‫]‪[٩٥‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....

‬‬

‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‬

‫ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﻣﺑرراﺗﻪ‬

‫أ‪ .‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑداﷲ اﻟﻌراﻗﻲ‬

‫ﻗﺳم اﻟﺗﺎرﯾﺦ‪ /‬ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب‪ /‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣوﺻل‬

‫ﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟﺑﺣث‬
‫ﺗﻌد ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺟﻧوب ﻣن اﺧطر وأطول اﻟﻣﺷـﻛﻼت اﻟﻌرﻗﯾـﺔ )اﻻﺛﻧﯾـﺔ( وﺻـراع اﻟﻬوﯾـﺎت‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺷــﻬدﺗﻬﺎ اﻟﻘــﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾ ـﺔ‪ ،‬وﻛــﺎن ﻟــﻺدارات اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺎﺑﻌــت ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ داﺧل اﻟﺑﯾت اﻷﺑﯾض ﻣواﻗﻔﻬﺎ وأراﺋﻬـﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ واﻟﻣﺗﻧوﻋـﺔ ﻣﻧﻬـﺎ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﻗـرر ﻗـﺎدة‬
‫اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾــﺔ )إدارة اﻟــرﺋﯾس اوﺑﺎﻣــﺎ ‪ (٢٠١٢ - ٢٠٠٩‬ﻋﻠــﻰ وﺿــﻊ ﻧﻬﺎﯾــﺔ ﻟﻬــﺎ‬
‫ﻋﺑــر دﻋــم اﺳــﺗﻔﺗﺎء ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان اﻟــذي اﺟــري ﻓــﻲ ‪ ٩‬ﻛــﺎﻧون اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ /‬ﯾﻧــﺎﯾر ‪٢٠١١‬‬
‫واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑـﺔ ﻋﻠﯾـﻪ‪ ،‬وﻛﺎﻧـت ﻛـل اﻟـدﻻﺋل ﺗؤﺷـر اﺗﺟـﺎﻩ اﻟﺟﻧـوب ﻧﺣـو اﻻﻧﻔﺻـﺎل ﺑـدﻋم‬
‫وا ٕ ﺳـﻧﺎد ﻣـن ﻗﺑـل اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ وﻫـو ﻣـﺎ ﯾﺣــﺎول ﻫـذا اﻟﺑﺣـث ﺗﺗﺑﻌـﻪ وﺗﺑﯾﺎﻧــﻪ‬
‫ﻋﺑر ﻣدﺧل ﺗﺎرﯾﺧﻲ وﺛﻼث ﻣﺣﺎور أﺳﺎﺳﯾﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬وﺿــﺢ اﻟﻣﺣــور اﻷول اﻟﻣﻌﻧــون‪) :‬اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة واﺗﻔــﺎق ﻣﺷــﺎﻛوس وﻗــﺎﻧون ﺳــﻼم‬
‫اﻟﺳــودان( ﺧﻠﻔﯾــﺎت اﻻﻫﺗﻣــﺎم اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﺑﺎﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ واﻟﻣواﻗــف واﻟﺣﻠــول اﻟﺗــﻲ ﻗــدﻣﺗﻬﺎ أو‬
‫دﻋﻣﺗﻬﺎ اﻹدارات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣن أﻫﻣﻬﺎ اﺗﻔﺎق ﻣﺷﺎﻛوس وﻗﺎﻧون ﺳﻼم‬
‫اﻟﺳــودان اﻷﻣرﯾﻛــﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٢‬واﻟــذي أﻋطــﻰ ﺣــق ﺗﻘرﯾــر اﻟﻣﺻــﯾر ﻟﻠﺟﻧــوب‪،‬‬
‫واﻟذي أﻗرﺗﻪ اﻟﺣﻛو ﻣﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺣـور اﻟﺛـﺎﻧﻲ اﻟﻣﻌﻧـون‪) :‬اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـﯾن ﺷـرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛـم ﻓـﻲ اﻟﺳـودان واﻟﻣوﻗـف‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ( طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن ﺷرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳودان ﺑﻌـد اﻧﺗﻬـﺎء اﻟﺣـرب‬
‫اﺛر ﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺳﻼم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬم ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٥‬واﻟﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣﻧﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬أوﺿــﺢ اﻟﻣﺣــور اﻷﺧﯾــر اﻟﻣﻌﻧــون‪) :‬ﻣﺑــررات اﻟﻣوﻗــف اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﻣــن اﻧﻔﺻــﺎل اﻟﺟﻧــوب(‬
‫ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﻲ وﻣﺑرراﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻘدﯾم أﻗﺻﻰ اﻟدﻋم ﻻﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫ﻣرﻛز‪[٩٦‬‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬ ‫]‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬
‫ﯾﻌـد اﻟﺳـودان‪ -‬ﻗﺑـل اﻧﻔﺻـﺎل اﻟﺟﻧـوب‪ -‬أﻛﺑـر اﻟـدول اﻟﻌرﺑﯾـﺔ واﻹﻓرﯾﻘﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻠﻎ أﻛﺛر ﻣن )‪ (٢,٥‬اﻟﻣﻠﯾـون ﻛﯾﻠـوﻣﺗر‬
‫ﻣرﺑﻊ‪ ،‬وﻟﻪﺣدود ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣـﻊ ﺗﺳـﻊ دول ﻋرﺑﯾـﺔ وا ٕ ﻓرﯾﻘﯾـﺔ)‪ ،(١‬ﯾﺗـوزع ﺳـﻛﺎﻧﻪ ﻋﻠـﻰ‬
‫‪ ٦٠٠‬ﻗﺑﯾﻠﺔ ﯾﺗﻛﻠﻣون ‪ ١١٥‬ﻟﻐﺔ وﻟﻬﺟﺔ ﻣﺣﻠﯾـﺔ‪ ،‬ﺗﺗﻔـرع ﻣﻧﻬـﺎ ﻟﻬﺟـﺎت أﺧـرى‪ ،‬وﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻘﺑﺎﺋــل ﯾــﺗﺣﻛم ﻓﯾﻬــﺎ زﻋﻣــﺎء ﻣﺣﻠﯾــون ﻣــن ﺷــﯾوخ وﺳــﻼطﯾن وأﻣـراء)‪ .(٢‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن‬
‫ﺗﺑﻠــﻎ ﻣﺳــﺎﺣﺔ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان ﺣ ـواﻟﻲ ‪ ٧٠٠‬أﻟــف ﻛﯾﻠــوﻣﺗر ﻣرﺑــﻊ ﺑﻧﺳــﺑﺔ )‪%٢٨‬‬
‫ﻣــن ﻣﺳ ــﺎﺣﺔ اﻟﺳ ــودان(‪ ،‬وﻟــﻪ ﺣ ــدود ﻣﺷ ــﺗرﻛﺔ ﺗﻣﺗ ــد إﻟــﻰ ‪ ٢٠٠٠‬ﻛ ــم ﺗﻘرﯾﺑـ ـﺎً ﻣ ــﻊ‬
‫ﺧﻣس دول ﻣﺟﺎورة ﻟﻠﺳودان)‪.(٣‬‬
‫ﯾﺗﺣدث ﺳﻛﺎن اﻟﺟﻧوب ‪ ١٢‬ﻟﻬﺟﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ أﻫﻣﻬـﺎ اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻧطق ﺑﻠﻛﻧﺔ أﻓرﯾﻘﯾﺔ وﻫﻲ ﻟﻐﺔ أﻏﻠب ﺳﻛﺎﻧﻪ ﺗﻘرﯾﺑﺎً‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻠﻐـﺔ اﻻﻧﻛﻠﯾزﯾـﺔ‬
‫ﻟﻐ ــﺔ اﻟﻧﺧﺑ ــﺔ‪ .‬وﺗﻧﻘﺳ ــم ﻗﺑﺎﺋﻠ ــﻪ إﻟ ــﻰ ﺛ ــﻼث ﻣﺟﻣوﻋ ــﺎت ﺗﺗ ــداﺧل ﻣ ــﻊ دول اﻟﺟـ ـوار‬
‫ﺗداﺧﻼً واﺿﺣﺎً وﻣؤﺛراً‪ ،‬وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾﻠﯾﺔ‪ :‬ﺗﺿم ﻗﺑﺎﺋل )اﻟدﯾﻧﻛﺎ‪ -‬اﻟﻧوﯾر‪ -‬اﻟﺷﻠك(‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻧﯾﻠﯾون اﻟﺣﺎﻣﯾون‪ :‬أطﻠق ﻋﻠﯾﻬم ﻫذا اﻻﺳم ﻧظـراً ﻻﺷـﺗراﻛﻬم ﻣـﻊ‬
‫اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﻧﯾﻠﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﺳــﻣﺎت اﻟﺳــﻼﻟﯾﺔ واﻟﻠﻐوﯾــﺔ وﻧﻣــط اﻟﺣﯾــﺎة‬
‫اﻻﻗﺗﺻـ ـ ــﺎدﯾﺔ‪ .‬وﻣـ ـ ــن أﻫـ ـ ــم ﻗﺑﺎﺋﻠﻬـ ـ ــﺎ )اﻟﺑـ ـ ــﺎري‪ -‬واﻟﻣﻧـ ـ ــداري‪ -‬واﻟﺗـ ـ ــو ﺑوﺳـ ـ ــﺎ‪-‬‬
‫واﻟﺗورﻛﺎﺗﺎ(‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ‪ :‬ﺗﻧﺗﻣــﻲ إﻟـﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻗﺑﺎﺋــل )اﻟزاﻧـدي‪ -‬اﻟﻣــور‪-‬‬
‫اﻟﻣــﺎدي‪ -‬اﻟﺑ ــون ﺟــو‪ -‬اﻟﻘـ ـرﯾش(‪،‬وﻋﺑ ــﺎر ة )اﻟﻣﺟﻣوﻋــﺔ اﻟﺳ ــوداﻧﯾﺔ( اﺻ ــطﻼح‬
‫ﺳﻼﻟﻲ ﻋرﻗﻲ‪ ،‬وﻟﯾس اﺻطﻼﺣﺎً ﺳﯾﺎﺳﯾﺎً‪.‬‬
‫ﺣظ ــﻲ اﻹﻗﻠ ــﯾم ﺑﺎﻫﺗﻣ ــﺎم اﻟﻘ ــوى اﻟﻌظﻣ ــﻰ ﻣﻧ ــذ أواﺧ ــر اﻟﻘ ــرن اﻟﺗﺎﺳ ــﻊ ﻋﺷ ــر‬
‫وﺗﺿ ــﺎﻋﻔت ﻫ ــذﻩ اﻷﻫﻣﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺣﻘﺑ ــﺔ اﻟﺣﻛ ــم اﻟﺑرﯾط ــﺎﻧﻲ‪ -‬اﻟﻣﺻ ــري اﻟﻣﺷ ــﺗرك‬
‫)‪ ،(٤)(١٩٥٦ -١٨٩٩‬وﺿــﺢ ذﻟــك ﻓــﻲ ﻣﺎاﺗﺑﻌﺗــﻪ اﻹدارة اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾــﺔ ﻣــن إﺟ ـراءات‬
‫]‪[٩٧‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬

‫وﻣــﺎ أﺻــدرﺗﻪ ﻣــن أﻧظﻣــﺔ وﻗ ـواﻧﯾن ﻛرﺳــت ﺑﺷــﻛل واﺿــﺢ اﻟﺗﻣــﺎﯾز وﻋــززت اﻟﻔرﻗــﺔ‬
‫واﻻﺧ ــﺗﻼف ﺑ ــﯾن أﺑﻧ ــﺎء اﻟﺑﻠ ــد اﻟواﺣ ــد)‪ (٥‬وﺑ ــﺎﻋﺗراف أﻧﻔﺳ ــﻬم)‪ ،(٦‬وﻛ ــﺎن ﻣ ــن اﺧط ــر‬
‫اﻹﺟ ـ ـراءات اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾـ ــﺔ ﻣـ ــذﻛرة اﻟﻣﻧـ ــﺎطق اﻟﻣﻘﻔﻠـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ أﺻـ ــدرﻫﺎ ﻓـ ــﻲ ﻋـ ــﺎم ‪١٩٢٢‬‬
‫اﻟﺳﻛرﺗﯾر اﻹداري اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ ﻫﺎروﻟد ﻣـﺎك ﻣﺎﯾﻛـل)‪ ،(Harold Mac Michael‬واﻟﺗـﻲ‬
‫اﻋﺗﺑرت ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻣدﯾرﯾﺎت اﻟﺟﻧوب اﻟﺛﻼث‪ :‬ﺑﺣـر اﻟﻐـزال‪ ،‬أﻋـﺎﻟﻲ اﻟﻧﯾـل‪ ،‬ﻣـﻧﻘﻼ‬
‫)اﻻﺳـ ـ ـ ـ ــﺗواﺋﯾﺔ(‪ ،‬ﻣﻧـ ـ ـ ـ ــﺎطق ﻣﻘﻔﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺷـ ـ ـ ـ ــﻣﺎل اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــودان ﺑﺣﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫'' إﻧﺷﺎء ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟوﺣدات اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ أو اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ )اﻷﺛﯾﻧﯾـﺔ( اﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ ﺑـذاﺗﻬﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫أن ﯾﻛـون ﻗـوام اﻟﻧظـﺎم ﻓﯾﻬـﺎ ﻣرﺗﻛـزاً ﻋﻠـﻰ اﻟﻌـﺎدات اﻟﻣﺣﻠﯾـﺔ واﻟﺗﻘﺎﻟﯾـد واﻟﻣﻌﺗﻘــدات‬
‫ﺑﻘدر ﻣﺎﺗﺳﻣﺢ ﺑﻪ ظروف اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد واﻟﻣﻌﺗﻘـدات واﻟﺣﻛـم اﻟﺻـﺎﻟﺢ‬
‫'')‪.(٧‬‬
‫ﻓﻛﺎﻧــت ﻫــذﻩ اﻟﻣــذﻛرة اﻟﺳــﺑب اﻟ ـرﺋﯾس اﻟــذي ﻏــرس ﺑــذور اﻟﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــﯾن ﺷــﻘﻲ‬
‫اﻟﺳودان‪ ،‬وأدت إﻟﻰ ﺣروب ﻛﺎرﺛﯾﺔ ﻧﺷﺑت ﺑﯾن اﻟﺟـﺎﻧﺑﯾن ﻣﻧـذ ﻋـﺎم ‪ ١٩٥٥‬واﻟـﻰ‬
‫ﻋـﺎم ‪ ،٢٠٠٥‬راح ﺿـﺣﯾﺗﻬﺎ أﻛﺛـر ﻣـن ﻣﻠﯾـوﻧﻲ ﺳـوداﻧﻲ‪ ،‬وﻗـلّ ﻣﺎﺗوﺟـد أﺳـرة ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺳودان ﻟم ﺗﻔﻘـد أﺣـد أﻓرادﻫـﺎ أو أﺣـد أﻗﺎرﺑﻬـﺎ‪ ،‬ﺑـل إن ﻫﻧـﺎك أﺳـرا ﻟـم ﯾﺑـقَ ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫إﻻ ﻓرد واﺣد‪ .‬وﻣﻣﺎ زاد ﻓﻲ وطﺄة ﻫـذﻩ اﻟﻣﺷـﻛﻠﺔ وﺗﻔـﺎﻗم ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـﺎ ﻓﺷـل اﻷﻧظﻣـﺔ‬
‫اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ اﻟﺣﺎﻛﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺗﺣﻘﯾـق اﻻﻧـدﻣﺎج واﻟﺗﻛﺎﻣـل ﺑـﯾن ﺷـﻣﺎل اﻟـﺑﻼد وﺟﻧوﺑﻬـﺎ‪،‬‬
‫وﺟﻧوح ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﻫذﻩ اﻷﻧظﻣﺔ إﻟـﻰ اﻟﺣﻠـول اﻟﻌﺳـﻛرﯾﺔ ﻓـﻲ ﺣـروب أﺿـﻔﯾت ﻋﻠﯾﻬـﺎ‬
‫ﻫﺎﻟﺔ اﻟﻘداﺳﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن)‪.(٨‬‬

‫أوﻻً‪ -‬اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة واﺗﻔﺎق ﻣﺷﺎﻛوس وﻗﺎﻧون ﺳﻼم اﻟﺳودان‬

‫ﺑﻌد أﺣداث ‪ ١١‬أﯾﻠول ‪ ،٢٠٠١‬أﺷر اﻟﻣﺷﻬد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ ﺣـدوث ﺗﺑـدل‬
‫واﺿﺢ ﻓﻲ ﺗوﺟﻬﺎت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺟﺎﻩ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳﺎﺧﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وﻣﻧﻬـﺎ‬
‫اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬ﺑﻣــﺎ ﺗرﺳــﺦ ﻟــدى إدارﺗﻬــﺎ ﻣــن ﻗﻧﺎﻋــﺔ ﺗﺎﻣــﺔ ﺑــﺎن ﺑــروز‬
‫اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻛﻘوى ﻋظﻣﻰ وﺣﯾدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺣﺗم ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺗطﺑﯾـق ﻣﺎأطﻠﻘـت‬
‫ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺑـ ـ )إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾــﺔ()‪ ،(٩‬ﺣﺗﻣــت إﻧﻬــﺎء اﻟﺻ ـراع ﺑــﯾن ﺷــﻣﺎل‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫ﻣرﻛز‪[٩٨‬‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬ ‫]‬

‫اﻟﺳودان وﺟﻧوﺑﻪ وﻓق اطر واﻟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ ﺗﻠﻣﺳﻬﺎ ﺑوﺿوح اﻟﻣراﻗﺑـون‬
‫ﻟﻠﺷﺄن اﻟﺳوداﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إن ﻫذﻩ اﻟرؤﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﺣﺳم ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺟﻧوب اﻟﺳودان‬
‫ﻟــم ﺗﻛــن وﻟﯾــدة ﻣرﺣﻠﺗﻬــﺎ اﻵﻧﯾــﺔ‪ ،‬وا ٕ ﻧﻣــﺎ ﺟــﺎءت ﺣﺻــﯾﻠﺔ ﺗطــورات ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ﻣﻬﻣــﺔ‬
‫ﺷﻬدﺗﻬﺎ ﻣﺳﯾرة اﻟﺳـﻼم ﻓـﻲ اﻟﺳـودان ذاﺗـﻪ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﺑـدأت ﻣﻧـذ ﺗﺷـرﯾن أول ‪١٩٩٣‬‬
‫)‪(١٠‬‬
‫ﺣﯾن اﻏﺗﻧﻣت اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ ﻓرﺻـﺔ اﻧﻌﻘـﺎد ﻣـؤﺗﻣر )ﻣﻧظﻣـﺔ اﻹﯾﺟـﺎد(‬
‫اﻟــذي ﺗﻣﺧــض ﻋﻧــﻪ اﻟﺗوﻗﯾــﻊ ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــد ﻋﻠــﻰ اﺗﻔــﺎق ﻣﻬــم ﻓــﻲ ﻣﺷــﺎﻛوس إﺣــدى‬
‫ﺿ ـواﺣﻲ اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ اﻟﻛﯾﻧﯾــﺔ ﻧﯾروﺑــﻲ‪ ،‬وﻗــد وﻗﻔــت واﺷــﻧطن ﻣوﻗﻔ ـﺎً ﺻ ـرﯾﺣﺎً إﻟــﻰ‬
‫ﺟﺎﻧـ ــب اﻟﻣﺑـ ــﺎدرة‪ ،‬ﻋﺑـ ــرت ﻋﻧـ ــﻪ ﺗﺻ ـ ـرﯾﺣﺎت ﻣـ ــﺎدﻟﯾن أوﻟﺑراﯾـ ــت ) ‪Madeleine‬‬
‫‪ (Albright‬وزﯾ ـرة ﺧﺎرﺟﯾﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻧﯾروﺑــﻲ ﻓــﻲ ﺗﺷ ـرﯾن اﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪ ١٩٩٩‬واﻟﺗــﻲ ﺟــﺎء‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪ " :‬أن اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة ﻟـن ﺗﺗﻌﺎﻣـل إﻻ ﻣـﻊ ﻣﺑـﺎدرة اﻹﯾﺟـﺎد وﺣـدﻫﺎ ")‪.(١١‬‬
‫و اﺳﺗﻌﺎﻧت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﯾﺿﺎً ﺑﺂراء ﻋدد ﻣن ﻗـﺎدة اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟﺷـﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾـر‬
‫اﻟﺳودان‪ ،‬ﻛﺎن ﻣن ﺑﯾﻧﻬم ﻓرﻧﺳﯾس دﯾﻧـق اﻟـذي ﺻـﺎغ ﻣـﻊ أﺣـد ﻣﺳـﺋوﻟﻲ ﻣرﻛـز‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻹﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ واﻟدوﻟﯾـﺔ اﻷﻣرﯾﻛـﻲ )‪ (١٢)(CSIS‬وﺛﯾﻘـﺔ ﻫﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﺷـﺑﺎط‬
‫‪ ٢٠٠١‬ﺣول )اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺣرب ﻓﻲ اﻟﺳـودان( ﺷـﻛﻠت أﺳﺎﺳـﺎً‬
‫ﻟرؤﯾــﺔ اﻟ ـرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﺑــوش ﻓــﻲ اﻟﺳــودان اﻟــذي أﻋﻠــن ﻓــﻲ ‪ ٦‬أﯾﻠــول ‪٢٠٠١‬‬
‫)أي ﻗﺑل أﺣداث ‪ ١١‬أﯾﻠـول‪ /‬ﺳـﺑﺗﻣﺑر ﺑﺑﺿـﻌﺔ أﯾـﺎم( ﻋـن ﺗﻌﯾـﯾن اﻟﺳـﻧﺎﺗور ﺟـون‬
‫داﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورث‬
‫)‪ (John Dan forth‬ﻣﺑﻌوﺛﺎً رﺋﺎﺳﯾﺎً ﻟﻪ ﻓـﻲ اﻟﺳـودان ﻓـﻲ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ ﻹﻧﻬـﺎء اﻟﺣـرب‬
‫اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺟﺎرﯾﺔ ﻫﻧﺎك ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪ ،١٩٨٣‬وﺟﺎء ﻫذا اﻟﺗﻌﯾﯾن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻹﻋﻼن ﻋـن‬
‫اﻧﺗﻘ ـ ــﺎل اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺔ اﻟﻣواﺟﻬ ـ ــﺔ وﻣﺣﺎوﻟ ـ ــﺔ إﺳ ـ ــﻘﺎط اﻟﻧظ ـ ــﺎم‬
‫اﻟﺳوداﻧﻲ‪ ،‬إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟدﯾدة‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺣوار واﻟﺗﻔـﺎوض ﻣـﻊ ﻋـدم اﻟﺗﺧﻠـﻲ‬
‫ﻋــن اﻟﺗﻠــوﯾﺢ )ﺑﺎﻟﻌﺻــﺎ اﻟﻐﻠﯾظــﺔ( إذا ﻟــزم اﻷﻣــر‪ ،‬ﻣــﻊ اﻹﻋــﻼن ﻋــن ﻣﯾــل اﻹدارة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ إﻟﻰ ﻓﻛرة )دوﻟﺔ واﺣدة وﻧظﺎﻣـﺎن(‪ ،‬أي ﺷـﻛل ﻣـن أﺷـﻛﺎل اﻟﻛوﻧﻔدراﻟﯾـﺔ‬
‫)‪.(١٣‬‬
‫]‪[٩٩‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬

‫رﻓـﻊ اﻟﺳــﯾﻧﺎﺗور داﻧﻔــورث إﻟــﻰ اﻟـرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﺗﻘرﯾـراً ﺗﻔﺻــﯾﻠﯾﺎً ﻋــن ﻣﻬﻣﺗــﻪ‬
‫ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــودان ﻓ ــﻲ ﻧﯾﺳ ــﺎن ‪ ،٢٠٠٢‬أﻋﻠ ــن ﻓﯾ ــﻪ رؤﯾﺗ ــﻪ وﺗوﺻ ــﯾﺎﺗﻪ ﻟﺣـ ـل اﻷزﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﺳوداﻧﯾﺔ‪ ،‬أﺷﺎر ﻓﯾﻪ إﻟﻰ ﺛﻼث ﻗﺿﺎﯾﺎ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘرﯾرﻩ ﺗرﻛزت ﺣـول اﻟـﻧﻔط‪،‬‬
‫وﺣـــق ﺗﻘرﯾـــر اﻟﻣﺻـــﯾر‪ ،‬وﻧظـــﺎم اﻟﺣﻛـــم‪ ،‬ﻓــذﻫب إﻟ ــﻰ أن اﻟﺗﺧﺻ ــﯾص اﻟﻌ ــﺎدل‬
‫ﻟﻠﻣـ ـوارد اﻟﻧﻔطﯾ ــﺔ ﯾﻌ ــد ﻣﻔﺗﺎﺣـ ـﺎً أﺳﺎﺳ ــﯾﺎً ﻟﻣﻌﺎﻟﺟ ــﺔ اﻟﻣﺳ ــﺎﺋل اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﻓ ــﻲ إط ــﺎر‬
‫ﺻﯾﻐﺔ ﻟﺗﻘﺎﺳم ﻫذﻩ اﻟﻣوارد ﺑﯾن اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ وأﺑﻧﺎء ﺟﻧوب اﻟﺳودان)‪.(١٤‬‬
‫وﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺣـق ﺗﻘرﯾـر اﻟﻣﺻـﯾر‪ ،‬ﻓﻘـد أوﺿـﺣت اﻟﻔﻘـرات اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑـﻪ ﻓــﻲ‬
‫ﺗﻘرﯾ ــر داﻧﻔ ــورث أﻧ ــﻪ ﻻﯾ ــدﻋم ﻫ ــذا اﻟﺣ ــق ﺑﺷ ــﻛل ﻣطﻠ ــق وأﻧ ــﻪ ﻟ ــﯾس إﻻ وﺳ ــﯾﻠﺔ‬
‫ﻟﺣﻣﺎﯾ ــﺔ اﻟﺟﻧ ــوب ﻣ ــن اﻻﺿ ــطﻬﺎد‪ ،‬وأﻧ ــﻪ ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻣﻘﺎوﻣ ــﺔ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾ ــﺔ‬
‫ﻟﻼﻧﻔﺻﺎل ﻓﺈن وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﻣﻣﻛﻧـﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾـق‪ ،‬ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗﺿـﻣن ﺣـق اﻟﺷـﻌب‬
‫ﻓــﻲ ﺟﻧــوب اﻟــﺑﻼد ﺑــﺎﻟﻌﯾش ﺗﺣــت ﺣﻛــم ﯾﺣﺗــرم دﯾﻧــﻪ وﺛﻘﺎﻓﺗــﻪ‪ ،‬وذﻟــك ﻓــﻲ إطــﺎر‬
‫إﻋطﺎء ﺿﻣﺎﻧﺎت ﺟدﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻻﯾﻣﻛن ﻟﻠﺣﻛوﻣـﺔ أن ﺗﺗﺟﺎﻫـل ﻓـﻲ اﻟﻣﻣﺎرﺳـﺔ أي‬
‫وﻋــود ﺗﻘــدﻣﻬﺎ أﺛﻧــﺎء ﻣﻔﺎوﺿــﺎت اﻟﺳــﻼم‪ ،‬ﻣــﻊ اﻟﺳــﻌﻲ ﻹﯾﺟــﺎد ﺿــﻣﺎﻧﺎت ﻟﻠﺣرﯾــﺔ‬
‫اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻣن ﺧـﻼل اﻟﻣراﻗﺑـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻻﺣﺗـرام اﻟﺣرﯾـﺔ اﻟدﯾﻧﯾـﺔ)‪ .(١٥‬اﺳـﺗﻣرت ﺟﻬـود‬
‫اﻟﺳﻧﺎﺗور داﻧﻔورث‪ ،‬ﺣﯾث ﻗﺎم ﺑﺟوﻟﺔ زار ﻓﯾﻬﺎ ﻣﺻر وﻛﯾﻧﯾﺎ وﺑﻠداﻧﺎ أﺧرى‪ ،‬ﻛﻣـﺎ‬
‫ﻗـ ــﺎم ﺑزﯾـ ــﺎرة أﺧـ ــرى ﻟﻠﺳـ ــودان اﻟﺗﻘـ ــﻰ ﺧﻼﻟﻬـ ــﺎ ﺑﻣﻌظـ ــم ﻣﻣﺛﻠـ ــﻲ اﻟﻘـ ــوى اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﺔ‬
‫اﻟداﺧﻠﯾﺔ‪ ،‬وزار اﻟﻛﺛﯾر ﻣـن اﻟﻣﻧـﺎطق اﻟﺗﺎﺑﻌـﺔ ﻟﻠﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ واﻟواﻗﻌـﺔ ﺗﺣـت‬
‫ﺳ ــﯾطرة ﻗـ ـوات اﻟﺗﻣ ــرد‪ ،‬وأﺳ ــﻔرت ﺟﻬ ــود اﻟﻣﺑﻌ ــوث اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻫ ــذﻩ ﻋ ــن ﻋ ــودة‬
‫اﻟطـرﻓﯾن إﻟــﻰ ﺗﻔﻌﯾــل ﻣﺑــﺎدرة اﻹﯾﺟــﺎد‪ ،‬وﻣــن ﺛــم دﺧــول وﻓــدﯾﻬﻣﺎ ﺑرﻋﺎﯾــﺔ وﻣراﻗﺑــﺔ‬
‫وﺗﺧط ــﯾط أﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﻔﺎوﺿ ــﺎت ﺟدﯾ ــدة ﻓ ــﻲ ﻛﯾﻧﯾ ــﺎ‪ ،‬اﻧﺗﻬ ــت ﺑﺗوﻗﯾ ــﻊ اﺗﻔــــﺎق‬
‫ﻣﺷــﺎﻛوس اﻟﺷــﻬﯾر ﻓــﻲ ‪ ٢٠‬ﺣزﯾـران ‪ ،٢٠٠٢‬اﻟــذي ﻋــزز اﻟﺗﻘــﺎرب ﺑــﯾن اﻟطـرﻓﯾن‬
‫اﺛر اﺗﻔﺎﻗﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﺿﯾﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن‪:‬‬
‫اﻷوﻟــﻰ‪ :‬ﻣــﻧﺢ اﻟﺟﻧــوب ﺣــق ﺗﻘرﯾــر اﻟﻣﺻــﯾر ﺑﻌــد ﻣــدة اﻧﺗﻘﺎﻟﯾــﺔ أﻣــدﻫﺎ ﺳــت‬
‫ﺳﻧوات ﯾﺟري ﺑﻌدﻫﺎ اﺳﺗﻔﺗﺎء ﺷﻌﺑﻲ ﺣول ذﻟك‪.‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٠٠‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ‪ :‬اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ إطــﺎر دﺳــﺗوري ﺧــﺎص ﯾﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن دﺳــﺗورﯾن اﻷول‬
‫ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺷـﻣﺎل ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس اﻟﺷـرﯾﻌﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺛـﺎﻧﻲ ﺧـﺎص‬
‫ﺑــﺎﻟﺟﻧوب وﻓــق اﻷﻧظﻣــﺔ واﻟﻘ ـواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﻪ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﯾﺟﻣــﻊ‬
‫ﻫذﯾن اﻟدﺳﺗورﯾن دﺳﺗور ﻗوﻣﻲ ﻣوﺣد)‪.(١٦‬‬
‫وﯾﻣﻛن اﻟﻘول‪ :‬إن ﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎق ﻣﺷﺎﻛوس أﺧرج اﻷزﻣـﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ إﻟـﻰ أطـر‬
‫ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﻔﺎﻋل‪ ،‬وﺣوﻟﻬﺎ ﻣن ﺷﺄن داﺧﻠﻲ أو إﻗﻠﯾﻣﻲ إﻟﻰ ﺟزء ﻣﻬم ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻟﻠوﻻﯾـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣـ ــدة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬـ ــﺎ اﻷوروﺑﯾـ ــﯾن‪ .‬ﻛﻣـ ــﺎ أﺻـ ــﺑﺣت‪ -‬ﺑﺷـ ــﻛل أو‬
‫ﺑـﺂﺧر‪ -‬ﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت ﻗـوى اﻟﺿــﻐط وﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ داﺧـل اﻟوﻻﯾــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣ ــدة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻟ ــو ﻛﺎﻧ ــت ﺷ ــﺄﻧﺎً داﺧﻠﯾـ ـﺎً أﻣرﯾﻛﯾ ــﺎ‪ ،‬ﺑ ــﺎﻟﻧظر إﻟ ــﻰ أﻧﻬ ــﺎ‬
‫ﺗﺣوﻟ ــت إﻟ ــﻰ ﻗﺿ ــﯾﺔ ﺗﺷ ــﻐل اﻟـ ـرأي اﻟﻌ ــﺎم ﻟ ــدى ﻗطﺎﻋ ــﺎت واﺳ ــﻌﺔ ﻣ ــن اﻟﯾﻣ ــﯾن‬
‫اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ وﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﻠوﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﺗداﻓﻊ ﻋن ﺣﻘوق اﻟﺳود ﻓﻲ داﺧل اﻟوﻻﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة ذاﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻋﻠــﻰ ﺧﻠﻔﯾــﺔ ذﻟــك ﻛﻠــﻪ‪ ،‬ﺗﺣرﻛــت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻹﺻــدار )ﻗــﺎﻧون ﺳــﻼم‬
‫اﻟﺳودان( ﻓـﻲ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ واﺿـﺣﺔ ﻟﻬـذﻩ اﻹدارة ﻟﻠﺿـﻐط ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﻣﺗﻣــردﯾن ﺑزﻋﺎﻣــﺔ ﺟــون ﻗرﻧــق ﻷﺟــل ﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺳــﻼم ﻓــﻲ اﻟﺟﻧــوب)‪ ،(١٧‬واﻟــذي‬
‫ﻗدم ﻟﻠرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺟـورج ﺑـوش )اﻻﺑـن( )‪ (George.W.Bush‬ﻟﻠﺗوﻗﯾـﻊ ﻋﻠﯾـﻪ‬
‫ﺑﺻــﯾﻐﺗﻪ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ﻓــﻲ ﯾــوم ‪ ٣‬ﺗﺷ ـرﯾن ﺛــﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠٠٢‬وأﺻــﺑﺢ ﺑــذﻟك ﻗﺎﻧوﻧ ـﺎً ﻧﺎﻓــذاً‬
‫ﺳــﺎري اﻟﻣﻔﻌــول)‪ .(١٨‬وﻣــﻊ ﺗﺄﻛﯾــدات اﻟﻘــﺎﻧون ﻋﻠــﻰ إﻧﻬــﺎء اﻟﻘﺗــﺎل وﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‬
‫ﺳــﻠﻣﯾﺎ ﺑــﯾن اﻟط ـرﻓﯾن)‪ ،(١٩‬إﻻ اﻧــﻪ وﻛﻣــﺎ ﯾﻼﺣــظ‪ ،‬ﻛــﺎن ﻣﻧﺣــﺎزا إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﻗــوى‬
‫اﻟﺗﻣــرد ﺑﻣــﺎ اﻗ ـرﻩ ﻣــن ﻋﻘوﺑــﺎت اﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ودﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﺑــل وﻣــن ﻣﻧــﻊ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ‬
‫اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻣـن اﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن ﻋواﺋـد اﻟـﻧﻔط‪ ،‬واﻟﺳـﻌﻲ ﻟﻔـرض ﺣظـر ﺳـﻼح ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻗﯾﺎﻣﻬـﺎ ﺑﻌرﻗﻠـﺔ أو ﻋـدم اﻻﻟﺗـزام ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿـﺎت أو‬
‫إﺧﻼﻟﻬﺎ ﺑﺟدﯾﺔ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﻼم‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﻟـم ﯾﻔـرض اﻟﻘـﺎﻧون أﯾـﺔ ﻋﻘوﺑـﺎت ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻗـوى اﻟﺗﻣــرد ﻓـﻲ ﺣﺎﻟــﺔ ﻣﻣﺎطﻠﺗﻬـﺎ وﺗﺳــوﯾﻔﻬﺎ ﻓـﻲ اﻻﻟﺗـزام ﺑﺎﻟﻣﻔﺎوﺿـﺎت واﺗﻔﺎﻗﯾــﺎت‬
‫اﻟﺳﻼم)‪.(٢٠‬‬
‫]‪١٠١‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫ﻋﻠــﻰ أﯾــﺔ ﺣــﺎل‪ ،‬ﺳــﺎﻫم اﻟﻘــﺎﻧون إﻟــﻰ ﺣــد ﻣــﺎ ﻓــﻲ إﻧﺟــﺎح اﻟﺟﻬــود اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾــق اﻟﺳــﻼم‪ ،‬وا ٕ ﻧﻬــﺎء اﻟﺗﻣــرد ﻓــﻲ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن ﺳــﻠﺑﯾﺎﺗﻪ‬
‫اﻟﻛﺛﯾرة‪ ،‬ووﺟﻬت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟدﻋوة ﻟﻛﻼ اﻟطرﻓﯾن ﻟﻌﻘد ﻣﻔﺎوﺿﺎت أﺧـرى‬
‫ﻓــﻲ واﺷــﻧطن ﻓــﻲ ‪ ١٩ -١٨‬ﻛــﺎﻧون أول ‪ ،(٢١)٢٠٠٢‬وﺑﺈﺷ ـراف اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة‬
‫واﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة واﻻﺗﺣﺎد اﻷﻓرﯾﻘﻲ‪ .‬وﺗﻣﻛن اﻟطرﻓﺎن ﻣـن إﻋـﻼن اﺗﻔـﺎق ﻧﯾروﺑـﻲ‬
‫ﻓﻲ ‪ ٥‬ﺣزﯾران ‪ ،٢٠٠٤‬اﻟذي ﺣدد اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻻﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﯾن‬
‫اﻟطـرﻓﯾن ﻓـﻲ ‪ ٩‬ﻛــﺎﻧون اﻟﺛـﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠٠٥‬ﺑﺣﺿــور ﻛـوﻟن ﺑــﺎول )‪(Colin Powell‬‬
‫وزﯾر اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫وﺿــﻊ ﺗوﻗﯾــﻊ اﻻﺗﻔــﺎق ﺣــداً ﻟﻠﻧ ـزاع واﻟﺣــرب ﻓــﻲ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬وﺷــﺎرك‬
‫اﻟﺟﻧوﺑﯾ ــون وﻷول ﻣـ ـرة ﻓ ــﻲ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﻣرﻛزﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــوداﻧﯾﺔ ﻣﺷ ــﺎرﻛﺔ ﻓﺎﻋﻠ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫ﺧــﻼل ﺣﻛوﻣــﺔ اﺋﺗﻼﻓﯾــﺔ ﺗــوﻟﻰ ﻓﯾﻬــﺎ ‪ ١٠‬وزراء اﺗﺣــﺎدﯾﯾن و ‪ ١١‬وزﯾــر دوﻟــﺔ ﺗــم‬
‫اﻻﺗﻔ ــﺎق ﻋﻠ ــﻰ ﺗ ــوزﯾﻌﻬم ﻋﻠ ــﻰ أﺳ ــس ﻗطﺎﻋﯾ ــﺔ ﻧ ــﺎل ﻓﯾﻬ ــﺎ اﻟﺟﻧ ــوﺑﯾﯾن )‪ ٣‬وزارات‬
‫ﺳ ــﯾﺎدﯾﺔ‪ ٣ ،‬وزارات اﻗﺗﺻ ــﺎدﯾﺔ‪ ٤ ،‬وزارات ﺧدﻣﯾ ــﺔ( ﻣ ــﻊ ﺗﻣﺗ ــﻊ ﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺟﻧ ــوب‬
‫ﺑﺣﻛ ــم ذاﺗ ــﻲ ﻣﺣ ــدود‪ ،‬ﻓﺿـ ـﻼً ﻋ ــن ﻣﻧﺻ ــب ﻧﺎﺋ ــب اﻟـ ـرﺋﯾس ﻣ ــن ﻗ ــﺎدة اﻟﺣرﻛ ــﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺳودان)‪.(٢٢‬‬
‫وﻛــﺎن ﻣــن اﻟﻣﻘــرر ﺑﻣوﺟــب اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ اﻟﺳــﻼم ﻟﻌــﺎم ‪ ٢٠٠٥‬ﻗﯾــﺎم ﺳــﻛﺎن ﺟﻧــوب‬
‫اﻟﺳــودان ﻓــﻲ اﻟﺗﺎﺳــﻊ ﻣــن ﻛــﺎﻧون اﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪ ٢٠١١‬ﺑﺎﻟﺗﺻــوﯾت ﻓــﻲ اﺳــﺗﻔﺗﺎء ﺷــﻌﺑﻲ‬
‫ﻣراﻗب دوﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺻﺎل أو اﻟوﺣدة ﻣﻊ اﻟﺷﻣﺎل‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﺻوت ﺳـﻛﺎن إﻗﻠـﯾم‬
‫أﺑﯾــﻲ اﻟﻐﻧــﻲ ﺑــﺎﻟﻧﻔط ﻟﻼﻧﺿ ــﻣﺎم إﻟــﻰ اﻟﺟﻧــوب أو اﻟﺑﻘ ــﺎء ﻣــﻊ اﻟﺷــﻣﺎل‪ ،‬و ﺑ ــذﻟك‬
‫ﯾﻛـ ــون اﻻﺳـ ــﺗﻔﺗﺎء اﻟﻣرﺣﻠـ ــﺔ اﻷﺧﯾ ـ ـرة ﻣـ ــن اﺗﻔـ ــﺎق اﻟﺳـ ــﻼم اﻟﺷـ ــﺎﻣل اﻟﻣوﻗـ ــﻊ ﺑـ ــﯾن‬
‫اﻟطرﻓﯾن ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺣرب ﻋﺎم ‪.٢٠٠٥‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٠٢‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ -‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﺷرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺳودان واﻟﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﻲ‬

‫ظﻠت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗوﺟس واﻟﺧﺷﯾﺔ واﻟﺗرﻗب ﺗﺣﻛم اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠـﻰ اﻟـرﻏم ﻣـن ﺗﺣﻘـق‬
‫اﻟﺳــﻼم ﻓــﻲ اﻟﺟﻧــوب‪ ،‬وﻻﺳــﯾﻣﺎ ﺣــول ﺑﻘــﺎء اﻟﺳــودان ﻛــﻼ ﻣوﺣــدا ﺑﻌــد اﻧﻘﺿــﺎء‬
‫اﻟﻣﻬﻠ ــﺔ اﻟﻣﺣ ــددة ﻟﻼﺗﻔ ــﺎق‪ ،‬وﺑﻌ ــد إﺟـ ـراء اﻻﺳ ــﺗﻔﺗﺎء ﺣ ــول اﻧﺿ ــﻣﺎم اﻟﺟﻧ ــوب أو‬
‫اﻧﻔﺻ ــﺎﻟﻪ ﻋ ــن اﻟ ــوطن اﻻم اﻟﺳ ــودان ﻓ ــﻲ ﻣطﻠ ــﻊ ﻋ ــﺎم ‪ .٢٠١١‬و ﻛ ــﺎن اﻟﺗ ــدﺧل‬
‫اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻓ ــﻲ ﻣﺳ ــﺎر اﻟﻌﻣﻠﯾ ــﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــودان‪ -‬واﻟ ــذي اﻋﺗﻣ ــد ﻋﻠ ــﻰ‬
‫أﺳﻠوﺑﻲ اﻟﺗرﻏﯾب واﻟﺗرﻫﯾب‪ -‬ﻗد ﻟﻘﻲ ﺗرﺣﯾﺑﺎً واﺿﺣﺎً )ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺷـﺑﻪ اﻹﺟﻣـﺎع( ﻣـن‬
‫ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﻘــوى اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ ﻋﻠــﻰ اﺧــﺗﻼف ﻣواﻗﻌﻬــﺎ واﻧﺗﻣﺎءاﺗﻬــﺎ وأﻫــداﻓﻬﺎ‪،‬‬
‫وﺷﻣل ذﻟك طرﻓﻲ اﻟﺗﻔﺎوض‪ ،‬وﻫﻣﺎ ﺣﻛوﻣﺔ اﻹﻧﻘﺎذ واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﺣﺎﻟف‬
‫اﻟوطﻧﻲ اﻟﻣﻌﺎرض وﺣزب اﻷﻣﺔ)‪.(٢٣‬‬
‫واﺟـ ــﻪ اﻟطرﻓـ ــﺎن ﻓـ ــﻲ ﺗطﺑﯾ ـ ـق اﻻﺗﻔـ ــﺎق واﻻﻟﺗ ـ ـزام ﺑـ ــﻪ ﻣﺷـ ــﺎﻛل ﻋدﯾـ ــدة‪ ،‬وﻗـ ــدم‬
‫اﻟﺟﺎﻧﺑﺎن ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺎت اﻟﺣﺎﺳﻣﺔ ﺗﻧﺎزﻻت ﺻﻌﺑﺔ ﻹﺑﻘﺎء اﺗﻔﺎق ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٥‬ﺣﯾـﺎ‪،‬‬
‫ورأى اﻟطرﻓﺎن أن ﻓواﺋد اﻟﺗﻘﯾد ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق‪ ،‬وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣؤﻟﻣﺔ ﻓـﻲ ﻣﻌظـم اﻷﺣﯾـﺎن‪،‬‬
‫ﺗﺗﻔ ــوق ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻛ ــﺎﻟﯾف اﻧﻬﯾ ــﺎرﻩ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻫﯾ ــﺄت ﻫ ــذﻩ اﻟﻌﻘﺑ ــﺎت اﻟﻔرﺻ ــﺔ ﻟﻸطـ ـراف‬
‫اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬم اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة‪ ،‬ﻟﻠﺗـدﺧل واﻟﺿـﻐط ﻋﻠـﻰ ﻛـﻼ‬
‫اﻟطرﻓﯾن‪ ،‬وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ‪.‬‬
‫)‪(٢٤‬‬
‫ﻛــﺎن ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣـــﺔ اﻟﻌﻘﺑـــﺎت ﻫـــذﻩ‪ ،‬ﻣﺻــرع اﻟـــدﻛﺗور ﺟـــون ﻗرﻧـــق ﻗﺎﺋــد‬
‫اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻣﺑﻛراً‪ ،‬وﺑﻌﯾد ﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم اﺛر ﺳﻘوط طﺎﺋرﺗﻪ ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ‬
‫آب ‪ ،٢٠٠٥‬ﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑــﻪ ﻗرﻧــق ﻣــن ﻣﻧزﻟــﺔ ﻓرﯾــدة ﻓــﻲ أوﺳــﺎط اﻟﺷــﻣﺎﻟﯾﯾن‬
‫ﻛﺳﯾﺎﺳ ــﻲ وطﻧ ــﻲ‪ ،‬و ﺑﻣ ــﺎ ﯾﺗﻣﺗ ــﻊ ﺑ ــﻪ أﯾﺿـ ـﺎً ﻣ ــن ﻣﻌرﻓ ــﺔ و ﻧﻔ ــوذ ﻗ ــوي ﻟﻠﺗﻔ ــﺎوض‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷ ــر ﻣ ــﻊ اﻟﻧظ ــﺎم‪ ،‬ﻓﺿـ ـﻼً ﻋ ــن ﺗﺄﯾﯾ ــدﻩ ﻗﯾ ــﺎم ﺳ ــودان ﻣوﺣ ــد ﻣؤﺳ ــس ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﺳــﺎواة واﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾــﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾــﺔ‪،‬وا ٕ ﯾﻣﺎﻧــﻪ اﻟﻣطﻠــق ﺑ ـﺄن وﺣــدة طوﻋﯾــﺔ ﻛﺎﻧــت‬
‫ﻣﻣﻛﻧﺔ إذا ﺗم إﺻﻼح اﻟﺣﻛم اﻟﻣرﻛزي ﻓﻲ اﻟﺧرطوم‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺗﻛون ﻓﻲ اﻟوﻗت‬
‫ذاﺗﻪ ﺗؤﻣن وﺗؤﯾد ﺣق ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺻﯾر ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب)‪ ،(٢٥‬وﻣﺎ ﺗرﻛﻪ وﺻـول ﺧﻠﻔـﻪ‬
‫]‪١٠٣‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟﻔرﯾق ﺳﻠﻔﺎﻛﯾر ﻣﯾرادﯾـت)‪ ،(٢٦‬ﻣـن اﻧطﺑﺎﻋـﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ ﻟﻛـﻼ اﻟطـرﻓﯾن )اﻟﺣﻛوﻣـﺔ‬
‫واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ( وﻟدى اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‪ ،‬ﻛـذﻟك ﻻﺧـﺗﻼف اﻟـرؤى واﻟﺗوﺟﻬـﺎت‬
‫ﺑــﯾن ﻗﺎﺋــدي اﻟﺣرﻛــﺔ ﺗﺟــﺎﻩ ﻗﺿــﺎﯾﺎ ﻋدﯾــدة‪ ،‬ﻟﻌــل ﻣــن أﻫﻣﻬــﺎ اﻋﺗﻘــﺎد ﺷـراﺋﺢ ﻛﺑﯾ ـرة‬
‫ﻣ ــن ﺳﯾﺎﺳ ــﻲ اﻟﺳ ــودان ﺑـ ـﺄن ﺗوﺟﻬ ــﺎت اﻟﻔرﯾ ــق ﺳ ــﻠﻔﺎﻛﯾر اﻧﻔﺻ ــﺎﻟﯾﺔ أﻛﺛ ــر ﻣﻧﻬ ــﺎ‬
‫اﺗﺣﺎدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻧﻪ و ﻣﻧذ ﺗوﻟﯾﻪ اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﺧﻠﻔﺎ ﻟﻘرﻧق‪ ،‬أﻋﻠن ﺗﺄﯾﯾدﻩ ﻟﺑﻘﺎء اﻟﺳودان‬
‫ﻣوﺣدا‪ ،‬إن ﻣﻣﺎ ﻋزز اﻻﻋﺗﻘﺎد اﻟﺳﺎﺑق ﻋدم اﻛﺗراث ﺳـﻠﻔﺎ ﻛﯾـر ﺑﻣـﺎ ﻛـﺎن ﯾﺣـدث‬
‫ﻓــﻲ ﻣرﻛــز اﻟﺳــﻠطﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾــﺔ )اﻟﺧرطــوم( ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﻧﺎﺋﺑــﺎ ﻟﻠ ـرﺋﯾس‪ ،‬وﺻــب ﺟــل‬
‫اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻛوﻣﺔ اﻹﻗﻠﯾم ﻓﻲ اﻟﺟﻧـوب‪ ،‬ﻓﻛـﺎن ذﻟـك اﻟﺗوﺟـﻪ ﻣﺣـل اﻧﺗﻘـﺎد ﻣـن‬
‫ﺟﺎﻧب دﻋﺎة ﻣﺷروع اﻟﺳودان اﻟﻣوﺣد)‪.(٢٧‬‬
‫و ﯾﻧﺑﻐــﻲ اﻹﺷــﺎرة إﻟــﻰ أن اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن طرﻓــﻲ اﻻﺗﻔــﺎق ﺷــﻬدت ﻋﻣﻠﯾــﺎت ﺷــد‬
‫وﺟ ــذب ﻛ ــﺎن اﻟﺗﻠ ــوﯾﺢ ﺑﺎﻻﻧﻔﺻ ــﺎل ﻫ ــو اﻟﻣطﻠ ــب اﻟـ ـذي ﺗرﻓﻌ ــﻪ اﻟﺣرﻛ ــﺔ اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﺣرﯾـ ــر اﻟﺳـ ــودان ﺣﺗـ ــﻰ ﺑﻠﻐـ ــت ذروﺗﻬـ ــﺎ ﻋﻧـ ــدﻣﺎ ﻧﺳـ ــب إﻟـ ــﻰ اﻟﻔرﯾـ ــق ﺳـ ــﻠﻔﺎﻛﯾر‬
‫ﺗﺻرﯾﺣﻪ اﻟﻣﺷﻬور ﻋﻧدﻣﺎ ﺧﺎطب اﻟﻣﺻﻠﯾن ﻓﻲ ﻛﻧﯾﺳﺔ ﺟوﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫‪ ٢٠٠٩‬ﺑﻘوﻟﻪ‪ " :‬إن ﻣﻬﻣﺗﻲ ﺗﻘﺿـﻲ ﺑﻘﯾـﺎدﺗﻛم إﻟـﻰ اﺳـﺗﻔﺗﺎء ‪٢٠١١‬م إن ﻫـذا اﻟﯾـوم‬
‫ﻗرﯾــب ﺟــداً‪ ،‬وأﻧــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺛﻘــﺔ ﺑﺄﻧﻧــﺎ ﺳﻧﺷــﺎرك ﻓﯾــﻪ "‪ ،‬وأﺿــﺎف ﻣﺧﺎطﺑــﺎ اﻟﻣ ـواطن‬
‫اﻟﺟﻧــوﺑﻲ ﺑﻘوﻟــﻪ‪" :‬ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﺻــل ﺻــﻧدوق اﻻﻗﺗ ـراع ﺳــﯾﻛون اﻟﺧﯾــﺎر ﺧﯾــﺎرك ﻫــل‬
‫ﺗرﯾــد اﻟﺗﺻــوﯾت ﻟﻠوﺣــدة ﻟﺗﺻــﺑﺢ ﻣواطﻧــﺎ ﻣــن اﻟدرﺟــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺑﻠــدك؟ اﻟﺧﯾــﺎر‬
‫ﺧﯾﺎرك‪..‬وا ٕ ذا أردت اﻟﺗﺻوﯾت ﻟﻼﺳﺗﻘﻼل ﻓﺳﺗﺻﺑﺢ ﻋﻧدﺋذ ﺷﺧﺻﺎ ﺣرا ﻓﻲ ﺑﻠد‬
‫ﻣﺳﺗﻘل ﺳﯾﻛون اﻟﺧﯾـﺎر ﺧﯾـﺎرك وﺳـﻧﺣﺗرم ﺧﯾـﺎر اﻟﺷـﻌب"‪ ،‬و ﺑـذﻟك ﻋﻛـس اﻟﻔرﯾـق‬
‫ﺳ ــﻠﻔﺎﻛﯾر ﻣﺎﯾ ــدور ﻓ ــﻲ أذﻫ ــﺎن اﻟﺟﻧ ــوﺑﯾﯾن اﻟ ــذﯾن ﯾ ــرون أن اﻷوﺿ ــﺎع اﻟﺣﺎﻟﯾ ــﺔ‬
‫ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻼﻧﻔﺻﺎل أﻛﺛر ﻣن أي ﺷﻲء آﺧر)‪.(٢٨‬‬
‫وﻛﺎن إﻗدام اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ ﻋﻠـﻰ إﺻـدار ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻣـن اﻟﻘـواﻧﯾن‪ ،‬ﻣﺛـﺎر‬
‫ﺧﻼف وﺟدل ﻛﺑﯾر ﺑﯾن ﺷرﯾﻛﻲ اﻟﻌﻣـل اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ ﻓـﻲ اﻟـﺑﻼد‪ ،‬وﻛـﺎن ﻓـﻲ ﻣﻘدﻣـﺔ‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﺧﻼﻓﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺣﻛوﻣــﺔ واﻟﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾــر اﻟﺳــودان‪ ،‬ﻗـــﺎﻧون‬
‫اﻷﺣـــزاب اﻟــذي أﺻــدرﺗﻪ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪ ،٢٠٠٧‬واﻟــذي ﻋﺎرﺿــﻪ أول ﺻــدورﻩ اﻟﺣرﻛــﺔ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٠٤‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ إﻟ ــﻰ ﺟﺎﻧ ــب ﺗﺣ ــﺎﻟف أﺣـ ـزاب اﻟﻣﻌﺎرﺿ ــﺔ)‪ ،(٢٩‬ﻓﺿـ ـﻼً ﻋ ــن ﻣوﻗ ــف ﻗ ــﺎدة‬
‫اﻟﺟﻧوب ﻣن ﻗواﻧﯾن أﺧـرى ﻣﺛـل ﻗـﺎﻧون اﻟﺻـﺣﺎﻓﺔ وﻗـﺎﻧون اﻷﻣـن اﻟـوطﻧﻲ‪ ،‬واﻧﺗﻘـﺎد‬
‫اﻟﺟﻧــوﺑﯾﯾن اﺣﺗﻛــﺎر ﺣــزب اﻟﻣــؤﺗﻣر اﻟــوطﻧﻲ اﻟﺣــﺎﻛم ﻟﻺﻋــﻼم اﻟﻣرﺋــﻲ واﻟﻣﺳــﻣوع‬
‫واﺳ ــﺗﻣرار اﻟرﻗﺎﺑ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺻ ــﺣف‪ ،‬وﻣﻧﻬ ــﺎ اﻟﺻ ــﺣف اﻟﺟﻧوﺑﯾ ــﺔ‪ .‬وﺗ ــرى اﻟﺣرﻛ ــﺔ‬
‫اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ وأﺣـ ـزاب اﻟﻣﻌﺎرﺿ ــﺔ ﺿ ــرورة إﺗﺎﺣ ــﺔ اﻟﺣرﯾ ــﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠ ــﺔ ﻟﻺﻋ ــﻼم واﻟﺗﻧظ ــﯾم‬
‫واﻟﺗﺟﻣ ـ ــﻊ ﻛﺷ ـ ــرط ﻟﺧ ـ ــوض اﻻﻧﺗﺧﺎﺑ ـ ــﺎت اﻟوطﻧﯾ ـ ــﺔ ﻻﺧﺗﯾ ـ ــﺎر رﺋ ـ ــﯾس اﻟدوﻟ ـ ــﺔ )‪،(٣٠‬‬
‫واﻻﻧﺗﺧﺎﺑ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻧ ــوب ﻻﺧﺗﯾ ــﺎر ﻧﺎﺋﺑ ــﻪ ﻣ ــن اﻟﺟﻧ ــوب و اﻟﻣزﻣ ــﻊ إﻗﺎﻣﺗﻬ ــﺎ ﺑﻌ ــد‬
‫اﻧﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم اﻟراﺑﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم)‪.(٣١‬‬
‫)‪(٣٢‬‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺟـرت ﻓــﻲ ‪ ١٠‬ﻧﯾﺳــﺎن ‪-٢٠١٠‬‬ ‫ﻟـم ﺗﻛــن اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت اﻟرﺋﺎﺳـﯾﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ‬
‫ﻣن وﺟﻬﺔ ﻧظر واﺷﻧطن‪ -‬ﺗﻠﺗزم ﺑﺎﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟدوﻟﯾﺔ إطﻼﻗﺎ‪،‬و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣـن ذﻟـك‪،‬‬
‫ﻟم ﺗﺗردد ﻓـﻲ أن ﺗﻛـون اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ ﻣراوﻏـﺔ ﺣـول ﻧﺗﺎﺋﺟﻬـﺎ‪ ،‬إذ أﻧﻬـﺎ ﻻﺗرﯾـد أي‬
‫ﺗـوﺗر ﻓــﻲ اﻟﻣﻧطﻘــﺔ ﻗــد ﯾــؤﺛر ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﻔﺗﺎء ﻋــﺎم ‪ ،٢٠١١‬وﻛــﺎن اﻟﻣﺑﻌــوث اﻷﻣرﯾﻛــﻲ‬
‫ﻟﻠﺳـودان اﻟﺟﻧـرال ﺳ ـﻛوت ﻛرﯾﺷــن )‪ (Scott Creation‬ﻗــد ذﻛــر أن ﺑــﻼدﻩ ﺗﻌﻠــم أن‬
‫ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑـ ــﺎت اﻟرﺋﺎﺳـ ــﯾﺔ اﻷﺧﯾ ـ ـرة ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــودان ﻛﺎﻧـ ــت ﻣﺧﺎﻟﻔـ ــﺔ ﻟﻠﻣﻌـ ــﺎﯾﯾر‬
‫اﻟدوﻟﯾــﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﺑــﻼدﻩ ﻗــررت ﻗﺑــول ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺗﻠــك اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت ﻣــن أﺟــل اﻟوﺻــول‬
‫إﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪،‬و اﻛﺗﻔت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﺑﯾﺎن ﺻﺣﻔﻲ ﺻـدر‬
‫ﻣن روﺑرت ﺟﺑس اﻟﺳﻛرﺗﯾر اﻟﺻﺣﻔﻲ ﻟﻠرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻪ‪ :‬أن اﻟوﻻﯾﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣــدة ﺗﻧظــر إﻟــﻰ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﺧطــوة ﻓــﻲ طرﯾــق ﺗطﺑﯾــق اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ اﻟﺳــﻼم‬
‫اﻟﺷــﺎﻣل‪ ،‬وا ٕ ﻧﻬــﺎ ﺗﻼﺣــظ وﺻــف اﻟﻣـراﻗﺑﯾن اﻟــدوﻟﯾﯾن ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت ﺑﺄﻧﻬــﺎ‪ " :‬ﻟــم ﺗــف‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻌــــﺎﯾﯾر اﻟدوﻟﯾــــﺔ "‪ ،‬وأﺷ ــﺎر ﻟﻠﻣﺷ ــﻛﻼت اﻟﻠوﺟﺳ ــﺗﯾﺔ واﻹدارﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ واﺟﻬ ــت‬
‫اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت‪ ،‬وأﺿــﺎف ﻗــﺎﺋﻼ‪ " :‬ﯾﺟــب أن ﻧﺛﻧــﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺳــوداﻧﯾﯾن ﻟﻠﺟﻬــد اﻟــذي‬
‫ﺑــذﻟوﻩ ﻟﺟﻌــل أول اﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت ﻣﺗﻌــددة ﺑﻌــد ﻋﻘــدﯾن ﻣــن اﻟزﻣــﺎن ﺗﺳــﯾر ﺳــﻠﻣﯾﺎ‬
‫وﺗﺻــﺑﺢ ذات ﻣﻌﻧ ـﻰ‪ ..‬ﻫــذﻩ اﻷوﻟوﯾــﺔ ﻟــن ﺗﻧﺗﻬــﻲ ﻣــﻊ اﻧﺗﻬــﺎء اﺗﻔــﺎق اﻟﺳــﻼم‬
‫اﻟﺷﺎﻣل‪ ..‬ﻋﻠﻲ ﻛل اﻷﺣزاب اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻟﺗطوﯾر اﺳـﺗﻌداداﺗﻬم‬
‫ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﻘﺎدﻣﺔ ")‪.(٣٣‬‬
‫]‪١٠٥‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫وأﺻــدر ﻛراوﻟــﻲ اﻟﻧــﺎطق اﻟرﺳــﻣﻲ ﻟﻠﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﺑﯾﺎﻧــﺎ ذﻛــر ﻓﯾــﻪ " إن‬
‫ﻋـــدم ﻧزاﻫـــﺔ أو ﺣرﯾـــﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑـــﺎت ﻛﺎﻧـــت واﺿـــﺣﺔ‪ ..‬أن واﺷـــﻧطن ﺗـــدرك أن‬
‫اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺗﻣﺛل ﺧطوة ﻫﺎﻣﺔ ﻟﻠﻐﺎﯾﺔ ﻋﻠﻰ طرﯾق ﺗﻧﻔﯾذ اﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم اﻟﺷﺎﻣل‬
‫"‪ ،‬وأﺿــﺎف ﻗــﺎﺋﻼ" ﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﻧﻔﻬــم ﻓﯾــﻪ ﺣــدوث ﻋﯾــوب وا ٕ ﺧﻔﺎﻗــﺎت ﻓــﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ‪ ..‬أن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺳﺗواﺻل اﻟﻌﻣل ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ‬
‫اﻟﺳـــوداﻧﯾﺔ ﻓـــﻲ اﻟﺷـــﻣﺎل وﻣـــﻊ ﺣﻛوﻣـــﺔ اﻟﺟﻧـــوب ﻟﻣواﺻـــﻠﺔ اﻟﺗطﺑﯾـــق اﻟﻛﺎﻣـــل‬
‫ﻻﺗﻔــــﺎق اﻟﺳــــﻼم اﻟﺷــــﺎﻣل وا ٕ ﺟــــراء اﻻﺳــــﺗﻔﺗﺎء اﻟﻘــــﺎدم ﻓــــﻲ ﻛــــﺎﻧون اﻟﺛــــﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻣﻘﺑل)‪.(٣٤‬‬
‫وﻫﻛـذا ﻛــﺎن اﻟﻣوﻗــف اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﺗﺟــﺎﻩ اﻟﺗطــورات اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﻟﻠﺳــودان ﻓﯾﻣــﺎ ﻗﺑــل‬
‫اﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻣﺗﺳﻣﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﺣﯾز ﻷﺣد طرﻓﻲ اﻟﺣﻛـم وﺗﺑﯾﯾـت اﻟﻧواﯾـﺎ‬
‫اﻟﺳﯾﺋﺔ ﻣن ﻣﺟﻣل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان‪ ،‬ﻻ ﺑل ﻣن ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻣوﺣدا‪ ،‬ﻻن‬
‫واﺷــﻧطن ﺑﺗﺄﯾﯾــدﻫﺎ ﻟﻼﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت إﻧﻣــﺎ أرادت ﺗــﺄﻣﯾن اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء اﻟﻣﻘﺑــل وﻫــﻲ ﺗﻌﻠــم‬
‫ﻣﺳــﺗﻘﺑﻼ أن اﻟﺳــﻠطﺎت اﻟﺣﺎﻛﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺟﻧــوب ﺗرﯾــد اﻻﻧﻔﺻــﺎل‪ ،‬وﺑــذﻟك ﺿــﻣﻧت‬
‫واﺷ ــﻧطن اﻟﻌ ــودة إﻟ ــﻰ اﻟﺳ ــودان وﻧﻔط ــﻪ ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻻﺳ ــﺗﺛﻣﺎر اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺟﻧوب اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﻔط‪.‬‬
‫وﺗﻌـ ــﯾن ﻋﻠـ ــﻰ اﻟوﻻﯾـ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣـ ــدة أن ﺗـ ــؤدي دوراً ﺣﺳﺎﺳ ـ ـﺎً وﻟـ ــو ﺻـ ــﻌﺑﺎً ﻣـ ــن‬
‫اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻋﺑر اﺗﺧﺎذ إﺟراءات ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻟﺣل أﻫم اﻟﻌﻘﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬت‬
‫اﻟطرﻓﯾن وأﺧطرﻫﺎ‪ ،‬ﺗﻣﺛﻠت ﻓـﻲ ﻣوﻗـف ﺷـرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛـم ﻓـﻲ اﻟﺳـودان وﻣﻔﻬوﻣﻬﻣـﺎ‬
‫ﻟﺣ ــدود إﻗﻠ ــﯾم اﻟﺟﻧ ــوب)‪ .(٣٥‬ﻓﺗﺣ ــدد ﻣﻔﻬ ــوم اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺳ ــوداﻧﯾﺔ ﻟﺣ ــدود اﻹﻗﻠ ــﯾم‬
‫ﺑﺎﻟﺣــدود اﻟﺗ ــﻲ ﺗرﻛﻬ ــﺎ اﻟﺑرﯾطــﺎﻧﯾون ﻋﻧ ــد اﺳ ــﺗﻘﻼل اﻟﺳــودان ﻓ ــﻲ ﻛ ــﺎﻧون اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ‬
‫‪ ،١٩٥٦‬وﻫــﻰ ﺗﺷــﻣل اﻟﻣــدﯾرﯾﺎت اﻟﺟﻧوﺑﯾــﺔ اﻟــﺛﻼث‪ :‬اﻻﺳـــﺗواﺋﯾﺔ وﺑﺣـــر اﻟﻐـــزال‬
‫وأﻋـــﺎﻟﻲ اﻟﻧﯾـــل‪ ،‬ﻓــﻲ ﺣــﯾن ﺗﺣــددت رؤى ﻗــﺎدة اﻟﺟﻧــوب ﻟﺣــدود اﻹﻗﻠــﯾم‪ -‬وﻣﻧــذ‬
‫ﻣﻔﺎوﺿﺎﺗﻬم ﻣﻊ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺗﺣت اﻟﻣظﻠﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﻟﺗﻲ أظﻬـرت ﺗﺣﯾـزاً واﺿـﺣﺎً‬
‫وﻣﻧظﻣـﺔ اﻹﯾﺟــﺎد واﻻﺗﺣـﺎد اﻷﻓرﯾﻘــﻲ‪ -‬ﺑ ـ )ﻣﻧطﻘﺗــﺎ أﺑﯾــﻲ وﺟﺑــﺎل اﻟﻧوﺑــﺎ وﺗﻘﻌــﺎن‬
‫ﺿــﻣن اﻟﺣــدود اﻹدارﯾــﺔ ﻟﻛردﻓــﺎن‪ ،‬و ﻣﻧطﻘــﺔ ﺟﺑــﺎل اﻻﻧﻘﺳــﻧﺎ واﻟﺗــﻲ ﺗﻘــﻊ ﻓــﻲ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٠٦‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﺟﻧوب وﻻﯾﺔ اﻟﻧﯾل اﻷزرق( اﻟﻐﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﻔط)‪ ،(٣٦‬ﺑدﻋوى أن ﺳﻛﺎن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق‬
‫ﯾﻌــﺎﻧون ﻣــن ﻧﻔــس اﻟﻣﺷــﺎﻛل اﻟﺗــﻲ ﯾﻌــﺎﻧﻰ ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺟﻧــوب‪ ،‬وأن أﺻــوﻟﻬم أﻓرﯾﻘﯾــﺔ‪،‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺳﺑب اﻷﻛﺛر أﻫﻣﯾﺔ ﻟدى اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻓﻲ أن ﺟزءا ﻣن ﻗوات‬
‫ﻗرﻧق اﻟﺗﻲ ظﻠت ﺗﻘﺎﺗل طوال اﻟﺳﻧوات اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎطق )‪.(٣٧‬‬
‫ﺷـﻛل إﺻـدار اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ ﻣـذﻛرﻩ ﺗوﻗﯾـف ﺑﺣـق اﻟـرﺋﯾس ﻋﻣـر‬
‫اﻟﺑﺷ ــﯾر ﻓ ــﻲ ‪ ٤‬آذار ‪ ،(٣٨)٢٠٠٩‬واﺣ ــدا ﻣ ــن اﻟﻣواﻗ ــف اﻟﻣﻬﻣ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺷـ ـرﯾﻛﯾن‬
‫اﻟﺣ ـ ــﺎﻛﻣﯾن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺳ ـ ــودان‪ ،‬إذ ﻟ ـ ــوﺣظ أن اﻟﻘ ـ ــوى اﻟﺳﯾﺎﺳ ـ ــﯾﺔ اﻟﺳ ـ ــوداﻧﯾﺔ‪ -‬ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﺧــﺗﻼف ﺗوﺟّﻬﺎﺗﻬــﺎ‪ -‬ﻟﯾﺳــت ﻣﺗﻔﻘــﺔ ﻋﻠــﻰ رأي واﺣــد ﻓــﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣــل ﻣــﻊ اﻟﻣــذﻛرة‪،‬‬
‫ﺑ ــدﻟﯾل اﻟﺗﺑ ــﺎﯾن اﻟﻛﺑﯾ ــر ﻓ ــﻲ ﻣواﻗ ــف اﻟﻣـ ـواﻟﯾن واﻟﻣﻌﺎرﺿ ــﯾن ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺳـ ـواء‪ .‬ﻓﻔ ــﻲ‬
‫اﻟوﻗــت اﻟــذي ﺗﺗﻣﺳــك ﻓﯾــﻪ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ ﺑﻌــدم اﻻﻋﺗـراف ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾــﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ‬
‫وﻋدم اﻟﺗﻌﺎون ﻣﻌﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﻛل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣطروﺣﺔ ﺑﻣـﺎ ﻓﯾﻬـﺎ ﻣـذﻛرات اﻟﺟﻠـب ﻓـﻲ‬
‫ﺣ ــق اﻟﻣﺳ ــؤوﻟﯾن اﻟﺳ ــوداﻧﯾﯾن‪ ،‬ﺗطﺎﻟ ــب اﻟﺣرﻛ ــﺔ اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ )اﻟﺷـ ـرﯾك اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ( ﺑﻌــدم ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟــدوﻟﻲ‪ ،‬واﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــوﯾﺔ اﻟﻘﺿــﯾﺔ ﻣــن‬
‫دون اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ )‪ ،(٣٩‬ﻓﻲ ﺣﯾن وﺻف ﻏﺎزي ﺳـﻠﯾﻣﺎن ﻋﺿـو اﻟﺑرﻟﻣـﺎن‬
‫ﻋن اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﻋﻼن ﺑﺄﻧﻪ‪ " :‬ﻏﯾر ﻣﺳﺋول‪ ،‬وﯾﺻدر ﻣن ﺷﺧص ﻏﯾـر ﻣﺳـﺋول‬
‫"‪ ،‬وأﻧــﻪ ﻟــﯾس ﻣــن ﺣــق " أي ﺟﻬــﺔ ﻣﺳــﺎءﻟﺔ رﺋــﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾــﺔ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺧــﺗص‬
‫ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺳﻠطﺎﺗﻪ اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ﻣﺎﻋدا اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ")‪.(٤٠‬‬
‫رﺑـ ــط ﺗﺣ ـ ــرك اﻟﻣﺣﻛﻣ ـ ــﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾ ـ ــﺔ ﻹﻟﻘ ـ ــﺎء اﻟﻘ ـ ــﺑض ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﺑﺷ ـ ــﯾر ﺑـ ـ ـﺎﻟﺗﺣرك‬
‫اﻷﻣﯾر ﻛـ ــﻲ‪ -‬اﻷوروﺑـ ــﻲ ﻻﻧﺗ ـ ـزاع ﻣواﻗـ ــﻊ اﻟﻧﻔـ ــوذ اﻹﺳـ ــﺗراﺗﯾﺟﻲ ﻓـ ــﻲ أﻓرﯾﻘﯾـ ــﺎ)‪،(٤١‬‬
‫واﻋﺗﺑر ﻣﺻطﻔﻰ ﻋﺛﻣﺎن وزﯾـر اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟﺳـوداﻧﻲ اﻷﺳـﺑق وﻣﺳﺗﺷـﺎر اﻟـرﺋﯾس‬
‫اﻟﺑﺷﯾر‪ ،‬أن‪ " :‬ﻣن اﻟﻣؤﻛـد أن أﻣرﯾﻛـﺎ‪ -‬وﻟـو ﻣـن ﺗﺣـت اﻟطﺎوﻟـﺔ‪ -‬ﺗﻘـف ﺧﻠـف‬
‫ﻣﺎذﻫب إﻟﯾﻪ اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ )أﻣرﯾﻛﺎ( ﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺿﻐط‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــودان‪ ،‬ﺑــدﻟﯾل أﻧــﻪ ﻋﻧــدﻣﺎ دﻋــﺎ اﻻﺗﺣــﺎد اﻹﻓرﯾﻘــﻲ ﻟﺗﺟﻣﯾــد ﻣﺳــﺎﻋﻲ‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺣق اﻟﺑﺷﯾر ﻛﺎﻧت أﻣرﯾﻛﺎ أول دوﻟﺔ رﻓﺿت ذﻟك"‪ ،‬وأﺿـﺎف ﻋﺛﻣـﺎن‬
‫أن أﻣرﯾﻛﺎ "ﻫﻲ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺳﯾﺎﺳﯾﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق ﻣﺻـﺎﻟﺣﻬﺎ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ‬
‫]‪١٠٧‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟرﻏم ﻣن أﻧﻬﺎ ﻟﯾﺳت ﻋﺿوا ﻓﯾﻬﺎ "‪ ،‬ﻣﺳﺗدﻻ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑﺄن " اﻟﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟـﺔ‬
‫اﻟﺑﺷﯾر ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ أﻋﻠﻧـﻪ اﻟﻧـﺎطق ﺑﺎﺳـم اﻟﺑﯾـت اﻷﺑـﯾض ﻗﺑـل أن ﯾﻌﻠﻧـﻪ‬
‫ﻟوﯾس أوﻛﺎﻣﺑو )اﻟﻣـدﻋﻲ اﻟﻌـﺎم ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋﯾـﺔ اﻟدوﻟﯾـﺔ(‪ ،‬ﻣﺎﯾؤ ﻛـد أﻧـﻪ ﺗـم‬
‫اﻟﺗﻧﺳﯾق ﺑـﯾن ﻋـدة ﺟﻬـﺎت ﻗﺑـل ﺻـدور اﻟﻘـرار" )‪ ،(٤٢‬و ﻛـﺎن اﻟﻬـدف ﻣـن ذﻟـك‬
‫واﺿــﺣﺎً ﻓــﻲ إﺟﺑــﺎر اﻟـ ـرﺋﯾس اﻟﺳــوداﻧﻲ ﻋﻠــﻰ اﺗﺧــﺎذ ﺧطـ ـوات أﻛﺛــر ﺟدﯾــﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺟﻧوﺑﯾﯾن وﻟدﻓﻌﻪ وﻗﯾﺎدﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑول ﺑﻧﺗﺎﺋﺞ اﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﺟﻧوب‪،‬وا ٕ ﻻ‬
‫ﺳﺗﺳــﻌﻰ اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ إﻟــﻰ اﺗﺧــﺎذ ﺧط ـوات أﻛﺛــر ﻓﺎﻋﻠﯾــﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾــق ﻣطﺎﻟــب‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ اﻟﺗـﻲ ﺧﻔــت ﺣـدﺗﻬﺎ اﻵن ﺑﻌــد ﺗﺣﻘـق اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧـوب اﻟﺳــودان‬
‫ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ‪ ٩‬ﺗﻣوز ﻋﺎم ‪.٢٠١١‬‬
‫ﻟﻛـن اﻟﻣﻬﻣــﺔ اﻷﺻــﻌب واﻟﺣـدث اﻷﺑــرز اﻟــذي ﻛـﺎن ﯾواﺟــﻪ اﻟﻘﯾــﺎدة اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ‬
‫واﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟـدوﻟﻲ‪ ،‬ﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ اﻻﺳـﺗﻔﺗﺎء ﻟﺗﻘرﯾـر ﻣﺻـﯾر‬
‫ﺟﻧــوب‪ ،‬وﯾﻌﺗﻣــد ﻫــذا اﻟﻘـرار ﻋﻠــﻰ رﺿــﺎ أﻫــل اﻟﺟﻧــوب ﻋــن اﻟﺗرﺗﯾﺑــﺎت اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾــﺔ‬
‫وﺣظﻬم ﻣن اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ اﻻﺗﺣﺎدﯾﺔ)‪ ،(٤٣‬ﻻن اﻻﻧﺟﺎز اﻷﻫم‬
‫اﻟــذي ﺣﻘﻘﺗــﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻟﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ -‬ﺣﺳــب رأﯾﻬــم‪ -‬ﻫــو ﺣﻘﻬــم ﻓــﻲ ﺗﻘرﯾــر‬
‫اﻟﻣﺻـﯾر اﻟـذي وﺿـﻊ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ و اﻟﻧﺧﺑـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻣﺎل أﻣـﺎم ﺗﺣـدﯾﺎت ﺟدﯾـﺔ‪ ،‬ﻟﻌـل‬
‫ﻣــن أﻫﻣﻬــﺎ‪ ،‬ﻣﺳــﻌﻰ ﻫــذﻩ اﻟﻧﺧﺑــﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻠــﻰ وﺣــدة اﻟــﺑﻼد‪ ،‬ﺑﺟﻌﻠﻬــﺎ وﺣــدة‬
‫ﺟﺎذﺑﺔ‪ ،‬وذﻟك ﻋن طرﯾـق ﺗطﺑﯾـق اﻻﺗﻔﺎﻗﯾـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻛﻣـل وﺟـﻪ‪ ،‬وﺗﺄﺳـﯾس ﺳـودان‬
‫اﻟﻣﺳــﺎواة واﻟﻌــدل‪،‬وا ٕ ﻋطــﺎء اﻟﺟﻧــوﺑﯾﯾن ﺣﻘــوﻗﻬم وﻓــق ﻧظــﺎم اﺗﺣــﺎدي ﯾــؤﻣن ﻟﻬــم‬
‫ذﻟك‪ ،‬وا ٕ ﻻ ﺳﯾﺟد اﻟﺟﻧوﺑﯾون أن اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻫـو اﻟﺧﯾـﺎر اﻷﻣﺛـل إذا ﺷـﻌروا ﺑـﺄﻧﻬم‬
‫ﻣﺎزاﻟوا ﯾرزﺣون ﺗﺣت اﻟظﻠم واﻟﺗﻬﻣـﯾش واﻹﺣﺳـﺎس ﺑـﺄﻧﻬم ﻣـواطﻧﯾن ﻣـن اﻟدرﺟـﺔ‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ)‪.(٤٤‬‬
‫اﺧﺗﻠﻔـ ــت اﻟـ ــرؤى ﻟـ ــدى ﺷ ـ ـرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛـ ــم ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــودان ﺣ ـ ـول ﻣﻔﻬـ ــوم ﺗﻘرﯾـ ــر‬
‫اﻟﻣﺻــﯾر‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﻛوﻣــﺔ ﺗــرى إن ﺗﻘرﯾــر اﻟﻣﺻــﯾر ﻫــو ﺣــق ﺳﯾﺎﺳــﻲ ﻟﺣــل اﻟﻣﺷــﻛﻠﺔ‬
‫وﯾﺟب أن ﯾﻔﺿﻰ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ وﺣدة طوﻋﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل واﻟﺟﻧوب‪،‬‬
‫وﻓﻲ أدﺑﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﺷورة ﻋرّﻓت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳودان ﺣق ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺻﯾر ﺑﺄﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٠٨‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫أن ﯾﻔﻬم ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إﻋطﺎء اﻟﺟﻧوب وﺿﻌﺎً ﻣﻣﯾزاً ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﺑﺣﯾث ﯾرﺿـﻲ‬
‫ذﻟك اﻟوﺿﻊ أﺑﻧﺎء اﻟﺟﻧوب ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻔﺗﺎء ﻋﺎم‪ ،‬و ﯾﻔﺿﻰ إﻟـﻰ " اﻟوﺣدة ﻣـن‬
‫ﺧــﻼل ﺻــﯾﻐﺔ ﺗﺿــﻣن ﻋداﻟــﺔ ﺗوزﯾــﻊ اﻟﺳــﻠطﺔ واﻟﺛــروة وﻣراﻋــﺎة اﻟﺧﺻوﺻــﯾﺔ‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧـوب "‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ أﯾدﺗـﻪ أﺣـزاب اﻟﺳـودان اﻟﺷـﻣﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺻـرح‬
‫ﺑ ــﻪ ﻗﺎدﺗﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أن اﻟﻬ ــدف اﻟﺟ ــوﻫري ﻟﺗﻘرﯾ ــر اﻟﻣﺻـ ـﯾر ﻫ ــو إﺿ ــﻔﺎء اﻷﺟـ ـواء‬
‫اﻟوﺣدوﯾــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺑﻼد‪ ،‬وﻫــو ﻣﺎﺗﺑﻧــﺎﻩ ﻣﺑﻌــوث اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﺟــون داﻧﻔــورث‬
‫وﺳ ــﻌﻰ ﻹﻗﻧ ــﺎع إدارﺗ ــﻪ ﺑ ــﻪ ﻓ ــﻲ ﻋﻬ ــد اﻟـ ـرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ اﻟﺳ ــﺎﺑق ﺟ ــورج ﺑ ــوش‬
‫اﻻﺑن)‪.(٤٥‬‬
‫أﻣـــﺎ اﻟﺣرﻛـــﺔ اﻟﺷـــﻌﺑﯾﺔ ﻓﻣــن اﻟﻣؤﻛــد أﻧﻬــﺎ ﺑــدأت ﻣﻧــذ اﻟﻌــﺎم ‪ ،١٩٨٣‬ﺑﺗﺄﻛﯾ ــد‬
‫اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬــﺎ اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــودان ﻣوﺣــدا )ﺟدﯾــداً ‪ ،‬اﺷــﺗراﻛﯾﺎً ودﯾﻣﻘراطﯾ ـﺎً ()‪،(٤٦‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺗﻧﺎﻗﺿــﺎت اﻟداﺧﻠﯾــﺔ ﻟﻘــﺎدة اﻟﺣرﻛــﺔ ﺑــرزت ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــد‪ ،‬وظﻬــر اﻹﻓﺻــﺎح‬
‫اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻟﻠﺗوﺟﻬـﺎت اﻻﻧﻔﺻـﺎﻟﯾﺔ ﻟـدى ﻗﺳـم ﻛﺑﯾـر ﻣـن ﻗﺎدﺗﻬـﺎ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ أدى ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣطﺎف إﻟﻰ ﺗﺄﻛﯾـد اﻟﺣرﻛـﺔ و ﻓـﻲ ﻣؤﺗﻣرﻫـﺎ اﻟـوطﻧﻲ اﻷول ﻋـﺎم ‪ ١٩٩٤‬ﻋﻠـﻰ إن‬
‫اﺣــد أﻫــم أﻫــداﻓﻬﺎ‪" :‬ﻫــو اﻟﺗــدﻣﯾر اﻟﻛﺎﻣــل ﻟﻠﻧظــﺎم ]اﻟﻘﻬــري[ ﻟﻠﺳــودان اﻟﻘــدﯾم‬
‫وﺑﻧﺎء ﺳودان ﺟدﯾد ﻋﻠﻣﺎﻧﻲ‪ ،‬دﯾﻣﻘراطﻲ ﻋﺎدل وﺣر"‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻛد اﻟﻣـؤﺗﻣر أﯾﺿـﺎً‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗزاﻣﻬﺎ " ﺑﺎﻟﻘﺗـﺎل ﻟﻠﺣﺻـول ﻋﻠـﻰ ﺣـق ﺗﻘرﯾـر اﻟﻣﺻـﯾر ﻟﺳـﻛﺎن اﻟﺳـودان‬
‫اﻟﺟدﯾــد ﺑﻌــد اﻧﻬﯾــﺎر ﺣﻛــم اﻟﺳــودان اﻟﻘــدﯾم أو ﻓــﻲ أي ﻣﺣﺎدﺛــﺎت ﺳــﻼم ﻣــﻊ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣــﺔ آﻧــذاك ﻓــﻲ اﻟﺧرطــوم ")‪،(٤٧‬و أﺻــﺑﺢ ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــد ﻣطﻠــب ﺗﻘرﯾــر‬
‫اﻟﻣﺻــﯾر ﯾطــرح ﺑﺷــﻛل ﻋﻠﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻛــل ﻣــداوﻻت اﻟﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻣــﻊ اﻷطـراف‬
‫اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ اﻷﺧــرى‪ ،‬ﺑﻌــد أن ﻏــدت ﻣطﺎﻟــب ﻗﺎدﺗﻬــﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ ﻣﻌرﻛــﺔ ﻫوﯾــﺔ ﺗﺗــدﺛر‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﻬﻣﺷﺔ واﻻﺛﻧﯾﺎت ﻏﯾر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﺗﻣﻧطﻘﺔ ظﺎﻫرﯾﺎً ﺑﺎﻟدﻋوة إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ‬
‫ﺳودان ﺟدﯾد وﺷﻌﺎرات ﻋﻠﻣﺎﻧﯾﺔ و دﯾﻣﻘراطﯾﺔ و اﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺗﺗﻧﺎﻗض ﻣﻊ اﻟﺗوﺟﻬﺎت‬
‫اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﺣﻛم اﻟﻘﺎﺋم ﻓﻲ اﻟﺳودان)‪.(٤٨‬‬
‫وﺑــذﻟك ارﺗﻛــزت اﻟﻘﺿــﯾﺔ اﻟﻣﺣورﯾــﺔ ﻟﻸﺣ ـزاب واﻟﻘــوى اﻟﺟﻧوﺑﯾــﺔ‪ -‬وﺣﺗــﻰ ﻗﺑــل‬
‫ﺗﺣﺎﻟﻔﻬـ ــﺎ ﻣـ ــﻊ اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ اﻟﺳـ ــوداﻧﯾﺔ‪ -‬ﻋﻠ ـ ـﻰ أن ﺧﯾﺎرﻫـ ــﺎ اﻟ ـ ـرﺋﯾس ﻫـ ــو اﻧﻔﺻـ ــﺎل‬
‫]‪١٠٩‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟﺟﻧــوب ﻛﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻌﻠــن ﻓــﻲ أدﺑﯾﺎﺗﻬــﺎ وﺗﺻـرﯾﺣﺎت ﻗﺎدﺗﻬــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﯾن‪ ،‬وﺻــﺎروا‬
‫ﯾﻌﻠﻧوﻧــﻪ وﯾــدﻋون إﻟﯾــﻪ وﯾﻧظﻣــون اﻟﻣظــﺎﻫرات ﻟﺗﺄﯾﯾــدﻩ وﺷــﺣن ﻧﻔــوس اﻟﺟﻧــوﺑﯾﯾن‬
‫ﺗﺟﺎﻫ ــﻪ‪ ،‬وﻫ ــو ﻣ ــﺎ أﻋﻠﻧ ــﻪ ﺑﺎﻗ ــﺎن أﻣ ــوم أﻛ ــﯾﺞ اﻷﻣ ــﯾن اﻟﻌ ــﺎم ﻟﻠﺣرﻛ ــﺔ اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ‬
‫ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺳودان ﺑﻘوﻟـﻪ‪ " :‬إن ﻗطﺎر اﻟوﺣدة ﻗد وﻟﻰ‪ ،‬وﻟم ﺗﺑق ﻗطرة أﻣل واﺣـدة‬
‫ﻓﻲ وﺣدة اﻟﺳودان‪ ،‬إﻻ إذا ﻗﺎم اﻟﻣـؤﺗﻣر اﻟـوطﻧﻲ )اﻟﺣـزب اﻟﺣـﺎﻛم ﻓـﻲ ﺷـﻣﺎل‬
‫ﺎﻟﻲ ﻓﻠن ﺗﻛون وﺣدة وا ٕ ﻧﻣﺎ اﺣﺗﻼل‬ ‫اﻟﺳودان(‬
‫")‪.(٤٩‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن أﺳس اﻟﺗﺳوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم‪ ،‬وﻣﺎ ﺗﻼﻩ ﻣن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت‬
‫ﻣوﻗﻌ ــﺔ ﻣ ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻷﺣـ ـزاب واﻟﻘ ــوى اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ أﻗ ــرت ﺑﺣ ــق اﻟﺟﻧ ــو ب ﻓ ــﻲ ﺗﻘرﯾ ــر‬
‫ﻣﺻ ــﯾرﻩ ﺑﻌ ــد ﻓﺗـ ـرة اﻧﺗﻘﺎﻟﯾ ــﺔ ﻣ ــدﺗﻬﺎ أرﺑﻌ ــﺔ ﺳ ــﻧوات‪ ،‬و إن ﻛﺎﻧ ــت ﻫ ــذﻩ اﻷﺣـ ـزاب‬
‫واﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ ﻗﺎﻟــت ﺑــﺄن ﺧﯾــﺎر اﻟوﺣـدة ﻫــو اﻷﺻــل ﻓــﻲ اﻻﺗﻔــﺎق‪ ،‬إﻻ أن‬
‫اﻻﻧﻔﺻـﺎل ﻛـﺎن ﺧﯾـﺎرا واردا إذا ﺗـم اﺳــﺗﻔﺗﺎء أﺑﻧـﺎء اﻟﺟﻧـوب ﻋﻠﯾـﻪ‪ ،‬ﻓﻠﯾﺳـت ﻫﻧــﺎك‬
‫ﺳ ـواﺑق ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﻓــﻲ أن أﯾــﺔ ﻣﺟﻣوﻋــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻟم أﻋطﯾــت ﻫــذا اﻟﺣــق وﺗﻧﺎزﻟــت‬
‫ﻋﻧــﻪ‪ ،‬ورﺑﻣــﺎ ﯾﻛــون ﻓــﻲ ﺗﺟرﺑـﺔ ﻣﺻــر ﻣــﻊ رواد اﻟﺣرﻛــﺔ اﻟوطﻧﯾــﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻣﻧﺗﺻ ـ ــف ﺧﻣﺳ ـ ــﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘ ـ ــرن اﻟﻣﺎﺿ ـ ــﻲ ﻋﻧ ـ ــدﻣﺎ أﻋطـ ـ ـوا ﻫ ـ ــذا اﻟﺣ ـ ــق اﺧﺗ ـ ــﺎر وا‬
‫اﻻﻧﻔﺻﺎل ﺧﯾر دﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬ﻓﺣـﯾن ﺗﺣﺻـل أﯾـﺔ ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻋﻠـﻰ ﺣـق ﺗﻘرﯾـر‬
‫اﻟﻣﺻﯾر ﺗﺿﻣن اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ وﺗﻘوم ﺑﺎﺳﺗﻐﻼﻟﻪ وﺗﺣﻘﯾﻘﻪ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎﺗﻛرر‬
‫ﺣدوﺛﻪ ﻓﻲ اﻟﺳودان ﺑﻌد ﻣرور ﻣﺎﯾزﯾد ﻋﻠﻰ ﻧﺻف ﻗرن)‪.(٥٠‬‬
‫ﺗــﺄﺗﻲ ﻗــوة اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء أﺳﺎﺳ ـﺎً ﻣــن اﺗﻔﺎﻗﯾــﺔ ﻧﯾﻔﺎﺷــﺎ ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٥‬اﻟﺗــﻲ ﺗﺿــﻣﻧﻬﺎ‬
‫أﻛﺛر ﻣن ﻋﺷر دول ﻣـن ﻣﻧظﻣـﺔ اﻹﯾﺟـﺎد وأﺻـدﻗﺎﺋﻬﺎ اﻷوروﺑﯾـﯾن وﻋﻠـﻰ رأﺳـﻬم‬
‫اﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣ ــدة اﻷﻣﯾرﻛﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻫ ــؤﻻء ﺳﯾﺿ ــﻐطون ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺳـ ـوداﻧﯾﺔ‬
‫ﻟﺗطﺑﯾـ ــق ﻧﺗـ ــﺎﺋﺞ اﻻﺳـ ــﺗﻔﺗﺎء‪ ،‬وﻟﻬ ـ ـﺎ أن ﺗﻘﺑـ ــل أو أن ﺗ ـ ـرﻓض‪ ،‬و ﯾﻣﻛـ ــن أن ﺗﺗوﻗـ ــﻊ‬
‫اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳوداﻧﯾﺔ أﺷﻛﺎﻻً ﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺳﻠوك )اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻟدوﻟﻲ( ﻓﻲ اﻟﺗﻌﺎﻣل‬
‫ﻣﻌﻬﺎ ووﻓق ﻣوﻗﻔﻬﺎ ﻣن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء‪.‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١١٠‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ ﻓــﺈن ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان ﻗــد اﻧﻔﺻــل ﺳــﻠﻔﺎ ﻋــن ﺷ ــﻣﺎﻟﻪ‪،‬‬
‫ﻓﻠﻺﻗﻠــﯾم ﺣﻛوﻣﺗــﻪ اﻟﻣﺳــﺗﻘﻠﺔ وﺟﯾﺷــﻪ وﺷــرطﺗﻪ‪ ،‬وﻗــد ﺧﺻﺻــت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟـدوﻻرات‪ -‬ﻓـﻲ ﺟﻬـد ﻣـﻊ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة ودول أﺧـرى‪ -‬ﻟﺑﻧـﺎء ﻗـوة‬
‫اﻟﺷ ـ ــرطﺔ ﻓ ـ ــﻲ ﺟﻧ ـ ــوب اﻟﺳ ـ ــودان‪ ،‬واﻟﺗ ـ ــﻲ ﺑﻠﻐ ـ ــت وﺣﺳ ـ ــب ﻣﺎﻧﺷـ ـ ـرﺗﻪ اﻟﺧﺎرﺟﯾ ـ ــﺔ‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ ﻣ ــن أرﻗ ــﺎم ﻫ ــذﻩ اﻟﻧﻔﻘ ــﺎت‪ ١٥ ،‬ﻣﻠﯾ ــون دوﻻر ﻓ ــﻲ ‪ ٢٠٠٩‬و ﺑﻠﻐ ــت ‪١٦‬‬
‫ﻣﻠﯾ ــون دوﻻر ﻓ ــﻲ ‪ ٢٠١٠‬ﻋﻠ ــﻰ ﺑﻧ ــﺎء ﺷ ــرطﺔ ﺟﻧ ــوب اﻟﺳ ــودان‪ ،‬و ﻛ ــﺎن اﻟـ ـرﺋﯾس‬
‫أوﺑﺎﻣ ـ ــﺎ ﻗ ـ ــد طﻠ ـ ــب زﯾ ـ ــﺎدة ﻫ ـ ــذﻩ اﻟﻣﺳ ـ ــﺎﻫﻣﺔ ﻋ ـ ــﺎم ‪ ٢٠١١‬ﺿ ـ ــﻣن ﺟﻬ ـ ــود اﻹدارة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﻣﻛﺛﻔﺔ اﻟراﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺟﻧوب ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋـن اﻟﺳـودان‪،‬‬
‫وأﻛدت اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻟﺻﺣﻔﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أن ﻫذا اﻟدﻋم ﯾﻘـدر ﺑﻣﻠﯾـﺎر دوﻻر ﻟﻠﺟﻧـوب‬
‫اﻟﺳــوداﻧﻲ‪ ،‬ﺗﺻــرف ﻓــﻲ إﻧﺷــﺎء اﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾــﺔ وﺗــدرﯾب رﺟــﺎل اﻷﻣــن وﺗﺷــﻛﯾل‬
‫ﺟــﯾش ﻗــﺎدر ﻋﻠــﻰ ﺣﻣﺎﯾــﺔ اﻟدوﻟــﺔ اﻟوﻟﯾــدة ‪ .‬و ﻛــﺎن إزﯾﻛﯾــل ﻟــول ﺟــﺎﺗﻛوث رﺋــﯾس‬
‫ﺑﻌﺛــﺔ ﺣﻛوﻣــﺔ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان ﻓــﻲ واﺷــﻧطن ﻗــد أﻛــد ﻣــن ﻫﻧــﺎك‪ ،‬أن اﻟوﻻﯾــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣـ ــدة ﺗﺿـ ــﺦ ﻫـ ــذﻩ اﻷﻣ ـ ـوال ﻟﻠﺟﻧـ ــوب اﻟﺳـ ــوداﻧﻲ ﺑﻬـ ــدف ﻣﺳـ ــﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻻﻧﻔﺻــﺎل ﻋــن اﻟﺷــﻣﺎل‪ ،‬وﻧﻘﻠــت اﻟﺻــﺣﯾﻔﺔ ﻋﻧ ـﻪ ﻗوﻟــﻪ‪ " :‬إن ﻣــن ﺑــﯾن أﻫــداف‬
‫ﺣﻛوﻣﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﺗﺄﻛﯾـد ﻋﻠـﻰ أن ﯾﺻـﺑﺢ ﺟﻧـوب اﻟﺳـودان ﻓـﻲ ﻋـﺎم‬
‫‪ ٢٠١١‬دوﻟﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣرار")‪.(٥١‬‬
‫و ﻛﺎﻧت ﺣﻛوﻣﺔ ﺟﻧوب اﻟﺳـودان ﻗـد أﻧﺷـﺄت وﺑﻣﺳـﺎﻋدة أﻣرﯾﻛﯾـﺔ ﺑﻧﻛـﺎ ﻣرﻛزﯾـﺎً‬
‫ﺟدﯾداً‪ ،‬وﻋﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺳـك ﻋﻣﻠـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺑﻬـﺎ‪ ،‬وأﺳﺳـت وﻛﺎﻟـﺔ أﻧﺑـﺎء ﻟﻬـﺎ )وﻛﺎﻟـﺔ‬
‫ﺟﻧوب اﻟﺳودان ﻟﻸﻧﺑﺎء(‪ ،‬ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗﺄﻫﯾـل إذاﻋـﺔ وﺗﻠﻔزﯾـون اﻟﺟﻧـوب‪ ،‬وﻗﺎﻣـت‬
‫ﺑﺎﻟﺗﻔﺎوض ﻣـﻊ ﺷـرﻛﺎت اﺗﺻـﺎﻻت ﻋﺎﻟﻣﯾـﺔ ﻟﻧﺷـر ﺧدﻣـﺔ اﻟﺗﻠﻔـون ﺑ ـ )ﻛـود دوﻟـﻲ(‬
‫ﻣﺧﺗﻠــف ﻋــن )ﻛــود( اﻟﺳــودان اﻟﻣوﺣــد‪ ،‬ﻓﺿ ـﻼً ﻋــن وﺿــﻊ ﻟوﺣــﺎت اﻟﻣرﻛﺑــﺎت‬
‫اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ واﻟﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺟﻧـ ــوب ﺑﻠوﺣـ ــﺎت ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﺗﺣﻣـ ــل رﻣـ ــز )‪ (NS‬وﻫ ـ ـﻲ‬
‫اﺧﺗﺻــﺎر ﻟـ ـ )اﻟﺳــودان اﻟﺟدﯾــد أو ‪ (New Sudan‬ﺗﺧــﺎﻟف اﻟﻠوﺣــﺎت اﻟﻣﻌﻣــول‬
‫ﺑﻬ ـﺎ ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ أﻧﺣ ــﺎء اﻟﺳــودان)‪ .(٥٢‬وﻗﺎﻣــت ﺣﻛوﻣﺗ ــﻪ ﺑﻔــﺗﺢ ‪ ١٨‬ﻣﻛﺗﺑــﺎ ﻟﻠﺣرﻛ ــﺔ‬
‫اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻓــﻲ ﻋــدد ﻣــن دول اﻟﻌــﺎﻟم‪ ،‬ﻋﻠــﻰ رأﺳــﻬﺎ ﻗﻧﺻــﻠﯾﺔ ﻓــﻲ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة‬
‫]‪١١١‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺛـ ــل ﺣﻛوﻣـ ــﺔ ﺟﻧـ ــوب اﻟﺳـ ــودان ﻓﯾﻬـ ــﺎ‪ ،‬واﻟﻌدﯾـ ــد ﻣـ ــن دول اﻟﻌـ ــﺎﻟم‬
‫اﻷﺧرى‪ ،‬ﺗﻘوم ﺑﻣﻬﺎم ﻛﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﺳﻔﺎرات اﻟدول اﻷﺧرى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﺳـﺗﻘﻼل ﻋـن ﺳـﻔﺎرة دوﻟـﺔ اﻟﺳـودان)‪ .(٥٣‬ﻋﻠـﻰ أن اﻹﺟـراء اﻷﺑـرز‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺟﻧ ــوب ﺗﻣﺛ ــل ﻓ ــﻲ إﻗ ــدام اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﺗﺳ ــﻠﯾﺢ اﻟﺟﻧ ــوب وﺗﺄﻫﯾ ــل ﺟ ــﯾش‬
‫ﺟﻧ ــوﺑﻲ ﺿ ــﺧم ﻟ ــﯾس ﻓﻘ ــط ﺑﺎﻟﻌﺗ ــﺎد اﻟﺛﻘﯾ ــل واﻟ ــدﺑﺎﺑﺎت‪ ،‬وا ٕ ﻧﻣ ــﺎ أﯾﺿ ــﺎ ﺑﺎﻟط ــﺎﺋرات‬
‫وا ٕ ﻧﺷـ ــﺎء ﻗ ـ ـوات ﺟوﯾـ ــﺔ وﺑرﯾـ ــﺔ)‪ .(٥٤‬وذﻛـ ــرت ﺗﻘـ ــﺎرﯾر إﻋﻼﻣﯾـ ــﺔ أﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ أن وزارة‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻓــﻲ أﻋﻘــﺎب اﻟﺗوﺻــل ﻻﺗﻔــﺎق اﻟﺳــﻼم اﻟﺷــﺎﻣل ﻋــﺎم ‪٢٠٠٥‬‬
‫ﻣﻧﺣت ﺷرﻛﺔ دﯾﻧـﻲ ﻛـورب ‪ DynCorp‬اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ ﻋﻘـدا ﺑﻠـﻎ ‪ ٤٠‬ﻣﻠﯾـون دوﻻر‬
‫ﻟﻠﻘﯾــﺎم ﺑﺗﺄﻫﯾــل ﻣﺗﻣــردي ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان وﺗﺣــوﯾﻠﻬم ﻟﻘــوة ﻋﺳ ـﻛرﯾﺔ ﻣﺣﺗرﻓــﺔ)‪،(٥٥‬‬
‫ﺑﻬدف ﺗﻌزﯾز اﻟﻘدرات اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻠﺟـﯾش اﻟﺷـﻌﺑﻲ ﻟﺗﺣرﯾـر اﻟﺳـودان ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬـﺔ‬
‫ﻣوﻗف اﻟﺧرطوم إذا ﻣﺎ أﺧﻠت ﺑﺎﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن)‪.(٥٦‬‬
‫ﻓﻲ إطﺎر ﻛل ذﻟك‪ ،‬ﻣﺎرﺳت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺟﻧوب اﻟﺳـﯾﺎدة اﻟﻛﺎﻣﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻹﻗﻠـﯾم‪،‬‬
‫وﯾﻣﻛــن ﻟﻸﺟﺎﻧــب اﻟــدﺧول إﻟــﻰ اﻟﺟﻧــوب دون اﻟﺣﺻــول ﻋﻠــﻰ ﺗﺄﺷــﯾر ة رﺳــﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫وﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑل ﻓﺈن اﻟﻣواطن اﻟﺳوداﻧﻲ ﻣن ﺷﻣﺎل اﻟﺳـودان ﻗـد ﯾواﺟـﻪ ﺻـﻌوﺑﺎت ﻓـﻲ‬
‫اﻟوﺻـ ــول إﻟـ ــﻰ اﻟﺟﻧـ ــوب واﻟﺑﻘـ ــﺎء ﻓﯾـ ــﻪ)‪ .(٥٧‬ﻛﻣـ ــﺎ أن اﺳـ ــﺗطﻼﻋﺎت اﻟ ـ ـرأي ﺷـ ــﺑﻪ‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ‪ %٩٠‬ﻣن اﻟﺟﻧوﺑﯾﯾن ﺳﯾﺻوﺗون‬
‫ﻟﺻ ـ ــﺎﻟﺢ اﻻﻧﻔﺻ ـ ــﺎل إذا ﺟ ـ ــرى اﻻﺳ ـ ــﺗﻔﺗﺎء‪ ،‬وﺳ ـ ــﺗﻌﺗﻣد اﻟﻧﺗﯾﺟ ـ ــﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﯾ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺗوﺻــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳــﺗﺗﻘدم ﺑﻬــﺎ ﻗﯾــﺎدة اﻟﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ اﻟﺗــﻲ ﻧﺟﺣــت ﺑﻔﺿــل ﺗ ـواؤم‬
‫اﻵراء ﻓ ــﻲ ﺧﻠ ــق ﺳﻠﺳ ــﻠﺔ ﻣ ــن اﻟﺗرﺗﯾﺑ ــﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﯾﺔ ﺟﻌﻠ ــت ﻣ ــن ﻣﻔﻬ ــوم ﺗﻘرﯾ ــر‬
‫اﻟﻣﺻ ــﯾر ﻣوﺿـ ــوﻋﺎً أﺳﺎﺳ ــﯾﺎً‪ ،‬وأﺿـ ــﺣﻰ واﺿـ ــﺣﺎً آﻧ ــذاك أن اﻟﻧﺷـ ــﺎط اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﻲ‬
‫واﻟﻌﺳﻛري ﻓﻲ اﻟﺳودان ﺑدا ﯾﺗﻣﺣور ﺣول ﻫذا اﻟﻣﻔﻬـوم)‪ ،(٥٨‬وﻫـو ﻣـﺎ أﻛـدﻩ ﺑﯾﺗـر‬
‫ﻧﯾﺎﺑـ ــﺎ أﺣـ ــد ﻗـ ــﺎدة ﺣرﻛـ ــﺔ اﻟﺗﻣـ ــرد ﺑﻘوﻟـ ــﻪ‪ " :‬ﯾﺟــــب أن ﻻ ﻧﺳــــﺗﻛﯾن ﺑﺣﺳــــﺑﺎن أن‬
‫]اﻟﺟﻼﺑﺔ[)‪ (٥٩‬ﺑﻣﺣض إرادﺗﻬم ﺳوف ﯾدﻋون اﻟﺟﻧـوﺑﯾﯾن وﺷـﺄﻧﻬم‪ ،‬ﺳـﯾﻔﻌﻠون‬
‫ذﻟــك ﻓﻘــط ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﺗﺄﻛــدون ﻣــن أﻧﻬــم ﻟــن ﯾﺳــﺗطﯾﻌوا اﻻﺣﺗﻔــﺎظ ﺑــﺎﻟﺟﻧوب دون‬
‫ﻣﺟﺎزﻓﺔ ﺑﻔﻘـدان اﻟﺳـﻠطﺔ ﻓـﻲ ﺑﻘﯾـﺔ اﻟﺷـﻣﺎل‪ ،‬ﯾﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﺣرﻛـﺔ اﻟﺷـﻌﺑﯾﺔ أن‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١١٢‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻌدة ﻟﻠﻘﺗﺎل ﺿد ﺣﻠﻔﺎﺋﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺗﺟﻣـﻊ اﻟـوطﻧﻲ اﻟـدﯾﻣﻘراطﻲ ﻓـﻲ أي‬
‫وﻗــت ﻣﺳــﺗﻘﺑﻼ‪ ،‬و ﻣــﺎ ﯾﺟــب ﻋﻣﻠــﻪ اﻵن ﻫــو ﺗﻬﯾﺋــﺔ ﻋﻘــول اﻟﻣ ـواطﻧﯾن ﻟــذﻟك‬
‫اﻻﺣﺗﻣﺎل"‪ ،‬وﻛﺎن ﺳﻠﻔﺎ ﻛﯾر ﻗد ﺣـث ﺳـﻛﺎن اﻟﺟﻧـوب ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺻـوﯾت ﻟﺻـﺎﻟﺢ‬
‫اﻻﻧﻔﺻﺎل ﻋن اﻟﺧرطوم واﻻﺳﺗﻘﻼل ﺑﺎﻹﻗﻠﯾم اﻟﺟﻧوﺑﻲ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء اﻟﻣﻘرر ﻓﻲ‬
‫‪ ٩‬ﻛــﺎﻧون اﻟﺛــﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠١١‬وﻗــﺎل ﻋﻠــﻰ اﻟﺟﻧــوﺑﯾﯾن اﻟﺗﺻــوﯾت ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻻﺳــﺗﻘﻼل‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻔﺗﺎء ﺗﻘرﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر‬
‫"إذا أرادوا أن ﯾﻛوﻧــــوا أﺣــــرارا "‪،‬و أﺿ ــﺎف ﻓ ــﻲ ﺗﺻـ ـرﯾﺢ ﻹذاﻋ ــﺔ )ﺳ ــﻲ إن إن(‬
‫اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾ ــﺔ أن ﺗﺻ ــوﯾت اﻟﺟﻧ ــوﺑﯾﯾن ﻋﻠ ــﻰ اﻟوﺣ ــدة ﻣ ــﻊ اﻟﺷ ــﻣﺎل ﺳ ــﯾﺟﻌل ﻣ ــﻧﻬم‬
‫ﻣواطﻧﯾن ﻣن اﻟدرﺟﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ داﺧل ﺑﻠدﻩ)‪.(٦٠‬‬
‫و ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻧﻔﺻﺎل اﻟﺟﻧوب ﻗد ﺗﺣول إﻟـﻰ أﻣـر واﻗـﻊ‪ ،‬وﻛـﺎن اﻟﺗﺣـدي‬
‫اﻟــذي واﺟــﻪ اﻟﺳــﻠطﺔ ﻓــﻲ اﻟﺳــودان ﻗﺑﯾــل اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء إﻗﻧــﺎع ﻗــﺎدة وﺷــﻌب ﺟﻧــوب‬
‫اﻟﺳودان ﺑﺧﯾﺎر اﻟوﺣدة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎً ‪ -‬ﻣﺑررات اﻟﻣوﻗف اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن اﻧﻔﺻﺎل اﻟﺟﻧوب‬

‫ﻟــم ﺗﻛــن اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧظوﻣ ـﺔ اﻟﻐرﺑﯾــﺔ وا ٕ ﺳ ـراﺋﯾل ﺑﻌﯾــدة‬
‫ﻋــن ﺗطــورات اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن ﺷـرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛــم ﻓــﻲ اﻟﺳــودان ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــد ﺗوﻗﯾــﻊ اﺗﻔــﺎق‬
‫اﻟﺳــﻼم ﻋــﺎم ‪ ،٢٠٠٥‬واﻟﺗــوﺗرات اﻟﺗــﻲ ﺣﺻــﻠت ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﻧﻬــﺎ ﻟــم ﺗﻛــن ﺑﻌﯾــدة‬
‫ﻋـ ــن ﺑـ ــﺎﻗﻲ ﺗطـ ــورات اﻟﺳـ ــودان اﻟداﺧﻠﯾـ ــﺔ‪ ،‬وﻻﺳـ ــﯾﻣﺎ ﻗﺿـ ــﯾﺔ دارﻓـ ــور وﻣطﺎﻟـ ــب‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣـ ـ ــﺔ اﻟدوﻟﯾ ـ ـ ــﺔ ﺑﺎﻋﺗﻘـ ـ ــﺎل اﻟـ ـ ـ ـرﺋﯾس اﻟﺑﺷـ ـ ــﯾر وﻣﺟﻣوﻋ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــن اﻟﻣﺳ ـ ـ ــؤوﻟﯾن‬
‫اﻟﺳــوداﻧﯾﯾن)‪ ،(٦١‬واﺛــر ذﻟــك اﻟواﺿــﺢ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑــﯾن ﺷ ـرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛــم‪ ،‬وﻋﻠــﻰ‬
‫اﺛر ﻛل ذﻟك اﻧطﻠﻘت اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ذﻟك ﻣـن ﻣﻧطﻠـق اﻟﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻟﺟدﯾـدة‬
‫ﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳودان واﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑراك أوﺑﺎﻣﺎ )‪،(Barak Obama‬‬
‫وﻫ ــﻲ ﺗﻘ ــوم ﻋﻠ ــﻰ "‪ ..‬اﻟواﻗﻌﯾـــﺔ ﻓـــﻲ ﺗﺣﻘﯾـــق اﻟﻣﺻـــﺎﻟﺢ اﻷﻣرﯾﻛﯾـــﺔ واﺳـــﺗﺑﻌﺎد‬
‫اﺳــﺗﺧدام اﻟﻘــوة ﻓــﻲ ﺣــل اﻹﺷــﻛﺎﻻت اﻟدوﻟﯾــﺔ واﺳــﺗﺧدام اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳــﯾﺔ ﺑــدﯾﻼ‬
‫ﻋﻧﻬـــﺎ‪ ،‬ﻣـــﻊ ﺗﺄﻛﯾـــدﻫﺎ ﻋﻠـــﻰ اﺣﺗـــرام إرادة اﻟﺷـــﻌوب ﻓـــﻲ اﺧﺗﯾـــﺎر ﻧـــوع اﻟﻧظـــﺎم‬
‫]‪١١٣‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ وﻣـــن ﺗﺧﺗـــﺎر ﻟﯾﺣﻛﻣﻬــﺎ‪ ،(٦٢)"..‬ﻓــﻲ إﺷــﺎرة واﺿــﺣﺔ إﻟــﻰ ﺗﺑﻧــﻲ إدارة‬
‫اﻟرﺋﯾس ﺑﺎراك ﻟﺣل ﺗﻘﺳم اﻟﺳودان ﺑﯾن ﺷرﯾﻛﻲ اﻟﺣﻛم ﻓﯾـﻪ ﺑﻌـد اﻻﺳـﺗﻔﺗﺎء‪ .‬وﻣـﻊ‬
‫ذﻟك ﻛﺎن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺳودان ﺳﺑﺑﺎ ﻻﻧﻘﺳﺎم داﺧﻠﻲ‪ -‬إﻟﻰ ﺣـد ﻣـﺎ‪ -‬ﻓـﻲ اﻹدارة‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﺑــﯾن ﻣؤﯾــد ﻟﻬــذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ وﻣﻌــﺎرض ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﺗـرأس اﻟﻔرﯾــق اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﺟــون‬
‫ﺑﺎﯾدن )‪ (Joe Biden‬ﻧﺎﺋب اﻟرﺋﯾس وﻫﯾﻼري ﻛﻠﯾﻧﺗـون )‪ (Hillary Clinton‬وزﯾـرة‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ وﺳــوزان راﯾــس )‪ (Susan Rice‬اﻟﻣﻧــدوب اﻟــداﺋم ﻓــﻲ اﻷﻣــم اﻟﻣﺗﺣــدة‬
‫واﻟــذﯾن ﯾــرون ﺿــرورة اﺳــﺗﻣرار ﻧﻬــﺞ ﺑــوش ﻣــﻊ اﻟﺧرطــوم واﻟﻘــﺎﺋم ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس‬
‫اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﺿﻐط واﻟﺗﻠوﯾﺢ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻘوة ﺿد اﻟﺳﻠطﺔ ﻓﻲ اﻟﺳودان‪.‬‬
‫ﻓـﻲ ﺣــﯾن ﻛــﺎن رأي اﻟـرﺋﯾس أوﺑﺎﻣــﺎ وﻣﺑﻌوﺛــﻪ اﻟﺧــﺎص إﻟــﻰ اﻟﺳــودان اﻟﺟﻧـرال‬
‫ﻛراﯾﺷن اﺳﺗﺧدام اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ واﺳـﺗﺑﻌﺎد اﺳـﺗﺧدام اﻟﻘـوة ﻣـﻊ اﻟﺳـودان‪ ،‬واﺳـﺗﺧدام‬
‫ﻣــﺎأطﻠق ﻋﻠﯾــﻪ ﻓــﻲ وﺳــﺎﺋل اﻹﻋــﻼم ﺑـ ـ )ﺳﯾﺎﺳـــﺔ اﻟﻌﺻـــﺎ واﻟﺟـــزرة(‪ .‬وﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻹطﺎر ﺻرح اﻟﺟﻧرال ﻛراﯾﺷن ﻣﺑﻌوث اﻟرﺋﯾس أوﺑﺎﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺳودان ﻓﻲ أﻋﻘـﺎب‬
‫زﯾﺎرﺗــﻪ اﻷﺧﯾـرة ﻟﻠﺳــودان ﯾــوم ‪ ٨‬اﯾــﺎر‪ ٢٠١٠‬ﻣؤﻛــدا اﺳــﺗﻣرار اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫ﺗﺟـﺎﻩ اﻟﺳـودان ﺑﻘوﻟــﻪ‪ " :‬ﯾﺟـب أن ﻻﻧــدع ﻫــذﻩ اﻟﻔرﺻـﺔ اﻟﻛﺑﯾــرة ﻟﺗﻘرﯾــر اﻟﺗﺣــول‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺳــودان‪ ،‬ﻣــن أﺟــل ﺗﺣﺳــﯾن اﻷﻣــن اﻟﻌــﺎم‪ ،‬ﻣــن أﺟــل ﺗﺳــﻬﯾل‬
‫اﻟﺗوﺻــل إﻟــﻲ ﺳــﻼم داﺋــم "‪ ،‬و ﻗــﺎل أﯾﺿــﺎ ‪ " :‬ﻟﻘــد ﻗﺿــﯾت وﻗﺗـﺎً ﻛﺑﯾ ـراً ﻣــن ﻫــذﻩ‬
‫اﻟزﯾﺎرة ﻓﻲ ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﺗﻔﺎق اﻟﺳﻼم اﻟﺷﺎﻣل ﻣﻊ ﺣزب اﻟﻣؤﺗﻣر اﻟـو طﻧﻲ "‬
‫)‪(٦٣‬‬
‫اﻟﺣﺎﻛم ﻓﻲ اﻟﺳودان ‪ .‬وﻋﻠﻰ ﻫذا ﻛﺎﻧت واﺷﻧطن ﺗﺗطﻠـﻊ إﻟـﻰ اﺳـﺗﻔﺗﺎء ‪٢٠١١‬‬
‫وﺗرﻛز ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾـق ﻋﻣﻠﯾـﺔ اﻧﻔﺻـﺎل ﺳﻠﺳـﺔ‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ أﻛـدﻩ اﻟـرﺋﯾس‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﻌﻲ إدارﺗﻪ ﻟﺗﺣﻘﯾق أﻫداﻓﻬﺎ ﻓـﻲ "اﺳﺗﻘرار اﻟﺳودان‬
‫واﺳــﺗﻣرار اﻟﻣﺳــﺎﻋدات اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ إﻟــﻰ دارﻓــور وا ٕ ﺟـراء اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء ﻓــﻲ ﺟﻧــوب‬
‫اﻟﺳودان واﻟذي ﻗد ﯾﻘود إﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼل اﻟﺟﻧوب ﻋن اﻟﺷﻣﺎل")‪.(٦٤‬‬
‫وﻓﻲ ﺗﻬدﯾد أﻣرﯾﻛﻲ واﺿﺢ وﺻرﯾﺢ‪ ،‬ﺗوﻋـد اﻟﺳـﻧﺎﺗور اﻷﻣرﯾﻛـﻲ ﺟـون ﻛﯾـري‬
‫)‪ (John Kerry‬رﺋــﯾس ﻟﺟﻧــﺔ اﻟﻌﻼﻗــﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻛــوﻧﻛرس اﻷﻣرﯾﻛــﻲ‪،‬‬
‫اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ ﺑﺗﺷــدﯾد اﻟﻌﻘوﺑــﺎت ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــودان ﻓــﻲ ﺣــﺎل إﻗــداﻣﻬﺎ ﻋﻠــﻰ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١١٤‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﻋرﻗﻠــﺔ ﺗﻧظــﯾم اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء ﻋﻠــﻰ اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان اﻟﻣﻘــرر ﻓــﻲ ‪ ٩‬ﻛــﺎﻧون‬
‫اﻟﺛـﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠١١‬وﻗـﺎل ﻛﯾــري "أرﯾـد أن أﻛــون واﺿــﺣﺎً‪ ،‬ﻧرﯾـد أن ﺗــﻧظم اﻟﺣﻛوﻣــﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء وأن ﺗﺣﺗرم ﻗرار اﻟﺟﻧوب"‪ .‬وأﺿـﺎف‪" ،‬ﺳـﺗﻛون أﻣﺎﻣﻧـﺎ ﻋـدة ﺧﯾـﺎرات‬
‫ﻣﺛـــل ﺗﺷـــدﯾد اﻟﻌﻘوﺑـــﺎت ﻋﻠـــﻰ اﻟﺳـــودان")‪ . (٦٥‬وﻫــو ﻣﺎأﻛــدﻩ ﻓﯾﻣــﺎ ﺑﻌــد اﻟ ـرﺋﯾس‬
‫أوﺑﺎﻣــﺎ ﺑﻘوﻟــﻪ‪ " :‬إن اﻟﻌــﺎﻟم ﯾرﺻــد اﻷﺣــداث‪ .‬وﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺳــودان ﯾﺟــب أن ﺗﻔــﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ ")‪.(٦٦‬‬
‫إن ﺻــدور ﻫــذﻩ اﻟﺗﺻــﺎرﯾﺢ اﺷــر ﺑﺷــﻛل ﻻﯾﻘطﻌــﻪ أي ﺷــك ﻓــﻲ أن اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ ﺗﺟ ــﺎﻩ اﻟﺳ ــودان ﺗﺗﺟ ــﻪ ﻟﺗﻔﻌﯾ ــل اﻻﻧﻔﺻ ــﺎل‪ ،‬وﻻﺳ ــﯾﻣﺎ ﺑﻌ ــد ﻣﺎﻛﺷ ــﻔﺗﻪ‬
‫اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﻣن ﺗﺑﺎﻋد واﺿﺢ وﻣﻠﻣوس ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل واﻟﺟﻧوب‪ ،‬وﻫو‬
‫ﻣﺎﺷـ ــﻛل واﺣـ ــدا ﻣـ ــن اﻟﻌواﻣـ ــل اﻟﺗـ ــﻲ ارﺗﻛـ ــزت ﻋﻠﯾﻬـ ــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ‬
‫اﻟﺳـ ــودان‪ ،‬إﻟـ ــﻰ ﺟﺎﻧـ ــب ﺗﻘـ ــﺎرب اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ ﻣـ ــﻊ ﺗوﺟﻬـ ــﺎت وﺗﺻـ ــورات‬
‫اﻟﺣرﻛ ــﺔ اﻟﺷ ــﻌﺑﯾﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌ ــﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾ ــﺔ واﻟﻣﺗﺑﺎﻋ ــدة ﻣ ــﻊ اﻟﺛﻘﺎﻓ ــﺔ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ‬
‫ﺷﻣﺎل اﻟﺳودان)‪.(٦٧‬‬
‫ﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺷـﺎﻛل اﻟﺳـودان وأزﻣﺎﺗـﻪ اﻟﻣﺳـﺗدﯾﻣﺔ دﺧﻠـت ﺑﻘـوة ﻓـﻲ‬
‫ﺳــﺑﺎق اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺳــﻌﻰ اﻟﻣرﺷــﺣﯾن ﻟﻠرﺋﺎﺳــﺔ ﻻﺳــﺗﺟﻼب دﻋــم‬
‫وﻋط ــف اﻟﻠوﺑﯾ ــﺎت اﻷﻓرﯾﻘﯾ ــﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺑﻠﻐ ــت ﻧﺳ ــﺑﺔ أﺻـ ـواﺗﻬم ‪ %١٧‬واﻟﺗ ــﻲ ﻏ ــدت‬
‫ﻣﺗﻧﻔذة ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎل ﻣﻊ اﻟﻠوﺑﻲ اﻟﺻﻬﯾوﻧﻲ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺣﺻل‬
‫ﻣﻊ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣﯾرﻛﻲ اﻟﺳـﺎﺑق ﺟـورج ﺑـوش واﻟـرﺋﯾس أوﺑﺎﻣـﺎ اﻟـذﯾن اﻋﺗﻣـدا ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺻ ـواﺗﻬم ﻓــﻲ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑــﺎت اﻟرﺋﺎﺳــﯾﺔ ﻋﻧــدﻣﺎ رﻛ ـزا ﻋﻠــﻰ ﻗﺿــﺎﯾﺎ أﻓرﯾﻘﯾــﺎ اﻟﺳــﺎﺧﻧﺔ‬
‫وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻗﺿﯾﺔ دارﻓور ﻓﯾﻣﺎ اﺳﺗﺑﻘت اﻟﻠوﺑﯾﺎت اﻧﺗﺧﺎب رﺋﯾس أﻣﯾرﻛـﻲ ﺟدﯾـد ﻓـﻲ‬
‫ﻋــﺎم ‪ ،٢٠٠٨‬ﺑﺈﺟﺑــﺎر اﻟﻣﺗﻧﺎﻓﺳــﯾن‪ :‬اﻟﺟﻣﻬــوري ﺟــون ﻣﻛــﯾن )‪(John McCain‬‬
‫واﻟـ ــدﯾﻣﻘراطﻲ ﺑـ ــﺎراك أوﺑﺎﻣـ ــﺎ ﻋﻠـ ــﻰ إﺟ ـ ـراء ﻣﻧـ ــﺎظرة ﺧُﺻﺻـ ــت ﻓـ ــﻲ ﺟـ ــزء ﻣﻧﻬـ ــﺎ‬
‫ﻟﻠﺣـ ــدﯾث ﻋـ ــن ﺳﯾﺎﺳ ـ ــﺗﻬﻣﺎ ﺗﺟـ ــﺎﻩ اﻟﺳـ ــودان ‪.‬وﺣ ـ ــﺎول اﻟ ـ ـرﺋﯾس أوﺑﺎﻣـ ــﺎ‪ ،‬ﺧ ـ ــﻼل‬
‫اﻟﻣﻧ ــﺎظرة‪ ،‬اﺳ ــﺗﻣﺎﻟﺔ ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻧظﻣـ ـﺎت ﺑﺗﺑﻧﯾ ــﻪ ﺧطﺎﺑـ ـﺎً ﻣﺗﺷ ــدداً‪ ،‬ﺗﻌﻬ ــد ﻓﯾ ــﻪ ﺑﻌ ــدم‬
‫اﻟﺗﺳــﺎﻣﺢ ﻣــﻊ اﻟﺧرطــوم)‪ .(٦٨‬ﺛــم ﺗـواﺗرت ﺑﻌــد ذﻟــك اﻟﺗﻘــﺎرﯾر اﻟﺗــﻲ ﺗؤﻛــد ﻋﻠــﻰ أن‬
‫]‪١١٥‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟﺧطﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌت ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺗﻔﻛﯾـك اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻣرﻛزﯾـﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳﺎس أن ﻫذا اﻟﺧﯾﺎر ﯾﺗطﺎﺑق ﻣﻊ ﻗدر اﻟﺳودان اﻟﺟﯾو‪-‬ﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬واﻟﻣدﺧل إﻟـﻰ‬
‫ذﻟــك ﯾﺑــدأ ﺑﺈﺳــﻘﺎط اﻟ ـرأس ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﻔﺷــل اﺗﻔــﺎق اﻟﺳــﻼم ﻣــﻊ اﻟﺟﻧــوب‪ ،‬ﻓﺗﺗﺳــﺎرع‬
‫اﻟﺧط ــﻰ ﻧﺣ ــو اﺳ ــﺗﻘﻼﻟﻪ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﺗﺗﺳ ــﺎرع ﻓ ــﻲ اﺗﺟ ــﺎﻩ ﺗﺳ ــوﯾﺔ ﺗ ــؤدي إﻟ ــﻰ اﺳ ــﺗﻘﻼل‬
‫دارﻓور‪ ،‬وﻟن ﯾﻛون اﻟﻧﯾـل اﻷﺑـﯾض وﺟﺑـﺎل اﻟﻧوﺑـﺔ وﻛردﻓـﺎن ﻓـﻲ ﻣﻌـزل ﻋـن ﻫـذا‬
‫اﻟﺗوﺟــﻪ اﻻﻧﻔﺻــﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻓــﻲ إطــﺎر ﻗ ـرار أﻣﯾرﻛــﻲ اﺗﺧــذ ﻗﺑــل ﺛــﻼث ﺳــﻧوات وﯾﻧﻔــذ‬
‫ﺑﺑطء‪ ،‬ﺗﻧﺎﻗﻠت ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ اﻟﺗﻘﺎرﯾر اﻹﺧﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﻛدت ﻋﻠﻰ وﺟود ﺗﻌﺎون ﻧﺷـط‬
‫ﻣـؤﺧراً ﺑــﯾن أﺟﻬـزة اﻟﻣﺧـﺎﺑرات اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ واﻹﺳـراﺋﯾﻠﯾﺔ واﻟﻔرﻧﺳـﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺗﻧﻔﯾــذ ﻣﺧطــط‬
‫ﯾﻬدف إﻟﻰ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﺳـودان إﻟـﻰ ﺛـﻼث دوﯾـﻼت‪ ،‬ورﺳـم ﺧرﯾطـﺔ ﺟدﯾـدة ﻟـﻪ‪ ،‬وا ٕ ن‬
‫ﻫــذﻩ اﻷﺟﻬ ـزة أﺧــذت ﺗﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﺗﻔﻛﯾــك اﻟﺳــﻠطﺔ ﻓــﻲ اﻟﺧرطــوم وا ٕ ﻗﺎﻣــﺔ ﺛــﻼث‬
‫دول‪ :‬ﺗﺷــﻣل دوﻟــﺔ اﻟﺳــودان ﻓــﻲ اﻟﻣﻧــﺎطق اﻟﺗــﻲ ﺗﺳــﯾطر ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻻن اﻟﺣﻛوﻣــﺔ‪،‬‬
‫ودوﻟﺔ دارﻓور‪ ،‬وأﺧرى دوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب)‪.(٦٩‬‬
‫وﻛ ــﺎن وزﯾ ــر اﻷﻣ ــن اﻟ ــداﺧﻠﻲ اﻹﺳـ ـراﺋﯾﻠﻲ اﻟﺳ ــﺎﺑق آﻓ ــﻲ دﯾﺧﺗ ــر ﻗ ــد ﺗﻛﻔ ــل‬
‫ﺑﺈﻋﻼن ﻫذا اﻟﻬدف ﻓﻲ اﻟﺻﺣف اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ ‪ ١٠‬ﺗﺷرﯾن اﻷول ‪ -٢٠٠٨‬ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌرض ردﻩ ﻋﻠﻰ ﺳؤال اﺣد اﻟﺻﺣﻔﯾﯾن اﻹﺳـراﺋﯾﻠﯾﯾن )ﻟﻣﺎذا ﻛـل ﻫـذا اﻻﻫﺗﻣـﺎم‬
‫ﺑﺎﻟﺳودان(‪ -‬ﻓﺄﺟﺎب ﻗـﺎﺋﻼً‪ :‬أن " اﻟﻬدف ﻫو ﺗﻔﺗﯾت اﻟﺳودان وﺷﻐﻠﻪ ﺑﺎﻟﺣروب‬
‫اﻷﻫﻠﯾﺔ "‪ ،‬وان "اﻟﺳودان ﺑﻣواردﻩ وﻣﺳﺎﺣﺗﻪ اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ وﻋـدد ﺳـﻛﺎﻧﻪ ﯾﻣﻛـن أن‬
‫ﯾﺻﺑﺢ دوﻟﺔ إﻗﻠﯾﻣﯾـﺔ ﻗوﯾـﺔ‪ ،‬وﻗـوة ﻣﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟﻌـﺎﻟم اﻟﻌرﺑـﻲ "‪ ،‬ﻓﺷـﻛل ﺑـذﻟك‬
‫اﻟﺳــودان ﺧطـراً اﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺎً ﻛﺑﯾـراً ﻋﻠــﻰ ﻣﺻــﺎﻟﺢ إﺳـراﺋﯾل واﻟﻐــرب‪ ،‬و "ﻻﺑــد ﻣــن‬
‫اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﺿﻌﺎف اﻟﺳودان واﻧﺗزاع اﻟﻣﺑﺎدرة ﻣﻧـﻪ ﻟﺑﻧـﺎء دوﻟـﺔ ﻗوﯾـﺔ ﻣوﺣـدة‬
‫وﻫذا ﻣن ﺿرورات دﻋم وﺗﻌظﯾم اﻷﻣـن اﻟﻘـوﻣﻲ اﻹﺳـراﺋﯾﻠﻲ"‪ ،‬وأﺿـﺎف ﻗـﺎﺋﻼً‪:‬‬
‫رأﯾــﻲ ﻫــو أن "اﻟﺟﻧــوب ﻣؤﻫــل ﻹﻗﺎﻣــﺔ دوﻟــﻪ ﻗوﯾــﻪ وا ٕ ذا اﻗﺗﺿــﻰ اﻷﻣــر ﺑـــﺎن‬
‫ﯾﻧﻔﺻل اﻟﺟﻧوب ﺗﺄﻛد ﺑﺄﻧﻪ ﺟﺎﻫز وﺳﯾﻛون أﺣﺳن ﺣﺎﻻ‪ ،‬ﻛﻣﺎ اﻧـﻪ ﻣؤﻫـل أﻛﺛـر‬
‫ﻣن أﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟوﺳط" )‪.(٧٠‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١١٦‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫أن إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ إﺳراﺋﯾل اﻟﺗـﻲ ﺑـدأت ﻓـﻲ ﺗطﺑﯾﻘﻬـﺎ ﻓﻌﻠﯾـﺎ ﻣﻧـذ أواﺋـل اﻟﺳـﺗﯾﻧﯾﺎت‬
‫ﻟﻌﺑت دوراً أﺳﺎﺳﯾﺎً ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣﻧظور أو اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻏﯾـر اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺗﻌﺎﻣ ــل ﻣ ــﻊ ﻣﺷ ــﻛﻠﺔ ﺟﻧ ــوب اﻟﺳ ــودان ﺟﻧﺑ ــﺎ إﻟ ــﻰ ﺟﻧ ــب ﻣ ــﻊ اﻟﻌﺎﻣ ــل اﻹﺛﻧـ ــﻲ‬
‫واﻟــدﯾﻧﻲ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺳــﯾﺎق ﯾﺟــب اﻻﻧﺗﺑــﺎﻩ ﺑﻘــوة إﻟــﻰ اﻟﺳــﻣﺔ أو اﻟﺧﺎﺻــﯾﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫أﺻــﺑﺣت ﺗﻔﺻــﺢ ﻋــن ﻧﻔﺳــﻬﺎ‪ ،‬وﻫــﻲ اﻟﺣــدﯾث ﺑﺻــوت ﺟﻬﯾــر ﻋــن ﺗــﺄﺛﯾر ودور‬
‫إﺳ ـراﺋﯾل ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ ﺷــرق إﻓرﯾﻘﯾــﺎ‪ ،‬وﻛــﺄن اﻟﻣﻘﺻــود ﺑــذﻟك ﻫــو اﻟﺗﻣﻬﯾــد ﻷدوار‬
‫ﻣﺑﺎﺷرة وأﻛﺛر ﻋﻠﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ ﺑﻌد أن ﻛﺎن ﻫذا اﻟدور ﯾﺗـدﺛر ﺑﺎﻟﺳـرﯾﺔ‬
‫واﻟﻐﻣــوض‪ .‬و ﻣــﻊ اﻗﺗ ـراب ﻣوﻋــد إﺟ ـراء اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء اﻟﺷــﻌﺑﻲ ﺣــول ﺗﻘرﯾــر ﻣﺻــﯾر‬
‫ﺟﻧـ ــوب اﻟﺳـ ــودان اﻟـ ــذي اﺟـ ــري ﻓـ ــﻲ ‪ ٩‬ﻛـ ــﺎﻧون اﻟﺛـ ــﺎﻧﻲ‪ /‬ﯾﻧـ ــﺎﯾر ‪ ،٢٠١١‬ﻗﺎﻣـ ــت‬
‫اﻟﺳﻠطﺎت اﻹﺳراﺋﯾﻠﯾﺔ ﺑﺈﻋﺎدة ﻋددٍ ﻛﺑﯾر ﻣن أﺑﻧﺎء اﻟﺟﻧـوب ﻣﻣـن دﺧﻠـوا إﺳـراﺋﯾل‬
‫ﻣﻣــن أﺳــﻣوﻫم ﺑ ـﺎﻟﻼﺟﺋﯾن اﻟﺳ ـوداﻧﯾﯾن اﻟﻌﺎﺋــدﯾن طوﻋ ـﺎً إﻟــﻰ ﺑﻼدﻫــم ﻋــن طرﯾــق‬
‫دوﻟ ـ ــﺔ ﺛﺎﻟﺛ ـ ــﺔ‪ .‬وﺗ ـ ــدﻓﻊ اﻹﺷ ـ ــﺎرة إﻟ ـ ــﻰ اﻗﺗﺻ ـ ــﺎر اﻟﻣـ ـ ـواﻓﻘﯾن طوﻋ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ ﻛ ـ ــوﻧﻬم‬
‫ﻣﺳﯾﺣﯾﯾن‪ ،‬ﺑﻌد ﺗرﺗﯾب اﻷﻣر ﻣﻊ ﺟﻣﺎﻋﺎت ﻣﺳﯾﺣﯾﺔ‪ .‬وأﺷﺎرت ﺟﻬـﺎت إﺳـراﺋﯾﻠﯾﺔ‬
‫إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟﺑﺗﺔ اﻟﻛﺷف ﻋن دور اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ﻓـﻲ ﺗرﺗﯾـب‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ و ﻻﺑـد ﻣـن ﻧﯾـل ﻣواﻓﻘـﺔ ﻣﻔوﺿـﯾﺔ اﻟﻼﺟﺋـﯾن ﻓـﻲ اﻷﻣـم اﻟﻣﺗﺣـدة ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻋـودﺗﻬم‪ .‬وأﺷـﺎرت أوﺳـﺎط إﺳـراﺋﯾﻠﯾﺔ إﻟـﻰ أن اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺗــﻲ ﻗﺎﻣـت ﺑﺗرﺗﯾـب اﻟرﺣﻠــﺔ‬
‫ﻫ ــﻲ )ﺳ ــﻔﺎرة اﻟﻔﺎﺗﯾﻛ ــﺎن ﻓ ــﻲ اﻟﻘ ــدس(‪ ،‬وﻓ ــﻲ ﻛ ــل اﻷﺣـ ـوال ﻻ ﯾﻣﻛ ــن ﻗـ ـراءة ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﺧطوة ﺑﻌﯾداً ﻋﻣﺎ ﯾﺧطط ﻟﻠﺳودان)‪.(٧١‬‬
‫ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺗوﺟﻪ اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻫذا‪،‬ﻓﻲ إطﺎر ﻫـدف اﺳـﺗراﺗﯾﺟﻲ ﺛﺎﺑـت ﻗـﺎﺋم ﻋﻠـﻰ‬
‫إﺿـﻌﺎف ﺗﻣﺎﺳـك أو ﺗﻔﺗﯾـت دول اﻟطـوق اﻟﻌرﺑـﻲ و اﻹﺳـﻼﻣﻲ اﻟﻣﺣـﯾط ﺑﻬـﺎ‪-‬‬
‫وﻟم ﯾﺳﺗﺛنَ ﻣﻧﻪ ﺣﺗﻰ اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗرﺑطﻬﺎ ﻋﻼﻗﺎت واﺗﻔﺎﻗـﺎت ﺟﯾـدة ﻣﻌﻬـﺎ‪ -‬ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳــﺎس طــﺎﺋﻔﻲ ﺷــﻌوﺑﻲ ﻗﺑﻠــﻲ ﻋﺷــﺎﺋري‪ ،‬ﻟﺿــﻣﺎن ﺳــﻼﻣﺔ وﺟودﻫــﺎ اﻟﻣﺻــطﻧﻊ‪.‬‬
‫وﻓــﻰ ﻫــذا اﻟﺳــﯾﺎق ﯾﻣﻛــن أن ﻧﻔﻬ ــم اﻟــدور اﻟﻛﺑﯾــر اﻟــذي ﻣﺎرﺳــﺗﻪ اﻟﻣﻧظﻣ ــﺎت‬
‫اﻟﺻـﻬﯾوﻧﯾﺔوا ٕ ﺳـراﺋﯾل‪،‬ﻓــﻲ ﺗوﺟﯾــﻪ اﻟــر أي اﻟﻌــﺎم اﻟﻐرﺑــﻲ ﺗﺟــﺎﻩ ﺗﺄﯾﯾــد إﺻــدار ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻣـ ــذﻛرة ﺑـ ــداﻓﻊ إﺿـ ــﻌﺎف ﺗﻣﺎﺳـ ــك أو ﺗﻔﺗﯾـ ــت اﻟﺳـ ــودان‪ .‬وﺻـ ــﺎر ﺟﻠﯾ ـ ـﺎً أن ﻣـ ــﺎ‬
‫]‪١١٧‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫ﺗﺳﺗﻬدﻓﻪ واﺷﻧطن ﻣن ﻫذا اﻻﻧﻘﻼب اﻟﺟﯾوﺳﯾﺎﺳﯾﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ اﻟﻧوﻋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘـﺎرة‬
‫اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻫو ﺗﻌزﯾز دور إﺳراﺋﯾل ﻫﻧﺎك ﻋﻠﻰ ﺣﺳـﺎب ﻣﺻـر اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗﻛون أﻣـﺎم‬
‫واﻗــﻊ ﻧﺷــوء دوﻟــﺔ ﻣﺟــﺎورة‪ ،‬ورﺑﻣــﺎ ﻣﺗﺣﺎﻟﻔــﺔ ﻣــﻊ أﺛﯾوﺑﯾــﺎ وﺗﺷــﺎد‪ ،‬ﻋﻠــﻰ ﻣﻘرﺑــﺔ ﻣــن‬
‫ﺣدودﻫﺎ وﺣدود ﻟﯾﺑﯾﺎ‪ ،‬وﻓـﻲ ﻫـذا اﻹطـﺎر أﻛـد ﻣﺻـطﻔﻰ ﻋﺛﻣـﺎن إﺳـﻣﺎﻋﯾل وزﯾـر‬
‫اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ اﻟﺳ ــﺎﺑق وﻣﺳﺗﺷ ــﺎر اﻟـ ـرﺋﯾس اﻟﺳ ــوداﻧﻲ ﺑ ــﺄن واﺷ ــﻧطن ﺗـ ـرﺑط ﺗطﺑﯾ ــﻊ‬
‫اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت ﻣـ ــﻊ اﻟﺧرطـ ــوم ﺑـ ــﺄن " ﯾﻛـ ــون اﻟﻧظـ ــﺎم اﻟﺣـ ــﺎﻛم ﻓﯾﻬـ ــﺎ ﻣواﻟﯾـ ــﺎ ﻟﻠوﻻﯾـ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣـدة‪ ،‬وأن ﺗﺧﺿــﻊ ﺛــروات اﻟــﺑﻼد ﻟﺳــﯾطرة اﻟﺷــرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ‪ ،‬إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ‬
‫اﻻﻋﺗراف ﺑﺈﺳراﺋﯾل " )‪.(٧٢‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﺑدو‪ ،‬ﺗﻼﻗت اﻟﺑراﻣﺞ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻣـﻊ ﻣﺧططـﺎت ﺑﺎﺑوﯾـﺔ طرﺣـت ﻓـﻲ‬
‫وﻗــت ﺳــﺎﺑق ﻓﻛـرة اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬وﺟــﺎء اﻟﻣوﻗــف اﻷﻣرﯾﻛــﻲ ﻫـذا ﻓــﻲ‬
‫إطﺎر ﻣوﻗف ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻣوﺣد ﻛوﻧﺗﻪ ﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﺿـﻐط اﻟدوﻟﯾـﺔ ﺳـواء ﻛـﺎن اﻟﻠـوﺑﻲ‬
‫اﻟﯾﻬ ـ ــودي أو اﻟﻠ ـ ــوﺑﻲ اﻟﻣﺳ ـ ــﯾﺣﻲ اﻟﻣﺗط ـ ــرف أو اﻟﻣﺣ ـ ــﺎﻓظﯾن اﻟﺟ ـ ــدد أو اﻟﻠ ـ ــوﺑﻲ‬
‫)اﻷﻓرو أﻣرﯾﻛـﺎﻧﻲ( و اﻟـذﯾن ﺗﺷـﺎرﻛوا ﻓـﻲ ﺻـﯾﺎﻏﺔ أﻫـداف دﯾﻧﯾـﺔ ﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ دﻋـم‬
‫رؤﯾﺔ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﯾﻣﯾﻧﯾﺔ واﻷﺻوﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﻔـذة ﻓـﻲ اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻣﻧ ــذ ﺑداﯾ ــﺔ ﺗﺳ ــﻌﯾﻧﺎت اﻟﻘ ــرن اﻟﻌﺷـ ـرﯾن‪ ،‬ﻧﺷ ــطت ﻣﺟﻣوﻋ ــﺎت ﯾﻣﯾﻧﯾ ــﺔ أﻣﯾرﻛﯾ ــﺔ‪،‬‬
‫ﺗﺗﺻـدرﻫﺎ ﺣﺎﻟﯾـﺎً )ﺟـوﯾش وورﻟـد ﺳـﯾرﻓز ‪ Jewish World Serves‬اﻟﺗـﻲ ﺗﺿـم‬
‫ﻣﻧظﻣـﺎت ﺳــﯾف دارﻓــور واﯾﻧــﺎف ‪ Enough‬وﻫﯾوﻣــﺎﻧﺗﻲ ﯾوﻧﺎﯾﺗــد ‪Humanity‬‬
‫‪ United‬و "ﺟﯾﻧوﺳــﺎﯾد اﻧﺗرﻓﻧﺷــن ‪ ،(Jinoseid Antervenchen‬إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب‬
‫ﻣﺟﻠــس اﻟﻛﻧــﺎﺋس اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ وﻋــدد ﻣــن ﻣراﻛــز اﻷﺑﺣــﺎث‪ ،‬ﻟﻣﺻــﻠﺣﺔ دﻋــم اﻟﺣرﻛــﺔ‬
‫اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺳودان‪.(٧٣)،‬‬
‫و ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣظﻬر اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﻲ اﻟـذي ﯾﺑـدو ﻋﻠﯾـﻪ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻷﻣرﯾﻛـﻲ‪،‬‬
‫إﻻ أﻧﻧﺎ ﻧﺟد أن اﻟدﯾن ﻣﺎ زال أﺣد اﻟﻘوى اﻷﺳﺎﺳـﯾﺔ اﻟﻣﺣرﻛـﺔ ﻟـﻪ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺎﻟﺗﻣــﺎس ﻣــﻊ اﻟﻌــﺎﻟﻣﯾن اﻟﻌرﺑ ـﻲ أو اﻹﺳــﻼﻣﻲ‪ ،‬وﻓــﻲ ﻣﻘــدﻣﺗﻬﺎ‬
‫ﻗﺿــﯾﺔ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬إذ ﻻﯾﺧﻔــﻲ زﻋﻣــﺎء ﺗﯾــﺎر اﻟﻣﺣــﺎﻓظﯾن اﻟﺟــدد اﻟﻣﺗــدﯾﻧﯾن‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﺎن اﻧﺗﻘﺎداﺗﻬم ﻟﻺﺳﻼم و اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن‪ ،‬أﻣﺛـﺎل اﻟﻘـس ﻓـراﻧﻛﻠﯾن ﻏراﻫـﺎم‪ ،‬اﻟـذي‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١١٨‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﺧطــط ﻹﻋــﺎدة ﺑﻧــﺎء ﻣﺋــﺎت اﻟﻛﻧــﺎﺋس اﻟﺗــﻲ دﻣــرت ﻣــن ﺟـراء اﻟﺣــرب ﻓــﻲ ﺟﻧــوب‬
‫اﻟﺳودان‪ ،‬وﻗـﺎل‪" :‬ﻫﻧﺎك ﺣرب ﻣﺷﺗﻌﻠﺔ ﺿد ﻛﻧﯾﺳﺔ اﻟﻣﺳﯾﺢ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬وﺗﻠـك‬
‫اﻟﻣﻌرﻛـــﺔ ﯾﺷـــﻧﻬﺎ ]اﻟﻣﺳـــﻠﻣون[ ﺿـــد اﻟﻣﺳـــﯾﺣﯾﯾن ﻓـــﻲ ﺑﻠـــدان ﻣﺛـــل إﺛﯾوﺑﯾـــﺎ‬
‫واﻟﺳودان"‪ ،‬وﻛـذﻟك اﻻﺳـﺗﺟﺎﺑﺔ إﻟـﻰ دﻋـوات ﻣﺟﻠـس اﻟﻛﻧـﺎﺋس اﻟﻌـﺎﻟﻣﻲ وﻣﺟﻠـس‬
‫اﻟﻛﻧ ــﺎﺋس اﻹﻓرﯾﻘ ــﻲ ﻟﻠﺗ ــدﺧل ﻓ ــﻲ ﺷ ــؤون اﻟﺳ ــودان ﻟوﺿ ــﻊ ﺣ ــد ﻟ ـ ـ )ﻻﺿــــطﻬﺎد‬
‫اﻟــدﯾﻧﻲ( اﻟــذي ﻋﺎﻧــﺎﻩ ﺳــﻛﺎن اﻟﺟﻧــوب‪-‬ﺣﺳــب ز ﻋﻣﻬــم‪ -‬وﯾﻔــﺗﺢ ﻛــل ذﻟــك اﻟﺑــﺎب‬
‫أﻣـ ــﺎم اﻟﺣﻣـ ــﻼت اﻟﺗﺑﺷ ـ ــﯾرﯾﺔ ﺑﻌـ ــد أن أﺻ ـ ــﺑﺣت اﻟﻣﺳـ ــﯾﺣﯾﺔ دﯾﺎﻧ ـ ــﺔ ﻣﻧﺗﺷ ـ ـرة ﻓ ـ ــﻲ‬
‫اﻟﺟﻧـ ــوب‪ ،‬ﻛوﺳـ ــﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳـ ــﯾﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــدﻋوة إﻟـ ــﻰ اﻻﻧﻔﺻـ ــﺎل‪ ،‬ﻓﺎﻟرؤﯾـ ــﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾـ ــﺔ‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺟﻧوب اﻟﺳودان ﺗﻧﺑﻊ ﻣن ﻛوﻧﻪ ﻛﯾﺎﻧﺎً أﺛﻧﯾﺎ إﻓرﯾﻘﯾـﺎً ﻏﯾـر ﻋرﺑـﻲ وﻏﯾـر‬
‫ﻣﺳﻠم‪ ،‬ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺷﻣﺎل اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم‪.‬‬
‫ﺑﻧ ــﺎءاً ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻟرؤﯾ ــﺔ اﻷﺳﺎﺳ ــﯾﺔ‪ ،‬ﻓ ــﺈن دوﻟ ــﺔ اﻟﺟﻧ ــوب اﻟﺟدﯾ ــدة ﺑﻬوﯾﺗﻬ ــﺎ‬
‫اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻧظر واﺷﻧطن ﻗﺎﻋدة ﻧﻣوذﺟﯾﺔ ﻟﻣﺣﺎرﺑﺔ ﻣﺎﯾﺳـﻣﻰ‬
‫ﺑـ ـ )اﻹرﻫــﺎب( ﻓــﻲ ﻣﻧطﻘــﺔ ﺷــرق إﻓرﯾﻘﯾــﺎ‪ .‬وﺑﺎﻻﻣﺗــداد اﻟﻣﻧطﻘــﻲ‪ ،‬ﺳــﺗﻛون اﻟدوﻟــﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾــدة ﻗﺎﻋــدة ﻟﻣﻧظﻣــﺎت اﻟﺗﺑﺷــﯾر اﻟﻣﺳــﯾﺣﻲ‪ ،‬ﯾﺷــﻣل ﻧﺷــﺎطﻬﺎ ﺧططــﺎ ﻟﻌﻣﻠﯾــﺎت‬
‫اﻟﺗﻧﺻــﯾر ﻓــﻲ أوﺳــﺎط اﻷﻗﻠﯾــﺎت اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ﻓــﻲ ﺑﻠــدان إﻓرﯾﻘﯾــﺎ اﻟﺷـرﻗﯾﺔ‪ ،‬وﺧﺎﺻــﺔ‬
‫ﻛﯾﻧﯾ ــﺎ وأوﻏﻧ ــدا وﺗﻧزاﻧﯾ ــﺎ‪ .‬وﺑ ــﺎﻟطﺑﻊ ﺳـ ــﺗﻛون ﻋﻠ ــﻰ رأس أﺟﻧ ــدة ﻫ ــذﻩ اﻷﻧﺷـ ــطﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺣﺎرﺑــﺔ اﻧﺗﺷــﺎر اﻹﺳــﻼم داﺧــل اﻟﺟﻧــوب اﻟﺳــوداﻧﻲ ﻧﻔﺳــﻪ‪ .‬وﻫــو ﻣﺎأﻛــدﻩ اﻟـرﺋﯾس‬
‫اﻟﺑﺷــﯾر ﺑﻘوﻟــﻪ‪" :‬إن ﻣــؤاﻣرة اﻟﻐــرب ﻋﻠــﻰ اﻟﺳــو دان ﻗدﯾﻣــﺔ ﺟدﯾــدة ﻻ ﺗﻧﺗﻬـــﻲ‬
‫ﻓﺻوﻟﻬﺎ ﻣﻧذ ﻏزو ﻛﺗﺷﻧر ﻟﻠﺳودان ﺑدﻋم ﻣن اﻟﯾﻣﯾن اﻟﻧﺻراﻧﻲ وﻗﺗل اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ‬
‫ﻋﺑداﷲ اﻟﺗﻌﺎﯾﺷﻲ ﻓﻲ ﻣﺻﻼﻩ ")‪.(٧٤‬‬
‫ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺎﻟت ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة دﻋوات اﻟﺣد ﻣن ﻧﺷﺎط اﻟﻧظﺎم اﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫اﻟﺳوداﻧﻲ وﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﯾـﺔ ﺗطﺑﯾﻘـﻪ ﻟﻠﺷـرﯾﻌﺔ اﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻣـﺎ‬
‫ﺷـﻛﻠﻪ ﻫـذا اﻟﻧظـﺎم ﻣـن ﻫـﺎﺟس أﻣﻧــﻲ ﻣﻘﻠـق ﻟـدى اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ اﺗﻬﻣﺗــﻪ‬
‫ﺑوﺟود ﻋﻼﻗﺎت ﺑﯾﻧﻪ وﺑﻌض اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم)‪ ،(٧٥‬ﻋﺑـر اﻟﻌﻣـل‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺗﯾت اﻟﺳودان وﺗﻘﺳﯾﻣﻪ إﻟﻰ ﺛﻼث دول ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دﯾﻧﻲ وﻋرﻗﻲ ﯾﺣﻘق‬
‫]‪١١٩‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫ﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬــﺎ ﻣــن ﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﺿــﻐط اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ داﺧﻠﻬــﺎ‬
‫وﺧﺎرﺟﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﺣــد اﻟــذي ﺟﻌﻠﻬ ــﺎ ﺗﻌﻠــن‪ " :‬اﻟﻘـــﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾـــﺔ ﻣﻧطﻘـــﺔ ﻣﺻـــﺎﻟﺢ‬
‫أﻣرﯾﻛﯾﺔ‪ ..‬واﻋﺗﺑﺎر اﻟﺳودان أﻫم ﻣﻔﺎﺗﯾﺢ اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻬﺎ " )‪.(٧٦‬‬
‫ﻓﻲ ظل ﻣوﻗف اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻣن اﻟﺳودان اﻟـذي ﯾﻌـد أﺳـوء ﻣـن‬
‫ﻣوﻗف اﻹدارة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟوﺟود اﻟﺗﻌﺎطف اﻟﻌرﻗﻲ ﺑﯾن أرﻛﺎن إدارة اﻟرﺋﯾس أوﺑﺎﻣﺎ‬
‫وﺑﯾﻧﻪ ﻫو ﺷﺧﺻﯾﺎ وﺑﯾن اﻟﺳوداﻧﯾﯾن ﻣن أﺻل إﻓرﯾﻘﻲ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﺗـﻲ‬
‫اﺗﻬﻣت اﻟرﺋﯾس اﻟﺑﺷﯾر ﺑﺎﻻﺿطﻬﺎد اﻟﻌرﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺳودان‪،‬و اﻟرﺋﯾس أوﺑﺎﻣﺎ ﻧﻔﺳـﻪ‬
‫ﻛﺎن ﻗد دﻋﺎ ﻗﺑل اﻧﺗﺧﺎﺑﻪ إﻟﻲ ﻓرض ﺣظر ﺟوي ﻓوق دارﻓور‪ ،‬وأﺿﺎف اﻟرﺋﯾس‬
‫أوﺑﺎﻣــﺎ‪ " :‬إن اﻟﺳــودان ﯾﻌﺗﺑــر ﻣــن أوﻟوﯾــﺎت ﻫــذﻩ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ ﻓــﻲ وﻗــت‬
‫]ﯾﺳﺗﺻــرخ[ اﻟﻌــﺎﻟم طﻠﺑــﺎ ﻟﻠﺳــﻼم واﻟﻌداﻟــﺔ‪ ،‬وا ٕ ن ﺗــدﻫور اﻷوﺿــﺎع اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ‬
‫ﻫﻧـــﺎك ﺗﺟﻌـــل ﻣﻬﻣﺗﻧـــﺎ ﺟﻣﯾﻌـــﺎ أﻛﺛـــر إﻟﺣﺎﺣـــﺎ ")‪ .(٧٧‬ﻓــﻲ ﻫــذا اﻹطــﺎر ﺻــرﺣت‬
‫ﻫﯾﻼري ﻛﻠﯾﻧﺗون وزﯾرة ﺧﺎرﺟﯾـﺔ اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة ﻓـﻲ ‪ ١٩‬ﺗﺷـرﯾن اﻷول ‪٢٠١٠‬‬
‫ﻗﺎﺋﻠــــﺔ‪ " :‬إن إﺳــــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺑﻠــــدﻫﺎ ﺣــــول اﻟﺳــــودان ﺗﺗﻣﺛــــل ﻓــــﻲ وﺿــــﻊ ﺣــــد‬
‫ﻟﻧزاع دارﻓور واﻧﺗﻬﺎﻛـﺎت ﺣﻘـوق اﻹﻧﺳـﺎن اﻟﺟﺳـﯾﻣﺔ وﺟـراﺋم اﻟﺣـرب ]واﻹﺑـﺎدة‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ[ ﻓﻲ ذﻟـك اﻹﻗﻠـﯾم‪ ،‬وﺗﻧﻔﯾـذ اﺗﻔـﺎق اﻟﺳـﻼم اﻟﺷـﺎﻣل اﻟـذي ﯾـؤدي إﻟـﻰ‬
‫ﺳــودان ﻣوﺣــد وﺳــﻠﻣﻲ ﺑﻌــد ﻋــﺎم ‪ ٢٠١١‬أو إﻟــﻲ طرﯾــق ﻣﻣﻬــد ﻧﺣــو دوﻟﺗــﯾن‬
‫ﻣﻧﻔﺻــﻠﺗﯾن ﻗــﺎﺑﻠﺗﯾن ﻟﻠﺣﯾــﺎة ﻓــﻲ ﺳــﻼم ﻣــﻊ ﺑﻌﺿــﻬﻣﺎ اﻟــﺑﻌض‪ ،‬وان ﻻ ﯾــوﻓر‬
‫اﻟﺳــودان ﻣــﻼذاً آﻣﻧـﺎً ﻟﻺرﻫــﺎﺑﯾﯾن"‪ ،‬وﻛﺎﻧــت وزﯾـرة اﻟﺧﺎرﺟﯾــﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻫــﯾﻼري‬
‫ﻛﻠﯾﻧﺗون ﻗد وﺻﻔت اﻟﺳودان ﻓﻲ أﯾﻠول ‪ -٢٠١٠‬وﻗﺑل ﻧﺣـو ﻣﺎﺋـﺔ ﯾـوم ﻓﻘـط ﻣـن‬
‫اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء‪ -‬ﺑﻌﺑﺎرة ﺷﻬﯾرة ﺑﺄﻧـﻪ )ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻣوﻗوﺗـﺔ(‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﻋﻛـس اﻟﻣـزاج اﻟﻘﻠـق ﻟـدى‬
‫اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺗ ــﻲ ﺑ ــدأت ﺗﻌﻣ ــل ﻋﻠ ــﻰ ﺗﻧﺳ ــﯾق ﺟﻬودﻫ ــﺎ دوﻟﯾـ ـﺎًوا ٕ ﻗﻠﯾﻣﯾـ ـﺎً‬
‫ﻟﺗﺣﻘﯾق إﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺳـودان‪ ،‬ﻓﻧﺷـطت دﺑﻠوﻣﺎﺳـﯾﺗﻬﺎ ﻓـﻲ أﻛﺛـر ﻣـن اﺗﺟـﺎﻩ‪،‬‬
‫وﻓ ــﻲ ﻣﻘ ــدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺗﻧﺳ ــﯾق اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻣ ــﻊ اﻻﺗﺣ ــﺎد اﻷﻓرﯾﻘ ــﻲ واﻷﻣ ــم اﻟﻣﺗﺣ ــدة ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺗﺧطﯾط ﻟﻼﺳﺗﻔﺗﺎء واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻧﺗﺎﺋﺟﻪ)‪.(٧٨‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٢٠‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﻋﻘ ــب ﻋﻠ ــﻰ ذﻟ ــك اﻟﺟﻧـ ـرال ﺳ ــﻛوت ﻛراﯾﺷ ــن ﻣﺑﻌ ــوث اﻟـ ـرﺋﯾس أوﺑﺎﻣ ــﺎ إﻟ ــﻰ‬
‫اﻟﺳــودان ﺑﻘوﻟــﻪ‪ " :‬إن إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺗﻧﺎ ﺗﻬــدف إﻟــﻰ إﻋطــﺎء ﺷــﻌب اﻟﺳــودان‪ ،‬ﺑﻠــد‬
‫ﯾﺣﻛــم ﺑﻣﺳــؤوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﻋــدل ودﯾﻣﻘراطﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﻠــد ﯾﻌــﯾش ﺑﺳــﻼم ﻣــﻊ ﻧﻔﺳــﻪ وﻣــﻊ‬
‫ﺟﯾراﻧــــﻪ "‪ ،‬وان ﻋﻠ ــﻰ طرﻓ ــﻲ اﻟﺣﻛ ــم ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــودان " ﺗﻘــــدﯾم ﺗﻧــــﺎزﻻت ﻟﻠﺗوﺻــــل‬
‫ﻟﺗﺳــوﯾﺔ ﻧﻬﺎﺋﯾــﺔ ﺑﺷــﺎن اﻟﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻟﺻــﻌﺑﺔ اﻟﻣﺗﺑﻘﯾــﺔ "‪ ،‬وأﺿــﺎف ﻗــﺎﺋﻼً‪ " :‬اﻟﻌــﺎﻟم‬
‫أﺟﻣﻌــﻪ ﯾراﻗــب وﺳــﯾﺣﻛم اﺳــﺗﻧﺎداً ﻋﻠــﻰ ﻧﻬــﺞ اﻷط ـراف ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣﺑﺎﺣﺛــﺎت‬
‫وﻛﯾﻔﯾــﺔ اﻟﺗﺻــرف ﺧــﻼل اﻷﺷــﻬر اﻟﻘﻠﯾﻠــﺔ اﻟﻣﻘﺑﻠــﺔ "‪ ،‬وﻗــﺎل أﯾﺿـﺎً ﻓــﻲ ﺗﺻـرﯾﺣﻪ‬
‫ﻫــذا‪ :‬إن " اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة ﻟــدﯾﻬﺎ اﻟﺗ ـزام واﺿــﺢ وﻣﺻــﻠﺣﺔ واﺿــﺣﺔ ﻟﻘﯾــﺎدة‬
‫اﻟﺟﻬود اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺳﻼم ﻓﻲ اﻟﺳودان ")‪.(٧٩‬‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــرﻏم ﻣــن اﻟﺗﺑــﺎﯾن ﻓــﻲ وﺟﻬــﺎت اﻟﻧظــر واﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻟدوﻟﯾــﺔ واﻹﻗﻠﯾﻣﯾــﺔ‬
‫واﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ ﻣوﺿــوع اﻟﺳــودان‪ ،‬ﻓـﺈن اﻟﻣوﻗــف اﻟــدوﻟﻲ ﺑــدا ﻣوﺣــدا ﻓــﻲ رﻏﺑﺗــﻪ‬
‫ﻟﻠﻌﻣل ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ ﺗﻔﺎدي اﻟﻌـودة إﻟـﻰ اﻟﻧـزاع اﻟـدﻣوي ﺑـﯾن طرﻓـﻲ اﻟﻧـزاع‬
‫ﻓـــﻲ اﻟﺳـــودان‪ ،‬و ﺗ ــرى اﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣ ــدة أن ﻋﻠﯾﻬـ ـﺎ دورا ﯾﺟ ــب أن ﺗﻠﻌﺑ ــﻪ ﻣ ــﻊ‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻋــﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ وﻋﻠــﻰ ﻋــدة ﺟﻬــﺎت‪ ،‬ﻣــن أﺟــل دﻋــم اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﺑﺣرﯾــﺔ ﻋــن إرادة‬
‫ﺳــﻛﺎن ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان واﻟﻘﯾــﺎم ﺑﻣــﺎ ﺗﺳــﺗطﯾﻊ ﻣــن أﺟــل ﻣﻧــﻊ اﻟﻌــودة إﻟــﻰ ﺗﺟــدد‬
‫اﻟﻣﻌﺎرك ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬إذﻻﯾوﺟد ﻋﻠﻰ ﻣﺳـﺗو ى اﻟـدول اﻟﻣـؤﺛرة‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺳرح اﻟﺳـوداﻧﻲ ﻛﺎﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻟﺗـﻲ ﯾﻣﻛـن أن ﺗﺳـﺗﺧدم ﻧﻔوذﻫـﺎ ﻟـدى‬
‫ﻛــﻼ اﻟﻔ ـرﯾﻘﯾن)‪ .(٨٠‬وﻛﺎﻧ ــت ﻗﯾــﺎدات ﻓ ــﻲ اﻟﺣرﻛــﺔ اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾ ــر اﻟﺳــودان ﻗ ــد‬
‫اﺗﻬﻣ ــت اﻟﺣﻛوﻣ ــﺔ اﻟﺳ ــوداﻧﯾﺔ ﺑﺗﻬدﯾ ــد ﻣﻧ ــﺎطق اﻟﺟﻧ ــوب‪ ،‬ودﻋ ــﺎ ﺳ ــﻠﻔﺎﻛﯾر رﺋ ــﯾس‬
‫ﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺟﻧــوب إﻟــﻰ ﻧﺷــر ﻗـوات دوﻟﯾــﺔ أو اﻓرﯾﻘﯾــﺔ ﺑــﯾن اﻟطـرﻓﯾن ﻓــﻲ اﻟﻣﻧــﺎطق‬
‫اﻟﺣدودﯾ ـ ــﺔ ﺑ ـ ــﯾن ﺷ ـ ــطري اﻟ ـ ــﺑﻼد‪،‬و ﻫ ـ ــو أﻣ ـ ــر ﺣظ ـ ــﻲ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟﻔ ـ ــور ﺑﺗرﺣﯾ ـ ــب‬
‫أﻣرﯾﻛــﻲ)‪ .(٨١‬ﺟــﺎءت ﻫــذﻩ اﻹﺷــﺎرات وﻏﯾرﻫــﺎ ﻟﺗؤﻛــد أن ﺗــدﺧل اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺳــودان اﺳــﺗﻧد إﻟــﻰ أﺳـــﺑﺎب ﺑﻧﯾوﯾـــﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘـــﺔ ﺑﺿـــﻌف ﺗﻣﺎﺳـــك ﻣؤﺳﺳـــﺔ‬
‫اﻟدوﻟــﺔ وﺿـﻌف اﻻﻧــدﻣﺎج اﻟـوطﻧﻲ واﻟﺗــداﺧل اﻟﻘﺑﻠــﻲ واﻟـدﯾﻧﻲ وﺗﻧوﻋــﻪ‪ ،‬وﻣﺿــت‬
‫ﺟﺎﻫ ــدة ﺗﺷ ــﺟﻊ اﻟﺟﻧ ــوﺑﯾﯾن ﻋﻠ ــﻰ اﻻﻧﻔﺻ ــﺎل‪،‬و ﻫ ــو ﻣﺎﺣﻣ ــل ﺣ ــﺎج ﻣﺎﺟ ــد ﺳـ ـوار‬
‫]‪١٢١‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫ﻣﺳﺋول اﻟﺗﻌﺑﺋـﺔ ﻓـﻲ ﺣـزب اﻟﻣـؤﺗﻣر اﻟـوطﻧﻲ اﻟﺣـﺎﻛم ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـول‪ " :‬إن واﺷـﻧطن‬
‫ظﻠــت ﺗﺑﻌــث ﺑﺈﺷــﺎرات ﺳــﺎﻟﺑﺔ‪ ،‬اﻟﻬــدف ﻣﻧﻬــﺎ ﺗﺷــﺟﯾﻊ اﻟﺣرﻛــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻻﻧﻔﺻــﺎل‬
‫")‪.(٨٢‬‬
‫ﺗﺳﻠّط اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أﯾﺿﺎ اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻟﺣواﻓز اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻘــدﻣﻬﺎ إدارﺗﻬــﺎ ﻟﻠﺧرطــوم‪ ،‬وﺗﺿــﻔﻲ طﺎﺑﻌ ـﺎً رﺳــﻣﯾﺎً ﻋﻠﯾﻬــﺎ‪ ،‬ﻓــﺈذا اﻟﺗزﻣــت ﺣﻛوﻣــﺔ‬
‫اﻟﺧرطوم ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻﺳﺗﻔﺗﺎء‪ ،‬ﺳوف ﺗﺑدأ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑرﻓﻊ اﻟﻘﯾود ﻋن اﻟﺗﺟـﺎرة‬
‫واﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻏﯾر اﻟﻧﻔطﯾﺔ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﺗرﻓﻊ واﺷـﻧطن اﻟﻌﻘوﺑـﺎت وﺗﺗوﻗـف ﻋـن ﺗﺻـﻧﯾف‬
‫اﻟﺳودان ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻟدول اﻟداﻋﻣﺔ ﻟـ )ﻹرﻫﺎب(‪ ،‬وﺗﻌﻣد إﻟـﻰ ﺗطﺑﯾـﻊ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬـﺎ ﻣﻌـﻪ‬
‫وﺗــدﻋم اﻟﺟﻬــود اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــذﻟﻬﺎ ﻓــﻲ ﺻــﻧدوق اﻟﻧﻘــد اﻟــدوﻟﻲ واﻟﺑﻧــك اﻟــدوﻟﻲ ﻟﺷــطب‬
‫دﯾوﻧـﻪ اﻟﺑﺎﻟﻐــﺔ ‪ ٣٨‬ﻣﻠﯾــﺎر دوﻻر‪ ،‬ﺑﻬــدف أن ﯾﻛـون ﻟﺗطﺑﯾــﻊ اﻟﻌﻼﻗــﺎت ﻣــﻊ واﺷــﻧطن‬
‫ﺗﺄﺛﯾر ﻣﺣﻔز ﻟﻼﻋﺗدال ﻟدى اﻟﺧرطوم)‪.(٨٣‬‬
‫ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة أﻫداف اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﻣوم اﻟﺳودان‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺳ ــﯾطرة ﻋﻠ ــﻰ اﻻﻛﺗﺷ ــﺎﻓﺎت اﻟﻧﻔطﯾ ــﺔ اﻟﺟدﯾ ــدة ﻓ ــﻲ اﻟﺟﻧ ــوب وﺣﺗ ــﻰ ﻓ ــﻲ ﺷ ــﻣﺎل‬
‫اﻟﺳ ــودان وﻏرﺑ ــﻪ‪ ،‬وﺗﺳ ــﻌﻰ ﻓ ــﻲ اﻟوﻗ ــت ذاﺗ ــﻪ وﻓ ــﻲ إط ــﺎر ﻣﻧﺎﻓﺳ ــﺔ دوﻟﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺑ ــذل‬
‫ﻣﺣــﺎوﻻت ﺟــﺎدة ﻹﺑﻌــﺎد اﻟﺷــرﻛﺎت اﻟﺻــﯾﻧﯾﺔ واﻟﻬﻧدﯾــﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾزﯾــﺔ ﻋــن ﻣﻧﺎﻓﺳــﺗﻬﺎ‪،‬‬
‫واﻟﻣﺷروع اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻫذا ﯾﻧدرج ﻓﯾﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑـ )ﯾﻘظﺔ‬
‫أﻣﯾرﻛﯾﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺔ( ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻣدد اﻟﺻﯾﻧﻲ واﻟدوﻟﻲ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ‪ ،‬وﺿرورة اﻟﺗﺻـدي‬
‫ﻟﻬ ــذا اﻟﺗﻣ ــدد ﺑﻛ ــل اﻟوﺳ ــﺎﺋل اﻟﻣﺗﺎﺣ ــﺔ‪ .‬وﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺳ ــﯾﺎق ﺑ ــدء ﺗﺣ ــرك ﻛﺑرﯾ ــﺎت‬
‫ﺷرﻛﺎت اﻟﻧﻔط اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻛـ )ﺷل وا ٕ ﯾﻛﺳون وﺗوﺗﺎل( ﻟﻠﻌودة إﻟﻰ اﻟﺳـﺎﺣﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺣﻠ ــول ﻣﺣ ــل اﻟﺷ ــرﻛﺎت اﻟﺻ ــﯾﻧﯾﺔ واﻟﻬﻧدﯾ ــﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾزﯾ ــﺔ)‪ ،(٨٤‬ﻋﻠﻣ ــﺎ أن ﻣﻧ ــﺎطق‬
‫ﺳوداﻧﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺳﺑﺢ ﻓوق ﺑﺣﯾرات ﻧﻔطﯾﺔ وﻏﺎزﯾـﺔ ﻟـم ﯾـﺗم اﺳـﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﺣﺗـﻰ اﻵن‬
‫و ﯾﺣــﺗﻔظ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان)‪ (٨٥‬ﺑــﺄﻛﺑر اﺣﺗﯾﺎطﯾــﺎت ﻏﯾــر ﻣﺳــﺗﻐﻠﺔ ﻣــن اﻟــﻧﻔط ﻓــﻲ‬
‫إﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﺗﺳــﻌﻰ اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة إﻟــﻰ إﺣﻛـﺎم اﻟﺳــﯾطرة ﻋﻠــﻰ ﺗﻠـك اﻟﻣـوارد اﻟﻬﺎﺋﻠــﺔ‬
‫دون ﻣﻧــﺎزع ﻋﻠــﻰ اﻟـرﻏم ﻣــن ﻋﻠﻣﻬــﺎ أن اﻟﺻــﯾن ﺗرﻛــز ﻫــﻲ اﻷﺧــرى اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن‬
‫ﺟﻬودﻫــﺎ ﻫﻧــﺎك‪ ،‬إذ ﺗﺑــدو اﻟﺻــﯾن اﻟﯾــوم أﻫــم ﻣﻧــﺎزل ﻟﻠوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎرة‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٢٢‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺑﻌـد اﻟﺗراﺟـﻊ اﻟﻧﺳـﺑﻲ ﻟﻧﻔـوذ اﻟـدول اﻻﺳـﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻷوروﺑﯾـﺔ اﻟﺳـﺎﺑﻘﺔ ﻓـﻲ‬
‫أﻓرﯾﻘﯾﺎ )ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ وﻓرﻧﺳﺎ واﻟﺑرﺗﻐﺎل وأﺳﺑﺎﻧﯾﺎ وﺑدرﺟـﺔ أﻗـل إﯾطﺎﻟﯾـﺎ(‪ ،‬وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻧطﻘــﺔ اﻟﺗﻣــﺎس اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ اﻟﺗﺷ ـﺎدﯾﺔ ﺣﯾــث ﯾــدور ﺻـراع ﻏﯾــر ﻣﻌﻠــن ﻋﻠــﻰ ﻧﻔــط‬
‫دارﻓــور وﺗﺷــﺎد‪ -‬واﻟــﻰ ﺣــد ﻣــﺎ‪ -‬ﻧﻔــط ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬وﻻﺷــك أن اﻟﺻــﯾﻧﯾﯾن‬
‫اﺳـ ــﺗﻔﺎدوا وﻣـ ــﺎ زاﻟ ـ ـوا ﯾﺳـ ــﺗﻔﯾدون ﻣـ ــن ﻣﺷـ ــﺎﻋر اﻟﻛراﻫﯾـ ــﺔ إزاء اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﺔ واﻹدارة‬
‫اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺷر ﺑﯾن ﺷـﻌوب اﻟﻣﻧطﻘـﺔ‪ ،‬واﻟﺗـﻲ ﯾﻐـذﯾﻬﺎ وﯾزﯾـد ﻣـن ﺣـدﺗﻬﺎ‬
‫اﻟوﺟود اﻟﻌﺳﻛري اﻷﻣﯾر ﻛﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ)‪.(٨٦‬‬
‫)‪(٨٧‬‬
‫وﻛﺎﻧــت اﻟﻣﻌﺎﻫــد اﻹﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ اﻟﺑــﺎرزة ﻛ ـ )ﺑروﻛﻧﻐــز واﻟﺳــﻼم(‬
‫ﻗ ــد ﺣ ــذرت ﻣ ــن أن اﻟﺗﻣ ــدد اﻟﺻ ــﯾﻧﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــودان ﺳ ــﯾﻛون ﻣ ــدﺧﻼ ﻟﺑﻘﯾ ــﺔ دول‬
‫ﺣوض اﻟﺑﺣﯾرات ﻗﻠب اﻟﻘـﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾـﺔ وﻧﻘطـﺔ اﻫﺗﻣﺎﻣﻬـﺎ اﻟﻣﺳـﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻌـرف‬
‫ﺑﺈﺳــﺗر اﺗﯾﺟﯾﺔ ﺣــرب اﻟﻣﯾــﺎﻩ‪ ،‬وأن اﻟﻌﻣــل ﻋﻠــﻰ ﻓﺻــل اﻟﺟﻧــوب ﻟــن ﯾﻌطــل اﻟﺗﻣــدد‬
‫اﻟﺻﯾﻧﻲ ﻓﺣﺳب‪ ،‬ﺑل ﺳﯾﺣﺟم ﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺧرطوم ودورﻫﺎ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت‬
‫دول ﺣوض اﻟﻧﯾل‪ ،‬ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﺗﺛﺑﯾت اﻟﺣق اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻧﻔط اﻟﺳـودان اﻟـذي‬
‫وﺟدﺗــﻪ اﻟﺻــﯾن دون ﻣﺷــﻘﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧــت اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة ﻗــد ﻗــﺎدت ﻋﺑــر ﺷــرﻛﺔ‬
‫اﻟ ـ ــﻧﻔط ﺷـ ـ ـﯾﻔرون أﺻ ـ ــﻌب ﻣراﺣ ـ ــل اﻻﺳﺗﻛﺷ ـ ــﺎﻓﺎت اﻷوﻟﯾ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــن ﺧ ـ ــﻼل أﻗﻣ ـ ــﺎر‬
‫اﻻﺳﺗﺷـ ــﻌﺎر ﻋـ ــن ﺑﻌـ ــد‪ ،‬ﻋﻧـ ــدﻫﺎ ﻟﻌﺑـ ــت اﻟﺧرطـ ــوم ﻟﻌﺑﺗﻬـ ــﺎ اﻟﻣطﻠوﺑـ ــﺔ وﻧﺳـ ــﺟت‬
‫ﺗﺣﺎﻟﻔــﺎت ﻣــﻊ ﻣﻧﺎﻓﺳــﻲ اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة وﻫــم اﻟﺻــﯾن وﻣﺎﻟﯾزﯾــﺎ وروﺳــﯾﺎ واﻟﻬﻧــد‬
‫واﺳــﺗدﻋﺗﻬم ﻻﺳــﺗﻐﻼل ﻧﻔطﻬــﺎ وﻓــق ﻧظرﯾــﺔ )ﻻ ﺿـــرر وﻻ ﺿـــرار( ﻓﻔــﺗﺢ ﺑــذﻟك‬
‫اﻟﺳــودان ﺑواﺑــﺔ أﻓرﯾﻘﯾــﺎ اﻟﺳــوداء أﻣــﺎم اﻟﺻــﯾن‪ ،‬ﻣــﺎﺣرك ﻣﻛــﺎﻣن اﻟﺣﻘــد اﻷﻣرﯾﻛــﻲ‬
‫أﻛﺛــر ﻓــﺄﻛﺛر ﺿــدﻩ‪ ،‬وﻛﺎﻧــت واﺷــﻧطن ﻣطﻣﺋﻧــﺔ إﻟــﻰ ﻋــدم ﻗــدرة اﻟﺻــﯾﻧﯾﯾن ﻋﻠــﻰ‬
‫اﺳــﺗﺧراج اﻟــﻧﻔط اﻟــذي اﻛﺗﺷــﻔﺗﻪ وﺣﻔــرت ﻣﻛﺎﻣﻧــﻪ ﺷــرﻛﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬إﻻ اﻧــﻪ وﻋﻧــد ﻧﺟــﺎح‬
‫اﻟﺻــﯾﻧﯾﯾن ﻓــﻲ ذﻟــك ﺛــﺎرت ﺛﺎﺋرﺗﻬــﺎ وأﻣــرت ﺷــرﻛﺔ اﻟــﻧﻔط ﺷــﯾﻔرون ﺑﺎﻻﻧﺳــﺣﺎب‬
‫اﻟﻛﻠــﻲ ﻣــن اﻟﺳــودان وﺿــﻐطت ﻋﻠــﻰ اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟﻛﻧدﯾــﺔ اﻟﻣﺗﺑﻘﯾــﺔ ﻟﺑﯾــﻊ ﺣﺻ ــﺗﻬﺎ‬
‫وﻣﻐﺎدرة اﻟﺳودان ﻓﻲ أواﺳط ﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ)‪.(٨٨‬‬
‫]‪١٢٣‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫ﺗﺣ ــددت اﻷﻫﻣﯾ ــﺔ اﻹﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺑﺎﺗ ــت ﺗﻛﺗﺳ ــﺑﻬﺎ اﻟﻘ ــﺎرة اﻟﺳ ــﻣراء ﻟ ــدى‬
‫اﻟﻣﺧطط ــﯾن اﻹﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﯾن اﻟﺻ ــﯾﻧﯾﯾن‪ ،‬أوﻻً‪ :‬ﺑوﺻــــﻔﻬﺎ ﻣﻌﯾﻧــــﺎ ﺧﺻــــﺑﺎ وﺑﻛــــرا‬
‫ﻟﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ واﻟﻣواد اﻷوﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺛﺎﻧﯾﺎً ‪ :‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺳـوﻗﺎ ﺷﺎﺳـﻌﺔ ﻟﻠﺻـﻧﺎﻋﺎت‬
‫اﻟﺻــﯾﻧﯾﺔ اﻟﻧﺷــطﺔ‪ ،‬وﺗﻛرﯾﺳــﺎ ﻟﻬــذﻩ اﻟرؤﯾــﺔ اﻟﺟدﯾــدة ﺗﻐﯾــرت اﻟﺳﯾﺎﺳــﺔ اﻟﻌﺳــﻛرﯾﺔ‬
‫اﻷﻣﯾرﻛﯾــﺔ ﻓــﻲ أﻓرﯾﻘﯾــﺎ‪ ،‬ﻓﺑﻌــدﻣﺎ ﻛﺎﻧــت اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة ﺗﻛﺗﻔــﻲ ﺑﻌﻼﻗــﺎت ﺗﻌــﺎون‬
‫ﻋﺳـ ــﻛرﯾﺔ ﻣـ ــﻊ ﺑﻌـ ــض اﻟﺑﻠـ ــدان )اﻟﺣﻠﯾﻔــــﺔ( وﺗﺗﺣﺎﺷـ ــﻰ أن ﯾﻛـ ــون ﻟﻬـ ــﺎ ﺣﺿـ ــور‬
‫ﻋﺳ ــﻛري ﻣﺑﺎﺷ ــر ﻣﺛﻠﻣ ــﺎ ﺗﻔﻌ ــل اﻹﻣﺑراطورﯾ ــﺎت اﻻﺳ ــﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺳ ــﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﺻ ــﺎرت‬
‫ﺗﺳــﻌﻰ ﻟﺗﺣﺻــﯾل ﻗواﻋــد واﻛﺗﺳــﺎب ﻣواﻗــﻊ ﻧﻔــوذ ﻟﻬــﺎ‪ ،‬وﺷــﻛﻠت ﻟﻠﻣ ـرة اﻷوﻟــﻰ ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺎرﯾﺧﻬــﺎ اﻟﻌﺳــﻛري )اﻷﻓرﯾﻛﯾــوم ‪ (Africacom‬ﻛﻘﯾــﺎدة ﻋﺳــﻛرﯾﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﺑﺎﻟﻘــﺎرة‬
‫اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬وﻓﻘﺎ ﻟـ )ﻣﺷـروع اﻟﻘـرن اﻹﻓرﯾﻘـﻲ اﻟﻛﺑﯾـر( اﻷﻣرﯾﻛـﻲ اﻟـذي اﺗﺿـﺣت‬
‫ﻣﻼﻣﺣــﻪ ﺑداﯾــﺔ ﻋــﺎم ‪ ١٩٩٨‬ﻓﺎﻟﻣﺳــﺗﻬدف ﻫــو ﺧﻠــق ﻣﻧطﻘــﺔ ﻧﻔــوذ أﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﻛﺑــري‬
‫ﺗﺻ ــﺑﺢ ﻧﻘط ــﺔ اﻧط ــﻼق إﺳ ــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺟدﯾ ــدة ﻟﻠوﺟ ــود اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻓ ــﻲ ظ ــل ﻣﻛﺎﻧ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﻧطﻘــﺔ اﻟﺟﯾــو‪ -‬ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬واﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﺑﻌــد ظﻬــور اﺣﺗﯾــﺎطﻲ ﺑﺗروﻟــﻲ وﻓﯾــر‬
‫وﻣﻌﺎدن ﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻫﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫وظﻬرت ﻣﻼﻣﺢ ﻫذﻩ اﻹﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ ﺗﺟـﺎﻩ أﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻬـد اﻟـرﺋﯾس‬
‫ﻛﻠﯾﻧﺗون ﻋﻧدﻣﺎ ﺻرح أﺛﻧﺎء زﯾﺎرﺗـﻪ ﻟﻐﺎﻧـﺎ ﺧـﻼل اﻟﻔﺗـرة ﻣـن ‪ ٢٣‬آذار ‪ ١٩٩٨‬إﻟـﻰ‬
‫‪ ٢‬ﻧﯾﺳﺎن ‪ ١٩٩٨‬ﻗﺎﺋﻼً‪ " :‬ﻟﻘد آن اﻷوان ﻷن ﯾﺿﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾون أﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﺟدﯾدة‬
‫ﻋﻠـــﻰ ﻗﺎﺋﻣـــﺔ ﺧـــرﯾطﺗﻬم "‪ ،‬وأﻛ ــدﻫﺎ ﻛﺛﺎﻓ ــﺔ اﻟزﯾ ــﺎرات اﻟﺗ ــﻲ ﻗ ــﺎم ﺑﻬ ــﺎ ﻣﺳ ــﺋوﻟون‬
‫أﻣرﯾﻛﯾ ــون رﻓﯾﻌ ــو اﻟﻣﺳ ــﺗوى إﻟ ــﻰ أﻓرﯾﻘﯾ ــﺎ ﻣﺛ ــل زﯾـ ـﺎرة أوﻟﺑراﯾ ــت وزﯾـ ـرة اﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ أﯾﻠـ ــول ‪ ١٩٩٧‬وزﯾﺎرﺗﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺗﺷ ـ ـرﯾن اﻷول ‪ ،١٩٩٩‬ﺛـ ــم ﺟوﻟـ ــﺔ‬
‫ﻛﻠﯾﻧﺗ ـ ــون ﻓ ـ ــﻲ آذار ‪ .١٩٩٨‬وﺗﺑﻠ ـ ــور ﻫ ـ ــذا اﻻﻫﺗﻣ ـ ــﺎم ﻋ ـ ــﺎم ‪ ٢٠٠١‬ﻓ ـ ــﻲ ﺻ ـ ــورة‬
‫ﻣﺷ ــروﻋﺎت ﻓﻌﻠﯾ ــﺔ ﻋﻧ ــدﻣﺎ ط ــرح اﻟﻣﺳ ــﺋوﻟون اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــون ﻣﺑ ــﺎدرة أُطﻠ ــق ﻋﻠﯾﻬ ــﺎ‬
‫)ﻣﺷـــروع ﻣﺑـــﺎدرة ﻣواﺟﻬـــﺔ اﻷزﻣـــﺎت اﻷﻓرﯾﻘﯾـــﺔ(‪ ،‬ﺗــﺗﻠﺧص ﻓــﻲ ﻋﻘــد ﺻــﻔﻘﺎت‬
‫ﻋﺳــﻛرﯾﺔ أﻣرﯾﻛﯾــﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﻣــﻊ ﺗﻠــك اﻟــدول‪ ،‬وﺗﻛــوﯾن وﺣــدات ﻋﺳــﻛرﯾﺔ وطﻧﯾــﺔ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٢٤‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﺑﺄﻋـداد ﺿـﺧﻣﺔ ﺗُﻘـدر ﺑ ـ ‪ ١٢‬أﻟـف ﺟﻧــدي ﺗﺣـت ﻋﻧـوان ﻣﺟـﺎل ﺣﻔـظ اﻟﺳـﻼم ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺄزﻣﺔ)‪.(٨٩‬‬
‫ﻏﯾر أن ﺑﻌض اﻟدول اﻷوروﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻟرؤﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﺣول‬
‫اﻟﻣﺧــﺎطر اﻟﻣﺣدﻗــﺔ ﻓــﻲ أﻓرﯾﻘﯾــﺎ‪ ،‬وﺗــرى ﻓﯾﻬــﺎ ﻣﺑﺎﻟﻐــﺔ وﺗﺿــﺧﯾﻣﺎ ﻟﻸﺧطــﺎر ﺑﻐﯾــﺔ‬
‫اﻟﺗﻣﻬﯾد ﻟوﺿﻊ اﻟﻘدم ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ وا ٕ زاﺣﺔ اﻟﻧﻔوذ اﻟﻌﺳﻛري ﻟﻣﻧﺎﻓﺳﯾﻬﺎ اﻷوروﺑﯾﯾن‬
‫ﻣـ ــن اﻟﻘـ ــﺎرة‪ ،‬و وﻓﻘ ـ ـﺎً ﻵراء اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳـ ــﯾﯾن واﻟﻣﺣﻠﻠـ ــﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳـ ــﯾﯾن ﻓ ـ ـﺈن " ﺻــــراﻋﺎ‬
‫ﻓرﻧﺳﯾﺎ‪ -‬أﻣرﯾﻛﯾﺎ‪ ،‬ﺿﻣن اﻟﺻراع )اﻟﻔراﻧﻛوﻓوﻧﻲ‪ -‬اﻷﻧﺟﻠو ﺳﻛﺳـوﻧﻲ(‪ ،‬ﯾـدور‬
‫ﻓﻲ ﻏرب إﻓرﯾﻘﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺳﻌﻰ واﺷـﻧطن إﻟـﻰ اﻧﺗـزاع اﻟﺳـﯾطرة ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻧطﻘـﺔ‬
‫ﻣن ﻓرﻧﺳﺎ ﺿﻣن ﺧطﺗﻬﺎ ﻟﺗﺣوﯾل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻘـﺔ إﻟـﻰ ﺳـﺎﺣﺔ ﻧﻔـوذ إﺳـﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ‬
‫ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬وﻻﺳﯾﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗوﻓر ﻟﻠﻐـرب ‪ %٢٢‬ﻣـن اﻟـﻧﻔط "‪ .‬و ﻓـﻲ إطـﺎر‬
‫ﻫذا اﻟﺻـراع " ﯾﺿﻐط ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧرطوم ﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻣﺻـﺎﻟﺣﻪ ﻓـﻲ أﻓرﯾﻘﯾـﺎ‬
‫"‪ ،‬وﻻ ﯾظﻬر ﻫذا اﻟﺻراع ﻋﻠﻧﺎ‪ ،‬ﻷن ﺑﺎرﯾس وواﺷﻧطن ﻟدﯾﻬﻣﺎ ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻣﺷﺗرﻛﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺳودان ودول اﻓرﯾﻘﯾﺔ أﺧرى)‪.(٩٠‬‬
‫وﻫﻧــﺎك ﺗﻔﺳــﯾر آﺧــر ﯾرﻛــز ﻋﻠــﻰ اﺳــﺗﺟﻼء اﻟﻣﺻــﺎﻟﺢ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﯾﺔ ﻣــن وراء‬
‫ﻫـذﻩ اﻟﻣﺑـﺎدرة‪ ،‬ﻓﺿـﻣﺎن اﻻﺳـﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳـﻲ ﻟﻠوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة وﺗـﺄﻣﯾن اﻟﺻـﻼﺑﺔ‬
‫ﻻﻗﺗﺻــﺎدﻫﺎ ﯾﺣﺗﺎﺟــﺎن إﻟــﻰ ﺣﻣﺎﯾــﺔ إﻣــداداﺗﻬﺎ اﻟﻧﻔطﯾــﺔ اﻵﺗﯾــﺔ ﻣــن أﻓرﯾﻘﯾــﺎ‪ .‬وﻣــن‬
‫اﻟﻣﻬم اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق إﻟﻰ أن ‪ %١٥‬ﻣن واردات اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة ﻣـن‬
‫اﻟﻧﻔط ﺗﺄﺗﻲ ﻣن اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬وﯾرﺟﺢ اﻟﺧﺑراء أن ﯾرﺗﻔﻊ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠـﻰ اﻟـﻧﻔط‬
‫اﻷﻓرﯾﻘــﻲ إﻟــﻰ ‪ %٢٥‬ﻓــﻲ اﻟﻌﻘــد اﻟﻣﻘﺑــل‪ -‬وﺑطﺑﯾﻌــﺔ اﻟﺣــﺎل ﻧﻔــط ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‬
‫ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ -‬أي ﺿـﻌف اﻟﻧﺳـﺑﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾـﺔ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿـﺎﻓﺔ ﻟﻺﻣﻛﺎﻧـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺳـﺗﻔﺗﺢ ﻓـﻲ‬
‫وﺟـ ــﻪ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﻬـ ــﺎ ﻟﻠوﺻـ ــول إﻟـ ــﻰ اﻷﺳ ـ ـواق اﻷﻓرﯾﻘﯾـ ــﺔ اﻟﺗـ ــﻲ ظﻠـ ــت ﺣﻛ ـ ـرا ﻋﻠـ ــﻰ‬
‫اﻷوروﺑﯾﯾن واﻟﺻﯾﻧﯾﯾن)‪ .(٩١‬واﻟﺟـدﯾر ﺑﺎﻟـذﻛر أن ‪ %٨٧‬ﻣـن اﻟﻣﺑـﺎدﻻت اﻟﺗﺟﺎرﯾـﺔ‬
‫اﻷﻣﯾرﻛﯾﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻣﺗﻛوﻧﺔ ﻣن اﻟﻧﻔط وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻧﻘل اﻟﻧﻔط‬
‫واﻟﻐــﺎز ﻣــن اﻟواﺟﻬــﺔ اﻷطﻠﺳــﯾﺔ ﻷﻓرﯾﻘﯾــﺎ إﻟــﻰ اﻟﺳ ـواﺣل اﻟﺷ ـرﻗﯾﺔ اﻷﻣﯾرﻛﯾــﺔ أﻗــل‬
‫]‪١٢٥‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫ﻛﻠﻔــﺔ ﻣــن ﻧﻘﻠــﻪ ﻣــن اﻟﺷــرق اﻷوﺳــط وأﺑﻌــد ﻋــن ﺧطــر اﻟﻧزاﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﻬــز ﺗﻠــك‬
‫اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺎﺳﺗﻣرار)‪.(٩٢‬‬
‫وﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة ﺗﺗﺟـﻪ ﻧﺣـو رﺑـط ﻧﻔـط اﻟﺳـودان ﺑـﺎﻟﻧﻔط اﻟﻣوﺟـود‬
‫ﻓﻲ ﻏرب أﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﻓـﻲ ﺗﺷـﺎد و أﻧﻐـوﻻ و ﺧﻠـﯾﺞ ﻏﯾﻧﯾـﺎ‪ ،‬ﻟﺗﻛـون ﺑـذﻟك ﺷـﺑﻛﺔ ﻧﻔطﯾـﺔ‬
‫ﺿ ــﺧﻣﺔ ﺗﺻ ــل إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺣ ــﯾط اﻷطﻠﺳ ــﻲ‪ ،‬ﺣﯾ ــث ﯾﺿ ــﺦ ﻣﺑﺎﺷـ ـرة إﻟ ــﻰ اﻟوﻻﯾ ــﺎت‬
‫اﻟﻣﺗﺣدة‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻌد ﺑدﯾﻼً ﻣﻧﺎﺳﺑﺎً ﻟﻧﻔط اﻟﺷرق اﻷوﺳط و ﯾﺟﻧﺑﻬﺎ ﺧطـر اﻻﻋﺗﻣـﺎد‬
‫اﻟﻛﺑﯾــر ﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬وﺑﻣــﺎ ﯾﺣﺗوﯾــﻪ ﻣــن ﻣﺷــﻛﻼت ﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ وﻋﺳــﻛرﯾﺔ وﺑﯾﺋﯾــﺔ أﺻــوﻟﯾﺔ‬
‫إﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑرﻫ ــﺎ اﻟوﻻﯾ ــﺎت اﻟﻣﺗﺣ ــدةﺧط ــر اً ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺻ ــﺎﻟﺣﻬﺎ ﻫﻧ ــﺎك‪ ،‬و ﻛﺷ ــﻔت‬
‫وﺳﺎﺋل اﻹﻋﻼم اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻋن ﺧطط ﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺟﻧو ب اﻟﺳـودان ﻹﻧﺷـﺎء ﺧـط ﺳـﻛﺔ‬
‫ﺣدﯾــد ﯾﺻــل ﺑــﯾن ﻋﺎﺻــﻣﺔ اﻟﺟﻧــوب ﺟوﺑــﺎ وﻣﯾﻧــﺎء ﻣوﻣﺑﺎﺳــﺎ اﻟﻛﯾﻧــﻲ ﯾــﺗم اﻧﺟــﺎزﻩ‬
‫ﺧﻼل ﻋﺎﻣﯾن)‪ ،(٩٣‬ﻓﻲ وﻗت ﺗﺳﻌﻰ ﻓﯾﻪ واﺷﻧطن إﻟﻰ اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻧﻔط ﻏـرب‬
‫إﻓرﯾﻘﯾــﺎ واﻟﺳــودان ﺑــدﯾﻼ ﻋــن ﻧﻔــط اﻟﺧﻠــﯾﺞ اﻟﻌرﺑــﻲ‪ .‬وأن ﻫﻧــﺎك ﻣطﺎﻟــب أﻣرﯾﻛﯾــﺔ‬
‫واﺿﺣﺔ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ " ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻧﻔط اﻟﺳودان‪ ،‬و ﺗﺳﻌﻰ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﺳب‬
‫ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺻـﯾﻧﯾﺔ وﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﺷـرﻛﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـﺔ‪ ،‬وﺑﺧﺎﺻـﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب و دارﻓور")‪.(٩٤‬‬
‫وﻻﺷ ــك ﻓ ــﻲ أن أﻛﺑ ــر اﻟﺗﺣ ــدﯾﺎت اﻟﺗ ــﻲ ﯾواﺟﻬﻬ ــﺎ ﻣﺳ ــﺗﻘﺑل اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‬
‫اﻷﻓرﯾﻘﯾـ ــﺔ ﺗﺗﻌﻠـ ــق ﺑﺎﺳـ ــﺗﻐﻼل ﻣﯾـ ــﺎﻩ اﻟﻧﯾـ ــل ﻟﻠﺿـ ــﻐط ﻋﻠـ ــﻰ ﻣﺻـ ــر ﻛﺑـ ــرى اﻟـ ــدول‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬وﺗﺣﻘﯾق اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان ﯾﺻب ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺑﺗزازﻫﺎ ﻓﻲ ﻟﻘﻣﺔ‬
‫ﻋﯾﺷـ ــﻬﺎ وﻓـ ــﻲ ﺷ ـ ـرﺑﺔ ﻣﺎﺋﻬـ ــﺎ‪ .‬ﻓﻛﻠﻣـ ــﺎ ﺿـ ــﻌﻔت اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت اﻟﻌرﺑﯾـ ــﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾـ ــﺔ أو‬
‫ﺗراﺟﻌت‪ ،‬ﯾﺷﺗد اﻟﺿﻐط اﻻﺑﺗزازي‪ ،‬وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك ﻛﻠﻣﺎ ﻗوﯾت وﺗﻌززت‬
‫وﺗﻛﺎﻣﻠت ﺗﺗراﺟﻊ اﻟﺿﻐوط وﺗﻧﺣﺳر)‪.(٩٥‬‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫ﻓــﻲ ‪ ٩‬ﻛــﺎﻧون اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ /‬ﯾﻧــﺎﯾر ‪ ٢٠١١‬ﺟــرى اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء ﻋﻠــﻰ اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧــوب‬
‫اﻟﺳـودان‪ ،‬وﺟــﺎءت اﻟﻧﺗــﺎﺋﺞ وﻛﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣﺗوﻗﻌـﺎ ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﺳــرﻋﺎن ﻣﺎﺣظﯾــت ﺑــﺎﻋﺗراف‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٢٦‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ وﺣﻠﻔﺎؤﻫﺎ واﻟدول اﻹﻗﻠﯾﻣﯾـﺔ واﻟﻌرﺑﯾـﺔ‪ ،‬وﺣﺗـﻰ اﻟـدول اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ‬

‫إﻟﻰ ﺣد ﻣـﺎ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳـﺔ اﻷﻣر ﯾﻛﯾـﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻـرة ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم ﻛروﺳـﯾﺎ واﻟﺻـﯾن‪ ،‬واﻟـذﯾن‬
‫ﺳﺎرﻋوا إﻟﻰ إﻋﻼن ﺗرﺣﯾﺑﻬم اﻟﺣﺎر ﺑﻧﺗﺎﺋﺟﻪ وﻛﺎﻧت اﻟﺣﻛوﻣﺔ اﻟﺳـوداﻧﯾﺔ وﻗﺎدﺗﻬـﺎ‬
‫أول اﻟﻣﻬﻧﺋــﯾن واﻟﻣؤﯾــدﯾن ﻟﻼﺳــﺗﻔﺗﺎء واﻹﻋــﻼن ﻋــن وﻻدة دوﻟــﺔ ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‬
‫ﻓﻲ ‪ ٩‬ﺗﻣوز‪.٢٠١١‬‬
‫ﺗرﺳﺦ ﻟدى اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة ﺑروزﻫـﺎ ﻛﻘـوى ﻋظﻣـﻰ وﺣﯾـدة ﻓـﻲ اﻟﻌـﺎﻟم ﯾﺣـﺗم‬
‫ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺗطﺑﯾــق ﻣﺎأطﻠﻘــت ﻋﻠﯾـ ــﻬﺎ ﺑـ ـ )إﺳــﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﺷــﺎﻣﻠﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾــﺔ(‪ ،‬ﺣﺗﻣــت إﻧﻬــﺎء‬
‫اﻟﺻراع ﺑﯾن ﺷﻣﺎل اﻟﺳودان وﺟﻧوﺑﻪ وﻓق اطر واﻟﯾﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻣﺗﻌﺎﻗﺑﺔ‪ .‬وﺟﺎء‬
‫ﺗﻌﯾ ــﯾن اﻟﺳ ــﻧﺎﺗور ﺟ ــون داﻧﻔ ــورث ﻓ ــﻲ ‪ ٦‬أﯾﻠ ــول ‪ ٢٠٠١‬ﻣﺑﻌوﺛـ ـﺎً رﺋﺎﺳ ــﯾﺎً ﻟﻠـ ـرﺋﯾس‬
‫اﻷﻣرﯾﻛ ــﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــودان ﺑﻣﺛﺎﺑ ــﺔ اﻹﻋ ــﻼن ﻋ ــن اﻧﺗﻘ ــﺎل اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣواﺟﻬﺔ وﻣﺣﺎوﻟﺔ إﺳﻘﺎط اﻟﻧظﺎم اﻟﺳوداﻧﻲ‪ ،‬إﻟﻰ ﺳﯾﺎﺳﺔ ﺟدﯾـدة‪ ،‬ﺗﻌﺗﻣـد‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺣ ـوار واﻟﺗﻔــﺎوض ﻣــﻊ ﻋــدم اﻟﺗﺧﻠــﻲ ﻋــن اﻟﺗﻠــوﯾﺢ )ﺑﺎﻟﻌﺻــﺎ اﻟﻐﻠﯾظــﺔ( إذا‬
‫ﻟــزم اﻷﻣــر‪ ،‬ﻣــﻊ اﻹﻋــﻼن ﻋــن ﻣﯾــل اﻹدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ إﻟــﻰ ﻓﻛ ـرة )دوﻟــﺔ واﺣــدة‬
‫وﻧظﺎﻣﺎن(‪ ،‬أي ﺷﻛل ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻛوﻧﻔدراﻟﯾﺔ‪.‬‬
‫أﺧ ـ ــرج اﺗﻔ ـ ــﺎق ﻣﺷ ـ ــﺎﻛوس )‪ ٢٠‬ﺣزﯾـ ـ ـران ‪ ،(٢٠٠٢‬وﻗ ـ ــﺎﻧون ﺳ ـ ــﻼم اﻟﺳ ـ ــودان‬
‫اﻷﻣرﯾﻛ ـ ــﻲ )‪ ٩‬ﻛ ـ ــﺎﻧون اﻟﺛ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ (٢٠٠٥‬اﻷزﻣ ـ ــﺔ اﻟﺳ ـ ــوداﻧﯾﺔ إﻟ ـ ــﻰ أط ـ ــر ﺟدﯾ ـ ــدة‬
‫ﻟﻠﺗﻔﺎﻋ ــل‪ ،‬وﺣوﻟﻬ ــﺎ ﻣ ــن ﺷ ــﺄن داﺧﻠ ــﻲ أو إﻗﻠﯾﻣ ــﻲ إﻟ ــﻰ ﺟ ــزء ﻣﻬ ــم ﻣ ــن اﻟﺳﯾﺎﺳ ــﺔ‬
‫اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻠوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬــﺎ اﻷوروﺑﯾــﯾن‪.‬و أﺻــﺑﺣت ﺧﺎﺿــﻌﺔ ﻟﺗﻔــﺎﻋﻼت‬
‫ﻗوى اﻟﺿـﻐط وﺟﻣﺎﻋـﺎت اﻟﻣﺻـﺎﻟﺢ داﺧـل اﻟوﻻﯾـﺎت اﻟﻣﺗﺣـدة اﻷﻣرﯾﻛﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻟـو‬
‫ﻛﺎﻧ ــت ﺷ ــﺄﻧﺎً داﺧﻠﯾـ ـﺎً أﻣرﯾﻛﯾـ ـﺎً‪ ،‬وﺗﺣوﻟ ــت إﻟ ــﻰ ﻗﺿ ــﯾﺔ ﺗﺷ ــﻐل اﻟـ ـرأي اﻟﻌ ــﺎم ﻟ ــدى‬
‫ﻗطﺎﻋــﺎت واﺳــﻌﺔ ﻣــن اﻟﯾﻣــﯾن اﻟﻣﺳــﯾﺣﻲ وﺟﻣﺎﻋــﺎت اﻟﻣﻠــوﻧﯾن اﻟﺗــﻲ ﺗــداﻓﻊ ﻋــن‬
‫ﺣﻘــوق اﻟﺳــود ﻓــﻲ داﺧــل اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة ذاﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﯾﻘــف ﻓــﻲ ﻣﻘــدﻣﺗﻬﺎ اﻟﻠــوﺑﻲ‬
‫)اﻹﺳراﺋﯾﻠﻲ( واﻟﻠوﺑﻲ اﻷﻓرﯾﻘﻲ‪ ،‬وﻣراﻛز اﻷﺑﺣﺎث‪ ،‬واﻷطراف اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣرﻛز‬
‫اﻟﻘرار اﻷﻣرﯾﻛﻲ )اﻟﺑﯾت اﻷﺑﯾض واﻟﻛـوﻧﻛرس وﻣـﺎ ﯾﺗﺑﻌﻬﻣـﺎ ﻣـن إدارات ﻓﺎﻋﻠـﺔ(‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﺣﻘــق اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان ﻣﺎﺧططــت ﻟــﻪ ﻣﺟــﺎﻟس اﻟﻛﻧــﺎﺋس اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ‬
‫]‪١٢٧‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫واﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ واﻟﺗـﻲ اﻟﺗﻘـت ﻣﺳـﺎﻋﯾﻬﺎ ﻣـﻊ ﻣﺳـﺎﻋﻲ ﻣﺎﯾﺳـﻣﻰ ﺑ ـ )اﻟﻣﺣـﺎﻓظﯾن اﻟﺟـدد(‬
‫اﻟـ ــذﯾن ﺗﺣﻛﻣ ـ ـوا ﻓـ ــﻲ اﻹدارات اﻷﻣرﯾﻛﯾـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـ ــﺔ‪ .‬وﻛـ ــﺎن ﻟﺻ ـ ـراع اﻟﻣﺻـ ــﺎﻟﺢ‬
‫اﻟدوﻟﯾـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ ﻧﻔـ ــط اﻟﻘـ ــﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾـ ــﺔ ﺑﻌﺎﻣـ ــﺔ‪ ،‬واﻟـ ــﻧﻔط اﻟﻛـ ــﺎﻣن ﻓـ ــﻲ اﻷراﺿـ ــﻲ‬
‫اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ﺑﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬أﺛرﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺳودان اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻗﺿـﯾﺔ اﻧﻔﺻـﺎل‬
‫ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪ ،‬واﻟذي ﻛﺎﻧت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة طرﻓﺎً ﻓﺎﻋﻼً ﻓﯾـﻪ‪ ،‬وﻻﺳـﯾﻣﺎ ﻓﯾﻣـﺎ‬
‫ﻋرف ﺑﺎﻟﻣﺷروع اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺗﺗﺑــﻊ اﻟﺑﺣــث ﻣﻼﻣــﺢ اﻟﻣواﻗــف واﻟــدواﻓﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ اﻟﻛﺎﻣﻧــﺔ وراء اﻻﻧﻔﺻــﺎل‪،‬‬
‫وﻣــﺎ ﺣﻘﻘــﻪ ﻟــﻺدارة اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ وﻓــﻲ ﻣﻘــدﻣﺗﻬﺎ اﻟ ـرﺋﯾس أوﺑﺎﻣــﺎ‪ ،‬ﻣــن ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﺟــﺎءت‬
‫ﻣﺗواﻓﻘــﺔ ﻣــﻊ ﻣﺎﻛــﺎﻧوا ﯾﺧططــون ﻟــﻪ وﺳــﻌوا ﻟﺗﺣﻘﯾﻘــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺳــودان‪ ،‬ﻛﻣــﺎ أﻧﻬــت‬
‫ﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ ﻣﺳــﻌﻰ اﻹدارات اﻷﻣرﯾﻛﯾــﺔ اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻻﺣﺗ ـواء ﻣﺷــﻛﻠﺔ اﻟﺟﻧــوب اﻟﻣزﻣﻧــﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ اﻣﺗدت ﻣﻧذ ﻋﺎم ‪ ١٩٥٦‬وﻟﻐﺎﯾﺔ ﻋﺎم ‪ ،٢٠١١‬ﻓﻲ ظل ﻣوﻗـف إدارة أﻣرﯾﻛﯾـﺔ‬
‫ﻣﺗﻌــﺎطف ﻣــﻊ اﻟﺟﻧــوﺑﯾﯾن‪ ،‬ﻟوﺟــود اﻟﺗﻌــﺎطف اﻟﻌرﻗــﻲ ﺑــﯾن أرﻛــﺎن إدارة اﻟ ـرﺋﯾس‬
‫أوﺑﺎﻣﺎ وﺑﯾﻧﻪ ﻫو ﺷﺧﺻﯾﺎ وﺑﯾن اﻟﺳوداﻧﯾﯾن ﻣن أﺻل إﻓرﯾﻘﻲ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻹدارة ﻫﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ اﻋﺗﺑرت اﻟﺳـودان ﻣـن أوﻟوﯾﺎﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ وﻗـت ]ﯾﺳﺗﺻـرخ[ اﻟﻌـﺎﻟم طﻠﺑـﺎ ﻟﻠﺳـﻼم‬
‫واﻟﻌداﻟﺔ‪.‬‬
‫ﺗوﺿ ــﺣت ﻣ ــن ﺧ ــﻼل اﻟﺑﺣ ــث‪ ،‬اﺑ ــرز واﻫ ــم اﻷﺳ ــﺑﺎب اﻟداﺧﻠﯾ ــﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾ ــﺔ‬
‫اﻟﻛﺎﻣﻧــﺔ وراء ﻣواﻓﻘــﺔ اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ ﻋﻠــﻰ إﺟ ـراء اﻻﺳــﺗﻔﺗﺎء‪ ،‬وﻋﻠــﻰ ﻗﺑــول‬
‫ﻧﺗﺎﺋﺟــﻪ ﻓــﻲ اﻧﻔﺻــﺎلﺟﻧــوب اﻟﺳــودان‪ ،‬وا ٕ ﻋــﻼن اﺳــﺗﻘﻼﻟﻪ واﻻﻋﺗ ـراف اﻟﻣﺑﺎﺷــر‬
‫ﺑـ ــﺎﻟﺣﻛم اﻟﺟدﯾـ ــد اﻟﻘـ ــﺎﺋم ﻓـ ــﻲ ﺟﻧـ ــوب اﻟﺳـ ــودان‪ ،‬وﻛـ ــﺎن ﻓـ ــﻲ ﻣﻘـ ــدﻣﺗﻬﺎ اﻟﺿـ ــﻐط‬
‫اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻔﺎﻋـل واﻟواﺿـﺢ ﻋـن طرﯾـق اﻟﺗﻌﺎﻣـل اﻟﻣـزدوج وﻏﯾـر اﻟﻧزﯾـﻪ‬
‫ﻣـ ــﻊ طرﻓـ ــﻲ اﻟﻧ ـ ـزاع‪ ،‬ﻓﻔـ ــﻲ اﻟوﻗـ ــت اﻟـ ــذي ﻛﺎﻧـ ــت ﺗﺿـ ــﻐط ﻓﯾـ ــﻪ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟﺣﻛوﻣـ ــﺔ‬
‫اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ ﻟﺗﻘــدم اﻟﺗﻧــﺎزﻻت ﺗﻠــو اﻟﺗﻧــﺎزﻻت‪ ،‬ﻛﺎﻧــت ﺗﻘــدم أﻗﺻــﻰ اﻟــدﻋم اﻟﻠوﺟﺳــﺗﻲ‬
‫واﻟﻣﻌﻧوي ﻟﻘﺎدة اﻟﺟﻧوب‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣواﻗف اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟداﻋﻣﺔ داﺧل وﺧـﺎرج‬
‫أروﻗــﺔ اﻷﻣــم اﻟﻣﺗﺣــدة‪ .‬وﻓــﻲ اﻟوﻗــت ﻧﻔﺳــﻪ أﻧﻬــﻰ اﻧﻔﺻــﺎل ﺟﻧــوب اﻟﺳــودان ﻛــل‬
‫اﻟﺟﻬــود واﻟﺗﺿــﺣﯾﺎت اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ وا ٕ ﺟـراءات ﺣﻛوﻣﺎﺗــﻪ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗﺑــﺔ ﻻﺣﺗـواء اﻷزﻣــﺔ‬
 (٢٧) ٩ ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
١٢٨ ]
‫ﻣرﻛز‬

-‫ واﻟـﻰ ﺣـد‬-‫ واﻟذي ﻛﺎﻧت ﻣﺳؤوﻻً ﻋن اﺳﺗﻣرارﻩ وﺑﻘﺎءﻩ‬،‫وا ٕ ﯾﻘﺎف ﻧزﯾف اﻟدم ﻓﯾﻪ‬
‫ ﻓﺿ ـﻼً ﻋــن طرﻓــﻲ‬،‫ﻛﺑﯾــر اﻟوﻻﯾــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة وﺣﻠﻔﺎﺋﻬــﺎ ودول اﻟﺟ ـوار اﻹﻗﻠﯾﻣــﻲ‬
.‫اﻟﻧزاع‬
‫ وﻫ ــل‬،‫واﻟﺗﺳ ــﺎؤل اﻟﻣط ــروح أﻻن ﻣ ــدى ﻗ ــدرة اﻟﻛﯾ ــﺎن اﻟﺟدﯾ ــد ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌ ــﯾش‬
،ً‫ وﻣ ــﺎ ﺗ ــﺄﺛﯾر ذﻟ ــك ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺳ ــو دان أوﻻ‬،‫ﺳ ــﯾﺣﻘق اﻻﻧﻔﺻ ــﺎل اﻷﻫ ــداف اﻟﻣﺗوﺧ ــﺎة‬
‫ وﻫــل ﺳــﯾﻔﻲ اﻟﻐــرب‬.ً‫ وا ٕ ﻓرﯾﻘﯾــﺎ ﺛﺎﻟﺛ ـﺎ‬،ً‫وﻋﻠــﻰ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ وﻻﺳــﯾﻣﺎ ﻣﺻــر ﺛﺎﻧﯾ ـﺎ‬
‫ أم ﺳــﯾﻧﻛل ﺑﻬــﺎ وﯾﺗﺧﻠــﻰ ﻋﻧﻬــﺎ‬،‫ وﯾﻧﻔــذ إﻏراءاﺗــﻪ ﻟﻠﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﺳــوداﻧﯾﺔ‬،‫ﺑﺎﻟﺗزاﻣﺎﺗــﻪ‬
.‫ﺑﻌد أن ﺗﺗﺣﻘق أﻫداﻓﻪ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣن ﻗﯾﺎم دوﻟﺔ ﺟﻧوب اﻟﺳودان‬

The secession of southern Sudan:

Features of the American position and justifications

Assistant Professor Dr. Thaker. M. Abdullah

Dept. Of History-College of Arts \ University of Mosul
Abstract:
The problem of the south of the most dangerous and the longer the
problems racial (ethnic) and conflict, regional identities, which the
African continent, and the administrations of U.S. Successive power
inside the White House positions and views of different and diverse,
not even the leaders decided the current U.S. administration (the
administration of President Obama (٢٠٠٩ ٢٠١٢) to develop the end of
it by supporting the referendum of Southern Sudan, which was
conducted on January ٩, ٢٠١١ and its consequences, and was all the
evidence pointing toward the south to secede with the support and the
assignment by the United States of America, which is trying this
research followed by the illustration across the entrance to a historic,
three main areas:
١٢٩] ‫ ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬.‫ د‬.‫م‬.‫أ‬ .....‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‬
[
- Explain the first axis (the United States and the Machakos`s
Agreement and the Peace law of Sudan) backgrounds American
interest in the problem, attitudes and solutions provided by or
supported by successive U.S. administrations, and was the most
important agreement Machakos and the American Peace law of
Sudan declared in ٢٠٠٢, which gave the right to self-
determination for the south, which was approved by the
government Sudanese.
- the second axis declared (the relationship between the ruling
partners in Sudan and the U.S. position) kinds of the evolving
relationship between the ruling partners in Sudan after the war
ended after the signing of the peace agreement between them in
the year ٢٠٠٥ and the U.S. position from him.
- the last theme Explained: (justification for the U.S. position on the
separation of the south) features of the U.S. position and rationale
in providing maximum support for the secession of southern Sudan.
‫ اﻟﻣﻼﺣق‬-

(١) ‫ﺧﺎرطﺔ رﻗم‬

‫ﺧﺎرطﺗﺎن ادارﯾﺗﺎن ﻟﻠﺳودان‬
‫ﻗﺑل اﺳﺗﻘﻼل ﺟﻧوﺑﻪ وﺑﻌدﻩ‬
‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٣٠‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫)‪(٢‬‬ ‫ﺧﺎرطﺔ رﻗم‬

‫ﺧﺎرطﺗﺎن ﻟدوﻟﺔ ﺟﻧوب اﻟﺳودان‬
‫)إﻗﻠﯾم ﺟﻧوب اﻟﺳودان ﺳﺎﺑﻘﺎً (‬
‫]‪١٣١‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٣٢‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫اﻟﻬواﻣش و اﻟﻣﺻﺎدر‬
‫)‪ (١‬ﺗﻌــﺎدل ﻣﺴــﺎﺣﺘﻪ ﺛﻼﺛــﺔ ﻣــﺮات ﻣﺴــﺎﺣﺔ أﻟﻤﺎﻧﻴــﺎ وإﻳﻄﺎﻟﻴــﺎ وإﻧﻜﻠﺘــﺮا ﻣﺠﺘﻤﻌــﺔ‪ ،‬وﻣــﺎ ﻳﻘــﺎرب ﻣﺴــﺎﺣﺔ أورﺑــﺎ‬
‫اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٢‬ﺷـــﻮﻗﻲ اﻟﺠﻤـــﻞ‪ ،‬ﺗـــﺎرﻳﺦ ﺳـــﻮدان وادي اﻟﻨﻴـــﻞ‪ ،‬اﻟﻘـــﺎﻫﺮة‪ ،١٩٦٩ ،‬ص ص ‪٢٨ -٢٧‬؛ ﻣﺤﻤـــﻮد ﻋﺒـــﺪ‬
‫اﻟﻔﻀﻴﻞ‪ ،‬اﻟﺘﺸﻜﻴﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺘﻜﻮﻳﻨﺎت اﻟﻄﺒﻘﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑـﻲ‪ ،‬ﺑﻴـﺮوت‪ ،١٩٨٨ ،‬ص ص‬
‫‪.٥٥ -٤٥‬‬
‫)‪ (٣‬ﻫﻲ‪ :‬إﺛﻴﻮﺑﻴﺎ‪ ،‬وﻛﻴﻨﻴﺎ‪ ،‬وأوﻏﻨﺪا‪ ،‬واﻟﻜﻮﻧﻐﻮ‪ ،‬وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ‪.‬‬
‫)‪ (٤‬اﻟﺸﺎﻃﺮ ﺑﺼﻴﻠﻲ ﻋﺒـﺪاﻟﺠﻠﻴﻞ‪ ،‬ﺗﺎرﻳﺦ وﺣﻀﺎرة اﻟﺴﻮدان اﻟﺸﺮﻗﻲ واﻷوﺳﻂ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،١٩٧٢ ،‬ص ‪ -٨‬وﻣـﺎ‬
‫ﺑﻌﺪﻫﺎ؛ ﻣﺪﺛﺮ ﻋﺒـﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ‪ ،‬اﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴـﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴـﻮ دان‪ ،‬ﺑﻴـﺮوت‪ ،٩٧١ ،‬ص ص ‪١٨ -١٤‬؛ ﻣﺤﻤـﺪ‬
‫ﻋﻨـﺎد ﻣـﺮاد‪" ،‬اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳـﺔ اﻟﺴـﻮداﻧﻴﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴـﺔ ﺑــﻴﻦ اﻟﻮﺣـﺪة واﻟﺘﺠﺰﺋـﺔ واﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻟﻤـﺆﺛﺮة"‪ ،‬ﻣﺠﻠـﺔ اﻟﻔﻜــﺮ‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪ ،‬دﻣﺸﻖ‪ ،‬اﻟﺴﻨﺔ ‪ ،٦‬اﻟﻌﺪدان ‪ .٢٠٠٣ ،١٩ -١٨‬ص ص ‪ ٢٥‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫]‪١٣٣‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟﺴـﻮدان دراﺳـﺎت ﻃﺒﻴﻌﻴـﺔ واﻗﺘﺼـﺎدﻳﺔ‪ ،‬ج‪ ،١‬اﻟﻘــﺎﻫﺮ ة‪ ،٩٧٢ ،‬ص ص ‪ -٧‬؛‬
‫‪١١‬‬ ‫)‪ (٥‬ﻋﺰﻳﺰ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺒﻴﺐ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎل دﺳـﻮﻗﻲ‪ ،‬دراﺳـﺎت ﻓـﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤـﻊ اﻟﺴـﻮداﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺨﺮﻃـﻮم‪ ،١٩٧٣ ،‬ص ص ‪٠٥ -٣٩٠‬؛ ﺻـﻼح‬
‫اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺸﺎﻣﻲ‪ ،‬اﻟﺴﻮدان دراﺳﺔ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ‪ ،‬اﻹﺳﻜﻨﺪرﻳﺔ‪ ،١٩٧٣ ،‬ص ‪ ٣٥‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٦‬ﺗﺮﺗــﺐ ﻋﻠــﻰ ﻫــﺬا اﻟﻘــﺎﻧﻮن إﺟــﺮاءات ﻋﺪﻳــﺪة ﻛــﺎن أﻫﻤﻬــﺎ ﻧﻘــﻞ اﻟﻤــﻮﻇﻔﻴﻦ اﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﻴﻦ اﻟــﺬﻳﻦ ﻳﻌﻤﻠــﻮن‬
‫ﺑ ــﺎﻟﺠﻨﻮب إﻟ ــﻰ اﻟﺸ ــﻤﺎل وﺳ ــﺤﺐ رﺧ ــﺺ اﻟﺘﺠ ــﺎر اﻟﺸ ــﻤﺎﻟﻴﻴﻦ وﻣﻨ ــﻊ ارﺗ ــﺪاء اﻟ ــﺰي اﻟﻌﺮﺑ ــﻲ اﻹﺳ ــﻼﻣﻲ‬
‫واﻟﺘﺴــﻤﻲ ﺑﺎﻷﺳــﻤﺎء اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ وإﻏــﻼق اﻟﻤﺤــﺎﻛﻢ اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ وﻣﻨــﻊ اﻟﺘــﺪرﻳﺲ ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤــﺪارس‬
‫اﻟﺠﻨﻮﺑﻴــﺔ واﻋﺘﻤــﺎد اﻟﻠﻐــﺔ اﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳــﺔ اﻟﻠﻐــﺔ اﻷﺳﺎﺳــﻴﺔ ﻓﻴــﻪ‪ .‬ﻣــﺪﺛﺮ ﻋﺒــﺪاﻟﺮﺣﻴﻢ‪ ،‬اﻻﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴــﺔ واﻟﻘﻮﻣﻴــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺴـ ــﻮدان‪ ،‬ﺑﻴـ ــﺮوت‪ ،٩٧١ ،‬ص ص ‪٢٦ -١٤‬؛ اﺑﻴـ ــﻞ اﻟﻴـ ــﺮ‪ ،‬ﺟﻨـ ــﻮب اﻟﺴـ ــﻮدان اﻟﺘﻤـ ــﺎدي ﻓـ ــﻲ ﻧﻘـ ــﺾ‬
‫اﻟﻤﻮاﺛﻴـﻖ واﻟﻌﻬـﻮد‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤـﺔ ﺑﺸـﻴﺮ ﻣﺤﻤــﺪ ﺳـﻌﻴﺪ‪ ،‬ﻟﻨـﺪن‪ ،١٩٩٢ ،‬ص ص ‪١٨ -١٠‬؛ ﻣﺤﻤـﺪ ﺳــﻠﻴﻤﺎن‪،‬‬
‫"اﻟﺠﺬور اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان"‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻄﻠﻴﻌﺔ )اﻟﻘﺎﻫﺮة(‪ ،‬اﻟﻌـﺪد ‪ ،٩‬اﻟﺴـﻨﺔ ‪ ،١‬أﻳﻠـﻮل‬
‫‪ ،١٩٧٠‬ص ص ‪ ٢١‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ؛ ﻋﺒﺪاﻟﻐﻔﺎر ﻣﺤﻤﺪ اﺣﻤﺪ‪" ،‬اﻟﺴﻮدان ودﻳﻨﺎﻣﻴﻜﻴﺔ اﻟﺘﻨﻮع‪ ،‬ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫اﺳــﺘﻄﻼع ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ ﻗﻄــﺮ ﻋﺮﺑــﻲ أﻓﺮﻳﻘــﻲ"‪ ،‬ﻣﺠﻠــﺔ اﻟﻤﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﺑــﻲ )ﺑﻴــﺮوت(‪ ،‬اﻟﻌــﺪد ‪ ،٨٣‬اﻟﺴــﻨﺔ ‪،٨‬‬
‫ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،١٩٨٦‬ص ص ‪.١٢٣ - ٩٣‬‬
‫)‪ (٧‬واﺟﻪ اﻟﺴﻮدان ﺗﻤﺮداً ﻣﺴﻠﺤﺎً ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺑـﻪ‪ ،‬ﺑـﺪأت اﻟﻤﺮﺣﻠـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﺑﺘﻤـﺮد اﻟﻔﺮﻗـﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺠـﻴﺶ‬
‫اﻟﺴــﻮداﻧﻲ ﻋــﺎم ‪ ١٩٥٥‬واﻧﺘﻬــﺖ ﺑﺘﻮﻗﻴــﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ أدﻳــﺲ أﺑﺎﺑــﺎ ﻋــﺎم ‪ ١٩٧٢‬ﺑــﻴﻦ اﻟــﺮﺋﻴﺲ ﺟﻌﻔــﺮ ﻧﻤﻴــﺮي‬
‫وﻗــﻮى اﻟﺘﻤــﺮد‪ ،‬واﻟﺘــﻲ ﻣﻨﺤــﺖ ﺑﻤﻮﺟﺒــﻪ اﻟﺤﻜــﻢ اﻟــﺬاﺗﻲ ﻟﻠﺠﻨــﻮﺑﻴﻴﻦ‪ .‬وﻓــﻲ ﻋــﺎم ‪ ١٩٨٣‬ﺑــﺪأت اﻟﻤﺮﺣﻠــﺔ‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺮد ﻋﻠﻰ اﺛﺮ إﻋﻼن ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮاﻧﻴﻦ اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓـﻲ أﻳﻠـﻮل ‪ ١٩٨٣‬وإﻋـﺎدة ﺗﻘﺴـﻴﻢ‬
‫وﻻﻳﺎت اﻟﺠﻨﻮب‪ ،‬اﻧﺪﻟﻊ ﻋﻠﻰ أﺛﺮﻫﺎ ﺗﻤﺮد ﻣﺴﻠﺢ دام أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً أﻧﻬﻰ ﺑﻌﻘﺪ اﺗﻔـﺎق اﻟﺴـﻼم‬
‫ﻓﻲ ‪ ٩‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ .٢٠٠٥‬ﺑﻴﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻤﺮ ﺣﺴـﻦ اﻟﺒﺸـﻴﺮ واﻟـﺪﻛﺘﻮر ﺟـﻮن ﻗﺮﻧـﻖ ‪.‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻـﻴﻞ ﻳﻨﻈـﺮ‪:‬‬
‫ﻋﺒــﺪاﻟﻠﻄﻴﻒ ﻛــﺮﻳﻢ اﻟﺰﺑﻴــﺪي‪ ،‬ﻣﺸــﻜﻠﺔ ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان‪ ،‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺴــﺘﻴﺮ‪ ،‬ﻣﻌﻬــﺪ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﻘﻮ ﻣﻴــﺔ‬
‫واﻻﺷــﺘﺮاﻛﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺠﺎﻣﻌــﺔ اﻟﻤﺴﺘﻨﺼــﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺑﻐــﺪاد‪ ،١٩٨٥ ،‬ص ص ‪٥٩ - ٣٦‬؛ ﺑﻮﻧــﺎ ﻣــﺎﻟﻮال‪ :‬اﻟﺴــﻮدان‪:‬‬
‫راﺑﻄــﺔ ﺑــﻴﻦ أﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ وأﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ ﻏﻴــﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ‪ ،‬وزارة اﻟﺜﻘﺎﻓــﺔ واﻹﻋــﻼم‪ -‬اﻟﺨﺮﻃــﻮم )ﺑــﺪون ﺗــﺎرﻳﺦ(؛‬
‫ﻣﻨﺼﻮر ﺧﺎﻟﺪ‪ :‬ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻓﻲ اﻟﻤﺨﻴﻠﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ -‬دار ﺗﺮاث ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ -‬ﺑﻴﺮوت ‪٢٠٠٠‬؛ ذاﻛﺮ ﻣﺤﻲ‬
‫اﻟــﺪﻳﻦ ﻋﺒــﺪاﷲ‪" ،‬اﻻﺑﺮاﻏﻤﺎﺗﻴــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ‪ :‬ﻗــﺮاءة ﻓــﻲ ﺧﻠﻔﻴــﺎت ﺻــﺪور ﻗــﺎﻧﻮن ﺳــﻼم اﻟﺴــﻮدان"‪ ،‬آداب‬
‫اﻟﺮاﻓﺪﻳﻦ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪،٥١‬ﻛﻠﻴﺔ اﻵداب‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻮﺻﻞ‪ ،‬أﻳﻠﻮل ‪ .٢٠٠٨‬ص ص ‪.١٤٤ -١١٥‬‬
‫)‪ (٨‬اﻟﻴــﺮ‪ ،‬اﻟﻤﺼــﺪر اﻟﺴــﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ص ‪١٤ -١٠‬؛ ﻋــﻮﻧﻲ ﻓﺮﺳــﺦ‪" ،‬اﻷﻗﻠﻴــﺎت ﻓــﻲ اﻟــﻮﻃﻦ اﻟﻌﺮﺑــﻲ ﺗﺮاﻛﻤــﺎت‬
‫اﻟﻤﺎﺿﻲ وﺗﺤﺪﻳﺎت اﻟﺤﺎﺿﺮ واﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻞ"‪ ،‬ﻣﺠﻠـﺔ اﻟﻤﺴـﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﺑـﻲ‪ ،‬اﻟﻌـﺪد ‪ ،١١٩‬اﻟﺴـﻨﺔ‬
‫‪ ،١١‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،١٩٨٩‬ص ‪٥٩ -٣٦‬؛ ﻓﺮﻧﺴﻴﺲ دﻳﻨﻖ‪ .‬دﻳﻨﺎﻣﻴـﺔ اﻟﻬﻮﻳـﺔ‪ :‬أﺳـﺎس ﻟﻠﺘﻜﺎﻣـﻞ اﻟـﻮﻃﻨﻲ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٣٤‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان‪ :‬اﻟﺨﺮﻃﻮم )‪ (١٩٧٣‬ﺗﺮﺟﻤﺔ‪ :‬ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺟﺎدﻳﻦ‪ -‬اﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴـﻮداﻧﻴﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫﺮة )‪ ،(١٩٩٩‬ﺻﻔﺤﺎت ﻋﺪﻳﺪة‪.‬‬
‫)‪ (٩‬ﻫﻨــﺎك دراﺳــﺎت ﻋﺪﻳــﺪة ﺣــﻮل ﻫــﺬا اﻟﻤﻮﺿــﻮع؛ ﻣﻨﻬــﺎ ﻣﺎﻛﺘﺒــﻪ راﻣــﺰي ﻛــﻼرك )وآﺧــﺮون(‪ ،‬اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳــﺔ‬
‫اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ )ﺻﻔﺤﺎت ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ واﻟﺤﺎﺿـﺮ(‪ ،‬ﻣﻜﺘﺒـﺔ اﻟﺸـﺮوق‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫﺮة‪٢٠٠١ -‬؛ ﻧﻌـﻮم ﺗﺸﻮﻣﺴـﻜﻲ‬
‫اﻟﻬﻴﻤﻨﺔ أم اﻟﺒﻘﺎء‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺳﺎﻣﻲ اﻟﻜﻌﻜﻲ‪ ،‬دار اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻌﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺑﻴﺮوت‪٢٠٠٤ -‬؛ ﺻﻔﺤﺎت ﻣﺘﻌﺪدة‪.‬‬
‫وﻳﻨﻈﺮ‪ :‬اﻟﻤﻘﺎل اﻟﻤﻨﺸﻮر ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ؛‬
‫‪American Diplomacy, inside Sudan, Revolution in Zanzibar, vol,v١١,‬‬
‫‪No,١, ٢٠٠٢, www. Ciaonet, org .‬‬
‫)‪ (١٠‬ﻫﻲ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻬﻴﺌـﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴـﺔ وﻣﻜﺎﻓﺤـﺔ اﻟﺠﻔـﺎف‪ ،‬اﻟﺘـﻲ ﺗﻌـﺮف اﺧﺘﺼـﺎرا )اﻹﻳﺠـﺎد( وﺗﻈـﻢ دوﻻ‬
‫أﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻫﻲ ﻛﻴﻨﻴﺎ أوﻏﻨﺪا وإرﻳﺘﺮﻳﺎ وأﺛﻴﻮﺑﻴﺎ واﻟﺼﻮﻣﺎل وﺟﻴﺒﻮﺗﻲ‪ ،‬ﺑﺪأت ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺑﺪﻋﻮة ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨـﺰاع‬
‫ﻟﻌﻘــﺪ أول ﻟﻘــﺎء ﺑﻴﻨﻬﻤــﺎ ﻓــﻲ آذار ‪ ،١٩٩٤‬وﺗﺒﻌﻬــﺎ ﺟﻮﻟــﺔ أﺧــﺮى ﻓــﻲ ﻣــﺎﻳﺲ ‪ ١٩٩٤‬ﻓــﻲ ﻧﻴﺮوﺑــﻲ ﺗﻘــﺮر‬
‫ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻋﺮف ﺑـ )إﻋﻼن اﻟﻤﺒﺎدئ ﻣﻦ اﺟﻞ ﺣﻞ اﻟﻨﺰاع(‪ ،‬واﻫﻢ ﻣﺎﻧﺺ ﻋﻠﻴﻪ ﻫـﺬا اﻹﻋـﻼن‪ ،‬أن ﻳﻘـﻮم‬
‫ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﻧﻈﺎم دﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻳﺘﻴﺢ ﺣﺮﻳﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎد واﻟﺪﻳﻦ وﻓﺼﻞ اﻟﺪﻳﻦ ﻋﻦ اﻟﺪوﻟﺔ واﻻﻋﺘﺮاف ﺑﺎﻟﺘﻌـﺪد‬
‫اﻟﻌﺮﻗﻲ واﻻﺛﻨﻲ واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ واﻟﺪﻳﻨﻲ‪ ،‬ﻣـﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴـﺪ ﻋﻠـﻰ وﺣـﺪة اﻟﺴـﻮدان ﻓـﻲ إﻃـﺎر اﻟﺪوﻟـﺔ اﻟﻔﺪراﻟﻴـﺔ‪ .‬أﻳﻤـﻦ‬
‫اﻟﺴــﻴﺪ ﻋﺒــﺪاﻟﻮﻫﺎب‪" ،‬اﻷزﻣــﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ اﻟﻤﺤــﺪدات واﻟﻘﻴــﻮد"‪ ،‬ﻣﺠﻠــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻟﺪو ﻟﻴــﺔ اﻟﻌــﺪد ‪،١٣٢‬‬
‫ﻧﻴﺴــﺎن ‪ .١٩٩٨‬ص ص‪٢٠٠ -١٩٧‬؛ ﻣﺤﻤــﺪ ﻋﻨــﺎد ﻣــﺮاد‪" ،‬اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳــﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴــﺔ ﺑــﻴﻦ‬
‫اﻟﻮﺣـﺪة واﻟﺘﺠﺰﺋــﺔ واﻟﻌﻮاﻣـﻞ اﻟﻤــﺆﺛﺮة"‪ ،‬ﻣﺠﻠــﺔ اﻟﻔﻜـﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ‪ ،‬دﻣﺸـﻖ‪ ،‬اﻟﺴــﻨﺔ ‪ ،٦‬اﻟﻌــﺪدان ‪،١٩ -١٨‬‬
‫‪ .٢٠٠٣‬ص ص ‪ ٢٥‬وﻣ ــﺎ ﺑﻌـــﺪﻫﺎ؛ إﺟـــﻼل رأﻓـــﺖ )وآﺧـــﺮون(‪ ،‬اﻟﺴـــﻮدان ﻋﻠـــﻰ ﻣﻔﺘـــﺮق ﻃـــﺮق‪ :‬ﺑﻌـــﺪ‬
‫اﻟﺤﺮب‪ ..‬ﻗﻞ اﻟﺴﻼم‪) ،‬ﺑﻴﺮوت‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،(٢٠١٠ ،‬ص ص ‪.٣٠ -٢٣‬‬
‫)‪ (١١‬ﺟــﺎء ﺗﻘﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻨﺎﺗﻮر داﻧﻔــﻮرث ﻣﺘﻮازﻧ ـﺎً وﺣﻈــﻲ ﺑﺮﺿــﺎء اﻟﺤﻜﻮﻣــﺔ واﻟﻘــﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ اﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ‪،‬‬
‫وﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎك ﺑﻌﺾ اﻟﺘﺤﻔﻈﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﻴـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﻘﺮﻳـﺮ‪ ،‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠـﻖ ﺑﺤـﻖ ﺗﻘﺮﻳـﺮ اﻟﻤﺼـﻴﺮ‪ ،‬اﻟـﺬي ﻟـﻢ‬
‫ﻳﺤﺒﺬﻩ اﻟﺴﻴﻨﺎﺗﻮر داﻧﻔﻮرث ﺑﺸﻜﻞ واﺿﺢ‪ ،‬إذ أوﺿﺢ ﻣﻴﻠﻪ إﻟـﻰ اﻟﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ وﺣـﺪة اﻟﺴـﻮدان‪ ،‬ﻣـﻊ إﻋﻄـﺎء‬
‫اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت اﻟﻜﺎﻓﻴـﺔ ﻟﻠﺠﻨـﻮﺑﻴﻴﻦ ﻟﻤﻤﺎرﺳـﺔ ﺣﻘـﻮﻗﻬﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴـﺔ واﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ واﻟﺤﺼـﻮل ﻋﻠـﻰ ﺣﺼـﺘﻬﻢ اﻟﻌﺎدﻟـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺴــﻠﻄﺔ واﻟﺜــﺮوة‪ .‬ﺣﺴــﻦ أﺑــﻮ ﻃﺎﻟــﺐ‪" ،‬اﻟﺴــﻮدان واﻟﺘﺤــﻮل ﻣــﻦ اﻟﺼ ـﺮاع إﻟــﻰ اﻟﺴــﻼم"‪ .‬ﻣﺮﻛــﺰ اﻟﺪراﺳــﺎت‬
‫‪www. Acpss. Ahram. Org .eg‬‬ ‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬اﻷﻫﺮام‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (١٢‬ﻣﺮﻛـ ــﺰ اﻟﺪراﺳـ ــﺎت اﻹﺳـ ــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴـ ــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜـ ــﻲ ﻣﺮﻛـ ــﺰ اﻟﺪراﺳـ ــﺎت اﻹﺳـ ــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴـ ــﺔ‬
‫)‪ (csis) (center for strategic and international studies‬اﻟﺬي ﺗﺄﺳﺲ ﻋـﺎم ‪،١٩٦٢‬‬
‫و ﻫﻮ اﺣﺪ أﻫﻢ اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤﺜﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﻤﺆﺛﺮة ﻋﻠﻰ ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻘﺮار اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ وﻻﺳﻴﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﺨﺺ‬
‫اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‪ ،‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫]‪١٣٥‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫‪ US policy to End Sudan War, Report of CSIS taskforce‬؛‪www.csis.org‬‬
‫‪on US- Sudan policy - Feb ٢٠٠١ cochairs: Francis Deng - S. Morrison‬‬
‫؛ ﻫﺸــﺎم ﺳــﻼم‪" ،‬ﻣﺮﻛــﺰ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ واﻹﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ"‪ ،‬ﺗﻘﺮﻳــﺮ واﺷــﻨﻄﻦ‪ ،‬اﻟﻌــﺪد ‪ ٢٣ ،١٦‬ﺗﻤــﻮز‬
‫‪ ،٢٠٠٥‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻮﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻜﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.Taqrir.org‬‬
‫)‪ (١٣‬ﻳﻤﻜــﻦ ﻣﺮاﺟﻌــﺔ اﻟﻨﺼــﻮص اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳــﺔ اﻟﺮﺳــﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﺮﺗﻮﻛــﻮﻻت ﺑﻤﻮﻗــﻊ ﻣﻨﻈﻤــﺔ اﻹﻳﺠــﺎد ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.igad.org/‬‬
‫)‪ (١٤‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻋــﻦ ﺗﻘﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻨﺎﺗﻮر ﺟــﻮن داﻧﻔــﻮرت ﻣﺒﻌــﻮث اﻟﺮﺋﺎﺳــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ ﻳﻨﻈــﺮ‪ :‬ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣــﺔ‬
‫اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﻤﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪http://www.america.gov/st/texttrans- :‬‬
‫‪arabic/٢٠l‬؛ ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻋــﻦ اﻟﻤﻮﻗــﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ‪ :‬ﻳﻨﻈــﺮ ﻣﻮﻗــﻊ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫‪www.usinfo.state.gor‬‬ ‫اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (١٥‬اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫)‪ (١٦‬ﻛﺎﻧﺖ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻗﺪ وﺿﻌﺖ اﻟﺨﻄﻮط اﻷوﻟﻰ ﻟﻬـﺬا اﻟﻘـﺎﻧﻮن ﻓـﻲ اﻟﻜـﻮﻧﻜﺮس ﻓـﻲ أواﺧـﺮ ﻋﻬـﺪ إدارة‬
‫اﻟ ـﺮﺋﻴﺲ ﻛﻠﻴﻨﺘــﻮن ﻓــﻲ ﺗﺸ ـﺮﻳﻦ ﺛــﺎﻧﻲ ‪ .١٩٩٩‬إﻻ اﻧــﻪ ﻋــﺎد إﻟــﻰ اﻷﺿ ـﻮاء ﻣــﺮة أﺧــﺮى وﺑﻜــﻞ ﻗــﻮة ﻓــﻲ آذار‬
‫‪ ٢٠٠١‬وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﻋﺠﻞ إﺻﺪار ﻫﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺗﺪاﻋﻴﺎت أﺣﺪاث ‪ ١١‬أﻳﻠـﻮل ‪ ،٢٠٠١‬وﻻﺳـﻴﻤﺎ وأن اﻟﺴـﻮدان‬
‫ﻛ ــﺎن آﻧ ــﺬاك ﺿ ــﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤ ــﺔ اﻟ ــﺪول )اﻟﺪاﻋﻤ ــﺔ ﻟﻺرﻫ ــﺎب( اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ‪ .‬ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ ﺑ ــﺎﺣﺜﻴﻦ‪ ،‬ﻧ ــﺪوة ﻣﺴ ــﺘﻘﺒﻞ‬
‫اﻟﺴﻮدان‪ ،‬ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺒﺤﻮث واﻟﺪراﺳﺎت اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘـﺎﻫﺮة‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻫﺮة‪ ،٢٠٠٢ ،‬ص ‪ ١١٦‬وﻣـﺎ ﺑﻌـﺪﻫﺎ؛‬
‫رﺳــﻼن‪ ،‬أﺑﻌ ـﺎد اﻟﺘﻐﻴﻴــﺮ ﻓــﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ‪ ،٠‬اﻟﻤﺼــﺪر اﻟﺴــﺎﺑﻖ؛ أﺑــﻮ ﺷــﺒﺎﻧﻪ‪ ،‬اﻟﻤﺼــﺪر اﻟﺴــﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‬
‫‪ ١٨٩‬وﻣــﺎ ﺑﻌــﺪﻫﺎ؛ ﻣﺤﻤــﺪ اﻟﺴــﻤّﺎك‪ ،‬ﻣﻘــﺪﻣﺎت اﻧﻔﺼ ــﺎل ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان‪ ،‬ﻣﻘــﺎل ﻣﻨﺸــﻮر ﻓــﻲ ﺻ ــﺤﻴﻔﺔ‬
‫اﻟﻤﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.almustaqbal.com/defa‬‬
‫)‪ (١٧‬أودﻋﺖ اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﻳﻮم ‪ ٧‬ﺗﺸـﺮﻳﻦ أول ‪ ٢٠٠٢‬ﻓـﻲ ﻣﺠﻠـﺲ اﻟﻨـﻮاب اﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ وأﺟﻴـﺰ ﻓـﻲ‬
‫ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻴﻮخ ﻓﻲ ‪ ١٠‬ﺗﺸﺮﻳﻦ أول ‪ .٢٠٠٢‬ﺟﺎء ﻓﻲ دﻳﺒﺎﺟـﺔ اﻟﻘـﺎﻧﻮن اﻟﻤﻜـﻮن ﻣـﻦ أﺣـﺪ ﻋﺸـﺮ ﺑﺎﺑـﺎ‪ ،‬إن اﻟﻬـﺪف‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ــﻲ اﻟﻤﻌﻠ ــﻦ ﻣ ــﻦ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮن ﻫ ــﻮ "ﺗﺴ ــﻬﻴﻞ ﺟﻬ ــﻮد اﻹﻏﺎﺛ ــﺔ واﻟﺤ ــﻞ اﻟﺸ ــﺎﻣﻞ ﻟﻤﺸ ــﻜﻠﺔ اﻟﺤ ــﺮب ﻓ ــﻲ ﺟﻨ ــﻮب‬
‫اﻟﺴــﻮدان"؛ ﺣــﺪد اﻟﺒــﺎب اﻷول ﻣﻨــﻪ ﺗﺴــﻤﻴﺔ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﺑ ـ )ﻗــﺎﻧﻮن ﺳــﻼم اﻟﺴــﻮدان(؛ وﺣــﺪد اﻟﺒــﺎب اﻟﺜــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ اﻟﻔﻘــﺮة‬
‫اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﻪ‪" ،‬إن ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺴﻼم ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴـﻖ وﺷـﺎﻣﻠﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳـﺔ دوﻟﻴـﺔ ﻣﺤﻤﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻤﻨـﺎورات واﻟﺘﻼﻋـﺐ ﺗﻤﺜـﻞ‬
‫أﺣﺴــﻦ ﻓﺮﺻــﺔ ﻹﺣـﺮاز ﺳــﻼم داﺋــﻢ" ﻣــﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﻋﻠــﻰ ﻗﻴــﺎدة اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﻤﺘﺤــﺪة ﻟﻬــﺬﻩ اﻟﺠﻬــﻮد‪ .‬وﻋــﺪﻫﺎ اﻟﻘــﺎﻧﻮن‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٣٦‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫"أﻣــﺮا ﺑــﺎﻟﻎ اﻷﻫﻤﻴــﺔ"‪ .‬اﻧﻈــﺮ ﻧــﺺ اﻟﻘــﺎﻧﻮن ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻹﻧﻜﻠﻴﺰﻳ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﺒﻴــﺖ اﻷﺑــﻴﺾ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ــﺎﻟﻲ‪،‬‬
‫‪www.whitehouse.gov/news‬؛ ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬ﻋﺒﺪاﷲ‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ .‬ص ص ‪.١٤٤ -١١٥‬‬
‫)‪ (١٨‬ﻣﺎرﺳـﺖ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﺳﻠﺴــﻠﺔ ﺿـﻐﻮﻃﺎت‪ ،‬ﻣﻨﻬــﺎ ﻗـﺮار وزارة اﻟﺨﺰاﻧـﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﺑﺘﺠﻤﻴـﺪ أرﺻــﺪة‬
‫ﻋــﺪد ﻣــﻦ اﻟﺸــﺮﻛﺎت اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ اﻟﻤﻮﺟــﻮدة ﻓــﻲ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﻤﺘﺤــﺪة ‪ .‬وﺗﺠﺪﻳــﺪ اﻟﻌﻤــﻞ ﺑﻘــﺎﻧﻮن ﻳﻔــﺮض‬
‫اﻟﻌﻘﻮﺑــﺎت اﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﻮ دان وﻣﻨــﺬ ‪ ٣‬ﺗﺸــﺮﻳﻦ اﻟﺜــﺎﻧﻲ ‪ ،١٩٩٧‬ﺑﺤﺠــﺔ اﺳــﺘﻤﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣــﺔ‬
‫اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻤﺢ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎت "إرﻫﺎﺑﻴﺔ" ﻣﺤﺪدة ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﺎ ﺑﺤﺮﻳﺔ‪ .‬اﻟﺴﻴﺪ‬
‫اﺣﻤﺪ‪" ،‬ﻗﺮاءة وﻣﻼﺣﻈﺎت ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن ﺳﻼم اﻟﺴﻮدان"‪ ،‬ﺟﺮﻳﺪة اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‪ ،‬ﻟﻨـﺪن‪ ١٧ ،‬ﺗﺸـﺮﻳﻦ‬
‫أول ‪ alawsat.comwww.asharg ،٢٠٠٤‬؛ ﻧﺺ ﻗﺎﻧﻮن ﺳﻼم اﻟﺴﻮدان‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫)‪ (١٩‬ﺣﺪد اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﺎب اﻟﺴﺎدس اﻟﻤﻌﻨﻮن )اﻟـﺪﻋﻢ ﻟﻌﻤﻠﻴـﺔ ﺳـﻼم ﻣﺴـﻨﻮدة دوﻟﻴـﺎ(‪ ،‬ﻃﺒﻴﻌـﺔ اﻟﻌﻘﻮﺑـﺎت‬
‫اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻔﺮض ﻋﻠـﻰ ﻃﺮﻓـﻲ اﻟﻨـﺰاع ﻓـﻲ ﺣﺎﻟـﺔ ﻋﺮﻗﻠـﺔ اﻟﺠﻬـﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟـﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ اﻟﺴـﻼم وﻣـﻊ ذﻟـﻚ ﻟـﻢ‬
‫ﻳﻐﻔﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻹﺷﺎرة إﻟـﻰ ﺿـﺮورة ﺗـﻮﻓﻴﺮ ﺣﺸـﺪ دوﻟـﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ اﻟﺴـﻼم وﺗﻨﻔﻴـﺬ اﻟﻘـﺎﻧﻮن‪ ،‬ﻓﻔـﻲ اﻟﺒـﺎب‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻊ اﻟﻤﻌﻨﻮن )اﻟﻀﻐﻂ اﻟﺪوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻨﺰاع(‪ ،‬ﺣﺪد ﻃﺒﻴﻌـﺔ ﻫـﺬﻩ اﻟﻀـﻐﻮط اﻟﺘـﻲ ﻳﻘـﻊ اﻟﻌـﺐء‬
‫اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة واﻟﻘﻨﻮات اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ‪،‬ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ اﻟﻘﺎﻧﻮن أﻳﻀﺎ ﻓﻲ اﻷﺑﻮاب )‪-٨‬‬
‫‪ (١٠ -٩‬اﻹﺷــﺎرة إﻟ ـﻰ ﺟﻬــﻮد اﻹﻏﺎﺛــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴــﺔ‪ .‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻳﻨﻈــﺮ‪ :‬ﻧــﺺ ﻗــﺎﻧﻮن ﺳــﻼم‬
‫اﻟﺴﻮدان‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫)‪ (٢٠‬ﻗﺎﻣﺖ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان ﺣﻤﻠﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ودﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ واﺳـﻌﺔ اﺳـﺘﻨﻜﺎرا ﻟﻠﻘـﺎﻧﻮن وأدى ذﻟـﻚ إﻟـﻰ اﺳـﺘﺪﻋﺎء‬
‫واﺷﻨﻄﻦ ﻟﺴﻔﻴﺮﻫﺎ )ﺟﻴﺖ ﻣﻠﻴﻔﺘﻮن( ﻓﻲ اﻟﺨﺮﻃﻮم ﻟﻼﺳﺘﻔﺴﺎر ﺣﻮل ردود اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺴـﻮداﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ‬
‫اﺳﺘﺪﻋﺖ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻷﻋﻤﺎل اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻓـﻲ واﺷـﻨﻄﻦ ﻟﺘﺒـﻴﻦ وﺟﻬـﺔ ﻧﻈﺮﻫـﺎ‪ ،‬وﻟﻠﺘﺄﻛﻴـﺪ ﻋﻠـﻰ أن اﻟﻘـﺎﻧﻮن‬
‫ﻳﻬــﺪف إﻟــﻰ إﺣــﻼل اﻟﺴــﻼم واﻟﺘﺴــﺮﻳﻊ ﻓــﻲ إﻧﻬــﺎء اﻟﺤــﺮب اﻟــﺪاﺋﺮة ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﻮب‪ .‬وﻻ ﻳﻌﻨــﻲ ﺻــﺪور‬
‫اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﻮدة ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﻴﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ ﻣـﻦ اﻟﺘـﻮﺗﺮ واﻟﺘـﺄزم‪ .‬ﻫـﺎﻧﻲ رﺳـﻼن‪" ،‬دواﻓـﻊ‬
‫اﻟﺘـ ــﺪﺧﻞ وﻛﻮاﺑﺤـ ــﻪ‪ :‬اﻟﻤﻮﻗـ ــﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜـ ــﻲ ﻣـ ــﻦ أزﻣـ ــﺔ دارﻓـ ــﻮر"‪ ،‬ﻣﻮﻗـ ــﻊ ﻣﺮﻛـ ــﺰ اﻟﺪراﺳـ ــﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳـ ــﻴﺔ‬
‫‪, Ahram .org .‬‬ ‫واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ )اﻟﻘﺎﻫﺮة(‪ ،‬اﻷﻫﺮام‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮﺑﻂ اﻟﺘـﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.scpss‬‬

‫)‪ (٢١‬أﻗ ــﺪﻣﺖ اﻹدارة اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﻓـــﻲ ‪ ١٦‬ﺗﺸ ــﺮﻳﻦ أول ‪ ،٢٠٠٤‬ﻋﻠـــﻰ ﺗﻌ ــﺪﻳﻞ ﻗـــﺎﻧﻮن )ﺳ ــﻼم اﻟﺴـــﻮدان‬
‫اﻟﺴﺎﺑﻖ(‪ .‬وذﻟﻚ ﺑﺈﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن )ﺳﻼم اﻟﺴﻮدان اﻟﺸﺎﻣﻞ( ﻣﻊ اﻧـﺪﻻع اﻟﺘﻤـﺮد ﻓـﻲ إﻗﻠـﻴﻢ دارﻓـﻮر ﻓـﻲ‬
‫ﺷﺒﺎط‪ -‬آذار ‪ ،٢٠٠٣‬واﺳﺘﻤﺮار ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺘﻞ واﻟﻨﺰوح ﻣﻦ اﻹﻗﻠـﻴﻢ وﺗﺤﻤﻴـﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣـﺔ اﻟﺴـﻮداﻧﻴﺔ‬
‫ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ ذﻟــﻚ‪ .‬ﺟﺮﻳــﺪة اﻟﺸــﺮق اﻷوﺳــﻂ‪ ،‬ﻟﻨــﺪن‪ ٢٠ ،‬ﻛــﺎﻧﻮن أول ‪alawsat .com ،٢٠٠٤‬‬
‫]‪١٣٧‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫‪ ،argwww.ash‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن‪ .‬ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻋﻠـﻰ‬
‫‪www . Ndasudan.org/News‬‬ ‫اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٢٢‬ﺗــﻢ اﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﺑﻘــﺎء اﻟﺠــﻴﺶ اﻟﺴــﻮداﻧﻲ اﻟــﻮﻃﻨﻲ واﻟﺠــﻴﺶ اﻟﺘــﺎﺑﻊ ﻟﻠﺤﺮﻛــﺔ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻮدان‬
‫ﻣﻨﻔﺼﻠﻴﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬وﻳﺘﻢ ﺗﻜـﻮﻳﻦ ﻋـﺪد ﻣـﻦ اﻟﻮﺣـﺪات اﻟﻤﺸـﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤـﺎ واﻟﺘـﻲ ﺗﺘـﺄﻟﻒ ﺑﺸـﻜﻞ‬
‫ﻣﺘﺴــﺎو ﻣــﻦ اﻟﺠﻴﺸــﻴﻦ‪ ،‬وﺗﻨﺘﺸــﺮ ﻫــﺬﻩ اﻟﻮﺣــﺪات ﺑﻮاﻗــﻊ ‪ ٢٤‬أﻟﻔ ـﺎً ﻓــﻲ ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان‪ ٦ ،‬آﻻف ﺑﺠﺒــﺎل‬
‫اﻟﻨﻮﺑــﺔ‪ ٦ ،‬آﻻف ﺟﻨــﻮب اﻟﻨﻴــﻞ اﻷزرق‪ ٣ ،‬آﻻف ﺑــﺎﻟﺨﺮﻃﻮم‪ ،‬واﻻﺗﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ ﻧﻈــﺎم ﻣﺼــﺮﻓﻲ ﻳﺤﺘــﻮي ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺑﻨﻚ ﻣﺮﻛﺰي ﺑﻔﺮﻋﻴﻦ‪ :‬أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ وﻓﻖ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎﻟﻤﻲ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي اﻟﺮﺑـﻮي ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﻮب‪ ،‬واﻵﺧـﺮ ﻳﺘﻌﺎﻣـﻞ‬
‫وﻓــﻖ اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﻤﺼــﺮﻓﻲ اﻹﺳــﻼﻣﻲ ﻓــﻲ اﻟﺸــﻤﺎل‪ .‬وإﺻــﺪار ﻋﻤﻠــﺔ ﺟﺪﻳــﺪة ﻣﻮﺣــﺪة‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﻳــﺘﻢ اﺳــﺘﻤﺮار‬
‫اﻟﺘﻌﺎﻣــﻞ ﺑــﺎﻟﻌﻤﻼت اﻟﻤﻮ ﺟــﻮدة ﻓــﻲ اﻟﺸــﻤﺎل واﻟﺠﻨــﻮب ﺧــﻼل اﻟﻔﺘــﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴــﺔ‪ .‬واﻟﺘﺸ ـﺮﻳﻊ ﻓــﻲ اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬
‫اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﻣﺼﺪرﻩ اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻟﺸﻌﺒﻲ وﻗﻴﻢ وأﻋﺮاف اﻟﺴﻮداﻧﻴﻴﻦ ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟـﻚ ﻣﻌﺘﻘـﺪاﺗﻬﻢ اﻟﺪﻳﻨﻴـﺔ‪ ،‬واﻟﺘﺸـﺮﻳﻊ‬
‫ﺧــﺎرج اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﺠﻨﻮﺑﻴــﺔ ﻣﺼــﺪرﻩ اﻟﺸ ـﺮﻳﻌﺔ واﻹﺟﻤــﺎع‪ .‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻳﻨﻈــﺮ اﻟﻤﻮاﻗــﻊ اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ‪ .‬ﻣﻮﻗــﻊ ﺟﺮﻳــﺪة‬
‫اﻟﺸـ ـ ــﺮق اﻷوﺳـ ـ ــﻂ )اﻟﻠﻨﺪﻧﻴـ ـ ــﺔ( ‪www Shargalawsat.com‬؛ ﻣﻮﻗـ ـ ــﻊ اﻟﺠﺰﻳـ ـ ــﺮة ﻧـ ـ ــﺖ‬
‫‪www.aljaziera.net‬‬
‫)‪ (٢٣‬ﺻـ ـ ـ ــﺤﻴﻔﺔ اﻟـ ـ ـ ــﺮأي اﻟﻌـ ـ ـ ــﺎم )اﻟﺨﺮﻃـ ـ ـ ــﻮم(‪ ١٠ ،‬ﻛـ ـ ـ ــﺎﻧﻮن ﺛـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ‪ .٢٠٠٥‬ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.rayaam.net‬‬
‫)‪ (٢٤‬وﻟــﺪ د‪ .‬ﺟــﻮن ﻗﺮﻧــﻖ ﻋــﺎم ‪ ،١٩٤٥‬وﻫــﻮ ﻣــﻦ ﻗﺒﺎﺋــﻞ دﻳﻨﻜــﺎ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴــﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴــﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺗﻠﻘــﻰ ﺗﺪرﻳﺒﺎﺗــﻪ‬
‫اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ودراﺳﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراﻩ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﻓﻲ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻟﻤﺘﺤـﺪة‪ ،‬اﻟﺘﺤـﻖ ﻋـﺎم ‪ ١٩٦٢‬إﻟـﻰ ﺣﺮﻛـﺔ اﻻﻧﻴﺎﻧﻴـﺎ‬
‫اﻟﻤﺘﻤــﺮدة اﻟﺠﻨﻮﺑﻴــﺔ‪ .‬وﺑﻌــﺪ ﻋﻘــﺪ اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ اﻟﺴــﻼم ﻓــﻲ أدﻳــﺲ أﺑﺎﺑــﺎ ﻋــﺎم ‪ ١٩٧٢‬اﻟﺘﺤــﻖ ﺑﺼــﻔﻮف اﻟﺠــﻴﺶ‬
‫اﻟﺴـﻮداﻧﻲ‪ .‬وﺑﻌـﺪ اﻧـﺪﻻع اﻟﺘﻤـﺮد ﻋـﺎم ‪ ١٩٨٣‬ﻗـﺎد ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ ﻋﺴـﻜﺮﻳﺔ واﻟﺘﺤـﻖ ﺑـﺎﻟﺘﻤﺮد‪ ،‬وأﺻـﺒﺢ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻌــﺪ‬
‫ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﻲ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮ ﻳﺮ اﻟﺴﻮدان‪ .‬ﺗﻮﻟﻰ ﻣﻨﺼﺐ اﻟﻨﺎﺋﺐ اﻷول ﻟﻠـﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴـﻮداﻧﻲ‪ ،‬اﺛـﺮ ﺗﻮﻗﻴـﻊ‬
‫اﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ اﻟﺴــﻼم ﻓــﻲ ‪ ٩‬ﻛــﺎﻧﻮن اﻟﺜــﺎﻧﻲ ‪ .٢٠٠٥‬ﻟﻘــﻲ ﻣﺼــﺮﻋﻪ اﺛــﺮ ﺳــﻘﻮط ﻃﺎﺋﺮﺗــﻪ ﻓــﻲ ﻣﻄﻠــﻊ أب ‪.٢٠٠٥‬‬
‫اﻟﻮاﺛــﻖ ﻛﻤﻴــﺮ )ﺗﺤﺮﻳــﺮ(‪ :‬ﺟــﻮن ﺟﺮﻧــﻖ‪ :‬رؤﻳﺘــﻪ ﻟﻠﺴــﻮدان اﻟﺠﺪﻳــﺪ وﻗﻀــﺎﻳﺎ اﻟﻮﺣــﺪة واﻟﻬﻮﻳــﺔ ﻓــﻲ ﺿــﻮء زﻳﺎرﺗــﻪ‬
‫ﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﺼﺮ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ -‬اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ اﻻﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ‪ -‬اﻟﻘﺎﻫﺮة ‪١٩٩٨‬؛ إﻧﺼﺎت ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺒﺎﺣﺚ‪.‬‬
‫)‪ (٢٥‬ﻟـﻢ ﻳﺴـﺘﻄﻴﻊ ﻣﻌﻈـﻢ اﻟﻤﺤﻠﻠـﻴﻦ و اﻟﺨﺒـﺮاء اﻟﻘﻄـﻊ ﺑﺘﺤﺪﻳـﺪ وﺟﻬـﺔ ﺟـﻮن ﻗﺮﻧـﻖ زﻋـﻴﻢ اﻟﺤﺮﻛـﺔ اﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺑﺼــﻮرة ﻧﻬﺎﺋﻴــﺔ‪ ،‬وﺑﻄﺮﻳﻘﺘــﻪ اﻟﻤﻌﺮوﻓــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻤﺮاوﻏــﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻛــﺎن ﺧﻄﺎﺑــﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ ﻳﺘﻠــﻮن ﺑﻤﺨﺘﻠــﻒ‬
‫ا ﻟﻮان اﻟﻄﻴﻒ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﺪاﺋﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺪث إﻟﻴﻬﺎ أو ﻳﺘﻨﺎﻗﺶ ﻣﻌﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﺘـﺎرة ﻳﻄﺎﻟـﺐ ﺑﻤـﺎ ﻳﺴـﻤﻰ‬
‫)اﻟﺴﻮ دان اﻟﺠﺪﻳﺪ( ﻓﻲ إﻃﺎر ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺪة اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻠﺒﻼد‪ ،‬وأﺧﺮى ﻳﺆﻳﺪ ﻓﻴﺪراﻟﻴـﺔ ﺗﻀـﻤﻦ ﻟـﻪ ﻫﻴﻤﻨﺘـﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻨﻮب‪ ،‬وﺛﺎﻟﺜﺔ ﻳﺪﻋﻢ ﻓﻜﺮة اﻟﻜﻮﻧﻔﺪراﻟﻴﺔ‪ ،‬وراﺑﻌﺔ ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﻖ ﺗﻘﺮﻳـﺮ اﻟﻤﺼـﻴﺮ وﻗﺒـﻮل ﻧﺘﻴﺠﺘـﻪ‬
‫اﻟﺘ ــﻲ ﻣ ــﻦ اﻟ ــﺮاﺟﺢ أن ﺗﻔﻀ ــﻲ إﻟ ــﻰ اﻻﻧﻔﺼ ــﺎل‪ .‬ﺗﻘﺮﻳ ــﺮ ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ اﻷزﻣ ــﺎت اﻟﺪوﻟﻴ ــﺔ اﻟﺼ ــﺎدر ﻓ ــﻲ ‪٩‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٣٨‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫أﻏﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺲ ‪٢٠٠٥‬م‪ .‬ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪www.crisisgroup.org‬‬
‫)‪ (٢٦‬ﺧﺎﻟﺪ أﺑﻮ أﺣﻤﺪ‪ ،‬رﻫﺎﻧﺎت اﻟﺤﺮب واﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان‪ ،‬ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻮﺳﻂ اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻴـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـﺪد ‪،٢٥٧‬‬
‫‪ ٢١‬ﻣﺎﻳﻮ ‪.٢٠٠٣‬‬
‫)‪ (٢٧‬اﻟﻌﺒﺎﺳـــﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺼـ ــﺪر اﻟﺴـ ــﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ص ‪٣٠٧ - ٣٠٦‬؛ ﻫـ ــﺎﻧﺊ رﺳـــﻼن‪" ،‬ﻋﻤﻠﻴـ ــﺔ ﺳ ـ ـﻼم اﻟﺠﻨـ ــﻮب‪..‬‬
‫ﻣﺨــﺎض ﺻــﻌﺐ ﻟﺘــﻮازن ﺣــﺮج‪ ،‬ﺳﻠﺴــﻠﺔ ﻛﺮاﺳــﺎت إﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ"‪ ،‬ﻣﺮﻛــﺰ اﻷﻫــﺮام ﻟﻠﺪراﺳــﺎت اﻹﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‪،‬‬
‫‪www. Acpss.‬‬ ‫اﻟﻌ ــﺪد ‪ ،١٤٩‬ﻣ ــﺎرس ‪ .٢٠٠٥‬ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪Ahram. Org‬‬
‫)‪ (٢٨‬ﻣﻨﺼــﻮر ﺧﺎﻟــﺪ‪ :‬ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ﻓ ـﻲ اﻟﻤﺨﻴﻠــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ‪ ،‬اﻟﺼــﻮرة اﻟﺰاﺋﻔــﺔ واﻟﻘﻤــﻊ اﻟﺘــﺎرﻳﺨﻲ‪ ،‬دار ﺗ ـﺮاث‬
‫ﻟﻠﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻟﻨﺪن‪ ،‬ﻃﺒﻌﺔ ‪ ،٢٠٠٠‬ص ‪ ١٥٩‬و ‪١٦٠‬؛ ﻫﺎﻧﻲ رﺳـﻼن‪" ،‬اﻟﻤﺴـﺎرات اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻟﻼزﻣـﺔ اﻟﺴـﻮداﻧﻴﺔ‬
‫وﺗـﺪاﻋﻴﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ اﻟﺴــﻮدان"‪ ،‬ﺷــﺆون ﻋﺮﺑﻴــﺔ‪ ،‬اﻟﻘــﺎﻫﺮة‪ ،‬ﺗﺸـﺮﻳﻦ اﻷول‪ /‬اﻛﺘــﻮﺑﺮ ‪ .٢٠٠٩‬ص ‪٦٠‬‬
‫وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ؛ ﻣﻮﻗﻊ ﺷﺒﻜﺔ ﺑﻲ ﺑﻲ ﺳﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪www.BBC. Arabic.com :‬‬
‫)‪ (٢٩‬وﻫﻮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻗﻮاﻣﻪ ﺣـﺰب اﻷﻣـﺔ واﻟﺤـﺰب اﻟﺸـﻴﻮﻋﻲ اﻟﺴـﻮداﻧﻲ واﻟﻤـﺆﺗﻤﺮ اﻟﺸـﻌﺒﻲ إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻗـﻮى‬
‫أﺧــﺮى‪ .‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻳﻨﻈــﺮ‪ :‬وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴــﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻘﺮﻳــﺮ اﻹﻋﻼﻣــﻲ اﻟﻴــﻮﻣﻲ ﺣــﻮل اﻷوﺿــﺎع ﻓــﻲ‬
‫‪www. Sudan Neus.com‬‬ ‫دارﻓﻮر ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻮدان ﻧﻴﻮز ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٣٠‬وﻳــﺮى اﻟــﺒﻌﺾ ﻓــﻲ اﻟﻤﺮﺷــﺢ اﻟــﺬي اﺧﺘﺎرﺗــﻪ اﻟﺤﺮﻛــﺔ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻮدان ﻟﻠﺮﺋﺎﺳــﺔ ﻫــﻮ اﻧﻌﻜــﺎس‬
‫ﻟﻼﻣﺒﺎﻻﺗﻬﺎ‪ .‬ﻓﺒﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻗﻴﺎدي ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻓـﻲ اﻟﺤـﺰب ﻳﺤﻈـﻰ ﺑـﺪﻋﻢ ﻛﺒﻴـﺮ‪ ،‬رﺷـﺤﺖ ﺳﻴﺎﺳـﻴﺎً ﺷـﻤﺎﻟﻴﺎً‬
‫ﻏﻴــﺮ ﻣﻌــﺮوف ﻳــﺪﻋﻰ ﻳﺎﺳــﺮ ﻋﺮﻣــﺎن‪ ،‬ﻓــﺎﻟﻤﻨﻄﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ واﺿــﺢ ﻫﻨــﺎ‪ ،‬ﻓﺒﻤــﺎ أن اﻻﺳــﺘﻘﻼل "‪ ..‬ﻫــﻮ ﻓﻌــﻞ‬
‫إﻳﻤــﺎن ﻓــﻲ ﺟﻮﺑــﺎ‪ ،‬ﻟﻤــﺎذا ﻳﺰﻋﺠــﻮن أﻧﻔﺴــﻬﻢ ﺑﺎﻧﺘﺨﺎﺑــﺎت ﻟــﻦ ﺗــﺪوم ﻣﻔﺎﻋﻴﻠﻬــﺎ أﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ ﻋﺸــﺮة أﺷــﻬﺮ‪ ،‬ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﺳــﺘﻮﻟﺪ ﻓﻴـﻪ دوﻟــﺘﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻳﺘﻮﻗـﻮن إﻟﻴﻬــﺎ ﻣﻨــﺬ وﻗــﺖ ﻃﻮﻳـﻞ؟‪ ،‬ﻟﻬــﺬا اﻟﺴــﺒﺐ‪ ،‬ﻋﻘــﺪ‬
‫ﺳــﺎﻟﻔﺎ ﻛﻴــﺮ‪ ،‬رﺋــﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣــﺔ ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ﺷــﺒﻪ اﻟﻤﺴــﺘﻘﻠﺔ‪ ،‬اﻟﻌــﺰم ﻋﻠــﻰ اﻻﺣﺘﻔــﺎظ ﺑﻤﻨﺼــﺒﻪ ﻓــﻲ ﺣــﻴﻦ‬
‫أرﺳــﻞ ﻳﺎﺳــﺮ ﻋﺮﻣــﺎن ﻟﺘﻤﺜﻴــﻞ اﻟﻄﻤﻮﺣــﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳــﻴﺔ اﻟﺸــﻜﻠﻴﺔ‪ "..‬ﻟﻠﺤﺮﻛــﺔ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻮدان ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺨﺮﻃـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮم‪ .‬أﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ أﺣﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‪ ،‬اﻟﻤﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪر اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻖ؛ ﻣﻮﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮداﻧﻴﺔ‬
‫‪www. Sudanmfa.com‬‬
‫)‪ (٣١‬ﺗﺸــﻴﺮ ﺑﻌــﺾ اﻟﻤﺼــﺎدر إﻟــﻰ أن اﻟﻨﺎﺋــﺐ اﻷول ﻟــﺮﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳــﺔ ﻟــﻢ ﻳﻘــﻢ ﺑﺰﻳــﺎرة أي ﻣــﻦ اﻟﻮﻻﻳــﺎت‬
‫اﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋــﺪا اﻟﻤﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺜﻼﺛــﺔ اﻟﻤﺸــﻤﻮﻟﺔ ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ ﻧﻴﻔﺎﺷــﺎ‪ ،‬ﻛﻤــﺎ اﻧــﻪ ﻳﻘﻀــﻲ ﻣﻌﻈــﻢ وﻗﺘــﻪ ﺑﺠﻨــﻮب‬
‫اﻟﺴ ــﻮدان‪ ،‬وﻟ ــﻢ ﺗﺒ ــﺮز ﻟﻠﺤﺮﻛ ــﺔ أي ﻣﺴ ــﺎﻫﻤﺔ ﺟﻮﻫﺮﻳ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﻘﻀ ــﺎﻳﺎ اﻟﻮﻃﻨﻴ ــﺔ‪ ،‬اﻻﻗﺘﺼ ــﺎدﻳﺔ ﻣﻨﻬ ــﺎ و‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻋﺪا اﻟﺠﺪل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣـﻮل اﻟﻘـﻮاﻧﻴﻦ‪ .‬ﻣﻤـﺎ ﻳﺆﻛـﺪ ﺣﻘﻴﻘـﺔ إن اﻟﺤﺮﻛـﺔ اﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﺣﺴـﻤﺖ‬
‫أﻣﺮﻫــ ــﺎ واﺧﺘـ ـ ــﺎرت ﺧﻴـ ـ ــﺎر اﻻﻧﻔﺼـ ـ ــﺎل‪ .‬ﺻـ ـ ــﺤﻴﻔﺔ اﻟﺼـ ـ ــﺤﺎﻓﺔ )اﻟﺨﺮﻃـ ـ ــﻮم(‪ ،‬ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.alsahafa.info‬؛ ﻓــﺎروق ﺟــﺎﺗﻜﻮث‪ ،‬ﻟﻤــﺎذا ﻳﺮﻏــﺐ ﺟﻨﻮﺑﻴــﻮ اﻟﺴــﻮدان ﻓــﻲ اﻻﻧﻔﺼــﺎل؟‪،‬‬
‫اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻧﺖ )اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ( ‪ ،٢٠١٠ /١٢ /٥‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫]‪١٣٩‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres‬‬
‫)‪ (٣٢‬ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ إﺟﺮاء إﺣﺼﺎء ﺳﻜﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻤﻮم اﻟـﺒﻼد ﺷـﻜﻞ‬
‫اﻹﻋﺪاد ﻟﻪ وﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﺧﻼف ﻛﺒﻴﺮة ﺑﻴﻦ ﺷﺮﻳﻜﻲ اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم‪ ،‬ﻻﻋﺘﺮﺿﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﻘﻮة‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻧﺘﺎﺋﺠــﻪ‪ .‬وﻛﺎﻧــﺖ اﻟﺤﺮﻛــﺔ ﻗــﺪ ﻋﺎرﺿــﺖ إﺟــﺮاء اﻹﺣﺼــﺎء ﻓــﻲ ﺑﺪاﻳــﺔ اﻷﻣــﺮ ﺛــﻢ ﻗﺒﻠــﺖ ﺑــﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻀــﺾ‪ ،‬وﻛــﺎن ﻟﻺﺣﺼــﺎء اﻟﺴــﻜﺎﻧﻲ أﻫﻤﻴــﺔ ﻛﺒــﺮى ﻟﻠﻄــﺮﻓﻴﻦ‪ ،‬ﻟــﻴﺲ ﻓﻘــﻂ ﻓــﻲ ﺗﺤﺪﻳــﺪ ﺣﺠــﻢ اﻟــﺪواﺋﺮ‬
‫اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴ ــﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺘ ــﺎﻟﻲ ﻧﺼ ــﻴﺐ أي ﺟﻤﺎﻋ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺴ ــﻠﻄﺔ‪ ،‬ﺑ ــﻞ ﻛ ــﺬﻟﻚ ﻧﺼ ــﻴﺐ اﻷﻗ ــﺎﻟﻴﻢ ﻓ ــﻲ اﻟﺜ ــﺮوة‪،‬‬
‫ﻓﺒﺤﺴﺐ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺴﻼم ﻓﺈن اﻟﺠﻨﻮب ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻨﻔﻂ )ﻧﺴﺒﺔ ﻷن ﻣﻌﻈﻢ ﺣﻘﻮل‬
‫اﻟﻨﻔﻂ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب(‪ ،‬وﻟﻜﻦ ﺑ ﻌﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻔﺘﺮة اﻻﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺤﺪدة ﺑﻤﻮﺟﺐ اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫ﻧﺼــﻴﺐ ﻛــﻞ إﻗﻠــﻴﻢ ﻣــﻦ اﻟﻌﺎﺋــﺪات ﺳــﻴﺤﺪدﻩ ﻋــﺪد ﺳــﻜﺎﻧﻪ‪ ،‬وﺑﺤﺴــﺐ ﻧﺘﻴﺠــﺔ اﻹﺣﺼــﺎء ﻓــﺈن ﻧﺼــﻴﺐ‬
‫اﻟﺠﻨﻮب ﺳﻴﻬﺒﻂ ﺗﻠﻘﺎﺋﻴﺎً إﻟﻰ اﻟﺮﺑﻊ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎﻳﺮﻓﻀﻪ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴـﻮن‪ ،‬وأدى ذﻟـﻚ إﻟـﻰ دﺧـﻮل اﻟﻄـﺮﻓﻴﻦ ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻔﺎوﺿــﺎت ﻣﻜﺜﻔــﺔ ﺑﺮﻋﺎﻳــﺔ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﻤﺘﺤــﺪة ﻟﺘﺠــﺎوز اﻟﺨﻼﻓــﺎت ﺣــﻮل اﻹﺣﺼــﺎء واﻟﻨﺘــﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺮﺗﺒــﺔ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ أﻋﻠﻨﺖ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓﻲ أﻳﺎر ‪ ٢٠١٠‬وﻛﺎﻧﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻹﺣﺼﺎء ﻗـﺪرت ﻋـﺪد ﺳـﻜﺎن اﻟﺴـﻮدان‬
‫ﺑﺘﺴـﻌﺔ وﺛﻼﺛــﻴﻦ ﻣﻠﻴـﻮن ﻣــﻮاﻃﻦ‪ ،‬ﻣـﻨﻬﻢ ﺳــﺒﻌﺔ ﻣﻼﻳـﻴﻦ وﻧﺼــﻒ ﻓـﻲ اﻟﺠﻨــﻮب ﻣﻘﺎﺑـﻞ ﺛﻤﺎﻧﻴــﺔ ﻣﻼﻳـﻴﻦ ﻓــﻲ‬
‫دارﻓــﻮر‪ .‬وﻗــﺪر اﻹﺣﺼــﺎء ﻋــﺪد اﻟﺠﻨــﻮﺑﻴﻴﻦ اﻟﻤﻘﻴﻤــﻴﻦ ﻓــﻲ و ﻻﻳــﺔ اﻟﺨﺮﻃــﻮم ﺑﺮﺑــﻊ ﻣﻠﻴــﻮن‪ .‬ﻣﻮﻗــﻊ وزارة‬
‫اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ‬
‫‪www Sudanmfa.com.‬‬
‫)‪ (٣٣‬ﺗﺒﻨﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺮوﻳﻜﺎ )ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ‪ -‬اﻟﻨـﺮوﻳﺞ واﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻟﻤﺘﺤـﺪة( ﻧﻔـﺲ اﻟﻤﻮﻗـﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜـﻲ وذﻟـﻚ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺒﻴــﺎن اﻟﻤﺸــﺘﺮك اﻟﺼــﺎدر ﻣــﻦ اﻟﺨﺎرﺟﻴــﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﻣــﻦ ﻣﻜﺘــﺐ اﻟﻤﺘﺤــﺪث اﻟﺮﺳــﻤﻲ اﻟــﺬي أﺛﻨــﻲ ﻋﻠــﻲ‬
‫اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮداﻧﻲ ﻻﻧﺨﺮاﻃﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﻣﻌﻘﺪة وﻃﻮﻳﻠﺔ اﻷﻣﺪ‪ ،‬وﺑﺮروا ﻗﻠﻘﻬﻢ ﻟﻸﺧﻄﺎء اﻟﻠﻮﺟﺴﺘﻴﺔ‪،‬‬
‫ﻛﻤﺎ أﺧﺬوا ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻷوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺮاﻗﺒﻴﻦ اﻟﺪوﻟﻴﻴﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل أن اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﺸﻠﺖ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﻤﻌﺎﻳﻴﺮ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ .‬ﻧﻘﻼً ﻋﻦ‪ :‬ﺧﺎﻟﺪ ﺣﺴﻴﻦ‪" ،‬اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ"‪ ،‬ﻣﻮﻗﻊ إﺳـﻼم أون ﻻﻳـﻦ‬
‫‪www.islamonline.net/Arabic/inde‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٣٤‬اﻟﻤﺼﺪر ﻧﻔﺴﻪ‪.‬‬
‫)‪ (٣٥‬ﺟﺎدﻟﺖ اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺑﺄن ﺣﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻟﻤﺼﻴﺮ اﻟﺬي ﺗﻢ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ اﻟﺠﻮﻟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻓـﻲ ‪٢٠‬‬
‫ﺣﺰﻳــﺮان ‪ ،٢٠٠٢‬ﻳﻨﻄﺒــﻖ أﻳﻀ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻟﻤﻨــﺎﻃﻖ اﻟﻤﻬﻤﺸــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﻴﻦ اﻗﺘﺼــﺮت ﻣﺒــﺎدرة اﻹﻳﺠــﺎد ﺗﺠــﺎﻩ‬
‫ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﺴــﻮﻳﺔ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻮدان ﻋﻠــﻰ ﻗﻀــﻴﺔ اﻟﺠﻨــﻮب ﻓﻘــﻂ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﺑﺎﻻﺳــﺘﻨﺎد إﻟــﻰ اﻟــﻨﺺ اﻟــﻮارد ﻓــﻲ‬
‫ﻣﺒﺎدرة اﻹﻳﺠﺎد ﻧﻔﺴﻬﺎ واﻟﺬي ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺣﺪود اﻟﺠﻨـﻮب ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرﻫـﺎ اﻟﺤـﺪود اﻟﻤﻌﺮوﻓـﺔ ﻓـﻲ ‪ ١‬ﻛـﺎﻧﻮن‬
‫اﻟﺜ ــﺎﻧﻲ ‪ ، ١٩٥٦‬وﻟﻜ ــﻦ وﻓ ــﺪ اﻟﺤﻜﻮﻣ ــﺔ اﻟﺴ ــﻮداﻧﻴﺔ ﻛ ــﺎن ﻗ ــﺪ ﻓ ــﻮﺟﺊ ﻓ ــﻲ ﺑﺪاﻳ ــﺔ اﻟﺠﻮﻟ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻣ ــﻦ‬
‫ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻣﺸﺎﻛﻮس ﺑﺄن ﺳﻜﺮﺗﺎرﻳﺔ اﻹﻳﺠـﺎد ﻗـﺪﻣﺖ أوراﻗـﺎ ﺗﺤﻤـﻞ ﻣﻄﺎﻟـﺐ اﻟﺤﺮﻛـﺔ اﻟﺸـﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳـﺮ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٤٠‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫اﻟﺴ ــﻮدان ﺑﺒﺤ ــﺚ ﻣﺴ ــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻤﻨ ــﺎﻃﻖ اﻟ ــﺜﻼث ﻫ ــﺬﻩ‪ .‬ﺳ ــﺮﺣﺎن ﻏ ــﻼم ﺣﺴ ــﻴﻦ اﻟﻌﺒﺎﺳ ــﻲ‪ ،‬اﻟﺘﻄ ــﻮرات‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان اﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ‪ ،٢٠٠٩ -١٩٥٣‬دراﺳﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وﺛﺎﺋﻘﻴﺔ‪) ،‬ﺑﻴﺮوت‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت‬
‫اﻟﻮﺣــﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ‪ ،(٢٠١١ ،‬ص ص ‪٣١٣ -٣٠٧‬؛ ﻣﻮﻗــﻊ ﺷــﺒﻜﺔ ﺑــﻲ ﺑــﻲ ﺳــﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ‬
‫‪www.BBC. Arabic.com‬‬ ‫اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٣٦‬ﺗﺘﻤﺘﻊ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺜﻼث )أﺑﻴـﻰ‪ ،‬وﺟﺒـﺎل اﻟﻨﻮﺑـﺎ‪ ،‬واﻻﻧﻘﺴـﻨﺎ ﻓـﻲ ﺟﻨـﻮب اﻟﻨﻴـﻞ اﻷزرق( ﺑﺄﻫﻤﻴـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ‪،‬‬
‫إذ أﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﺧﻄﺎ ﻓﺎﺻﻼً ﺑﻴﻦ اﻟﺸﻤﺎل واﻟﺠﻨﻮب ﻳﻤﺘﺪ ﻣﻦ اﻟﻐﺮب إﻟﻰ اﻟﺸﺮق‪ ،‬وﻫﻰ ﻻﺗﻤﺜﻞ ﻓﺎﺻﻼً‬
‫ﺟﻐﺮاﻓﻴــﺎ‪ ،‬ﺑــﻞ ﻫــﻲ ﻓﺎﺻــﻞ ﻋﺮﻗــﻲ وﺑﺸــﺮى‪ .‬وﺗﻤــﻮج ﻫــﺬﻩ اﻟﻤﻨــﺎﻃﻖ ﺑﺘﺮﻛﻴﺒــﺔ أﺛﻨﻴــﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴــﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴــﺔ‬
‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﻤﺎل وﻋﻤﺎ ﻓﻲ اﻟﺠﻨﻮب ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺳﻮاء‪ ،‬ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ إﺟﻤﺎﻻ ﻇﻠﺖ ﻋﻠﻰ‬
‫اﺳﺘﻌﺪاد ﻛﺎﻣـﻞ ﻟﻠﺘﻌـﺎﻃﻲ اﻻﻳﺠـﺎﺑﻲ ﻣـﻊ ﻛـﻞ ﻣـﻦ اﻟﺸـﻤﺎل واﻟﺠﻨـﻮب‪ ،‬ﻓـﻲ ﻇـﻞ اﻟﻜﺜﻴـﺮ ﻣـﻦ اﻟﺘﺮاﻛﻤـﺎت‬
‫اﻟﺴــﻠﺒﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠــﺔ ﻋــﻦ اﻷﺧﻄــﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ أدى إﻟــﻰ ﺗﺤــﻮل ﻫــﺬﻩ اﻟﻤﻨــﺎﻃﻖ ﺑﻤــﺮور اﻟﻮﻗــﺖ إﻟــﻰ ﻣﻨﻄﻘــﺔ‬
‫ﻣﻌﺰوﻟﺔ‪ ،‬أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺪرﻳﺠ ﻴﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻋﺎزﻟﺔ‪ ،‬واﻧﺘﻬﺖ ﻟﻜـﻲ ﺗﺼـﺒﺢ ﻣﻨﻄﻘـﺔ ﻣﻮاﺟﻬـﺔ ﺳـﻴﻜﻮن ﻟﻬـﺎ وﻻﺷـﻚ‬
‫ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﻤﻞ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺴﻮدان‪ .‬اﻟﻤﺠﻠﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.sudanjournal.com‬‬
‫‪www.usinfo.state.gor‬‬ ‫)‪ (٣٧‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ‪ :‬ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻮﻗﻊ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٣٨‬أﺻــﺪرت اﻟﻤﺤﻜﻤــﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴــﺔ اﻟﺪوﻟﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻻﻫــﺎي ﻳــﻮم ‪ ٤‬آذار ﻗــﺮارا ﺑﺤــﻖ اﻟــﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴــﻮداﻧﻲ ﻋﻤــﺮ‬
‫اﻟﺒﺸﻴﺮ ﻟﻤﺴـﺆوﻟﻴﺘﻪ ﻋـﻦ ارﺗﻜـﺎب ﺟـﺮﻳﻤﺘﻴﻦ ﻣـﻦ ﺟـﺮاﺋﻢ اﻟﺤـﺮب‪ ،‬وﺧﻤـﺲ ﺟـﺮاﺋﻢ ﺿـﺪ اﻹﻧﺴـﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻤـﺎ‬
‫ادﻋ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ ﺣﻜﻮ ﻣﺘ ــﻪ ﻣ ــﻦ اﺳ ــﺘﻬﺪاف ﻟﻠﻤ ــﺪﻧﻴﻴﻦ ﻓ ــﻲ اﻟﻔﺘ ــﺮة ‪ ٢٠٠٨ -٢٠٠٣‬أﺛﻨ ــﺎء ﺣﻤﻠﺘﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺟﻤﺎﻋ ــﺎت اﻟﻤﺘﻤ ــﺮدﻳﻦ ﻓ ــﻲ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ دارﻓ ــﻮر اﻟﻮاﻗﻌ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻏ ــﺮب اﻟﺴ ــﻮدان‪ .‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻ ــﻴﻞ ﻳﻨﻈ ــﺮ‪ :‬ﻣﻮﻗ ــﻊ‬
‫اﻟﻤﺤﻜﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺪوﻟﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻻﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎي ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.icc-cpi.int‬‬
‫)‪ (٣٩‬ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﻤﺸــﺎﻫﺪ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻲ‪" ،‬اﻟﺴــﻮدان ﻋﻠــﻰ ﻛــﻒّ ﻋﻔﺮﻳــﺖ‪ ،‬اﻷﺟﻨــﺪة اﻟﺴ ـﺮّﻳّﺔ ﻓــﻲ ﻣﺤﺎﻛﻤــﺔ اﻟﺒﺸــﻴﺮ"‬
‫‪http://www.almushahidassiyasi.com/ar/٤/‬؛ ﻣﻮﻗــﻊ ﺷــﺒﻜﺔ ﺑــﻲ ﺑــﻲ ﺳــﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟ ـ ـﺮاﺑﻂ اﻟﺘـ ــﺎﻟﻲ‪C.Arabic.comwww.BB :‬؛ ﺳـ ــﺮﺣﺎن اﻟﻌﺒﺎﺳـ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺼـ ــﺪر اﻟﺴـ ــﺎﺑﻖ‪ ٢١٣ ،‬وﻣـ ــﺎ‬
‫ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٤٠‬ﻣﺤﻤﺪ ﺟﻤﺎل ﻋﺮﻓﺔ‪ -‬اﻓﺘﻜﺎر اﻟﺒﻨﺪاري‪" ،‬اﻟﺴﻮدان‪ ..‬أزﻣﺔ اﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﺗﻮﺣﺪ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ"‪ ،‬ﻣﻮﻗـﻊ إﺳـﻼم‬
‫أون ﻻﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪http://www.islamonline.net/Arabic/index.shtml :‬‬
‫)‪ (٤١‬ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﻏﻢ ﻣــﻦ ﻣﻮاﻓﻘــﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣــﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﺘﻔ ـﺎوض ﻣــﻊ ﺑﻌــﺾ ﻓﺼــﺎﺋﻞ اﻟﺘﻤــﺮد ﻓــﻲ إﻗﻠــﻴﻢ‬
‫دارﻓﻮر‪ .‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬ﻣﺤﻤﺪ أﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ‪" ،‬اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ واﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم"‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد ‪ ،١٦٠‬ﻧﻴﺴﺎن ‪ .٢٠٠٥‬ﻧﻘﻼً ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﻤﺠﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت )اﻻﻧﺘﺮﻧﻴﺖ(‪،‬‬
‫]‪١٤١‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫‪org.eg www.siyassa‬؛ ذاﻛــﺮ ﻣﺤــﻲ اﻟــﺪﻳﻦ ﻋﺒــﺪاﷲ‪" ،‬اﻟﺠﻤﺎﻋــﺎت اﻟﻤﺴــﻠﺤﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻓــﻲ‬
‫‪ ٦٠‬ﻛﻠﻴــﺔ‬
‫دارﻓــﻮر‪ ،‬دراﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺨﻠﻔﻴــﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴــﺔ وﻣﻨﻄﻠﻘﺎﺗﻬــﺎ اﻟﻔﻜﺮﻳــﺔ"‪ ،‬آداب اﻟﺮاﻓــﺪﻳﻦ‪ ،‬اﻟﻌــﺪد ‪،‬‬
‫اﻵداب‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﻮﺻﻞ‪ ،‬ﻧﻴﺴﺎن ﻋﺎم ‪.٢٠١٢‬‬
‫)‪ (٤٢‬ﺟــﺎء ذﻟــﻚ ﻓــﻲ ﻟﻘــﺎء ﻋﻘــﺪﻩ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻫﺮة ﺑﺘــﺎرﻳﺦ ‪ ١٦‬آب ‪ .٢٠٠٨‬ﻣﺤﻤــﺪ ﺟﻤــﺎل ﻋﺮﻓ ـﺔ‪" ،‬ﻣﺼــﻄﻔﻰ‬
‫ﻋﺜﻤﺎن‪ :‬أﻣﺮﻳﻜﺎ وراء ﻃﻠﺐ اﻋﺘﻘﺎل اﻟﺒﺸﻴﺮ‪ ،"..‬ﺷﺒﻜﺔ إﺳﻼم أون ﻻﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.islamonline.net/Arabic/ind‬‬
‫)‪ (٤٣‬ﻋﺒﺪاﻟﻤﻨﻌﻢ ﻣﻨﺼﻮر ﻋﻠﻲ اﻟﺤﺮ ‪ ،‬أﺳﺒﺎب ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﺴﻮداﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻮﻗـﻊ اﻟﺤـﻮار اﻟﻤﺘﻤـﺪن‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ اﻟﺘــﺎﻟﻲ ‪ www.rezgar.com:‬؛ ﻣﻮﻗــﻊ ﺷــﺒﻜﺔ ﺑــﻲ ﺑــﻲ ﺳــﻲ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪C. Arabic.comwww.BB‬‬
‫)‪ (٤٤‬ﺧﺎﻟــﺪ‪ :‬ﺟﻨــﻮب اﻟﻤﺼــﺪر اﻟﺴــﺎﺑﻖ‪،‬ص ص ‪٤٥٠ - ٣٩٠‬؛ اﻟﻤﺠﻠــﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻤﻮﻗــﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧــﻲ‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺷ ـ ــﺒﻜﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻴ ـ ــﺔ‪www.sudanjournal.com ،‬؛ أﺣﻤ ـ ــﺪ إﺳ ـ ــﻤﺎﻋﻴﻞ‪ ،‬اﻟﺘﺒ ـ ــﺎﻳﻦ اﻹﺛﻨـ ـ ـﻲ‬
‫واﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان وإﺷﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﻮﺣﺪة‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ‪:‬‬

‫‪http://www.meshkat.net/new/contents.php?catid=٥&artid=٥٠٧٦‬‬
‫‪(٤٥) US Department of state: The Outlook for peace in The Sudan: Report‬‬
‫‪to the president of United states from John C. Danforthe, special Envoy‬‬
‫‪for peace. April ٢ - ٢٠٠٢.‬‬
‫)‪ (٤٦‬ﻓــﺎروق ﺟــﺎﺗﻜﻮث‪ ،‬ﻟﻤــﺎذا ﻳﺮﻏــﺐ ﺟﻨﻮﺑﻴــﻮ اﻟﺴــﻮدان ﻓــﻲ اﻻﻧﻔﺼــﺎل؟ اﻟﺠﺰﻳــﺮة ﻧــﺖ )اﻟﻤﻌﺮﻓــﺔ(‬
‫‪ ،٢٠١٠/١٢/٥‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/AC٥٧١٨٦٣-١B٣C-٤٢٨B-٩٠‬‬
‫)‪(٤٧‬ﻳﺆﻛﺪ اﻟﺒﻌﺾ أن ﺟﻮن ﻗﺮﻧﻖ ﻳﻨﺘﺴﺐ ﻟﻠﻤﺪرﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺆﻳﺪ اﻟﺴﱡﻮ دان اﻟﻤﻮﺣﺪ اﻟﺬي ﺗﻬﻴﻤﻦ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻘﻮى‬
‫اﻟﻤﺘﺂﻟﻔـﺔ ﻣــﻦ اﻷﻓﺎرﻗــﺔ‪ .‬ﻟﻜـﻦ اﻟﺠﻨــﻮﺑﻴﻴﻦ ﻳﻌﻮﻟــﻮن ﻋﻠـﻰ اﻟﺘﺰاﻣﺎﺗــﻪ اﻟﻤﻜﺘﻮﺑــﺔ واﻟﺸـﻔﻬﻴﺔ ﻟﺘﻘﺮﻳــﺮ اﻟﻤﺼــﻴﺮ‪،‬‬
‫وﻳﻠﺰﻣﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻬﺎ ﻣﻮﻗﻒ ﻗﺮﻧﻖ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻣﻴﻦ ﻓﻲ دوﻟﺔ واﺣﺪة أو اﻟﻜﻮﻧﻔﺪراﻟﻴﺔ ﻓﻬـﻮ ﻓـﻲ‬
‫ﻧﻈﺮ ﻫﺆﻻء ﻣﻮﻗﻒ ﺗﻜﺘﻴﻜﻲ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﻣﻨﺎوراﺗﻪ ﻟﻐﺮض ﺳﻮداﻧﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ‪.‬‬
‫‪- P.A. Nyaba, the politics of liberation in south soudan - the fountain publishers‬‬
‫‪Kampala ٢٠٠٠.‬‬
‫)‪ (٤٨‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ ﻳﻨﻈــﺮ اﻟﻔﻘــﺮات )‪ (٧-٢ -١‬واﻟﻔﻘــﺮات ) ‪ (٧-٢ -٢‬ﻣــﻦ ﻗــﺮارات اﻟﻤــﺆﺗﻤﺮ اﻟﻤــﺬﻛﻮر ﻋﻠــﻰ‬
‫ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﺤﺮﻛــﺔ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻮدان ﻓــﻲ ﺷــﺒﻜﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت اﻟﺪوﻟﻴــﺔ وﻛــﺬﻟﻚ ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﺘﺠﻤــﻊ‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٤٢‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫‪asudan,org‬‬ ‫اﻟــﻮﻃﻨﻲ اﻟــﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻟﺴــﻮداﻧﻲ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ اﻟﺘــﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪www.Nd‬‬
‫)‪ (٤٩‬ﻫﺎﻧﻲ رﺳﻼن‪" ،‬دواﻓﻊ اﻟﺘﺪﺧﻞ وﻛﻮاﺑﺤﻪ‪ :‬اﻟﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﻣـﻦ أزﻣـﺔ دارﻓـﻮر"‪ ،‬ﻣﻮﻗـﻊ ﻣﺮﻛـﺰ اﻟﺪراﺳـﺎت‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ واﻹﺳـﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ )اﻟﻘـﺎﻫﺮة(‪ ،‬اﻷﻫـﺮام‪, Ahram. eg/.www.scpss ،‬؛ ﺣﺴـﻦ أﺑـﻮ ﻃﺎﻟـﺐ‪،‬‬
‫"اﻟﺴﻮدان واﻟﺘﺤﻮل ﻣﻦ اﻟﺼﺮاع إﻟﻰ اﻟﺴﻼم"‪ .‬ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬اﻷﻫﺮام‪،‬‬
‫‪www. Acpss. Ahram. Org.eg‬‬
‫)‪ (٥٠‬ﻣﺤﻤـﺪ ﻋﻠـﻲ ﺻـﺎﻟﺢ‪" ،‬وﺛـﺎﺋﻖ أﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﻋـﻦ ﺟﻨـﻮب اﻟﺴـﻮدان )‪ ،"(١‬ﺻـﺤﻴﻔﺔ اﻟﺴـﻮداﻧﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮاﺑﻂ‬
‫‪www. AL- soudaney.com‬‬ ‫اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٥١‬اﺧﺘﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻳﻮم ‪ ١٨‬آذار ‪ ٢٠٠٩‬اﻟﻤﻴﺠﺮ ﺟﻨﺮال اﻟﻤﺘﻘﺎﻋﺪ ﻣﻦ ﺳﻼح اﻟﻄﻴﺮان ﺳﻜﻮت‬
‫ﻏﺮاﺗﺸــﻴﺎن ﻣﺒﻌﻮﺛ ـﺎً ﺧﺎﺻ ـﺎً ﻟﻠﻮﻻﻳــﺎت اﻟﻤﺘﺤــﺪة إﻟــﻰ اﻟﺴــﻮدان‪ .‬واﻟــﺬي ﻳﻌﻤــﻞ ﻣﺴﺘﺸــﺎراً ﻟﻠــﺮﺋﻴﺲ ﻓــﻲ‬
‫ﺷﺆون اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬وﻟﻪ ﺧﺒﺮة ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ‪ .‬وﻳﺘﺤﺪث اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﺴـﻮاﺣﻴﻠﻴﺔ‪ ،‬وﻧﺸـﺄ وﺗﺮﺑـﻰ ﻓـﻲ‬
‫أﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ اﺑﻨ ـﺎً ﻷﺑــﻮﻳﻦ ﻣــﻦ أﻋﻀــﺎء اﻟﺒﻌﺜــﺎت اﻟﺘﺒﺸــﻴﺮﻳﺔ ‪.‬وﺳــﺒﻖ أن راﻓــﻖ ﻏﺮاﺗﺸــﻴﺎن أوﺑﺎﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎم‬
‫‪ ، ٢٠٠٦‬ووﻗﺘﻬﺎ ﻛﺎن أوﺑﺎﻣﺎ ﻋﻀـﻮا ﻓـﻲ ﻣﺠﻠـﺲ اﻟﺸـﻴﻮخ‪ ،‬ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻗـﺎم ﺑﺠﻮﻟـﺔ أﻓﺮﻳﻘﻴـﺔ ﺷـﻤﻠﺖ وﻗﻔـﺎت‬
‫ﻟﺰﻳــﺎرة ﻣﻌﺴــﻜﺮات اﻟﻼﺟﺌــﻴﻦ ﻣــﻦ دارﻓــﻮر ﻓــﻲ دوﻟــﺔ ﺗﺸــﺎد اﻟﻤﺠــﺎورة ﻟﻠﺴــﻮدان‪" .‬واﺷــﻨﻄﻦ ﺗــﺪرس‬
‫اﻟﺨﻴـﺎرات اﻟﻤﺘﺎﺣـﺔ ﻣـﻊ اﻧﻔﺼـﺎل ﺟﻨـﻮب اﻟﺴـﻮدان"‪ ،‬ﺻـﺤﻴﻔﺔ اﻟﺮﻳـﺎض اﻟﻴﻮﻣﻴـﺔ اﻟﺼـﺎدرة ﻣـﻦ ﻣﺆﺳﺴــﺔ‬
‫اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ‪،‬اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.alriyadh.com/٢٠١٠/٠٣/٢٧/section.home.ht‬‬
‫)‪ (٥٢‬إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻋﺪﻻن‪" ،‬ﻛﻮﻣﺎﻧﺪور روﺟﺮ وﻧﺘﺮ )ﺑﺮﻳﻤﺮ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان( ودورﻩ ﻓﻲ رﺳﻢ ﺗﻤﺰﻳﻖ اﻟﺴﻮدان"‪،‬‬
‫ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻮدان اون ﻻﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http,www.sudaneseonline.com/en٢/publish/Latest-News-‬‬
‫)‪ (٥٣‬ﺗﻘـﻮم ﺑﻌﺜـﺔ اﻟﺠﻨــﻮب ﺑﻤﻬـﺎم ﻋﻤﻠﻬـﺎ ﻃﺒﻘــﺎ ﻟﻠﻤـﺎدة رﻗــﻢ ‪ ٤٦‬ﻣـﻦ اﻟﺪﺳـﺘﻮر اﻟﻤﺆﻗــﺖ ﻟﺠﻨـﻮب اﻟﺴــﻮدان‪،‬‬
‫واﻟﺬي ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ أن "ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﺳﺘﻘﻴﻢ وﺗﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺎت ﻃﻴﺒﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪،‬‬
‫واﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻟﻐﻴﺮ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻤﺎ ﻳﻔﻴﺪ اﻟﻄﺮﻓﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت اﻟﺘﺠﺎرة واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿـﺔ‬
‫واﻟﻘﺮوض واﻟﻤﻨﺢ واﻻﺋﺘﻤﺎن‪ ،‬واﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟﺸﺌﻮن اﻷﺧﺮى اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﺠﺎل ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎون‪ .‬وﻳﻘﻊ‬
‫ﻣﻘﺮ ﺑﻌﺜـﺔ ﺣﻜﻮﻣـﺔ ﺟﻨـﻮب اﻟﺴـﻮدان ﻓـﻲ ﻗﻠـﺐ واﺷـﻨﻄﻦ‪ ،‬ﻓـﻲ ﻣﻨﻄﻘـﺔ دﻳﺒﻮﻧـﺖ ﺳـﻴﺮﻛﻞ ‪،DuPont Circle‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ‪ ٣٠‬ﻣﺘﺮا ﻓﻘﻂ ﻣﻦ ﻣﻘﺮ اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﺼﺮي ﻓﻲ واﺷﻨﻄﻦ‪ .‬ﺻﺎدق ﻧﺎﺷـﺮ‪" ،‬ﻣﺨـﺎﻃﺮ‬
‫اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان"‪ ،‬اﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﻧﺖ‪ ،‬اﻷرﺑﻌﺎء ‪ ٣٠‬اﻳﻠﻮل ‪ ،٢٠٠٩‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.almotamar.net/news/٧٦٨٣٣.htm‬‬
‫]‪١٤٣‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫)‪ (٥٤‬اﻟﻌﺒﺎﺳ ــﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺼ ــﺪر اﻟﺴ ــﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ‪ ٣١٣‬وﻣﺎﺑﻌ ــﺪﻫﺎ؛ ﻫ ــﺎﻧﺊ رﺳ ــﻼن‪ ،‬ﺣ ــﻖ ﺗﻘﺮﻳ ــﺮ اﻟﻤﺼ ــﻴﺮ ﻟﺠﻨ ــﻮب‬
‫اﻟﺴــﻮدان‪ -‬ﺟﺪﻟﻴــﺔ اﻟﻤﺴــﺎر واﻟﺘــﺪاﻋﻴﺎت )‪ ،(٣ -٢‬ﺳﻠﺴــﻠﺔ ﻛﺮاﺳــﺎت إﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﻛــﺰ اﻟﺪراﺳــﺎت‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﺎﻷﻫﺮام‪ ،‬اﻟﻌﺪد رﻗﻢ ‪ ،١٣٨‬اﺑﺮﻳﻞ ‪ ،٢٠٠٤‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www. Acpss. Ahram. Org.eg‬‬
‫)‪ (٥٥‬ﻟﻴﺴﺖ ﻫﻲ اﻟﻤﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘـﻲ ﺗﻔـﻮز ﻓﻴﻬـﺎ ﺷـﺮﻛﺔ دﻳـﻦ ﻛـﻮرب ﺑﻌﻘـﺪ ﻣـﻦ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴـﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ ﻟﻠﻘﻴـﺎم‬
‫ﺑﻤﻬﺎم ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻣﺎﻳﻮ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٣‬ﻣﻨﺤﺖ ﻋﻘﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ دﻋﻢ ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻲ ﻟﻘـﻮات ﻣﻨﻈﻤـﺔ اﻟﻮﺣـﺪة‬
‫اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻟﺤﻔﻆ اﻟﺴﻼم‪ .‬وﻓﻲ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠١‬وﻛﻠﺖ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑﻤﻬﻤـﺔ ﻣﺴـﺎﻋﺪة وﺗﺴـﻬﻴﻞ إﺟـﺮاء ﻣﻔﺎوﺿـﺎت‬
‫دﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻴﺔ ﺑــﻴﻦ اﻟﺠﻨــﻮﺑﻴﻴﻦ وﺣﻜﻮﻣــﺔ اﻟﺴــﻮدان‪ .‬وﺗــﺬﻛﺮ اﻟﺸــﺮﻛﺔ أن أوﻟﻮﻳﺎﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻮدان ﺗﺘﻤﺤــﻮر ﺣــﻮل‬
‫دﻋﻢ اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻫﻨﺎك‪ .‬وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ وﻛﺎﻟـﺔ روﻳﺘـﺮز اﻹﺧﺒﺎرﻳـﺔ أﻛـﺪ آل رﻳﺠﻨـﻲ ‪ Al Rigney‬ﻧﺎﺋـﺐ رﺋـﻴﺲ‬
‫ﺷــﺮﻛﺔ دﻳــﻦ ﻛــﻮرب ﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻷﻋﻤــﺎل اﻟﺪوﻟﻴــﺔ أن ﺣﻜﻮﻣــﺔ اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﻤﺘﺤــﺪة ﺗــﺮى أن ﻣــﻦ ﺷــﺄن وﺟــﻮد ﻗــﻮة‬
‫ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﺆﻫﻠﺔ وﻣﺴﺘﻘﺮة اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ دﻋﻢ اﻻﺳﺘﻘﺮار‪ .‬وﻃﺒﻘﺎ ﻻﺗﻔـﺎق اﻟﺴـﻼم اﻟـﺬي وﻗـﻊ ﺑـﻴﻦ ﺣﻜﻮﻣـﺔ‬
‫اﻟﺨﺮﻃــﻮم وﻣﺘﻤــﺮدي ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ﻹﻧﻬــﺎء أﻃــﻮل ﺣــﺮب أﻫﻠﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺗــﺎرﻳﺦ أﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ‪ ،‬ﻳﻜــﻮن ﻫﻨــﺎك ﺟﻴﺸــﺎن‬
‫أﺣ ــﺪﻫﻤﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺸ ــﻤﺎل واﻵﺧ ــﺮ ﻓ ــﻲ اﻟﺠﻨ ــﻮب‪ .‬أﺣﻤ ــﺪ ﻋﻤـ ـﺮا ﺑ ــﻲ‪ ،‬اﻧﻔﺼ ــﺎل ﺟﻨ ــﻮب اﻟﺴ ــﻮدان واﻷﺟﻨ ــﺪة‬
‫اﻷﻣﻴﺮﻛﻴــﺔ‪ ،‬ﻣﻮﻗــﻊ ﻗﻨــﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪،‬اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﻧــﺖ ﻋﻠــﻰ اﻟـﺮﺑﻂ اﻟﺘــﺎﻟﻲ‪www.alarabiya.net :‬؛ ﺻــﺤﻴﻔﺔ اﻟـﺮأي‬
‫اﻟﻌﺎم‪،‬اﻟﺨﺮﻃﻮم‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪www.rayaam.net:‬‬
‫)‪ (٥٦‬ﻣﺤﻤـﻮد ﺧﻠﻴـﻞ‪ ،‬اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻫﻞ ﺑﺪأ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺨﻄﻂ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻣﺼـﺮ؟‪ ،‬ﻣﻮﻗـﻊ ﻣﺤـﻴﻂ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪http://www.moheet.com/home.html:‬‬
‫‪/ http://www.aljazeera.net/NR/exeres‬‬
‫)‪ (٥٧‬ﻓﻴﺼﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ‪ :‬اﻷﺑﻌﺎد اﻟﻤﺘﻌﺪدة ﻟﻠﺼﺮاع ﺑﻴﻦ ﺟﻨﻮب وﺷﻤﺎل اﻟﺴﻮدان‪ ،‬ورﻗﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻟﻤﺆﺗﻤﺮ‬
‫"ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺴﻼم ﻓﻲ اﻟﺴﻮدان" اﻟﺬي ﻧﻈﻤـﻪ ﻣﺮﻛـﺰ اﻷﻫـﺮام ﻟﻠﺪراﺳـﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ واﻹﺳـﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣـﻊ‬
‫‪www. Acpss.‬‬ ‫ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫﺮة‪ ،‬ﻣﺎﻳﻮ ‪ ،٢٠٠٤‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ Ahram. Org.eg (٥٨‬ﻛﺎﻧـﺖ اﻟﺘﻮﺟﻬـﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟﺴـﻮدان ﻗـﺪ اﺗﺨـﺬت ﻣﻨﻌﻄﻔـﺎً ﺟﺪﻳـﺪاً ﺑﻌـﺪ‬
‫ﺗﻮ ﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺮاﻧﻜﻔﻮرت ﻋﺎم ‪١٩٩٢‬م ﺗﻠﻚ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﻬﺎ د‪ .‬ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺎج ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺣﻜﻮﻣـﺔ‬
‫اﻟﺴﱡ ــﻮدان و د‪ .‬ﻻم أﻛــﻮل ﻧﻴﺎﺑــﺔ ﻋــﻦ اﻟﺤﺮﻛــﺔ اﻟﺸــﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳــﺮ اﻟﺴــﻮدان‪ ،‬ﻓــﻲ ﺗﺄﻛﻴــﺪﻫﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﻘﺮﻳــﺮ‬
‫اﻟﻤﺼــﻴﺮ ﺑﺎﻋﺘﺒــﺎرﻩ ﺣﻘ ـﺎً ﻟﻠﺠﻨــﻮﺑﻴﻴﻦ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻣﺎﺻــﺮﺣﺖ ﺑــﻪ اﻻﺗﻔﺎﻗــﺎت واﻟﺘﻔﺎﻫﻤــﺎت اﻟﻼﺣﻘــﺔ‪ ،‬ﻛﻤﻴﺜــﺎق‬
‫اﻟ ﺨﺮﻃﻮم واﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺨﺮﻃﻮم ﻟﻠﺴﻼم واﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻓﺎﺷﻮدة واﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻛﻮﻛﺎ دام وإﻋﻼن اﺳﻤﺮا وﻧـﺪاء اﻟـﻮﻃﻦ‬
‫ﺑﺠﻴﺒــﻮﺗﻲ وإﻋــﻼن ﻣﺒــﺎدرة اﻻﻳﻐــﺎد ﻛﻠﻬــﺎ ا ﻟﺰﻣــﺖ اﻟﻘــﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴــﺔ واﻟﺸــﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻀــﻤﺎن ﺗﻘﺮﻳــﺮ‬
‫اﻟﻤﺼــﻴﺮ ﻟﻠﺠﻨــﻮﺑﻴﻴﻦ‪ .‬اﻟﻄﻴــﺐ زﻳــﻦ اﻟﻌﺎﺑــﺪﻳﻦ‪ ،‬ﻣﺨــﺎﻃﺮ وﺗــﺪاﻋﻴﺎت اﻧﻔﺼــﺎل ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان‪ ،‬ﻣﻮﻗــﻊ‬
‫ﺳﻮداﻧﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.sudanile.com/index.php?option=com‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٤٤‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫)‪ (٥٩‬ﻣﺼ ــﻄﻠﺢ ﻳﻄﻠ ــﻖ ﻓ ــﻲ اﻟﺴ ــﻮدان ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺘﺠ ــﺎر وﻗﺼ ــﺪ ﺑ ــﻪ اﻟﻌ ــﺮب واﻟﻤﺴ ــﻠﻤﻴﻦ ﻣ ــﻦ ﺳ ــﻜﺎن ﺷ ــﻤﺎل‬
‫اﻟﺴﻮدان‪.‬‬
‫)‪ (٦٠‬ﻗــﺎل ﻛﻴــﺮ‪ ،‬وﻫــﻮ ﻳﺮﻓــﻊ إﺻــﺒﻌﻪ وﻋﻼﻣــﺔ اﻟﺤﺒــﺮ ﻋﻠﻴــﻪ ﺑﻌــﺪ ﻣﺎﺷــﺎرك ﻓــﻲ اﻻﺳــﺘﻔﺘﺎء ﻓــﻲ ‪ ٩‬ﻛــﺎﻧﻮن اﻟﺜــﺎﻧﻲ‬
‫‪" ٢٠١١‬أﻧﻬــﺎ اﻟﻠﺤﻈــﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴــﺔ اﻟﺘــﻲ ﻃﺎﻟﻤــﺎ اﻧﺘﻈﺮﻫــﺎ ﺷــﻌﺐ ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان"‪ .‬وأﺿــﺎف‪" :‬أﻗــﻮل‬
‫ﻟﻠــﺪﻛﺘﻮر ﺟــﻮن ﺟﺮﻧــﻖ وﻟﻜــﻞ اﻟ ــﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠــﻮا ﻣﻌــﻪ أن ﺟﻬــﻮدﻫﻢ ﻟ ــﻢ ﺗــﺬﻫﺐ ﺳــﺪى"‪ .‬ﺻــﺤﻴﻔﺔ اﻟ ــﺮأي‬
‫اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮﺑﻂ اﻟﺘــﺎﻟﻲ‪ http://www.alraimedia.com/Alrai/l:‬؛ ﺻــﺤﻴﻔﺔ اﻟﺴــﺒﻴﻞ‬
‫اﻷردﻧﻴﺔ اﻷرﺑﻌﺎء ‪ ١٢ ،‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠١١‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.assabeel.net/studie‬‬
‫)‪ (٦١‬ﺣﻨــﺎن اﻟﺒــﺪري‪ ،‬أﻣﺮﻳﻜــﺎ ﺗــﺮوج ﻟﺘﻘﺴــﻴﻢ ﻟﻠﺴــﻮدان ﻳﺘﺠــﺎوز اﻟﺠﻨــﻮب‪ ،‬ﻣﻮﻗــﻊ دار اﻟﺨﻠــﻴﺞ ﻟﻠﺼــﺤﺎﻓﺔ‬
‫واﻟﻄﺒﺎﻋﺔ واﻟﻨﺸﺮ‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/portal/d٥٦٥٤٠٥١-b٠fe-٤ae٢-٩b٣٩-‬‬
‫)‪ (٦٢‬ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﺮأي اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ‪،‬اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪www.alraimedia.com/Alrai :‬‬
‫)‪ (٦٣‬ﺳــﺎﻣﻲ ﻛﻠﻴــﺐ )ﺣ ـﻮار(‪،‬ﻣﻼﻣــﺢ اﻟــﺪور اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ ودول اﻟﺠ ـﻮار‪ ،‬ﻗﻨــﺎة اﻟﺠﺰﻳــﺮة‪ ،‬اﻟﺠﺰﻳــﺮة ﻧــﺖ ﻋﻠــﻰ اﻟ ـﺮاﺑﻂ‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/٢٤٩C٧E٤٦-EB٢٤-٤١B٥-‬‬ ‫اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪٨٥EA-‬‬
‫)‪ (٦٤‬ﻋﺮﻓﺔ‪" ،‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺜﻤﺎن‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ؛ ﺻـﺤﻴﻔﺔ أﺧﺒـﺎر اﻟﻴـﻮم )اﻟﺨﺮﻃـﻮم(‪ ،‬اﻟﻨﺴـﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴـﺔ‬
‫‪http://www.akhbaralyom.net/narticle.php?lng=arabic‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٦٥‬اﻧﻈﺮ‪ :‬ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺴﻨﺎﺗﻮر ﻛﻴﺮي ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.america.gov/st/texttrans- arabic/٢٠١١/January/٢٠١١‬‬
‫)‪ (٦٦‬اﻧﻈﺮ‪ :‬ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﺮﺋﻴﺲ أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‬
‫‪http://www.america.gov/st/texttrans-arabic/٢٠١١/January/٢٠١١٠١٠٩٠٨١‬‬
‫)‪ (٦٧‬ﻣﻮﻗﻊ ﺷﺒﻜﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻹﺧﺒﺎرﻳـﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮاﺑﻂ اﻟﺘـﺎﻟﻲ‪http://alalam.ir :‬؛ ﺗﻘﺮﻳـﺮ واﺷـﻨﻄﻦ‪" ،‬ﻣﻠـﻒ‬
‫ﻋﻼﻗ ــﺎت أﻣﺮﻳﻜـــﺎ وﺟﻨ ــﻮب اﻟﺴـــﻮدان )‪ ١٥٠ (٢ -١‬ﻳﻮﻣـ ـﺎً وﻳﻨﻔﺼ ــﻞ اﻟﺠﻨـــﻮب"‪ ،‬اﻟﻌـــﺪد ‪ ١٠ ،٢٥٦‬آب‬
‫‪ ٢٠١٠‬ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.taqrir.org/index‬‬
‫)‪ (٦٨‬إﻻ أﻧ ــﻪ ﺑﻌ ــﺪ وﺻ ــﻮﻟﻪ إﻟ ــﻰ اﻟﺒﻴ ــﺖ اﻷﺑ ــﻴﺾ‪ ،‬اﻛﺘﺸ ــﻒ ﻋ ــﺪم ﻧﺠﺎﻋ ــﺔ ﻫ ــﺬﻩ اﻟﺴﻴﺎﺳ ــﺔ إذا أراد ﺿ ــﻤﺎن‬
‫اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻀﻲّ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ إﻧﺠﺎز اﺳﺘﺤﻘﺎق اﺗﻔﺎق اﻟﺴﻼم وﺣﻞ ﻣﺸـﻜﻠﺔ‬
‫دارﻓــﻮر‪ ،‬اﻟﺘــﻲ ﺗﻤﺜــﻞ اﻟﺸــﻖ اﻟﺜــﺎﻧﻲ ﻣــﻦ اﻫﺘﻤﺎﻣــﺎت ﺟﻤﺎﻋــﺎت اﻟﻀــﻐﻂ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴــﺔ واﻟﻴﻬﻮدﻳــﺔ اﻟﻨﺎﺷــﻄﺔ ﺗﺠــﺎﻩ‬
‫اﻟﺴﻮدان‪ .‬وﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎول أوﺑﺎﻣﺎ اﻋﺘﻤﺎد ﻧﻬﺞ أﻗﻞ ﺗﺸﺪداً ﺗﺠﺎﻩ اﻟﺨﺮﻃﻮم‪ ،‬اﺻﻄﺪم ﺑﻨﻔﻮذ ﺟﻤﺎﻋﺎت اﻟﻀﻐﻂ‬
‫]‪١٤٥‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫وارﺗﺒﺎﻃﺎﺗﻬﺎ اﻟﻮﺛﻴﻘﺔ ﺑﻤﺴﺆوﻟﻴﻦ ﻓﻲ اﻹدارة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺎاﻧﻌﻜﺲ اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت ﺣﺎدة داﺧﻞ ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻪ اﻟﻤﻌﻨـﻲ‬
‫ﺑﺎﻟﻤﻠﻒ اﻟﺴﻮداﻧﻲ‪ ،‬ودﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻋﺘﻤﺎد ﺣﻞ وﺳﻄﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠـﻰ ﺳﻴﺎﺳـﺔ اﻟﻌﺼـﺎ واﻟﺠـﺰرة‪ .‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻـﻴﻞ ﻳﻨﻈـﺮ‪" :‬‬
‫أﻣﻴﺮﻛــﺎ ﺗﺮﻋــﻰ اﻧﻔﺼــﺎل ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان وﺗﻨــﺎﻓﺲ اﻟﺼــﻴﻦ ﻋﻠــﻰ اﻟﺜــﺮوات وإﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﺗﻮﺳــﻊ ﻧﻔﻮذﻫــﺎ ﻓــﻲ ﻋــﺪة‬
‫ﻣﺠﺎﻻت ﻣﻬﻤﺔ "‪ ،‬ﻣﻨﺸﻮر ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺪة اﻟﻘﺪس‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘـﺎﻟﻲ ‪ http://www.alquds.com‬اﻟﻄﻴـﺐ‬
‫زﻳﻦ اﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ‪ ،‬ﺗﺪاﻋﻴﺎت اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان‪ ،‬ﻗﻨﺎة اﻟﺠﺰﻳﺮة‪ ،‬اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻧﺖ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/N R/exeres‬‬
‫)‪ (٦٩‬ﺟﻤــﺎل ﻋﺮﻓــﺔ‪" ،‬اﻋﺘﻘــﺎل اﻟﺒﺸــﻴﺮ‪ ..‬ﻛﻠﻤــﺔ اﻟﺴــﺮ ﻟﺘﻔﺘﻴــﺖ اﻟﺴــﻮدان!"‪ ،‬ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﻤﺴــﻠﻢ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪: http://almoslim.net/node/١٠٧٩٥‬؛ ﺻﺤﻴﻔﺔ أﺧﺒﺎر اﻟﻴﻮم‪،‬اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪،‬اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴـﺔ‬
‫‪http://akhbarelyoum-dz.com/ar/٢٠١٠-٠٢-١٩-٢١-‬‬ ‫ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ اﻟﺘــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪٠٦‬‬
‫)‪ (٧٠‬ﻫــﺎﻧﺊ رﺳــﻼن‪" ،‬ﻋﻤﻠﻴــﺔ ﺳــﻼم ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ‪ ..‬ﻣﺨــﺎض ﺻــﻌﺐ ﻟﺘــﻮازن ﺣــﺮج"‪ ،‬ﻣﺮﻛــﺰ اﻷﻫــﺮام‬
‫ﻟﻠﺪراﺳـﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳـﻴﺔ واﻹﺳـﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌـﺪد ‪ ،١٤٩‬ﻣـﺎرس ‪www. Acpss. Ahram. .٢٠٠٥‬‬
‫‪Org.eg‬؛ ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.alwasatnews.com/٢٦٨٣/news/read/‬؛ ﺟﻤــﺎل ﻋﺮﻓــﺔ "ﻣــﺎذا ﻳﺮﻳــﺪ اﻟﻐــﺮب ﻣﻘﺎﺑــﻞ‬
‫ﺗﺒﺮﺋﺔ اﻟﺒﺸﻴﺮ؟" ﻣﻮﻗﻊ إﺳﻼم أون ﻻﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.islamonline.net/Arabic/indel‬‬
‫؛اﺣﻤﺪ إﺑﺮاﻫﻴﻢ أﺑﻮ ﺷﻮك‪" ،‬اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﺑﻴﻦ رﻫﺎن اﻟﻮﺣﺪة وﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻻﻧﻔﺼﺎل؟"‪ ،‬اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻧـﺖ‬
‫‪www.aljazeera.net/NR/exeres:/‬‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٧١‬إن أل "ﺳــﻲ أي اﻳــﻪ" اﻷﻣﺮﻳﻜــﻲ واﻟـ ـ "دﺟﺴــﻲ" اﻟﻔﺮﻧﺴــﻲ و"اﻟﻤﻮﺳــﺎد" اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ أﻗــﺎﻣﻮا ﻣﺮﻛــﺰﻳﻦ‬
‫رﺋﻴﺴــﻴﻴﻦ ﻻﻧﻄــﻼق ﻣﺨﻄﻄــﺎﺗﻬﻢ‪ ،‬اﻷول ﻳﻌﻤــﻞ ﻓــﻲ ﺗﺸــﺎد واﻟﺜــﺎﻧﻲ ﻓــﻲ ﻣﺮﻛــﺰ اﻟﺘﻨﺴــﻴﻖ اﻟﻤﺸــﺘﺮك ﺑــﻴﻦ‬
‫أﺟﻬــﺰة اﻟﻤﺨــﺎﺑﺮات اﻟﺜﻼﺛــﺔ وﻣﻘــﺮﻩ ﺟﻴﺒــﻮﺗﻲ‪ ،‬وﺳــﻴﻌﻤﻞ اﻟﻀــﺒﺎط اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن واﻟﻔﺮﻧﺴــﻴﻮن ﻣــﻦ ﻣﺮﻛــﺰ‬
‫ﺗﺸـﺎد‪ .‬وأﻓــﺎدت اﻟﻤﻌﻠﻮﻣــﺎت أن ﺟﻬـﺎز اﻟﻤﻮﺳــﺎد اﻹﺳــﺮاﺋﻴﻠﻲ ﻳــﺄﺗﻲ ﻓـﻲ ﻣﻘﺪﻣــﺔ أﺟﻬــﺰة ﻣﺨــﺎﺑﺮات دول‬
‫ﻋﺪﻳﺪة ﻣﺘﻮرﻃﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﻄﻂ اﻟﺘﻘﺴﻴﻢ‪ .‬ﻋﺒﺪاﷲ ﻋﻠﻲ إﺑﺮاﻫﻴﻢ‪ ،‬ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان واﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ إﺳـﺮاﺋﻴﻞ‪،‬‬
‫ﻣﻮﻗﻊ ﺳﻮداﻧﺎﻳﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪http://www.sudanile.com/index.php?option=com_content&view=frontpa‬‬
‫)‪ (٧٢‬ﺧﺪﻳﺠـﺔ ﺻـﻔﻮت‪" ،‬وﺛـﺎﺋﻖ ‪:‬أﻣﻴﺮﻛـﺎ وإﺳـﺮاﺋﻴﻞ وﺟﻨـﻮب اﻟﺴـﻮدان‪ ..‬ﻋﻨـﺪﻣﺎ ﻳﺘﻜـﺎذب اﻟﻐـﺮب ﻟﺘﻀـﻠﻴﻞ‬
‫اﻟﻨـﺎس"‪،‬ﺟﺮﻳـﺪة اﻟﺠﺮﻳـﺪة‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟـﺮاﺑﻂ اﻟﺘـﺎﻟﻲ‪www.aljaredah.com/paper.php? :‬؛ اﻟﻘـﺪس‬
‫اﻟﻌﺮﺑ ــﻲ‪ ،‬اﻟﺠﻤﻌ ــﺔ‪ ٢١ ،‬ﺗﺸ ــﺮﻳﻦ اﻟﺜ ــﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠٠٨ ،‬اﻟﻨﺴ ــﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٤٦‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫‪http://alquds.co.uk/index.asp?co‬؛ رﻓﻌﺖ ﺳﻴﺪ أﺣﻤﺪ‪ ،‬اﻟﻤﻮﺳﺎد ﻳﺨﺘﺮق اﻟﺴﻮدان ﻣﻬﺪدا‬

‫ﻋﺮوﺑﺘﻪ!!‪ ،‬ﻣﻮﻗﻊ أﺳﻼم ﻧﻴﻮز ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫‪http://www.islamicnews.net/ViewStatic.asp?Job=AboutUs&TabIndex=٠‬‬
‫)‪ (٧٣‬ﺷـﻬﺪ اﻟﺸـﺮﻳﻂ اﻟﺤـﺪودي ﺑـﻴﻦ اﻟﺴـﻮدان وﺗﺸـﺎد ﺣﺮﻛــﺔ ﻣﻜﺜﻔـﺔ ﻟﻠﻤﻮﺳـﺎد ﻓـﻲ إﻃـﺎر اﻟـﺪﻋﻢ اﻟﻌﺴــﻜﺮي‬
‫اﻟﺬي ﺗﻘﺪﻣﻪ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻟﻠﻘﻮات اﻟﺘﺸﺎدﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻏﻄﺎء اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻄﺒﻲ ﻹﺣﺪى اﻟﻤﺴﺘﺸـﻔﻴﺎت‪ .‬ودﻓﻌـﺖ‬
‫ﺑﺤﻮال ‪ ١٢‬ﻋﺴﻜﺮي ﻣﺘﻘﺎﻋﺪ إﻟﻰ دوﻟﺔ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺸﺎد ﻟﻴﻘﻮﻣﻮا ﺑﺘﺪرﻳﺒﺎت ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ‬
‫ﻟﺠﻴﺸــﻬﻴﺎ‪ .‬ﻳــﺄﺗﻲ اﻟﺘﺤــﺮك اﻟﺼــﻬﻴﻮﻧﻲ اﻟﻌﺴــﻜﺮي ﻟﻴﺸــﻴﺮ ﺑﻮﺿــﻮح إﻟــﻰ ﻧﻴــﺔ إﺳــﺮاﺋﻴﻞ ﻓــﻲ ﺗﻤﺪﻳــﺪ رﻗﻌــﺔ‬
‫ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟﺴﺮي واﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓـﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘـﺔ ﻋﺒـﺮ ﻣﻨﺎﻓـﺬ ﺟﺪﻳـﺪة‪ .‬ﻋـﺪﻧﺎن أﺑـﻮ ﻋـﺎﻣﺮ‪" ،‬ﻣﺼـﻠﺤﺔ إﺳـﺮاﺋﻴﻞ‬
‫ﻣﻦ اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان"‪ ،‬ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻧﺖ )اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ( ﻓـﻲ ‪ ،٢٠١١/١/٩‬ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮاﺑﻂ اﻟﺘـﺎﻟﻲ‬
‫‪:‬‬
‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres/١D٥٣٧٦D٦-٠F٥E‬‬
‫)‪ (٧٤‬وﻣﻀــﻰ اﻟــﺮﺋﻴﺲ اﻟﺴــﻮداﻧﻲ ﻗــﺎﺋﻼً ‪ .." :‬إن اﻟﺘﺤــﺎﻟﻒ ﻏﻴــﺮ اﻟﻤﺒــﺎرك ﺑــﻴﻦ اﻟﻴﻤــﻴﻦ اﻟﻨﺼــﺮاﻧﻲ اﻟﻤﺘﻄــﺮف‬
‫واﻟﺼــﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴــﺔ ﻫــﻮ اﻟــﺬي أﺟــﺞ اﻟﺼــﺮاع ﻓــﻲ دارﻓــﻮر‪ .‬وﺷــﺪد أﻳﻀـﺎً ﻋﻠــﻰ أن اﻟﻴﻤــﻴﻦ اﻟﻨﺼــﺮاﻧﻲ‬
‫اﻟﻤﺘﻄﺮف واﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﻳﺴﺎﻋﺪان ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ أﻋﺪاد ﻣﻦ اﻟﺴﻮداﻧﻴﻴﻦ اﻟﻔﺎرﻳﻦ ﻣﻦ اﻟﺼـﺮاع‬
‫ﻓﻲ دارﻓﻮر إﻟﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ‪ ،‬ﻣﺸﻴﺮاً إﻟﻰ أن ﺛﻼﺛﺔ آﻻف ﺷﺨﺺ ﻣﻦ ﺳﻜﺎن اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺗﻢ ﺗﻬﺠﻴﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ‬
‫إﻟﻰ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺒﺮﻳﺔ‪" ."..‬اﻟﺒﺸﻴﺮ‪ :‬إﺳﺮاﺋﻴﻞ ودول ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺗﺴﻠﺢ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت دارﻓﻮر"‪ ،‬ﻣﻮﻗـﻊ إﺳـﻼم أون‬
‫ﻻﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.islamonline.net/Arabic/index.shtml‬‬
‫‪wwwSudanmfa.com‬‬ ‫؛ ﻣﻮﻗﻊ وزار ة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٧٥‬ﻳﺬﻛﺮ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﻟﻤﺘﺤﺪة ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أدرﺟﺖ اﻟﺴﻮدان ﺿـﻤﻦ ﻗﺎﺋﻤـﺔ اﻟـﺪول اﻟﺮاﻋﻴـﺔ ﻟﻺرﻫـﺎب ﻣﻨـﺬ‬
‫ﻋـﺎم ‪ . ١٩٩٣‬ﻋﻤــﺮ ﻣﺼــﻄﻔﻰ ﺷــﺮﻛﻴﺎن‪" ،‬آﻓــﺎق اﻟﺤــﻞ اﻟﺴﱢﻴﺎﺳــﻲ ﻟﻠﻤﺤﺘــﻮى اﻟﺘــﺎرﻳﺨﻲ ﺑــﻴﻦ ﺣﻜﱠ ــﺎم اﻟﺨﺮﻃــﻮم‬
‫وأﻫ ــﻞ اﻟﺘﺨ ــﻮ م"‪ ،‬ﻣﻮﻗ ــﻊ ﺳ ــﻮداﻧﺎﻳﻞ ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ــﺎﻟﻲ‪http://www.sudanile.com/ :‬؛ ﻣﺠﻤﻮﻋ ــﺔ‬
‫ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ‪ ،‬ﻧﺪوة ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺴﻮدان‪ ،‬اﻟﻤﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬ص ص ‪ ٣٥٠‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫)‪ (٧٦‬ﻳﻨﻈﺮ‪ :‬اﻟـﻨﺺ اﻟﻜﺎﻣـﻞ ﻟﺒﻴـﺎن أوﺑﺎﻣـﺎ ﺑﺎﻟﻠﻐـﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻣﻮﻗـﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣـﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ اﻟﺮﺳـﻤﻲ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.america.gov/st/texttrans-english/٢٠٠٩/March‬‬
‫)‪ (٧٧‬ﻇﻬــﺮت ﻓــﻲ اﻟﺤــﺰب اﻟــﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﺟﺪﻳــﺪة‪ ،‬ﻫــﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ اﻟــﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﻴﻦ اﻟﺠــﺪد‪ ،‬وإدارة‬
‫أوﺑﺎﻣﺎ‪ ،‬واﻟﺬﻳﻦ ﺳﺎﻧﺪوا ﺗﺮﺷﻴﺢ أوﺑﺎﻣﺎ و أﻳﺪوﻩ و أوﺻﻠﻮﻩ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ ﻫﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ وان‬
‫رﻓﻀﺖ اﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﺎﻟﻴﺐ اﻟﺤﺮﺑﻴـﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ أﻫـﺪاف اﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴـﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴـﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬـﺎ ﺷـﺪﻳﺪة‬
‫]‪١٤٧‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻟﺘﻄﺮف ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام أﺳـﺎﻟﻴﺐ "اﻟﻘـﻮة اﻟﻨﺎﻋﻤـﺔ" ﻟﺘﺤﻘﻴـﻖ ذات اﻷﻫـﺪاف‪ .‬واﻟﻤﺘـﺎﺑﻊ ﻟﻜـﻞ اﻟﺘﻌﻴﻴﻨـﺎت‬
‫اﻟﺘﻲ ﺟﺮت ﻓـﻲ إدارة أوﺑﺎﻣـﺎ‪ -‬ﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ إدارة اﻟﺴﻴﺎﺳـﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴـﺔ‪ -‬ﻳﺼـﻞ إﻟـﻰ اﺳـﺘﻨﺘﺎج ﺑـﺄن ﻛـﻞ‬
‫اﻟﺘﻌﻮﻳﻞ واﻟﻤﺮاﻫﻨﺔ ﻋﻠﻰ إدارة ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ‪ ،‬ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إﻻ وﻓﻖ رؤﻳـﺔ ﻗﺪﻳﻤـﺔ ﻟﻠﺤـﺰب اﻟـﺪﻳﻤﻮﻗﺮاﻃﻰ‪ ،‬ﻟـﻢ‬
‫ﺗﻌــﺪ ﻗﺎﺋﻤــﺔ اﻵن‪ .‬ﻃﻠﻌــﺖ رﻣــﻴﺢ‪" ،‬ﻣــﺄزق اﻟﻨﻈــﺎم اﻟﺮﺳــﻤﻲ اﻟﻌﺮﺑــﻲ أم ﻣــﺄزق اﻟﺒﺸــﻴﺮ؟"‪ ،‬ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﻤﺴــﻠﻢ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.almoslim.net/node/١٠٧٩٥٦‬‬
‫)‪ (٧٨‬ﺻﺤﻴﻔﺔ اﻟﻘﺪس‪www.alquds.com ،‬؛ ﺻﺤﻴﻔﺔ أﺧﺒﺎر اﻟﻴـﻮم )اﻟﺨﺮﻃـﻮم(‪ ،‬اﻟﺜﻼﺛـﺎء ‪ ٢٣‬ﻧـﻮﻓﻤﺒﺮ‪-‬‬
‫ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠١٠‬اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.akhbaralyom.net/nartic‬‬
‫)‪ (٧٩‬ﺟﺮﻳﺪة )اﻟﺰﻣﺎن( اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪ -‬اﻟﻌﺪد ‪ -٣٧٠٩‬اﻟﺘﺎرﻳﺦ ‪ ٣٠‬أﻳﻠﻮ ل ‪٢٠١٠‬؛ ﻣﺴﺎﻋﺪات اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﺪﻋﻢ‬
‫اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان‪ ،‬اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺼﺤﻔﻲ واﻹﻋﻼﻣﻲ ﻋﻤﺮو اﻟﻠﻴﺜﻲ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬

‫‪www.amrellissy.com.‬‬
‫)‪ (٨٠‬ﻳﺘﺨــﻮف ﻣﺴــﺆوﻟﻮن وﻧﺎﺷــﻄﻮن وﺧﺒــﺮاء دوﻟﻴــﻮن ﻛﺜــﺮ ﻣــﻦ أن اﻟﺴــﻮدان ﻳﺘﺠــﻪ رﺑﻤــﺎ ﻧﺤــﻮ ﺣــﺮب ﺷــﺒﻴﻬﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺤ ﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﺳﻔﺮت ﻋﻦ ﻣﻘﺘﻞ ﺣـﻮاﻟﻲ ﻣﻠﻴـﻮﻧﻲ ﺳـﻮداﻧﻲ ﻣﻨـﺬ اﻟﺨﻤﺴـﻴﻨﺎت‪ .‬ﺑﻴـﺪ أن اﻟﻌـﻮدة‬
‫إﻟــﻰ اﻟﺤــﺮب ﻟﻴﺴــﺖ ﻣﺤﺘﻤﻠــﺔ‪ ،‬وﻻ ﻣﺤﺘﻮﻣــﺔ‪ .‬ﻓﻠــﺪى ﻛــﻞ ﻣــﻦ اﻟﺨﺮﻃــﻮم وﺟﻮﺑــﺎ )ﻋﺎﺻــﻤﺔ اﻟﺠﻨــﻮب(‬
‫ﺣﻮاﻓﺰ ﻗﻮﻳﺔ ﻟﺘﻔﺎدي ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺘﻴﺠـﺔ‪ .‬ﻓـﻲ اﻟﻮاﻗـﻊ‪ ،‬ﻟـﻦ ﺗﺠﻨـﻲ اﻟـﺪول اﻟﺘـﻲ ﺗﻤﻠـﻚ اﻟﻤﺼـﺎﻟﺢ اﻷﻛﺒـﺮ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺴﻮدان‪ ،‬ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻤﻴﻞ إﻟﻰ ﺟﻮﺑـﺎ )ﻣﺜـﻞ اﻟﻮﻻﻳـﺎت اﻟﻤﺘﺤـﺪة( أو اﻟﺨﺮﻃـﻮم )ﻣﺜـﻞ‬
‫اﻟﺼﻴﻦ وﻣﺼﺮ(‪ ،‬اﻟﻜﺜﻴـﺮ ﺑـﻞ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻜـﺲ ﺳﺘﺨﺴـﺮ ﻛﺜﻴـﺮاً إذا ﺗﺠـﺪّد اﻟﻨـﺰاع‪ .‬ﻓﻤـﻦ ﺷـﺄن اﻟﺤـﺮب ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺴﻮدان أن ﺗﻮرّط إدارة أوﺑﺎﻣﺎ ﻓﻲ أزﻣﺔ دوﻟﻴﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ أﺧﺮى‪-‬وﻣﻀﺮّة ﺳﻴﺎﺳـﻴﺎً ‪ -‬وﺗﻬـﺪّد أﻣـﻦ اﻟﻄﺎﻗـﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺼﻴﻦ )‪ ٧‬ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﻣﻦ وارداﺗﻬـﺎ اﻟﻨﻔﻄﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟﺴـﻮدان(‪ .‬ﻛﻤـﺎ ﺗﺴـﻮد أﺟـﻮاء ﻣـﻦ اﻻﻟﺘﺒـﺎس ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘـﺎﻫﺮة ﻓـﻲ ﺷــﺄن اﻟﺘﻌـﺎون ﺑــﻴﻦ اﻟﺒﻠـﺪَﻳﻦ ﺣـﻮل ﻧﻬــﺮ اﻟﻨﻴـﻞ اﻟــﺬي ﻳﺸـﻜّﻞ ﺷـﺮﻳﺎن اﻟﺤﻴــﺎة ﻓـﻲ اﻻﻗﺘﺼــﺎد‬
‫اﻟﻤﺼﺮي‪ .‬ﻣﻦ ﺷﺄن اﻟﺤﺮب أن ﺗﻬﺪّد أﻳﻀﺎً اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ اﻟﺘـﻲ ﺗﻘـﻮم‬
‫ﺑﻬﺎ ﺷﺮﻛﺎت ﺧﻠﻴﺠﻴـﺔ ﺗﻌﻤـﻞ ﻓـﻲ ﻗﻄـﺎع اﻟﺰراﻋـﺔ‪ ،‬وﺣﻜﻮﻣـﺎت ﺧﻠﻴﺠﻴـﺔ ﺗـﺮى ﻓـﻲ اﻟـﺒﻼد ﻣﻨﻄﻘـﺔ أﺳﺎﺳـﻴﺔ‬
‫ﻹﻧﺘــﺎج اﻟﺤﺒــﻮب‪ .‬ﻣﻠــﻒ ﻋﻼﻗــﺎت أﻣﺮﻳﻜــﺎ وﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان )‪ (٢ -٢‬دﻋــﻢ ﺟــﻴﺶ اﻟﺠﻨــﻮب‪ ،‬ﺗﻘﺮﻳــﺮ‬
‫واﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻄﻦ‪ ،‬اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪد ‪ ١٠ ،٢٥٦‬أﻏﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺲ ‪ ٢٠١٠‬ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.taqrir.org/index.cfm‬‬
‫)‪ (٨١‬ﺻـﺤﻴﻔﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﻟﻴﻤﻨﻴـﺔ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ اﻟـﺮاﺑﻂ اﻟﺘـﺎﻟﻲ‪، http://www.alsyasiah.net/index.php:‬‬
‫اﻟﺼﺎدق اﻟﻔﻘﻴﻪ‪ ،‬اﻟﺴﻮدان‪ ..‬ﺻﺮاع ﻻ ﻳﻨﺘﻬﻲ أﺑﺪا ؟؟‪ ،،‬اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٤٨‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫‪http://www.aljazeera.net/NR/exeres‬؛ ﻣﺤﻤــﺪ ﺳــﻴﺪ رﺻــﺎص‪ ،‬اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴــﺔ واﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴــﺔ‬

‫ﻓـ ــﻲ ﻣﺼـ ــﺮ واﻟﺴـ ــﻮدان‪ ،‬اﻟﺤـ ــﻮار اﻟﻤﺘﻤـ ــﺪن ‪ -‬اﻟﻌـ ــﺪد‪ ٣١ -١٧٢٠ :‬ﺗﺸـ ــﺮﻳﻦ اﻷول ‪ ،٢٠٠٦‬ﻣﻮﻗـ ــﻊ‬
‫اﻟﺤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮار اﻟﻤﺘﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪www.rezgar.com‬‬
‫)‪ (٨٢‬ﻧﺎﺻﺮ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺟﺮﺑﻮع اﻟﻴﺎﻓﺎوي‪ ،‬اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻳﻌﻨﻲ ﻗﻴﺎم دوﻟﺔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ -‬دراﺳﺔ‬
‫ﺗﺤﻠﻴﻠﻴﺔ )‪ ،(١‬اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﺮﺟﻤﻴﻦ واﻟﻠﻐﻮﻳﻴﻦ اﻟﻌﺮب‪ -‬واﺗﺎ‪ ،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪/wata.cc/forums/index.php?s=٥٩d٥bc١٨٧ad٨١٤٣abc٠b٣٨٢ea٩٧٨٠c٨‬‬
‫)‪ (٨٣‬ﻗﺎل ﺑﺎﻗﺎن أﻣﻮم أﻛﻴﺞ اﻷﻣﻴﻦ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺴﻮدان إﻧﻪ ﺣﺼﻞ ﻋﻠـﻰ ﺗﺄﻛﻴـﺪات ﻣـﻦ‬
‫ﻗﺒــﻞ اﻟﺼــﻴﻦ وروﺳــﻴﺎ ﺑــﺪﻋﻢ ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ﺣــﺎل اﻧﻔﺼــﺎﻟﻪ ﻋــﻦ اﻟﺸــﻤﺎل ﻋﻘــﺐ اﻻﺳــﺘﻔﺘﺎء اﻟﻤﻘــﺮر‬
‫ﻣﻄﻠــﻊ اﻟﻌــﺎم اﻟﻤﻘﺒــﻞ‪ ،‬ﺧــﻼل اﺟﺘﻤــﺎﻋﻴﻦ ﻋﻘــﺪﻫﻤﺎ ﻓــﻲ ﻧﻴﻮﻳــﻮرك ﻣــﻊ ﻣﻨــﺪوﺑﻲ اﻟﺒﻠــﺪﻳﻦ ﻟــﺪى اﻷﻣــﻢ‬
‫اﻟﻤﺘﺤﺪة‪ .‬وأﺿﺎف أن ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﺗﻌﻬﺪ ﻟﻠﺼﻴﻦ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟﺠﻨـﻮب واﻟﺤﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ‬
‫اﺳﺘﺜﻤﺎراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟـﺪﻋﻢ واﺣﺘـﺮام ﺧﻴـﺎر اﻟﺠﻨـﻮب ﻓـﻲ اﻻﻧﻔﺼـﺎل‪ .‬وﺻـﺮح ﺳـﻠﻔﺎ ﻛﻴـﺮ ﻓـﻲ أواﺧـﺮ‬
‫ﺷﻬﺮ ﻛـﺎﻧﻮن اﻟﺜـﺎﻧﻲ ‪ ٢٠١٠‬ﺑـﺄن ﺣﻜﻮﻣـﺔ ﺟﻨـﻮب اﻟﺴـﻮدان ﺳـﺘﻌﻤﻞ ﻋﻠـﻰ إﺑﻘـﺎء ﺗﻌﺎﻣﻠﻬـﺎ و ﻋﻘﻮدﻫـﺎ ﻣـﻊ‬
‫اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻷﺧﺮى ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ اﻧﻔﺼﺎل اﻟﺠﻨﻮب‪.‬ﺗﻨﺼﺖ ﺧﺎص ﻟﻠﺒﺎﺣﺚ‪.‬‬
‫)‪ (٨٤‬وﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻣﺎﻳﻘﺮب ‪ %٩٠‬ﻣﻦ إﻧﺘﺎج واﺣﺘﻴﺎط اﻟﺒﺘﺮول اﻟﺴﻮداﻧﻲ‪ ،‬وﻳﻨﺘﺞ اﻟﺠﻨﻮب‬
‫ﺣﺎﻟﻴﺎً ﻣﺎﻳﻮازي ‪ ٤٩٠‬أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﻳﺠﻲء ﺛﺎﻟﺜﺎ ﻓﻲ اﻟﻘـﺎرة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴـﺔ ﺟﻨـﻮب اﻟﺼـﺤﺮاء ﺑﻌـﺪ‬
‫اﻧﺠﻮﻻ وﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﺷـﺮﻛﺔ ﺑـﺮﻳﺘﻴﺶ ﺑﺘـﺮوﻟﻴﻢ‪ .‬ﻓﻘـﺪ أﺛﺒﺘـﺖ اﻟﺒﺤـﻮث اﻟﺠﻴﻮﻟﻮﺟﻴـﺔ ﻓـﻲ ﺟﺎﻣﻌـﺔ‬
‫ﺑــﺮﻟﻴﻦ وﺟــﻮد ﺛــﺮوة ﻧﻔﻄﻴــﺔ ﻛﺒﻴــﺮة ﻓــﻲ ﺷــﻤﺎل اﻟﺴــﻮدان ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻲ ﻣــﺎﺗﻢ اﻛﺘﺸــﺎﻓﻪ ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﻮب‬
‫اﻟﺴﻮداﻧﻲ وﻏﺮب اﻟﺴﻮدان ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻛﺮدﻓﺎن‪ ،‬ﻓﻲ ‪ ٢٠٠٥‬ﺗﻮﺻﻠﺖ ﺟﻮﺑﺎ )ﻋﺎﺻﻤﺔ اﻟﺠﻨﻮب( واﻟﺨﺮﻃﻮم‬
‫إﻟــﻰ اﺗﻔــﺎق ﺑﻤﻮﺟﺒــﻪ ﺳﺘﺘﻘﺎﺳــﻤﺎن ﻋﻠــﻰ ﻧﺤــﻮ ﻣﺘﺴــﺎو أرﺑــﺎح اﻟــﻨﻔﻂ‪ ،‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻــﻴﻞ‪ :‬ﻧﺸــﺮة ﻛﻠﻨــﺎ ﺷــﺮﻛﺎء ﻓــﻲ‬
‫اﻟ ـ ـ ــﻮﻃﻦ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪http://all٤syria.info/component/option,c :‬؛ ﻣﻮﻗ ـ ـ ــﻊ‬
‫‪ ،CNN‬ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪:‬‬ ‫ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻜﺔ‬
‫‪www.arabic.cnn.com‬‬
‫)‪ (٨٥‬ﻛـﺮﻳﻢ اﻟﻘﺎﺿـﻲ "اﻟـﻨﻔﻂ ووﺣـﺪة اﻟﺴـﻮدان"‪ ،‬ﻣﺠﻠـﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳـﺔ اﻟﺪوﻟﻴـﺔ‪ ،‬اﻟﻌـﺪد ‪ ،١١٣‬ﻧﻴﺴــﺎن ‪،٢٠٠٤‬‬
‫ﻣﻮﻗــﻊ اﻟﻤﺠﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ اﻟﺘــﺎﻟﻲ‪. org.eg. www.siyassa :‬؛ ﺻــﺤﻴﻔﺔ اﻟﺮﻳــﺎض‪ ،‬اﻟﻨﺴــﺨﺔ‬
‫اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.alriyadh.com/٢٠١٠/٠٣/٢٧/section.home.htm‬‬
‫)‪ (٨٦‬رﻓــﻊ اﻟﺤﻈــﺮ ﻋــﻦ اﻟﺸــﺮﻛﺎت اﻷﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ ﻟﻠﻌﻤــﻞ ﻓــﻲ اﻟﺴــﻮدان ﻋــﺎم ‪ ٢٠٠٦‬ﻋﻘــﺐ اﻟﺘﻮ ﺻــﻞ ﻻﺗﻔﺎﻗﻴــﺔ‬
‫اﻟﺴﻼم اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻋﺎم ‪ ٢٠٠٥‬وﺗﺘﺤﻴﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺣﺪوث اﻻﻧﻔﺼﺎل ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺻﺘﻬﺎ‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺘﻨﻘﻴــﺐ ﻋــﻦ اﻟــﻨﻔﻂ ﻓ ــﻲ اﻟﺠﻨــﻮب ﻣــﻦ ﺟﻬــﺔ‪ ،‬واﺳ ــﺘﺜﻤﺎر أراﺿــﻴﻪ اﻟﻤﻠﻴﺌــﺔ ﺑــﺎﻟﺜﺮوات اﻟﻤﻌﺪﻧﻴ ــﺔ‬
‫واﻟﺰراﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺣﺮﻣﺘﻬﺎ ﻣﻦ ذﻟﻚ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻮدان‪ .‬واﻟﺴـﻌﻲ إﻟـﻰ‬
‫]‪١٤٩‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬
‫اﻻﺳــﺘﻔﺎدة ﻣــﻦ ﺛ ــﺮوات اﻟﺠﻨــﻮب ﺑﻌ ــﺪ اﻻﻧﻔﺼــﺎل‪ .‬ﺧﺒﻴــﺮ اﻗﺘﺼ ــﺎدي‪ :‬أﻣﺮﻳﻜــﺎ ﺗ ــﺪﺧﻠﺖ ﻓــﻲ ﺟﻨ ــﻮب‬
‫اﻟﺴﻮدان ﻟﺘﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻛﺎت اﻟـﻨﻔﻂ اﻟﺼـﻴﻨﻴﺔ‪ ،‬وﺗﻔﻴـﺪ اﻹﺣﺼـﺎءات اﻟﻤﻮﺛـﻮق ﺑﻬـﺎ أن ﻧﻴﺠﻴﺮﻳـﺎ ﺗﻀـﻢ‬
‫اﺣﺘﻴﺎﻃﺎت ﻧﻔﻄﻴﺔ وﻏﺎزﻳﺔ ﺗﻘﺪر ﺑـ ‪ ٣١‬ﻣﻠﻴـﺎر ﺑﺮﻣﻴـﻞ وﻟﻴﺒﻴـﺎ اﺣﺘﻴﺎﻃـﺎت ﺑ ـ ‪ ٤٠‬ﻣﻠﻴـﺎر ﺑﺮﻣﻴـﻞ واﻟﺠﺰاﺋـﺮ ﺑ ـ‬
‫‪ ١٢‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ وﺗﺸﺎد ﺑـ ‪ ١‬ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ واﻟﺴﻨﻐﺎل ﺑـ ‪ ٧٠٠‬ﻣﻠﻴﻮن واﻟﺴﻮدان ﺑـ ‪ ٥٦٣‬ﻣﻠﻴـﻮن ﺑﺮﻣﻴـﻞ‬
‫واﻟﻨﻴﺠــﺮ وﺗــﻮﻧﺲ وﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴــﺎ ﺑ ـ ‪ ٣٠٠‬ﻣﻠﻴــﻮن ﺑﺮﻣﻴــﻞ ﻟﻜــﻞ ﻣﻨﻬــﺎ‪ .‬اﻟﻘﺎﺿــﻲ‪ ،‬اﻟﻤﺼــﺪر اﻟﺴــﺎﺑﻖ؛ ﺻــﺤﻴﻔﺔ‬
‫اﻟﺮﻳﺎض‪ ،‬اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ http://www.alriyadh.com/٢٠١٠/٠٣/٢٧/secti‬؛ ﻗﻨــﺎة ﺳﻮﻳﺴــﺮا اﻹﺧﺒﺎرﻳــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺮاﺑﻂ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻲ‪ www,swissinfo.ch :‬؛ ﻣﻮﻗﻊ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻴﻮم‬
‫‪http://www.africaalyom.com/web/index.htm‬‬
‫)‪ (٨٧‬ﻟﻠﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻳﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺜﺎل إﻟﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺑﺮوﻛﻨﻐﺰ وﻣﻌﻬﺪ اﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻄﻴﻦ اﻟﺘﺎﻟﻴﻴﻦ‬
‫‪www.brook.edu www.usip.org‬‬ ‫وﻋﻠﻰ اﻟﺘﺘﺎﺑﻊ‪:‬‬
‫)‪ (٨٨‬ﺻــﺤﺎﻓﺔ إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ‪ :‬اﻟــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ ﺗﻨﻈــﺮ ﻻﺳــﺘﻘﻼل ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ﻛﻤــﺆاﻣﺮة إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ‪ -‬أﻣﺮﻳﻜﻴــﺔ‬
‫ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺿﺪﻫﻢ‪ ،‬ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺮأي ﻧﻴﻮز ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ttp://www.alraynews.com/index.aspx‬؛ ﻫ ـ ــﺪي ﺗﻮﻓﻴ ـ ــﻖ‪ ،‬اﻟﻮﻻﻳ ـ ــﺎت اﻟﻤﺘﺤ ـ ــﺪة ﻣﻬ ـ ــﺪت‬
‫اﻟﻄﺮﻳ ــﻖ أﻣ ــﺎم اﻧﻔﺼ ــﺎل ﺳ ــﻠﺲ ﺑ ــﻴﻦ اﻟﺸ ــﻤﺎل واﻟﺠﻨ ــﻮب‪ ،‬ﻣﻮﻗ ــﻊ ﺻ ــﺤﻴﻔﺔ اﻷﻫ ــﺮام اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧ ــﻲ‪،‬‬
‫‪ /http://www.ahram.org.eg‬ﻓﻬﻤــﻲ ﻫﻮﻳــﺪي‪" ،‬إﺳــﺮاﺋﻴﻠﻴﻮن ﻳــﺮوون ﻗﺼــﺔ اﻻﻧﻔﺼــﺎل"‪ ،‬اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ‬
‫‪www.alarabiya.net‬‬ ‫ﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٨٩‬اﻧﻄﻠــﻖ ﻣــﻊ اﻷول ﻣــﻦ أﻛﺘــﻮﺑﺮ‪ /‬ﺗﺸـﺮﻳﻦ اﻷو ل ‪ ٢٠٠٨‬اﻟﻨﺸــﺎط اﻟﻔﻌﻠــﻲ ﻟ ـ "اﻟﻘﻴــﺎدة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴــﺔ" اﻟﺘــﻲ أﺣــﺪﺛﺘﻬﺎ‬
‫اﻟﻮﻻﻳــﺎت اﻟﻤﺘﺤــﺪة ﻟﻜــﻲ ﺗﻜــﻮن اﻟﻘــﺎرة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴــﺔ داﺋــﺮة ﺣﺮﻛﺘﻬــﺎ اﻟﺘﺪرﻳﺒﻴــﺔ اﻟﻠﻮﺟﺴــﺘﻴﺔ واﻟﻬﺠﻮﻣﻴــﺔ وﺗﺸــﻤﻞ‬
‫داﺋﺮة ﺗـﺪﺧﻞ "أﻓﺮﻳﻜـﻮم" أو "أﻓﺮﻳـﻚ ﻛﻮﻣﺎﻧـﺪﻣﻴﻨﺖ"‪ ،‬اﻟﻤﺆﻟﻔـﺔ ﻣـﻦ أﻟـﻒ ﻋﻨﺼـﺮ ﻣـﻮزﻋﻴﻦ ﻋﻠـﻰ ﺛـﻼث ﻗﻴـﺎدات‬
‫ﻓﺮﻋﻴــﺔ‪ ،‬ﻛﺎﻣــﻞ اﻟﻘــﺎرة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴــﺔ )ﻋــﺪا ﻣﺼــﺮ اﻟﺘــﻲ ﺗﺘﺒــﻊ ﻟﻠﻘﻴــﺎدة اﻟﻤﺮﻛﺰﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻣﻴــﺎﻣﻲ(‪ ،‬إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــﺐ ﺟــﺰر ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻤﺤ ــﻴﻂ اﻟﻬﻨ ــﺪي ﻣﺜ ــﻞ ﺳﻴﺸ ــﻴﻞ وﻣﺪﻏﺸ ــﻘﺮ وأرﺧﺒﻴ ــﻞ اﻟﻘُﻤ ــﺮ‪ .‬وﺗﺘ ــﻮﻟﻰ "أﻓﺮﻳﻜ ــﻮم" ﻣﺘﺎﺑﻌ ــﺔ ﺗﻨﻔﻴ ــﺬ اﻟﺒـ ـﺮاﻣﺞ‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﻘﺎرة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧـﺖ وزارة اﻟﺨﺎرﺟﻴـﺔ ﺗُﺸـﺮف ﻋﻠـﻰ ﺗﻨﻔﻴـﺬﻫﺎ‪ .‬اﻟﺠﺰﻳـﺮة‬
‫ﻧ ـ ــﺖ ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـﺮاﺑﻂ اﻟﺘ ـ ــﺎﻟﻲ‪www.aljazeera.net/NR/exeres :‬؛ ﻣﻮﻗ ـ ــﻊ أﻓﺮﻳﻘﻴ ـ ــﺎ اﻟﻴ ـ ــﻮم‪،‬‬
‫‪www.africaalyom.com/web/‬؛ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ‪:‬‬
‫‪www.white house. gov/news‬‬
‫)‪ (٩٠‬اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺤﺰب اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪www.psp.org.lb/Default :‬؛‬
‫ﻣﻮﻗﻊ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻴﻮم‪،‬ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪http://www.africaalyom.com/web/index.htm‬‬
‫)‪" (٩١‬واﺷــﻨﻄﻦ ﺗ ــﺪرس اﻟﺨﻴــﺎرات اﻟﻤﺘﺎﺣ ــﺔ ﻣ ــﻊ اﻧﻔﺼــﺎل ﺟﻨ ــﻮب اﻟﺴ ــﻮدان"‪ ،‬ﺻــﺤﻴﻔﺔ اﻟﺮﻳ ــﺎض اﻟﻴﻮﻣﻴ ــﺔ‬
‫اﻟﺼﺎدرة ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﻴﻤﺎﻣﺔ اﻟﺼﺤﻔﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
 ‫دراﺳﺎت إﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ‪(٢٧) ٩‬‬ ‫اﻟد[راﺳﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ‬
‫‪١٥٠‬‬ ‫]‬
‫ﻣرﻛز‬

‫‪www.alriyadh.com/٢٠١٠/٠٣/٢٧/section‬‬
‫)‪ (٩٢‬ﻋﺒ ــﺪة ﻣﺨﺘ ــﺎر ﻣﻮﺳ ــﻰ‪" ،‬ﻣﺴ ــﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﻼﻗ ــﺎت اﻟﺴ ــﻮداﻧﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴ ــﺔ ﺑﻌ ــﺪ اﺗﻔﺎﻗﻴ ــﺔ اﻟﺴ ــﻼم"‪ ،‬ﻣﺠﻠ ــﺔ‬
‫اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﻌﺮﺑـﻲ‪ ،‬ﺑﻴـﺮوت‪ ،‬اﻟﻌـﺪد ‪ ١ ،٣١٩‬أﻳﻠـﻮل ‪ ،٢٠٠٥‬ص ص‪ ٦٧‬وﻣـﺎ ﺑﻌـﺪﻫﺎ؛ ﻗﻨـﺎة اﻟﺠﺰﻳـﺮة‪،‬‬
‫اﻟﺠﺰﻳﺮة ﻧﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪/www.aljazeera.net :‬؛ ﻋﺎﻳﺪة ﻋﺒﺪاﻟﺤﻤﻴﺪ‪ ،‬وزﻳﺮ إﻋﻼم ﺟﻨﻮب‬
‫اﻟﺴﻮدان ﻟﺼﺤﻴﻔﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ‪ :‬دﻓﻌﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻨﺎ ‪ ٦‬ﻣﻠﻴﺎرات ﻟﻜﻲ ﻻﻳﺘﻢ ﺗﻌﻮﻳﻖ اﻻﻧﻔﺼﺎل‪،‬‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/portal/a٣f٩٤٠c٩-٤١٢f-٤c٢f-‬‬
‫)‪ (٩٣‬ﻛﺸــﻔﺖ دراﺳــﺔ أﻟﻤﺎﻧﻴــﺔ ﻋــﻦ ﺧﻄــﻂ ﻟﺤﻜﻮﻣــﺔ ﺟﻨــﻮب اﻟﺴــﻮدان ﻟﻼﻧﺘﻬــﺎء ﻓــﻲ اﻟﻌــﺎﻣﻴﻦ اﻟﻘــﺎدﻣﻴﻦ ﻣــﻦ‬
‫ﺗﺸــﻴﻴﺪ ﺧــﻂ ﺳــﻜﺔ ﺣﺪﻳــﺪ ﻳﺼــﻞ ﺑــﻴﻦ ﻋﺎﺻــﻤﺔ اﻟﺠﻨــﻮب ﺟﻮﺑــﺎ وﻣﻴﻨــﺎء ﻣﻮﻣﺒﺎﺳــﺎ اﻟﻜﻴﻨــﻲ اﻟﻮاﻗــﻊ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻤﺤــﻴﻂ اﻟﻬﻨــﺪي وأوﺿــﺤﺖ اﻟﺪراﺳــﺔ أن اﻟﻬــﺪف ﻣﻨــﻪ "إﻧﻬــﺎء اﻋﺘﻤــﺎدﻫﻢ ﻛﻠﻴــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺴــﻮدان ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺴــﻮﻳﻖ ﻣــﻮاردﻫﻢ وﻧﻘــﻞ اﻟــﻨﻔﻂ واﻟﻤــﻮاد اﻟﺨــﺎم اﻟﻤﺘــﻮاﻓﺮة ﺑﻜﻤﻴــﺎت ﻫﺎﺋﻠــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺠﻨــﻮب إﻟــﻲ اﻟﺴــﺎﺣﻞ‬
‫اﻟﻜﻴﻨﻲ ﻣﺒﺎﺷﺮة‪ ،‬وﺗﺼﺪﻳﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻫﻨﺎك ﻟﻠﻤﺸﺘﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻌـﺎﻟﻢ دون ﺣﺎﺟـﺔ ﻟﻤﺮورﻫـﺎ ﺑﻌـﺪ اﻻﺳـﺘﻘﻼل ﻓـﻲ‬
‫أراﺿﻲ ]أﻋﺪاﺋﻬﻢ[ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﻴﻦ"‪ .‬ﻣﻮﻗﻊ ﻣﺠﻠﺔ ﻓﻮرﻳﻦ ﺑﻮﻟﻴﺴﻲ اﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ‬
‫‪http://www.german-foreign-policy.com/de/fulltext/٥٧٦٦٠.‬‬
‫)‪ (٩٤‬ﻣﺤﻤـﻮد ﺧﻠﻴـﻞ‪ ،‬اﻧﻔﺼﺎل ﺟﻨﻮب اﻟﺴﻮدان ﻫﻞ ﺑﺪأ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻣﺨﻄﻂ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻣﺼـﺮ؟‪ ،‬ﻣﻮﻗـﻊ ﻣﺤـﻴﻂ ﻋﻠـﻰ‬
‫‪http://www.moheet.com/home.html‬‬ ‫اﻟﺮاﺑﻂ اﻟﺘﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫)‪ (٩٥‬ﻧﺸــﻄﺖ اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳــﻴﺔ اﻟﺴــﻮداﻧﻴﺔ ﺗﺒــﺮر اﻟﺘﻮﺟــﻪ اﻟﻐﺮﺑــﻲ ﻫــﺬا ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴــﺪ ﻋﻠــﻰ إن واﺷــﻨﻄﻦ واﻟﻌﻮاﺻــﻢ‬
‫اﻷوروﺑﻴــﺔ ﺗﺠــﺪ ﺻــﻌﻮﺑﺔ ﻓــﻲ اﻟﺘــﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــﺮار اﻟﺴــﻮداﻧﻲ‪ ،‬ﻷن اﻟﺴــﻮدان ﻳﻤﺜــﻞ ﻧﻤﻮذﺟــﺎ اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎً‬
‫ﻣﺘﻤــﺮداً ﻓــﻲ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪،‬ﺣﻴــﺚ ﻻﻳﺨﻀــﻊ ﻛﻐﻴــﺮﻩ ﻣــﻦ اﻗﺘﺼــﺎدﻳﺎت دول اﻟﻌ ـﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟــﺚ ﻷدوات اﻟﺴــﻴﻄﺮة‬
‫اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﻌﺘﺎد‪ ،‬ﻣﺜﻞ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات واﻟﻘﺮوض وﺳﻴﻄﺮة اﻟﺒﻨـﻚ وﺻـﻨﺪوق اﻟﻨﻘـﺪ اﻟـﺪوﻟﻴﻴﻦ‪،‬‬
‫وأن ﻣﺎﻳﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ ﺻــﻌﻮﺑﺔ إﺧﻀــﺎع اﻟﺴــﻮدان ﻣﻮﻗﻌــﻪ اﻹﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ اﻟﻤﺘﻤﻴــﺰ‪ .‬ﻧــﺪوة اﺳﺘﺸــﺮاف ﻣﺴــﺘﻘﺒﻞ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺴﻮداﻧﻴﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻲ ﻧﻀﻤﻬﺎ ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﺸﺮق اﻷو ﺳﻂ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬اﻟﺨﺮﻃـﻮم ‪-٧‬‬
‫‪ ٨‬ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪ ،٢٠٠٣‬ص ‪ ١٧‬وﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫]‪١٥١‬‬ ‫أ‪.‬م‪ .‬د‪ .‬ذاﻛر ﻣﺣﯾﻲ اﻟدﯾن‬ ‫اﻧﻔﺻﺎل ﺟﻧوب اﻟﺳودان‪.....‬‬
‫[‬