Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫مطلب التفكير من اليومي إلى الفلسفي‬

‫السنوات الثالثة آداب و علوم‬

‫‪ -I‬اليومي‪:‬‬
‫‪ )1‬داللة اليومي‪:‬‬
‫المتأصل في الحاضر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مجرد تعبير عن البعد الزمني للوجود اإلنساني‬
‫▪ ليس اليومي ّ‬
‫كم ِق ٍّّل وحامل لليومي والفضاء الذي يمارس فيه ال يفتأ ّ‬
‫يتجدد عبر التاريخ‪.‬‬ ‫▪ الحاضر ُ‬
‫كيفية في الوجود‪:‬‬
‫▪ اليومي ّ‬
‫كل أبعادها‬
‫‪ -‬تطبع حياة األفراد في ّ‬
‫‪ -‬تجعل حياة األفراد تسير على وتيرة وإيقاع ِنداءات عاجلة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلستجابة إلى متطلبات فورية وإغراءات جامحة‪.‬‬
‫← مثل هذه اإلستجابات اآللية تؤثر في مستويين‪:‬‬
‫• سلوك األفراد‬ ‫• وعي األفراد‬
‫يعبر عن تعّقل‬
‫سلوك األفراد ألنه ال َينبع من الذات وال ّ‬ ‫تكيف مع الفيزيائي واستجابة للبيولوجي‬
‫اليومي ألنه ّ‬
‫وال يصدر عن حرّية فهو سلوك مكرور وهدفه‬ ‫وخضوع لالجتماعي وطلبا للراحة النفسية فهو يشكل‬
‫اإلندماج وخضوع لضرب من التنويم والغباء المبرمج‬ ‫الوعي وينمطه‪:‬‬
‫المعمم الذي يقوم على‪:‬‬
‫ّ‬ ‫والحمق‬ ‫▪ ينتج وعيا سطحيا ال يدرك من األشياء والعالم‬
‫حرة وإنما عن‬
‫تعبر عن إرادة ّ‬‫▪ افعال محاكاة ال ّ‬ ‫سوى المظهر‪.‬‬
‫خضوع لسلطة غير مرئية توجه أفعالنا وتطبع‬ ‫▪ ينتج وعيا نفعيا أي ال يقصد من العالم واآلخر‬
‫مواقفنا‪.‬‬ ‫سوى المنفعة‪.‬‬
‫الربح والتّملّك‪.‬‬
‫▪ سلوك قائم على معنى الغنم المادي و ّ‬ ‫▪ ينتج وعيا مريحا وسعيدا فال يطلب من الوجود‬
‫▪ تفضيل الوهم المريح عن الحقيقة المزعجة طلبا‬ ‫سوى الراحة والطمأنينة واألمن المعرفي‪.‬‬
‫الحسي‪.‬‬
‫للسعادة بالمعنى ّ‬ ‫وعي ساذج وسطحي‪ +‬وعي َنفعي‪ +‬وعي مريح‬
‫▪ تمثل العالم من زاوية ما هو موجود فهو بديهي‬ ‫ومطمئن‬
‫وحقيقي‪.‬‬ ‫يفضي ذلك إلى انعدام المساءله ورؤية العالم على‬
‫تمدية اإلنسان ‪matérialisation de l’homme‬‬
‫ّ‬ ‫أنه األمثل إذ نعتقد أننا في أفضل العوالم الممكنة‪.‬‬
‫النظر إلى اإلنسان كمظهر ال كجوهر‪.‬‬ ‫غياب الحيرة‬

‫التملّك بدال عن الكينونة‪.‬‬ ‫ال ُدغمائية والوثوق دون اعمال للعقل‪.‬‬


‫وعي قطيعي‬
‫سلوك ُم َّنوم‬
‫مطلب التفكير من اليومي إلى الفلسفي‬
‫السنوات الثالثة آداب و علوم‬

‫يسم عالقة االنسان المباشرة بهذا اليومي هو‪:‬‬


‫أهم ما ُ‬
‫لعل ّ‬
‫ّ‬
‫✓ االنخراط العفوي والتلقائي في اليومي بشكل يجعل االنسان مستغرق في رتابته‪.‬‬
‫✓ وضع مفارقاتي‪ :‬المفارقة تكمن ان االنسان الذي يجد في الوعي ما يجعله يتجاوز وجوده‬
‫باستمرار على نحو ي ِّ‬
‫مك ُنه من التفكير فيه وفهمه ومنحه معنى وإضفاء المعقولية عليه ≠‬ ‫ُ‬
‫أضحى كائنا مندمجا في نظام اليومي ونداءاته وإكراهاته ومتماهيا معه وفي تطابق يخبر‬
‫عن إنسجام‪.‬‬
‫يستيقظنا على ضرورة مساءلته والتظنن حول آلياته وكيفيات إشتغاله‬
‫ُ‬ ‫✓ في تنبيهات اليومي ما‬
‫التحرر منه عبر الفهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ورهاناته من أجل كشفه ثم العمل على‬

‫نستنتج‬
‫• اليومي فضاء َح َيوي ومعيش من جهة وهو نسق مرّكب يتجلّى عبر نشاط االنسان‬
‫النفعي واإلنتاجي ويتمظهر في السلوك االستهالكي والترفيهي للبشر‪.‬‬
‫• يتّسم إنتماء الفرد إلى اليومي بانخراط مباشر وعفوي وال عقالني ألنه في صالحه من‬
‫يستغرقه ويجعله مطمئنا إلى بداهته ومحكوما بالرتابة والتكرار‪.‬‬
‫ُ‬ ‫الناحية العملية مما‬

‫كيفية انخراط االنسان في اليومي‪:‬‬


‫‪ّ )2‬‬
‫ينخرط إلى االنسان في اليومي بضرب من‪:‬‬
‫التبعية إزاء اآلخر‪.‬‬
‫أ) الميل‪ :‬الميل الطبيعي إلى عدم التفكير والركض وراء المصلحة و ّ‬
‫أن البشر ال يفكرون إالّ ضرًبا بالسياط بل أغلب البشر يتنازلون عن ملكة‬
‫ب) الكسل‪ :‬حيث ّ‬
‫التكيف واالنسجام‪.‬‬
‫التفكير لديهم ويقايضونها بالراحة والسعادة الحسية و ّ‬
‫الج ْب ُن‪ :‬إن االنسان جبان في مواجهة الحقيقة ألنه الحقيقة مزعجة ومتعبة وتخشى ضريبة‬
‫ج) ُ‬
‫الحر‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ويفر من تحمل ع ْبئ الحرية ويتنصل من مسؤولية التفكير الشخصي ّ‬ ‫التمرد ّ‬
‫الرشد"‪.‬‬
‫سن ّ‬ ‫يقول كانط‪" :‬إن الكسل والجبن هما اللّذان يجعالن االنسان طيلة حياته دون ّ‬
‫د) سطوة النظام المتحكم في اليومي‪ :‬يعزي هذا الوضع القائم على الخضوع إلى اليومي إلى‬
‫استعداد الفرد ذاتيا إلى المحاكاة ومسايرة السائد ‪ +‬اإلطمئنان إلى ما يجمع عليه األكثرية‬
‫التمرد على‬
‫ورؤية الحق في اعتناق األغلبية له أو أخالقية القطيع القائمة على الخوف من ّ‬
‫مطلب التفكير من اليومي إلى الفلسفي‬
‫السنوات الثالثة آداب و علوم‬

‫سلطته األغلبية ورأي األكثرية ‪ +‬يعود أيضا إلى تفاعل آليات موضوعية ميكروفيزيائية ‪/‬‬
‫خفية تعمل على تشريط الوعي وإدماجه في اليومي‪.‬‬
‫غير مرئية ّ‬

‫ونفسية ودعائية واشهارية واجتماعية‬


‫ّ‬ ‫توجد آليات سلطوية‬
‫توطّن الخضوع وتوطّده‬
‫مطلب التفكير من اليومي إلى الفلسفي‬
‫السنوات الثالثة آداب و علوم‬

‫‪ -I‬من اليومي إلى الفلسفي‪:‬‬


‫❖ ّأوال‪ :‬لليومي شرعية من حيث أنه الفضاء واإلطار الطبيعي والجسد االجتماعي الذي‬
‫يتحقق من خالله وجود االنسان في العالم ومع اآلخر فهو ما يمنع االنسان آليات التواجد‬
‫وكيفياته في العالم ومع الغير‪.‬‬
‫يغيب اليومي كل مسافة نقدية تجاهه ويجعل الفرد ال يتخيل امكانية وجود مغايرة‬
‫❖ ثانيا‪ّ :‬‬
‫ورييب وال تحديد فيه‪.‬‬
‫مما ينتج نمط وجود وحيد ومكرور َ‬
‫❖ ثالثـــا‪ :‬يصبح اليومي خطر على استقاللية التفكير وحرّية االختيار والقدرة على نحت‬
‫ومتغرر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫مصير ومسار مخصوص‬
‫يتحول الي ومي من شرط وجود في العالم ومع اآلخر إلى إطار اغتراب وضياع‬ ‫❖ رابعـــــا‪ّ :‬‬
‫الذات وخروجها عن ذاتها حيث يتساءل المرء عن ذاته فال يعثر عليها مع ما يترتّب عن‬
‫إلنسانيته والختالفه كشكل حضور مخصوص في العالم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ذلك من ضياع ألصالته و‬

‫• تستيقظنا تنبيهات اليومي ذاته على ما نحن مطالبين به من تفكير‪.‬‬


‫التيُقظ شرط االضطالع بمهمة التفكير في معنى وجودنا في العالم وتأصيل لهذا‬
‫• َ‬
‫الوجود مع اآلخر‪.‬‬

‫ِ‬
‫إيقاظنا‪:‬‬ ‫‪ )1‬آليات مجابهة اليومي أو في قدرة الفلسفة على‬
‫يميز التفكير الفلسفي دون سواه هو ما يسمح له بالتفكير في اليومي ألن‪ :‬جميع أنماط‬
‫لعل ما ّ‬
‫ّ‬
‫التفكير الغير فلسفية ال تطرح على نفسها وال يدخل ضمن مهماتها التحفيز على التساؤل‬
‫أن‪:‬‬
‫نسجل ّ‬
‫والحيرة والتفكير والشك والنقد والتجاوز إذ ّ‬
‫مطلب التفكير من اليومي إلى الفلسفي‬
‫السنوات الثالثة آداب و علوم‬

‫الفلسفة‬ ‫الفن‬
‫ّ‬ ‫الدين‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫العلم‬
‫ضرب من التفكير الذاتي‬ ‫األمل وظيفته االستمتاع‬
‫ُ‬ ‫يجيب عن سؤال‬
‫ُ‬ ‫وظيفته تحقيق‬
‫الحر الذي ال يتقيد‬
‫والشخصي و ّ‬ ‫أي ما الذي نأمله بعد الجمالي والمتعة‬ ‫النجاعة والمنفعة في‬
‫بضوابط مسبقة ويرفض كل سلطة‬ ‫الحسية وضرب‬ ‫الحياة؟ فيجيب عن‬ ‫فهمنا للطبيعة‬
‫مفروطة على الذات اعتبا ار لذات‬ ‫سؤال األصل والمصير من التخييل‬
‫العلم ال يف ّكر وليس‬
‫مصدر كل حقيقة رفض العادة‬ ‫ومعنى الموت وما بعد‬ ‫بمقدوره أن يف ّكر‬
‫والعرف والحكم المسبق والمألوف‬ ‫اإلبداع‬ ‫الحياة‬
‫أي مكونات اليومي لنفكر بأنفسنا‬ ‫والخلق والمتعة‬
‫المنفعة‬
‫اإلعتقــــــاد‬
‫التفكير الذاتي‬ ‫وليس التفكير‬

‫‪ )2‬سبل التفكير في اليومي ومناهجه‪:‬‬


‫إن فعل التفلسف في مقاومة سلطة اليومي تتمّثل في‪:‬‬
‫وتجنب األسئلة الزائفة‪.‬‬
‫▪ ّأوال‪ :‬حيرة االستشكال‪ :‬أي طرح أسئلة حقيقية ّ‬
‫▪ ثانيا‪ :‬التظّنن والمساءلة‪ :‬كسبيل إلى المواجهة والمقاومة أي ضرب من الشك المسلح‬
‫طرح‬ ‫بمنهج عقلي يرى الذات ًا‬
‫نور وقدرة على التفكير واإلبداع‪ ،‬إبداع إجابات جديدة‬
‫اسئلة دقيقة للحصول على إجابات واضحة‪.‬‬
‫طن إلى مجاالت اشتغال اليومي وتجلياته في العادة‬
‫▪ ثالثــــا‪ :‬تفكيك آليات اليومي‪ :‬التف ّ‬
‫وال رأي والحكم المسبق والنظام االجتماعي وحقل الدعاية واالشهار والصورة والمجال‬
‫السياسي وديكتاتورّية السوق واستبداد الهم وسيطرة المشهد‪.‬‬
‫ضد اشكال اليأس واإليئاس ومظاهر الكسل والراحة‬
‫▪ رابعــــا‪ :‬تنمية مستطاع وقدرات االنسان ّ‬
‫التحرر من أوهام الكهف وسلطة الماضي ‪ you must good back in anger‬وهيمنة‬ ‫و ّ‬
‫المتحرر من قيود الحاجة وبداهة التاريخ فنغنم جملة‬
‫ّ‬ ‫األكثرية لفسح المجال أمام التفكير‬
‫أهمها‪:‬‬
‫قيم ّ‬
‫مطلب التفكير من اليومي إلى الفلسفي‬
‫السنوات الثالثة آداب و علوم‬

‫االنسانية في كل انسان‪.‬‬
‫ّ‬ ‫• تأصيل‬
‫• رؤية االنسان على أنه مبدع للمعنى والقيمة وأنماط جديدة الحياة‪.‬‬
‫وتزمن وجود البشر مما يجعل لكل مجتمع ولكل عصر ولكل فرد حقيقته‬
‫يخية ّ‬
‫• ادراك تار ّ‬
‫وعيا وممارسة‪.‬‬
‫ومما يتيح السبيل لالختالف ً‬
‫• التأسيس للحوار ورفض كل حكم مسبق حول وجودنا في العالم وابتكار شكل حضور‬
‫مخصوص يليق بإنسانيتنا‪.‬‬

‫التفكير في اليومي يستوجب‪:‬‬


‫تكمن الحقيقة"‪.‬‬
‫ُ‬ ‫"ع ْد إلى نفسك ّإنه داخلك‬
‫▪ أن نف ّكر بأنفسنا يقول ديكارت ُ‬
‫▪ أن نتجاوز الكسل والجبن في مواجهة الواقع يقول هيقل "كما ال يمكن ألحد أن يتغ ّذى بدال‬
‫عنا"‪.‬‬
‫عنا‪ ،‬ال يمكن ألحد أن يف ّكر بدال ّ‬
‫ّ‬
‫▪ إدراك سياط التجهيل والتغييب واإلغتراب والتنميط والدمج التي تمارسها سلطة اليومي مما‬
‫"إن الناس ال يفكرون إال ضرًبا بالسياط"‪.‬‬
‫يدفع إلى التفكير فيه يقول بليتارك ّ‬
‫▪ إدراك أن الواقع تحتاج إ لى االنخراط فيه لكن مع القدرة على مساءلته والشك فيه ونقده‬
‫عقالنية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بغرض التأسيس لوجود أكثر‬

You might also like