‫اهلندسة الصناعية‬

‫‪Industrial Engineering‬‬

‫للدكتور محمد حميد خلف‬

 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫الفصل االول‬
‫مفاهيم واهداف الهندسة الصناعية‬

‫تعتبر ادوات االنتاج ووسائله المتمثلة بالمكائن من بين عناصر االنتاج المهمة ‪.‬وفي ضوء معطيات الثورة‬
‫التكنولوجية التي شملت العالم حيث تطورت المكائن االنتاجية وال زالت تتطور بشكل سريع وكبير من خالل‬
‫تطور دقة المنتج والطاقة االنتاجية وااللية لذلك دعت الحاجة لتطوير طرائق التصنيع ومهارات العمل ونظم‬
‫ادارة االنتاج لغرض االستفادة القصوى من الطاقة االنتاجية للمكائن وضمان زيادة االنتاج وتحسين جودته‬
‫وانخفاض كلفة انتاجه‪.‬‬

‫وهنا يأتي دور الهندسة الصناعية فهي تمثل حلقة الوصل والمترجم الحقيقي والفعال بين حداثة وتطور‬
‫المكائن واهداف االنتاج والدقة والسرعة للمنتج من خالل المزج بين القدرات االدارية والفنية ويسهل تطبيق‬
‫الخطط الفنية والسنوية واالهداف المرجوة باقل كلفة وزمن وبأعظم كفاءه فنية موضوعة‪.‬‬

‫ولضمان ادارة انتاج المنشآت الصناعية بأفضل كفاءة اداء وباقل كلفة انتاجية حسب الجودة الصناعية‬
‫المطلوبة للمنتج يجب تنظيم و وضع اسس وضوابط فنية إلدارة العمليات االنتاجية والتصنيعية بنحو يواكب‬
‫التطور التقني المهول والواسع للمكائن والمعدات االنتاجية بشكل يالئم مع القفزات الحاصلة في التقانات‬
‫الصناعية‪.‬‬

‫وهذا ما قامت به الدول الصناعية الكبرى في العشر سنوات الماضية حيث وجدت ان زيادة االهتمام بالهندسة‬
‫الصناعية له تأثير طردي ومتسارع في جودة وكفاءة المنتج وبشكل يضمن أتمتة للمكائن والعدد بأقصى‬
‫درجات االستفادة والتنظيم‪.‬‬

‫غير ان هنالك عامل مهم واساسي لمواكبة الهندسة الصناعية للتطور التقني في المنشآت الصناعية والمكائن‬
‫والعدد وهو يجب ان تكون هذه المواكبة بشكل مستمر وبشكل محدث دائما ً الن التطور الصناعي والتقني‬
‫للمكننة واآلالت هو تطور سريع ومستمر لذلك يجب ان يتم تحديث نظم واليات ومبادئ الهندسة الصناعية‬
‫بشكل يؤهلها ويمكنها ان تواكب هذا التطور التقني المستمر وفي نفس الوقت ان ال يكون هذه التغيير ذو تأثير‬
‫سلبي على االداء االنتاجي او دقة او كفاءة المنتج ‪.‬‬

‫فمثال في عصر الثورة الصناعية ‪ 1775‬م وعند اكتشاف المكننة البخارية من قبل جيمس واط تم استخدام‬
‫المكائن البخارية في مصانع النسيج وغيرها ومع دخول هذه اآلالت الحديثة انتجت فجوة صناعية وانتاجية‬
‫كبيرة وهو االستغناء عن االيادي ال عاملة الماهرة في النسج والغزل واالفتقار الى تقنيين وفنيين للوقوف على‬
‫هذه المكائن والتعامل معها وادامتها وتصنيعها وايجاد الطرق األكفأ إلنتاج سلع ومنتوجات ذات دقة انتاجية‬
‫عالية وبوقت اقل هنا دعت الحاجة لتأسيس علم يختص بإدارة وتنظيم العمل سمي الحقا ً بالهندسة الصناعية‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫التتبع التاريخي لتطور الهندسة الصناعية‬

‫‪literature review of industrial engineering‬‬

‫ان نظم تطور علم الهندسة الصناعية تطور تأريخيا ً وفقا ً لتطور التقنية الميكانيكية والتكنولوجية للصناعة‬
‫وحداثتها طبقا للحقب الزمنية ويصنفها المختصون الى ثالثة مراحل مفصلية ادت الى تبلور نظم الهندسة‬
‫الصناعية الى نشوء العلم الحالي للهندسة الصناعية وهي كاالتي‪:‬‬

‫المرحلة االولى ((ما قبل الثورة الصناعية ))‬

‫في هذه المرحلة لم يكن حاجة ملحة او وضوح لمفهوم علم الهندسة الصناعية بالمفهوم الواسع او الصريح‬
‫لعدة اسباب منها عدم وجود مكائن لإلنتاج بل المنتج يتم صناعته وانتاجه يدويا ً وايضا ً لمحدودية المستهلك او‬
‫المشتري كون هذه المعامل او المصانع تنتج ألسواق و منازل معدودة ومحدودة وفي مكان محدد ‪.‬‬

‫حيث ان المصانع او المعامل في تلك الفترة محدودة وصغيرة وال تتمتع باي تقنية تحتاج الى تطوير وبالقابل‬
‫فان المستهلكين كانوا محدودي الدخل وايضا ً محدودي العدد بسبب عدم وجود وسائل االتصال والتواصل بين‬
‫المناطق وصعوبة نقل المنتوجات ايضا ً باإلضافة الى ان الصناعات في تلك الحقبة كانت ال تواجه المنافسة‬
‫والتحدي لقلة المردود المادي لها ولمحصورية المستهلكين بمكان وفئة ثابتة من البشر‪.‬‬
‫ومدير المعمل او المصنع او صاحب العمل كان يدير االنتاج بمنظومة بسيطة وبدائية واحيانا ً عشوائية معتمدا ً‬
‫على التجربة المحدودة واحيانا ً على التجربة والخطأ في رفد السوق او المستهلكين بالمنتج بدون اي تخطيط‬
‫للعرض والطلب االقتصادي وايضا ً بإهمال ادارة المنتج او دقته او وقت االنتاج كل ذلك يقتصر في ذلك‬
‫العصر على مهارة العاملين ليس اكثر‪.‬‬

‫وادارة المنتج ورأس المال وكلف االنتاج تعتمد على حسابات بسيطة وبدائية تدور حول رأس المال والربح‬
‫فقط دون ان يكون للعوامل االخرى اي حساب او اهمية او تخطيط وتنظيم وربطها مع العوامل التقنية‬
‫والهندسية في ادارة الهندسة الصناعية‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫المرحلة الثانية ((مرحلة الثورة الصناعية ))‬

‫هذه المرحلة هي بداية نشوء وتبلور علم الهندسة الصناعية بشكل واضح وصريح وسريع حيث مع اختراع‬
‫العالم جيمس واط عام ‪ 1775‬م للمحرك البخاري انتقلت الصناعة الى افق جديد ونتيجة هذا االختراع المهم‬
‫في تأريخ البشرية وتميزت هذه المرحلة بعدة عوامل نختصرها بما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحول االنتاج من النوع اليدوي المحض الى االلي او التقني المحض او المختلط (بمعنى يدوي والي)‬
‫ادى هذا العامل الى ترتب عدة امور مستحدثة منها ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬زيادة المنتج الصناعي بشكل كبير مقارنة مع المنتج اليدوي بسبب الطاقة االنتاجية للمكانة اكبر بكثير‬
‫من الطاقة اليدوية جعل من العامل اقل قدرة وانتاجية من الماكنة مما يرتب على ذلك ان االجر الذي‬
‫يأخذه كبير بالمقارنة مع الماكنة التي معدل استهالكها للمال او الوقود قليل هذا االمر اوجب ايجاد‬
‫حلول علمية ومرضية للطرفين تجعل من جهد العامل اكثر فائدة مما سبق من خالل تسخير جهد‬
‫العامل بشكل تقني وعلمي يرفع من انتاجيته وكفاءته بالمقارنة مع جهد وانتاجية الماكنة ومن ذلك‬
‫الحين ظهرت فكرت الحافز االنتاجي للعامل حيث يتم ربط قيمة هذا الحافز وفق ضوابط ومحددات‬
‫تعتمد على الزمن وكمية االنتاج ترضي طر في النزاع ( العامل وصاحب العمل) هذا الحافز تطور‬
‫شيئا فشيئا ً وتدخلت بتحديده وتصنيفه عدة جهات منها جهات مستقلة (كالنقابات عمالية ) او محاكم‬
‫العمل او من خالل سن قوانين خاصة تحفظ حقوق الطرفين وخصوصا الطبقة العاملة‪.‬‬

‫ب‪ .‬من خالل عملية التعشيق الحاصلة بين الماكنة والعامل وطول مدة التعامل مع الماكنة ظهرت حوادث‬
‫واصابات اثناء العمل تعرض لها العاملين اثناء االنتاج والعمل على الماكنة وعلى ضوء ذلك كان من‬
‫الضروري حفظ حقوقهم وايجاد مراكز للتدريب العملي والتقني الصحيح والدائم للعاملين إلكسابهم‬
‫المهارة والدقة وايضا ً تعليمهم وتدريبهم وسائل الحماية والعناية بالسالمة المهنية لهم وايضا ً ايجاد‬
‫مؤسسات تطالب بحقوقهم وتضمنها لهم نتيجة االصابة او التسريح من العمل نتيجة لهذه االصابات‬
‫وايضا ً دعت الضرورة لنشر فرق التوعية واالرشادات والدورات التدريبية تجعل العامل دائما ً حذر‬
‫ومستعد ألي طارئ وايضا ً ايجاد فرق للسالمة وللطبابة بحيث يكون تدخلها سريع ولحظي لتفادي‬
‫تفاقم االصابات او تطورها ‪.‬‬

‫‪ .2‬مع ازدياد عمل الماكنات وفتح افاق السفر والتنقل بين البشر من خالل القطارات التي تعمل بفضل‬
‫الماكنة البخارية والسيارات ومن ثم الطائرات جعل الصناعة تزداد شيئا ً فشيئا ً الى حد اصبح الطلب‬
‫يزداد والعرض للمنتج يقل مما دعا الى بناء مصانع ومعامل ضخمة جدا ً لتغطية الطلب وعلى ضوء‬
‫ذلك نتج ما يلي‪:‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫ا‪ .‬ضرورة ايجاد دراسة عن قيمة حجم المصنع وعدد العاملين وعدد الماكنات ومساحة المصنع‬
‫وكمية المنتج وهذه الدراسة عرفت فيما بعد (بدراسة الجدوى االقتصادية) تعطي لصاحب فكرة‬
‫كاملة إلنشاء المصنع او المعمل وتعطيه صورة واضحة عن االحتياجات وعن الكلفة الكلية بشكل‬
‫دقيق وايضا ً عوامل الطلب للمنتوج المراد تصنيعه حيث تأخر هذه الدراسة بعين االعتبار كل‬
‫العوامل الطبيعية كالطرق وانتشار المستهلكين والظروف الجوية ومعدل دخل الفرد وموسم االحتياج‬
‫وموسم قلة الطلب وغيرها من العوامل التي تعطي لصاحب فكرة انشاء المعمل تصور واضح للربح‬
‫ولحجم المصنع واآلالت المطلوبة وعدد العاملين ومهاراتهم‪.‬‬

‫ب‪ .‬يتطلب ايجاد تنظيم تقني واداري وتكنولوجي يتناسب مع نوعية المكائن وطرق التصنيع من‬
‫جهة وحجم االنتاج من جهة اخرى هذه المنظومة تجعل من المنتج يصل بأسرع الطرق للمستهلك‬
‫وباقل تكلفة وبأعلى جودة من خالل رسم خطط واضحة وعلى شكل مراحل او خطوات مدروسة‬
‫ومحسوبة بشكل دقيق وواضح‪.‬‬

‫ج‪ .‬ضرورة ايجاد وسائل وطرق علمية في التعامل مع العملية االنتاجية للرقابة والتخطيط والتنسيق‬
‫الفني إلخراج المنتج بأفضل طريقة وبأسرع وقت مع االحتفاظ بالجودة واالتقان‪.‬‬

‫د‪ .‬وجوب استحداث ضوابط وتعليمات وقوانين جديدة لتسهيل التعامل بين العاملين وارباب العمل‬
‫سواء كان رب العمل اشخاص بطول افقي او عرضي كأن يكون مسؤول النوبة او الشعبة او القسم او‬
‫الفرع يتيح للجميع معرفة طريقة التعامل فيما بينهم وتحفظ للجميع حقوقهم بحيث يحفظ للجميع‬
‫حقوقهم بالضمان االجتماعي والتعويض المجزي والمرضي و طرق وقيمة االجر فيما سمي الحقا ً‬
‫بــ( قانون العمل)‪.‬‬

‫‪ .3‬التنافس االنتاجي بين المصانع او المعامل مع ازدياد الطلب وقلة امكانيات المصانع ادى الى زيادة‬
‫عدد المصانع والمعامل التي تنتج المنتج ذاته او مماثل له بالمواصفات مما يفتح باب التنافس على‬
‫االنتاج كبير وبناءا ً على ذلك فتح باب السيطرة النوعية للمنتج وكفاءته واداءه وعمره االفتراضي‬
‫وغيرها من المواصفات الفنية والحجم والشكل واللون وغيرها‪ .‬مما ادى الى استحداث كال مما يلي‬
‫من االمور التي لم تكن موجوده قبل تلك الفترة وهي ‪:‬‬

‫أ‪ .‬نظم وبيانات متكاملة لحساب كلف االنتاج‪.‬‬

‫ب‪ .‬طرق ايجاد وحساب االنتاجية وكيفية زيادتها‪.‬‬

‫ت‪ .‬الية او منظومة متكاملة للسيطرة على المخزون االنتاجي‪.‬‬

 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫ث‪ .‬الية او منظومة لنقل المنتج بكل سهولة وسرعة‪.‬‬

‫ج‪ .‬منظومة السيطرة على جودة المنتج والتحكم بها‪.‬‬

‫ح‪ .‬منظومة السيطرة على نوعية المنتج طبقا ً للمنتوج المعروض من المنافسين األخريين‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ((مرحلة الثورة التكنولوجية ))‬

‫بدأت هذه المرحلة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام ‪ 1945‬م ومع دخول الحاسبة االلكترونية‬
‫وتفرغ الباحثين والعلماء للبحث واالستطالع واالختراع بعد ان كانت جهودهم محصورة باألسلحة‬
‫وتطوير قدرات بلدانهم العسكرية والهجومية‪.‬‬

‫حيث تطورت اساليب البحث العلمي مع وجود الحاسب االلكتروني مما يوفر الجهد والوقت إلعطاء‬
‫النتيجة وبدقة عالية‪.‬‬

‫وفي هذا الوقت ظهر علم جديد سمي بـــ( بحوث العمليات) يعتمد على البرمجة الرياضية التحليلية في‬
‫دراسة واعطاء النتائج مما جعل ا لقرارات االدارية والصناعية واالنتاجية تبنى على اساس هندسي‬
‫رياضي ال يقبل الخطأ وبذلك اصبح علم الهندسة الصناعية اكثر تقدما ً وفائدة واصبح يعطي صورة حقيقة‬
‫للصناعة بل يعطي محاكاة للعملية الصناعية برمتها ابتداءا ً من التخطيط لبناء المصنع وانتهاءا ً بمرحلة‬
‫التسويق او االستهالك والبيع‪.‬‬

‫وفي هذه المرحلة او الفترة اصبح علم الهندسة الصناعية علم ذي اسس علمية متكاملة تعتمد على حصر‬
‫الظروف والعقبات الممكنة لتعطي تصور كامل وواضح لآللية المتبعة لإلنتاج وللعملية الصناعية برمتها‪.‬‬

‫وايضا ً ساهم نضوج علم الهندسة الصناعية في بناء وتطوير نظم بل نظريات اقتصادية جديدة تجمع بين‬
‫الصناعة والزراعة وكيفية تشكيل الدخل االجمالي والناتج القومي للدخل للدول واالقتصاديات العالمية‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫رواد علم الهندسة الصناعية ومساهماتهم في تطويره‬

‫سنتطرق كنبذة مختصرة عن اسهامات رواد هذا العلم والهم انجازاتهم في ذلك‪:‬‬

‫‪ .1‬أدم سميث عام ‪ 1776‬م اقترح مبدأ تقسيم العمل بين العمال بعد ظهور الماكنات البخارية في العمل‬
‫من خالل تقسيم المسلك التكنولوجي (الصناعي) إلنتاج السلعة الى عدة مراحل مع تنسيب عامل لكل‬
‫مرحلة انتاجية (صناعية) بحيث يتم توزيع العمال على كافة المراحل التصنيعية‪.‬‬

‫‪ .2‬تشارلس بابيج عام ‪ 1832‬م اوجد مبدأ جديد وهو ( التخصص المهاري للعمل) من خالل توزيع‬
‫المهارات وتصنيفها حسب المراحل الصناعية واعتماد هذه المهارة في توزيع العمال على المراحل‬
‫وفي تحديد اجورهم طبقا ً لمهارتهم وتدريبهم واعدادهم بشكل جيد حتى يكتسبوا المهارة المنوطة بهم‬
‫بشكل جيد‪.‬‬

‫‪ .3‬هنري تاون عام ‪ 1886‬م اكد على اهمية المعلومات االقتصادية والفنية لمهندس الهندسة الصناعية‬
‫واهمية استخدام هذه المعلومات في تحليل االنشطة التجارية واالدارية والصناعية من خالل تحليل‬
‫المعلومات االحصائية لكلفه وعدد المواد االولية واجور االيدي العاملة والماهرة وكلف االنتاج‬
‫والوقود المستخدم للخروج ببينات عامة وتفصيلية عن ادارة االنتاج وكيفية تطويره‪.‬‬

‫‪ .4‬فدريك تايلر عام ‪ 1911‬م اكد على مبادئ االدارة العلمية الصناعية من خالل جمع التجارب العملية‬
‫واالحصاءات عن العمل من خالل جمع كل القرائن العملية واجراء مسح ميداني صناعي وعملي‬
‫بشكل مستمر ودائمي لجمع الحقائق البيانية المتكاملة عن االنتاج وكيفية تطويره وتطبيق مبدأ الثواب‬
‫والعقاب في االدارة الصناعية منذ عام ‪1898‬م في المعامل والمصانع لزيادة الحافز االنتاجي ومدى‬
‫تأثيره على اداء العمل وجودة االنتاج وكميته‪.‬‬

‫‪ .5‬هنري جانت عام ‪ 1913‬م خالل حضوره احدى اجتماعات الجمعية االمريكية للمهندسين‬
‫الميكانيكيين قدم رؤيته بضرورة اقامة التجارب والكشف الميداني والدراسة في مجال ادارة الهندسة‬
‫الصناعية والتعامل مع نتائجها كخطط عمل وبيانات حقيقية لفن االدارة والتعامل والتخطيط وايجاد‬
‫بيانا ت لكل الحاالت والمشاكل والمعوقات والحلول ومقارنتها التخاذ اسرع واسهل الطرق للتعامل‬
‫معها واستحدث نتيجة لذلك خرائط بيانية مفصلة لذلك سميت بــــ( خرائط جانت ) تستخدم للتحكم‬
‫باإلنتاج‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫‪ .6‬هنري فايول عام ‪ 1916‬م ادخل مبدأ التنبأ او استباق الحدث من خالل وضع منظومة وعلى المدى‬
‫البعيد تستطيع ايجاد قاعدة بيانات متكاملة باإلضافة الى احصاء جميع االنشطة االخرى وفق احصاء‬
‫متكامل ووضع ايضا ً ستة انشطة ادارية لإلحصاء وهي كاالتي‪ :‬التخطيط ‪ ,‬التنظيم‪ ,‬التوجيه‪ ,‬التنسيق‪,‬‬
‫والسيطرة‪.‬‬

‫‪ .7‬فرانك جلبرت عام ‪ 1922‬م ادخل تقنية حديثة ومتطورة في حينها وهو التصوير الفوتوغرافي لحركة‬
‫العمل وقسمها الى ‪ 17‬قسم من الحركة لتحسين اداء العمل وزيادة االنتاج ساهمت هذه الطريقة‬
‫التحليلية للعمل بزيادة االنتاجية واالداء‪.‬‬

‫‪ .8‬جورج مايو عام ‪ 1922‬م درس تأثير الحاالت النفسية للعمال وتأثيرها على االنتاج وضرورة تلبية‬
‫احتيا جاتهم بشكل مستمر النعكاساتها على جودة المنتج وانتاجية العامل بشكل كبير‪.‬‬

‫‪ .9‬أوليفر شيلدون عام ‪ 1923‬م ادخل مفهوم جديد وهو (فلسفة االدارة الصناعية) من خالل التمييز بين‬
‫رأس المال وبين العاملين وجعل زيادة كفاءة العاملين وتدريبهم بشكل دائمي ودوري مستمر واخراج‬
‫طاقاتهم وتهذيبها من خالل طرق تدريبية متطورة وحديثة وادخال الحالت االنسانية والنفسية ومزاج‬
‫العاملين ضمن اطر التطوير واالهتمام واستثمارها في زيادة الكفاءة اإلنتاجية للعاملين مما ينعكس‬
‫ايجابا ً على االنتاجية وكذلك ايجاد مواطن ضعف اداء العاملين ومحاولة تطويرها وتدريبها بشكل‬
‫امثل‪.‬‬

‫‪ .11‬هاري هوف عام ‪ 1935‬م القى بحث تحت عنوان ( االدارة واألمثل) في اجتماع اللجنة الدولية‬
‫لإلدارة العلمية في لندن شرح من خالله ضرورة ادخال علم الرياضيات ضمن علم االدارة الصناعية‬
‫من خالل ترجمة المشاكل الى معادالت رياضية وحلها وايضا ً ادخال البيانات رياضيا ً ضمن ارقام‬
‫ومعادالت واقترح تبديل علم االدارة الصناعية الى علم األمثلة‪.‬‬

‫‪ .11‬ماري فيوليت اكدت ان الوسائل العلمية في معالجة المشاكل االنسانية ‪.‬‬

‫‪ .12‬ابراهام ماسلو بين في كتابه ( نظرية الدوافع االنسانية) أن العامل هو جزء من مكونات المجتمع‬
‫ومحيط العمل هو احد مكونات المجتمع والفرد العامل لديه عدة متطلبات سواء كانت متطلبات نفسية‬
‫او اجتماعية او مادية او مالية ويحمل معه الى محيط العمل كل هذه االحتياجات وتنعكس بصورة‬
‫مباشرة في اداءه وسلوكه مع زمالئه ومن خالل تلبية هذه االحتياجات ستمنحه انتماء للعمل كبير جدا‬
‫وطاقة ايجابية هائلة تنعكس على اداءه االيجابي واالنتاجي وسلوكه الفردي والمجتمعي من خالل‬
‫تع امله مع زمالئه وانعكاس حاله االرتياح والبهجة على محيط العمل ككل‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫بحوث العمليات في الهندسة الصناعية‬

‫‪Operations Research in Industrial Engineering‬‬

‫يمكن ايجاز بحوث العمليات الصناعية في ميدان الهندسة الصناعية في اربعة محاور رئيسية وهي كما يلي‪:‬‬

‫المحور االول‪ :‬االساليب‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬النظريات‪.‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬التحليالت‪.‬‬
‫المحور الرابع‪ :‬النماذج‪.‬‬

‫وفيما يلي شرح مختصر لكل محور‪.‬‬

‫المحور االول ‪ :‬االساليب‬

‫وتتلخص بثالثة اساليب رياضية هي كما يلي‪:‬‬

‫االسلوب االول ‪ :‬البرمجة الخطية ) ‪ :) Liner Programming‬وهو اسلوب رياضي لتخطيط االنتاج‬
‫وتخصيص العمل على المكننة وتنظيم عملية التسويق والمبيعات وايضا ً تنظيم وتخطيط عملية نقل البضائع‬
‫والمنتوجات بأسرع وقت وبأقل تكلفة‪.‬‬

‫االسلوب الثاني ‪ :‬البرمجة الديناميكية )‪ :(Dynamic Programming‬وهو اسلوب يعتمد االمثلية‬

‫)‪ (Optimization‬ويستخدم في حالة وجود طرق متعددة ومتعاقبة في االنتاج وطرق البيع والنقل يتم اللجوء‬
‫لهذا االسلوب لتحديد افضل طريق مع الحفاظ على االنتاجية والزمن‪.‬‬

‫االسلوب الثالث ‪ :‬التتابع )‪ :(Sequencing‬وهو عملية دمج بصورة تتابعية بين طرق االنتاج والنقل وطرق‬
‫المبيعات والتصدير بصورة يحقق امثل وافضل طريقة ربحية مع الحفاظ على انتاجية عالية وزمن انتاج اقل‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫المحور الثاني ‪ :‬النظريات‬

‫وهي نظريات بحوث العمليات والتي يمكن تطبيقها او االستفادة منها في علم الهندسة الصناعية وهي كاالتي‪:‬‬

‫نظرية اتخاذ القرار )‪ :(Decision Making Theory‬تطبق هذه النظرية في حالة وجود عدة قرارات‬
‫ونختار منها القرار االمثل او القرار االخطر او عدم التأكد او المجازفة‪.‬‬

‫نظرية المباراة )‪ :(Game Theory‬في حالة وجود عدة خيارات مفتوحه ويمكن الجمع فيما بينها فيتم‬
‫التالعب فيها الختيار انسب سياسة توفر اكبر انتاج وربح باقل كلفة ووقت‪.‬‬

‫نظرية الطوابير (الصفوف االنتظار) )‪ :(Queuing Theory‬وهي عملية تقليل او تسهيل توزيع‬
‫المنتوجات من خالل تقليل الزمن بين طلب المنتج والحصول عليه وبنفس الجودة في االسواق وقد يكون‬
‫تطبيق هذه النظرية واضحا ً في مراكز الخدمات للزبائن او المستهلكين‪.‬‬

‫المحور الثالث ‪ :‬التحليالت‬

‫وهو طرق التحليل الرياضي والعملي وكما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحليل المخططات الشبكية ) ‪ :(Network Analysis‬هو تحليل عملية تخطيط وجدولة ومتابعة‬
‫تنفيذ المشاريع المحددة‪.‬‬

‫‪ .2‬تحليل المدخالت‪ -‬المخرجات )‪ :(Input-Output Analysis‬لتخصيص الموارد االقتصادية‬

‫بشكل متوازن بين القطاعات االقتصادية المختلفة‪.‬‬

‫‪ .3‬تحليل ماكروف )‪ :(Markov-Analysis‬لرسم السياسات االنتاجية المثلى وتخطيط الخزين من‬

‫السلع الجاهزة من خالل تحديد حجم المبيعات المتوقع‪.‬‬

‫‪ .4‬تحليل المنافع – التكاليف )‪ :(Benefit-Cost Analysis‬لتقديم جدوى اقامة المشاريع التخاذ‬

‫القرار االمثل لقبولها او رفضها استنادا ً لمعدل المردود من االستثمار‪.‬‬
 ‫د‪ .‬محمد حميد خلف الناصري‬ ‫الهندسة الصناعية ( ‪ / )gnireeudgn nIdnssudnI‬المرحلة الثالثة‬

‫المحور الرابع ‪ :‬النماذج‬

‫وهي نماذج جاهزة او محددة يتم تطبيقها للحصول على امثل وافضل انتاجية وباقل زمن واعلى جودة وهي‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬نماذج النقل )‪ :(Transportation Models‬إليجاد اقل الكلف الممكنة لنقل المواد االولية‬
‫والمنتجة او المصنعة‪.‬‬

‫ب‪ .‬نماذج الخزين )‪ :(Inventory Models‬لتحديد الحجم االقتصادي االمثل لطلبيات الشراء ولرصيد‬
‫الطوارئ ومعدل الخزين ونقطة اعادة الطلب‪.‬‬

‫ت‪ .‬نماذج االحالل )‪ :(Replacement Models‬لتحديد الموعد االمثل الستبدال المكائن والمعدات‬
‫االنتاجية لتخفيض كلف الصيانة والتشغيل‪.‬‬