Professional Documents
Culture Documents
الأمراض النفسية
الأمراض النفسية
الأمراض النفسية
-1-
أوال -:تصنيف األمراض النفسية Classification :
التص نيف هو تخفيض ع دد الظ واهر وتحدي دها على أس اس خ واص
مشتركة بين مفردات النوع (المرض) الواحد … بحيث يسهل إخضاع الظواهر
المنف ردة لق وانين عامة يس هل فهمها والتعامل معها .كما يه دف التص نيف إلى
إيج اد لغة مش تركة بين المتخصص ين فى مخ الف أنح اء الع الم بحيث إذا ذكر
أحدهم اسم الفصام مثالً عرف اآلخرون ما يقصده .
وفى بداية وضع تص نيف لألم راض العقلية ك ان يؤخذ فى االعتب ار
موض وع " األع راض" أو تجميع األع راض – ثم بعد ذلك س اد مب دأ البحث عن
العلل وأسباب نشأة األمراض ،وهذا المبدأ يؤخذ به حتى اليوم .
ومرت عملية (تقسيم) األمراض النفسية والعقلية بمراحل متعددة فقد كان
هناك ما يسمى بالتقسيم الثالثى ( )1913كما يلى -:
المجموعة األولى :تلك ال تى تق وم على االختالالت الفس يولوجية والعص بية ㄱ-
للمخ والجهاز العصبى المركزى ( تسمم -صدمات – اضطرابات دموية) .
-2-
المجموعة الثانية :هى مجموعة أم راض ال ذهان ال تى ال تكشف عن ㄴ-
اضطرابات جسمية من نوع يمكننا من تشخيص الذهان بالرجوع إليها .بمعنى
أن المرض يرجع إلى أسباب نفسية بحتة .
المجموعة الثالثة :تح وى االختالالت غ ير المس تحبة للن واحى اإلنس انية ㄱ-
حيث ال مج ال ألس اس جس مى فى األم راض العض وية ذاتها وي دخل فى ه ذا
الن وع أم راض العص اب – اض طرابات الطبع – س بول الشخص ية اإلجرامية
والمضادة للمجتمع .
-3-
إحص ائية نظرية وكعلم نفس عالجى يص نف من واقع الح االت فى العي ادات
والمستشفيات ….
واإلنسان جسم وعقل ،عضوى ونفسى كل منهما علة ومعلول لألخر فى
الم رض ،والطيب النفسى ح تى فى أك ثر األم راض عض وية له دور نس بى –
بينما الط بيب الجس مى الي وم ال يمكنه إال أنه يس تعن على العالج الب دنى
(الجسمى) بعلم النفس .
كذلك موضوع سير المرض بدءاً بالتشخيص حتى العالج فإن هذا يتبع
الطب النفسى .
وقد اختلف الب احثون فى تقس يم األم راض النفس ية تبعا لوجهة النظر ال تى
ينظ رون خاللها إلى ه ذه األم راض ،وه ذا وضح كما أش رنا س ابقاً إال أنه اتفق
الجميع على تقس يمها طبق اً لألس باب واألع راض ( طبيعة التغ ير المرضى ال ذى
ينشأ عنها ) .
وسنش ير هنا باختص ار إلى التص نيف األم ريكى ثم نع رج إلى التص نيف
المصرى وهذا ما سنأخذ به بصورة أكبر .
وظهر التص نيف األم ريكى األول لألم راض العقلية Mamual of
diagnostic mental disorderوأطلق عليه ال دليل التشخيصى 1952
،ثم ح دث به تط ور وتع ديل مما جعلهم األول لألم راض العقلية DSM-I
ع ام 1968ثم يص درون ال دليل التشخيصى الث انى وأطلق عليه DSM-II
ظهر ال دليل التشخيصى الث الث وأطلق عليه DSM-IIIع ام 1980ثم ح دث
تعديل له عام 1987وأطلق عليه . .DSM-III.R
-4-
وتم وفى ع ام 1994ص در ال دليل التشخيصى الرابع DSM-IV
تقسيم االضطرابات فيه على خمس محاور رئيسية إضافة إلى مجموعة محاور
فرعية ،ويمكن إيجازها فيما يلى :
االض طرابات العقلية ال تى ترجع إلى حالة طيبة عامة وغ ير مص نفه فى ㄴ
مكان آخر ،مثال ذلك :
اض طرابات القلق (اض طرابات الهلع – الره اب االجتم اعى – اض طراب ㄱ
القلق العام …الخ) .
-5-
مث ال ذلك :االض طراب جس دى الش كل غ ير المتم يز – اض طراب األلم – ㄱ-
التوهم المرضى .
-6-
التصنيف المصرى :
كما أش رنا س ابقاً أنه توجد تص نيفات عدي دة منها م وجز التص نيف
األمريكى
ك ذلك هن اك تقس يم العلم اء الس وفيت ال ذى يق وم أساس اً على أن األم راض ㄱ-
تنقسم إلى (عضوية األصل – نفسية األصل) .
ك ذلك س نعرض هنا التقس يم المص رى بش كل مبسط كما ورد فى ال دليل ㄴ-
المصرى لتقسيم األمراض وكما أورده (شاهين – الرخاوى . )1977
وتقسم هذه األمراض تبعاً لألسباب وطبيعة التغير المرضى الذى ينشأ عنها ㄷ-
كما يلى -:
-1أمراض عقلية ونفسية عضوية -:
ويقصد بها مجموعة األم راض ال تى يك ون الس بب األك بر فى ح دوثها هو
وجود تغير فى خاليا المخ نفسها ومنها -:
-7-
ومن أمثلة الس موم الخارجية ال تى تس بب األم راض العقلية (الخمر –
الحش يش – المه دئات – الغ ازات الس امة مثل أول أكس يد الكرب ون
……….الخ) .
ومن أمثلة التسمم الداخلى ( إفراز مواد ضارة تؤثر على المخ – التسمم
البولى – التسمم الكبدى {كوليميا} – الغيبوبة السكرية ) .
-3أمراض نفسية وعقلية وظيفية -:
وهى مجموعة األمراض التى لم يكشف العلم لها سبباً عضوياً حتى اآلن
ويرجع الس بب األك بر فى ح دوثها إلى اض طراب الجه از النفسى للم ريض.
وتنقسم بدورها إلى -:
األم راض النفس ية الوظيفية ( :الهيس تريا – القلق – الوس واس القه رى ㄱ-
– االكتئاب التفاعلى وغيرها )
األم راض العقلية الوظيفية ( :الفص ام – جن ون اله وس واالكتئ اب ㄴ-
…..الخ) .
-4اضطرابات الشخصية والطباع -:
ويطلق ه ذا على مجموعة الشخص يات ال تى تتصف بص فات ش ديدة
التطرف عن سمات الشخصية العادية ،مثال ذلك :
اض طرابات نمط الشخص ية ( الشخص ية الفص امية – ش به الفص امية – ㄱ-
الشخصية المضادة للمجتمع ) .
اض طرابات س مات الشخص ية ( الشخص ية االنفجارية – نزعة الس رقة ㄴ-
المرضية )
-8-
الشخص يات غ ير الناض جة ( الشخص ية الس لبية غ ير االعتمادية – ㄷ-
الشخصية الهستيرية ) .
وبعد أن عرضنا لتصنيف األمراض النفسية بشكل موجز نظراً ألن هناك
تص نيفات عدي دة ومتط ورة من مرحلة زمنية إلى أخ رى فمثال التص نيف ال وارد
فى الدليل الثانى DSM-II
ولكن بج در بنا قبل أن نش رع فى ذلك البد لنا أ ،نف رق بين األم راض
النفس ية الوظيفية ( ويطلق عليها العص اب ) ،واألم راض العقلية الوظيفية
(ويطلق عليها الذهان ) .
-9-
ك ان ألمين اً يخ بره بأنه ال يع انى مرض اً جس دياً وعليه أن يبحث عن العالج
النفسى .
وأش ارت العديد من اإلحص اءات أن ح والى ثلث المرضى أو يزيد من
الم ترددين على العي ادات الخاصة مص ابون بالعص اب ليس إال ( .ش اهين –
الرخاوى . )1977
وهذه األمراض العصابية تظهر فى شكل ضيق وتوتر – عدم قدرة على
العمل – عصبية فى المزاج … .الخ .
:هو مرض عقلى تتدهور فيه الشخصية إلى أما الذهان Psychosis ㄴ
حد كب ير … أو هو اض طراب ش ديد يص يب تكامل الشخص ية ،وي ؤثر فى
عالقات الشخص االجتماعية)page, 1978( .
وقد يطلق العديد من الن اس لفظ الجن ون على االض طرابات العقلية وهو
خطأ واضح ألن كلمة الجن ون ليس لها داللة طيبة واض حة وال يوجد فى الطب
مرض يسمى الجنون وهى كلمة عامة تشير إلى االضطراب الذى يحدث للفرد
بعيدا عن مألوف تقاليد المجتمع .
اض طراب واضح فى الس لوك بعي داً عن طبيعة الف رد من انط واء ، ()1
وانعزال وإ همال فى الذات والعمل ،واالهتمام بأشياء بعيدة عن طبيعته األصلية
.
-10-
تغ ير فى الشخص ية األص لية … واكتس اب ع ادات وتقاليد وس لوك تختلف ()2
عن الشخصية األولى .
عدم استبصار المريض أو اعترافه بمرضه ،ولذا يرفض العالج . ()5
البعد عن الواقع والجنوح إلى الخيال (.بتصرف /جمعه سيد )1990 ()7
ولمزيد من التوض يح فإننا نفصل الق ول فى العالقة بين العص اب وال ذهان
:
-11-
ورغم الف روق الواض حة بين العص اب وال ذهان إال أنه يجب التحفظ فى
التفرقة الش ديدة بين الن وعين نظ راً لما ط رأ على تص نيفها من تغ يرات فى
السنوات األخيرة .
جدول ()1
-12-
المرض .
ال يظهر فى س333333لوك الم333333ريض قد يظهر بصورته الشاذة فى سلوك الم33ريض محتوى
بص33 3ورة واض33 3حة ولكنه ي33 3ؤثر النتقاء الكبت والمقاومة . الالشعور
على تص33 3 3 3رفاته بطريق غ33 3 3 3ير
مباشر الس3333333333333333333333333تمرار الكبت
والمقاومة .
-13-
ثانيا :نماذج من األمراض العصابية -:
-1القلق العصابى -:
وهو أحد أك ثر االض طرابات العص ابية انتش اراً ويطلق عليه أحيان اً
:عص اب القلق " ح تى أن كل األع راض العص ابية األخ رى تظهر لتجنب ش دة
اإلحس اس ب أعراض القلق … .وقد وصف (فرويد )1894الخص ائص
األكلينيكية لهذا العصاب بأنها :
قابلية عامة لإلثارة :وتوقع القلق أو القلق من حالة القلق ،ونعنى به وجود ㄱ-
شحنه منه فى حالة طفو على السطح ،وعلى استعداد لمهاجمة األنا لدى الفرد .
أع راض الت وتر العض لى :وتتض من (االرتج اف أو الرعشة – وت وتر ㄴ-
العضالت وآالمها – وعدم االستقرار – وسرعة اإلجهاد ) .
أعراض زيادة نشاط الجهاز العصبى المستقل ( :سرعة ضربات القلب – ㄷ-
الش عور باالختن اق – جف اف الحلق – الدوخة – الغثي ان – اض طراب البلع –
انقط اع الطمث أو ع دم انتظامه ل دى الس يدات – اإلمس اك – اإلس هال …… -
الخ ) .
-14-
ㅅزيادة الحساسية فيصبح شعور المريض مرهقاً جداً .
األسباب -:هناك عدد غير محدد من العوامل التى يمكن أن تؤدى إلى هذا ㄱ-
النوع من االضطراب -:
الوراثة :ربما تلعب الوراثة دوراً فى ه ذا االض طراب وخاصة أنه لوحظ ㄴ-
أن والدى المريض يعانون من نفس القلق الذى تعانى منه الحالة – وبالرغم من
ض عف ه ذا المؤشر إال أنه لوحظ أن األف راد قد يرث وا بعض الس لوكيات من
آبائهم .
اضطرابات وتفكك الحياة األس33رية :وما بص در من قلق ن زاع بين الوال دين ㄱ-
وحاالت الطالق تجعل األبناء مهيئين لإلصابة بالقلق النفسى .
العوامل البيئية :نظ راً لحالة ع دم االس تقرار الع ام وتزايد مع دالت البطالة ㄱ-
مما يدفع الفرد إلى اإلحباط الذى بدوره إلى حالة من القلق العام .
الص 33راع النفسى :س واء ك ان ه ذا الص راع على المس توى الش عورى أو ㄱ-
الالشعورى ( صراع بين دافعين يريد الشخص أن يحققها) .
-15-
ك ذلك هن اك مجموعة من األس باب المرس بة وال تى يمكن أن يح دث بع دها ㄱ-
ظه ور الم رض (الفشل – فق دان عزي ز -اض طراب العالقة س واء فى مج ال
العمل أو الحب – أو أى صدمة نفسية أخرى) .
كذلك هناك أسباب عضوية (كالحمى – أو وقوع حادث أليم) . ㄱ-
أنواع القلق -:
القلق العام :دون وجود شئ محدد . ㄱ-
القلق الكي 33انى :وهو ال ذى ال يتعلق بمش كلة التكيف وإ نما بطبيعة الوج ود ㄷ-
نفسه ( من أنا…) وهذا النوع من القلق يكون فى بداية الذهان .
القلق الثانوى :وهو الذى يصاحب األمراض النفسية والعقلية األخرى . ㄱ-
-16-
عالج عصاب القلق -:
أن أهم ما يتخذ تمهي داً للعالج هو تقصى ت اريخ حي اة الم ريض تفص يلياً
وفحصه فحص اً ش امالً ،ألن ذلك ي ؤدى بنا إلى التش خيص الس ليم ،ومن ثم
نستخدم بعدها شتى أنواع العالج ومنها :
العالج النفسى -:ويق وم فيه المع الج أو األخص ائى النفسى بمعرفة أس باب ㄱ-
المرضى والعمل على حلها … ك ذلك تط وير شخص ية الم ريض ح تى يص بح
أك ثر تكيف اً … ويعد العالج النفسى أهم أن واع العالج ويش مل اإليح اء والحث
والتوضيح ،وقد نستخدم شتى فنيات العالج النفسى مثل :
(العالج الس لوكى – أو التحليل النفسى – أو العالج االنفع الى لتوض يح
خطأ األفكار المؤدية إلى االضطراب ) .
العالج االجتم 33 3اعى -:ويش مل تهيئة جو الم نزل والبيئة ال تى يعيش فيها ㄱ-
المريض ( المنزل – العمل) حتى يتم تأهيل المريض وال نسمح بعودة المرض
مرة أخرى .
العالج الط33 3بى -:وذلك باس تخدام العق اقير المناس بة (المه دئات) أو ㄱ-
المطمئن ات ،ك ذلك عالج األع راض الجس مية المص احبة كفق دان الش هية ،
باإلض افة إلى بعض الفيتامين ات ،وي راعى أال يعتمد على العق اقير فقط وأن
تعطى بجرعات منتظمة حتى ال تصير إدمانا فيما بعد .
-2عصاب الواسواس القهرى Obsessive – Compulsive Disorder :
يطلق عليه أحيان اً العص اب الح واذى ،ويع بر ه ذا الم رض عن ح االت
س لوكية ش اذة تس تحوذ فيها على الف رد فك رة أو خ اطرة أو ص ورة أو اندفاعه
-17-
(وساوس أو هواجس غير مرغوبة) غالباً ما تكون سخيفة وتافهة ولكنها تفرض
نفس ها عليه وتظل تع اوده وت راوده ،أو يلح فيها عليه فعل غ ريب فيجد نفسه
مندفعاً تمام اً عن التخلص من تلك الفكرة التى توسوس بها نفسه أو طردها ،أو
عن اإلقالع عن ذلك الفعل المج بر على إتيانه وتكري ره رغم إدراكه لطبيعتها
الشاذة والتافهة ،كما يغشاه توتر شديد وقلق حاد وخوف كلما نزعت نفسه إلى
كبح جماحها أو مقاومتها أو حيل بينه واالنس ياق لها ،وال يش عر باالرتي اح إال
ب اجترار تلك الفك رة أو إتي ان ه ذا الفعل ،ثم ما يلبث أن يه دأ ح تى ت راوده تلك
الوساوس أو الطقوس الحركية من جديد فيحاول مقاومتها ومجاهدتها لكنه يفشل
،فينصاع ويستسلم لها مرة ثانية وثالثة ورابعة فيدمنها ما لم يتم عالجه .وهكذا
يصرف المصاب بهذا االضطراب وقته ويبدد جهده فى مقاومة أمور تب دو تافهة
ال طائل من ورائها ،مما ي ؤدى به إلى اإلنه اك الش ديد وس وء التوافق ،وربما
اضطراب بعض وظائفه العقلية.
وقد يالحظ أن لكل منا بعض األفك ار ال تى ت راوده بين الحين واآلخر ،
وطق وس حياته اليومية المعينة ،وع ادات فى المأكل والمش رب واالس تماع
والتذوق منذ يبدأ يومه حتى يخلد إلى النوم ،لكن لهذه العادات والطقوس وظيفة
بنائية فى تنظيم حياته ،إال إنما عن دما تك ون غريبة وش اذة وتافهة ومس يطرة
عليه إلى حد وتع وق توافقه الشخصى واالجتم اعى ،وتص بح مص دراً للخ وف
والقلق والشعور بالكآبة والتعاسة يكون لها داللة مرضية .
-18-
نظ 33رة تاريخية -:تع ددت آراء علم اء النفس ح ول التس مية ال تى تطلق
على ه ذا العص اب ،فلقد اس تخدم فرويد مص طلح " عص اب الشك "
Zwangsneuroseالذى أطلقه كرابلين على هذا المرض .وهذا المصطلح
فى اللغة األلمانية يعنى القهر واإللزام والجبر .
-19-
وبدأ فرويد بتحليل الميكاتيزم السيكولوجى للحصار ،ثم قام بعملية إعادة
تنظيم واض عاً فى م رض نفسى واحد أعراض اً منذ وقت طويل توصف بأنها "
مش اعر ،وأفك ار ومس الك قهرية ،الخ " واكنها تنتمى إلى أطر وص فية جد
ان ،و" وبنية انفعالية " عند دوبرية " ، دهور عقلى عند ماجن مختلفة ( " ت
ونيوراستينياً " عند بيرد … .الخ )
ولقد أدت تط ورات التحليل النفسى إلى الترك يز ،أك ثر ف أكثر باألهمية
على االنتظام البنيوى للحصار ،بأكثر منه على األعراض .
والبد أن نشير هنا إلى أن مصطلح عصاب الحصار ليس بالمكافئ الدقيق
للمصطلح األلمانى الذى ذكرناه آنف اً ( على الرغم من أن فرويد قام بترجمة هذا
المصطلح األلمانى بعصاب الحصار) فمصطلح Zwangيدل على القهور ،
ليس فقط فى الفكر بل أيضا فى األفع ال والوج دانات ومع نى ذلك أن ه ذا
المصطلح الذى استخدمه فرويد للداللة على الحصار إنما يدل أيضا على القهر
والفوبيا .فهو ب ذلك أق رب إلى مفه وم البس يكاثينيا ال ذى وص فه جانيه " الداللة
-20-
على اض طرابات تح دث فى ثالثة مج االت رئيس ية وهى الوج دان ،والفكر ،
الفعل " ( سامى هنا )1964ويتفق ذلك مع ما سبق ذكره من أن فرويد جمع فى
م رض واحد ،أعراضا ك انت توصف بأنها " مش اعر وأفك ار ومس الك قهرية "
أى الفوبيا والحصار والقهر على الترتيب .
ولقد وضع فرويد أول وصف متكامل للعص اب الحص ارى القه رى فى
كت اب " مقدمة عامة للتحليل النفسى " ع ام ، 1917بقوله :ينش غل عقل
الم ريض بأفك ار غ ير س ارة ،ويش عر بان دفاعات تب دو غريبة بالنس بة إليه وأنه
م دفوع لي ؤدى أعم االً ال تس ره ،وليس لدية الق درة على االمتن اع عنها ،وقد ال
يك ون لألفك ار والوس اوس نع نى فى ذاتها ،لكنها مث ابرة ومس يطرة على عقل
المريض دائماً .
فهو نقطة البدء فى تركيز فكرى مجهد ينهك المريض .وأن عليه – ضد
إرادته – أن يقلق ،ويتأمل كما لو ك ان األمر مس ألة حي اة أو م وت … وتتك ون
االندفاعات فى الغالب من بعض األشياء المخيفة ،حتى أن المريض ،ال ينكرها
رب منها فى رعب ويحمى نفسه على أنها غريبة فحسب ،بل أنه أيضا يه
بالتحذير والحرص والتدقيق ضد إمكانية ظهورها .
وه ذا الوصف ال ذى قدمه فرويد ،تت داخل فيه أع راض القهر وأع راض
الحص ار وأع راض الفوبيا .إذ أن تك رار األفك ار فى الحص ار ،ال يختلف عن
تك رار األفع ال فى القهر فكالهما يرتبط بالشك ،وتجنب الم ريض لالندفاعية
المخيفة فى الداخل فى حالة الحصار ،ال يختلف عن تجنبه للموضوع المخيف
فى الخارج فى حالة الفوبيا .
-21-
ووجهة النظر ه ذه تجد ما يؤي دها فى التعريف ات ال تى وض عها كل من
ب يرون ( )1951وم ايرجروس ( )1960ومحمد عثم ان نج اتى ()1961
وايزنك (. )1965
فنجد " بيرون " يعرف الحصار :على أنه فكرة أو صورة تفرض نفسها
على الفرد فى اس تقالل عن اإلرادة ،نتيجة للتأثير التلق ائى لآللية النفس ية وع ادة
ما يتم تمييز أحصره فكرية ( شعور المريض ينشغل بفكره وال يستطيع طردها
) وأحصره اندفاعية ( يكون المريض مدفوعاً إلى إتيان فعل مناقض لشخصيته
) ،وأحص ره كافة ( خ وف من موض وعات معينة ،ومن أفع ال معينة )
والحصار يكون مصحوباً بوعى مكتمل ،ونلتقى به فى أعصبه مختلفة ،وعلى
وجه الخص وص فى البس يكاثينيا ال تى يش كل الحص ار واح داً من أعراض ها
الرئيسية .
أما " م ايروجروس " فقد أوضح فى أع راض الحص ار والقهر والفونيا
تشكل معاً حلقة مفرغة يدور فيها المريض ،فمثالً تتكون لديه فكره حصارية ،
بعد أن يلمس ش يئاً ما ،فيظن أن يديه أص بحنا ق ذرتين ،فيب دأ فى غسل يديه .
ولكن بعد غسل يديه م رة واح دة ،تلح عليه الفك رة م رة أخ رى ،وعليه أن
يغس لها بعدئذ م رات متك ررة ،وإ ال فإنه يش عر ب القلق ال ذى يرتبط ب الفكرة
الحصارية ،وبذلك يدخل المريض فى سلسلة من السلوك الالمعقول ،ويصل
إلى أن يغسل يديه مثالً ثالث م رات ،وفى كل م رة ثالث غس الت ،ثم يشك فى
أن المنشقة التى استخدمها نظيفة ،وهنا يبدأ خوف مرضى آخر (فوبيا) .
-22-
ونحن نجد هنا أن " م ايرجروس " ي رى أن الفك رة الحص ارية هى ال تى
تدفع المريض إلى السلوك القهرى وأن الشك فى نظافة المنشفة هو "فوبيا قذارة"
تترجم عن نفسها فى فكرة حصارية ،تقوم بدورها فى دفع المريض إلى سلوك
قهرى ،وهكذا تتكرر هذه الحلقة سعياً وراء خفض القلق .
أما " محمد عثمان نجاتى " فيستخدم مصطلح البسيكاثينيا مرادفا للعص اب
القهرى وهو يشمل الإلعال القهرية والوساوس والمخاوف المرضية ،ويعرف
العصاب القهرى أو البسيكاثينيا بأنه " مرض نفسى يتميز بتسلط الوساوس ،أو
المخاوف على ذهن المريض ،أو قيام المريض ببعض األفعال والحركات غير
اإلرادية ( .محمد عثمان نجاتى ، 1961ص )208
وه ذا ما ي ذهب إليه "أيزن ك" حين يضع المخ اوف المرض ية بأش كالها
المختلفة واألع راض الحص ارية القهرية واالكتئ اب االس تجابى ( ويس ميه هك ذا
ليم يزه عن ذه ان اله وس االكتئ اب ) تحت اسم الدايس ثيميا ( أو عص اب من
الن وع األول )وي رى أيزنك أن الدايس ثيميا تش تمل على مجموعة من األم راض
تميل أعراض ها للظه ور مع اً فى نفس الش خص ون ادراً ما توجد منفص لة فى
الطبيعة ،كما هى موج ودة فى كتب الطب العقلى ،وغالب اً ما يص حب الطاقة
العصبية واالنفعالية ،بسبب قلق المريض ومخاوفة واكتئابه ،ويميز أيزنك بين
-23-
ه ؤالء المرضى ومرضى " العص اب من الن وع الث انى " ويع نى الهس تيرين
والس يكوباتيين وهو ال ذين يع انون فض الً عما س بق من اض طرابات فى الس لوك
( أيزنك ، 1965ص )99-98ولس نا اآلن بص دد مناقشة تقس يم إيزنك
لألعص بة واألذهنة ،غ ير أنه البد أن نش ير إلى أو وجهة نظر أيزنك وأن ب دت
ص ائبة فى جمع زملة األع راض القهرية (قهر وحص ار وفوبي ا) فإنها تقف
بمفردها فى ضم االكتئاب إلى هذه الفئة من األعصبة .
ومهما يكن من أمر ،فإننا إزاء إجم اع ه ذه اآلراء إلى زملة األع راض
الثالثة ( القهر والحص ار والفوبي ا) تميل إلى الظه ور مع اً ،ينبغى أال يفوتنا أن
مرضى الفوبيا (المخاوف المرضية) ال يعانون فى العادة من أعراض العصاب
القهرى ،فالمريض الذى يخاف من الثعابين أو الفئران أو األماكن المرتفعة أو
الض يقة أو غ ير ذلك ،يعيش حي اة طبيعية ،طالما أنه لم يتع رض للموض وع
المخيف .
" ومن هنا ف إن م ؤتمراً يضم جمعي تى الطب والطب العقلى األمريك تين
ع ام ، 1952ق رر فصل المخ اوف المرض ية عن فئة ردود األفع ال القهرية
الحصارية " .
فلقد ع رف " وارين " العص اب الحص ارى بأنه عص اب نفسى يتم يز
بأفك ار حوازية وش كوك وطق وس قهرية من طبيعة معق دة ( وبحسب التحليل
-24-
النفسى تنتج األع راض وس مات الشخص ية من نك وص ال ش عورى إلى التنظيم
الباكر االستى السادى) .
وقدم " هاريمان " تعريفاً لعصاب القهر على أنه " تبديد للطاقة النفسية فى
سلوك قهرى حصارى " ( .أفعال ال جدوى منها أو أفكار معقولة ) .
وك ذلك ف إن "انجلش وانجلش" يطلق ان على الم رض اسم االس تجابة
الحصارية القهرية ،وبصفاته بأنه "سلوك عصابى ،يرتبط فيه القلق باالنشغال
بأفكار غير مرغوبة (حصار) وبدفعات عنيدة إلى تكرار أفعال معينة المرة تلو
المرة (قهر) ويضيفان أن األحصرة والقهور كان يجرى التميز بينهما فيما سبق
،ولكن من المس لم به اآلن ،أنهما يش كالن زملة واح دة ،أو ط راراً س لوكياً
واحداً .
(انجلش وانجلش )1958وهما فى ذلك يتفق ان مع " ب راون ومننجر " فى
أنه " ال يمكن فصل العص اب القه رى تمام اً عن العص اب الحص ارى ،فعن دما
تتس لط الوس اوس يوجد الس لوك القه رى وفى العص اب القه رى توجد الش كوك
الوسواسية " .
ويق دم " أي دلبرج " تعريف اً للعص اب الحص ارى القه رى م ؤداه أن " ه ذا
العص اب يتم يز بأفك ار وأفع ال متك ررة هى غريبة على األنا ،وتس تخدم ك دفاع
ضد ت أرجح تن اقض الوج دان ،ي ؤدى إلى عجز عن اتخ اذ الق رارات .وتظهر
عند الش خص ش كوك قهرية ،فى ص ورة ع رض أو فى ص ورة س مة لخلق
عص ابى .والش خص فى ه ذه الحالة ال يفهم الداللة الحقيقية ألفك ار وأفعاله
الحصارية ".
-25-
أما "فينخل " فيعرف األفكار الحصارية بأنها " مشتقات حفزات مطرودة
– تنم عن كونها مش تقات بطابعها المص رف ،أى بع دم تناسب االنفع االت
المص احبة لها ،أو ب الجمود ال ذى يطبع التث بيت بها – وه ذه الحف زات أحيانا ما
تك ون قد احتفظت بطابعها كحف زات ،وأحيان اً ما تك ون قد فقدته ،فتتك ون من
مج رد أفك ار ش ديدة ،يتحتم التفك ير فيها ،واس تمرارها العنيد يمثل طاقة فك رة
أخ رى ،هى فك رة ح افزة ،ترتبط بها بالت داعى وس بق كبتها ،والقه ور هى
أحص ره ما ت زال تع اش فى ص ورة ان دفاعات ،والقه ور أيضا مش تقات ،ال
لحاجات غريزية كذلك شدتها تعبر عن شدة الحفزات المكبوتة … ويمكن القول
أن الفكرة الحصارية قد تكون تعبيراً عن رغبه " .
ويميز " فينخل " بين كل األعصبة النفسية من ناحية وبين الحصار والقبر
من ناحية فيقول " فى جميع األعصبة النفسية يعدو تحكم األنا غير كاف نسبياً ،
ففى أع راض التب دين ،تتعطل األنا ،فتح دث أفع ال لم نقصد إليها األنا .أما فى
القه ور وال؛ص رة ،ف إن تحكم فى الحركة لم يتغ ير ،ولكن األنا ،ال تش عر أنها
ح رة فى اس تخدام ق وة التحكم ه ذه ،فعليها أن تس تخدمها انص ياعاً ألمر غ ريب
ص ادر عن عميل أك ثر ق وة ين اقض حكم األنا ،فاألنا مكرهة على أن تفعل أو
تحذف أشياءاً بعينها ،وإ ال فإنها تستشعر تهديدات بأخطار مروعة " .
يلخص شتيكل األعراض العقلية لتسلط األفكار على النحو التالى -:
سيل ال يحد من ارتباطات األفكار … ال يقدر المريض معه على التحكم ()1
فى تسلسل أفكاره خصوصاُ عندما تصبح مرضية .
-26-
رغبة المريض فى تحقيق التركيز الكامل على فكره معينة مع استبعاد ما ()2
عداها –من أفكار .
إض فاء المعقولية على ص راعاته … فكل مش اكل الم ريض وص راعاته ()3
يعبر عنها بشكل عقلى ابريرى لكى تبدو منفصلة عن أسسها االنفعالية .
االس تقطاب :وفى ه ذه الحالة يك ون ل دى الم ريض رأي ان مختلف ان ()4
ومتعارض ان لم يتبل ور أح دهما بحيث يغلب اآلخر .ويظهر اس تقطاب التفك ير
خصوصاً عندما يتعلق األمر بمسائل خلقيه ،ألن ذهن المريض تعتمل فيه ميول
خلقه وأخرى غير خلقيه – دون يستطيع ترجيح هذا الميل أو ذاك .
األفك ار المض ادة :إذا ان دمج الم ريض فى التفك ير – تص احب عملية ()5
تفك يره أراء معاكسة تع وق مج راه مطالبه بص حة مض مون ه ذا التفك ير وملحة
فى إثب ات منطقية فى تركيبه وس ياق عباراته وكث يراً ما يك ون التغلب على ه ذه
األفكار المعاكسة مهمة كبرى ال يقوى على حملها المريض .
االعتق اد فى الق وى الخارقة لألفك ار :إذ أن إليم ان الم ريض بالس حر ()6
والق وى الخارقة تلعب دوراً كب يراً فى عملية تفك يره ،وخاصة إذا اعتقد ب أن ما
يعانيه من مرض عبارة عن سحر أو مس من الجن ( .بتصرف – كمال دسوقى
. )1973
األعراض األكلينيكية -:
ال يع رض الم ريض نفسه على الط بيب إال بعد م دة من المقاومة ،
واعتب اره أن ذلك ض عف ال يس تحق العالج ح تى تن ال منه األع راض ويب دأ فى
المعان اة الش ديدة وهنا يص بح فى ح يرة من أم ره ويس أل المس اعدة ،وقد وج دت
-27-
فى بحث عن الوس واس القه رى فى مصر أن معظم المرضى ي أتون بين سن
30-20بعد فترة من المرض تتراوح من شهور إلى 5سنوات .
وي أتى الم ريض ويش كو من القلق الش ديد ،أو االكتئ اب الن اتج عن
الوس واس القه رى ولكن أحيان اً ما يش كو مباش رة من الوس واس وقد ك انت نس بة
المرضى حسب ش كواهم فى مصر ك اآلتى مع العلم أن كث ير يع انون من م زيج
من القلق واالكتئاب والوسواس .
-28-
خوف Phobia . ()4
-29-
بإلح اح وبق وة وع ادة ما تك ون ه ذه االن دفاعات فى هيئة عدوانية أو انتحارية ،
فيش عر الم ريض بالرغبة فى رفس الم ارة بالش ارع ،أو دفع أخوته من الش رفة،
أو إلق اء نفسه من األدوار العليا أو القط ار أو األت وبيس ،وأحيانا ان دفاعات
مض حكة ،كالغن اء فى المس جد أو الكنس ية أو الض حك فى الجن ازة ،أو ض رب
من أمامه على قف اه ،أو الرغبة الجامحة فى عد وض رب األع داد األحادية أو
الثنائية إلى ما ال نهاية ،وقد تعرض أحد مرضاى لسلسلة من العذاب والسخرية
ج راء الحث المس يطرة أن يعد ش عر ذقنه بعد الحالقة ،وهو يع رف تفاهة ه ذه
الرغبة لدرجة أنه توقف عن الحالقة ،ولكنه ب دأ ينظر فى الم رآة ويعد ش عر
ذقنه الطويل وهو يبكى بكاءاً مرا ساعات طويلة وكلما أخطأ بدأ العد من البداية
،وأص بح ال يس تطيع ال ذهاب إلى كليته ،ح بيس الم نزل والم رآة وذقنه ،وال
يمكن إقناعه بحلقها ،ح تى أن نى اس تعنت بالتخ دير ح تى ال يش عر به ذه الرغبة
الملحة وتمت عملية الحالقة ونقله للمستش فى للعالج ،وأحيان اً يأخذ االن دفاع
طابع اً مختلف اً ،مثل عدم النطق ببعض الحروف ،أو االمتناع عن كتابة بعض
الكلم ات المكونة من ك ذا ح رف ،وقد رفض أحد المرضى العالج عند أحد
األطباء ألن لقبه مكون من خمس حروف .
وك ذلك تلك الس يدة ال تى ك انت تلح عليها الرغبة فى ذبح أبنتها الوحي دة
وأص بحت تع انى من ج راء ه ذا االن دفاع ألنها ال تص دق أنه ممكن التفك ير به ذه
الص ورة وك انت تص رخ أن نى مجنونة اذبح ونى قبل أن أذبحها ،اس جنونى ..
وأصبحت ال تدخل المطبخ وتخاف من رؤية السكين حتى تم عالجها ،ونالحظ
هنا أن الخ وف دائم اً ما يص احب ه ذه االن دفاعات ،فالس يدة تخ اف من المطبخ
والسكين وكذلك هذا الشاب يخاف من األدوار العليا الندفاع إلقاء نفسه ،وذلك
-30-
يخ اف من الج امع ح تى ال يغ نى أو يض حك ،وهك ذا .وأذكر ذلك الح اج ال ذى
ج اء باكيا فى ه دوء يرج ونى تحويله لمستش فى األم راض العقلية ،فرجوته أن
يعطي نى التفاص يل عن ش كواه ،ف رفض بش دة ،ف أخبرنى أنه يس تحق أ ي دخل
المستش فى أو الس جن ،وأن ما بداخله ال يس تطيع أن يب وح به ألى إنس ان ،
واس تمر فى البك اء ح تى أنه ار تمام اً ،وب دأ يع ترف بأنه يعتربه ان دفاع خ بيث
باغتصاب لبنته البالغة من العمر خمس سنوات وكذلك صديقاتها الالتى فى نفس
السن ،وأص بح يبكى رآها وال يعلم وهو الرجل التقى الح اج ال ورع ،ال ذى لم
يفعل س وءاً فى حياته كيف تنتابه ه ذه الرغب ات وال تى ال يمكن أن يق وم بها ،
وب الطبع أفهمته أن ذلك ب الرغم منه ،وأنه حاله ان دفاعات الوس واس القه رى ،
وك ذلك ينت اب الم ريض أحيان اً ان دفعات السب واإلهانة للقيم الدينية واألنبي اء أى
العيب فى الذات اإللهية ،وصور مشينه ومحرجة وجنسية هلل ولألنبياء .
-31-
ح بيس منزله .واألمثلة كث يرة ال تحصى ،وكل م ريض يحت اج كت اب خ اص
لوصف أعراضه وآالمه (.أحمد عكاشة )1992
-3اجترار األفكار-:
وهنا تنت اب الم ريض أفك اراً وأس ئلة وتكهن ات ،وال يمكن اإلجابة عنها
ويح اول التخلص من ه ذه األس ئلة دوى ج دوى كالس ؤال التقلي دى ،خلقنا اهلل ،
إذن من خلق اهلل ؟ وطالما س ألنا أنفس نا ه ذا الس ؤال ثم طردن اه من ذهننا ،
واس تمر كما هو اإليم ان أو اإللح اد ،ولكن ه ذا الم ريض ال يس تطيع ردع ه ذا
الس ؤال أو يتس اءل لم اذا نعيش ،ولم اذا نم وت …؟ وال يحتل تفك يره س وى ه ذا
السؤال ويصبح فريسة اإلجابة عليه ،وال يستطيع القيام بأى نشاط ذهنى آخر .
أو لم اذا ال تحل مش كلة الفقر فى الع الم ؟ أو هل الت اريخ ص حيح أم كله أك اذيب
وقصص تختلق على م دى العص ور ؟ أو هل أنا أعيش أم أنا فى حلم دائم ؟
وأحيانا ما تأخذ ه ذه األفك ار ص ورة أس ئلة ال نهائية غ ير ممكن اإلجابة عنها ،
وأذكر تلك الس يدة البالغة من العمر خمس ين عام اً وال تى ب دأت تفكر فى احتم ال
رض اعتها وزوجها من مرض عة واح دة ومن ثم يك ون ال زواج ب اطال ،وعبث اً
يحاول الزوج إقناعها أن تطرد هذه الفكرة التى هى مقتنعة بعدم صحتها ولكن
دون جدوى ( .أحمد عكاشة )1998 ، 1992 ،
-4المخاوف القهرية -:
ترتبط المخاوف القهرية دائما باألفكار أو الصور واالندفاعات والطقوس
الحركية كما س بق أن ش رحنا ،فتك ون المخ اوف وس يلة لله روب من الموقف
القه رى ال ذى تس ببه األع راض األخ رى ،ف الخوف من الجوامع أو الكن ائس أو
الجن ازات أو المط ابخ هو ث انوى الن دفاعات خاصة بتلك األم اكن ،وك ذلك
-32-
الص ورة القهرية للجثة المتعفنة جعلت الش خص يخ اف من الجل وس بمف رده
وهك ذا ،ولكن ب الطبع توجد المخ اوف القهرية األولية وخصوصا بعض مما
ذكرن اه مع القلق النفسى أو اس تجابة الخ وف من األم اكن المغلقة أو المتس عة
والمرتفعة والمظلمة ،والخوف من الدم ،واألمراض والميكروبات والتلوث ،
ع ادة ما نجد فى حي اة الف رد الخاصة عالقة رمزية بنوعية الخ وف فه ذه الفت اة
ال تى ص دمت فى خطوبتها ب دأت تخ اف من الجل وس على مرح اض ح تى ال
تتع رض للتل وث بالم اء وال ذى يحتمل أن يك ون محمال بالحيوان ات المنوية من
الج يران ومن ثم تص بح ح امالً ،وب الرغم من ثقافة ه ذه الفت اة وعرفتها أن ه ذا
االحتم ال لن يح دث إطالق اً ،إال أن ه ذا س يطر عليها ح تى ب دأت تس تعمل
مرحاضا خ اص بها ،ثم ب دأ الخ وف يتعمم ب أال تلمس رجال ح تى ال تل وث
بالحيوان ات المنوية .وقد لمس ش قيقها ش عر رأس ها ،فأص بحت ال تس تطيع
االستحمام الحتمال وجود الحيوانات المنوية فى شعرها وبالتالى سقوطها على
جس مها إن بلت ش عرها ،وب دأت ال تص افح أحد وال تجلس مع رجل وال تأكل
ألن الخ بز والطع ان قد ت دخل الرج ال فى إع دادهما ،ح تى انع زلت تمام اً
وأصيبت بهزال شديد حتى تم نقلها للمستشفى للعالج ،وهذه السيدة التى تخاف
من الميكروب ات ومن هنا ب دأت فى وضع أوالدها ط وال النه ار فى الحم ام
لالستحمام سواء صيفا أو ش تاءاً مما أثر على صحتهم ثم ب دأت فى غسل كل ما
يقع يدها عليه من تليفون ،وراديو وتليفزيون وكان زوجها يصرخ أمامى بأنها
خ ربت بيته وال يفهم مع نى مرض ها ،ألنها قد حطمت األث اث من ج راء غس يله
ع دة م رات ،وعبثا يح اول إقناعها فتخ بره أنها مقتنعة تمام اً ولكن الخ وف
المسيطر عليها من الميكروبات والتلوث حول حياتها جحيما.
-33-
-5الطقوس الحركية -:
وهى من أك ثر األع راض القهرية ش يوعاً ،وتأخذ هيئة الرغبة الجامحة
المس يطرة للقيتم بحرك ات معق دة معينة للتخلص من إلح اح الخاصة ب ذلك ومن
أشهر األمثلة :
غسيل األيدى مئات المرات أو غسيل الجسم بعد عمليات التبول أو التبرز
أو أثن اء ف ترة الطمث ويوجد بعض مرض اى ممن يمكث ون فى إلم ام ثالث إلى
خمس س اعات متواص لة إلنه اء عملية االغتس ال وب الطبع تنتهى ه ذه العملية
بإنهاك شديد وضياع وقت النهار والشلل االجتماعى عن القيام بأى نشاط آخر ،
فتب دأ المريضة فى غسل ي دها ثم غسل الح وض ،ثم تشك ثانيا فى نظافة ي دها
فتب دأ م رة ثانية وأحيان اً تق وم بعد غسل ي ديها مئ ات الم رات وإ ذا أخط أت تع اود
الكرة ثانياً ،وإ ن جاءت نقطة ماء على مالبسها تخلع المالبس وتغسلها وتحت اج
لالس تحمام لغسل الحم ام أو الب انيو ،ثم تب دأ ثانية فى غسل ي ديها وهك ذا ،وتلك
المريضة ال تى ال تس تطيع أن تص افح أح داً وتمسك كل ش ىء بورقة ح تى ال
تتلوث ،وال تصيبيها أية عدوى .وذلك الذى ال يستطيع القيام من سريره حتى
يجىء وال داه وال ده من اليمين ووالدته من الش مال ويب دأن فى ق راءة بعض س ور
الق رآن وإ ن أخطأ فى الق راءة فيجب عليها أن تعي دا الق راءة م رة أخ رى ويب دأ
يومه بسلسلة من الطقوس والحركات التى يجب أن تنفذ بحذافيرها وإ ال فعليه أن
يبدأ ثانيا .
وك ان ه ذا الط الب غ ير ق ادرا على ال ذهاب إلى كليته أنه عن دما يس تعد
لل نزول يك ون موعد المحاض رات قد انتهى .وتلك الس يدة ال تى يجب أن تفتش
جس مها ص بحاً ومس اءاً عن ظه ور أى أورام خبيثة وأص بحت ه ذه الحرك ات
-34-
تسيطر عليها وال تستطيع البدء فى الخروج أو القيام بأى نشاط قبل البحث عن
ه ذه األورام .بل أن نى أذكر الس يدة ال تى ك انت تن ام فى الب انيو لتنظيف نفس ها
أثناء الطمث وترفض الخروج من المياه حتى تنتهى فترة الطمث مما أدى إلى
أص ابتها بااللته اب الرئ وى ع دة م رات ،وأص بحت ه ذه الطق وس الحركية
القهرية ته دد حالتها الجس مية مما اض طرنا أن نوقف الطمث ص ناعيا .وك ذلك
المريض الذى ال يستطيع السير إال باحثاً عن الحشرات حتى ال يقتلها ،أو الذى
يلمس أعمدة النور أو يتسلق الساللم بطريقة خاصة .وهكذا ….
عالج الوسواس القهرى -:
البد من اس تخدام ش تى أن واع العالج ( النفسى – الط بى – االجتم اعى )
كذلك عمل برنامج عالجى يتضمن كل هذه األنواع من العالجات .
العالج النفسى -:من الممكن اس تخدام العالج النفسى لعالج الوس اوس ㄱ
القهرية وذلك بتكليف الم ريض بممارسة فنية إيق اف التفك ير لكى يتحكم فى
أفكاره المقحمة .
تخفيض مس توى ش دة الص راعات ومس اعدته على اكتس اب الق درة على ㄷ-
التحدث مع نفسه كوسيلة تساعد على تخفيف أفكاره الوسواسية .
على المع الج النفسى أن يعمل على إع ادة ص ياغة أفك ار أو أفع ال الم ريض ㄱ-
الوسواسية ويقنعه لها … .مع متابعة ذلك من خالل الجلسات .
-35-
العالج الطبى -:وهو مهم فى هذا النوع من االضطرابات بجانب العالج ㄱ
النفسى … ويعطى الم رض مجموعة من العق اقير ال تى تح اول كبح جم اح
األفكار أو األفعال التسلطية ومقاومتها .مثال ذلك ( :األنافرانيل ،البروزاك)
-3عصاب الهستيريا Hysteria -:
مقدمة -:الهس تيريا م رض نفسى تظهر فيه األع راض والعالم ات …
وك أن الم ريض يقص دها ليحقق بها ه دفاً ما ،ولكنه ال ي درك كيف تظهر ه ذه
األع راض فى تلك الص ورة إذ أن ذلك يح دث دون وعى منه ودون أن ي درى
كيف حدث ذلك ؟ ولماذا ؟ والغرض األساسى من ظهور أعراض الهستيريا هو
اله رب من القلق الش ديد غ ير المحتمل … وه ذا يجعلنا نق ول ب أن الهس تيريا لها
عالقة وثيقة بالقلق إذ أنه عادة ما تحل محلة فيصبح المريض غير قلق والعكس
صحيح – فقد يظهر القلق متى اختفت أعراض الهستيريا .
تاريخ المرض -:
اش تق المص طلح من لفظة يونانية Hysteraوتع نى ال رحم ،حيث ك ان
ق دماء اليون ان يطلق ون عليه م رض ال رحم ظنا منها أنه يص يب النس اء دون
الرج ال نظ راً النقباض ات ال رحم وتحركاته داخل جسم األن ثى كما س اد االعتق اد
نفسه ل دى المص ريين الق دماء .وقد أطلق على م رض الهس تيريا فى العص ور
الوسطى مرض الشيطان العتقادهم أن أرواحا شريرة تتملك المصابين به .ثم
أخ ذت ه ذه األفك ار تتع دل وتتغ ير بتج دد معرفتنا عن طبيعة ه ذا االض طراب
حيث أعلن " ش ارل لب وا" فى مطلع الق رن الس ابع عشر أنه يص يب ال ذكور
واإلن اث وأن مص دره المخ وليس ال رحم ،ح تى ج اء " ش اركو " خالل الق رن
التاسع عشر ليفسر الهستيريا على أساس أنها استجابة لعوامل نفسية لدى بعض
-36-
األف راد المهي ئين لها ،وأف اض من بع ده تلمي ذة "جانيه " فى تن اول ه ذه العوامل
النفسية ،ثم تبعه " فرويد وبروير" وركزا على عالج الهستيريا باستخدام طرق
التنويم والتداعى الحر فضال عن تفسيرها فى إطار المقوالت الفرويدية ( .أحمد
عكاشة )164– 161 : 1992 ،
وينظر إلى الهستيريا على أنها تعبير عن استجابة الفرد بشكل ال ش عورى
ه روبى من الش دائد والض غوط واإلجه ادات والص راعات ال تى يعانيها ،بحيث
تتح ول ه ذه الض غوط والص راعات إلى خلل فى أعص اب الحس أو الحركة أو
األحش اء ال يك ون له أس اس من تلف عض وى أو فس يولوجى ،وقد تأخذ ش كالً
تفككيا كفق دان ال ذاكرة … وهى تش يع ل دى األطف ال والم راهقين لع دم نض وج
الجهاز العصبى وكذلك فى مرحلة الشيخوخة التى يأخذ الجهاز العصبى خاللها
فى الض مور ،كما تح دث ل دى أف راد الجنس ين وأن ك انت نس بة ش يوعها ل دى
اإلناث أعلى من مثيلتها لدى الذكور .
-37-
أع راض ه ذا الس لوك على أنها ب دائل للقلق ف إن ظه رت يص بح الف رد غ ير قلق اً
والعكس صحيح .
أنواع الهستيريا وأعراضها -:تصنف الهستيريا إلى نوعين هما :
وتتح ول فيها الض غوط النفس ية والمكبوت ات والقلق وما ي ترتب على ذلك
كله من اض طراب انفع الى بش كل ال ش عورى إلى أع راض جس مية غريبة تتخذ
من أحد أعضاء الحس أو الحرمة أو األحشاء مركزا لها ،ودون أن يكون لذلك
س بب عض وى أو فس يولوجى ،ويعد ه ذا التحويل وما ي ترتب عليه من خلل أو
أعراض بمثابة حل رمزى لصراعات المريض .
أع33راض حركية Paralysis -:فى أحد األط راف أو الش لل النص فى ()i
،الرعشة أو الكامل ،فق دان الص وت أو الخ رس الهس تيرى Aphonia
وارتج اف األط راف غ ير المنتظم ،اللزم ات أو النفض ات الحركية Ticsال تى
تبدو من خالل تقلصات عضالت الوجه أو حركات اليدين أو األكتاف أو الرقبة
أو ارتع اش جف ون العي نين أو مداومة ض بط المالبس كرابطة العنق مثالً ،
النوب ات الهس تيرية ال تى ت تراوح ش دتها بين إغم اءات بس يطة وهيج ان عص بى
تيرية ، غط نفسى أو أزمة انفعالية ،والغيبوبة الهس ديد يعقب ض ش
واالض طرابات الجلدية ،والج وال الهس تيرى Gaitsأو الس ير كما لو ك ان
المريض تحت تأثير مسكرات أو مخدرات .
-38-
أع33راض حاس33ية -:ك العمى الهس تيرى والصم الهس تيرى وفق دان الشم ()ii
والت ذوق الهس تيرى واأللم الحاسى الهس تيرى وفق دان الحساس ية الجلدية فى
منطقة جسمية أو أكثر ،والخدار الهستيرى أو انعدام الحساسية العامة .
أع33راض حش33وية -:كفق دان الش هية ،والص داع ،والش عور بالغثي ان ، ()iii
والقئ الهستيرى ،الحمل الكاذب .
أع33راض أخ33رى -:كاض طراب ال وعى ،والطفلية الهس تيرية ومنها أن ()iv
يتحدث المريض كاألطفال مثال ،والسعال الهستيرى ،والبرود الجنسى.
ويذكر " دانييل الجاش " أن الصراع فى الهستيريا التحولية يأخذ صورة
أعراض جسمية تكون بمثابة تحقيق بديل عن رغبات ال شعورية … .وأن كل
ع رض منها إنما يحمل مع نى يمكن تفس يره ،ف العمى الهس تيرى قد يغ نى " ال
أريد أن أرى " كما أن اس تحالة المشى أو ص عوبته معن اه " أريد أن أذهب إلى
أم اكن محرمة … ولكن ال أفعل ه ذا فلن أذهب إلى أى مك ان " ( .الج اش
. )146 : 1979
وهكذا فإن لكل عرض معناه فى إطار حالة المريض والظروف التى نشأ
فيها أو يواجهها ،فالغيبوبة الهستيرية لدى ط الب يعانى من ضغوط وتشديدات
والديه على ض رورة الحص ول على مجم وع مرتفع قد تع نى اله روب من قلق
االمتح ان والتش ديد الزائد من قبل الوال دين على التف وق .والقئ الهس تيرى ل دى
فت اه جامعية مثال قد يك ون حال رمزيا لص راعها الش ديد بين رغبتها فى ال زواج
والحمل ،ورفض ها لفك رة ال زواج عن دما تكرهها األس رة عن وه على االرتب اط
بش اب ال تميل إليه أو لتخوفها من الحي اة الزوجية أو النش غالها بالدراسة ،كما
-39-
أن الش لل الهس تيرى ال ذى ربما يح دث فى اليد اليم نى لمراهق أو ش اب مثال قد
يك ون تعب يرا عن ص راعه الش ديد بين إلح اح ال دافع الغري زى الجنسى ومن ثم
رية من ناحية ،والموانع الدينية واألخالقية ادة الس نزوعه إلى ممارسة الع
وت أنيب الض مير الن اجم عنها من ناحية أخ رى .والمثل أيضا ف إن الص مم أو
العمى الهستيرى قد يكون تعبيرا رمزيا عن سخطنا ونفورنا واحتجاجنا على ما
نس معه أو ن راه من مش اهد مؤذية لمش اعرنا أو خادشة لكرامتنا ومفهومنا عن
ذواتنا … وهكذا .
وتت داخل أع راض الهس تيريا التحولية مع أع راض بعض األم راض
العض وية والنفس ية والعقلية األخ رى كالش لل العض وى ،الص راع ،والص مم
العضوى ،والفصام ،واالكتئاب … لذا يذكر ( عمر شاهين – يحيى الرخاوى
) 143 : 1977
بيهاتها الناتجة عن تيرية يمكن تمييزها عن ش اهر الهس أن المظ
اضطرابات جسمية عضوية بما يلى :
عندما تتفق مع الوصف العلمى الدقيق األصلى للمرض العضوى المشابه ()i
.
أن ش دتها تتب اين أى تختلف ق وة وض عفا فى ف ترة قص يرة ،فاإلحس اس قد ()ii
يكون شديداً فى لحظة ما وبعده بدقائق يصبح طفيف اً ،كما أنه فى حالة هستيرية
كفق دان الص وت واإلحج ام ال ش عوريا عن الكالم ،قد يس تجيب الم ريض عن دما
يطلب إليه أن يكح أو يسعل .
-40-
أن ه ذه األع راض يمكن تغييرها ل دى الم ريض باإليح اء أثن اء عملية ()iii
الفحص إذ يمكن زي ادة المس احة الجلدية لفقد اإلحس اس مثالً أو نقلها قليل عن
موضعها األول .
أن شخص ية الم ريض ودراسة حالته وظ روف حياته وبيئته تفسر كث يرا ()iv
من هذه األعراض وتعيننا على التحقق من مصدرها الحقيقى .
الهستيريا التفككية Dissociative -:
عن دما يحت دم الص راع ويش تد القلق بحيث ال يطيقه الف رد ف إن تنظيم
الشخصية ووظائفها ينزعان إلى التفكك واالنفصال بحيث تبدو هذه األجزاء أو
الوظ ائف كما لو ك انت تعمل مس تقلة عن بعض ها البعض ،كوس يلة لحماية
اإلنس ان عن طريق إنه اء الص راع مؤقت اً وما ينجم عنه أو ما يصاحبه من توتر
وقلق .ومن المظاهر اإلكلينيكية للهستيريا التفككية ما يلى :
حيث يفقد الم ريض ذاكرته بالنس بة لخ برات أو أح داث أليمة خاصة
مكبوتة وعن دما يواجه موقفا فى حياته يستش ير تلك الخ برات ،ت نزع ذاكرته
وبشكل فجائى إلى التعطل وذلك لتجنب ما ينشأ عنها من توتر وقلق وقد يستمر
ه ذا الفق دان لس اعات مح دودة أو أي ام وق د= يس تمر ش هورا ،وربما يتمكن
الم ريض من ت ذكر ما قبل ه ذه الخ برات وما بع دها ،في أتى الفقد على ش كل
فج وات وقد يمتد فيش مل أح داث ف ترة زمنية طويلة ،ومن ص ور اض طراب
الذاكرة عند الهستيريين تزييف الوقائع وإ عطاء تفاصيل كاذبة عن أحداث وقعت
-41-
فعالً ،وقد يلفق الم ريض كث يرا من القصص الوهمية من خياله منا لو ك انت
واقعية دون قصد أو دراية .
حيث ينفصل خالله الجه از الح ركى عن بقية األجه زة فيس ير الم ريض
خالل نومه لفترة قصيرة يعود بعدها للنوم ،وقد يمارس أثناء مشيه سلوكا معقدا
أو بس يطا وربما ع دوانيا الس تحالة قيامه ب ذلك أثن اء اليقظة ،إال أن يك ون خالل
تلك الحالة على عالقة ض عيفة بما يحيط به ،وعن دما يص حو من نومه فإنه ال
يت ذكر ش يئا مما فعله .ويش يع ه ذا االض طرابات ل دى األطف ال أك ثر منه ل دى
البالغين .
وفى ه ذه الحالة ال يفقد الم ريض ذاكرته بالنس بة لحياته الس ابقة وإ نما
يخ رج من عمله أو مس كنه على غ ير ه دى لف ترة قص يرة أو طويلة يتخذ فيها
هوية جدي دة وحي اة جدي دة ( قد يعمل فى وظيفة ما أو ي تزوج من جديد …الخ).
وعندما تعود له ذاته الحقيقية يدهش ويكاد ال يدرى مما فعله شيئا يذكر .
-42-
ونمط سلوكها وعالقاتها ،أما فى حاالت الفصام فتظل شخصية المفصوم واحدة
لكنها تكون منقسمة على نفسها وغير متماسكة وال مترابطة.
جدير بالذكر أن األعراض الهستيرية ربما تكون مؤقتة وتزول نهائيا بعد
ذلك ،لكنها ربما تس تمر ل دى الشخص ية الهس تيرية أساسا ،وقد تك ون أعراض اً
ثانوية لبعض أم راض عقلية أخ رى كانفص ام الشخص ية واالكتئ اب وتص لب
شرايين المخ .
أسباب الهستيريا -:
أسباب وراثية -:ذات تأثير محدود . ()1
أس333باب شخص333ية :ته يئ لظه ور الم رض ترجع إلى طبيعة الف رد قبل ()2
مرضه غالبا ما تتركز فى خصائص ما يسمى بالشخصية الهستيرية التى سبق
ذكرها .
أس33باب نفس33ية :كالص راع النفسى الش ديد بيت الغرائز – خاصة ال دفعات ()3
الجنسية والمعايير االجتماعية ،اإلحباطات والشعور بالعجز والفشل فى تحقيق
األه داف ،الض غوط االنفعالية واالجتماعية الناتجة عن المش كالت األس رية
والعاطفية وما ي ترتب عن كل ذلك من حرم ان وقلق واض طراب ،والتن اقض
الوجدانى .
اإليحاء والتقليد :ال سيما إذا كان أحد الوالدين ذو شخصية هستيرية .
-43-
وبينما يحصر " فرويد " الهستيريا فى كونها ترجع إلى صراعات جنسية
ذات ش حنات انفعالية مكبوتة تنفس أو تع بر عن نفس ها من خالل أع راض تب دو
جس مية ،ف إن الس لوكيون يربط ون الهس تيرية بض عاف القش رة اللحائية
المص حوب بتفكك ما أس ماه " ب افلوف " بالنظ ام اإلرش ادى الث انى مما ي ؤدى إلى
أن تنفس الغرائز كبتها فى اس تجابات دفاعية س لبية ربما تأخذ ش كل اإلث ارة
الحركية _ كنوبة ارتعاش – أو شكل كف حركى (كغيبوبة هستيرية).
-44-
الهس تيريا المزمنة ،ك ذلك يص اب الم ريض بالش لل العض وى باض طرابات فى
التبول مع احتمال حدوث بعض القرح والتقيحات فى الجسم نظرا لعدم الحركة
،وهذا ما ال يحدث فى الشلل الهستيرى .
ومن الح االت الش هيرة فى ه ذا المج ال وال تى ق ام بدراس تها " فرويد "
دراسة مستفيضة فى حالة اآلنسة " دورا " وال تى دلل بها فرويد على أس باب
األعراض .
وخالصة هذه الحالة أن الفتاة " دورا " كانت تحب طالبا يدرس الطب فى
(فينا) وعدها بالزواج عندما يتخرج من كلية الطب ‘ال أنه بعد أن تخرج لم يف
بوع ده ،وك ان ينتحل المع اذير لع دم إتم ام ال زواج ،وعلى ال رغم من ذلك ف إن
الفت اة ك انت على اتص ال به وه ذا ما أدى أهلها إلى تح ذيرها ألن س لوكها ك ان
موضع نقد ،وفجأة أصيبت الفتاة بالشلل فى ذراعها ،ولم توجد إصابة عضوية
بال ذراع ،وك ان تفس ير اإلص ابة بالش لل حسب نظرية " فروي د" أن الش لل ال ذى
ح دث للفت اة هو الن وع الهس تيرى بس بب الص راع الش ديد بين ال ذات العليا ال تى
كانت توحى للفتاة بإطاعة أهلها والخضوع لرأيهم عن عدم الكتابة لذلك الشاب ،
وبين النزع ات ال تى ك انت تش عر بها ورغبتها فى ال زواج منه ،وقد انتهى
الصراع بالشلل الذى أراح الفتاة ومنعها من الصراعات التى كانت تعانيها .
-45-
وتب دأ ب أن يقع الم ريض على األرض دون أى أذى وتتش نج أطرافه ،ولكنه ال
يتغ ير لونه ،وإ ن لمسة أحد فإنه يث ور ويتهيج ويكسر ما حوله ،ويخبط برجليه
فى األرض ثم يفيق بعد ذلك فى حالة س وية س ليمة – فال تص يب إال يض رر
بس يط وت أتى غالبا أثر انفع ال وه ذه النوبة الهس تيرية من أك ثر األع راض
الهس تيرية ش يوعا وخصوصا فى الشخص يات الهس تيرية ،ويجب التم يز بين
النوبة الهستيرية والصرعية لتقديم العالج لكل حالة .
ويفرق " أحمد عكاشة " بين النوبة الهستيرية والصرعية فى التالى : ㄱ
النوبة الهس تيرية تتم يز بالص راع العقلى واالنفع الى ،وال يص حبها أى
تلف فى المخ – عكس النوبة الصرعية التى تنشأ من انعدام التوافق فى المراكز
المخية .
ال ي ؤذى الم ريض نفسه أثن اء النوبة الهس تيرية – كما يح دث فى النوبة
الصرعية من عض اللسان ،وقطع الشفة ،وكسر بعض األسنان أو العظام ،أو
الوقوع على آلة حادة وأصابت المريض .
ن ادرا ما يتب ول الم ريض على نفسه فى النوبة الهس تيرية – ولكنها ما
تحدث فى الصرعية .
-46-
( )2العمى الكلى . العمى الجزئى . ()1
أما العمى الج زئى :فإننا نالحظ فى ه ذه الح االت اض طرابات األبص ار ㄱ
تكون فى ناحية معينة بالذات نجد مثالً :المريض يستطيع أن يقرأ كتاب اً ،ولكنه
ال يس تطيع أن ي رى ش خص معين ،أو يعجز عن رؤيا طريقة إلى العمل أو
المنزل .
أما العمى الكلى :فقد يص يب عين واح دة أو العي نين مع اً ،ويك ون ذلك ㄴ
بش كل فج ائى والم ريض ب العمى الهس تيرى يلجأ إلى تلك الوس يلة ليتجنب
الص عوبات والعوائق ال تى تعترضه فى موقف معين يتصف بالحساس ية الش ديدة
تجاهه فيفقد القدرة على الرؤية دون وجود أى سبب تشريحى أو عضوى يفسر
ذلك .
ومث ال ذلك :ام رأة فق دت بص رها بعد رؤية زوجها فى وضع مخ زى مع ㄱ
ام رأة أخ رى ،فأص ابها العمى كحيلة ال ش عورية من حيل األنا للحف اظ على
عالقتها بزوجها ،وثمة ملحوظة إكلينيكية أنه يص احب العمى الهس تيري فق دان
ذاكرة للموقف المسبب للصدمة االنفعالية ،وهذا دليل على عدم كفاءة األنا ل دى
المريض الذى يود أن يصاب بهذا المرض على أن يواجه مشاكله الحقيقية .
ويكثر العمى الهستيرى لدى الجنود فى الحرب أثر انفجار قنابل ويكون
ذلك بش كل فج ائى كن وع من اله روب من ه ذه المواقف المؤلفة ال تى يف رون بها
ليتجنبوا الصعوبات والعوائق التى قد تعتريهم .
-47-
أما فق دان ال ذاكرة الج زئى :فيتمثل فى نس يان ج زء معين من حي اة
المصاب فقد ينسى كل الظروف المزعجة التى سبقت مباشرة ظهور الهستيريا
لديه ،وقد ينسى فترة معينة من طفولته ،أو لشىء ما ارتبط بانفعال قوى .
ونس تطيع أن نوضح فق دان ال ذاكرة الكامل بالمث ال الت الى { نقال عن
مصطفى فهمة : } 19
-48-
وقد يك ون إما جزئيا أو ك امال ،ويعت بر ه ذا الع رض المرضى وس يلة
لتعبير عن عدم الرضا ،وللفت انتباه اآلخرين وإ شعارهم بالقلق على المصاب ،
ونتيجة لالضطرابات االنفعالية التى يعانيها المريض فيحجب عن الطعام كنوع
من االحتجاج على تصرفات اآلخرين ،وقد تزداد الحالة مما سبب خطرا على
الم ريض نتيجة لرفضه تماما للطع ام ،ويك ثر ه ذا الن وع من األع راض
الهستيرية عند المراهقات الالتى يحاولن حل مشاكلهن بهذا العرض ،فعندما ال
تجد الفت اة طريقة مباش رة لتحقيق غرض ها فتع بر عن ثورتها تج اه أهلها به ذه
األعراض وهذا يعد وسيلة ال شعورية لتحقيق غرض معين بطريقة غير سويه
،ويعتبر األطباء أن هذه األعراض نوع من االنتحار البطىء .وتحدث أحيانا
أعراض على النقيض من األعراض السابقة وهى ما تسمى " بالشهية الزائدة "
وتك ون على ش كل ش هية زائ دة عن الحد عن الحد ،وملفتة للنظر ،وعلى غ ير
الع ادة بالنس بة للف رد المص اب ،وتعت بر ه ذه الحالة المرض ية حالة من ح االت
الهستيريا االنفعالية التى يعانيها الفرد .
ثانيا :األعراض العقلية -:
قد ذكرنا من قبل فق دان ال ذاكرة بأنواعه الكلى أو الج زئى ،ك ذلك أش رنا
إلى المشى أثناء النوم وهما يعدان من ضمن األعراض العقلية لعصاب الهستريا
،وسنكمل األعراض العقلية بما يلى :
-49-
ف إذا ما انتبه إلى نفسه تس اءل أين هو وكيف وصل إلى ه ذا المك ان ،إن
هروبه من مك ان إقامته ش كل من أش كال اله روب من الظ رف المقلق ال ذى ك ان
ينطوى عليه ذلك المكان ونسيانه للماضى بعد عملية كبت عميقة .
أن شروده يمكن أن يكون لس اعات ،ويمكن أن يمتد عدة سنوات وكثيرا
ما يظهر فى المك ان الجديد غ ير مهتم بما ك ان عليه من قبل ح تى يس تفيق إلى
ظرفه الجديد بتأثير مناسبة عارضة أو حادثة شديدة الوقع .
ازدواج الشخص33ية -:ازدواج الشخص ية حالة يعيش فيها الم ريض ف ترة ㄱ
بشخصية ذات شعور وسمات وسلوك ومظاهر معينة ،ثم يعيش فى فترة أخرى
بشخصية مغايرة لألولى فى كثير من صفاتها ،ثم يعود للشخصية األولى وهكذا
،وفى أغلب الح االت ينسى الم ريض فى اللحظة الراهنة ما يتعلق بالشخص ية
األخ رى ،كما يغلب أن يعيش الم ريض معظم ال وقت بإح دى الشخص يتين
( وهى شخص يته العادية األص لية ،بينما يك ون ظه ور الشخص ية األخ رى فى
فترات نادرة …) .
أن الشخص ية المزدوجة ح الى من ح االت الهس تيريا نطهر وتتط ور ك رد
فعل لما يش عر به الم ريض من قلق ،أو يعت بر ازدواج الشخص ية وس يلة يعت دى
بها الف رد على نفسه ال ش عوريا كوس يلة للعق اب ولتخليص نفسه من حالة القلق
بعد صراع معين ،وذلك أن المريض يعاقب نفسه على جرمه ال شعوريا عندما
يسجن شخصيته األولى ويمنعها من االستمتاع جزاء سلوكها فى الحياة .ثم أن
ازدواج الشخص ية يعت بر وس يلة هروبية ،كما أنه يجعل الم ريض مركز عناية
فهو وسيلة لجذب انتباه اآلخرين إليه .
-50-
يذكر " مصطفى فهمى " ( … ..أن المريض بازدواج الشخصية يستفيد
من عملي تين ال ش عورتين هما :الع زل الزائد ألنه يس تبعد كل شخص يته القديمة
بأكملها ،والكبت الزائد ألن إح دى الشخص يتين تكتب عن طريق النس يان كل
خبرات الشخصية األولى ويمحوها من ذاكرة المريض ) .
عالج الهستيريا -:
العالج النفسى :وهو أهم أن واع العالج فى ه ذا الم رض وينبغى أن ()1
ن درك أن اإليح اء فحسب قد يزيل الع رض ولكنه ال يغ ير طريقة التفاعل
لصعوبات الحياة … .ولذا ينبغى أن يكون العالج أكثر عمقا ويهدف إلى تط وير
الشخصية ككل حتى يستطيع المريض أن يواجه صعوبات الحياة بمنطق الواقع
ال الهروب والتمسك بالمرض لتحقيق المكاسب وقد يستخدم المع الج النفسى هنا
شتى أساليب العالج النفسى كالعالج السلوكى ( العالج بالتنفير إلزالة العرض )
والعالج باستخدام التحلل النفسى وغيرها .
العالج البي33ئى االجتم33اعى :ويه دف ه ذا الن وع من العالج بتع ديل الظ روف البيئية
ال تى يعيش فيها الم ريض ق در اإلمك ان ،ومحاولة التخفيف من الض غوط ال تى
يتع رض لها وال تى ربما تك ون هى الس بب فى ظه ور األع راض ،وك ذلك فى
بعض الح االت نض طر إلى إبع اد الم ريض عن الجو ال ذى تس بب فى ح دوث
الم رض بعض ال وقت ح تى يتمكن المع الج من تط وير الشخص ية وجعلها ق ادرة
على المواجهة والتفاعل والتعايش .
-4االكتئاب العصابى -:
-51-
مقدمة - :يعتبر االكتئاب منى أكثر األمراض النفسية شيوعاً هذه األيام
… وما من ش خص منا إال وأتت عليه لحظ ات فى حياته ش عر فيها ب الحزن
والض ياع ( أزمة ما – فق دان عزي ز.. -الخ ) ومثل ه ذا الش عور نج ده يس يطر
على البعض بصورة أقوى ولفترة أطول مما هو معتاد – لذا تسمى هؤالء بأنهم
مصابون باالكتئاب .
أما ما يسمى باالكتئاب المرضى فهو عادة يتميز بأربع خصائص هى:
أكثر حدة . ()1
يستمر لفترات طويلة . ()2
األسباب التى تثيره قد ال تكون واضحة أو متميزة بالشكل الذى نراه عند ()4
الغالبية العظمى من الناس ( .عبد الستار إبراهيم )1998
-52-
أما إذا اس تمر االكتئ اب ح تى بعد زوال ف ترة الح داد ( أس بوعين أو أك ثر)
فهنا يمكن تس ميته باالكتئ اب العص ابى ال ذى يتم يز عن االكتئ اب الع ادى :
باض طراب الم زاج – مش اعر النكد – الي أس – اختالطه بم زيج من األع راض
العص ابية األخ رى ( القلق – الخ وف من المس تقبل – مش اعر التهديد
واإلحباط) .
كذلك يحدث االكتئاب فى أحيان كثيرة من فترة إلى أخرى من حياة الفرد
دون وج ود أس باب خارجية واض حة – وه ذا ما نس ميه باالكتئ اب ال داخلى وهو
أشد خطراً من النوع االستجابى .
وإ ذا أردنا أن نتحدث عن االكتئاب فإننا نحتاج إلى مجلدات ولكن سنكتفى
هنا بإش ارات بسيطة عن أسبابه وأعراضه وبعض من النظري ات المفسرة له ثم
عالجه .
-53-
فيها الم زاج العكر والتش اؤم ،والش عور ب الهبوط ،والعجز ،بطء عملي ات
التفك ير وبطء الت ذكر ،وانتق اء ال ذكريات الحزينة والمهنية .ما ك ان يس رنا
باألمس القريب لم يعد اليوم يحمل إال مشاعر األسى والحزن .بعبارة أخرى ،
يع بر االكتئ اب عن كل تلك اآلالم النفس ية والجس مية والمنغص ات ال تى تمضى
عليها األيام والشهور :هذا هو االكتئاب المرضى ،الذى أصبح اليوم باإلمكان
التعرف عليه ،وعالجه نفسيا بكفاءة عالية .
ومع ذلك فإن التعرف على االكتئاب وتحديد عناصره ال يكون دائما سهال
،وذلك بس بب تقنعه ب أعراض ،وأم راض جس مية أخ رى ال يحد الط بيب لها
تفس يرا عض ويا يس اعده على عالجها .وله ذا ليس من الن ادر أن يلجأ الم ريض
لالكتئاب .
أوال -كما لجأ " عمر الحم زاوى " فى رواية " الش حاذ " :رائعة نجيب
محفوظ المعروفة – إلى األصدقاء المقربين شاكيا من الخمود والكسل ،والعجز
عن الن وم ،ونقص ال وزن .بعب ارة أخ رى ،يمكن أن يأخذ االكتئ اب فى البداية
ش كل أع راض وأم راض جس مية أخ رى كالص داع ،وفق دان الش هية ،
واض طرابات الن وم وآالم العض الت ،واض طرابات المع دة .وت زداد المش كلة
تعقيدا عندما يكون االكتئاب مصحوباً بأمراض نفسية وجسمية أخرى مستقلة.
ولهذا نجد أن المهتمين بحقل الصحة النفسية يولون جزءاً كبيراً من اهتماماتهم
للتعرف على االكتئاب ،باكتشاف مختلف الطرق واألدوات المالئمة لتشخيصه
.
-54-
وع ادة يتب نى الع املون بحقل الص حة النفس ية والعقلية ،طريق تين فى
التعرف على االكتئاب بمعناه المرضى والمتميز إكلينيكيا :
-55-
نظريات االكتئاب -:
تع ددت النظري ات النفس ية ال تى تن اولت االكتئ اب ،ويح اول الب احث من
خالل ه ذا الفصل ع رض بعض النظري ات ح تى تص بح الص ورة مكتملة ح ول
مفهوم االكتئاب .
أوال :النظريات القديمة -:
لقد أتى وصف االكتئ اب فى معظم التق ارير الطبية القديمة ،ففى ع ام
أربعمائة قبل الميالد ق دم " هيب وقراط " مقالة عم المالينخوليا وهو عب ارة هن
المص طلح الق ديم لمفه وم االكتئ اب .ولقد أش ار " هيب وقراط " إلى أن االكتئ اب
م رض عقلى مثل الص رع ،اله وس ،وجن ون العظمة .والمع نى الح رفى
(للمالينخولي ا) هو سوء الطبع األسود الذى يتحرك نحو المخ فيس بب المرض .
وقد بين " أرس طو " (ع ام 370قبل الميالد) إلى أن المالينخوليا موج ودة عند
المفك رين والش عراء والفن انين والحك ام ز ويتسم م رض المالينخوليا كما أش ار "
أرت وس " ( ع ام 80بعد الميالد )بمجموعة من الخص ائص النفس ية اآلتية :
القلق ،والحزن ،والمعاناة من األرق وقلة النوم ،والشعور بالرعب والفزع ،
والرغبة فى الموت .
-56-
ويعت بر " ك ربلين " ع ام ( )1921أول من ف رق بين العديد من األم راض
مثل :الهوس ،المالينخوليا ،وقد استطاع أن يقدم وصفا إكلينيكا رائع اً كل نوع
من أنواع هذه األمراض .
فعلى سبيل المثال :فقد استطاع أن يميز الجنون االكتئابى – الهوس عن
بقية األمراض األخرى .كما أوضح كرابلين أن هذا المرض وراثى .وبالرغم
من أنه زواج بين اله وس واالكتئ اب إال أنهما ال يح دثان مع اً ،فاالكتئ اب
عرضى منفصل تماما عن الهوس .
ثانيا :النظريات النفسى – دينامية -:
أش ار " ك ارل إبراه ام " ( ع ام )1911أن البغض والض غينة هو من أهم
المش اعر الس ائدة عن الف رد المك تئب ،ونظ را ألن مش اعر البغض والحقد
والكراهية غ ير مقبولة عند الف رد ،ل ذا يح اول أن يكتب مثل ه ذه المش اعر ثم
يس قطها ،ويش عر الف رد ب البغض والكراهية من قبل اآلخ رين ثم ي أتى بعد ذلك
االعتق اد بأنه منب وذ بس بب نقائصه وعيوبه الفطرية ومن ثم يص بح مكتئبا .ولقد
وجد إبراه ام من خالل دراس اته العديد من ال دالئل على العدائية المكبوتة فى
أحالم المكتئ بين اإلجرامية كما أنهم يح اولون االنتق ام من اآلخ رين .وال يح اول
المرضى باالكتئاب أن يعزون دفاعاتهم إلى الحزن ولكن إلى عيوبهم الشخصية
.وهم يعانون األعراض المازوخية والشعور بالذنب ،ويحاولون دائما إرضاء
ميل الالشعور إلى إنكار الحياة .
ولقد ص اغ " فرويد " التفس ير األساسى للتحليل النفسى لمفه وم االكتئ اب
وقد ق ارون بين المالينخوليا ب الخطوات العادية للح داد والح زن على أمل أن ه ذه
-57-
المقارنة ربما تس اعدنا على وصف المالينخوليا كم رض نفسى .فعن دما يفقد
ف رد ما موض وع ما محبا إلى ذاته فإنه يس حب عواطفه الليبيدية على الموض وع
ألن شدة العاطفة بالموضوع قوية جدا ،لذا فإن األنا يقبل بطء حقيقة فقدانه .لذا
ف إن المالينخوليا طبقا لنظرية فرويد تح دث عن دما ال يك ون هن اك فق دان
لموض وع واضح .وقد وجد فرويد أنه من الغ ريب أن الح زين يعتقد أن
الموض وع خ ارجى عن ذاته قد فقد ،ولكن الف رد المالينخوليا يح دد فق دان ه ذا
الشئ من خالل ذاته .وأش ار فرويد أن الف رد عن دما يفقد موض وعا محبا إلى
ذاته فبدال من أن تتجه الطاقة الليبيدية نحو موضوع آخر فإنها تتجه نحو األنا .
وتس تخدم الطاقة الليبيدية المتح ررة فى توجد األنا مع الموض وع المفق ود
عن طريق اإليح اء ل ذا األنا ال تس تطيع أن توجه الل وم أو النقد إلى نفس ها
كموض وع وعن طريق تع ويض التوحد مع الموض وع المحب ،ف إن الم ريض
يرتد إلى المرحلة الفمية لليب دو حيث أن الطفل ال يس تطيع أن يف رق بين نفسه
وبين بيئته .كما أن هن اك العديد من العالق ات المرتبطة بالموض وع تك ون
متناقصة وج دانيا وبس بب ه ذا التن اقض الوج دانى ف إن ج زء من الطاقة الليبيدية
تتحرر من الطاقة النفسية المرتبطة بالموضوع لتعزيز الحزن نحو الذات .
ثالثا -:النظريات األحادية والثنائية -:
النظرية األحادية :وت ؤمن ه ذه النظرية بوح دة األم راض الوجدانية ، ()i
وع دم اختالفها إال فى ش دة األع راض ،ورائد ه ذه النظرية " أوب رى ل ويس "
( عام )1966نقال عن { أحمد عكاشة ، 1980ص ، }211والذى يؤمن أن
االكتئ اب يزخر ب أعراض مختلفة ،تتب اين فى الكم وليست فى الكيف .وأنه ال
يوجد ما يسمى باالكتئاب النفسى أو العصابى أو الخارجى مستقال عن االكتئاب
-58-
العقلى أو ال ذهانى أو ال داخلى ،وأن الف ارق الوحيد بينهما هو تعقيد وش دة
يولوجيا وبيولوجيا راض األكلينيكية ،وأنه ال يوجد اآلن ما يثبت فس األع
اختالف ه ذين الن وعين من الم رض ،وأن االكتئ اب ال داخلى أحيانا ما تس ببه
عوامل خارجية ،وك ذلك كث يرا ما تك ون مس ببات االكتئ اب النفسى الخ ارجى
ضعيفة بل وأضاف لويس أن القلق النفسى ما هو إال أحد مظاهر االكتئاب ،وال
يصح فصله عن االضطرابات الوجدانية بل يجب مناقشته مع هذه األمراض .
النظرية الثنائية :يعتقد معظم أطباء النفس فى هذه النظرية أن االكتئاب نوعان
-:
-59-
أطباء النفس الفينومينولوجيين يرون فى اضطراب الزمانية ( ويقصد به الزمن
المعاش ال الزمن المحسوب بالدقائق والساعات ) … مفتاح االكتئاب .
خامسا ً :النظرية البيوكيميائية :
اكتشف عق ار أيبروينازيد المض اد لالكتئ اب فى الخمس ينات وال ذى ك ان
يستخدم فى عالج الدرن .وقد قامت بعد ذلك نظرية – بناء على تجربة قام بها
" س يكتور " { ع ام }1963نقال عن مص طفى زي ور (ب،ت ،ص … )25أن
هذا العقار يعمل كمثبط لخميرة المونوامين اكسيداز وخاصة أمينات الكاتيكول ،
وتش مل النورادرني الين وال دوبامين ال ذى منه النورادرين الين .وقد ت بين من
التج ارب البيوكيميائية أن ال دوبامين يتخلق ب دوره من ال دوبا ،وه ذه تتخلق من
ميتابوليا من األمين األح ادى المس مى بالتيروس ين وقد ت بين أيضا من التج ارب
أن التيروس ين وال دوبا ،ي زيالن الكآبة التجريبية ال تى تس ببها م ادة ال رزربين
وهك ذا انتهى إلى أمين ات الك اتيكول يمكن اعتبارها الخلفية البيوكيميائية
النفعاالت االكتئاب والمرح .
ولما كان األمين األحادى الدوبامين الذى يتخلق منه النورادينالين فيخزن
فى حبيب ات س يتوبالزم خاليا عص بية … دفينة داخل ال دماغ وخاصة فى منطقة
المهادوما تحت المهاد ،ثم فى قرن أمون بالقشرة الدماغية وهى المواضع التى
بينت التجارب التشريحية الفسيولوجية على أنها الخلفية التشريحية الفسيولوجية
لالنفعاالت .فإذا ما نبهت هذه الخاليا العصبية انطلق الدوبامين وأصبح فعاال .
إال أنه يفقد نش اطه بواس طة الخم يرة المؤكس دة س الفة ال ذكر .وبالت الى ف إن
مثبطات الخميرة المؤكسدة تتيح ألمنيات الكاتيكول أن تقوم بدورها النشط فتزيل
انفع ال االكتئ اب … واألمني ات يزيد إفرازها تحت ظ روف كل من
-60-
النورادين الين واألدرين الين … هن اك إذن أثر متب ادل بين البعد الس يكولوجى
والبعد البيوكيميائى .
سادسا ً النظريات المعرفية :
لقد تحدى " بك " ( )1967وجهة النظر العامة التى وصفت االكتئاب أنه
اضطراب عاطفى ولم تضع فى االعتبار المظاهر المعرفية الواضحة لالكتئاب
مثل :تق دير ال ذات المنخفض ،الش عور بالي أس ،والش عور بالي أس ،والش عور
ب العجز .وقد أكد "بك " أن اإلدراك ي ؤدى إلى المعرفة واالنفع ال عند األف راد
الماديين واالكتئابيين أيضاً .
وق ام " بك " باختب ار محت وى الفكر الش ديد الحساس ية للمكتئ بين .وقد
اكتشف من خالل ذلك مفاهيم مشوهة وغير حقيقية يعانى منها الفرد المكتئب .
وقد ظهر أيضا من خالل الت داعيات الح رة للمرضى االكتئ ابيين مجموعة من
الخصائص اإلدراكية السالبة مثل :احترام الذات المنخفض ،الحرمان ،فقدان
الذات ،الواجبات ،لوم الذات ،مطالب الذات ،واألوامر والهروب من الواقع
باالس تغراق فى الخي ال ،والمي ول والرغب ات االنتحارية .وتك ون كل ه ذه
اإلدراكات مشوهة وغير حقيقية ألن المرضى باالكتئاب يميلون إلى المبالغة فى
تفخيم أخط ائهم والعوائق ال تى تع ترض مس ارهم .واس تطاع " بك " أن يقسم
المف اهيم النظرية المتع ددة للم ريض المك تئب إلى الث الوث المع رفى ،ف يرى
-61-
المكتئب عالمه وذاتها ومستقبله بطريقة سالبة ،وكذا أصبح هذا الثالوث غالباً أو
مس يطرا ك ان الم ريض أك ثر اكتئابا ،وتظهر أع راض أخ رى غ ير معرفية
لالكتئاب ،ألن الشخص يشعر بالنبذ أو يعتقد أنه منبوذ فيشعر بالحزن .
وقد أش ار " مليجز وبول بى " ( )1969أن الش عور بالي أس هو المح ور
األساسى فى االكتئ اب .ويع زى األمل والي أس إلى تق دير الف رد إلى قدرته على
إنجاز أهداف معينة .وهذا التقدير يعتمد على النجاح السابق فى أهداف معينة .
وعادة ما يشعر المكتئب باليأس فيما يتعلق بمستقبله ،فنجده :
يعتقد أن مهاراته لم تصبح مؤثرة من أجل الوصول إلى أهدافه . ㄱ-
يعتقد بالفشل بسبب عدم كفاءته الذاتية وأنه يجب أن يعتمد على اآلخرين. ㄴ-
يشعر أن مجهوداته السابقة لتحقيق األهداف بعيدة المدى قد بات بالفشل . ㄷ-
وب الرغم من اعتق اد المك تئب بأنه ق ادر على إنج از أهدافه ،إال أن ه ذه
األهداف تبقى هامة بالنسبة له ،لذا نجده مستغرقا فى مثل هذه األهداف التى لم
يستطع إنجازها .
-62-
أعراض االكتئاب -:
أج رت منظمة الص حة العالمية ( )1983دراسة عن االض طرابات
االكتئابية فى الثقافات المختلفة شملت عينة قوامها 573فردا ( %58.9إناث ،
%41.1ذكور) من المصابين باكتئاب ال يعزى لعيوب جسمية أو شيخوخة أو
تسمم أو إلى تلف بالمخ ،وتراوحت األعمار الزمنية ألفراد العينة بين 70 ،10
سنة ،وقد تم اختيار العينة من خمس مناطق ريفية وحضرية من بعض البلدان
النامية والمتقدمة وهى إي ران ( طهران ن= ) 107وكندا (مونتلاير ن = )108
وسويسرا (بازل ن = )136واليابان (نجازاكى ن = ، 108وطوكيو ن =)114
وتبين من نتائج هذه الدراسة ما يلى :
أك ثر األع راض وج ودا فيما بين %76و %100من أف راد العينة هى: ()1
الح زن ،انع دام االبته اج ،والقلق ،والت وتر ،ع دم النش اط ،فق دان االهتم ام ،
فقدان المقدرة على التركيز ،األفكار الموحية بالشعور بالقصور وعدم الكفاءة
وانعدام القيمة .
أك ثر األع راض ش يوعاً فيما بين %51و %75من أف راد العينة هى : ()2
اليأس ،العدوان ،التهيج ،اضطراب األداء االجتماعى ،بطء التفكير وتخلفه ،
ع دم البت ،تغ ير فى إدراك ال وقت ،األفك ار االنتحارية ،التخلف النفسى
الحركى ،انعدام االتصال بالناس نقص فى الشهوة الجنسية ،االستيقاط مبكراً ،
ع دم المق درة على الن وم ،الن وم المتقطع والمض طرب ،نقص ان الش هية ،تغ ير
وزن الجسم ،مشاعر الضغط واأللم .
-63-
أك ثر األع راض وج ود فيما بين بين %26و %50من أف راد العينة هى: ()3
األحاس يس الموحية بالش عور بال ذنب ول وم ال ذات ،وس واس الم رض ،الهي اج
النفسى الحركى ،مزاج أسوأ فى الصباح ،اإلمساك ،أمراض بدنية أخرى .
أكثر األعراض وجودا فيما بين %1و %25من أفراد العينة هى : ()4
نوبة إكتئابية طفيفة أو خفيفة الشدة : Mild Severityوهى أقرب إلى ()1
عسر المزاج ،ويكون المزاج االكتئابى أو متالزمة االكتئاب فيها أمراً مؤكداً ،
حيث يشعر المرء بالهم وفقدان االهتمام ،كما ينتابه اإلحساس بالتعب .وغالبا
ما يك ون الم ريض ق ادرا على مجابهة مط الب الحي اة اليومية وممارسة معظم
نشاطاته ولكن بصعوبة .ويالحظ فى هذه النوبة غياب سمات الهياج واألوهام
واألفك ار االنتحاري ة .كما يالحظ أنها ربما تنشأ لظ روف واقعية عارضة أو
لظروف نفسية ،وغالبا ما تزول بزوالها دون خدمة طبية متخصصة .
-64-
:وت ؤدى إلى اض طراب نوبة اكتئابية متوس طة الش دة Moderate ()2
ال روتين الي ومى للم ريض وص عوبة قيامة ب األداء االجتم اعى والمه نى لكنها ال
تعج زه تمتم اً .ويالحظ فى ه ذه النوبة وج ود تعطل وأفك ار خاصة بعد الكف اءة
والفاعلية وأفك ار أخ رى ذات مض مون اكتئ ابى وبعض الهي اج مع ع دم وج ود
أوه ام .ومن الض رورى لتشخيص ها إض افة إلى ما س بق اس تمرارها لم دة
أسبوعين على األقل .
ويمكننا تلخيص أهم الف روق بين االكتئ اب خفيف الش دة ( العص ابى)
واالكتئاب حادة الشدة مع أعراض ذهانية (الذهان) فى الجدول التالى :
-65-
جدول ( )2يوضح أهم الفروق بين االكتئاب العصابى واالكتئاب الذهانى
-66-
اليومية .
عوامل بيوكيميائية :نتيجة اض طراب اإلف رازات الهرمونية أو الجه از ()2
العص بى ،حيث يالحظ ظه ور أع راض االكتئ اب ل دى اإلن اث مثال أثن اء ف ترة
الطمث ،وأثن اء ما يطلق عليه سن الي أس أى بعد توقف إف رازات الهرمون ات
الجنسية كما يبدو المزاج المنقلب مسيطراً أثناء فترة ما بعد الوالدة ،ومع تناول
أقراص منع الحمل .
-67-
المتكرر ،التوتر االنفعالى المستمر واالحباطات الشديدة واالصدمات ،ككارثة
الخ امس من يونيو ،والح داث المفجعة ،كفقد ش خص عزيز أو فقد ث روة أو
مكانة اجتماعية ،أو الش رف أو الكرامة ..وعيرها مما ي ؤدى إلى اإلحس اس
بالضياع واليأس ( .أمين القريطى )294 : 293– 1998
أس باب بيئية اجتماعية :ومن بينها األس اليب الوالدية الالس وية فى التنش ئة كإهم ال
األبن اء ونب ذهم والقس وة الش ديدة عليهم ،والخص ائص المزاجية واالكتئابية
للوال دين أو أح دهما ،التفكك األس رى واالنفص ال المبكر للوال دين أو عن
الخالفات الوالدية الشديدة واضطراب المناخ األسرى .
-68-
أما الس لوكيون ف يرون أن االكتئ اب يح دث نتيجة النس حاب مص ادر
التعزيز المعت ادة أو غيابها من حي اة الف رد :ك الزواج أو الوظيفة أو ال ثروة أو
النج اح ،ونتيجة لذلك يقل معدل نشاطه وإ ذا لم يستشعر الفرد تعزيزاً وتدعيماً
وتعاطف اً ومساندة من قبل اآلخرين الستعادة المعدل المعتاد لنشاطه ،فإنه يأخذ
فى المزيد من الت دهور ح تى ينس حب تمام اً ويك تئب .وأكد ب احثون آخ رون
"آرون بك وس يلجمان" على ال دور اله ام ال ذى يلعبه اإلدراك ال واعى والنش اط
المع رفى ل دى الف رد فى نش أة االكتئ اب ،ف المكتئبون غالب اً ما يفك رون بطريقة
غير منطقية ويقللون من شأن اإلنجازات ومواطن القوة ،وينزعون إلى تجسيم
الفشل ون واحى العجز وت ؤدى خ براتهم الس ابقة المش وبة ب الكرب والمش قة ألنه
ينظروا إلى أنفسهم كعاجزين ..لذا عندما يواجهون موقفاً طارئاً فإنهم يشعرون
بع دم الكف اءة والي أس ويحل االكتئ اب ل ديهم محل القلق ( .دافي دوف : 1986 ،
) 675 – 674ومن ثم يعول هؤالء الباحثون على تعديل هذا التفكير السلبى
باستخدام العالج المعرفى لالكتئاب .
عالج االكتئاب :
هناك طرق عديدة لعالج االكتئاب سنكتفى هنا بذكر أهمها :
-69-
العالج باستخدام المهارات االجتماعية . ㄷ-
ويجد باإلش ارة أن العق اقير تمثل عملية ض بط األع راض وليست عالج اً
للم رض – ذلك ألن العالج الكيمي ائى يس اعد على تحسن الحالة المزاجية أو
األع راض فقط – لكن الس بب م ازال موج وداً ل ذا البد من العالج النفسى بج انب
العالج الكيميائى .
فقد أش ار " بك " 1976فى دراس ته أن العالج الكيمي ائى المص حوب
بعالج نفسى ق ائم على تع ديل أس اليب الش خص فى التفك ير أفضل من العالج
الكيمي ائى بمف رده – لكن نس بة التحسن والعالج عند المقارنة بين مجموع تين
-70-
تعرضنا لعالج كيميائى أو معرفى منفرد ،كانت فى مصلحة العالج السلوكى –
المعرفى.
-71-