Professional Documents
Culture Documents
فن الكهوف
فن الكهوف
فن الكهوف
تاريخ الفن
وإلنتاج اللون األسود استُخدم ثاني أكسيد المنغنيز أوالفحم أو العظام المحروقة في
حين استخدم الكاولين أو الكالسيت األبيض للون األبيض .وكانت تتم عملية التصنيع
بسحق هذه المكونات باستخدام عظام أكتاف الحيوانات لتخلط بعدها بماء الكهف
الحاوي على كربونات الكالسيوم وعصير الخضار والدهن الحيواني والدم ونخاع
العظام والزالل والبول وذلك لتساعد على التصاقها بجدار الكهف المرسومة عليه.
بالإلضافة الستعمال مقويات كالفلسبر والبيوتيت أو الكوارتز األرضي وفوسفات
الكالسيوم (من عظام الحيوانات) وذلك لتساعد على تماسك الصباغ ومنع تشققه عن
رش هذه األصباغ على الصخور التجفيف .ويعتقد علماء اآلثار أن اإلنسان الحجري َّ
مجوفة .إذ َعثر
بالنفخِ من خالل أنابيب مصنوعة من القصب أو عظام حيوانات َّ
.العلماء على بعض العظام وبداخلها بقايا من هذه األصباغ داخل هذه الكهوف
والمدخل الحالي لهذا الكهف مدخل أرضي بسبب انهيار السقف الحجري الجيري،
ويتضمن القسم العلوي من هذا الكهف الصور الجدارية الجانبية الجميلة والثمينة.
تعود صور كهف السكو ورسومه ونقوشه إلى العصر الحجري القديم األعلى
(المجدالني القديم) ،وقد حدد الكربون ،14وهو عنصر يُستخدم لتحديد عمر
الحفريات ،تاريـخ هذه الصور بين 13500 -15000قبل الميالد .وقد أكسبت تلك
األعمال الفنية منطقة السكو جروتو في جنوب غرب فرنسا لقب “مصلى سيستين ما
قبل التاريخ”.
يتميز كهف السكو بكثرة رسومه الجدارية وجمال نقوشه الفنية والسيما الرسوم التي
ورسمت باستخدام مواد سوداء اللون مصنوعة من أكسيد تغطي جوانب هذا الكهفُ ،
المنجنيز ومواد حمراء اللون مصنوعة من أكسيد الحديد .وتعتبر مثل هذه الرسوم
دليالً على المواهب الفنية التي تمتع بها إنسان ما قبل التاريخ ،كما أنها دليل على
مستوى المعرفة العلمية التي كانت لديه.
وتتضمن رسوم كهف السكو صور جدارية توجد في (بناء مستدير مقبب) تعرف
باسم (قاعة الثيران الكبيرة) ،وهناك صور جدارية في صالة تعرف باسم (صالة
الصور) ،وثمة نقوش ممسوحة ،وهناك صورة لحيوان مبهم النوع أطلق عليه اسم
(ليكورن) وهناك أكثر من أنثى حبلى كما في مجموعة (الخيول الصينية) ومجموعة
األبقار وفي أماكن مختلفة من نفس الكهف.
ومن مشاهد هذه الصور والرسوم الجدارية صورة ثور جريح يسحق رجالً ،وحصان
جريح أصابته سهام بجراح ،وثور ضخم ،وخيول تعدو ،وبقر وحشي ورسم لطائر
غريب منتصب فوق عصا.
وهناك ،في السكو ،ال نعثر إالّ على رسم واحد يشير إلى اإلنسان ويطالعنا في الطابق
السفلي من المغارة ،وهو يمثّل رجالً عاريا ً مستلقيا ً على األرض :رأسه رأس
عصفور ويداه مفتوحتان ،كل يد تحتوي على أربع أصابع ،وأمامه ثور كبير طعنت
أحشاؤه بسهام.
عثر أيضا ً في كهف السكو على خريطة لسماء الليل يعود تاريخها إلى حقبة ما وقد ُ
قبل التاريخ ،وهو مايعكس اهتمام أسالفنا بعلم الفلك وربما كانت الكهوف أماكن
لتصوير الفضاء الخارجي! وتظهر الخريطة ثور وإنسان كالطائر وطائر فوق عصا
وتعرف هذه النجوم الثالثة مجتمعة بمثلث الصيف ،وتتميز بلمعانها الشديد في أواسط
فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة األرضية ،غير أن خريطة السماء التي
عثر عليها في الكهف ،ليست الدليل الوحيد على اهتمام إنسان ما قبل التاريخ
ُ
بالكواكب والنجوم ،فعلى مقربة من مدخل مجمع كهوف السكو يوجد رسم بديع لثور،
وتوجد فوق كتف هذا الثور ما يبدو على شكل خريطة للثريا ،وهي مجموعة نجوم
تدعى في بعض األحيان باألخوات السبع ،ويوجد داخل الثور عالمات سوداء ربما
تكون رسوما ً لنجوم أخرى كانت في تلك الناحية من السماء ،وتوجد تلك المنطقة
حاليا ً ضمن ما يسمى ببرج الثور ،مما يؤكد أن معرفة اإلنسان بهذه الجهة من الكون،
تعود إلى آالف السنين.
ويُقدَّر عدد نقوش الكهف بأكثر من ثالثمائة نقش على الجوانب ،وقد عثر في الكهف
مصادفة على أدوات أثرية مثل :المنقاش والمكشط والنصلة والسراج والصفائح
الحجرية الجيرية .وقد ضمت منظمة اليونسكو الكهف في عام 1979إلى مواقع
التراث العالمي