Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 78

‫مسرحية‬

‫بــوظــــــا‬
‫في‬
‫مجلس الشعب‬

‫محمود القليني‬

‫‪1‬‬
‫الشخصيات‬
‫المعلم بوظا‬ ‫‪-1‬‬
‫خالد ‪..........................................................‬راسب ثانوية عامة‬ ‫‪-2‬‬
‫بيضة ‪..........................................................‬صبي" المعلم‬ ‫‪-3‬‬
‫فاكيهه ‪ ........................................................‬زوجة المعلم‬ ‫‪-4‬‬

‫مشمشة‬ ‫‪-5‬‬
‫موزة‬ ‫‪-6‬‬
‫]‪................................‬أوالد" المعلم‬ ‫ريشة‬ ‫‪-7‬‬
‫قرصان‬ ‫‪-8‬‬
‫مصطفى‬ ‫‪-9‬‬

‫سامي‬ ‫‪-10‬‬
‫]‪..................‬محررين في جريدة الوطن‬ ‫مها‬ ‫‪-11‬‬
‫شوقي‬ ‫‪-12‬‬
‫عبد اللطيف‬ ‫‪-13‬‬
‫عزيز‪.............................................‬رئيس مجلس إدراة الجريدة‬ ‫‪-14‬‬
‫عم أحمد ‪..................................................‬عامل في الجريدة‬ ‫‪-15‬‬
‫شوكت ‪....................................................‬عضو في مجلس الشعب‬ ‫‪-16‬‬
‫فايز ‪.........................................................‬سكرتير" شوكت‬ ‫‪-17‬‬
‫دكتور ملش ‪...............................................‬رئيس شركة إعالنات‬ ‫‪-18‬‬
‫قرقورة ‪......................................................‬صبي المقهى‬ ‫‪-19‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬

‫‪3‬‬
‫المشهد األول ‪:‬‬
‫خارج محل لبيع البوظا ‪ ،‬المقاعد الخشبية مرصوصة على الجانبين ‪ ،‬جزء من داخل المحل‬
‫ظاهر ‪ ،‬أوان البوظة والشيشة ومنصة يقف خلفها صبي ‪ ،‬يصب البوظا من إناء كبير في أواني‬
‫أصغر ‪ ،‬ويخرج ليوزعها على الجالسين ‪ ،‬في الخلفية جدران لبيوت متصدعة ‪ ،‬وأخرى أيلة‬
‫للسقوط ‪ ،‬حبال الغسيل متدلية من النوافذ والشرفات ‪ ،‬وإعالنات ورقية كبيرة الحجم لصور‬
‫مرشحين لمجلس الشعب ‪ ،‬وعدد من عربات ( الكارو) و( الحنطور" ) المحطمة والمهملة في‬
‫جانب المكان ‪ ،‬يجلس ( المعلم ) صاحب المحل ‪ ،‬وحوله بعض أصدقائه ومعهم" شاب متأنق في‬
‫ملبسه ‪ ،‬معه عدد من المجالت والجرائد" منهمكا في تصفحها ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مخاطبا الشاب ) إيه آخر األخبار يا أستاذ ( خالد )‬ ‫المعلم‬

‫‪ ( :‬بدون ان يلتفت إليه ) أخبار إيه يا معلم بوظا ؟‬ ‫خاد‬

‫‪ ( :‬يجذب الجرائد من يده ) هو ال مؤاخذة مش الجرايد مليانة باألخبار" ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬إيوه‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬اقرأها لي ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) كلها !!‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬واقفا ) إيوه يا ولد يا أستاذ ‪ ....‬أنا مش مالي عينك وال إيه ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬أبدا يا معلم ‪ ..‬بس لكل واحد اهتمامات بناحية معينة ‪ ،‬فيه ناس بتهتم بأسعار"‬ ‫خالد‬
‫الدهب ‪ ،‬وناس يتهتم أخبار الرياضة ‪ ،‬وناس بأخبار السياسة المحلية‬
‫والعالمية ‪ ،‬أما بالنسبة لك ‪ ،‬إيه هي األخبار اللي أنت بتهتم بيها القرأها لك ؟‬

‫‪ ( :‬يجلس ويضع" قدما" فوق" األخرى ويفتل شاربه ) اقرأ لي آخر أخبار البوظا‬ ‫بوظا‬
‫العالمية ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) بوظا ‪ ....‬وعالمية ‪!!.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أظن ح تقولي ما فيش أخبار عن البوظا في الجرنال ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬طبعا يا معلم ‪ ...‬ال يوجد اخبار عن البوظا العالمية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إنت حمار ‪ ،‬معقول الجرنال مليان كالم في كل حاجة إال في البوظا ؟ هم‬ ‫بوظا‬
‫الناس اللي بيكتبوا" ما بيشربوش" بوظا" ؟ على كده كالمهم كله فارغ ‪.‬‬

‫‪ :‬ليه يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪4‬‬
‫‪ :‬البوظا مسمار الدماغ ‪،‬‬ ‫بوظا‬

‫( ساخرا ) معلش يا معلم ‪ ..‬ما عندهمش نظر ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يأخذ الشيشة من الصبي ويدخن ) تعرف يا ولد يا أستاذ ‪ ،‬أنا عرفت سبب‬ ‫بوظا‬
‫خيبتك دلوقت ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مبتسما ) وهللا يا معلم ‪...‬إيه هيه يا ترى ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنت بتقرا كتير ‪ ،‬والظاهر أن القرايه ربت لك الخفيف ‪ ،‬تعرف" يا أستاذ ‪ ،‬أنا‬ ‫بوظا‬
‫من يومي" وأنا متنور" ‪ ،‬رغم إني جاهل ‪ ،‬ما ه""و مش ك""ل المتعلمين متن""ورين ‪،‬‬
‫فيه منهم زي الجاموس األبيض ‪ ،‬تعرف وأنا ص""غير غلب أبوي""ا وأمي ي""ودوني‬
‫المدرس""ة ‪ ،‬وأن""ا أه""رب ‪ ،‬ي""دخلوني المدرس""ة من الب""اب أه""رب من الش""باك ‪،‬‬
‫يوصي علي الناظر ‪ ،‬أطيح في العيال ضرب ‪ ،‬كنت حاسس أن العلم والمدرسة‬
‫كالم فاض""ي ‪ ،‬مدرس""ة إي""ه ي""ا ج""دع ‪ ،‬الحي""اة هي المدرس""ة تتعلم فيه""ا الجدعن""ة‬
‫والفهلوة والشطارة ‪ ،‬ك""انوا ع""اوزين يض""يعوا" مس""تقبلي ‪ ،‬لكن الحم""د هلل العناي""ة‬
‫اإللهية انقذتني ‪ ،‬علشان كده والدي" كلهم ‪ ،‬وال واح""د عتب ب""اب المدرس""ة ‪ ،‬م""ا‬
‫عدا واحد بس غاوي علم وغاوي مدارس ‪.‬‬

‫‪ :‬دا مين يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬الواد مصطفى ‪ ،‬غلبت معاه ‪ ،‬ما فيش فايدة ‪ ،‬ماسك في المدرسة زي الكلب‬ ‫بوظا‬
‫ما يمسك عضمة ‪.‬‬

‫‪ :‬في سنة كام ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬عنده ستاشر سنة أو تمنتاشر ‪ ..‬يعني مش متأكد ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ال ‪ ،‬أنا بسأل عن السنة الدراسية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنا عارف ‪ ،‬أهه بيقول بعد سنة ح يكون في الثانوية العامة أو السنة دي ‪،‬‬ ‫بوظا‬
‫الحاجات دية مقدرش أديك فيها كلمة أخيرة ‪ ،‬المهم هو ن""اوي" ي""دخل الجامع""ة ‪،‬‬
‫حمار مش عارف مصلحته ‪ ،‬وأنا عملت اللي على ‪ ،‬علشان ضميري" يستريح ‪،‬‬
‫نص""حته أك""تر من م""رة ‪ ،‬ورميت كتب""ه في الش""ارع ‪ ،‬وض""ربته ومنعت عن""ه‬
‫المصروف" ‪ ،‬بس أمه هللا يخرب بيتها ‪ ،‬بنت المركوب ‪.‬‬

‫‪ :‬مالها يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬غاوية يكمل تعليمه ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬وماله يا معلم ‪ ..‬العلم سالح ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬متضايقا ) أنا مش عارف إيه المودة اللي طالعين فيها اليويمن دول ‪...‬العلم‬ ‫بوظا‬
‫سالح‪ ...‬العلم سالح ‪ ،‬ه""و ح يش""تغل في الس""لخانة ‪ ،‬وال ح يح""ارب ‪ ،‬ي""ا أس""تاذ‬

‫‪5‬‬
‫المهم أنك تحصل على القرش اللي تقدر تعيش بيه ‪ ،‬تعرف ي""ا أس""تاذ المح""ل ده‬
‫بيدخل لي مرتب اجدع من مرتب الوزير ‪ ،‬من بيع البوظا والذي منه ‪.‬‬

‫‪ :‬عند كام ولد يا معلم غير ( مصطفى ) ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يعد على أصابعه أكثر من مرة ) خمسة ‪ ...‬ستة ‪ ....‬سبعة ‪..‬يعني زي ما‬ ‫بوظا‬
‫قلتلك الحاجات دى مش متأكد منها ‪.‬‬

‫‪ :‬بيشتغلوا إيه يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬الصبيان بس هم اللي بيشتغلوا" ‪ ،‬ما عندناش بنات تشتغل ‪ ،‬الواد (خليل)‬ ‫بوظا‬
‫ميكانيكي ‪ ،‬الواد (ريشه) نجار مسلح ‪ ،‬الواد ( قرصان ) دا مؤهالته عالية ‪.‬‬

‫‪ :‬بيشتغل إيه يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬واد مولود" من بطن أمه متعلم ‪ ...‬بيشتغل ملقاط ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬مفزوعا ) حرامي ‪..‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬متلفتا ) ملقاط ‪ ..‬اتعلم السين يا خيبة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬مش عيب يا معلم أن ابنك يشتغل ‪...‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ال مش عيب ‪ ..‬عيب لو أخد منه ‪ ،‬بس وشرفك ما إيدي تتمد لقرش منه ‪،‬‬ ‫بوظا‬
‫وبعدين أنا حاولت أبعد عن الطريق ده ‪ ،‬ما فيش فايدة ‪.‬‬

‫‪ :‬أنعم وأكرم" عائلة محترمة بجد ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪:‬طبعا كل واحد بيشتغل ويحصل على القرش من عرق جبينه ‪ ،‬مش زيك‬ ‫بوظا‬
‫خيب""ان ‪ ،‬وماس""ك في الكتب والمجالت وع""املي ( مس""قف ) ‪ ،‬على رأي ال""واد‬
‫( بيضة )‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ومشيرا" إلى شاب يدخل ) جبنا سيرة القط جانا ينط ‪ .‬أهو ( بيضة )‬ ‫خالد‬
‫جه على السيرة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬بيديه زوجين من الفراخ ‪ ،‬يقبل يد المعلم ) صباح النجف والفللي على‬ ‫بيضة‬
‫اجدعه معلمين ‪ ( ،‬يلتفت إلى خالد ) إزيك يا أستاذ ( سقافة )‪.‬‬

‫‪ :‬إزيك يا زفت ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يجلس بجانب بوظا على األرض ‪ ،‬ويرفع" يده بزوج الفراخ ) إيه رأيك يا‬ ‫بيضة‬
‫معلم ‪ ،‬من بين خمس""ن ج""وز ف""راخ ن قلت دول يس""تهلوا حن""ك المعلم ‪ ،‬وليلت""ك‬
‫بيضة يا معلم المعلمين ‪.‬‬

‫‪ :‬روحهم البيت يا ( بيضة ) ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪6‬‬
‫‪ ( :‬يقترب من أذن المعلم ويسر" له ) إلهي ربنا يخليك يا معلم ‪ ،‬احسن الجماعة‬ ‫بيضة‬
‫تعبني شوية ‪ ،‬وأنا مش مالي عينيهم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يخرج من جيبة قطعة صغيرة ملفوفة بالورق ) خد يا (بيضة ) مش خسارة‬ ‫بوظا‬


‫فيك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يأخذها من يده ‪ ،‬ويدور" حول نفسه ‪ ،‬راقصا ورافعا" يده ويقبلها ) الليلة عيد‬ ‫بيضة‬
‫على الدنيا سعيد ‪ ...‬الليلة الليلة ‪ ...‬أما يا معلم ح اقول بركة المعلم بوظا ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا وضاربا بيضة على قفاه ) يعني ما تفتكرنيش إال في السعة دي ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬وهللا يا معلم فاكرك كل ساعة ‪ ،‬مش عارف أنا بحبك ليه يا معلم ( يقترب منه‬ ‫بيضة‬
‫ويقبله ) ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) ابعد هللا يخرب بيتك ‪ ...‬أنت ريحتك وحشة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬أنت عارف السوق ‪..‬والبط والوز" والفراخ ‪ (..‬يلتفت إلى خالد ) ويعني" اللي‬ ‫بيضة‬
‫ريحتهم حلوة عملوا إيه يا حسرة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متوعدا) ولد يا ( بيضة ) وحياة أمك ما ح يحصل لك طيب ‪ ،‬احترم نفسك‬ ‫خالد‬
‫أحسن ‪.‬‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) شوف يا أستاذ ‪ ،‬مالكش دعوة بأمي ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬إحنا مش متفقين ال أكلمك وال تكلمني ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنا محبش حد يكون زعالن مني ‪ ،‬عيز اكون متصالح مع كل الناس ( يقترب‬ ‫بيضة‬
‫من خالد محاوال تقبيله ) وعلشان ما تزعلش ‪ ،‬أدي راسك أهه ‪.‬‬

‫‪ ( :‬محاوال إبعاده ) خالص يا أخي ‪ ...‬خالص ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يعني صافي" يا لبن ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬خالص قلت لك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬مترددا ) أنا لي طلب عندك ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬عايز إيه تاني ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬عايز اتعلم القراية والكتابة ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬االتنين مرة واحدة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬نفسي ‪ ..‬واللي أنت تطلبه يا أستاذ خالد ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪7‬‬
‫‪ ( :‬ضاحكا وضاربا بيضة على قفاه ) عايز تكون ( مسقف) يا بيضة ‪ ،‬ح تبيع‬ ‫بوظا‬
‫الفراخ على البطاقة ‪،‬يا ولد أنت أتولد حم""ار وح تعيش حم""ار ط""ول عم""رك ‪...‬‬
‫وح يفيدك التعليم بإيه يا خيبة ؟‬

‫‪ :‬يا (بيضة) أنا مستعد أعلمك ‪ ،‬بس لسانك الزفر ده نضفه ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬خالص يا أستاذ ‪ ..‬نشرب البوظا ‪ ...‬ولد يا قرقر" ‪..‬اتنين بوظا" هنا وشيشة ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬الولد بيضة قلبه أبيض ‪ ،‬بس ساعات بيكون عاوز ضرب الجزمة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬ممسكا بإناء البوظا) يا سالم يا معلم البوظا دي فيها عسل ‪،‬على النعمة دي‬ ‫بيضة‬
‫أحسن من النبيت اللي بيجي من فرنسا" ‪ ،‬تعرف" يا معلم أنا شربت في كل غرز‬
‫البلد ‪ ،‬ولكن ما دخلش نفوخي و‪...‬و ‪..‬نشنش دماغي غير بوظة المعلم بوظا‬
‫‪،‬إزاي بتعملها يا معلم ؟‬

‫‪ :‬دا سر يا حمار ‪،‬مش أي واحد يعمل بوظة ‪ ،‬أنا واخدها وراثة عن جدودي ‪،،‬‬ ‫بوظا‬
‫شفت السياح اللي شربوا" البوظة من أسبوع واتصوروا هنا ‪.‬‬

‫‪ :‬يا خبر أبيض السياح األجانب حم هنا وشربوا" بوظة كمان ( يصفق على‬ ‫بيضة‬
‫يديه ) وهللا طلعت يا معلم ‪....‬ماشية معاك بوظة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يخرج محفظته ويمسحها في ثيابه ويخرج صورة ) خد اتفرج يا بيضة ‪،‬‬ ‫بوظا‬
‫حاسب أحسن دي صورة سياح ما تستحملش ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متأمال) أي وهللا شعرهم أصفر ‪ ،‬وعينهم خضرا ‪ ،‬والبسين لبس صيع ‪ ،‬أنا‬ ‫بيضة‬
‫معلمهم فعال أجانب ( ينفجر في الضحك ويستلقي على ظهره )‬

‫‪ :‬بتضحك على إيه يا جاموس أبيض ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يشير إلى الصورة ) أصل لما شفتك مع السياح افتكرتك" تمثال رمسيس ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫[ يدخل رجل يرتدي جلبابا وفوقه بالطو ‪ ،‬وبيده خيزرانه ]‬

‫‪ ( :‬يجذب كرسيا" ويمسحه بطرف" جلبابه ) أهال بالمعلم ( جالل ) ‪..‬تفضل يا‬ ‫بيضة‬
‫معلم ‪.‬‬

‫‪ :‬أنت بتغطس بتروح فين يا ( جالل ) ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬األستاذ ( شوكت ) صاحب الشركة اللي بنشتغل فيها ‪ ،‬بيرتب لالنتخابات‬ ‫جالل‬
‫مجلس الشعب ‪ ..‬تالت مرة ‪ ،‬وشاغلنا معاه ‪.‬‬

‫‪ :‬يا أخي ربنا ياخده بدل مجلس الشعب ما ياخده ‪ ،‬وإيه يعني ‪ ،‬وفي" النهاية ح‬ ‫بوظا‬
‫يكون إيه موظف ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ( :‬يقترب منه ) اسكت يا معلم ‪ ،‬ما توديش نفسك في داهية ‪ ،‬اللي مش مالي‬ ‫جالل‬
‫عينك ده اخطر رجل في مجلس الشعب كله ‪ ،‬وكل يوم تظهر صورته في‬
‫الجرايد واإلذاعة والتليفزيون ‪ ( ،‬يقترب منه أكثر ) وما يقدرش أي ضابط في‬
‫الداخلية يرفع عينه قدامه ‪،‬وكلمته وال كلمة اجدع المعلمين ‪ ،‬تمشي على رقاب‬
‫الكل ‪ ،‬وممكن يفبرك أي قانون يعجبه ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يقف مبهورا" ) هللا ‪ ...‬هللا ‪ ...‬على معلمين مجلس الشعب ‪ ،‬أهه ده يا‬ ‫بيضة‬
‫أخوانا ‪ ،‬وال ضابط وال مخبر يقدروا" يرفعوا عينهم قدامه ‪ ..‬اللهم صلي على‬
‫النبي ( يجلس على األرض ويضع الفحم على حجر الشيشة ) يا صالة النبي‬
‫على مجلس الشعب ‪ ،‬وعل معلمينه ‪ ،‬حاجة تنشنش بصحيح ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مبهورا" ) دا أجدع رجل علشان ما يهمهوش أي ضابط او مخبر ‪ ،‬ولكن‬ ‫بوظا‬


‫معاه مدافع ورشاشات ؟‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) مدافع إيه ورشاشات يا عبيط ‪ ،‬معاه حصانة ‪ ،‬يضعها في‬ ‫جالل‬
‫محفظته ‪ ،‬يخرجها" ألي واحد من الشعب ‪ ،‬على طول يسمع كالمه ‪ ،‬رجل الكل‬
‫يحترمه ويقف له ‪.‬‬

‫‪ :‬يا سالم ‪ ،‬الحصانة لها قيمة كبيرة كدة ‪ ( ،‬يلتفت إلى خالد ) ولد يا أستاذ ‪،‬‬ ‫بوظا‬
‫سمعت عن موظف" مجلس الشعب ‪ ..‬دا عجبني قوي" ‪.‬‬

‫‪ :‬دا أعظم من رامبو وأعظم من أميتاب با تشان‬ ‫بيضة‬

‫‪ ( :‬يتثآب ) عاوز ترشح نفسك يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يعني إيه أرشح نفسي ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يعني تتقدم بطلب علشان تدخل مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪( :‬يقف ويتقدم" من خالد ) يا سالم وتكون معايا الحصانة ‪،‬والكل يضرب لي‬ ‫بوظا‬
‫تعظيم سالم ‪ ،‬وصوري تظهر" على الحيطان وفي الراديو وفي" الفيديو ‪.‬‬

‫‪ :‬أي واحد يرشح نفسه ‪ ،‬بشرط" يكون من الشعب ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬طاب ما أنا من الشعب ( يشير إلى الجالسين ) والشعب ما يقدرش يستغنى"‬ ‫بوظا‬
‫عني ليل نهار ‪ ،‬زي ما أنت شايف ‪.‬‬

‫‪ :‬خالص يا معلم ‪ ،‬ممكن نقدم لك طلب ترشيح ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنت صدقت يا عبيط ‪ ،‬أنا ما أعرفش حد من الناس الكبار ‪ ،‬وال ليا واسطة ‪،‬‬ ‫بوظا‬
‫وأنا وإن كنت معلم إال إني على قد حالى ‪.‬‬

‫‪ :‬يا معلم أي مواطن يمكن يرشح نفسه ‪ ،‬إحنا في عصر الحريات الشخصية ‪،‬‬ ‫خالد‬
‫واالجتماعي""ة ‪ ،‬في""ه في البل""د حري""ة اقتص""ادية وقومي""ة وعالمي""ة ‪ ،‬واألمريكي""ة‬

‫‪9‬‬
‫الرأسمالية ‪ ،‬والروسية االشتراكية الشيوعية ‪ ،‬والعسكرية العنصرية في جن""وب‬
‫إفريقيا ‪ ،‬واالره""اب والعن"ف" في جمي""ع بق""اع الع"الم ‪ ...‬المهم ي""ا معلم ممكن أي‬
‫مواطن أن يرشح نفسه ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مبهورا" ) األستاذ خالد بيتكلم زي الراديو ‪ ( ..‬مصفقا ) اللهم صلي على‬ ‫بيضة‬
‫النبي ‪ ،‬يا سالم على معلمين السقافة والعنصري واالره""اب والعس""كرية ‪...‬إي""ه‬
‫السقافة دي اللي بتشر منك يا أستاذ ( يلتفت إلى المعلم بوظا" ) ي""ا س""الم ي""ا معلم‬
‫لو تك""ون في مجلس الش""عب ‪ ،‬وإحن""ا نمش""ي وراك ‪ ،‬ون""دخل ص""وابعنا في عين‬
‫أجدع مخبر في البلد ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مفكرا ) ولد يا أستاذ ‪ ....‬أنا قررت أدخل مجلس الشعب ده ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يقف ويصافح المعلم ) مبروك يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يجري وسط المكان رافعا" ذراعه بزوج الفراخ ) هللا أكبر ‪ ،‬صلي على‬ ‫بيضة‬
‫النبي ‪ ،‬المعلم داخل مجلس الشعب يا جدعان ‪ ،‬وح يرفع راسنا ‪.‬‬

‫‪ :‬بس يا معلم العملية دي الزمها مصاريف" جامدة للدعاية والذي" منه ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬ضاربا" على صدره ) معايا كتير ‪ ،‬وح أبيع اللي ورايا" واللي قدامي ‪ ،‬ما‬ ‫بوظا‬
‫يهمكش يا أستاذ ‪.‬‬

‫‪ :‬ومسألة القراية والكتابة كمان ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ومال مجلس الشعب والقراية والكتابة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬شرط يا معلم ‪ ،‬أنك البد تعرف القراية والكتابة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬مش ممكن حاجة واحدة بس ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬حاجة واحدة يعني إيه ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يعيني كفاية حكاية القراية ‪ ،‬إيه الزمة الكتابة كمان ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬هو إحنا ح نفاصل يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬بسيطة ‪ ،‬على هللا وعليك حكاية تعليمي ‪ ،‬وأنا فاكر بس طشاش ‪ ،‬يعني‬ ‫بوظا‬
‫بسرعه كده ح أعرف كل حاجة ‪ ،‬ومحسوبك مخه متكلف ومصروف عليه ‪.‬‬

‫‪ :‬خالص يا معلم على بركة هللا ‪ ،‬األسبوع الجاي ح قدم" لك طلب في مركز"‬ ‫خالد‬
‫الشرطة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مفزوعا ) هو من أولها ‪ ...‬مالنا ومال الشرطة يا أستاذ ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ما إحنا ح نقدم الطلب هناك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪10‬‬
‫‪ :‬هو أنت ح يهمك شرطة وال ضابط" ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) هللا ‪ ...‬هو انت واخد الحكاية جد وال إيه يا معلم ‪ ...‬أنا فاكرك‬ ‫جالل‬
‫بتهزر ‪.‬‬

‫‪ :‬إيه المانع يا جالل ‪ ...‬إحنا مش ح نستفيد من مجلس الشعب ده ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) أنت أتجننت يا بوظا ‪ ،‬ح تمشي ورا كالم الطالب الخايب الفاشل‬ ‫جالل‬
‫ده ‪ ،‬مجلس شعب إيه يا خويا اللي عايز تدخله ‪.‬‬

‫‪ :‬إيه يا جالل ‪ ...‬وإحنا مش قد المقام وال إيه ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬مقام إيه وبتاع إيه يا معلم ‪ ...‬أنت فاكر مجلس الشعب غرزة وال مصطبة ح‬ ‫جالل‬
‫تدردش فيها وتشرب بوظا والشيشة ‪ ،‬وتجع حواليك شوية الهالفيت بتوعك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) بس ما تقلش هالفيت ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬أخرس يا واد ‪.‬‬ ‫جالل‬

‫‪ :‬هالفيت هالفيت ‪...‬حد القي حاجة ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬شوف يا جالل ‪ ..‬أنا دماغي صرمة قديمة ‪ ،‬وأنا لما أحط دماغي في حاجة‬ ‫بوظا‬
‫مش ممكن أتنازل عنها ‪ ،‬أنت عارف كده كويس ‪ ،‬وأنا قررت" خالص ‪.‬‬

‫‪ :‬يا صالة النبي على المعلم المقرر ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬مش حكاية نشفان دماغ يا معلم ‪ ،‬ده مش سوقك دا سوق الناس المتعلمين‬ ‫جالل‬
‫المثقفين ‪.‬‬

‫‪ :‬ال مش سوق المتعلمين و(المسقفين) بس ‪ ،‬وإال كانوا سموه مجلس المتعلمين‬ ‫بوظا‬
‫والمسقفين ‪ ،‬دول سموه مجلس الشعب ‪ ،‬وأنا من الشعب ‪ ،‬وال إيه يا أستاذ ؟‬

‫‪ :‬منطقك سليم يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬هللا ‪...‬هللا ‪ ...‬المعلم بيتكلم بالمنطق" السليم ‪ ،‬مش بالعربي" بس ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬طاب يا معلم ‪ ،‬األستاذ (شوكت ) بيرشح نفسه في الدايرة ‪ ،‬وبيفوز في كل‬ ‫جالل‬
‫مرة ‪ ،‬ح تعرف تقف قدامه ‪.‬‬

‫‪ :‬شوكت مين وبتاع مين يا با ‪ ،‬المعلم بوظا باسط البلد ومفرفشها ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬شوف يا جالل ‪ ،‬أنا ما أخافش إال من الخالقني بس ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬هللا على المعلمين اللي ما بيخافوش" إال من اللي خالقهم ‪ ،‬امال يا جدع دا‬ ‫بيضة‬
‫المعلم بوظا" على سن ورمح ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ( :‬ينصرف" ) أنت صاحبي وعايز مصلحتك ‪ ،‬ونصحتك وأنت حر ‪ ،‬الهالفيت‬ ‫جالل‬
‫اللي حواليك دول ح يضيعوك" ‪،‬سالم عليكم ‪.‬‬

‫‪ :‬هو زعالن ليه يا معلم ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬يمكن علشان األستاذ ( شوكت ) اللي بيشتغل عنده ‪ ،‬والمعلم ح يقف ضده‬ ‫خالد‬
‫في الدايرة ‪.‬‬

‫‪ :‬يعني خايف على معلمه ( شوكت ) ‪ ،‬كده إحنا فهمنا الفولة ‪ ،‬شوف يا معلم‬ ‫بيضة‬
‫لسة ما عملناش حاجة ‪،‬ة وبدأوا يخافوا" ‪ ،‬أمال لما نعمل الدعاية والذي" منه ح‬
‫يعملوا إيه ‪.‬‬

‫‪ :‬اعمل حسابك يا أستاذ على انك ح تعلمني من أول بكرة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬على عيني يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬ينصرف" ) ولد يا قرقورة ‪ ..‬المشاريب تنزل على حسابي ‪ ،‬أنا مروح‬ ‫بوظا‬
‫استريح شوية في البيت ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يسير وراءه رافعا زوج الفراخ ) بالبيض والفراخ نفديك يا بوظا ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫( ستار )‬

‫‪12‬‬
‫المشهد الثاني ‪:‬‬

‫حجرة من منزل المعلم بوظا ‪ ،‬األرائك الخشبية وفوقها" الحشايا والوسائد" ‪ ،‬وفي" الوسط" منضدة‬
‫وفوقها ودعة كبيرة الحجم ‪ ،‬يجلس المعلم ( بوظا) يرتدي" سرواال طويال ‪ ،‬وصديري" ‪ ،‬وأمامه‬
‫الشيشو وكوب الشاي ‪ ،‬تدخل ( فاكيهه ) زوجته ومعها طبق مملوء بالفاكهة ‪.‬‬

‫‪ :‬خد يا خويا كل ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ ( :‬يبعد يدها ) ماليش نفس ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬مستنكرة ) مالكش نفس ‪ ،‬دا أنت ما أكلتش حاجة على الشاي يا نضري ‪،‬‬ ‫فاكيهه‬

‫يمكن تكون عيان وال حاجة ‪.‬‬

‫‪ :‬إيه يا ( فاكيهه) هو الواحد لو ما أكلش زي الطور يكون عيان ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬اسم هللا على مقامك يا خويا ‪ ...‬طور إيه وجاموسة إيه ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬فاكيهه ‪ ....‬أنا مش فايق لك النهاردة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تغنزه بكوعها ) مالك يا رجل ‪ ...‬فيه إيه ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬فيه موضوع" شاغلني شويتين ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬ساخرة ) من أمتى ده ؟‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬يعني إيه من أمتى ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يعني مش عاويدك تشغل دماغك بأي حاجة ‪ ،‬دا الدنيا في كفة ودماغك‬ ‫فاكيهه‬

‫وراحتها" في كفة ‪ ،‬ويعني" لما يكون دماغك مشغول ما تكلش ؟‬

‫‪ :‬أنا شفت كده في التليفزيون والسيما ‪ ،‬لما يكونوا" مشغلوين ما يكلوش ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تلتهم ما في الطبق ) دا موضوع إيه اللي شاغلك ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬حذري فزري موضوع إيه اللي شاغلني ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬مفكرة ) عاوز تشتري" دكان تانية ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬هو أنا معايا اللضى ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪13‬‬
‫‪ :‬عاوز تتجوز" ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) ما أنت خلصتي عليا ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬أنا غلب حماري ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬أما لو تم الموضوع" ‪،‬ح تكون حالتنا آخر نغنغة ‪ ،‬وح يكون مقامي كبير قوى‬ ‫بوظا‬

‫‪ ،‬وصورتي تظهر في التليفزيون والراديو" وعلى الحيطان ‪.‬‬

‫‪ ( :‬تصرخ ) يا دهوتي ح تشتغل إرهابي ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬أنت اتعبطي يا واليه ‪ ،‬إيه إالرهابي ده ‪ ،‬أنا قتلت أبوك وال أمك ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ما هم اللي صورتهم بتظهر" في التليفزيون ‪..‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ ( :‬يعتدل في جلسته ) أنا قررت ‪...‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تقاطعه وتضرب" على صدرها" ) والنبي ‪ ..‬أمتى وفين ؟‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) هو أنا قلت حاجة لسة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬قول يا خويا ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ : :‬قررت" أرشح نفسي علشان أدخل مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تطلق زغرودة وتدور في أرجاء المكان ‪ ،‬فيفد أوالدها واحد وراء اآلخر )‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ ( :‬تمسك أمها ) إيه يا أما ‪ ...‬أبويا ح يتجوز" ؟‬ ‫مشمشة‬

‫‪ :‬ال يا مشمشة ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬ح يورث ‪.‬‬ ‫موزة‬

‫‪ :‬ال يا موزة ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬ح يشتري" أرض ‪.‬‬ ‫ريشة‬

‫‪ :‬ال يا ولد يا ريشة ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬إتاليم على كنز ‪.‬‬ ‫قرصان‬

‫‪ :‬ال يا قرصان ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬أمال إيه الحكاية ؟‬ ‫مشمشة‬

‫‪ :‬أبوكم قرر يدخل مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪14‬‬
‫( مشمشة وموزة يزغردان ويقبالن والدهما )‬

‫‪ :‬وأنت حجزت يا با ‪.‬‬ ‫قرصان‬

‫‪ :‬حجزت إيه يا بن الحمار ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬كرسي ‪ ..‬هو مش زي السيما علشان تدخل البد تقطع تذكرة وتحجز ‪.‬‬ ‫قرصان‬

‫‪ ( :‬بيده كتاب ) ال مش زي السيما يا جاهل ‪ ...‬دا يترشح ‪ ،‬وبعد كده الناس‬ ‫مصطفى‬

‫ينتخبوه ‪ ،‬وإن نجح يدخل مجلس الشعب ‪ ،‬بس اللي ناوي يعمله أبونا دا جنون‬

‫ومصيبة سودا ‪.‬‬

‫‪ :‬أخرس يا كلب يا ابن الكلب ‪ ،‬هو ده اللي اتعلمته في المدارس ‪ ،‬تقل أدبك‬ ‫بوظا‬

‫على أبوك ‪.‬‬

‫‪ :‬يا با مالك ومال مجلس الشعب ‪ ،‬أنت تعرف إيه في أمور السياسة ومشاكل‬ ‫مصطفى‬

‫الشعب علشان ترشح نفسك ‪.‬‬

‫‪ :‬ما هو البركة فيك يا مصطفى" ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬بركة فيه إيه يا وليه يا عبيطة يا بنت العبيطة ‪ ،‬دا أنا أعلم ألف منه ‪ ،‬هو‬ ‫بوظا‬

‫بيفهم حاجة ‪ ،‬هو يقدر يوكل نفسه ‪ ،‬ما هم المتعلمين ماليين البلد زي الهم على‬

‫القلب ‪.‬‬

‫‪ :‬مش إحنا بنشوف" بتوع مجلس الشعب بيتكلموا كالم كبير وموزون ‪ ...‬فكالم‬ ‫قرصان‬

‫(مصطفي) معقول برضة ‪.‬‬

‫‪ :‬ما هو شوية شوية ‪ ،‬المعلم ح يتودك ‪ ،‬ويفهم اللعبة اللي بيلعبوها في مجلس‬ ‫ريشة‬

‫الشعب ‪.‬‬

‫‪ :‬إن كنتم فاكرين إن في مجلس الشعب بيلعبوا ‪ ،‬فمعاكم" حق إنكم تفكروا‬ ‫مصطفى‬

‫التفكير األهوج ده ‪.‬‬

‫‪ :‬وماله يا مصطفى ‪ ،‬يجرب ‪ ،‬استريح أهو قاعد على كرسيه ‪ ،‬ما عجبهوش‬ ‫ريشة‬

‫مجلس الشعب ‪ ،‬يخرج وكرسيه فوق راسه ‪.‬‬

‫‪ :‬دا أنت ح تقف وتتكلم في المكرفون ‪ ,‬والناس ح تصقف لك ‪ ،‬ويقولوا يعيش‬ ‫مشمشة‬

‫‪15‬‬
‫المعلم بوظا ‪.‬‬

‫‪ :‬وح تتصور" تصويرات كبيرة ‪ ،‬وتتلزق" على الحيطان ‪.‬‬ ‫موزة‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) ولد يا ريشة ‪ ،‬أبوك ح يتلزق على الحيطان ‪.‬‬ ‫قرصان‬

‫‪ :‬واللي يزعل منه يصطاده ‪.‬‬ ‫ريشة‬

‫‪ :‬قصدك اللي يقرف منه ‪.‬‬ ‫قرصان‬

‫‪ ( :‬يتصنع سيما المجد ) احترموني" يا والد الكلب ‪،‬من هنا ورايح ما فيش هزار‬ ‫بوظا‬

‫معايا ‪ ،‬وال ضحك ‪ ،‬ومش عايز مشاكل مع الناس ‪ ،‬علشان سيرتي" ح تكون‬

‫على كل لسان ( يقف ويسير إلى منتصف" الحجرة ) وعيون الناس ح تكون‬

‫عليا ‪ ،‬وأنت يا ( فاكيهه) أمور المعيشة ما تشغليش بيها دماغي ‪ ،‬اعتبروني‬

‫مش موجود" ‪.‬‬

‫‪ :‬بس يا خويا الرجل اللي جاي لمشمشة ‪.‬‬ ‫فاكيهه‬

‫‪ :‬قلت كل حاجة تتأجل لحد ما ندخل مجلس الشعب ‪ ،‬أنا ح أدخل استريح شوية‬ ‫بوظا‬

‫‪ ،‬األستاذ خالد زمانه جاي ‪ ،‬خليه يستناني ‪.‬‬

‫‪ :‬افرحي يا موزة أبوك ح يدخل مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫مشمشة‬

‫‪ ( :‬يصفق على يديه ) دا رزق" جديد وسبوبة ‪...‬المجلس بيكون زحمة ‪ ،‬الواحد‬ ‫قرصان‬

‫يدخل بحجة أبويا ‪ ،‬ويلقط رزقه ‪ ،‬والناس هناك مليانه ‪ ،‬واألهم فيه منهم‬

‫نايمين ‪.‬‬

‫[ ينصرفون ويبقى (مصطفى) يصفح كتابا ‪ ،‬ويسمع دقا على الباب ]‬

‫‪ :‬تعالي يا ( موزة ) شوفي" مين على الباب ‪.‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ ( :‬تأتي وتفتح الباب) دا واحد أستاذ عاوز المعلم ‪.‬‬ ‫موزة‬

‫‪ :‬خليه يدخل ‪.‬‬ ‫مصطفي‬

‫[ يدخل خالد ويتابع بنظره موزة وال ترتفع عيناه عنها حتى يكاد أن يتعثر ويسقط ]‬

‫‪ :‬إيه يا أختي األستاذ الملحوس ده !‬ ‫موزة‬

‫‪ ( :‬يستقبله ) تفضل يا أستاذ ( خالد ) ‪ ،‬تشرب إيه ؟‬ ‫مصطفي‬

‫‪16‬‬
‫‪ ( :‬وهو ما يزال ناظرا إليى موزة ) بوظة ‪ ...‬أقصد" شيشة ‪ ...‬شاي ‪ ...‬شاي ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬روحي يا بنت اعلمي الشاي ‪.‬‬ ‫مصطفي‬

‫‪ :‬فين المعلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ليه ؟‬ ‫مصطفي‬

‫‪ :‬أصله متفق معايا اعلمه القراية والكتابة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) اشمعنى ‪.‬‬ ‫مصطفي‬

‫‪ :‬أنت ما تعرفش أنه ناوي يرشح نفسه لمجلس الشعب ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬مين اللي مأل دماغه بالكالم الفارغ ده ؟‬ ‫مصطفي‬

‫‪ :‬أبدا كان المعلم ( جالل ) بيتكلم عن صاحب الشركة اللي بيعمل فيها ‪ ،‬واتكلم‬ ‫خالد‬

‫قدامه عن مميزات عضو مجلس الشعب ‪ ،‬طلعت في دماغ أبوك إنه يرشح‬

‫نفسه ‪ ،‬وأنت عارف أبوك لما يصمم على حاجة ‪.‬‬

‫‪ :‬ناوي تساعده في الحكاية ي ؟‬ ‫مصطفى‬

‫‪ :‬إيه المانع ‪ ...‬لمعلم معتمد علي ‪ ،‬وجمايله على كتير ‪ ،‬وأنا أخدمه بعيني ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) أنت الزم تقنعه أنه يترك العبث ده ‪.‬‬ ‫مصطفي‬

‫‪ :‬ليه ؟‬ ‫خالد‬

‫‪(:‬ثائرا ) كأنك مقتنع ‪.‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ :‬وإيه المانع ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أما أنك عبيط أو بتستعبط ‪.‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ ( :‬ضاحكا) ليه يا أخي ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬واقفا) أبويا ما يعرفش أبعد أنفه ‪ ،‬وحياته كلها ما بين البوظة والحشيش ‪،‬‬ ‫مصطفى‬

‫والباقي" أنت عارفه ‪.‬‬

‫‪ :‬كل ده ما يمنعوش إنه يرشح نفسه ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪(:‬يذهب ويجيء في أرجاء المكان ) أما أنا اتجننت أو أنتم ‪.‬‬ ‫مصطفي‬

‫‪ (:‬مهونا األمر ) يعني هم أعضاء مجلس الشعب بيعملوا إيه ‪ ،‬أو عملوا إيه ‪،‬‬ ‫خالد‬

‫‪17‬‬
‫وال هم أحسن منه في إيه ‪ ...‬أهو لو نجح ما يحضرش تلت إرباع الجلسات ‪،‬‬

‫والربع الباقي ينام في المجلس ‪ ،‬وال من شاف وال من دري ‪...‬أنت مضخم‬

‫الحكاية ليه ؟‬

‫‪ :‬يا أستاذ خالد مجلس الشعب من أخطر وأهم المؤسسات التشريعية في البلد ‪،‬‬ ‫مصطفي‬

‫دا بيحدد شكل ومستقبل البلد ‪ ،‬إزاي واحد زي المعلم بوظا يكون فيه أو منتسب‬

‫إليه ؟‬

‫‪ :‬مش بالضبط ‪ ،‬وعلى كل أهة تجربة يدخلها أبوك ‪ ،‬وح نخسر إيه ‪ ،‬بل يمكن‬ ‫خالد‬

‫أبوك يعمل اللي ما حدش عمله ‪.‬‬

‫‪ :‬هو فعال ح يعمل اللي حد ما عملوش ‪.‬‬ ‫مصطفى‬

‫‪ ( :‬يدخل ) أهال باألستاذ ‪..‬أنت مندمج مع األستاذ" بتاعنا ‪..‬فيه إيه ؟ أنا عارف‬ ‫بوظا‬

‫لما األساتذة بيتجمعوا" القعدة بتكون أنس وآخر منجهة ( ينظر إلى مصطفى )‬

‫اتفضل يا أستاذ من غير مطرود متعطلناش ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يفتح كراسة ويضعها" على المنضدة ) مستعد" يا معلم ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يشمر على ساعديه ) أيوه يا سيدي ‪ ...‬وهللا ما أنا عرف لزمتها إيه حكاية‬ ‫بوظا‬

‫القراية والكتابة دي ‪ ،‬هو ال مؤاخذه الواحد ح يعمل إيه في مجلس الشعب ؟‬

‫‪ :‬الحكومة بتتخد قرارات وتعمل قوانين ‪ ،‬وقبل ما تنفذها تاخد رأي مجلس‬ ‫خالد‬

‫الشعب ‪ ،‬وهو إما يوافق" عليها أويرفضها أو يعدلها ‪ ،‬وكمان بيحاسب الحكومة‬

‫على كل كبيرة وصغيرة ‪.‬‬

‫‪ :‬يعني زي الرجل ما بيحاسب الست حرمه على كل كبيرة وصغيرة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬بالضبط كده ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ودي محتاجه أن يتعب دماغه ويقعد زي التلموذ ‪ ،‬وإن كان ما فيش رجل‬ ‫بوظا‬

‫يقدر على الست فالنسوان يعملوا اللي عايزينه من ورا الرجل حتى لو كان‬

‫الجن نفسه ‪ ( ،‬يمسك يد خالد ) أوعى تكون الحكومة بتعمل كده مع مجلس‬

‫الشعب ‪ ،‬وتستغفله ‪..‬دي تكون حكومة مش كويسه ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ :‬ما هي دي مهمتك يا معلم ‪ ،‬أنك تكون صاحي" للحكومة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ال متخافش ‪ ،‬دا إحنا والد بلد ونفهم كويس ‪ ،‬ومالعيب شيحه حافظنها كويس‬ ‫بوظا‬

‫‪ ،‬حكم إحنا زي الديابة ‪ ،‬ننام بعين واحدة ‪،‬والتانية مفنجلة ‪ ،‬وهللا لنخلي‬

‫الحكومة تمشي على العجين ما تلخبطه ‪ ،‬حكومة إيه اللي ح تستغفلنا دي ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب لو اكتشفت يا معلم أن الحكومة استغفلتك ح تعمل إيه ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ (:‬يهب واقفا ) الطالق على طول ‪ ،‬أنا ما أعرفش أتفاهم ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يا معلم دي الحكومة ما هيش الست حرمك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يجلس مفكرا ) أه ‪ ...‬الطالق هنا ما ينفعش ‪ ...‬خالص نتجوز" عليها ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) قصدك تشكل حكومة جديدة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إيوه ز‪..‬نجبلها ضرة ‪...‬علشان تموت بغيظها ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يا معلم ‪...‬أبعد عن ذهنك حكاية النسوان والضراير" دي ‪..‬الحكومة ومجلس‬ ‫خالد‬

‫الشعب حاجة ‪ ،‬والست وجوزها حاجة تانية خالص ‪.‬‬

‫‪ :‬ما أنا فاهم كل حاجة ‪ ....‬بس أنا بأقول مثال يعني ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬أنت محتاج درس كمان في السياسة وفي الدستور" وفي االقتصاد" واالحصاء"‬ ‫خالد‬

‫كمان ‪.‬‬

‫‪ ( :‬منزعجا) هو أنا ح أدرس في الجامعة وال إيه يا أستاذ ‪ ...‬ال ‪..‬صلي على‬ ‫بوظا‬

‫النبي ‪ ،‬أنا فعال دماغي متكلف ن بس برضه البد الواحد يحافظ عليه ‪ ،‬كده‬

‫دماغ الواحد يشيط ‪ ،‬ما يستحملش الحمل ده ‪.‬‬

‫‪ :‬ما أنا ح أبسط كل حاجة ‪ ،‬بحيث تفهمها بكل سهولة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إيوه إن كان كده معلش ‪ ،‬وعلى كل أنا معتمد على هللا وعليك ‪ ،‬إنما قل لي يا‬ ‫بوظا‬

‫أستاذ ‪ ،‬لما انت عارف كل الحاجات دية ‪ ،‬أمال ما نفعتش ليه في المدارس ؟‬

‫‪ :‬وهللا يا معلم ظروف" ‪ ...‬مع اني معظم وقتي أقرأ بس قراية خارج المقرر ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أوعى تعلمني من خارج المقرر ‪ ،‬أحسن أخيب خبتك ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تدخل حاملة الشاي ) اتفضل يا أستاذ ‪.‬‬ ‫موزة‬

‫‪19‬‬
‫‪ ( :‬يبعدها ) ياال اطرقي" ‪...‬اتوكلي على هللا ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬هو أنت مش عاوز شاي يا با ؟‬ ‫موزة‬

‫‪ :‬ال مش عايز شاي ‪..‬اتفضلي وريني" عرض كتافك" ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تنظر إلى ما في يد أبيها ) هو أنت بتتعلم يا يا ؟‬ ‫موزة‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) أيوه بأزفت ‪...‬بأتنيل ‪ ...‬عجيبة دي ‪ ...‬اتفضلي مع السالمة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تجلس بجانبي" أبيها ) أنا عايزة اتعلم القراية والكتابة ‪.‬‬ ‫موزة‬

‫‪ ( :‬يدفعها" بعيدا عنه) ياال يا بنت شوفي شغلك ‪ ...‬أم بتناديلك ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬تتخلص منه ) والنبي يا با نفسي اتعلم ‪.‬‬ ‫موزة‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) هي أمك مسلطاك عليا وال إيه ‪...‬ياال يا بنت اطلعي برة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يا آنسة موزة ‪ ...‬أنا مستعد أعلمك ‪ ،‬بس بعد ما نخلص من المعلم إن شاء‬ ‫خالد‬
‫هللا ‪.‬‬

‫‪ ( :‬بدالل ) والنبي يا أستاذ‬ ‫موزة‬

‫‪ :‬دا وعد مني ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪( :‬تنصرف" ) يارب يخليك يا أستاذ ‪ ،‬ويعلي مراتبك ‪ ،‬والنبي أنت ابن حالل‬ ‫موزة‬

‫وحلو وعسل ‪ ،‬وسكر" ‪.‬‬

‫‪ :‬مع السالمة ‪ ...‬جدع يا أستاذ ‪ ،‬يعجبني فيك انك بتريح الزبون ‪ ،‬تتعلم يا أخي‬ ‫بوظا‬

‫دهده ‪.‬‬

‫‪ :‬أنا بتكلم جد ‪ ..‬إيه المانع أنها تتعلم يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) مش لما أنا أزفت األول ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يفتح الكراسة ) خد بالك يا معلم ‪ ...‬دي حروف" األبجدية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ما أنا عارف الحروف دي كويس وحافظها ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يعني نبدأ بالكلمات ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أيوه ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يدخل مندهشا ) بتعمل إيه يا با ؟‬ ‫قرصان‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) باغني ‪...‬بأرقص ‪..‬بألعب عجين الفالحة ‪..‬أنت مال أمك ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪20‬‬
‫‪ ( :‬خارجا) خالص ‪...‬خالص ‪ ،‬أنت زعالن ليه ؟‬ ‫قرصان‬

‫‪ :‬شوف يا معلم الكلمة دي فيها كام حرف ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أربعة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬انطقها كويس كده ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يدخل ) أنا كنت عاوز ‪ ...‬إيه الحكاية ‪،‬أنت بتعمل إيه بالقلم والكراسة يا با؟‬ ‫ريشة‬

‫‪ :‬أنا عارف أن الليلة دي سودة عليكم وعلى أمكم يا والد الكلب ‪ ،‬إيه ياسي‬ ‫بوظا‬

‫(ريشة) ‪ ،‬في إيدي قلم وكراسة ‪ ،‬ح اعمل إيه ‪ ،‬ح أفتح المندل ‪ ،‬ح اقرا الكف‬

‫‪ ،‬ح العب عشرة كوتشينة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يسرع بالخروج ) إيه الرجل حصل له حاجة ‪.‬‬ ‫ريشة‬

‫‪ ( :‬يهدي من غضب المعلم ) وماله يا معلم لما يسألوا ‪ ،‬هي فيها حاجة ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أيوه فيها ‪...‬لما أنا المعلم بوظا" قاعد زي التلموذ قدامك أنت ‪ ،‬إزاي‬ ‫بوظا‬

‫يحترموني بعد كده ‪ ،‬وإزاي ح أمشي كلمتي عليهم ‪ ،‬دا أنا كبير قوي" هنافي‬

‫بيتي ‪ ،‬هنا كل حاجة بأمري ‪.‬‬

‫‪ :‬يا معلم العلم مالوش كبير ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنا عارف مالي ووجع الدماغ ده ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬إحنا ح نضعف من أولها ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ال وشرفك" ‪...‬أنا لم أقرر حاجة ‪ ،‬البد أنفذها على طول ( يمسك بالقلم ويحاول"‬ ‫بوظا‬

‫أن ينطق الكلمة ) م‪...‬مج‪ .....‬مجلس‪..‬ال‪....‬الش‪.....‬الشع‪......‬الشعب‬

‫‪( :‬تدخل وبيدها جلباب المعلم ‪ ،‬تراقب ما يدور" ) اسم النبي حارسك وصاينك‬ ‫فاكيهه‬

‫‪...‬أنت بتقرا ‪ ...‬هو بعد ما شاب ودوه الكتاب ‪.‬‬

‫‪ ( :‬منفجرا وممزقا" ما أمامه من ورق" وقالبا المنضدة ) على الطالق ما أنا‬ ‫بوظا‬

‫شغال في ليلتكم السودة يا والد الكلب يا مجرمين ‪....‬يا ال يا أستاذ مش شاغلين‬

‫الليلة دي ‪...‬علشان العيال وأمهم يستريحوا ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫( ستار )‬

‫المشهد الثالث ‪:‬‬

‫مكتب المحررين في جريدة ( الوطن) ‪ ،‬قاعة واسعو يها بابان ‪ ،‬أحدهما يؤدي للخارد ‪ ،‬واآلخر‬
‫يؤدي إلى غرفة رئيس التحرير ‪ ،‬يوجد أربع مكاتب ‪ ،‬ودوالب معدني في أحد األركان ‪ ،‬يدخل‬
‫الساعي وبيده منفضة ‪ ،‬ويدخل وراءه شاب متأنق" في ملبسه ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يسوى مالبسة ويحكم ربطة عنقه ) صباح الخير يا عم ( أحمد) ‪.‬‬ ‫الشاب‬

‫‪ :‬صباح الخير يا أستاذ ( سامي) مش عوايدك تيجي بدري" كده ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬الصحيان بدري أحسن ‪ ،‬مش كده برضه ‪ ...‬األنسة ( مها ) محضرتش" ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬زمانها جاية ‪ ....‬هي متعودة تيجي بدري ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬إيه رأيك فيها يا عم ( أحمد) ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬وهللا يا أستاذ ( سامي) ما أعرفش ‪ ..‬ما مرش عليها هنا غير أسبوع واحد ‪،‬‬ ‫أحمد‬

‫لكن باين عليها بنت حالل ‪.‬‬

‫‪ :‬وجميلة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬أظن ذلك ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬وظريفة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬باين عليها ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬ودمها خفيف ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬دا واضح ‪ ...‬وواضح أن ساعتك مقدمة ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) عيبك أنك فاهمني ‪ ...‬يا ال روح هات المعلوم ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬ساندوتش الفول وكباية الشاي ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬ما تنساش المخلل ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬تدخل وتتجه إلى مكتبها وتخرج كومة من األوراق" من حقيبتها ) صباح‬ ‫مها‬

‫الخير يا أستاذ ( سامي )‬

‫‪22‬‬
‫‪ ( :‬يقترب منها ) صباح الخير يا آنسة ( مها ) إيه األوراق دي كلها ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ترتب األوراق) دي مسودة مقال ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬عن إيه ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬عن المرأة العاملة والمشكالت التي تواجهها ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) مرأة عاملة ومشكالت ‪ ...‬إنت مش نافعة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬غاضبة ) بتقول إيه يا أستاذ ( سامي) ؟‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ال مؤاخذة ‪...‬إنت جديدة هنا ‪ ،‬والبد أن تفهمي اللعبة ‪ ،‬ح أسألك سؤال ‪ ،‬إنت‬ ‫سامي‬

‫كاتبة المقال ده لمين ؟‬

‫‪ :‬للمسؤولين والمرأة العاملة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬أن بأقوللك" منتش نافعة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬غاضبة ) وبعدين يا أستاذ ( سامي ) ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يجلس على طرف مكتبها ) على مهلك بس ‪ ،‬إنت قلت إنك كاتبة المقال‬ ‫سامي‬

‫للمسؤولين والمرأة العاملة ‪.‬‬

‫‪ :‬إيوه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬أما المسؤولين فهم ليسوا في حاجة إلى مقالك إو أي مقال صحفي ‪ ،‬فهم‬ ‫سامي‬

‫عندهم الكتير ‪ ،‬من المشكالت المستعصية ‪ ،‬أما المراة العاملة ‪ ،‬فتفتكري" أنها‬

‫بعد ما ترجع من العمل وتحضر الغدا وتقوم" ببقية أعمالها ‪ ،‬تفتكري ح يفضل‬

‫وقت تقرا فيه مقالك ‪ ،‬حتى لو كان عندها وقت ‪ ،‬ح يتسع صدرها لمقالك ‪ ،‬هي‬

‫في مشاكل ‪ ،‬البيت فيه مشاكل ‪ ،‬الشغل فيه مشاكل ‪ ،‬ولما تيجي تقرا تقرا عن‬

‫مشاكل كمان ؟ هي عيزة حاجة تانية خالص ‪.‬‬

‫‪ :‬زي إيه ؟‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يقترب منها ) زي أخبار المودة ‪ ،‬أحدث تسريحة ‪ ،‬قصة عاطفية ‪ ،‬كالم‬ ‫سامي‬

‫عن الحب ‪ ،‬كيف تقنعين زوجك" أن يشتري لك فستانا" ‪ ،‬أو هدية ‪ ،‬مقال عن‬

‫كيفية اختيار خطيبك ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ :‬إزاي اكتب بالشكل ده ؟‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬هامسا ) تحددي" ميعاد ‪ ،‬كأن يكون في الخامسة عصرا في جروبي" ‪ ..‬إيه‬ ‫سامي‬

‫رأيك ؟‬

‫‪ ( :‬تنهض وتبتعد" عن سامي ) ويعدين يا أستاذ ( سامي ) أنا أرفض أسلوبك‬ ‫مها‬

‫الرخيص ده ‪.‬‬

‫‪ :‬انت مش سألتيني إزاي ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬أنا بسأل إزاي األشياء التافهة دي يكون لها كل االهتمام ده ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) نحن في زمن التفاهات ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يدخل حامال لفافة ) اتفضل يا أستاذ ( سامي) ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬شكرا يا عم أحمد ‪...‬أنسة ( مها ) تفطري معايا ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬تفتح حقيبتها ) شكرا ‪ ...‬أنا جبت معايا ساندوتش ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يأكل ) فيه إيه ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬هو إيه ؟‬ ‫مها‬

‫‪ :‬الساندوتش ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬فيه بيض وبسطرمة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يتجه إليها حامال الساندوتش" ) خدي نص من ساندوتشي وهاتي نص من‬ ‫سامي‬

‫ساندوتشك ‪.‬‬

‫‪ :‬ال خد نص من ساندوتشي" ‪ ،‬ومش عايزة منك حاجة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يأخذ الساندوتش كله منها ) يا عم أحمد هات الشاي ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬واقفة ) انت أخدت الساندوتش كله ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يعيد غليها النصف ) ال مؤاخذه يا عم ( أحمد ) ‪ ،‬هات كباية شاي كمان‬ ‫سامي‬

‫لآلنسة ( مها ) ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يدخل وحينما يرى سامي ‪ ،‬يقف متعجبا ) إيه الحكاية أنت جاي بدري‬ ‫شوقي‬

‫النهاردة ‪..‬مش عوايدك ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫‪ :‬قول صباح الخير األول يا استاذ ( شوقي ) ‪..‬كل ما في األمر أن ساعتي‬ ‫سامي‬

‫مقدمة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ملتفتا ) إلى مها ) أزيك يا آنسة (مها) ‪ ،‬الشغل عاجبك هنا ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬الحمد هلل ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬كتبت المقالة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬إيوه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إن شاء هللا يوافق" عليها رئيس التحرير" ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬الظاهر مش ح تعجبه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إش عرفك ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬األستاذ ( سامي ) قال لي ‪....‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬مقاطعا ) هو سامي وصلك ‪ ...‬وعرف يقنعك بمنطقه الفاسد ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬إيه يا أستاذ ( شوقي ) هو عيب أعرف اآلنسة ( مها ) اصول الشغل ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬وهي المودة والفساتين وأخبار" الراقصات والفنانات والجرائم العاطفية أصول‬ ‫شوقي‬

‫الشغل ؟‬

‫‪ :‬تعرف يا ( شوقي ) واحد كمان زيك في الجرنال ‪ ،‬ويجيب الجرنال ضرفه ‪،‬‬ ‫سامي‬

‫وإهي جات لك واحدة شكلك ‪ ،‬أنت تكتب عن اإلنسان المصري" ومعاناته‬

‫اليومية ‪ ،‬وهي تكتب عن مشكالت المرأة العاملة ‪،‬وإحنا نجيب ضرفها ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متعجبا ‪ ،‬ناظرا إلى سامي ) السالم عليكم ورحمة هللا ‪...‬إيه الحكاية ‪ ،‬أنت‬ ‫عبد اللطيف‬

‫جاي بدري ليه النهاردة ‪ ،‬مش عوايدك ‪.‬‬

‫‪ :‬صباح الخير يا أستاذ ( عبد اللطيف ) ‪ ...‬إيه الحكاية يا أخونا ‪ ..‬البلد كلها‬ ‫سامي‬

‫واخدة بالها مني ليه ؟‬

‫‪ ( :‬يعطي كتابا لمها ) خذي يا أنسة ( مها ) هذا الكتاب قمت بتأليفه ‪ ،‬منذ عام‬ ‫عبد اللطيف‬

‫تقريبا ‪ ،‬وهوعن الجمال والقبح في حياتنا ‪ ،‬وسوف" يحوز إعجابك إن شاء هللا ‪.‬‬

‫‪ ( :‬تأخذ الكتاب ) شكرا يا أستاذ ( عبد اللطيف ) ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪25‬‬
‫‪ :‬لقد كتب عنه الكثير عند صدوره ‪،‬وعقدت ندوات في اإلذاعة والتلفاز ‪ ،‬لقد‬ ‫عبد اللطيف‬

‫كان صدوره بمثابة حدث ثقافي عظيم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا في سخرية ) لم يباع منه أكثر من خمسين نسخة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬محتدا) يا هذا ‪ ...‬نحن ال نبيع فكرا ‪ ...‬نحن نكتب ألن لنا رسالة ‪ ،‬أال وهي‬ ‫عبد اللطيف‬

‫صقل أذواق الناس ‪ ،‬واالرتفاع بهم فوق مستوى" الحيوانية ‪ ،‬وإذا كان قارئو‬

‫هذا الجيل قليال ‪ ،‬فسوف ‪ ،‬تأتي أجيال لترتفع ما كتبناه فوق الرؤوس" ‪ ،‬ولسنا‬

‫مثل هؤالء الذين يكتبون للمراهقات والمتخلفين والمرضى" ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) ربنا يعطيك" الصحة يا شيخ عبد اللطيف ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬على فكرة االنتخابات لمجلش الشعب على األبواب ‪،‬إيه رأيكم نخصص عددا‬ ‫شوقي‬

‫من الجرنال عن تاريخ الحياة النيابية في مصر ‪.‬‬

‫‪ :‬إنه رأي وجيه ‪ ،‬ولدي من المراجع ما يفيدك في هذا الموضوع ‪ ...‬أظن أن‬ ‫عبد اللطيف‬

‫الموضوع" جاء في وقته ‪.‬‬

‫‪ ( :‬واقفا ) دا كالم فاضي" ‪...‬يعني إيه نخصص عددكامل لموضوع االنتخابات‬ ‫سامي‬

‫‪ ،‬ومال الناس والانتخابات ‪ ،‬الجرنال البد يهتم باللي الناس تهتم بيه ‪.‬‬

‫‪ :‬يا سي سامي ‪ ...‬اللي يحدد مصير ومستقبل البلد شيء مش مهم في نظرك ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) أنا قلت إنه شيء مش مهم !‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬نعم ‪ ،‬وقلت إن الناس ال يهتمون باالنتخابات ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬هو معنى أن الناس ما بيهتموش بشيء يعني ده أنه مش مهم ‪ ،‬الناس بتهتم‬ ‫سامي‬

‫بكل شيء ‪ ،‬إال األشياء المهمة ‪.‬‬

‫‪ :‬ودليلك على هذا المنطق الفاسد ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬يا سالم ‪...‬كالمي محتاج دليل ‪ ،‬يا سيدي" لو نشرت خبرا عن جلسة لمجلس‬ ‫سامي‬

‫الشعب وإن األعضاء ظلوا شهرا في حالة إنعقاد تام لمناقشة المشكالت‬

‫والقضايا التي تهم الشعب ‪ ،‬فلن يهتم احد بهذا الخبر ‪ ،‬أما لو نشرت خبرا عن‬

‫طالق ليلى علوي ‪.. .‬‬

‫‪26‬‬
‫‪( :‬مقاطعةوقد" نهضت من على كرسيها ) وهللا ‪...‬إمتى حصل ده ؟‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) عايز دليل أقوى" من كده ‪ ،‬الخبر األول لم يحرك اآلنسة ( مها )‬ ‫سامي‬

‫على أهميته وجالله ‪ ،‬أما الخبر الثاني فقد ثقب اذنيها على رأي الشيخ عبد‬

‫اللطيف ‪...‬الزم يا أخونا نهتم بما يتهم به الناس ‪.‬‬

‫‪ ( :‬منفعال) يا أستاذ ( سامي) هذا رأي فاسد ومفسد ‪ ،‬يجب أن نقود الرأي العام‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ،‬إن نرتفع بفكر وثقافة وذوق الناس ‪ ،‬ال أنننغمس فيما ينغمسون فيه ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) يا شيخ صلي على النبي ‪...‬ثقافة إيه وفكر" إيه ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ملتفتا إلى شوقي ) إيه يا استاذ ( سامي) قول حاجة ترد بها على كالم أخينا‬ ‫عبد اللطيف‬

‫ده ‪.‬‬

‫‪ :‬يعني االنتخابات اللي بتقول عنها أنها مهمة ‪ ،‬مين ح يقرا عنها ‪ ،‬وال مين‬ ‫سامي‬

‫اللي ح يرشح نفسه ‪ ،‬ممكن حد من عامة الشعب ‪ ،‬مش ممكن ‪ ،‬اللي بيرشح‬

‫نفسه ‪ ،‬هو اللي عرف السكة إلى مجلس الشعب ‪ ،‬وعرف دهاليزه ‪ ،‬مثل‬

‫األستاذ ( شوكت ) قريب رئيس التحرير له أكثر من ثالث دورات والرابعة‬

‫جاية ‪ ،‬عمل إيه وح يعمل إيه ؟ تعرفوا" ليه ما فيش حد من عامة الشعب يرشح‬

‫نفسه ‪ ،‬ألنه متأكد أن ما فيش فايدة ‪ ،‬وح يستفيد إيه من وجع الدماغ والمناقشات‬

‫والمجادالت البيزنطية ‪.‬‬

‫‪ :‬ربما لم يصبح للمر أي جدوى إال إلبتعاده عن الترشح ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬دخلنا في دائرة الفرخة والبيضة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬يا استاذ ( شوقي" قل حاجة ترد بيها على كالم هذا األفاق‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬كالم سامي صحيح ‪ ،‬فعامة الشعب ما عدوش يهتموا ‪ ،‬بممارسة أي نشاط‬ ‫شوقي‬

‫سياسي" ‪،‬بل ما عدوش يهتموا باألمر السياسية أصال ‪ ،‬وأصبحت" السياسة من‬

‫أكثر األ مورالتي" تبعث على الملل والسأم ‪ ،‬ليس لنهامور جادة زي ما بيقول‬

‫سامي ‪ ،‬ال ‪ ..‬األمر أكبر من كده بكتير" ‪.‬‬

‫‪ :‬يا ترى إيه السبب ؟‬ ‫مها‬

‫‪27‬‬
‫‪ :‬مش عارف ‪ ..‬المتخصصين في تلك األمور بيقولوا أن السبب تاريخي ‪ ،‬ففي‬ ‫شوقي‬

‫المراحل السابقة كانت السلطة تنفرد باألمر وبعدت الشعب عن االشتراك ‪،‬‬

‫واحترم" الشعب إرادة السلطة ‪ ،‬وذلك إما راجع لشعور" الشعب بقوة وقدرة‬

‫السلطة ‪ ،‬أو أن الشعب وكل السلطة عنه لتفعل كل شيء ‪.‬‬

‫‪ :‬يا سالم !! الحكاية مش عايزه متخصصين ‪ ،‬الحكاية ببساطة أن الشعب شايف"‬ ‫سامي‬

‫إن السياسة نوع من الترف ‪،‬بيشتغل بيها اللي ما لوش شغالنة ‪ ،‬أما الفالح‬

‫والعامل والحرفي" فما عندهوش وقت بيضعوه فيما ال جدوى منه ‪.‬‬

‫‪:‬يا فالح ‪..‬هومجلس الشعب فيه عمال وال فالحين ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬صورة بس ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬جايز يظهر" شخص من قاع الشعب يرشح نفسه ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬ضاحكا) كنت أنا رشحت نفسي ‪ ،‬وال عم (أحمد) ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يدخل حامال حقيبة ) األستاذ عزيز جاي على السلم ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪( :‬يدخل ويتجه إلى باب مكتبه ) سالم عليكم يا اساتذة ‪ (...‬ينظر إلى األستاذ‬ ‫عزيز‬

‫(سامي ) إيه الحكاية أنت جيت بدري النهاردة ‪..‬مش عوايدك ‪.‬‬

‫‪................................................... :‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬االنتخابات على األبواب ‪....‬واألستاذ ( شوكت )عشمه كبير فينا ‪...‬أنتم‬ ‫عزيز‬

‫عارفين الواجب علينا ‪ ....‬لو سمحت يا آنسة ( مها ) تيجي المكتب ‪.‬‬

‫‪ :‬هو عاوز إيه منك ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬مش عارفة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬أجي معاك ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬إيه الصفاقة دي ‪ ،‬األستاذ ( عزيز ) طلب اآلنسة ( مها ) مالك أنت ؟!‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬مش إحنا زمالء في العمل ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬أنت مضى عليك هنا خمس سنوات ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬اشمعنى النهاردة بس ساعتك قدمت ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪28‬‬
‫‪ ( :‬يخلع ساعته ) أنتم شم مصدقين ‪ ...‬الساعة إيه ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬سامي ‪ ...‬ابعد عن ( مها ) دي مش زي بقية البنات اللي أنت تعرفهم‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪:‬هو اللي أنا بعرفهم وحشين وال إيه ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬ال استغفر هللا ‪ ...‬أنت كل معارفك" من خيار القوم ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ( :‬متضايقا ) وهللا انتم مش والة أمرها ‪ ...‬المهم شفتم حاجة وحشة مني ال‬ ‫سامي‬

‫سمح هللا ‪.‬‬

‫‪ ( :‬تخرج من عن مكتب األستاذ عزيز رئيس التحرير) أنا رايحة المحافظة يا‬ ‫مها‬

‫جماعة ‪...‬‬

‫‪ :‬خير يا ىنسة ( مها ) ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬تعد حقيبتها )طلب مني أروح للمحافظ" ح اعمل معاه ربيورتاج" ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬وليه أنا ما أعلموش ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪( :‬ضاحكا ) هو عارف انك ال تستسيغ تلك الموضوعات ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬إيوه بس مع المحافظ األمرمختلف" ‪ ،‬ثم يا آنسة ( مها ) إحنا ح نقطع على‬ ‫سامي‬

‫بعض وال إيه ‪ ..‬أنا أقدم منك هنا ‪ ،‬ولي خبرتي" برضة ‪.‬‬

‫‪ :‬بس رئيس التحرير" هو اللي أمر بكده ‪ ..‬ولو حبيت تدخله وتقله الكالم ده أنا‬ ‫مها‬

‫ما عنديش مانع ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متراجعا ) هو رئيس التحرير اللي أمر ‪ ...‬أنا كنت فاكر حد تاني ‪ ،‬بس ما‬ ‫سامي‬

‫يمنعش إني أفيدك برضة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬تأخذ حقيبتها وتخرج" ) سالم عليكم ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪( :‬يسرع بالخروج وراءها ) استني ‪...‬معايا شكوى ح وصلها للمحافظ" ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) سامي هو سامي ‪...‬مش ممكن يتغير ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫( ستار )‬

‫‪29‬‬
‫الفصــل الثـانــي"‬

‫‪30‬‬
‫المشهد األول ‪:‬‬
‫أمام محل البوظة ‪ ،‬مجموعة من الرواد ‪ ،‬تشرب وتدخن ‪ ،‬و ( قرقورة ) يلبي طلباتهم ‪ ،‬يدخل‬
‫بيضة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يقفز في الهواء مصفقا صائحا" ) وسع يا جدع ‪ ...‬وسع لمعلمين مجلس‬ ‫بيضة‬

‫الشعب ‪،‬نجحنا في االمتحان ‪ ،‬وأخذنا" الدكتوراه ‪ ،‬وهاجمين على المجلس ‪...‬‬

‫وسع يا جدع ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يدخل ووراءه خالد ‪ ،‬الجميع يهني ويعانق" المعلم ‪ ،‬وهو يرد التحيات )‬ ‫بوظا‬

‫انتهينا من مشكلة االمتحان ‪ ...‬كان كابوس ‪ ،‬كانوا كاتمين على أنفاسي ‪ ،‬هللا‬

‫يكتم أنفاسهم ‪ ،‬تحكمات فارغة ‪ ،‬يعني مش ح نعرف نشتغل في مجلس الشعب‬

‫إال بالقراية والكتابة ؟ كالم فاضي" ( يشير إلى رأسه ) طالما ده متعمر ‪ ،‬انا‬

‫أشغل بلد بحالها ‪ ،‬مش حتة مجلس شعب ‪.‬‬

‫‪ :‬وهللا يا معلم أنا كنت خايف أحسن تنضرب بمبة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يقف ويربت على صدره ) شوف" يا أستاذ ‪ ..‬أنا مدخلتش أمتحان بعون هللا‬ ‫بوظا‬

‫إال ونفذت اللي في دماغي ‪ ،‬كل االمتحانات اللي انا دخلتها ‪ ،‬سقطت فيها‬

‫بالثلث ‪،‬علشان كنت ناوي ‪..‬غاوي سقوط في االمتحان ‪ ،‬ما أنا طول عمري‬

‫ما حبش حد يمشي كالمه علي ‪..‬قال يقعدوني على كرسي ويدوني ورق‬

‫وجاوب يا ولد يا بوظا" ‪ ،‬من ورقة لورقة ‪ ،‬طاب أنا عملت إيه ‪ ،‬جبت إيه من‬

‫‪31‬‬
‫عندي ‪ ....‬طاب بذمتك ده تعليم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) ماهو البد تجاوب على األسئلة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬استفدت أنا إيه ؟ ناس عندهم الخفيف ‪ ...‬هو أنا لما اكسب عيشي ح‬ ‫بوظا‬

‫أكسبه بالورقة والقلم ‪...‬شوف يا أستاذ التعليم إحنا نعرفه كويس إش قولك بأه‬

‫‪ ،‬أنا بعت الولد (خليل ) وهو صغير لسة للورشة هناك يتعلم ‪ ،‬كنت تشوفه‬

‫هناك متنيل بالزفت والشحم" ومرمي تحت العربية ‪ ،‬والمعلم يضربه بالمفتاح في‬

‫نافوخه يطرشم" وشه ‪ ،‬ويجي الواد آخر النهار ‪ ،‬حالته بله وزفت ‪ ،‬إش قولك"‬

‫باه أنا بأكون مبسوط علشان عارف أنده هو التعليم ‪،‬بالك الولد ( خليل ) دولقت‬

‫وال أجدع خنزيرة وال أي نوع ياخد في إيده غلوة ‪ ،‬معلم بحق ‪...‬قللي بأه مسك‬

‫ورقة وال قلم ‪ ،‬فك خط وال ربطه ؟‬

‫‪ ( :‬يأتي بأكواب البوظة والشيشة ) مبروك" يا معلم ‪ ...‬على هللا وعليك بوفيه‬ ‫قرقورة‬

‫مجلس الشعب ‪ ،‬ندر على أني أبسط كل أنفار مجلس الشعب ‪ ،‬علشان خاطر‬

‫معلمنا ‪ ،‬أمال إيه ‪ ،‬ياعيش المعلم بوظا" ( يردد الجالسون وراءه ) ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يحي الجميع ) إش قولك يا أستاذ أنا كنت خايف وأنا رايح االمتحان‬ ‫بوظا‬

‫النهاردة ‪ ،‬ما أنا كل االمتحانات كنت بأسقط فيها زي ما قلت لك ‪ ،‬أما االمتحان‬

‫ده فكنت عايز أنجح ‪ ،‬وأنا دماغي ناشفة زي القرعة العسلي ‪ ،‬لما أنوي على‬

‫حاجة أجارك هللا ‪ ،‬البد تتنفذ أمال إيه ‪ ...‬بس االمتحان ما كنش صعيب وال‬

‫حاجة ‪.‬‬

‫‪ :‬أنت اللي سمعت كالمي وعملت بالنصايح ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬وإن كنت محبش أسمع كالم حد ‪ ،‬بس علشان أنت السكرتور" بتاعي ‪ ،‬اسمع‬ ‫بوظا‬

‫كالمك بس ‪ ،‬بس عايظ كل ما اشخط فيك واتنرفز" عليك واضربك على قفاك‬

‫ماتزعلش ‪ ،‬أنا بعمل كل ده بس برضة قلبي أبيض زي البفتة ‪.‬‬

‫‪ :‬شوف يا معلم ‪..‬اتنرفز واشخط على كيفك ‪ ،‬بس بالش حكاية الضرب ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ماشي كالمك يا أستاذ ‪ ،‬ماهم الناس المهمين البد يشخطوا" ويتنرفزوا" ( يتلفت‬ ‫بوظا‬

‫‪32‬‬
‫حوله ) الولد بيضة مش باين ليه ؟‬

‫‪ ( :‬يدخل إلى المسرح ‪ ،‬وفي يد طبق واألخرى رغيف خبز وتحت إبطه بصل‬ ‫بيضة‬

‫أخضر) إيوه يا معلم ‪ ،‬أصل من طلعة الصبح وأنا مستنيك تخرج ومعاك‬

‫الشهادة ‪ ،‬ما أكلتش ‪ ،‬أكل إزاي وأنا متوتر ( يجلس على األرض ويضع‬

‫مابيده ويبدأ في األكل ) بالك يا معلم لما أنت خرجت وأخدتك بالحضن ‪ ،‬كنت‬

‫فرحان مش مصدق أن المعلم وصوره تظهر في السيما والراديو والتليفزيون ‪،‬‬

‫وأنا أمشي وأقول للناس ده معلمي ‪ ،‬والناس تهتف والنسوان تزغرد ‪.‬‬

‫‪ :‬أال يا معلم ‪ ...‬إحنا معملناش حساب الدعاية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يعني إيه دعاية يا أستاذ ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يعني يا معلم الناس ح تدعي عليك ‪ ،‬ما أنت ح توقف حال ناس كتير لما‬ ‫بيضة‬

‫تظهر في كل مكان ‪ ،‬وتقطع السبوبة بتاعتهم ( مخاطبا خالد ) شوف يا أستاذ‬

‫‪ ...‬اللي يدعي على المعلم دا انا أنط في كرشه ‪.‬‬

‫‪ :‬اسكت يا حمار ‪..‬لما نشوف حكاية الدعاية دية ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يعني يا معلم ما فيش حد عارفك ‪ ،‬والزم الناس تعرفك" و ‪...‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬مقاطعا ) إزاي ده دا أنا نص البلد عارفاني" ‪ ،‬نص أمخاخ ومزاجات البلد‬ ‫بوظا‬

‫أنا اللي بأعمرها ‪ ،‬وأمنجهها ‪ ،‬دا أنا بأعمل خدمة ليلية علشان زباين‬

‫آخرالليل والفجر ‪.‬‬

‫‪ :‬إيوه يا معلم ‪...‬بس إحنا عاوزين كل اللي في البلد يعرفوك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬طاب وليه ‪ ....‬ما كفاية اللي إحنا عارفينهم" ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يا معلم الزم علشان أكبر عدد من الناس يصوتوا لك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنت ح تدخل مجلس الشعب وال القرافة يا معلم ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬يا أستاذ أنا مش عارف حاجة ‪...‬فهمني" علشان اعرف راسي من رجلي ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ماهو علشان تكون عضو في المجلس ‪ ،‬البد أكبر عدد من الناس يوافقوا"‬ ‫خالد‬

‫عليك ‪ ،‬وطبعا الناس الزم يعرفوا" عنك كل حاجة ‪ ،‬قبل ما يوافقوا عليك ‪ ،‬إحنا‬

‫‪33‬‬
‫ح نعمل دعاية لك علشان يعرفوك ويوافقوا عليك ‪.‬‬

‫‪ :‬أنا فهمت الفولة دلوقت ‪ ،‬يعني إحنا ح نعمل حفلة استعراف" ‪ ..‬وماله ‪..‬لك‬ ‫بوظا‬

‫علي أمنجه وأبسط كل الناس ‪...‬البوظة والذي منه ‪.‬‬

‫‪ :‬ال يا معلم بالش الحاجات دي ‪ ،‬إحنا ح ندعي الناس هنا ‪ ،‬وكمان ح نروح‬ ‫خالد‬

‫لهم في أماكنهم" ‪ ...‬المهم دلوقت نطبع ورق" الدعاية ‪ ،‬وصورتك ‪ ،‬وعايزين‬

‫أكبر عدد من أصحابك ينشرها في كل الحي ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يقف وسط" المكان رافعا يديه ) يا رجاله ‪...‬يا جدعان ‪ ...‬أنا محتاج لكم‬ ‫بوظا‬

‫دلوقت ‪ ،‬الزمني ناس يبعتروا" الدعاية في البلد ‪ ،‬مين اللي ح يساعدني في‬

‫الحكاية دية ‪.‬‬

‫‪ ( :‬في صوت واحد ) كلنا خدامينك يا بوظا ‪.‬‬ ‫الجميع‬

‫‪ :‬شوف يا معلم ‪...‬بقدرة قادر" ‪ ،‬بكرة ح تالقي كل البلد مليانة بصورتك واسمك"‬ ‫بيضة‬

‫‪ ...‬الحيطان واألرض والعربيات" وعلى األحصنة وعلى الحمير وعلى الكالب‬

‫والقطط‬

‫‪ ( :‬يضرب بيضه على قفاه ) يخرب بيت أبوك يا بيضة ‪ ...‬أنت ح تعلقني على‬ ‫بوظا‬

‫الحمير والكالب ‪.. .‬هم ح يعينوني" في الشفخانة ‪.‬‬

‫‪ :‬مش قصدي يا معلم ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬وهللا يا معلم اللي بيقوله الولد بيضة مضبوط" ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬سالمة عقلك يا أستاذ ‪ ...‬إزاي ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬طبعا مش كل اللي قاله بيضة ‪ ،‬بس بعض كالمه ‪ ...‬لما كل عربية كارو" ‪،‬‬ ‫خالد‬

‫وكل حنطور ‪ ،‬وعربية نقل نحط عليها ورقة دعاية ‪ ،‬وطبعا كلهم خدامينك‬

‫وزباينك ‪ ،‬أهي دي ح تكون أحسن دعاية لك ‪ ،‬وكده ح تكون الدعاية حية‬

‫ومستمرة طول النهار ويتتحرك" في كل مكان ‪ ،‬في الحواري والزقايق والشوارع‬

‫‪ ( :‬يربت على كتف بيضة ) وهللا يا واد بيضة أنت عندك مخ وبتفكر كويس‬ ‫بوظا‬

‫أهه ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ ( :‬واثقا من نفسه ) تلموذك" يا معلم ‪ ...‬ولك علي اجمع الحمام بتاعي كله‬ ‫بيضة‬

‫وأعلق في رجليه ورق" الدعاية لك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) الولد بيضة بيطلع علينا بأفكار" كويسة يا معلم ‪ ،‬أهه الدعاية ح‬ ‫خالد‬

‫تكون على األرض وفي الجو كمان ‪،‬‬

‫‪ :‬علي النعمة ح أخلي كل الفراخ والبط" والوز" كمان يشيل ورق" دعاية ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬تعرف يا معلم ‪ ...‬الوادبيضة يستحق يكون المسؤول عن ملف الدعاية لك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬خالص ‪...‬قررنا" نحن المعلم بوظا" أن الولد بيضة يكون رئيس ملف الدعاية ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يقفز قفزات عالية ويعانق المعلم ) هللا يخليك يا معلم ‪...‬يا عيش بوظا" بتاع‬ ‫بيضة‬

‫مجلس الشعب ‪ ،‬يعيش المعلم بتاع البوظة والمنجهة ‪.‬‬

‫‪ :‬ال يا بيضة ‪ ...‬كفاية تقول يعيش المعلم بوظا ‪ ،‬وممكن تقول ناصر"‬ ‫خالد‬

‫المظلومين والمطحونين ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب المظلومين وعرفناهم" ‪ ...‬المطحونين دول يطلعوا مين ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬دول الناس اللي زمنهم طحنهم يا معلم ‪ ،‬يعني زي ما تقول كده الناس اللي‬ ‫خالد‬

‫ضربهم" السلك ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب ما تقول كده من الصبح ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ما هو البد الشعار يكون له معنى ويؤثر في قلوب الناس ‪ ،‬وأنا ح أحفظ الواد‬ ‫خالد‬

‫بيضة كام شعار علشان يهتف هو الناس بتوعنا بيه ‪.‬‬

‫‪ :‬خالص الواد بيضة ح يمسك الدعاية بإيده االتنين زي الكلب ما يمسك فرخة‬ ‫بوظا‬

‫‪...‬فاضل حاجة تانية يا أستاذ ؟‬

‫‪ :‬عايزين نعمل كام مؤتمر نناقش فيه مشكالت الناس ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يعني إيه ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬مش الناس اللي في البلد لهم مشاكل ‪..‬زي السكن والعيش والتعليم والعالج ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إيوه كل واحد بيه اللي مكفيه يا ولداه ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬أنت ح تتكلم في المشاكل دية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪35‬‬
‫‪ :‬طاب وأنا مالي يا عم خالد ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬إزاي يا معلم !‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬هي مشاكلي وال مشاكلهم ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬مشاكلهم طبعا ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬خالص هم حرين في مشاكلهم يحلوها يربطوها" ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬الناس ما يعرفوش" يحلوها ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬وأنا سبع البرمبة وأبو العريف ح احلها لهم ‪،‬هي مشاكلي حد حلها لي علشان‬ ‫بوظا‬

‫أحل مشاكلهم" ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يمسك رأسه ) ولد يا قرقورة هات لي كباية شاي ‪ ،‬احسن راسي ح تنفجر‬ ‫خالد‬

‫‪...‬يا معلم حاول تفهمني وال الحكاية مش ح تنفع ‪.‬‬

‫‪ :‬ماشي كالمك يا أستاذ ‪...‬أنا ح أرمي نفسي على مشاكل الناس ‪ ،‬وح انحشر‬ ‫بوظا‬

‫بينهم علشان زي ما بتقول نحل مشاكلهم مش كده ؟‬

‫‪ :‬إيوه يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬بإيه يا فالح ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬مش فاهم قصدك إيه ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ح أحل مشاكلهم" بإيه يا بني آدم ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬بالكالم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يقف وينظر إليه بقوة ‪ ،‬ثم يجلس مرة أخرى ) ولد يا أستاذ أنت عبيط‬ ‫بوظا‬

‫وحمار" ‪...‬هات يا ولد يا قرقورة شيشة ‪...‬قال نحل مشاكل الناس بكالم‬

‫‪...‬يعني واحد جعان نحط له كلمتين في ورقة ‪ ،‬واحد عريان نلبسه موال كالم ‪.‬‬

‫‪ :‬يا معلم ‪...‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬بال معلم بال بتاع ‪ ..‬أنت فاهم حاجة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬يا معلم طول بالك على األستاذ" يمكن قصده حاجة تانية ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬ماهو يا بيضة ربنا عرفوه بالعقل ‪...‬مش كده ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪36‬‬
‫‪ :‬إيوه يا معلم ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬يعني ح نلم الناس اللي محتاج لقمة واللي محتاج هدمة ‪ ...‬وبدل ما نديه هدمة‬ ‫بوظا‬

‫وال لقمة نديه شوية كالم ‪،‬هوده معقول ‪ ،‬يعني ( فاكيهه) مراتي لما تقولي هات‬

‫مصروف البيت بدل ما أديها فلوس أديها كالم في إيديها ‪ ،‬ونقولها خالي بالك‬

‫أوعي تبعزقي ‪.‬‬

‫‪ :‬يا معلم أنت مش ح تحل مشاكلهم" ‪ ..‬أنت ح تديهم وعد بحل مشاكلهم" لو‬ ‫خالد‬

‫نجحت ودخلت مجلس الشعب ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يضع إصبعه على رأسه ) أشمعنى" ‪...‬هو أنا اللي ح احل المشاكل وال‬ ‫بوظا‬

‫مجلس الشعب ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يمسك رأسه ويقوم ويقعد وينظر" يمينا ويسارا" ) يا معلم لما تدخل مجلس‬ ‫خالد‬

‫الشعب ح تطالب الحكومة إنها تحل مشاكل الناس ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مستنكرا" ) وهللا ‪...‬ها أو‪...‬أو‪ ...‬الحكومة بجاللة قدرها مستنية واحد يعرفها"‬ ‫بوظا‬

‫مشاكل الناس ‪ ،‬وقال أول مأ أعرفها مشاكل الناس ح تحلها على طول ‪ ،‬طاب‬

‫يا خويا ما تحلها لوحدها لو كانت عندها النية ‪...‬قال أنا اللي ح أخلي الحكومة‬

‫تحل مشاكل الناس ‪...‬طاب فرضنا الحكومة ركبت رأسها وعندت وحرنت‬

‫وما حلتش مشاكل الناس ‪ ،‬إش قولك" ‪ ،‬أطلع أنا عيل صغير قدام الناس ‪،‬‬

‫طاب يا عم مالي أنا ‪...‬على رأي المثل يا داخل بين البيضة قشرتها" ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يربت على يد المعلم ) البصلة يا معلم مش البيضة ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬البيضة وال البصلة أهو كله له قشر ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬واقفا ممسكا برأس المعلم ومقبال على رأسه ) شوف يا معلم ‪ ....‬أنا مستقيل‬ ‫خالد‬

‫‪..‬اعفيني من العمل ‪ ...‬أنا يئست ‪ ...‬أنا فشلت معاك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يركل الشيشة برجله ويقلب المنضدة ) وأنا مش داخل مجلس الهباب ده ‪...‬‬ ‫بوظا‬

‫اللي ح يربيلي الخفيف ‪ ،‬مع السالمة ‪..‬وريني" عرض كتفافك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متدخال بينهما ) صلوا على النبي ‪...‬إحنا ح نطلع عيال ونفرج الشعب علينا‬ ‫بيضة‬

‫‪37‬‬
‫‪...‬اصبر شوية يا أستاذ خالد ‪...‬وانت يا معلم ‪،‬معلش فتح دماغك شوية ‪..‬كالم‬

‫األستاذ معقول برضة‬

‫‪ ( :‬يمسك بيضة من ذراعه ) أنت فاهم حاجة من اللي بيقوله ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ال وهللا يا معلم ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ ( :‬يضربه على قفاه ) أمال كالمه معقول إزاي يا حمار ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬دا برضه أستاذ ومتنور ‪ ،‬والزم يكون كالمه معقول ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬أنت شايف كده ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬إيوه يا معلم ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬طاب إجري هاته قبل ما يمشي ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يجري نحو خالد محتضنه ومقبال إياه ) امسحها في يا أستاذ ‪ ،‬حقك عليا‬ ‫بيضة‬

‫‪،‬امسحها في ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يتخلص من بيضة ) ابعد هللا يخرب بيتك ‪ ...‬أنت فيك حاجة تتمسح ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬خالص يا استاذ ‪ ..‬المعلم ح يسمع الكالم ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬ما هوش عايز يقتنع يا بيضة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬واحدة واحدة يا أستاذ ‪..‬برضة إحنا عقلنا على قدنا ‪...‬السلم بيطلعوه سلمة‬ ‫بيضة‬
‫سلمة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬راجعا ) تعرف" يا بيضة ‪...‬أنت ولد كويس وعقلك كبير ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬تلموذك يا أستاذ ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬بس بشرط يسمع الكالم بدون مناقشة‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬مقتربا منه ) مش الزم األول يكون فيه قناعة يا أستاذ ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬قصدك اقتناع ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬عيبكم إنكم تيجوا في الهايفة وتتصدروا ‪ ،‬ماهي قناعة يعني اقتناع ما فيش‬ ‫بوظا‬

‫فرق" ‪.‬‬

‫‪ :‬ال فيه فرق يا معلم ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬خالص يا أستاذ ‪..‬نكمل الشغل والذي منه ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪38‬‬
‫‪ :‬ح نجمع الناس في كذا مكان ‪ ،‬وأنت تقف تخطب فيهم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ح اقول إيه ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ح أحضر لك كالم في كل مرة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يعني أنت عارف الكالم اللي أنا ح أقوله ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬إيوه طبعا ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬طاب ما تقوله أنت للناس ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ ( :‬يهجم على رأس المعلم ويقبلها ) ارحمني يا معلم ‪...‬حرام عليك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ودي فيها حاجة يا بيضة ‪ ...‬هو عارف الكالم ‪...‬طاب ما يقوله هو ‪ ،‬على‬ ‫بوظا‬

‫األقل هو متعلم وملسن ‪.‬‬

‫‪ :‬يا معلم الناس عايزين يعرفوك" ‪...‬يسمعوك" ‪...‬يشفوك ‪...‬يقربوا منك ‪..‬علشان‬ ‫خالد‬

‫ينتخبوك" ويصدقوا" كالمك ‪.‬‬

‫‪ :‬يعني نعمل معاهم كبانية وصحبة ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬هللا ينور عليك يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬وماله ‪...‬وبالمرة ناكل عيش وملح مع بعض ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬بالش حكاية عيش وملح دية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬على رأيك ‪...‬بالش حكاية العيش دي ومنجبوش" سيرتها" ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ال تتكلم في حكاية العيش ‪...‬إنما بالش حكاية ناكل عيش معاهم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ماشي يا أستاذ ‪..‬اللي تؤمر بيه ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬ح اتفق معاك على الكالم اللي ح تقوله ‪...‬ال تزود" وال تنقص ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬هو أنت مش ح تكون معايا ‪.‬‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬طبعا يا معلم ‪ ،‬وأنا اللي ح أقدمك للجمهور ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إنما تفتكر أنا ح ادخل دماغ الجمهور بتاعك ده ‪ ،‬وح ينشكح مني يا أستاذ ؟‬ ‫بوظا‬

‫‪ :‬وهللا يا معلم دي مهمتك ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬يا معلم دي لعبتك ‪...‬أنت معاك اللي يفتح أمخاخ كل الناس ‪ ...‬دا انت صاحب‬ ‫بيضة‬

‫‪39‬‬
‫المنجهه واالنسجام" ‪ ،‬بالك يا معلم أنت أول ما ح تتكلم الحتة الواسعة دي ح‬

‫ترش الملح فيها مش ح ينزل ‪ ،‬يا معلم أنت مش عارف قيمتك" وال إيه ‪.‬‬

‫‪ :‬إيوه يا بيضة دول ناسنا وزباينا ‪ ،‬إحنا بنتكلم على الناس اللي ما يعرفوناش" ‪،‬‬ ‫بوظا‬

‫وال نعرفهم ‪ ،‬ح ييجوا هنا إزاي ‪ ،‬الناس اللي هم كويسين ‪ ،‬يعني محترمين ‪،‬‬

‫دول ما بيشربوش" بوظة وال غيره ‪ ،‬دول ما يفهموش السين بتاعنا وال نفهم‬

‫السين بتاعهم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مصفقا ) أيوه يا معلم بدأت تفهم كويس أهه ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ال ما أنا لما اشتغل واحط دماغي في حاجة وهللا وال ميه من عينتك ‪ ،‬يا استاذ‬ ‫بوظا‬

‫دا إحنا ( يخاطب بيضة ) ما تتكلم يا ولد ‪.‬‬

‫‪ :‬أيوه ‪..‬دا معلمنا اللي بيلعب بيا والحجر" كمان ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬شوف يا معلم ‪ ،‬كل حاجة معتمدة على الدعاية ‪...‬إحنا عايزين نقعد في مكان‬ ‫خالد‬

‫هادي علشان نرتب الكالم اللي ح تقوله للجمهور" ‪.‬‬

‫‪ ( :‬واقفا ) ياال بينا على البيت ‪ ،‬بس تتعشى معايا ‪ ،‬مرتي" ( فاكيهه ) عاملة‬ ‫بوظا‬

‫ممبار ولحمة راس ‪ ،‬إنما ح تعجبك ‪..‬يا ال يا واد يا بيضة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يهتف ) يا عيش لحمة راس المعلم ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫( ستار )‬

‫‪40‬‬
‫المشهد الثاني ‪:‬‬
‫مكتب المحررين في جريدة ( الوطن ) ‪ ،‬يجلس ( شوقي ) إلى مكتبه ‪ ،‬وبيده كتاب يطالع فيه ‪،‬‬
‫ينظر إلى ساعته كثيرا ‪ ،‬وبين األونة واألخرى ينهض متجها نحو النافذة ‪ ،‬ويعود" مرة أخرى‬
‫إلى مقعده ‪ ،‬يدخل عم ( أحمد) ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يحمل كوبا من الشاي ) صباح الخير يا أستاذ ( شوقي" ) أنا عملت لك‬ ‫أحمد‬

‫الشاي ‪.‬‬

‫‪ ( :‬غاضبا ) هو أنا طلبت منك تعمل شاي ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ال بس ده المعياد اللي بتشرب فيه الشاي كل يوم ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬ال مش عايز شاي ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬إ زاي يا أستاذ ( شوقي ) ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬أمرك غريب يا أخي ‪..‬مش عايز شاي ال دلوقت وال بعد شوية ‪ ..‬وعلشان‬ ‫شوقي‬

‫خاطرك مش ح اشرب شاي النهاردة خالص ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب والشاي ده ح اعمل بيه إيه ؟‬ ‫أحمد‬

‫‪:‬اشربه ‪..‬ارميه ‪...‬المهم اتوكل على هللا دلوقت ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬تدخل وتلقي التحية على ( شوقي) ‪ ،‬يرد باقتضاب ‪ ،‬تجلس إلى مكتبها )‬ ‫مها‬

‫أنت زعالن مني ؟‬

‫‪ ( :‬بدون اكتراث ) أبدا وح ازعل منك ليه ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬علشان خلفت ميعاد أمبارح ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يطالع الكتاب ) وهللا انت حرة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬مترددة ) أنا متأسفة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يغلق الكتاب ) ال يا آنسة (مها ) األمر مش في حاجة إلى اعتذار ‪ ،‬الظاهر‬ ‫شوقي‬

‫إني ألححت في أن توافقي على مقابلتي ‪ ،‬ونبل أخالقك دفعك ان توافقي ولو‬
‫‪41‬‬
‫بالكالم ‪.‬‬

‫‪ :‬بالعكس يا أستاذ شوقي" ‪...‬أنا كنت ناوية ‪ ،‬أجي في الميعاد ‪ ،‬بس قبل ما اترك‬ ‫مها‬

‫البيت زارتني" أختي وزوجها ‪ ،‬فمقدرتش اعتذر ومتصزرش الحكاية دي‬

‫ضايقتني إزاي ‪.‬‬

‫‪ :‬خالص يا آنسة ( مها ) أنا قبلت االعتذار ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬تفتح حقيبتها ) أنت فطرت ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ال ماليش نفس ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬الزم لسة زعالن مني ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ال وهللا ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬خالص لو ما فطرتش" ح أعرف أنك لسة زعالن مني ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬خالص ح افطر" معاك ‪ ...‬نشرب شاي ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬نشرب شاي ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يتجه نحو البوفيه ) يا عم أحمد ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يدخل ) عاوز حاجة يا أستاذ ( شوقي" ) ؟‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬إيوه‪ ...‬هات لنا شاي ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ما فيش شاي يا أستاذ ( شوقي )‬ ‫أحمد‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) ما فيش شاي إزاي ‪ ...‬أنت مش كنت جايبة دلوقت‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬أنت مش قلت أنك مش ح تشرب شاي النهاردة ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬روح يا عم أحمد اعمل اتنين شاي وبطل غلبة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬حاضر يا أستاذ ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪( :‬يأكل ) على فكرة يا آنسة ( مها ) مقالك الي اتنشر أمبارح مش عاجبني ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ليه ؟‬ ‫مها‬

‫‪ :‬الخط الفكري مضطرب ‪ ،‬وبعض النقاط مبتورة وناقصة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ما هو اصل األستاذ ( شوكت ) اختصره وعدل فيه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪42‬‬
‫‪ ( :‬ضاربا" سطح المكتب بقبضته ) وليه تخليه يغير فيه ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬طاب وأنا ح اعمل إيه ؟‬ ‫مها‬

‫‪ :‬كان البد تتمسكي بمقالك ‪ ،‬وإال ارفضي أن ينشر ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ما هو بتعديل أو بدون تعديل مش ح يتنشر" في أي جرنال تاني ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬هادئا ) معك حق ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬تصور لما قرأت المقال ‪ ،‬كأنه مش أنا اللي كتبته ‪..‬ما فيش أي عالقة بينه‬ ‫مها‬

‫وبين مقالي ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يذهب ويجيء متضايقا ) البد أفكارنا" يعدلوا فيها لتتوافق مع أفكارهم"‬ ‫شوقي‬

‫‪...‬تسلط ‪..‬إخضاع ‪...‬مصادرة ‪...‬كأننا مواد خام بيصبوها" في قوالب على‬

‫مزاجهم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متعجبة ) الحكاية ما تستحقش كل االنفعال ده ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إزاي ‪ ..‬دا هتك لعرض الكلمة ‪ ...‬اغتصاب لشرف الرأي ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬بس األستاذ ( عزيز ) هو المسؤول عن الجريدة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إيوه بس مش مسؤول عن أفكارنا" وأرائنا ‪ ...‬أنت ممكن تكوني مسؤولة عن‬ ‫شوقي‬

‫كل ما يتعلق بي ولك الحق ‪ ،‬إال عن فكري" وأيي ‪ ،‬فالمسؤول الوحيد عن‬

‫الفكر والرأي" هو صاحبه ‪.‬‬

‫‪ :‬دي حاجة من الصعب تحقيقها ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ال مش صعب ‪ ...‬ممكن نحققها لو تمسكنا" برأينا" ‪ ،‬ورفضنا إي إرغام على‬ ‫شوقي‬

‫شيء ضد إرادتنا ‪.‬‬

‫‪ :‬ما هو لو رفضت التغيير اللي أدخله األستاذ ( عزيز) ممكن يرفتني ‪،‬وتيجي‬ ‫مها‬

‫واحدة تانية تاني يوم وتعمل اللي هو عايزه ‪.‬‬

‫‪ :‬ما هي دية المصيبة في حياتنا أن العملة الرديئة بتطرد العملة الجيدة ‪ ،‬فإن‬ ‫شوقي‬

‫كان فيه واحد بيرفض انه يبيع كلمته ويساوم" على رأيه ‪ ،‬فيه المئات بيوافقوا" ‪،‬‬

‫إنما لو كلنا تمسكنا" ‪ ،‬كان واحد زي األستاذ ( عزيز) مالوش مكان في عالم‬

‫‪43‬‬
‫الصحافة ‪ ،‬وال واحد يقبل تغيير أو تشويه فكره أو رأيه ‪.‬‬

‫‪ :‬دي مشكلة العالم النامي اللي إحنا منه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬صائحا ) غلط ‪...‬غلط يا آنسة ( مها ) اللي إنت بتقوليه دليل على أنهم‬ ‫شوقي‬

‫نجحوا في أنهم يخدعوكم" ‪ ...‬إحنا مش من العالم المتخلف ‪ ،‬اللي بيقولوا عليه‬

‫نامي ‪ ،‬ولو وافقنا" على التسمية دي ح نفضل في العالم المتخلف ‪ ....‬دايما نقبل‬

‫أحكام اآلخرين ‪ ،‬وكأنها نازلة من السما ‪ ،‬إحنا مصر ‪ ..‬وشعبها" وحضارتها‬

‫وإصرارها على الحياة ‪ ،‬رغم كل الصعوبات ‪..‬معاركنا المستمرة ‪ ،‬تحدياتنا"‬

‫الصعبة ‪...‬كل ده وتقولي عالم نامي ‪ ...‬إحنا رصيد عظيم وكبير من الحضارة‬

‫‪ ...‬ظلم إن حد يقول علينا عالم متخلف ‪..‬ثم قوللي بإمارة إيه إحنا عالم متخلف ‪.‬‬

‫‪ :‬وبأمارة إيه إحنا متقدمين ؟‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ال يا ( مها ) مش علشان مشاكلنا والصعوبات والعقبات اللي بتقف أمامنا‬ ‫شوقي‬

‫‪..‬دي أزمة حضارية وح تتحل ‪ ،‬التاريخ بيقول أن مصر جوهرة ‪ ،‬بس ساعات‬

‫التراب يداريها" والطين يخبيها ‪..‬بس بتفضل برضة جوهرة ‪.‬‬

‫‪ :‬أحسن حاجة فيك إيمانك بنفسك وببلدك ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬وأنت ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬بخجل ) أنت بتعلمني اإليمان بنفسي وبلدي وبك ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يدخل ومعه الشاي ) األستاذ ( عزيز) عايز األستاذ ( سامي ) ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬لسة ما جاش ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬غريبة وهللا !! دا كان أول واحد بيجي هنا ‪ ،‬رجعت ريما لعادتها القديمة ‪ ،‬وح‬ ‫أحمد‬

‫أقول إيه لألستاذ ( عزيز) ‪.‬‬

‫‪ :‬هللا !! قل له لسة ما جاش ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬بس دا بيقول عاوزة ضروري" ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ :‬أنت شارب حاجة على الصبح ‪ ..‬هو إحنا مخبيينه ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يتمتم بكلمات غير مفهومة ) وهللا ‪....‬‬ ‫أحمد‬

‫‪44‬‬
‫‪ :‬غريبة شخصية األستاذ سامي ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬هو الوحيد اللي فاهم اللي حواليه ‪...‬وبيعرف إزاي يرضي جميع األطراف‬ ‫شوقي‬

‫‪...‬هي دي النوعية اللي عايشة مستريحة ‪.‬‬

‫‪ :‬تفتكر كده ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬وهللا ما أناعارف ماشي صح وال غلط ‪..‬وإذا كنت ماشي صح ليه من سنين‬ ‫شوقي‬

‫واقف" مكاني مبتحركش" خطوة واحدة ‪ ،‬وليه ما حققتش اللي بأحلم بيه ‪،‬ولو‬

‫كنت ماشي غلط أمال إيه اللي صح ‪...‬تعرفي يا (مها) ( يتقدم ويجلس على‬

‫سطح مكتبها ) أحيانا أقعد وأحاسب نفسي ‪ ،‬وأقول" تعليم‪ ....‬اتعلمت ‪ ،‬ثقافة‪...‬‬

‫اتثقفت ‪ ،‬تأليف ‪...‬عندي بدل الرواية والمسرحية أربعة وخمسة ‪ ،‬قيم مبادئ‬

‫‪..‬اتمسكت ‪...‬اتفضل إيه ؟ فين التقصير اللي عندي ‪...‬الغلط فين ‪...‬العيب فين‬

‫‪،‬اتفضل إيه أنا ما عملتوش أعمله ؟‬

‫‪ :‬دي مش مشكلتك أنت بس دي مشكلة الجيل كله ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إيوه فيه كتير زي ‪ ،‬أمالهم محنطة في قلوبهم ‪ ،‬أمانيهم محبوسة في صدورهم‬ ‫شوقي‬

‫‪ ،‬سنين عمرهم بتتسرب من بين صوابعهم" ‪ ،‬بيتخبطوا" كل صباح بحيطان‬

‫العجز ‪ ،‬وكل مساء بأسوار" الحسرة والمرارة ‪ ،‬تعرفي إنهم بيصعبوا عليا‬

‫أكتر ما بتصعب عليا نفسي ‪.‬‬

‫‪ :‬دا دليل على نبلك ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬لكن رغم كل ده تلقينا مصرين على أننا نحقق أحالمنا ‪ ،‬عندنا إحساس إنها ح‬ ‫شوقي‬

‫تفرج وتحلو" زي ما بيقولوا" والد البلد ‪ ،‬مش عارف بنجيب التفاؤل ده منين ‪،‬‬

‫مع أن الواقع ال يسمح به ‪.‬‬

‫‪ ( :‬بدالل ) يعني ما فيش حاجة قدامك خالص تبعث على التفاؤل ؟‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يقترب ) ال يا ( مها ) أنا مش أعمى للدرجة دي ‪ ،‬من زمان وأنا بدور على‬ ‫شوقي‬

‫اللي تخليني اتصالح مع الدنيا ‪ ،‬والظاهر إني لقتها خالص ‪ ،‬بس مش عارف‬

‫إن كانت هي ‪...‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ ( :‬يدخل مندفعا إلى داخل المسرح وبيده بعض األوراق ) أنتم هنا ومش‬ ‫سامي‬

‫عارفين اللي بيحصل برة ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب ياأخي قول صباح الخير األول ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يتجه ناحية مها ) صباح الخير ‪ ..‬إزيك يا ( مها ) معاك سندوتش ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬تخرج لفافة ) فاضل نصه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يأخذه ) هاتيه ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ضاحكة ) وأنا آكل إيه ؟‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إنت مش أكلتي نصه ‪ ..‬خالص ‪..‬أصل أنا ما فطرتش ‪..‬فين المخلل ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬خد المخلل أهوه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬إيه اللي بيحصل برة ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يأكل ) لسة بتسأل ‪ ...‬حاجة فوق الوصف" والمعقول ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ضاحكة ) كوكب الرقاصة اتجوزت الواد كراكيبو" ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬مصفقا ) هللا ‪...‬هللا ‪ (..‬مها ) عرفت اللون أهوه ‪ ...‬بس ال مش ده‬ ‫سامي‬

‫الموضوع" ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) الواد نتاشة رمى مية نار على وش البنت زلعكة الرقاصة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬هللا ‪...‬دا أنتم عارفين كل الوسط" الفني أهه ‪ .....‬بس ال برضة ‪ ،‬مش ده هو‬ ‫سامي‬

‫الموضوع ‪.‬‬

‫‪ :‬يا أخي ما توجعش دماغنا بأخبار العوالم والراقصات ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬وهللا ما هي أخبار عوالم وال راقصات" ‪ ،‬دي حاجة تانية خالص ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬إيه هية ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬اطلب لي شاي وأقولها" لك ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬ال ‪ ،‬مش عايز أعرف حاجة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬طاب يا آنسة ( مها ) أطلبي لي شاي وح اقول لك على األخبار المهمة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬ح اطلب لك شاي ‪ ،‬ومش عايزة أعرف حاجة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪46‬‬
‫‪ :‬أنتم تعرفوا" واحد اسمه المعلم ( بوظا) ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬دا بيبيع طرشي" وال إيه ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) طرشي ‪ ...‬مش قلت لكم أنتم مش عايشين في البلد ‪ ...‬وعامل‬ ‫سامي‬

‫مصلح اجتماعي‬

‫‪ :‬ماله المعلم ( بلوظة ) بتاعك ده ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬المعلم ( بوظا) أشهر بياع بوظة في البلد ‪ ،‬اللي ضربهم" السلك والعربجية‬ ‫سامي‬

‫والفتوات والعاطلين والصنايعية والحرمية وأرباب السوابق بيقعدوا ويسهروا‬

‫عنده ما بين البوظة والحشيش والمخدرات" ‪ ...‬تعرفوا" الرجل ده عمل إيه ؟‬

‫‪ :‬عمل إيه ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬حذر فذر" ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) ما أعرفش ‪ ،‬أصلي ال بأشرب بوظة وال حشيش ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يتجه نحو مها ) حذري فذري يا ( مها )‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ضاحكة ) ال معلش ‪ ،‬اصلي ما كنتش بأسهر" هناك علشان أعرف ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬الرجل ده ‪...‬رشح نفسه لمجلس الشعب تتصوروا‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬مقتربا منه ) إزاي !!‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬بأقوللك‪..‬رشح نفسه لمجلس الشعب ‪...‬واألهم من ده إنه مكتسح الدايرة ‪....‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬إزاي !!‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬هو أنت كل حاجة إزاي إزاي ‪ ...‬شوف ما فيش حصان وال حمار ماشي في‬ ‫سامي‬

‫البلد إال ومكتوب عليه انتخبوا المعلم بوظا ‪ ..‬وعلى األرض وعلى الجدران‬

‫‪...‬في كل مكان ‪..‬صور واسم المعلم بوظا ‪ ...‬بالطبل والزمامير والزغاريد"‬

‫‪..‬النسوان والعيال الصغيرة ‪..‬األغاني كلها بتدور حواليه ‪..‬والنكت ماليه البلد‬

‫‪...‬شوفوا" ‪..‬دي كلها صوره ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مندهشا ) دي مهزلة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬تأخذ من يده الصور" ) دي حاجة غريبة ‪..‬‬ ‫مها‬

‫‪47‬‬
‫‪ :‬كل ده مش مهم ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬فيه حاجة تانية ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬طبعا ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬قول يا جالب العجايب ‪..‬قول ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬تعرفوا المعلم ( بوظا" ) مرشح نفسه في أي دايرة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬فين ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬أوعى تقول في ‪....‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬بالضبط ‪...‬مرشح نفسه في نفس دايرة األستاذ ( شوكت ) يعني منافس له ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪:‬معلمك ده مش ح ياخد غلوة في إيد ( شوكت ) الفلوس كفيلة أنها تشتري‬ ‫شوقي‬

‫المعلم (بوظا) ‪ ،‬فلوس (شوكت) اشترت ذمم وضماير" كتيرة ‪.‬‬

‫‪ :‬الظاهر إن منافس األستاذ ( شوكت ) المرة دي من نوع تاني خالص على ما‬ ‫سامي‬

‫سمعت ‪.‬‬

‫‪ :‬بس اللي خال واحد زيه يرشح نفسه ‪ ،‬وإزاي يوافقوا على ترشيحه من األصل‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬الرجل مخالفش القانون ‪...‬والشروط متوافرة فيه ‪ ،‬المهم انه مرشح نفسه أمام‬ ‫سامي‬

‫األستاذ ( شوكت ) ‪.‬‬

‫‪ :‬أنا شايفك فرحان بالحكاية دي ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬بيني وبينك" أنا مبسوط ‪ ،‬وبأفكر" إني أكون واحد من المؤيدين للمعلم ( بوظا )‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬أنت مجنون على كده ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬أبدا ‪..‬لمجرد التغيير ‪ ...‬فأنا مليت وزهقت من شكل ووش ( شوكت ) وأمثاله‬ ‫سامي‬

‫‪ ،‬والمعلم ( بوظا" ) حاجة تانية ‪ ،‬واألهم من ذلك عايزين نعرف موقف الناس‬

‫منه ‪.‬‬

‫‪ :‬طبعا ح يضربوه بالبيض ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ما أظنش ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬ليه ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪48‬‬
‫‪ ( :‬ضاحكا ) البيض غالي دلوقت ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬واألستاذ ( عزيز) عرف حكاية ( بوظا ) دي ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬زمان األستاذ ( شوكت ) اتصل بيه وقال له كل حاجة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬متذكرا ) شوف نسيت إزاي ‪...‬األستاذ ( عزيز ) طلبك من بدري ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬طاب يا آنسة ( مها ) ‪..‬اطلبي الشاي لغاية ما أشوف األستاذ عايز إيه ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬تخاطب شوقي ) معقوله اللي بنسمعه ده !!‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ما إحنا في زمن العجايب ‪ ...‬عشنا وشفنا ‪ ...‬بياعين البوظة والحشاشين‬ ‫شوقي‬

‫بيدخلوا مجلس الشعب ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يدخل ومعه صحبة من الورد ) سالم عليكم ‪..‬كيف حالك يا آنسة ( مها ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ( :‬تتأمل الورد ) الحمد هلل ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يقترب من باب البوفيه ) يا عم أحمد ‪ ...‬يا عم أحمد ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬أهال باألستاذ عبد اللطيف ‪.‬‬ ‫أحمد‬

‫‪ ( :‬يخرج فازة من أحد أدراج مكتبه ) خد يا عم ( أحمد ) ضع هنا بعض الماء‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ،‬ثم ضع الورد فيه ‪ ...‬وبعد االنتهاء من عمل هذا تصنع لي فنجانا" من‬

‫القهوة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يقترب من عبد اللطيف ) إيه الحكاية ‪ ...‬ورد وشياكة على األخر ‪ ،‬وعطر‬ ‫شوقي‬

‫كمان ‪ ..‬إيه الحكاية‬

‫‪ ( :‬يضع قدما فوق األخري ) لقد قررت" أن أعيش الحياة ‪..‬استمتع ما وسعني"‬ ‫عبد اللطيف‬

‫االستمتاع" بكل طيبات الحياة ‪..‬محاوال ان أبعد كل ما ينغص ويعر صفو حياتي‬

‫‪ ،‬فلم أجد فائدة من أن أعاني ليل نهار ‪.‬‬

‫‪ :‬أنت غيرت موقفك" من المجتمع وال إيه ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬ساخرة ) يمكن يأس ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يقف ويدور في أرجاء المكان ) أبدا يا إخواني" ‪ ...‬وجدت أن معاناتي"‬ ‫عبد اللطيف‬

‫الفكرية وقلقي وتوتري لوجود" القبح والشرور في المجتمع ‪...‬تلك المعاناة لن‬

‫‪49‬‬
‫تغير شيئا فوجودها" كعدمه ‪ ،‬وكل ما تفعله أن تفسد وجودي" ‪ ،‬وتقلل قدرتي" على‬

‫التحمل ‪ ،‬فقررت أن أحارب القبح والشرور" ‪ ،‬ولكن في نفس الوقت أعيش حياتي‬

‫وأستمتع ‪.‬‬

‫‪ :‬هللا يفتح عليك يا شيخ عبد اللطيف ‪ ...‬المهم سمعت آخر األخبار ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يجلس إلى مكتبه ) أي أخبار ؟‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬واحد بياع بوظة رشح نفسه لمجلس الشعب ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬نعم ‪ ،‬سمعت ‪ ،‬ورأيت القبح والشر والفساد على الحوائط وعلى األرض‬ ‫عبد اللطيف‬

‫وعلى الحيوانات وعلى العربات ‪ ...‬لم أكن أتصور" ان القبح سيطير" في الجو ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متعجبة ) في الجو !!‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬مندهشا ) أمر غريب !!‬ ‫شوقي‬

‫أخفاه هللا ‪..‬أتصدق فكر هذا‬ ‫‪ ( :‬متضايقا ) نعم ‪ ،‬فهذا المدعو ( بوظا" )‬ ‫عبد اللطيف‬

‫اآلفاق يصل إلى أن يعلق أوراق" الدعاية في أرجل الحمام ليطير بها ‪ ،‬والطامة‬

‫الكبرى أن سفلة القوم والرعاع والهمج يلتفون حوله ‪ ،‬لم ال ؟ فهو من جنسهم"‬

‫وعلى شاكلتهم ‪.‬‬

‫‪ :‬بياع بوظة يعمل كده !‬ ‫مها‬

‫‪ ( :‬يقف ويجلس عدة مرات ‪ ،‬ويذهب ويجئ ) ظهر القبح والشر ‪...‬لم أكن‬ ‫عبد اللطيف‬

‫أصدق أن يصل األمر إلى هذا الحد ‪ ...‬واجهة البلد وأكبر مؤسسة تشريعية و‬

‫دستورية و‪..‬‬

‫‪ ( :‬مقاطعا ) أنت بتتكلم كأن الرجل نجح ووصل" إلى مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬محتدا ) مجرد ان يفكر هذا الهمجي في أن يرشح نفسه ‪ ،‬هذا يدل على مدى‬ ‫عبد اللطيف‬

‫سيطرة القبح على حياتنا ‪،‬وعلى سيطرة نوع دنئ من البشر على مجتمعنا ‪،‬‬

‫باألمس غزت األغاني الرخيصة والموسيقى أذاننا والمناظر" المزرية عيوننا ‪،‬‬

‫اليوم تغزو األفكار" المنحطة عقولنا ‪ ،‬وهذا هو سبب تأخر وانحدار مجتمعنا ‪،‬‬

‫إن الغوغاء والرعاع والسفلة تجدهم في كل مكان هام وحساس في المجتمع ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ :‬إنت عملت من الرجل قضية قومية يا أستاذ ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬أليس هذا ما هو حادث اآلن يا آنسة ( مها ) ؟‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ( :‬يدخل ) األستاذ ( عزيز ) طلب يجتمع بيكم دلوقت يا أساتذة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يسوي ربطة عنقه ) خير إن شاء هللا ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬البد فيه حاجة مهمة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬إيوه ‪..‬اتصل بيه األستاذ ( شوكت ) وكلمة في حكاية ( بوظا )‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬جالنا منين المعلم الهباب ده ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬متكلفا الغضب ) ال أسمح لك بذلك ‪ ،‬فهو نائب عن الشعب ويجب احترامه ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يدخل ويقف مبتسما للجميع ويومئ برأسه آلنسة ( مها ) ) إذيكم ‪...‬أخبارك‬ ‫عزيز‬

‫إيه يا أستاذ عبد اللطيف ؟‬

‫‪ :‬الحمد هلل يا أستاذنا ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬مس ح أخد من وقتكم كتير ‪ ...‬أنتم عارفين األستاذ" ( شوكت ) مرشح نفسه‬ ‫عزيز‬

‫الدورة دي ‪ ،‬وهو معتمد علينا في أمور الدعاية ‪ ،‬وكانت الجريدة بتكون عند‬

‫حسن ظنه دايما ‪ ،‬ومش عاوز أخفي عنكم لوال الدعية لمنتجات شركته‬

‫وشركات" معارفه وأصدقائه ‪ ،‬ألغلقت الجردية أبوابها ‪ ،‬ومش معنى ده أننا‬

‫بنبيع مبادئنا ‪ ،‬كل ما في األمر أن األستاذ ( شوكت ) هو األفضل أمامنا ‪ ،‬بس‬

‫فيه حاجة بتحصل في دايرته ‪ ،‬ويمكن كلكم سمعتم عنها ‪ ،‬واآلستاذ ( سامي )‬

‫جاب أخبار وصور عنها ‪،‬أن وأحد من إخوانا الحشاشين الخمرجية مرشح نفسه‬

‫‪ ،‬لحد كده دا شيء ال يدعو للخوف ‪ ،‬ولكن العجيب طريقة الدعاية اللي اتبعها‬

‫والعدد الهائل اللي بيحضر مهازلة من الشباب ‪،‬في الشوارع والحارت ‪ ،‬وأنا‬

‫عارف ان أغلبهم من على شاكلته ن ومطمئن على موقف األستاذ ( شوكت )‬

‫إال إنه اتصل بي ‪ ،‬وأخبرني ضيقه من هذا الرجل ‪ ،،‬وأنا بأسلكم نعمل إيه‬

‫دلوقت ‪ ،‬أو إيه هو الدور اللي يجب تقوموا بيه ؟‬

‫‪ ( :‬متحمسا ) نخصص عددا كامال لفضح الرجل ‪ ،‬وكشف" مساوئه للرأى العام‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪51‬‬
‫‪ :‬إيوه الزم الناس تعرفه ‪ ،‬وتعرف" حقيقته وأصله ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬مخاطبا سامي ) يعني ما قلتش رأيك يا أستاذ ( سامي) ‪.‬‬ ‫عزيز‬

‫‪ :‬معلش ‪ ..‬أنا لي رأي تاني خالص ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬إيه هو ؟‬ ‫عزيز‬

‫‪ :‬الناس عارفه عن المعلم ( بوظا ) أكتر من أي واحد قاعد هنا ‪ ،‬إذن فلن‬ ‫سامي‬

‫نضيف جديدا إلى ما يعرفه الناس ‪ ،‬الشيء اآلخر أن نخصص عددا حول‬

‫المعلم ( بوظا) هذا يعتبر دعاية له ‪ ،‬ألن اللي ما يعرفهوش" ح يعرفه عن‬

‫طريقنا ‪ ،‬فهي دعاية له غير مدفوعة األجر ‪.‬‬

‫‪ :‬والعمل ؟‬ ‫عزيز‬

‫‪ :‬أن ننشر في كل عدد تحقيق بسيط" ومصور" عن المعلم ( بوظا ) بطريق" غير‬ ‫سامي‬

‫مباشر ‪ ،‬والمستنقع اللي بيعيش فيه ‪.‬‬

‫‪ :‬ما أنت قلت إن الناس عارفين عنه كل حاجة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬إيوه ‪ ...‬بس الناس مش عارفين معنى اللي ح يعمله الرجل ده ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬إنها عالمة على ان الزلزال قادم" ‪ ...‬زلزال في القيم والمبادئ ‪ ،‬في كل شيئ ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ( :‬منصرفا ) إذن نركز على الدعاية لألستاذ ( شوكت ) عايز تذكروا انجازاته‬ ‫عزيز‬

‫في الدورات السابقة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬بصوت منخفض ) صعب جدا ‪ ،‬ألنه ما أنجز حاجة بالمرة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬ملتفتا ) بتقول حاجة يا أستاذ شوقي ؟‬ ‫عزيز‬

‫‪ :‬ال ‪ ،‬أبدا ‪ ..‬بأقول" إن شاء هللا ح نقوم باالحصاء ده ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬وكل يوم خبر أو خبرين عن األعمال الخيرية لألستاذ ( شوكت ) وخدماته‬ ‫عزيز‬

‫ألهل الدايرة ‪ ،‬وفي نفس الوقت نحاول أن نكشف هذا الحشاش للرأي العام ‪،‬‬

‫وهذه مهمتك يا أستاذ ( سامي ) سالم عليكم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬رافعا الكاميرا والمسجل ) طبعا يا أستاذ ‪ ،‬بالصوت والصورة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يسير وسط المكان ) البد أن القيامة قد اقتربت ‪ ..‬أي شيطان دفع هذا الرجل‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪52‬‬
‫إلى أن يقوم بما قام به ؟‬

‫‪ :‬ليه يا شيخ عبد اللطيف ‪ ...‬نسيت اللي كنا بنتكلم فيه من أسبوع ‪...‬اللي بيعمله‬ ‫سامي‬

‫( بوظا ) بيبشر" بالخير" ‪ ...‬واحد من القاع يسعى نحو مجلس الشعب ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) دا مش من قاع المجتمع دا من قاع بالص البوظة ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬يا جماعة أنتم شايفين أن األمر خطير ‪ ....‬أنا شايف غير كده بالمرة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬إزاي يا جهبذ الصحافة واإلعالم ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬األستاذ ( شوكت ) محتكر الدايرة دلوقت لمدة ثالث دورات ‪ ،‬ومظهرش" حد‬ ‫سامي‬

‫في الدايرة بالمرة ينافسه منافسة حقيقية ‪ ،‬وإن فيه حد ينافسه مهما كان هذا‬

‫الواحد ‪ ،‬فالحكاية دي تبشر بالخير ‪ ،‬وتبشر" بالخير أكتر لما يكون من تحت ‪،‬‬

‫فهو دماء جدديدة تسري في جسد الحياة النيابية في مصر" ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ساخرا ) دماء!! تقصد زفت ونيلة ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ( :‬ضاحكة ) وبوظة ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬يا جماعة ‪ ..‬يا حكماء ‪ ...‬يا مثاليين ‪..‬يا تالمذة أفالطون ‪...‬فيه كام واحد يشبه‬ ‫سامي‬

‫المعلم ( بوظا) في البلد ؟‬

‫‪ :‬كتير ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬إذن أنتم متفقين معايا على كده ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬إيوه ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬خالص ‪ ،‬المعلم ( بوظا) يمثل تلك الشريحة من الناس في مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يحمل مقعدا لضرب سامي ) أنا ح أسيح دمك دلوقت أهه ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬يخلع الجاكت ) أنت فاكر مجلس الشعب مجال من مجاالت العوالم وشلة‬ ‫عبد اللطيف‬

‫األنس ح يلم من كل جنس ونوع" ‪.‬‬

‫‪ :‬النقطة دي من المعلم عكاشة ‪ ،‬والمسا" ده للمعلم عضمة ‪ ،‬يا بني آدم دا مجلس‬ ‫شوقي‬

‫شعب ‪،‬البد يكون أعضاؤه من صفوة الصفوة ‪ ،‬من حيث األخالق واألمانة‬

‫والشرف" واالستقامة ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ ( :‬يظهر من خلف مكتبه ‪ ،‬بعد أن كان مختبئا وراءه ) خالص ‪ ..‬أنا غلطان ‪،‬‬ ‫سامي‬

‫المعلم ( بوظا) وحش ومش كويس ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يرتدي الجاكت ) كان نفسي نعطي" درسا" لنصير الفوضى" والقبح ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ :‬نسامحه المرة دية ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬ناظرا إلى ( مها )) وأنت واقفة كدة ما تعمليش حاجة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ضاحكة ) إزاي ‪ ،‬أنا كنت محضرة القطن والشاش ‪.‬‬ ‫مها‬

‫‪ :‬ما صدقتي" ‪ ...‬عايزة عركة وتشبعي فيها شاش وقطن ‪ ،‬كل ده علشان قلت إن‬ ‫سامي‬

‫المعلم ( بوظا) ينفع عضو في المجلس ‪ ،‬طاب بصراحة ‪ ،‬بيني وبينكم" ‪ ...‬إيه‬

‫المانع إنه يكون عضو في المجلس ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يعود إلى حمل المقعد ويجري نحو سامي وعبد اللطيف يخلع الجاكت ويفك‬ ‫شوقي‬

‫رباط العنق ) تاني ‪ ...‬طاب المرة دي مش ح نسيبك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يسرع نحو باب حجرة رئيس التحرير ) لو حد قرب مني ح أدخل عن‬ ‫سامي‬

‫األستاذ ( عزيز ) ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يعود إلى مكانه ) يا جبان ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( ( :‬يرتدي الجاكت ) نفد المرة دي كمان ‪.‬‬ ‫عبد اللطيف‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) أنا ح أريحكم مني ‪ ...‬أنا خارج ‪...‬بس إديني الكاميرا من على‬ ‫سامي‬

‫مكتبي ‪.‬‬

‫‪ :‬تعالى خدها ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬مخاطبا ( مها ) ) هاتيها أنت يا مها ‪ ..‬أحسن لو رحت ناحية شوقي" وال‬ ‫سامي‬

‫عبد اللطيف يمكن أتهور وأعمل حاجة مش كويسة‪ ،‬يعني أضربهم" وال حاجة ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب ما تيجي تضرب ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬ال بالش ‪ ...‬أصل ماليش مزاج النهاردة ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬تناوله الكاميرا ) خد يا أستاذ ( سامي)‬ ‫مها‬

‫‪ :‬أنتم عارفين أنا رايح فين دلوقت ؟‬ ‫سامي‬

‫‪54‬‬
‫‪ :‬فين ؟‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬عند المعلم ( بوظا ) ح احضر مؤتمر من مؤتمراته ( يجري شوقي وعبد‬ ‫سامي‬
‫( ستار )‬ ‫اللطيف وراءه )‬

‫الفصـل الثـالـث‬

‫‪55‬‬
‫المشهد األول ‪:‬‬

‫منصة من الخشب في جانب المسرح وفوقها" الموسيقيون يضبطون آالتهم ‪ ،‬وحولهم لفيف من‬
‫جمهور المعلم ( بوظا) وزاد في تلك المرة عدد كبير من شباب الجامعات والمثقفين ‪ ،‬يظهر‬
‫( خالد ) وبيده أوراق كثيرة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يسأل بعض الواقفين ) الواد بيضة فين ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬كان هنا من شوية ‪.‬‬ ‫رجل‬

‫‪ :‬دور عليه بسرعة ‪ ...‬هللا يخرب بيتك يا بيضة ‪ ..‬مين اللي عمل كده ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬بيضة أجر فرقة الست ( نار الفرن ) الرقاصة دي ح تولع الليلة ‪ ..‬هللا ينور‬ ‫الرجل‬

‫عليك يا بيضة ‪.‬‬

‫‪ :‬نار فرن تحرقك وتحرق" بيضة وتحرق" المعلم ‪...‬أنا مش عارف أعمل إيه‬ ‫خالد‬

‫‪..‬دعاية انتخابية ترقص فيها الست ولعة الفرن ‪.‬‬

‫‪ :‬ال يا أستاذ ( نار الفرن ) أهو بيضة أهه ‪ ....‬ولد يا بيضة ‪ ...‬كلم األستاذ ‪.‬‬ ‫الرجل‬

‫‪ ( :‬بإحدي يديه شيشة واألخرى" زجاجة بوظة ) أيوه يا أستاذ ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ ( :‬مسرعا إليه وممسكا" بكتفه ) إزاي يا بيضة تعمل العمل األسود ده ‪...‬وإزاي‬ ‫خالد‬

‫المعلم يوافق على كده ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) ليه يا أستاذ ‪ ..‬هم الناس اللي جم دول مش ضيوفنا" ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬إيوه ‪ ...‬هللا يخرب بيتك ضيوفنا ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬وإحنا الزم نقدم تحية للضيوف ‪.‬‬ ‫بيضة‬


‫‪56‬‬
‫‪ ( :‬ساخرا ) طبعا ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬دول ما بيشربوش بوظة ‪ ،‬حتى ولو بيشربوا تفتكر ح نكفيهم منين ‪ ،‬ما فيش‬ ‫بيضة‬

‫غير إننا نعمل لهم وصلة رقص وفرفشة ‪ ،‬ويعني نمتعهم شوية ونبسطهم ‪،‬‬

‫بعد كده يدخل المعلم بالخطبة بتاعته ‪ ،‬على طول توصل الخطبة للنافوخ ‪....‬‬

‫ما هو أنت عايز تقنع واحد تبسطه األول ‪ ،‬مثال أنا لما أحب أخلى الزبون يدفع‬

‫أي تمن أنا عايزة ‪ ،‬أفرجه األول على الفراخ أو البط والذي منه ‪ ،‬وما تجبش‬

‫سيرة الفلوس ‪ ،‬بعدما نشوفه أنبسط بالبضاعة اللي قدامه وبقى على صنجة‬

‫عشرة ‪ ،‬على طول أطلب منه التمن اللي أنا عايزه ‪ ،‬على طول يكعمني ‪..‬‬

‫ماهو البيع والشرا تفانين برضة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مبتسما ) يا سالم يا واد يا بيضة ‪ ...‬اللي بتقوله بيقوله أكبر علماء النفس ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬هأووو النفس له علما كمان ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬بس أنت نيلت الدنيا يا بيضة ‪ ...‬دي حاجة تقلق ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ليه يا أستاذ ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬منتش شايف كل الناس دول ‪ ...‬إزاي ما اقلقش ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬هو كتر الناس يخليك تقلق وال تفرح ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬أنت مش ح تفهم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ليه يا أستاذ ‪ ..‬أنا تلموذك" برضه ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬أنا مكنتش متصور أن الموضوع ح يوصل للدرجة دي ‪ ...‬الموضوع كبر‬ ‫خالد‬

‫قوي" يا بيضة ‪...‬وإحنا مش قده ‪.‬‬

‫‪ :‬إحنا مين ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬المعلم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ال المعلم قده وقدود ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬انت شايف يا بيضة الناس اللي قاعدين هناك دول ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إيوه ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪57‬‬
‫‪ :‬مش مالحظ حاجة ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬كلهم البسين أفندية ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬تعرف دول صعب أن المعلم يقنعهم أو يخدعهم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يضع ما بيده على األرض ) بالك يا أستاذ ‪ ...‬دول أسهل ناس بينضحك‬ ‫بيضة‬

‫عليهم ‪ ،‬أصلهم ما يعرفوش" حاجة غير الكتب ‪ ،‬ما يعرفوش حاجة في الدنيا‬

‫وال اللي بيحصل فيها ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يدخل وينادي بصوت عال ) يا واد يا بيضة ‪ ...‬يا بيضة ‪.‬‬ ‫ريشة‬

‫‪ ( :‬يتجه ناحية (ريشة) دا ريشة ابن المعلم ( بوظا ) يا ترى عايز إيه ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬فين األستاذ خالد ‪ ...‬فيه أستاذ زميله عايزه ‪.‬‬ ‫ريشة‬

‫‪ :‬كلم يا أستاذ خالد ‪...‬فيه واحد عايزك ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬هو فين ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬يتابع ما حوله مندهشا ) أنا كنت فاكر أن المعلم ( بوظا ) عامل مؤتمر ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬هو كده بالضبط يا أستاذ ( سامي )‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) دا مؤتمر للعوالم ‪ ..‬وعلى كده المعلم ( بوظا ) ح يرقص مش ح‬ ‫سامي‬

‫يتكلم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ناظرا إلى بيضة ) مبسوط" يا بيضة ‪ ،‬ح تضحك الصحافة علينا ‪ ،‬وعملي‬ ‫خالد‬

‫فيها مندوب دعاية ‪.‬‬

‫‪ :‬المهم عندي لك خبر بمليون جنيه‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬يصفق ) يا عيني على ماليين مجلس الشعب اللي نازلة على نافوخنا ‪ ،‬بدأنا‬ ‫بيضة‬

‫نلعب في الغويط ‪.‬‬

‫‪:‬اصبر يا حمار لما نعرف إيه الحكاية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬إذاعة ( البي بي سي ) وشبكة ( ‪ ) cnc‬اذاعوا تحقيقات عن المعلم ( بوظا)‬ ‫سامي‬

‫ونشروا خبر المؤتمر ده وساعة والتانية وتالقي" الصحفيين متجمعين هنا ‪.‬‬

‫‪ (:‬مفزوعا ) يا ليلة سودة ‪ ...‬الحكاية ح تكون فضيحة ‪ ...‬وإيه وصل المعلم (‬ ‫خالد‬

‫‪58‬‬
‫بوظا ) لإلذاعات والشبكات األجنبية والعالمية ‪.‬‬

‫‪ :‬شوف اللي أنا توقعته حصل ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬هو إيه يا أستاذ اللي أنت توقعته ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬المحاوالت اللي عملها األستاذ ( عزيز) والحمالت الصحفية والندوات‬ ‫سامي‬

‫والمؤتمرات كلها كانت في صالح المعلم ( بوظا) ‪.‬‬

‫‪ :‬على فكرة يا أستاذ ( سامي ) إيه االتهامات اللي بيتهم األستاذ" ( شوكت )‬ ‫خالد‬

‫المعلم ( بوظا ) بيها ‪ ..‬ما سبش تهمة وال مصيبة إال ولصقها بالمعلم ‪...‬مرة‬

‫تاجر مخدرات ‪ ...‬مرة إنه زير نساء ‪ ،‬ومرة إنه إرهابي كان بيشتغل في‬

‫أفغانستان ‪ ،‬ومرة إنه رئيس عصابة ‪.‬‬

‫‪ :‬أي منافس عايز يشوه صورة منافسه بأي طريقه ‪ ،‬الغريب أن ده كله جعل‬ ‫سامي‬

‫من المعلم ( بوظا ) شيء غير طبيعي ‪..‬شبه أسطورة ‪ ..‬وأنت عارف أن‬

‫الناس مغرمة بغير الطبيعي‬

‫‪ :‬البركة في الجرنال بتاكم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬وأنت حقك تشكرنا ‪ ..‬إحنا بنعمل دعاية للمعلم أهو ‪.‬‬ ‫سامي‬

‫[ مجموعة من الصحفيين األجانب والمصورين حاملين كاميرات الفيديو ن يدخلون‬

‫من جانب المسرح ]‬

‫‪ ( :‬يشير للصحفيين األجانب ) شايف أهم بدأوا يتجمعوا" ‪ ...‬هللا مش األستاذ (‬ ‫سامي‬

‫شوقي" ) ده ‪ ..‬يا شوقي" ‪ ..‬يا شوقي ‪..‬‬

‫‪ ( :‬يبحث عن مصدر" الصوت ) أنت هنا يا سامي ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) إيه اللي جابك ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ :‬األستاذ ( عزيز) يا سيدي" ‪،‬لما سمع باهتمام اإلذاعات والشبكات األجنبية‬ ‫شوقي‬

‫بمؤتمر" المعلم ‪ ،‬بعتني أنا كمان علشان أغطي أحداث المؤتمر ‪..‬ماهو مؤتمر‬

‫عالمي ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مقدما خالد ) أعرفك باألستاذ" خالد ‪ ...‬سكرتير المعلم ( بوظا" ) ودراعه‬ ‫سامي‬

‫‪59‬‬
‫اليمين ‪ ..‬األستاذ ( شوقي" ) صحفي في الجرنال ‪.‬‬

‫‪ :‬معقول اللي بيحصل ده ‪ ..‬وليه االهتمام بمؤتمرات المعلم ( بوظا) بصفة‬ ‫شوقي‬

‫خاصة ‪ ،‬وإيه الداعي باالهتمام" بيه والساحة مليانة بالمرشحين الجادين ( ينظر‬

‫إلى خالد ) ال مؤاخذه يا أستاذ ( خالد ) دي أسئلة بتمر بذهني ‪.‬‬

‫‪ :‬أيوه يا أستاذ ( شوقي)" األمر أمر سخرية‪ ...‬بياع بوظة يرشح نفسه لمجلس‬ ‫خالد‬

‫الشعب ‪.‬‬

‫‪ :‬بس لو كانت إذاعة أجنبية بتذيع أخبار عن مؤتمرات" المعلم ( بوظا) علشان‬ ‫سامي‬

‫يسخروا" منه ‪ ..‬طاب كل الجماهير" على مختلف أنواعها بتتجمع هنا ليه ؟‬

‫‪ :‬فعال سؤال يحير ‪ ،‬إنما قلي ‪ ،‬الناس دول جادين في دفع المعلم ( بوظا) إلى‬ ‫شوقي‬

‫مجلس الشعب ؟‬

‫‪ :‬ليل نهار مع المعلم ( بوظا) وقدام" بيته بالمئات ‪،‬الناس ما عدش لهم سيرة‬ ‫سامي‬

‫غير المعلم ( بوظا) ‪..‬دول جادين بشكل غريب ‪.‬‬

‫‪ :‬ما فيش غير إنهم بيسخروا" من نفسهم ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬وما تقلش إنهم بيسخروا" من نوعيات بعينها في مجلس الشعب ليه ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬ناظرا إلى ساعته بقلق ) ميعاد المعلم قرب ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬متابعا الراقصة التي صعدت على المسرح تستعد" ألداء وصلتها ) إنما‬ ‫سامي‬

‫فكرتك" دي عظيمة بحق يا أستاذ ( خالد ) ما فيش شيء يجمع المئات على‬

‫مختلف أنواعهم وأشكالهم ذي راقصة ‪ ..‬وباألخص لما تكون نار الفرن ‪.‬‬

‫‪ ( :‬مصفقا ) الليلة بيضة يا نار الفرن ‪ ..‬ولعي الليلة ‪..‬ولعي الدنيا كلها ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬هو المعلم ح يدخل كبارية وال مجلس الشعب ‪ ...‬راقصة واسمها نار الفرن‬ ‫شوقي‬

‫في مؤتمر انتخابي ‪ ،‬حتى ما فيش ذوق في اختيار الراقصة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يصعد إلى المنصة ويرقص مع الراقصة ‪ ،‬ويشير" إلى الفرقة الموسيقية‬ ‫بيضة‬

‫ويخرج ورقة نقدية ) سمع هس ‪ ...‬المعلم ‪ ...‬المعلم ‪ ...‬ومجلس الشعب ‪...‬‬

‫وجدعان مجلس الشعب ‪ ...‬وكمان جدعان مجلس الشعب ‪ ..‬والناس اللي‬

‫‪60‬‬
‫شرفونا ‪،‬و(المسقفين ) والمتعلمين والمدرسين واألساتذة وطالب الجامعة‬

‫والمدارس ‪ ...‬وكل حبايبنا ‪..‬وأنا وأنت ورقصني يا جدع ‪.‬‬

‫‪ :‬شوف يا سامي ‪ ...‬المهزلة قبل كده كانت محلية ‪ ،‬ودلوقت ح تكون مهزلة‬ ‫شوقي‬

‫عالمية ‪ ،‬ومذاعة على المحطات األجنبية ‪ ،‬ويا ترى المعلم بتاعك يا سامي ‪...‬‬

‫بعد كده ح يقول إيه ؟‬

‫‪ ( :‬محدثا خالد ) شوف يا خالد لو حضر المعلم ( بوظا) هنا الليلة واتكلم ح‬ ‫سامي‬

‫تكون مصيبة سودة وفضيحة لنا كلنا ‪.‬‬


‫‪ ( :‬ساخرا ) ليه ‪...‬ما نسمع الفتوحات البوظية اللي ح يشنف بها المعلم أذاننا ‪.‬‬ ‫شوقي‬

‫‪ :‬معاك حق يا أستاذ ( سامي ) األجانب دول الواحد خايف منهم ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬والعمل ؟‬ ‫سامي‬

‫‪ ( :‬مفكرا ) ما فيش غير بيضة ‪ ...‬يا بيضة ‪...‬يا بيضة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪( :‬نازال من على المنصة ) خير يا أستاذ ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ ( :‬منتحيا به على جانب ) الخبر اللي ح أقوله لك ‪ ،‬مش عايز حد يعرفه ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬قلقا ) فيه إيه يا أستاذ ؟‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬فيه مؤامرة عالمية لقتل المعلم ( بوظا) لو هو طلع على المنصة دلوقت ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬مفزوعا ) يقتلوا المعلم ‪ ...‬دا أنا ألم جدعان الحتة وحبايبنا" و ‪...‬‬ ‫بيضة‬

‫‪( :‬مقاطعا ) الكالم ده مش ح ينفع ‪ ،‬دا يمكن يقتلوه من طيارة ( هيليوكبتر) وال‬ ‫خالد‬

‫يفجروا قنبلة ‪ ...‬وال صاروخ ‪ ...‬المهم البد تمنع المعلم إنه يظهر دلوقت ‪.‬‬

‫‪ :‬حاجة واحدة بس تمنع المعلم إنه ما يحضرش ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪ :‬إيه هية يا بيضة ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬لحظة واحدة يا بيضة ( ويشير" إلى مجموعة من أصحابه ويسر لهم بكالم‬ ‫بيضة‬

‫‪ ،‬وفجأة تتطاير الكراسي تكسر المصابيح ويسود" الهرج والمرج )‬

‫‪ :‬هللا يخرب بيتك يا بيضة ‪ ...‬إيه اللي بتعمله ده ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬ما هو شوف" يا أستاذ ‪ ...‬فيه مؤتمر" وفيه ناس ‪ ...‬المعلم ح ييجي ولو فيه‬ ‫بيضة‬

‫دبابات ‪ ...‬ما فيش مؤتمر" وال ناس ‪ ...‬المعلم مش جاي ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫( ستار )‬

‫المشهد الثاني ‪:‬‬

‫في مكتب األستاذ ( شوكت ) عضو مجلس الشعب ‪ ،‬يجلس إلى مكتبه ‪ ،‬يتصفح بعض الجرائد‬
‫والمجالت يضرب كفا بكف غير مصدق ما يقرأه ويراه وكأنه يحدث نفسه ‪.‬‬

‫‪ :‬مش ممكن اللي بيحصل ده ‪ ،‬كل الجرايد والمجالت كلها أخبار عن المعلم‬ ‫شوكت‬

‫زفت ‪ ..‬طلعلي منين المصيبة ده ‪،‬والناس إيه اللي حصل لهم علشان يجروا‬

‫ورا الخمرجي ويؤيدوه التأييد دا كله ‪ ،‬معقوله اللي بيحصل ده ‪ ،‬أنا ح اتجنن ‪،‬‬

‫أنا فعال في السنين اللي عددت ما عملتش حاجة ألهل دايرتي ‪ ،‬وما أقعدش‬

‫معاهم إال كل خمس سنين مرة ‪ ،‬وبعد كده ما بأشوف" وشهم وال يشوفوا وشي" ‪،‬‬

‫بس ما هو ده المعتاد ‪ ،‬والناس واخدين على كده وانا واخد على كده ‪ ،‬وكل‬

‫دورة بانجح ‪ ،‬بس المرة دية مش زي كل مرة ‪ ،‬دا حتى الحزب قالي اتصرف‬

‫مع المعلم زفت أحسن مسألة التزوير ح تكون مكشوفة قوى" ‪ ،‬وانا اتصرفت‬

‫مع الزفت ما فيش حاجة نفعت معاه ‪ ،‬وكأنه قط بسبع أرواح ‪ ....‬وبعدين‬

‫وبعدين الكرسي باين ح يضيع منك يا شوشو" ‪.‬‬

‫[ يرن جرس التليفون معلنا عن وصل االستاذ ( عزيز ) ]‬

‫‪62‬‬
‫‪(:‬يصافحه ) صباح الخير يا أستاذ شوكت ‪.‬‬ ‫عزيز‬

‫‪ (:‬يشير إلى الصحف" والمجالت ) منين الخير يا عزيز‬ ‫شوكت‬

‫طالما الزفت ده واقفلي زي العمل الرضي ‪ ،‬الرجل ده ح يجنني يا‬

‫عزيز‪ ،‬كل الجرايد والمجالت ما لهاش سيرة إال‬

‫هو ‪ ،‬حتى الجرنال بتاعك بينشر عنه ‪ ،‬أيوه هما بيسخروا منه‬

‫وبيشتموه بس ده برضه بيكون في صالحه ‪.‬‬

‫‪ ( :‬جاسا واضعا قدما فوق" األخرى" ) اطلب لي فنجانا" قهوة ‪.‬‬ ‫عزيز‬

‫‪ (:‬ينهض ويجلس بجواره ) طبعا ما أنت مش همك ‪ ،‬اللي إيده في المية‬ ‫شوكت‬

‫مش زي اللي إيده في النار ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يربت على كتفه ) ال نار وال ميه ‪ ،‬أنأ لقيت اللي يحل مشكلتك‬ ‫عزيز‬

‫ويخلصلك" من المعلم ( بوظا" )‬

‫‪ :‬دا ما بينفعش معاه حاجةخالص‪ ،‬كل حاجة بأعملهابتنقلب في صالحه ‪.‬‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬الدكتور اللي أنا جايبه دا راجل دارس في أمريكا وحاصل‬ ‫عزيز‬

‫على أكتر من شهادة عالمية وله مؤلفات ‪ ،‬يمكن سمعت عنه‬

‫أو قرأت له حاجة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) هو أنت تعرف عني اني بأقرأ ‪ ،‬أنا أخر كتاب قرأته من‬ ‫شوكت‬

‫عشرين سنة ‪ ،‬وفي النهاية ما طلعش كتاب ‪.‬‬

‫‪ :‬أمال طلع إيه ؟‬ ‫عزيز‬

‫‪ :‬طلع كتالوج ‪ ،‬وهللا ما انا عارف لغسالة وال لتالجة ‪.‬‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬الدكتور ( ملش ) أنا اتكلمت معاه في موضوع المعلم(بوظا)‬ ‫عزيز‬

‫وإتضح أنه عنده فكره عنه ‪ ،‬دا كمان بيعمل بحث عنه أصل تخصصه نفسية‬

‫الشعوب والجماعات ‪ ،‬وكيفية صنع الزعماء‬

‫‪ ،‬ولديه وكالة للدعايةواإلعالن ‪ ،‬المهم هو أبدى استعداده‬

‫علشان يتعاون معاك ويخلصك من المعلم إياه ‪ ،‬بس من البداية‬

‫‪63‬‬
‫هو طلباته كتيرة ومبالغ فيها ‪ ،‬فإن كان عند استعداد ‪ ،‬أنا محدد‬

‫معاه ميعاد هنا بعد خمس دقايق" ‪ ،‬أما إذا رفضت ‪ ،‬فممكن‬

‫اتصل بيه وألغي الميعاد ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ممسكا به ) تلغي معياده إزاي يا عزيز ‪ ،‬دى آخر قشة اتعلق بيها ‪،‬‬ ‫شوكت‬

‫وبعدين دا لو طلب مليون جنيه أنا مستعد ادفع له ‪ ،‬بس يخلصني من‬

‫المعلم زفت ده ‪.‬‬

‫[ يرن جرس التليفون معلنا عن وصول الدكتور ( ملش ) ]‬

‫‪( :‬ناظرا في ساعته ) وصل في معياده بالدقيقة ‪....‬أهال بالدكتور (ملش )‬ ‫عزيز‬

‫أعرفك باألستاذ (شوكت ) عضو مجلس الشعب ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متامال إياه في إندهاش ) غريبة ‪ ...‬أنا من كالم األستاذ (عزيز ) عنك‬ ‫شوكت‬

‫تصورتك" رجل عجوز وأصلع والبس نضارة و‪...‬‬

‫‪ ( :‬منهمكا في إشعال البايب ) وأنا من كالم األستاذ ( عزيز )‬ ‫ملش‬

‫أفتكرتك شاب ‪ ،‬إنما طلعت رجل عجوز كركوبة يعني ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متضايقا ) بتقول إيه ؟‬ ‫شوكت‬

‫‪ ) :‬متأمال ما حوله ) وال حاجة ‪ ،‬أنا طول الطريق وأنا جاي بأفكر" في‬ ‫ملش‬

‫الموضوع" اللي كلمني فيه األستاذ عزيز ‪.‬‬

‫‪ ( :‬ناهضا وناظرا" في ساعته ) أنا كنت أود ان أبقي معكما ‪،‬بس البد ألقي‬ ‫عزيز‬

‫نظرة على العدد قبل ما يودوه المطبعة ‪ ،‬وأنتم مع بعض ‪ ،‬سالم عليكم ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متأمال الدكتور ملش باستخفاف" ) وعرفت إزاي ح تحل المشكلة اللي‬ ‫شوكت‬

‫كلمك عنها األستاذ" ( عزيز ) ‪.‬‬

‫‪(:‬يشير إليه بطرف البايب ) هي طبعا مشكلة بالنسبة لك على‬ ‫ملش‬

‫األقل ‪..‬أنت عارف لو لم تستفزني الظاهرة ما قبلت عرض‬

‫األستاذ عزيز‬

‫‪64‬‬
‫‪ (:‬مندهشا ) ظاهرة !‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬نعم ‪ ،‬فالمعلم بلوظا ظاهرة ال تتكرر كثيرا ‪ ،‬وأنا بسبيلي‬ ‫ملش‬

‫لكتابة بحث عنه وح أنشره في أمريكا و‪...‬‬

‫‪ ( :‬مقاطعا ) يا دكتور ( ملش) أن ما ليش دعوة بأبحاثك ودراساتك" ‪ ،‬أنا‬ ‫شوكت‬

‫موقفي في الدايرة حرج جدا ‪ ،‬والبد" أنك تخلصني من المعلم ( بوظا )‬

‫‪ :‬أنت مستعد لتمويل العملية ‪.‬‬ ‫ملش‬

‫‪ ( :‬يخرج دفتر شيكاته ) أيوه ‪ ،‬بس مش أعرف أنت ح تعمل إيه ؟‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬ال دا مش شغلك ‪ ،‬أنت يلزمك أنك تتخلص من المعلم بلوظا كمنافس لك‬ ‫ملش‬

‫في الدايرة ‪.‬‬

‫‪ :‬شوف يا دكتور" ‪ ...‬ما فيش وسيلة ما جربنهاش معاه ‪ ..‬علشان الناس‬ ‫شوكت‬

‫يبتعدوا عنه ما فيش فايده ‪...‬دا سرق جمهور الدوائر التانية ‪.‬‬

‫‪ :‬أنا عرفت كل الكالم ده ‪ ...‬أنت بتتكلم كتير ليه ؟‬ ‫ملش‬

‫‪ :‬أنا مستعد لكل طلباتك ‪ ،‬بس أعرف ح تعمل إيه ؟‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬بالفلوس بتاعتك ح يقوم مكتبي بتمويل الدعاية للمعلم بلوظا ‪.‬‬ ‫ملش‬

‫‪( :‬منزعجا ) أنت مجنون وال إيه ؟!‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬إذا كان الجنون هو اللي ح يخلصك من منافسك ح توافق" عليه وال أل‬ ‫ملش‬

‫‪ :‬إيوه ‪...‬لكن ‪..‬‬ ‫شوكت‬

‫‪ ( :‬يقترب من شوكت ) الناس اللي إلتفوا حول بلوظا إلتفوا حوله ألنه‬ ‫ملش‬

‫شخصية جديدة لهم ‪ ،‬وأول رجل من نوعه في تاريخ االنتخابات‬

‫البرلمانية ‪...‬شكله ‪..‬كالمه ‪..‬وضعه االجتماعي والفكري ‪...‬بيئته ‪..‬البعض‬

‫متعاطف معه واآلخر ساخر منه ‪،‬واآلخر يكيد لك ‪ ،‬ليس حبا في بلوظة‬

‫ولكن كراهية فيك ‪.‬‬

‫‪ :‬برضه مش فاهم اللي تقصده ‪.‬‬ ‫شوكت‬

‫‪ :‬باختصار وببساطة ح أظهر بلوظة في شكل عادي جدا ‪ ،‬ومألوف"‬ ‫ملش‬

‫‪65‬‬
‫‪..‬يعني ح أنمطه ‪ ..‬ح أخلي له الشكل النمطي ‪،‬وبكده مش ح يكون فيه‬

‫مشكلة ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يناوله الشيك ) بالرغم من إني مش فاهم حاجة إال إني حاسس أن لك‬ ‫شوكت‬

‫طريقة غير اللي إحنا كنا ماشيين عليها ‪ ...‬وده شيك على بياض لتمويل‬

‫الحملة االنتخابية لمنافسي في الدايرة ‪ ...‬وهللا ما أنا عارف اللي بأعمله ده‬

‫صح وال غلط ‪.‬‬

‫( ستار )‬

‫المشهد الثالث ‪:‬‬

‫حجرة في منزل ( بوظا) يجلس يدخن الشيشة ‪ ،‬ومعه ( خالد ) يقرأ تعليقات الجرائد‬
‫والمجالت ‪.‬‬

‫‪ :‬شوف يا أستاذ ‪ ...‬أنا تعبت من الحدوته بتاعتكم دى ‪ ...‬ما خدتش من وراها"‬ ‫بوظا‬

‫غير وجع الدماغ ‪ ،‬وصرفت اللي ورايا واللي قدامي ‪ .‬أنا كنت أتجننت لما‬

‫سمعت كالمك ‪...‬وطول النهار والليل زي المكوك ‪ ..‬دا أنا األسبوع اللي فات‬

‫قلت كالم أد اللي قلته طول عمري ‪ ،‬مع إني مش فاهم وال كلمة من اللي قلته‬

‫‪..‬دا في سرك بس ‪.‬‬

‫‪ :‬إزاي يا معلم ‪...‬دا أنت دلوقت رجل الساعة واإلذاعات األجنبية والجرايد‬ ‫خالد‬

‫والمجالت ‪ ...‬أنت كنت تحلم أن دا يحصل ‪.‬‬

‫‪ ( :‬منتشيا ) ال وهللا ‪ ...‬مع إني مش عارف ليه الناس مبسوطين مني مع إني‬ ‫بوظا‬

‫يعني ‪...‬‬

‫‪ ( :‬مقاطعا ) إزاي يا معلم ‪...‬دا أنت بتعبر عن الطبقة الكادحة اللي هي في قاع‬ ‫خالد‬

‫المجتمع ‪.‬‬

‫‪ ( :‬منفعال ) ما هم الزم يكونوا" في القاع ‪...‬مش طول الليل بيشربوا" بوظة‬ ‫بوظا‬

‫واللي بيبرشم والخمرجي والحرامي" والنصاب" والصايع ‪...‬تقوم تقولي بتعبر‬


‫‪66‬‬
‫عنهم ‪ ...‬على كده أنا واحد منهم ‪.‬‬

‫‪ :‬ما هو يا معلم دول شريحة من المجتمع ‪ ...‬وأنت إن شاء هللا لما تدخل‬ ‫خالد‬

‫المجلس ح تحاول ترفع من مستواهم ‪.‬‬

‫‪ :‬هأووو ‪..‬يعني بدل ما يشربوا" بوظة يشربوا" ويسكي ‪ ،‬وبدل ما يتكيفوا‬ ‫بوظا‬

‫بالحشيش يتكيفوا بالهرويين ‪...‬شوف يا أستاذ ‪ ...‬الناس دي أنا عارفهم"‬

‫وعارف نفسي ‪..‬بالك يا أستاذ إحنا مزروعين في الحكاية دية ‪...‬جدي عاش‬

‫ومات ‪ ...‬وأبويا" وأنا ح أعيش وأموت في الهم والغم ده ‪.‬‬

‫‪ :‬طاب والناس والمثقفين وطالب الجامعة اللي بيأيدوك ؟‬ ‫خالد‬

‫‪ :‬أنت فاكر إني مش عارف ‪ ...‬دول يا حمار واخدني تسلية وضحك" ‪...‬شوف"‬ ‫بوظا‬

‫يا أستاذ أنا ما اتعلمتش في مدارس ‪ ،‬وما قرتش كتب ‪..‬بس الحياة علمتني‬

‫كتير ‪ ،‬أنا انسجمت وانبسطت" في األول من كترة الناس حوليا ‪ ،‬وإنهم بيكتبوا‬

‫اسمي ويعلقوا صوري" في كل مكان ‪ ...‬بس سألت نفسي ‪ ...‬ليه الناس‬

‫متجمعين حولي ‪...‬ليه وأنا ما فيش ميزة ‪ ...‬دا أنا كلي عيوب‪.‬‬

‫‪ :‬طاب واإلذاعات األجنبية والشبكات اإلخبارية ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪ ( :‬ضاحكا ) أرجع وأقول" يا واد يا بوظا أكيد أنت فيك حاجة مش موجودة في‬ ‫بوظا‬

‫حد ‪ ...‬وأنك أنت يا أستاذ خالد اللي اكتشفتني ‪...‬ما هو أنا برضة مش شوية‬

‫في البلد ‪.‬‬

‫‪ ( :‬تدخل مسرعة ووراءها" مشمشة وقرصان ) إلحق يا با ‪ ،‬فيه ناس محترمين‬ ‫موزة‬

‫عايزينك ‪.‬‬

‫‪ ( :‬متعجبا ) محترمين ‪ ...‬غريبة دي !‬ ‫بوظا‬


‫‪ :‬عربية بطول الحارة ‪ ...‬وأستاذ" آخر أبهة ومعاه هانم آخر شياكة وآخر"‬ ‫قرصان‬
‫جمال ‪.‬‬
‫‪ ( :‬يقف ويهندم" من نفسه ) بجد يا واد يا قرصان" ‪..‬أستاذ محترم وهانم ‪...‬خبي‬ ‫بوظا‬
‫الشيشة وخبوا" أمكم احسن دي تفضح ‪.‬‬
‫‪ ( :‬يدخل ويصفق على يديه ) اتفضلوا ‪...‬يا معلم ‪..‬األفندي" األستاذ عايزك ‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫‪67‬‬
‫‪ ( :‬ينظر حوله بتأفف" ووراءه سكرتيرته ) فين المعلم بلوظة ‪.‬‬ ‫ملش‬
‫‪ :‬المعلم بوظا ‪ ...‬أهو ده معلمنا ورافع راسنا ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬مبهورا" بالسكرتيرة) أيوه أنا المعلم بوظا" ‪ ...‬وده األستاذ خالد السكرتور"‬ ‫بوظا‬
‫الخصوصي ‪.‬‬
‫‪ ( :‬مصافحا" ) أنا الدكتور" ( ملش )‬ ‫ملش‬
‫‪ :‬بس أنا مش عيان وال تعبان ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬ال ما أنا مش جاي أعالجك ‪ ..‬أنا مدير مكتب الدعاية ‪.‬‬ ‫ملش‬
‫‪ :‬بس غحنا مش عايزين دعاية ‪ ...‬الواد بيضة متولي كل المسائل ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ ( :‬غاضبا ) هي إيه الحكاية ‪ ...‬هي لما استوت وطابت ح يكلوها مننا وال إيه‬ ‫بيضة‬
‫‪..‬إيه يا دكترة ‪.‬‬
‫‪ ( :‬يقدم مقعدا ) أهال وسهال يا دكتور‪،‬تفضل ‪ ،‬أنا عايز أفهم ‪ ..‬إيه الحكاية ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬إيوه اتفاهم مع السكرتور بتاعنا ‪...‬واألمورة دي دكتورة برضة ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬دي السكرتيرة ‪.‬‬ ‫ملش‬
‫‪ :‬أنعم وأكرم" ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ ( :‬مخاطبا خالد ) يا أستاذ خالد ‪ ...‬مكتبي قرر" أنه يمول الدعاية االنتخابية‬ ‫ملش‬
‫للمعلم بلوظة ‪..‬وأنتم في حاجة إلى تركيز الدعاية اليومين دول ‪.‬‬
‫‪ ( :‬منفعال ) إيه يا دكتور ‪ ...‬المعلم ( بوظا ) إيه بلوظة دي ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬المهم يا معلم ‪ ...‬أول حاجة البرستيج بتاعك ‪.‬‬ ‫ملش‬
‫‪ ( :‬يفتش في جيوبه ) ما أظنش أنه معايا دلوقت ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬الدكتور يقصد شكلك ومظهرك ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬إحنا ح نوفر لك فيال في الزمالك ‪ ،‬وعربية من أحدث طراز" تحت أمرك ‪،‬‬ ‫ملش‬
‫وطقم من المساعدين والسكرتارية ‪ ..‬ودلوقت حاال تستعد لالنتقال للمقر‬
‫الجديد ‪.‬‬
‫‪ :‬اللهم صلي على النبي‪ ...‬بركات مجلس الشعب بدأ ‪...‬فيال في الزمالك ‪...‬دا‬ ‫قرصان‬
‫الشغل ح يكون على ودنه ‪.‬‬
‫‪ :‬محال شباب الزمالك اللي بشفهم في التليفزيون ‪.‬‬ ‫موزة‬
‫‪ :‬وهللا ما أنا رايح الزمالك ‪...‬دا أنا أهالوي صميم" ‪.‬‬ ‫ريشة‬
‫‪68‬‬
‫‪ :‬ممكن توضح األمر أكتر يا دكتور ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬استطالع الراي اللي عمله مكتبي ‪ ...‬أثبت ان المعلم بلو‪ ...‬بوظا يتمتع بعدد‬ ‫ملش‬
‫كبير من المؤيدين ‪..‬وطبعا" البد يكون البرستيج على مستوى" مجلس الشعب ‪.‬‬
‫‪ ( :‬يأخذ خالد على جنب ويسأله ) إيه حكاية البرستيج دي ‪ ...‬حاجة غير‬ ‫بوظا‬
‫مجلس الشعب ‪.‬‬
‫‪ ( :‬مخاطبا الدكتور" ملش ) وإيه الداعي لحكاية البرستيج ده ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬أكيد أنت قرات في الصحف" والمجالت المضادة للمعلم ‪ ،‬وبدأوا يركزوا" على‬ ‫ملش‬
‫الحارة والمكان اللي عايش فيه ومنظرة ‪..‬إلخ ‪ ...‬وإحنا يهمنا أن المعلم بوظا‬
‫يصمد أمام الهجمات ويوصل" لمجلس الشعب ‪.‬‬
‫‪ :‬يعيش المعلم بوظا الصامد ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬مفكرا ) بس إيه الفايدة اللي ح ترجع على المكتب بعد ما يصرف اآلف‬ ‫خالد‬
‫الجنيهات ‪.‬‬
‫‪ ( :‬ينهض ) ال ‪ ...‬حكاية الفوايد دي بعد ما يدخل المعلم بوظا" المجلس ح نتكلم‬ ‫ملش‬
‫فيها بعدين ‪ ...‬المهم دلوقت يا معلم حضر نفسك ‪ ...‬العربية تحت أمرك ‪...‬‬
‫أما أنت يا أستاذ خالد فممكن تاخد أجازة ‪.‬‬
‫‪ :‬ال ‪..‬يا دكترة ‪..‬خالد دراعي اليمين ‪ ...‬أنا رجل أصيل ‪،‬مش معنى إني‬ ‫بوظا‬
‫وصلت استغنى عنه ‪.‬‬
‫‪ :‬ما فيش مانع يا معلم ‪.‬‬ ‫ملش‬
‫‪ ( :‬مخاطبا أوالده ) يا والد ‪...‬هاتوا أمكم وتعالوا" ورايا على الزمالك ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ ( :‬مصفقا ) بركاتك يا مجلس الشعب ‪...‬دي ح تحلو قوي ‪..‬والشغل ح يكون‬ ‫قرصان‬
‫على ودنه ‪.‬‬

‫( ستار )‬

‫‪69‬‬
‫المشهد الرابع ‪:‬‬
‫أمام محل المعلم ( بوظا ) ‪ ،‬يجلس ( خالد ) يتصفح بعض الجرائد ‪ ،‬يدخل بيضة ‪.‬‬
‫‪ :‬إزيك يا أستاذ ‪ ...‬إيه الحكاية ‪ ...‬من يوم المعلم ما راح الزمالك محدش شافه‬ ‫بيضة‬
‫‪ ،‬هو عامل معسكر هناك وال إيه ‪ ...‬وهللا ده وحشني" ‪.‬‬
‫‪ :‬روح زوره في الزمالك ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬ال ‪ ...‬أنا ما أرحش الزمالك ‪...‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬حزينا ) المعلم ما عدش المعلم يا بيضة ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ ( :‬مفزوعا ) يا نهار أسود ‪ ...‬حصل للمعلم حاجة يا أستاذ ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬حاجات وحاجات ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬إزاي يعني يا أستاذ ؟‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬بدل ما كان بيلبس الجلبية ‪ ،‬لبس بدلة على آخر شياكة ‪ ،‬والسيجار" مكان‬ ‫خالد‬
‫الشيشة ‪ ،‬والجريب فروت بدل البوظة ‪ ....‬وما تقدرش تقابله إال بعد إذن‬
‫السكرتيرات" ‪ ،‬والفيال عليها حرس وال كأنه رئيس الوزرا" ‪ ...‬وكل جلساته‬
‫وسهراته في نادي الجزيرة ‪ ...‬أنت عارف لو شفته دلوقت" مش ح تعرفه ‪.‬‬
‫‪ ( :‬متعجبا ) أنا لما أشوفه مش ح أعرفه ‪،‬على كده الناس كمان مش ح تعرفه ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬أنا مش عارف حكاية الدكتور ملش دي في صالحه وال أل ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫‪70‬‬
‫‪ :‬هي الحكاية ممكن تضره ؟‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬الناس تعودت على المعلم ( بوظا ) ابن الحتة ‪ ،‬اللي بيسهروا معاه ويضحكوا‬ ‫خالد‬
‫وينكتوا" ‪ ..‬أما دلوقت ‪.‬‬
‫‪ :‬إن كانت الحكاية كده ‪...‬ما تيجي نرجعه هنا ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬ضاحكا ) دا عايش في الجنة دلوقت ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬مش يمكن الناس لما تشوفه تحبه اكتر وينبسطوا" منه ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬جايز يا بيضة ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬بس اللي عمله الدكترة ( ملش ) كنت أنت عايز تعمله ‪ ...‬انك تعلم المعلم‬ ‫بيضة‬
‫وتخليه يفهم ‪ ،‬وعقله كبير ‪،‬ويقرا ويكتب ‪.‬‬
‫‪ :‬إيوه أنا كنت عاوز أخلى المعلم زي ما بتقول ‪...‬بس الدكتور ( ملش ) محا‬ ‫خالد‬
‫وشطب صورة المعلم ‪ ...‬بقى حاجة تانية خالص ‪.‬‬
‫‪ :‬أنت مش بتقول إن الدكترة ( ملش ) ده عنده شهادات كتير ورجل عوالم ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬ضاحكا ) تقصد عالم ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬إيوه ‪ ....‬يعني هو يعرف" أكتر مننا ‪ ،‬ورجل دارس في أمريكا ‪ ...‬بس قولي"‬ ‫بيضة‬
‫أنت سبت المعلم ليه دولقت ورجعت ‪.‬‬
‫‪ :‬ال ‪ ...‬أنا ماليش مكان ‪ ،‬هناك ناس مستويات" عالية قوي ‪ ...‬وعلى رأي‬ ‫خالد‬
‫المثل تروح فين يا صعلوك بين الملوك ‪.‬‬
‫‪ :‬إحنا محضرين له النصبة ‪ ...‬والحتة كلها مستنية ‪ ...‬وح تكون سهرة‬ ‫بيضة‬
‫صباحي‪.‬‬
‫‪ :‬إيوه يا بيضة ‪ ...‬وده ح يكون آخر مؤتمر ‪ ،‬بعدها الناس ح يروحوا" ينتخبوا‬ ‫خالد‬
‫المعلم ويدوه أصواتهم‬
‫‪ :‬شوف يا أستاذ إن شاء هللا إحنا ح نشيل المعلم وح نوصله لحد باب مجلس‬ ‫بيضة‬
‫الشعب ‪ ،‬وح ندبح اللي نقدر عليه على باب مجلس الشعب ‪ ...‬دا البلد بحالها ح‬
‫تحضر علشان تسمع المعلم ‪.‬‬
‫‪ ( :‬ضاحكا ) والست ولعة الفرن ح تحضر المؤتمر ؟‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬ال ولعة وال نار يا أستاذ ‪ ...‬إحنا خالص اتغيرنا والمعلم لبس بدلة ‪ ...‬شوف‬ ‫بيضة‬
‫يا أستاذ ‪ ...‬الغرزة دي ‪..‬قصدي القهوة دي بقت تتملي باألفندية والمثقفين‬
‫‪71‬‬
‫والصحفيين واألجانب ‪ ،‬خلو الحتة هنا سياحية ‪ ...‬يعني المعلم زود" السياحة‬
‫في البلد ‪ ...‬بالك ما كنش في أستاذ البس بدلة يدخل الحتة دي إال إذا كان تايه‬
‫أو داخل الحتة غلط ‪.‬‬
‫‪ ( :‬قادما وهو يبحث في وجوه الجالسين ) المعلم بوظا فين ؟‬ ‫سامي‬
‫‪ :‬عقبال أملتك في الزمالك ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬متعجبا ) بيعمل إيه في الزمالك ؟‬ ‫سامي‬
‫‪ :‬عايش يا سيدي في الجنة ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬أصل الحكاية أن الدكتور ( ملش ) ‪...‬‬ ‫خالد‬
‫‪ ( :‬مقاطعا ) إذن المعلومات اللي وصلتني" حقيقية ‪.‬‬ ‫سامي‬
‫‪ :‬معلومات إيه ؟‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬إن الدكتور" ( ملش ) تبع األستاذ ( شوكت ) منافس المعلم بوظا ‪.‬‬ ‫سامي‬
‫‪ ( :‬واقفا ممسكا سامي من يديه ) واحدة ‪..‬واحدة عليا أحسن أنت برجلت عقلي‬ ‫خالد‬
‫اتفضل اقعد ‪ ...‬وواحدة واحدة ‪ ...‬واد يا قرقورة ‪...‬هات اتنين قهوة مظبوط ‪.‬‬
‫‪ ( :‬جالسا ) هي دي الطريقة الوحيدة إلزاحة المعلم بوظا من قدام األستاذ (‬ ‫سامي‬
‫شوكت ) من الدايرة ‪ ...‬االآلف اللي بيصرفها" الدكتور ( ملش) على المعلم (‬
‫بوظا) بتمويل من األستاذ ( شوكت )‬
‫‪ :‬طاب وليه ؟‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬لتشوبه صورته قدام أهل حتته ‪...‬هو لما الواد بيضة ألبسه بدلة وكرافته إيه‬ ‫سامي‬
‫اللي ح يحصل ؟‬
‫‪ ( :‬ضاحكا ) أنا مش ح أكون بيضة ‪ ...‬ح أكون ديك رومي" ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬والناس ‪..‬‬ ‫سامي‬
‫‪ :‬الناس مش ح يعرفوني" ‪ ،‬واللي يديني على قفايا واللي ح يشد البدلة واللي ح‬ ‫بيضة‬
‫يسحبني من الكرافتة وح تكون مسخرة ‪.‬‬
‫‪ :‬أهو األستاذ ( شوكت ) عايز كده ‪،‬وأكيد زمانه ح ينشر أن المعلم ( بوظا) خد‬ ‫سامي‬
‫فلوس من تجار الحتة والمقاولين ‪ ...‬وإال جاب شقة الزمالك والعربية منين ‪.‬‬
‫‪ :‬طاب وإيه العمل ؟‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬دا شغلكم أنتم ‪.‬‬ ‫سامي‬
‫‪72‬‬
‫‪ :‬واد يا بيضة ‪...‬طيران على المعلم علشان نكشف له المعلوب ده ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬أجيب رجالتنا والنبابيت ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬إحنا ح نتعارك ‪ ...‬ياال بسرعة يا بيضة ‪.‬‬ ‫خالد‬

‫( ستار )‬

‫المشهد الخامس ‪:‬‬


‫أمام محل المعلم ( بوظا) يجلس ومعه خالد وبيضة ‪ ،‬وكلهم معصوبو" الرؤوس بالشاش والقطن‬
‫وذراع (بيضة) في الجبس ‪ ،‬وكذلك قدم (خالد) ‪.‬‬

‫‪ ( :‬يتحسس رأسه ) أنا نفسي أعرف إيه اللي حصل ‪...‬نفسي أعتر على حد‬ ‫بوظا‬
‫يقولي إيه اللي حصل لما طلعت على المنصة علشان أتكلم ‪ ...‬أنت شفت‬
‫حاجة يا بيضة ؟‬
‫‪ ( :‬يتحسس ذراعه ) شوف يا معلم ‪ ،‬أنا في الليلة السودة دي شفت كتير ‪ ،‬شفت‬ ‫بيضة‬
‫اللي ما شفتهوش طول عمري ‪ ،‬وسمعت كتير ‪ ،‬إنما اللي قاطع فيا إني ال‬
‫شفتك والسمعتك ‪.‬‬
‫‪ :‬وأنت يا خالد ‪...‬شفت اللي حصل ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ ( :‬يحرك يديه أمام عينيه ) أنا لحد دلوقت مش شايف حاجة خالص ‪..‬وبأسمع‬ ‫خالد‬
‫حاجات بتقع وحاجات بتتكسر" ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫‪ :‬أكيد دا كان دراعي ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬الليلة الوحيدة اللي ما اتكلمتش فيها ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬أمال كان إيه اللي ح يحصل لو أتكلمت يا معلم ؟‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬إنما قلي يا واد يا بيضة هي الليلة دي كانت بتمطر ‪ ،‬أنا حسيت أن فيه‬ ‫بوظا‬
‫حاجات كتيرة نازلة عليا ‪.‬‬
‫‪ :‬وهللا يا معلم ما اكدبش عليك ‪ ،‬أنا حسيت إني بيتمسح بي أرض الحارة ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬دي كانت ليلة عاصفة يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬أنا لحد دلوقت مش عارف الناس كانوا زعالنين ليه ‪...‬إيه اللي حصل مني‬ ‫بوظا‬
‫‪..‬دا أنا كنت فاكر إنهم ح ينبسطوا" مني لما شفوني البس البدلة ونازل من‬
‫العربية ‪.‬‬
‫‪ :‬الظاهر يا معلم البدلة اللي عملت كل ده ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬ما في ناس كتير البسة بدل ‪...‬إشمعنى لما (بوظا) يلبس بدلة ويركب عربية‬ ‫بوظا‬
‫هي‬
‫الكعكة في إيد بوظا عجبة ‪.‬‬
‫‪ :‬اللي بيقوله بيضة صح يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬معقول ده يا أستاذ !‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬وكالم كتير قاله األستاذ ( شوكت ) خصمك في الدايرة ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬ما هومن مدة وهو بيقول كالم وبيعمل حاجات ‪ ،‬وال كانت بتنفع وال تشفع‬ ‫بوظا‬
‫‪..‬إشمعنى المرة دي ‪.‬‬
‫‪ :‬لما استخدم الوسائل العلمية واستعان بالدكتور" ( ملش )‬ ‫خالد‬
‫‪:‬يا سالم ‪..‬الرجل ده عيشني في الجنة شوية أيام مش ح أنساهم ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬ماهي شوية األيام دول اللي خرجوك" من مجلس الشعب ‪...‬ودخل شوكت بدل‬ ‫بيضة‬
‫منك ‪.‬‬
‫‪ :‬يا رتني سمعت كالمكم ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬كنا خالص على الباب ‪ ،‬يا دوبك ح نزق وندخل ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬ال يا بيضة ‪ ...‬ما ليش نصيب إني ادخل مجلس الشعب ‪ ...‬دا أنا كنت ح‬ ‫بوظا‬
‫أسوي الهوايل في المجلس يا أستاذ خالد ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪ :‬كنت ناوي تعمل إيه يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬أنا كنت ناوي أخد مرتبة ومخدة ولحاف ‪ ..‬وورا" باب مجلس الشعب ليل نهار‬ ‫بوظا‬
‫قاعد مستني إللي عنده مشكلة ‪ ...‬اللي عنده مسألة ‪.‬‬
‫‪ ( :‬يسير بتمهل يحرك عصاه في خيالء ) يا ميت ندامة على اللي حب وال‬ ‫المعلم جالل‬
‫طالش ‪.‬‬
‫‪ :‬شمتان فينا يا جالل ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬ال فرحان ‪..‬علشان معلمه هو اللي دخل مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ :‬مش قلت لك يا بوظا" ‪..‬دا مش سوقك ‪..‬مالك أنت ومجلس الشعب ‪.‬‬ ‫جالل‬
‫‪ :‬معلمك ( شوكت ) هو اللي خدني على خوانة ‪...‬معلمك ده مش جدع على‬ ‫بوظا‬
‫فكرة ‪.‬‬
‫‪ :‬هو األستاذ ( شوكت ) برضه هو اللي بطحك كده وبطح شوية العيال دول‬ ‫جالل‬
‫اللي قلوا قيمتك في الحتة ‪.‬‬
‫‪ :‬أنا محدش يستجري" يقلل من قيمتي" يا جالل ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬المعلم راسة مرفوعة على طول ‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫‪ ( :‬ساخرا ) مرفوعة وهي مربوطة بالشاش والقطن ‪.‬‬ ‫جالل‬
‫‪ :‬ال ما يهمكش دا إحنا جدعان قوي ‪ ...‬أنا عايزك تبلغ معلمك إن الحكاية دي‬ ‫بوظا‬
‫مش ح تمر بسالم ‪.‬‬
‫‪ :‬ما خالص يا بوظا ‪..‬األستاذ شوكت نجح ودخل المجلس ‪ ...‬وأنت ما طلعتش‬ ‫جالل‬
‫حتى بصوت واحد ‪.‬‬
‫‪ ( :‬مخاطبا خالد ) هو مش فيه إعادة ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬يعني إيه إعادة يا معلم ؟‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬هو التلموذ لما يسقط في الثانوية العامة مش بيعيد تاني ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬إيوه يا معلم ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬خالص ‪ ...‬أنا ح أعيد امتحان مجلس الشعب ‪.‬‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬قصدك تدخل انتخابات تانية ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪ :‬هو فيه انتخابات تانية ؟‬ ‫بوظا‬
‫‪ :‬إيوه انتخابات مجلس الشورى ‪.‬‬ ‫خالد‬
‫‪75‬‬
‫‪ ( :‬واقفا ممسكا برأسه ) شوف يا جالل ‪ ...‬أنا دماغي زي القرع العسلي‬ ‫جالل‬
‫‪..‬قل لمعلمك المعلم (بوظا) مستنيك على باب مجلس الشورى" ‪ ...‬وأنا وهو‬
‫والزمن طويل ‪.‬‬

‫( ستار )‬
‫( تمت )‬

‫ســــيرة ذاتـــيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬

‫االسم ‪ :‬محمود محمد محمود القلينى‬


‫عضو اتحاد الكتاب بالقاهرة – عضوية عاملة رقم ‪1977‬‬

‫الهاتف ‪0020453320039 :‬‬

‫النقال ‪00201061414124 :‬‬

‫البريد االلكتروني ‪elkellenymahmoud@yahoo.com :‬‬

‫األعمال المنـــــــــــــــــــــشــورة ‪:‬‬


‫دار الشعب بالقاهرة –‪1982‬‬ ‫قصص قصيرة‬ ‫‪ -1‬إنهم يذهبون ‪:‬‬

‫مركزمعروف باألسكندرية –‪1985‬‬ ‫روايـــــــــــــــة‬ ‫‪ -2‬الدجال والشيطان ‪:‬‬

‫الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة‪1995-‬‬ ‫مسرحيـــــــــــة‬ ‫‪ -3‬إخناتون والكهنة ‪:‬‬

‫الهيئة العامة للكتاب بالقاهرة ‪1997‬‬ ‫مسرحيـــــــــــة‬ ‫‪ -4‬محنة اإلمام أحمد بن حنبل‪:‬‬

‫الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة‬ ‫مسرحيـــــــــــة‬ ‫‪ -5‬مصرع الخراسانى ‪:‬‬


‫‪2002‬‬

‫الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة‬ ‫مسرحيـــــــــــة‬ ‫‪ -6‬بوظا فى مجلس الشعب‪:‬‬

‫الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة‬ ‫مسرحيــــــــــــة‬ ‫‪ -7‬غائب ال يعود ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫المجلس األعلى للشئون اإلسالمية‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -8‬الفكر اإلسالمى ومستجدات العصر‪:‬‬
‫بالقاهرة ‪2005‬‬

‫مكتبة بستان المعرفة بكفر الدوار‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -9‬عش حياتك سعيدا ‪:‬‬
‫– ‪2005‬‬

‫مكتبة العلم واإليمان بالمنصورة‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -10‬النساء فقدن عروشهن ‪:‬‬


‫‪2006‬‬

‫دار العلم واإليمان بدسوق ‪2007‬‬ ‫‪ -11‬العمرية ‪ -‬فى رحاب عمر بن الخطاب‪ :‬كتاب‬

‫مكتبة بستان المعرفة بكفر الدوار‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -12‬أمير الصحافة العربية ‪:‬‬
‫‪2009‬‬

‫مكتبة بستان المعرفة‪2011‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -13‬شخصية موسى النبى ‪:‬‬

‫مكتبة بستان المعرفة ‪2011‬‬ ‫‪ – 14‬اإلسكندرية عناقيد العشق والغضب‪ :‬رواية‬

‫مكتبة بستان المعرفة ‪2012‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -15‬الثورة في وجدان المصريين‪:‬‬

‫دار العلم واإليمان بدسوق‪2013‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪ -16‬الباحثون عن هللا‪:‬‬

‫مكتبة بستان المعرفة‪2013‬‬ ‫رواية‬ ‫‪ -17‬الخروج من الجلد‪:‬‬

‫الهيئة العامة لقصور الثقافة‬ ‫مسرحية‬ ‫‪ -18‬بلد راكبها عفريت ‪:‬‬


‫‪2010‬‬

‫الجوائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــز ‪:‬‬

‫جائزة التأليف المسرحى من المجلس األعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية محنة اإلمام أحمد‬ ‫‪-1‬‬
‫جائزة التأليف المسرحى من المجلس األعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية إخناتون والكهنة‬ ‫‪-2‬‬
‫جائزة التأليف المسرحى من المجلس األعلى للثقافة بالقاهرة عن مسرحية مصرع‬ ‫‪-3‬‬
‫الخراسانى‬
‫جائزة الدراسات النقدية من المجلس األعلى للثقافة بالقاهرة عن دراسة بعنوان ( الذاتية‬ ‫‪-4‬‬
‫والقيم الوجودية فى أدب إبراهيم عبد القادر المازنى )‬
‫جائزة الدراسات النقدية من المجلس األعلى للثقافة بالقاهرة عن دراسة بعنوان ( قيم‬ ‫‪-5‬‬
‫ومعايير فى أدب يوسف إدريس )‬
‫جائزة المقالة النقدية من المجلس األعلى للثقافة عن دراسة على قصة ( الطريق ) لنجيب‬ ‫‪-6‬‬
‫محفوظ‬
‫جائزة من نادى أبها بالمملكة العربية السعودية عن مسرحية محنة اإلمام أحمد بن حنبل‬ ‫‪-7‬‬
‫‪1417‬هــ‬
‫جائزة من نادى القصة بالقاهرة عن رواية بعنوان ( قوس قزح ) ‪2001‬‬ ‫‪-8‬‬

‫‪77‬‬
78

You might also like