّ‬
‫احلج ال ذي هو ركن‬‫اعلم أن ش هر ذي احلجة ش هر معظّم ح رام‪ ،‬وفيه ّ‬
‫شهر معظّمةٌ حرماته‪ ،‬موفورةٌ خرياته تستجاب فيه‬ ‫من أركان اإلسالم‪ٌ ،‬‬
‫الدعوات‪ ،‬وتقضى احلاجات‪ ،‬وفيه الليايل العشر اليت أقسم اهلل تعاىل هبا‬
‫يف كتابه الك رمي بقول ه‪﴿ :‬والفج ِر ولي ٍال عش ٍر﴾ فياله من قسم عظيم‪.‬‬
‫كل يوم‪،‬‬
‫فجر ِّ‬‫واختلفوا يف املراد بالفجر وبالعشر‪ ،‬فقيل‪ :‬املراد بالفجر ُ‬
‫واقتصر عليه اجلالل الس يوطي رمحه اهلل تع اىل يف تفس ريه‪ ،‬أو فج ُر أول‬
‫تتفحر منه الس نة‪ ،‬أو فجر أول ي وم النح ر؛ ألن فيه‬
‫احملرم؛ ألنه َّ‬
‫ي وم من ّ‬

‫‪ .)11‬شام يشيم‪ :‬فطر‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫احلج وفيه ال ُقربات‪ ،‬أو فجر أول يوم من ذي احلجة؛ ألن‬ ‫أكثر مناسك ّ‬
‫ق رن به الي ايل العش ر‪ ،‬أو فجر ي وم عرف ة؛ وه ذا ق ول األك ثر‪ .‬واملراد‬
‫باللي ايل العش ر‪ :‬عشر ذي احلج ة؛ وعليه اقتصر احلافظ الس يوطي رمحه‬
‫اهلل تع اىل يف تفس ريه‪ .‬وقي ل‪ :‬هي العشر األواخر من رمض ان‪ ،‬وقي ل‪:‬‬
‫ٍ‬
‫﴿وليال عش ٍر﴾ بالتنكري ألهنا أفضل‬ ‫العشر األول من احملرم‪ .‬وإمنا قال‪:‬‬
‫ليايل السنة‪.‬‬
‫ق ال احلافظ حممد بن ناصر ال دين الدمش قي الش افعي يف رس الة له يف‬
‫األول ق ول األك ثر‪ ،‬وه و‪ :‬أنه عشر‬‫فض ائل عشر ذي احلج ة‪ :‬والق ول ّ‬
‫ذي احلج ة‪ ،‬وهو املش هور الص حيح‪ .‬مث س رد أح اديث اس تدل هبا على‬
‫ذلك إىل أن ق ال‪ :‬واألك ثرون على أن الفجر فج ُر ي وم عرف ة‪ ،‬والعش َر‬
‫عشر ذي احلجة كما تقدم‪.‬‬ ‫ُ‬
‫األول من ذي‬ ‫وقال أبو عثمان‪ :‬كانوا يفضلون ثالث عشرات؛ العشر َ‬
‫األول من احملرم‪ ،‬والعشر األواخر من رمض ان‪.‬‬ ‫احلج ة‪ ،‬والعشر َ‬
‫العش َرين املذكورين‪،‬‬
‫واألخب ار مش عرة بتفض يل عشر ذي احلجة على َ‬
‫ألن فيه ي وم الرتوي ة‪ ،‬وي وم عرف ة‪ ،‬وي وم النح ر‪ .‬ويف ح ديث‪« :‬ما من‬
‫اهلن‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫أي ام أفض َل عند اهلل من عشر ذي احلج ة‪ ،‬وال لي ال أفضل من لي ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪130‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫هر‬
‫﴿احلج أش ٌ‬
‫ّ‬ ‫وهو خ امت األش هر املعلوم ات املذكورة يف قوله تع اىل‪:‬‬
‫معلوم ات﴾ وهي؛ ش ّوال‪ ،‬وذو القع دة‪ ,‬وعشر ذي احلج ة‪ .‬وبعض هم‬
‫أخ رج منه ي وم النح ر‪ .‬وعن ابن عب اس رضي اهلل تع اىل عنهم ا‪ :‬ما من‬
‫أيام أفضل عند اهلل تعاىل من هذه األيام أيام العشر‪ ،‬فأكثروا فيهن من‬
‫التهليل والتكبري‪ ،‬فإهنا أيام هتليل وتكبري وذكر هلل عز وجل‪ ،‬وأن صيام‬
‫دل ص يام س نة‪ ،‬والعمل فيهن يض اعف بس عمائة؛ إىل غري‬ ‫ي وم فيها بع ِ‬
‫ذلك من األحاديث يف مثل ذلك‪ .‬مث قال‪ :‬وجاء أنه يستجاب يف هذه‬
‫العشر ال دعاء؛ كما روي عن أيب موسى األش عري رضي اهلل تع اىل‬
‫عن ه‪ :‬أن األي ام املعلوم ات هي تسع ذي احلجة غري ي وم النح ر‪ ،‬وأنه ال‬
‫يُرد فيهن الدعاء؛ وكيف يرد فيهن الدعاء وفيهن يوم عرفة الذي روي‬
‫أنه أفضل أي ام ال دنيا‪ ،‬فيما أخرجه ابن حبّ ان يف ص حيحه من ح ديث‬
‫مرفوعا‪ .‬انتهى باختصار‪.‬‬
‫ً‬ ‫جابر رضي اهلل تعاىل عنه‬
‫ه ذا‪ ،‬ولن ذكر ما اطلعنا عليه من التهليل واألدعية يف ذي احلج ة‪،‬‬
‫فنقول‪:‬‬
‫رأيت خبط بعض األفاضل أنه يُطلب أن يُق رأ ك َّل ي وم من عشر ذي‬
‫احلجة عشر مرات‪:‬‬

‫‪131‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ال إله إال اهلل عدد الليايل والدُّهور‪ .‬ال إله إال اهلل عدد األيام والشهور‪.‬‬
‫ال إله إال اهلل عدد أمواج البحور‪ .‬ال إله إال اهلل عدد أضعاف األجور‪.‬‬
‫ال إله إال اهلل ع دد القطر واملط ر‪ .‬ال إله إال اهلل ع دد أوراق الش ج ِر‪ .‬ال‬
‫والوبَر‪ .‬ال إله إال اهلل عدد الرمل واحلجر‪ .‬ال إله‬
‫الش عر َ‬‫إله إال اهلل عدد ّ‬
‫الزهر والثم ر‪ .‬ال إله إال اهلل ع دد أنف اس البش ر‪ .‬ال إله إال‬
‫إال اهلل ع دد َّ‬
‫اهلل ع دد ملح العي ون‪ .‬ال إله إال اهلل ع دد ما ك ان وما يك ون‪ .‬ال إله إال‬
‫اهلل تعاىل عما يشركون‪ .‬ال إله إال اهلل خري مما جيمعون ال إله إال اهلل يف‬
‫الليل إذا عسعس‪ .‬ال إله إال اهلل يف الصبح إذا تنفَّس‪ .‬ال إله إال اهلل عدد‬
‫الرياح يف الربا ِري والصخور‪ .‬ال إله إال اهلل من يومنا هذا إىل يوم يُ ُ‬
‫نفخ‬ ‫ِّ‬
‫يف الصور‪ .‬ال إله إال اهلل عدد خلقه أمجعني‪ .‬ال إله إال اهلل من يومنا هذا‬
‫إىل يوم الدين‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫وال رأيت ذلك الفاضل عزاه أو أسنده إىل أحد؛ بل قال‪ :‬إن له فضائل‬
‫كث رية‪ .‬مث رأيت العالمة الون ائي رمحه اهلل تع اىل ق ال يف رس الته‪ :‬روى‬
‫الطرباين رمحه اهلل تعاىل يف معجمه الكبري عن النيب صلى اهلل تعاىل عليه‬
‫وسلم أنه قال‪« :‬من قال يف عشر ذي احلجة كل يوم عشر م رات‪ :‬ال‬
‫إله إال اهلل عدد الدهور‪ ،‬ال إله إال اهلل عدد أمواج البحور‪ ،‬ال إله إال اهلل‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪132‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ع دد النب ات والش جر‪ ،‬ال إله إال اهلل ع دد القطر واملط ر‪ ،‬ال إله إال اهلل‬
‫عدد ملح العيون‪ ،‬ال إله إال اهلل خريٌ مما جيمعون‪ ،‬ال إله إال اهلل من يومنا‬
‫أخر»‪.‬‬ ‫نفخ يف الص ور‪ ،‬غفر له ما تق ّدم من ذنبه وما ت ّ‬ ‫ه ذا إىل ي وم يُ ُ‬
‫انتهى‪.‬‬
‫قلت‪ :‬األحسن أن يق رأ كل منهما على حدته عشر م رات؛ فإنه رمبا‬
‫أيض ا فيجمع بني الرواي تني‪ .‬وإذا أراد أن يقتصر‬ ‫يك ون األول مرويّا ً‬
‫فليقتصر على األخري ألنه الوارد بيقني‪.‬‬
‫أيض ا من األدعية يف العشر ه ذا ال دعاء‪ ،‬وهو ما نقلته من‬ ‫ومما وجدته ً‬
‫خط بعض الص احلني أنه ق ال‪ :‬روي عن العالمة الش يخ احلط اب املكي‬
‫املالكي رمحه اهلل تعاىل ونفع به قال‪ :‬يطلب أن يكرره اإلنسان كل يوم‬
‫تيس ر من غري ض بط ع دد معنّي يف عشر ذي احلجة إىل ي وم النحر‬ ‫ما ّ‬
‫لقضاء الدَّين؛ وهو هذا‪:‬‬
‫معروفَك القدميَ‬‫احلصني (اللهم) ُ‬
‫َ‬ ‫سرتك‬
‫القريب (اللهم) َ‬ ‫َ‬ ‫ك‬
‫(اللهم) َفر َج َ‬
‫اجلميل‪ ،‬يا قدمي اإلحسان‬
‫َ‬ ‫احلسن‬
‫َ‬ ‫عوائدك احلسنةَ (اللهم) عطاك‬
‫(اللهم) َ‬
‫الدائم‪ .‬انتهى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫املعروف معروفك َ‬ ‫إحسانك القدميَ‪ ،‬يا دائم ُ‬

‫‪133‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫مث رأيت ه ذا بعينه منس وبًا للعالمة املذكور يف كت اب «اإلص ابة يف‬
‫حمالت اإلجابة»‪.‬‬
‫وذكر العالمة الش ريف م اء العي نني يف «نعت الب دايات وتوص يف‬
‫النهايات» أن مما يفيد يف العام كلمات يكثر منها يف عشر ذي احلجة‪،‬‬
‫ق ال‪ :‬أعطانيها ش يخنا رضي اهلل تع اىل عنه أرض اه‪ ،‬ووج دت يف بعض‬
‫الكتب‪ :‬أن رسول اهلل صلى اهلل تعاىل عليه وسلم كان يعلمها اخلواص‬
‫أصحابه‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫حسيِب َ اهلل وكفى‪ ،‬مسع اهلل ملن دعا‪ ،‬ليس وراءه منتهى‪ ،‬من تو ّكل على‬
‫اهلل ُك ِفي‪ ،‬ومن اعتصم باهلل جنا‪ .‬انتهى‪.‬‬
‫دعاء يوم عرفة‬
‫ويزيد ي وم عرف ة‪« :‬ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك ل ه‪ ،‬له امللك وله‬
‫قدير‪.‬‬
‫احلمد‪ ،‬وهو على كل شيء ٌ‬
‫دل عتق عشر رق اب‪ ،‬وإن زاد‬ ‫ملا ورد يف ع دة أح اديث‪ :‬أن ذلك بع ِ‬
‫خريا‪.‬‬
‫حىت يبلغ أل ًفا كان ً‬
‫ديث عن ابن عب اس رضي اهلل‬
‫ويف كت اب «ال دعوات ملس تغفري» ح ٌ‬
‫تع اىل عنهم ا‪« :‬من ق رأ قل هو اهلل أحد ألف م رة ي وم عرفة ِ‬
‫أعطي ما‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪134‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫س أل‪ .‬مث ي دعو بأدعية عرفة املش هورة املعروفة املذكورة يف املناس ك‪،‬‬
‫ويك رر كل دع اء ثالث ا‪ .‬ويفتح دع اءه بالتحميد والتمجيد هلل تع اىل‪،‬‬
‫والتسبيح والصالة والسالم على رسول اهلل صلى اهلل تعاىل عليه وعلى‬
‫آله وص حيه وس لم‪ .‬وخيتمه مبثل ذل ك‪ ،‬وب آمني‪ .‬وليك ثر من التس بيح‬
‫والتحميد والتهليل والتكب ري‪ .‬وأفضل ذلك ما رواه الرتم ذي وغ ريه عن‬
‫رس ول اهلل ص لى اهلل تع اىل عليه وس لم أنه ق ال‪« :‬أفضل ال دعاء ي وم‬
‫عرف ة‪ ،‬وأفضل ما قلت أنا والن بيّون من قبلي‪ :‬ال إله إال اهلل وح ده ال‬
‫قدير»‪.‬‬
‫شريك له‪ ،‬له امللك وله احلمد وهو على كل شيء ٌ‬
‫ويف كتاب الرتمذي عن علي رضي اهلل تعاىل عنه قال‪ :‬أكثر ما دعا به‬
‫النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم يوم عرفة يف املوقف‪:‬‬
‫ول‪ ،‬وخ ًريا مما نق ول‪ ،‬اللهم لك ص اليت‬ ‫اللهم لك احلمد كال ذي نق ُ‬
‫وحمياي وممايت‪ ،‬وإليك مآيب‪ ،‬ولك ريّب تُراثي‪ ،‬اللهم إين أعوذُ‬
‫َ‬ ‫ونس كي‬
‫ُ‬
‫بك من ع ذاب القرب ووسوسة الص د ِر وش ِ‬
‫تات األم ر‪ .‬اللهم إين أع وذُ‬
‫شر ما جتيء به الريح‪.‬‬‫بك من ِّ‬
‫ومن األدعية املختارة‪:‬‬

‫‪135‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(اللهم) ربنا آتنا يف ال دنيا حس نة ويف اآلخ رة حس نة وقنا ع ذاب الن ار‬
‫ذنوب إال‬
‫ظلما كب ًريا كث ًريا وإنه ال يغف ُر ال َ‬
‫ظلمت نفسي ً‬
‫ُ‬ ‫(اللهم) إين‬
‫أنت‪ ،‬ف اغفر يل مغف رةً من عن دك‪ ،‬وارمحين إنك أنت الغف ور ال رحيم‬
‫صلح هبا شأين يف الدارين‪ ،‬وارمحين‬ ‫(اللهم) اغفر يل مغفر ًة من عندك تُ ُ‬
‫وحا ال أنكثها‬ ‫علي توبة نص ً‬ ‫عد هبا يف ال دارين‪ ،‬وتُب ّ‬
‫رمحةً منك أس ُ‬
‫أبدا‪( .‬اللهم) ان ُقلين من ذُ ِّل‬ ‫أبدا‪ ،‬وأل ِزمين سبيل االستقامة ال ُ‬
‫أزيغ عنها ً‬ ‫ً‬
‫املعص ية إىل ع ِّز الطاع ة‪ ،‬وأغنين حباللك عن حرام ك‪ ،‬وبطاعتك عن‬
‫الشر‬
‫من ِّ‬ ‫ِ‬
‫ونور قليب وقربي‪ ،‬وأع ذين َ‬ ‫معصيتك‪ ،‬وبفضلك عمن سواك‪ِّ ،‬‬
‫تودعتُك ديين وأم انيت‪ ،‬وقليب وب دين‪،‬‬ ‫كلِّه‪ ،‬وامجع يل َ‬
‫اخلري كل ه‪ ،‬اس َ‬
‫علي وعلى مجيع إحبَّائي‬ ‫أنعمت به ّ‬
‫َ‬ ‫وخ واتيم عملي‪ ،‬ومجي َع ما‬
‫واملسلمني أمجعني‪.‬‬
‫واسع جدًّا؛ لكن نبّهت على أصوله ومقاصده واهلل تعاىل‬ ‫وهذا الباب ٌ‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وقد مجع اإلم ام الغ زايل يف اإلحي اء مجلة كافية يف دع اء عرفة فق ال‪:‬‬
‫أهم اش تغاله يف ي وم عرفة ال دعاء؛ ففي مثل تلك البقع ة‪ ،‬ومثل‬ ‫وليكن ّ‬
‫رجى إجاب ةُ الدعوات‪ .‬والدعاء املأثور عن الرسول صلى‬ ‫ذلك اجلمع؛ تُ َ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪136‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫اهلل تع اىل عليه وس لم وعن الس لف يف ي وم عرفة أوىل ما ي دعو ب ه‪،‬‬


‫فليقل‪:‬‬
‫احلمد هلل رب الع املني‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا حممد وعلى آله وص حبه‬
‫وس لم‪ .‬ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك ل ه‪ ،‬له امللك وله احلمد حييي‬
‫قدير‪.‬‬
‫ميوت‪ ،‬بيده اخلريُ وهو على كل شيء ٌ‬ ‫حي ال ُ‬ ‫ومييت وهو ٌّ‬
‫ُ‬
‫ورا‪ ،‬ويف‬
‫ورا‪ ،‬ويف بص ري ن ً‬ ‫ورا‪ ،‬ويف مسعي ن ً‬ ‫(اللهم) اجعل يف قليب ن ً‬
‫ويسر يل أمري‪.‬‬
‫نورا (اللهم) اشرح يل صدري ِّ‬ ‫لساين ً‬
‫ول وخ ًريا مما نق ول‪ ،‬لك‬‫وليق ل‪( :‬اللهم) رب احلمد لك احلمد كما نق ُ‬
‫وحمياي وممايت‪ ،‬وإليك مآيب وإليك تُ راثي‪( .‬اللهم) إين‬
‫َ‬ ‫صاليت ونسكي‬
‫ات األمر‪ ،‬وعذاب القرب (اللهم) إين‬ ‫أعوذ بك من وساوس الصدر وشتَ ِ‬
‫شر‬
‫شر ما يلج يف النهار‪ ،‬ومن ّ‬ ‫يلج يف الليل‪ ،‬ومن ّ‬ ‫شر ما ُ‬
‫أعوذ بك من ّ‬
‫هتب به الري اح‪ ،‬ومن ش ّر بوائق ال دَّهر‪( .‬اللهم) إين أع وذ بك من‬
‫ما ّ‬
‫باهلدى‪،‬‬
‫حتول عافيت ك‪ ،‬وفج أة نقمتك ومجيع س خطك (اللهم) اه دين َ‬ ‫ُّ‬
‫مقص ود‪ ،‬وأسىن مْن ُزول به‪ ،‬وأكرم‬ ‫واغفر يل يف اآلخرة واألوىل يا خري ُ‬
‫أعطيت أح ًدا من خلق ك‪،‬‬‫َ‬ ‫مس ئول ما لديه أعطين العش ية أفض َل ما‬
‫وحجاج بيتك يا أرحم الرامحني‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪137‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫األرضني‬
‫اطر َ‬‫(اللهم) يا رافع ال درجات‪ ،‬وم نزل الربك ات‪ ،‬ويا ف َ‬
‫وات بص نوف اللغ ات‪ ،‬يس ألونك‬ ‫والس موات‪ ،‬ض َّجت إليك األص ُ‬
‫أهل الدنيا‬ ‫ِ‬
‫احلاجات وحاجيت إليك أن ال تنساين يف دار البلَى إذا نسيين ُ‬
‫سري وعالنييت‪ ،‬وال‬‫وتعلم ِّ‬
‫تسمع كالمي‪ ،‬وترى مكاين‪ُ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫(اللهم) إنك‬
‫ائس الفق ريُ‪ ،‬املس تغيث املس تجريُ‪،‬‬
‫خيفى عليك ش يءٌ من أم ري‪ ،‬أنا الب ُ‬
‫رتف بذنبه أس ألك مس ألة املس كني‪ ،‬وأبته ُل إليك‬
‫فق املع ُ‬‫الوج ُل املش ُ‬
‫خضعت‬
‫ْ‬ ‫ابتهال املذنب ال ّذليل وأدعوك دعاء اخلائف الضرير‪ ،‬دعاء من‬
‫ورغم لك أنفه‬‫وذل لك جس ده‪ِ ،‬‬ ‫لك رقبت ه‪ ،‬وفاضت لك عربت ه‪َّ ،‬‬
‫رحيم ا‪ ،‬يا خ َري‬
‫(اللهم) ال جتعلين ب دعائك رب ش قيًّا‪ ،‬وكن يب رؤوفًا ً‬
‫املسئولني‪ ،‬وأكرم املعطني‪.‬‬
‫(إهلي) من م دح لك نفسه ف إين الئم نفسي (إهلي) أخرست املعاصي‬
‫أعلم‬ ‫عمل‪ ،‬وال شفيع سوى ِ‬
‫األمل (إهلي) إين ُ‬ ‫لساين فما يل وسيلة من ٍ‬
‫رم‬
‫وجه ا‪ ،‬ولكنك أك ُ‬ ‫جاه ا‪ ،‬وال لالعت ذار ً‬ ‫أن ذن ويب مل تُبق يل عن دك ً‬
‫األك رمني (إهلي) إن مل أكن أهالً أن أبلغ رمحتك ف إ ّن رمحتك أه ٌل أن‬
‫تبلغ ين‪ ،‬ورمحتك وس عت ك ّل ش يء وأنا ش يء (إهلي) إن ذن ويب وإن‬
‫جنب عف وك‪ ،‬فاغفرها يل يا ك رميُ‬ ‫غار يف ِ‬
‫عظاما ولكنها ص ٌ‬
‫ك انت ً‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪138‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(إهلي) أنت أنت‪ ،‬وأنا أن ا‪ ،‬أنا الع َّو ُاد إىل ال ذنوب‪ ،‬وأنت الع ّواد إىل‬
‫كنت ال ت رحم إال أهل طاعت ك‪ ،‬ف إىل من يف َزع‬ ‫املغف رة (إهلي) إن َ‬
‫بت عن طاعتك عم ًدا‪ ،‬وت وجهت إىل معص يتك‬ ‫املذنبون؟ (إهلي) جَت نّ ُ‬
‫فبوجوب‬ ‫عفوك عين‪ُ ،‬‬ ‫علي‪ ،‬وأكرم َ‬ ‫أعظم حجتك ّ‬ ‫قصدا‪ ،‬فسبحانك ما َ‬ ‫ً‬
‫علي وانقط اع ُحجيت عنك وفق ري إلي ك‪ ،‬وغن اك عين إال‬ ‫حجتك ّ‬
‫راج حبرمة اإلسالم‬
‫وأفضل من رجاه ٍ‬ ‫َ‬ ‫داع‪،‬‬
‫خري من دعاهُ ٍ‬ ‫غفرت يل يا َ‬
‫أتوس ل إليك فاغفر يل مجيع ذنويب‪ ،‬واصرفين‬ ‫ِ‬
‫وبذمة حممد عليه السالم ّ‬
‫ألت‪ ،‬وحقق رج ائي‬ ‫من م وقفي ه ذا مقض ّي احلوائج‪ ،‬وهب يل ما س ُ‬
‫يت (إهلي) دعوتك بال دعاء ال ذي علّمتنيه فال حترمين الرج اءَ‬ ‫فيما متنّ ُ‬
‫مقر لك بذنبه؟ خاش ٍع‬ ‫الذي عرفتنيه (إهلي) ما أنت صانع العشية ٍ‬
‫بعبد ٍّ‬ ‫ّ‬
‫بذلّت ه‪ ،‬مس تكني جبُرم ه‪ ،‬متض ّرع إليك من عمل ه‪ ،‬ت ائب إليك من‬ ‫لك ِ‬
‫مبتهل إليك يف العفو عنهُ‪ٍ ،‬‬
‫طالب إليك‬ ‫اقرتافه‪ ،‬مستغف ٍر لك من ظلمة‪ٍ ،‬‬
‫راج إليك يف موقفه مع ك ثرة ذنوب ه‪ ،‬فيا ملجأ ك ِّل‬ ‫جناح حوائج ه‪ٍ ،‬‬
‫وز‪ ،‬ومن أخطأ‬ ‫ُ‬ ‫وويل كل م ؤمن‪ ،‬من أحسن فرِب َمحتك يف‬ ‫حي‪َّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فبخطيئته يهلك (اللهم) إليك خرجنا‪ ،‬وبفنائك أخننا‪ ،‬وإياك َّأملنا‪ ،‬وما‬
‫تعرض نا‪ ،‬ورمحتك َرجون ا‪ ،‬ومن ع ذابك‬ ‫عن دك طلبن ا‪ ،‬وإلحس انك َّ‬

‫‪139‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أش فقنا‪ ،‬وإليك بأثق ال ال ذنوب هربن ا‪ ،‬ولبيتك احلرام حججن ا‪ .‬يا من‬
‫رب‬‫ويعلم ض مائر الص امتني‪ ،‬يا من ليس معه ٌّ‬ ‫ميلك ح وائج الس ائلني‪ُ ،‬‬
‫وزير يؤتى‪ ،‬وال‬‫خالق خُي َشى‪ ،‬ويا من ليس له ٌ‬ ‫دعى‪ ،‬ويا من ليس فوقه ٌ‬ ‫يُ َ‬
‫وكر ًم ا‪،‬‬
‫ودا َ‬ ‫زداد على ك ثرة الس ؤال إالَّ ُج ً‬
‫اجب يرش ى‪ ،‬يا من ال ي ُ‬ ‫ح ٌ‬
‫جعلت لك ِّل‬
‫َ‬ ‫وعلى ك ثرة احلوائج إالّ تفض يالً وإحس انًا‪( .‬اللهم) إنك‬
‫ضيف قرى وحنن أضيافك فاجعل قِرانًا منك اجلنة (اللهم) إن لكل ٍ‬
‫وفد‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫راج ثوابًا‪ ،‬ولكل‬ ‫جائزةً‪ ،‬ولكل زائ ٍر كرامة‪ ،‬ولكل سائل عطي ةً‪ ،‬ولكل ٍ‬
‫ملتمس ملا عن دك ج زاء‪ ،‬ولكل مس رتحم عن دك رمحةً‪ ،‬وكل ٍ‬
‫راغب‬ ‫ً‬
‫متوس ل إليك عف ًوا‪ ،‬وقد وف دنا إىل بيتك احلرام‪،‬‬ ‫إليك ُزل َفى‪ ،‬ولكل ّ‬
‫ووقفنا هبذه املش اعر العظ ام‪ ،‬وش هدنا ه ذه املش اهد الك رام‪ ،‬رج اءً ملا‬
‫األنفس‬
‫ُ‬ ‫ابعت النِّعم حىت اطم انت‬
‫ختيب رجاءن ا‪( .‬اللهم) ت َ‬‫عن دك فال ْ‬
‫وظاهرت‬ ‫الصوامت حبجتك‪،‬‬ ‫بتتابع نعمك‪ ،‬وأظهرت العرب حىت ِ‬
‫نطقت‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫رت اآلي ات حىت‬ ‫املنن حىت اع رتف أولي اؤك بالتقصري عن ح ّق ك‪ ،‬وأظه َ‬
‫وقهرت بقدرتك حىت خضع‬ ‫أفصحت السموات واألرضون بأدلّتك‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وعنت الوج وهُ لعظمت ك‪ .‬إذا أس اء عب ادك حلُمت‬ ‫كل ش يء لعزت ك‪ِ ،‬‬
‫ّ‬
‫سرتت‪ ،‬وإذا أقبلنا‬
‫َ‬ ‫عص وا‬
‫لت‪ ،‬وإن َ‬ ‫تفض لت وقبِ َ‬
‫وأمهلت‪ ،‬وإن أحسنوا ّ‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪140‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫قلت يف كتابك املبني‬


‫إليك ُقربت‪ ،‬وإذا ولّينا عنك دعوت‪( .‬إهلنا) إنك َ‬
‫حملمد خ امت النب يني؛ ﴿قل لل ذين كف روا إن ينته وا يُغفر هلم ما قد‬
‫سلف﴾ فأرضاك عنهم اإلقرار بكلمة التوحيد بعد اجلحود‪ ،‬وإنا نشهد‬
‫ني‪ ،‬وحملمد بالرس الة خملص ني‪ ،‬ف اغفر لنا هبذه الش هادة‬‫ِ‬
‫لك بالتوحيد خُمْبت َ‬
‫ظ من دخل يف‬ ‫س والف اإلج رام‪ ،‬وال جتعل حظّنا فيه أنقص من ح ِّ‬
‫اإلس الم (إهلن ا) إنك أحببت التق ُّرب إليك بعتق ما مل َكت أمياننا وحنن‬
‫بالتفض ل فأعتقن ا‪ ،‬وإنك أمرتنا أن نتص ّدق على‬‫ّ‬ ‫عبي ُدك‪ ،‬وأنت أوىل‬
‫َّق علين ا‪ ،‬ووص يتنا‬
‫التطول فتص د ْ‬
‫فقرائنا وحنن فق راؤك وأنت أحق ب ُّ‬
‫ظلمنا أنفس نا وأنت أح ّق ب الكرم ف اعف عن ا‪،‬‬‫ب العفو عمن ظلمنا وقد ْ‬
‫ربنا اغفر لنا وارمحنا أنت موالنا‪ ،‬ربنا آتنا يف الدنيا حسنةً ويف اآلخرة‬
‫حسنةً وقنا برمحتك عذاب النار‪.‬‬
‫دعاء الخضر عليه السالم‬
‫وليكثِر من دعاء اخلضر عليه السالم‪ ،‬وهو أن يقول‪:‬‬
‫أن‪ ،‬وال مسع عن مسع‪ ،‬وال تش تبه عليه‬‫يا من ال يش غَلُه ش أ ٌن عن ش ٍ‬
‫وات‪ ،‬يا من ال تُغلّطه املس ائل‪ ،‬وال ختتلف عليه اللغ ات‪ ،‬يا من ال‬
‫األص ُ‬

‫‪141‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رد عف ِوك‬
‫إحلاح املل ِّحني‪ ،‬وال تض جره مس ألة الس ائلني‪ ،‬إذقنا بَ َ‬ ‫يُرْبِ مه ُ‬
‫وحالوة مناجاتك‪.‬‬
‫ولي دع مبا ب دا ل ه‪ ،‬وليس تغفر له ولوالديه وجلميع املؤم نني واملؤمن ات‪،‬‬
‫وليلح يف ال دعاء‪ ،‬وليعظم املس ئلة؛ ف إن اهلل ال يتعاظمه ش يء‪ .‬انتهى‬ ‫َّ‬
‫كالم الغزايل رمحه اهلل تعاىل يف اإلحياء‪.‬‬
‫اللهم اغفر لنا ذنوبنا ولوالدينا وملشاخينا وألصحاب احلقوق علينا‪ ،‬وملن‬
‫أوص انا بال دعاء‪ ،‬وملن أحس َن إلينا واملس لمني‪ ،‬وص لى اهلل على س يدنا‬
‫حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫مث إذا كان يوم النحر وهو يوم عيد األضحى فليأت مبا ذكرناه يف عيد‬
‫الفطر فال تغفل‪ ،‬وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫نقلت يف ّأول ه ذه الرس الة عن ال دَّيريب عن س بط ابن‬ ‫مث اعلم‪ ،‬أين ُ‬
‫اجلوزي عن عمر بن قدامة املقدسي دع اء ألول الع ام‪ ،‬ودع اء آلخ ره‪،‬‬
‫وق ال‪ :‬ما زال مش اخينا يوص ون به ويقرءونه وما ف اتين ط ول عم ري‪.‬‬
‫فأما دعاء أول العام فقد ذكرته مَثَّةَ‪.‬‬
‫وأما دعاء آخر العام‬
‫وهو آخر يوم من ذي احلجة احلرام‪ ،‬فهو هذا‪:‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪142‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بسم اهلل ال رمحن ال رحيم‪ .‬وص لى اهلل على س يدنا حممد وعلى آله‬
‫رض ه‪،‬‬ ‫عملت من ٍ‬
‫عمل يف السنة املاضية ومل تَ َ‬ ‫ُ‬ ‫وصحبه وسلم (اللهم) ما‬
‫مت عين مع قدرتك على عقوبيت؛ ودعوتين إىل‬ ‫تنس ه‪ ،‬وحلُ َ‬‫ونسيته ومل َ‬
‫التوبة بعد ج راءيت عليك (اللهم) إين أس تغفرك منه ف اغفر يل (اللهم)‬
‫عملت من عمل ترضاه ووعدتين عليه الثواب والغفران فتقبّله ميّن ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫وما‬
‫وال تقطع رج ائي منك يا ك رميُ يا أرحم ال رامحني؛ وص لى اهلل تع اىل‬
‫على سيدنا حممد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬
‫يقرأ ثالثًا؛ فإن الشيطان يقول‪ :‬تعبنا معه طول السنة‪ ،‬وأفسد فعلنا يف‬
‫ساعة واحدة‪.‬‬
‫يس ره املوىل الش كور من ذكر أدعية بعض أي ام من أغلب‬ ‫ه ذا آخر ما ّ‬
‫الش هور‪ ،‬وهو ما اطلعت عليه ووقع نظ ري إلي ه‪ ،‬فمن وجد ش يئًا من‬
‫ؤجَر ب ذلك عند اهلل‪ ،‬إذ‬‫األدعية والفوائد تتعلق مبا ذكرن اه فليلح ُقه به لي َ‬
‫القصد نفع إخواننا املس لمني‪ ،‬ووص ول اخلري للمؤم نني‪ ،‬لعل اهلل ينفعين‬
‫به يف ال دارين‪ ،‬وحيش رين به يف ُزم رة س يد الك ونني ‪ ‬وزاده فض الً‬
‫وشرفًا لديه‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وك ان الف راغ من مجع ه ذه الرس الة بع ون اهلل مس تهل السري يف ي وم‬
‫اجلمعة املب ارك غ رة ص فر اخلري ع ام مثانية وعش رين وثلثمائة وألف من‬
‫هجرة من وصفه اهلل تعاىل بأكمل وصف‪ ،‬صلى اهلل تعاىل وسلم عليه‬
‫وعلى آله وصحبه أمجعني‪.‬‬
‫وقد أع دت نظ ري على ه ذه الورق ات‪ ،‬ف زدت عليها بعض زي ادات‪،‬‬
‫أدام اهلل تع اىل نفعه ا‪ ،‬وعظم يف القل وب وقعه ا‪ ،‬وذلك ع ام تبييض ها‬
‫الناجز املبارك إن شاء العالم يف غرة ذي القعدة احلرام‪ ،‬وهو عام ألف‬
‫وثلثمائة وتسعة وعشرين من هجرة سيد املرسلني‪ ،‬صلى اهلل تعاىل عليه‬
‫وعليهم وآل ك ٍّل وص حبه أمجعني‪ ،‬وس الم على املرس لني واحلمد هلل‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫قرظ هذه الرسالة أعالم جهابذة من العلماء‪ .‬منهم‪ :‬العالمة‬ ‫هذا‪ ،‬وقد ّ‬
‫الش يخ حممد س عيد بابص يل «مفيت الش افعية» مبكة املكرم ة‪ ،‬والعالمة‬
‫الس يد عمر بن حممد ش طا‪ ،‬والعالمة الس يد حسني بن حممد احلبشي‬
‫«مفيت الش افعية» مبكة املكرم ة‪ ،‬والعالمة الش ريف حممد بن إدريس‬
‫القادري احلسين‪ ،‬والعالمة الشمس الشنقيطي‪ ،‬والعالمة الشيخ يوسف‬
‫بن إمساعيل النبهاين‪ ،‬والعالمة الشيخ عمر محدان رمحهم اهلل أمجعني‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪144‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫وقام بتصحيح طبع هذه الرسالة‬


‫الشيخ أمحد عبد العليم الربدوين من علماء األزهر‬
‫وكان الفراغ من طبعها يف ‪ 20‬شوال ‪1383‬هـ‬
‫املوافق ‪ 4‬مارس ‪1964‬م‬
‫وصلى اهلل على سيدنا وموالنا حممد رسول اهلل‬
‫وعلى آله وصحبه أمجعني‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫أذكار مأثورة تقال في الصباح والمساء‬
‫أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪ .‬بسم اهلل الرمحن ال رحيم‪ .‬احلمد هلل رب‬
‫الع املني‪ .‬ال رمحن ال رحيم‪ .‬مالك ي وم ال دين‪ .‬إي اك نعبد وإي اك نس تعني‪.‬‬
‫إه دنا الص راط املس تقيم‪ .‬ص راط ال ذين أنعمت عليهم غري املغض وب‬
‫عليهم وال الضالني‪ .‬آمني‪.‬‬
‫(أستغفر اهلل) يل وللمسلمني‪ ،‬أستغفر اهلل يل وللمذنبني‪ ،‬أستغفر اهلل يل‬
‫وللخلق أمجعني‪ ،‬أستغفر اهلل غفار الذنوب‪ ،‬أستغفر اهلل ستار العيوب‪،‬‬
‫أس تغفر اهلل حىت نقلع عن املعاصي ونت وب‪ ،‬أس تغفر اهلل حي اء من اهلل‪،‬‬
‫أستغفر اهلل وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(س بحان) ف الق اإلص باح‪ ،‬س بحان رب املس اء والص باح‪ ،‬س بحان من‬
‫يس بح له ما يف األرض وما يف الس ماء‪ ،‬س بحان اهلل واحلمد هلل وال إله‬
‫إال اهلل واهلل أكرب‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫دائما عند كل طرفة عني وتنفس نفس (اللهم)‬ ‫محدا ً‬
‫(اللهم) لك احلمد ً‬
‫محدا‬
‫لك احلمد كما ينبغي جلالل وجهك ولعظيم س لطانك‪ ،‬احلمد هلل ً‬
‫يوايف نعمه ويكايف مزيده‪.‬‬
‫أص بحنا وأص بح امللك هلل رب الع املني‪ ،‬وأمس نا وأمسى امللك هلل رب‬
‫الع رش العظيم (اللهم) بك أص بحنا وبك أمس ينا وبك حنيا وبك منوت‬
‫وإليك النشور (اللهم) اجعل صباحنا صباح الصاحلني‪ ،‬ومساءنا مساء‬
‫الص احلني (اللهم) ارزقنا خري الص باح وخري املس اء وخري القض اء وخري‬
‫الق در‪ ،‬ونع وذ بك من شر الص باح وشر املس اء وشر القض اء وشر‬
‫القدر‪ ،‬أصبحنا يف أمان اهلل‪ ،‬وأمسينا يف جوار اهلل‪.‬‬
‫األبدي األبد‪ ،‬سبحان الواحد األحد‪ ،‬سبحان الفرد الصمد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫(سبحان)‬
‫س بحان من رفع الس ماء بال عم د‪ ،‬س بحان من بسط األرض على م اء‬
‫عددا‪ ،‬سبحان من قسم الرزق‬ ‫مجد‪ ،‬سبحان من خلق اخللق فأحصاهم ً‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪146‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫بني خلقه ومل ينس أح ًدا‪ ،‬س بحان ال ذي مل يتخذ ص احبة وال ول ًدا‬
‫كفوا أحد‪.‬‬
‫سبحان الذي مل يلد ومل يولد ومل يكن له ً‬
‫فالحا يا‬
‫جناحا‪ ،‬وآخره ً‬ ‫صالحا‪ ،‬وأوسطه ً‬ ‫ً‬ ‫(اللهم) اجعل أول يومنا هذا‬
‫عز الطاعة‪ ،‬اللهم أعزنا‬‫أرحم الرامحني‪ ،‬اللهم انقلنا من ذل املعصية إىل ّ‬
‫بطاعتك وال تذلنا مبعصيتك‪ ،‬اللهم أمتنا على اإلسالم واإلميان الكامل‪،‬‬
‫اللهم ال تفض حنا ي وم القيام ة‪ ،‬اللهم جننا من الن ار‪ ،‬اللهم أدخلنا اجلن ة‪،‬‬
‫اف والغىَن ‪ ،‬اللهم اجعل يف قليب‬
‫اللهم إنا نس ألك اهلدى والتُّقى والعف َ‬
‫نورا‪،‬‬
‫نورا واجعل من خلفي ً‬ ‫نورا‪ ،‬واجعل يف بصري ً‬ ‫نورا ويف لساين ً‬ ‫ً‬
‫نورا‪.‬‬
‫نورا‪ ،‬اللهم أعطين ً‬ ‫ومن أمامي ً‬
‫بسم اهلل ما ش اء اهلل‪ ،‬ال يس وق اخلري إال اهلل‪ ،‬بسم اهلل ما ش اء اهلل‪ ،‬ال‬
‫يصرف السوء إال اهلل‪ ،‬بسم اهلل ما شاء اهلل ما كان من نعمة فمن اهلل‪،‬‬
‫العلي العظيم‪ .‬بسم اهلل‬
‫بسم اهلل ما ش اء اهلل وال ح ول وال ق وة إال باهلل ّ‬
‫يضر مع‬‫خري األمساء‪ ،‬بسم اهلل رب األرض والسماء‪ ،‬بسم اهلل الذي ال ّ‬
‫امسه شيءٌ يف األرض وال يف السماء وهو السميع العليم‪ ،‬بسم اهلل على‬
‫ديين ونفس ي‪ ،‬بسم اهلل على م ايل وأوالدي‪ ،‬بسم اهلل على كل ش يء‬
‫أعطانيه ريب‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫(يا لطيف) الطف بنا فيما جرت به املقادير (ثالثا)‪( .‬اللهم) ال نسألك‬
‫رد القض اء ولكن نس ألك اللطف به (ثالث ا)‪( .‬اللهم) لك احلمد منك‬
‫العلي‬
‫الفرج وإليك املشتكى وبك املستعان‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل ّ‬
‫التعرض لسؤال‬ ‫واسعا نصون به وجوهنا عن ّ‬ ‫العظيم‪ ،‬اللهم ارزقنا رزقًا ً‬
‫خلقك‪.‬‬
‫القوي العزيز‪ .‬إن هذا لرزقنا ماله‬
‫ّ‬ ‫اهلل لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو‬
‫من نف اد‪ .‬إن اهلل ي رزق من يش اء بغري حس اب‪ .‬إن اهلل هو ال رزاق ذو‬
‫الق ّوة املتني‪ ،‬احلمد هلل ال ذي مل جيعل رزقي يف يد غ ريه‪ .‬اللهم يا لطي ًفا‬
‫عليم يا‬
‫عليما خبلق ه‪ ،‬يا خ ْبيًرا خبلق ه‪ ،‬الطف بنا يا لطيف يا ُ‬
‫خبلق ه‪ ،‬يا ً‬
‫خبريُ‪.‬‬
‫علي‪ ،‬حسيب‬ ‫حسيب اهلل ل ديين‪ ،‬حسيب اهلل ملا أمهين‪ ،‬حسيب اهلل ملن بغى ّ‬
‫اهلل ملن حس دين‪ ،‬حسيب اهلل ملن ك ادين‪ ،‬حسيب اهلل عند املوت‪ ،‬حسيب‬
‫اهلل عند املس ألة يف الق رب‪ ،‬حسيب اهلل عند احلس اب‪ ،‬حسيب اهلل عند‬
‫امليزان‪ ،‬حسيب اهلل عند الص راط‪ ،‬حسيب اهلل ال إله إال هو عليه ت و ّكلت‬
‫وإليه أنيب‪.‬‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪148‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ال إله إال اهلل امللك احلق املبني‪ ،‬س يدنا حممد رس ول اهلل الص ادق الوعد‬
‫األمني‪ ،‬ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك ل ه‪ ،‬له امللك وله احلمد حييي‬
‫ومييت وهو على كل شيء قدير (عشرات مرات)‬
‫ظه رت كلم ات اهلل‪ ،‬وأش رقت أن وار اهلل‪ ،‬وخش عت األص وات‪،‬‬
‫بعدا للقوم الظاملني‪.‬‬
‫وشخصت األبصار‪ ،‬وذلت الرقاب‪ ،‬وقيل ً‬
‫يا اهلل (عشر م رات) اللهم احجبنا عن مجيع أص ناف اجلن واملردة‬
‫والش ياطني وجن ود إبليس أمجعني (ثالث ا)‪ ،‬يا اهلل (عشر م رات) تو ّكلنا‬
‫على اهلل واعتص منا باهلل واس تجرنا برس ول اهلل ‪( ‬ثالث ا) يا اهلل (عشر‬
‫مرات) أعددت لكل هول وش ّدة ال إله إال اهلل‪ ،‬ولكل هم وغم ما شاء‬
‫اهلل‪ ،‬ولكل نعمة احلمد هلل‪ ،‬ولكل رج اء الش كر هلل‪ ،‬ولكل أعجوبة‬
‫س بحان اهلل‪ ،‬ولكل ذنب أس تغفر اهلل‪ ،‬ولكل ض يق حسيب اهلل‪ ،‬ولكل‬
‫مص يبة إنا هلل وإنا إليه راجع ون‪ ،‬ولكل قض اء وق در ت و ّكلت على اهلل‪،‬‬
‫العلي العظيم‪ ،‬يا اهلل‬
‫ولكل طاعة ومعص ية ال ح ول وال ق وة إال باهلل ّ‬
‫(عشر مرات)‪.‬‬
‫اللهم صل وس لم وب ارك على س يدنا وموالنا حممد اهلادي ألن وارك‪،‬‬
‫اجلامع ألس رارك‪ ،‬ال دال علي ك‪ ،‬املوصل إلي ك‪ ،‬ص الة ينف رج هبا كل‬

‫‪149‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ض يق وتعم ري‪ ،‬وين ال هبا كل خري وتيس ري‪ ،‬وتش فينا من األوج اع‬
‫واألسقام‪ ،‬وختلصنا من املخاوف واألوهام‪ ،‬وحتفظنا يف اليقظة واملنام‪،‬‬
‫وتنجينا من ن وائب ال دهر ومت اعب األي ام‪ ،‬وعلى آله ه داة اإلس الم‪،‬‬
‫وأص حابه الس ادة األعالم‪ ،‬وأزواجه الط اهرات وآله الك رام‪ ،‬وامجعنا‬
‫عليه يا ربنا يف أعلى مقام‪ ،‬وارزقنا يا موالنا يف جواره حسن اخلتام‪.‬‬
‫ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل يف كل حملة ونفس عدد ما وسعه علم اهلل‬
‫(ثالثا) ال إله إال اهلل واهلل أكرب (أربع مرات) ال إله إال اهلل حممد رسول‬
‫اهلل عليها حنيا وعليها منوت‪ ،‬وعليها نبعث إن ش اء اهلل آمني (ثالث ا)‬
‫س بحان ربك رب الع زة عما يص فون وس الم على املرس لني واحلمد هلل‬
‫رب العاملني‪.‬‬
‫مث ختتم ذلك بالفاحتة حلضرة النيب صلى اهلل تعاىل عليه وسلم وأصحابه‬
‫وآل بيته وملن سبقونا باإلميان ولكل من كان على القدم احملمدي‪.‬‬
‫فهرس‬
‫كتاب كنز النجاح والسرور يف األدعية اليت تشرح الصدور‬
‫مقدمة؛ يف أن أحزاب القوم هي صفة أحواهلم إخل‬
‫تقريره ‪ ‬ألذكار وأدعية مسعها من أصحابه‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪150‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫العمل باألدعية املؤلفة من أي ش خص ك ان إذا ج اءت على م يزان‬


‫الشرع ال بأس به‬
‫ما يطلب أن يقال أول العام‬
‫ما يطلب أن يقال يف كل يوم من العشر األول من احملرم‬
‫فائدة فيما يكتب أول احملرم‪ ،‬وهو من اجملربات الصحيحة‬
‫فائدة فيما يقال عند رؤية اهلالل‬
‫ما يطلب يف عاشوراء‬
‫ما يطلب يف كل يوم من أيامه للحفظ والسالمة‬
‫تنبيه‪ :‬من البدع املذمومة صالة الرغائب إخل‬
‫ما يطلب يف صفر اخلري‬
‫فائدة لدفع الباليا واحلفظ‬
‫تنبي ه؛ وإعالم ي دفع كثري من األوه ام مما يتطرّي هبا بعض الع وام وإي راد‬
‫عدوى ‪...‬إخل» وتفسريه‪ ،‬واجلمع بينه وبني ما يعارضه‬ ‫حديث «ال َ‬
‫فائدة يف األدعية اليت تقال عند عروض شيء من الطرية‬
‫تتمة يف أشياء يتشاءم منها الناس‪ ،‬أو يلحقهم منها مكروه‬
‫ما يطلب يف شهر ربيع األول‬

‫‪151‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫والعشي‬
‫ّ‬ ‫ما يطلب يف رجب‪ ،‬وما يقال فيه بالغداة‬
‫وما يطلب يف أول ليلة منه‬
‫دعاء استغفار رجب‪ ،‬وسيد االستغفار‬
‫ما يطلب يف شعبان املعظم‬
‫الكالم على ليلة النصف من ش عبان‪ ،‬وأن فيها تنسخ اآلج ال وبي ان‬
‫فضلها‬
‫أدعية مأثورة لبعض العلماء فيها‬
‫الدعاء املشهور يف ليلة النصف وكيفيته‪ ،‬وأدعية أخرى‬
‫فائدة لألمان يف العام‬
‫فائدة يف قراءة أول سورة الدخان‬
‫تنبيه فيما حيصل به اإلحياء ليلة النصف من شعبان‬
‫ما يطلب يف شهر رمضان وبيان فضله‬
‫املراد بالقيام يف حديث «من قام رمضان‪...‬إخل»‬
‫فائدة من قرأ سورة الفتح أول ليلة من رمضان يف صالة التطوع حفظ‬
‫ذلك العام‬
‫ما يقوله الصائم عند اإلفطار‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪152‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫ما يقوله إذا أفطر عند الغري‬


‫دعاء العالمة عمر بن سقاف الصايف يف ليايل شهر رمضان‬
‫مناجاة له‬
‫دعاء بر الوالدين‬
‫فضل الدعاء عقيب ختم القرآن‪ ،‬واستجابته عنده‬
‫دعاء ختم القرآن أليب حربة اليمين‬
‫ما يطلب يف العشر األواخر اليت فيها ليلة القدر‬
‫ما يدعى به ليلة القدر‬
‫دعاء النصف اآلخر من رمضان‬
‫دعاء للمؤلف ليقرأ يف ليايل رمضان‬
‫ما يطلب يف عيد الفطر من شوال‬
‫فائدة يف التهنئة بالعيد وحكمها‬
‫ما يطلب يف ذي احلجة‬
‫ما يقال يف عشر ذي احلجة لقضاء الدَّين‬
‫خلواص أصحابه يف عشرة ذي احلجة‬ ‫ّ‬ ‫ما كان يعلّمه ‪‬‬
‫قراءة سورة اإلخالص يوم عرفة ألف مرة‬

‫‪153‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫أدعية عرفة‬
‫دعاء عرفة لإلمام الغزايل‬
‫دعاء اخلضر عليه السالم‬
‫دعاء آخر العام‬
‫تقاريظ الرسالة‬
‫إذكار مأثورة تقال يف الصباح واملساء‬
‫فهرس‬
‫احلمد هلل رب العاملني‬
‫بعون اهلل وعنايته متت كتابة هذه النسخة‬
‫ليلة الثالث اء الرابع من ش هر احملرم ‪1431‬هـ املوافق لـ‪ 21‬ديس مرب‬
‫‪2009‬‬
‫بارك اهلل على كاتبه حبق نبيه الكرمي ‪‬‬
‫آمني‬

‫‪www.ilmusantri.net‬‬ ‫‪154‬‬
‫كنز النجاح والسرور في األدعية التي تشر الصدور‬

‫‪‬‬

‫(‪) 1‬‬

‫‪.)11‬‬

‫‪155‬‬
‫‪www.ilmusantri.net‬‬

You might also like