Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫كلمات‬ ‫‪ 24‬صفحة‬

‫‪ 5000‬ليرة‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪2021‬‬
‫العدد ‪ 4517‬السنة السادسة عشرة‬
‫‪Samedi 18 Décembre 2021 n o 4517 16ème année‬‬

‫هوكس‬‫ّ‬ ‫ِبل‬
‫النسوية من‬
‫الهامش‬
‫إلى المركز‬

‫[‪]4‬‬ ‫األقضية والمذاهب‬


‫[‪]6‬‬ ‫بحسب‬
‫لبنان‬ ‫المغتربينفي‬ ‫الناخبين‬
‫العنف األسري‬ ‫جداول زيادة‬
‫‪%200‬‬

‫[‪]6‬‬ ‫أسعار األدوية غير المدعومة نحو «التحرير»‬


‫[‪]2‬‬ ‫عون يريد إطاحة سالمة‪ ...‬اآلن!‬
‫أوضحت وسائل إعالم إسرائيلية أن منفذي العملية نصبوا كمينًا لمركبة المستوطنين وتمركزوا بين األشجار وأطلقوا النار على المركبة من هناك (أ ف ب)‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫ّ ّ‬

‫«الذئب» لم ي َُعد منفردًا‬


‫ّ‬
‫الضفة تواصل‬
‫مفاجآتها‬
‫[‪ 10‬ـ ‪]11‬‬

‫ﺣﺪك اﺷﺘﺮك ﺑـ‪300,000‬‬


‫اﻷﺧﺒﺎر ﹼ‬
‫أﺷﻬﺮ‬ ‫ﻟﻤﺪة ‪ 6‬أﺷﻬﺮ ﺑﺪل ﻣﻦ ‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫لبنان‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫لبنان‬ ‫‪2‬‬
‫تقرير‬ ‫قضية‬

‫الغياب السني عن المشهد ًالسياسي‪:‬‬


‫ليس الحريري وحده مسؤوال‬ ‫عون يريد إطاحة سالمة‪ ...‬اآلن!‬
‫ك ـمــا إلـ ــى امل ـس ـي ـح ـيــن‪ .‬ل ـكــن ال ـفــوضــى‬
‫االن ـت ـخ ــاب ـي ــة ل ــدي ــه عـ ــارمـ ــة‪ ،‬ي ــوازي ـه ــا‬
‫أدائـ ـ ـ ــه رئ ـي ـس ــا مل ـج ـل ــس ال ـ ـ ـ ـ ــوزراء قـبــل‬
‫ت ـظــاهــرات ‪ 17‬ت ـشــريــن‪ .‬وال يـمـكــن في‬
‫أص ـب ــح ف ــي م ــوق ــع ال ـخ ـص ــم سـيــاسـيــا‬
‫وإعـ ــام ـ ـيـ ــا‪ .‬يـ ـض ــاف إلـ ـ ــى ذلـ ـ ــك غ ـيــاب‬
‫في ظل مشهدية تتحرك‬ ‫مــا ق ــام بــه االث ـن ــان‪ ،‬ال ي ـعــدو حتى‬ ‫إبراهيم األمين‬
‫اآلن حـ ـ ـ ــدود إظـ ـ ـه ـ ــار االس ـ ـت ـ ـعـ ــداد‬
‫غـ ـي ــاب ق ـ ـيـ ــادات س ـن ـيــة عـ ــن ال ــواج ـه ــة‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫املقابل تحميل الـقــوات اللبنانية وزر‬ ‫املـظـلــة الـعــربـيــة امل ـبــاشــرة ال ـتــي كانت‬ ‫فيها الثنائية الشيعية‬ ‫للقيام بخطوة كبيرة‪ .‬لكنهما وقفا‬ ‫يـسـتـعـجــل ال ــرئ ـي ــس م ـي ـشــال عــون‬
‫ملصلحة أسماء تطرح يمينًا وشماال‬
‫ل ـت ـقــدي ـم ـهــا ك ــرافـ ـع ــة ل ـ ـلـ ــدور ال ـس ـن ــي‪،‬‬
‫إسـ ـق ــاط الـ ـح ــري ــري وإض ـ ـعـ ــاف الـ ــدور‬
‫ال ـ ـس ـ ـنـ ــي‪ ،‬ألن ذل ـ ـ ــك ي ـع ـط ـي ـه ــا ح ـج ـمــا‬
‫الـسـعــوديــة تؤمنها ع ــادة‪ ،‬وتـتـجــاوب‬
‫معها دول الخليج األخــرى‪ ،‬وتتقاطع‬
‫والرئاسة األولى‪ ،‬يبدو‬ ‫أيضًا عند النقطة ذاتها‪ :‬هل يبادر‬ ‫الوصول الى حل في قضية االدعاء‬
‫ـده املعني‬ ‫ول ـيــس ب ـهــاء ال ـحــريــري وح ـ ّ‬ ‫مـ ـض ــاعـ ـف ــا‪ ،‬ويـ ـقـ ـل ــل مـ ــن دور ال ـف ــري ــق‬ ‫معها مصر وتركيا بدرجات متفاوتة‪.‬‬ ‫تراجع دور الطرف السني‬ ‫سالمة الى التنحي من تلقاء نفسه‬ ‫عـلــى حــاكــم مـصــرف لـبـنــان ريــاض‬
‫بما يقدمه مــن مـشــروع وض ــخ أم ــوال‪،‬‬ ‫السني نفسه وأخطائه‪.‬‬ ‫وعـلــى رغــم أهمية الـكــام عــن احتمال‬ ‫فاقعًا‪ .‬وهو ما ال ّ‬
‫يتحمل‬
‫أو أن تـتـخــذ خ ـطــوة ف ــي لـبـنــان أو‬ ‫س ــام ــة‪ .‬امل ـنــاق ـشــات ع ـنــده تـتـنــاول‬
‫بـ ــل ه ـ ـنـ ــاك أس ـ ـمـ ــاء أخـ ـ ـ ــرى م ـط ــروح ــة‬ ‫والــافــت فــي اآلون ــة األخ ـيــرة‪ ،‬أنــه على‬ ‫انكفاء الحريري كحدث‪ ،‬ال يمكن النظر‬ ‫خارجه تدفعه هو إلــى التنحي أو‬ ‫جــوانــب كـثـيــرة مــن امل ـلــف‪ ،‬بعضها‬
‫للتداول باعتبارها األقــدر على إحياء‬ ‫إلى واقع التراجع السني من الواجهة‬ ‫مسؤوليته غياب الرئيس‬ ‫تـلــزم الـحـكــومــة اللبنانية بخطوة‬ ‫يتعلق باملفاوضات السياسية مع‬
‫تـحـيـيــد ل ـلــرجــل؟ وب ـعــدمــا ظـهــر أن‬ ‫رئ ـي ــس ال ـح ـكــومــة نـجـيــب مـيـقــاتــي‬
‫الحيثية السنية‪ .‬لكن املشكلة في أنه‬
‫ال يمكن خلق قـيــادات بــن يــوم وآخــر‪،‬‬
‫من هذه الزاوية فحسب‪ ،‬ألن املسؤولية‬
‫م ـش ـت ــرك ــة بـ ــن الـ ـص ــف ال ـس ـن ــي األول‬
‫سعد الحريري وحده‬ ‫س ــام ــة ل ـيــس بـ ـ ــوارد ال ـت ـن ـحـ ّـي من‬ ‫وبـقـيــة ال ـقــوى مــن جـهــة‪ ،‬وبعضها‬
‫علمًا أن املستقبل بنسخته الحديثة‬ ‫والصف الثاني‪ ،‬ومسؤولني وقيادات‬ ‫تلقاء نفسه‪ ،‬لجأ الــى مــن يــوفــر له‬ ‫اآلخ ـ ــر ي ـت ـع ـلــق ب ـم ـس ـت ــوى ت ـع ــاون‬
‫ّ‬
‫يمتد‬ ‫التغطية الفعلية‪ ،‬وهو فريق‬ ‫الحاكم مع ملف التدقيق الجنائي‬
‫لــم يستطع ف ــرز ق ـيــادات وشخصيات‬ ‫أح ـج ـم ــوا ف ــي ال ـس ـن ــوات األخـ ـي ــرة عن‬
‫بارزة‪ .‬كما ال يمكن استحداث مشروع‬
‫ال يمكن قطعًا‬ ‫ال ـق ـي ــام ب ـمــا ي ـم ـكــن م ــن ال ـح ـف ــاظ على‬
‫هيام القصيفي‬ ‫م ــن الــرئ ـيــس نـبـيــه ب ــري ال ــى ولـيــد‬ ‫وحـ ـ ـس ـ ــاب ـ ــات امل ـ ـ ـصـ ـ ــرف املـ ـ ــركـ ـ ــزي‪.‬‬
‫سياسي تستعيد فيه الحالة السنية‬ ‫بناء مشروع وزعامة‬ ‫املـ ـ ــوقـ ـ ــع‪ ،‬س ـ ـ ـ ــواء م ـ ــن خ ـ ـ ــال وق ــوفـ ـه ــم‬ ‫ال يشكل وجود رئيس للحكومة الغطاء‬ ‫ج ـن ـبــاط‪ ،‬مـ ــرورًا بـسـعــد الـحــريــري‬ ‫وب ـع ـض ـهــا ال ـث ــال ــث ي ـت ـع ـلــق بـمـلــف‬
‫موقعها في أيام قليلة‪ .‬فما حصل عام‬
‫‪ ،2005‬مــن ع ــودة الـحــالــة الـسـنـيــة إلــى‬
‫على عنوان صالحيات‬ ‫متفرجني على متغيرات بيت الوسط‬
‫من دون إبــداء أي رد فعل معارض‪ ،‬أو‬
‫الكامل الذي يريده الفريق السني اليوم‪.‬‬
‫ّ‬
‫وال ـب ـط ــري ــرك ـي ــة امل ــارونـ ـي ــة وح ـشــد‬
‫من النافذين في القطاعات املالية‬
‫التحقيقات الـتــي تجريها النيابة‬
‫العامة في لبنان مع سالمة وأفراد‬
‫لكنه يشكل الرابط الوحيد الحالي بني‬
‫تفاهم مع القوى املعارضة الداخلية‪،‬‬ ‫رئاسة الحكومة‬ ‫بتماهيهم الكامل مــع ق ــرارات خاطئة‬ ‫هذا الفريق والسلطة من جهة‪ ،‬وبني هذا‬ ‫واالق ـت ـص ــادي ــة ال ــى جــانــب املــوقــف‬ ‫من عائلته وفريقه‪.‬‬
‫تحلل تدريجًا على أب ــواب التسويات‬ ‫تصب في مصلحة فريقهم وال في‬ ‫ّ‬ ‫لم‬ ‫الفريق ودوره في التركيبة السياسية‬ ‫األهم للواليات املتحدة األميركية‪.‬‬ ‫قـ ـب ــل ت ـك ـل ـي ــف الـ ــرئ ـ ـيـ ــس م ـي ـق ــات ــي‬
‫ال ــداخـ ـلـ ـي ــة‪ .‬ومـ ـ ــن بـ ـق ــي عـ ـل ــى مــوق ـعــه‬ ‫الـصــالــح ال ـع ــام‪ ،‬مــا ســاهــم فــي إح ـ ّـداث‬ ‫لـلـنـظــام ال ـحــالــي‪ .‬فـبــن حــركــة الثنائي‬ ‫عمليًا‪ ،‬وصل الجميع الى الحائط‪.‬‬ ‫ب ـ ـت ـ ــأل ـ ـي ـ ــف الـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـك ـ ـ ــوم ـ ـ ــة‪ ،‬عـ ـ ـق ـ ــدت‬
‫امل ـ ـع ـ ــارض تـ ـ ـض ـ ــاءل دوره ت ــدريـ ـج ــا‪.‬‬ ‫ح ــال ــة ال ـ ــات ـ ــوازن ف ــي ال ـ ـقـ ــرار ال ـســنــي‬ ‫ال ـش ـي ـعــي ال ــدائـ ـم ــة‪ ،‬وبـ ــن اس ـت ـن ـهــاض‬ ‫وإل ــى جــانــب إش ـهــار الــرئـيــس عــون‬ ‫اج ـ ـت ـ ـمـ ــاعـ ــات بـ ـ ــن األخ ـ ـ ـيـ ـ ــر وبـ ــن‬
‫واألك ـيــد أن ــه ال يمكن اسـتـعــادة ال ــدور‬ ‫ومندرجاته على الساحة السياسية‪.‬‬ ‫العهد نفسه ومعه التيار الوطني الحر‪،‬‬ ‫رغ ـب ـتــه ف ــي تـطـيـيــر ال ـح ــاك ــم‪ ،‬ب ــادر‬ ‫رئيس الجمهورية ورئيس التيار‬
‫السني على قاعدة الخالف مع القوى‬ ‫رغـ ـ ــم االح ـ ـت ـ ـمـ ــاالت امل ـت ـع ـل ـق ــة ب ـغ ـيــاب‬ ‫وال يـمـكــن ل ـل ـطــرف ال ـس ـنــي أن ي ـتــذرع‬ ‫عدا عن حركة القوى املسيحية األخرى‪،‬‬ ‫ح ــزب ال ـلــه م ــن الـنــاحـيــة اإلعــامـيــة‬ ‫الوطني الحر جبران باسيل‪ ،‬تلتها‬
‫املسيحية وتحميلها وزر ما يحصل‪،‬‬ ‫ال ـ ـحـ ــريـ ــري‪ ،‬ال ي ـ ـ ــزال املـ ـ ـك ـ ـ ّـون ال ـس ـنــي‬ ‫بنفوذ الثنائية الشيعية ودور حزب‬ ‫يبدو الطرف السني غائبًا عن الواجهة‬ ‫الـ ـ ــى شـ ــن ح ـم ـل ــة مـ ـت ــواصـ ـل ــة عـلــى‬ ‫اج ـت ـم ــاع ــات ع ـق ــده ــا م ـي ـق ــات ــي مــع‬
‫ال سيما أن شخصيات مسيحية لعبت‬ ‫على حــالــه مــن الـتــراجــع عــن الحضور‬ ‫الله أو الـقــوى املسيحية التي ضربت‬ ‫أكثر من أي وقت مضى‪ .‬وانكفاؤه يكاد‬ ‫الـ ـح ــاك ــم‪ .‬ل ـك ــن ال ـ ـحـ ــزب أبـ ـل ــغ ع ــون‬ ‫حــاكــم م ـصــرف لـبـنــان ومصرفيني‬
‫وال تزال دورًا مدافعًا عن الدور السني‬ ‫السياسي‪ ،‬وال يغطي ذلك دور رئيس‬ ‫صــاحـيــات رئــاســة الـحـكــومــة كممثلة‬ ‫يكون‪ ،‬للمرة األولى‪ ،‬بهذا الحجم‪ ،‬وفي‬ ‫وآخ ــري ــن أن ــه لــن ي ـكــون هــو الـطــرف‬
‫وب ـي ــت ال ــوس ــط ح ـتــى ف ــي أح ـل ــك أي ــام‬ ‫الحكومة نجيب ميقاتي‪ ،‬ألن لتمايزه‬ ‫أعلى لألطراف السنية‪ .‬إذ إن التفاهم‬ ‫م ـف ـت ــرق م ـص ـي ــري ي ـت ـع ـلــق بـمـسـتـقـبــل‬ ‫امل ـب ــادر ال ــى إطـ ــاق اإلشـ ـ ــارة‪ ،‬لكنه‬
‫ّ‬
‫أهتم ّبميول بديل‬ ‫عون‪ :‬ال‬
‫اخـتــافـهــا مـعــه‪ .‬وال يمكن قطعًا بناء‬ ‫ووسـ ـطـ ـيـ ـت ــه وعـ ــاقـ ــاتـ ــه خ ـصــوص ـيــة‬ ‫بــن ق ـي ــادات سـنـيــة‪ ،‬ول ـيــس الـحــريــري‬ ‫لبنان ونظامه‪.‬‬
‫سيكون داعمًا أساسيًا ألي خطوة‬
‫مشروع وزعامة على عنوان صالحيات‬ ‫مختلفة تمامًا‪ .‬كما ال تغطيه محاولة‬ ‫وحـ ـ ــده‪ ،‬م ــع ال ــرئ ـي ــس ن ـب ـيــه بـ ــري كــان‬ ‫من دون استعادة املحطات التي تلت‬
‫في هذا املجال‪ .‬وهنا‪ ،‬وجد الرئيس‬ ‫ّسالمة السياسية‪ .‬أريد ضمانة‬
‫رئ ــاس ــة ال ـح ـكــومــة‪ .‬فـفــي ذل ــك مـحــاولــة‬
‫السـ ـتـ ـنـ ـس ــاخ تـ ـج ــرب ــة ال ـت ـس ـع ـي ـن ـيــات‬
‫الـ ـط ــرف ال ـس ـن ــي امل ـت ـم ـثــل بـمـسـتــويــن‬
‫ن ـ ــادي رؤسـ ـ ــاء ال ـح ـكــومــات الـســابـقــن‬
‫تفاهمًا قائمًا في ذاته‪ ،‬وانسحب الحقًا‬
‫على عالقة بيت الوسط مع حزب الله‬
‫عــام ‪ ،2005‬بعد صـعــود ال ــدور السني‬
‫فــي مرحلة الطائف‪ ،‬لــم تغب األطــراف‬
‫عــون أن خالصه الوحيد يكمن في‬ ‫بأنه قادر على إنجاز التدقيق‬
‫الـتــي لــم تـكــن مشجعة ألنـهــا حصرت‬ ‫وتـ ـ ـي ـ ــار امل ـس ـت ـق ـب ــل‪ ،‬وفـ ـ ــي م ــوازاتـ ـه ــم‬ ‫عبر قنوات االتصال بينهما‪ .‬أما اتهام‬ ‫الـسـنـيــة إل ــى ه ــذا ال ـح ــد‪ ،‬ك ـمــا يحصل‬ ‫اسـ ـتـ ـخ ــدام امل ــاحـ ـق ــات ال ـق ـضــائ ـيــة‬ ‫الجنائي ووقف التواطؤ على‬
‫ّ‬ ‫الـقــائـمــة ف ــي ل ـب ـنــان والـ ـخ ــارج ضد‬
‫وطبقت‬ ‫السلطة فــي يــد فــريــق واح ــد‪،‬‬ ‫املجلس الـشــرعــي اإلســامــي‪ ،‬الــدخــول‬ ‫العهد والـتـيــار الــوطـنــي الـحــر بضرب‬ ‫منذ انهيار التسوية الرئاسية وانكفاء‬
‫سالمة الستخدامها كورقة ضغط‬ ‫مصالح الناس‬
‫الـطــائــف فــي شـكــل مختلف عـمــا كتب‬ ‫في ملف تحقيق املرفأ من زاوية رفض‬ ‫امل ــوق ــع الـسـنــي فـفـيــه بـعــض الـعـبـثـيــة‪،‬‬ ‫الرئيس سعد الحريري‪ .‬ال بل إن القوى‬
‫ف ـيــه‪ .‬واألزمـ ــة املـصـيــريــة ح ــول الـنـظــام‬
‫وهـ ــوي ـ ـتـ ــه‪ ،‬واالنـ ـ ـهـ ـ ـي ـ ــار االق ـ ـت ـ ـصـ ــادي‬
‫التعرض لــرؤســاء الحكومة‪ .‬فالطرف‬
‫السني يعيش اليوم حالة تراجع على‬
‫ألن نـســج الـتـســويــات والـصـفـقــات بني‬
‫األطـ ــراف الـثــاثــة ك ــان هــو الـغــالــب في‬
‫ال ـس ـن ـيــة ف ــي ان ـق ـســام ـهــا ب ــن ‪ 14‬آذار‬
‫والشخصيات السنية الدائرة في فلك‬
‫إلط ــاح ـت ــه‪ .‬وأضـ ـ ــاف إل ـي ـهــا أخ ـي ـرًا‪،‬‬
‫امل ـخــال ـفــات ال ـت ــي يــرتـكـبـهــا ســامــة‬ ‫يبدو ّأن القاضي سهيل ّ‬
‫عبود‬
‫الكارثي‪ ،‬يحتاجان إلى أكثر من البكاء‬ ‫رغــم أنــه مقبل على انـتـخــابــات‪ ،‬وهــذه‬ ‫كثير من األحـيــان‪ ،‬إلــى حد أن قيادات‬ ‫‪ 8‬آذار‪ ،‬ظلت تشكل لسنوات حضورًا‬ ‫فــي التعامل مــع ملف التدقيق في‬
‫متخصص أيضًا في توفير‬‫ّ‬ ‫القاضي‬
‫على أطالل الصالحيات وحدها‪.‬‬ ‫االن ـت ـخــابــات مـصـيــريــة بــالـنـسـبــة إليه‬ ‫سـنـيــة اعـتــرضــت ل ــدى ال ـحــريــري على‬ ‫تـصــاعــديــا بــن امل ـحــوريــن‪ ،‬ول ــو كانت‬ ‫املصرف املركزي‪.‬‬ ‫حسابات ّ‬
‫الغلبة األكـثــريــة فيه لفريق املستقبل‬ ‫قبل أيــام‪ ،‬تلقت النيابة العامة في‬ ‫الحماية لحاكم مصرف لبنان‬
‫(هيثم الموسوي)‬ ‫وحلفائه‪.‬‬ ‫لبنان أول نتيجة تعاون من جانب‬
‫ال ي ـم ـكــن ال ـن ـظ ــر‪ ،‬م ـن ــذ أشـ ـه ــر قـلـيـلــة‪،‬‬ ‫ال ـس ـل ـط ــات ال ـس ــوي ـس ــري ــة ف ــي مـلــف‬
‫إل ــى ال ــواق ــع ال ـس ـنــي‪ ،‬م ــن زاويـ ــة غـيــاب‬ ‫ال ـت ـح ـق ـي ـقــات م ــع س ــام ــة وشـقـيـقــه‬ ‫كبار‪ .‬وكان رئيس الحكومة يحاول‬
‫الحريري فحسب‪ ،‬وإن كان هذا الغياب‬ ‫ـاع ــدت ــه‪ .‬وق ـ ــد ت ـل ـقــى ال ـج ـهــاز‬ ‫يخص أمرين‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وضع تصور‬
‫ومـ ـس ـ ِ‬
‫العامل األب ــرز فــي هــذا االنكفاء العام‪.‬‬ ‫القضائي املعني مــراسـلــة مــن ِبــرن‬ ‫األول‪ :‬م ـ ـ ــا ه ـ ـ ــو م ـ ــوق ـ ــع الـ ـح ــاك ــم‬
‫فتراجع الحضور منذ انهيار التسوية‬ ‫تتضمن وثــائــق ال تقود حتمًا الى‬ ‫ال ـ ـش ـ ـ ّخ ـ ـصـ ــي وم ـ ـ ـ ـ ــدى اسـ ـ ـتـ ـ ـع ـ ــداده‬
‫وخ ـ ــروج ال ـحــريــري م ــن ال ـس ــراي ــا‪ ،‬كــان‬ ‫إدانـ ـ ـ ــة سـ ــامـ ــة‪ .‬وم ـ ــا ي ـح ـت ــاج إل ـيــه‬ ‫للتخلي عــن منصبه‪ ،‬واحتمالية‬
‫ان ـع ـك ــاس ــا ل ـت ــراج ـع ــات م ـت ـتــال ـيــة مـنــذ‬ ‫التنحي في ضوء املالحقات‬ ‫ّ‬ ‫إلزامه‬
‫القضاء اآلن هو وثائق ومعطيات‬
‫س ـنــوات‪ ،‬نتيجة عــوامــل ع ــدة‪ :‬انـفــراط‬ ‫إضافية وأقوى تحسم الجدل حول‬ ‫القضائية في لبنان وخارجه؟‬
‫عـقــد الـحـلـفــاء‪ ،‬مسيحيني ومسلمني‪،‬‬ ‫ـورط س ــام ــة وشـقـيـقــه وآخ ــري ــن‪،‬‬ ‫تـ ـ ّ‬ ‫الـثــانــي‪ :‬اإلج ـ ــراءات السريعة التي‬
‫ممن كانوا سويًا تحت مظلة ‪ 14‬آذار‪،‬‬ ‫بـ ـيـ ـنـ ـه ــم م ـ ــوظـ ـ ـف ـ ــون بـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارزون فــي‬ ‫تتعلق بالسياسات النقدية ووقف‬
‫وتضعضع الفريق املحيط بالحريري‬ ‫املصرف املركزي ومصارف أخــرى‪،‬‬ ‫تــدهــور سعر العملة وفـتــح املجال‬
‫نـفـســه مـسـتـشــاريــن ون ــواب ــا وأق ــرب ــاء‪،‬‬ ‫أم ـ ــام ع ــاج ــات ول ــو جــزئ ـيــة تتيح‬
‫ف ــي ت ـل ـقــي أمـ ـ ــوال واالسـ ـتـ ـف ــادة من‬
‫وع ـ ـ ــدم خـ ـب ــرة ال ـب ـع ــض واس ـت ـخ ـف ــاف ــه‬ ‫ل ـل ـح ـكــومــة الـ ــوصـ ــول ال ـ ــى م ـق ـتــرح‬
‫العمليات التي يشتبه في أن سالمة‬
‫ب ـح ـج ــم ال ـ ـ ـتـ ـ ــوازنـ ـ ــات ال ـ ـتـ ــي ي ـف ـت ــرض‬
‫قام بها بواسطة شقيقه رجا‪.‬‬ ‫عمالني مللف الكهرباء‪ ،‬باإلضافة‬
‫ال ـح ـف ــاظ ع ـل ـي ـهــا ح ـت ــى داخ ـ ــل ال ـصــف‬
‫ّ‬ ‫وحسب ما هو متداول‪ ،‬فإن دعوى‬ ‫(هيثم الموسوي)‬
‫الـ ــواحـ ــد‪ ،‬وت ـف ــل ــت ش ـخ ـص ـيــات سـنـيــة‬
‫س ـي ــاس ـي ــة ون ـي ــاب ـي ــة عـ ـن ــه‪ ،‬وبـعـضـهــا‬ ‫امل ـخ ــاص ـم ــة الـ ـت ــي تـ ـق ــدم ب ـه ــا بـنــك‬
‫«ميد» ضد القاضي جــان طنوس‪،‬‬
‫حــاكـمـيــة م ـصــرف ل ـب ـنــان‪ .‬وعـنــدمــا‬ ‫لسالمة‪« :‬أقبل بـ ‪ 12‬ألف ليرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وقال‬
‫ّ‬ ‫الـ ــى دور ال ـح ــاك ــم وامل ـ ـصـ ــارف فــي‬
‫لم تحل دون مـحــاوالت حثيثة من‬ ‫تقرير‬
‫س ــأل ــه أحـ ــدهـ ــم‪ :‬ف ـخ ــام ــة ال ــرئ ـي ــس‪،‬‬ ‫حضر ملفاتك وخطواتك على هذا‬ ‫مـ ـش ــروع الـ ـتـ ـف ــاوض م ــع ص ـن ــدوق‬
‫جانب الرئيس عون وآخرين إلقناع‬ ‫ولكن من هو بديله؟ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫علم‬ ‫ال ـق ـضــاء بــالـتـقــدم خ ـطــوة مـبــاشــرة‬
‫رد سريعًا‪« :‬ال‬
‫بهويته وميوله السياسية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أهـتـ ّـم‬ ‫ميقاتي ليس ساذجًا‪ ،‬لكنه من أمهر‬
‫األساس»‪.‬‬ ‫النقد الدولي‪.‬‬
‫مـيـقــاتــي الـ ــذي ت ــواص ــل خ ــال تلك‬ ‫محسوبيات في ترقيات موظفي مصرف لبنان‬
‫و خبر‬ ‫بــات ـجــاه االدعـ ـ ــاء ع ـلــى س ــام ــة‪ ،‬ما‬
‫ي ـسـ ّـهــل ع ـلــى ال ــرئ ـي ــس ال ـط ـلــب الــى‬
‫الحكومة املبادرة الى خطوة تطيح‬
‫أريد ضمانة بأنه متخصص قادر‬
‫ع ـل ــى إن ـ ـجـ ــاز ال ـت ــدق ـي ــق ال ـج ـنــائــي‬
‫ووق ـ ــف ال ـت ــواط ــؤ م ــع الـسـيــاسـيــن‬
‫املتحايلني على الكالم وااللتزامات‬
‫والـ ـت ــأوي ــل‪ .‬وه ــو اس ـت ـخــدم م ــا دار‬
‫ب ـي ـن ــه وبـ ـ ــن سـ ــامـ ــة ف ـ ــي م ـع ــرض‬
‫الفترة مــع جهات خارجية‪ ،‬بينها‬
‫فرنسا والواليات املتحدة األميركية‬
‫وب ــريـ ـط ــانـ ـي ــا ب ـ ـشـ ــأن املـ ـف ــاوض ــات‬
‫خص الترقيات الوظيفية‪،‬‬‫الغنب الالحق بهم في ما ّ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫عدد من املوظفني في مصرف لبنان من‬
‫ُ‬
‫سيما بعد ترقية موظفني من رتب مختلفة‪ .‬ويتهم بعضهم حاكم املصرف‪ ،‬رياض سالمة‪ ،‬بأنه‬
‫يشكو ٌ‬
‫وال ّ‬
‫ح ــاك ــم م ـص ــرف ل ـب ـن ــان‪ .‬ويـ ـب ــدو أن‬ ‫استثنى موظفني محسوبني على التيار الوطني ّ‬
‫ستعمد إلــى طــرحـ ًـه قــريـبــا‪ ،‬وتـتــواصــل ألجـلــه مــع مختلف املـصــارف‬ ‫ّ‬
‫السعودية‬ ‫تهريب الكبتاغون ُيدار من‬ ‫ّ‬
‫املتصور‪،‬‬ ‫األمر ليس يسيرًا بالقدر‬
‫واملصرفيني على مصالح الناس»‪.‬‬ ‫طـمــأنــة فــريــق رئ ـيــس الـجـمـهــوريــة‬ ‫م ــع ص ـن ــدوق ال ـن ـقــد‪ ،‬ال ـت ـقــى أيـضــا‬ ‫الحر‪ .‬الترقيات بــدأت في ‪ 1‬كانون الثاني ‪،2021‬‬
‫وبعضها اآلخر سيدخل ّ‬
‫الـتـجــاريــة مـحــاولــة الـحـصــول عـلــى تــأيـيــدهــا لــه‪ .‬الــافــت فــي مـشــروع‬ ‫بـ ـع ــد كـ ـثـ ـي ــر م ـ ــن الـ ـتـ ـن ــات ــش ح ــول‬ ‫لناحية أن حاكم املركزي قد يؤدي‬ ‫م ـس ــؤول ــن ف ــي ال ـص ـن ــدوق نـفـســه‪.‬‬ ‫حيز التنفيذ في ‪ 1‬كانون الثاني ‪ .2022‬الدفعة الجديدة هي نتيجة الدورات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وخـ ـص ــوص ــا أن الـ ـقـ ـض ــاء ي ـح ـتــاج‬ ‫ُ‬
‫«كـلـنــا إرادة» أن ــه ال يـطــرح اسـتـخــدام كــل أص ــول امل ـصــارف واألم ــوال‬ ‫س ـيــاســات ســامــة ال ـن ـقــديــة‪ ،‬وصــل‬ ‫دورًا في تهدئة األمور‪ ،‬وهو األخبر‬ ‫لكنه التقى في جلسة خاصة حاكم‬ ‫التي خضع لها املوظفون في شهر تشرين األول املاضي‪ ،‬وقد استثني املوظفان حليم برتي وباسم‬
‫الخاصة ألصحابها لتحمل الخسائر‪ ،‬بل يذكر الحفاظ على نسبة‬ ‫ّ‬ ‫في اجتماع وزاري أمني‪ُ ،‬ع ِقد في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس‬ ‫ال ــى وق ــت أط ــول للتثبت مــن امللف‬ ‫ّ‬
‫ال ــرئ ـي ــس عـ ــون الـ ــى اق ـت ـن ــاع تــولــى‬ ‫واألق ـ ـ ـ ــدر ع ـل ــى م ــاع ـب ــة املـ ـص ــارف‬
‫ّ‬
‫مـ ـص ــرف ل ـب ـن ــان وركـ ـ ـ ــز م ـع ــه عـلــى‬ ‫عدل النجاح‪ ،‬الذي يضمن للموظف‬ ‫وح ّدد في الدورات التدريبية ّأن ُم ّ‬‫أبو فاعور من إجراء االمتحان‪ُ .‬‬
‫من هذه األمــوال الخاصة إلعــادة إطالق املصارف‪ُ .‬‬
‫وي ّ‬ ‫ن ـج ـيــب م ـي ـقــاتــي‪ ،‬أب ـل ــغ وزيـ ــر ال ــداخ ـل ـي ــة وال ـب ـل ــدي ــات ب ـس ــام امل ــول ــوي‬ ‫من جهة‪ ،‬ولكون التحقيق يحتاج‬ ‫ّ‬
‫الترقية‪ ،‬هو عالمة تفوق الـ ‪ .100/75‬لكن بحسب مصادر املوظفني في مصرف لبنان‪ ،‬فإن بعضهم‬
‫برر مسؤولون‬ ‫ال ـت ـيــار الــوط ـنــي تـظـهـيــره بـصــورة‬ ‫والصرافني والتجار أيضًا‪ .‬كما أن‬ ‫ملف تــدهــور سعر العملة‪ .‬وتقول‬
‫ّ‬ ‫الــى تفاصيل إضافية واستكمال‪،‬‬ ‫الرواية إن ميقاتي سأل سالمة‪ّ :‬‬ ‫نال عالمة ‪ 100/75‬من دون أن يحصل على الترقية‪ .‬ونتيجة أصوات االعتراض التي علت أمس‪ُ ،‬وعد‬
‫ف ــي «ك ـل ـنــا إرادة» ذلـ ــك ب ـ ــأن الـ ـه ــدف وضـ ــع «تـ ـص ـ ّـور واقـ ـع ــي مـمـكــن‬
‫ُ‬ ‫الـحــاضــريــن ب ــأن األج ـهــزة األمـنـيــة الـلـبـنــانـيــة تـتـعــاون مــع السلطات‬ ‫ع ـل ـن ـي ــة فـ ــي ال ـ ــدع ـ ــوة الـ ـ ــى إط ــاح ــة‬ ‫ب ـيــده هـنــدســة الـتـخـلــي الـتــدريـجــي‬ ‫أي‬
‫املخدرات‪ ،‬وأن فرع املعلومات‬ ‫ِّ‬ ‫السعودية في مجال مكافحة تهريب‬ ‫باإلضافة الــى بـ ّـت الدعوى املقدمة‬ ‫ّ‬
‫بعض املوظفني الذين لم يحصلوا على الترقية بأنه سيصدر جدول إضافي بالترقيات‪.‬‬
‫تطبيقه»‪.‬‬ ‫سالمة‪ .‬لكن السؤال كيف؟‬ ‫عــن الــدعــم‪ .‬وم ــع أن فــريــق الرئيس‬ ‫سعر يمكن أن يكون عليه الــدوالر‬
‫ف ــي ق ــوى األمـ ــن ال ــداخ ـل ــي‪ ،‬ب ـعــد ض ـب ـطــه ‪ 4‬م ــاي ــن ق ــرص كـبـتــاغــون‬ ‫ضد طنوس والتي يظهر أن هناك‬ ‫ُيضاف هذا األمر إلى حالة االستياء بني املوظفني في ما خص الرواتب واملخصصات التي يحصلون‬
‫ّ‬
‫كانت في طريقها إلــى األردن ومنها إلــى السعودية‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الــافــت أن الــرئـيــس ميقاتي نفسه‬ ‫ع ــون لــم يـكــن لـيــأخــذ ك ــام ميقاتي‬ ‫فــي ح ــال تكليفي بتأليف حكومة‬
‫زود السلطات‬ ‫من يتعمد تأخير النظر بها وبتها‪،‬‬ ‫عليها‪ ،‬وما ُيحكى عن تمييز بني املديرين وأصحاب الرواتب العليا وبقية املوظفني‪ .‬وتمتد شكاوى‬
‫مرشح حزبي في جبيل‬ ‫ُ‬ ‫كـ ـ ـ ــان ي ـ ـت ـ ـصـ ــرف ع ـ ـلـ ــى أسـ ـ ـ ـ ــاس أن‬ ‫عـ ـل ــى م ـح ـم ــل ال ـ ـجـ ــد‪ ،‬وجـ ـ ــد نـفـســه‬ ‫ونـجـحــت ف ــي تــألـيـفـهــا ســريـعــا مع‬ ‫ُ‬
‫فــي الــريــاض بــأرقــام هــواتــف سعودية كــانــت تستخدم إلدارة عملية‬ ‫وهــي مـســؤولـيــة مـلـقــاة عـلــى عاتق‬ ‫الغنب لتصل إلى طلبات االستيداع من الوظيفة (االنقطاع عن العمل لفترة تمتد إلى سنة‪ ،‬من دون‬
‫األم ـ ـ ــر م ـم ـك ــن أو هـ ــو وارد‪ .‬بـ ــادر‬ ‫مضطرًا الــى تذكيره بــأن سالمة ال‬ ‫تـغـطـيــة سـيــاسـيــة واس ـع ــة داخـلـيــة‬
‫التهريب‪.‬‬ ‫رئـ ـي ــس م ـج ـل ــس الـ ـقـ ـض ــاء األع ـل ــى‬ ‫الحصول على الراتب ومن دون فقدان الوظيفة) إن كان من مصرف لبنان أو من لجنة الرقابة على‬
‫أعــاد حــزب الله والتيار الوطني الـحـ ّـر تصويب العالقة االنتخابية‬ ‫رئـ ـي ــس ال ـح ـك ــوم ــة ال ـ ــى ال ـت ــواص ــل‬ ‫يـفـعــل غـيــر ال ـك ــذب‪ ،‬وع ــاد الــرئـيــس‬ ‫وخارجية؟‬
‫القاضي سهيل عبود املتخصص‬ ‫ّ‬ ‫املقربون من حاكم البنك املركزي رياض سالمة‪ّ ،‬‬
‫تتم‬ ‫املصارف أو هيئة األســواق املالية‪ .‬املوظفون ّ‬
‫بينهما فــي دائــرة كـســروان ـ ـ جبيل‪ ،‬بعد االخـتــاف الــذي حصل في‬ ‫م ــع ش ـخ ـص ـيــات م ـصــرف ـيــة مقيمة‬ ‫عون ليرفع السقف مطالبًا ميقاتي‬ ‫رد س ــام ــة ع ـلــى طــري ـق ـتــه ال ـت ــي ال‬ ‫املوافقة على طلباتهم لالستيداع‪ ،‬فيما ُترفض طلبات اآلخرين‪ ،‬ما ّ‬
‫ليس فقط بحماية املحقق العدلي‬ ‫عدد منهم استقالته‪.‬‬ ‫تقديم‬ ‫إلى‬ ‫ى‬ ‫أد‬
‫الـ ــدورة الـســابـقــة‪ .‬وي ــدرس ال ـحــزبــان الـتـحــالــف مـعــا فــي االنـتـخــابــات‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مشروع «لطيف» مع المصارف‬ ‫طــارق البيطار‪ ،‬بل يبدو أنــه مهتم‬
‫فــي لبنان وال ـخ ــارج‪ ،‬وال ـســؤال عن‬ ‫بالعمل مع الرئيس نبيه بري على‬ ‫مـســاء لــة لـهــا‪ :‬يمكن أن يـنــزل سعر‬
‫(األخبار)‬
‫ٍ‬
‫الـنـيــابـيــة امل ـق ـب ـلــة‪ .‬وم ــن امل ـف ـتــرض أن ي ـكــون ُم ــرش ــح ح ــزب ال ـلــه على‬ ‫أو م ـت ـخـ ّـصــص أيـ ـض ــا ف ــي تــوفـيــر‬
‫املــرشــح األن ـس ــب‪ .‬األم ــر نـفـســه كــان‬ ‫وجـ ــه ال ـت ـح ــدي ــد ألجـ ــل وضـ ــع آل ـيــة‬ ‫الدوالر الى ثمانية آالف ليرة‪.‬‬
‫ُ‬
‫الالئحة حزبيًا‪ ،‬وليس «صديقًا» أو «حليفًا» له‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تصورًا إلعــادة هيكلة القطاع املصرفي‪،‬‬ ‫ت ِع ّد مجموعة «كلنا إرادة»‬ ‫الحماية لحاكم مصرف لبنان‪.‬‬
‫الــرئـيــس ع ــون يـقــوم ب ــه‪ ،‬وحصيلة‬ ‫تـتـيــح خ ــروج ــا ه ــادئ ــا لـســامــة من‬ ‫تضيف الــروايــة إن ميقاتي ابتسم‬
‫‪5‬‬ ‫لبنان‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫لبنان‬ ‫‪4‬‬
‫قضية‬

‫جداول الناخبين المغتربين بحسب األقـضية والمذاهب‬


‫ّ‬
‫األقضية حيث شكل غير املقيمني نحو ‪ %7‬من إجمالي الناخبني في كل من جزين والشوف‬ ‫والتوقعات بقلب موازين القوى لصالح أي طرف على آخر‪ .‬فمن خالل احتساب تأثير الناخبني‬ ‫انخفض عدد الناخبني غير املقيمني الذين قاموا بتسجيل أسمائهم في السفارات والقنصليات‬
‫وعاليه وبعبدا واملنت وكسروان وبيروت األولى والثانية‪ ،‬مقابل ‪ 5‬إلى ‪ %6‬في أقضية جبيل‬ ‫من غير املقيمني في األقضية التي تسجلوا فيها‪ ،‬يتبني أن النسبة األعلى من املغتربني هي في‬ ‫اللبنانية في الخارج من ‪ 244‬ألفًا و‪ 442‬ناخبًا إلى ‪ 225‬ألفًا و‪ 114‬ناخبًا بعد إتمام تنقيح اللوائح‬
‫ّ‬
‫وصور وقرى صيدا‪ ،‬صيدا‪ ،‬زحلة‪ ،‬مرجعيون وحاصبيا‪ ،‬البقاع الغربي وراشيا‪ .‬لتنخفض هذه‬ ‫قضاء بشري باملقارنة مع إجمالي الناخبني هناك‪ ،‬بما يقارب ‪ ،%11.9‬يليها قضاء البترون حيث‬ ‫واستبعاد من ال تتوافر فيهم الشروط القانونية للمشاركة في االنتخابات النيابية‪ .‬ويشكل‬
‫النسبة إلى ‪ %4‬في كل من الضنية والنبطية وبنت جبيل وطرابلس‪ .‬أما النسب األدنى للتسجيل‬ ‫يشكل املغتربون نحو ‪ %10.2‬من إجمالي الناخبني‪ ،‬ثم زغرتا بنسبة ‪ %9.9‬والكورة بنسبة‬ ‫هؤالء ‪ %5.67‬من إجمالي عدد الناخبني‪ ،‬إذ بلغ عدد الناخبني من املقيمني ‪ 3‬ماليني و‪ 744‬ألفًا‬
‫في الخارج والتي المست ‪ ،%2‬فتوزعت على أقضية عكار واملنية وبعلبك ‪ -‬الهرمل‪ .‬في ما يلي‬ ‫األكبر للمغتربني‬
‫ً‬ ‫‪ .%9.58‬علمًا أن األقضية األربعة يشكلون دائرة واحدة‪ ،‬ما يعني أن التأثير‬ ‫و‪ 959‬ناخبًا‪ .‬وفيما يجري الحديث عن االقتراع العقابي ملحاسبة السلطة الحاكمة خصوصًا‬
‫جداول تظهر ّ‬
‫توزع الناخبني غير املقيمني (‪ 255,114‬ناخبًا) على األقضية بحسب املذاهب‪.‬‬ ‫سيكون في هذه الدائرة إذا ما اقترعوا بنسبة مرتفعة‪ .‬فيما يبدو تأثيرهم ضئيال في بقية‬ ‫من قبل من هاجروا في العامني األخيرين‪ ،‬يبدو جليًا أن تأثير املغتربني في األقضية ال يتناسب‬
‫(أرشيف ـ مروان طحطح)‬

‫دائرة مدينة صيدا‬ ‫دائرة عكار‬ ‫‪726‬‬ ‫شيعي‬ ‫دائرة جبيل‬ ‫دائرة بيروت األولى‬ ‫دائرة بيروت الثانية‬ ‫‪1019‬‬ ‫ماروني‬ ‫دائرة البترون‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪6‬‬ ‫كلدان‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪3026‬‬ ‫املجموع‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫‪6‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪58‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪4‬‬ ‫كلدان أرثوذكس‬ ‫‪25‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪9‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬
‫‪880‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪179‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬
‫‪1‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫‪29‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬ ‫‪1‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫دائرة املنت‬ ‫‪4‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬
‫‪2596‬‬ ‫روم أرثوذكس‬
‫‪4‬‬ ‫اسرائيلي‬ ‫‪8‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪73‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬
‫‪114‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪15‬‬ ‫التني‬ ‫‪390‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪1‬‬ ‫إنجيلي‬
‫‪12‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪2571‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪209‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪10‬‬ ‫إسرائيلي‬
‫‪2944‬‬ ‫سني‬ ‫‪47‬‬ ‫أشوري أرثوذكس‬ ‫‪643‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪956‬‬ ‫روم أرثوذكس‬
‫‪2‬‬ ‫دزري‬ ‫‪44‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪9566‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1‬‬ ‫أشوري أرثوذكس‬ ‫‪114‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪11‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪22‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪63‬‬ ‫سني‬ ‫‪126‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪251‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬
‫‪634‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪171‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪4‬‬ ‫سريان كاثوليك‬
‫‪184‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪72‬‬ ‫علوي‬ ‫دائرة صور‬ ‫‪36‬‬ ‫آشوري أرثوذكس‬
‫‪2‬‬ ‫علوي‬ ‫‪28‬‬ ‫درزي‬ ‫‪388‬‬ ‫درزي‬ ‫‪210‬‬ ‫سني‬
‫‪2895‬‬ ‫سني‬ ‫‪2609‬‬ ‫ماروني‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪137‬‬ ‫إنجيلي‬
‫‪213‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪10‬‬ ‫التني‬ ‫‪2872‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪1669‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪34‬‬ ‫شيعي‬
‫‪8415‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪4‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬
‫‪4756‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪202‬‬ ‫درزي‬ ‫‪1‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬
‫‪6‬‬ ‫التني‬ ‫‪1‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫‪622‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪5752‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1397‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪101‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪2068‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪2‬‬ ‫التني‬
‫دائرة قضائي البقاع الغربي وراشيا‬ ‫‪1‬‬ ‫اشوري ارثوذكس‬ ‫‪330‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬
‫‪3435‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪96‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬ ‫‪5081‬‬ ‫ماروني‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪24‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪1625‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫دائرة زغرتا‬ ‫‪196‬‬ ‫سريان كاثوليك‬
‫‪26‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪532‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫‪6416‬‬ ‫املجموع‬
‫‪4‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪212‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬
‫دائرة كسروان‬ ‫‪17282‬‬ ‫سني‬
‫‪35‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪453‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪2‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪684‬‬ ‫سني‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪108‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫دائرة الكورة‬
‫‪424‬‬ ‫سني‬ ‫‪11‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫‪4676‬‬ ‫شيعي‬
‫‪59‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪1141‬‬ ‫درزي‬ ‫‪146‬‬ ‫شيعي‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫‪10357‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪5‬‬ ‫أشوري أرثوذكس‬ ‫‪2‬‬ ‫علوي‬ ‫‪133‬‬ ‫سني‬
‫‪37‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫‪818‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪5‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬
‫‪23‬‬ ‫التني‬ ‫‪332‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪2‬‬ ‫علوي‬ ‫‪1‬‬ ‫كلدان‬ ‫‪178‬‬ ‫شيعي‬
‫‪7‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪883‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪3‬‬ ‫إنجيلي‬
‫‪174‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪26‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪71‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪4‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬ ‫‪20‬‬ ‫كلدان‬ ‫‪9‬‬ ‫كلدان أرثوذكس‬ ‫‪3‬‬ ‫علوي‬
‫‪11487‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪373‬‬ ‫سني‬ ‫‪4298‬‬ ‫روم أرثوذكس‬
‫‪158‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪12‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫‪5‬‬ ‫التني‬ ‫‪72‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬ ‫‪67‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬ ‫‪1‬‬ ‫قبطي أرثوذكس‬ ‫‪16‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪24‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬ ‫‪2423‬‬ ‫سني‬
‫دائرة عاليه‬ ‫‪7438‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪148‬‬ ‫التني‬ ‫‪353‬‬ ‫سني‬
‫‪29‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫‪274‬‬ ‫التني‬ ‫‪26‬‬ ‫كلدان‬
‫‪815‬‬ ‫شيعي‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪8192‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪37‬‬ ‫شيعي‬
‫‪3‬‬ ‫سني‬ ‫‪635‬‬ ‫ماروني‬
‫‪1017‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪2102‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪11‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬
‫‪64‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪32‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪4‬‬ ‫علوي‬
‫‪7152‬‬ ‫املجموع‬ ‫دائرة جزين‬ ‫‪26459‬‬ ‫املجموع‬
‫‪1‬‬ ‫علوي‬ ‫‪1‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫‪9668‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪183‬‬ ‫التني‬ ‫‪1302‬‬ ‫ماروني‬
‫‪96‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫‪3‬‬ ‫كلدان‬ ‫‪7794‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪8‬‬ ‫مختلف مسيحي‬
‫دائرة قضائي بعلبك والهرمل‬ ‫‪4415‬‬ ‫دزري‬ ‫‪2‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫دائرة بعبدا‬
‫‪6‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬ ‫دائرة بشري‬ ‫‪6026‬‬ ‫املجموع‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪1664‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪43‬‬ ‫درزي‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪1‬‬ ‫مسيحي‬
‫‪37‬‬ ‫التني‬
‫‪5‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪380‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪11‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫‪6674‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪32‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪13612‬‬ ‫املجموع‬ ‫دائرة الشوف‬
‫‪3‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪10‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬ ‫‪886‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪7173‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪37‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫‪194‬‬ ‫روم ارثوذكس‬ ‫‪18‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫‪1‬‬ ‫سريان كاثوليك‬
‫‪1066‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪71‬‬ ‫سني‬ ‫‪16‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪31‬‬ ‫أشوري أرثوذكس‬ ‫دائرة املنية‬ ‫‪2‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬
‫دائرة مدينة طرابلس‬ ‫‪23‬‬ ‫سني‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪573‬‬ ‫سني‬ ‫‪112‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪503‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪40‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪71‬‬ ‫إنجيلي‬
‫‪3‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪39‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪4039‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪8‬‬ ‫التني‬ ‫‪3381‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪200‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪5144‬‬ ‫درزي‬
‫‪2436‬‬ ‫درزي‬
‫‪11‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫‪1974‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪4898‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪6028‬‬ ‫ماروني‬
‫‪3196‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪1104‬‬ ‫سني‬ ‫‪61‬‬ ‫روم أرثوذكس‬
‫‪7854‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1148‬‬ ‫روم أرثوذكس‬
‫‪27‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪9955‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪6048‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1302‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫دائرة زحلة‬ ‫‪645‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪39‬‬ ‫ماروني‬
‫‪2‬‬ ‫درزي‬
‫دائرة مرجعيون وحاصبيا‬ ‫‪1343‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪4‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬
‫‪943‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫دائرة قرى صيدا‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪45‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬
‫‪115‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪172‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫دائرة بنت جبيل‬ ‫‪2444‬‬ ‫سني‬
‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪63‬‬ ‫سريان كاثوليك‬
‫‪35‬‬ ‫سريان ارثوذكس‬ ‫‪4‬‬ ‫أرمن أرثوذكس‬ ‫‪59‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫دائرة النبطية‬ ‫‪195‬‬ ‫شيعي‬
‫‪2‬‬ ‫أرمن كاثوليك‬
‫‪17‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫‪117‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪407‬‬ ‫سني‬
‫‪32‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪14‬‬ ‫آشوري أرثوذكس‬ ‫‪3‬‬ ‫أرمن أرثوذوكس‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬ ‫‪2‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬
‫‪8994‬‬ ‫سني‬ ‫‪719‬‬ ‫درزي‬ ‫‪1628‬‬ ‫شيعي‬
‫‪8‬‬ ‫درزي‬ ‫‪59‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪1‬‬ ‫إنجيلي‬ ‫‪1‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪6265‬‬ ‫ماروني‬
‫‪13‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪1012‬‬ ‫روم ارثوذكس‬
‫‪21‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪25‬‬ ‫درزي‬ ‫‪20‬‬ ‫كلدان‬ ‫‪123‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪15490‬‬ ‫املجموع‬
‫‪239‬‬ ‫علوي‬ ‫‪367‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪264‬‬ ‫روم كاثوليك‬
‫‪1289‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫‪1237‬‬ ‫روم أرثوذكس‬ ‫‪12‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬
‫‪1‬‬ ‫كلدان‬ ‫‪1417‬‬ ‫سني‬ ‫‪2‬‬ ‫سني‬ ‫‪25‬‬ ‫سني‬
‫‪4296‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪166‬‬ ‫سني‬ ‫‪2902‬‬ ‫روم كاثوليك‬ ‫دائرة الضنية‬
‫‪3‬‬ ‫كلدان كاثوليك‬ ‫‪59‬‬ ‫التني‬ ‫‪5985‬‬ ‫شيعي‬
‫‪4669‬‬ ‫شيعي‬ ‫‪475‬‬ ‫سريان أرثوذكس‬ ‫‪5625‬‬ ‫شيعي‬ ‫عدد املغتربني‬ ‫املذهب‬
‫‪24‬‬ ‫التني‬ ‫‪13‬‬ ‫التني‬
‫‪910‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪1014‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪6668‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪284‬‬ ‫ماروني‬
‫‪405‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪639‬‬ ‫ماروني‬ ‫‪104‬‬ ‫سريان كاثوليك‬ ‫‪373‬‬ ‫روم أرثوذكس‬
‫‪10868‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪8584‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪7097‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1168‬‬ ‫سني‬ ‫‪6909‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪13271‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪6418‬‬ ‫املجموع‬ ‫‪1634‬‬ ‫سني‬
‫‪7‬‬ ‫لبنان‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫لبنان‬ ‫‪6‬‬
‫تقرير‬ ‫قضية اليوم‬

‫بعد دوكان‪ ...‬هل يزور دوريل بيروت؟‬


‫مـنـفـتـحــة ع ـلــى الــرئ ـيــس مـيـقــاتــي وإن‬
‫تـعــامـلـهــا م ـعــه يـخـتـلــف ع ــن تعاملها‬
‫مــع الرئيس سعد الـحــريــري وهــو أمر‬
‫الـ ـسـ ـع ــودي ــن‪ ،‬وأن بـ ــاريـ ــس هـ ــي مــن‬
‫ت ـم ـ ِـس ــك ب ــزم ــام املـ ـ ـب ـ ــادرات وت ـن ـفــذهــا‪.‬‬
‫وآخر سعودي‪ ،‬تريد الرياض التأكيد‬
‫مــواك ـبــة أن ه ـن ــاك ع ـج ـزًا حـقـيـقـيــا عن‬
‫إقـنــاع اململكة بــالـتــراجــع عــن موقفها‪.‬‬
‫وامل ـش ـك ـل ــة أن «ف ــرنـ ـس ــا صـ ـ ــارت أك ـثــر‬
‫ميسم رزق‬
‫ُ‬
‫ل ــم ي ــط ــل م ـف ـع ــول «م ـ ـهـ ـ ّـدئـ ــات» حــركــة‬
‫أسعار األدوية غير المدعومة نحو «التـحرير»‬
‫راجانا حمية‬
‫غير صـحـيــح»‪ .‬وأش ــارت امل ـصــادر الى‬ ‫من خالله أنها «غير معنية بأي جهة‬ ‫قــربــا للموقف ال ـس ـعــودي‪ ،‬عـلــى الــرغــم‬ ‫املباحثات الفرنسية ـ ـ السعودية‪ ،‬التي‬
‫أن «دوريـ ــل سيبحث فــي ب ـيــروت آلية‬
‫املساعدات ونوعها»‪ ،‬كاشفة أن «جزءًا‬
‫رس ـم ـي ــة فـ ــي لـ ـبـ ـن ــان‪ ،‬ع ـل ــى ع ـك ــس مــا‬
‫حــاول البعض تصويره بالقول إنها‬
‫رعــت تأليف حكومة‬ ‫مــن أنها هــي مــن َ‬
‫مـيـقــاتــي»‪ ،‬وه ــذا ي ـعــود إل ــى «حـصــول‬
‫حاولت بعض الجهات اإليحاء كأنها‬
‫بداية نهاية األزمة مع لبنان‪ .‬فـ«املكاملة‬
‫كورونا‬ ‫بـ ـن ــاء ع ـل ــى «رغ ـ ـبـ ــة» مـ ـص ــرف ل ـب ـنــان‬
‫وحاكمه‪ ،‬خرجت الئحة األدويــة التي‬
‫منها قــد يبدأ بالذهاب الــى املؤسسة‬ ‫تقاطع في بعض املصالح السعودية‬ ‫االضـطــراريــة» التي فعلها ولـ ّـي العهد‬ ‫قرار إقفال البلد‬ ‫تـصــرف مــن دون وصـفــة طـبـيــة (‪)otc‬‬
‫الـعـسـكــريــة ال ـتــي ي ـتـ ّـم الـتـعــامــل معها‬
‫ّ‬
‫ع ـل ــى اع ـت ـب ــار أنـ ـه ــا م ـس ـت ـقــلــة وي ـجــب‬
‫ـ ـ الفرنسية في ملفات ترتبط بهما»‪.‬‬
‫أما ّفي لبنان‪ ،‬فقد اختارت باريس أن‬
‫الـسـعــودي محمد بــن سلمان بــإحــراج‬
‫م ـ ــن ال ــرئـ ـي ــس الـ ـف ــرنـ ـس ــي إي ـم ــان ــوي ــل‬
‫رهن «بيد الشعب»‬ ‫واملضادات الحيوية واملسكنات التي‬
‫ـرات ق ـل ـي ـلــة خـ ــال ال ـع ــام‬
‫ت ـس ـت ـخــدم مل ـ ـ ٍ‬
‫ال ـح ـف ــاظ ع ـل ـي ـهــا»‪ .‬ورأت املـ ـص ــادر أن‬ ‫تتبنى السياسة السعودية في لبنان‪،‬‬ ‫مـ ــاكـ ــرون والـ ـتـ ـه ــت ب ـه ــا ال ـص ــال ــون ــات‬ ‫أعدت‬ ‫(‪ )acute‬من حلقة الدعم‪ .‬يومذاك‪ّ ،‬‬
‫«إن قرار إقفال البلد سيتخذه الوباء»‪ .‬بهذه‬
‫«م ـه ـ ّـم ــة ال ــدب ـل ــوم ــاس ـي ــن الـفــرنـسـيــن‬ ‫ّ‬
‫الدبلوماسيين‬ ‫ّ‬
‫مهم ّة‬ ‫وهما يجريان حساباتهما الداخلية‬ ‫تلغ حقيقة أن الرياض‬ ‫السياسية‪ ،‬لم ِ‬ ‫العبارة حسم وزير الصحة العامة‪ ،‬فراس‬ ‫وزارة الصحة العامة الئحة تتضمن‬
‫صارت مرتبطة بالسياسة السعودية‪،‬‬ ‫على خطني متوازيني هم‪« :‬االنتخابات‬ ‫عـلــى «ســاح ـهــا» الـسـيــاســي فــي شــأن‬ ‫أبـيــض‪ ،‬مصير الـبــاد فــي املرحلة املقبلة‬ ‫مـ ــا يـ ـق ــرب مـ ــن ‪ 3‬آالف و‪ 500‬دواء‪،‬‬
‫إذ لــم يـ ُـعــد مــن الـسـهــولــة عـلــى بــاريــس‬ ‫الفرنسيين صارت‬ ‫ال ـن ـي ــاب ـي ــة امل ـق ـب ـل ــة‪ ،‬وإمـ ـك ــانـ ـي ــة ت ـغـ ّـيــر‬ ‫امللف اللبناني وأن املهادنة مع رئيس‬ ‫وانـتـقـلــت بـهــا مــن مــرحـلــة الــدعــم على‬
‫مــع تفشي فـيــروس كــورونــا وب ــدء توسع‬
‫أن تتجاهل مضمون البيان املشترك‬ ‫األوض ـ ـ ـ ـ ــاع وخ ـ ــاص ـ ــة ف ـ ــي م ـ ــا يـتـعـلــق‬ ‫الـحـكــومــة نـجـيــب مـيـقــاتــي م ــا ه ــي إال‬
‫الـ ــذي ص ــدر ف ــي جـ ـ ّـدة إث ــر الـنـقــاشــات‬
‫مرتبطة بالموقف‬ ‫بموازين القوى ضد حزب الله»‪.‬‬
‫ّ‬
‫لحظة عابرة‪ ّ .‬هذا ما ستؤكده الزيارة‬
‫دائ ــرة اإلصــابــات بمتحورة «أومـيـكــرون»‪.‬‬
‫أســاس سعر الصرف الرسمي (‪1507‬‬
‫ليرات) إلــى مرحلة ما بعده‪ .‬مع ذلك‪،‬‬
‫املطولة مع ابن سلمان‪ ،‬والتي وضعت‬ ‫السعودي‬ ‫وقالت املصادر إن الزيارة إن حصلت‪،‬‬ ‫التي من املتوقع أن يقوم بها املستشار‬ ‫وال ـ ّـوص ــول إل ــى ه ــذا الـسـيـنــاريــو ال ــذي قد‬
‫يعطل البلد‪ ،‬يضعه الوزير «بيد الشعب»‪،‬‬
‫التحرر من الدعم دفعة‬ ‫ّ‬ ‫تأت مرحلة‬ ‫لم ِ‬
‫كــاتــالــوغــا للتعامل مــع لبنان عنوانه‬ ‫لـهــا ه ــدف ــان‪ :‬األول فــرن ـســي‪ ،‬يــريــد من‬ ‫الــرئــاســي بــاتــريــك دوري ــل لـبـيــروت في‬ ‫واح ــدة‪ ،‬إذ عملت وزارة الصحة على‬
‫ً‬ ‫فــإن الـتــزم «الشعب» بــاإلجــراءات الوقائية‬
‫املــواجـهــة مــع حــزب الله وكــل مــا تبقى‬ ‫خــالــه مــاكــرون إظـهــار وج ــود متابعة‬ ‫الفترة املقبلة‪ ،‬استكماال للزيارة التي‬ ‫ـار‪ ،‬حـ ّـدد بموجبه‬ ‫إصــدار مؤشر أسـعـ ٍ‬
‫يندرج تحت هذا السقف»‪.‬‬ ‫ف ــرن ـس ـي ــة لـ ـلـ ـح ــراك الـ ـ ـ ــذي حـ ـص ــل مــع‬ ‫ـام بها املوفد الفرنسي بيار دوكــان‪،‬‬ ‫قـ َ‬ ‫خ ــال ال ـف ـت ــرة امل ـق ـب ـلــة م ــن ج ـه ــة‪ ،‬وبــأخــذ‬ ‫سـعــر ص ــرف الـ ــدوالر األم ـيــركــي لتلك‬
‫ولـ ـ ــم تـ ـن ـ ِـت ــج ش ـي ـئ ــا سـ ـ ــوى «ك ـ ـ ــام عــن‬ ‫اللقاحات من جهة ثانية‪ ،‬فثمة أمل بـ«أن ال‬ ‫األدوي ـ ــة ‪ -‬اسـتـثـنــائـيــا ‪ -‬بنسبة ‪%80‬‬
‫اإلصالحات»‪.‬‬ ‫يقفل البلد»‪ .‬مع ذلك‪ ،‬يبدو أبيض أقرب في‬ ‫من سعر الصرف املتداول في السوق‬
‫(أ ف ب)‬ ‫الرؤية إلى التشاؤم‪ ،‬إذ إن القرار باإلقفال‬
‫أثبتت البيانات املتتالية‪ ،‬السعودية‬ ‫امل ــوازي ــة‪ ،‬عـلــى أن يـلـحــق ه ــذا السعر‬
‫ـ ـ الفرنسية والـسـعــوديــة ـ ـ الخليجية‬ ‫هو السيناريو األكثر قربًا‪ ،‬خصوصًا في‬ ‫«تـعــديــات قــد تــأتــي كــل أسـبــوعــن أو‬
‫بما حملته من زحمة مطالب سياسية‬ ‫ظل التفلت الذي يظهره السكان‪ .‬وباألمثلة‪،‬‬
‫أن اململكة لم تتوقف عن مقاربة امللف‬ ‫يشير أبيض إلــى أنــه رفــض أول من أمس‬
‫ال ـل ـب ـنــانــي م ــن زاويـ ـ ــة م ــواج ـه ــة حــزب‬ ‫طلب أحــد املــواطـنــن رخصة إلقــامــة حفل‬ ‫يتخوف الصيادلة مما سيفعله‬
‫الـ ـل ــه‪ .‬وق ـ ــد ن ـج ـحــت امل ـم ـل ـكــة ال ـعــرب ـيــة‬
‫السعودية فــي جـ ّـر الــرئـيــس الفرنسي‬
‫«بعدما طلب اإلذن بحضور ‪ 900‬شخص‪،‬‬
‫فيما املكان يتسع لـ‪ 700‬شخص فقط»‪.‬‬
‫المستوردون‪ ،‬إذ سيؤجلون‬
‫لـتـبــنــي امل ــواق ــف الـعــالـيــة الـسـقــف ضد‬
‫ّ‬
‫أمـ ـ ـ ـ ــا الـ ـ ـسـ ـ ـب ـ ــب اآلخـ ـ ـ ـ ـ ــر ل ـ ـ ـقـ ـ ــرب ت ـط ـب ـي ــق‬ ‫الطلبيات إلى حين صدور المؤشر‬
‫ال ـح ــزب‪ .‬وع ـلــى هــامــش ه ــذه املـطــالــب‪،‬‬
‫ّ‬
‫هـ ـ ــذا الـ ـسـ ـيـ ـن ــاري ــو‪ ،‬ف ـه ــو وضـ ـ ــع ال ـق ـط ــاع‬ ‫كي يبيعوا بالسعر األعلى‬
‫عبرت الرياض عن «انخراطها مجددًا‬ ‫االسـتـشـفــائــي‪ ،‬بحيث انخفضت النسبة‬
‫ّ‬
‫في الدعم املالي للبنان‪ .‬لكنها‪ ،‬تعمدت‬ ‫امل ـ ـئـ ــويـ ــة ل ـ ــأس ـ ــرة غـ ـي ــر املـ ـشـ ـغ ــول ــة فــي‬
‫إرسال رسالة الى الحكومة ـ ـ بأقل من‬ ‫امل ـس ـت ـش ـف ـيــات وامل ـخ ـص ـصــة لـلـمـصــابــن‬ ‫كلما دعت الحاجة لذلك (‪ )...‬ال سيما‬
‫س ـطــريــن ـ ـ ـ ـ أن ـه ــا غ ـيــر مـعـنـيــة بـلـبـنــان‬ ‫تغير سعر الصرف بنسبة تفوق‬ ‫عند ّ‬
‫ب ـف ـي ــروس كـ ــورونـ ــا‪ .‬وفـ ــي هـ ــذا ال ـس ـيــاق‪،‬‬ ‫ً‬
‫الرسمي‪ ،‬بل إن املساعدات ستصل الى‬ ‫يشير أبـيــض إلــى أن نسبة اإلش ـغــال في‬ ‫‪ %10‬صعودًا أو نــزوال»‪ ،‬على ما نص‬
‫الشعب اللبناني بواسطة الفرنسيني»‪.‬‬ ‫«م ـس ـت ـش ـف ـيــات ب ـع ــض امل ـن ــاط ــق ك ـع ـكــار‬ ‫الـ ـق ــرار ال ـ ــذي جـعـلـتــه وزارة الـصـحــة‬
‫عـكـســت ه ــذه اإلشـ ـ ــارة ب ــوض ــوح ربــط‬ ‫س ــاري ــا ح ـتــى ن ـهــايــة ال ـع ــام ال ـج ــاري‪.‬‬
‫الرياض ّ‬ ‫والـنـبـطـيــة بلغت ‪ ،%95‬مـقــابــل ‪ %84‬في‬
‫مد يد الدعم املالي للحكومة‬ ‫(هيثم الموسوي)‬ ‫عـمـلـيــا‪ ،‬واس ـت ـن ــادًا إل ــى ه ــذا امل ــؤش ــر‪،‬‬
‫مستشفيات منطقة بعلبك»‪ .‬وبـنــاء على‬
‫أو املــؤسـســات الرسمية بــالـقــدرة على‬ ‫ُس ّعر الــدواء بأقل من ‪ %20‬من أسعار‬
‫امل ــواج ـه ــة امل ـط ـلــوبــة ض ــد حـ ــزب ال ـلــه‪،‬‬ ‫ذلك‪ ،‬تحضر وزارة الصحة العامة لبعض‬ ‫الصرف في السوق املوازية‪.‬‬
‫وم ــن امل ـتــوقــع أن تــأتــي زي ـ ــارة دوري ــل‬ ‫اإلجــراءات على صعيد املحافظات‪ ،‬بحيث‬ ‫في عهد الوزير السابق‪ ،‬حمد حسن‪،‬‬
‫أن «كل محافظة تصل إلى رقم معني من‬ ‫ص ــدور امل ــؤش ــر ك ــي يـبـيـعــوا بالسعر‬ ‫لالرتفاع‪ ...‬وقس على ذلك‪.‬‬ ‫اث ـنــن ‪ -‬بــالـسـعــر «الــرس ـمــي» للسوق‬ ‫ك ــان ذل ــك ال يـمـنــع ال ــوزي ــر أب ـيــض من‬
‫(بـعـَـد زيـ ــارة املـمـلـكــة) فــي ه ــذا اإلط ــار‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ص ـ ــدر م ــؤش ــر واحـ ـ ــد ل ــأسـ ـع ــار ت ــاه‬
‫ال ـق ــدرة االسـتـيـعــابـيــة‪ ،‬وح ـتــى ل ــو أجـبــرنــا‬ ‫األعلى»‪.‬‬ ‫صـحـيــح أن تـلــك األدوي ـ ــة خــرجــت من‬ ‫«ال ـ ـ ـ ـسـ ـ ـ ــوداء»‪ .‬وهـ ـ ــذا لـ ـي ــس ت ـف ـص ـيــا‬ ‫ت ـ ـجـ ــديـ ــده‪ ...‬إن أراد‪ .‬لـ ـك ــن‪ ،‬ع ـل ــى مــا‬
‫وف ــق م ـصــادر مطلعة أشـ ــارت إل ــى أن‬ ‫ول ـ ـئـ ــن ك ـ ــان ال ـ ــوزي ـ ــر أب ـ ـيـ ــض ي ــراه ــن‬ ‫ال ـ ــدع ـ ــم‪ ،‬إال أن لـ ـ ـلـ ـ ــ‪ %20‬الـ ـت ــي تــركــت‬ ‫عابرًا‪ ،‬فسعر الــدواء سيرتفع تلقائيًا‬ ‫يبدو وبحسب املعطيات‪ ،‬فإن الوزير‬ ‫ـان صــدر فــي عهد‬ ‫التحضير ملــؤشـ ٍـر ثـ ٍ‬
‫«م ـج ــيء دوري ـ ــل ال ــى ب ـي ــروت سيكون‬ ‫على عــدم استقبال الـحــاالت غير الطارئة‬ ‫الـ ــوزيـ ــر الـ ـح ــال ــي‪ ،‬فـ ـ ــراس أبـ ـي ــض‪ ،‬ثــم‬
‫ع ـلــى أن ال ـش ــرك ــات ق ــد ت ـس ـلــك طــريـ ّـق‬ ‫بمثابة «النفس» لليوم‪ ،‬سيحرم منها‬ ‫‪ ،%20‬بصرف النظر عن سعر صرف‬ ‫الحالي «ال ينوي تجديد هذا القرار»‬
‫لـلـبـحــث م ــع م ـج ـمــوعــات مــدن ـيــة حــول‬ ‫كعمليات التجميل‪ ،‬سنحول جميع األسرة‬ ‫التخفيض في األسعار‪ ،‬عندما يخف‬ ‫ه ــؤالء ال ـيــوم وسـيــدفـعــونـهــا لجيوب‬ ‫الدوالر األميركي‪ .‬باألرقام‪ ،‬يعني ذلك‬ ‫تململ لــدى‬ ‫انـطــاقــا مـمــا يلمسه مــن‬ ‫تــوالــى صــدور املــؤشــرات‪ .‬وفــي اآلونــة‬
‫الستقبال مرضى كــورونــا إذا احتجنا»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫اآللـيــة الفرنسية ـ ـ السعودية لتوزيع‬ ‫اسـ ـتـ ـه ــاك األدوي ـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬إال أن مـ ــا ف ــات‬ ‫امل ـس ـت ــوردي ــن بـمـعـيــة وزارة الـصـحــة‬ ‫أن سعر قارورة «البانادول» لألطفال‪،‬‬ ‫املستوردين‪ ،‬الذين أعلنوا مــرارًا أنهم‬ ‫األخ ـي ــرة‪ ،‬وم ــع ان ـفــات سـعــر ال ــدوالر‪،‬‬
‫امل ـس ــاع ــدات اإلن ـســان ـيــة‪ ،‬بـتـجــاهــل تــام‬ ‫وعـلــى الـخــط امل ـ ــوازي‪ ،‬سـتــواصــل ال ــوزارة‬ ‫الوزير أن الشركات لن تبادر إلى هذا‬ ‫العامة‪ .‬أما األمر اآلخر الذي سيحدث‪،‬‬ ‫والــذي بــدأ باملؤشر بسعر ‪ 25‬ألفًا ثم‬ ‫لن يحملوا تلك الــ‪ %20‬بعد اآلن‪ .‬ماذا‬ ‫ي ـ ـجـ ــري الـ ـ ـ ـت ـ ـ ــداول بـ ـ ـص ـ ــدور امل ــؤش ــر‬
‫للدولة»‪.‬‬ ‫تــدع ـيــم ح ـم ــات ال ـت ـل ـق ـيــح واملـ ــاراثـ ــونـ ــات‪،‬‬ ‫الـتـخـفـيــض‪ ،‬وف ــي ح ــال املـ ـب ــادرة‪ ،‬فلن‬ ‫فـهــو أن اب ـت ــزاز ال ـشــركــات ل ــن ينتهي‬ ‫انـتـقــل لـسـعــر ‪ 45‬أل ـفــا وق ـبــل أي ــام إلــى‬ ‫يـعـنــي ذل ــك؟ يـعـنــي أن ال ــوزي ــر أبيض‬ ‫أس ـبــوع ـيــا وح ـتــى ن ـهــايــة الـ ـع ــام‪« :‬كــل‬
‫َ‬
‫ف ــوف ــق امل ـع ـط ـيــات ال ـت ــي ان ـت ـهــت إلـيـهــا‬ ‫تمهيدًا للوصول إلى نسبة تلقيح أفضل‪.‬‬ ‫يكون ذلك تلقائيًا‪ ،‬إذ يلزمها القانون‬ ‫ب ــانـ ـتـ ـه ــاء ق ـ ـ ــرار حـ ـس ــن‪ ،‬إذ ي ـت ـخــوف‬ ‫ّ‬
‫التحرر‬ ‫‪ 88‬ألفًا‪ ،‬سيصبح بعد مرحلة‬ ‫سيحرر سعر األدوي ــة غير املدعومة‬ ‫ّ‬ ‫اثنني»‪ ،‬على ما تقول املصادر‪.‬‬
‫حركة االستطالع على نتائج املداوالت‬ ‫«بالتقدم إلى الوزارة بطلب تخفيض‬ ‫الصيادلة «مما سيفعله املستوردون‪،‬‬ ‫من القرار إلى ‪ 114‬ألف ليرة لبنانية‪،‬‬ ‫بتعبير آخر «دولرتها»!‬ ‫أي‬ ‫بالكامل‪،‬‬ ‫ف ــي امل ـ ـبـ ــدأ‪ ،‬ت ـن ـت ـهــي م ـفــاع ـيــل مــؤشــر‬
‫تبي ملصادر‬ ‫السعودية ـ ـ الفرنسية‪ّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫األس ـعــار مــع بــدايــة الـعــام املـقـبــل‪ ،‬وإن‬
‫أسعار»‪ ،‬فهل ستخوص تلك املغامرة؟‬ ‫إذ س ـيــؤج ـلــون ال ـط ـل ـب ـيــات إلـ ــى حــن‬ ‫وفق السعر الحالي للدوالر‪ ،‬واملرشح‬ ‫وهكذا‪ ،‬يصدر املؤشر األسبوعي ‪ -‬كل‬

‫تقرير‬ ‫تقرير‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إجراءات تقشفية في «الخارجية»‪ :‬تخفيض رواتب وإغالق سفارات‬ ‫مصالحة خلدة‪ :‬إطالق ‪ 5‬موقوفين وتوقيف ‪ 3‬مشتبه فيهم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫محليني جدد‬ ‫ّ‬ ‫ـ ـ وقف توظيف موظفني‬ ‫الوزارة التشغيلية‪ .‬وكشف أن‬ ‫ونفقات ّ‬ ‫وست َع ّد بالدوالر ال بالليرة اللبنانية‪،‬‬ ‫اجـتـمـعــت الـلـجـنــة اإلداري ـ ـ ــة ووض ـعــت‬ ‫م ـنــذ أن ات ـخ ــذ ح ــاك ــم ال ـب ـنــك امل ــرك ــزي‪،‬‬ ‫التي تعقد بني الطرفني هدفها سحب‬ ‫السجن إلى الحرية بعد بانتظار دفع‬ ‫رضوان مرتضى‬
‫ّ‬
‫البعثات‪ ،‬وتقليص مالك البعثات‪،‬‬ ‫في ّ‬
‫ّ‬
‫تتضمن‪:‬‬ ‫خطة التقشف‬ ‫ب ـخ ــاف م ــا ه ــو م ـع ـم ــول ب ــه ح ــال ـي ــا»‪.‬‬ ‫ص ـ ّـورًا لـتـعــديــل ب ــدل االغـ ـت ــراب ال ــذي‬ ‫تـ ّ‬ ‫ُرياض سالمة‪ ،‬قرار وقف تحويل املبالغ‬ ‫فتيل التفجير والتوتر الطائفي‪ .‬إذ إن‬ ‫كفاالتهم املالية‪ .‬وعلمت «األخبار» أن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫م ــا خ ــف ــض ن ـف ـقــات ال ــروات ــب م ــن ‪26،9‬‬ ‫ـ ـ زي ــادة ال ــواردات مــن خــال رفــع قيمة‬ ‫سترسل وزارة الخارجية ميزانيتها‬ ‫ُيمثل الجزء األكبر من الــراتــب‪ .‬تــراوح‬ ‫امل ـخـ ّـص ـصــة لـلـبـعـثــات الــدبـلــومــاسـيــة‬ ‫حزب الله أبلغ املمثلني عن عرب خلدة‬ ‫ثالثة من املوقوفني خرجوا يوم أمس‪،‬‬ ‫ل ــم ت ـن ـ َـج ــز م ـصــال ـحــة خ ـل ــدة ب ـع ــد‪ ،‬إال‬
‫ّ‬
‫مليون دوالر إلى ‪ 25‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫الـ ــرسـ ــوم ال ـق ـن ـص ـل ـيــة املـ ـسـ ـت ــوف ــاة فــي‬ ‫بــالــدوالر إلــى مصرف لبنان‪« ،‬ليوافق‬ ‫التخفيض «بني ‪ %10‬و‪ ،%25‬باختالف‬ ‫اللبنانية في الخارج وفق سعر صرف‬ ‫أن ــه ال يـمـلــك أي سـلـطــة عـلــى املحكمة‬ ‫لكن بقي اثنان بسبب وجود مشكالت‬ ‫أن بـ ــوادر الـحـلـحـلــة بـ ــدأت تــرشــح عن‬
‫ُ‬
‫ـ ـ إعداد دراسة عن الجدوى االقتصادية‬ ‫البعثات اللبنانية في الـخــارج من ‪13‬‬ ‫ل ـنــا عـلـيـهــا‪ ،‬أو ُيـبـلـغـنــا امل ـب ـلــغ ال ـقــادر‬ ‫ال ـ ــدول‪ ،‬ف ـطــال الـتـخـفـيــض األك ـب ــر دول‬ ‫‪ 1507.5‬ل ـي ــرة‪ ،‬واع ـت ـمــاد سـعــر صــرف‬ ‫ال ـع ـس ـكــريــة‪ ،‬م ـش ــددًا ع ـلــى ض ـ ــرورة أن‬ ‫سابقة في سجالتهم‪.‬‬ ‫االجـتـمــاعــات الــدوريــة الـتــي تعقد بني‬
‫ّ‬
‫وإعادة النظر ببدالت عقود ‪ 18‬ملحقًا‬ ‫م ـل ـيــون دوالر أم ـي ــرك ــي إلـ ــى ن ـحــو ‪20‬‬ ‫على تأمينه للبعثات»‪ .‬الـبــاب الثالث‬ ‫أوروبـ ـ ـ ـ ـ ــا وال ـ ـي ـ ــاب ـ ــان وب ـ ـعـ ــض ال ـ ـ ــدول‬ ‫‪ ّ 19‬أل ــف ل ـي ــرة‪ ،‬و«ال ـخ ــارج ـي ــة» تعيش‬ ‫يـنــال كــل مــرتـكـ ٍـب جـ ــزاءه‪ .‬وأبـلـغـهــم أن‬ ‫وقد تزامن قرار إخالء سبيل املوقوفني‬ ‫مـمـثـلــن ع ــن ح ــزب ال ـل ــه وعـ ــرب خـلــدة‬
‫اقتصاديًا‪.‬‬ ‫مليون دوالر أميركي‪.‬‬ ‫هــو إقـفــال سـفــارات وقنصليات عامة‪.‬‬ ‫مس‬ ‫اإلفريقية»‪ .‬أما أصل الراتب‪« ،‬فلن ُي ّ‬ ‫خضة ترتيب أوضاعها بما يتناسب‬ ‫الغاية من االجتماع التخفيف من حدة‬ ‫الذين لم يثبت تورطهم في إطالق نار‬ ‫بحضور ممثلي عــدد من األحــزاب في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ ّ‬
‫ـ ـ تخفيض مساهمات لبنان السنوية‬ ‫ـ ـ خـفــض ب ــدالت إي ـجــار املـكــاتــب ودور‬ ‫يتولى املوضوع‪ ،‬حتى الساعة‪ ،‬الوزير‬ ‫ب ــه حــال ـيــا‪ ،‬ألن ذل ــك يـسـتــدعــي تعديل‬ ‫صحيح أن اللجنة‬ ‫مع سياسة سالمة‪.‬‬ ‫االح ـت ـقــان الـطــائـفــي ال ــذي تـسـبـبــت به‬ ‫أو سفك دم ــاء‪ ،‬مــع حملة دهــم نفذتها‬ ‫مكتب مــديــريــة مـخــابــرات الـجـيــش في‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ف ــي امل ــؤس ـس ــات اإلق ـل ـي ـم ـيــة وال ــدول ـي ــة‬ ‫السكن للبعثات من ‪ 13،6‬مليون دوالر‬ ‫عبد الله بوحبيب من دون عرضه على‬ ‫قانون سلسلة الرتب والرواتب»‪ .‬ثانيًا‪،‬‬ ‫اإلداري ـ ـ ـ ـ ــة (تـ ـت ــأل ــف مـ ــن األم ـ ـ ــن ال ـع ــام‬ ‫األح ــداث األخـيــرة‪ ،‬علمًا أن املجتمعني‬ ‫اس ـت ـخ ـب ــارات ال ـج ـيــش ح ـيــث نـجـحــت‬ ‫ج ـبــل ل ـب ـنــان م ـس ــاء ك ــل خ ـم ـيــس‪ .‬فـقــد‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وم َ‬
‫الـبــالـغــة حــالـيــا ‪ 7،4‬مــايــن دوالر إلــى‬ ‫إلى حوالى ‪ 7،9‬ماليني دوالر‪.‬‬ ‫الـلـجـنــة اإلداري ـ ــة‪ .‬ل ـكــن امل ـســؤولــن في‬ ‫تخفيض ب ـنــود الـنـفـقــات ُالتشغيلية‪:‬‬ ‫ديري الشؤون السياسية واإلدارية‬ ‫كـ ــانـ ــوا قـ ــد خ ـط ـط ــوا ل ـج ـم ــع ع ـ ــدد مــن‬ ‫ف ــي تــوق ـيــف ث ــاث ــة مـشـتـبــه ف ـي ـهــم هم‬ ‫قرر القضاء العسكري قبل أيــام إخالء‬
‫ّ‬
‫‪ 2.4‬م ـل ـيــون دوالر‪ ،‬ون ـق ــل اع ـت ـم ــادات‬ ‫ـ ـ ـ ـ خ ـفــض روات ـ ــب الــدب ـلــومــاس ـيــن في‬ ‫ال ــوزارة يقولون إن «هــذا مسار طويل‬ ‫اس ـ ـت ـ ـبـ ــدال دور الـ ـسـ ـك ــن امل ـخ ـ ّـص ـص ــة‬ ‫ـ ـ املــالـيــة) فــي الـ ــوزارة‪ ،‬بــدأت منذ عهد‬ ‫األهالي في املنطقة لتوسيع املصالحة‪.‬‬ ‫م ـش ـه ــور م ـح ـمــد م ــوس ــى وب ـك ــر ظــافــر‬ ‫سـبـيــل خـمـســة مــوقــوفــن مــن أص ــل ‪21‬‬
‫هــذه املساهمات إلــى ال ــوزارات املعنية‬ ‫الخارج حوالى ‪ 2،6‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫لــن يكون االنـتـهــاء منه قبل سنة على‬ ‫لـ ـ ــرؤسـ ـ ــاء الـ ـبـ ـعـ ـث ــات ب ـ ــأخ ـ ــرى أص ـغ ــر‬ ‫ال ــوزي ــر ال ـ ّس ــاب ــق ش ــرب ــل وه ـب ــة وضــع‬ ‫أججت‬ ‫غير ّأن عملية التوقيف األخيرة ّ‬ ‫غـصــن وعـيـســى زاه ــر غـصــن‪ .‬واألخـيــر‬ ‫موقوفًا فــي أح ــداث خلدة على خلفية‬
‫ّ‬
‫باملنظمات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ال ـ ـ ـتـ ـ ــوقـ ـ ــف عـ ـ ــن صـ ـ ـ ـ ــرف إجـ ـ ـ ـ ـ ــازات‬ ‫األقل»‪.‬‬ ‫مساحة وإيجار أرخص‪ ،‬عدم التجديد‬ ‫موازنة تقشفية‪ ،‬وتحديدًا في ما يتعلق‬ ‫النزاع مجددًا لكون بعض العشائر في‬ ‫هو شقيق أحمد غصن الذي قتل علي‬ ‫ق ـتــل ع ـلــي شـبـلــي وإط ـ ــاق ال ـن ــار على‬
‫ـ ـ ـ ـ ال ـتــوقــف عــن إصـ ــدار مــواف ـقــات على‬ ‫الدبلوماسيني في الخارج‪.‬‬ ‫مــن جهته‪ ،‬أعلن بوحبيب‪ ،‬بعد لقائه‬ ‫ل ـل ـمــوظ ـفــن امل ـح ـل ـيــن ال ــذي ــن تـنـتـهــي‬ ‫بتخفيض بــدل االغ ـتــراب واملـصــاريــف‬ ‫عــرب خلدة اعتبروها «خرقًا للهدنة»‬ ‫شبلي في حفل زفاف في اليوم األخير‬ ‫مــوكــب تشييعه مــا أس ـفــر عــن سقوط‬
‫ّ‬
‫س ـف ــر الـ ــوفـ ــود ال ــرس ـم ـي ــة مـ ــن إدارات‬ ‫ـ ـ ـ ـ تـخـفـيــض ب ـ ــدالت الـتـمـثـيــل م ــن ‪1،8‬‬ ‫رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي‪،‬‬ ‫عـ ـق ــود ع ـم ـل ـه ــم‪ ،‬املـ ـف ــاوض ــة لـتـحـســن‬ ‫التشغيلية لـلـمـقـ ّـار الــدبـلــومــاسـيــة في‬ ‫والتفافًا على الجهود املبذولة إلنجاز‬ ‫من تموز الفائت‪ .‬وعلمت «األخبار» أن‬ ‫ع ــدد مــن الـضـحــايــا وال ـجــرحــى فــي آب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال ــدول ــة ق ـبــل ال ـح ـص ــول ع ـلــى املــواف ـقــة‬ ‫مليون دوالر إلــى ‪ 100‬ألــف دوالر‪ ،‬في‬ ‫أن مــوازنــة الـ ــوزارة مـقــدرة بنحو ‪115‬‬ ‫ش ــروط عـقــود الـتــأمــن‪ ...‬هــذه النفقات‬ ‫الـ ـخ ــارج‪ ،‬ول ـك ــن ق ــرار ســامــة الـعـبـثــي‪،‬‬ ‫املصالحة‪ ،‬إال أن عــددًا مــن املجتمعني‬ ‫املــوقــوفــن الثالثة كــانــوا مـتــواريــن عن‬ ‫املاضي‪.‬‬
‫املسبقة ملجلس الوزراء‪.‬‬ ‫الحاالت الطارئة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫مليون دوالر أميركي‪ ،‬مقسمة بني ‪95‬‬ ‫الـتـشـغـيـلـيــة ورواتـ ـ ــب الــدبـلــومــاسـيــن‬ ‫الــذي لــم يأخذ بعني االعتبار مصالح‬ ‫اع ـت ـبــر أن عـمـلـيــة ال ـتــوق ـيــف تــأتــي في‬ ‫األنظار منذ حادثة خلدة‪ ،‬كما ُيشتبه‬ ‫املـخـلــى سبيلهم الـخـمـســة هــم محمد‬
‫ّ‬
‫ـ ـ تـجــنــب سـفــر الــدبـلــومــاسـيــن بــداعــي‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ب ـ ــدء ال ـع ـم ــل ع ـل ــى م ـ ـشـ ــروع إغـ ــاق‬ ‫مليون دوالر أميركي موازنة البعثات‬ ‫وب ــدل االغـ ـت ــراب‪ ،‬يـجــب تحويلها إلــى‬ ‫أعمال‬
‫ٍ‬ ‫لبنان الخارجية‪ ،‬فــرض جــدول‬ ‫الـسـيــاق الـطـبـيـعــي إلن ـجــاز املصالحة‬ ‫فيهم برمي قنبلة صوتية على مسؤول‬ ‫غـ ـ ــازي غ ـص ــن وحـ ـم ــد م ـح ـمــد مــوســى‬
‫الـعـمــل فــي درج ــة رج ــال األع ـم ــال على‬ ‫بعثات‪ ،‬وقد ُح ّددت في املرحلة األولى‬ ‫في الخارج‪ ،‬و‪ 20‬مليون دوالر أميركي‬ ‫الـبـعـثــات ب ــال ــدوالر األم ـي ــرك ــي‪« ،‬لــذلــك‬ ‫آخر على الدبلوماسية اللبنانية‪.‬‬ ‫ل ـك ــون االتـ ـف ــاق ان ـط ـلــق م ــن ق ــاع ــدة أن‬ ‫ف ــي حـ ــزب الـ ـل ــه‪ .‬وت ـك ـش ــف امل ـع ـلــومــات‬ ‫وعـ ـل ــي إس ـم ــاع ـي ــل غ ـص ــن وإب ــراهـ ـي ــم‬
‫ّ‬
‫نفقة الخزينة‪.‬‬ ‫‪ 11‬بعثة‪ ،‬فيكون الوفر خالل ‪ 5‬سنوات‬ ‫موزعة على املساهمات ونفقات سفر‬ ‫تـ ـق ـ ّـرر أن ت ـك ــون م ــوازن ـت ـه ــا ُمـنـفـصـلــة‬ ‫يقول مسؤولون في الــوزارة إن العمل‬ ‫يــأخــذ الـقـضــاء مـجــراه بحق املرتكبني‬ ‫أن ع ــدد املـطـلــوبــن يـبـلــغ ‪ 46‬شخصًا‪،‬‬ ‫فـيـصــل شــاهــن عـسـكــر وه ـي ـثــم أحـمــد‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫(األخبار)‬ ‫‪ 21،4‬مليون دوالر‪.‬‬ ‫ال ــوف ــود الــرس ـم ـيــة م ــن إدارات الــدولــة‬ ‫عــن مــوازنــة اإلدارة املــركــزيــة ل ـلــوزارة‪،‬‬ ‫ُمـقـ ّـســم حاليًا على ثــاثــة أب ــواب‪ :‬أوال‪،‬‬ ‫مع الحرص على عدم ظلم أي بريء‪.‬‬ ‫مـشـيــرة إل ــى أن االجـتـمــاعــات الــدوريــة‬ ‫غصن‪ ،‬لكن أحدًا من هؤالء لم يخرج من‬ ‫(هيثم الموسوي)‬
‫‪9‬‬ ‫رأي‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫رأي‬ ‫‪8‬‬
‫ّ‬
‫انفصام حزب الله في الحرب اإلعالمية‬
‫الغرب والثورة ولبنان‬ ‫الكونية‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الصهيونية‬
‫ت ـس ـت ـهــدف الـ ـح ــزب بـنـفـســه فـ ــإن الـ ـح ــزب ال‬
‫وبـقــدر مــا أن الـحــرب‬ ‫ال ـح ــزب ي ـبــدو مـكـتـفـيــا ب ـقــاعــدتــه الـطــائـفـ ّـيــة‬
‫طاملا هو يصل من خاللها إلى البرملان‪.‬‬
‫للتحالف الخليجي‪-‬اإلسرائيلي‪-‬األميركي‬
‫وامل ــدار مــن قبل املكتب اإلعــامــي األميركي‬
‫ُ‬
‫ً‬
‫أسعد أبو خليل *‬
‫¶ رئيس التحرير ـ‬
‫المدير المسؤول‪:‬‬
‫ابراهيم األمين‬
‫واع لهذا االستهداف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إعالميًا ينتمي إلــى حقبة سابقة‬ ‫ّ‬ ‫والـحــزب‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫في دبي‪ .‬هناك عند األحزاب اليوم ما يسمى‬ ‫ع ـق ـ ُ‬
‫يتصرف على أنه ٍ‬ ‫ـدت — وم ــن أن ــا؟ — قـبــل أش ـهــر جلسة‬
‫سعد الله مزرعاني *‬ ‫خذ السلوك اإلعالمي للحزب وقــت الحراك‬ ‫م ــن ال ــزم ــن‪ ،‬إل ــى اإلع ـ ــام ال ـع ــرب ــي الــرسـمــي‬ ‫بـ»مكاتب أبحاث املـعــارضــة»‪ ،‬أي التفتيش‬ ‫عبر «كلوب هــاوس» عند تدشني الوسيلة‬ ‫¶ نائب رئيس التحرير‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫بيار أبي صعب‬
‫بجدية ولم‬ ‫في ‪ 17‬تشرين‪ .‬لم يتعامل معه‬ ‫والجدية‪ .‬ونشرات أخبار‬ ‫الشديد الرصانة‬ ‫والـسـعــي إلبـ ــراز ن ـقــاط تـسـتـخــدم فــي حــرب‬ ‫الـ ـج ــدي ــدة ل ـل ـح ــدي ــث عـ ــن ف ـش ــل ح ـ ــزب ال ـلــه‬
‫شهد العالم‪ ،‬منذ انهيار االتحاد السوفياتي ومنظومته املباشرة (وليدة نتائج الحرب العاملية الثانية)‪،‬‬ ‫تصور اقتصادي يعكس فهمًا لعمق‬ ‫ّ‬ ‫يقدم أي‬ ‫ّ‬ ‫«املـ ـن ــار» تـشـهــد ب ــذل ــك‪ .‬وال ـح ــزب يـشـكــو من‬ ‫ّ‬
‫إعالمية قاسية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلع ــام ــي (ك ــان يـجــب أن أضـيــف «ال ــذري ــع»‬ ‫¶ مدير التحرير‪:‬‬
‫ابتداء من أوائل تسعينيات القرن املاضي‪ .‬الواليات املتحدة‪ ،‬زعيمة الرأسمالية‬ ‫ً‬ ‫تحوالت مهمة وخطيرة‪،‬‬ ‫األزم ـ ــة املـسـتـعـصـيــة (قـ ــال ال ـح ــزب إن لــديــه‬ ‫لجوء خصومه إلى السخرية‪ ،‬كأن السخرية‬ ‫يـجــب أن نـفـصــل ف ــي ال ـحــديــث ع ــن الـسـلــوك‬ ‫على كلمة ف ـشــل)‪ .‬وتـحـ ّـدثــت فــي حينه عن‬ ‫وفيق قانصوه‬
‫ـريــة‪ :‬كيف يكون لحزب‬ ‫اقتصادية سـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫خطة‬ ‫السياسية‪.‬‬‫ّ‬ ‫ســاح غير مشروع في املـعــارك‬ ‫اإلعــامــي لـلـحــزب بــن حــربــه النفسية ضد‬ ‫ج ـم ـلــة م ــن الـ ـعـ ـث ــرات ف ــي األداء اإلع ــام ــي‬
‫املعوملة وقوتها األكثر نفوذًا في الحقول السياسية واالقتصادية والعسكرية‪ ،...‬سارعت إلى استثمار‬ ‫ّ‬ ‫ـدو وب ــن إع ــام ــه امل ـ ّ‬ ‫الـ ـع ـ ّ‬
‫جماهيري خطة اقتصادية سرية؟ نفهم أن‬ ‫والحزب في إعالمه ال يجيد السخرية وإن‬ ‫ـوج ــه إل ــى ال ــداخ ــل‪.‬‬ ‫لـل ـحــزب‪ .‬واإلع ـ ــام هــو عـنـصــر أســاســي في‬ ‫¶ مجلس التحرير‪:‬‬
‫االنهيار السوفياتي عبر الحروب املباشرة في مرحلة أولى‪« :‬عاصفة الصحراء»‪ ،‬احتالل أفغانستان‪...‬‬ ‫سرية‪ ،‬لكن‬ ‫عسكرية وأمنية ّ‬ ‫ّ‬ ‫تكون له خطط‬ ‫ظهرت أخيرًا على املواقع صفحات جديدة‬ ‫ّ‬
‫ف ــي الـ ـح ــرب ال ـن ـف ـس ــي ــة ض ــد الـ ـ ـع ـ ــدو‪ ،‬لـيــس‬‫ّ‬ ‫السياسة في عصرنا إلى درجة أن األحزاب‬ ‫حسن عليق‬
‫«املحافظون الجدد» بالشراكة مع الرئيس بوش االبن‪ّ ،‬‬ ‫فـ ّـعــالــة ألن ـصــار مــن ال ـحــزب وه ــي تلجأ من‬
‫طوروت استراتيجية هجومية صدرت‪ ،‬رسميًا‪،‬‬ ‫اقتصادية؟) ال بل إن محمد رعد صـ ّـر َح في‬ ‫ّ‬ ‫هـنــاك مــا يـضــاهــي أس ـلــوب ال ـحــزب وقــائــده‬ ‫ـي بعض دول العالم‬ ‫أمل األندري‬
‫ّ‬ ‫ف ــي ال ـت ـخ ــاط ــب م ــع ال ـ ـعـ ـ ّ‬ ‫تسخر أجهزة ّ‬ ‫الفاعلة في الغرب (وفـ ّ‬
‫عن «البيت األبيض» األميركي عام ‪ .2002‬هي تقوم خصوصًا‪ ،‬على وضع القوة العسكرية «غير القابلة‬ ‫عز االنهيار أن األزمة تشارف على نهايتها‪.‬‬ ‫ال ـس ـخــريــة‪ .‬وسـ ــاح ال ـس ـخــريــة وحـ ــده ق ــادر‬ ‫ـدو وف ـ ــي تـخــويـفــه‬ ‫للرد على‬ ‫النامي‪ ،‬مثل لبنان)‬
‫ع ـن ــدم ــا يـ ـل ــزم‪ .‬كـ ـن ـ ُـت أقـ ـ ــول ل ـص ــدي ــق عــزيــز‬
‫¶ المدير الفني‪:‬‬
‫للتحدي» في خدمة التوسع االقتصادي‪ ،‬خصوصًا‪ ،‬وبوسائل الحرب «االستباقية الوقائية» والتدخل‬ ‫أليس عند الحزب مستشارون اقتصاديون‬ ‫على مخاطبة الجيل الجديد الذي سئم من‬ ‫م ــدار الساعة على أي نقد يطاولها‪ .‬إعــام‬ ‫صالح الموسى‬
‫واالحتالل‪ ...‬الشرق األوسط كان حقل االختبار األساسي عبر مشروع «الشرق األوسط الكبير»‪ً :‬‬
‫بدءا‬ ‫كي يدرك قادة الحزب أن هذه األزمة ليست‬ ‫إعــام الوعظ والخطابة الجامدة‪ .‬والحزب‬ ‫ع ــن ج ـ ــورج ح ـبــش إن خ ـطــابــه ب ــال ــرغ ــم من‬ ‫ال ـح ــزب يـنـتـمــي وي ـت ـح ـ ّـرك ف ــي ع ـصــر ليس‬
‫عابرة بل تحتاج إلى عقود للخروج منها؟‬ ‫تقليدية بائدة في‬ ‫ّ‬ ‫يلتزم باستعمال أسلحة‬ ‫ـذري ـتــه لم‬ ‫صــدقــه وإخــاصــه وعـنـفــوانــه وجـ ّ‬ ‫ّ‬
‫من غزو واحتالل العراق في ربيع عام ‪ ...2003‬الخطة الهجومية األميركية شملت العالم‪ .‬لم ُ‬ ‫من عصرنا‪ ،‬وهــو يذكر أحيانًا في جموده‬ ‫¶ صادرة عن شركة‬
‫ينج من‬ ‫صور على أنه الــذراع‬ ‫والحزب ارتضى أن ُي َّ‬ ‫نقد الخصم‪ .‬املطبخ السعودي – اإلماراتي‬ ‫ّ‬
‫التوجه نحو الـعــدو‪ .‬كان‬ ‫ّ‬ ‫يكن مــدروســا في‬ ‫وعبوسه بعصر نشرات األخـبــار الصارمة‬ ‫أخبار بيروت‬
‫شظاياها‪ ،‬في مراحها األولى‪ ،‬عبر التفرد والضغوط‪ ،‬وحتى االحتقار‪ ،‬ال الحلفاء في «القارة العجوز»‬ ‫الـغـلـيـظــة لـلـنـظــام وكـ ــان يــرتـضــي أي ـضــا أن‬ ‫– اإلسرائيلي ‪ -‬األميركي نجح في ابتسار‬ ‫انفعاليًا‪ ،‬وكان أكثر انفعالية من خطاب عبد‬ ‫ّ‬ ‫الجدية في سنوات صباي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والبالغة‬
‫ُ‬ ‫الـنــاصــر (خ ـطــاب عـبــد الـنــاصــر ضــد الـعـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫¶ المكاتب بيروت ــ‬
‫أوروبــا‪ ،‬وال الشركاء في املنظمات األممية‪ ،‬أو في االتفاقيات الدولية بشأن املناخ والتجارة الخارجية‬ ‫ت ـن ـســب إل ـي ــه أفـ ـع ــال ل ـش ـبــاب ح ــرك ــة «أمـ ــل»‬ ‫خطب قديمة لقادة الحزب لتشويه مواقفه‬ ‫ـدو‬ ‫الكالم عن أن املشكلة في الحرب اإلعالمية‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫واالتفاقيات األمنية االستراتيجية‪...‬‬ ‫ف ــي ال ـج ـنــوب وبـ ـي ــروت‪ .‬ال أمـ ـ َـر يـعـلــو عند‬ ‫الحالية‪ .‬لم يفكر الحزب يومًا في‬ ‫السياسية‬ ‫كــان— خالفًا ملا يشيعه إعــام كتبة األمــراء‬ ‫الجارية هي مشكلة تمويل ال يمكن أن تقنع‪.‬‬ ‫فردان ــ شارع دونان‬
‫ّ‬ ‫ــ سنتر كونكورد ــ‬
‫ال ـحــزب أكـثــر مــن تحالفه مــع حــركــة «أم ــل»‪.‬‬ ‫استحضار مواقف وخطب لكل خصومه من‬ ‫اللبنانيني — خطابًا مدروسًا‬ ‫والشيوخ من‬ ‫غ ـســان كـنـفــانــي عـمــل ف ــي إطـ ــاق «ال ـه ــدف»‬
‫في امتداد ذلــك‪ ،‬وبسبب فشل التدخل العسكري‪ ،‬وبتراكم السياسات والتوجهات والتجارب‪ ،‬شمل‬ ‫كـيــف يـمـكــن لـلـ ّحــزب أن يـسـتـغــرب أن ــه بــات‬ ‫دون استثناء في مديح النظام السوري أو‬ ‫ومتحفظًا أيضًا‪ .‬اإلحراج البعثي (السوري)‬ ‫يعج‬‫بإمكانات متواضعة جدًا في عصر كان ّ‬ ‫الطابق الثامن‬
‫ُي َّ‬ ‫¶ تلفاكس‪:‬‬
‫االهتمام األميركي عملية التغيير نفسها عبر مقاربة جديدة‪ .‬التغيير الــذي كانت واشنطن تحاربه‬ ‫صور وعن حق أنه خرج من درس اندالع‬ ‫اإليراني أو سالح املقاومة‪ .‬هل هناك أسهل‬ ‫واألردن ــي (مــن قبل وصفي الـتــل) ضــد عبد‬ ‫املمولة من قبل الخليج والغرب‬ ‫باملطبوعات ّ‬ ‫‪01759500‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتواجهه باالنقالبات العسكرية وسواها ( التشيلي نموذجًا‪ )...‬باعتباره أداة منافسيها واملتضررين‪،‬‬ ‫االنـتـفــاضــة بــالـتـمــســك بــالـنـظــام وه ــو األقــل‬ ‫من إعداد فيديو عن تقلبات وليد جنبالط؟‬ ‫الناصر هــو الــذي دفــع النظام املـصــري إلى‬
‫ُ‬ ‫وم ـع ـم ــر الـ ـق ــذاف ــي وصـ ـ ـ ــدام ح ـس ــن ون ـجــح‬ ‫‪01759597‬‬
‫خصوصًا ضمن معادلة صراع القطبني االشتراكي والرأسمالي‪ ،‬بات له في مخططات واشنطن وظيفة‬ ‫انتفاعًا منه بسبب خشيته مــن الفوضى؟‬ ‫هـنــاك أف ــراد عـلــى امل ــواق ــع‪ ،‬مـثــل ج ــاد هنري‬
‫ّ‬ ‫االنـفـعــالـيــة وه ــذه ال تـغـتـفــر خـصــوصــا إذا‬ ‫ّأيما نجاح في إعالمه‪ .‬حركة «املرابطون»‪،‬‬ ‫¶ ص‪ .‬ب ‪113/5963‬‬
‫ّ‬ ‫كــان القائد الـعــام ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫مكملة لفعل التوسع األميركي العسكري واالقتصادي واألمني‪ :‬أي لتسهيل مهمة‬ ‫مختلفة‪ .‬هي وظيفة ّ‬ ‫لكن الفوضى مستشرية والنيل من املقاومة‬
‫ً‬
‫سـعــد ال ــذي ب ـم ـفــرده ي ـقــوم بـفـضــح تقلبات‬ ‫للقوات املسلحة شخصًا‬
‫ً‬ ‫إعالميًا من كل األحــزاب‬ ‫مثال‪ ،‬كانت أنجح‬
‫والـتـحــريــض عليها لـيــس أمـ ـرًا فــاشــا أب ـدًا‬ ‫سـيــاسـ ّـيــن وإعــامـ ّـيــن بــالـكـلـمــة والـفـيــديــو‬ ‫مهامه على شاكلة عبد الحكيم‬ ‫ّ‬ ‫فاشال في‬ ‫الـشـيــوعـ ّـيــة فــي لـبـنــان‪ .‬ش ـ ّـح الـتـمــويــل ليس‬
‫¶ اإلعالنات‬
‫واشنطن في السيطرة على العالم وفي إخضاعه ملصالحها ولنفوذها‪ ،‬وحتى ألسلوب أو نمط الحياة‬ ‫الطائفية في‬ ‫ّ‬ ‫ولو كان الحزب يضمن قاعدته‬ ‫وال ـصــوت‪ .‬جهد فــرد واح ــد مثله ال يحتاج‬ ‫عــامــر ال ـ ّـذي طـمــأن عـبــد الـنــاصــر «برقبتي»‬ ‫ح ـ ّـج ــة عـ ـن ــدم ــا يـ ـك ــون وج ـ ـ ـ ــودك ومـ ـش ــروع‬
‫الوكيل الحصري‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ads@al-akhbar.com‬‬
‫األميركي نفسه! بذلك حلت «الثورة املضادة» بديال من الثورة الطبيعية‪ ،‬وبات التغيير مجرد مراوحة‬ ‫االنتخابات‪ .‬الحزب يعاني أيضًا من إيمان‬ ‫عقلية إعــام الحزب‬ ‫إلــى تمويل هائل‪ .‬لكن‬ ‫ع ــن ت ـحــضــر ال ـج ـيــش امل ـص ــري السـتـيـعــاب‬ ‫املقاومة في خطر ماحق‪ .‬وأكبر دليل على‬ ‫‪01/759500‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫في األنظمة نفسها ودائمًا ملصلحة واشنطن بالدرجة األولى !!‬ ‫الذاتية‪،‬‬ ‫والصوابية‬ ‫باألحقية‬ ‫(شبه ديني)‬ ‫م ـت ـخــل ـفــة ع ــن ال ـل ـح ــاق بــال ـع ـصــر ال ـح ــال ــي‪.‬‬ ‫الـضــربــة األول ـ ــى‪ .‬ه ــذا يـعـطــي خـطــب األمــن‬ ‫تعثر الحزب اإلعالمي أنه دائمًا يحتاج إلى‬
‫ُ‬ ‫اإلعالم‪.‬‬ ‫عبر‬ ‫املخاطبة‬ ‫حافز‬ ‫من‬ ‫ما يضعف‬ ‫محمد رعد يصوغ عباراته بإبداع ومهارة‬ ‫العدو لم‬ ‫ّ‬ ‫أهمية عند إعالم‬ ‫ّ‬ ‫العام لحزب الله‬ ‫ّ‬ ‫¶ التوزيع‬
‫انتصار الرأسمالية املعوملة بانهيار االتـحــاد السوفياتي تــرجــم‪ ،‬نظريًا‪ ،‬بمحاولة تصويره جذريًا‬ ‫ّ‬ ‫أن يفسر ما يقول وأن يوضح ما يقول ألن‬
‫وقد تكون ثقة الحزب العسكرية املستحقة‬ ‫لفظية مثل‬ ‫ّ‬ ‫فــائـقــة وه ــو صــاحــب اب ـت ـكــارات‬ ‫تحزها خطب ق ــادة عــرب عـنــده مــن قـبــل‪ .‬ال‬ ‫تصريحاته غير مــدروســة وال تــأخــذ ردود‬ ‫شركة األوائل‬
‫قرر‬ ‫وحاسمًا‪ :‬إنها «نهاية التاريخ» استنتج فوكوياما‪ .‬هو «صــراع الحضارات» ال صــراع الطبقات‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪15‬ــ ‪ 01 /666314‬ــ‬
‫تخفف من حاجته ‪ -‬بنظره هو‪ ،‬وهذا خطأ‬ ‫عبارة «النكد السياسي» لكنه قلما يظهر‬ ‫العدو كان يرصد خطب عرفات‬ ‫أتصور أن‬ ‫الخصوم الجاهزة في الحسبان‪.‬‬
‫«برنار ِلويس»‪ ...‬إنه عصر تكريس انفراد أميركا بزعامة العالم‪ ،‬قال اإلعالم الرأسمالي العاملي‪ .‬أولى‬ ‫سردية مضادة للخصوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫كبير ‪ -‬إلى خلق‬ ‫فــي مقابالت‪ .‬الـحــزب يتعامل مــع املقابالت‬ ‫أو حتى حبش كما يرصد خطب نصرالله‪.‬‬ ‫ه ـ ــذا األس ـ ـبـ ــوع س ـ ــرت ع ـل ــى املـ ــواقـ ــع حـمـلــة‬
‫‪03 / 828381‬‬
‫ّ‬
‫النتائج التي ال تــزال تتداعى إلــى اليوم‪ ،‬كــان الهجوم املنظم والشامل من قبل سلطات رأسمال على‬ ‫ألـيــس صــدفــة أن «األخ ـب ــار»‪ ،‬ه ــذه الـجــريــدة‬ ‫اإلعــامـ ّـيــة كأنها مهينة لــه‪ .‬والوحيد الــذي‬ ‫الفارق أن نصرالله نجح في تشكيل تهديد‬ ‫ت ـ ـض ـ ــام ـ ــن ك ـ ـب ـ ـي ـ ــرة مـ ـ ـ ــع ف ـ ـ ـ ـ ـ ــارس سـ ـعـ ـي ــد‪.‬‬ ‫¶ الموقع االلكتروني‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬
‫مكاسب حققتها حركة النضال النقابي واملطلبي للطبقة العمالية والفئات الشعبية األخرى‪ .‬أدار ممثلو‬ ‫تتعرض‬ ‫اليسارية املجاهرة بدعم املقاومة‬ ‫يـطــل فــي اإلع ــام مــن مـســؤولــي ال ـحــزب هو‬ ‫جدي للكيان وأنه ّهزم وأذل العدو في أرض‬ ‫الـهــاشـتــاغــات (ال ـتــي تخضع دائ ـمــا ملشيئة‬ ‫‪www.al-akhbar.com‬‬
‫الرأسمال الصراع بتعزيز القمع والعمل الدعائي واإلعالمي‪ ،‬وبإدخال تغييرات‪ ،‬كلما دعت الحاجة‪ ،‬على‬ ‫ل ـه ـجــومــات أك ـث ــر بـكـثـيــر م ـمــا ت ـت ـع ـ ّـرض له‬ ‫نــائــب أمينه الـعــام نعيم قــاســم ال ــذي غالبًا‬ ‫املعركة‪ .‬هذا لم يتوفر أبدًا في تاريخ منظمة‬ ‫ج ـيــوش إل ـك ـتــرونـ ّـيــة لـلـنـظــامـ ْـن ال ـس ـعــودي‬
‫«امل ـنــار» أو «امل ـيــاديــن»‪ ،‬ربـمــا ألن األع ــداء ال‬ ‫مــا ينتقد بسبب مــا يمكن وصفه بالضرر‬ ‫الوطنية األصغر شأنًا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التحرير أو الحركة‬ ‫الشخصية األولــى‬ ‫ّ‬ ‫واإلمــاراتــي) جعلت منه‬ ‫¶ صفحات التواصل‬
‫أساليب الحكم وأداء السلطات والحكام حتى التابعني‪ ...‬خصوصًا عندما يتجاوز بعضهم إلى جموح‬ ‫يتابعون ذلــك اإلع ــام وال ي ــرون فيه خطرًا‬ ‫ّ‬
‫السياسية‪.‬‬ ‫ملصالح الحزب‬ ‫ّ‬
‫نـسـتـطـيــع أن ن ـش ـيــر إلـ ــى عـمـلـيــة عـسـكــريــة‬ ‫ف ــي ّأي ـ ــام األس ـ ـبـ ــوع‪ .‬ال ــرج ــل الـ ــذي ال يـنـفــكّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫سلطوي واستئثاري وتوريثي‪ ،‬مقرون بالضعف والعزلة والعجز عن القيام بالدور املطلوب‪...‬‬ ‫سرديته‪ ،‬أو ألن املــادة هناك ال‬ ‫على سيادة‬ ‫والـ ـلـ ـج ــوء إلـ ــى الـ ـقـ ـض ــاء‪ ،‬ك ـم ــا ورد أعـ ــاه‪،‬‬ ‫العمليات‬ ‫جريئة هنا أو هناك لكن غالبية‬ ‫يـبـحــث عــن دور سـيــاســي أوجـ ـ َـد ح ــزب الله‬ ‫‪/AlakhbarNews‬‬
‫في امتداد ذلك جرت محاصرة وشيطنة األنظمة التي حافظت على تجاربها االشتراكية أو تلك التي‬ ‫تصل إلى الجيل الشبابي؟‬ ‫ه ــو جــانــب آخ ــر م ــن ال ـف ـشــل‪ .‬م ــن يـلـجــأ إلــى‬ ‫فشلت في تحقيق أهدافها لغياب املركزية‬ ‫مسيحيًا في‬ ‫ّ‬ ‫وطوبه زعيمًا‬ ‫ّ‬ ‫بالقوة‬‫ّ‬ ‫له دورًا‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ال جـ ـ ـ ــدال ف ـ ــي أن ه ـ ـنـ ــاك ت ـس ـخ ـي ـرًا ملـ ـ ــوارد‬ ‫القضاء في هــذه الحقبة مع العلم أن أعــداء‬ ‫ـزيــة الــوحـيــدة التي‬ ‫فــي قـيــادة املـعــركــة‪ .‬املــركـ ّ‬ ‫جبيل وسائر أنطاكيا‪ .‬الرجل الــذي يحلم‬
‫تبنت توجهات اشتراكية في مراحل حديثة‪ .‬في السياق ات ِخذت أخطاء وسياسات أنظمة أخرى‪ ،‬متمردة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وخليجية)‬ ‫هــائـلــة مــن دول كـثـيــرة (غــربـ ّـيــة‬ ‫ُالحزب سيستغلون ذلــك لجعل الحزب هو‬ ‫فرضها عرفات كانت في منع أي إطالق نار‬ ‫باملجد النيابي منذ أن غــادره رستم غزالة‬ ‫‪@AlakhbarNews‬‬
‫(ولو جزئيًا على السيد األميركي)‪ ،‬ذريعة لفبركة االتهامات الكاذبة بشأن خطرها على السالم العاملي‬ ‫ل ـل ـت ـصـ ّـدي ملـ ـش ــروع امل ـق ــاوم ــة ولـ ـح ــزب الـلــه‬ ‫امل ــذن ــب بـصــرف الـنـظــر عــن سـبــب الــدعــوى؟‬ ‫العدو إال عندما كان يريد‬ ‫ّ‬ ‫أو صواريخ ضد‬
‫ّ‬ ‫الــذي كــان يأتي بــه نائبًا (هــل نسي الناس‬
‫(غزو العراق أخطر األمثلة)‪...‬‬ ‫املسؤولية عن كل ما جرى‬ ‫ّ‬ ‫ولتحميل األخير‬ ‫هــل ه ــذا ظـلــم؟ حـتـمــا‪ ،‬لـكــن الـسـيــاســة ظاملة‬ ‫بناء على برنامج دبلوماسي ال عسكري‪ّ.‬‬ ‫ً‬
‫امل ــدائ ــح ال ـت ــي كـ ــان ف ـ ــارس س ـع ـيــد ُيـكـيـلـهــا‬
‫مرة جديدة‪ ،‬وبعد حوالى عقد من الزمن على غزو أفغانستان والعراق‪ ،‬شهد الشرق األوسط واملنطقة‬ ‫ُوي ـجــري فــي لـبـنــان‪ .‬تـعــرف كــم أن امل ـشــروع‬ ‫ملــن ال يلعبها بمهارة‪ .‬صحيح أن «الـقــوات‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الـ ـح ــزب رصـ ـ ــد ال ـ ـعـ ــدو ك ـم ــا ل ــم ي ــرص ــد مــن‬ ‫َ‬
‫لبشار األســد وألبيه في «نهاركم سعيد»؟‬
‫العربية منه خصوصًا‪ ،‬أحــداثــا كبيرة حملت اســم «الــربـيــع الـعــربــي»‪ .‬أســاس ذلــك «الــربـيــع»‪ ،‬وخالفًا‪،‬‬ ‫امل ـض ــاد لـلـحــزب هــو خبيث وكـ ــاذب عندما‬ ‫ال ـل ـب ـن ــان ـي ــة» وسـ ــامـ ــي ال ـج ـم ـ ّـي ــل ل ـج ــآ إل ــى‬ ‫العبرية‪.‬‬‫ّ‬ ‫قبل‪ّ .‬أســس مــدرســة لتعليم اللغة‬ ‫أنا أذكر) قد يعود إلى النيابة بفضل حزب‬
‫‪/alakhbarnews-‬‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬ ‫قرر أن أفضل طريقة ّ‬ ‫الله‪ .‬من الذي ّ‬ ‫‪paper‬‬
‫رأي من أنــه كله مفتعل ومصطنع ُومــدار من قبل الغرب االستعماري‪ ،‬هو تناقضات‬ ‫ملا يذهب إليه ٌ‬ ‫تــرى التبرئة املطلقة مــن قبل فريق اليمني‬ ‫امل ـقــاضــاة فــي امل ــاض ــي‪ .‬لـكــن بــوســع الـحــزب‬
‫ّ‬
‫الوطنية ومنظمة‬ ‫على أيامنا فــي الحركة‬ ‫للرد على‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫الرجعي والثاو الثاو (الثاو الثاو هو فريق‬ ‫لتحمل النقد‬ ‫يكون صــدره أكثر رحــابــة‬ ‫ّ‬ ‫أن‬ ‫الـ ـتـ ـح ــري ــر‪ ،‬ك ـن ــا ن ـع ـت ـمــد ع ـل ــى م ـت ــرج ــم فــي‬ ‫فارس سعيد‪ ،‬الذي يسعى بحكم متطلبات‬
‫اجتماعية وسياسية كبيرة مقرونة بفرز طبقي حاد وإفقار فاضح ألوسع الفئات الشعبية‪ ،‬وبقمع‬ ‫تقدمي ُمخادع و»كول»)‬ ‫رجعي لكن بلبوس ّ‬ ‫والتجني واإلسـفــاف‪ ،‬ألن املعترض يخسر‬ ‫الفلسطينية» لترجمة‬ ‫ّ‬ ‫«مؤسسة الدراسات‬ ‫ل ـف ــت أنـ ـظ ــار ال ـن ـظ ــام الـ ـسـ ـع ــودي إلـ ـي ــه إل ــى‬
‫وفساد واستئثار بالثروة وبالسلطة‪ .‬إن مشاركة املاليني من شعوب تونس ومصر وليبيا وسواها‪،‬‬ ‫لرفيق الحريري ودوره في هندسة اإلفقار‬ ‫خ ـصــوصــا إذا كـ ــان إع ـ ــام ك ــون ـ ّـي يـتـصـ ّـيــد‬ ‫ـري ــة‪ .‬الـ ـح ــزب يـعــرف‬ ‫نـ ـ ّـص ع ــن ال ـل ـغــة ال ـع ـب ـ ّ‬ ‫اس ـتــدراج ال ـحــزب‪ ،‬منحه فــرصــة السـتــدراج‬
‫لم تكن بـ»كبسة زر» أميركية أو غربية‪ .‬لكن‪ ،‬جــرى‪ ،‬سريعًا‪ ،‬االنخراط فيها والسعي لتوجيهها‪ ،‬ثم‬ ‫واالنهيار‪ .‬يسري على رفيق الحريري في‬ ‫س ـق ـط ــات ــك‪ .‬ل ـي ــس مـ ــن ب ــدي ــل عـ ــن ال ـت ـصـ ّـبــر‬ ‫ـدو وك ـيــف ي ـهــزمــه‪ .‬مقالة‬ ‫كـيــف ُيـخـيــف ال ـع ـ ّ‬
‫ال ـح ــزب وجـعـلــه ضـحـ ّـيــة لـحـمـلــة قـمــع (وإن‬
‫حياته شعار «أنا بعدي الطوفان»‪ ،‬طاملا كان‬ ‫والتحمل واستعمال نفس ســاح الخصم‬ ‫ّ‬ ‫فــي «فــوريــن بوليسي» هــذا األسـبــوع تقول‬ ‫لــم يكن ذلــك صحيحًا‪ ،‬فالكذب مــن عناصر‬
‫التحكم فيها بالكامل‪ ،‬وخصوصًا لجهة نتائجها التي انتهت ملصلحة العسكر وفئات حليفة لواشنطن‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫سيرجيو إنغرافالي (ألمانيا)‬ ‫ّ‬
‫الشخصية على حساب الشعب‬ ‫يراكم ثروته‬ ‫في الهجاء والسخرية واإلحراج‪.‬‬ ‫العدو غير قادر‬ ‫بصريح العبارة إن جيش‬ ‫قرر أن إقامة‬ ‫إعالم أعداء الحزب)‪ .‬هناك َمن ّ‬
‫وبالتالي جاهزة للتطبيع مع العدو الصهيوني‪ .‬يستمر هذا األمر إلى اليوم‪ .‬نشهد ذلك في آخر تجارب‬ ‫ّ‬
‫الـلـبـنــانــي‪ .‬وف ــي مــواج ـهــة ك ــل ه ــذه الحملة‬ ‫إن املقارنة بــن أداء الـحــزب اإلعــامــي نحو‬ ‫على اللجوء إلــى خيار عسكري ضد إيــران‬ ‫دعوى ضد فارس سعيد هي سياسة ذكية‬
‫التغيير في الجزائر والسودان‪ .‬في السودان خصوصًا‪ ،‬كان الحل في الجيش السوداني الذي ّقدم أوراق‬ ‫العاتية ضد الحزب يلوذ الحزب بسياسة‬ ‫عربية‬‫ّ‬ ‫العدو وفي إدارة أعقد وأنجح حرب‬ ‫ّ‬ ‫نـ ـص ــرالـ ـل ــه إل ـ ـ ــى ال ـ ـحـ ــديـ ــث ب ـت ـف ـص ـي ــل عــن‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫تفصيلية‬ ‫يعد ردودًا‬‫عدوانها في الشرق أن ّ‬
‫ألنه لم يفق بعد من صدمة هزيمته الشنيعة‬ ‫وأن توحيد خصوم الحزب في حملة لدعم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫قضايا داخـلـ ّـيــة‪ .‬لـكــن الـحــزب فــي السنوات‬ ‫ع ــن ال ـسـيــاســات الـلـبـنــانـ ّـيــة بـمــا فـيـهــا ملف‬ ‫أمام حزب الله في حرب ّ‬
‫اعتماده‪ ،‬سريعًا‪ ،‬وبضغط من واشنطن‪ ،‬بمباشرة التطبيع مع تل أبيب عبر لقاء مبكر مع رئيس وزراء‬ ‫املوسمية‬ ‫الصمت وانتظار خطب نصرالله‬ ‫نـفـســيــة ض ــد الـ ـع ــدو م ـنــذ ع ــام ‪ 1948‬وبــن‬ ‫َ‬ ‫تموز‪ .‬إعالم الغرب‬ ‫حــريــة الـتـعـبـيــر ه ــو رأس الـحـكـمــة (طـبـعــا‪،‬‬
‫العدو‪.‬‬ ‫ـرد عـلــى األع ـ ــداء وتـفـنـيــد حـجـجـهــم‪ .‬هــذا‬ ‫ل ـل ـ ّ‬ ‫اللبنانية تظهر فارقًا‬
‫ّ ُ‬
‫أدائ ــه على الـســاحــة‬ ‫ووزراء ّه مــن الظهور‬ ‫املــاضـيــة مـنــع ن ـ ّـو َاب ــه‬ ‫الـ ـنـ ـف ــاي ــات واملـ ـح ــاصـ ـص ــة وغـ ـي ــرهـ ـم ــا مــن‬ ‫ّ‬
‫يقول إن الـحــزب هــزم الـعــدو وإع ــام العرب‬ ‫ج ـم ــاع ــة ‪ 14‬آذار والـ ـ ـث ـ ــاو ال ـ ـثـ ــاو وم ــواق ــع‬
‫حزبي مختلفيْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ال ـتــوق ـيــت الـسـلـحـفــاتــي ف ــي الـ ــرد اإلع ــام ــي‬ ‫نتحدث عن‬ ‫كبيرًا‪ ،‬كأننا‬ ‫على الشاشات كــأن هــذا الترفع هــو موقف‬ ‫القضايا التي من املفترض أن تتولى‬ ‫ينفي أن يكون الحزب قد انتصر ضد جيش‬ ‫التمويل الغربي والخليجي الجديدة أثبتوا‬
‫يعاني لبنان‪ ،‬منذ أكثر من سنتني‪« ،‬حفلة» تدخل أميركية صاخبة في شأنه الداخلي‪ ،‬بما تخطى كل‬
‫ي ـع ــود إلـ ــى زمـ ــن كـ ــان الـ ـن ــاس يـ ـق ــرأون فيه‬ ‫(وه ـ ــذا ُمـطـمـ ِـئــن ألن ذل ــك يـقـنـعــك أن الــذيــن‬
‫ُ‬ ‫أخالقي حكيم‪ .‬على العكس‪ ،‬الشاشة التي‬
‫ّ‬ ‫أم ــره ــا كـتـلــة ال ـح ــزب‪ .‬ل ــو أن لـلـحــزب فــريـقــا‬ ‫ـدو يعترف فــي لجنة تحقيق‬ ‫إســرائـيــل‪ .‬الـعـ ّ‬
‫لحرية التعبير فــي صمتهم ال بل‬ ‫ّ‬ ‫عــداء هــم‬
‫الحدود‪ .‬واشنطن كانت طرفًا أساسيًا في تراكم وتفاقم أزمة منظومة املحاصصة والنهب‪ .‬وهي أشرفت‪،‬‬ ‫أسبوعية ألن الفضائيات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سياسية‬ ‫مجالت‬ ‫يديرون الحرب ضد إسرائيل هم غير الذين‬ ‫تـغـيــب عـنـهــا يـمـلــؤهــا أع ـ ــداؤك بــالــدزي ـنــات‪.‬‬ ‫إعــامـ ّـيــا يعمل يــومـ ّـيــا وعـلــى م ــدار الساعة‬ ‫بـهــزيـمـتــه وه ـن ــاك م ــن أع ـ ــوان إســرائ ـيــل في‬
‫ً‬ ‫ُ َ‬ ‫فــي تأييدهم لحملة الـسـعــوديــة واإلم ــارات‬
‫عبر موظفني محليني كبار فضال عن مؤسسات مصرفية وسلطوية‪ ،‬على تعميق وتشجيع سياسات‬ ‫لم تكن تمأل األسماع واألنظار‪ .‬إن انتصار‬ ‫يـقـ ّـررون أن إقامة دعــوى ضد فــارس سعيد‬ ‫وهــذا الغياب عن اإلعــام اليومي (أي على‬ ‫وليس فــي املناسبات واملــواســم‪ ،‬ملــا احتاج‬ ‫لبنان من يقولون للعدو‪ :‬ال‪ ،‬أنـ َـت لم تهزم‪.‬‬ ‫عـلــى حــريــة التعبير فــي ل ـب ـنــان)‪ .‬قــد يكون‬
‫التبعية والريع واالستدانة والهدر والنهب والفساد‪ .‬وها هي اليوم توظف طاقات هائلة سياسية ومالية‬ ‫النفسية ضد‬ ‫ّ‬ ‫الـحــزب وبــراعـتــه فــي الـحــرب‬ ‫حكيمة‪ .‬وال ـحــزب مـنــذ ان ــدالع‬ ‫هــي سـيــاســة‬ ‫مدار ساعات اليوم) يضع الحزب في موقع‬ ‫أنت املنتصر أبدًا ودومًا‪.‬‬ ‫ذلك من ضمن سياسة الحزب التي ساعدت‬
‫متطور لكل العرب‬ ‫ّ‬ ‫العدو وفي تقديم خطاب‬ ‫ّ‬ ‫ـرد عـلــى معسكر‬ ‫االن ـت ـفــاضــة يـتـعـ ّـثــر ف ــي ال ـ ـ ّ‬ ‫الــدفــاع عن النفس دائـمــا‪ ،‬ألن زمــام املبادرة‬ ‫الحزب يظهر محتقنًا‪ .‬جمهور الحزب الذي‬
‫وإعالمية وقضائية‪ ،‬غربية وعربية‪ ،‬من أجل فرض تغيير في لبنان‪ ،‬ليس ضد املسؤولني عن األزمة من‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫سمير جعجع في رفع مستوى تمثيل حزبه‬
‫ّ‬ ‫كبار املحاصصني ّ‬ ‫عن الصراع مع الصهيونية لم ينعكسا البتة‬ ‫ّ‬ ‫األع ـ ـ ـ ــداء‪ .‬ل ـك ــن ال ـخ ـط ــأ اإلعـ ــامـ ــي ال ــدع ــائ ــي‬ ‫ضــد‬ ‫ـوم ــه‪ .‬ص ـح ـيــح أن ال ـه ـج ـمــة ّ‬ ‫ب ـي ــد خ ـص ـ ّ‬ ‫كــان قــدوة فــي األخ ــاق واالنـضـبــاط واألدب‬ ‫في االنتخابات املقبلة بسبب حملة عمالقة‬
‫والنهابني ومستغلي الطائفية واملذهبية‪ ،‬بل لتعطيل سالح املقاومة خصوصًا ضد‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫األكـبــر للحزب منذ عــام ‪ 2003‬هــو فــي الــردّ‬ ‫الحزب تتمنع بموارد هائلة وبزخم يمثل‬ ‫على مــواقــع التواصل خــرج مــن عقاله ّ‬ ‫من الحزب ّ‬
‫ّ‬ ‫اإلعالمية في الداخل‪ .‬لكن‬ ‫على خطة الحزب‬ ‫كليًا‬ ‫ضده لم تنجح إال في تأليب رأي‬
‫العدو الصهيوني الذي فشل عدوانه املشجع واملدعوم من واشنطن عام ‪ ،2006‬في ضرب هذا السالح‬ ‫سياسات‬ ‫إن‬ ‫إذ‬ ‫فقط‬ ‫ة‬ ‫ّ‬
‫إعالمي‬ ‫املشكلة ليست‬ ‫ة‪-‬مذهبية ّ (ق ـ ّـررت أميركا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫طائفي‬ ‫على حــرب‬ ‫تحالفًا عامليًا يحمي إسرائيل‪.‬‬ ‫وأصـبــح ضـ ّـيــق الـصــدر وســريــع االسـتـفــزاز‪.‬‬ ‫عــام طائفي (ومــدنــي طبعًا‪ ،‬حتى ال ننسى‬
‫ّ‬
‫وفي تصفية أصحابه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الداخلية منذ االنهيار كانت متعثرة‬ ‫ّ‬ ‫الحزب‬ ‫وإسرائيل ودول الخليج شنها ضد الحزب‬ ‫الحزب في اإلعــام يتعامل على أن دوره ال‬
‫ّ‬
‫نصرالله‬
‫ّ‬ ‫نجح السيد حسن‬ ‫أك ـ ـبـ ــر دل ـ ـيـ ــل عـ ـل ــى ذلـ ـ ـ ــك‪ :‬ه ـ ـنـ ــاك أشـ ـخ ــاص‬ ‫ميغافون «املستقلة»‪ ،‬ـ ـ على سيرة اإلعــام‬
‫ّ‬
‫َّ‬ ‫(إعــامـ ّـيــات وإعــامـ ّـيــون)‬
‫واشنطن طرف مباشر ووقح ونشيط‪ ،‬اآلن‪ ،‬في التحضير لالنتخابات النيابية اللبنانية املتوقعة في‬ ‫مواد جاهزة‬ ‫وخاطئة وأعطت أعداء الحزب‬ ‫مــن أج ــل تـقــويــض سمعته بــن ال ـع ــرب)‪ .‬ما‬ ‫يتعدى الحفاظ على تأييد جمهور الصف‪.‬‬
‫َّ‬ ‫في تشكيل تهديد جدي‬ ‫متخصصون من‬ ‫ّ‬
‫ْ‬
‫امل ـس ـت ـقــل رص ـ ــدت إدارة ب ــاي ــدن م ـب ـلــغ ‪424‬‬
‫للنيل م ـنــه‪ .‬ال ـص ــراع مــع إســرائ ـيــل مــن قبل‬ ‫ك ــان يـجــب عـلــى ال ـحــرب املــذهـبـ ّـيــة الخبيثة‬ ‫والخطاب اإلعالمي موجه إليهم‪ ،‬باستثناء‬ ‫النظامي السعودي واإلمــاراتــي أو من‬ ‫قبل‬
‫الربيع القادم‪ .‬هي تدير خطة متكاملة‪ ،‬بمشاركة خليجية وأوروبية‪ ،‬من أجل كسب تلك االنتخابات مهما‬
‫ّ‬ ‫ال ـح ــزب ه ــو ال ـي ــوم ف ــي حــالــة م ـت ـقـ ّـدمــة ج ـدًا‬ ‫أن تنجح إلى هذه الدرجة‪ .‬الحزب لم ُيدرك‬ ‫خـطــب األم ــن ال ـعــام الـتــي ت ـحــاول مخاطبة‬ ‫وهزمت المقاومة‬ ‫للكيان‪ّ ،‬‬ ‫جمهور الحزب‪ ،‬وجمهور‬ ‫الستفزاز‬ ‫خلفهما‬
‫مليون دوالر من أجل دعم «اإلعالم املستقل»‬
‫والناشطني في الدول النامية وهذا سيعود‬
‫كلف األمر‪ .‬في احتياطي الخطة األميركية‪ ،‬في حال الفشل أو حتى في حال النجاح‪ ،‬استخدام أدوات‪،‬‬ ‫ّ‬
‫والعدو يخاف من الحزب كما لم يخف من‬ ‫ّ‬ ‫أن الـحــرب هــذه كــانــت أمـضــى ســاح فــي يد‬
‫أحسن استعمالها من دون ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫فورية‬ ‫الطرف اآلخر‪ ،‬لكنها تستدعي ردودًا‬
‫ّ‬ ‫املكلفني ّ‬ ‫ّ‬ ‫العدو وأذلته‪ .‬هذا لم يتوافر‬ ‫الحزب يقع في الفخ أسبوعًا بعد أسبوع‪،‬‬
‫ّ‬
‫عـلــى لـبـنــان ب ــال ــدوالرات ال ـط ــازج ــة) حــولــه‪.‬‬
‫ّ‬
‫هي في صلب ترسانتها التقليدية‪ ،‬لتشويه حركات االحتجاج أو لتوجيهها وفق املخطط األميركي‪.‬‬ ‫بالتخصص في تفنيد‬ ‫ماليًا‬ ‫ُمن كل‬
‫ً‬
‫وهي أدوات فتنة واحتراب وقمع وضغوط وحصار وعزل‪ .‬يلعب اإلعالم املأجور دورًا هائال في كل ذلك‪.‬‬
‫جيش عربي من قبل‪ .‬يكفي أن نقرأ— حتى‬
‫ـرق األوس ـ ــط» الـصـهـيــونـ ّـيــة — أن‬
‫رد‬
‫فعال من الحزب‪ .‬وبصرف النظر عن تقييم‬
‫العدو وهــو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫خطب نصرالله (ال شك أن موقع ميغا بشير‬ ‫أبدًا في تاريخ منظمة التحرير‬ ‫أي أن ج ـم ـه ــور الـ ـح ــزب مـ ـس ــؤول ع ــن دف ــع‬
‫وزيادة رواتب أعدائه في اإلعالم الخليجي‪.‬‬
‫عزيز‬ ‫يقول جان عزيز إن الحزب مأزوم (لكن ّ‬
‫تقدم التجربة اللبنانية صيغًا جديدة أو ّ‬ ‫حضر ل ـ ً‬ ‫فــي ّ«ال ـ ُش ـ ِّ‬ ‫ّ‬ ‫الجميل وسامي الجميل يبرزان في سرعة‬ ‫ّ‬ ‫الفلسطينية أو الحركة‬ ‫وس ـ ـيـ ــادة سـ ـ ّ‬
‫قــال إن نعيم قاسم في تصريح غير موفق‬
‫مطورة للتدخل األميركي‪ .‬طبعًا‪ ،‬تستغل واشنطن أيضًا كل‬ ‫ـواء خاصًا ملواجهة جيش‬
‫ال ـحــزب عـلــى أرض الـجـلـيــل‪ ،‬أي أن الـحــزب‬
‫الـعــدو ي‬ ‫دور الحزب في الحرب السورية وإذا كانت‬
‫في مصلحة ّ مشروع املقاومة أم ال‪ ،‬فإن إدارة‬
‫ّ‬
‫ال ــرد فــي الـفـتــرة األخـ ـي ــرة)‪ .‬ال ـحــزب مـتـعــود‬ ‫ّ‬
‫الوطنية‬
‫ـرديـ ــة ‪ 14‬آذار ل ـي ـســت نـتـيـجــة‬
‫فظاظة إعــامـ ّـيــة بـقــدر مــا هــي نتيجة فشل‬
‫قال إن كل من ال يوافق على جمهورية حزب‬
‫الله أن يغادر البلد‪ .‬لم يقل قاسم ذلك أبدًا‪.‬‬
‫الثغرات والسلبيات واألخطاء‪ ،‬خصوصًا أن قوى التغيير التقليدية قد دخلت في مرحلة ركود طويل‪،‬‬ ‫ع ـل ــى ال ـع ـم ــل الـ ـس ــري وهـ ــو غ ـي ــر م ــاه ــر فــي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫هو ّ‬
‫يـخــاف مــن الـحــزب على أرض لبنان وعلى‬ ‫الحزب لتدخله في سوريا لم تكن ناجحة‬ ‫سرديته‪ .‬وانجذاب‬ ‫إعــام خصمها وغياب‬ ‫تحدث عن دولــة ذات سيادة لكن األمر‬
‫كما هو األمر‪ ،‬تقريبًا‪ ،‬على املستوى العاملي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العمل الجبهوي العريض‪ .‬الحزب حريص‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أرض فلسطني‪ .‬لكن هذا الحزب في مواجهة‬ ‫خـصــوصــا م ــن نــاحـيــة ال ـتــراخــي ف ــي ضبط‬
‫غوبلز الدعاية‬ ‫ف‬ ‫ّ‬
‫عر‬
‫ش ـب ــاب ال ـجــام ـعــات ن ـحــو خ ـص ــوم م ـشــروع‬ ‫التبس على عــزيــز)‪ّ .‬والـحــزب يبدو مأزومًا‬
‫لتأكيد الطابع الشامل للنهج األميركي‪ ،‬ال بأس من أن ننهي مقالنا بهذا الخبر الــذي نشرته جريدة‬ ‫الخصوم لــم يستطع أن يـقـ ّـدم إعــامــا ذكيًاّ‬ ‫ش ـ ـعـ ــارات طــائ ـف ـيــة وم ــذه ـب ـي ــة ك ــان ــت ت ـشـ ّـد‬ ‫ع ـلــى تـحــالـفــه م ــع حــركــة «أم ـ ــل» مـهـمــا كــان‬ ‫املـقــاومــة هــو أيـضــا نـتــاج فشل إعــامــي في‬
‫«الشرق األوسط» السعودية في عددها الرقم ‪ 15719‬بتاريخ ‪« :2021/12/11‬أبلغ السفراء األوروبيون‬ ‫إلى درجة أن أمثال إيلي محفوض يفهمون‬ ‫مجانية للخصوم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تقدم هدايا‬ ‫العصب لكن ّ‬ ‫بالرغم على ما يظهر على سطح املواقع من‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫السياسية بأنها «تكرار‪ ،‬تكرار‬ ‫الـتـصـ ّـدي ألكــاذيــب ومــزاعــم وأبــاطـيــل إعــام‬
‫مــن خــال سـلــوك ممثليه فــي اإلع ــام (وهــم‬
‫ـؤيــديــه عـلــى مــواقــع‬ ‫غــائ ـبــون) وم ــن خ ــال مـ ّ‬
‫رئيس الوزراء السوداني أن الدعم االقتصادي والسياسي الذي يقدمه الغرب للسودان يستهدف تحقيق‬ ‫اإلعـ ــام ودوره أك ـثــر مــن ال ـح ــزب‪ .‬يـكـفــي أن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫شـ ـيـ ـع ــة‪ ،‬ش ـي ـع ــة» مـ ـث ــا كــانــت‬
‫ّ ً‬
‫وهـ ـت ــاف ــات «‬ ‫نفور وتوتر بني جمهور الحزب والحركة‪.‬‬
‫وسع نطاق‬ ‫الحزب يظهر كأنه ال يريد أن ُي ّ‬ ‫ُم ّ‬
‫تكرر»‪ ،‬أما الحزب يغيب‬ ‫اليمني الرجعي‪.‬‬ ‫الـ ـت ــواص ــل‪ .‬ن ـس ـت ـط ـيــع أن ن ـف ـصــل ال ـس ـلــوك‬
‫شعارات الثورة السودانية‪( :‬حرية وسالم وعدالة)! طبعًا السفير «فيلتمان» ( ما غيرو) ّ‬ ‫السياسية‬ ‫نتذكر أن غوبلز ع ـ ّـرف الــدعــايــة‬ ‫تستوجب تــدخــا ميدانيًا مــن قبل الحزب‬ ‫ولـ ـي ــس أبـ ـل ــغ مـ ــن ف ـش ــل وت ـق ـص ـي ــر ال ـح ــزب‬ ‫اإلع ــام ــي ل ـل ـحــزب ع ــن ال ـس ـلــوك الـسـيــاســي‬
‫مر من هناك‪،‬‬
‫لكي ينصح بعدم استئثار «البرهان» بالسلطة‪ ،‬وبأن مشاركة الفريق املدني‪ ،‬ولو الشكلية‪ ،‬تستجيب‬
‫بأنها «تـكــرار‪ ،‬تـكــرار مـتـكـ ّـرر»‪ ،‬فيما الحزب‬ ‫ُ‬ ‫صبت‬ ‫ملنعها بـصــرامــة – وبــال ـقـ ّـوة ‪ -‬ألنـهــا ّ‬ ‫جمهوره‪ ،‬وأن تحالفًا طائفيًا هنا وتحالفًا‬
‫طائفيًا هناك كفيالن بتدعيم قاعدة الحزب‪.‬‬
‫ويغيب في انتظار إطاللة‬ ‫اإلع ــام ــي م ــن اع ـت ـم ــاد الـ ـح ــزب وج ـم ـهــوره‬
‫ع ـلــى إطـ ـ ــاالت األم ـ ــن الـ ـع ــام ل ـل ـحــزب ل ـلـ ّ‬
‫ألن ال ـعــاقــة جــدلـيــة بــن االث ـن ـ ْـن‪ .‬الـحــزبــان‬
‫الحاكمان هنا في أميركا ّ‬
‫للتقليد «الديموقراطي» األميركي ولالستقرار في السودان!‬
‫يغيب ويغيب بانتظار إطاللة األمني العام‬
‫لحزبه‪.‬‬
‫في مشروع معاداة املقاومة في لبنان وفي‬
‫املنطقة‪ .‬أال يعلم الـحــزب أن إع ــام الخليج‬
‫ّ‬
‫لـكــن ه ــذا يـقــلــل مــن إمـكــانـ ّـيــة ال ـحــزب لكسب‬ ‫األمين العام لحزبه‬ ‫ـرد‬
‫عـلــى ال ـخ ـصــوم وتـفـنـيــد أقــاوي ـلــه‪ .‬لـكــن هــذا‬
‫يقرران سياسات‬
‫ـام ــة وإعـ ــامـ ـ ّـيـ ــة ت ـف ـص ـي ـل ـيــة ق ـب ــل خ ــوض‬ ‫عـ ـ ّ‬
‫هذا ليس إعالمًا بل غيبوبة!‬ ‫يتصيد‬ ‫ّ‬ ‫ـدو رص ــد ذل ــك)‬ ‫(وح ـت ــى إع ــام ال ـع ـ ّ‬ ‫جمهور من الطرف اآلخــر‪ .‬تقارن بني إعالم‬ ‫دليل ضعف‪ .‬نصرالله بات قائدًا في محور‬
‫* كاتب وسياسي لبناني‬ ‫أي انـ ـتـ ـخ ــاب ــات‪ .‬واألح ـ ـ ـ ــزاب ت ـف ـتــح مـكــاتــب‬
‫* كاتب عربي ـ حسابه على تويتر‬ ‫كــل فــرصــة إلط ــاق هـتــاف «شـيـعــة‪ ،‬شيعة»‬ ‫ـذي خاطب جماهير كل الطوائف‬ ‫‪ 14‬آذار الـ ّ‬ ‫إقليمي واسع‪ .‬هل من الضروري على الذي‬ ‫مهمتها درس الـخـصــم الـسـيــاســي وتفنيد‬
‫‪@asadabukhalil‬‬ ‫مــن أجــل لصق السقطة املذهبية بالحزب؟‬ ‫والـ ــذي تـصــنــع الـنـطــق بــاســم شـعــب لـبـنــان‪.‬‬ ‫يـقــود معركة املــواجـهــة مــع إســرائـيــل وصـ ّـد‬ ‫أقواله‪ ،‬وهذا ما فعله امللك اإلعالمي التابع‬
‫‪11‬‬ ‫العالم‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫العالم‬ ‫‪10‬‬
‫فلسطين‬ ‫تـنــفــذهــا أج ـهــزة أم ــن الـسـلـطــة وق ــوات‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫مــا دأب ال ـم ـســؤولــون العسكريون‬ ‫على الغالف‬
‫جيش العدو ضــد نشطاء وكــوادر في‬
‫الفترة‬
‫اإلسرائيليون ّعلى التحذير منه طيلة ّ‬ ‫واألمـنـيــون‬

‫ّ‬ ‫غزة‪:‬‬ ‫مناورات‬ ‫فصائل مختلفة‪ ،‬خاصة نشطاء الكتل‬


‫الطالبية في الجامعات الفلسطينية‪،‬‬
‫ف ـضــا ع ــن اس ـت ـم ــرار ت ــداع ـي ــات مقتل‬
‫ً‬
‫ال ـ ـنـ ــاشـ ــط ن ـ ـ ـ ــزار ب ـ ـن ـ ــات‪ .‬كـ ـم ــا ت ـج ــيء‬
‫الضفة‬‫«موجة إرهاب» في ّ‬‫سمونه َ َ‬
‫ُ‬
‫الماضية‪ ،‬من وجود ما ي ّ َ‬
‫الغربية والـقــدس المحتلتين‪ ،‬تتتابع الوقائع المؤكدة‬
‫صحته‪ ،‬وآخرها عملية «حومش»‪ ،‬التي تكمن خطورتها‬ ‫ّ‬

‫نسخة جديدة برسائل نوعية‬


‫ال ـ ـحـ ــادثـ ــة بـ ـع ــد س ـل ـس ـل ــة تـ ـح ــذي ــرات‬
‫ـاعــد ع ـم ـل ـيــات امل ـق ــاوم ــة ضـ ّـد‬ ‫م ــن ت ـص ـ ُ‬
‫في كونها جماعية وليست فردية‪ ،‬ما يعني إمكانية انتقال‬
‫ّ‬
‫أه ـ ـ ـ ــداف إس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة‪ ،‬فـ ــي ظـ ـ ــل فـشــل‬
‫والتخطيط‪،‬‬ ‫التنظيم‬ ‫من‬ ‫أعلى‬ ‫ً‬
‫مستوى‬ ‫الفعل ّالمقاوم إلى‬
‫األم ــن اإلســرائـيـلــي فــي الـتـنـ ّـبــؤ بـهــا أو‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫إح ـبــاط ـهــا‪ ،‬وه ــو م ــا ت ـك ـ ّـرر ف ــي عملية‬
‫ُ‬
‫في ظــل فشل استخباري إسرائيلي متواصل في التوقع‬
‫ال ـ ــذي ب ـن ــاه الـ ـع ــدو ع ـلــى ح ـ ــدود قـطــاع‬ ‫ب ـي ـن ـمــا س ـي ـت ـ ّـم اس ـ ـت ـ ـعـ ــراض ت ـك ـت ـي ـكــات‬ ‫غزة ــ رجب المدهون‬
‫«ح ــوم ــش»‪ ،‬حـيــث تـ ــرك املـسـتــوطـنــون‬ ‫والتدارك‪ .‬ومع توافر الحافزية الدائمة لدى الفلسطينيين‬
‫غزة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬وفي إشــارة في‬ ‫عسكرية دفاعية وهجومية‪.‬‬ ‫م ــن دون ح ـمــايــة عـسـكــريــة ع ـلــى رغــم‬
‫ومستوطنيه‪ ،‬تجد تل أبيب‬ ‫ضد جنود العدو‬ ‫لتنفيذ عمليات ّ‬
‫االت ـج ــاه نـفـســه‪ ،‬أفـ ــادت م ـصــادر عبرية‬ ‫مساء‬ ‫أنهت‪،‬‬ ‫وكانت «كتائب القسام» قد‬ ‫بـعــد إت ـم ــام «ك ـتــائــب ال ـق ـس ــام»‪ ،‬الـجـنــاح‬ ‫وبحسب‬ ‫ُ‬ ‫كون املنطقة «بؤرة ساخنة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫نفسها أمام ٍّ‬
‫بـ ــأن قـ ـ ـ ّـوة م ــن ج ـي ــش الـ ـع ــدو اع ـت ـق ـلــت‪،‬‬
‫ّ‬
‫الخميس‪ ،‬مناورة «درع القدس»‪ ،‬وبثت‬ ‫العسكري لحركة «ح ـمــاس»‪ ،‬مناورتها‬ ‫«الـ ـقـ ـن ــاة الـ ـ ـ ـ ــ‪ »14‬الـ ـعـ ـب ــري ــة‪ ،‬ف ـق ــد ق ـتــل‬
‫ّ َ‬
‫سيكون عليها «ابتداع» حلول‬
‫ّ ُ‬ ‫سهل‪،‬‬ ‫غير‬ ‫تحد‬
‫ّ‬ ‫أمس‪ ،‬ثالثة ّ‬ ‫ص ــورًا ومـقــاطــع م ـصـ ّـورة لـهــا‪ ،‬أظـهــرت‪،‬‬ ‫العسكرية «درع القدس»‪ ،‬والتي ّ‬
‫فلسطينيني‪ ،‬بعدما‬ ‫شبان‬ ‫ظهرت‬ ‫َ‬
‫عمليتي إط ــاق نــار‪،‬‬ ‫مستوطنان فــي‬ ‫مواجهته‪ ،‬خصوصًا في ظل بطالن عقيدة «تدفيع‬ ‫ّ‬ ‫في‬
‫اج ـ ـت ـ ــازوا الـ ـ ـج ـ ــدار ال ـ ـح ـ ــدودي ج ـنــوب‬ ‫م ـ ـجـ ـ ّـددًا‪ ،‬نـ ّـي ـت ـهــا زي ـ ـ ــادة عـ ــدد ال ـج ـنــود‬ ‫ن ـ ّـي ـت ـه ــا ت ـن ـف ـيــذ ع ـم ـل ـي ــات أسـ ـ ــر ج ــدي ــدة‬ ‫وأصـيــب ‪ 12‬آخ ــرون فــي عملية دهس‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الثمن» التي اتبعتها سابقًا‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫القطاع وشماله‪ ،‬ونقلتهم إلى التحقيق‪،‬‬ ‫اإل ّســرائـيـلـ ّـيــن األس ــرى لــديـهــا‪ ،‬فــي ظــل‬ ‫لـ ـجـ ـن ــود االحـ ـ ـت ـ ــال‪ ،‬ت ـس ـت ـع ــد ف ـصــائــل‬ ‫و‪ 4‬عمليات طعن‪ ،‬خالل أقــل من شهر‬
‫ّ َ‬
‫الفتة إلــى أنــه ُع ِثر بحوزة أحدهم على‬ ‫التوصل إلى صفقة تبادل جديدة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تعثر‬ ‫امل ـق ــاوم ــة الـفـلـسـطـيـنـ ّـيــة‪ ،‬امل ـن ـضــويــة في‬ ‫في الضفة الغربية والقدس املحتلتني‪.‬‬
‫ّ‬

‫«الذئب» لم يعد منفردًا‬


‫سكني‪.‬‬ ‫تشمل الجنود األربعة الذين بحوزتها‪.‬‬ ‫غ ــرف ــة ال ـع ـم ـل ـ ّـي ــات املـ ـشـ ـت ــرك ــة‪ ،‬لـتـنـفـيــذ‬ ‫َ‬

‫ّ َُ‬
‫وي ـ ــأت ـ ــي ه ـ ـ ــذا ال ـ ـ ـحـ ـ ــادث بـ ـع ــد ي ـ ـ ــوم مــن‬ ‫وح ـم ـل ــت امل ـ ـنـ ــاورة الـ ـج ــدي ــدة م ـحــاكــاة‬ ‫ـوسـعــة فــي ق ـطــاع غ ــزة‪ ،‬خــال‬ ‫م ـن ــاورة مـ ّ‬ ‫المطاردين‬ ‫ظاهرة‬
‫ُ‬
‫إع ــان ج ـهــاز األم ــن ال ـعــام اإلســرائـيـلــي‪،‬‬ ‫لعمليات عسكرية ضـ ّـد مــواقــع لجيش‬ ‫ّ‬
‫األيام املقبلة‪ .‬وبحسب مصادر فصائلية‬ ‫ّ‬ ‫تـعـ ّـد مدينة نابلس وبلدتها القديمة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫فلسطينيني‪ ،‬بتهمة‬ ‫َّ‬ ‫«الشاباك»‪ ،‬اعتقال‬ ‫االح ـت ــال‪ ،‬األم ــر ال ــذي ُيـشـيــر إل ــى قــدرة‬ ‫«األخـ ـب ــار»‪ ،‬ف ــإن الفصائل‬ ‫تـحــد ّثــت إل ــى ً‬
‫موئال للعديد من املقاومني املسلحني‬
‫ّ‬
‫الـتـجـ ّـســس عـلــى مــواقــع بـطــاريــات القبة‬ ‫املطلوبني لجيش الـعــدو اإلسرائيلي‪.‬‬

‫الضفة تواصل‬
‫املـقــاومــة عـلــى ت ـجــاوز ال ـجــدار األرض ــي‬ ‫ستنفذ‪ ،‬مجتمعة‪ ،‬م ـنــاورة ذات أهــداف‬ ‫ّ‬
‫ودفاعية‪ ،‬في مختلف مناطق‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفــي هــذا اإلط ــار‪ ،‬يفيد مـصــدر مطلع‪،‬‬
‫الحديدية‪ ،‬لصالح حركة «حماس»‪ .‬وذكر‬
‫ّ‬ ‫هجومية ُ ْ‬ ‫ّ‬
‫«األخ ـب ــار»‪ ،‬ب ــأن ع ـ ّـدة شـ ّـبــان مسلحني‬
‫«الشاباك»‪ ،‬في بيان‪ ،‬أنه «ضمن نشاط‬ ‫القطاع‪ ،‬تشبه مناورة «الــركــن الشديد»‬
‫مشترك للشاباك والـشــرطــة‪ ،‬تـ ّـم اعتقال‬ ‫ال ـتــي أجــرت ـهــا امل ـقــاومــة ال ـع ــام املــاضــي‪،‬‬ ‫مـطـلــوبــون للتصفية واالغ ـت ـيــال‪ ،‬وقــد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بـ ـ ـ ــدأت مـ ـط ــاردتـ ـه ــم عـ ـق ــب خ ــروج ـه ــم‬
‫فلسطيني من غزة يحمل تصريح عمل‬ ‫ـاس س ـن ــوي‪ ،‬لـقـيــاس‬ ‫وأق ــرت ـ ّه ــا عـلــى أس ـ ـ ٍ‬
‫بـ ـبـ ـي ــان ــات عـ ـسـ ـك ــري ــة خـ ـ ـ ــال م ـع ــرك ــة‬
‫تجاري في الداخل املحتل‪ ،‬وفلسطيني‬ ‫عبرية‬ ‫أفادت مصادر‬ ‫ـزيـتـهــا لـلـمــواجـهــات العسكرية مع‬ ‫جــاهـ‬

‫مفاجآتها‬
‫ّ‬
‫آخر يحمل هوية إسرائيلية‪ ،‬وله عائلة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫باعتقال ّثالثة شبان‬
‫ال ـعــدو‪ .‬إل أن الـتــدريــب الـجــديــد يحمل‪،‬‬
‫ّ‬
‫«س ـيــف ال ـق ــدس»‪ ،‬وتــزام ـنــا مــع عملية‬
‫ّ‬
‫ســرى الستة‬
‫فــي غ ــزة»‪ ،‬وذل ــك «بسبب تشغيلهم من‬ ‫أيـ ـض ــا‪ ،‬رس ــائ ــل أخـ ـ ــرى‪ ،‬أه ــم ـه ــا ســامــة‬ ‫«نفق الحرية» وهــروب األ ً‬
‫ِق َبل حركة حماس‪ ،‬للتجسس لصالحها‬
‫ّ‬
‫فلسطينيين اجتازوا‬ ‫ق ــدرات املـقــاومــة مــا بـعــد مـعــركــة «سيف‬ ‫مــن سـجــن جـلـبــوع‪ ،‬مضيفة أن الـعــدو‬
‫ّ‬
‫على بطاريات ّ‬ ‫القدس»‪ ،‬واكتمال استعداداتها للدخول‬ ‫البقية‬‫ّ‬ ‫استطاع اعتقال بعضهم‪ ،‬لكن‬ ‫ّ‬
‫القبة الحديدية ومواقع‬
‫ال ـج ـي ــش‪ ،‬وج ـ ْـم ــع م ـع ـلــومــات وت ـصــويــر‬ ‫الجدار الحدودي مع غزة‬ ‫ً‬
‫أي جولة جــديــدة‪ ،‬فضال عن بقائها‬ ‫في ّ‬ ‫ال ي ــزال ــون ط ـل ـقــاء‪ ،‬عـلـمــا أن معظمهم‬
‫تعرض المستوطنون ومعهم «األمن اإلسرائيلي» لـ«ضربة قاسية وخاطفة» (أ ف ب)‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫على ّ‬ ‫ينتمون إلــى جناح عسكري محسوب‬
‫تجمعات الجنود في محطة الحافالت‬ ‫تعهدها بحماية مدينة القدس‪.‬‬
‫في عسقالن»‪ ،‬وفق ّادعاء «الشاباك»‪.‬‬ ‫ـوسـ ـع ــة عـلــى‬ ‫ولـ ــن ت ـق ـت ـصــر امل ـ ـنـ ــاورة امل ـ ّ‬
‫ّ‬
‫على حركة «فتح»‪ ،‬وهو «كتائب شهداء‬ ‫املستوطنني حاولوا مرارًا العودة إلى‬ ‫م ـ ـنـ ــزلـ ــه‪ ،‬ل ـك ـن ـه ــم فـ ـشـ ـل ــوا وأص ـ ــاب ـ ــوه‬ ‫فــي الضفة الغربية‪ ،‬ب ــدوره‪ ،‬الحادثة‪،‬‬ ‫كمينًا ملركبة املستوطنني‪ ،‬وتمركزوا‬ ‫«ح ـ ـ ـمـ ـ ــاس»‪ ،‬ت ـ ـعـ ـ ّـرض امل ـس ـت ــوط ـن ــون‪،‬‬ ‫جنين ــ األخبار‬
‫كذلك‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫األقصى ‪ -‬مجموعات فهود الكتائب»‪،‬‬ ‫املـسـتــوطـنــة‪ ،‬الـتــي تـحـ َّـولــت إل ــى معقل‬ ‫ورد أهــالــي قــريــة بــرقــة على‬ ‫ب ـجــروح‪ّ .‬‬ ‫مجرد إطالق نار عابر‪،‬‬ ‫بأنها «لم تكن ّ‬
‫األنشطة الـبــريــة‪ّ ،‬بــل ستتخللها‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بـ ــن األش ـ ـجـ ــار وأطـ ـلـ ـق ــوا ال ـ ـنـ ــار عـلــى‬ ‫ومعهم «األمــن اإلسرائيلي»‪ ،‬لـ«ضربة‬
‫ـن خطير ومـحـ َـكــم‪ ،‬ه ـجـ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫ّ‬
‫ستتخللها أخرى بحرية ّ‬ ‫الموسعة على األنشطة ّ‬
‫ّ‬ ‫أخــرى بحرية وجــويــة‪ ،‬فيما من املتوقع‬ ‫ومــن أبــرز َّهــؤالء محمد دخيل‪ ،‬وأدهــم‬
‫ُ‬ ‫تتركز فيه هجماتهم بالحجارة على‬ ‫ه ـجــوم املـسـتــوطـنــن الـ ــذي اسـتـهــدف‬ ‫بـ ــل هـ ــي ك ـم ــن مـ ــدبـ ــر لـلـمـسـتــوطـنــن‬ ‫املــرك ـبــة م ــن ه ـن ــاك‪ ،‬ث ـ ّـم ان ـس ـح ـبــوا من‬ ‫قاسية وخــاطـفــة»‪ ،‬بعملية إطــاق َنار‬ ‫صعب‪،‬‬ ‫ـوم‬ ‫كـمـ‬
‫وجوية (أ ف ب)‬ ‫البرية بل‬ ‫لن تقتصر المناورة‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬
‫أن تشارك فيها قرابة ‪ 10‬أجنحة عسكرية‬ ‫مبروكة امللقب بـ«الشيشاني»‪ .‬ووسط‬ ‫املركبات الفلسطينية‪ .‬وفي وقت الحق‪،‬‬ ‫أكثر من ‪ 25‬منزال‪ ،‬بإشعال مواجهات‬ ‫فـ ــور م ـغ ــادرت ـه ــم امل ـس ـت ــوط ـن ــة»‪ ،‬فيما‬ ‫امل ـ ـكـ ــان‪ .‬ووص ـ ــف ق ــائ ــد ج ـي ــش ال ـع ــدو‬ ‫ّأدت إلى مقتل مستوطن وإصابة اثنني‬ ‫ليس مجرد إطالق نار عابر‪ ...‬تلك بعض‬ ‫ّ‬
‫تابعة لفصائل املقاومة‪ ،‬أبرزها «كتائب‬ ‫األس ـ ـب ـ ــوع امل ـ ــاض ـ ــي‪ ،‬ت ـ ـعـ ـ ّـرض ح ــاج ــز‬ ‫ـرددون ع ـلــى «حــومــش»‬ ‫أص ـب ـحــوا ي ـ ـتـ ـ ّ‬ ‫عنيفة مــع جيش الـعــدو اإلســرائـيـلــي‪،‬‬ ‫وص ــف وزي ــر األم ــن الــداخ ـلــي‪ ،‬عومير‬ ‫آخرين قرب مستوطنة «حومش»‪.‬‬ ‫من أبرز التعابير التي استعملها قادة‬
‫الـ ـقـ ـس ــام» الـ ـجـ ـن ــاح ال ـع ـس ـك ــري ل ـحــركــة‬ ‫ح ـ ـ ــوارة ال ـع ـس ـك ــري إلطـ ـ ــاق نـ ــار عـلــى‬ ‫تحت ستار «معهد ديني»‪ ،‬من دون أن‬ ‫وبـتـظــاهــرة عـلــى مــدخــل الـقــريــة‪ ،‬التي‬ ‫بـ ــارل ـ ـيـ ــف‪ ،‬الـ ــواق ـ ـعـ ــة ب ــأنـ ـه ــا «هـ ـج ــوم‬ ‫وروى أح ـ ــد امل ـس ـتــوط ـنــن امل ـصــابــن‬ ‫سياسيون وعـسـكــريــون إسرائيليون‬
‫«حـ ـم ــاس»‪ ،‬و«س ــراي ــا ال ـق ــدس» الـجـنــاح‬ ‫ـوم ــن مـتـتــالـ َـيــن‪ ،‬بـعــد تشييع‬ ‫مـ ــدار ي ـ َ‬ ‫يقطنوه كما كان الحال ّإبان انتفاضة‬ ‫تجمع فلسطيني إلى مكان‬ ‫عد أقرب ّ‬ ‫ُت ّ‬ ‫صـعــب‪ ،‬واإلره ـ ــاب الفلسطيني يرفع‬ ‫تفاصيل العملية لصحيفة «يديعوت‬ ‫لتوصيف العملية الفدائية التي وقعت‬
‫العسكري لـ«حركة الجهاد اإلســامــي»‪،‬‬ ‫الشهيد جميل الكيال الــذي ارتقى في‬ ‫األقـصــى ومــا قبلها‪ .‬وبحسب مصدر‬ ‫وقوع العملية‪.‬‬ ‫رأس ــه مـ ـج ـ ّـددًا»‪ .‬وف ــي أع ـقــاب العملية‬ ‫أحــرونــوت» العبرية‪ ،‬بقوله إنــه خرج‬ ‫لـيــل أمـ ــس‪ ،‬عـلــى ال ـطــريــق ب ــن نــابـلــس‬
‫َ‬ ‫نابلس‪ .‬وقبلها ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و«كـتــائــب أب ــو عـلــي مصطفى» التابعة‬ ‫تصاعدت‬ ‫بعدة أشهر‪،‬‬ ‫ت ـحـ ّـدث إل ــى «األخـ ـب ــار»‪ ،‬ف ــإن مــركـبــات‬ ‫ويقول محللون‪ ،‬لـ«األخبار»‪ ،‬إن واقعة‬ ‫ال ـف ــدائ ـي ــة‪ ،‬ش ــن امل ـس ـتــوط ـنــون هجمة‬
‫تأتي العملية‬ ‫مع ثالثة آخرين من املــدرســة الدينية‬ ‫الغربية املحتلة‪،‬‬‫ّ‬ ‫وجنني شمال الضفة‬
‫ّ‬
‫لـ«الجبهة الشعبية»‪ ،‬و«ألــويــة الناصر‬ ‫ع ـم ـل ـي ــات إطـ ـ ـ ــاق ال ـ ـنـ ــار نـ ـح ــو نـقـطــة‬ ‫املـسـتــوطـنــن ه ـنــاك تـعـ ّـرضــت إلطــاق‬ ‫ل ـي ــل ال ـج ـم ـع ــة ت ـح ـمــل دالالت ك ـث ـيــرة‬ ‫واس ـع ــة ض ـ ّـد مــرك ـبــات الفلسطينيني‬ ‫في «حومش» نحو مستوطنة «شافي‬ ‫فــي ظــل حملة مالحقة تشنها أجهزة‬
‫ص ـ ــاح ال ـ ــدي ـ ــن»‪ ،‬و«ك ـ ـتـ ــائـ ــب املـ ـق ــاوم ــة‬ ‫مــراقـبــة إســرائـيـلـيــة عـلــى جـبــل جــرزيــم‬ ‫ن ــار ع ـ ّـدة مـ ـ ّـرات خ ــال مـعــركــة «سـيــف‬ ‫وكـبـيــرة‪ ،‬لـيــس فــي الـتــوقـيــت فـقــط‪ ،‬بل‬ ‫وم ـن ــازل ـه ــم ف ــي ع ـ ـ ّـدة م ـنــاطــق جـنــوب‬ ‫سلسلة‬
‫ُ‬ ‫األخيرة بعد‬ ‫َ‬
‫شـ ـم ــرون»‪ ،‬ث ـ ّـم م ــا لـبـثــوا أن ت ـعـ ّـرضـ ّـوا‬
‫ْ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أمن السلطة الفلسطينية ضد فعاليات‬

‫المقاومةدضدّ‬
‫تحذيرات من تصاع‬
‫الوطنية» الجناح العسكري لـ«الجبهة‬ ‫في نابلس‪ ،‬فيما شهدت مدينة نابلس‬ ‫القدس»‪ ،‬لكن من دون وقوع إصابات‬ ‫أي ـضــا ف ــي امل ـك ــان وال ـت ــاري ــخ؛ إذ إنـهــا‬ ‫نابلس وشمال غربها‪ ،‬خصوصًا عند‬ ‫لصلية رص ــاص قصيرة‪ ،‬تلتها زخــة‬ ‫إح ـ ـيـ ــاء ال ـ ــذك ـ ــرى ال ــرابـ ـع ــة وال ـث ــاث ــن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الديموقراطية»‪ ،‬باإلضافة إلــى فصائل‬ ‫اشتباكني مسل َحني خالل أقل من شهر‪،‬‬ ‫في صفوفهم‪.‬‬ ‫وقـ ـع ــت ق ـ ــرب م ـس ـتــوط ـنــة «ح ــوم ــش»‬ ‫مدخل قرية برقة‪ ،‬وطريق مستوطنة‬ ‫ْ‬
‫أكبر‪ ،‬مضيفًا أن املركبة أكملت سيرها‬ ‫النـ ـط ــاق ح ــرك ــة «ح ـ ـمـ ــاس»‪ ،‬وم ــواك ــب‬
‫تابعة لحركة «فتح» في غزة‪ .‬وستشمل‬ ‫ّأول ـه ـمــا خ ــال عملية اعـتـقــال امل ـطــارد‬
‫َ‬ ‫وتــأتــي العملية األخ ـي ــرة عـلــى طريق‬ ‫التي أخالها اإلسرائيليون عام ‪2005‬‬ ‫«يـ ـتـ ـسـ ـه ــار»‪ .‬وف ـ ــي س ــاب ـق ــة خ ـط ـي ــرة‪،‬‬ ‫عمليات‬ ‫بسرعة بعد مقتل أحدهم برصاصة في‬ ‫املحررين بـ«الرايات‬ ‫َّ‬ ‫استقبال األســرى‬
‫ّ‬
‫ال ـت ــدري ـب ــات ان ـت ـش ــارًا واسـ ـع ــا لـعـنــاصـ ًـر‬ ‫عبد الحكيم شاهني‪ ،‬وثانيهما خالل‬
‫ُ‬
‫نابلس ‪ -‬جنني‪ ،‬في ظل طغيان أزمات‬ ‫مــع االنـسـحــاب مــن قـطــاع غــزة‪ ،‬بسبب‬ ‫اقـ ـتـ ـح ــم م ـس ـت ــوط ـن ــون م ـ ـنـ ــزل عــائ ـلــة‬ ‫أهداف إسرائيلية‬ ‫رقبته‪ ،‬وعند ّوصولها مدخل «شافي‬
‫ّ‬
‫ووس ـ ــط ان ـش ـغ ــال ج ـهــاز‬ ‫الـ ـخـ ـض ــراء»‪ْ .‬‬
‫املـ ـق ــاوم ــة واألج ـ ـهـ ــزة األمـ ـنـ ـي ــة‪ ،‬وح ــرك ــة‬ ‫العملية اإلســرائـيـلـيــة الـتــي استشهد‬ ‫داخـ ـلـ ـي ــة ف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــة ع ـل ــى امل ـش ـه ــد‪،‬‬ ‫كثافة عمليات املقاومة خالل انتفاضة‬ ‫فلسطينية على أطــراف قرية قريوت‪،‬‬ ‫ش ـ ـمـ ــرون» ت ـل ــق ــى الـ ــركـ ــاب اإلسـ ـع ــاف‪.‬‬ ‫األم ــن ال ـعــام اإلســرائ ـي ـلــي «ال ـشــابــاك»‪،‬‬
‫نشطة ملركبات اإلسعاف والدفاع املدني‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫فيها جميل الكيال واعتقل الشاب أمير‬ ‫أبــرزهــا‪ :‬تصاعد العنف والـشـجــارات‪،‬‬ ‫األقـ ـص ــى ف ــي امل ـن ـط ـقــة ال ـت ــي ت ـقــع بني‬ ‫وحطموا مركبات عائدة إلى العائلة‪،‬‬ ‫ض ـحــت وســائــل إعــام‬ ‫مــن جـهـتـهــا‪ ،‬أو ّ‬ ‫وأمن السلطة‪ ،‬بمالحقة نشطاء العمل‬
‫واألم ــن والـشــرطــة عـلــى ام ـتــداد الـقـطــاع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الحاج داود‪.‬‬ ‫إض ــاف ــة إل ــى حـمـلــة مــاحـقــة مــزدوجــة‬ ‫مـ ـح ــافـ ـظ ــت ــي ن ــابـ ـل ــس وجـ ـ ـن ـ ــن‪ .‬ل ـك ــن‬ ‫وحــاولــوا خطف فلسطيني مــن داخــل‬ ‫إسرائيلية أن منفذي العملية نصبوا‬ ‫الطالبي في «جامعة بيرزيت» ورايات‬

‫تقرير‬ ‫َ‬
‫«موجة مقاومة»‬ ‫إسرائيل أمام‬
‫ْ‬

‫شبوة ‪ -‬حضرموت‪َ :‬ه ّبة (إماراتية) بوجه «اإلصالح»‬


‫عـلــى أت ـبــاعــه ووك ــائ ــه ف ــي الـجــانــب‬
‫الـفـلـسـطـيـنــي‪ ،‬وال ــذي ــن لــوالهــم لكان‬
‫ل ـ ـهـ ــذه الـ ـعـ ـمـ ـلـ ـي ــة وسـ ـ ــواهـ ـ ــا ت ــأث ـي ــر‬
‫ْ‬
‫على خلفية استخبارية‪ ،‬علمًا ّبأن‬
‫ُ‬
‫هـ ــذه ال ـ ـقـ ــدرة االس ـت ـخ ـب ــاري ــة ت ـمــثــل‬
‫أهم أسلحته في مواجهة‬
‫ً‬
‫واحدًا من ّ‬
‫ـاوم‪ ،‬حـتــى إذا‬
‫ّ‬ ‫فــدائـ ُيــة‪ ،‬عـبــرّ قــتــل امل ـق ـ ِ‬
‫لــم يــعــد يـشــكــل خ ـط ـرًا عـلــى املـحـتــل‪،‬‬
‫وم ــن ث ـ ّـم اع ـت ـقــال عــائـلـتــه وأقــربــائــه‬
‫ِ‬
‫خطر التنظيم يتصاعد‬
‫«ال ـ ــدومـ ـ ـيـ ـ ـن ـ ــو» ف ـ ــي خـ ــلـ ــق س ـل ـس ـلــة‬ ‫ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــن‪ ،‬س ـ ـ ــواء ع ـل ــى أرض‬ ‫وأص ـح ــاب ــه‪ ،‬والح ـق ــا ه ـ ْـدم مـنــزلــه أو‬
‫عمليات متصاعدة ضـ ّـد الـعــدو‪ ،‬من‬ ‫ال ــواق ــع‪ ،‬أو داخـ ــل ال ــوع ــي الـجـمـعــي‬ ‫يستمر حصار‬ ‫ّ‬ ‫منزل عائلته‪ ،‬فيما‬
‫ـ«الدفاع عن املحافظة وحماية أمنها»‪ ،‬وإلزام حكومة املناصفة بدفع‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫صنعاء ــ رشيد الحداد‬ ‫وتبعًا له‪،‬‬ ‫شأنها تغيير املـعــادالت‪َ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الفلسطيني نفسه‪ .‬فالحديث‪ ،‬هنا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫املنطقة التي يسكن فيها‪ ،‬أيامًا‪ ،‬ما‬
‫كما بالوفاء بالتزاماتها السابقة‬ ‫رة‪،‬‬ ‫املتأخ‬ ‫حضرموت‬ ‫ات‬ ‫مستحق‬ ‫ّ‬ ‫إجبار العدو على االنكفاء‪ ،‬لكن ذلك‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫تــوازيــا مــع اقـتـحــام مسلحني مــوالــن ل ــإم ــارات‪ ،‬بـقـيــادة الشيخ‬
‫ي ــدور عــن كـمــن مـخــطــط لــه مسبقًا‪،‬‬ ‫يذكر بممارسات النازية‪ ،‬في القرن‬
‫بإنشاء محطتي كهرباء غازية في كل من ّ الساحل والوادي‪ ،‬وإعطاء‬ ‫لن يؤدي‪ ،‬في حال من األحــوال‪ ،‬إلى‬ ‫وجــاء تنفيذه عبر مجموعة أفــراد‪،‬‬ ‫املاضي‪.‬‬
‫املـحــافـظــة صــاحـ ّـيــاتـهــا كــ«إقـلـيــم مستقل بــذاتــه» بـمــا يـتــوافــق مع‬ ‫عوض الوزير العولقي‪ ،‬مدينة عتق‪ ،‬مركز محافظة شبوة‪ ،‬يوم‬ ‫إطفاء الحافزية لدى الفلسطينيني‪.‬‬ ‫ول ـي ــس فـ ــردًا واح ـ ـ ـدًا‪ ،‬وف ـق ــا لـنـظــريــة‬ ‫ل ـكــن عـمـلـيــة حــومــش ج ــاء ت لتثبت‬
‫ّ‬
‫وب ْيع الوقود املستخرج من‬ ‫مخرجات «مؤتمر حضرموت الجامع»‪َ ،‬‬ ‫محاصرة‬ ‫َ‬ ‫األربعاء‪ ،‬استكمل عدد من قبائل محافظة حضرموت‬
‫َ‬ ‫وف ـ ــي ه ـ ــذا الـ ـسـ ـي ــاق‪ ،‬أك ـ ــد امل ـت ـح ــدث‬ ‫«الــذئــب املـنـفــرد»‪ ،‬الـتــي طــاملــا بـ ّـررت‬ ‫ُبـ ـط ــان ت ـل ــك «الـ ـعـ ـقـ ـي ــدة»‪ ،‬وه ـ ــو مــا‬ ‫وبعنصريته‪ ،‬وامتناعه‬ ‫ّ‬ ‫باالحتالل‪،‬‬ ‫يحيى دبوق‬
‫بترومسيلة بسعر الكلفة للمواطن‪ .‬ومنح لقاء حرو‪ ،‬حكومة‬ ‫شركة‬ ‫املـعـسـكــرات الـتــابـعــة ل ـحــزب «اإلص ـ ــاح» داخ ــل وادي املـحــافـظــة‬ ‫ب ــاس ــم ال ـج ـي ــش اإلس ــرائـ ـيـ ـل ــي‪ ،‬ران‬ ‫فشلها االستخباري‪.‬‬ ‫ّ‬
‫هــادي‪ ،‬مهلة حتى العاشر من الشهر الجاري لتنفيذ تلك املطالب‪،‬‬
‫ً‬
‫تقاسم‬ ‫بنية أبو ظبي إنهاء حالة ُ‬ ‫وصحرائها‪ ،‬في ما يبدو إيذانًا ّ‬ ‫إسرائيل بها ُ ّ‬ ‫س ـي ـكــون عـلــى ت ــل أب ـيــب اس ـتــدراكــه‪،‬‬ ‫عــن إرج ــاع الـفـتــات حــتــى‪ ،‬مــن الحق‬
‫الفلسطيني‪ ،‬يعمل على ْ‬
‫َ‬ ‫ك ـ ــوخ ـ ــاف‪ ،‬فـ ــي إشـ ـ ـ ــارة إل ـ ــى أج ـه ــزة‬ ‫بالتالي‪ ،‬فهي ستحفز الفلسطينيني‬ ‫تـ ـح ــت ط ــائـ ـل ــة م ــواجـ ـه ــة ت ــداعـ ـي ــات‬ ‫قمع اإلرادة‬ ‫ت ـث ـي ــر ع ـم ـل ـي ــة حـ ــومـ ــش فـ ــي ش ـم ــال‬
‫لكن الحكومة تجاهلت ذلك التهديد‪ ،‬ما دفع القبائل إلى التصعيد‬ ‫ّ‬ ‫الـنـفــوذ مــع الـحــزب فــي املـحــافـظــتــن‪ ،‬واالسـتـئـثــار بهما وحــدهــا‪،‬‬ ‫الـ ـسـ ـلـ ـط ــة ال ـف ـل ـس ـط ـي ـن ـي ــة ودورهـ ـ ـ ــا‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عـ ـل ـ ّـى ش ـ ـ ــن عـ ـمـ ـلـ ـي ــات‪ ،‬ت ـن ـط ـل ــق مــن‬ ‫خطيرة‪ ،‬يمكن إجمالها بما يلي‪:‬‬ ‫ـاومــة‪،‬‬ ‫الفلسطينية ّوطبيعتها امل ـقـ ِ‬ ‫ال ـض ـف ــة ال ـغ ــرب ـي ــة املـ ـحـ ـت ــل ــة‪ ،‬جـمـلــة‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫مجددًا‪ ،‬في ما بات يعرف بـ«الهبة الحضرمية الثانية»‪ .‬وعلى إثر‬ ‫ُ‬ ‫ملصلحة «املـجـلــس االنـتـقــالــي الـجـنــوبــي» امل ــوال ــي لـهــا‪ .‬وف ــي هــذا‬ ‫ف ــي ت ـتـ ّـب ــع امل ـق ــاوم ــن وك ـش ـف ـهــم‪ّ ،‬أن‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫الضفة أو من خارجها‪ ،‬من دون أن‬ ‫‪ -1‬ت ـخ ـت ـل ــف ه ـ ــذه ال ـع ـم ـل ـي ــة ت ـمــامــا‬ ‫ـويـ ــة ال ـف ـل ـس ـط ـي ـنــي مــن‬ ‫وت ـح ــوي ــل هـ ـ‬ ‫أس ـئ ـلــة ع ـلــى ط ــاول ــة الـ ـق ــرار ف ــي تــل‬
‫مساع َقبلية وأخــرى حكومية‪ ،‬إلقناع القبائل‬ ‫هذا التصعيد‪ ،‬بدأت‬ ‫السياق‪ ،‬نشرت قبائل حضرموت‪ ،‬التي تتهم حكومة الرئيس‬ ‫«الـقـ ّـوات األمنية الفلسطينية تنفذ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫تكون محل للمتابعة االستخبارية‬ ‫ع ــن غ ـيـ ّـرهــا م ــن الـعـمـلـيــات ال ـفــرديــة‬ ‫ص ـ ــاح ـ ــب أرض مـ ـسـ ـل ــوب ــة ي ـس ـعــى‬ ‫أب ـيــب‪ ،‬ال تـجــد إج ــاب ــات‪ ،‬حــتــى اآلن‪،‬‬
‫برفع النقاط التي نصبتها على الخطوط الرئيسة الدولية الرابطة بني‬ ‫املـنـتـهـيــة والي ـتــه عـبــد رب ــه مـنـصــور ه ــادي بــالـفـســاد ومـشــاركــة‬ ‫ع ـم ـل ـي ــة بـ ـح ــث وتـ ـت ـ ّـب ــع ف ـ ــي ج ـن ــن‪،‬‬ ‫الس ـت ـعــادت ـهــا‪ ،‬إل ــى مـقـيــم ب ــا ُهـ ّ‬ ‫ّ‬
‫لدى العدو‪.‬‬ ‫الـتــي نــفــذهــا فلسطينيون بواسطة‬ ‫ـويــة‬ ‫ف ـ ــي ظ ـ ـ ــل خـ ـشـ ـي ــة إس ــرائـ ـيـ ـلـ ـي ــة مــن‬
‫«اإلص ــاح» فــي ّ ْنهب ثــروات املحافظة‪ ،‬خــال األسـبــوع املاضي‪،‬‬ ‫ون ـحــن نـنـ ّـســق مـعـهــا ه ــذه العملية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حضرموت واملحافظات األخــرى والتي تصل إلى السعودية‪ ،‬وهو‬ ‫‪ - 2‬ما يضغط أيضًا على املحتل‪ ،‬أن‬
‫ْ‬ ‫سـكــاكــن أو عـبــر الــدهــس بــاآللـيــات‪،‬‬ ‫يسلم بأنها باتت لغيره‪.‬‬ ‫إمكان محاكاتها والقيام بعمليات‬
‫ما رفضته القبائل‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫بعض من‬‫ٍ‬ ‫لترد ميليشيات «اإلصالح» باقتحام‬ ‫ُ‬
‫املـئــات مــن مسلحيها فــي مناطق ال ــردود والعليب ووادي العني‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫عبر آليات التنسيق املشترك»‪ ،‬وهو‬ ‫العملية أسـفــرت عــن قــتــل مستوطن‬ ‫وكان يمكن للمحتل أن َيعذر نفسه‬ ‫ومن هنا‪ ،‬فإن عملية حومش تمثل‬ ‫م ـشــاب ـهــة ل ـه ــا‪ ،‬تـ ـح ـ َّـرك ت ـل ـقــائ ـيــا مــن‬
‫وعقبة عصم‪ ،‬وصوال إلى منطقتي ريدة الصحراوية والخشعة‬ ‫مــا يـعـنــي أن الـسـلـطــة سـتـبـقــى‪ ،‬كما‬ ‫وج ـ ـ ـ ــرح آخـ ـ ــريـ ـ ــن‪ ،‬وف ـ ـ ــي ذل ـ ـ ــك س ـبــب‬ ‫ّ‬
‫النقاط املـشـ ّـار إليها في منطقة رســب في مديرية ســاه‪ ،‬األربـعــاء‪،‬‬ ‫كانت‪ ،‬موضع رهان العدو ّ‬ ‫َ‬ ‫لفشله في بلورة اإلنذار املبكر منها‪،‬‬ ‫جـ ـ ــزءًا م ــن كـ ـ ــل‪ ،‬ف ـي ـمــا ن ـجــاح ـهــا مــن‬ ‫ال ـ ـ ــداخ ـ ـ ــل‪ ،‬أو عـ ـب ــر ت ـخ ـط ـي ــط أك ـث ــر‬
‫القبلي ّ على الهجوم «اإلصالحي»‬ ‫الرد َ‬ ‫واعتقال مسلحيها‪ ،‬وليأتي ّ‬ ‫ّ‬
‫القريبة مــن آب ــار النفط التابعة للقطاع ‪ ،9‬وخــولــت تلك النقاط‬ ‫األول‪ ،‬في‬ ‫آخ ـ ــر ل ــت ـش ـ ُّـج ــع الـفـل ـسـطـيـنـيــن عـلــى‬ ‫ّ‬
‫ش ــأن ــه أن ي ـس ـت ـحــث الـفـلـسـطـيـنـيــن‬ ‫تنظيمًا‪ ،‬من الـخــارج‪ .‬العملية التي‬
‫بتعزيز ّ‬ ‫َ‬
‫املستحدثة ّ‬ ‫وجه املقاومني‪ .‬وحول دالالت عملية‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫النقاط بالعشرات من املسلحني‪.‬‬ ‫بقية‬ ‫مهمة منع مرور الناقالت القادمة من منشأة املسيلة‬ ‫محاكاتها‪ ،‬طلبًا إليذاء العدو‪.‬‬ ‫على املــزيــد منها‪ .‬وه ــذا مــا يخشاه‬ ‫نـ ــفـ ــذهـ ــا م ـ ـقـ ــاومـ ــون ف ـل ـس ـط ـي ـن ـيــون‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫«حومش»‪ ،‬قال كوخاف‪ ،‬في حديث‬ ‫سبب تحفيزي آخــر‪ ،‬وهو‬
‫كذلك‪ ،‬حاصر املسلحون القبليون‪ ،‬الخميس‪ ،‬أحد املعسكرات التابعة‬ ‫النفطية في وادي حضرموت‪ .‬كما احتجزت ناقالت أسماك آتية‬ ‫‪ - 3‬يبقى ّ‬ ‫العدو ويسعى للحؤول دونه‪ ،‬طاملا‬ ‫ع ـنــد م ــدخ ــل مـسـتــوطـنــة «ح ــوم ــش»‬
‫ُ‬
‫ل ــ«اإلصــاح» فــي صـحــراء حضرموت‪ ،‬فيما ه ـ ّـددت قبائل املناهيل‪،‬‬ ‫السعودية‪ ،‬بتهمة‬ ‫من سواحل املحافظة‪ ،‬في طريقها إلى األسواق‬ ‫إلـ ـ ــى اإلذاعـ ـ ـ ـ ــة اْلـ ـعـ ـب ــري ــة‪ ،‬أم ـ ـ ــس‪« :‬ال‬ ‫انسحاب منفذي العملية‪ ،‬وتواريهم‬
‫ّ‬ ‫أنــه ال يـقــدر عـلــى مـحــاربــة الــدافـعـ ّـيــة‬ ‫بــن نــابـلــس وج ـنــن‪ ،‬ت ـعـ ّـد مـصــداقــا‬
‫ّ‬ ‫أعرف ما إذا كنت سأستخدم عبارة‬ ‫عــن األن ـظ ــار‪ ،‬وه ــو مــا يعمل املحتل‬ ‫ّللقاعدة البديهية القائلة‪ :‬املقاومة‬
‫املوالية لإلمارات‪ ،‬قوات «اللواء ‪ - 11‬حرس حدود» باقتحام املعسكر إذا‬ ‫تهريبها إلى خارج البالد وحرمان املواطن منها‪ ،‬في ظل ارتفاع‬ ‫الـفـلـسـطـيـنـيــة ن ـف ـس ـهــا‪ .‬ول ـ ــذا‪ ،‬ي ــدأب‬
‫ومحاصرتها منطقة الخالدية‬ ‫َ‬ ‫قدمها نحوه‪،‬‬ ‫لم تنسحب منه‪ُ ،‬معلنة َت ّ‬
‫ِ‬ ‫أسعارها بصورة جنونية‪.‬‬ ‫موجة إرهاب‪ ،‬وما إن كانت العملية‬ ‫طاقاته‬‫ّ‬
‫ّ‬
‫عـلــى ت ــدارك ــه‪ ،‬مــن اآلن‪ ،‬بـكــل‬ ‫تختلف هذه العملية‬ ‫ّ‬
‫االحـ ـ ـت ـ ــال عـ ـل ــى كـ ـ ــل مـ ــا مـ ــن ش ــأن ــه‬ ‫إنما هي نتيجة لالحتالل‪ ،‬في حني‬
‫ّ‬ ‫وجاءت هذه الخطوات بعدما َ‬ ‫مغايرة للهجمات بالسكاكني التي‬ ‫وإم ـكــانــاتــه‪ .‬فــالـنـجــاح ف ــي الـتـخــفــي‪،‬‬ ‫تمامًا عن غيرها من‬ ‫أن َي ـح ًـفــر ف ــي وع ــي الـفـلـسـطـيـنـيــن‪،‬‬ ‫أن تـمـظـهــراتـهــا وطـ ــرق مـمــارسـتـهــا‬
‫في أقصى مديرية رماه املحاذية ملنطقة الخرخير‪ ،‬التي يتمركز فيها‬ ‫و«حلف‬
‫َ‬ ‫الجامع»‬ ‫حضرموت‬ ‫ل‬‫«تكت‬ ‫قد‬‫ع‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫األول الفائت‪ً ،‬‬ ‫القبائل»‪ ،‬أواخر تشرين ّ‬ ‫نفذت في الشهر املاضي في الضفة‪،‬‬ ‫إن اس ـت ـم ـ ّـر‪ ،‬س ـي ـكــون بـمـثــابــة دع ــوة‬ ‫معادلة مفادها أنه ال يمكن النجاح‬ ‫تعتبر تفاصيل ترتبط باإلمكانات‬
‫ال ـلــواء‪ .‬ووفـقــا ملـصــادر «حـضــرمـيــة»‪ ،‬فــإن قبائل يــافــع ‪ -‬حضرموت‬
‫ْ‬
‫لقاء في منطقة حرو‪ ،‬طالبا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫والتي يوجد فيها ما يمكن وصفه‬ ‫إلــى الفلسطينيني لتنفيذ مزيد من‬ ‫ّالعمليات الفردية التي‬ ‫في إيذاء اإلسرائيليني‪ ،‬وأن إسرائيل‬ ‫والظروف‪ .‬يدرك العدو اإلسرائيلي‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ونـ ّـوح وسيبان واملناهيل والصيعر‪ ،‬باتت مجتمعة على رفض بقاء‬ ‫فيه بتسليم قيادة املنطقتني العسكريتني األولى والثانية‪ ،‬التابعتني‬
‫بتصاعد الصراع‬ ‫ُ‬ ‫ميليشيات «اإلصالح» في مناطقها‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫يهدد‬ ‫ل ـ ــوزارة دف ــاع حـكــومــة هـ ــادي‪ ،‬مليليشيات «الـنـخـبــة الـحـضــرمـيــة»‪،‬‬
‫ب ــال ـت ـن ـظ ـي ـم ــات الـ ـت ــي ت ــري ــد تـنـفـيــذ‬ ‫العمليات‪.‬‬ ‫نفذها فلسطينيون‬ ‫ـاوم‬‫ق ـ ــادرة ع ـلــى إح ـب ــاط ْال ـع ـمــل امل ـق ـ ِ‬ ‫وتحديدًا صاحب القرار في تل أبيب‪،‬‬
‫وتفعيل ق ــرار ه ــادي بتجنيد ‪ 3000‬ش ـ ّ‬ ‫عـمـلـيــات»‪ ،‬مـضـيـفــا‪« :‬ل ــم يـكــن لدينا‬ ‫ق ــد يـسـتـطـيــع الـ ـع ــدو‪ ،‬خـ ــال األيـ ــام‬ ‫ّ‬ ‫قـبــل فـعـلــه‪ ،‬وحـتــى مــنــع أض ــراره في‬ ‫ال ــواق ــع الـفـلـسـطـيـنــي كـمــا ه ــو‪ ،‬على‬
‫هناك‪ ،‬خالل األيام املقبلة‪.‬‬ ‫ـاب مــن أبـنــاء حضرموت‬ ‫ّ‬ ‫تعد عملية ّ«حومش» جزءًا من كل ونجاحها‬ ‫ّ‬ ‫رغ ــم ك ـ ّـل مــا يـثـيــره فــي الـعـلــن ِّ‬
‫إن ــذار مبكر والــوضــع دائ ـمــا متوتر‬ ‫امل ـق ـب ـل ــة‪ ،‬إضـ ـع ــاف فـ ّـاع ـل ـيــة ال ـعــامــل‬ ‫يؤدي إلى حث الفلسطينيين على المزيد‬ ‫حــال وقوعه‪ .‬كما يعمل على تكبير‬ ‫ليبرر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫احتالله‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ونتيجة ّ‬
‫في املناطق» املحتلة‪.‬‬ ‫الثالث باعتقال املنفذين‪ ،‬باالتكال‬ ‫منها عبر محاكاتها (أ ف ب)‬ ‫ـات‬
‫ث ـمــن املـ ـب ــادرة إل ــى تـنـفـيــذ عـمـلـيـ ٍ‬ ‫تمسكه‬
‫‪13‬‬ ‫العالم‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫العالم‬ ‫‪12‬‬
‫ملف‬
‫ُ‬ ‫مستغربًا أن ّ‬
‫َ‬ ‫السياسي‪ ،‬وفقًا لما يرتأيه ّ‬
‫باعتماده خطابًا «تخوينيًا» وإقصائيًا تجاه‬ ‫يتجدد الشعور‬ ‫ذلك‪ ،‬ال يعود‬ ‫مستبعدًا منه ّجميع األحزاب‬
‫ِ‬ ‫‪ 25‬تموز‪،‬‬ ‫ويقرره‬ ‫ٌ‬ ‫متواصلة منذ عام‬
‫ّ‬ ‫واالجتماعية ال تزال‬ ‫لم تكن الذكرى الـ‪ 11‬لالنتفاضة‬
‫طرح ّ‬ ‫خصومه‪ ،‬بعيدًا من ْ‬ ‫مات األهلية‪،‬‬ ‫تفر ٌد ال‬
‫رجل واحد‪ ،‬هو‪ :‬قيس سعيد‪ّ .‬‬
‫أي رؤى أو‬ ‫بالمرارة والخوف من عودة الديكتاتورية‪،‬‬ ‫والقوى السياسية والمنظ ّ‬
‫وم ّ‬
‫ُ‬ ‫يفتأ ُي ّ‬
‫‪ ،2011‬وإن بوتائر متفاوتة‪ ،‬إل أن ما‬ ‫التونسية‪ ،‬مماثلة لسابقاتها خالل‬
‫ٌ‬
‫سياسات واضحة للخروج من المأزق الذي‬ ‫وسط انقسام عامودي‪ ،‬ال يني سعيد‪،‬‬ ‫كيفًا قراراته بحسب ما تتطلبه‪ ،‬فقط‪،‬‬ ‫وسع دائرة المناهضين للمسار‬ ‫يناظر الدخول في‬
‫تشهده البالد اليوم ِ‬ ‫صحيح أن حقبة‬ ‫السنوات الماضية‪.‬‬
‫ترزح تحته تونس‬ ‫بإرادة أو من دونها‪ ،‬يواصل تعميقه‪،‬‬ ‫ّ‬
‫خضم‬ ‫أجندة استدرار الدعم الغربي‪ .‬وفي‬ ‫«االستثنائي» الذي يقوده الرئيس منذ‬ ‫حقبة جديدة‪ ،‬عنوانها تغيير النظام‬ ‫األزمات السياسية واالقتصادية‬

‫ٌ ّ‬ ‫رهـنـهــا الــدولــة لـفــائــدة طبقة فاسدة‬


‫ّ‬
‫جـعـلــت م ــن امل ــؤس ـس ــات الــدسـتــوريــة‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫الـ ـق ــرار‪ ،‬إن ـم ــا يـكـمــن ف ــي رفـ ــض مـبــدأ‬
‫«التاريخ يكتبه املنتصرون»‪ ،‬والذي‬
‫ّ‬

‫ّ‬
‫تونس ــ مهدي الجالصي‬
‫ُ‬
‫ْ‬
‫تونس تغرق بالمرارة‪ :‬ما هكذا أردنا‬
‫جمهورية والدة أزمات‪ :‬هذا ما جناه الدستور‬ ‫مـطـ ّـيــة ملـمــارســة الـفـســاد والزبائنية‬ ‫تعسف‬ ‫سميه هؤالء ّ‬ ‫يتجلى في ما ُي ّ‬ ‫تحيي تونس ذكرى اندالع انتفاضة‬
‫ّ‬ ‫س ـع ـي ــد فـ ــي الـ ـتـ ـع ـ ُ‬
‫واح ـت ـكــار االق ـت ـصــاد‪ ،‬إل أن الــوضــع‬ ‫ـام ــل مـ ــع ال ـت ــاري ــخ‬ ‫‪ 17‬كانون األول ‪ ،2010‬وسط انقسام‬
‫ً ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫سياسي ومجتمعي ّ‬
‫للتونسيني‪ .‬وعلى أي حال‪،‬‬ ‫وتراجع ّفي‬ ‫حاد‪،‬‬
‫اليوم ال يبدو أفضل حاال البتة؛ ذلك‬ ‫الجامع ُ‬ ‫ّ‬
‫أن س ـع ـيــد‪ ،‬ال ـ ــذي يــرت ـكــز ف ــي ُحـكـمــه‬ ‫فــإن هــذه األحــاديّــة باتت نهجًا ثابتًا‬
‫َ‬
‫جميع املؤشرات االقتصادية‪ ،‬وتعثر‬
‫كـتــابــة الــدس ـتــور‪ ،‬كـمــا أج ـبــرت حـكــومــة عـلــي الـعــريــض (النهضة‬ ‫تونس ــ األخبار‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـؤس ـس ــت ــن األم ـن ـيــة‬ ‫ل ــدى سـعـيــد‪ ،‬تـمــثــل آخ ــر فـصــولــه في‬ ‫مل ـفــاوضــات الـحـكــومــة م ــع شــركــائـهــا‬
‫الحكم‪ .‬وكان لزامًا على األطراف‬ ‫وحلفاؤها) على االنسحاب من ُ‬ ‫ـوفــر ّ‬ ‫أس ــاس ــا ع ـل ــى امل ـ ّ‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫أي ضـمــانــات‬ ‫والـعـسـكــريــة‪ ،‬ال يـ‬ ‫إصـ ـ ـ ــداره أم ـ ـ ـرًا رئ ــاس ـي ــا ب ـت ــاري ــخ ‪22‬‬ ‫الـ ــدول ـ ـيـ ــن‪ ،‬فـ ـض ــا عـ ــن ال ـت ـغ ـي ـي ــرات‬
‫ّ‬
‫ـوجــد ميثاقًا اجتماعيًا تتفق حوله‪،‬‬
‫ّ‬
‫أن تلتف‪ ،‬وأن تـ ِ‬ ‫الحالي مثيرًا للجدال والخالفات‪ ،‬بني‬ ‫ّ‬ ‫زال ّالدستور التونسي‬ ‫َما ّ‬
‫ّ‬
‫املتصارعة ْ‬ ‫ّ‬ ‫«أعظم دستور في العالم»‪ ،‬وبني َمن رفضوه‬ ‫واعتبروه‬ ‫له‬ ‫لوا‬ ‫هل‬ ‫من‬
‫لـلـحـفــاظ عـلــى مـكــاســب االنـتـفــاضــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫أي ـلــول‪ ،‬جمع بموجبه كــل السلطات‬ ‫ال ـج ــذري ــة ال ـت ــي طـ ــرأت ع ـلــى الــوضــع‬
‫وإل انفرط عقد البالد‪ .‬في تلك األجواء‪ ،‬صيغ الدستور باعتباره‬ ‫ّ‬ ‫ويستغل القضاء العسكري إلسكات‬ ‫ب ــن ي ــدي ــه‪ ،‬وأعـ ـل ــن ن ـف ـســه ح ــاك ـمــا ال‬ ‫ال ـ ـس ـ ـيـ ــاسـ ــي‪ ،‬مـ ـن ــذ إع ـ ـ ـ ــان ال ــرئـ ـي ــس‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫وازداد‬ ‫ـاد»‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـرور‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـدر‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫«‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬‫وقـ‬
‫مصدرًا للتوافق بني التونسيني‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫مـعــارضـيــه‪ ،‬حـيــث تفيد األرقـ ــام بــأن‬ ‫يـ ـن ــازع ــه أح ـ ـ ــد‪ ،‬خ ــاص ــة أن قـ ــراراتـ ــه‬ ‫قيس ّ سعيد إجــراءاتــه االستثنائية‪،‬‬
‫التمسك به أو التخلص‬ ‫ّالتنازع حول موضوع ّالدستور ووجــوب ّ‬ ‫ّ‬
‫عدد املدنيني الذين أحيلوا على هذا‬ ‫غ ـي ــر ق ــاب ـل ــة ل ـل ـط ـعــن فـ ــي ظ ـ ــل غ ـيــاب‬ ‫املـتـمــثـلــة ف ــي تـجـمـيــد عـمــل ال ـبــرملــان‪،‬‬
‫منه‪ ،‬بعد أن أعلن الرئيس التونسي‪ ،‬قيس سعيد‪ ،‬في ‪ 25‬تموز عيوب الدستور‬ ‫املحكمة الدستورية‪ ،‬وإلغائه الهيئة‬ ‫بجميع‬ ‫وإقالة الحكومة‪ ،‬واستئثاره‬
‫ّ‬ ‫من العام الجاري‪ ،‬إجراءاته االستثنائية التي ّ‬ ‫ُالقضاء‪ ،‬منذ ‪ 25‬تموز‪ ،‬يفوق عددهم‬
‫سياسيون ورجــال قانون عديدون أن «دستور التوافق»‬ ‫جمعت اختصاصات َيعتبر‬ ‫ّ ّ‬ ‫سجل طيلة عشر سنوات‪.‬‬ ‫امل ّ‬ ‫الوقتية ملراقبة دسـتــوريــة القوانني‪.‬‬
‫ْ‬
‫ثم إعالنه وضع‬ ‫مقاليد السلطة‪ ،‬ومن ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـذيــة كــلـهــا ف ــي قـبـضـتــه‪ ،‬وج ـ ّـم ــدت عـمــل الــسـلـطــة لــم يكن ســوى منت ّج «تلفيقي» أســس لنظام سياسي «هـجــن»‪،‬‬
‫ّ‬ ‫الـ ّـسـلـطــة الـتـنـفـيـ‬ ‫ّأم ـ ـ ـ ــا قـ ـض ــاي ــا الـ ـتـ ـنـ ـمـ ـي ــة وال ـ ـعـ ــدالـ ــة‬ ‫وبعدما ظل طيلة أربعة أشهر َيحكم‬
‫ّ‬
‫آليات إلدخال تعديالت جوهرية على‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التشريعية املتمثلة في مجلس نواب الشعب‪ .‬ثم اشتدت خالفات يتميز بإجراءاته املعقدة واملستعصية‪ .‬ودليلهم على هذا هو عدم‬ ‫املهمشة‪ ،‬فقد‬ ‫االجتماعية واملناطق‬ ‫بطريقة عشوائية وضبابية‪ ،‬مديرًا‬ ‫ال ــدس ـت ــور‪ ،‬خ ــاص ــة م ــن ب ــاب الـنـظــام‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الـفــرقــاء التونسيني بعدما أص ــدر سـعــيــد‪ ،‬فــي ‪ 22‬أيـلــول ‪ ،2021‬قــدرة السياسيني على تركيز هيئات أساسية في نظام الحكم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫تـ َ‬ ‫األذن الـ ـط ــرش ــاء لـ ــدعـ ــوات األحـ ـ ــزاب‬ ‫السياسي‪ .‬ومــن هنا‪ ،‬تبدو الــذكــرى‪،‬‬
‫ـراج ـعــت إل ــى مــوقــع ث ــان ــوي بعدما‬ ‫ّ‬
‫ِمــن ِمثل املحكمة الدستورية‪ .‬لكن املشكلة‬ ‫نص على تعليق العمل‬ ‫الرئاسي الــذي ّ‬ ‫ّ‬ ‫أمــره‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اح ـتــلــت ح ــي ـزًا رئ ـي ـســا م ــن خـطــابــات‬ ‫واملنظمات والشخصيات إلى إعالن‬ ‫ـاث ـل ــة ل ـ ـظـ ــروف ع ــام‬ ‫ه ـ ــذا الـ ـ ـع ـ ــام‪ ،‬م ـم ـ ِ‬
‫األكـبــر فــي الدستور الحالي تكمن فــي عدم‬ ‫ـول كــامـلــة فــي الــدس ـتــور‪ ،‬واالحـتـفــاظ‬ ‫ـ‬‫ص‬ ‫بـفـ‬ ‫َ‬
‫املشهد‬ ‫سـعـيــد‪ ،‬فيما بــاتــت تـتـصـ ّـدر‬ ‫خــريـطــة طــريــق لـلـخــروج مــن الـحــالــة‬ ‫االنتفاضة نفسه‪ ،‬لناحية الخروج من‬
‫وبالبابني ّ‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫إمكانية تعديله أو إصالحه‪ ،‬بالنظر إلــى أن‬ ‫األول والثاني منه‬ ‫فقط ّ َبتوطئته‬ ‫أسئلة كثيرة ِمن ِمثل‪ :‬كيف سيقضي‬ ‫االس ـت ـث ـن ــائ ـي ــة‪ ،‬ج ـ ــاء إعـ ــانـ ــه أخ ـي ـرًا‬
‫ذلــك يحتاج إلــى ّ«شبه إجـمــاع» غير مقدور‬ ‫َ‬ ‫العامة‪ ،‬فأصبحت أحكام‬ ‫املتعلقني باألحكام ّ‬ ‫الــرئـيــس عـلــى الـفـســاد واملحسوبية‬ ‫ـرض أن‬ ‫ُ‬
‫هـ ـ ــذه الـ ـخ ــريـ ـط ــة الـ ـت ــي يـ ـفـ ـت ـ َ‬ ‫َ ّ‬
‫ّ‬
‫عليه‪ .‬وقــد أدت كــل هــذه العيوب فــي النظام‬ ‫يعتبر سياسيون‬ ‫ذلك األمــر الرئاسي أعلى شأنًا من األحكام‬ ‫للحكم الرشيد؟ كيف‬
‫ُ‬
‫ويرسي آليات ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي ـعــود بـمــوجـبـهــا ال ـب ـ ّـرمل ــان املـنـتــخــب‬ ‫ت ِحل ذكرى االنتفاضة هذا العام‬
‫ّ‬
‫خف ورجال قانون عديدون الـسـيــاســي ال ــراه ــن‪ ،‬إل ــى إعــاقــات فــي مسار‬ ‫الــدسـتــوريــة الـتــي تـتـعــارض مـعــه‪ .‬ولــم ُي ِ‬ ‫س ـي ـك ــرس امل ـحــاس ـبــة وي ـن ـه ــي حــالــة‬ ‫ب ـعــد س ـنــة م ــن اآلن‪ ،‬إن ـم ــا اسـتـجــابــة‬ ‫وسط مخاوف من تضييع‬
‫الـتـنـمـيــة‪ ،‬وف ــي تـحـقـيــق اس ـت ـقــرار سياسي‬ ‫سعيد نفوره الدائم من دستور بــاده الذي‬ ‫ّ‬ ‫اإلفالت ّمن العقاب؟ كيف سيتعاطى‬ ‫لضغوط القوى الغربية التي ربطت‬ ‫ّ‬
‫مكاسب ‪ 2011‬على محدوديتها‬
‫واق ـت ـصــادي و اجـتـمــاعــي مـنـشــود‪ .‬وينتقد‬ ‫التوافق»‬‫َ‬ ‫«دستور‬ ‫أن‬ ‫كان قد أقسم على احترام أحكامه‪ ،‬إذ اعتبر‬ ‫م ــع مـ ـل ــف االغـ ـتـ ـي ــاالت ال ـس ـيــاس ـيــة؟‬
‫ّ‬
‫مـســاعــدة تــونــس ماليًا بــوضــع خطة‬
‫ّ‬
‫قانونيون‪ ،‬أيضًا‪ ،‬غياب الــرؤيــة االجتماعية‬ ‫ّ‬ ‫ج‬ ‫منت‬ ‫سوى‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫في أحــد تصريحاته أن «أزمــة تونس تكمن‬ ‫ك ـي ــف س ـ ُـي ـن ـه ــي الـ ـتـ ـف ــاوت ال ـج ـهــوي‬ ‫محددة وواضحة للعودة إلى النظام‬
‫ً‬ ‫والتهميش ال ــذي ازداد ُّ‬
‫ف ــي دسـ ـت ــور ‪2014‬؛ ف ـه ــو ال ي ـق ـ ّـر م ـن ــواال‬ ‫«تلفيقي»‬ ‫في دستور ‪ 2014‬الذي لم َي ُعد صالحًا‪ ،‬ولم‬ ‫تعمقًا بعد‬ ‫الديموقراطي‪.‬‬
‫َ ّ‬
‫َ‬
‫بالتزامات‬ ‫ُ‬ ‫مشروعية»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ت ُعد له‬ ‫االنـ ـتـ ـف ــاض ــة؟ ك ـي ــف س ـي ـت ـع ــام ــل مــع‬ ‫ـح ــل ذك ــرى االن ـت ـفــاضــة هــذا‬ ‫ه ـك ــذا‪ ،‬ت ـ ِ‬
‫واضحًا للتنمية‪ ،‬وال يلزم ّالدولة ُ‬ ‫املـ ــان ـ ـحـ ــن ال ـ ــدولـ ـ ـي ـ ــن و«ص ـ ـ ـنـ ـ ــدوق‬ ‫الـ ـع ــام‪ ،‬وس ــط م ـخ ــاوف م ــن تضييع‬ ‫ّ‬
‫يصر‬ ‫منظومة ُحـكــم وول ــوج أخ ــرى‪،‬‬
‫اقتصادية تجاه مواطنيها‪ .‬أما أكبر لغم فيه‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫مـكــاســب ‪ - 2011‬عـلــى مـحـ ّ‬
‫فلعله الطبيعة املزدوجة للسلطات التنفيذية‪.‬‬ ‫«دستور التوافق»‬ ‫الـنـقــد ال ــدول ــي» ال ــذي يـضــع شــروطــا‬ ‫ـدوديـتـهــا‬ ‫سـعـيــد عـلــى وض ــع أسـسـهــا مـنـفــردًا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ـوم ص ــادق املـجـلــس الــوط ـنــي الـتــأسـيـســي‪،‬‬ ‫يـ َ‬ ‫مجحفة لدعم االقـتـصــاد التونسي؟‬ ‫‪ -‬ل ـفــائــدة ت ـكــريــس ُح ـكــم اس ـت ـبــدادي‬ ‫م ــن دون ال ـت ـش ــاور أو ال ـت ـش ــارك مع‬
‫فاإلسالميون الذين يعلمون جيدًا أنــه ليس‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫كل هذه األسئلة تحتاج إلى إجابات‬ ‫مجددًا‪ ،‬مع ما يعنيه ذلك من مخاطر‬ ‫األح ــزاب واملـنــظـمــات‪ ،‬وهــو مــا جعله‬
‫في ‪ 26‬كانون الثاني ‪ ،2014‬على دستور البالد الجديد‪ ،‬بأغلبية بـمـقــدورهــم حـكــم ال ـبــاد بـمـفــردهــم‪ ،‬اخ ـت ــاروا الــرهــان عـلــى نظام‬ ‫ّ‬
‫على الـحــريــات الـعــامــة‪ ،‬وســط غياب‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مـحـّـط ان ـت ـقــادات داخـلـيــة وخــارجـيــة‪،‬‬
‫ّ‬
‫ورؤى وس ـ ـ ـيـ ـ ــاسـ ـ ــات واضـ ـ ـ ـح ـ ـ ــة‪ ،‬ال‬
‫مطلقة (‪ 200‬نــائــب مــن أص ــل ‪ ،)217‬س ــادت بهجة بــن أطـيــاف برملاني يكفل لهم املشاركة في حكومات تقوم على املحاصصات‬ ‫إل ــى خ ـطــابــات الـتـخــويــن والـتـقـسـيــم‬ ‫وتراجع جميع‬ ‫ُ‬ ‫املؤسسات الرقابية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تحذر من خطورة انـفــراده بالسلطة‬
‫الطبقة السياسية كافة بهذا اإلنجاز‪ .‬فقد جاء إقرار الدستور بعد والتحالفات‪ ،‬بيد أنهم لم يقيموا وزنًا ملا قد تواجهه تلك الحكومات‬ ‫وتشويه املخالفني‪ .‬وإل ــى اآلن‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تواصل أكثر من َ‬ ‫مخاض سياسي وقانوني عسير‪َ ،‬‬ ‫وأيــا‬ ‫املـ ـ ــؤشـ ـ ــرات االقـ ـتـ ـص ــادي ــة وامل ــالـ ـي ــة‪،‬‬ ‫ونزوعه نحو الديكتاتورية‪.‬‬
‫عامني‪ ،‬عرفت االئتالفية من ابتزازات‪ ،‬واشتراطات‪ ،‬ومطالبات تجعل من عملها‬ ‫ٍ‬ ‫كـ ــانـ ــت ت ـس ـم ـي ــة م ـ ــا ح ـ ـ ــدث ي ـ ـ ــوم ‪25‬‬ ‫وامل ـ ــدي ـ ــون ـ ـي ـ ــة ال ـ ـن ـ ـش ـ ـطـ ــة‪ ،‬وال ـ ـغ ـ ــاء‬ ‫ـاعــف ال ـجــدل‪ ،‬أخ ـي ـرًا‪ ،‬حــول أداء‬ ‫وتـضـ َ‬
‫خاللهما تونس أحــداثــا صعبة ونــزاعــات كبيرة‪ ،‬كــادت تعصف م ـحــدودًا وخــاضـعــا للترضيات والـتـســويــات‪ ،‬بــل ومتعاميًا عن‬ ‫ت ـم ــوز امل ــاض ــي‪ ،‬ان ـق ــاب ــا أو ان ـقــابــا‬ ‫الـكـبـيــر ف ــي أس ـع ــار امل ـ ــواد الـغــذائـيــة‬ ‫سـ ـعـ ـي ــد‪ ،‬بـ ـع ــد ق ـ ـ ـ ــراره ت ـغ ـي ـي ــر «ع ـي ــد‬
‫تتخوف من‬ ‫واملحسوبية‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬منحت الفئات التي ّ‬ ‫ّ‬ ‫برمته‪ .‬وعاشت البالد‪ّ ،‬خالل تلك الفترة‪ ،‬الفساد‬ ‫باالنتقال الديموقراطي ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫تصحيح مسار‪ ،‬فإن ما‬ ‫دستوريًا أو‬ ‫إحجام‬ ‫واملحروقات‪ .‬كل ذلك يوازيه‬ ‫الثورة» من ‪ 14‬كانون الثاني إلى ‪17‬‬
‫ّ‬
‫صــراعــات فكرية وأيديولوجية وسياسية تتعلق بمدنية الدولة‪ ،‬تغول اإلسالميني‪ ،‬رئيس الجمهورية‪ ،‬القدرة على فرملة الحكومة‬ ‫آل ــت إل ـيــه األوض ـ ــاع ي ـشــي‪ ،‬إل ــى اآلن‪،‬‬ ‫ع ــن م ـصــارحــة الـتــونـسـيــن بحقيقة‬ ‫كانون األول‪ ،‬في خطوة استحسنتها‬
‫وعرقلتها أحيانًا‪ ،‬بما لديه مــن صالحيات التعطيل‪ .‬بالنتيجة‪،‬‬ ‫وحرية الضمير‪ ،‬وطبيعة النظام السياسي‪ ،‬واستقاللية اإلعالم‬ ‫ّ‬ ‫بـخــاصــة واحـ ـ ــدة‪ :‬عـ ــودة إل ــى مـ ّ‬ ‫القوى املـ ّ‬
‫َ ُْ‬ ‫ـربــع‬ ‫األوضاع‪ ،‬أو إعالن خطط واضحة في‬ ‫ـؤيــدة للرئيس‪ّ ،‬بينما القت‬
‫َّ‬
‫والقضاء‪ .‬ثم بلغت األزمات ذروتها بعد ًاغتيال القياديني شكري لم يخل دستور الجمهورية الثانية من ثغرات وعيوب‪ ،‬انعكست‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫للمؤسسات‬ ‫الحكم الفردي‪ ،‬وتعطيل‬ ‫التحديات التي باتت‬ ‫مواجهة هــذه‬ ‫انتقادات واسعة على ضفة منت ِقديه‪،‬‬
‫مما جعل ظالال قاتمة ّ‬ ‫بلعيد ومحمد البراهمي‪ّ ،‬‬
‫تخيم على عملية بــطءًا في تنفيذ بنوده وأحكامه‪ ،‬وجعلته يتأرجح على مستوى‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫الدستورية‪ ،‬وتضييق على الحريات‬ ‫ّ‬ ‫ت ـه ـ ّـدد وجـ ــود ال ــدول ــة‪ ،‬واالس ـت ـث ـمــار‬ ‫بــاعـتـبــار أن ت ــاري ــخ هـ ــروب الــرئـيــس‬
‫للغاية على نجاعة‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنتقال‪ ،‬وتربك استقرار البالد وأمنها‪ .‬وخ ِشي الجميع‪ ،‬في ذلك‬ ‫ً‬
‫الوقت‪ ،‬من سقوط تونس في خطر الفوضى والعنف و اإلرهــاب التطبيق العملي‪ ،‬مما تسبب بتداعيات سلبية ّ‬ ‫وحق النفاذ إلى املعلومة‪ ،‬واستئثار‬ ‫بدال من ذلك في االنقسام املجتمعي‪،‬‬
‫َ‬
‫األسـبــق زيّــن الـعــابــديــن بــن عـلــي‪ ،‬من‬
‫ً‬
‫القرار السياسي‪ ،‬وأداء النشاط االقتصادي‪ ،‬وتطلعات الشرائح‬ ‫شخص واحد بمصير البالد وتقرير‬ ‫عبر التركيز على مهاجمة املخالفني‬ ‫تونس‪ ،‬يمثل مفصال رئيسًا في تاريخ‬
‫ً‬
‫برمته‪.‬‬‫فشال وعجزًا في أداء النظام ّ‬ ‫واالقـتـتــال‪ .‬وفــرضــت األح ــداث أن يـسـ ّـرع املجلس التأسيسي في االجتماعية‪ ،‬وانعكس‬ ‫تشارك‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫تشاور أو‬ ‫ُ‬ ‫مستقبلها من دون‬ ‫والـ ـتـ ـح ــري ــض ع ـل ـي ـه ــم‪ .‬وعـ ـل ــى رغ ــم‬
‫ّ‬
‫الـ ـب ــاد‪ ،‬ع ـلــى أه ـم ـيــة ت ــاري ــخ انـ ــدالع‬
‫وغـ ـي ــاب ل ـل ـم ـعــال ـجــات االق ـت ـص ــادي ــة‬ ‫املخاطر الكبيرة التي ولدتها تجربة‬ ‫الـشــرارة األول ــى لالنتفاضة‪ .‬على أن‬
‫واالجتماعية‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ح ــرك ــة «ال ـن ـه ـضــة» ف ــي ال ــح ـك ــم‪ ،‬عبر‬ ‫السبب األساسي وراء معارضة هذا‬ ‫ّ‬
‫المهمشة إلى موقع ثانوي (أ ف ب)‬ ‫تراجعت قضايا التنمية والعدالة االجتماعية والمناطق‬

‫اعتبر عمارة أن صعود سعيد‬

‫قيس سعيد‪...‬‬
‫«جاء في سياق عام تعيش فيه‬
‫الديموقراطية التمثيلية أزمة»»‬
‫ال ـض ــري ـب ــي»‪ .‬ورأى أن س ـع ـيــد ك ــان‬ ‫«لــن يستطيع سعيد ذلــك إن ســارع‬ ‫ملختلف الناهبني»‪.‬‬ ‫ّأمـ ــا ع ــزي ــز ع ـمــامــي‪ ،‬ف ـقــد ن ـشــط عبر‬ ‫ف ــي ال ـحــركــة االجـتـمــاعـيــة الـعــاصـفــة‬ ‫ي ـ ـقـ ــول أيـ ـ ـ ـ ــوب‪ ،‬ف ـ ــي تـ ـص ــريـ ـح ــه إل ــى‬ ‫تونس ‪ -‬أمل الهذيلي‬
‫يعبر‬‫«وفـيــا للتيار الشعبوي الــذي ّ‬ ‫ف ــي اإلج ـ ـ ــراءات الـقـضــائـيــة بـطــريـقــة‬ ‫مواقع التواصل االجتماعي‪ ،‬وشارك‬ ‫تعبر عن‬ ‫التي ســرعــان مــا أصبحت ّ‬ ‫«األخ ـ ـبـ ــار»‪›‹ :‬أن ـ ــا أن ـت ـمــي إل ــى جيل‬
‫ً‬ ‫عن إجراءات سعيد‬ ‫عزيز عمامي وأيــوب عـمــارة‪ّ ،‬‬
‫عنه»‪ ،‬قائال‪« :‬الرئيس يفتقد للرؤية‬ ‫مباشرة‪ ،‬إذ حينها سيكون اعتدى‬ ‫وقــاد تـحـ ّـركــات انتظمت للدفاع عن‬ ‫نـفـسـهــا س ـيــاس ـيــا م ــن خـ ــال شـعــار‬ ‫ي ـســاري غــامــض وغــريــب عــن أه ـلــه‪...‬‬ ‫شابان‬
‫َ‬
‫والتصورات‪ ،‬وهو حصر األزمــة في‬ ‫على مؤسسة من مؤسسات الدولة‬ ‫«أنـظــر بعني اإلي ـجــاب إلج ــراءات ‪25‬‬ ‫حــريــة التعبير وض ـ ّـد الـحـجــب على‬ ‫خـبــز وم ــاء وب ــن عـلــي ال»‪ .‬وبـســؤالــه‬ ‫قدراتنا صغيرة وأحالمنا كبيرة‪...‬‬ ‫تونسيان‪ ،‬لم يتجاوزا في ‪ 17‬كانون‬

‫الغافل‬ ‫«المنقذ»‬
‫ّ‬ ‫جـ ّـوي ـل ـيــة‪ ،‬وأع ـت ـب ــر أن ق ـيــس سـعـ ّـيــد‬ ‫ّ‬

‫ِ‬
‫ب ـع ــده ــا ال ــدسـ ـت ــوري ال ـق ــان ــون ــي مــع‬ ‫مما يضعه في تناقض»‪.‬‬ ‫اإلنترنت‪ ،‬إذ كان موقع ‹›يوتيوب››‬ ‫عما إذا كان يعتبر ما حدث ‹›ثورة››‬ ‫وق ـ ـف ـ ـنـ ــا ع ـ ـلـ ــى ط ـ ــرف ـ ــي نـ ـقـ ـي ــض بــن‬ ‫األول ‪ ،2010‬الـعـشــريـنـيــات‪ .‬كالهما‬
‫أخطاء في ذلك أيضًا»‪ .‬وشدد أيوب‬ ‫أم ـ ــا أي ـ ـ ــوب ع ـ ـمـ ــارة‪ ،‬ف ـق ــد اع ـت ـب ــر أن‬ ‫تأخر في اتخاذ هذا اإلجراء‪ .‬وجوده‬ ‫الشهير محظورًا في تونس حينها‪،‬‬ ‫أم ‹›ان ـ ـت ـ ـفـ ــاضـ ــة››‪ ،‬ي ـج ـ ّي ــب عـ ـم ــارة‪:‬‬ ‫اإليـ ـم ــان ال ـق ـط ـعــي وال ـت ـم ـ ّـرد امل ــدم ــر‪.‬‬ ‫نشط على طريقته في حراك معارضة‬
‫على أنه‪ ،‬وعلى عكس ما يذهب إليه‬ ‫صعود سعيد «جــاء فــي سياق عام‬ ‫عـلــى رأس ال ــدول ــة ه ــو ف ــي األس ــاس‬ ‫وكــانــت صـفـحــات مـعــارضــي النظام‬ ‫‹›ان ـت ـم ـي ــت ل ـج ـيــل ي ـت ـل ــذذ ب ــاب ـت ــداع‬ ‫والدكتاتورية صنعت لنا ‪ -‬من دون‬ ‫نـظــام زيــن الـعــابــديــن بــن عـلــي‪ ،‬حيث‬
‫الـبـعــض‪« ،‬ف ــإن اإلش ـكــال فــي الــوضــع‬ ‫تعيش فيه الديموقراطية التمثيلية‬ ‫اخ ـت ـطــاف ل ـلــدولــة لـصــالــح ال ـث ــورة»‪،‬‬ ‫تتعرض للحجب‪ .‬يقول عمامي‪ ،‬في‬ ‫ّ‬ ‫االخـتــافــات وتأصيلها وفــق الــرؤى‬ ‫أن تـ ـ ــدري ‪ -‬دفـ ـئ ــا ط ـفــول ـيــا وب ـيــوتــا‬ ‫االنخراط في أنشطة مماثلة يومها‪،‬‬
‫ال ـح ــال ــي ال ي ـك ـمــن ف ــي تـ ـف ـ ّـرد سـعـيــد‬ ‫فــي معاقلها أزم ــة تــزامـنــا مــع طفرة‬ ‫رد عــزيــز عـمــامــي ل ــدى ســؤالــه‬ ‫هـكــذا ّ‬ ‫تـصــريـحــه إل ــى «األخ ـ ـبـ ــار»‪›‹ :‬ك ــان ــت‬ ‫ومـكـتـبـ ّـات صـغ ـيــرة‪ ،‬ول ـكــن ال ـث ــورة ‪-‬‬ ‫بـمـثــابــة مـجــازفــة شــديــدة الـخـطــورة‪.‬‬
‫ب ـكــل ال ـصــاح ـيــات ال ـت ـن ـف ـيــذيــة»‪ ،‬بل‬ ‫مفسرًا‪« :‬قبل ‪25‬‬ ‫الشعبوية»‪ ،‬وتابع ّ‬ ‫عن رأيه بإجراءات الرئيس‪ .‬وأضاف‬ ‫أح ــداث كــانــون األول ‪ 2010‬وكــانــون‬ ‫شيدت‬ ‫الـتــي بــشــرنــا بها اآلخ ــرون ‪ّ -‬‬ ‫أيوب‪ ،‬كان طالبًا قياديًا في «االتحاد‬
‫في أن «تونس تعيش اليوم من دون‬ ‫تـمــوز‪ ،‬كــانــت خـطــابــات قيس سعيد‬ ‫عـمــامــي‪« :‬مــا بعد ‪ 25‬تـمــوز لــه زمنه‬ ‫الـ ـث ــان ــي ‪ 2011‬انـ ـتـ ـف ــاض ــة شـعـبـيــة‬ ‫من اإلسفلت››‪ .‬ويواصل‬ ‫لنا بسطات ّ‬ ‫العام لطلبة تونس» (منظمة طالبية‬ ‫شباب كانوا في بداية العشرينيات‪ ،‬اكتسحوا حينها الشوارع‪،‬‬
‫ـادة لـلـسـلـطــة الـقــائـمــة»‪.‬‬ ‫سـلـطــة م ـض ـ ّ‬ ‫مـبـنـ ّـيــة بـلـغــة الـنـسـبــة إل ــى املـجـهــول‪،‬‬ ‫ال ـ ـخـ ــاص‪ ،‬يـ ـب ــدأ بـ ــإصـ ــاح ال ـق ــان ــون‬
‫ثم الذهاب إلى ّأول‬
‫م ـت ـصــاعــدة‪ ،‬ت ـحـ ّـولــت إل ــى م ـسـ َ‬
‫ـاريــن‬
‫ب ـعــدهــا‪ :‬م ـســار تـلـفـيـقــي ُس ـ ّـم ــي زورًا‬
‫للرؤية‬
‫َ‬ ‫«الرئيس يفتقد‬
‫ّ‬
‫والتصورات وهو حصر األزمة في‬
‫مستذكرًا‪›‹ :‬كنا نختلف في الصباح‬ ‫نـقــابـيــة ي ـســاريــة)‪ ،‬الق ــى نـصـيـبــه من‬ ‫وكسروا حاجز الخوف‪ُ ،‬ليصاب العشرات منهم برصاصات لم‬ ‫َ‬
‫ُيحاكم َمن أطلقوها إلى اليوم‪َ ُ ،‬وي َسقط آ ّخــرون صرعى‬
‫وت ـ ـ ــابّـ ـ ــع‪« :‬خـ ـ ـ ـط ـ ـ ــورة ق ـ ـيـ ــس س ـع ـيــد‬ ‫وب ـع ــده ــا كـ ــان ان ـت ـظ ــار الـتــونـسـيــن‬ ‫االنتخابي‪ ،‬ومن ّ‬ ‫ونتعانق فــي امل ـســاء‪ ،‬لــم نكن نكتب‬ ‫ثمن الحرب مع النظام‪ ،‬من إيقافات‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ت ـت ـم ــث ــل فـ ــي عـ ـ ــدم درايـ ـ ـت ـ ــه بــأب ـســط‬
‫م ـس ـت ـل ــزم ــات الـ ـ ُـح ـ ـكـ ــم‪ ،‬إضـ ــافـ ــة إل ــى‬
‫طــويــا لكي يخلص الرئيس البالد‬ ‫انـتـخــابــات تشريعية نــزيـهــة‪ ،‬مــرورًا‬ ‫ب ــاالن ـت ـق ــال ال ــديـ ـم ــوق ــراط ــي‪ ،‬والـ ــذي‬ ‫بعدها الدستوري القانوني»‬ ‫كـ ـثـ ـيـ ـرًا ولـ ـك ــن نـ ـف ــك ــر أك ـ ـثـ ــر‪ .‬ال أ ّح ــد‬ ‫وم ـحــاك ـمــات وح ــرم ــان م ــن ال ــدراس ــة‪.‬‬
‫مــن ثـقــل عـشــر س ـنــوات عــاشــت فيها‬ ‫بـ ـب ــروز س ــاح ــة س ـيــاس ـيــة ج ــدي ــدة»‪.‬‬
‫ّ‬
‫ارت ـك ــز أس ــاس ــا ع ـلــى ت ـج ــاوز اإلرادة‬ ‫س ـي ـق ـت ـفــي آثـ ــارنـ ــا س ـ ــوى مـ ــا ت ـبــقــى‬ ‫وح ـ ـ ـ ــن انـ ـ ــدل ـ ـ ـعـ ـ ــت أولـ ـ ـ ـ ـ ــى شـ ـ ـ ـ ـ ــرارات‬ ‫على أرض تونس الهادئة‪ ،‬التي لم تسق بالدم إل في تواريخ‬
‫ضعف ثقافته السياسية»‪ ،‬مضيفًا‪:‬‬ ‫ت ــون ــس أح ـل ــك ف ـت ــرات ـه ــا»‪ .‬وأض ـ ــاف‪:‬‬ ‫املوجهة إلى سعيد‬ ‫وعن االنتقادات‬ ‫الـ ـشـ ـعـ ـبـ ـي ــة نـ ـح ــو الـ ـ ـت ـ ــوافـ ـ ـق ـ ــات بــن‬ ‫مــن ذك ــرى األمـ ــس››‪ .‬ويـسـتــدرك‪›‹ :‬ال‬ ‫انـ ـتـ ـف ــاض ــة ‪ 17‬ك ـ ــان ـ ــون األول‪ ،‬ك ــان‬ ‫ّ‬
‫«ك ـمــا أن الــرئ ـيــس ال ي ــرى م ــا حــولــه‬ ‫«أن ـ ـ ــا مـ ــع م ــؤسـ ـس ــة رئـ ــاسـ ــة ع ــادل ــة‬ ‫ل ـن ــاح ـي ــة ال ـ ـبـ ــطء فـ ــي اإلص ـ ــاح ـ ــات‪،‬‬ ‫مـخـتـلــف م ــراك ــز الـسـلـطــة وال ـف ـســاد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫أمــارس نوستالجيا األمــس‪ ،‬ولكني‬ ‫يحرض‬ ‫أيــوب في ساحات الكليات‪ّ ،‬‬ ‫ومنعرجات مفصلية‪ .‬بين ‪ 17‬كانون األول ‪ ،2010‬تاريخ أول‬
‫من مبادرات وتفاعالت‪ ،‬وخير مثال‬ ‫وقـ ــويـ ــة وتـ ـحـ ـت ــرم ش ـع ـب ـه ــا‪ ،‬ول ـســت‬ ‫اعـ ـتـ ـب ــر عـ ــزيـ ــز أن «م ـ ـ ــن ي ـن ـت ـق ــدون‬ ‫ـان م ـ ـقـ ــاوم س ـ ّـم ــى نـفـســه‬ ‫وم ـ ـسـ ــار ث ـ ـ ـ ٍ‬ ‫الـتــي شــقــت الـيـســار الـتــونـســي‪ ،‬كنت‬ ‫أرى نفسي تائهًا مثلكم في حاضر‬ ‫الطلبة على االنخراط في ‹›الثورة››‪.‬‬
‫َم ــن يـعــرفــه ي ـمـ ّـيــزه بـخـطـبــه الـطــويـلــة‬ ‫احتجاج في شوارع محافظة سيدي بوزيد‪ ،‬مهد االنتفاضة‬
‫على ذلك موقفه من مبادرات اتحاد‬ ‫مــع جـمـهــوريــة الــرئ ـيــس»‪ ،‬مــوضـحــا‪:‬‬ ‫ب ـط ــأه ال ي ـن ـت ـق ــدون ــه‪ ،‬ألن س ـع ـيــد ال‬ ‫م ـ ـس ـ ــارًا ث ـ ـ ــوري ـ ـ ــا»‪ .‬وي ـ ـض ـ ـيـ ــف‪« :‬ف ــي‬
‫ال ـع ـش ـ ّ‬
‫دائ ـم ــا أداف ـ ــع ع ـلــى أن م ــا ح ــدث هو‬ ‫ال نـجـيــد قـ ــراء تـ ــه»‪ .‬وع ــن مـشــاركـتــه‬ ‫ّ‬
‫ال ـش ـغ ــل وال ـت ـش ـك ـي ــات ال ـس ـيــاس ـيــة‬ ‫«مــا قــام به الرئيس فرصة للتغيير‬
‫ْ‬ ‫ي ـط ــرح ع ـلــى ن ـف ـســه تـنـفـيــذ امل ـطــالــب‬ ‫ـري ــة ال ـف ــارط ــة‪ ،‬أهـ ـ ــدرت ال ـبــاد‬
‫ّ‬
‫ثورة لم تنجز مهامها‪ ،‬وأن الخطيئة‬
‫ّ‬
‫ف ـ ــي أح ـ ـ ـ ــداث ك ـ ــان ـ ــون األول ‪،2010‬‬
‫ً‬
‫وصــوتــه األج ــش‪ ،‬وب ـجــرأتــه الكبيرة‬ ‫التونسية‪ ،‬و‪ 17‬كانون األول ‪ ،2021‬محطات كثيرة عايشها‬
‫التي حــاولــت تحويل لحظة خمسة‬ ‫ب ـشــروط‪ ،‬فــتــح املـلـفــات الـكـبــرى على‬ ‫ال ـس ـي ــاس ـي ــة ل ــآخ ــري ــن‪ ،‬هـ ــو ي ـطــرح‬ ‫فــرصــا لـلـتـقــدم واس ـت ـغــال ثــرواتـهــا‬ ‫التجرؤ على تفكيك‬ ‫الكبرى هي عدم‬ ‫وص ـ ــوال إل ــى ك ــان ــون ال ـثــانــي ‪،2011‬‬ ‫في قول ما ال يقال حينها‪ :‬تسمية بن‬
‫وعشرين تموز من انقالب إلى َمنفذ‬ ‫غرار ملفات تسفير شباب تونسيني‬ ‫ال ـح ـف ــاظ ع ـلــى ال ــدول ــة وامل ـ ـ ــرور بها‬ ‫على الوجه السليم بما فيه مصلحة‬ ‫الـقــاعــدة املــاديــة للحكم‪ ،‬مــن عائالت‬ ‫يقول‪›‹ :‬مشاركتنا في ّالثورة كانت‬ ‫عـلــي ونـظــامــه بــا تلميح أو إش ــارة‪،‬‬ ‫«شباب الثورة»‪ ،‬بينها إجراءات ‪ 25‬تموز‬
‫ي ـم ـكــن م ــن خ ــال ــه ل ـت ــون ــس أن ت ــرى‬ ‫للقتال في بؤر التوتر‪ ،‬واالغتياالت‬ ‫نحو دولة تكون أقرب للجهاز الذي‬ ‫ال ـج ـم ـيــع‪ ،‬ك ـمــا طــال ـبــت االن ـت ـفــاضــة‪.‬‬ ‫راك ـمــت ال ـث ــروة مـسـتـفـيــدة مــن نظام‬ ‫ت ـج ـمــع ب ــن فـ ـك ــرة ت ـح ــق ــق ال ـن ـب ــوءة‬ ‫والـ ـتـ ـن ــدي ــد بـ ـمـ ـم ــارس ــات ــه وب ـق ـم ـعــه‬
‫النور»‪.‬‬ ‫الـ ـسـ ـي ــاسـ ـي ــة‪ ،‬وال ـ ـف ـ ـسـ ــاد والـ ـتـ ـه ــرب‬ ‫سيلبي طـمــوحــات ال ـث ــورة»‪ .‬وتــابــع‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫وتحولت البالد إلى ساحة مفتوحة‬ ‫ّ‬ ‫الحكم آنذاك»‪.‬‬ ‫وب ــن االضـ ـط ــاع ب ـم ـهــام االن ـخ ــراط‬ ‫ألي صوت خارج عن النظام‪.‬‬ ‫األمني ّ‬
‫‪15‬‬ ‫إعالنات‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫العالم‬ ‫‪14‬‬
‫◄ إعالنات رسمية ►‬ ‫◄ وفيات ►‬
‫سوريا‬

‫تستنفر لمحاصرة االحتجاج‪:‬‬ ‫«قسد»‬


‫خـ ــال م ـه ـلــة ع ـشــريــن ي ــوم ــا م ــن تــاريــخ‬ ‫إعالن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫◄ مفقود ►‬ ‫النشر األخير‪.‬‬ ‫اعالن قضائي‬ ‫من أمانة السجل العقاري في املنت‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجعون‬
‫لـ«قسد»‪ ،‬معلومات عن تمركز خاليا‬
‫مفترضة لتنظيم «داعش» في املنطقة‪،‬‬

‫ّ‬
‫بيروت في ‪ 12‬كانون األول ‪2021‬‬ ‫صادر عن محكمة الدرجة األولى املدنية‬ ‫طلب ابراهيم جــوزف كــرم وكيل جورج‬ ‫ان ـت ـق ــل إل ـ ــى رحـ ـم ــة الـ ـل ــه ت ـعــالــى‬ ‫لتتم على أساسها عمليات املداهمة‬ ‫ّ‬
‫رئيس القلم‬ ‫في بيروت‬ ‫ام ـيــل س ـلــوم وك ـيــل مـيـشــال ام ـيــل سلوم‬ ‫فقيدنا الغالي املرحوم‪:‬‬ ‫أو اإلن ــزال األميركية‪ ،‬والتي غالبًا ما‬
‫ُ‬

‫وعود متجددة بال ضمانات‬


‫فقد جــواز سفر بإسم علي ابراهيم‬ ‫بشرى البستاني‬ ‫الـ ـغ ــرف ــة الـ ـعـ ـق ــاري ــة ال ـس ــاب ـع ــة ال ـن ــاظ ــرة‬ ‫مالك القسم ‪ /4/‬من العقار ‪ /575/‬الفنار‬ ‫الحاج أمني توفيق شاهني‬ ‫املستهدف‪ ،‬في‬ ‫َ‬ ‫بنسف املـنــزل‬ ‫تنتهي ْ‬
‫ج ـع ـف ــر مـ ــن ال ـج ـن ـس ـ ّـي ــة الـ ـع ــراق ـ ّـي ــة‪،‬‬ ‫زوج ـت ــه‪ :‬املـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بالدعاوى العقارية‬ ‫سند تمليك بدل عن ضائع بإسم املالك‪.‬‬ ‫ـرب ـيــة ش ـه ــرزاد تــركــي‬ ‫ما ال ُيفهم منه إل محاولة طمس أدلة‬
‫الرجاء ملن يجده االتصال على الرقم‬ ‫إعالن‬ ‫برئاسة نتالي الهبر‬ ‫للمعترض املراجعة خالل ‪ 15‬يوم‬ ‫سليمان‬ ‫ّ‬ ‫استخدام العنف املفرط ّ‬
‫ضد السكان‪،‬‬
‫‪76/870880‬‬ ‫من أمانة السجل العقاري في املنت‬ ‫وعضوية القاضيني الضيقة ومرعشلي‬ ‫أمني السجل العقاري‬ ‫تلفون‪03/766566 :‬‬ ‫وارتـ ـك ــاب خ ــروق ــات ل ـقــوانــن ال ـحــرب‪،‬‬
‫والــدتــه‪ :‬املرحومة السيدة رحمة‬ ‫ضــا‪ ،‬تكون‬ ‫ّ‬
‫ط ـل ــب م ـن ـص ــور ان ـ ـطـ ــوان س ـي ـل ـفــا مــالــك‬ ‫رقم األوراق‪201/86 :‬‬ ‫مايكل حدشيتي‬
‫الرئيس عبد الله يحيى الخليل‬ ‫َ‬ ‫علمًا أن البيوت املسواة أر ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القسم ‪ /10/‬من العقار ‪ /781/‬بعبدات‬ ‫الجهة املستدعية‪ :‬عامر اسماعيل‬
‫ع ـ ّـم ــه‪ :‬م ـعــالــي امل ــرح ــوم الــدك ـتــور‬
‫فــي معظم األحـيــان مسكونة مــن ِقبل‬ ‫الشعبية‬ ‫في ظــل استمرار االحتجاجات‬
‫◄ مطلوب ►‬ ‫وال ـس ـف ـي ـلــة وال ـق ـس ـم ــن ‪ /5/‬و‪ /6/‬مــن‬ ‫األوراق امل ـط ـلــوب ابــاغ ـهــا‪ :‬االس ـتــدعــاء‬ ‫إعالن‬ ‫عوائل نازحة من سوريا‪ ،‬أو الجئة من‬
‫َ‬ ‫ـردي‬‫ال ـم ـنــاوئــة لــهــا‪ ،‬ع ـلــى خ ـل ـفـ ّـيــة تـ ـ ّ‬
‫رفيق شاهني‬ ‫ال ـعــراق‪ .‬كــذلــك‪ ،‬لــم تـ ِـغــب عــن االجتماع‬
‫العقار ‪ /283/‬حــارة البالنة واملــالــك في‬ ‫املـقــدم بتاريخ ‪ 2021/12/15‬مــن الجهة‬ ‫من أمانة السجل العقاري في املنت‬
‫شقيقه‪ :‬البروفسور حازم شاهني‬
‫ّ‬
‫امل ـطــال ـبــة ب ـتــأمــن ال ــط ـح ــن وال ــوق ــود‬
‫َ‬
‫المعيشية‪ ،‬واستمرار الممارسات‬ ‫ّ‬ ‫األوضاع‬
‫ال ـق ـســم ‪ /5/‬م ــن ال ـع ـق ــار ‪ /257/‬ح ــارة‬ ‫امل ـس ـتــدع ـيــة ب ــال ــرق ــم ‪ 2021/86‬والـ ــذي‬ ‫ط ـل ــب زاهـ ـ ــي ي ــوس ــف ابـ ــو خ ـل ـيــل وك ـيــل‬
‫الـبــانــة س ـنــدات تمليك ب ــدل عــن ضائع‬ ‫تطلب بموجبه‪:‬‬ ‫رووي خليل ابو شديد وكيل رينه كامل‬ ‫تلفون‪03/877200 :‬‬ ‫ببقية‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫الكافيني لعمل األف ــران‪ ،‬أس ــوة‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫«الــكــي ــدي ــة» و«ال ـت ـم ـي ـيــزيــة»‪ ،‬ســارعــت‬
‫ت ـع ـل ــن شـ ــركـ ــة أوم ـ ـ ـتـ ـ ــرا لـ ـبـ ـن ــان عــن‬ ‫شقيقاته‪ :‬املــرحــومــة وف ــاء زوجــة‬ ‫املناطق التي تسيطر عليها «قسد»‪،‬‬
‫بإسمه‪.‬‬ ‫اصــدار الـقــرار في غرفة املــذاكــرة بشطب‬ ‫ســويــدان مشترية العقار ‪ /1499/‬بيت‬
‫حاجتها إلى‪:‬‬
‫للمعترض املراجعة خالل ‪ 15‬يوم‬ ‫إش ـ ـ ــارات ال ــدع ــوى امل ـس ـج ـلــة ت ـحــت رقــم‬ ‫مــري سند تمليك بــدل عن ضائع بإسم‬ ‫ال ـن ــائ ــب ال ـس ــاب ــق املـ ــرحـ ــوم عـبــد‬ ‫ف ـضــا عــن تــأ ّمــن ال ــوق ــود والـكـهــربــاء‬
‫ً‬
‫ّ‬
‫«قـســد» إلــى محاولة ْامتصاص موجة‬
‫ميكانيكي ديــزل لديه خبرة ال تقل‬ ‫ـطــات ض ــخ م ـي ــاه ال ـش ــرب وال ـ ــري‪ّ.‬‬
‫ّ‬
‫املحركات‪،‬‬ ‫عن ‪ 10‬سنوات في مجال‬ ‫أمني السجل العقاري‬ ‫يــومــي ‪ 2858‬تــاريــخ ‪ 1959/9/4‬والــرقــم‬ ‫املالك اديب حنا نضر‪.‬‬ ‫املجيد الزين‬
‫ال ـح ـ ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫مل ـحـ‬ ‫االحتجاج الجديدة‪ ،‬بعقد قائدها العام‬
‫ـاج ــة ف ــري ــال زوجـ ــة الــدك ـتــور‬ ‫التطرق إلى مسائل خدمية‬ ‫جرى‬ ‫كما‬
‫لديه الـقــدرة على استعمال السكنر‬ ‫مايكل حدشيتي‬ ‫‪ 3335‬تاريخ ‪ 1959/10/19‬واملتعلقتني‬ ‫للمعترض املراجعة خالل ‪ 15‬يوم‬
‫أحمد عز الدين‬ ‫أخــرى‪ ،‬لم يتوقع الحاضرون أن تجد‬
‫ّ‬ ‫استهدف‬
‫ْ‬ ‫اجتماعًا مع وجهاء العشائر‪،‬‬
‫بالدعوى رقم ‪ 1959/1982‬واملــدورة إلى‬ ‫أمني السجل العقاري‬ ‫ً‬
‫وك ــات ـل ــوج اإلص ـ ـ ــاح‪ ،‬ل ــدي ــه ش ـهــادة‬
‫ّ‬ ‫إعالن‬ ‫رقم ‪ 1960/1400‬والصادر بها القرار رقم‬ ‫مايكل حدشيتي‬ ‫تلفون‪03/711011 :‬‬ ‫حـ ـل ــوال ل ـهــا لـ ــدى ّعـ ـب ــدي‪ ،‬ال ـ ــذي أص ـ ّـر‬
‫َ‬ ‫استرضاءهم وطمأنتهم‪ .‬لكن الوضع‬
‫مهنية‪.‬‬
‫ال ـس ـي ــدة ت ـح ـيــة زوجـ ـ ــة امل ــرح ــوم‬ ‫على أن ُيحضر ممثلني عن عشيريتي‬ ‫عبدي على‬ ‫اليوم يبدو أكبر ّمنّ قــدرة‬
‫ُيــرجــى إرس ــال الــسـيــرة الــذاتــيــة على‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫من أمانة السجل العقاري في املنت‬ ‫‪.1960/251‬‬ ‫العكيدات والـبـكــارة‪ ،‬بوصفهما أكبر‬ ‫ّ‬
‫طلب نجيب مخايل صليبا وكيل نجم‬ ‫وشطب إشــارات الدعوى املسجلة تحت‬ ‫إعالن‬ ‫العميد غسان ضاهر‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫محاصرته‪ ،‬في ظل اتساع رقعة النقمة‪،‬‬
‫‪k.shoker@omatragroup.com‬‬ ‫عشائريني في املنطقة‪.‬‬ ‫تكتلني‬
‫موسى تبشراني مالك العقار ‪/1300/‬‬ ‫رق ـ ــم ي ــوم ــي ‪ 160‬ت ــاري ــخ ‪1995/2/23‬‬ ‫من أمانة السجل العقاري في املنت‬ ‫تلفون‪03/743240 :‬‬ ‫ُّ‬
‫ب ـت ـغــريــن س ـنــد تـمـلـيــك بـ ــدل ع ــن ضــائــع‬ ‫واملتعلقة بالدعوى رقم ‪.1995/14‬‬ ‫ط ـلــب ك ـم ـيــل ي ــوس ــف اب ــراه ـي ــم مـشـتــري‬ ‫يــوارى جثمانه الثرى في جبانة‬ ‫وت ــزام ــن اج ـت ـمــاع األربـ ـع ــاء م ــع تـجــدد‬ ‫وتــزايــد أع ــداد العابرين عبر نهر الفرات‬
‫ال ـت ـظــاهــرات ف ــي مــديـنــة الـبـصـيــرة في‬
‫بإسم املالك‪.‬‬ ‫وامل ـ ــوج ـ ــودة ع ـل ــى ال ـص ـح ـي ـفــة الـعـيـنـيــة‬ ‫الـعـقــار ‪ /145/‬عــن الصفصاف سندي‬ ‫النبطية اليوم السبت الواقع فيه‬
‫الــريــف الشرقي للمحافظة‪ ،‬مركز ثقل‬ ‫لتسوية أوضاعهم مع الدولة‬
‫للمعترض املراجعة خالل ‪ 15‬يوم‬ ‫العائدة لألقسام رقــم ‪،8 ،7 ،6 ،4 ،3 ،1/‬‬ ‫تمليك بدل عن ضائع بحصتي املالكني‬ ‫‪ 18‬الـ ـج ــاري ب ـع ــد صـ ــاة الـظـهــر‬ ‫موجة االحتجاج الحالية‪ ،‬حيث جرى‬
‫أمني السجل العقاري‬ ‫‪ 11 ،10 ،9‬و ‪ 12‬في العقار رقم ‪ 2875‬من‬ ‫ميشال واسعد يوسف ابراهيم‪.‬‬ ‫مباشرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫قــطــع ال ـط ــرق ــات بـ ــاإلطـ ــارات املــطــاطـيــة‬
‫مايكل حدشيتي‬ ‫منطقة املصيطبة العقارية‪.‬‬ ‫للمعترض املراجعة خالل ‪ 15‬يوم‬ ‫ون ـظ ـرًا إلـ ــى األوض ـ ـ ــاع الـصـحـيــة‬ ‫امل ـ ـش ـ ـت ـ ـع ـ ـلـ ــة‪ .‬ول ـ ـ ـ ــم تـ ـخـ ـتـ ـل ــف مـ ـط ــال ــب‬
‫الراهنة نعتذر عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫محمود عبد اللطيف‬
‫فمن لديه أي مالحظات أو إعتراض على‬ ‫أمني السجل العقاري‬ ‫تقبل التعازي‪.‬‬ ‫املحتجني عـ ّـمــا نقله وجـهــاء العشائر‬
‫ذل ــك الـتـقــدم بــه إل ــى قـلــم املـحـكـمــة وذلــك‬ ‫مايكل حدشيتي‬ ‫ولالتصال عبر الهواتف املذكورة‬ ‫إل ـ ــى ع ـ ـبـ ــدي‪ ،‬ال ـ ـ ــذي ال ي ـم ـل ــك ال ـ ـقـ ــدرة‪،‬‬ ‫كشفت مصادر عشائرية‪ ،‬لـ«األخبار»‪،‬‬
‫أعاله‪.‬‬ ‫ْ‬
‫على مــا يـبـ ُـدو‪ ،‬على ضبط ممارسات‬ ‫عن عقد القائد العام لـ«قوات سوريا‬
‫للفقيد الرحمة ولكم طول البقاء‪.‬‬ ‫ال ـق ـي ــادات امل ـعـ ّـي ـنــة ف ــي امل ـن ـط ـقــة‪ ،‬مـ ّـمــن‬ ‫الـ ــدي ـ ـمـ ــوقـ ــراط ـ ـيـ ــة»‪ ،‬مـ ـظـ ـل ــوم عـ ـب ــدي‪،‬‬
‫اآلس ـفــون‪ :‬عـمــوم أهــالــي النبطية‬ ‫ُيـسـ ّـمــون ب ــ«كــوادر قـنــديــل»‪ ،‬فــي إشــارة‬ ‫اج ـت ـم ــاع ــا م ــع وجـ ـه ــاء ال ـع ـش ــائ ــر فــي‬
‫والجنوب‬ ‫إل ــى ج ـبــل ق ـنــديــل ف ــي ش ـم ــال ال ـع ــراق‪،‬‬ ‫مناطق شرق الفرات‪ ،‬صباح األربعاء‬

‫استراحة‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫والـ ــذي ُي ـع ـ ّـد مـعـقــا أســاس ـيــا ل ــ«حــزب‬ ‫طالب وجهاء العشائر بوقف االعتماد على «التقارير الكيدية» في حوادث المداهمة واالعتقال (أ ف ب)‬ ‫امل ـ ــاض ـ ــي‪ ،‬فـ ــي مـ ـق ـ ٍّـر لـ ــ«قـ ـس ــد» داخـ ــل‬
‫ً‬
‫الـ ـع ـ ّـم ــال الـ ـك ــردسـ ـت ــان ــي»‪ ،‬فـ ـض ــا عــن‬ ‫العمالية التابعة لحقل العمر‬ ‫املدينة ّ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ضبط القيادات املحلية‪ِ ،‬من ِمثل قائد‬ ‫والقرى ذات الصبغة الكردية‪ ،‬والتي‬ ‫مـ ـك ـ ّـون ــات س ــك ــان ش ـ ــرق س ــوري ــا فــي‬ ‫النفطي في ريف دير الزور‪ .‬وبحسب‬
‫‪3914 sudoku‬‬ ‫كلمات متقاطعة ‪3 9 1 4‬‬ ‫◄ ذكرى ►‬ ‫«مجلس ُديـ ّـر الــزور العسكري»‪ ،‬أحمد‬
‫الخبيل‪ ،‬امللقب بــ«أبــي خــولــة»‪ ،‬والــذي‬
‫ّ‬
‫تـ ـع ـ ّـد «م ــدلـ ـل ــة ب ــال ـخ ــد ًم ــات وأسـ ـع ــار‬
‫ُ‬
‫إدارة ذاتية» معترف بها من دمشق‪،‬‬ ‫َ‬
‫ستدير ّ‬ ‫ُ‬
‫املـعـلــومــات‪ ،‬ف ــإن االجـتـمــاع لــم يحمل‬
‫ّ‬ ‫امل ـ ـحـ ــروقـ ــات»‪ ،‬مـ ـق ــارن ــة ب ـغ ـيــرهــا مــن‬ ‫مقدرات املنطقة‪ ،‬وفقًا ملصالح‬ ‫جديدًا بالنسبة إلى وجهاء العشائر‪،‬‬
‫يـ ـع ـ ّـد بــال ـن ـس ـبــة إل ـ ــى الـ ـس ــك ــان واحـ ـ ـدًا‬ ‫يجري الحديث عن‬ ‫املناطق ذات الصبغة العربية‪.‬‬ ‫ســكــانـهــا أوال‪ .‬لـكــن ه ــذه التطمينات‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫املتورطني‬‫ّ‬ ‫التعهد بتقديم‬ ‫ّ‬ ‫باستثناء‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ذكرى أسبوع‬ ‫م ــن قـ ـ ــادة م ــاف ـي ــات ال ـت ـه ــري ــب وال ـق ـتــل‬
‫َ‬ ‫احتماالت جديدة‬ ‫العشائر‪،‬‬
‫ْ‬ ‫مــن جهتهم‪ ،‬طــالــب وجـهــاء‬ ‫صدى كبيرًا لدى السكان‪،‬‬ ‫قد ال تجد‬
‫ّ‬
‫بالقتل واالنتماء إلى تنظيم «داعش»‪،‬‬
‫ِم َّمن تعتقلهم «قسد»‪ ،‬إلى املحاكمة‪،‬‬
‫َ‬
‫ُي ـ ـ ـ ـ ـ ـصـ ـ ـ ـ ـ ــادف ي ـ ـ ـ ـ ـ ــوم األح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ف ــي‬ ‫والتغييب الـقـســري‪ .‬وتعتبر املـصــادر‬ ‫وف ـ ـ ــق مـ ـ ـص ـ ــادر «األخـ ـ ـ ـ ـب ـ ـ ـ ــار»‪ ،‬ب ــوق ــف‬ ‫في ظل استمرار سيطرة «قسد» على‬
‫‪1‬‬
‫‪ 19/12/2021‬ذكرى مرور أسبوع‬ ‫ال ـ ْع ـشــائــريــة أن ت ـح ـ ّـرك ع ـب ــدي بنفسه‬ ‫للمنطقة إذا ذهبت‬ ‫االعتماد على «التقارير الكيدية» في‬ ‫حـقــول الـنـفــط وال ـغ ــاز‪ ،‬واسـتـحــواذهــا‬
‫َ‬
‫وإطـ ـ ـ ــاق س ـ ـ ــراح مـ ــن ت ـث ـب ــت ب ــراء ت ــه‬
‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫على وفاة املرحوم‬ ‫لعقد هــذا االجـتـمــاع‪ ،‬يعكس مخاوف‬ ‫«قسد» نحو الحوار مع‬ ‫ّ‬
‫املستمرة‪.‬‬ ‫املداهمة واالعتقال‬ ‫ْ‬ ‫حوادث‬ ‫ال ـ ـق ـ ـسـ ــري عـ ـل ــى املـ ـ ــواسـ ـ ــم الـ ــزراع ـ ـيـ ــة‬ ‫مـنـهــم‪ ،‬بـعــد احـتـجــازهــم لـسـنــوات من‬
‫‪2‬‬ ‫«قـ ـس ــد» م ــن تـ ـم ـ ُّـدد الـ ـح ــراك الـشـعـبــي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الجوية‬ ‫طالبوا بــوقــف اإلن ــزاالت‬ ‫كما‬ ‫ّ‬
‫األســاس ـيــة‪ ،‬بــإجـبــارهــا ال ـســكــان على‬
‫ّ‬
‫دون تــوجـيــه ات ـهــامــات إلـيـهــم‪ .‬كــذلــك‪،‬‬
‫العميد عبد الكريم املقداد‬
‫وخروجه عن السيطرة‪ ،‬خصوصًا في‬ ‫الحكومة السورية‬ ‫التي تنفذها الـقــوات األميركية‪ ،‬على‬
‫ّ‬
‫والقطن‬ ‫ط ـمــأن ع ـبــدي إل ــى ع ــدم وج ــود نــوايــا‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫عضو مجلس قيادة قوى األمن‬ ‫تزايد أعداد َمن عبروا نهر الفرات‪،‬‬ ‫ظل ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫بيع محاصيلهم من الحبوب ْ‬
‫‪3‬‬ ‫األس ـ ـ ــاس ذات ـ ـ ــه‪ ،‬إذ ت ـ ـقـ ـ َّـدم إل ـي ـه ــا‪ ،‬مــن‬ ‫لـ«هيئة الزراعة» التابعة لها‪ ،‬ومنعهم‬ ‫ان ـف ـص ــال ـ ّـي ــة ل ـ ــدى «ق ـ ـسـ ــد»‪ ،‬مــوض ـحــا‬
‫الداخلي سابقًا‬ ‫بحثًا عن تسوية أوضاعهم األمنية مع‬ ‫ِقـ َـبــل مـجـمــوعــة مــن الـعـمــاء الـسـ ّـريــن‬ ‫من نقلها إلى مناطق سيطرة الدولة‬ ‫أن ال ـ ـحـ ــوار م ــع ال ـح ـك ــوم ــة ال ـس ــوري ـ ّـة‬
‫زوجته‪ :‬صديقة دانشيار‬ ‫ً‬
‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الحكومة السورية‪.‬‬ ‫لـ«االستخبارات العسكرية» التابعة‬ ‫ال ـســوريــة‪ ،‬فـضــا عــن تمييزها املــدن‬ ‫سيكون على أس ــاس مــا سـ ّـمــاه «حــق‬
‫شقيقه‪ :‬عبدالله (أبو طارق)‬
‫‪5‬‬ ‫أوالده‪:‬‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫د‪ .‬فرح زوجة كامي كاشاني‬
‫العراق‬
‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪6‬‬ ‫مهران‪ :‬زوجة علي دلول‬
‫املهندس رضا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫ُ‬
‫وبهذه املناسبة األليمة ستتلى‬
‫أمير‬
‫ديانا‬
‫ٌ‬
‫«مبتكر» يكسر االصطفافات‪ :‬نواة معارضة في مجلس النواب‬
‫ّ‬
‫تحالف‬
‫ّ‬
‫ألول م ـ ّـرة فــي الــع ــراق‪ ،‬تتشكل نــواة‬
‫آي مــن الــذكــر الحكيم عــن روحــه‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الطاهرة في «جمعية التخصص‬ ‫التوجهات لخدمة‬ ‫قوانني في مختلف‬ ‫الـقــوى تـمــثــل كــامــل الطيف الـعــراقــي‪،‬‬ ‫قوى السلطة‪ ،‬وفت ُح الباب أمام إطالق‬
‫‪9‬‬
‫املواطن العراقي بالدرجة األساسية‪،‬‬ ‫طائفيًا وعرقيًا وسياسيًا‪ .‬وإذ ال يزال‬ ‫معارضة من خارج الطيف السياسي‬ ‫ً‬
‫قوى‬‫معارضة داخل مجلس النواب‪ ،‬من ْ‬
‫والـتــوجـيــه الـعـلـمــي» ‪ -‬قــرب مقر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الــذي تـنـ َ‬
‫أم ــن ال ــدول ــة ‪ -‬الــرم ـلــة الـبـيـضــاء‬ ‫وتغيير بعض القوانني التي ساهمت‬ ‫ه ــذا ال ـت ـشــتــت ي ــول ــد ص ـعــوبــة بــالـغــة‬ ‫ـاوب على املحاصصة طوال‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪10‬‬
‫بيروت‪.‬‬ ‫فــي زي ــادة ال ـعــبء عـلــى ه ــذا املــواطــن‪.‬‬ ‫فــي تشكيل الـحـكــومــة‪ ،‬بـعــد أكـثــر من‬ ‫تلك السنني‪ ،‬وينخرط اآلن في صراع‬ ‫لــم تنخرط سابقًا فــي السلطة‪ ،‬لتفتح‬
‫َ‬
‫مـ ـ ـ ــن ال ـ ـ ـسـ ـ ــاعـ ـ ــة الـ ـ ـث ـ ــالـ ـ ـث ـ ــة ب ـع ــد‬ ‫وأيضًا‪ ،‬سيكون للتحالف دور رقابي‬ ‫شهرين على إجراء االنتخابات التي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫مرير على تركيب الحكومة الجديدة‪،‬‬ ‫أفقًا للعمل السياسي ُخارج االصطفاف‬
‫أفقيا‬ ‫وتـقـيـيـمــي لـ ـ ــأداء ال ـح ـكــومــي بشكل‬ ‫لــم تـصــدر نتائجها امل ـصــادق عليها‬ ‫مـ ـ ّـمـ ــا أدخـ ـ ـ ــل الـ ـبـ ـل ــد فـ ــي حـ ــالـ ــة شـلــل‬
‫ال ـظ ـهــر ح ـتــى ال ـســاعــة الـســابـعــة‬ ‫ّ‬ ‫القديم‪ ،‬القائم على تناتش السلطة بين‬
‫حل الشبكة ‪3913‬‬ ‫شروط اللعبة‬ ‫‪ -1‬مستعمرات بريطانية تؤلف إتحادًا معنويًا برئاسة التاج البريطاني – ‪-2‬‬
‫حرف أبجدي – مجلة لبنانية – ‪ -3‬نعم باألجنبية – ّ‬
‫ً‬
‫مساء‪.‬‬
‫قـ ــوي‪ ،‬وتــوض ـيــح م ـق ــدار اإلخ ـفــاقــات‬
‫الـ ـت ــي قـ ــد ت ـ ـحـ ــدث‪ .‬ك ـم ــا س ـي ـك ــون لــه‬
‫املطالبة بإلغاء‬ ‫ِ‬ ‫الدعوى‬
‫ُ‬ ‫بعد‪ ،‬بسبب‬
‫ت ـلــك ال ـن ـتــائــج‪ ،‬واملـ ـق ـ َّـدم ــة م ــن رئـيــس‬
‫مفتوحة على شتى أنواع الصراعات‪.‬‬
‫«ال ـت ـحــالــف م ــن أج ــل ال ـش ـعــب»‪ ،‬ال ــذي‬ ‫الحكم‬ ‫القوى الكبرى التي شاركت في ُ‬
‫هذه الشبكة ّ‬ ‫تدجن الحيوان – بواسطتي‬ ‫زوجته‪03630632 :‬‬ ‫َ ّ‬
‫مكونة من ‪ 9‬مربعات‬ ‫دور م ـهـ ّـم وأس ــاس ــي فــي الـعـمــل على‬ ‫ت ـحــالــف «الـ ـفـ ـت ــح»‪ ،‬ه ـ ــادي ال ـعــامــري‬ ‫ت ـشــكــل األربـ ـع ــاء امل ــاض ــي‪ ،‬م ــن حــركــة‬
‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ّ‬
‫كبيرة وكل مربع كبير مقسم إلى‬ ‫– ‪ -4‬أخرس – من عناصر الطبيعة – ‪ -5‬سماد األرض – مدينة فرنسية – ‪ -6‬ورك‬
‫– ُ‬
‫شقيقه‪78884141 :‬‬ ‫كشف قتلة متظاهري ث ــورة تشرين‬
‫َ‬
‫(أرجـ ـ ــأت املـحـكـمــة االت ـح ــادي ــة النظر‬ ‫«امـ ـ ـ ـ ـت ـ ـ ـ ــداد» الـ ـ ـت ـ ــي ي ـ ـتـ ــرأس ـ ـهـ ــا عـ ــاء‬
‫مختلفة‪ ،‬واسـتـفــادت من‬ ‫فــي مــراحــل ً‬
‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 9‬خ ــان ــات ص ـغ ـي ــرة‪ .‬م ــن ش ــروط‬ ‫تقبل سلطة امللك ومعاهدته – ‪ -7‬أقــدم كهف حضاري في العالم – عاصمة‬ ‫رضا‪00971505589149 :‬‬ ‫وت ـقــدي ـم ـهــم ل ـل ـع ــدال ــة ومـحــاسـبـتـهــم‬ ‫فيها إلــى ‪ 22‬كــانــون األول ال ُـجــاري)‪،‬‬
‫ّ‬
‫ال ــرك ــاب ــي‪ ،‬وت ـكــتــل «ال ـج ـيــل ال ـجــديــد»‬ ‫موقعة البالد في براثن الفساد‬ ‫ِ‬ ‫ِنعمه‪،‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪9‬‬ ‫اللعبة وضع األرقــام من ‪ 1‬إلى ‪9‬‬ ‫عربية ‪ -8 -‬أكبر سلسلة جبال في اوروبا ‪ -‬حرف جزم – ‪ -9‬سهل ايطالي – من‬ ‫أمير‪03555363 :‬‬ ‫ويعتبر أنــه سيكون «من‬ ‫قــانــونـيــا»‪َ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يــأتــي تـكــتــل ال ـن ـ ّـواب الـ ـ ــ‪ ،18‬امل ــوزع ــن‬ ‫الــذي يترأسه شــاســوار عبد الواحد‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الذي يستعصي على العراقيين الخروج‬
‫ضمن الـخــانــات بحيث ال يتكرر‬ ‫أسماء السيف – ‪ -10‬يأس وإحباط – مدينة إيرانية‬
‫‪3‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪03740780‬‬ ‫ّديانا‪ّ :‬‬ ‫الصعب جـ ّـدًا تشكيل حكومة أغلبية‬ ‫ب ُــالـ ـتـ ـس ــاوي ع ـل ــى ح ــرك ــة «ام ـ ـتـ ــداد»‬ ‫األول مــن نــوعــه الــذي‬ ‫هــو الـتـحــالــف ّ‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬
‫الرقم في كل مربع كبير وفي كل‬ ‫إنا لله وإنا إليه راجعون‬ ‫فـ ــي ه ـ ــذه امل ــرحـ ـل ــة‪ ،‬ب ـس ـب ــب تــرك ـي ـبــة‬
‫ّ‬
‫املـشــكـلــة فــي معظمها مــن مستقلني‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫يـ ـض ـ ّـم فـ ــي ك ـت ـل ــة واحـ ـ ـ ــدة م ـس ـت ـقــلــن‬ ‫منه حتى اآلن‬
‫خط أفقي أوعمودي‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬ ‫عموديًا‬ ‫ل ـل ـف ـق ـي ــد ال ــرحـ ـم ــة ول ـ ـكـ ــم األجـ ــر‬ ‫مجلس النواب الجديد‪ ،‬وعليه يمكن‬ ‫ُش ـي ـع ــة‪ ،‬وتـ ـك ــت ــل «الـ ـجـ ـي ــل ال ـج ــدي ــد»‬
‫ّ‬ ‫م ــن ال ـقــومـ ّـيــتــن ال ـعــرب ـيــة وال ـك ــردي ــة‪،‬‬
‫‪ -1-‬مؤلف قصصي فرنسي راحل – ‪ -2‬إحدى أخوات كان ترفع اإلسم وتنصب‬ ‫والثواب‬ ‫أن ن ــرى انـبـثــاق حـكــومــة تــوافـقـيــة لن‬ ‫امل ـكـ ّـون مــن مستقلني أك ــراد‪ُ ،‬ليحدث‬ ‫مـ ــن أحـ ـ ـ ــزاب جـ ــديـ ــدة لـ ــم ت ـس ـبــق لـهــا‬
‫امل ـش ــارك ــة ف ــي ال ـ ُـح ـك ــم‪ ،‬وخ ــرج ــت من‬ ‫بغداد ــ ُسرى ّ‬
‫‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الراضون بقضاء الله وقدره‪:‬‬
‫الخبر – من أنواع الضيافة الفرنسية – ‪ -3‬في القميص – للتعريف – شتم ولعن‬ ‫تستطيع أن ت ـم ــارس دورهـ ــا بشكل‬ ‫ف ــارق ــا ‪ -‬ولـ ــو بـسـيـطــا ‪ -‬ف ــي امل ـش ـهــد‪.‬‬ ‫جياد‬
‫– ‪ -4‬قطع – داس فشدخ – من الطيور – ‪ّ -5‬‬ ‫ّ‬ ‫وت ّ‬ ‫ُ‬
‫‪9‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫رحالة إيطالي في عصر النهضة –‬ ‫آل املقداد‪ ،‬آل دانشيار‪ ،‬آل دلول‪،‬‬ ‫صـحـيــح‪ ،‬وق ــد ت ــؤدي إل ــى االسـتـمــرار‬ ‫ما ّ‬ ‫تتوحد‬ ‫عد هــذه املـ ّـرة األولــى التي‬ ‫رحـ ــم ال ـت ـظ ــاه ــرات الـتـشــريـنـيــة الـتــي‬
‫ُ‬ ‫يميز التحالف الجديد أنه ليس هامشيًا‪،‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ -6‬نعاتب – ‪ -7‬ملع البرق – مكر وخداع وخبث – أغلظ أوتار العود – ‪ -8‬للتمني‬ ‫آل كاشاني‬ ‫بالفشل‪ ،‬نتيجة هذه التوافقات التي‬ ‫إذ ّ‬
‫ضم كمرحلة أولى ‪ 18‬نائبًا (أ ف ب)‬
‫ف ـي ـهــا ك ـت ـلــة كـ ــرديـ ــة مـ ــع أخـ ـ ــرى غـيــر‬ ‫على‬ ‫كان هدفها األساسي االحتجاج ّ‬ ‫فــي الــوقــت ال ــذي ال ي ــزال فيه تشكيل‬
‫– ضد خشنات – ‪ -9‬أفعى – والدة – ‪ -10‬مسكن الرهبان – ليل مضاء‬ ‫ك ــان ــت ال ـس ـبــب ال ــرئ ـي ــس ف ــي إي ـصــال‬ ‫ك ــردي ــة‪ ،‬مـنــذ إن ـش ــاء مـنـطـقــة «الـ ُـحـكــم‬ ‫الفساد املستشري في الدولة‪ ،‬بغض‬ ‫الحكومة الجديدة في العراق يواجه‬
‫ـوى الـ ـ ــذي وص ــل‬ ‫النظر ّ‬
‫ال ـ ـعـ ــراق إل ـ ــى امل ـس ـت ـ ّ‬ ‫الذاتي» في «كردستان العراق» بعد‬ ‫عما إذا كانت قوى خارجية أو‬
‫ّ‬ ‫عقبات كبيرة‪ ،‬وذلــك بسبب الخالف‬
‫مشاهير ‪3914‬‬ ‫إلـيــه»‪ .‬مــن جهته‪ ،‬يتوقع النائب عن‬ ‫لــاصـطـفــافــات الـطــائـفـيــة والـقــومـيــة‪،‬‬ ‫حــرب الخليج األول ــى‪ ،‬والـتــي صــارت‬ ‫جـهــات غربية تتستر بالعمل تحت‬
‫ّ‬ ‫امل ـس ـت ـم ـ ّـر ع ـل ــى ن ـت ــائ ــج االن ـت ـخ ــاب ــات‬
‫ّ‬ ‫البرملانية األخيرة بني ً‬
‫‪11‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫حلول الشبكة السابقة‬ ‫«ام ـ ـتـ ــداد»‪ ،‬مـحـمــد نـ ــوري ع ــزي ــز‪ ،‬في‬ ‫مبنية على أســاس املواطنة والــوالء‬
‫ً‬
‫األحـ ـ ـ ــزاب الـ ـك ــردي ــة ب ـع ــده ــا تـتـعــامــل‬ ‫عنوان «املنظمات غير الربحية»‪ ،‬قد‬
‫ّ‬ ‫قوى تشاركت‬
‫أفقيا‬ ‫حديث إلى «األخبار»‪ ،‬أن يرتفع عدد‬ ‫للوطن أوال‪ ،‬والـعـمــل على ّتصحيح‬ ‫م ــع امل ـن ـط ـقــة بــوص ـف ـهــا ع ـل ــى طــريــق‬ ‫دخلت على خــط هــذه االحتجاجات‪،‬‬ ‫فـ ـ ــي الـ ـسـ ـلـ ـط ــة مـ ـعـ ـظ ــم الـ ـ ــوقـ ـ ــت م ـنــذ‬
‫ْ‬
‫‪ -1‬كباش – نكاف – ‪ -2‬إسفنج – مروج – ‪ -3‬رق – غروب – لب – ‪ -4‬إنهيار – ‪ -5‬ميل – لوال–‬ ‫أعـ ـض ــاء ال ـت ـح ــال ــف ال ـج ــدي ــد إلـ ــى ‪40‬‬ ‫ع ـمــل مـجـلــس الـ ـن ــواب امل ـت ـمــثـ ّـل ليس‬ ‫االنفصال‪ ،‬الــذي بــات بالنسبة إليها‬ ‫وحرفتها عن مسارها‪.‬‬ ‫إزاح ــة ص ــدام حسني عــام ‪ ،2003‬جاء‬
‫النواب‬‫نائبًا‪« ،‬بعد انضمام عدد من ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫راقصة وممثلة مصرية (‪ )1999-1915‬بــدأت مشوارها الفني في سن‬ ‫‪ -6‬أندس – ال سال – ‪ -7‬را – كان – يمد – ‪ -8‬كبت – سانا – ‪ -9‬سيدني – فو – ‪ -10‬عبد العزيز‬ ‫ّ‬ ‫فقط بالجانب التشريعي‪ ،‬وإنما في‬ ‫مسألة وقت فقط‪.‬‬ ‫مــا يميز التحالف الجديد أنــه ليس‬ ‫ت ـش ـك ـي ــل تـ ـح ــال ــف عـ ــابـ ــر ل ـل ـط ــوائ ــف‬
‫ّ‬
‫مبكرة‪ .‬تعرفت على بديعة مصابني وانضمت الى فرقتها في السينما‬ ‫من املستقلني اآلخرين‪ ،‬ومن الحركات‬ ‫الجانب الرقابي أيضًا‪ ،‬وتقييم األداء‬ ‫الـ ـ ـن ـ ــاط ـ ــق ال ـ ــرسـ ـ ـم ـ ــي ب ـ ــاس ـ ــم ح ــرك ــة‬ ‫هــامـشـيــا‪ ،‬إذ ض ـ ّـم كـمــرحـلــة أول ــى ‪18‬‬ ‫والقوميات من املستقلني املعارضني‪،‬‬ ‫ّ‬
‫واملسرح‬ ‫عموديًا‬ ‫الـ ـ ـج ـ ــدي ـ ــدة غـ ـي ــر الـ ـت ــابـ ـع ــة ل ـج ـه ــات‬ ‫الـحـكــومــي وتــوضـيــح مــواطــن الخلل‬ ‫«ام ـ ـتـ ــداد»‪ ،‬م ـنــار ال ـع ـب ـيــدي‪ ،‬يــوضــح‪،‬‬ ‫نــائ ـبــا ف ــي ال ـب ــرمل ــان املـ ـك ـ َّـون م ــن ‪329‬‬ ‫لـ ـيـ ـق ـ ّـدم نـ ـم ــوذج ــا ج ــديـ ـدًا ذا دالالت‬
‫‪ = 4+3+6+5+2‬قـ ّـصــة ■ ‪ = 11+8+10+7+1‬دول ــة متوسطية ■ ‪= 6+9‬‬ ‫‪ -1‬كارل ماركس – ‪ -2‬بسق – ينابيع – ‪ -3‬اف – ألد – تدب – ‪ -4‬شنغن – سك – ند – ‪ّ -5‬‬ ‫سياسية‪ ،‬والـتــي تبحث عــن مشروع‬ ‫فــي املـنـظــومــة الـتـنـفـيــذيــة»‪ .‬ويضيف‬ ‫ف ـ ــي تـ ـص ــري ــح إل ـ ـ ــى «األخ ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ــار»‪ ،‬أن‬ ‫نائبًا‪ ،‬وهو رقم ليس صغيرًا بالنظر‬
‫ّ‬
‫دالالت لـعــل أهـ ّـمـهــا إمكانية‬ ‫ٌ‬ ‫كـثـيــرة‪.‬‬
‫للندبة‬ ‫إعداد‬ ‫جرهم –‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫نعوم‬ ‫آسيا – ‪ -6‬وي – لنا – ‪ -7‬كمباال – نوع – ‪ -8‬آر – روسيا – ‪ -9‬فول – الم – في – ‪ -10‬جبل الدروز‬ ‫ويقوم‬ ‫حقيقي ينظم العمل السياسي‬ ‫العبيدي أن «التحالف الجديد ُبني‬ ‫«الـ ـ ـه ـ ــدف مـ ــن هـ ـ ــذا ال ـت ـح ــال ــف يــأتــي‬ ‫إلى أحجام القوى في مجلس النواب‬ ‫تجسيد وح ــدة ال ـعــراق‪ ،‬كبديل للغة‬
‫حل الشبكة الماضية‪ :‬توماس كارليل‬ ‫عمل الدولة»‪.‬‬ ‫على رؤية واضحة تعمل على تشريع‬ ‫بالدرجة األولى لتشكيل كتلة عابرة‬ ‫ّ‬
‫مسعود‬ ‫الـجــديــد‪ ،‬املـتـشــكــل مــن ع ــدد كبير من‬ ‫التقسيمية التي دأب عليها عدد من‬
‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫وح َرف و«مونة» في الكرنتينا‬


‫موسيقى ِ‬
‫«قنبز» في انتظاركم «يا أهل الدار»‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اليوم السبت‪ ،‬تفتتح «دار قنبز» نسخة جديدة من معرضها امليالدي اللبناني لـ «هدايا الحب» الذي‬
‫واملستمر لغاية يوم الخميس املقبل في ‪( D-Beirut‬الكرنتينا ـ بيروت)‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫يحمل اسم «يا أهل الــدار»‬
‫والفن‪ .‬هذه السنة أيضًا‪ ،‬ال تجد الــدار أمامها خيارًا سوى االستمرار‬ ‫ّ‬ ‫حصة وافــرة ّ للموسيقى‬ ‫مع ّ‬
‫على الرغم من كل الظروف القاسية التي تعصف بالبالد على املستويات كافة‪ .‬وها هي‪ ،‬تضع يدها‬
‫ّ‬
‫والصناعيني‬ ‫واملصممني واملزارعني‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الحرفيني‬ ‫بيد مجموعة واسعة من‬
‫واملوسيقيني‪ّ ،‬في سبيل االحتفال بـ «الـتــراث‪ ،‬الفن والتاريخ‬ ‫ّ‬ ‫والطهاة‬
‫الـلـبـنــانــي»‪ ،‬وف ــق مــا يــؤكــد الـقــائـمــون عـلـيـهــا‪ .‬جــولــة ســريـعــة على‬
‫ّ‬
‫تفاصيل ال ـحــدث‪ ،‬كفيلة بالتأكيد أن ــه ينسجم مــع عمل الــدار‬
‫وعملها الذي يعود إلى سنوات مضت‪.‬‬
‫تؤمن سوقًا اقتصادية بديلة للفنانني والحرفيني من‬ ‫فهي ّ‬
‫جهة‪ ،‬وتقترح هدايا للميالد بتوقيع لبناني مئة في املئة‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬تزامنًا مع الدعوة إلى االحتفال باألعياد‬
‫الفن‪.‬‬ ‫عن طريق ّ‬
‫ّ‬
‫س ـي ـك ــون ال ـ ـ ـ ــزوار أم ـ ــام ب ــاق ــة ك ـب ـي ــرة م ــن امل ـن ـت ـجــات‬
‫املحلية الـصـنــع‪ ،‬ب ــدءًا مــن القمح السلموني وزيــت‬ ‫ّ‬
‫الزيتون‪ ،‬مــرورًا باملصنوعات الزجاجية اليدوية‬
‫والعرق البلدي األصيل والنبيذ اللذيذ والطباعة‬
‫ال ـخ ـش ـب ـيــة ع ـل ــى الـ ـقـ ـم ــاش وصـ ــابـ ــون ال ــزي ــت‬
‫وال ـع ـطــور‪ ،‬ول ـيــس ان ـت ـهـ ًـاء بـمـلــح منطقة أنفة‬
‫الـشـمــالـيــة وورق ص ــور الـجـنــوبـيــة وســال‬
‫قــش النخيل اآلتـيــة مــن عمشيت‪ ...‬هكذا‪،‬‬
‫يــواصــل «ي ــا أه ــل الـ ــدار» اسـتـعــادة حــرف‬
‫وم ـه ــن اس ـت ـث ـنــائ ـيــة ع ـل ــى ارت ـ ـبـ ــاط وث ـيــق‬
‫املحلية‪ ،‬فيما تضيء على جهود فردية تجري‬ ‫ّ‬ ‫بالذاكرة‬
‫غالبيتها بعيدًا عن العاصمة‪.‬‬
‫الفني‪ ،‬فهو ّ‬ ‫ّ‬
‫منوع كما جرت العادة‪،‬‬ ‫أما على صعيد البرنامج‬
‫املحبة» للزجل‪ .‬سهرة «إثنني‬ ‫وينطلق غـدًا األحــد مع «جوقة ّ‬
‫الـشــرقــي» (‪ )20/12‬سيحييها الفنانان اللبنانيان فــرح قـ ّـدور‬
‫مخصصًا‬ ‫ّ‬ ‫اليوم التالي (‪)21/12‬‬ ‫وسماح أبو املنى‪ ،‬على أن يكون ّ‬
‫للجاز حصرًا مع ثنائي ‪ Hayeli‬املؤلف من خاتشاتور سافزيان (دوبل‬
‫سيقدمان مقطوعات أصلية وأخــرى مرتجلة مع‬ ‫ّ‬ ‫بــاص) ودونــا خليفة (دوبــل بــاص وغناء) اللذين‬ ‫الدخار «مونة» الشتاء‪.‬‬‫مع نهاية المواسم‪ُ ،‬تسارع نساء القرى ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫أعمال ُمعاد توزيعها بـ«طريقة غير مسبوقة ّ‬
‫وشيقة»‪ Hayeli .‬مشروع فني جديد‪ ،‬يستمد اسمه‬ ‫ّ‬
‫التمون‬ ‫الكهرباء في لبنان‪ ،‬نشطت ظاهرة‬ ‫ومع انهيار قطاع‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫صورة‬
‫شفافية وصدقًا وتواضعًا في الكتابة‬ ‫من كلمة أرمنية تعني املرآة‪ .‬وهو اقتراح موسيقي لنهج «أكثر‬
‫والعزف واالرتجال في سلسلة نادرة تعكس الحاالت الداخلية والخارجية للحياة اليومية املستمرة»‪.‬‬ ‫بالمأكوالت‬
‫ّ‬ ‫بدال من الـ «تفريز» (االحتفاظ‬ ‫عن طريق التجفيف ّ‬
‫وخبر‬
‫األول (ديسمبر) الحالي‪،‬‬‫وبعدما ينقل نعيم األسمر الجمهور إلى زمن الطرب األصيل في ‪ 22‬كانون ّ‬ ‫بنانية‬ ‫الل‬ ‫المناطق‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫وكما‬ ‫ـة)‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ج‬‫ـا‬ ‫فــي ‪ ،Freezer‬أي الــثـ‬
‫الفعاليات بليلة بعنوان «البوب الحالم» (‪.)23/12‬‬ ‫ُتختتم ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لبنان مؤونتهن‬ ‫المختلفة‪ ،‬تنشر نساء سهل الوزاني في جنوب ً‬
‫«يــا أهــل ال ــدار»‪ :‬من اليوم السبت ولغاية الخميس ‪ 23‬كانون ّ‬ ‫مالبس‬‫ّ‬ ‫مع‬ ‫مثال‬ ‫الغسيل‪ ،‬فيتجاور الباذنجان المنقور‬ ‫ّ‬ ‫على حبال‬
‫األول ـ من الساعة الثانية‬
‫ً‬ ‫عـشــرة ظـهـرًا حـتــى الـثــامـنــة م ـسـ ً‬ ‫الشمس‪ ،‬لتتمكن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫العائلة‪ ،‬حتى تجف حباته وتتيبس تحت ّ أشعة‬
‫ـاء‪ ،‬عـلــى أن تـبــدأ الـفـقــرات املوسيقية اب ـتــداء مــن الثامنة‬
‫ً‬
‫َ‬
‫مساء ـ ‪( D-Beirut‬الكرنتينا ـ بيروت)‪ .‬لالستعالم‪03/483954 :‬‬ ‫والنصف‬ ‫من الصمود أشهرًا إضافية وتعود لتحل ضيفًا في ِحل ِل البيوت‬
‫البسيطة‪( .‬علي حشيشو)‬

‫«صيصان» مسرح الدمى‪ :‬عودة إلى الطيونة‬


‫والعاطفة‬ ‫البحث عن ّ‬
‫هويته وطعامه‬ ‫قررت «فرقة‬ ‫بعد فترة من االنقطاع‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫مسرح ّ‬
‫والحماية بمساعدة الحاضرين‪ .‬لكنه‬ ‫الدمى اللبناني ـ خيال»‬
‫ّ‬
‫ويتم إنقاذه في‬ ‫يتعرض لالستغالل‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫استئناف عروضها في «مسرح دوار‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اللحظة األخيرة‪.‬‬ ‫كهدية‬ ‫الشمس» (الطيونة ـ بيروت)‪،‬‬
‫دنيا صيصان»‬ ‫للصغار في موسم األعياد‪ .‬هكذا‪ ،‬تدعو‬
‫افتتحت «شتي يا ُ‬
‫ّ‬ ‫وهي تعرض منذ ًذلك‬‫في عام ‪ّ ،1996‬‬ ‫الفرقة يوم الخميس املقبل إلى حضور‬
‫موا الدبكة‬ ‫تعل‬ ‫الحني من دون توقف‪ ،‬متستقطبة عددًا‬ ‫مسرحية «شتي يا دنيا صيصان» (‪50‬‬ ‫المقاطعة‪:‬‬
‫ً‬ ‫حملة‬
‫ً‬ ‫المستشارية الثقافية اإليرانية‬
‫مع ّبسام أبو دياب‬ ‫املتفرجني من أجيال مختلفة‪.‬‬‫ّ‬ ‫كبيرًا من‬ ‫د ـ إخراج كريم دكروب الذي تشارك‬ ‫ال أهال وال سهال بسبيلبرغ!‬ ‫‪ ...‬كتابان جديدان‬
‫العرض جزء من ريبيرتوار «مسرح‬ ‫كتابة النص مع روال بروش ـ موسيقى‪:‬‬
‫الدمى اللبناني» الذي يضم ُحوالى‬ ‫ّ‬
‫يتوجه‬ ‫أحمد قعبور وأسامة الخطيب)‪.‬‬
‫‪Show Me How To Dabkeh‬‬ ‫ً‬ ‫بعد وصول نسخة ستيفن‬ ‫صدر أخيرًا عن املستشارية‬
‫هو عنوان الورشة التي‬ ‫العشرين عمال‪ ،‬منها ثمانية تعرض‬ ‫العمل لألطفال الذين تراوح أعمارهم‬ ‫سبيلبرغ (الصورة) من العمل‬ ‫الثقافية اإليرانية في لبنان‪،‬‬
‫تنطلق اليوم السبت في‬ ‫على مدار السنة‪.‬‬ ‫بني ثالث وعشر سنوات‪ ،‬ويمزج بني‬ ‫الكالسيكي ‪West Side Story‬‬ ‫بالتعاون مع «دار املحجة‬
‫التمثيل والرواية وتحريك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫البيضاء» (الرويس)‪َ ،‬‬
‫استديو «أمالغام» للرقص‬ ‫الدمى‪.‬‬ ‫الغربي ـ ‪ 156‬د)‬ ‫(قصة الحي ّ‬ ‫كتاب ْي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫واملخصصة‬ ‫(الحمرا ـ بيروت)‪،‬‬ ‫عرض «شتي يا دنيا صيصان»‪ :‬الخميس‬ ‫تدور الحكاية حول صوص يخرج‬ ‫إلى السينمات اللبنانية‪ ،‬طالبت‬ ‫مقاالت‪ ،‬هما‪« :‬التأثر والتأثير‬
‫لتعليم الدبكة‪ .‬يقود الورشة‬ ‫‪ 23‬كانون ّ‬
‫األول (ديسمبر) الحالي ـ‬ ‫من البيضة وحيدًا‪ ،‬فينظر حوله وال‬ ‫«حملة مقاطعة داعمي إسرائيل‬ ‫املتبادالن بني الفارسية‬
‫بسام أبو دياب‪،‬‬ ‫الكوريغراف ّ‬ ‫ّ‬
‫الساعة الرابعة بعد الظهر ـ «مسرح دوار‬ ‫يجد غير الغيمة فيناديها‪ :‬ماما‪.‬‬ ‫لبنان» إلى مقاطعته‪،‬‬
‫ّ‬ ‫في ً‬ ‫يقدم ّ‬
‫والعربية» و«في األدب‬
‫والعرفان الفارسي»‪ّ .‬‬
‫املتخرج من قسم املسرح‬ ‫الشمس» (الطيونة ـ بيروت)‪( .‬لالستعالم‪:‬‬ ‫تحاول الغيمة مساعدته عبر إقناعه‬ ‫ّ‬ ‫داعية صاالت «فوكس» إلى‬ ‫األول‬
‫في «الجامعة اللبنانية»‬ ‫‪)71/997959‬‬ ‫بأنها ليست والدته‪ ،‬لتبدأ رحلته في‬ ‫سحبه‪ .‬يأتي ذلك انسجامًا ّمع‬ ‫للقارئ العربي محتوى ندوة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملتخصص في الرقصات‬ ‫موقف الحملة الحاسم املتعلق‬ ‫افتراضية نظمتها املستشارية‬
‫الفولكلورية واملعاصرة‪ .‬منذ‬ ‫بمقاطعة أعمال السينمائي‬ ‫«يوم الحوار‬
‫بمناسبة ّ‬
‫سنوات‪ ،‬يعمل أبو دياب مع‬ ‫البالغ ‪ 74‬عامًا‪ ،‬ماديًا‬ ‫األميركي ّ‬ ‫والتعامل البناء بني الفارسية‬
‫الكوريغراف والراقص اللبناني‬ ‫ومعنويًا‪ ،‬ألنه داعم لالحتالل‬ ‫والعربية»‪ ،‬فيما يحتوي‬
‫ومؤسس فرقة «مقامات»‬ ‫ّ‬ ‫ّالصهيوني وسبق أن قال علنًا‬ ‫مقاالت لباحثني‬ ‫الثاني على‬
‫ّ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬
‫الرقص‬
‫ّ‬ ‫ُالرائدة في مجال‬ ‫مستعد «للموت من أجل‬ ‫إنه‬ ‫تكريميت ْي‬ ‫شاركوا في ندوت ْي‬
‫بسام‬‫وقع ّ‬ ‫عاصر عمر راجح‪.‬‬‫امل ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إسرائيل»‪ ،‬فيما تبرعت مؤسسة‬ ‫أقامتهما املستشارية لرموز‬
‫عرض «الكارما الفلسطينية»‬ ‫تابعة له بمبلغ مليون دوالر‬ ‫التصوف‬‫ّ‬ ‫األدب والشعر‪ ،‬حول‬
‫لناحية اإلخراج وتصميم‬ ‫أميركي للكيان الغاصب خالل‬ ‫والعرفان واألدب الفارسي‪.‬‬
‫الرقص ملصلحة األكاديمية‬ ‫عدوان تموز (يوليو) ‪2006‬‬ ‫حمل النشاط ّ‬
‫األول عنوان‬
‫الوطنية في روما‪ ،‬وهو يجول‬ ‫على لبنان‪ ،‬من أجل «إغاثة‬ ‫ّ‬
‫«التصوف والعرفان في‬
‫حاليًا بعمله الجديد ‪Under the‬‬ ‫ّ‬
‫اإلسرائيلي ّني» من‬ ‫النازحني‬ ‫األدبني الفارسي والعربي» في‬
‫‪.Flesh‬‬ ‫شمال فلسطني املحتلة‪ .‬علمًا‬ ‫الوقت الذي جرى الثاني تحت‬
‫بأن سبيلبرغ ّ‬ ‫ّ‬
‫يقدم في هذا‬ ‫اسم «حافظ الشيرازي شاعر‬
‫ورشة دبكة‪ :‬اليوم السبت ـ الساعة‬ ‫الشريط إعادة قراءة سينمائية‬ ‫اإلنسانية»‪.‬‬
‫الرابعة والربع بعد الظهر ـ استديو‬ ‫الستعراض شهير استحال‬
‫«أمالغام» للرقص (الحمرا ـ بيروت)‪.‬‬ ‫أحد معالم الثقافة الشعبية‬ ‫(لالستعالم‪ 01/541211 :‬أو‬
‫لالستعالم والحجز‪70/884461 :‬‬ ‫األميركية‪.‬‬ ‫‪)03/287179‬‬
‫أسبوعي‬
‫ملحق‬

‫‪www.al-akhbar.com‬‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪2021‬‬


‫العدد ‪ 4517‬السنة السادسة عشرة‬
‫‪Samedi 18 Decembre 2021 n o 4517 16ème année‬‬

‫ِبل هوكس‬
‫ّ‬
‫النسوية من الهامش إلى المركز‬
‫ّ‬
‫إل ــى ال ـحــركــات الـنـســويــة ال ـحــدي ـثــة‪ ،‬الـبـيـضــاء تـحــديـدًا‪،‬‬ ‫النساء األفرو أميركيات ومعاناتهن الجندرية والطبقية‬ ‫األول «أل ـس ـ ُـت امـ ـ ــرأة؟» (‪ )1981‬قـ ّـدمــت‬ ‫ـؤلـفـهــا ّ‬ ‫مـنــذ مـ‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫الـتــي أسـقـطــت غــالـبــا الـخـصــوصـيــة الـعــرقـيــة ّوالطبقية‬ ‫أكاديميًا‪ ،‬دشنت مجاال‬ ‫العبودية‪.‬‬ ‫منذ تجربة‬ ‫والعرقية ّ‬ ‫ِبــل هــوكــس (‪ ،)2021 – 1952‬جــوابــا لصمت النساء‬
‫لبعض النساء‪ ،‬تحت شعار مختزل هو أن «كل النساء‬ ‫ُ‬
‫جديدًا‪ ،‬بمؤلفات جمعت فيها الوعي الذاتي بالهويتني‬ ‫األف ــرو أمـيــركـيــات عــن املـطــالـبــة بـحـقــوقـهــن‪ .‬صـمــت لم‬
‫م ـظ ـلــومــات»‪ .‬وه ــو ش ـعــار يـســاهــم ال ـن ـظــام الــرأسـمــالــي‬ ‫الجندرية والعرقية‪ ،‬وعالقتهما بالنظام الرأسمالي‪ ،‬وفي‬ ‫يكن تضامنًا مع أبوية أبناء جلدتهن‪ ،‬وال رد فعل على‬
‫والبطريركي في ترسيخه عبر منحهن حقوقهن في‬ ‫سياقاتهما الشعبية والسينمائية واألدبية‪ .‬إذ انصرفت‬ ‫عبر عن عجزهن عن‬ ‫األميركيات‪ ،‬بقدر ما ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫النسويات‬
‫فضاءات أخرى‪،‬‬ ‫بعض املجاالت‪ ،‬فيما يتم تقييدهن في‬ ‫إل ــى تقشير ال ـص ــورة املـ ّ‬
‫ـرس ـخــة مـنــذ ع ـقــود عــن أبـنــاء‬ ‫ّ‬
‫«النسوية»‬ ‫التضامن مـعــا‪« ،‬ألنـنــا لــم نستطع ّ أن نــرى‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كعنصر أساسي من ُه ّ‬
‫ما قد يؤدي إلى إيهامهن بأنهن يملكن كل الخيارات‬ ‫البشرة السوداء‪ ،‬وتمثيالت الجسد األنثوي تحديدًا في‬ ‫ويتنا»‪ .‬ظلت الكاتبة واملفكرة‬
‫كما ّفي الحالة األميركية‪ .‬هذه التجربة النقدية الغزيرة‪،‬‬ ‫يفوت نقد هوكس أيضًا‪،‬‬ ‫األفالم وفن البوب وامليديا‪ .‬لم ّ‬ ‫األف ــرو أمـيــركـ ّـيــة حتى وفــاتـهــا قبل أي ــام‪ ،‬تــؤمــن بــأن ال‬
‫استهلتها هوكس بمجموعة شعرية بداية السبعينيات‬ ‫األبحاث األكاديمية التي تناولت فترة العبودية‪ ،‬والتي‬ ‫حرية عرقية أو اجتماعية من دون النضال النسوي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تتفرغ في أبحاث أخرى‬ ‫بعنوان «وهناك بكينا»‪ ،‬قبل أن ّ‬ ‫استثنت معاناة النساء في ذلك الوقت‪ .‬تهميش لم يلبث‬ ‫تتردد يومًا‬‫هكذا غادرتنا أخيرًا‪ ،‬أكاديمية راديكالية لم ّ‬
‫إلى التصدي للنظرة البيضاء التي حاصرت األفارقة‬ ‫املدنية في أميركا‬ ‫ّ‬ ‫أن انتقل أيضًا إلــى حركة الحقوق‬ ‫في الهدم واملواجهة من خالل عشرات الكتب واألبحاث‬
‫األميركيني حتى داخل بيوتهم‪ .‬من هنا جاء اهتمامها‬ ‫خــال الخمسينيات والستينيات بتسليطها الضوء‬ ‫ح ــول ت ـجــربــة ال ـن ـســاء ال ـ ـسـ ــوداوات‪ ،‬خـصــوصــا أولـئــك‬
‫بالحيوات الداخلية والخاصة للسود‪ ،‬ول ــدور أساليب‬ ‫على ال ـقــادة الــذكــور على رغــم دور الـنـســاء األســاســي‬ ‫اللواتي انخرطن بالنضال املدني والحقوقي في أميركا‪.‬‬
‫تــر ّب ـيــة األطـ ـف ــال ف ــي عـمـلـيــة ال ـش ـف ــاء‪ ،‬أكـ ــان م ــن خــال‬ ‫ّ‬ ‫فيها‪.‬‬ ‫ات ـخ ــذت غ ـلــوريــا ج ــن وات ـك ـي ـنــز‪ ،‬م ــن اس ــم جـ ّـدت ـهــا بل‬
‫مؤلفاتها الفكرية أم من خالل إنجازها لعدد من كتب‬ ‫وفي هذا السياق‪ ،‬تنبهت هوكس في أحد أهم مؤلفاتها‬‫ّ‬ ‫ه ــوك ــس اس ـم ــا ل ـهــا ف ــي م ـج ــال ال ـك ـت ــاب ــة‪ ،‬كــأن ـهــا بـهــذا‬
‫األطفال‪.‬‬ ‫«الـنـضــال الـنـســوي‪ :‬مــن الـهــامــش إلــى املــركــز» (‪)1984‬‬ ‫تختصر تنقيبها في الصدمات املتوارثة لدى أجيال من‬
‫‪3‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬
‫كلمات‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫‪2‬‬
‫ّ‬
‫كتابها الجديد «تحقيق شبه بوليسي» عن اغتيال عمـر بن الخطاب‬ ‫حوار‬

‫هالة الوردي‪ :‬لوال االستشـراق لما اكتشفنا ابن خلدون‬


‫بصدور الجزء الثالث حول اغتيال عمر بن الخطاب قبل شهرين في باريس‪ .‬صدور‬ ‫العربي اإلسالمي الذي ّ‬
‫تطور في ما بعد باغتيال عثمان ًوعلي إلى ما يعرف بالصراع‬ ‫اإلسالم المبكر سواء في كتابها األول حول حياة النبي محمد بن عبدالله وعالقته‬ ‫منذ كتابها األول «األيام األخيرة في حياة محمد» (دار البان ميشال)‪ ،‬لم يتوقف‬
‫هذا الكتاب تزامن مع انتخاب الوردي أستاذة األدب الفرنسي في الجامعة التونسية‬ ‫بين الشيعة والسنة‪ .‬فاغتيال عمر لم يكن حادثًا منفصال‪ ،‬بل ّأسس لمسار جديد في‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اإلشكالية هي الوحيدة من مع الصحابة‪ ،‬أو في سلسلة «الخلفاء الملعونون» كما سمتهم‪ .‬تؤكد الوردي التي‬ ‫الجدل حول ما تكتبه هالة الوردي (‪ .)1973‬هذه الباحثة‬
‫والفرنسية عضوًا في األكاديمية الملكية البلجيكية‪ ،‬لتكون بذلك أول باحث عربي‬
‫ّ‬ ‫التاريخ‪ .‬ألقت هالة الوردي حجرًا في المياه الراكدة‪ ،‬فكتبها دعوة إلعادة قراءة‬ ‫صدرت كل أعمالها في باريس وبلسان فرنسي أنها لم تختلق شيئًا‪ ،‬ولم تعتمد أي‬ ‫بين الباحثين التونسيين الذين قدموا من ضفة أخرى غير ِقسمي التاريخ والحضارة‬
‫منصب كرسي الفرنكوفونية في هذه األكاديمية العريقة‪ .‬حول مقارباتها‬ ‫يحتل‬ ‫ِّ‬
‫المؤسسة من سير وكتب‬ ‫تاريخ اإلسالم المبكر برؤية نقدية‪ ،‬انطالقًا من النصوص‬ ‫في الجامعة التونسية أمثال محمد الطالبي‪ ،‬وهشام جعيط‪ ،‬وعبد المجيد الشرفي‪ ،‬مرجع خالف المراجع المعروفة في التراث العربي اإلسالمي‪ ،‬وكل جهدها هو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لإلسالم المبكر والفرنكوفونية‪ ،‬كان معها هذا الحوار‬ ‫تاريخ‪ .‬يتطلع القارئ العربي إلى قراءة أعمالها في لغتها العربية التي تسميها هالة‬ ‫القراءة والتحليل واالستنتاج‪ .‬في كتابها الجديد «جريمة في المسجد» (البان ميشال)‬ ‫ووحيد السعفي‪ ،‬وآمال قرامي وزهية جويرو وغيرهم‪ .‬أستاذة األدب والحضارة‬
‫تقديم وحوار أنيس الشعبوني‬ ‫الوردي إعادة كتابة‪ ،‬ال ترجمة‪ ،‬وهي تعد أن تصدر قريبًا بعدما اكتملت السلسلة‬ ‫حول اغتيال عمر بن الخطاب‪ ،‬أثارت حقيقة هذا االغتيال وتأثيره في مسار التاريخ‬ ‫الفرنسية في جامعتي تونس وفرنسا‪ ،‬فتحت أبوابًا في البحث بجرأة علمية حول‬
‫ً‬
‫هــذه الطبعة إعــادة كتابة أكثر مما‬ ‫ال ب ــإص ــاح تـعـلـيـمــي‪ ،‬ب ــل بــإصــاح‬ ‫الديني‪ ،‬فكل ما نحتاجه اليوم هو‬ ‫لقد دعــوت في عديد املناسبات كل‬ ‫‪ -‬م ـ ــن امل ـ ــؤس ـ ــف حـ ـقـ ـيـ ـق ــة أن ي ــرك ــز‬ ‫■ كـ ـي ــف تـ ـق ـ ّـبـ ـل ــت اخ ـ ـت ـ ـيـ ــارك ل ـك ــرس ــي‬
‫هي ترجمة ّباملعنى الضيق للكلمة‪،‬‬ ‫تـ ـش ــريـ ـع ــي وأخ ـ ـ ــاق ـ ـ ــي‪ .‬ف ـ ــاإلس ـ ــام‪،‬‬ ‫أن يشق هذا الفكر التقدمي النقدي‬ ‫م ــن يـنـتـقــدنــي إل ــى م ـنــاظــرة فـكــريــة‬ ‫املنتقدون ألبحاثي على االتهامات‬ ‫الفرنكوفونية كأول عضو عربي؟‬
‫ّ‬
‫ف ــا ي ـج ــب أنـ ـ ــه رغ ـ ــم صـ ـ ــدور كـتـبــي‬ ‫املتطرف منه وما يسمى باملعتدل‪،‬‬ ‫(أكان نسائيًا أو رجاليًا) طريقه إلى‬ ‫بـنــاءة يستفيد منها الجميع‪ ،‬لكن‬ ‫غ ـي ــر امل ـع ــل ـل ــة وع ـل ــى ال ـت ـف ـت ـيــش فــي‬
‫ً‬ ‫ـ ـ ـ ـ كـ ــانـ ــت ب ــال ـن ـس ـّب ــة إلـ ـ ـ ـ ّـي م ـف ــاج ــأة‬
‫باللغة الفرنسية‪ ،‬فإن املادة األولية‬ ‫يـ ـ ـك ـ ـ ّـرس مـ ـ ـم ـ ــارس ـ ــات م ـب ـن ـي ــة ع ـلــى‬ ‫عقول األغلبية وأن يخرج من أسوار‬ ‫ل ــأس ــف لـ ــم ي ـك ــن ألح ـ ــد ال ـش ـجــاعــة‬ ‫ّ‬
‫الـ ـ ـن ـ ــواي ـ ــا‪ .‬أن ـ ـ ــا عـ ـ ـ ـ ــادة ال أرد ع ـلــى‬ ‫سـ ــارة لـلـغــايــة ألنـ ــه وق ــع ترشيحي‬
‫ف ـي ـه ــا ع ــرب ـي ــة ألنـ ـن ــي اع ـت ـم ــد عـلــى‬ ‫ال ــامـ ـس ــاواة وع ـل ــى ع ــدم االع ـت ــراف‬ ‫ملواجهتي بالحجة و البرهان‪.‬‬ ‫أي برهان‪،‬‬
‫القلعة األكاديمية النخبوية حتى‬ ‫االتهامات التي ال تقدم ّ‬ ‫وانـ ـتـ ـخ ــاب ــي مـ ــن دون ع ـل ـم ــي وم ــن‬
‫ن ـصــوص ال ـت ــراث اإلس ــام ــي‪ .‬لــذلــك‪،‬‬ ‫بحرية الضمير‪ .‬لذلك نرى اإلسالم‬ ‫يؤثر فعليًا في الــواقــع و يسهم في‬ ‫ّ‬ ‫وهذا هو االفتراء بعينه‪ ،‬ألني أعتبر‬ ‫بــن قائمة تضم ستة مــن بــن كبار‬
‫ستكون النسخة العربية من كتبي‬ ‫ال يعترف بــاملـســاواة بــن الجنسني‬ ‫تغييره‪.‬‬ ‫■ اخ ـت ـل ـفــت م ــع امل ـف ــك ــر ال ــراح ــل هـشــام‬ ‫ـرد يضفي عليها شيئًا من‬ ‫مجرد الـ ّ‬ ‫الباحثني في العالم الفرنكوفوني‪.‬‬
‫بمثابة العودة إلى األصل وسيكون‬ ‫وال ب ــن امل ـس ـلــم وغ ـيــر امل ـس ـلــم‪ .‬كما‬ ‫تقيمني‬ ‫جعيط‪ ،‬ملاذا هذا االختالف وكيف ّ‬ ‫املـشــروعـيــة‪ .‬لكن فــي ســؤالــك إشــارة‬ ‫لكن كما تعلم‪ ،‬كل تشريف يصحبه‬
‫للشواهد فيها نصيب األسد‪ .‬وهنا‬ ‫نـ ــرى امل ـس ـل ـمــن يـنـتـفـضــون غضبًا‬ ‫■ مناهج التدريس وبخاصة في التاريخ‬ ‫ّ‬
‫منجزه؟‬ ‫إل ـ ــى مـ ــدرسـ ــة االس ـ ـت ـ ـشـ ــراق‪ ،‬وهـ ــذه‬ ‫ش ـع ــور ره ـي ــب ب ــامل ـس ــؤول ـي ــة‪ .‬ع ـلـ ّـي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ال شـ ــك فـ ــي أن األس ـ ـت ـ ــاذ ه ـش ــام‬
‫أذك ـ ـ ــر ال ـ ـقـ ــارئ بـ ـ ــأن م ــؤل ـف ــات ــي وإن‬ ‫ح ــن ي ـح ـســون ب ـ ــأن أح ــده ــم انـتـقــد‬ ‫والـفـقــه وال ـل ـغــة‪ ،‬أال تــريــن أن ـهــا تستدعي‬ ‫ف ــرص ــة ل ـت ــوض ـي ــح ب ـع ــض ال ـن ـق ــاط‪:‬‬ ‫اآلن أن أب ــره ــن ع ــن ج ــدارت ــي بـهــذا‬
‫اعـ ـتـ ـم ــدت ف ـي ـهــا امل ـن ـح ــى الـ ـس ــردي‪،‬‬ ‫جـعـيــط قــامــة عـلـمـيــة تــركــت بصمة‬ ‫ً‬
‫دينهم ويتهمونه باالزدراء في حني‬ ‫مــراجـعــة جــذريــة مــن أج ــل تجفيف بيئة‬ ‫أوال ًأنا ال أعتبر إحياء االستشراق‬ ‫املنصب العلمي املتميز‪ ،‬وأن أكون‬
‫مهمة‪ ،‬وهـ ّـو فــي هــذا ال يحتاج إلى‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في مستوى الثقة التي وضعها ّ‬
‫فإنها في أدق تفاصيلها تستند إلى‬ ‫أن نـفــس ه ــؤالء املـسـلـمــن يتهمون‬ ‫التطرف الديني؟‬ ‫تهمة‪ ،‬ألن االستشراق قــدم خدمات‬ ‫في‬
‫مــا ذك ــر فــي كـتــب ال ـتــراث اإلســامــي‬ ‫ّ‬ ‫ش ـهــادة مــنــي‪ .‬وح ـتــى أك ــون دقـيـقــة‪،‬‬
‫األدي ـ ـ ـ ــان األخـ ـ ـ ــرى بـ ـت ــزوي ــر كـتـبـهــم‬ ‫‪ -‬مــن األك ـيــد أن التعليم فــي حاجة‬ ‫جـلـيـلــة لـلـفـكــر ال ـع ــرب ــي اإلس ــام ــي‪.‬‬ ‫ّأعضاء األكاديمية البلجيكية‪ .‬كما‬
‫إلى إصالح جذري وينبغي أن ّ‬ ‫فأنا لم أختلف معه أبـدًا‪ .‬كنت فقط‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫من تفاسير وسير وتراجم‪.‬‬ ‫املـ ـق ــدس ــة وب ــالـ ـش ــرك‪ .‬ي ـج ــب عـلـيـنــا‬ ‫تنمي‬ ‫م ـ ـثـ ــا‪ ،‬ل ـ ــوال امل ـس ـت ـش ــرق ال ـفــرن ـســي‬ ‫أنني أعتبر أن هذا املنصب يتجاوز‬
‫ـي‪ :‬ما‬ ‫ف ــي ب ـعــض امل ــواض ــع م ــن ك ـت ـبــي قد‬
‫االع ـتــراف بــأمــر جــوهــري بــرأيـ ّ‬ ‫م ـنــاهــج ال ـت ــدري ــس ال ـح ــس الـنـقــدي‬ ‫سيلفستر دو ساسي (‪Silvestre de‬‬
‫‪ )Sacy‬ملــا ّ‬
‫بـمــراحــل شـخـصــي امل ـتــواضــع‪ ،‬فهو‬
‫ّ‬
‫■ ت ـح ــدث ــت ع ــن ص ـ ــدور الـ ـج ــزء ال ـثــالــث‬ ‫دام أغـلــب املسلمني يعتقدون ّأنهم‬ ‫والـتـفـكـيــر ال ـحــر واملـنـفـتــح‪ .‬لـكــن مع‬ ‫دعوت باالستناد إلى حجج علمية‬ ‫تنبهنا لقيمة أعـمــال ابن‬ ‫دلـ ـي ــل ع ـل ــى أن ال ـع ــال ــم األك ــادي ـم ــي‬
‫واألخـ ـي ــر م ــن سـلـسـلــة «ال ـخ ـل ـفــاء ولـعـنــة‬ ‫يـمـتـلـكــون الـحـقـيـقــة املـطـلـقــة وأن ـهــم‬ ‫إل ــى تـنـسـيــب بـعــض اسـتـنـتــاجــاتــه‪،‬‬ ‫خ ـل ــدون ف ــي م ـج ــال ع ـلــم االج ـت ـمــاع‬ ‫ال ـغــربــي يـفـتــح يــديــه لـلـبــاحـثــن من‬
‫ّ‬
‫فاطمة»‪ ،‬هال أطلعتنا على محتواه؟‬ ‫يـ ـتـ ـبـ ـع ــون ال ـ ــدي ـ ــن الـ ـصـ ـحـ ـي ــح ع ـلــى‬ ‫وهذا بالطبع ال ينتقص من قيمته‪.‬‬ ‫وفلسفة التاريخ‪ .‬ثانيًا َمن يتهمني‬ ‫الدول العربية اإلسالمية‪ ،‬ويريد أن‬
‫‪ -‬يحمل الجزء األخير من السلسلة‬ ‫عكس الــديــانــات األخ ــرى‪ ،‬فــإن بــذرة‬ ‫مقتل عمر بن الخطاب اغتيال‬ ‫فهذه سنة البحث العلمي‪ :‬كل باحث‬ ‫ب ـ ــإع ـ ــادة إح ـ ـيـ ــاء االس ـ ـت ـ ـشـ ــراق‪ ،‬هــو‬ ‫يستمع إلـيـنــا وأن يـسـهــم فــي نشر‬
‫ع ـنــوان «جــريـمــة فــي املـسـجــد» وهــو‬ ‫التطرف ستبقى خصبة وستواصل‬ ‫يتجاوز بطريقة أو بأخرى ما قاله‬ ‫ب ـب ـس ــاط ــة لـ ــم يـ ـق ــرأ ك ـت ـب ــي ألن ـ ــه لــو‬
‫عبارة عن تحقيق شبه بوليسي في‬ ‫إنتاج كل أشكال العنف الجسدي و‬
‫سياسي شبيه بمقتل ملك‬ ‫سـلـفــه‪ ،‬فـبـهــذا الـشـكــل يـتـطــور الفكر‬ ‫فعل ذلــك لــاحــظ أنـنــي ال استشهد‬
‫أبحاثنا وإيصال صوتنا‪.‬‬

‫مالبسات اغتيال عمر بن الخطاب‪.‬‬


‫ّ‬
‫املعنوي‪.‬‬ ‫فرنسا هنري الرابع أو مقتل‬ ‫اإلن ـس ــان ــي‪ .‬ل ـكــن ع ـلــى م ــا ي ـب ــدو‪ ،‬لم‬ ‫بـ ــأي ك ـت ــاب م ــن ك ـتــب املـسـتـشــرقــن‬ ‫■ انطالقًا من العالقة بني العالم العربي‬
‫األمر املتعارف عليه هو أن الخليفة‬
‫الـثــانــي طـعــن مــن قـبــل عـبــد فــارســي‬ ‫■ إل ــى م ـتــى سـتـبـقــى كـتـبــك ب ـع ـيــدة عن‬
‫الرئيس األميركي كينيدي‬ ‫يـقـبــل األسـ ـت ــاذ جـعـيــط ه ــذا امل ـب ــدأ‪.‬‬
‫وع ــوض أن يـنــاقـشـنــي‪ ،‬تـهـ ّـجــم علي‬
‫ال اسـتـنـقــاصــا مــن قيمتهم‪ ،‬بــل ألن‬
‫املـنـهــج الـ ــذي اعـتـمــدتــه مـبـنـ ّـي على‬
‫واملستعمر القديم‪ ،‬هل ما زالت الفرنسية‬
‫«غنيمة حرب»؟‬
‫اس ـم ــه ف ـي ــروز وكـ ّنـي ـتــه أب ــو ل ــؤل ــؤة‪.‬‬ ‫الـقــراء الذين يجهلون الفرنسية‪ ،‬هل هو‬ ‫ووصفني بأبشع النعوت مــن دون‬ ‫ّ‬
‫ال ـع ــودة إل ــى امل ـص ــادر األص ـل ـيــة أي‬ ‫‪ -‬أع ـت ـقــد بـ ــأن ال ـكــاتــب الـ ــذي وصــف‬
‫ّ‬ ‫ت ـق ــدي ــم أي دلـ ـي ــل ع ـل ـمــي م ـل ـمــوس‪.‬‬
‫يقول مؤلفو السنة إن هذا الجاني‬ ‫اختيار؟‬ ‫األس ـ ـ ــف هـ ـ ــذا فـ ــي ج ـم ـي ــع األح ـ ـ ــوال‬ ‫كتب ال ـتــراث الـعــربــي اإلســامــي كي‬ ‫اللغة الفرنسية بغنيمة حــرب هو‬
‫ً‬
‫الجريمة‬ ‫انتحر مباشرة بعد اقترافه‬ ‫‪ -‬ال لـيــس اخ ـت ـيــارًا ب ــامل ــرة والــدلـيــل‬ ‫غ ـيــر كـ ــاف ألن ال ـت ـط ــرف ال ــدي ـن ــي ال‬ ‫وق ــد رأى الـعــديــد مــن املــاحـظــن أن‬ ‫أبرهن أنها ليست نصوصًا جامدة‬ ‫األدي ـ ـ ــب الـ ـج ــزائ ــري ك ــات ــب ي ــاس ــن‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ف ــي ح ــن أن ال ـش ـي ـعــة ي ـق ــول ــون إن ــه‬ ‫أن كتبي ترجمت إلــى لغات عديدة‬ ‫يستند فقط إلــى ق ــراءات وتأويالت‬ ‫مــوقــف األس ـت ــاذ جـعـيــط ك ــان ذاتـيــا‬ ‫م ـت ـح ـج ــرة‪ ،‬ب ــل ه ــي ن ـص ــوص حـيــة‬ ‫وه ــي ع ـب ــارة مــوف ـقــة لـلـغــايــة أراه ــا‬
‫تمكن مــن ال ـهــرب وذه ــب إل ــى إي ــران‬ ‫مـ ـنـ ـه ــا اإلسـ ـ ـب ـ ــانـ ـ ـي ـ ــة واإلي ـ ـطـ ــال ـ ـيـ ــة‬ ‫م ـت ـع ـص ـب ــة‪ ،‬بـ ــل ي ــرتـ ـك ــز إلـ ـ ــى آيـ ــات‬ ‫ال موضوعيًا‪ .‬كانت دوافعه الغرور‬
‫ّ‬ ‫وثــريــة كفيلة بتوجيهنا إلــى قــراءة‬ ‫تـعـ ّـبــر جـلـيــا ع ــن اإلض ــاف ــة الثقافية‬
‫واس ـت ـق ــر ف ــي مــدي ـنــة ق ــاش ــان حيث‬ ‫قصدت بسؤالك‬ ‫والفارسية‪ .‬لكن لو‬ ‫وأحـ ــاديـ ــث صــري ـحــة ف ـي ـهــا دعـ ــوات‬ ‫وال ـغ ـيــرة واإلح ـس ــاس ب ــأن شخصًا‬ ‫جــديــدة ومتجددة لتاريخ اإلســام‪.‬‬ ‫وال ـح ـض ــاري ــة ال ـت ــي قــدم ـت ـهــا الـلـغــة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ش ـ ّـيــد ل ــه الـشـيـعــة م ـقــامــا لـتـكــريـمــه‪،‬‬ ‫ال ـل ـغــة ال ـعــرب ـيــة‪ ،‬ف ــإن ت ــأخ ــر ص ــدور‬ ‫مباشرة ملمارسة العنف واضطهاد‬ ‫مـ ـ ــا اقـ ـتـ ـح ــم مـ ـ ـج ـ ــال بـ ـح ــث ي ـع ـت ـبــر‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن ما أطمح إلى إحيائه ليس‬
‫ّ‬
‫وهــذا املـقــام مــا زال إلــى الـيــوم محل‬ ‫الترجمة العربية لكتبي‪ ،‬يعود إلى‬ ‫ك ــل م ــن يـتـمـســك ب ـحــريــة الـضـمـيــر‪.‬‬ ‫نفسه الفاتق الناطق الوحيد فيه‪.‬‬ ‫االسـتـشــراق بــل امل ــوروث اإلســامــي‪،‬‬
‫خصومة بــن السنة والـشـيـعــة‪ .‬في‬
‫ّ‬
‫عــوامــل ظرفية ال عالقة لها برفض‬ ‫ل ــذل ــك تـ ـ ــرى أي مـ ـح ــاول ــة إلصـ ــاح‬ ‫مــن جـهـتــي‪ ،‬تــأسـفــت كـثـيـرًا ملــا قاله‬ ‫وإن كان هذا الطموح تهمة أو ذنبًا‪،‬‬ ‫كتب التراث العربي اإلسالمي حية‬
‫واعـ ـتـ ـب ــرت أن ـ ــه ال ي ـل ـيــق ب ـ ــه‪ .‬ول ـكــي‬
‫الحقيقة‪ ،‬الحظت أن الـتـضــارب في‬
‫روايتي السنة والشيعة بخصوص‬
‫م ـبــدئــي م ــن ج ـه ـتــي‪ ،‬ف ــأن ــا حــريـصــة‬
‫على املساهمة الفعلية في الترجمة‬
‫الـتـعـلـيــم الــدي ـنــي غ ـيــر نــاج ـعــة بما‬
‫أنها تصطدم بالنصوص املقدسة‬ ‫يـ ـتـ ـج ــاوز ه ـ ــذا املـ ــوقـ ــف االن ـف ـع ــال ــي‬
‫فإني دائبة على جمع الذنوب!‬ ‫وثرية كفيلة بتوجيهنا إلى قراءة‬
‫ً‬
‫اغـ ـتـ ـي ــال عـ ـم ــر‪ ،‬ل ـي ــس إال ت ـف ـص ـيــا‬ ‫العربية ألنــي أتقن هــذه اللغة‪ ،‬وقد‬ ‫وتـبـقــى عــاجــزة عــن نـقــدهــا وإع ــادة‬ ‫املتشنج‪ ،‬دعوته في رسالة مفتوحة‬ ‫■ كتبك املتتالية حول إعادة قراءة التراث‬ ‫جديدة ومتجددة لتاريخ اإلسالم‬
‫بسيطًا من جملة تفاصيل ووقائع‬ ‫كـ ـ ــان انـ ـشـ ـغ ــال ــي ب ـت ــأل ـي ــف سـلـسـلــة‬ ‫الـنـظــر فـيـهــا‪ .‬فكيف ألس ـتــاذ تــاريــخ‬ ‫إلــى مناظرة فكرية رصينة نتبادل‬ ‫سببت لك ربما‬ ‫الديني والسيرة النبوية ّ‬
‫مــري ـبــة ت ـح ــوم حـ ــول هـ ــذا االغ ـت ـيــال‬ ‫«ال ـخ ـل ـفــاء ول ـع ـنــة ف ــاط ـم ــة» الـسـبــب‬ ‫أو دي ــن أن ُي ـنـ ّـســب م ـســألــة الــدعــوة‬ ‫فيها اآلراء ّوالـحـجــج عــوض السب‬ ‫الـكـثـيــر م ــن امل ـتــاعــب‪ ،‬كـيــف تـعـيــش هــالــة‬ ‫ّ‬
‫الفرنسية للشعوب التي احتكت بها‬
‫غير التاريخ‪.‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫الـحـقـيـقــي الـ ــذي مـنـعـنــي حــالـيــا من‬ ‫إل ـ ــى ال ـج ـه ــاد والـ ـقـ ـت ــال ف ــي الـ ـق ــرآن‬ ‫وال ـش ـتــم‪ ،‬لـكــنــه تـهــرب مــن املــواجـهــة‬ ‫الوردي حياتها في مواجهة هذا «الضغط‬ ‫حتى لو كانت ظروف هذا االحتكاك‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قـ ـ ـ ــرأت ب ـت ـم ــع ــن مـ ــا يـ ـق ــول ــه مــؤل ـفــو‬ ‫االن ـك ـب ــاب ع ـلــى ال ـتــرج ـمــة الـعــربـيــة‬ ‫وال ـق ــول لـطــابــه ب ــأن ه ــذه الــدعــوات‬ ‫ربما ألنه يعرف جيدًا أن كل ما أقوله‬ ‫ال ـش ـع ـبــي»؟ وه ــل تـعـتـقــديــن ّأن الـكـتــابــة‬ ‫ظروف استعمار وهيمنة سياسية‪.‬‬
‫مــوجــود فــي الـكـتــب ال ـتــي اعتمدها‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ك ـت ــب ال ـ ـتـ ــراث اإلسـ ــامـ ــي ووص ـل ــت‬ ‫ألعمالي‪ .‬اآلن وقــد انتهت السلسلة‬ ‫مــرتـبـطــة ب ـظــروف تــاريـخـيــة معينة‬ ‫بالفرنسية خففت هذا الضغط؟ ّ‬ ‫أعـ ـتـ ـق ــد أن هـ ـ ــذا األمـ ـ ـ ــر ال يـنـطـبــق‬
‫ّ‬ ‫في حني أن الجميع يـ ّ‬ ‫ه ــو بـنـفـســه ويـعــرفـهــا ج ـي ـدًا‪ .‬وكـمــا‬
‫إل ـ ـ ــى االسـ ـتـ ـنـ ـت ــاج ال ـ ـتـ ــالـ ــي ه ـ ــو أن‬ ‫ب ـ ـصـ ــدور ال ـ ـجـ ــزء الـ ـث ــال ــث واألخـ ـي ــر‬ ‫ـردد أن القرآن‬ ‫‪ -‬ح ـتــى أك ـ ــون صــري ـحــة وألنـ ـن ــي ال‬ ‫عـلــى الـلـغــة الـفــرنـسـيــة فـحـســب‪ ،‬بل‬
‫اغتيال عمر لم يكن نتيجة مبادرة‬ ‫ّ‬ ‫ي ـقــول امل ـثــل‪ ،‬لـكــل عــالــم ه ـفــوة ولكل‬
‫مـ ـنـ ـه ــا‪ ،‬فـ ــإنـ ــه ب ــإمـ ـك ــان ــي االهـ ـتـ ـم ــام‬ ‫صــالــح لـكــل زمـ ــان‪ .‬كـمــا أعـتـقــد ب ــأن‬ ‫أحب لعب دور ّ الضحية لكي أكسب‬ ‫يـنـطـبــق أي ـضــا عـلــى الـلـغــة الـعــربـيــة‬
‫تجفيف بيئة التطرف الديني ّ‬ ‫ح ـصــان ك ـبــوة وأع ـت ـقــد أن األس ـتــاذ‬ ‫ّ‬
‫ش ـخ ـص ـيــة م ــن «ذئـ ـ ــب مـ ـنـ ـف ــرد»‪ ،‬بــل‬ ‫بالطبعة الـعــربـيــة لكتبي‪ .‬ستكون‬ ‫يمر‬ ‫الـتـعــاطــف‪ ،‬فــإنــي أق ــول إن كتبي لم‬ ‫ال ـتــي أعـتـبــرهــا أي ـضــا غنيمة حــرب‬
‫هــو ن ـتــاج م ــؤام ــرة حقيقية حاكها‬ ‫جـعـيــط ق ــام بـهـفــوة ف ــي ح ـقــي‪ .‬على‬ ‫تسبب لي املتاعب ولم يمارس علي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫بالنسبة إلى سكان شمال أفريقيا‪.‬‬
‫بعض الصحابة للتخلص مــن بن‬ ‫أي حال‪ ،‬أعتبر أن هذه الصفحة قد‬ ‫أي ضـغــط أو تـهــديــد‪ ،‬بــل بالعكس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األصلية‪،‬‬
‫طويت نهائيًا بوفاة األستاذ جعيط‬ ‫فهذه اللغة ليست لغتهم ُ‬
‫الخطاب‪ .‬ولم يكن أبو لؤلؤة إال اليد‬ ‫ع ــدد رســائــل اإلع ـج ــاب والتشجيع‬ ‫وكانت في البداية دخيلة‪ ،‬وفرضت‬
‫ال ـتــي ن ـف ــذت‪ .‬فـنـحــن م ــع مـقـتــل عمر‬
‫أمام اغتيال سياسي بامتياز شبيه‬
‫بمقتل ملك فرنسا هنري الرابع أو‬
‫وقائع معركة مع هشام جعيط‬ ‫رحـمــه الـلــه وسـتـبـقــى كـتـبــه مرجعًا‬
‫ثمينًا لألجيال القادمة‪.‬‬
‫التي أتلقاها‪ ،‬يفوق بكثير رسائل‬
‫ّ‬
‫السب والشتم‪ .‬من األكيد أن اختيار‬
‫ال ـل ـغــة ال ـفــرن ـس ـيــة ح ـمــانــي بــالـفـعــل‬
‫ّ‬
‫عـلــى ه ــذه ال ـش ـعــوب ف ــي ظـ ــروف ما‬
‫ي ـس ـ ّـم ــى بــال ـف ـتــح اإلس ـ ــام ـ ــي‪ ،‬وه ــي‬
‫عبارة تلطف البعد العنيف ملا كان‬
‫ّ‬
‫مقتل الــرئـيــس األم ـيــركــي كينيدي‪.‬‬ ‫لــم ي ـ ّ‬ ‫■ أنت من جملة مجموعة من التونسيات‬ ‫من شــرور املتعصبني وجعل أغلب‬ ‫حـقـيـقــة غـ ــزوًا سـيــاسـيــا ّوعـسـكــريــا‪.‬‬
‫وقد نسبت الجريمة لشخص نكرة‬ ‫ـؤرخ ــن الـتــونـسـ ّـيـ ّـن وال من‬
‫ـرد الــدكـتــور هـشــام جعيط عـلــى غـيــره مــن امل ـ ّ‬ ‫الباحثات في التراث العربي‪ ،‬هل تعتقدين‬ ‫ق ـ ّـرائ ــي م ــن الـنـخـبــة الـفــرنـكــوفــونـيــة‬ ‫لكن مع مرور الوقت‪ ،‬تبنت شعوب‬
‫وق ـ ــع ب ـس ــرع ــة ال ـت ـخ ـلــص م ـن ــه لـكــي‬ ‫وغالبيتهم من طلبه‪ ،‬كما‬ ‫ّ‬ ‫تخصصوا في فترة اإلسالم املبكر‬ ‫الباحثني الذين ّ‬ ‫فــي وج ــود مــدرســة نسوية تونسية في‬ ‫املنفتحة‪ ،‬لكن فــي املقابل كانت لي‬ ‫ش ـ ـمـ ــال أف ــريـ ـقـ ـي ــا الـ ـلـ ـغ ــة ال ـع ــرب ـي ــة‬
‫يصمت إلى األبــد‪ .‬لكن في الحقيقة‬ ‫رد على الدكتورة هالة الــوردي في مقال أثــار الكثير من الجدل‪ ،‬اعتبر فيه أنّ‬ ‫ّ‬ ‫قراءة التراث الديني؟‬ ‫ال ـعــديــد م ــن امل ــداخ ــات ف ــي وســائــل‬ ‫لتصبح بالنسبة إلـيـهــا لـغــة الفكر‬
‫االغتيال ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -‬هذا أكيد لكن عوض كلمة مدرسة‪،‬‬
‫مدبر من شخصيات نافذة‬
‫سرديات أقرب إلى فن الرواية واتهم‬ ‫ّ‬ ‫كتب الوردي ال عالقة لها بالتاريخ بل هي‬ ‫إعـ ـ ــام ع ــرب ـي ــة ت ـح ــدث ــت ف ـي ـهــا بـكــل‬ ‫واإلب ـ ـ ــداع‪ ،‬وهـ ــذا بــالـضـبــط م ــا وقــع‬
‫تطمح إلــى تغيير سـيــاســي جــذري‬ ‫ّ‬ ‫أفضل كلمة حركة ألن املدرسة تكون‬ ‫جــرأة عن محتوى كتبي وأبحاثي‪،‬‬ ‫مع اللغة الفرنسية التي ـ ـ بنظري ـ ـ ـ‬
‫ت ـح ـفــظ ب ــه م ـصــال ـح ـهــا‪ .‬وال ـط ــري ــف‬ ‫روايتها عــن وفــاة الــرســول محمد والخلفاء الــراشــديــن املقتولني بأنها وقائع‬ ‫عـ ـ ــادة مـهـيـكـلــة وي ـت ـف ــق أع ـض ــاؤه ــا‬ ‫ول ـ ــم ت ـت ـس ـ ّـبــب ل ــي ه ـ ــذه امل ــداخ ــات‬ ‫ليست لغة املستعمر القديم‪ ،‬بل هي‬
‫فــي األمــر أن كتب الـتــراث اإلسالمي‬
‫ّ‬ ‫متخيلة‪ .‬وقــال ّإنــه ال يستطيع أن ينزل إلى هذا املستوى من الجدل على ّ‬
‫حد‬ ‫ّ‬ ‫مـ ـسـ ـبـ ـق ــا ع ـ ـلـ ــى مـ ـ ـ ـب ـ ـ ــادئ وأه ـ ـ ـ ـ ــداف‬ ‫ف ـ ـ ــي ّ‬
‫أي مـ ـ ـت ـ ــاع ـ ــب‪ ،‬ب ـ ـ ــل ب ــال ـع ـك ــس‬ ‫جزء ال يتجزأ من التعددية الثقافية‬
‫تلمح في عديد املواضع إلى وجود‬ ‫ّ‬
‫تعبيره‪ .‬في املقابل‪ ،‬ردت الوردي في مقال شهير قالت فيه لجعيط‪« :‬ال تنزل أنا‬ ‫عــامــة مـشـتــركــة‪ ،‬ولـيــس األم ــر كذلك‬ ‫الحظت الكثير من الحماسة وحب‬ ‫ال ـتــي هــي نـعـمــة حـضــاريــة وليست‬
‫هــذه املــؤامــرة‪ ،‬وتـضــع بطريقة غير‬ ‫«تتجرأ» على جعيط املحاط بهالة من‬ ‫ّ‬ ‫الوردي ّ ّأول باحثة‬
‫وكانت ّ ً‬ ‫صاعدة إليك»‪.‬‬ ‫بالنسبة إلى الباحثات التونسيات‬ ‫االطـ ـ ـ ــاع ل ـ ــدى املـ ـش ــاه ــدي ــن‪ .‬ي ـعــود‬ ‫كما يــراهــا البعض مـصــدرًا للفتنة‬
‫مباشرة بعض كبار الصحابة في‬
‫مصادر‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫في مجال التراث العربي اإلسالمي‪.‬‬ ‫ذل ــك ب ــرأي ــي إل ــى سـبـبــن‪ :‬األول هو‬ ‫واالن ـ ـش ـ ـقـ ــاق أو ت ـب ـع ـي ــة س ـيــاس ـيــة‬
‫قفص االتهام‪ .‬لن أقول أكثر من هذا‪،‬‬ ‫ذكرتها ّ‬ ‫ّ‬
‫القداسة األكاديمية‪ ،‬مؤكدة أن كل ما أوردته هو تحليل لوقائع‬ ‫ف ـكــل واح ـ ــدة مـنـهــن تـعـمــل ب ـصــورة‬ ‫أن األغ ـل ـب ـيــة ال ـصــام ـتــة ف ــي ال ـعــالــم‬ ‫لـقــوة أجنبية‪ .‬بالنسبة إل ـ ّـي‪ ،‬اللغة‬
‫وأتـ ــرك ل ـل ـقــارئ تقييم مــا اعتمدته‬ ‫األكاديميني واملثقفني‬ ‫التاريخ مثل الطبري وابن كثير وغيرهما‪ .‬واعتبر بعض‬ ‫ف ــردي ــة وتـقــريـبــا م ـعــزولــة وال تهتم‬ ‫ال ـع ــرب ــي اإلس ــام ــي مـتـعـطـشــة إلــى‬ ‫الـفــرنـسـيــة‪ ،‬كـمــا هــو األم ــر بالنسبة‬
‫مــن فــرضـيــات وم ــا وصـلــت إلـيــه من‬ ‫رد هشام جعيط كان بدافع كسر هالة الوردي القادمة من مجال آخر وهو‬ ‫ّأن ّ‬ ‫كـثـيـرًا بــأعـمــال زمـيــاتـهــا‪ .‬حـتــى لو‬ ‫خـطــاب جــديــد يـنـيــرهــا‪ ،‬وال يـحــاول‬ ‫إلى اللغة العربية‪ ،‬موروث حضاري‬ ‫هالة الوردي‪:‬‬
‫ّ‬
‫استنتاجات‪ .‬وقد روت كتب التراث‬ ‫بأنه خاص ّ‬ ‫ّ‬ ‫اهتمت‪ ،‬فعادة لتوجيه النقد الالذع‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اس ـت ـبــاه ـهــا‪ .‬وال ـس ـبــب ال ـثــانــي هو‬ ‫كــونــي يتجاوز االنـتـمــاء الجغرافي‬ ‫أذكر القارئ‬
‫ّ‬
‫بمدرسي التاريخ‬ ‫األدب والحضارة الفرنسية ملجال اعتبره جعيط‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بأن مؤلفاتي‬
‫أن عمر بــن الخطاب وهــو يحتضر‬
‫ألقى على بعض الصحابة السؤال‬
‫والحضارة فقط‪ ،‬خصوصًا ّأن الوردي هي الوحيدة التي لم تتخرج من أي من‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وهذا أمر أتفهمه ألن املنافسة على‬
‫أشدها‪ .‬واسمح لي أن اعترض على‬
‫أن كــل مــا أقــولــه عــن تــاريــخ اإلســام‬
‫املبكر‪ ،‬يعتمد على شواهد مستمدة‬
‫(فـ ــرن ـ ـسـ ــا أو ال ـ ـجـ ــزيـ ــرة الـ ـع ــربـ ـي ــة)‬ ‫المنحى‬
‫اعتمدت ّ‬
‫ليصبح ملكًا جماعيًا مشاعًا ننتفع‬ ‫السردي‪ ،‬لكنها‬
‫التالي‪« :‬عن مأل منكم ومشورة‪ ،‬كان‬ ‫أقسام املجاالت األساسية لدراسة التاريخ العربي واإلسالمي‪ ،‬وتحديدًا املبكر‬ ‫كـلـمــة «ن ـس ــوي ــة»‪ ،‬فــالـفـكــر والـبـحــث‬ ‫م ــن كـتــب ال ـت ــراث اإلس ــام ــي نفسه‪.‬‬ ‫به ونثريه في الوقت نفسه‪.‬‬ ‫تستند إلى ما ذكر‬
‫ه ــذا الـ ــذي أص ــاب ـن ــي؟»‪ .‬ب ـعــد أرب ـعــة‬ ‫تخصص فيه التونسيون‪.‬‬ ‫منه‪ ،‬الذي ّ‬ ‫ال ـع ـل ـم ــي ال جـ ـن ــس لـ ـهـ ـم ــا‪ .‬كـ ـم ــا أن‬ ‫وهـ ـ ـ ــذا م ـ ــا يـ ـس ًـ ّـب ــب لـ ـك ــل م ـ ــن ي ــري ــد‬ ‫في كتب التراث‬
‫اإلسالمي من‬
‫ع ـشــر ق ــرن ــا‪ ،‬ح ــاول ــت اإلج ــاب ــة على‬ ‫العديد من املفكرين الذكور يحملون‬ ‫ان ـت ـقــادي ح ــال ــة م ــن الـشـلــل الـفـكــري‬ ‫■ كثيرون يتهمونك أنك في صدد إحياء‬ ‫تفاسير وسير‬
‫سؤال عمر بن الخطاب!‬ ‫مـشــروعــا حــداثـيــا تجديديًا للتراث‬ ‫يجعله عاجزًا عن دحــض ما أقوله‪.‬‬ ‫االستشراق‪ ،‬لكن بهوية عربية وتونسية؟‬ ‫وتراجم‬
‫‪5‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬
‫كلمات‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫‪4‬‬
‫شذرات‬ ‫سرد‬
‫(*)‬ ‫(*)‬

‫عمتم طفولة‬ ‫خوان كارلوس دي سانشو‪ :‬قصتان‬


‫َ َ‬
‫‪ -‬االبن‪ :‬ن ْبتة‪.‬‬ ‫بالحكايات ّ‬ ‫ُ‬
‫ترجمة عن اإليطالية أحمدلوغليمي‬ ‫التراثية اإلسبانية المعروفة وقصص الحكمة واأللغاز في القرون‬ ‫ولد خوان كارلوس دي سانشو في الس بالماس في جزر الكناري في إسبانيا‬
‫■■■‬ ‫ْ‬
‫مــامــا‪ ،‬هــل تعلمني بأنني َعـ ِـلــقـ ُـت في‬
‫ّ‬
‫المتضمنة نوعًا ُمن الفلسفة‬ ‫الماضية‪ .‬لكنه يبقى من ّ‬
‫أشد أنصار القصة‬ ‫مؤسسي مجلة «بوينتي بالو» األدبية‬ ‫عام ‪ .1956‬شاعر وقاص ورسام‪ .‬من ّ‬
‫ـت فستانًا‪،‬‬ ‫مــامــا؟ ولـكــن‪ ،‬هــل إذا أكـلـ ِ‬
‫هل ستخرج أختي الصغيرة مرتدية‬ ‫حلم؟‬ ‫ّ‬
‫الحياتية‪ ،‬الفلسفة التي تنط من متون الكتب المحفوظة لتقيم عالقة‬ ‫والفنية منذ عام ‪ 1980‬حتى اليوم‪ .‬من أكثر الناشطين بالتعريف بآداب جزر‬
‫مالبسها؟‬ ‫■■■‬
‫■■■‬ ‫م ـ ــام ـ ــا‪ ،‬ه ـ ــل عـ ـن ــدم ــا كـ ــانـ ــت ج ـ َّـدت ــي‬ ‫ديناميكية مع الحياة نفسها من دون تنقيص أو إسفاف أو سفسطة‪ .‬على‬ ‫الكناري في إسبانيا وأميركا الالتينية‪ .‬عضو شرف األكاديمية الدولية في‬
‫‪ 3‬سـ ـ ـن ـ ــوات‪ ،‬ألم ـ ـهـ ــا‪ :‬م ــام ــا كـ ــم أن ــت‬ ‫صغيرة‪ ،‬كانت باألبيض واألسود؟‬ ‫الرغم من أن الكاتب يصفها في كل األحوال بمثابة القصة ـ الضربة‪ ،‬فهي‬ ‫لشؤون الثقافة والعلوم اإلنسانية والفنون‪ .‬من بين منشوراته‬ ‫المكسيك ّ‬
‫جميلة تبدين كحقيبة يد‪.‬‬ ‫َّ‬
‫■■■‬ ‫ّ‬
‫في الشعر والنقد والقصة‪« :‬حفل الصحراء» (‪« ،)1986‬قطار األبدية» (‪ ،)2007‬قبل هذا وذاك قصص وحكايات ال تبتعد عن الواقعية والواقعية الحادة‬
‫■■■‬ ‫م ـ ــام ـ ــا‪ ،‬مل ـ ـ ـ ــاذا ال تـ ـشـ ـت ــري ــن ِلـ ـلـ ـ ِق ــط ــة‬
‫بسكويتًا بنكهة الفأر؟‬ ‫لشخصياته األدبية من كتاب معروفين‬‫ّ‬ ‫الشاملة‪ .‬هي قصص الحضور األبدي‬ ‫«بيت الحلزون» (‪« ،)2013‬الفردوس األرضي» (‪« ،)2014‬قاموس القرد‬
‫ف ــي ال ـك ـن ـي ـســة أثـ ـن ــاء ال ـع ـظ ــة‪ ،‬تنظر‬
‫إيما البالغة ‪ 3‬سنوات ألمها مشيرة‬ ‫َّ‬ ‫■■■‬
‫َ‬ ‫ونقدمه هنا‪« :‬الجزيرة وشخصيات أسطورية وخيالية‪ .‬قصص قراءة واقتراب من عوالمه في‬ ‫ّ‬ ‫المقروء» (‪ ،)2015‬والكتاب القصصي الذي نترجم منه‬
‫إلــى يسوع على الصليب و تصرخ‪:‬‬ ‫أن ــا لـ ـ َـد َّي ِقـ ـ َـوى خ ــارق ــة‪ .‬أسـتـطـيــع أن‬
‫ِّ‬ ‫أسمع قلبي بيدي‪.‬‬ ‫فهو وريث عوالم هائلة ومدهشة بدءًا بـ«ألف ّليلة وليلة» الطفولة وحتى الكهولة‪ .‬لهذا لن يخرج القارئ من هذا الكتاب إال وقد‬
‫القبعة» (‪ً .)2016‬‬
‫«أمي‪ ،‬انظري إنه روبني هود»‪.‬‬
‫■■■‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تعرف إلى عشرات األسماء والكتب والمواقف واإلغراءات الحياتية المتجددة‬ ‫ّ‬ ‫مرورًا بـ«ثربانتس» وصوال إلى بورخس‪ ،‬من دون أن يغفل إعجابه وتأثره‬
‫■■■‬ ‫ماما عيناك ُبن َّيتان‪ ..‬مثل ُ‬
‫َ‬ ‫الب َراز‪..‬‬ ‫ِ‬
‫داني‪ 5 ،‬سنوات‪ :‬معلمة‪ ،‬ت ِع َب قلمي‬
‫■■■‬
‫لم أعد أستطيع أن أكتب‪.‬‬
‫ماما‪ ،‬هل تعرفني بأن اليوم هو أمس‬
‫■■■‬
‫الغد؟‬
‫ول ـ ـكـ ــن ك ـ ـيـ ــف؟ هـ ــل ع ـ ـلـ ـ َّـي أن أغ ـس ــل‬ ‫■■■‬
‫وجهي اليوم أيضًا؟‬ ‫الريح‬ ‫ـامــا‪ ،‬انظري ما الــذي َف َع َل ْت ُه ِّ‬ ‫َمـ َ‬
‫■■■‬ ‫ِبـ ــالـ ـ ِّـرمـ ــال؟ تـ ـب ــدو ك ـح ـم ــار وح ـش ــي‪.‬‬
‫مــاح ـظــا أول ت ـجـع ـيــدة ع ـلــى جبني‬ ‫الريح فنانة‪.‬‬
‫والده‪ :‬بابا لقد انكسرت جبهتك‪.‬‬ ‫■■■‬
‫■■■‬ ‫ماما‪ ،‬عندما ستصيرين عجوزًا‪ ،‬هل‬
‫أنت؟‬
‫يا معلمة‪ ،‬ولكن ما هي مهنتك ِ‬ ‫جدتي؟‬ ‫علي أن أدعوك‪ّ :‬‬ ‫سيكون َّ‬
‫■■■‬ ‫■■■‬
‫َّ‬
‫النوتيل مفيدة للحنجرة‪.‬‬ ‫‪ 3‬سنوات‪ ،‬عندما يغضب يقول ألمه‪:‬‬
‫دانيال‬ ‫■■■‬ ‫أمك‪.‬‬
‫أرغوموزو‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬من اليوم أنا لم أعد قط ِ‬
‫ـــ «أحالم‬ ‫هل للنار روح؟‬ ‫■■■‬
‫األطفال»‬ ‫بابا‪ ،‬لم يعد يؤملني األلم‪.‬‬
‫(مواد‬ ‫* من مشروع إيطالي بديع قــام بتجميع‬ ‫■■■‬
‫مختلفة‬
‫على ورق‬ ‫العبارات الطريفة والشاعرية التي يقولها‬ ‫‪ -‬األم‪ :‬مــاذا تريد أن تصبح عندما‬
‫ـــ ‪)2019‬‬ ‫األطفال بني ّ‬
‫سن الـ ‪ 2‬والـ‪8‬‬ ‫تكبر؟‬

‫َ ْ َ َ َْ‬ ‫قصائد‬

‫جاز (ماما أفريكا)‬ ‫هايكو‬


‫محمد بنميلود *‬ ‫سحبت جرحي‬ ‫وأغلقتها‪.‬‬ ‫حسين علي يونس *‬
‫ّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫الذي طفا على النهر‪.‬‬ ‫■■■‬
‫ُ‬
‫تجلس الفرقة على الرمل َّ‬ ‫■■■‬
‫وجهك الذي ّ‬
‫بما يمكن أن اجيبك‬ ‫زرعت حدوة في العراء‬
‫ـان كـثـيــر ٍة مــن الــذهـ ِـب‬ ‫ـف كـثـبـ ٍ‬ ‫خـلـ‬ ‫أسميه منزلي‬ ‫إذا كان الصمت قدرنا‬ ‫أنبتت الحدوة حصانًا‬
‫ْ‬
‫الفقير‬ ‫يمر‬ ‫ونحن نعبر ظهيرة الحياة‪.‬‬ ‫أنقذ حياتي‪.‬‬
‫الر ْ‬
‫يح‬ ‫متحركةٍ في ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫كثبان‬ ‫خلف‬ ‫متأبطًا كتبه املدرسية‪.‬‬ ‫■■■‬ ‫■■■‬
‫ٍ‬ ‫َ َ‬
‫ام القافلة‪:‬‬ ‫ك ِسن ِ‬ ‫■■■‬ ‫حذائي يأخذ قيلولة‬ ‫ينمو من خالل الدموع‬
‫ماما أفريقيا‪..‬‬ ‫الفقراء‬ ‫أسفل السلم‬ ‫ضحكنا‬
‫أفريقيا‪..‬‬ ‫ماما‬ ‫يجمعون أحزانهم‬ ‫من فمه تتدلى جوارب شتوية‪.‬‬ ‫الذي كان ّ‬
‫مرًا‪.‬‬
‫ّ‬
‫أجش‬ ‫ّ ُ َ ّ‬ ‫بصوت‬ ‫في سالل من الخوص‪.‬‬ ‫■■■‬ ‫■■■‬
‫يغني املغني‬ ‫■■■‬ ‫في األقدار املحررة‬ ‫مشعلو الشعل‬
‫غمضًا عينيه‬ ‫ُ‬ ‫من الزرقة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫م ّ‬ ‫سمعنا‬ ‫أردت أن أنام‬
‫عاضًا على أشعة ُ الشَّمس‪ُ :‬‬ ‫رنة مفاتيح حزنك‬ ‫وانعكاسات شمسها املنيرة‪.‬‬ ‫يحبكون الجراح‪.‬‬
‫ّأيـ ـتـ ـه ــا ال ـج ـم ـي ـل ــة ال ــن ــائـ ـم ــة فــي‬ ‫ووقع خطواتك الجارحة‪.‬‬ ‫■■■‬ ‫■■■‬
‫ْ‬
‫الخالء‬ ‫■■■‬ ‫الصباح يدخل بيوتنا‬ ‫األنهر تتمرغ‬
‫ّ‬ ‫ركن من‬
‫ماسة الفحم التي ال تحرسها‬ ‫ْ‬ ‫يا‬ ‫بني املوتى‬ ‫كالحرامي‬ ‫كسمكة‬
‫ّ ً‬ ‫ّ‬ ‫متحف‬
‫املالئكة‬ ‫وجدت حياتي‬ ‫مكحال عينيه بالدموع‪.‬‬ ‫على األرض‪.‬‬ ‫ُي ـع ـطــي ال ـع ـمــل وح ـ ــدة مــوضــوع ـيــة‪.‬‬ ‫متنور يميز‬ ‫سـيــزور املـعــرض كائن‬ ‫عذراء الشمعدان بدون موافقته‪ .‬عند‬ ‫م ــن األي ـ ـ ــام‪ ،‬يـمـكـنــك ال ـع ـث ــور عليها‬ ‫ترجمة عبد الهادي سعدون‬ ‫الـ ‪parado‬‬
‫ماما أفريقيا‪ُ ..‬ماما أفريقيا‪..‬‬ ‫التي أضعتها بني األحياء‪.‬‬ ‫■■■‬ ‫■■■‬ ‫عـلـيــك أن ت ـتــرك شـيـئــا م ـف ـقــودًا على‬ ‫ب ـ ــن األع ـ ـ ـمـ ـ ــال امل ـ ـعـ ــروضـ ــة ل ـل ـف ـنــان‬ ‫الدخول‪ ،‬جلدوه بالخبر‪« :‬في يونيو‬ ‫قبالة ســاحــل ليبيريا وفــي غضون‬ ‫في مدريد‬
‫تـجـلــس ال ـفــرقــة عـلــى ال ـ ّـرم ــل في‬ ‫■■■‬ ‫كنت متعبًا‬ ‫فتحت حنفية دموعك‬ ‫القماش»‪.‬‬ ‫األصيل»‪.‬‬ ‫م ــن ع ـ ــام ‪ 2012‬س ـن ـع ــرض م ـع ــا فــي‬ ‫شـ ـه ــري ــن‪ ،‬س ـت ـج ــده ــا أم ـ ـ ــام أش ـج ــار‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ .1‬جزيرة ترابيسوندا‬
‫ُ‬ ‫الظهيرة‬ ‫فتحت‬ ‫األوراق الـصـفــراء تسقط فــي خريف‬ ‫ي ـ ـ ــدور راف ــائـ ـي ــل فـ ــي م ـك ــان ــه بـ ــرأس‬ ‫متحف بــرادو ومــن ثم لن يفكر أحد‬ ‫ال ـبــاوبــاب الـعـمــاقــة وال ـســاحــرة في‬
‫ُ‬
‫الواحد ثالثة أمتار‬ ‫ِ‬ ‫الوتر‬
‫ِ‬ ‫طول‬ ‫صنبور حياتنا‬ ‫أوربـيـنــو املستهلك‪ .‬تتأرجح متانة‬ ‫مـ ـط ــأط ــئ‪ ،‬ف ـه ــو ال ي ـف ـهــم رد ال ـف ـعــل‬ ‫فــي وض ــع أسـمــائـنــا عـلــى الـلــوحــات‬ ‫املناطق الداخلية من السنغال‪ .‬أرض‬
‫لتسديد العزف من اآللة‬ ‫فسالت الذكرى‪.‬‬ ‫ال ـح ـيــاة الــداخ ـل ـيــة ف ــي ورشـ ــة عصر‬ ‫امل ـ ـت ـ ـمـ ـ ّـرد ل ـت ـل ـم ـي ــذه املـ ـفـ ـض ــل‪« .‬ل ـق ــد‬ ‫اإلع ــانـ ـي ــة»‪ .‬يـخـبــرهــم راف ــائ ـي ــل أنــه‬ ‫مخضرة مــع جـبــال املنطقة‬ ‫ّ‬ ‫داخلية‬ ‫أعـيــش فــي جــزيــرة‪ .‬فــي امل ــرة األول ــى‬
‫تاتيانا ماركوفتسيف ــ «جاز» (زيت على قماش‪)2019 ،‬‬ ‫ُ َ َّ‬
‫ش إلى عنق الغزال‪:‬‬ ‫كسهم مري ٍ‬ ‫■■■‬ ‫النهضة‪ .‬يعتقد جوليو أن الوجود‬ ‫رسـ ـ ـم ـ ـ ُـت ص ـ ـ ـ ــورة ج ــولـ ـي ــو ‪ -‬ي ـع ـلــق‬ ‫ع ـل ــى ال ــرغ ــم م ــن االنـ ـتـ ـظ ــار ح ــوال ــى‬ ‫بينما في القرى البعيدة يخبرونه‬ ‫الـ ـت ــي وصـ ـل ــت إلـ ـيـ ـه ــا‪ ،‬ظ ـن ـنــت أن ـهــا‬
‫ّ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ماما أفريكا‪..‬‬ ‫عندما نموت سنحمل معنا‬ ‫ك ـل ــه م ـت ـن ــاق ــض وال ي ــول ــد أي عـمــل‬ ‫م ـنــزع ـجــا ‪-‬ب ــاقـ ـت ــراب أك ـب ــر م ــن نهج‬ ‫ستمائة عام لرؤية املختارات‪ ،‬فإنه‬ ‫بأمور غامضة ومربكة ال يجرؤ أحد‬ ‫ضخم‪ .‬مع‬ ‫سلحفاة عمالقة أو حوت‬
‫كله ٌ‬ ‫كلهم من الطوغو‬
‫أفريكا‪..‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أصداف‬ ‫كلهم من زنجبار البعيدة‬
‫ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ماما ْ َ‬ ‫ّ‬
‫قبضة صغيرة‬ ‫دون ّتأثير اآلخــريــن‪ .‬يتابع رافائيل‬ ‫امل ــوض ــوع والـتـشـكـيــل‪ ،‬ال أف ـهــم ملــاذا‬ ‫ي ـع ـت ـبــرهــا ح ـم ــاق ــة ك ـب ـي ــرة ال داع ــي‬ ‫على االستماع إليها‪.‬‬ ‫التحقق من‬ ‫مرور الوقت‪ ،‬تمكنت من ّ‬
‫كبيرة‬ ‫يسوتو‬ ‫وكلهم من ِل‬ ‫وحبة الق َر ِع الجافة‬ ‫من الدهر‪.‬‬ ‫ب ـم ــؤش ــره ظ ــل ال ـط ـيــف ال ـ ــذي ســافــر‬ ‫يتأمل‬ ‫ّ‬ ‫تتفاعل اآلن بهذه الطريقة»‪.‬‬ ‫للتفكير والقلق من أجلها‪.‬‬ ‫هناك‪.‬‬ ‫إنها ليست هنا وال‬ ‫أنني كنت على جزيرة متنقلة وأنني‬
‫ْ‬ ‫مصاب‬ ‫طفل‬ ‫إسماعيل‬ ‫«يـ ــا م ـع ـ ّـل ــم»‪ ،‬ي ـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫كنت ّ‬
‫َ ْ َ ْ ْ ْ ْ َ ْ َ ْ ْ ْ ْْ ْ‬
‫فارغة‪:‬‬ ‫من حنان الضباع على صغارها‬ ‫ٍ‬ ‫تشبه بطن ٍ‬ ‫■■■‬
‫فتاح الترك‬
‫إلـ ـ ـي ـ ــه‪ ،‬ال ـ ـ ـجـ ـ ــودة الـ ـبـ ـش ــري ــة ألف ـض ــل‬ ‫جــول ـيــو األمـ ــر بــإع ـجــاب ول ـكــن دون‬ ‫ـوب ـخ ــون ــه بـسـخــريــة‪،‬‬ ‫ذات يوم‪ ،‬بحركة حمقاء مني تقابلت‬ ‫الساكن الوحيد فيها‪ .‬منذ ذلك‬
‫ْ‬
‫بالكواشيركور‬ ‫األسى يتجول‬ ‫م ـســاعــد ل ــه‪ .‬ب ـعــد سـتـمــائــة عـ ــام‪ ،‬لن‬ ‫أن يـكــون ق ــادرًا عـلــى إخ ـفــاء استياء‬ ‫«لـتـنـتـهــي م ــن ال ـت ـعــديــات األخ ـي ــرة‬ ‫وجـهــا لــوجــه بـهــذه ال ـجــزيــرة‪ ،‬ومنذ‬ ‫ال ـح ــن‪ ،‬ســافــرنــا ف ــي ك ــل م ـكــان مـعــا‪.‬‬
‫تــان تــان ت ــرن تــان تــان تــرن تــرن‬ ‫من الفخاخ والكاكاو الذي سرقه‬ ‫َت ْص ُل ُح َد ّفًا ِّ‬ ‫ــ «غرافيك»‬ ‫ّ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫ّ‬
‫ت ْرن ت ْرن‬ ‫البيض‬ ‫ِ‬
‫جيدًا للجنائز‪:‬‬ ‫مبعثرًا‬ ‫(‪)2004‬‬ ‫ي ـت ـمــكــن أي م ـن ـه ـمــا م ــن ت ــأك ـي ــد مــن‬ ‫قــديــم‪« :‬ال تـنـ َـس رافــائـيــل أن القائمة‬ ‫ال ـ ـتـ ــي تـ ـس ــل ــي بـ ـه ــا امل ــائـ ـك ــة ب ـ ــأدق‬ ‫ذلــك الـحــن ب ــدأت باكتساب وقــت ال‬ ‫على الــرغــم مــن اسمها‪ ،‬فهي بعيدة‬
‫َ ْ َ ْ ْْ ْ‬ ‫ماما أفريكاااا‪ ..‬ماما أفريكاااا‪..‬‬ ‫خطواته الضائعة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تان تان ترن‬ ‫واملالريا‬ ‫س ـي ـكــون ال ـف ـنــان الـ ــذي ت ــم اخ ـت ـيــاره‬ ‫النهائية ومعالجة الـضــوء والــلــون‬ ‫التفاصيل»‪ .‬ينظر رافائيل ب ــازدراء‬ ‫مثيل له‪.‬‬ ‫كــل البعد عــن أي مكيدة أو مــؤامــرة‬
‫َ ْ َ ْ ْ ْ‬ ‫ال ـ ـقـ ــوافـ ـ ْـل ضـ ــاعـ ــت فـ ــي الـ ـ ّـرمـ ــال‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫تان تان ت ْرن‬ ‫ومـ ــن ه ـيــاكــل األفـ ـي ــال ال ـت ــي بال‬ ‫■■■‬
‫ّ‬ ‫ل ـت ـم ـث ـيــل ع ـص ــر ال ـن ـه ـض ــة ال ـج ــدي ــد‪.‬‬ ‫رسمت الهواء‪ ،‬والفراغ‬ ‫ملك لي‪ .‬لقد‬ ‫إلـ ــى امل ــاك ــن وي ـس ــل ــي ن ـف ـســه بحثًا‬ ‫أو م ــواج ـه ــة‪ .‬بــال ـط ـبــع‪ ،‬ل ـقــد أطـلـقــت‬
‫ْ ْ ْ ْ‬ ‫َّ‬
‫ت ْرن ت ْرن ت ْرن‬ ‫عاج في السراب‬ ‫ّ‬
‫الصافية‬ ‫تمزقه حياة‬ ‫ي ـم ـكــن أن يـ ـك ــون ج ــول ـي ــو روم ــان ــو‪،‬‬ ‫بقي داخل الرسم وخارجه»‪.‬‬ ‫الذي ّ‬ ‫ع ــن أي تـشــابــه بـيـنـهـمــا ف ــي وجـهــي‬ ‫‪ .2‬أنباء ّ‬ ‫ع ـل ـي ـهــا اس ـ ــم ت ــرابـ ـيـ ـس ــون ــدا بـسـبــب‬
‫ْ‬ ‫محيرة‬
‫ت ْرن‬ ‫أسماك صغيرة‬ ‫ْ ٍ‬ ‫صي ُادو‬‫َّ‬
‫ْ‬
‫والكنوز لم يجدها اللصوص‬ ‫يحاول عبثًا أن يلتجئ‬ ‫ب ـعــد ق ـ ــراءة ه ــذه ال ـق ـص ــة‪ ،‬يستعيد‬ ‫لم يتوقف رافائيل أبّدًا عن اإلعجاب‬ ‫معاونيه‪.‬‬ ‫ص ــراع ــاتـ ـه ــا امل ـس ـت ـم ــرة مـ ــع أم ـ ــواج‬
‫ْْ‬ ‫بيضاء‬ ‫وأنت تضحكني بأسنان‬ ‫إلى شواطئها‪.‬‬ ‫تسونامي واألعــاص ـيــر‪ .‬لــم يستطع‬
‫ترن‬ ‫على باب الله‬ ‫ِ‬ ‫مروره الهادئ والواثق عبر صاالت‬ ‫ب ـ ـفـ ــن جـ ــول ـ ـيـ ــو‪ ،‬ل ـ ـكـ ــنـ ــه أوضـ ـ ـ ـ ــح لـ ــه‪:‬‬ ‫يصر جوليو رومــانــو‪« :‬عـلــى الرغم‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ت ْرن‬ ‫سمراء‬ ‫حورية بحر‬ ‫ّ‬
‫والراقصة‬ ‫يـ ـ ـ ــا م ـ ـ ــام ـ ـ ــا أفـ ـ ـ ـ ــري ـ ـ ـ ـ ـكـ ـ ـ ـ ــاااا‪ ..‬أن ـ ــت‬ ‫■■■‬ ‫«متحف برادو»‪.‬‬ ‫«ع ــدم ال ـت ــوازن هــو سـمــة مــن سمات‬ ‫من أن التاريخ سيعلق في املستقبل‬ ‫حصل في عــام ‪ 1513‬كحالة حديثة‬ ‫أحد االنتصار عليها أبدًا‪.‬‬
‫ت‬ ‫ْ‬
‫طالسم‬ ‫خصرها من‬ ‫تضحكني‪ ..‬أنت تضحكني‪..‬‬ ‫بضربة حظ‬ ‫أس ـ ـ ـلـ ـ ــوبـ ـ ــك»‪ .‬يـ ـه ــز ج ــولـ ـي ــو ك ـت ـف ـيــه‬ ‫ع ـل ــى وج ـ ــود ع ــاق ــة أبـ ــويـ ــة‪ ،‬إال أن ــه‬ ‫لـ ـلـ ـع ــال ــم ع ـ ـنـ ــدمـ ــا وصـ ـ ـ ــل رافـ ــائ ـ ـيـ ــل‬ ‫ال أحد يأتي إلى هذه الجزيرة ألنها‬
‫َ ْ َ ْ ْ ْ َ ْ َ ْ ْ ْ ْ‬ ‫ّ‬
‫ر‬ ‫وعقدها الجميل‬ ‫ِّ‬ ‫تــان تــان ت ـ ْـرن تــان تــان تـ ْـرن تـ ْـرن‬ ‫حصلنا على الحياة‬ ‫(*) ق ـ ّـص ـت ــان م ــن م ـج ـمــوعــة «ال ـج ــزي ــرة‬ ‫ويــرفــض االسـتـســام‪« :‬عــدم الـتــوازن‬ ‫سيقول إنني مارست أسلوبًا بالغيًا‬ ‫سانزيو في حالة ذهــول وتقلب في‬ ‫تتحرك دائـمــا‪ .‬على ّ الــرغــم مــن أنني‬ ‫ّ‬
‫ْ ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن‬ ‫كله‬ ‫ت ْرن ت ْرن‪..‬‬ ‫ونسينا أن نعيشها‪.‬‬ ‫الـ ـقـ ـبـ ـع ــة» ال ـ ـ ـ ّـص ـ ـ ــادرة ح ــديـ ـث ــا عـ ــن «دار‬ ‫ـ يجيبه بـغـضــب ـ هــو مــا تـشـعــر به‬ ‫وم ـش ــت ـت ــا أك ـث ــر م ــن أسـ ـل ــوب ــك‪ .‬وم ــع‬ ‫املـ ــزاج إل ــى ورش ــة أورب ـي ـنــو‪ .‬أضــاف‬ ‫أنا من يديرها‪ ،‬إل أنها تبحر بحرية‬ ‫ُ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫* بروكسل‪ /‬املغرب‬ ‫كله‬ ‫العازفون كلهم من مالي‬ ‫* بغداد‪/‬العراق‬ ‫الرافدين»‪ ،‬بيروت‪.‬‬ ‫وت ـج ـ ّـرب ــه ح ـق ــا‪ .‬أخـ ـيـ ـرًا‪ ،‬هـ ــذا ه ــو ما‬ ‫ذلــك فــي الـقــرن ال ـحــادي والعشرين‪،‬‬ ‫مـ ـس ــاع ــدوه م ــاك ــن ص ـغ ـيــريــن إل ــى‬ ‫كاملة تتبع طريقًا أصـلـ ّـيــا‪ .‬فــي يوم‬
‫‪7‬‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬
‫كلمات‬ ‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫‪6‬‬
‫رواية‬ ‫ترجمة‬
‫ُ‬
‫جورجي أمادو‪ :‬قليل من الكذب ينعش قلب اإلنسان‬ ‫كارل أوفه كناوسغارد‪ :‬بحثًا عن المعنى المفقود‬
‫منطقية‪ّ ،‬‬
‫الصغير لكل منا‪ ،‬أم في الحلم اإلنساني‬ ‫وح ـس ــده‪ ،‬إال أن لـحـكــايـتــه قـ ــدرة جـ ّـيــدة‬ ‫مهدي زلزلي‬
‫تحرض في مقابلها ثورته هو‪،‬‬
‫التي سرعان ما ّ‬ ‫وديع الراعي‬
‫الكبير؟»‪.‬‬ ‫على اإلق ـنــاع‪ .‬هكذا نكتشف أن فاسكو‬ ‫تمهد ليسرع بعدها إلى‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٌ‬
‫وإذا كــانــت ال ــرواي ــة قــد اخــتـتـمــت – كما‬ ‫هو حفيد رجل أعمال ثري عاش شبابه‬ ‫بعد «كاكاو» و«نساء النب»‪ ،‬أعادت «دار‬ ‫مــراضــاتـهــا وتهدئتها‪ ،‬مـتــذكـرًا ظروفها‬ ‫قـلـيـلــة ه ــي ال ـعــامــات األدب ـي ــة ال ـجــديــدة‪،‬‬
‫ُ‬
‫افــتـ ِـتـ َـحــت – بــاألس ـئ ـلــة‪ ،‬فـتــركــت ال ـقــارئ‬ ‫فــي الـحــانــات واملــواخ ـيــر‪ ،‬ونـتـعــرف إلــى‬ ‫الساقي» أخيرًا إصدار النسخة العربية‬ ‫االستثنائية وحاجتها إليه‪.‬‬ ‫ال ـتــي ب ــرزت مـنــذ مـطـلــع األل ـف ـيــة الـثــالـثــة‪.‬‬
‫أي‬ ‫َّ‬
‫ف ــي حـ ـي ــرة م ــن أمـ ـ ــره حـ ـي ــال ص ــح ــة ّ‬ ‫مشوقة تتعلق بحصوله على‬ ‫ّ‬ ‫تفاصيل‬ ‫البحار»‬ ‫من رواية جورجي أمادو «عودة ّ‬ ‫املطلب الرئيس لكناوسغارد خــال تلك‬ ‫ن ـت ـحــدث ع ــن األسـ ـم ــاء ال ـش ـ ّـاب ــة ال ـت ــي ما‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫ال ـف ـتــرة ك ــان أن ي ـع ـمــل‪ .‬أن ي ـجــد ال ـه ــدوء‬ ‫ّ‬
‫مــن الــروايـتــن‪ ،‬فــإن الثابت واألكـيــد هو‬ ‫شهادة رئيس البحارة‪.‬‬ ‫التي كانت قد صــدرت بلغتها األصلية‬ ‫زال ـ ــت ف ــي ق ـمــة ال ـع ـط ــاء‪ ،‬ول ــدي ـه ــا مــتـســع‬
‫تـ ــوريـ ــط الـ ـك ــات ــب لـ ـق ــارئ ــه فـ ــي ت ـعــاطــف‬ ‫َّأما الفصل الثالث‪ ،‬فيحمل مالمح حسم‬ ‫ع ــام ‪ ،1961‬ونـقـلـهــا ال ـكــاتــب وامل ـتــرجــم‬ ‫والوقت للقراءة وكتابة الجزء الثاني من‬ ‫زم ـ ـنـ ـ ّـي لـ ـت ــواص ــل ع ـم ـل ـه ــا‪ ،‬ال ت ـل ــك ال ـتــي‬
‫مطلق مــع البطل فــي جميع أحــوالــه‪ ،‬إذ‬ ‫املعركة بني أنصار كل من الروايتني‪ .‬فقد‬ ‫ال ـس ــوري م ـم ــدوح عـ ــدوان إل ــى الـعــربـ َّـيــة‬ ‫السداسية‪ ،‬بخاصة أن ليندا كــان تتابع‬ ‫اسـتـمـ ّـر بريقها منذ النصف الـثــانــي من‬
‫دراس ـت ـه ــا ال ـجــام ـع ـيــة مـ ـس ـ ً‬ ‫ُ‬
‫سيميل حتمًا إلــى تصديقه في الفصل‬ ‫مات قبطان إحدى سفن «إيتا» الكبيرة‬ ‫ف ــي ال ـت ـس ـع ـي ـن ـيــات‪ ،‬ف ــي إطـ ـ ــار سـعـيـهــا‬ ‫ـاء‪ ،‬وبــالـتــالــي‬
‫ً‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬وت ّوجت بالجوائز وصار‬
‫األول‪ ،‬وسـيـسـتـظــرف كــذبـتــه الـبـيـضــاء‬ ‫َّ‬ ‫أث ـن ــاء رحـلـتـهــا ب ــن ري ــو وس ـل ـف ــادور دا‬ ‫إلــى تقديم كل أعمال الكاتب البرازيلي‬ ‫ـوم م ـ ـ ـسـ ـ ـ ًـؤوال عــن‬ ‫ك ـ ـ ــان خ ـ ـ ــال نـ ـص ــف يـ ـ ـ ـ ٍ‬ ‫أصحابها ُع ّجزًا‪ ،‬بل مات بعضهم‪.‬‬
‫غير املؤذية ويتفهم أسبابها ودوافعها‬ ‫َّ‬ ‫ـادة السفينة‪.‬‬ ‫الشهير إلى ّ‬ ‫تــأمــن احـتـيــاجــات األط ـفــال كــافــة‪ :‬تبديل‬ ‫الـ ـ ــروائـ ـ ــي اإلس ـ ـبـ ــانـ ــي ك ـ ــارل ـ ــوس ث ــاف ــون‬
‫بــاهـيــا‪ ،‬وتـسـلــم نــائـبــه ق ـيـ َّ‬ ‫قرائها العرب‪.‬‬
‫ّ‬
‫في الفصل الثاني‪ ،‬وسيحبس أنفاسه‬ ‫وأم ــام الـقــانــون ال ــذي يـقــول إن ــه فــي َّأول‬ ‫ت ـتــألــف ال ــرواي ــة م ــن ث ــاث ــة ف ـص ــول (أو‬ ‫ال ـح ـف ــاض ــات‪ ،‬إعـ ـ ــداد زج ــاج ــات الـحـلـيــب‬ ‫(‪ )1964‬ك ــان إح ــدى ه ــذه ال ـعــامــات‪ ،‬قبل‬
‫أم ــام اح ـت ـمــاالت انـكـشــافـهــا فــي الفصل‬ ‫م ــرف ــأ ت ـت ــوق ــف ف ـي ــه‪ ،‬ي ـج ــب أن ي ـقــودهــا‬ ‫«أحـ ـ ـ ــداث»)‪ ،‬ح ـيــث ن ـت ـعـ َّـرف ف ــي الـفـصــل‬ ‫وإع ـطــاؤهــا لـهــم‪ ،‬تغسيلهم وتنظيفهم‪،‬‬ ‫أن ي ـض ــع املـ ـ ــوت ف ــي حـ ــزيـ ــران (ي ــون ـي ــو)‬
‫ِّ‬
‫الـ ـث ــال ــث إل ـ ــى ح ـ ـ ّـد اب ـت ـه ــاج ــه ب ـعــاص ـفــة‬ ‫رئيس بـحــارة ولــو كــان متقاعدًا أو في‬ ‫األول إلى مسرح األحداث وهو ضاحية‬ ‫َّ‬ ‫الـطـبــخ والـجـلــي وغـســل املــابــس‪ ،‬تهدئة‬ ‫‪ 2020‬حـ ّـدًا مبكرًا لتجربته الفريدة‪ ،‬التي‬
‫ّ‬ ‫انفجارات بكائهم ومعرفة أسبابها‪...‬‬ ‫مـ ــزج ف ـي ـهــا ب ــن الـ ــروايـ ــات الـكــاسـيـكـيــة‬
‫مـ ـف ــاجـ ـئ ــة تـ ـقـ ـتـ ـل ــع الـ ـ ـبـ ـ ـي ـ ــوت وت ـ ـجـ ــرف‬ ‫إجازة‪ ،‬وسجلت قيادة املرفأ التي تبني‬ ‫بريبري الـهــادئــة التي يسكنها عجائز‬ ‫ّ‬
‫ال ـع ــرب ــات والـ ـس ـ ّـي ــارات وت ـن ـشــر األوب ـئــة‬ ‫أن أق ــرب قـبـطــان هــو فــاسـكــو املـقـيــم في‬ ‫ّ‬ ‫انـحــلــت هــذه املشكلة جزئيًا باستئجار‬ ‫للقرن التاسع عشر‪ ،‬ورواي ــات التشويق‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ومتقاعدون‪ ،‬وتظل الحياة فيها رتيبة‬
‫وتبكي الفقراء وتركع الرجال والنساء‬ ‫بريبري‪ ،‬لم يكن أمــام فاسكو إال تلبية‬ ‫يقصدها‬ ‫مكتب يقضي فيه نهاره‪ ،‬بعد أن يستيقظ‬ ‫ال ـبــول ـي ـس ـيــة‪ ،‬وق ـص ــص ال ـح ــب ال ـخ ــال ــدة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بطيئة إال في ّأيام الصيف‪ ،‬حني ّ‬ ‫ّ‬ ‫قبل الفجر‪ ،‬وال ُيعيده منه إلى البيت قبل‬
‫ٍ‬
‫باإلضافة إلى التأريخ ملدينته برشلونة‬
‫وتـنـتــزع الـسـفــن مــن مــراسـ َّيـهــا وتخلف‬ ‫نداء الواجب‪ .‬فهل تسير األمور على ما‬ ‫فتدب فيها الحياة موقتًا‪ .‬وال‬ ‫السياح‬ ‫َ‬
‫قـتـلــى وم ـف ـقــوديــن‪ ،‬ف ـقــط ألن ـه ــا سـتـبـ ّـرر‬ ‫ّ‬
‫حقيقيًا‬ ‫يرام ويعود إلى بريبري قبطانًا‬ ‫ّ‬
‫ي ـ ـحـ ــرك رك ـ ـ ــود ب ــريـ ـب ــري س ـ ــوى مـفـتــش‬ ‫ح ـلــول مــوعـ ٌـد «م ـنــاوب ـتــه» م ــع أوالده إال‬ ‫خــال حقبتي الحرب األهلية اإلسبانية‬
‫ّ‬ ‫بـعــد مـعـمـ َّ‬ ‫ّ ٌ‬ ‫ِّ‬
‫اعتباطيًا اتخذه قبطانه املحبوب‪،‬‬ ‫قرارًا‬ ‫ـوديــة «إي ـت ــا» مصطحبًا معه‬ ‫الجمارك املتقاعد شيكو باشيكو كلما‬ ‫اتصال طارئ‪.‬‬ ‫والـ ـح ــرب ال ـعــامل ـيــة ال ـث ــان ـي ــة‪ ،‬م ـق ــدم ــا لنا‬
‫ّ‬
‫لـيـبــدو ق ــرارًا حكيمًا ويـنــصــب صاحبه‬ ‫التي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ع ـل ــى ع ـكــس الـ ـج ـ َـزء ي ــن األولـ ـ ـ ــن‪ ،‬ال ـلــذيــن‬ ‫ف ــي ربــاع ـي ـتــه «م ـق ـب ــرة ال ـك ـتــب امل ـن ـسـ ّـيــة»‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫كلوتيلد عــازفــة الـبـيــانــو الــرقـيـقــة ّ‬‫َّ‬
‫مستجدات‬
‫ّ‬
‫متحدثًا عن‬
‫ّ‬
‫عاد من املدينة‬
‫ُيحيالن إلى عنواني روايتني مشابهتني‬ ‫مــا يمكننا اعـتـبــاره ـ ـ مــن دون مبالغة ـ ـ ـ‬
‫عبقريًا من جديد!‬ ‫بطال‬ ‫تعرف إليها على ظهر السفينة أم تكذب‬ ‫الــدعــوى الـتــي رفـعـهــا ضــد الــدول ــة‪ .‬لكن‬
‫الــوصــف الــذي أوردت ــه ال ــدار على غالف‬ ‫الرحلة املفاجئة ّادعاءاته؟‬ ‫الجمهور يفقد فجأة حماسته لحكايات‬ ‫ت ـم ــام ــا ل ـع ـن ــوان ـه ـم ــا‪( ،‬روايـ ـ ـ ــة األم ـي ــرك ــي‬ ‫مالحم معاصرة‪.‬‬
‫ً‬
‫ال ـ ــرواي ـ ــة نـ ـق ــا ع ــن «نـ ـي ــوي ــورك ــر» ج ــاء‬ ‫«الحقيقة مــرمـ ّـيــة فــي ق ــرارة بـئــر‪ .‬هناك‬ ‫باشيكو‪ ،‬وينزله إلى املرتبة الثانية بعد‬ ‫ج ـي ـمــس آج ـ ــي‪ ،‬ورواي ـ ـ ــة األمل ــان ــي مــارتــن‬
‫َّ‬ ‫وفي تجربةٍ مختلفةٍ ‪ ،‬آتيةٍ من بيئةٍ أخرى‪،‬‬
‫ُمنصفًا‪ ،‬فهي تبقى «كوميديا مبهجة»‬ ‫يمكن العثور عليها عارية بدون ستار‬ ‫وصــول فاسكو موسكوسو دي أراغــان‬ ‫فالزر‪ ،‬على التوالي)‪ ،‬فإن «جزيرة الصبا»‬ ‫نمط آخـ َـر مــن النظر إلى‬ ‫ٍ‬ ‫ومعتمد ٍة على‬
‫وإن ضـ َّـمـنـهــا ال ـكــاتــب أس ـئ ـلــة فـلـسـفـ َّـيــة‬ ‫ليغطيها‪ ...‬في قرارة بئر وعارية‪ ...‬البئر‬ ‫إلـ ــى ب ــري ـب ــري لـيـقـيــم ف ـي ـهــا‪ ،‬فــالـقـبـطــان‬ ‫ال ـصــادرة أخـيـرًا عــن «دار الـتـنــويــر»‪ ،‬كما‬ ‫الـتـفــاصـيــل واألح ـ ــداث والـتـعــامــل معها‪،‬‬
‫ـري ــة ورس ــائ ــل‬ ‫ع ـم ـي ـقــة وط ـ ــروح ـ ــات فـ ـك ـ َّ‬ ‫ليست بئرًا والقرارة ليست قــرارة‪ ...‬هذا‬ ‫املتواضع والودود واللطيف مع الجميع‬ ‫ال ـجــزء يــن األولـ ــن‪ ،‬ت ـحـ ّـرف ع ـنــوان رواي ــة‬ ‫يبرز اســم الــروائــي النرويجي كــارل أوفه‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫الكاتب الروسي أندريه بالتونوف «بحر‬ ‫كناوسغارد (‪ ،)1968‬الــذي اشتهر عامليًا‬
‫أخالقية‪ ،‬وهي روايــة ممتعة بفصولها‬ ‫يعني أن الحقيقة يصعب نيلها‪ ...‬ولكن‬ ‫مــن األغـنـيــاء وال ـف ـقــراء ب ــدون استثناء‪،‬‬
‫الثالثة (زادتها الترجمة الرائعة ملمدوح‬ ‫مــن واجـبـنــا جميعًا البحث عــن حقيقة‬ ‫وص ــاح ــب امل ـغ ــام ــرات امل ـش ـ ّـوق ــة ال ـت ــي ال‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬
‫الصبا»‪.‬‬ ‫م ــن خ ــال ســداس ـي ـتــه «ك ـف ــاح ــي»‪ .‬ال ـجــزء‬
‫ع ـ ـ ـ ــدوان إم ـ ـتـ ــاعـ ــا)‪ ،‬وبـ ـحـ ـك ــاي ــة ال ـ ـ ــراوي‬ ‫كــل واقـعــة وأن نـغــرق أنفسنا فــي ظلمة‬ ‫ّ‬
‫األهم‬ ‫تحول سريعًا إلى املواطن‬ ‫تنتهي‪َّ ،‬‬ ‫صـ ـب ــا كـ ـن ــاوسـ ـغ ــارد‪ ،‬ج ــاع ــا‬ ‫م ــا يـ ـح ــدد ً ِ‬ ‫الـثــالــث (ج ــزي ــرة الـصـبــا) مــن الـســداسـيــة‬
‫ّ‬
‫امل ـس ـت ـق ــل ــة الـ ـت ــي ت ـ ـ ــدور فـ ــي زم ـ ــن آخـ ــر‪،‬‬ ‫البئر لنصل إلى نورها القدسي»‪ ،‬يقول‬ ‫َّ‬
‫واألكثر شعبية في بريبري‪.‬‬ ‫إي ــاه جــزيــرة ضمن بحر الـ ِّـصـبــا املتأللئ‬ ‫صدر أخيرًا بالعربية عن «دار التنوير»‪،‬‬
‫ولكنها تسير جنبًا إلى جنب مع حكاية‬ ‫أمـ ـ ــادو ف ــي م ـق ـ ّـدم ــة روايـ ـت ــه‪ ،‬ويـخـتـمـهــا‬ ‫ينضم ال ـقــارئ إلــى متقاعدي‬ ‫ّ‬ ‫وبـعــد أن‬ ‫والالمتناهي‪ ،‬هــو أبــوه بطريقة ٌ تربيته‬ ‫ـت للمترجم الـســوري النشيط‬ ‫بجهد الفـ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الـقـبـطــان‪ .‬وق ــد يـســأل ال ـقــارئ نفسه مع‬ ‫بقوله‪« :‬هــل يستطيع قـ ّـرائــي أن يقولوا‬ ‫بريبري في إعجابهم بشخصية البطل‬ ‫التي أشرنا إليها سابقًا‪ .‬هي رواية تحكي‬ ‫الحارث النبهان‪.‬‬
‫املـتــرجــم فــي خـتــام ال ــرواي ــة‪ :‬م ــاذا يعني‬ ‫ل ــي م ــا الـحـقـيـقــة ال ـكــام ـلــة؟ كـيــف يسمو‬ ‫األخــاذة التي يمثلها القبطان‪ ،‬يفاجئه‬
‫ّ‬ ‫عــن فـتــر ٍة تأسيسيةٍ إذًا‪ ،‬فــي حـيــاة كــارل‬ ‫ال ُي ـح ـي ــل عـ ـن ــوان ال ـس ــداس ـي ــة ف ـق ــط إل ــى‬
‫إذا كــان الكاتب يكذب؟ ألــم ّ‬ ‫أوف ــه وبــالـتــالــي فــي أدب ــه أيـضــا‪ ،‬تنغرس‬
‫يجمل حياة‬
‫هـ ـ ــؤالء ال ـ ـنـ ــاس؟ م ــا الـ ـ ــذي ن ـخ ـس ــره مــع‬ ‫أسئلة‬ ‫الكاتب‬ ‫نها‬ ‫«كوميديا مبهجة» وإن َّ‬
‫ضم‬
‫اإلنسان على رحلته في الحياة‪ :‬بالكيد‬
‫ّ‬
‫والـغــش يــومــا بـيــوم‪ ،‬أم بالحلم املحلق‬
‫الـ ـفـ ـص ــل الـ ـث ــان ــي ب ـح ـك ــاي ــة أخـ ـ ـ ــرى عــن‬
‫فيها جذور سلوكه وبذور ِطباعه‪.‬‬
‫سابق يحمل العنوان نفسه (سيرة‬
‫الزعيم النازي أدولف هتلر)‪ ،‬بل كذلك إلى‬
‫ٍ‬ ‫كتاب‬
‫ٍ‬
‫حياة فاسكو وماضيه قبل نزوله على‬
‫كذبه؟ ما الــذي يكسبه؟ ال شــيء‪ .‬فليكن‬ ‫ّ‬
‫َّ‬
‫أخالقية‬ ‫َّ‬
‫فكرية ورسائل‬ ‫َّ‬
‫فلسفية وطروحات‬ ‫ال ـ ــذي ال ي ـع ــرف ق ـي ـدًا وال ح ـ ـ ــدودًا؟ أيــن‬ ‫شاطئ بريبري‪ .‬وإن كان باشيكو الذي‬ ‫يميز هــذه الــروايــة هو غــزارة ذكريات‬ ‫ما ّ‬
‫عناوين أجزائها‪ ،‬وطبعًا ليس هذا سهوًا‪،‬‬
‫نفسره على أنه ٌ‬
‫ّ‬ ‫طفولة هــذا الصبي وكثرتها‪ ،‬إلــى درجة‬ ‫نوع‬ ‫وربما نستطيع أن ّ‬ ‫ّ‬
‫وليجمل هذه الحياة‪.‬‬ ‫كذابًا‪.‬‬ ‫الحقيقة؟ قولوا لي أرجوكم‪ :‬في الواقع‬ ‫كشف الحكاية الثانية مدفوعًا بحقده‬ ‫ّ‬
‫أننا نجد أنفسنا نتساءل أمامها‪ :‬من أين‬ ‫من التحدي األدبي‪.‬‬
‫يأتي هــذا الشخص بكل هــذه الذكريات؟‬ ‫الست‬ ‫ّ‬ ‫يشيد كناوسغارد أحداث رواياته‬ ‫ّ‬
‫ه ــل ع ــاش أك ـثــر مـنــا م ــن امل ـغ ــام ــرات رغــم‬ ‫حـ ـ ــول ي ــوم ـي ــات ــه ع ـل ــى امـ ـ ـت ـ ــداد س ـن ــوات‬
‫تشمم رائحة‬ ‫رقــابــة وال ــده وقــدرتــه على ُّ‬
‫ح ـيــاتــه‪ ،‬ال ـت ــي يـعــرضـهــا بـ ــدون تـسـلـسـ ٍـل‬
‫شعر‬ ‫ّ‬

‫ّ‬
‫ال ـ ـخـ ــوف ل ـ ــدى ابـ ـن ــه ع ـن ــد اقـ ـت ــراف ــه أح ــد‬ ‫زمني‪ ،‬وبتفاصيلها الدقيقة‪ ،‬حيث تشكل‬
‫َّ‬
‫املمنوعات الكثيرة؟ أم أن ذاكرته أقوى من‬ ‫هذه الرؤية التفصيلية نهجه في الكتابة‪،‬‬
‫ذاكرتنا إلى ِّ‬

‫دارين حوماني‪ :‬الشعر تعويذة ضد اختناق العالم‬


‫حد أنه لم تفلت منها حتى‬ ‫التي تحيلنا إلى الروائي الفرنسي الكبير‬
‫أب ـس ــط ال ــروائ ــح واألص ـ ـ ــوات وامل ــذاق ــات؟‬ ‫م ــارسـ ـي ــل بـ ــروسـ ــت‪ ،‬ص ــاح ــب ُس ـب ــاع ـ ّـي ــة‬
‫الشك‪ :‬هل خرج كارل أوفه‬ ‫ّ‬ ‫وأخيرًا يشتغل‬ ‫«بحثًا عن الزمن املفقود»‪.‬‬
‫عن سيرته وانطلق في التخييل؟‬ ‫ّ‬
‫نحن نتكلم عن نحو ‪ 3500‬صفحة مكتوبة‬
‫لم تلدهم‪ ...‬شاعرة مثلها ُمصابة بلوثة‬ ‫املــوت والحياة والبقاء ونزعة التخلص‬ ‫ولد‬ ‫يطالعنا عبر صفحات هذه الرواية ٌ‬
‫ً‬ ‫رنيم ضاهر‬ ‫ّ‬ ‫كقطعةٍ واحـ ــد ٍة‪ ،‬مــن دون تقسيمها إلــى‬
‫الشعر والحب والجنون وعدم التصديق‪،‬‬ ‫م ــن ال ـ ــزوائ ـ ــد‪ ،‬الـ ـت ــي ق ــد تـ ـك ــون رجـ ـ ــا أو‬ ‫ـاس‪ ،‬سريع التأثر والبكاء‪ ،‬لم يكبر‬ ‫حـ ّـسـ ٌ‬ ‫َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫كتاب من كتب‬ ‫ٍ‬ ‫أجــزاء أو فصول‪ ،‬لكن كل‬
‫تبحث فــي قبر أبيها ال ــذي ينظفه كلما‬ ‫مشروع قبر‪ .‬كذلك‪ ،‬يبدو جليًا سخطها‬ ‫ً‬ ‫مع الشاب الــذي صــار كاتبًا‪ ،‬بل بقي في‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫«اك ـت ـب ــي ال ـش ـعــر أوال‪ /‬ق ـبــل أن تــأخــذي‬ ‫السداسية يركز على مرحلة زمنية معينة‬
‫شعر بامللل‪ ،‬وفي محادثات األمــوات عن‬ ‫ع ـلــى رج ـ ــال ال ــدي ــن‪ ،‬ومـ ـش ــروع ال ــوج ــود‬ ‫ـال ــك‬ ‫داخله‪ ،‬يخرج ليجلس في حضنه عندما‬ ‫مــن ح ـيــاة ال ـكــاتــب‪ ،‬وه ــي ت ـجــري مكانيًاّ‬
‫مـ ـق ــاس ض ـغ ـط ــك‪ /‬ق ـب ــل ت ـع ـل ـيــم أط ـف ـ ِ‬ ‫يشرع األخير في الكتابة‪ .‬وهو ٌ‬
‫معنى للوجود‪ .‬إن صورة الرجل املتمثلة‬ ‫ب ـ ُـرمـ ـت ــه‪ ،‬وح ـن ـي ـن ـهــا الـ ــزائـ ــد إلـ ــى طـفــولــة‬ ‫الـ ـ ـ ـ ـ ّـدروس الـ ـي ــومـ ـي ــة‪ /‬وقـ ـب ــل أن ت ـبــدئــي‬ ‫َّ‬
‫اضطر‬ ‫ولد‬ ‫بني بلده النرويج والجارة السويد‪ .‬وإذا‬
‫تـنـعـكــس َع ـمــوديــا ف ــي ال ـ ُـب ــرك الـضــوئـيــة‪:‬‬ ‫التفكير‪ /‬بــالــرؤوس امللفوفة بــالـ ّـســواد‪/‬‬
‫ّ‬ ‫لتأليف القصص منذ الصغر‪ ،‬فهو يرسم‬ ‫رواياته توثيقية س َيرية‪ ،‬ال مكان فيها للتخييل على ّ‬
‫حد تعبيره‬ ‫م ــا ُتــابـعـنــا بـلـغــة األرقـ ـ ــام‪ ،‬يـتـعـ ّـن علينا‬
‫بصورة األب الغائب‪ ،‬قد تلتصق بعقدة‬
‫ال ـك ـتــرا ال ـتــي تـصـيــب ال ـن ـســاء الـبــاحـثــات‬ ‫ُ‬
‫سيعثر‬ ‫«رغ ــم ك ــل اح ـت ـمــاالت ال ـس ـقــوط‪/‬‬
‫َ‬
‫قـ ّـريـبــا ستتوقف ال ـح ـضــارة‪ /‬عــن تنشق‬ ‫السيناريوهات ويخطط لكذباته َّبإتقان‬ ‫ِ‬ ‫أن نشير إلــى إحـصــائـيــةٍ الف ـتــةٍ ‪ ،‬وهــي أن‬
‫ـرادف للعشق األبــوي‬ ‫عن حضن دافــئ‪ ،‬م ـ‬ ‫الله على أطفالي‪ /‬داخل البرك الضوئية‪/‬‬ ‫قـبــل أن يكذبها أم ــام والـ ــده‪ ،‬ليلتف بها‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬ ‫الشتاء‪ /‬وسنقبع بال معنى‪ /‬داخل عالم‬ ‫‪ %10‬من سكان بلده النروج‪ ،‬البالغني ‪5‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫ال ـك ــام ــن ف ــي الـ ــاوعـ ــي‪ .‬ف ـهــل ال ـب ـحــث عن‬
‫ُ‬
‫وسيعيدهم لي‪ /‬قبل الهروب األخير»‪.‬‬ ‫إل ـك ـتــرونـ ّـي‪ /‬يـفـصــل بيننا ص ـحــن طائر‬ ‫على ٌاملمنوعات الكثيرة‪.‬‬ ‫الفيزيولوجي ال الرمزي الذي حدث قبل‬ ‫بخاصة في‬ ‫ـيء‪،‬‬
‫االعتماد عليه في كل شـ ٍ‬ ‫قدر البراعة الالزم للتأليف‪.‬‬ ‫ماليني‪ ،‬اشتروا روايات سداسيته!‬
‫س ــاع ــة والـ ــدهـ ــا‪ ،‬ه ــو ال ـب ـحــث امل ـق ـن ــع عن‬ ‫نص دارين مفتوح على جميع االحتماالت‬ ‫عبر هذا البوح عن محنة‬ ‫ووهم عميق»‪ُ .‬ي ّ‬ ‫هي نقص‬ ‫ً‬ ‫طفولته‪،‬‬ ‫مشكلة أخرى طبعت‬ ‫بسنوات عديد ٍة‪ .‬الالفت في هذا املوت‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك‬ ‫ما يتعلق بأطفالهما األربعة‪.‬‬
‫ّ‬
‫سي ُرنا كناوسغارد في يوميات‬ ‫بينما ُي ِّ‬ ‫توثيقية‪ِ ،‬س َيرية‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫روايات كناوسغارد إذًا‬
‫فأمه‪ ،‬وإن لم تكن قاسية كأبيه‬ ‫العاطفة‪ُّ .‬‬
‫آخــر يشبهه؟ هــي الـتــي تعتبر أن الـفــراغ‬ ‫واألسئلة‪ .‬قد ال تجد لها إجابات دامغة‬ ‫البشر‪ ،‬وهــم يخوضون غمار ّ الحضارة‬ ‫هــو شكله وكيفية تهافت األب عليه‪ ،‬إذ‬ ‫بمشهد‬‫ٍ‬ ‫يبدأ الـجــزء األول مــن «كـفــاحــي»‬ ‫ح ـي ــات ــه امل ـن ـب ـس ـط ــة واملـ ـتـ ـش ــا َبـ ـه ــة‪ ،‬نـجــد‬ ‫ال م ـكــان فـيـهــا لـلـتـخـيـيــل‪ ،‬وف ــق م ــا يـقــول‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫«ذلــك الــذي يغفو في بطن الكون‪ُ /‬ينشد‬ ‫ت ـن ـع ــش ق ـل ـب ـهــا الـ ـ ــذي تــآك ـل ـتــه ال ـح ـقــائــق‬ ‫مــن دون ج ـنــاح أو ت ـعــويــذة‪ .‬إن ـهــا أيضًا‬ ‫وإن كــانــت تستمع لــه وتـنــاقـشــه وتـلــبــي‬ ‫ي ـبــدو أن ــه تـعــب مــن نـمــط حـيــاتــه امل ـحـ َّـدد‬ ‫فجأة في ُحفر ّ‬ ‫مصورة‪ ،‬مؤكدًا أنه‬ ‫هو نفسه في مقابلةٍ‬
‫عزلته‪ /‬ضجيج متحاربني وجـثــث‪ّ /‬‬
‫أي‬
‫مونولوج‬ ‫الرمادية على حد قولها‪« :‬الحقيقة كثيرة‬ ‫ّ‬ ‫ح ــال ال ـن ـســاء ال ـلــواتــي ت ّــدعــوهــن داري ــن‬ ‫تحطه بالعاطفة‬ ‫طلباته‪ ،‬فإنها مع ذلك لم ِ‬ ‫ّ‬
‫وال ـضـ ّـيــق‪ ،‬وانـتـقــل لعيش ح ـيــا ٍة متفلتةٍ‬
‫ب ــن األب وابـ ـن ــه ع ـن ــدم ــا كـ ــان ع ـم ــر ه ــذا‬
‫َّ‬
‫ـوات‪ .‬ل ـكــن «م ــوت في‬
‫تأمالته‬ ‫أنفسنا قد وقعنا‬
‫أخذ هذا املنحى في كتابته بسبب فشله‬
‫األخ ـيــر ثـمــانــي س ـن ـ ٍ‬ ‫الـنـفـسـيــة والـفـلـسـفـيــة‪ ،‬ال ـتــي تـهـبــط بـنــا‪،‬‬
‫ّ‬
‫ُمحادثة ولدت هذا العالم القذر؟»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫داخلي‬ ‫علي‪ /‬إنها رمادية‪ /‬ولها لحية ُمخيفة‪/‬‬ ‫ّ‬
‫َ‬
‫حوماني‪ ،‬شاعرة هــذا النص‪ ،‬كي يكتنب‬ ‫ّ‬
‫كطفل‪ ،‬والتي يمكن أن‬ ‫ٍ‬ ‫التي يحتاج إليها‬
‫ّ‬ ‫من كل ذلك‪ ،‬حيا ٍة كحوليةٍ ‪ ،‬ساقه إدمانه‬ ‫العائلة» ال تتناول هذه املرحلة العمرية‬ ‫من خالل تساؤالتها‪ ،‬إلى أعماق النفس‬ ‫عمل‬ ‫ِّ‬
‫على مدى أربع سنوات في إبداع أي ٍ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ٍّ‬
‫تـظـهــر داري ـ ــن حـ ــرة وش ـف ــاف ــة‪ ،‬ت ـعــبــر عن‬
‫غربتها في املكان والــزمــان‪ ،‬عن وحدتها‬
‫ُموجع‬ ‫لم أخرجتني من بطن أمي‪ /‬هل كان ذلك‬
‫ضروريًا»‪.‬‬
‫الشعر قبل االهتمام بالدروس اليومية‬ ‫تعوض بها قسوة وال ــده‪« :‬كانت جدتي‬
‫الشخص الوحيد الذي يلمسني ويلمس‬
‫يصوره لنا‬ ‫إياها إلى حتفه املقرف‪ ،‬الذي‬
‫ّ‬
‫من حياة كارل أوفه‪ .‬أراد الكاتب باملشهد‬ ‫ال ـب ـش ــري ــة‪ .‬ت ـســاعــدنــا ع ـلــى رؤي ـ ــة م ــا مـ ّـر‬
‫قـ ــد ُيـ ــريـ ــب ه ـ ــذا ه ـ ــواة ال ـت ـص ـن ـي ــف‪ ،‬لـكــن‬
‫تخييلي‪.‬‬
‫ألطفالهن أو بفتاوى رجــال الــديــن‪ ...‬هي‬ ‫اضطر للتعامل معه برفقة‬ ‫الكاتب بعدما‬ ‫املذكور أن يضعنا في صورة هذه العالقة‬ ‫ب ــه وف ـهــم م ــا يــرمــي إل ـيــه م ــن تشبيهاته‬
‫ح ـتــى داخـ ــل نـفـسـهــا وان ـع ـك ــاس ك ــل هــذا‬ ‫يشبه‬ ‫لـ ـي ــس ل ـ ــداري ـ ــن سـ ـ ــوى الـ ـكـ ـت ــاب ــة‪ ،‬فــرب ـمــا‬ ‫التي تتنبأ بانتهاء املعنى من الحضارة‬ ‫إن ـغ ـف ــه‪ .‬ك ــان ــت ال ـش ـخــص ال ــوح ـي ــد ال ــذي‬ ‫شقيقه إنغفه‪ ،‬وكان مسرحه بيت الجدة‬ ‫امل ــرت ـبـ ـك ــة‪ ،‬الـ ـت ــي ط ـب ـعــت حـ ـي ــاة ال ـكــاتــب‬ ‫ال ـح ــاذق ــة وال ـكــاش ـفــة‪ .‬ي ـطـ َـرح أمــام ـنــا من‬ ‫مـ ـ ــاذا ي ـه ـ ّـم ـن ــا‪ ،‬ح ــن ي ـك ــون ال ـع ـم ــل ال ــذي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫الـ ـخ ــراب ف ــي مــرآت ـهــا امل ـص ــاب ــة بــال ـصــدأ‪:‬‬
‫ُ‬ ‫بيروت‬ ‫ه ـن ــاك ي ـك ـمــن الـ ـب ــرزخ ال ـ ــذي ت ـب ـحــث عنه‬ ‫بعد انهيار التكنولوجيا‪ ،‬لننعزل بحثًا‬ ‫ويربت على أذرعنا‪ .‬كانت أيضًا‬ ‫يعانقنا‬ ‫شبه الـعــاجــزة‪ ،‬وعلى مــرأى مــن عينيها‪،‬‬ ‫وشخصيته‪ ،‬وبالتالي أدب ــه فــي مرحلةٍ‬ ‫ـات‬ ‫ُ‬
‫خ ــال ه ــذه ال ـت ـســاؤالت ع ــق ـدًا ومـشـكـ ٍ‬ ‫تخييليًا؟‬
‫ّ‬ ‫نقرأه جيدًا‪ّ ،‬إن كــان ِسي ًريًا أو ً‬
‫«أل ـي ــس ه ــذا م ــا ت ــري ــدون ــه‪ّ :‬أي ـه ــا الــرجــال‬ ‫الجريحة‬ ‫عـلــى ام ـت ــداد صـفـحــات ال ـك ـتــاب‪ .‬تتجلى‬ ‫عــن أرواح ـن ــا املـف ـقــودة داخ ــل ه ــذا الــوهــم‬ ‫ال ـش ـخــص ال ــوح ـي ــد ال ـ ــذي ي ـل ـعــب مـعـنــا»‬
‫ّ‬ ‫لتتحطم بذلك الصورة التي نحتها األب‬ ‫للتقرب من أبيه‬ ‫ّ‬ ‫الحـقــةٍ ‪ .‬مـحــاوالت الولد‬ ‫تبحث في معنى حياة اإلنسان‪ ،‬والصراع‬ ‫النوعان يتطلبان شجاعة وبراعة‪ ،‬وربما‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ُّ‬
‫ال ــت ـع ـس ــاء؟‪ /‬املـ ـك ــان يـجـعـلـنــي أرت ـج ــف‪/‬‬ ‫فــي نصوصها الـقـصـيــرة‪ ،‬أف ـكــار ُمكثفة‪،‬‬ ‫الثقيل‪ ،‬الــذي قد يكون الجسد أو الــروح‪،‬‬ ‫يعبر عن ذلك‪.‬‬ ‫لنفسه طيلة حـيــاتــه‪ ،‬وأط ــر حـيــاة ابنيه‬ ‫الذي يأخذ مسافة منه تحددها الصرامة‬ ‫الدائم بني عاطفته التي تظل توقعه في‬ ‫ي ـك ــون ه ـ ــذان ال ـع ــام ــان م ـط ـلــوبــن أكـثــر‬
‫موتي أنا بارد اليوم‪ /‬وحياتي الوحيدة‬ ‫ٌ‬ ‫فاملوسيقى «تنجز ما يصعب على عمر‬ ‫أو الحياة نفسها وهي تنقص كل لحظة‪...‬‬ ‫تبقى معاملة أبيه له وألخيه سمة طفولته‬ ‫ّ‬
‫بإطارها‪ ،‬قبل أن يحطمه خارجًا منه‪.‬‬
‫ً‬
‫األشـبــه بالتراتبية العسكرية‪ ،‬مستغال‬ ‫املـ ـ ــآزق‪ ،‬ورغ ـب ــات ــه امل ـك ـبــوتــة وطـمــوحــاتــه‬ ‫فــي األع ـمــال الـ ِّـسـ َـيــريــة؛ أن يـكــون الكاتب‬
‫ُ‬ ‫وحياته األبرز‪« :‬كنت أخافه خوفًا شديدًا‬ ‫ّ‬ ‫املـ َّ‬ ‫جريئًا بما يكفي ليعرض حياته وحياة‬
‫اقتسمها أن ــذال»‪ .‬داري ــن التي تشكك في‬ ‫كــامــل إنـ ـج ــازه إلصـ ــاح م ــرض صــامــت»‬ ‫هذا ِعوضًا عن وطنها ّالذي ضاع منها‪،‬‬ ‫في الجزء الثاني‪ ،‬يحدث انتقال مكاني‪.‬‬ ‫ألج ــل ذل ــك أي ف ــرص ــة‪ ،‬ف ــوال ــده يـشــكــل له‬ ‫ـؤج ـلــة بـتــأثـيــر تـلــك الـعــاطـفــة‪ ،‬بخاصة‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال أستطيع اآلن إعادة تجسيده كله مهما‬ ‫َّ‬ ‫أوقع‬
‫جـ ــدوى ال ـح ـي ــاة‪ ،‬ت ـط ـلــب أن ت ـع ــدم تحت‬ ‫و«ال ـق ـط ـي ـع ــة ي ـت ــوج ــب أن نـ ـش ــرع ب ـهــا‪/‬‬ ‫حــن منحت صوتها الــشــاعــري للطغاة‪،‬‬ ‫يـتــرك كـنــاوسـغــارد زوج ـتــه فــي الـنــرويــج‬ ‫املثال الالواعي عن الرجل الذي يطمح أن‬ ‫أن ال ـك ــات ــب ال ـن ــروي ـج ــي م ــن األش ـخ ــاص‬
‫ّ‬ ‫غرباء‪ ،‬وهــذا ما ّ‬ ‫ٍ‬ ‫ـاس‬
‫عائلته على أنـ ٍ‬
‫الـشـجــرة األخ ـيــرة مــن مــديـنـتـهــا‪ ،‬بـعــد أن‬ ‫عوضًا عن التأسف املستمر‪ /‬على حياة‬ ‫ترثو دارين األشجار التي ُبترت أعناقها‪،‬‬ ‫بــذلــت مــن جـهــد» ي ـقــول‪ .‬ويــؤكــد أن رعبه‬ ‫وي ـقــرر ب ــدء ح ـيــا ٍة ج ــدي ــد ٍة فــي العاصمة‬ ‫يصيره عندما يكبر‪ ،‬لتنقلب الحال الحقًا‬ ‫ال ــذي ــن ي ـغ ــل ـب ــون م ـص ـل ـحــة اآلخـ ــريـ ــن مــن‬ ‫ـات تتعلق بحقه‬ ‫كـنــاوسـغــارد َ فــي مـشـكـ ٍ‬
‫تترك روحها وجسدها للمطر والشعر‪،‬‬ ‫نعيشها ليست لنا»‪.‬‬ ‫فأشعرتها بالهزيمة والضعف‪ ،‬لكن أكثر‬ ‫َّمن أبيه كان نفسيًا ال جسديًا‪ ،‬بتحديده‬ ‫السويدية استوكهولم‪ .‬كــان على معرفةٍ‬ ‫ـال ال ــذي ال‬ ‫فــي ِفـعــل مــا فـعــل‪ ،‬كما ّأدى إلــى مقاطعة‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫أنه لم يكن يخشى األلم الناتج عن ضرب‬ ‫مــع هــذا األب تـحــديـدًا إلــى املـ ّثـ ً‬ ‫أف ــراد عائلته وأصــدقــائــه على مصلحته‬
‫ـدد مــن أقــربــائــه لــه‪ .‬بــل وصــل األم ــر إلى‬
‫املوسيقى والكتب‪ ،‬ومعزوفات الليل كي‬ ‫كذلك تطرح دارين سؤاال وجوديًا عن الله‪:‬‬ ‫مــا آملـهــا ف ــراق مكتبتها الـتــي ال تسعها‬ ‫بليندا بوستروم من خالل لقاءات أدبية‪،‬‬ ‫ـاص ــة عـنــدمــا‬ ‫ي ــري ــد أبـ ـ ـدًا أن ي ـص ـي ــره‪ ،‬خ ـ‬ ‫الـشـخـصـيــة‪ ،‬بسبب مـعــامـلــة أبـيــه لــه في‬ ‫عـ ٍ‬
‫تكتمل خطواتها فوق املاء‪.‬‬ ‫«أال يشعر بالخيبة أيضًا من البشرية؟!»‬ ‫حقيبة السفر‪.‬‬ ‫أبـيــه‪ ،‬بــل مظهره الغاضب بكل تفاصيل‬ ‫ضمانات‬ ‫وكــانــت بشكل ال واع وبــا ِّ‬
‫أي‬ ‫يصير أبًا‪.‬‬ ‫صـغــره‪ ،‬التي جعلته يشعر باملسؤولية‬ ‫إقامة دعاوى قضائية تطالب بمنع نشر‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ّ‬
‫من خالل القصائد الطويلة‪ ،‬التي تأخذنا‬ ‫ال ـ ـسـ ــؤال األصـ ـ ــم ت ـن ـق ـلــه م ــن ال ـص ـف ـحــة ‪9‬‬ ‫كـتــاب «أشـجــار غير آمـنــة» (دار النهضة‬ ‫وجهه وحركاته‪« .‬كنت أتمنى املوت بعد‬ ‫أو وعود‪ ،‬بل من دون أن تكون قد بادلته‬ ‫يـ ـص ـ ّـور ال ـك ــات ــب ف ــي هـ ــذه الـ ــروايـ ــة فـتــرة‬ ‫مجرد‬ ‫عن أي حادث يحصل معه ولو كان ّ‬ ‫رواياته ومصادرة النسخ املوزعة منها‪،‬‬
‫ب ـش ـكـ ٍّـل خ ـ ـ ٍّ‬
‫ُ‬ ‫تلك املواجهات» يوضح‪.‬‬ ‫ـاص بـسـبــب ت ـص ــوي ــره سـلــوك‬
‫إلى غير موضوع أو املكثفة املكتفية بما‬ ‫حتى ‪ ،117‬حيث تختتم الكتاب بعبارة‪:‬‬ ‫العربية) هو عنوان املجموعة الشعرية‬ ‫اإلعجاب حتى‪ ،‬وراء قراره باالنتقال‪.‬‬ ‫ش ـب ــاب ــه ال ـ ـبـ ــاكـ ــر؛ مـ ـغ ــام ــرات ــه ال ـغ ــرام ـي ــة‬ ‫شاهد عليه‪ ،‬أو حتى الضحية فيه‪ .‬وما‬ ‫ٍ‬
‫َّ ّ‬ ‫ُ‬ ‫األولــى‪ ،‬دراسته الجامعية‪ ،‬بداية ّ‬
‫قل ودل‪.‬‬ ‫«ه ـ ــل ُي ـم ـك ـن ــك أن ت ـك ـت ــب اآلن وت ـ ـحـ ـ ّـب‪/‬‬ ‫ال ـســادســة ل ــداري ــن حــومــانــي‪ .‬نـحــن أم ــام‬ ‫وف ــي ان ـت ـظــار أن يـكـبــر لـيـحـقــق انـتـقــامــه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫نجدهما في بداية «رجل عاشق» (صادرة‬ ‫تحوله‬
‫ّ‬
‫ضاعف من مأزقه هذا وزاد مسؤوليته أن‬ ‫أبيه الصارم معه ومع أخيه‪ ،‬وضربهما‬
‫ّ‬
‫َ‬
‫فــي تعريفها لـلُـخـســارة تـ ُقــول الـشــاعــرة‪:‬‬ ‫وتقبل اآلخــريــن‪ُ /‬مـتـجــاوزًا القلق واأللــم‬ ‫مـ ــونـ ــولـ ــوج داخـ ـ ـل ـ ــي‪ ،‬مـ ــوجـ ــع‪ ،‬ح ـق ـي ـقــي‪،‬‬ ‫يتخذ من نفسه وسيلة لالنتقام من أبيه‬
‫ّ‬ ‫بالعربية فــي كـتــابــن) وق ــد كـ ّـونــا عائلة‬ ‫إلــى شــاب مستقل‪ ،‬وابـتـعــاده عــن البيت‬ ‫زوجته (أصبحت اآلن زوجته السابقة)‪،‬‬ ‫بأساليب فظة‪ ،‬وتعبيره عن‬ ‫ّ‬ ‫ومعاقبتهما‬
‫«ص ـب ــاح ــا‪ُ /‬س ــأح ــاول أن أح ـ ـ ّـب أم ــي من‬ ‫واإلن ـ ـسـ ــان»‪ .‬ت ـت ـســاءل ف ــي م ـكــان ســابــق‪:‬‬ ‫مـسـتـتــر أح ـي ــان ــا‪ ،‬ف ــاض ــح ف ــي الــدهــال ـيــز‪،‬‬ ‫وممن حوله ومــن العالم أجمع‪ ،‬كما هي‬ ‫أوالد بــأع ـمــار مـتـقــاربــة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ك ـب ـيــرة‪ :‬أرب ـع ــة‬ ‫العائلي‪ .‬أمر حدث بالتزامن مع (وساهم‬ ‫ال ـش ــاع ــرة ال ـســويــديــة ل ـي ـنــدا ب ــوس ـت ــروم‪،‬‬ ‫مشاعر الكره له وتمنيه موته وسعادته‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ج ــدي ــد‪ /‬أن أق ـ ّـص ــر امل ـس ــافــة بـيـنــي وبــن‬ ‫الكتب أيضًا فتحات املزمار»‪.‬‬
‫ُ‬
‫شغفها املـضـحــك املـبـكــي فــي زم ــن رديء‬ ‫«م ــا ال ـع ــال ــم؟ م ــا ال ــوج ــود؟ م ــا ال ــزم ــن؟»‪.‬‬ ‫شاحب ومضيء‪ُ ،‬يشبه بيروت ّالجريحة‪.‬‬ ‫ح ــال الـضـعـفــاء الــذيــن ال ّ يـمـلـكــون ســوى‬ ‫إليهم بالنسبة إلى الزوج الكاتب‪،‬‬ ‫يضاف ّ‬ ‫ف ـي ــه ك ــذل ــك) االنـ ـفـ ـص ــال الـ ـ ــذي وق ـ ــع بــن‬ ‫اضطرابات نفسية في شبابها‬ ‫ٍ‬ ‫عانت من‬ ‫عندما حــدث ذلــك‪ .‬أمــا مــن ناحية أخــرى‪،‬‬
‫َّ‬
‫يمر ضباب بيني وبينهم‪ /‬ما‬ ‫جثة أبي‪ّ /‬‬ ‫في ممرات دارين حوماني املظلمة تقول‪:‬‬
‫ُ‬
‫التعليب «يقول العصفور‪ :‬لم آخذ حصتي‬ ‫تهرب داريــن من املــوت إلــى الحياة حيث‬ ‫ّأم ــا وب ــاء كوفيد ـ ـ ‪ ،19‬فيبدو أن ــه أصــاب‬ ‫أجـ ـس ــاده ــم‪ ،‬ح ـيــث ت ـت ـمــثــل وس ـي ـل ـتــه في‬
‫تخيل جسده الصغير ّ‬ ‫االنتقام في ُّ‬ ‫روايـ ـت ــه ال ـ ٌســاب ـقــة نـجــاحــا‬
‫ال ـ ــذي حــق ـقــت ّ‬ ‫وال ــدي ــه‪ ،‬وارتـ ـب ــاط والـ ــده ب ــام ــرأ ٍة أخ ــرى‪،‬‬ ‫ال ـبــاكــر‪ ،‬أدخـلـتـهــا إل ــى امل ـصـ ّـح وجعلتها‬ ‫ـي والـعــابــر وال ـعــادي‬ ‫ف ــإن تـصــويــر الـيـ ٍّـومـ ّ‬
‫ّ‬ ‫عــاملـهــا بــالـتـ ّ‬ ‫ممددًا‬
‫العالم ُمقارنة بهذه الخسارة»‪.‬‬ ‫«أحـ ـب ــك‪ /‬ك ـمــا ت ـح ــب آلـ ــة ال ـت ـص ــوي ــر‪ /‬أن‬ ‫مــن امل ــاء‪ /‬املـيــاه عـكــرة‪ /‬تقول النحلة‪ :‬لم‬ ‫الزمن السائل يحيي باملوسيقى واأللوان‬ ‫ـوحــد وأص ــاب الــلـغــة نفسها‬ ‫أكـ ـب ــر م ــن املـ ـت ــوق ــع‪ ،‬ط ـف ـل ــة خ ــام ـس ــة هــي‬ ‫منصرفًا عن التشديد على العائلة بعدما‬ ‫تحاول االنتحار‪ .‬وما بقي من هذه املحنة‬ ‫مما يحصل مع أي منا‪ ،‬وتقديمه بطريقةٍ‬
‫ً‬ ‫آخذ حصتي من الزهرة‪ ...‬الزهرة ُمقفلة»‪.‬‬ ‫فــي ال ـتــابــوت‪ ،‬فـيـمــا ال ـنــدم يـنـهــش وال ــده‬
‫فعال يا دارين… ما العالم ُمقارنة بهكذا‬ ‫تــأخــذ ص ـ ــورة‪ .»...‬فــي املـمــر نفسه تبحث‬ ‫والقصائد‪ ،‬وقد تكون األحالم تعويضها‬ ‫َ‬
‫بالعدوى‪.‬‬ ‫ليندا نفسها‪ ،‬ذات الظروف الخاصة كما‬ ‫انكسرت حلقتها‪.‬‬ ‫بعد ذلك هو ضعف ثقتها بنفسها‪ ،‬التي‬ ‫تجذب اهتمام القراء وتحتفظ بهم‪ ،‬فهو‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫خسارة؟‬ ‫عن ساعة والدها فوق الفراش‪ ،‬عن أطفال‬ ‫لكن تبقى «األشـجــار أشيائي الخاصة‪/‬‬ ‫عن رحيل األب والرجل الخائن‪ .‬فالكلمات‬ ‫الـحــب بالنسبة إليها مرتبط بغريزتي‬ ‫على سوء معاملته له‪.‬‬ ‫غضب غير‬ ‫أسلفنا‪ ،‬إذ تنفجر في موجات‬ ‫املوت في العنوان هو موت األب‪ ،‬بمعناه‬ ‫جعلتها ال تطيق بعده عنها‪ ،‬وتكثر من‬ ‫أمــر يتطلب ق ــدرًا مــن الـبــراعــة ال يـقــل عن‬
‫ٍ‬
‫كلمات‬ ‫السبت ‪ 18‬كانون األول ‪ 2021‬العدد ‪4517‬‬

‫أوراق‬
‫ّ‬
‫عن أبي العالء المعري‬
‫ً‬
‫ي ــرف ـع ــه ل ـي ـص ـ ّـي ــره ت ـع ـب ـي ـرًا شـ ــامـ ــا عــن‬ ‫زكريا محمد *‬
‫االمتالء والرضا عن النفس‪ ،‬وتعبيرًا عن‬
‫االكتفاء من الحياة عند قــدوم املــوت‪ .‬ثم‬
‫يعارضه بشعور آخر‪ ،‬شعوره هو‪ّ ،‬‬
‫املعبر‬ ‫‪ -1‬الطريق المهجور‬
‫ّ‬
‫عن الخواء والخسران وعدم الرضا‪ .‬وهو‬ ‫ملــاذا لــم يشكل ديــوان «لــزوم مــا ال يلزم»‬
‫بـهــذا ينقل الـحــوار مــع ابــن الخطيم إلى‬ ‫بالنسبة إل ــى ش ـعــراء عـصــر أب ــي الـعــاء‬
‫م ـس ـتــوى فـلـسـفــي‪ ،‬ل ــم يـفـكــر فـيــه األخ ـيــر‬ ‫املـ ـع ــري وم ـ ــا بـ ـع ــده ن ـم ــوذج ــا ُي ـح ـت ــذى‪،‬‬
‫أغلب الظن‪.‬‬ ‫وطريقًا مختلفًا يمكن السير فيه؟ ملاذا‬
‫ّ‬
‫ثم انظر إلى بيت شاعر آخر هو «الثقفي»‬ ‫ظـ ــل ث ـم ــرة غ ــري ـب ــة ل ــم ي ـج ــرؤ أحـ ــد عـلــى‬
‫الذي يقول فيه‪:‬‬ ‫التقاطها؟ ملــاذا لم يتحول كسره لعمود‬
‫يا رب مثلك في النساء غريرة‬ ‫الشعر العربي إلــى ثــورة عامة؟ وأقصد‬
‫بطالق‬ ‫جهزتها‬ ‫بيضاء قد ّ‬ ‫ب ـع ـم ــود ال ـش ـع ــر ه ـن ــا أغـ ـ ـ ــراض ال ـش ـع ــر‪.‬‬
‫ِ‬
‫إنـ ــه مـ ــرة أخ ـ ــرى ي ـن ـتــزع هـ ــذا ال ـب ـيــت من‬ ‫فعمود الشعر هو أغراضه‪ :‬املدح والفخر‬
‫سياقه‪ ،‬ويصعد بــه إلــى األعـلــى ليصير‬ ‫والــرثــاء والـغــزل ووص ــف اإلب ــل والرحلة‬
‫فلسفة‪:‬‬ ‫في الصحراء والبدء باألطالل أو النسيب‪،‬‬
‫لم ألف كالثقفي بل عرسي هي‬ ‫إل ــخ‪ ،‬ال طريقة نظمه على شطرين كما‬
‫بطالق‬ ‫جهزتها‬ ‫السوداء ما ّ‬ ‫قــد يفهم بعضهم هــذه األي ــام‪ .‬فقد ألغى‬
‫ِ‬
‫إنـهــا القضية النقيض تـمــامــا‪ :‬األبـيــض‬ ‫أبـ ــو الـ ـع ــاء ج ـم ـيــع أغـ ـ ــراض ال ـش ـعــر في‬
‫ضـ ــد األس ـ ـ ـ ـ ــود‪ ،‬االم ـ ـت ـ ــاء فـ ــي م ــواج ـه ــة‬ ‫اللزوميات بضربة واحــدة‪ .‬رمى بها في‬
‫الـ ـخ ــواء‪ .‬أم ــا ع ــرس أب ــي ال ـع ــاء ال ـتــي لم‬ ‫القمامة‪ .‬فلماذا لــم يتابعه أحــد فــي هذا‬
‫يطلقها‪ ،‬فهي الــدنـيــا‪ .‬فهو يتمسك بها‬ ‫عـمـلـيــا؟ ل ـ َـم ل ـ ْـم تلتقط ق ــدم أح ــد الطريق‬
‫رغـ ــم ك ــل م ــراراتـ ـه ــا‪ .‬وهـ ـك ــذا ي ـح ــول أبــو‬ ‫الذي فتحه لتسير فيه؟‬
‫الـ ـع ــاء ب ـيــت ال ـث ـق ـفــي م ــن ب ـيــت يـتـحــدث‬ ‫يبدو لي أن ثالثة أمور جعلت طريق أبي‬
‫عــن عــاقــة بــن رج ــل وامـ ــرأة إل ــى قضية‬ ‫العالء طريقًا غير صالح للعبور في ذلك‬
‫فلسفية‪ ،‬هي قضية اإلنـســان في الكون‪،‬‬ ‫الوقت‪:‬‬
‫أو قضيته مع املوت والحياة‪.‬‬ ‫األول‪ :‬أن ال ــزم ــن ل ــم ي ـكــن ب ـعـ ُـد مستعدًا‬
‫ثم خذ بيت ضابئ بن الحارث البرجمي‪،‬‬ ‫ملـثــل ه ــذه ال ـث ــورة‪ .‬أقـصــد أن الـشـعــراء لم‬
‫الذي يتحدث فيه عن غربته هو وجمله‬ ‫ي ـكــونــوا ق ــادري ــن‪ ،‬بـفـعــل ح ـقــائــق الــزمــن‬
‫قيار في املدينة‪:‬‬ ‫االقـتـصــاديــة واالجـتـمــاعـيــة‪ ،‬على السير‬
‫يك أمسى في املدينة رحله‬ ‫فمن ُ‬ ‫في هذا الطريق‪ .‬كان عليهم أن يعيشوا‪،‬‬
‫فإني وقيار بها لغريب‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫أن يأكلوا خبزتهم‪ ،‬وخبرتهم لن تأتي إال‬
‫ً‬
‫يحاوره أبو العالء قائال‪:‬‬ ‫من املديح‪ .‬من أجــل هــذا‪ ،‬كــان املديح هو‬
‫كم في املدينة من غريب نازل‬ ‫الغرض األول واألهم في الشعر العربي‪.‬‬
‫قيار‬‫ال ضابئ فيهم وال ّ‬ ‫كــان املديح اقتصاد الشعر واستثماره‪.‬‬
‫هكذا يمضي أبــو العالء ليحاور الشعر‬ ‫ولو لحق شاعر بنهج اللزوميات‪ ،‬لكان‬
‫والشعراء قبله مباشرة‪ .‬أما حــواره غير‬ ‫ع ـل ـيــه أن ي ـك ــون ابـ ــن م ـلــك أو ابـ ــن شيخ‬
‫املباشر فيمكن أن نعثر على نماذج منه‪.‬‬ ‫قبيلة كبيرة مسيطرة‪ .‬وكانت الغالبية‬
‫ً‬
‫مـثــا‪ ،‬يقول طرفة فــي بيته املـعــروف في‬ ‫ال ـســاح ـقــة م ــن ال ـش ـع ــراء م ــن ص ـنــف غير‬
‫َ‬ ‫معلقته‪:‬‬ ‫هـ ــذا‪ .‬ك ــان ــوا يــأك ـلــون خـبــزتـهــم بــاملــديــح‪،‬‬
‫فإن تبغني في حلقة القوم تلقني‬ ‫أو بنقيضه‪ :‬الـهـجــاء‪ .‬خ ــوف ال ـنــاس من‬
‫وإن تلتمسني في الحوانيت تصطد‬ ‫ألـسـنـتـهــم ك ــان يــدفـعـهــم إل ــى أن يــدفـعــوا‬
‫وهكذا‪ ،‬فمن بغى طرفة وجده في أماكن‬ ‫لـلـشـعــراء‪ .‬وحــن يــدفـعــون يـمــدحــون‪ .‬لذا‬
‫الفخر‪ ،‬ومن التمسه اصطاده في أماكن‬ ‫فــاملــديــح والـهـجــاء وجـهــا العملة ّ ذاتـهــا‪.‬‬
‫اللهو‪ .‬فهو بــن الخمر والفخر‪ .‬أمــا أبو‬ ‫أم ــا أب ــو ال ـعــاء شخصيًا‪ ،‬فـقــد وف ــرت له‬
‫العالء فغير ذلك تمامًا‪ .‬إنه على النقيض‬ ‫كان أبو العالء المعري شاعرًا كبيرًا من يومه‪ .‬لكنه في البدء كان يقول ما يقوله الشعراء‬ ‫م ـصــادفــات الـحـيــاة االقـتـصــاديــة الـقــدرة‬
‫من ذلك‪:‬‬ ‫على أن يعيش كشاعر بغير مديح‪ ،‬ولو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫من رامني لم يجدني‬ ‫فما أينقي إال الظوالع والحسرى‪.‬‬ ‫املتنبي‪.‬‬ ‫يختلف جوهريًا عما قاله‬ ‫العالء املضاعفة الزائدة‪ ،‬ودخلنا في ما‬ ‫بقدر من الصعوبة‪ .‬وقد استغل هو هذه‬
‫إن املنازل غربة‬ ‫املنشق األعظم هو أبو العالء‪ .‬وعماه كان‬ ‫غ ـي ــر أن ال ـل ـح ـظ ــة الـ ـت ــي ك ـ ــان ع ـل ــى أب ــي‬ ‫يسمى بشعر التفعيلة‪ ،‬ثم في ما بعده‪.‬‬ ‫الحقيقة كي يفتح عوالم شعرية جديدة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫هو ذا‪« :‬من رامه لم يجده» في مقابل «إن‬ ‫أرض ـيــة انـشـقــاقــه‪ .‬لـقــد أق ـ ّـر بـهــذا العمى‪،‬‬ ‫ال ـع ــاء أن يـنـسـحــب م ــن لـعـبــة ال ـش ـعــراء‬ ‫ل ــذا يمكن ال ـقــول إن كــل مــا فعله الشعر‬ ‫الثاني‪ :‬أن أبا العالء في الوقت الذي حطم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تبغني تلقني»‪ .‬ومــن بغى أبــا العالء لم‬ ‫فـفـتــح لــه ذل ــك بـصـيــرتــه الـشـعــريــة‪ ،‬التي‬ ‫س ــرع ــان م ــا ح ــل ــت‪ .‬وح ـ ــن ح ــل ــت‪ ،‬رم ــى‬ ‫الـ ـح ــدي ــث ه ـ ــو كـ ـس ــر ال ـن ـق ـط ــة ال ـ ـتـ ــي لــم‬ ‫أس ــاس عـمــود الـشـعــر‪ ،‬عمد إلــى ترسيخ‬
‫ً‬ ‫يكسرها أبو العالء‪ .‬لقد أكمل ثورته‪ .‬لذا‬
‫يـلـقــه‪ .‬فــالــوجــود أص ــا ع ــدم وال وج ــود‪،‬‬ ‫كانت البصيرة األعمق في تاريخ الشعر‬ ‫أب ــو ال ـع ــاء ت ـقــال ـيــدهــم‪ ،‬وص ـن ــع تـقـلـيــده‬ ‫الـبـحــور الـشـعــريــة‪ ،‬أي الـ ــوزن واإلي ـق ــاع‪.‬‬
‫ومنازل طرفة هي الغربة ذاتها‪.‬‬ ‫العربي كله‪.‬‬ ‫الـ ـخ ــاص‪ .‬تـقـلـيــد األع ـم ــى الـ ــذي يـعـتــرف‬ ‫فالشعر الحديث هو ملحق من ملحقات‬ ‫أك ـث ــر م ــن ذل ـ ــك‪ ،‬ل ـقــد ض ــاع ــف ق ـيــوده ـمــا‪.‬‬
‫أم ــا حــوانـيــت الـخـمــر‪ ،‬فـقــد هـجــرهــا منذ‬ ‫بعماه‪ .‬تقليد املختلف ال ــذي يجعل من‬ ‫أبي العالء‪ ،‬وتعديل ما له‪ .‬لهذا بدا وكأن‬ ‫وعنوان ديوانه «لزوم ما ال يلزم» يعني‬
‫ّ‬ ‫اخـتــافــه تـقـلـيـدًا آخ ــر جــدي ـدًا‪ .‬وق ــد أعلن‬ ‫الشعر الحديث ثورة في الوزن ال أكثر‪.‬‬ ‫في الواقع‪ :‬مضاعفة القيود‪ .‬ما هو غير‬
‫زم ــن‪ ،‬رغــم أنــه يـكــاد يـحــن إلـيـهــا‪« :‬أيــأتــي‬
‫نبي يجعل الخمر طلقة؟»‪.‬‬ ‫‪ -3‬شاعر مسكون بغيره‬ ‫عــن انـسـحــابــه فــي مـقــدمــه ديـ ــوان «ل ــزوم‬ ‫ّ‬ ‫مـلــزم إيقاعيًا‪ ،‬أصـبــح ملزمًا على يديه‪.‬‬
‫نفر من شعراء عصره‬ ‫إذا كان أبو العالء َ‬ ‫ـام‬ ‫‪ -2‬المنشق األعظم‬
‫املعروف‪:‬‬ ‫طرفة الثاني ً‬ ‫ّ‬
‫ثم خذ بيت‬
‫ّ‬ ‫م ــا ال يـ ّـل ــزم»‪« :‬وقـ ــد ك ـنــت ق ـلــت ف ــي ك ـ ْ ٍ‬ ‫وقــد بــدت مضاعفة القيود هــذه كما لو‬
‫الع مخافة‬ ‫ِ‬ ‫الت‬ ‫ل‬ ‫بحل‬ ‫ولست‬ ‫ومثالهم‪ ،‬فإنه ما من شاعر عربي حاور‬ ‫قــديــم إن ــي رفـضــت الشعر رفــض الـ َّـســقـ ِـب‬ ‫كـ ــان أبـ ــو الـ ـع ــاء املـ ـع ــري ش ــاعـ ـرًا كـبـيـرًا‬ ‫أن ــه ج ــوه ــر ديـ ـ ــوان ال ـل ــزوم ـي ــات‪ .‬نسيت‬
‫ولكن متى يسترفد القوم أرفد‬ ‫في شعره الشعراء اآلخرين قبله كما فعل‬ ‫غر َسه والرأل تريكته»‪ .‬أي رفضت الشعر‬ ‫ْ‬ ‫مــن يــومــه‪ .‬لكنه فــي ال ـبــدء ك ــان يـقــول ما‬ ‫الثورة الحقيقية في داخل الديوان‪ ،‬ثورة‬
‫ّ‬
‫أم ـ ـ ــا أب ـ ـ ــو الـ ـ ـع ـ ــاء ف ـ ــا ي ـ ـحـ ــل «الـ ـ ـت ـ ــاع»‬ ‫هــو‪ .‬شعره كله حــوار مــع تــراث الشعراء‬ ‫رفــض ولــد الناقة لقناع مشيمته‪ ،‬وفرخ‬ ‫يقوله الشعراء‪ .‬كان شاعرًا كبيرًا ضمن‬ ‫تــدمـيــر األغـ ــراض الـشـعــريــة‪ ،‬وعـلـقــت في‬
‫والروابي‪ ،‬بل يحل «الوهاد» الخفيضة‪،‬‬ ‫ال ـســاب ـقــن‪ .‬إن ــه رغ ــم غــرب ـتــه ع ــن ش ـعــراء‬ ‫الـنـعــامــة لـقـشــرة بيضته ال ـتــي غــادرهــا‪.‬‬ ‫«نظامهم» الخاص بالكبر والصغر‪ .‬خذ‬ ‫األذهان القيود املضاعفة‪.‬‬
‫ً‬
‫في معارضة لطرفة ومناقضته‪:‬‬ ‫عصره‪ ،‬مسكون بالشعراء اآلخرين‪.‬‬ ‫وه ــو يــؤكــد لـنــا أن ــه لــم يـكــن بـهــذا الـكــام‬ ‫مثال أبياته هذه‪:‬‬ ‫ثالثًا‪ :‬وزاد األمــر تعقيدًا الطابع الفكري‬
‫ّ‬
‫وليس بيتي على الروابي‬ ‫وهو حني يحاور شعراء املاضي يعمد‪،‬‬ ‫يقصد تــرك الشعر‪ ،‬بــل مـغــادرة تكلفات‬ ‫أقول والوحش ترميني بأعينها‬ ‫لـلــديــوان‪ .‬فقد بــدا وكــأن الــديــوان يعادي‬
‫الوهودا‬ ‫وإنما آلف ُ‬ ‫ف ــي ال ـغ ــال ــب‪ ّ ،‬إل ــى ال ـش ـع ــراء األقـ ــل شــأنــا‪،‬‬ ‫الشعراء التي تهدف لتهييج الشعر في‬ ‫والطير تعجب مني كيف لم أطر‬ ‫«ال ـط ـب ــع» وي ـس ـيــر م ــع «ال ـص ـن ـع ــة»‪ .‬بــدا‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ي ـت ــرك ل ـط ــرف ــه ول ـغ ـي ــره أن ي ـح ــل ال ـت ــال‬ ‫أو بـشـكــل أدق األق ــل ش ـهــرة مـنـهــم‪ ،‬لكي‬ ‫دواخـلـهــم‪ ،‬أي عمليًا مـغــادرة تقاليدهم‪،‬‬ ‫ملشمعلني كالسيفني تحتهما‬ ‫صنعة متماسكة ال هوادة فيها‪ ،‬وهو ما‬
‫والتالع‪ ،‬أما هو فيتطامن في هذا الكون‪.‬‬ ‫يـحــاورهــم ويكشف أعماقهم وأساطير‬ ‫الـتــي تسمى «أغـ ــراض الـشـعــر الـعــربــي»‪.‬‬ ‫أين ومن ضمر‬ ‫مثل القناتني من‬ ‫جعل من يميل إلى الشعر املطبوع على‬
‫يخفض رأسه ُ‬ ‫ـوســع مدى‬ ‫حياتهم‪ .‬وهــو يعارضهم ويـ ّ‬ ‫زي ـن ــوا مــا نظموه‬ ‫ف ـهــم‪ ،‬كـمــا ي ـقــول‪« :‬ق ــد ّ‬ ‫بت بها‬ ‫في بلدة مثل ظهر ٍالظبي ُّ‬ ‫األقل غريبًا عن طريق أبي العالء‪.‬‬
‫ويخفت لهجته‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫أب ـيــات ـهــم ويـعـطـيـهــا مـ ـغ ـ َ‬ ‫ّ‬
‫حوار أبي العالء حوار معارض ونقيض‪،‬‬ ‫ـازي ل ــم يـفـكــروا‬ ‫بــال ـغــزل وص ـفــة ال ـن ـســاء ون ـع ــوت الخيل‬ ‫كأنني فوق ظهر الظبي من حذر‬ ‫لذا‪ ،‬يمكن القول إن سلسلة من الحلقات‬
‫ي ـص ـعــد ب ــال ـع ــادي إلـ ــى ال ـف ـل ـس ـفــي‪ .‬وهــو‬ ‫فيها‪ ،‬ربما‪ .‬واللزوميات‪ ،‬بالذات‪ ،‬مليئة‬ ‫واإلب ــل وأوص ــاف الـخـمــر‪ ،‬وتسببوا إلى‬ ‫في هــذه األبـيــات‪ ،‬يصنع أبــو العالء كما‬ ‫جعلت من طريق أبي العالء طريقًا خطرًا‪:‬‬
‫ح ـ ــوار ي ـج ــري ب ـض ــرب ــات واضـ ـح ــة دون‬ ‫بهذا الـحــوار املباشر وغير املباشر‪ .‬لذا‬ ‫الجزالة بذكر الحرب‪ ،‬واحتلبوا أخالف‬ ‫صنع الشعراء قبله‪ .‬يقوم بالرحلة ذاتها‪،‬‬ ‫زمن غير ناضج‪ ،‬قيود إيقاعية مضاعفة‪،‬‬
‫َ‬ ‫صنعة عالية ال ّ‬
‫زيادة وال زخرف‪ ،‬تحول الواقعي املبتذل‬ ‫لــن تستطيع أن تـفـهــم كـثـيـرًا مــن أبـيــات‬ ‫الفكر‪ ،‬وهم أهل مقام وخفض في معنى‬ ‫الرحلة الخطرة في الفيافي‪ ،‬التي يقوم‬ ‫تقر بالطبع واملطبوع‪.‬‬
‫ّ‬
‫إل ــى فـلـسـفــي‪ ،‬والـ ـع ــادي إل ــى ك ــون ــي‪ .‬خذ‬ ‫ال ـل ــزوم ـي ــات إذا ل ــم ت ـكــن م ـلـ ّـمــا ب ـتــاريــخ‬ ‫ما يدعون أنهم يعانون من حث الركائب‬ ‫بها الشعراء في شعرهم‪ ،‬أو في شعرهم‬ ‫وب ـس ـبــب ه ــذا ك ـل ــه‪ ،‬ف ـقــد ت ــأخ ــرت نـتــائــج‬
‫ً‬
‫مثال هذا البيت‪:‬‬ ‫الشعر العربي‪ .‬وخذ بعض األمثلة على‬ ‫وقطع املفاوز ومراس الشقاء»‪ .‬وقد غادر‬ ‫وفي الواقع أحيانًا‪ .‬فالوحوش الخطرة‬ ‫ث ـ ــورة أبـ ــي الـ ـع ــاء املـ ـع ــري ف ــي ال ـظ ـهــور‬
‫ُ‬
‫ظمأ‬
‫لبت حول املاء من ٍ‬ ‫ذلك‪ .‬فهناك بيت لقيس بن الخطيم‪ ،‬يقول‬ ‫أبو العالء كل هذا‪ .‬لم تعد املغامرات في‬ ‫ترقبه وترميه بأعينها‪ ،‬والطير تدهش‬ ‫حـتــى ال ـع ـصــور الـحــديـثــة جـ ـدًا‪ .‬فالشعر‬
‫الصحراء ّ‬ ‫ّ‬
‫إن غربي ما له مـرس‬ ‫ً‬ ‫فيه‪:‬‬ ‫تهمه‪ .‬لم تعد الحرب‪ ،‬صادقة‬ ‫منه كيف أنــه ثابت ال يهتز‪ .‬وهــو يبيت‬ ‫ال ـعــربــي ال ـحــديــث ك ــان جــوهــريــا مــوافـقــا‬
‫كــان يمكن لـهــذا البيت أن يـكــون لشاعر‬ ‫إذا جاء هذا املوت لم يلف حاجة‬ ‫أو موهومة‪ ،‬مطلبه‪ .‬لم تعد الخيل واإلبل‬ ‫ح ـلــة ف ــي ال ـب ـيــداء قلقًا‬
‫لـيـلــه ف ــي ه ــذه الــر َ‬ ‫عـلــى إل ـغــاء أب ــي ال ـعــاء ألغ ــراض الشعر‬
‫آخــر‪ .‬لكنه سيكون حينها وصفًا لرجل‬ ‫بنفسي إال قد قضيت قضاءها‬ ‫ونعوتها شغلته‪ .‬بل لم يعد بحاجة إلى‬ ‫حــذرًا كأنه فــوق قــرنــي ظبي‪ .‬وهــو يفعل‬ ‫العربي القديم‪ .‬فلم يعد عندنا مدح وال‬
‫عطش يـلــوب حــول امل ــاء وال حبل لدلوه‬ ‫يـحــاور أبــو الـعــاء قيسًا فــي هــذا البيت‬ ‫رواحل ليركبها‪ .‬فرحلته رحلة في أعماق‬ ‫كل هذا مع أنه شاعر ضرير ال تصلح له‬ ‫هجاء وال نسيب وال وصــف ن ــوق‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫تحس‬ ‫كي ينشل به املــاء‪ .‬أمــا هنا‪ ،‬فإنك‬ ‫قائال‪:‬‬ ‫الذات‪ ،‬وفي أعماق الكون وورطة اإلنسان‬ ‫مثل هذه املغامرات‪ .‬كان أعمى يتصرف‬ ‫لكن الشعر الحديث خالف أبا العالء في‬
‫باللوعة الوجودية القاتلة‪ ،‬لوعة الظمأ‬ ‫إن كان لم يترك قيس له وطرًا‬ ‫فيه‪ .‬وإن حصل له أن ركب راحلة‪ ،‬فهي لن‬ ‫كبصير‪ ،‬أي يتصرف وفق التقليد تمامًا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الوزن واإليقاع‪ .‬فبدل أن يحول غير امللزم‬
‫الذي ال يروى لإلنسان في هذا العالم‪.‬‬ ‫إال قضاه فما قضيت من وطر‬ ‫تكون إال راحلة ظالعة متعبة‪:‬‬ ‫صـيــاغــة مـتـقـنــة‪ ،‬وتـشــابـيــه جـمـيـلــة‪ ،‬لكن‬ ‫إل ــى م ـلــزم‪ ،‬عـمــد إل ــى كـســر مــا هــو مـلــزم‪:‬‬
‫* شاعر فلسطيني‬ ‫وإذ يمسك أبــو الـعــاء بهذا البيت‪ ،‬فهو‬ ‫إذا راكب نالت به الشأو ناقة‬ ‫مــا مــن جــديــد‪ .‬فما يقوله رغــم متانته ال‬ ‫كسر الشطرين‪ ،‬وكسر معهما قيود أبي‬

You might also like