سلسلة الطريقة الصديقية الشاذلية وإجازتها 3

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 174

)

2
‫‪3‬‬

‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم ىلع أرشف‬


‫األنبياء واملرسلني سيدنا حممد وىلع آهل وصحبه‪ ،‬ومن‬
‫تبع هداه إىل يوم ادلين‪.‬‬
‫أما بعد‪ ،‬فإن اإلسناد من ادلين‪ ،‬ولواله لقال من شاء ما‬
‫شاء‪ ،‬وعلم اتلصوف لم يكن بداع عن بقية العلوم‬
‫اإلسالمية اليت حرص أهلها ىلع نقلها بأسانيدها‬
‫يق إىل‬ ‫الطر ُ‬ ‫وسالسل رجاهلا وعلمائها‪ ،‬فإن اتلصوف هو َّ‬
‫ِ‬
‫ا‬ ‫ا ْ ُُ ْا ْ ا ُ ا ا‬ ‫َّ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫ْ ا‬
‫وب ال ِيت تصلح األجساد ِبصال ِحها‪،‬‬ ‫إصال ِح القل ِ‬
‫هلل‬ ‫او ات ْف ُس ُد ب اف اساد اها‪ ،‬و ات ْطه ُ ا ْ ُ ِّ ا ُ ا ُ ا ْ‬
‫ريها ِمن ُك ما يبا ِعد عن ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫ُ ا ُ ا ِّ ُ ْ ا ُ ْ ُ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ااْ ُا‬
‫ال‬
‫وتز ا ِيينها بِك ال ما يقرب إَل ِه‪ ،‬ويز ِلفه دلي ِه ِمن األحو ِ‬
‫ال‬ ‫او ْاألقْ اوال او ْاأل ْع امال او ُح ْسن ْاْل امال‪ ،‬اول ُ ُزومِ ْاإل ْقبا‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ِّ ا ْ‬ ‫ْ‬ ‫ا اْ ا ْ ْ ا اْ ا ُُْ اْا ا ا‬
‫ت‬ ‫ول بني يدي ِه ِِف ُك وق ٍ‬ ‫اإلصغا ِء إَل ِه‪ ،‬وال امث ِ‬ ‫علي ِه‪ ،‬او ِ‬
‫ْ ْ ا‬ ‫ىلع اح ا‬ ‫اا‬ ‫ِم ْن ْاأل ْوقاات او احال ِم ْن ْاأل ْح ا‬
‫اإلمَك ِن‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب‬ ‫س‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫اتل اص ُّوف ُهوا‬ ‫آم ِة اوال امالل‪ ،‬و ِعل ُم َّ‬ ‫الس ا‬ ‫اء إىل َّ‬ ‫ِم ْن اغ ْري أ اد ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪4‬‬
‫الَّش ا‬ ‫ْ ُ ْ ا ا ا ا ْ ا ْ ْ ا ا ُ ا ا ً ا ْ َّ‬
‫يع ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِعلم احل ِقيق ِة‪ ،‬وليست احل ِقيقة خا ِرجة عن‬
‫ار ِف‬ ‫ح ٌة بإ ْص اال ِح الْ ُقلُوب بال ْ ام ا‬
‫ع‬ ‫يع ُة اطاف ا‬ ‫الَّش ا‬ ‫َّ‬
‫ل‬
‫اْ‬
‫ب‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ا ا‬ ‫ا اْ ا ا‬ ‫او ْاأل ْح اوال اوالْ ُع ُزومِ اوانلِّ َّ‬ ‫ا‬
‫ري ذلِك ِم َّما ذك ْرن ُاه ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ا ْ ا ٌ ُ ِّ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫ا ْ‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫ا ْ‬
‫وب‪ ،‬فمع ِرفة أحَكمِ الظوا ِه ِر مع ِرفة ِِلل‬ ‫ال القل ِ‬ ‫أعم ِ‬
‫ا ْ ا ٌ ا ِّ َّ‬ ‫ْ‬ ‫ا‬
‫يع ِة‪،‬‬ ‫الَّش ا‬ ‫اط ِن مع ِرفة ِدل ِ‬ ‫اَب او ِ‬‫الَّش ِ‪ِ،‬ع‪ ،‬او ام ْعرفا ُة أ ْح اَكمِ ا‬ ‫َّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اْ ا ا ُ‬ ‫ا ا ُ ْ ُ ا ْ ً ْ ُ ا َّ ا ٌ ا ْ ا‬
‫اج ٌر‪ ،‬اوقد ياتش َّبه‬ ‫كر شيئا ِمنهما إال َك ِفر أو ف ِ‬ ‫وال ين ِ‬
‫َش ٍء ِم ْن‬ ‫بالْ اق ْومِ ام ْن لاي ْ اس ِمنْ ُه ْم او اال ُي اقار ُب ُه ْم ِف ا ْ‬
‫اِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا ُ ْ ا ُ ا‬ ‫ْ‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ا ُ ْ ا ٌّ ْ ُ‬ ‫ِّ ا‬
‫يق‪ ،‬و ِألنهم يقطعون‬ ‫ا‪ِ،‬ع الط ِر ِ‬ ‫ات وهم رش ِمن قط ِ‬ ‫الصف ِ‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُ ا َّ‬
‫(‪)1‬‬
‫هلل ت اعاىل‪.‬‬ ‫ا‬
‫ط ُر ِ اذلا ِه ِبني إىل ا ِ‬
‫قال اإلمام السيويط‪ :‬وقد ظهر يل أن نسبة علم‬
‫احلقيقة إىل علم الَّشيعة كنسبة علم املعاين واَبيان‬
‫(‪)2‬‬
‫إىل علم انلحو‪ ،‬فهو رسه ومبين عليه‪.‬‬
‫وبما أن اتلصوف جزء من الَّشيعة اإلسالمية فهو‬

‫(‪ )1‬قواعد األحَكم للعز ابن عبد السالم ‪.211/2‬‬


‫(‪ )2‬تأييد احلقيقة العلية ص‪.454‬‬
‫‪5‬‬
‫متصل السند إىل اهلل عز وجل؛ ألن أساسه الويح‬
‫اإلليه‪ :‬مقام اإلحسان‪ ،‬ويزكيهم‪.‬‬
‫والكم أهل الطريق إىل اهلل مجيعهم عن املقامات‬
‫واألحوال مستمد من الَّشيعة‪ :‬الزهد ـ اتلوبة ـ‬
‫املجاهدة ـ اتلولك ـ الرضا ـ املحبة ـ الصرب ـ الصد ِ ـ‬
‫خمالفة هوى انلفس‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫أهمية السند ومكانته‬
‫األصل عند الصوفية ِف حتقيق سلسلة السند وأخذ‬
‫ُ‬
‫اتللقني واتلليق ىلع يد الشيخ‪،‬‬ ‫العهد ىلع املريد هو‬
‫وأخذ العهد عليه‪ ،‬وإن اَبيعة للمريب املرشد سنة حسنة‪،‬‬
‫ودَللها ِف الَّش‪ِ،‬ع‪:‬‬
‫‪ -1‬تمت اَبيعة ِف زمن انليب صىل اهلل عليه وسلم ِف أمور‬
‫شىت‪ ،‬وختصيصها ِف أحد أفرادها ال يرض؛ لقوهل تعاىل‪:‬‬
‫ا ا‬
‫هلل ف ْو ِ‬ ‫(إ َّن َّاذل ا ُ ا ُ ا ا َّ ا ُ ا ُ ا ا ا ُ‬
‫ين يبايِعونك ِإنما يبايِعون اهلل يد ا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يهم) [الفتح ‪. ]11‬‬ ‫ْ‬ ‫د‬ ‫أاي ْ‬
‫ِ‬
‫ِ ا ْ ا ْ ا ْ ا َّ ا ا ا َّ ا ا ا َّ ُ ْ ُ ْا‬
‫‪ -2‬اوعن يعىل ب ِن شدا ٍد قال‪ :‬حدث ِين أ ِب شداد بن أو ٍس‬
‫ِّ ُ ُ ا ا ُ َّ ْ ا‬ ‫الصا ِمت اح ٌ‬ ‫ا ُا ا‬
‫اد ُة ْب ُن َّ‬
‫اِض يُ اصدقه ‪ -‬قال‪" :‬كنا ِعند‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬وعب‬
‫يك ْم اغر ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ا َّ ُ ا ا ْ ا ا َّ ا ا ا ا ا ْ‬
‫يب؟"‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬ ‫انل ِيب صىل اهلل علي ِه وسلم فقال‪" :‬ه‬
‫ُ‬ ‫ْا‬ ‫اا ا‬ ‫ا‬ ‫ااا ا ا ْ ْ‬ ‫ُْا ا ا ا ُ ا‬
‫اب وقال‪" :‬ارفعوا‬ ‫ِ‬ ‫اَب‬ ‫ق‬ ‫ل‬
‫ِ ِ‬‫غ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫م‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫هلل‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ول‬ ‫قلنا‪ :‬ال يا رس‬
‫ُ اااْا ْ ا ا اً‬ ‫ا‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬
‫اعة‪،‬‬ ‫أي ْ ِدياك ْم اوقولوا‪ :‬ال ِإ اهل ِإال اهلل"‪ .‬فرفعنا أي ِدينا س‬
‫‪7‬‬
‫َّ ا‬ ‫ُ اْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َّ ا ا ا ُ ُ‬
‫اهلل اعلي ِه او اسل ام ياد ُه‪.)3("...‬‬ ‫هلل اصىل‬‫ثم اوضع رسول ا ِ‬
‫ا‬
‫اتللقني‬ ‫فأفاد هذا احلديث ضمن ما فيه من فوائد‬
‫ا‬
‫باذلكر‪ ،‬واالجتما‪ِ،‬ع عليه‪.‬‬
‫وهلذا قال اإلمام اِلنيد رىض اهلل عنه (ت ‪ 297‬ه)‪:‬‬
‫"سبق ِف علم اهلل القديم أال يدخل أحد حرضته إال‬
‫ىلع يد عبد من عباده" (‪.)4‬‬
‫‪ -3‬عن عيل بن أب طالب قال‪ :‬قال رسول اهلل صىل اهلل‬
‫ا ْاا ا اْ‬ ‫ا َّ ا ا ا ْ ا‬
‫ري‬
‫ِ‬ ‫غ‬ ‫ىل‬ ‫إ‬
‫ِ‬ ‫َم‬ ‫ت‬ ‫ان‬ ‫و‬
‫ري أ ِ ِ ِ‬
‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ب‬ ‫عليه وسلم‪" :‬م ِن ادَع ِإىل غ ِ‬
‫ا‬
‫انلاس أ ْ ا‬ ‫ْا ا ا‬ ‫ا ا اْ اْاُ‬ ‫ا‬
‫ا (‪)5‬‬
‫مج ِعني"‪.‬‬ ‫م او ِاَل ِه‪،‬؛ فعلي ِه لعنة ا ِ‬
‫هلل اوالمالئِك ِة او َّ ِ‬

‫(‪ )3‬أخرجه أمحد ىف مسنده (ح ‪ ،)17121‬قال اهليثَم ىف جممع الزوائد‬


‫(‪" :)11 /11‬وفيه راشد بن داود‪ ،‬وقد وثقه غري واحد‪ ،‬وفيه ضعف‪ ،‬وبقية‬
‫رجاهل ثقات"‪.‬‬
‫(‪ )4‬أمحد بن الصديق الغمارى‪" ،‬الربهان اِلىل"‪( ،‬ص ‪.)3‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم (ح ‪ )1371‬عن ىلع بن أىب طالب كرم اهلل وجهه‪ .‬وىف‬
‫اَبخارى حنوه ىف مواضع أقربها لفظا (ح‪.)7311‬‬
‫‪1‬‬
‫ووجه القياس‪ :‬أن من لم يعرف آباءه وأجداده ِف‬
‫الطريق فهو أعَم‪ ،‬وربما انتسب إىل غري أبيه‪ ،‬والروح‬
‫ألصق بك من حقيقتك‪ ،‬فأبو الروح يليك‪ ،‬وأبو اِلسم‬
‫بعده‪ ،‬فَكن بذلك أحق بأن تنتسب إَله‪ ،‬وقد اندرج‬
‫(‪)4‬‬
‫السلف الصالح ىلع تعليم املريدين آداب آبائهم‪.‬‬
‫وطريق السادة الشاذَلة مبنية ىلع الصحبة واالقتداء‪،‬‬
‫ال ىلع اخلرقة واتللقني فقط‪ ،‬ومن ثم ال تقترص أهمية‬
‫السلسلة ىلع دالتلها اتلارخيية ىلع النشأة واتلطور‬
‫اتلارييخ من خالل تتبع رجال السلسلة ودورهم ِف‬
‫تاريخ الطريقة‪.‬‬
‫ولكن تشري السلسلة أيضا إىل منابع أصول الطريقة‪،‬‬
‫وواضيع منهجها‪ ،‬ومقرري نظرياتها الصوفية‪.‬‬

‫(‪ )4‬الشعراىن‪" ،‬مدارج السالكني إىل رسوم طريق العارفني" خمطوطة‪،‬‬


‫( ِ‪2‬و)‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫وال شك أنه منذ أسس علماء اإلسالم املنهج انلقيل؛‬
‫ضبطوه ضبطا اغية ِف اإلتقان من أجل االطمئنان إىل‬
‫صحة انلص الَّشيع املنقول‪ ،‬سواء ِف القرآن الكريم‪،‬‬
‫ُ‬
‫واذلي نقل إَلنا من خالل أسانيد القراءات‪ ،‬أو ِف‬
‫السنة انلبوية الَّشيفة واليت نقلت إَلنا من خالل‬
‫أسانيد األحاديث‪ ،‬أو ِف الفقه واذلي ينقل إَلنا عرب‬
‫أسانيد املذاهب‪ ،‬وهكذا ِف سائر العلوم‪.‬‬
‫وهنا تأيت ادلاللة املهمة ِف مسألة سالسل الطر ِ‪ ،‬واليت‬
‫حرصت عليها اعمة الطر ِ الصوفية‪ ،‬وىه أنهم‬
‫ا ْ ٌ ِّ ٌ‬
‫يريدون أن يعطونا إشارة إىل أن الطريق نقل واتباا‪ِ،‬ع‬
‫ُ ا‬ ‫واقْت اد ٌ‬
‫اء‪ ،‬وليس هو بأمر عقيل‪ ،‬وال خمت‪ِ،‬ع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وربما جند أيضا جذور هذا اتلقليد مبكرا قبل نشأة‬
‫الطر ِ الصوفية بمعناها احلريف؛ ِف ذكر شيوخ الطريق‬
‫الصويف اذلين عليهم املعول عند الالكباذي (ت‪311‬ه)‪،‬‬
‫‪ 11 ‬‬
‫رسدا‪ ،‬بدون تراجم‪ ،‬ألسماء رجال ُّ‬ ‫ً‬
‫الصو ِف َّية‬ ‫واذلي قدم‬
‫ِم َّمن نطق بعلومهم اوعرب اعن مواجيدهم اونَّش‬
‫حابةا‬ ‫الص ا‬ ‫مقاماتهم اووصف أا ْح اواهلم قوال وفعال بعد َّ‬
‫ُ‬ ‫اْ‬
‫رضوان اهلل اعلي ِهم‪ ،‬ثم ذكر أسماء امن نَّش ُعلوم‬ ‫ا‬
‫ا ا‬
‫ارة كتبا ورسائل‪ ،‬وختم ذكرهم بقوهل‪ " :‬اوه ُؤالء هم‬ ‫ْاإل اش ا‬
‫ِ‬
‫ْا ْ‬ ‫ُا‬ ‫ْ ا ُْ‬ ‫ْاْا‬
‫األعالم املذكورون املشهورون المشهود لهم بِالفض ِل‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ا‬ ‫مجعوا ُعلُوم ال ْ ام ا‬ ‫َّ‬
‫اريث ِإىل ُعلوم ِاالك ِت اساب‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫ين‬ ‫اذل‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫سمعوا احل ا ِديث ومجعوا الفق اه اوالالك ام واللغة او ا‬ ‫ُ‬
‫علم‬ ‫ِ‬
‫اْ ُ‬ ‫ُْ‬
‫الق ْرآن‪ .‬تشهد بذلك كتبهم ومصنفاتهم‪ ،‬اولم نذك ْر‬
‫كونُوا ب ُدون امنْ‬ ‫ا ُ‬ ‫ا‬ ‫ْا ْ‬ ‫ا‬ ‫ْ ُ ا ا ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫المتأخرين وأهل العرص وإِن لم ي‬
‫ْ‬ ‫ُّ‬ ‫ً ا‬ ‫ا ا ا‬
‫ا ْ ُ (‪)7‬‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ذك ْرنا علما؛ ِألن الشهود يغين عن اخلرب عنهم" ‪.‬‬
‫ا‬
‫ونرى اتلقليد نفسه عند اإلمام القشريي(‪( )1‬ت‪445‬ه)‬

‫(‪ )7‬الالكباذي‪" ،‬اتلعرف ملذهب أهل اتلصوف"‪( ،‬ص ‪.)33 - 27‬‬


‫(‪ )1‬انظر د‪ .‬إبراهيم بسيوين‪ ،‬اإلمام القشريي‪ :‬سريته‪ ،‬آثاره‪ ،‬مذهبه ىف‬
‫‪ 11 ‬‬
‫ِف رساتله‪ ،‬إال أنه لم يكتف برسد األسماء‪ ،‬بل وضع‬
‫تراجم خمترصة ملن ذكرهم‪ ،‬حيث عقد اَباب اثلالث‬
‫ِف ذكر مشايخ هذه الطريقة او اما يدل من سريهم‬
‫اا‬
‫وأقواهلم ىلع تعظيم الَّشيعة(‪ ،)9‬ثم ترجم ألكرث من‬
‫ثمانني شيخا من شيوخ اتلصوف‪ ،‬من شىت املشارب‬
‫الصوفية‪ ،‬وال يمثلون مدرسة ما أو مذهبا صوفيا‬
‫ا ا‬ ‫ا ا‬
‫بعينه‪ ،‬يقول‪َ" :‬كن الغرض من ذكرهم ِف هذا املوضع‬
‫اا‬ ‫اا‬
‫اتلنبيه ىلع أنهم جممعون ىلع تعظيم الَّشيعة‪ ،‬متصفون‬
‫اْ‬ ‫اا‬
‫بسلوك طر ِ الرياضة‪ ،‬مقيمون ىلع متابعة السنة‪ ،‬غري‬
‫خملني بيشء من آداب ادليانة‪.‬‬
‫اْ‬
‫ولو تتبعنا ما ورد عن ُهم من ألفاظهم وحَكياتهم‬

‫اتلصوف‪.‬‬
‫(‪ )9‬الرسالة القشريية ‪ .149 - 34/1‬الشيخ زكريا األنصاري‪" ،‬إحَكم‬
‫ادلاللة" (‪.)243 - 74 /1‬‬
‫‪ 12 ‬‬
‫اا‬
‫ووصف سريهم‪ِ ،‬م َّما يدل ىلع أحواهلم لطال بِ ِه‬
‫الكتاب ‪.‬‬
‫" (‪)11‬‬

‫وقضية "شيوخ الطريق" ستأخذ حنوا أكرث حتديدا لكما‬


‫مضت الطر ِ الصوفية ِف اتلبلور واتلمزي خبصائص‬
‫سلوكية وجتليات ربانية جتعل من ُك طريق مدرسة‬
‫بذاتها‪ ،‬ومن ثم هلا سلسلتها اخلاصة بها‪.‬‬
‫واالنتساب إىل السادة الشاذَلة وغريهم من الصوفية‬
‫إنما حيصل باتللقني عن شيخ‪ ،‬تلقن عن شيخه باإلذن‬
‫والسند الصحيح‪ ،‬وهكذا إىل إمام الطريقة ومنه إىل‬
‫رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وب ِّ‬
‫رس هذا اتللقني‬ ‫ِِ‬
‫حيصل ارتباط القلوب بعضها ببعض إىل باب اهلل‬

‫(‪ )11‬الرسالة القشريي (‪ .)127 /1‬وللمزيد عن السلسلة عند الصوفية‪،‬‬


‫راجع‪ :‬الشعراين‪ ،‬مدارج السالكني إىل رسوم طريق العارفني‪2ِ ( ،‬و –‬
‫ ِ‪5‬و)‪ .‬أ‪/‬د حسن الشافىع‪ " ،‬فصول ىف اتلصوف " (ص ‪.)111 - 174 ،45‬‬
‫‪ 13 ‬‬
‫األعظم حممد صىل اهلل عليه وسلم(‪ ،)11‬وترسي الربكة‬
‫املوروثة جيال بعد جيل‪ ،‬وطبقة بعد طبقة‪.‬‬
‫ويؤكد أحد علماء الشاذَلة املتأخرين ىلع أهمية‬
‫السلسلة عندهم بقوهل‪" :‬وجب علينا أن نذكر سندنا‬
‫ونبني نسبتنا ِف هذه الطريق ادلرقاوية اليت ىه لب‬
‫الطر ِ االتصاَلة اِلامعة بني اِليالنية والشاذَلة‬
‫املؤسسة ىلع الكتاب والسنة ‪ ...‬وإن ِف اتصال سببنا‬
‫بسببهم ونسبتنا بنسبتهم استمطارا للرمحات اإلهلية‬
‫وحتريكا للسلسلة انلبوية؛ مع أن اإلسناد من ادلين‬
‫ِف ُك وقت‪.)12( "...‬‬
‫ومن املالحظات املهمة عند الالكم ىلع سالسل‬
‫الطريقة الشاذَلة هو خفاء تراجم بعض رجاهلا ىلع‬

‫(‪ )11‬العيسوي‪" ،‬نعيم اِلنان "‪( ،‬ص‪ .)112‬ولكيفية أخذ العهد عند‬
‫الشاذَلة‪ ،‬انظر (ص ‪.)111 – 117‬‬
‫(‪ )12‬أمحد بن الصديق الغماري‪" ،‬الربهان اِليل"‪( ،‬ص ‪.)4-3‬‬
‫‪ 14 ‬‬
‫اَباحثني‪ ،‬وهو ال يوجب شيئًا ِف هذا السند‪ ،‬وال‬
‫يكسبه ضعفا وال علة؛ ملا ُع ِل ام من أن علماء الظاهر‬
‫ال يعتنون بمعرفة رجال هذه الطريق‪ ،‬وال باتلعريف‬
‫بهم؛ لعدم ترتب حكم رشيع ىلع ذلك‪ ،‬كما يتتب‬
‫عليه ِف نقل احلديث‪ ،‬وإنما اقترصت العناية بتمجتهم‬
‫ىلع أهل اتلصوف واملنتسبني إَله‪.‬‬
‫ثم العلم بهؤالء السادات املاضني من حيث الظاهر‬
‫ُ‬
‫إنما هو بالشهرة والسما‪ِ،‬ع‪ ،‬وقد يكون اإلنسان ِف ق ْط ٍر‬
‫شهريا‪ ،‬وأهل قطر آخر ال يعرفونه‪ ،‬وهو لم يطأ تلك‬ ‫ً‬
‫األقطار لكها حىت يستقرئ املجهول من املعلوم‪ ،‬وحيث‬
‫لم يعرفهم وال عرف شهرتهم فليستند إىل من عرفهم‪،‬‬
‫حىت ال حيكم ىلع معلوم جبهالة وال ىلع مستور‬
‫(‪)13‬‬
‫خبمالة‪.‬‬

‫(‪ )13‬نقله أمحد بن الصديق عن القادري ِف " املقصد األمحد "‪" .‬الربهان‬
‫اِليل"‪( ،‬ص ‪.)1 -7‬‬
‫‪ 15 ‬‬
‫واحلاكم بعدم الوقوف ىلع ترمجة أحد األعالم إنما‬
‫نسب اِلهل إىل نفسه بهم‪ ،‬وعدم وقوفه ىلع ترامجهم‪،‬‬
‫وذلك ال يستلزم أن يكونوا ِف نفس األمر‬
‫(‪)14‬‬
‫جمهولني‪.‬‬
‫وظاهرة خفاء تراجم أغلب رجال السلسلة الشاذَلة ‪-‬‬
‫فيما قبل ابن مشيش‪ ،‬وىه السلسلة األكرث تداوال‬
‫بينهم ‪ -‬يشري إَلها الشيخ أبو العباس املر ى بقوهل‪:‬‬
‫"طريقتنا هذه ال تنسب للمشارقة وال للمغاربة‪ ،‬بل‬
‫واحد عن واحد إىل احلسن بن ىلع بن أب طالب وهو‬
‫أول األقطاب‪ ،‬وإنما يلزم تعيني املشايخ اذلين يستند‬
‫إَلهم طريق االنتساب من َكنت طريقته بلبس اخلرقة‬
‫فإنها رواية‪ ،‬والرواية تتعني بتعيني رجال سندها‪ ،‬وهذه‬
‫هداية"(‪.)15‬‬

‫(‪ )14‬الربهان اِليل"‪( ،‬ص ‪.)9‬‬


‫(‪ )15‬ابن عطاء اهلل السكندري‪" ،‬لطائف املنن"‪( ،‬ص ‪" .) 93‬الربهان‬
‫‪ 14 ‬‬
‫وطبيعة السلسلة عند السادة الشاذَلة مبنية ىلع‬
‫الصحبة واالقتداء‪ ،‬ومن ثم فالشاذَلة ال يثبتون‬
‫السلسلة باألخذ بالروحانية اليت عند بعض الطر ِ‬
‫األخرى َكنلقشبندية‪ ،‬بل واشتاط الشاذَلة الصحبة‬
‫واالقتداء جيعل جمرد اللىق أو اإلدراك الزماين غري َكف‬
‫بني رجال السلسلة‪ ،‬ومع خفاء تراجم بعضهم وقع‬
‫الكثري من الصعوبات ِف تعيني بعض رجاهلا‪ ،‬ويثري هذا‬
‫ْ‬
‫قضية السند اِل ُم ِيل‪.‬‬

‫اِليل"‪( ،‬ص ‪.)14‬‬


‫‪ 17 ‬‬
‫السَّنَ ُد اجلُ ْملِيُّ‬
‫اهتم املسلمون بنقل مصادر اإلسالم من الكتاب‬
‫والسنة والسرية املَّشفة واللغة العربية اليت وردت بها‬
‫انلصوص املقدسة‪ ،‬فاهتموا باإلسناد اذلي تودل منه‬
‫ً‬
‫ختصصا دقيقا‬ ‫االهتمام بعلوم استقلت وختصصت‬
‫وعميقا خلدمة املنقول‪ ،‬وفرقوا بني هذا املنقول وبني‬
‫املعقول اذلي يفرسه‪ ،‬حىت أصبح هناك فار ِ بني انلص‬
‫وتفسريه؛ مما أعطى اإلسالم مرونة اعَلة جعلته صاحل ًا‬
‫للك زمان ومَكن وللك شخص وحال‪ ،‬وأصبح إدراك‬
‫الواقع جزءا ال يتجزأ من االجتهاد‪ ،‬وإيقا‪ِ،‬ع احلكم ىلع‬
‫الواقع املعيش‪ ،‬وأصبح جزءا ال يتجزأ من الفتوى اليت‬
‫اختلفت باختالف الواقع‪ :‬الزمان‪ ،‬واملَكن‪ ،‬واألشخاص‪،‬‬
‫واألحوال‪ ،‬والعمل باملقاصد الَّشعية اليت ىه حفظ‬
‫انلفس والعقل وادلين وكرامة اإلنسان واملال‪ ،‬وحتصيل‬
‫املصالح املرعية للخلق‪ ،‬ومرااعة املآالت املعتربة‪ ،‬وعدم‬
‫‪ 11 ‬‬
‫اخلروج ىلع هوية اإلسالم ‪ -‬واليت يمثلها اإلمجا‪ِ،‬ع ‪-‬‬
‫ُ‬
‫واليت تدرك حقيقتها باللغة‪ ،‬إال أنهم جعلوا السند ىلع‬
‫ُْ‬
‫نوعني‪ :‬سند تفصييل‪ ،‬وسند مجيل‪.‬‬
‫اهتم املحدثون بالسند اتلفصييل حىت يثبتوا األحاديث‪،‬‬
‫ويبينوا درجتها من صحة وحسن وضعف‪ ،‬ومن ثم‬
‫قبوهلا أو ردها‪ ،‬ينظرون ِف حلقات هذا السند وحال‬
‫رجاهل والعالقة بني ُك طبقة وما فوقها‪ ،‬وهذا هو السند‬
‫اتلفصييل اذلي انتىه مع عرص اَبيهيق ِف منتصف‬
‫القرن اخلامس اهلجري‪ ،‬حيث تم إيدا‪ِ،‬ع ُك الروايات‬
‫ِف دفاتر املصنفني‪ ،‬ولم يعد هناك حديث هل أصل يقع‬
‫خارج هذه املصنفات املسنده‪ ،‬وأصبح قبول احلديث‬
‫أو رده مبنيا ىلع أمرين‪:‬‬
‫األول‪ :‬هذا انلظر اتلفصييل ِف السند املسجل ِف تلك‬
‫املصنفات ‪.‬‬
‫‪ 19 ‬‬
‫اثلاين‪ :‬حبثه من جهة ادلراية؛ َلتم احلكم عليه دراية‬
‫ورواية بالقبول أو الرد ‪.‬‬
‫وهذا السند اتلفصييل تم بصورته الَكملة اتلامة ِف‬
‫طريقة نقل احلديث انلبوي الَّشيف من خالل علم‬
‫الرجال واملصطلح واِلرح واتلعديل وغريه من علوم‬
‫السنة املَّشفة اليت زادت ىلع عَّشين علما‪.‬‬
‫لكن رأى املسلمون أن هذا انلقل ينبيغ أن يتم أيضا‬
‫عن طريق السند اِلميل اذلي ال يُنظر فيه إىل ُك حلقة‬
‫ىلع حده‪ ،‬بل إىل الشيو‪ِ،‬ع والشهرة واالنتشار‪ ،‬وأن هذا‬
‫انلقل ليس متعلقا فقط باللفظ بل أيضا بطريقة‬
‫األداء‪ ،‬كما ِف علوم نقل القرآن الكريم والقراءات‬
‫العَّش املتواترة‪ ،‬ورسم املصحف‪ ،‬وغريها من العلوم‬
‫اليت تعلقت بكتاب اهلل‪.‬‬
‫وهذا السند اِلميل رأيناه أيضا ِف علم اتلاريخ‪ ،‬ويف‬
‫‪ 21 ‬‬
‫ُ ا ْ‬
‫علم اْلثار حيث ن ِقلت إَلنا انلُ ِّم َّيات من دراهم‬
‫ودنانري‪ ،‬واملقاييس‪ ،‬واملوازين‪ ،‬واملَكييل‪ ،‬واألطوال‪،‬‬
‫وكذلك رأيناه ِف علم اتلصوف حيث نقلت هيئة أهل‬
‫اهلل نقال إمجاَلا كنقل القرآن واللغة واتلاريخ واْلثار‪،‬‬
‫ْ‬
‫واكتيف فيها بالسند اِل ُميل اذلي ال ينظر فيه إىل أفراد‬
‫السلسلة وال إىل حلقاتها كنظر املحدث إىل سند‬
‫احلديث‪ ،‬بل انلظر ِف علم اتلصوف َكنلظر ِف علم‬
‫اللغة إىل السند اِلميل اذلي تمزيت به األمة عمن‬
‫سواها‪ ،‬واذلي ينقل فيه الَكفة عن الَكفة نقال متتاَلا‬
‫موثوقا به‪.‬‬
‫وحماولة بعضهم اخللط بني السند اتلفصييل والسند‬
‫اِلميل ابتغاء إضاعة علوم األمة؛ هو نو‪ِ،‬ع من اتلالعب‬
‫اذلي يدركه الراسخون ِف العلم‪ ،‬ويستمع إَله اذلين ِف‬
‫قلوبهم زيغ من أصحاب الفتنة‪ ،‬وممن أرادوا عرب‬
‫‪ 21 ‬‬
‫العصور أن ينحرفوا بأهوائهم بأمة اإلسالم عن طريق‬
‫اهلل وعن الرصاط املستقيم‪ ،‬وأن يفهموا ادلين بطريقة‬
‫ا ْ ا ْ ا َّ ا ُ ا ُ ا ا ا ْ ا ْ ُ‬
‫ين خيا ِلفون ع ْن أم ِرهِ أن ت ِصيبا ُه ْم‬ ‫اذل‬
‫سطحية (فليحذ ِر ِ‬
‫ٌ‬ ‫ا‬ ‫ْاٌ اْ ُ اُ ْ ا ا ٌ‬
‫فِتنة أو ي ِصيبهم عذاب أ َِلم) [انلور‪. ]43 :‬‬
‫ونلذكر سلسلة الطريق علما بأن للسادة الشاذَلة‬
‫سالسل أخرى مذكورة ِف املطوالت‪ ،‬منها ما هو‬
‫سلسلة خرقة أو تلقني‪ ،‬ومنها ما هو من غري طريق‬
‫ابن مشيش‪.‬‬
‫والشيوخ ىلع ثالثة أنوا‪ِ،‬ع‪:‬‬
‫‪ -1‬شيخ اتللقني‪.‬‬
‫‪ -2‬شيخ اخلرقة‪.‬‬
‫‪ -3‬شيخ الصحبة واالقتداء‪ .‬وهذا األخري هو اذلى‬
‫عليه االعتماد وال سيما عند الشاذَلة؛ فإنهم ال‬
‫يعتمدون اخلرقة إال ترباك‪ ،‬وطريقهم طريق صحبة‬
‫‪ 22 ‬‬
‫واقتداء وإرادة وحتكيم‪ ،‬وىلع هذا مىض شيوخ الطريقة‬
‫العلية الصديقية الشاذَلة‪ ،‬فإنهم إنما يعرفون الصحبة‬
‫واالقتداء والسلوك واالجتما‪ِ،‬ع‪ ،‬اذلي يصح به االنتساب‬
‫(‪)14‬‬
‫وحيصل به انلفع من األىلع إىل األدىن‪.‬‬

‫(‪" )14‬الربهان اِليل"‪( ،‬ص ‪ )14 -15‬بترصف‪.‬‬


‫‪ 23 ‬‬
‫سلسلة الطريقة الصديقية الشاذلية‬
‫(سلسلة الصحبة واالقتداء)‬
‫‪ .1‬سيدي أبو احلسن نور ادلين عيل بن مجعة بن حممد‬
‫بن عبد الوهاب الشافيع املرصي حفظه اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ .2‬عن سيدي اإلمام السيد عبد اهلل بن حممد بن‬
‫ار ِّي (‪1321‬ه‪1413 -‬ه)‪.‬‬ ‫ُا‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الصديق الغم ِ‬
‫‪ .3‬عن وادله سيدي اإلمام أب عبد اهلل حممد بن‬
‫ُ‬
‫الغ ا‬ ‫ِّ ِّ‬
‫اري الَّشيف‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫املؤمن‬ ‫عبد‬ ‫بن‬ ‫أمحد‬ ‫بن‬ ‫يق‬‫د‬ ‫الص‬
‫احلسين (‪1295‬ه‪ 1354 -‬ه)‪.‬‬
‫ا‬
‫الف ِ ِّ‬
‫اس (‪-....‬‬ ‫‪ .4‬عن سيدي اإلمام حممد بن إبراهيم‬
‫‪1324‬ه)‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ .5‬عن سيدي اإلمام عبد الواحد ابن ِاين (‪1215 -....‬ه)‪.‬‬
‫‪ .4‬عن سيدي اإلمام حممد بن الغايل أيوب (‪-....‬‬
‫‪1273‬ه)‪.‬‬
‫‪ .7‬عن سيدي اإلمام أمحد بن عبد املؤمن جد الشيخ‬
‫حممد بن الصديق (‪1211‬ه‪1242 -‬ه)‪.‬‬
‫‪ 24 ‬‬
‫َّ ْ ا‬
‫اوي‬ ‫‪ .1‬عن سيدي اإلمام العريب بن أمحد ادلرق ِ‬
‫(‪ 1152‬ـه‪1239 -‬ه)‪.‬‬
‫ُْ‬
‫العم ار ِاين (‪-....‬‬ ‫‪ .9‬عن سيدي اإلمام ىلع اِلمل‬
‫‪1194‬ه)‪.‬‬
‫‪ .11‬عن سيدي اإلمام العريب بن أمحد بن عبد اهلل‬
‫(‪1179‬ه‪1144-‬ه)‪.‬‬
‫‪ .11‬عن سيدي الشيخ اإلمام أمحد بن عبد اهلل (‪ 1142‬ـه‬
‫‪1121 -‬ه)‪.‬‬
‫اص (‪1112‬ه‪-‬‬ ‫‪ .12‬عن سيدي اإلمام قاسم اخل ا اص ِ‬
‫‪1113‬ه)‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ا‬
‫اس امعن‬ ‫‪ .13‬عن سيدي اإلمام حممد بن عبد اهلل الف ِ‬
‫(‪971‬ه‪1142 -‬ه)‪.‬‬
‫‪ .14‬عن سيدي اإلمام عبد الرمحن بن حممد الفاس‬
‫(‪972‬ه‪1134 -‬ه)‪.‬‬
‫‪ .15‬عن أخيه سيدي اإلمام يوسف بن حممد الفاس‬
‫(‪ 931‬ـه‪.)1113-‬‬
‫‪ 25 ‬‬
‫ا ْ ُ‬
‫المجذوب (‪919‬ه‪-‬‬ ‫‪ .14‬عن سيدي اإلمام عبد الرمحن‬
‫‪974‬ه)‪.‬‬
‫‪ .17‬عن سيدي اإلمام ىلع َّ‬
‫ادل َّوار (‪947 -....‬ه)‪.‬‬
‫َّ ْ ُ‬
‫وين (‪-....‬‬
‫‪ .11‬عن سيدي اإلمام إبراهيم أفحام الزره ِ‬
‫‪924‬ه)‪.‬‬
‫ُُْ‬
‫‪ .19‬عن سيدي اإلمام زرو ِ الربن ِس (‪ 144‬ـه‪ 199 -‬ه)‪.‬‬
‫‪ .21‬عن سيدي العارف الكبري أب العباس أمحد بن‬
‫ُع ْقبا اة احل ا ْ ا‬
‫رض ِم (‪ 195-....‬ه)‪.‬‬
‫‪ .21‬عن سيدي أب زكريا حيىي بن أمحد (‪ 791‬ـه‪-‬‬
‫‪157‬ه)‪.‬‬
‫اا‬
‫‪ .22‬عن سيدي اإلمام عيل وفا (‪ 741‬ـه‪ 117 -‬ه)‪.‬‬
‫ا‬
‫‪ .23‬عن وادله سيدي اإلمام حممد اوفا (‪712‬ه‪ 745 -‬ه)‪.‬‬
‫‪ .24‬عن سيدي اإلمام أب سليمان داود بن عمر‬
‫اخ ِيل (‪ 733 -....‬ه)‪.‬‬ ‫اَب ِ‬ ‫ا‬
‫‪ .25‬عن سيدي تاج ادلين أمحد بن حممد بن عبد‬
‫الكريم بن عطاء اهلل السكندري (‪ 719 -....‬ه)‪.‬‬
‫‪ 24 ‬‬
‫الم ْر ِس (‪414 -...‬ه)‪.‬‬ ‫‪ .24‬عن سيدي اإلمام أب العباس ُ‬
‫َّ ُ‬ ‫ا‬ ‫ا‬
‫ا‬
‫‪ .27‬عن سيدي اإلمام أ ِب احلس ِن الشاذ ِيل (‪571‬ه‪-‬‬
‫‪454‬م)‬
‫‪ .21‬عن سيدي اإلمام أب حممد عبد السالم ابن‬
‫ام ِشيش (‪422 -....‬ه)‪.‬‬
‫‪ .29‬عن سيدي اإلمام عبد الرمحن بن احلسني املدين‬
‫الز َّيات‪.‬‬ ‫ا‬
‫الع َّطار َّ‬
‫ُاْ‬ ‫ُ ا ِّ ِّ‬
‫ين الفقري‪ :‬عبد الرمحن‬ ‫‪ .31‬عن سيدي تيق ادل ِ‬
‫انلهروندي (ت ‪594‬ه)‪.‬‬
‫‪ .31‬عن سيدي الشيخ اإلمام فخر ادلين حممد‪.‬‬
‫‪ .32‬عن سيدي اإلمام نور ادلين أب احلسن عيل‪.‬‬
‫‪ .33‬عن سيدي اإلمام تاج ادلين حممد ‪.‬‬
‫‪ .34‬عن سيدي اإلمام شمس ادلين حممد‪ ،‬املتوىف‬
‫بأرض التك‪.‬‬
‫يين‪.‬‬ ‫اْ‬
‫‪ .35‬عن سيدي اإلمام زين ادلين حممود القز ِو ِ‬
‫‪ .34‬عن سيدي اإلمام أب إسحا ِ إبراهيم اَبرصي‪.‬‬
‫‪ 27 ‬‬
‫‪ .37‬عن سيدي اإلمام أب القاسم أمحد ا‬
‫الم ْر او ِاين ‪.‬‬
‫‪ .31‬عن سيدي اإلمام أب حممد سعيد‪.‬‬
‫‪ .39‬عن سيدي سعد‪.‬‬
‫الس ُعود‪.‬‬
‫‪ .41‬عن سيدي اإلمام أب حممد فتح ُّ‬
‫ا‬
‫‪ .41‬عن سيدي اإلمام سعيد الغ ْز او ِاين‪.‬‬
‫‪ .42‬عن الصحاب سيدنا أب حممد جابر بن عبد اهلل‬
‫األنصاري رىض اهلل عنه‪.‬‬
‫‪ .43‬عن سيدنا اإلمام احلسن بن عيل بن أب طالب‬
‫رىض اهلل عنهما‪.‬‬
‫‪ .44‬عن وادله سيدنا اإلمام عيل بن أب طالب كرم اهلل‬
‫وجهه‪.‬‬
‫‪ .45‬عن سيدنا وسيد اخللق أمجعني نيب اهلل وخليله‬
‫حممد بن عبد اهلل بن عبد املطلب صىل اهلل عليه وآهل‬
‫وسلم (‪.)17‬‬

‫(‪ )17‬السلسلة العلية الصديقية الشاذَلة املذكورة بناء ىلع ما حرره‬


‫احلافظ أمحد بن الصديق الغماري ِف "الربهان اِليل" (ص ‪،)35 - 11‬‬
‫‪ 21 ‬‬
‫سيدي أبو احلسن‬
‫نور الدين علي مجعة الشافعي‬
‫هو اإلمام العالمة جامع علوم احلقيقة والَّشيعة عيل‬
‫بن مجعة بن حممد بن عبد الوهاب الشافيع املرصي‬
‫رىض اهلل عنه ونفع به ِف ادلارين‪.‬‬
‫ودل رىض اهلل عنه ِف حمافظة بين سويف‪ ،‬يوم االثنني‬
‫‪ 4‬مجادى اْلخرة سنة ‪ 1371‬ـه‪ ،‬املوافق ‪ 3‬مارس سنة‬
‫‪1952‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫قرأ القرآن الكريم َكمال ىلع العالمة القارئ الشيخ‬
‫حممد إسماعيل اهلمداين ‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬شيخ مقرأة‬
‫اِلامع األزهر‪ ،‬وهو عن العالمة الشيخ أمحد عبد‬
‫العزيز الزيات‪ ،‬عن العالمة الشيخ خليل اِلنايين‪ ،‬عن‬
‫الشيخ املتويل الكبري‪ ،‬بأسانيده وىه مشهورة‪.‬‬

‫ومنهج اتلحقيق ِف الالكم ىلع سلسلة الطريق للحافظ أمحد بن‬


‫الصديق أيضا‪.‬‬
‫‪ 29 ‬‬
‫وقرأ من رواية ابن كثري إىل آخر سورة الروم ىلع‬
‫العالمة املتقن الشيخ عبد احلكيم عبد اللطيف عبد‬
‫اهلل املاليك شيخ القراء بمرص‪.‬‬
‫وقد قرأ كتاب‪" :‬األدب املفرد" لإلمام اَبخاري ىلع‬
‫العالمة املحدث الشيخ عبد الفتاح أبو غدة‪ ،‬وقرأ ىلع‬
‫العالمة الشيخ حممد أبو انلور زهري كتابه‪" :‬أصول‬
‫الفقه"‪ ،‬وحرض‪" :‬منهاج اَبيضاوي" ورشوحه ىلع‬
‫العالمة الشيخ‪ :‬احلسيين الشيخ‪ ،‬وقرأ "اللمع" ألب‬
‫ً‬
‫إسحا ِ الشريازي‪ ،‬و"صحيح اَبخاري" َكمال و"شمائل‬
‫التمذي"‪ ،‬و"األربعني انلووية"‪ ،‬و"األوائل السنبلية"‪،‬‬
‫و"موطأ مالك" وغريها ىلع العالمة املحدث السيد عبد‬
‫اهلل الصديق الغماري‪ ،‬وحرض كتاب‪" :‬األشباه وانلظائر"‬
‫للسيويط ىلع العالمة الشيخ جاد الرب رمضان‪،‬‬
‫وحرض كتاب‪" :‬مغين املحتاج" للخطيب الَّشبيين ىلع‬
‫‪ 31 ‬‬
‫العالمة القارئ الفقيه الشيخ أمحد عبد العزيز‬
‫الزيات‪ ،‬وحرض ِف كتاب "اتلمهيد ِف ختريج الفرو‪ِ،‬ع‬
‫ىلع األصول" لألسنوي ىلع العالمة احلسيين يوسف‬
‫الشيخ‪ ،‬وحرض ِف كتاب‪" :‬رشح العضد ىلع خمترص ابن‬
‫احلاجب"‪ ،‬و"اإلحَكم" لآلمدي ىلع العالمة الشيخ عبد‬
‫اِلليل القرنشاوي املاليك‪.‬‬
‫وحرض ىلع غريهم كثري‪ ،‬مثل‪ :‬العالمة الشيخ إبراهيم‬
‫أبو اخلشب‪ ،‬والعالمة الشيخ حممد شمس ادلين‬
‫املنطيق‪ ،‬والعالمة الشيخ عوض اهلل حجازي‪ ،‬والعالمة‬
‫الشيخ عبد احلميد ميهوب‪ ،‬والعالمة الشيخ حسن‬
‫أمحد مريع‪.‬‬
‫كما أنه لزم العالمة املريب الشيخ أمحد حممد مرس‬
‫انلقشبندي بضع سنوات مالزمة تامة وانتفع به‪ ،‬ثم‬
‫العالمة الشيخ السيد حممد زيك ادلين إبراهيم‪ ،‬وكذلك‬
‫‪ 31 ‬‬
‫العالمة األصويل املعمر الشيخ أمحد محادة الشافيع‬
‫انلقشبندي‪ ،‬والعالمة الشيخ صالح اِلعفري‪،‬‬
‫والعالمة الشيخ إسماعيل صاد ِ العدوي‪ ،‬كما انتفع‬
‫كثريا باإلمام األكرب شيخ اإلسالم الفقيه جاد احلق‬
‫عيل جاد احلق شيخ اِلامع األزهر الَّشيف‪.‬‬
‫وأخذ طريق السادة الشاذَلة عن ثالثة أقطاب‪ :‬السيد‬
‫املحدث عبد اهلل بن الصديق الغماري‪ ،‬واذلي ألبسه‬
‫خرقة اتلصوف بيده‪ ،‬والسيد حممد زيك ادلين إبراهيم‪،‬‬
‫والسيد ادلكتور حسن عباس زيك‪ ،‬كما اتصل سنده‬
‫بالسيد عبد الوهاب احلصاِف من طريق سيدي عبد‬
‫اهلادي القليويب مبارشة‪.‬‬
‫وتلىق علم االقتصاد اإلسالم ىلع يد ادلكتور‪ :‬عيىس‬
‫عبده إبراهيم‪ ،‬وتلىق أسس علم االقتصاد الغريب ىلع‬
‫يد ادلكتور‪ :‬حيىي عويس‪ ،‬وادلكتور‪ :‬عيل لطيف‪،‬‬
‫‪ 32 ‬‬
‫وادلكتور‪ :‬منيس عبد امللك‪ ،‬وتلىق علم القانون‬
‫الوضيع ىلع يد ادلكتور‪ :‬سام مدكور‪ ،‬وادلكتور‪ :‬محدي‬
‫عبد الرمحن‪ ،‬وادلكتور حسني انلوري وغريهم‪ ،‬وتلىق‬
‫علم اإلدارة ىلع يد ادلكتور‪ :‬ماهر عليش‪ ،‬وادلكتور‪:‬‬
‫عيل عبد الوهاب‪ ،‬وادلكتور‪ :‬سيد اهلواري وغريهم‪،‬‬
‫وتلىق علم املحاسبة ىلع يد ادلكتور‪ :‬اِلزيري‪،‬‬
‫وادلكتور‪ :‬العشماوي وغريهم‪ ،‬وتلىق علم الرياضيات‬
‫العليا ىلع يد ادلكتور‪ :‬فتيح حممد عيل‪ ،‬وادلكتور‪:‬‬
‫داوود منس وغريهم‪.‬‬
‫أحيا اهلل تعاىل به العلم وحلقاته ِف األزهر الَّشيف‬
‫بعد طول موات‪ ،‬فعادت تقرأ فيه عيون كتب الفقه‬
‫واحلديث واألصول والعقيدة واملنطق؛ ىلع عدد من‬
‫العلماء‪.‬‬
‫فأقرأ صحييح اَبخاري ومسلم‪ ،‬وسنن أب داود‪ ،‬وسنن‬
‫‪ 33 ‬‬
‫التمذي‪ ،‬وموطأ مالك‪ ،‬وقطعة من سنن النسايئ‪،‬‬
‫والشفا للقايض عياض‪ ،‬وتشنيف املسامع ىلع مجع‬
‫اِلوامع ِف أصول الفقه للزركيش‪ ،‬وابن عقيل ىلع‬
‫األلفية ِف انلحو‪ ،‬ومنت السلم لألخرضي ِف علم‬
‫املنطق‪ ،‬ومنت اخلريدة ِف علم الالكم‪ ،‬واإلقنا‪ِ،‬ع‬
‫للخطيب الَّشبيين‪ ،‬وحاشية اَباجوري ىلع ابن قاسم‬
‫ِف فقه السادة الشافعية‪ ،‬واألشباه وانلظائر للسيويط‪،‬‬
‫واتلمهيد لألسنوي‪ ،‬وقطعة من الكشاف للزخمَّشي‪،‬‬
‫وأقرأ اغية الوصول لشيخ اإلسالم زكريا األنصاري‬
‫أكرث من مرة‪ ،‬وغري ذلك كثري‪.‬‬
‫كما َكن هل درس ِف مسجد السلطان حسن عقب‬
‫صالة اِلمعة من ُك أسبو‪ِ،‬ع‪ ،‬فأقرأ فيه رشح ابن قاسم‬
‫ىلع منت أب شجا‪ِ،‬ع‪ ،‬ومنت الزبد البن رسالن وغريها‪.‬‬
‫ا‬
‫وخترج ِف لكية‬ ‫اتلحق جبامعة األزهر الَّشيف‬
‫‪ 34 ‬‬
‫ادلراسات اإلسالمية والعربية ِف سنة ‪1979‬م‪ ،‬ثم‬
‫حصل ىلع املاجستري ِف أصول الفقه من لكية الَّشيعة‬
‫والقانون ِف سنة ‪ 1915‬م بدرجة ممتاز ‪ ،‬ثم ادلكتوراه ِف‬
‫أصول الفقه من لكية الَّشيعة والقانون ـ جامعة‬
‫األزهر ِف اعم ‪1911‬م مع مرتبة الَّشف األوىل‪.‬‬
‫حصل ىلع ادلكتوراه الفخرية ِف اْلداب اإلنسانية من‬
‫جامعة َلفربول‪ِ ،‬ف ‪ 19‬يوَلو ‪2111‬م دلوره ِف نَّش‬
‫التسامح واتلفاهم بني بين اإلنسان ىلع مستوى العالم‪،‬‬
‫وكذا ادلكتوراه الفخرية من جامعة أسيوط بمرص‬
‫باعتباره أحد أهم الشخصيات املرصية املؤثرة ِف‬
‫تفعيل منظومة العمل اخلريي واتلطويع تلنمية املجتمع‬
‫ونَّش ثقافة اَبذل والعطاء من أجل تنمية املجتمع‬
‫املرصي ِف ‪ 13‬يونيو ‪2112‬م‪ ،‬ثم ادلكتوراه الفخرية من‬
‫جامعة بين سويف بمرص ِف العلوم اإلنسانية ِف عيد‬
‫‪ 35 ‬‬
‫العلم اثلاين بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪2113‬م‪.‬‬
‫املناصب اليت شغلها‪:‬‬
‫مفيت مجهورية مرص العربية منذ ‪ 21‬سبتمرب ‪2113‬م‬
‫وحىت ‪2113‬م‪.‬‬
‫عضو جممع اَبحوث اإلسالمية اتلابع لألزهر الَّشيف‬
‫منذ اعم ‪2114‬م وحىت اْلن‪.‬‬
‫أستاذ أصول الفقه بكلية ادلراسات اإلسالمية‬
‫والعربية للبنني بالقاهرة‪ -‬جامعة األزهر‪.‬‬
‫عضو مؤتمر الفقه اإلسالم باهلند‪.‬‬
‫عضو هيئة كبار العلماء باألزهر الَّشيف‪.‬‬
‫رئيس جملس أمناء مؤسسة مرص اخلري ‪.‬‬
‫عضو جممع الفقه اتلابع ملنظمة املؤتمر العالم اإلسالم‬
‫جبدة ‪.‬‬
‫عضو ِلنة الفتوى باألزهر الَّشيف منذ اعم ‪1995‬م‬
‫‪ 34 ‬‬
‫حىت اعم ‪1997‬م‪.‬‬
‫املَّشف العام ىلع األزهر منذ اعم ‪2111‬م‪.‬‬
‫عضو جملس أمناء اِلامعة املرصية للثقافة اإلسالمية‬
‫ِف َكزاخستان عن اِلانب املرصي‪.‬‬
‫عضو املجلس االستشاري األىلع ملؤسسة طابة بدولة‬
‫اإلمارات العربية‪.‬‬
‫مَّشف مشارك جبامعة هارفرد بمرص بقسم ادلراسات‬
‫الَّشقية‪.‬‬
‫مَّشف مشارك جبامعة أكسفورد ملنطقة الَّش ِ‬
‫األوسط ِف ادلراسات اإلسالمية والعربية‪.‬‬
‫رئيس جملس أمناء أكاديمية ادلاعية املعارص‪.‬‬
‫عضو اعمل ِف مؤسسة آل اَبيت امللكية للفكر‬
‫اإلسالم باألردن‪.‬‬
‫عضو املجلس القوم ملَكفحة اإلرهاب واتلطرف حتت‬
‫‪ 37 ‬‬
‫رئاسة السيد‪ /‬عبد الفتاح السيس رئيس مجهورية‬
‫مرص العربية‪.‬‬
‫عضو ِلنة حتكيم جائزة امللك عبد اهلل اثلاين ألسبو‪ِ،‬ع‬
‫الوئام بني األديان ‪2111‬م‪.‬‬
‫عضو املجمع العليم املرصي (أقدم جممع عليم بمرص)‬
‫مند ‪2111‬م‪.‬‬
‫نال فضيلته وسام اِلمهورية للعلوم والفنون من‬
‫ادلرجة األوىل تقديرا ِلهوده ِف ادلعوة اإلسالمية‪ .‬ونال‬
‫وسام االستقالل من ادلرجة األوىل من امللك عبد‬
‫اثلاين اعهل اململكة األردنية اهلاشمية‪ ،‬كما نال وسام‬
‫جنمة القدس من الرئيس الفلسطيين حممود عباس‪.‬‬
‫‪ 31 ‬‬
‫وهل العديد من املؤلفات واتلحقيقات الفريدة ِف‬
‫أبوابها نذكر منها ىلع سبيل املثال‪:‬‬
‫‪ .1‬احلكم الَّشيع عند األصوَلني‪.‬‬
‫‪ .2‬أثر ذهاب املحل ِف احلكم‪.‬‬
‫‪ .3‬األوامر وانلوايه عند األصوَلني‪.‬‬
‫‪ .4‬اإلمجا‪ِ،‬ع عند األصوَلني‪.‬‬
‫‪ .5‬القياس عند األصوَلني‪.‬‬
‫‪ .4‬تعارض األقيسة عند األصوَلني‪.‬‬
‫‪ .7‬مدى حجية الرؤيا عند األصوَلني‪.‬‬
‫‪ .1‬اتلجديد ِف أصول الفقه‪.‬‬
‫‪ .9‬املدخل دلراسة املذاهب الفقهية اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ .11‬اإلمام الشافيع ومدرسته الفقهية‪.‬‬
‫‪ .11‬انلرباس ِف تفسري القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪.12‬انلماذج األربعة من هدي انليب ِف اتلعايش مع اْلخر‪.‬‬
‫‪ 39 ‬‬
‫‪ .13‬حاكموا احلب‪.‬‬
‫‪ .14‬سيدنا حممد رسول رب العاملني‪.‬‬
‫‪ .15‬سمات العرص‪ ..‬رؤية مهتم‪.‬‬
‫‪ .14‬الطريق إىل التاث اإلسالم‪.‬‬
‫‪ .17‬اَبيئة واحلفاظ عليها من منظور إسالم‪.‬‬
‫‪ .11‬تأصيل رشيع ملفهوم األمن املجتميع‪.‬‬
‫‪ .19‬املساواة اإلنسانية ِف اإلسالم انلظرية واتلطبيق‪.‬‬
‫‪ .21‬رؤية فقهية حضارية لتتيب املقاصد الَّشعية‪.‬‬
‫‪.21‬التبية والسلوك‪.‬‬
‫‪ .22‬خطوات اخلروج من املعاص‪.‬‬
‫‪ .23‬سبيل املبتدئني رشح اَبدايات من منازل السائرين‪.‬‬
‫‪ .24‬الطريق إىل اهلل‪.‬‬
‫وغري ذلك الكثري من املؤلفات اليت أثرت املكتبة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ 41 ‬‬
‫(‪)11‬‬
‫سيدي عبد اهلل بن الصديق الغماري‬
‫هو اإلمام احلجة الفقيه األصويل املحدث سيدي أبو‬
‫الفضل عبد اهلل بن حممد بن الصديق بن أمحد بن‬
‫قاسم الغماري احلسين اإلدريس الطنيج‪.‬‬
‫ودل بمدينة طنجة سنة ‪1321‬ه‪1911/‬م‪ِ ،‬ف أرسة مشهورة‬
‫باحلسب والنسب والعلم‪.‬‬
‫تلىق تعليمه األويل بالزاوية الصديقية ىلع الفقيهني‪:‬‬
‫حممد الربا ِ األجنري‪ ،‬وحممد األندلس املصوري‪،‬‬
‫وأخذ العلوم الَّشعية واللغوية عن شقيقه أمحد‪ ،‬وعن‬
‫خاهل أمحد بن عجيبة‪ ،‬ثم رحل سنة ‪1343‬ه‪1924/‬م إىل‬
‫فاس الستكمال دراسته‪ ،‬فاتلحق جبامع القرويني‪،‬‬
‫وأخذ عن شيوخه‪َ ،‬كلشيخ أمحد القادري‪ ،‬وشيخ‬
‫اِلماعة عبد اهلل الفضييل‪ ،‬والشيخ احلسني العرايق‪،‬‬

‫‪ - 11‬ادلرر انلقية ِف أذَكر وآداب وتراجم الطريقة الصديقية ص‪23‬‬


‫‪ 41 ‬‬
‫وغريهم‪ ،‬ومن العلوم اليت درسها بالقرويني‪ :‬علوم‬
‫العربية والفقه املاليك وعلم الفرائض واتلوحيد واملنطق‪،‬‬
‫ثم رجع إىل طنجة سنة ‪1344‬ه‪1927/‬م‪ ،‬فدرس ىلع‬
‫وادله الشيخ حممد بن الصديق انلحو واَبالغة والفقه‬
‫املاليك‪ ،‬ثم اتلحق بمرص فدرس باِلامع األزهر سنة‬
‫‪1349‬ه‪1931/‬م‪ ،‬وأخذ عن عدد كبري من العلماء‪ ،‬من‬
‫أمثال الشيخ حممد حسنني خملوف‪ ،‬والشيخ حممد‬
‫خبيت املطييع‪ ،‬وغريهم‪ ،‬وحصل ىلع إجازات عدد كبري‬
‫من العلماء‪ ،‬كما حصل ىلع شهادة العاملية للغرباء سنة‬
‫‪1352‬ه‪1933 /‬م‪ ،‬وىلع الشهادة العاملية األزهرية سنة‬
‫‪1341‬ه‪1942/‬م‪ ،‬وتعددت نشاطاته العلمية بمرص‪ ،‬إىل‬
‫أن رجع إىل املغرب اعم ‪1391‬ه‪1971/‬م‪.‬‬
‫ً‬
‫مدرسا للعلوم الَّشعية باِلامع األزهر‬ ‫عمل الشيخ‬
‫ً‬
‫بصفة تطوعية‪ ،‬وعينته وزارة األوقاف املرصية مفتشا‬
‫‪ 42 ‬‬
‫لدلروس اليت تلىق ِف مساجدها‪ ،‬وبعد عودته من مرص‬
‫استقر بمدينة طنجة خطيبا بالزاوية الصديقية‪،‬‬
‫ً‬
‫ومدرسا للعلوم الَّشعية بها‪ ،‬وأخذ عنه العدد اِلم من‬
‫طلبة العلم‪ ،‬ولم يبق قطر إسالم إال وهل فيه تالمذة‪.‬‬
‫ً ا َّ‬
‫اعلما قل أن يضاىه ِف العلوم الَّشعية‪،‬‬ ‫َكن رمحه اهلل‬
‫ً‬
‫ومستحرضا‬ ‫ً‬
‫حميطا بدقائقها‪،‬‬ ‫واللغوية‪ ،‬واملنطق‪،‬‬
‫للنصوص وأقوال العلماء‪ ،‬وحججهم ِف املسائل‬
‫املختلفة‪ ،‬مع اس اع ِة االطال‪ِ،‬ع ىلع أدلة املذاهب الفقهية‬
‫اإلسالمية والعقائدية‪ ،‬واكن يتمتع بذاكرة قوية ورسعة‬
‫ِف اَبديهة‪ ،‬وقد وصل ِف علم احلديث باخلصوص‪ ،‬إىل‬
‫درجة اعَلة‪ ،‬حىت اعترب حافظ العرص‪ ،‬إذ َكن يستظهر‬
‫آالف األحاديث بأسانيدها‪ ،‬ومعرفة رجاهلا‪.‬‬
‫واكنت هل رمحه اهلل جهود مشكورة ِف ادلعوة إىل اهلل‬
‫تعاىل داخل املغرب وخارجه‪ ،‬ومن ذلك زيارته‬
‫‪ 43 ‬‬
‫للمسلمني بأمريكا‪ ،‬وتأثريه اَبالغ فيهم‪ ،‬حىت إنه بعد‬
‫مقابلته للمالكم العاليم حممد عيل الكي‪ ،‬نقلت‬
‫جملة فيَكرو عن هذا األخري قوهل‪ :‬أتمىن أن تكون يل‬
‫روح مثل روح الشيخ عبد اهلل بن الصديق‪.‬‬
‫أخذ الطريق عن وادله الشيخ اإلمام أىب عبد اهلل حممد‬
‫ُ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الصديق بن أمحد بن عبد املؤمن الغماري الَّشيف‬ ‫بن‬
‫احلسين‪.‬‬
‫توىف رمحه اهلل بطنجة سنة ‪1413‬ه‪1993/‬م‪ ،‬ودفن بالزاوية‬
‫الصديقية‪.‬‬
‫وهل من املؤلفات ‪:‬‬
‫‪ .1‬االبتهاج بتخريج أحاديث املنهاج للبيضاوي‪.‬‬
‫ُّ‬
‫اتلوسل بسيد األنبياء‪.‬‬ ‫‪ .2‬إحتاف األذكياء جبواز‬
‫‪ .3‬إحتاف انلبالء بفضل الشهادة وأنوا‪ِ،‬ع الشهداء‪.‬‬
‫‪ .4‬إتقان الصنعة ِف بيان معىن اَبدعة‪.‬‬
‫‪ .5‬اإلحسان ِف تعقيب اإلتقان ِف علوم القرآن‪.‬‬
‫‪ 44 ‬‬
‫‪ .4‬األدلة الراجحة ىلع فرضية قراءة الفاحتة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ً‬
‫الصديقية ِف مسائل اجتماعية‪.‬‬ ‫‪ .7‬األربعون حديثا‬
‫ً‬
‫‪ .1‬األربعون حديثا الغمارية ِف شكر انلعم‪.‬‬
‫‪ .9‬إرشاد اِلاهل الغوي إىل وجوب اعتقاد أن آدم نيب‪.‬‬
‫عما أخطأ فيه كثري من انلاس‪.‬‬ ‫‪ .11‬إزالة االتلباس َّ‬
‫َّ‬
‫‪ .11‬االستقصاء ألدلة حتريم االستمناء‪.‬‬
‫‪.12‬استمداد العون ِف بيان كفر فرعون‪.‬‬
‫‪ .13‬إعالم انلبيل جبواز اتلقبيل‪.‬‬
‫اتلصوف من رشيعة اإلسالم‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫‪ .14‬اإلعالم بأن‬
‫‪ .15‬اتلحقيق اَباهر ِف معىن اإليمان باهلل واَلوم اْلخر‪.‬‬
‫‪ .14‬ختريج أحاديث ملع أب إسحا ِ الشريازي‪.‬‬
‫‪ .17‬تشييد املباين تلوضيح ما حوته اْلجرومية من‬
‫احلقائق واملعاين‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪ .11‬تمام املنة ببيان اخلصال املوجبة للجنة‪.‬‬
‫‪ .19‬اتلنصل واالنفصال من فضيحة اإلشَكل‪.‬‬
‫‪ .21‬تنوير اَبصرية ببيان عالمات الساعة الكبرية‪.‬‬
‫‪ 45 ‬‬
‫‪ .21‬توجيه العناية بتعريف احلديث رواية ودراية‪.‬‬
‫‪ .22‬توضيح اَبيان لوصول ثواب القرآن‪.‬‬
‫‪ .23‬جواهر اَبيان ِف تناسب سور القرآن‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ .24‬احلجج اَبينات ِف إثبات الكرامات‪.‬‬
‫‪ .25‬حسن اَبيان ِف َللة انلصف من شعبان‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ .24‬حسن اتلفهم وادلرك ملسألة التك‪.‬‬
‫َّ‬
‫انليب أفضل العاملني‪.‬‬ ‫‪ .27‬داللة القرآن املبني ىلع أن‬
‫‪ .21‬ذو ِ احلالوة بامتنا‪ِ،‬ع نسخ اتلالوة‪.‬‬
‫‪ .29‬الرأي القويم ِف وجوب إتمام املسافر خلف املقيم‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ .31‬الرد املحكم املتني ىلع كتاب القول املبني‪.‬‬
‫‪ .31‬سمري الصاحلني‪.‬‬
‫‪ .32‬رشح اإلرشاد ِف فقه املالكية‪.‬‬
‫‪ .33‬الصبح السافر ِف حترير صالة املسافر‪.‬‬
‫‪ .34‬عقيدة أهل اإلسالم ِف نزول عيىس ِف آخر الزمان‪.‬‬
‫‪ .35‬الغرائب والوحدان ِف احلديث الَّشيف‪.‬‬
‫‪ .34‬غنية املاجد حبجية خرب الواحد‪.‬‬
‫‪ 44 ‬‬
‫‪ .37‬الفتح املبني بَّشح الكزن اثلمني‪.‬‬
‫‪ .31‬فضائل القرآن‪.‬‬
‫‪ .39‬فضائل رمضان وزاكة الفطر‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪َّ .41‬‬
‫انليب إىل اثلقلني‪.‬‬ ‫قرة العني بأدلة إرسال‬
‫‪ .41‬قصص األنبياء ‪.‬‬
‫‪ .42‬القول املسمو‪ِ،‬ع ِف بيان اهلجر املَّشو‪ِ،‬ع‪.‬‬
‫‪ .43‬القول املقنع ِف الرد ىلع األَباين املبتد‪ِ،‬ع‪.‬‬
‫‪ .44‬كمال اإليمان ِف اتلداوي بالقرآن‪.‬‬
‫‪ .45‬كيف تشكر انلعمة‪.‬‬
‫‪ .44‬مصباح الزجاجة ِف صالة احلاجة‪.‬‬
‫‪ .47‬املهدي املنتظر‪.‬‬
‫َّ‬
‫الربية‪.‬‬ ‫‪ .41‬انلفحة اإلهلية ِف الصالة ىلع خري‬
‫‪ .49‬نهاية اْلمال رشح وتصحيح حديث عرض األعمال‪.‬‬
‫‪.51‬واضح الربهان ىلع حتريم اخلمر ِف القرآن‪.‬‬
‫‪ 47 ‬‬
‫(‪)19‬‬
‫سيدي اإلمام حممد بن الصديق الغماري‬
‫هو أبو عبد اهلل حممد بن الصديق الغماري احلسين‪،‬‬
‫ينتيه نسبه إىل إدريس األكرب بن عبد اهلل الَكمل بن‬
‫احلسن املثىن بن احلسن املجت ى بن اإلمام عيل عليه‬
‫السالم‪.‬‬
‫ً‬
‫ودل ِف غمارة سنة ‪ 1295‬للهجرة وسماه وادله حممدا‬
‫املنصور فَكن هلذه التسمية أثر ِف حياته‪ ،‬فقد اعش‬
‫ً‬
‫منصورا ىلع أعدائه ومناوئيه ‪.‬‬ ‫طول حياته‬

‫ً‬
‫‪ - 19‬ادلرر انلقية‪ ،‬نقال عن الكتب املؤلفة ِف مناقبه من قبل بعض‬
‫مريديه ‪:‬العالمة الفقيه الشيخ العريب بوعياد‪ ،‬العالمة الفقيه العريب بن‬
‫املبارك العبادي‪ ،‬الفقيه الشيخ العياَش سكريج‪ ،‬الفقيه الشيخ حممد بن‬
‫األزر ِ‪ ،‬ومجع هذه الكتب لكها مع زيادة عليها ودله السيد أمحد ِف‬
‫كتابني ‪ ،‬صغري اسمه "اتلصور واتلصديق" وهو مطبو‪ِ،‬ع‪ ،‬وكبري اسمه‬
‫"سبحة العقيق" وهو خمطوط ‪.‬‬
‫‪ 41 ‬‬
‫حفظ القرآن الكريم برواييت ورش وحفص‪ ،‬واكن وادله‬
‫العارف باهلل سيدي احلاج الصديق يريد أن يعلمه‬
‫القراءات‪ ،‬فأشار عليه أحد العلماء الصاحلني أن يبعثه‬
‫إىل فاس حلضور حلقات العلم جبامعة القرويني‪،‬‬
‫فحرض هناك ىلع مجاعة من كبار العلماء الصاحلني؛‬
‫منهم السيد حممد جعفر الكتاين‪ ،‬وأخذ الطريقة‬
‫الشاذَلة ادلرقاوية عن شيخه العارف الكبري السيد‬
‫حممد بن إبراهيم الفاس‪ ،‬واكن مدة حضوره العلم‬
‫وسلوكه الطريق ثالث سنوات‪.‬‬
‫ذهب إىل طنجة وخطب بنت خاهل العارف الكبري‬
‫سيدي عبد احلفيظ بن أمحد بن أمحد بن عجيبة‪،‬‬
‫فوافق ىلع زواجه بَّشط أن يمكث بطنجة‪ ،‬فمكث‬
‫فيها ونَّش الطريق وأحيا سو ِ العلم بعد اندراسها‬
‫بذلك اَبدل‪َّ ،‬‬
‫فدرس ِف اِلامع األعظم صحيح اَبخاري‬
‫‪ 49 ‬‬
‫بطريقة لم يسبق هلا مثيل‪ ،‬وخمترص خليل ِف الفقه‬
‫املاليك‪ ،‬وألفية ابن مالك ِف علوم العربية والرصف‪،‬‬
‫ودرس بمساجد أخرى السرية انلبوية وغريها‪َّ ،‬‬
‫ودرس‬ ‫َّ‬

‫بزاويته اليت أنشأها بطنجة تفسري القرآن الكريم ‪.‬‬


‫واكن حافظا قوي اذلاكرة ‪َّ ،‬‬
‫خترج ىلع يديه مجاعة من‬
‫العلماء‪ ،‬واكنت دروسه روضة من العلم‪ ،‬واكن يهاجم‬
‫االستعمار وحيض ىلع جهاده‪.‬‬
‫لم يكن ِف املغرب من يعارضه أو يرد هل فتوى‪ ،‬واكنت‬
‫األسئلة تأتيه من سائر أحناء املغرب حىت من اِلزائر‪،‬‬
‫واكن يفيت ىلع املذاهب األربعة‪ ،‬مع أنه بلغ درجة‬
‫االجتهاد‪ ،‬ويسري مع ادلَلل حيث سار ‪.‬‬
‫وأجنب علماء هم‪:‬‬
‫السيد أمحد‪ ،‬والسيد عبد اهلل‪ ،‬والسيد حممد الزمزم‪،‬‬
‫والسيد عبد اليح‪ ،‬والسيد عبد العزيز‪ ،‬والسيد حسن‪،‬‬
‫‪ 51 ‬‬
‫والسيد إبراهيم‪.‬‬
‫تويف السيد رمحه اهلل ِف شهر شوال سنة ‪ 1354‬للهجرة‪،‬‬
‫فجاء انلاس من ُك جانب حلضور جنازته‪ ،‬واكن‬
‫املشيعون من الكرثة حبيث وصل جثمانه إىل اِلامع‬
‫األعظم وآخر املشيعني قرب بيته‪ ،‬وبينهما مسافة‬
‫شاسعة‪.‬‬
‫‪ 51 ‬‬
‫(‪)21‬‬
‫سيدي حممد بن إبراهيم الفاسي‬
‫هو اإلمام العالم اهلمام العارف الكبري املحقق الفرد‬
‫الشهري بقية السلف وحجة اهلل ىلع اخللف سيدي‬
‫حممد بن املفضل بن إبراهيم‪ ،‬ودل ريض اهلل عنه بفاس‬
‫وحفظ القرآن العظيم ىلع كرب؛ ثم رش‪ِ،‬ع ِف طلب‬
‫العلم‪ ،‬واعتىن حبفظ املتون‪ ،‬فحفظ خمترص خليل‬
‫وحتفة ابن اعصم وألفية ابن مالك واألجرومية‪ ،‬وأخذ‬
‫العلم عن مجاعة من علماء فاس ِف وقته‪ ،‬ثم اشتغل‬
‫باتلدريس ِف جامع القرويني حنو أربعة أعوام‪ ،‬ثم‬
‫انتسب ودخل ِف طريق أهل اهلل‪ ،‬فسلكها ىلع قدم‬
‫اتلجريد واملجاهدة اليت انقطع نظريها منذ قرون‪.‬‬
‫واكن السبب ِف أخذه الطريق رفيقه ِف الطلب الفقيه‬
‫اإلمام العالمة الَّشيف أبو العباس سيدي أمحد بن‬

‫‪ - 21‬مناهج اتلحقيق ِف الالكم ىلع سلسلة الطريق ص‪.124‬‬


‫‪ 52 ‬‬
‫اخلياط‪ ،‬فإنه أخذ عن الشيخ العارف باهلل سيدي عبد‬
‫الواحد بناين‪ ،‬ثم داعه إىل األخذ عنه ففعل‪ ،‬وتلىق منه‬
‫ورد الطريقة الشاذَلة ادلرقاوية‪.‬‬
‫فطلب منهما الشيخ احلضور مع الفقراء فجعال‬
‫يتددان إَله وعليهما حلة العلماء املعروفة بفاس‬
‫واملغرب فصار الشيخ جيردهما من ذلك باتلدريج‪ ،‬إىل‬
‫أن خرجا عن مجيع العوائد واملألوفات‪ ،‬ثم لبسا اخلشن‬
‫من اثلياب‪ ،‬بل لبسا اخليش وشدا ِف وسطهما احلبل‪،‬‬
‫وانقطعا للمجاهدة وخر ِ العوائد‪ ،‬واذلكر جهرا‬
‫بشوار‪ِ،‬ع فاس اليت َكنا يمران فيها بهيئة العلماء مع‬
‫ارتكاب ُك ما يشق ىلع انلفس بتك الشهوات‪،‬‬
‫وتعمري الوقت بأنوا‪ِ،‬ع الطااعت‪ ،‬ومكثا ىلع هذا احلال‬
‫ست سنني‪ ،‬مات ِف انتهائها شيخهما سيدي عبد‬
‫الواحد بناين رىض اهلل عنه‪ ،‬فجددا األخذ عن أخيه‬
‫‪ 53 ‬‬
‫الشيخ سيدي احلاج أمحد ربيع بوصاية من شيخهما‪،‬‬
‫واستمرا ىلع حاهلما‪.‬‬
‫انتقل إىل جوار ربه يوم اخلميس فاتح رجب سنة ست‬
‫وعَّشين وثالثمائة وألف للهجرة‪.‬‬
‫‪ 54 ‬‬
‫سيدي عبد الواحد َبنَانِي‬
‫هو السيد عبد الواحد بن احلاج اَبدوي بناين‪ ،‬ودل‬
‫بفاس‪ ،‬واكن ِف بدايته مشتغال باتلجارة‪ ،‬فحفته العناية‬
‫اإلهلية وجذبته إىل طريق أهل اهلل فدخل فيها ىلع يد‬
‫شيخه العارف سيدي حممد بن الغايل أيوب‪َ ،‬كن اخ ِّ ً‬
‫ريا‬
‫ا ِّ ً‬
‫دينا يتذو ِ حقيقة اتلصوف‪ ،‬ودفن بزاوية بواد‬
‫الصوافني سنة ‪ 1215‬للهجرة‪.‬‬
‫(‪)21‬‬

‫سيدي حممد بن الغالي أيوب‬


‫هو سيدي العارف الَكمل املريب املرشد ذو املدد‬
‫املتواصل أبو عبد اهلل سيدي حممد بن الغايل أيوب‬
‫احلسين اإلدريس‪ ،‬ودل بفاس وبها نشأ ِف ست وديانة‬
‫وعفاف وصيانة ثم ملا كرب وتردد ِف أحوال ادلنيا‬

‫‪ - 21‬موسوعة أعالم املغرب ملحمد حيج ص ‪ ،2431‬وإحتاف املطالع‬


‫بوفيات أعالم القرن اثلالث عَّش والرابع صـ ‪.241‬‬
‫‪ 55 ‬‬
‫ومشاغلها جذبته يد العناية اإلهلية ورصفت همته‬
‫لطلب شيخ التبية‪ ،‬فلزم ِضيح القطب موالنا إدريس‬
‫رىض اهلل تعاىل عنه مدة‪ ،‬يتعبد فيها‪ ،‬ويطلب من اهلل‬
‫تعاىل أن جيمعه بالشيخ املريب‪ ،‬فحصلت هل إشارة‬
‫باتلوجه إىل ِضيح القطب موالنا عبد السالم بن‬
‫مشيش رىض اهلل تعاىل عنه‪ ،‬فلما َكن برضحيه َّ ا‬
‫يرس‬
‫اهلل هل من عرفه باب الشيخ اذلي يطلبه‪ ،‬وهو سيدي‬
‫احلاج أمحد بن عبد املؤمن‪ ،‬ووجد منه سيدي احلاج‬
‫أمحد تعطشا للطريق فرصف عنايته إَله وتعاهده‬
‫بالتبية واتلهذيب‪ ،‬وأمره باخلدمة‪ ،‬فَكن يرَع غنم‬
‫الشيخ والزاوية مع اشتغاهل بالعبادة واألذَكر‪ ،‬وحصل هل‬
‫الفتح ونال من اهلل املرغوب‪.‬‬
‫واكنت وفاته سنة ‪ 1273‬للهجرة(‪.)22‬‬

‫‪ - 22‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص‪.123‬‬


‫‪ 54 ‬‬
‫(‪)23‬‬
‫سيدي أمحد بن عبد املؤمن الغماري‬
‫هو الشيخ اإلمام العالمة العارف الكبري القطب‬
‫الغوث اِلامع نادرة عرصه‪ ،‬سيدي احلاج أمحد بن‬
‫حممد بن قاسم بن حممد بن حممد بن عبد املؤمن بن‬
‫حممد بن عبد املؤمن بن عيل بن احلسن بن حممد بن‬
‫عبد اهلل بن أمحد بن عبد اهلل بن عيىس بن سعيد بن‬
‫مسعود بن الفضيل بن عيل بن عمر بن العريب بن‬
‫عالل بن موس بن أمحد بن داود بن موالنا إدريس بن‬
‫القطب األكرب فاتح املغرب موالنا إدريس بن اإلمام‬
‫موالنا عبد اهلل الَكمل بن سيدنا احلسن املثىن بن‬
‫موالنا احلسن بن اإلمام عيل بن أب طالب كرم اهلل‬
‫وجهه ‪.‬‬
‫ودل سنة ‪ 1211‬ـهوحفظ القرآن بالسبع‪ ،‬واتقن علم‬
‫القراءات‪ ،‬وتبحر فيه‪ ،‬ثم اشتغل بتعليم القرآن‬

‫‪ - 23‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص‪.111‬‬


‫‪ 57 ‬‬
‫وعلومه‪ ،‬من أكابر أصحاب الشيخ العريب ادلرقاوي‪،‬‬
‫ألف ِف مناقبه سيدي أمحد بن الصديق الغماري تأَلفا‬
‫سماه "املؤذن بأخبار الشيخ أمحد بن عبد املؤمن" توىف‬
‫ِف ‪ 1242‬للهجرة‪.‬‬
‫(‪)24‬‬
‫سيدي العربي الدرقاوي‬
‫هو أبو عبد اهلل حممد العريب بن أمحد بن احلسن بن‬
‫سعيد احلسين‪ ،‬املعروف بموالي العريب ادلرقاوي‪ ،‬شيخ‬
‫الطريقة ادلرقاوية‪ ،‬ودل ببين زروال ِف بالد جبالة اعم‬
‫َّ‬
‫‪1152‬ه‪1737/‬م ويذكر اَبعض أن أحد أجداده املعروف‬
‫ببودرقة مدفون ِف بين أ ا‬
‫زك ببالد الشاوية‪.‬‬
‫ينتيم موالي العريب إىل الَّشفاء األدارسة‪ ،‬أخذ‬
‫اتلصوف عن أستاذه الصويف الكبري موالي عيل بن‬
‫عبد الرمحن العمراين الفاس‪ ،‬املدعو باِل ا امل‪ ،‬املشهور‬
‫بسعة اطالعه‪.‬‬

‫‪ - 24‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص‪.117‬‬


‫‪ 51 ‬‬
‫تعلم القراءة وحفظ القرآن الكريم‪ ،‬وعندما أتقنه‬
‫بالروايات السبع اشتغل بطلب العلم‪ ،‬فرحل ملدينة‬
‫فاس وأقام بها مدة‪ ،‬قرأ خالهلا ىلع أكابر علمائها‪ ،‬ما‬
‫َّ‬
‫قدر اهلل هل من العلوم‪ ،‬واكن ِف تلك الفتات أيَّام‬
‫الطلب مثابرا ىلع جماهدة نفسه ومحلها ىلع العبادة‪،‬‬
‫من صيام وقيام وتالوة وذكر مع فطمها ىلع املخالفات‪.‬‬
‫أخذ رمحه اهلل عن مجاعة من األوَلاء‪ ،‬ومجهور من‬
‫الكرباء واألصفياء‪ ،‬وعمدته منهم‪ :‬الشيخ العارف باهلل‬
‫موالنا أبو احلسن عيل اِلمل‪ ،‬رىض اهلل عنه‪ ،‬فبه‬
‫أرشقت ِف صدره أنوار العرفان‪ ،‬وجتلت هل من ربه‬
‫شموس اإلحسان‪ ،‬ووقع هل الفتح الكبري‪ ،‬واملدد‬
‫الفياض الغزير‪ ،‬وخترج ىلع يده هو من ال حيىص من‬
‫الشيوخ‪ ،‬وأرباب اتلمكني والرسوخ‪.‬‬
‫من الكمه رىض اهلل عنه‪" :‬إن شئت أن تطوى لك‬
‫الطريق‪ ،‬وحتصل ِف ساعة ىلع اتلحقيق‪ ،‬فعليك‬
‫‪ 59 ‬‬
‫بالواجبات‪ ،‬وبما تأكد من نوافل اخلريات‪ ،‬وخالف‬
‫ْ‬
‫هواك إذ ترى ُعجبًا"‪.‬‬
‫"اذلكر هو الركن األعظم ِف طريق اهلل‪ ،‬والعمدة فيه‬
‫كما علمت‪ ،‬فكن عليه كما أمرت‪ ،‬واهلل يقويك‪،‬‬
‫وحنبك ‪ -‬أحبك اهلل‪ -‬أن تكون ىلع تذكري عباد اهلل‬
‫«اهلل»‪ ،‬ثم سنة رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وحذرهم من الكفر دائما‪ ،‬وذكرهم اتلواضع دائما‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وزهدهم ِف ادلنيا‪ ،‬وأمرهم أن يقنعوا منها بما تيرس‬
‫كما أمر اهلل"‪.‬‬
‫توىف َللة اثلالثاء اثلاين والعَّشين صفر اخلري اعم‬
‫‪1239‬ه‪ ،‬ودفن ِف بين زروال‪ ،‬وِضحيه هناك مشهور‬
‫معروف‪ ،‬ومناقبه وأحواهل وأوصافه ومعارفه ال ييف بها‬
‫قلم‪ ،‬وىه من الشهرة كنار ىلع علم‪.‬‬
‫‪ 41 ‬‬
‫(‪)25‬‬
‫سيدي على اجلمل العُمْرَانِيّ‬
‫هو أبو احلسن عيل بن عبد الرمحن بن حممد بن عيل بن‬
‫إبراهيم بن عمران الَّشيف احلسين اإلدريس‬
‫العمراين‪ ،‬من رشفاء بين عمران أهل قبيلة بين حسان؛‬
‫لقب باِلمل لكونه وجد مجال راقدا ببعض طر ِ فاس؛‬
‫فرفعه ووضعه خارج الطريق‪ .‬فرآه بعض انلاس فقال‪:‬‬
‫هذا هو اِلمل‪ .‬فاشتهر بذلك‪.‬‬
‫صحب العارف الكبري سيدي العريب بن أمحد بن عبد‬
‫اهلل معن األندلس‪ ،‬ولزم خدمته مدة من ستة عَّشة‬
‫اعما‪ ،‬حىت انتفع به اغية انلفع‪ ،‬وسمع منه من األرسار‬
‫ما ال يكيف وال ينحرص‪.‬‬

‫‪" - 25‬املقصد األمحد ِف ذكر ابن عبد اهلل أمحد" للعالمة الطيب‬
‫القادري‪ ،‬وسلوة األنفاس وحمادثة األكياس بـمن أقرب من العلماء‬
‫والصلحاء بفاس‪ ،‬وترجم هل ِف "الروضة املقصودة"‪ ،‬و"سلوك الطريق‬
‫الوارية"‪ ،‬و"إمداد ذوي االستعداد" وغريها‪.‬‬
‫‪ 41 ‬‬
‫ثم ملا توىف شيخه سيدي العريب؛ بىن نلفسه زاوية‬
‫بالرميلة حيث ِضحيه اْلن‪ ،‬وكرث أتباعه وخدامه‪.‬‬
‫واكن قد فتح هل أوال ىلع يد رشيف كبري السن حسن‬
‫الوجه من ناحية املَّش ِ هل‪ ،‬يدَع عبد اهلل‪ ،‬وجده‬
‫بتطوان وصحبه بها سنتني‪.‬‬
‫واكن آخذا بالَّشيعة ِف مجيع أحَكمها‪ ،‬ال يتعدى‬
‫أمرها‪ ،‬يلبس تارة فاخر اثلياب‪ ،‬وتارة رثها‪ ،‬وينتعل‬
‫تارة بانلعل املعروف بالَّشبيل‪ ،‬وتارة حييف قدميه‬
‫باللكية‪ ،‬ويمد يده بالسؤال لقوم خمصوصني بال إحلاح‬
‫وال إحلاف‪.‬‬
‫توىف بفاس عشية يوم السبت تاسع وعَّشين ربيع‬
‫األول سنة أربع وتسعني‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة ثالث وتسعني‬
‫ومائة وألف ‪ 1193‬ـه‪1779/‬م‪ ،‬عن مائة وستة أعوام‪ ،‬أو‬
‫مخسة‪.‬‬
‫‪ 42 ‬‬
‫ودفن بزاويته اليت حبومة الرميلة من عدوة فاس‬
‫األندلس‪ ،‬قرب مسجد الشيخ سيدي أب مدين الغوث‬
‫نفعنا اهلل به‪ ،‬وبنيت عليه هناك قبة‪ ،‬وقربه بها مشهور‬
‫معروف مزار‪ ،‬عليه دربوز من خشب‪ ،‬ودفن معه بها ـ‬
‫وبما اتصل بها ـ مجاعة من أصحابه وأصحابهم‪.‬‬
‫‪ 43 ‬‬
‫(‪)24‬‬
‫سيدي العربي بن أمحد بن عبد اهلل‬
‫هو الويل الصالح‪ ،‬انلاسك انلاصح‪ ،‬العارف الَكمل‪،‬‬
‫املحقق الواصل‪ ،‬املسن‪ ،‬الربكة املريب؛ أبو حامد سيدي‬
‫العريب بن أمحد بن عبد اهلل معن األندلس‪.‬‬
‫ودل ضحوة يوم األربعاء تاسع ذي القعدة احلرام سنة‬
‫‪1179‬ه‪ ،‬ونشأ ِف شيم رشيفة‪ ،‬وأوصاف منيفة‪ ،‬وآداب‬
‫لطيفة‪ ،‬متحليا بقراءة القرءان‪ ،‬متجليا ِف مظاهر‬
‫العرفان‪ ،‬وأخرب عن شأنه وما يؤول إَله أمره الشيخ‬
‫العارف أبو العباس أمحد اَلمين؛ فقال فيه كما ِف‬
‫(املقصد)‪" :‬إن فيه اخلري‪ ،‬وسيكون من الصاحلني"‪.‬‬
‫ولقد صد ِ اهلل خربه فيه‪ ،‬فقد َكن صاحب أحوال‬
‫ربانية‪ ،‬ومواجد عرفانية‪ ،‬واقفا عند حده‪ ،‬جاريا ىلع‬
‫طريقة أبيه وجده‪ ،‬البسا أثواب اخلمول‪ ،‬طالعا ِف سماء‬

‫‪ - 24‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص ‪.111‬‬


‫‪ 44 ‬‬
‫الوصول‪ ،‬مالزما دلاره ال خيرج إال للزاوية‪ ،‬وشهود‬
‫مشاهد املسلمني احلاجية‪.‬‬
‫وهل الكم عجيب ِف الطريق‪ ،‬وإشارات لطيفة مذكورة‬
‫ِف كتابه‪ ،‬وكذا ِف كتب أصحابه وأصحابهم؛ منها‪:‬‬
‫قوهل‪" :‬إياك أن تغفل عن التَّشيف واتلعظيم ملن ظهر‬
‫لك بعض الفتح ىلع يده؛ ألن ِف التَّشيف واتلعظيم‬
‫للحرمة مفتاحا عظيما لزيادة اإلمدادات واخلريات‬
‫واألرسار واألنوار‪ ،‬ال تغفل عن هذا اَباب‪ ،‬ال تطعم‬
‫طعام حكمتك إال ملن جتده ِف اغية االحتياج إَلها‪،‬‬
‫َّ ا َّ ا ا ُ‬
‫الصدقات‬ ‫وإال فدسه بالزم اِلحود‪ ،‬قال القرآن‪ِ ( :‬إنما‬
‫ني) [اتلوبة‪]41 :‬‬ ‫ُْ ا ا ا ْا ا‬
‫لِلفقرا ِء والمسا ِك ِ‬
‫أخذ عن وادله أب العباس‪ ،‬وعليه اعتمد‪ ،‬وبه ترىب‪،‬‬
‫وأخذ – أيضا‪ -‬عن الشيخ سيدي أمحد اَلمين‪ .‬ذكر‬
‫ذلك تلميذه سيدي عيل اِلمل ِف مواضع من كتابه‪،‬‬
‫وذكر الشيخ أبو العباس ابن عجيبة ِف فهرسته أنه‪:‬‬
‫‪ 45 ‬‬
‫أخذ عنه الطريقة القادرية‪ ،‬وعن أبيه الطريقة‬
‫الشاذَلة‪ .‬قال‪" :‬وفيه اتلىق اَبحران‪ :‬حبر الشاذيل‪ ،‬وحبر‬
‫القادري‪.‬‬
‫وذكر غري واحد أن وفاته‪ :‬سنة ‪1144‬ه‪1753/‬م‪ ،‬واكنت‬
‫هل جنازة حاشدة حرضها أعيان فاس من علمائها‬
‫وفقرائها ورؤسائها‪ ،‬وصىل عليه بقربه ِف روضة أبيه‬
‫وجده املذكورين‪ ،‬وقربه بها معروف إىل اْلن‪ ،‬خارج‬
‫قبتهما‪ ،‬باملباح املتصل بها من ناحية القبة اَلوسفية‪،‬‬
‫وهو مزار متربك به‪.‬‬
‫‪ 44 ‬‬
‫(‪)27‬‬
‫الشيخ اإلمام أمحد بن عبد اهلل‬
‫هو اإلمام‪ ،‬احلرب اهلمام‪ ،‬العالم باهلل‪ ،‬وانلارص لسنة‬
‫رسول اهلل‪ ،‬ذو السرية انلبوية‪ ،‬واألخال ِ املصطفوية‪،‬‬
‫حبر اتلحقيق والعرفان‪ ،‬املريب انلفا‪ِ،‬ع‪ ،‬الكريم األخال ِ‬
‫والطبا‪ِ،‬ع‪ ،‬الفىت اذلي ما مثله فىت‪ ،‬والرجل اذلي ما‬
‫مثله ِف وقته أىت‪ ،‬مصباح الزمان‪ ،‬وفريد العرص‬
‫واألوان‪ ،‬صدر الصدور‪ ،‬الشهري بالربكة واحلكمة‬
‫وانلور‪ ،‬شيخ الطريقة‪ ،‬وفارس احلقيقة‪ ،‬العلم األوحد‪،‬‬
‫احلجة القدوة العمد‪ ،‬العارف باهلل تعاىل‪ ،‬أبو العباس‬
‫سيدي أمحد بن سيدي حممد بن حممد بن عبد اهلل‬
‫معن‪ ،‬األندلس املحتد‪ ،‬الفاس اْلباء واملودل‪ ،‬القاطن‬
‫باملخفية من عدوة فاس األندلس‪ ،‬وبها ودل ونشأ‪.‬‬
‫َكن رمحه اهلل من أعيان الطريقة‪ ،‬وأكابر أهل احلقيقة‪،‬‬

‫‪ - 27‬مناهج اتلحقيق للحافظ أمحد بن الصديق ص‪.93‬‬


‫‪ 47 ‬‬
‫ىلع قدم السلف الصالح‪ ،‬واملنهج القويم الواضح‪ ،‬آية‬
‫ِف السخاء واِلود‪ ،‬وكرم األخال ِ‪ ،‬والزهد والعبادة‪،‬‬
‫واتلعطف ىلع الضعفاء واملساكني‪ ،‬وحمبة آل اَبيت‬
‫والعلماء والصلحاء‪ ،‬واكن ىلع قدم اتلجريد‪ ،‬صارما ِف‬
‫احلق‪ ،‬نصوحا لعباد اهلل‪ ،‬ال يداهن أحدا‪ ،‬وحصل هل من‬
‫احلظوة وسما‪ِ،‬ع اللكمة عند أرباب ادلولة ما لم يكن‬
‫لغريه‪.‬‬
‫واكن علماء الوقت يقصدون زيارته‪ ،‬ويسلمون هل‬
‫ظاهرا وباطنا‪ ،‬وجيلسون بني يديه كجلوس املتعلم بني‬
‫يدي معلمه‪ ،‬وانتفع ىلع يديه خلق كثري‪ ،‬وظهر هل‬
‫ترصف عظيم‪ ،‬ومهابة كربى‪ ،‬فال تراه إال رأيت أسدا‬
‫وكيف أا ْم ُر اهمِّ‬
‫ُ‬
‫من أسد اهلل‪ ،‬قد عويف من خوف اخللق‪ِ ،‬‬
‫الر ْز ِ‪ ،‬وأويت من علم القلوب ما يشهد هل اذلو ِ‬ ‫ِ‬
‫الواضح واحلال الراجح‪ ،‬فال ختوض معه ِف فن من‬
‫‪ 41 ‬‬
‫فنونه إال أمتعك فيه‪ ،‬وهل من قوة اَلقني وادلين ما‬
‫الحت ثمراته ىلع ُك من اعرشه أو أوى إىل زاويته‪.‬‬
‫والزاوية اليت َكن اجتماعه بها مع أصحابه‪ :‬يه زاوية‬
‫أبيه اليت ىلع ضفة وادي الزيتون‪ ،‬بأقىص حومة‬
‫املخفية‪ ،‬عدوة فاس األندلس‪ .‬ثم جدد بناءها هو رىض‬
‫اهلل عنه فصارت ذللك تنسب إَله‪ ،‬واكن قد سخر اهلل‬
‫هل أسباب املال‪ ،‬واستفاد منه كثريا من عمله بالزر‪ِ،‬ع‬
‫والغرس وانلحل باحلاء املهملة فما برح عن طريقة‬
‫السلف بسببه قدما واحدا‪ ،‬بل تسلط عليه باإلنفا ِ‬
‫ِف جانب اهلل‪ ،‬فلم يبق منه إال ما به تقوم األسباب‬
‫بمقتىض الَّش‪ِ،‬ع‪ ،‬ولم يكن فيه موضع ترغيب إال‬
‫سلكه‪.‬‬
‫ومما انفرد به ِف زمانه‪ :‬أنه َكن ال يدخل بذمته َشء‬
‫من متا‪ِ،‬ع الغري قل أو جل ىلع أي وجه َكن‪ ،‬وإن قصده‬
‫‪ 49 ‬‬
‫أحد بهدية وغلبه احلياء عن ردها هل َكفأه عليها‬
‫بأضعاف مضاعفة ورصفها لغريه ِف احلني‪.‬‬
‫وأخباره وأحواهل ومعارفه وكراماته وترصفاته كثرية‬
‫جدا‪ ،‬استوىف بعضها تالمذته وغريهم ِف تصانيفهم‪،‬‬
‫وألف فيه باخلصوص مجاعة‪َ ،‬كلشيخ أب حممد سيدي‬
‫عبد السالم بن الطيب القادري‪ ،‬فإنه ألف ِف مناقبه‬
‫مؤلفا ِف جمدل سماه‪" :‬املقصد األمحد ِف اتلعريف‬
‫بسيدنا ابن عبد اهلل أمحد"‪ .‬وقد أىت فيه مما يتعلق‬
‫بصاحب التمجة بما ال مزيد عليه‪ ،‬مع فصاحة اللفظ‪،‬‬
‫ونهاية اتلحقيق ِف العبارة‪ ،‬وفرغ منه قبل موت املؤلف‬
‫فيه بأزيد من عَّشين اعما‪ .‬واكلفقيه الصويف أب‬
‫العباس أمحد بن عبد الوهاب الوزير الغساين‪ ،‬فإنه‬
‫ألف فيه مؤلفا سماه‪" :‬املقباس ِف فضائل أب العباس"‪،‬‬
‫وهل أيضا مقصورة ِف مدحه ورشحها ِف سفرين‪.‬‬
‫‪ 71 ‬‬
‫واكلشيخ اإلمام العالمة الصويف أب عبد اهلل سيدي‬
‫حممد املهدي الفاس‪ ،‬فإنه ألف فيه تأَلفا سماه‪:‬‬
‫"اإلملا‪ِ،‬ع بمن لم يذكر ِف ممتع األسما‪ِ،‬ع"‪ .‬وقيل ِف مدحه‬
‫أشعار كثرية‪ ،‬ولسيدي عبد السالم القادري ديوان‬
‫مستقل ِف مدحه‪.‬‬
‫ودل رمحه اهلل أواخر سنة اثنتني أو أوائل سنة ثالث‬
‫وأربعني وألف‪ ،‬وتوىف ضحوة يوم االثنني ثالث مجادى‬
‫اثلانية سنة عَّشين ومائة وألف‪ ،‬وارجتت املدينة ملوته‬
‫ارجتاجا‪ ،‬ودفن بقبة وادله‪ ،‬رأسه عند رجليه‪ ،‬وجعل‬
‫عليه دربوز كدربوزه‪ ،‬وهو مشهور إىل اْلن يزار‬
‫ويتربك به‪ ،‬نفعنا اهلل به‪.‬‬
‫‪ 71 ‬‬
‫(‪)21‬‬
‫سيدي قاسم اخلَصَاصِيّ‬
‫الشيخ اإلمام‪ ،‬العارف اهلمام‪ ،‬منبع اتلوحيد‪ ،‬ومعدن‬
‫اتلجريد واتلفريد‪ ،‬حبر املعرفة الزخار‪ ،‬وغيث املدد‬
‫الوابل املدرار‪ ،‬الواصل الَكمل املحقق‪ ،‬املجذوب‬
‫املقرب املستغر ِ‪ ،‬ذو اإلشارات العلية‪ ،‬واحلقائق‬
‫السنية‪ ،‬واملواجد الربانية‪ ،‬واإلرشاقات العرفانية‪،‬‬
‫املالميت؛ أبو الفضل سيدي قاسم بن احلاج قاسم بن‬
‫قاسم اخل ا اصاص (بفتح اخلاء املعجمة‪ ،‬وختفيف الصاد)‪.‬‬
‫به عرف‪.‬‬
‫رشيف يمين اِلذور أندلس األصول‪ ،‬و هو فاس دارا‬
‫ومودلا ومنشأ وِضحيا‪ .‬فقونلا‪ :‬اخلصاص‪ .‬نسبة إىل‪:‬‬
‫خصاصة باَلمن‪ .‬وتنسب أرسته كذلك خلصاصة ويه‬
‫مدينة ىلع شايطء اَبحر جببل قلعية بالريف املغريب‪،‬‬
‫ذات مياه وأجنة‪ ،‬ال عمارة بها اْلن‪.‬‬

‫‪ - 21‬مناهج اتلحقيق للحافظ أمحد بن الصديق ص‪.95‬‬


‫‪ 72 ‬‬
‫َكن بها سلفه‪ ،‬واكن هلم بها شهرة ِف الوالية والعلم‪،‬‬
‫مثل‪ :‬سيدي مسعود اخلصاص‪ ،‬وقد انتقلت أرسته إىل‬
‫فاس بعد خالء خصاصة‪.‬‬
‫ودل رمحه اهلل ِف حدود واحد أو اثنني وألف ‪ ،‬وريب‬
‫يتيما ِف حجر أمه بعد أن تويف وادله وتركه ِف بطن‬
‫أمه‪ ،‬وتعرف أرسته باحلسب والنسب حيث َكن وادله‬
‫احلاج قاسم من أعيان فاس وشيوخها وهو سليل الويل‬
‫سيدي مسعود اخلصاص الغرنايط األندلس اَلمين‬
‫املرابطي القليع األصل‪.‬‬
‫تريب بعدوة األندلس إىل أن شب وبلغ احللم‪ ،‬فَكنت هل‬
‫صبوة وخلطة مع أتراب هل من أهل حومته وغريهم‪،‬‬
‫َكن هو يذكرها ويذكر ما صدر عنه من األفاعيل‬
‫ا‬ ‫ُ ُ‬
‫بسببها‪ ،‬ي اع ِّرف انلاس بذلك فضل اهلل وإحسانه‪.‬‬
‫ثم هبت عليه عواطف اتلوبة؛ فأِلأته إىل ِضيح‬
‫‪ 73 ‬‬
‫الشيخ أب املحاسن الفاس من غري قصد هل به‪ ،‬إذ َكن‬
‫ال يعرفه وال يعرف اسمه‪ ،‬فناداه‪" :‬يا صاحب هذا‬
‫القرب؛ إن كنت وَلا هلل حقا‪ ،‬فنطلب منك أن جيمعين‬
‫اهلل بشيخ خندمه هلل ال خيدمه ميع أحد غريي"‪.‬‬
‫فجمعه اهلل بعد ذلك بشيخه األول؛ وهو‪ :‬سيدي مبارك‬
‫بن عبابو الكوش‪ ،‬فصحبه مدة إىل وفاته‪ ،‬ثم صحب‬
‫بعده العارف الفاس‪ ،‬والزمه‪ ،‬وسلب هل اإلرادة‪ ،‬وفتح‬
‫هل ىلع يديه الفتح العظيم‪ ،‬وبيق ِف صحبته حنوا من‬
‫عَّش سنني‪ ،‬واكن يقول هل‪" :‬أنت يل ولست ألحد‬
‫غريي"‪ .‬يشري واهلل أعلم بذلك أن فتحه َكن ىلع يده‬
‫دون غريه‪ ،‬واكن يقول هل أيضا‪" :‬أنت غريب؛ ليس لك‬
‫أخ"‪ .‬يشري إىل أنه‪ :‬غريب ِف طريقه وعرفانه وحتقيقه‪.‬‬
‫ثم بعد وفاته صحب خليفته ووارثه سيدي حممد بن‬
‫عبد اهلل معن األندلس‪ ،‬وبيق ِف صحبته ستة‬
‫وعَّشين سنة‪ ،‬وهؤالء اثلالثة األشياخ هم عمدته‪،‬‬
‫‪ 74 ‬‬
‫وإَلهم سلب اإلرادة؛ كما ذكره هو عن نفسه واحدا‬
‫بعد واحد‪.‬‬
‫واكن يقول‪ :‬إنه لىق ستة وعَّشين شيخا‪ ،‬أو حنوهم‪ ،‬وهو‬
‫رىض اهلل عنه الوارث لشيخه األخري؛ وهو سيدي حممد‬
‫بن عبد اهلل‪ ،‬أخرب بذلك تلميذه وودل شيخه املذكور‪:‬‬
‫سيدي أمحد بن عبد اهلل‪ .‬ويف "املقصد"‪" :‬إنه جلس‬
‫يوما أصحاب سيدي حممد بعد موته يتحدثون‬
‫متحريين؛ كيف السبيل إىل معرفة وارثه؟ وسيدي‬
‫قاسم معهم‪ .‬فقال هلم‪ :‬ها هو السبع ِف وسطكم‪،‬‬
‫ولكن أين من يستخرجه ويتفطن هل؟‬
‫واكن رمحه اهلل من أهل العناية الربانية‪ ،‬واألحوال‬
‫انلورانية‪ ،‬والغيبة ِف اتلوحيد‪ ،‬واالستغرا ِ ِف حبر‬
‫اتلحقيق‪ ،‬قوي احلال‪ ،‬فائض انلور‪ ،‬فياض املدد‪ ،‬تغلب‬
‫عليه الغيبة وتعتاده زيادتها ِف حنو مخسة أيام من ُك‬
‫شهر‪ ،‬فال يعرف فيها األرض من السماء‪ ،‬وال يأكل وال‬
‫‪ 75 ‬‬
‫يَّشب‪ ،‬إال أنه يسأل عن أوقات الصالة ِف ُك ساعة‪،‬‬
‫وقد يسأل عن صالة نهارية بالليل‪ ،‬واكن إذا وقع ذلك‬
‫ال خيرج من داره‪.‬‬
‫واكنت طريقته‪ :‬املحبوبية والفناء ِف اتلوحيد‪ .‬ال يشري‬
‫ِف الكمه إال إَلهما‪ ،‬وال يعرج إال عليهما‪ ،‬وينهض‬
‫بانلاس إىل اهلل من طريقهما‪ ،‬وال يلوي ىلع طريق‬
‫اخلوف وال يشري إَله‪ ،‬وال حيب من يقف مع اخلوف‬
‫وشهود مساويه؛ خمافة أن يقرص به ذلك عن انلهوض‬
‫إىل اهلل‪.‬‬
‫توىف رمحه اهلل ورىض عنه ِف وسط َللة األحد اتلاسع‬
‫عَّش من شهر رمضان املعظم سنة ثالث وثمانني‬
‫وألف ‪1113‬ه‪1472/‬م‪،‬عن حنو اثنني وثمانني سنة‪.‬‬
‫‪ 74 ‬‬
‫(‪) 29‬‬
‫سيدي حممد بن عبد اهلل مَعْن الفاسي األندلسي‬
‫هو الشيخ اإلمام‪ ،‬احلرب اَبحر اهلمام أبو عبد اهلل وأبو‬
‫انلصائح سيدي حممد (فتحا) ابن حممد بن عبد اهلل بن‬
‫معن األندلس‪ ،‬يعرف قديما بمعن‪( ،‬بفتح فسكون‪ ،‬أو‬
‫بفتحتني)‪ ،‬واْلن بابن عبد اهلل‪ ،‬وهو من ذرية يعقوب‬
‫املنصور املوحدي‪ ،‬ويعقوب هذا كوم السلف‪ ،‬مرضي‬
‫األصل‪ ،‬من قيس عيالن ابن مرض‪ ،‬كما ذكره مجاعة‬
‫من املؤرخني دلوتلهم وهو الصحيح‪.‬‬
‫ودل رىض اهلل عنه تقريبًا سنة ثمان وسبعني وتسعمائة‪،‬‬
‫ونشأ ِف عفاف وأمانة‪ ،‬وحفظ وصيانة‪ ،‬وجود القرآن‪.‬‬
‫وعلق بزيارة ِضيح سيدي أب عبد اهلل اتلاودي‪،‬‬
‫ادلفني خارج باب اِليسه‪ ،‬حىت إذا بلغ أشده وبلغ‬
‫حدود اثلالثني‪ ،‬مجعه اهلل بالشيخ أب املحاسن‪ ،‬فسلب‬

‫‪ - 29‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص ‪.91‬‬


‫‪ 77 ‬‬
‫هل اإلرادة‪ ،‬وألىق إَله قياده‪ .‬فرصف أبو املحاسن عنان‬
‫العناية إَله‪ ،‬إىل أن فتح هل ىلع يديه‪ ،‬وانتفع به انتفااع‬
‫قويا‪ ،‬ورشب منه مَّشبا رويا‪ .‬وىلع يديه َكنت هل‬
‫الوالدة‪ ،‬وكثري من التبية واإلفادة‪ .‬واكنت صحبته هل‬
‫أربع سنني إىل أن توفيى سيدي يوسف‪.‬‬
‫فأخذ بعده عن أخيه ووارث حاهل العارف باهلل سيدي‬
‫عبد الرمحن‪ ،‬فبىق ِف صحبته ثالثا وعَّشين سنة‪ ،‬مدة‬
‫ما بني وفاة سيدي يوسف وسيدي عبد الرمحن‪ ،‬وهو‬
‫عمدته وعليه عول‪ ،‬وبه تهذب وتكمل‪ ،‬واكن خيدمه‬
‫بنفسه وماهل‪ ،‬واكن العارف املذكور يعظم أمره‪ ،‬وجيل‬
‫ذكره‪ ،‬ويظهر جالتله وفخره‪ ،‬ويقول‪" :‬إنه من أرباب‬
‫القلوب"‪ .‬وتارة‪" :‬إنه ال يوجد مثله ِف املَّش ِ وال ِف‬
‫املغرب"‪ .‬وتارة أخرى‪" :‬إنه ليس حتت قرص السماء‬
‫مثله"‪ .‬وتارة أخرى‪" :‬ما احزتم أحد حبزامه"‪.‬‬
‫‪ 71 ‬‬
‫وملا توىف العارف املذكور أحاط صاحب التمجة بمرياثه‬
‫ومرياث شيخه من قبله سيدي يوسف‪ ،‬إال أنه بيق‬
‫بداره مدة لم يؤذن هل ِف االنتصاب دلاللة اخللق ىلع‬
‫اهلل‪ ،‬ثم إنه زار الشيخ موالنا عبد السالم بن مشيش‬
‫قدس اهلل رسه فوقع هل اإلذن هناك كما أخرب به عن‬
‫نفسه‪ ،‬فلما رجع جلس ِف زاوية شيخه سيدي يوسف‬
‫الفاس لقربها منه‪ ،‬واكن يسكن باملخفية‪ ،‬فأتاه انلاس‬
‫من ُك جهة‪ ،‬فقال هلم‪" :‬اركبوا هذه الرقبة‪ ،‬فقد هددت‬
‫بالسلب إن لم أخرج إَلكم"‪ .‬وتغرغرت عيناه‬
‫بادلمو‪ِ،‬ع‪ ،‬تصدى حينئذ إلرشاد املؤمنني‪ ،‬وتربية‬
‫املريدين‪ ،‬واكن يشري خلدمة اِلن إياه‪ ،‬وحضورهم‬
‫جملسه‪ .‬يقول‪" :‬أول من خيدم املخصوص‪ :‬اِلن؛ ألنه‬
‫أكيس من اْلدم"‪.‬‬
‫وبيق ِف زاوية شيخه حنو ستة أشهر‪ ،‬ثم بىن زاويته اليت‬
‫‪ 79 ‬‬
‫بأىلع املخفية ىلع ضفة وادي الزيتون سنة ثمان‬
‫وثالثني وألف‪ ،‬وانتقل إَلها بأصحابه‪ ،‬يدل ىلع اهلل‪،‬‬
‫وينصح لعباد اهلل‪ ،‬وينرص سنة رسول اهلل صىل اهلل‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وحييى أمور ادلين وقلوب املؤمنني بما‬
‫منحه اهلل من املعارف واألرسار والرباكت واألنوار‪.‬‬
‫فأحىي اهلل به اَبالد والعباد‪ ،‬ونفع به احلاِض واَباد‪،‬‬
‫وانتَّشت ىلع يديه أمور السنة انلبوية وأرشقت بها‬
‫آياته املبينة‪.‬‬
‫واكنت وفاته رمحه اهلل بعد طلو‪ِ،‬ع الشمس بنحو ساعة‬
‫من يوم األحد اثلالث من مجادى اثلانية سنة اثنني‬
‫وستني وألف‪ ،‬ودفن عند الزوال بالقباب أىلع مطرح‬
‫اِلنة‪ ،‬قريبا من قبة سيدي يوسف الفاس عن يمينها‪.‬‬
‫‪ 11 ‬‬
‫(‪)31‬‬
‫عبد الرمحن بن حممد الفاسى‬
‫عبد الرمحن بن حممد بن يوسف بن عبد الرمحن بن أب‬
‫بكر حممد بن عبد امللك بن أب بكر حممد بن عبد‬
‫اهلل بن حيىي بن فرج بن اِلد‪ ،‬أبو زيد وأبو حممد‪،‬‬
‫الفهري الكناين النسب‪ ،‬املاليق األندلس األصل‪،‬‬
‫القرصي الوالدة واملنشأ‪ ،‬الفاس اللقب وادلار والوفاة‪.‬‬
‫واكن جده يوسف بن عبد الرمحن يتدد من فاس إىل‬
‫القرص الكبري للتجارة‪ ،‬فلقب عند أهل القرص‬
‫بالفاس‪.‬‬

‫‪ - 31‬مرآة املحاسن‪ ،) 313 – 311 ( :‬فهرسة الشيخ ميارة ‪،27-25( :‬‬


‫رقم‪ ،)2:‬وأفرده أبو زيد عبد الرمحن بن عبد القادر الفاس بكتاب‬
‫سماه‪" :‬أزهار البستان ِف مناقب الشيخ أب حممد عبد الرمحن" نسخة‬
‫اخلزانة احلسنية ورقمها‪ ،)513( :‬صفوة من انتَّش‪ ،91 -11 ( :‬رقم‪،)23 :‬‬
‫سلوة األنفاس‪ ،345 – 341 /2 ( :‬رقم‪ ،)743 :‬موسوعة أعالم املغرب‪:‬‬
‫(‪ ،1257 -1273 /3‬رقم‪.)2193:‬‬
‫‪ 11 ‬‬
‫ودل بالقرص الكبري ِف حمرم سنة ‪972‬ه‪ ،‬ومات وادله أبو‬
‫عبد اهلل وهو صغري‪ ،‬وريب ِف حجر أخيه الشيخ أب‬
‫املحاسن الفاس ( ت ‪1113‬ه)‪.‬‬
‫بدأ طلب العلم بمسقط رأسه بصحبة أب العباس ابن‬
‫الشيخ أب املحاسن‪ ،‬ثم بعثهما الشيخ املذكور إىل فاس‬
‫سنة ‪914‬ه‪ ،‬الستكمال اتلحصيل والطلب‪ ،‬فأخذ عن‬
‫كبار علماء عرصه مثل الشيخ أمحد بن عيل املنجور‬
‫(ت‪995‬ه)‪ ،‬والشيخ حممد بن قاسم القصار (ت‪1112‬ه)‪،‬‬
‫والزم أخاه الشيخ أبا املحاسن مدة طويلة‪ ،‬وورث‬
‫طريقته ِف اتلصوف بعد وفاته‪ ،‬وأسقط وظيفة الشيخ‬
‫أب العباس زرو ِ‪ ،‬وحزب الشيخ أب عبد اهلل اِلزويل‪.‬‬
‫ويف سنة سبع وعَّشين وألف (‪1127‬ه) بىن زاويته اليت‬
‫بإزاء داره‪ ،‬وانتقل إَلها بأصحابه‪ ،‬فتصدى للتدريس‪،‬‬
‫وإقراء احلديث‪ ،‬واكن‪ -‬رمحه اهلل ‪ -‬يقول‪ « :‬ال أحتاج‬
‫‪ 12 ‬‬
‫ِف قراءة اَبخاري ومسلم واملوطأ إىل مطالعة َشء‬
‫سوى املشار ِ لعياض‪ ،‬وأما ما يتعلق بمعىن احلديث‪،‬‬
‫فال أحتاج فيه ألحد»‪.‬‬
‫ومن أشهر األعالم اذلين تتلمذوا ىلع يديه نذكر‪:‬‬
‫أمحد بن عيل بن حممد اَبوسعيدي ( ت ‪1144‬ه)‪،‬‬
‫وحممد العريب بن يوسف الفاس (ت ‪ 1152‬ـه)‪ ،‬وحممد‬
‫بن أمحد ام َّيارة الفاس ( ت ‪1172‬ه)‪.‬‬
‫توىف رمحه اهلل ِف آخر َللة األربعاء السابع والعَّشين‬
‫من ربيع األول سنة ست وثالثني وألف (‪1134‬ه)‪،‬‬
‫ودفن ِف روضة أخيه الشيخ أب املحاسن‪ ،‬قريبا من‬
‫القبة‪ِ ،‬ف شماهلا‪.‬‬
‫‪ 13 ‬‬
‫(‪)31‬‬
‫يوسف بن حممد الفاسي‬
‫هو الشيخ يوسف بن حممد أبو املحاسن‪ ،‬القرصي‬
‫الفاس‪ ،‬ودل بالقرص الكبري سنة ‪ 937‬ـهوقيل‪931 :‬ه ‪،‬‬
‫وبه نشأ‪ ،‬وحفظ القرآن الكريم‪ ،‬وأحكم قراءة نافع‬
‫ضبطا ورسما ىلع الشيخ أب احلسن عيل العريب‪،‬‬
‫والفقيه األستاذ أب زيد عبد الرمحن بن حممد اخلباز‬
‫القرصي‪ ،‬ثم قام برحلتني إىل فاس‪ ،‬الرحلة األوىل مع‬
‫وادله قبل سنة ‪941‬ه ‪ ،‬ثم جدد الرحلة بعد هذه السنة‪.‬‬
‫وأدرك بفاس مجاعة من العلماء‪ ،‬منهم أبو عبد اهلل‬

‫‪ - 31‬مرآة املحاسن من أخبار الشيخ أب املحاسن ألب حامد حممد‬


‫العريب بن يوسف الفاس الفهري (ت‪1152‬ه)‪ ،‬دراسة وحتقيق حممد محزة‬
‫بن عيل الكتاين‪ ،‬مركز التاث اثلقاِف املغريب ادلار اَبيضاء‪ -‬دار ابن‬
‫حزم بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1429:‬ـه– ‪2111‬م‪ ،‬شجرة انلور الزكية‪:‬‬
‫(‪ ،294-295/1‬رقم‪ ،)1134:‬األعالم للزريلك‪.)252/1( :‬‬
‫‪ 14 ‬‬
‫حممد بن أمحد اليستيين‪ ،‬وأبو حممد عبد الوهاب بن‬
‫حممد الزقا ِ‪ ،‬وحممد بن خروف اتلونس‪ ،‬وحممد بن‬
‫عبد الرمحن بن جالل اتللمساين‪.‬‬
‫اشتغل الشيخ أبو املحاسن بعد رجوعه من فاس‪،‬‬
‫باتلدريس واإلفتاء بالقرص الكبري‪ ،‬وأقام ىلع ذلك أزيد‬
‫من عَّشين سنة‪ ،‬إال أن نبوغ الشيخ ظهر ِف اتلصوف‬
‫والسلوك‪ ،‬واكن وارثا ملقام أستاذه الشيخ أب زيد عبد‬
‫عياد املجذوب‪ ،‬حيث انتهت إَله املشيخة‬ ‫الرمحن بن َّ‬

‫بعد وفاته‪.‬‬
‫وأخذ الكثريون عنه الفقه واتلصوف‪ ،‬منهم‪ :‬أبناؤه‬
‫أمحد وعيل والعريب‪ ،‬وأخوه عبد الرمحن العارف باهلل‪.‬‬
‫واكنت وفاته رمحه اهلل بفاس َللة األحد اثلامن عَّش‬
‫من ربيع األول سنة ‪1113‬ه‪ ،‬ودفن قريبا من الوسط‪ِ ،‬ف‬
‫الروضة املنسوبة هل خارج باب الفتوح‪.‬‬
‫‪ 15 ‬‬
‫(‪)32‬‬
‫سيدي عبد الرمحن اجملذوب‬
‫هو سيدي عبد الرمحن بن عياد بن يعقوب بن سالمة‬
‫الصنهايج األصل‪ ،‬ثم الفريج ادلَكيل املعروف‬
‫باملجذوب‪َ ،‬كن مقر أسالفه بساحل بدل أزمور من‬
‫دَكلة‪ ،‬وهناك ودل ثم رحل وادله مع العائلة إىل نوايح‬
‫مكناس ثم سكن هو مكناس نفسها‪.‬‬
‫ودل الشيخ سيدي عبد الرمحن املجذوب ِف شهر‬
‫رمضان اعم ‪919‬ھ‪1514 -‬م‪ ،‬برباط تيط قريبا من بدلة‬
‫أزمور‪ -‬مأوى سلفه‪ -‬ثم رحل وهو صيب مع وادله سنة‬

‫‪ - 32‬املطرب بمشاهري أوَلاء املغرب‪ ،‬عبد اهلل بن عبد القادر اتلليدي‪،‬‬


‫دار األمان‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪1424 ،4‬ھ‪2113-‬م‪ ،‬ص‪ ،147 :‬معلمة املغرب‪ ،‬من‬
‫إنتاج اِلمعية املغربية للتأَلف والتمجة والنَّش‪1425 ،‬ھ‪2114-‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪ ،4914‬الروض العطر األنفاس بأخبار الصاحلني من أهل فاس‪ ،‬أبو عبد‬
‫اهلل حممد بن عيشون الَّشاط‪ ،‬حتقيق‪ :‬زهراء انلظام‪ ،‬منشورات لكية‬
‫اْلداب‪ ،‬الرباط‪ ،‬ط‪1997 ،1‬م‪ ،‬ص‪.111 :‬‬
‫‪ 14 ‬‬
‫‪914‬ھ‪1511 -‬م‪ ،‬إىل نوايح مدينة مكناس‪ ،‬ونزل بموضع‬
‫ُ َّ‬
‫"إرَكن"‪ ،‬ونشأ ِف بيئة خري وصالح‪.‬‬ ‫يقال هل‪:‬‬
‫تلىق تعليمه أوال ِف مدينة مكناس‪ ،‬ثم رحل إىل مدينة‬
‫فاس‪ ،‬لكن املصادر اليت اهتمت بتمجته لم تَّش إىل‬
‫اِلانب العليم واملعريف ِف حياته‪ ،‬وال إىل مراحل‬
‫تعليمه‪ ،‬وال ادلرجة العلمية اليت وصل إَلها‪ ،‬وقد‬
‫احتك سيدي عبد الرمحن برجال اتلصوف وهو صغري‪،‬‬
‫فوادله َكن صوفيا أخذ عن الشيخ إبراهيم أفحام‬
‫الزرهوين تلميذ الشيخ أمحد زرو ِ‪ ،‬وهو يمثل جانب‬
‫تصوف اِلذب اذلي مزي متصوفة القرن العارش‬
‫اهلجري‪.‬‬
‫أخذ الشيخ سيدي عبد الرمحن املجذوب ترباك‬
‫واستفادة وانتفااع عن عدة من املشايخ‪ ،‬وخدمهم‬
‫وترىب بهم‪ ،‬وتأدب وتهذب‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ عيل بن أمحد‬
‫الصنهايج ادلوار‪ ،‬والشيخ أبو حفص عمر اخلطاب‬
‫‪ 17 ‬‬
‫دفني جبل زرهون‪ ،‬وعليه اعتمد ِف التبية وسلوك‬
‫الطريق‪ ،‬والشيخ أبو عثمان سعيد بن أب بكر‪،‬‬
‫والشيخ أبو الرواين دفني خارج مكناسة الزيتون‪،‬‬
‫والشيخ أبو العباس أمحد بن عبد الواحد الشبيه‬
‫الَّشيف احلسين اِلويط دفني خارج مكناسة‬
‫الزيتون‪ ،‬والشيخ أبو حممد عبد احلق الزَليج دفني‬
‫جبل زرهون‪ ،‬والشيخ أبو زكريا حيىي بن عالل‬
‫اَبوخصييب العمري دفني خارج باب الفتوح من فاس‪،‬‬
‫والشيخ أبو عبد اهلل حممد جعران السفياين‪.‬‬
‫توىف رىض اهلل عنه َللة اِلمعة من عيد األضىح سنة‬
‫ست وسبعني وتسعمائة ودفن خارج باب سيدي‬
‫عيىس‪ ،‬وهو اَلوم ِف مقربة حماط عليها جبدار مرتفع‬
‫ىلع يمني ادلاخل لرضيح املوىل إسماعيل العلوي‬
‫رمحهما اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪ 11 ‬‬
‫( ‪) 33‬‬
‫القطب علي الصنهاجي الدوار‬
‫أبو احلسن عيل بن أمحد بن عيل بن أمحد بن عبد‬
‫الرمحن الصنهايج‪ ،‬ثم الفاس‪ ،‬املعروف بادلوار‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫ألنه َكن يدور ِف عطيته األرسار واألحوال‪ ،‬فيستدها‬
‫ألدىن سبب يقع من املريد أو دونه‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬لكرثة ما َكن يدور ِف األماكن واألسوا ِ‪ ،‬وهو‬
‫يصيح‪ :‬اهلل! قال ِف "ممتع األسما‪ِ،‬ع"‪ :‬وهذا هو األقرب‬
‫ِف تلقيبه بذلك‪ .‬وقيل‪ :‬واكن يكره اللقب به‪.‬‬
‫ودل رمحه اهلل بصنهاجة الكبرية اليت يقال هلا‪ :‬صنهاجة‬
‫احلجر‪ .‬وهل بها سلف وفيهم أوَلاء‪ ،‬منهم‪ :‬أبو جده‪،‬‬
‫وادل أبيه املذكور‪ ،‬وخرج منها صغريا‪ ،‬ثم دخل فاس‬
‫بعد مدة‪ ،‬وبيق بها إىل أن مات‪.‬‬
‫وقد ترمجه املؤرخ أبو عبد اهلل بن عسكر ِف "دوحة‬

‫‪ - 33‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص ‪.15‬‬


‫‪ 19 ‬‬
‫انلارش" فقال‪َ :‬كن رمحه اهلل من عباد اهلل الصاحلني‪،‬‬
‫وواليته عند أهل فاس قطعية كفلق الصبح‪ ،‬واكن‬
‫جمذوبا‪ ،‬ىلع طريق املالمتية‪ ،‬تعتيه أحوال اِلذب ِف‬
‫ُك حني‪ ،‬خيرب باملغيبات‪ ،‬ويكاشف كثريا ممن يلقاه‪،‬‬
‫ال يلتفت إىل مدح وال إىل ذم‪ ،‬يدخل ديار ملوك بين‬
‫مرين‪ ،‬فيتلقاه النساء واألوالد‪ ،‬فيقبلون يديه وقدميه‪،‬‬
‫فال يلتفت إىل أحد‪ ،‬ويدفعون إَله احلوائج الرفيعة‪،‬‬
‫واذلخائر انلفسية‪ ،‬ويلبسه السلطان من أرشف َباسه‪،‬‬
‫فإذا خرج‪ ،‬تصد ِ جبميع ذلك‪.‬‬
‫أخذ رمحه اهلل عن العارف باهلل‪ ،‬الشيخ الصالح‪،‬‬
‫املجذوب املالميت‪ ،‬أب انلور سيدي إبراهيم بن عيل‬
‫أفحام (باحلاء‪ ،‬ويقال‪ :‬أفهام باهلاء) الزرهوين‪ ،‬دفني‬
‫جبل زرهون‪ ،‬وهو الوارث هل كما ذكره ِف (املقصد)‬
‫وغريه أنه اذلي ظهر حبالة من القوة ِف اِلذب والغيبة‬
‫‪ 91 ‬‬
‫ِف اتلوحيد‪ ،‬ولم يوجد متصف بذلك غريه‪ ،‬وتوىف ِف‬
‫ثاين اِلمادين سنة سبع وأربعني وتسعمائة‪.‬‬
‫قال صاحب "االبتهاج"‪ :‬كذا وجدته خبط بعضهم‪،‬‬
‫واألقرب اذلي يصح‪ :‬أنه توىف ِف أول سنة إحدى‬
‫وأربعني‪ ،‬أو ِف تمام السنة اليت قبلها‪ ،‬ودفن خارج باب‬
‫الفتوح من فاس‪ ،‬وبىن عليه بناء حسن‪.‬‬
‫(‪)34‬‬
‫سيدي إبراهيم أفحام رضى اهلل عنه‬
‫هو القطب العارف اهليلك الصمداين سيدي أبو‬
‫إسحا ِ إبراهيم عيل الزرهوين املعروف بأفحام باحلاء‬
‫إلفحامه علماء عرصه‪ ،‬وقيل‪ :‬أفهام‪ ،‬باهلاء بعد الفاء‪،‬‬
‫دفني جبل زرهون‪.‬‬
‫وهو تلميذ اَبحر ادلفو ِ سيد أمحد زرو ِ الفاس‬
‫وأستاذ الشيخ سيدي عيل الصنهايج ادلوار رىض اهلل‬
‫عنه‪ .‬توىف ‪924‬ه‪.‬‬

‫‪ - 34‬مناهج اتلحقيق ص ‪.15‬‬


‫‪ 91 ‬‬
‫(‪)35‬‬
‫سيدي أمحد زروق رضى اهلل عنه‬
‫هو أمحد بن أمحد بن حممد بن عيىس الربنس الفاس‬
‫ُّ‬
‫بـزرو ِ‪ ،‬الفقيه املاليك‪ ،‬املعروف صاحب‬ ‫املعروف‬
‫الَّشوحات املعتمدة عند املالكية‪ ،‬ودل بتازة باملغرب‬
‫سنة ‪ 144‬ه‪ ،‬مات أبوه وهو رضيع فنشأ ً‬
‫يتيما‪ ،‬وتوىل‬
‫ُ‬
‫جده ألمه تربيته‪ ،‬واكنت أمه تعرف بالزهد واتلقوى‬
‫والصالح‪.‬‬
‫زرو ِ هو لقب جده اذلي َكن بعينه زرقة‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫ُّ‬
‫زرو ِ‪ .‬ومن ثم أطلقت ىلع ذريته من بعده‪.‬‬

‫‪ - 35‬الضوء الالمع ألهل القرن اتلاسع (‪ ،)222/1‬جذوة االقتباس‬


‫(ص‪ ،)121:‬درة احلجال (ص‪ ،)32 :‬شذرات اذلهب ‪)541-547 :9‬‬
‫وفيه اسمه (إسماعيل بن حممد الربلس) وهو خطأ‪ ،‬البستان البن‬
‫مريم (ص‪ ،)45:‬كفاية املحتاج (‪ ،)54/1‬طبقات احلضييك (‪-27/1‬‬
‫‪ ،)34‬شجرة انلور الزكية (ص‪ ،)247 :‬األعالم للزريلك (‪.)17 /1‬‬
‫‪ 92 ‬‬
‫قرأ رسالة ابن أب زيد القريواين ِف فقه املالكية ىلع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الشيخ عبد اهلل الفخار وىلع السبطي حبثا وحتقيقا‪،‬‬
‫ِّ‬
‫واكن أخذ الطريقة ىلع يد الشيخ املسلك عبد اهلل‬
‫امليك‪ ،‬وأخذ عن حممد بن القاسم القوري وغريه‪ .‬وتويف‬
‫بمدينة مرصاتة (غرب َلبيا) سنة ‪ 199‬ه‪.‬‬
‫وأخذ عن الشيخ يىح العيديل والشيخ أب عبد اهلل‬
‫الفخار والقوري والزرهوين واملجاص وعبد الرمحن‬
‫املجدويل والسنهوري‪ ،‬واحلافظني ادلمريي والسخاوي‪،‬‬
‫والرصا‪ِ،‬ع واألخرض وإبراهيم املازين واملشدايل وابن‬
‫املهدي املواس‪ ،‬والشيخ أمحد بن عقبة احلرضم‪،‬‬
‫والشيخ الشهاب األفشيطي‪ ،‬وغريهم كثريون من‬
‫علماء املغرب وتونس ومرص‪.‬‬
‫رحل إىل مرص قادما من جباية واتلىق ِف القاهرة مع‬
‫الشيخ أب العباس احلرضم‪ ،‬وأخذ عنه الطريقة‪ ،‬وصار‬
‫‪ 93 ‬‬
‫شيخه ِف السلوك‪ ،‬وانتسب إَله والزمه‪.‬‬
‫واشتغل ِف مرص بعلوم اللغة العربية وأصول الفقه‬
‫فدرس ىلع اِلوجري وغريه من العلماء‪ ،‬وقرأ بلوغ‬
‫املرام ودرس علم االصطالح ىلع احلافظ السخاوي‬
‫وتأثر به‪.‬‬
‫واكنت هل شهرة كبرية ِف أرض مرص فَكن يدرس ِف‬
‫اِلامع األزهر واكن حيرض درسه ما يزيد ىلع ستة آالف‬
‫مستمع‪ ،‬وتوىل إمامة املالكية‪ ،‬وصار املرجع ِف املذهب‪،‬‬
‫وانتفع ىلع يديه خلق كثري‪.‬‬
‫يعترب الشيخ ُّ‬
‫زرو ِ من أهم مراجع علماء املالكية‪،‬‬
‫وتكاد ال ختلو أغلب املصنفات ِف الفقه املاليك من‬
‫ذكر فتاويه واجتهاداته ورشوحاته‪.‬‬
‫قال العالمة عبد الرؤوف املناوي عنه‪ :‬اعبد من حبر‬
‫الغيب يغتف‪ ،‬واعلم بالوالية يتصف‪ ،‬حتىل بعقود‬
‫‪ 94 ‬‬
‫القناعة والعفاف‪ ،‬وبر‪ِ،‬ع ِف معرفة الفقه واتلصوف‬
‫واألصول واخلالف‪ ،‬خطبته ادلنيا فخاطب سواها‬
‫وعرضت عليه املناصب فردها وأباها‪.‬‬
‫تعد مكتبة الشيخ أمحد زرو ِ عريقة بقدر عراقة‬
‫الزاوية اليت أسسها ِف مدينة مرصاتة بليبيا‪ ،‬فهما‬
‫مرتبطتان ِف الزمان واملَكن واملؤسس‪ ،‬وحال كونها‬
‫ُّ‬
‫تأسست قبل قرابة ‪ 541‬اعما‪ ،‬فيه تعد كذلك من أقدم‬
‫املكتبات ِف املنطقة‪ ،‬وحتظى املكتبة باهتمام دويل‬
‫حيث يرتادها اَباحثون من دول عدة ويه كذلك ىلع‬
‫تواصل مع مراكز علمية خارج َلبيا‪.‬‬
‫‪ 95 ‬‬
‫من مؤلفات سيدي أمحد زرو ِ‪:‬‬
‫‪ .1‬تفسري القرآن العظيم‪.‬‬
‫‪ .2‬ثالثة رشوح ىلع منت القرطبية‪.‬‬
‫ُّ َّ‬
‫بالسنة‪.‬‬ ‫‪ .3‬اِلنة للمعتصم من اَبد‪ِ،‬ع‬
‫رشحا ىلع احلكم العطائية (البن‬ ‫ً‬ ‫‪ .4‬ستة وثالثون‬
‫عطاء اهلل السكندري)‪.‬‬
‫‪ .5‬رشح أسماء اهلل احلسىن‪ ،‬املسَم املقصد األسَم‪.‬‬
‫‪ .4‬رشح حزب اَبحر لإلمام الشاذيل‪.‬‬
‫‪ .7‬رشح رسالة أب زيد القريواين‪.‬‬
‫‪ .1‬رشح كتاب صدور التتيب‪.‬‬
‫‪ .9‬رشح لكتاب دالئل اخلريات‪.‬‬
‫‪ .11‬العقائد اخلمس‪.‬‬
‫‪ .11‬قواعد اتلصوف ىلع وجه جيمع بني الَّشيعة‬
‫واحلقيقة ويصل األصول والفقه بالطريقة‪.‬‬
‫‪.12‬انلصيحة الَكفية ملن َّ‬
‫خصه اهلل بالعافية‪.‬‬
‫‪ 94 ‬‬
‫(‪) 34‬‬
‫سيدي أبو العباس أمحد بن عقبة احلضرمي‬
‫حجة العارفني‪ ،‬وشيخ الواصلني‪ ،‬إمام اإلرشاد‪ ،‬وشيخ‬
‫العباد والزهاد‪ ،‬القطب الغوث‪ ،‬املترصف صاحب‬
‫ادلائرة الكربى‪ ،‬إمام األئمة‪ ،‬وغوث األمة‪ ،‬الويل الكبري‪،‬‬
‫والعلم الشهري سيدي تاج ادلين أبو العباس أمحد بن‬
‫ا َّ‬
‫عقبة احلرضم اَلمين الشاذيل الوفايئ قدس اهلل رسه‬
‫العايل‪.‬‬
‫ً‬
‫جامعا بني الَّشيعة واحلقيقة‪ ،‬واكن‬ ‫َكن رىض اهلل عنه‬
‫من أهل الكشف الكبري‪ ،‬وهل وقائع عظيمة‪ ،‬وخوار ِ‬
‫اعدات جسيمة‪ ،‬واكن من أهل الرس املصون‪ ،‬واكن ِف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫زمنه غوثا مترصفا ِف مجيع املوجودات‪.‬‬
‫مودله رىض اهلل عنه ببالد حرضموت‪ ،‬وقدم مرص‪،‬‬
‫فاستوطنها‪ ،‬وأخذ الطريقة‪ ،‬وتلىق أنوار احلقيقة عن‬

‫‪ - 34‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص ‪.74‬‬


‫‪ 97 ‬‬
‫شيخه ومربيه سيدي وموالي الَّشيف أبو السيادات‬
‫حيىي القادري بن وفا ابن سيدي شهاب ادلين أمحد بن‬
‫وفا بن القطب الكبري سيدي أب اتلداين حممد وفا‬
‫رىض اهلل عنه‪.‬‬
‫وبعد أخذ سيدي أبو العباس رىض اهلل عنه الطريقة‬
‫ىلع شيخه سيدي حيىي القادري فتح عليه‪ ،‬فأقبلت‬
‫انلاس إَله‪ ،‬وتربكوا باِللوس بني يديه‪ ،‬وكرثت أتباعه‬
‫وعم انتفاعه‪.‬‬
‫واكن حيرض جمالس العلماء‪ ،‬وحترض العلماء جملسه‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫حىت صار أوحد زمانه ً‬
‫علما وعمال‪ ،‬وحاال ومقاال‪.‬‬
‫توىف موالنا أبو العباس احلرضم رىض اهلل عنه ‪195‬ه‪،‬‬
‫ودفن بالقرافة الشاذَلة الكربى‪ .‬امهلل أمدنا وأحبتنا‬
‫بمدده‪ ،‬وانفعنا به وبأرساره‪ .‬آمني‪.‬‬
‫‪ 91 ‬‬
‫(‪) 37‬‬
‫سيدي حييى القادري رضى اهلل عنه‬
‫هو العارف اِلليل والسيد انلبيل أبو السادات‪ ،‬حيىي‬
‫اا‬
‫العلم الشهري سيدي عيل‬ ‫بن سيدي أمحد وفا‪ ،‬عمه‬
‫وفا‪ ،‬ودل بمرص سنة ‪791‬ه‪ .‬ونشأ ىلع طريقة حسنة‪،‬‬
‫ً‬
‫مالزما للخلوة‪ ،‬صحب وادله وعمه عيل وفا‪.‬‬ ‫واكن‬
‫واكن الَّشيف سيدي حيىي من ذوي الفضل الكبري‪،‬‬
‫ً‬
‫معربا عما‬ ‫واكن هل القبول احلسن عند اخلاص والعام‪،‬‬
‫ِف األفهام‪ ،‬حممدي املقام‪ ،‬وتوىف رىض اهلل عنه وأرضاه‬
‫يوم األربعاء ثامن ربيع اْلخر سنة سبع ومخسني وثمان‬
‫مئة‪ ،‬ودفن بمشهد أسالفه ساداتنا بين الوفا‪ ،‬جبانب‬
‫أخيه‪ ،‬امهلل انفعنا بهم‪ ،‬وحققنا باتلبعية هلم‪.‬‬
‫واكن الشيخ عيل الوفا يقول عن وادله سيدي أمحد‪:‬‬
‫ً‬
‫"هذا خزانة العلم وأنا أنفق منها" وقال أيضا‪" :‬من رآنا‬

‫‪ - 37‬مناهج اتلحقيق للسيد أمحد بن الصديق الغماري ص ‪.75‬‬


‫‪ 99 ‬‬
‫ً‬
‫اثنني فهو بفرد عني‪ ،‬ومن رآنا واحدا فهو بعينني"‪.‬‬
‫يقصد أباه سيدي أمحد وفا‪ ،‬واكن هل إخوة أربع‪ :‬أبو‬
‫اِلود حسن‪ :‬مات سنة ‪111‬ه‪ ،‬أبو املَكرم إبراهيم‪ُ :‬ودل‬
‫سنة ‪711‬ه‪ ،‬وتوىف سنة ‪133‬ه‪ ،‬أبو الفضل حممد‬
‫(املدعو عبد الرمحن الشهيد) ُودل قبل السبعني‬
‫وسبعمائة ومات غريقا ِف نهر انليل سنة ‪114‬ه‪،‬‬
‫أبوالفتح حممد ُودل بمرص حوايل سنة ‪771‬ه تقريبًا‪،‬‬
‫ومات بالروضة سنة ‪152‬ه‪ ،‬ودفن بتبتهم بالقرافة‪.‬‬
‫واكن سيدي حيىي َكمال وارثا اعملا بالَّشيعة واحلقيقة‬
‫فياضا باألنوار واألرسار اإلهلية‪ ،‬واكنت وفاته رىض اهلل‬
‫عنه ِف سنة ‪157‬ه‪.‬‬
‫‪ 111 ‬‬
‫(‪)31‬‬
‫سيدي علي وفا رضى اهلل عنه‬
‫هو القطب ذو الكرامات واألحوال واملقامات أبو‬
‫احلسن عيل بن حممد بن حممد بن وفا‪.‬‬
‫يقول اإلمام الشعراين‪َ :‬كن سيدي عيل يقول‪ :‬مودلي‬
‫سحر َللة األحد حادي عَّش حمرم سنة إحدى وستني‬
‫وسبعمائة‪ .‬كما رأيته خبطه‪ .‬أ‪ .‬ـه‬
‫ُ‬
‫ولما تويف الشيخ حممد وفا رىض اهلل عنه‪ ،‬تركه هو‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫صغريا‪ ،‬فنشأ عيل مع‬ ‫يل إذ ذاك‬ ‫وأخاه أمحد‪ ،‬واكن ع ٌّ‬
‫أخيه أمحد ِف كفالة وصيهما الشيخ حممد الزيليع‪،‬‬
‫فأدبهما وفقههما‪ .‬وملا بلغ عيل وفا من العمر سبعة‬
‫عَّش ً‬
‫اعما جلس مَكن أبيه ِف زاويته‪ ،‬ولبس منطقته‪،‬‬
‫ُ‬
‫ومريدوه‪.‬‬ ‫فشا‪ِ،‬ع ذكره ِف اَبالد‪ ،‬وكرث أتباعه‬
‫واكن الشيخ عيل وفا كثري اإلقامة بمزنهل بالروضة‪ ،‬واكن‬

‫‪ - 31‬مناهج اتلحقيق ص‪.73‬‬


‫‪ 111 ‬‬
‫َّ‬
‫كثري اتلحجب هو وأخوه أمحد‪ ،‬ال خيرجان إال عند‬
‫عمل امليعاد (أي‪ :‬ميعاد االجتما‪ِ،‬ع باملريدين) يقول‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً ُ َّ‬
‫املقريزي‪َ :‬كن أي سيدي عيل وفا مهيبا‪ ،‬معظما‪،‬‬
‫تعددت أتباعه وأصحابه‪ ،‬ودانوا حببه‪ ،‬وبالغوا ِف ذلك‬
‫حتج ِب ِه وحتجب أخيه اتلحجب‬‫مبالغة زائدة‪ ،‬هذا مع ُّ‬
‫َّ‬
‫الكثري‪ ،‬إال عند عمل امليعاد‪ ،‬واخلروج لقرب أبيهما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واكن رمحه اهلل تعاىل مجيال ِف مظهره‪ ،‬متأنقا ِف ملبسه‪.‬‬
‫قال عنه الشعراين‪" :‬لم ير ِف مرص أمجل منه ً‬
‫وجها وال‬
‫ُّ‬ ‫ً‬
‫اتلجمل كمظهر امللوك‪،‬‬ ‫ثيابًا"‪ ،‬ولكون مظهره اغية ِف‬
‫أنكر عليه ابن زيتون الوزير‪ ،‬وقال ِف نفسه‪ :‬ما ترك‬
‫هذا ألبناء ادلنيا شيئًا‪ ،‬فأين الفقر اذلي هو شعار‬
‫األوَلاء؟‬
‫فاتلفت إَله وقال‪ :‬نعم‪ .‬تركنا لكم وألبناء ادلنيا‪،‬‬
‫خزي ادلنيا وعذاب اْلخرة‪ .‬وقال املناوي‪ :‬ومن‬
‫‪ 112 ‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كراماته أن رجال من أوَلاء العجم حرض سماطه‬
‫ُ‬
‫الطعام ِف املآدب‬ ‫الس اماط‪ :‬ما يُمد َلوضع عليه‬ ‫( ِّ‬
‫ً‬
‫وحنوها‪ .‬واملراد هنا‪ :‬وَلمته أو مأدبته) فطلب َلمونة‪،‬‬
‫فلم جيدها‪ .‬فاستحرض بسيدي عيل وفا‪ ،‬فمد يده فأىت‬
‫بطاقية ودل العجيم من بالده‪ ،‬وعرفها‪ ،‬فاعتذر وتاب‪.‬‬
‫وملا حج عطش احلجيج حىت أرشفوا ىلع اتللف‪ ،‬فأتوه‪،‬‬
‫فأنشد موشحه اذلي َّ‬
‫أوهل‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ا اُْ‬ ‫ا ا ا‬ ‫ْ‬
‫العقل اطاش ِم ان الظ اما‬‫اس ِق ال ِع اطاش تك ُّر ًما ‪ ...‬ف‬
‫فأمطروا ِف احلال كأفواه القرب‪ .‬وهل غري ذلك من‬
‫الكرامات ذكرها انلبهاين ِف كتابه‪ ،‬وغريه‪.‬‬
‫‪ 113 ‬‬
‫ولسيدي ع ِّ‬
‫يل وفا مؤلفات ومصنفات رشيفة منها‪:‬‬
‫‪ .1‬اَباعث ىلع اخلالص ِف أحوال اخلواص‪ .‬خمطوط‬
‫‪ .2‬احلكم الوفائية‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار احلقيقة‪ ،‬حتقيق أمحد فريد املزيدي‪.‬‬
‫‪ .3‬خصوصية االصطفا ألهل الوفا‪ .‬حمقق ومطبو‪ِ،‬ع‪.‬‬
‫‪ .4‬ادلرجة العليا ِف معارج األنبيا‪ .‬خمطوط‬
‫‪ .5‬ديوان شعر‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية بتحقيق د‪.‬اعصم الكيايل‬
‫‪ .4‬رسالة ِف حديث أم زر‪ِ،‬ع‪.‬‬
‫‪ .7‬الكوثر املت‪ِ،‬ع من األحبر األربع ِف الفقه‪ .‬خمطوط‬
‫‪ .1‬املدخل إىل معرفة األسماء اإلهلية‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار احلقيقة ‪2119 .‬م ‪.‬‬
‫الر َّبانية ِف اتلصوف‪.‬‬
‫‪ .9‬املسامع َّ‬

‫مطبو‪ِ،‬ع بدار غريب ‪2114‬م بتحقيق‪ :‬حممد إبراهيم سالم‬


‫‪ 114 ‬‬
‫‪ .11‬مفاتيح اخلزائن العلية‪.‬‬
‫‪ .11‬ورسالة َباس الفتوة‪.‬‬
‫الكهما مطبو‪ِ،‬ع بتحقيق سعيد عبد الفتاح‪.‬‬
‫‪ .12‬الوصايا أو الواردات اإلهلية‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية‬
‫وهل موشحات ظريفة سبك فيها أرسار أهل الطريق‪،‬‬
‫وأعطي لسان الفر ِ واتلفصيل زيادة ىلع اِلمع‪ ،‬وقليل‬
‫ُ‬
‫من األوَلاء من أعطي ذلك‪.‬‬
‫ُّ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫اعل ِف األدب‪ ،‬وهل أحزاب وأوراد وتوجهات‪،‬‬‫وهل الكم ٍ‬
‫وهل وصايا نفيسة حنو جمدلات‪ ،‬ذكر الشعراين بعضها ِف‬
‫ً‬
‫كثريا من الكم األوَلاء‪ ،‬فما‬ ‫طبقاته وقال‪" :‬طالعت‬
‫ً‬ ‫رأيت أكرث ً‬
‫ُ‬
‫علما‪ ،‬وال أرىق مشهدا من الكمه"‪.‬‬
‫وتوىف الشيخ عيل وفا رمحه اهلل بمزنهل ِف الروضة ِف يوم‬
‫اثلالثاء ِف اثلاين من ذي احلجة سنة ‪117‬ه‪.‬‬
‫‪ 115 ‬‬
‫وهل من اذلكور‪ :‬أبو العباس أمحد‪ ،‬وأبو الطيب حممد‪،‬‬
‫وأبو الطاهر حممد‪ ،‬وأبو القاسم حممد‪ ،‬ومن اإلناث‬
‫الَّشيفة‪ :‬حسنة‪ ،‬ورمحة‪ ،‬وضىح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كثريا لم تر القاهرة مثلها‪،‬‬ ‫واكنت جنازته تضم خلقا‬
‫فقد َكنت مجاعته وأصحابه يمشون أمامها ويذكرون‬
‫اهلل بطريقة تهز املشاعر وتلني هلا القلوب‪.‬‬
‫قال املقريزي‪ :‬لم أر قط ىلع جنازة من الغفر ـ أي‬
‫احلراسة ـ ما رأيت ىلع جنازته رىض اهلل عنه وأرضاه‪،‬‬
‫وحَّشنا ِف زمرة عباده الصاحلني‪.‬‬
‫‪ 114 ‬‬
‫(‪)39‬‬
‫سيدي حممد وفا رضى اهلل عنه‬
‫هو سيدي حممد وفا حبر الصفا غوث الزمان وقطب‬
‫األوان من أكابر العارفني خاتم األوَلاء صاحب‬
‫الرتبة العلية ودل سنة ‪712‬ه‪.‬‬
‫َكن أميا‪ ،‬وهل لسان غريب ِف علوم القوم‪ ،‬ومؤلفات‬
‫كثرية‪ ،‬ألفها ِف صباه‪ ،‬وهو ابن سبع سنني أو عَّش‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فضال عن كونه كهال‪ ،‬وهل رموز ِف منظوماته‬
‫ومنشوراته مطلسمة إىل وقتنا هذا‪ ،‬لم يفك أحد‬
‫معناها‪ ،‬واكن رىض اهلل عنه من أصل مغريب قدم جده‬
‫سيدي حممد انلجم إىل ثغر األسكندرية‪ ،‬واجتمع‬
‫بالقطب سيدي إبراهيم ادلسويق‪ ،‬ثم استوطن‬
‫باألسكندرية‪ ،‬وطابت هل اإلقامة‪ ،‬ورز ِ فيها بابنه‬
‫سيدي حممد األوسط‪ ،‬وادل السيد حممد وفا رىض اهلل‬
‫عنه ‪.‬‬

‫‪ - 39‬مناهج اتلحقيق ص‪.71‬‬


‫‪ 117 ‬‬
‫وسبب تسميته بوفا؛ ألن نهر انليل توقف‪ ،‬فلم يزد إىل‬
‫أوان الوفاء‪ ،‬فعزم أهل مرص ىلع الرحيل فجاء إىل‬
‫اَبحر‪ ،‬وقال‪ :‬اطلع بإذن اهلل‪ .‬فطلع ذلك اَلوم سبعة‬
‫ً‬
‫ذرااع‪ ،‬وأويف‪ ،‬فسموه وفا‪.‬‬ ‫عَّش‬
‫وسئل ودله سيدي عيل رىض اهلل عنه مع علو مقامه‬
‫وفرقانه أن يَّشح شيئًا من تائية وادله فقال رىض اهلل‬
‫عنه ‪ :‬ال أعرف مراده؛ ألنه لسان أعجيم ىلع أمثانلا‪.‬‬
‫من مؤلفاته‪:‬‬
‫‪ .1‬األزل ِف رشح جتليات األسماء اإلهلية‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية بتحقيق د‪ .‬اعصم الكيايل‬
‫‪ .2‬تأصيل األزمان وتفصيل األكوان‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية‪ .‬بتحقيق أمحد املزيدي‬
‫‪ .3‬دائرة الشاذيل وخواصها ورشحها‪ .‬خمطوط‬
‫‪ .4‬ادلرة اللؤلؤية‪ .‬خمطوط‬
‫‪ 111 ‬‬
‫‪ .5‬ديوان شعر‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية ‪ .‬بتحقيق د‪ .‬مهدي أسعد‬
‫‪ .4‬شعائر العرفان ِف ألواح الكتمان‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية بتحقيق أمحد املزيدي‬
‫‪ .7‬فصول احلقائق‪.‬‬
‫مطبو‪ِ،‬ع بدار الكتب العلمية بتحقيق أمحد املزيدي‬
‫‪ .1‬مشَكة األرسار‪.‬‬
‫مطبوعة بَّشح الشيخ أمحد ادلردير‪ ،‬بمطبعة املؤيد‪،‬‬
‫وبدار اإلحسان ‪2114‬م‪.‬‬
‫‪ .9‬مفتاح الصور من عني اخلري‪ .‬مطبو‪ِ،‬ع وحمقق‪.‬‬
‫‪ .11‬نفائس العرفان من أنفاس الرمحن‪ .‬مطبو‪ِ،‬ع‪.‬‬
‫ولقد َكن الكمه رىض اهلل عنه أعجميا ىلع ُك قارئ‬
‫غري من أوىت من اهلل ً‬
‫فهما كفهمه‪ ،‬فليس ُك من قرأ‬
‫كتابه أدرك معناه ‪.‬‬
‫‪ 119 ‬‬
‫يقول ِف كتابه "فصول احلقائق"‪:‬‬
‫سبحانك من وجه أنت ال من وجه أنا‪ ،‬سبحانك من‬
‫وجه الوجه املتزنه من وسم األسماء والكىن‪ ،‬أحاشيك‬
‫عن العلم والقول وأنزهك عن القوة واحلول‪.‬اه‬
‫ويقول‪ :‬أعوذ بك من حتليل اتلحويل وحماوالت احليلة‪،‬‬
‫امهلل أرين وجهك ال من حيث ُك َشء هالك‪ ،‬وأسألك‬
‫ب ال سبيل املهالك واهلالك ‪.‬اه‬
‫وقد أطال انلفس ِف هذا الكتاب بما ال تسعه العقول ‪.‬‬
‫واكن سلوكه ِف الشاذَلة ىلع يد أستاذه اإلمام داوود بن‬
‫ماخال ‪.‬‬
‫وأما زاويته فقد َكنت ِف (أمخيم) فقد َكنت هل زاوية‬
‫كبرية ووفدت عليه انلاس من ُك جانب‪ ،‬ثم سار إىل‬
‫مرص واعتكف بها للعبادة حىت آخر حياته ‪.‬‬
‫وملا دنت وفاته خلع منطقته ىلع األبزاري صاحب‬
‫‪ 111 ‬‬
‫املوشحات وقال‪ :‬يه وديعة عندك حىت ختلعها ىلع‬
‫ودلي عيل‪ .‬فعمل أيام َكنت املنطقة عنده املوشحات‬
‫الظريفة إىل أن كرب سيدي عيل فخلعها عليه ثم رجع‬
‫ً‬
‫موشحا ‪.‬‬ ‫ال يعرف أن يعمل‬
‫توىف رىض اهلل عنه بالقاهرة يوم اثلالثاء اعم ‪745‬‬
‫ودفن بالقرافة بني ِضييح األستاذ السعود وسيدي تاج‬
‫ادلين بن عطاء رىض اهلل عنه بإشارة منه إذ قال‪:‬‬
‫سعد وعطا‪.‬‬
‫ادفنوين بني ٍ‬
‫‪ 111 ‬‬
‫(‪)41‬‬
‫سيدي داود بن عمر الباخلى‬
‫ُ‬ ‫ا ُ‬
‫وقطب األوَلاء‪ ،‬اإلمام الكبري‪ ،‬والعالم‬ ‫غوث األصفياء‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ ِّ ُ‬
‫المسلك ُمريب املريدين‪ ،‬وموصل السالكني‪،‬‬ ‫الشهري‬
‫سيدي رشف ادلين أبو سليمان داود بن ماخال‬
‫األسكندري الشاذيل رىض اهلل عنه‪.‬‬
‫َكن من العلماء الراسخني املتمكنني‪ ،‬ومن أصحاب‬
‫ُ‬
‫ادلوائر الكربى‪ ،‬هل اَلد العليا ِف اتلرصيف‪.‬‬
‫جامعا بني عليم الظاهر واَباطن‪ ،‬مع أنه َكن‬‫ً‬ ‫واكن‬
‫ا‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬ ‫ُ ِّ‬
‫أميا‪ ،‬وهل مؤلفات عجيبة رشح فيها أحوال القوم‪،‬‬
‫َّ‬
‫وتكل ام ىلع أرسارهم وعلومهم ومنازهلم منها كتاب‬
‫«عيون احلقائق» ومنها كتاب «اللطيفة املرضية ِف‬
‫رشح داعء الشاذَلة»‪ ،‬وهل رشح ىلع «حزب الرب» وآخر‬
‫ىلع «حزب اَبحر»‪.‬‬

‫‪ - 41‬مناهج اتلحقيق ص ‪.71‬‬


‫‪ 112 ‬‬
‫ًّ‬
‫رشطيا ببيت الوايل‬ ‫واكن رىض اهلل عنه ِف بدايته‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫جيلس جتاه الوايل‪ ،‬وبينهما إشارة‬ ‫باألسكندرية‪ ،‬واكن‬
‫ا‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫أشار إَله أن‬ ‫المتهم أو براءته‪ ،‬فإن‬ ‫يفهم منها وقو‪ِ،‬ع‬
‫ُ‬ ‫ٌ ا َّ ا‬ ‫الم َّت ا‬
‫ُ‬
‫هم بريء برأه‪ ،‬وعفا عنه‪ ،‬وإن أشار هل غري ذلك‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫اقتص منه‪ ،‬واعمله بما يستحقه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫زاهدا ً‬
‫تنبت‬ ‫وراع‪ ،‬واكنت األوَلاء‬ ‫واكن رىض اهلل عنه‬
‫َّ ا‬ ‫بساحته كما تُ ُ‬
‫الزر‪ِ،‬ع‪ ،‬ويكفينا ِف مناقبه‬ ‫نبت األرض‬
‫َّ‬
‫أن تلميذه سيدي حممد وفا الشاذيل‪ ،‬ولو لم يكن هل‬
‫ُ‬
‫غري ذلك لكىف‪.‬‬
‫توىف رىض اهلل عنه باألسكندرية ‪ 733‬ه‪.‬‬
‫‪ 113 ‬‬
‫(‪)41‬‬
‫سيدي ابن عطاء اهلل السكندري‬
‫هو تاج ادلين‪ ،‬ومنبع أرسار الواصلني‪ ،‬أبو الفضل‪،‬‬
‫سيدي أمحد بن حممد بن عبد الكريم بن عبد الرمحن‬
‫بن عبد اهلل بن أمحد بن عيىس بن احلسني بن عطاء‬
‫اهلل‪ ،‬اِلذام نسبا‪ ،‬املاليك مذهبا‪ ،‬األسكندري دارا‪،‬‬
‫القراِف مزارا‪ ،‬الصويف حقيقة‪ ،‬الشاذيل طريقة‪ ،‬أعجوبة‬
‫زمانه‪ ،‬وخنبة عرصه وأوانه‪ ،‬اِلامع ألنوا‪ِ،‬ع العلوم من‬
‫تفسري‪ ،‬وحديث‪ ،‬وفقه‪ ،‬وتصوف‪ ،‬وحنو‪ ،‬وأصول‪ ،‬وغري‬
‫ذلك‪.‬‬
‫َكن سيدي ابن عطاء اهلل السكندري فقيها اعملا ينكر‬
‫ىلع الصوفية‪ ،‬ثم جذبته العناية إىل اتبا‪ِ،‬ع طريقتهم‬

‫‪ - 41‬الواِف بالوفيات‪ ،‬صالح ادلين الصفدي ‪ ،214/4‬الكواكب‬


‫ادلرية‪ ،‬حممد عبد الرؤوف املناوي ‪ ،271/2‬الطبقات الكربى‪،‬‬
‫الشعراين ص‪.312 :‬‬
‫‪ 114 ‬‬
‫َّ‬
‫العباس املرس‪،‬‬ ‫الرضية‪ ،‬فصحب شيخ الشيوخ أبا‬
‫ُ‬
‫وانتفع به‪ ،‬وف ِت اح هل ىلع يديه بعد أن َكن من املنكرين‬
‫(‪)42‬‬
‫عليه‪.‬‬
‫وقد جرت بينه وبني أصحاب أب العباس املرس قبل‬
‫صحبته إياه مقاولة‪ ،‬حييك ذلك ِف "لطائف املنن"‪،‬‬
‫فيقول‪" :‬وكنت أنا ألمره ‪ -‬يعين أبا العباس املرس‪-‬‬
‫من املنكرين‪ ،‬وعليه من املعتضني‪ ،‬ال ليشء سمعته‬
‫صح نقله‪ ،‬حىت جرت بيين وبني‬ ‫َّ‬ ‫منه وال ليشء‬
‫أصحابه مقاولة‪ ،‬وذلك قبل صحبيت إياه‪ ،‬وقلت ذللك‬
‫َّ‬
‫الرجل‪" :‬ليس إال العلم الظاهر"؛ وهؤالء القوم يدعون‬
‫أمورا عظيمة وظاهر الَّش‪ِ،‬ع يأباها‪ ،‬واكن سبب‬
‫اجتمايع به أن قلت ِف نفس بعد أن جرت املخاصمة‬

‫‪ - 42‬مرآة اِلنان‪ ،‬أبو حممد عبد اهلل بن أسعد اَلافيع‪ ،‬دار الكتب‬
‫العلمية‪ ،‬بريوت‪َ ،‬بنان‪ ،‬ط‪1417 ،1‬ھ‪1997-‬م‪.115/4 ،‬‬
‫‪ 115 ‬‬
‫بيين وبني ذلك الرجل‪" :‬دعين أذهب أنظر إىل هذا‬
‫الرجل‪ ،‬فصاحب احلق هل أمارات ال خييف شأنه‪ .‬فأتيت‬
‫إىل جملسه‪ ،‬فوجدته يتلكم ِف األنفاس اليت أمر الشار‪ِ،‬ع‬
‫بها‪ ،‬فقال األول‪ :‬إسالم‪ ،‬واثلاين‪ :‬إيمان‪ ،‬واثلالث‪:‬‬
‫إحسان‪ .‬وإن شئت قلت‪ :‬األول رشيعة‪ ،‬واثلاين‪:‬‬
‫حقيقة‪ ،‬واثلالث‪ :‬حتقق‪ .‬فعلمت أن الرجل إنما يغتف‬
‫من فيض حبر إليه‪ ،‬ومدد رباين‪ ،‬فأذهب اهلل ما َكن‬
‫عندي‪.‬‬
‫وصار رمحه اهلل تعاىل من خواص أصحابه‪ ،‬والزمه اثين‬
‫عَّش اعما حىت أرشقت أنواره عليه واستقر ِف األزهر‬
‫ِّ‬
‫يدرس الفقه واتلصوف‪.‬‬
‫وقد قال هل مرة شيخه أبو العباس املرس‪" :‬الزم فواهلل‬
‫لنئ لزمت تلكونن مفتيا ِف املذهبني‪ ،‬يريد مذهب‬
‫أهل الَّشيعة أهل العلم الظاهر‪ ،‬ومذهب أهل احلقيقة‬
‫‪ 114 ‬‬
‫أهل العلم اَباطن"‪.‬‬
‫وذكر ابن حجر ِف كتابه أيضا‪ ،‬أن اذلهيب قال عنه‪:‬‬
‫"َكنت هل جاللة عجيبة‪ ،‬ووقع ِف انلفوس‪ ،‬ومشاركة‬
‫ِف الفضائل‪ ،‬واكن يتلكم باِلامع األزهر فو ِ كرس‬
‫بكالم يروح انلفوس‪ ،‬ومزج الكم القوم بآثار السلف‬
‫ُ‬
‫(‪)43‬‬
‫وفنون العلم‪ ،‬فكرث أتباعه‪ ،‬واكنت عليه سيما اخلري‪.‬‬
‫ترك سيدي ابن عطاء اهلل السكندري عدة مصنفات‬
‫ِف اتلصوف‪ ،‬منها‪:‬‬
‫‪" -1‬احلكم العطائية"‪ :‬وقد نالت رشوحها القريب‬
‫واَبعيد‪ ،‬وقرأها الكبري والصغري‪ ،‬وما زالت مرجعا‬
‫وافيا ِف لون متمزي من ألوان السلوك اإلنساين‪ ،‬واملعراج‬
‫إىل حرضة القدس األىلع‪ ،‬اعلج ِف كتابه هذا خمتلف‬

‫‪ - 43‬ادلرر الَكمنة‪ ،‬ابن حجر العسقالين‪ ،‬دار اِليل‪ ،‬بريوت‪ ،‬ط‪:‬‬


‫‪1411‬ھ‪1993-‬م‪.273/1 ،‬‬
‫‪ 117 ‬‬
‫املوضواعت اليت حتدث عنها الصوفية‪ ،‬ولعل أهمها‪:‬‬
‫"كيف نستدل ىلع اهلل‪ ،‬صلتنا باهلل‪ ،‬اتلجريد‬
‫واألسباب‪ ،‬الشهرة واخلمول‪ ،‬دقائق الرياء‪.‬‬
‫‪"-2‬لطائف املنن ِف مناقب الشيخ أب العباس املرس‬
‫وشيخه الشاذيل أبو احلسن"‪ :‬وهو عبارة عن مقدمة‬
‫وعَّشة وأبواب وخاتمة‪ ،‬املقدمة ِف تفضيل انليب صىل‬
‫اهلل عليه وسلم ىلع مجيع بين آدم‪ ،‬وذكر أقسام الوالية‪،‬‬
‫وما تبىق تعريف بشيخه أب العباس وبعلمه وجمرباته‬
‫وما فرسه من اْليات واألحاديث‪ ،‬وما ذكره من الكم‬
‫أهل احلقائق وداعئه وشعره‪ ،‬وهلذا املؤلف قيمة كربى‬
‫ِف اتلعريف بآداب الطريقة الشاذَلة‪ ،‬وقد حفظ ابن‬
‫عطاء تراث الشاذَلة الرويح من الضيا‪ِ،‬ع‪.‬‬
‫‪"- 3‬اتلنوير ِف إسقاط اتلدبري"‪ :‬ذكر ابن عطاء اهلل أنه‬
‫ألفه بمكة ثم استدرك عليه بدمشق وزاد فيه‪ .‬قال ِف‬
‫‪ 111 ‬‬
‫مقدمته‪" :‬إذا طالعه املريد الصاد ِ عرف أن املتلوث ال‬
‫يصلح للحرضة القدسية"‪.‬‬
‫وهل أيضا‪:‬‬
‫‪" - 4‬تاج العروس احلاوي تلهذيب انلفوس‪.‬‬
‫‪ - 5‬مفتاح الفالح ومصباح األرواح‪.‬‬
‫‪ - 4‬القول املجرد ِف االسم املفرد‪.‬‬
‫توىف رمحه اهلل تعاىل باملنصورية سنة ‪ 719‬ـه‪ ،‬و"دفن‬
‫بالقرافة بقرب بين الوفا قدس اهلل أرسارهم"‪ ،‬وقربه‬
‫مشهور يُزار إىل يومنا هذا‪ ،‬رمحه اهلل تعاىل ونفعنا به‬
‫وبعلومه‪ ...‬آمني‪.‬‬
‫‪ 119 ‬‬
‫(‪)44‬‬
‫سيدي أبو العباس املرسي‬
‫هو شهاب ادلين أبو العباس أمحد بن حسن بن عيل‬
‫اخلزريج األنصاري املرس‪ ،‬ودل ِف مدينة مرسية ِف‬
‫األندلس اعم ‪414‬ه املوافق ‪1219‬م‪ ،‬ومنها حصل ىلع‬
‫لقبه املرس‪ ،‬يتصل نسبه بالصحاب سعد بن عبادة‪،‬‬
‫وقد َكن جده األىلع قيس بن سعد بن عبادة أمريا ىلع‬
‫مرص من قِبا ِل سيدنا اإلمام عيل بن أب طالب سنة‬
‫‪34‬ه‪.‬‬
‫واكن وادله يعمل ِف اتلجارة‪ ،‬فأرسله َلتعلم القرآن‬
‫الكريم ويتفقه ِف أمور ادلين‪ ،‬فحفظ القرآن الكريم‬
‫لكه ِف سنة واحدة‪ ،‬وتعلم باألندلس أصول الفقه‬
‫والقراءة والكتابة‪ ،‬وشارك وادله ِف جتارته‪ ،‬واكن املال‬

‫‪ - 44‬لطائف املنن ِف مناقب الشيخ أب العباس وشيخه أب‬


‫احلسن‪ ،‬ومناهج اتلحقيق ص ‪.41‬‬
‫‪ 121 ‬‬
‫اذلي يتدفق إىل سيدي املرس من جتارته يذهب إىل‬
‫جيوب الفقراء واملساكني وأبناء السبيل‪ ،‬واكن يكتيف‬
‫اا‬
‫أوده وحيفظ حياته‪.‬‬ ‫من أرباح جتارته بما يقيم‬
‫واكن مستغرقا بقلبه ِف ذكر اهلل فَكن شغله الشاغل‬
‫أن يتقدم ُك يوم خطوة ِف طريق احلق واحلقيقة‪ ،‬اشتهر‬
‫أبو العباس بالصد ِ واألمانة والعفة والزناهة ِف جتارته‬
‫َكن يربح مئات اْلالف‪ ،‬ويتصد ِ بمئات اْلالف‪،‬‬
‫واكن قدوة تلجار عرصه ِف اتلأدب بأدب ادلين‬
‫احلنيف‪ ،‬واكن قدوة للشباب ِف اتلمسك بالعروة الوثيق‬
‫وراعية حقو ِ اهلل‪ ،‬يصوم نهاره ويقوم َلله‪ ،‬ويمسك‬
‫لسانه عن اللغو‪.‬‬
‫قال اإلمام املرس‪" :‬ملا نزلت بتونس وكنت أتيت من‬
‫مرسية باألندلس وأنا إذ ذاك شاب سمعت بالشيخ أبا‬
‫احلسن الشاذيل فقال يل رجل‪ :‬نميض إَله‪ .‬فقلت‪ :‬حىت‬
‫‪ 121 ‬‬
‫أستخري اهلل‪ .‬فنمت تلك الليلة فرأيت كأين أصعد إىل‬
‫رأس جبل فلما علوت فوقه رأيت هناك رجال عليه‬
‫بُرنس أخرض‪ ،‬جالس عن يمينه رجل وعن يساره رجل‪،‬‬
‫فنظرت إَله فقال‪ :‬عرثت ىلع خليفة الزمان‪ .‬قال‪:‬‬
‫فانتبهت فلما َكن بعد صالة الصبح جاءين الرجل‬
‫اذلي داعين إىل زيارة الشيخ‪ ،‬فرست معه‪ ،‬فلما دخلنا‬
‫عليه رأيته بالصفة اليت رأيته بها فو ِ جبل زغوان‪،‬‬
‫فدهشت فقال الشيخ أبا احلسن الشاذيل‪ :‬عرثت ىلع‬
‫خليفة الزمان‪ ،‬ما اسمك ؟ فذكرت هل اسيم ونسيب‬
‫فقال يل‪ :‬رفعت َّ‬
‫إيل منذ عَّش سنني‪.‬‬
‫ومن يومها وهو يالزم الشيخ أبا احلسن الشاذيل ورحل‬
‫معه إىل مرص‪.‬‬
‫وصحت صحبة أب العباس املرس لشيخه الشاذيل‪،‬‬‫َّ‬

‫وتزوج من ابنته وأجنب منها حممدا وأمحد وابنته بهجة‬


‫‪ 122 ‬‬
‫اليت تزوجت من تلميذه ومريده الشيخ ياقوت العرش‪.‬‬
‫ِف اعم ‪442‬هجرية‪1244 ،‬م قدم مرص مع شيخه سيدي‬
‫أب احلسن الشاذيل رىض اهلل عنه‪ ،‬بأمر من رسول اهلل‬
‫صىل اهلل عليه وسلم ِف رؤية رآها الشيخ ِف منامه‪ .‬قال‬
‫اإلمام املرس رىض اهلل عنه‪ :‬كنت مع الشيخ أب‬
‫احلسن الشاذيل رىض اهلل عنه وحنن قاصدون‬
‫األسكندرية فأخذين ضيق شديد حىت ضعفت عن‬
‫محله‪ ،‬فأتيت الشيخ أبا احلسن‪ ،‬فلما أحس ب قال‪ :‬يا‬
‫أمحد؟ قلت‪ :‬نعم يا سيدي‪ .‬فقال‪ :‬آدم خلقه اهلل بيده‬
‫وأسجد هل مالئكته وأسكنه جنته‪ ،‬وقد أنزهل إىل‬
‫ْا‬ ‫ٌ‬ ‫ِّ‬
‫األرض قبل أن خيلقه بقوهل ‪ِ ( :‬إين اجا ِعل ِِف األر ِض‬
‫ْ‬
‫ا اً‬
‫خ ِليفة) ما قال ِف السماء أو اِلنة‪ ،‬فَكن نزول آدم‬
‫عليه السالم إىل األرض نزول كرامة ال نزول إهانة‪،‬‬
‫فإن آدم عليه السالم َكن يعبد اهلل ِف اِلنة باتلعريف‪،‬‬
‫‪ 123 ‬‬
‫فأنزهل إىل األرض َلعبده باتللكيف‪ ،‬فإذا توافرت فيه‬
‫العبوديتان استحق أن يكون خليفة‪ ،‬وأنت أيضا لك‬
‫قسط من آدم َكنت بدايتك ِف سماء الروح ِف جنة‬
‫اتلعريف‪ ،‬فأنزلت إىل أرض انلفس تعبده باتللكيف‪،‬‬
‫فإذا توفرت فيك العبوديتان استحققت أن تكون‬
‫خليفة‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو العـباس رىض اهلل عنه ‪ :‬فلما انتىه‬
‫الشيخ من هذه العبارة رشح اهلل صدري وأذهب عين‬
‫ما أجد من الضيق والوسواس‪.‬‬
‫أقام الشيخ أبو العباس املرس رىض اهلل عنه‬
‫باألسكندرية ‪ 43‬اعما ينَّش العلم و يهذب انلفوس‬
‫ويريب املريدين ويرضب املثل بورعه وتقواه‪ ،‬وقد تلىق‬
‫عنه العلم جم غفري من علماء عرصه َكإلمام‬
‫اَبوصريي وابن عطاء اهلل السكندري وياقوت العرش‬
‫‪ 124 ‬‬
‫وابن اللبان والعز بن عبد السالم وابن أب شامة‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫ا‬
‫توىل أبو العباس مشيخة الطريقة الشاذَلة بعد وفاة‬
‫أب احلسن الشاذيل سنة ‪454‬هجرية‪1251 /‬م واكن عمره‬
‫َّ‬
‫آنذاك أربعني سنة‪ ،‬وظل حيمل لواء العلم واتلصوف‬
‫حىت وفاته‪ ،‬سطع خالهلا جنم الطريقة الشاذَلة ِف‬
‫اْلفا ِ‪.‬‬
‫واكن يقسم أوقات اإلنسان إىل أربعة يه‪ :‬انلعمة‪،‬‬
‫اَبلية ‪ ،‬الطاعة ‪ ،‬املعصية ‪.‬‬
‫يقول‪ :‬وهلل عليك ِف ُك وقت منها سهم من العبودية‬
‫يقتضيه احلق منك حبكم الربوبية‪ ،‬فمن َكن وقته‬
‫انلعمة فسبيله الشكر‪ ،‬وهو مزج القلب باهلل‪ ،‬ومن‬
‫َكن وقته اَبلية فسبيله الرضا بالقضاء والصرب‪ ،‬ومن‬
‫وقت الطاعة فسبيله شهود املنة من اهلل عليه إذ هداه‬
‫اهلل هلا‪ ،‬ودفعه للقيام بها‪ ،‬ومن َكن وقته املعصية‬
‫‪ 125 ‬‬
‫فسبيله االستغفار‪.‬‬
‫توىف ِف ‪ 25‬ذو القعدة سنة ‪414‬ه ودفن ِف األسكندرية‬
‫ِف مقربة باب اَبحر‪ ،‬واكن هذا املوضع وقت وفاته‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫جبانة يُدفن فيها األوَلاء‪ ،‬وقد أقيم سنة ‪ 714‬هجرية‬
‫بناء ىلع مدفنه؛ َلتامزي عن بقية القبور من حوهل‪،‬‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫صغريا بناه زين‬ ‫مزارا‪ ،‬ثم صار مسجدا‬ ‫اَبناء‬ ‫فصار‬
‫ا‬
‫ادلين الق َّطان‪ ،‬حىت سنة ‪ 1342‬هجرية املوافق ‪1943‬م‬
‫ُ‬
‫أعيد بناء مسجد سيدي املرس‪َ ،‬لتخذ صورته احلاَلة‬
‫وهو أكرب مساجد األسكندرية‪ ،‬قام بتصميمه وزخرفته‬
‫ٌ‬
‫معمارى شهري‬ ‫املهندس اإليطايل ماريو روس‪ ،‬وهو‬
‫شغف ببناء املساجد‪ ،‬وما َبث أن أعلن إسالمه‪،‬‬
‫وتوىف باحلجاز‪ .‬وحول املسجد‪ ،‬تقوم مساجد تالميذه‪:‬‬
‫اَبوصريي‪ ،‬ياقوت العرش‪ ،‬املوازيىن‪ ،‬الواسطى‪ ،‬وغريهم‬
‫من األوَلاء‪.‬‬
‫‪ 124 ‬‬
‫(‪)45‬‬
‫سيدي اإلمام أبو احلسن الشاذلي رضى اهلل عنه‬
‫هو اإلمام‪ ،‬حجة الصوفية‪ ،‬وعلم املهتدين‪ ،‬زين‬
‫العارفني‪ ،‬أستاذ األكابر‪ ،‬واملنفرد ِف زمنه باملعارف‬
‫السنِياة واملفاخر‪ ،‬والعالم باهلل وادلال ىلع اهلل‪ ،‬زمزم‬
‫َّ‬

‫األرسار ومعدن األنوار‪ ،‬القطب الغوث اِلامع‪ ،‬تيق‬


‫ادلين أبو احلسن عيل بن عبد اهلل بن عبد اِلبار بن‬
‫تميم بن هرمز بن عيىس بن حممد بن احلسن بن عيل‬
‫بن أب طالب‪ ،‬ودل سنة ‪ 571‬ـه‪ ،‬وعرف الشاذيل نسبة‬
‫إىل شاذلة‪ ،‬منشأه باملغرب األقىص‪ ،‬بدلة بالقرب من‬
‫تونس‪.‬‬

‫‪ - 45‬طبقات الشاذَلة الكربى‪ ،‬قاسم الكوهن الفاس املغريب‪ ،‬األعالم‪،‬‬


‫الزريلك ‪ ،315/4‬أبو احلسن الشاذيل الصويف املجاهد والعارف باهلل‪ ،‬عبد‬
‫احلليم حممود(‪593‬ﮪ)‪ ،‬دار الكتاب العريب للطباعة والنَّش‪ ،‬القاهرة‪-‬‬
‫‪1947‬م‪ ،‬قضية اتلصوف املدرسة الشاذَلة‪ ،‬عبد احلليم حممود‪ ،‬ط‪،2117/5‬‬
‫دار املعارف القاهرة‪ ،‬ص ‪.211‬‬
‫‪ 127 ‬‬
‫َكن سيدي أبو احلسن الشاذيل آدم اللون‪ ،‬حنيف‬
‫اِلسم‪ ،‬خفيف العارضني‪ ،‬طويل أصابع اَلدين كأنه‬
‫حجازي‪ ،‬واكن فصيح اللسان عذب الالكم‪ ،‬يلبس‬
‫الفاخر من اثلياب‪ ،‬ويتخذ اخليل اِلياد‪ ،‬واكن ال‬
‫يعجبه الزي اذلي اصطلح عليه الفقراء‪ ،‬وال يتخذ‬
‫َّ‬
‫املرقعات اليت يتخذها الصوفية‪.‬‬
‫واكن يقول ِف ذلك‪« :‬إن اللباس ينادي ىلع صاحبه؛‬
‫فيقول‪ :‬أنا الفقري فأعطوين‪ .‬وينادي ىلع رس الفقري‬
‫باإلفشاء؛ فمن لبس الزي واختذ املرقعة فقد ادَع"‪.‬‬
‫وهو ال حيب ادلعوى؛ فلو اختذ أصحاب املهن ً‬
‫َباسا‬
‫ًّ‬
‫خاصا يفرض‬ ‫ًّ‬
‫خاصا يتمزيون به‪ ،‬واختذ العلماء ً‬
‫َباسا‬
‫ىلع انلاس معرفتهم الحتامهم‪ ،‬واختذ احلَكم مثل‬
‫ً‬
‫إظهارا هليبتهم وإجالهلم؛ فال جيوز للصويف ‪-‬‬ ‫ذلك؛‬
‫وهو السهل السلس‪ -‬أن يتخذ ً‬
‫َباسا؛ ألن ذلك العابد‬
‫‪ 121 ‬‬
‫أو الزاهد إذا تمزي بالزي افتضح رسه وحاهل‪ ،‬إن َكن ذا‬
‫يسار تعاىل ىلع انلاس بدعوى العبادة‪ ،‬وإن َكن ِف‬ ‫ٍ‬
‫عرس فالغىن ال يكون إال باهلل‪ ،‬وال يصح هل السؤال‪.‬‬
‫ُ َّ‬
‫وقد اتفق املؤرخون أن برصه كف ِف أخريات حياته‪.‬‬
‫رحل إىل (زرويلة) قرب تونس اعم ‪ 412‬ه وعمره عَّش‬
‫سنوات‪ ،‬وأخذ عن شيوخها ثم نزل (شاذلة) وتفقه ىلع‬
‫علمائها‪ ،‬وصار يتدد ىلع مشيخة تلك ادليار ويأخذ‬
‫عنهم علوم الَّشيعة ىلع مذهب اإلمام مالك‪ ،‬وانلحو‪،‬‬
‫والرصف‪ ،‬واتلفسري‪ ،‬واحلديث‪ ،‬وعلم الالكم‪ ،‬وأخذ‬
‫عنهم آداب الطريقة‪ ،‬ومبادئ السلوك‪.‬‬
‫واكن كثري السياحات ِف بالد إفريقية‪ ،‬فدخل القريوان‬
‫وغريها من املدن احلافلة بالعلماء والفضالء‪ ،‬فتفتحت‬
‫هل أبواب احلقائق‪ ،‬واتسعت أمامه ميادين املعرفة‪.‬‬
‫ثم تابع رحالته إىل املَّش ِ‪ ،‬فدخل العرا ِ اعم ‪411‬ه‪،‬‬
‫‪ 129 ‬‬
‫ً‬
‫اعما‪ ،‬واجتمع بطائفة من‬ ‫وعمره مخس وعَّشون‬
‫الصاحلني منهم أبو الفتح الواسطي أحد أقطاب‬
‫الطريقة الرفاعية‪ ،‬وقد حرض إىل مرص جاء يدعو هلا‬
‫بعد ذلك‪ ،‬وهو وادل السيدة فاطمة أم الشيخ إبراهيم‬
‫ادلسويق رىض اهلل عنهما‪ ،‬وقد توىف باألسكندرية ودفن‬
‫بها اعم ‪ 432‬ه‪.‬‬
‫ثم اعد اإلمام أبو احلسن إىل مدينة فاس‪ ،‬وصحب‬
‫الشيخ عبد السالم بن مشيش وأخذ عنه أصول‬
‫السلوك‪.‬‬
‫واكن الشيخ عبد السالم بن مشيش من أكابر أهل‬
‫ً‬
‫الطريق‪ ،‬واكن سيدا من ساداتهم‪ ،‬داعيًا إىل اهلل ِف الرس‬
‫والعلن‪ ،‬ال خيىش ِف ذات اهلل لومة الئم‪ ،‬قال أبو‬
‫العباس املرس‪ :‬مات الشيخ عبد السالم بن مشيش‬
‫ً‬
‫مقتوال‪ ،‬فقد قتله ابن أب الطواجن مديع انلبوة‪ ،‬ببالد‬
‫‪ 131 ‬‬
‫املغرب‪ ،‬ودفن بسفح جبل األعالم‪ ،‬وقيل‪ :‬جببل العلم‬
‫جبوار (تازروت)‪ .‬وقربه ال يزال قبلة القاصدين للتربك‬
‫والزيارة وادلاعء‪ ،‬واكنت وفاته اعم ‪422‬ه‪.‬‬
‫ً‬
‫مهاجرا ِف سنة ‪ 442‬ه ‪1244-‬‬ ‫حرض إىل ادليار املرصية‬
‫م ِف عهد امللك الصالح جنم ادلين أيوب‪ ،‬وجاء معه‬
‫خاصة أتباعه‪ ،‬وىلع رأسهم أبو العباس املرس وأخوه‬
‫مجال ادلين‪ ،‬وأبو العزائم مايض بن سلطان تلميذ‬
‫الشيخ وخادمه‪ ،‬واحلاج حممد القرطيب‪ ،‬وأبو احلسن‬
‫اَبجايئ املدفون بظاهر أشمون الرمان بمحافظة‬
‫املنوفية‪ ،‬وأبو عبد اهلل اَبجايئ‪ ،‬والوجهاين‪ ،‬واخلراز‪،‬‬
‫وغريهم‪.‬‬
‫واختذ الشيخ ً‬
‫دارا بإزاء قلعة ادليماس «كوم ادلكة‬
‫اْلن» وأقام بها هو وأصحابه‪.‬‬
‫تزوج وودل هل أوالد‪ ،‬منهم‪ :‬الشيخ شهاب ادلين أمحد‪،‬‬
‫‪ 131 ‬‬
‫وأبو احلسن عيل‪ ،‬وأبو عبد اهلل حممد رشف ادلين‪ ،‬ومن‬
‫اَبنات‪ :‬زينب‪ ،‬وهلا أوالد‪ ،‬وعريفة اخلري‪.‬‬
‫واكن يليق دروسه جبامع العطارين‪ ،‬واكن حيرض عليه‬
‫أجالء العلماء وأكابرهم‪ ،‬يرشد مريديه ويدعو هلم‪،‬‬
‫ويعقد حلقات اذلكر والوعظ واتلهذيب‪ ،‬واكن اإلقبال‬
‫ً ًّ‬
‫عظيما جدا ال فر ِ ِف حضورها بني أفاضل‬ ‫ىلع دروسه‬
‫اخلاصة وأذكياء العامة‪.‬‬
‫ويف هذا اِلامع قدم الشيخ أبو العباس وأعلن خالفته‬
‫هل‪ ،‬وأذن هل ِف إلقاء ادلروس ىلع تالميذه وطالبه‪ ،‬وأن‬
‫يفقههم ِف دينهم‪ ،‬ويعلمهم مبادئ الَّشيعة وسبل‬
‫احلقيقة‪ ،‬ويرشدهم إىل اهلل تعاىل‪ ،‬ثم أكرث بعد ذلك من‬
‫التحل باَبالد‪ ،‬واتلنقل ِف داخل ادليار املرصية‪،‬‬
‫ً‬
‫نارشا علومه ومعارفه‪.‬‬ ‫ً‬
‫مبَّشا بمبادئه‪،‬‬
‫واكنت دروس الشيخ أب احلسن بمسجد املقياس‬
‫‪ 132 ‬‬
‫بالروضة وباملدرسة الَكملية بالقاهرة اليت َكنت خبط‬
‫بني القرصين ىلع رأس الشار‪ِ،‬ع املوصل إىل بيت‬
‫القايض‪ ،‬أنشأها امللك الَكمل األيويب سنة ‪ 422‬ه ‪/‬‬
‫‪1225‬م بشار‪ِ،‬ع املعز دلين اهلل الفاطيم بيح «اِلماَلة»‪.‬‬
‫مظهرا من مظاهر العظمة واِلالل‪ ،‬فَكنت‬‫ً‬ ‫واكن درسه‬
‫جمالسه ال تزال اغصة بأكابر العلماء‪ ،‬وفطاحل‬
‫الفقهاء‪ ،‬أمثال الشيخ‪ :‬عز ادلين بن عبد السالم‪،‬‬
‫والشيخ تيق ادلين بن دقيق العيد‪ ،‬والشيخ زيك ادلين‬
‫عبد العظيم املنذري‪ ،‬والشيخ أب عمرو عثمان بن‬
‫احلاجب‪ ،‬وابن الصالح‪ ،‬وابن عصفور وغريهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واكن رىض اهلل عنه‪ :‬اعبدا متبتال‪ ،‬داعيًا إىل اهلل‬
‫ورسوهل‪ ،‬ويعترب اِلهل والرضا به من أكرب الكبائر‪ ،‬واكن‬
‫حيث ىلع السيع واألخذ باألسباب ِف طلب الرز ِ‪،‬‬
‫يشتغل بالزراعة‪ ،‬من حرث وغرس وحصاد‪ ،‬وال يرىض‬
‫‪ 133 ‬‬
‫ً‬
‫تلالميذه اتلعطل والسؤال‪ ،‬إيمانا بأن اإلسالم ال يرىض‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كريما يكره اَبخل‪.‬‬ ‫باتلواُك والكسل‪ ،‬واكن جوادا‬
‫قال ابن بطوطة‪ :‬أخربين الشيخ ياقوت العرش عن‬
‫شيخه أب العباس املرس أن أبا احلسن َكن حيج ِف ُك‬
‫سنة‪ ،‬وجيعل طريقه ىلع صعيد مرص‪ ،‬وجياور بمكة‬
‫شهر رجب وما بعده إىل انقضاء احلج‪ ،‬ويزور القرب‬
‫الَّشيف ويعود ىلع ادلرب الكبري إىل بدله‪ ،‬فلما َكن ِف‬
‫بعض السنني‪ ،‬ويه آخر سنة خرج فيه‪ ،‬قال خلديمه‪:‬‬
‫ً‬
‫وحنوطا وما جيهز به امليت؟ فقال‬ ‫استصحب ً‬
‫فأسا وقفة‬
‫هل‪ :‬وملاذا يا سيدي؟ فقال‪ِ :‬ف محيرثا سوف ترى‪.‬‬
‫فلما بلغ محيرثا اغتسل الشيخ أبو احلسن وصىل‬
‫ركعتني وقبضه اهلل ِف آخر سجدة من صالته ودفن‬
‫هناك‪ ،‬واكن قد بَّش بأنه يدفن ِف أرض لم يعص اهلل بها‬
‫من قبل‪.‬‬
‫‪ 134 ‬‬
‫قال ابن بطوطة‪ :‬وقد زرت قربه وعليه قربية مكتوب‬
‫ً‬
‫فيها اسمه ونسبه متصال باحلسن بن عيل رىض اهلل‬
‫عنهما‪.‬‬
‫وملا توىف الشيخ قام أصحابه وىلع رأسهم الشيخ أبو‬
‫العباس بتجهزيه والصالة عليه‪ ،‬ومواراته ِف التاب ِف‬
‫ً‬
‫قربه‪ ،‬اذلي ال يزال معروفا به إىل اْلن‪ ،‬ويعقد هل مودل‬
‫حافل ُك سنة‪.‬‬
‫وتؤكد الروايات وفاته صبيحة يوم اثلالثاء السادس‬
‫من شوال اعم ‪ 454‬ه‪.‬‬
‫قال الشيخ أبو العزائم مايض‪ :‬سمعت الشيخ يقول‪:‬‬
‫امهلل ميت يكون اللقاء؟ قال‪ :‬فقيل يل‪ :‬يا عيل‪ ،‬إذا‬
‫وصلت إىل محيرثة فحينئذ يكون اللقاء‪ ،‬قال‪ :‬رأيت‬
‫كأين أدفن إىل ذيل جبل بإزاء برئ ماؤها قليل مالح‬
‫فوقع ِف نفس َشء‪ ،‬فخوطبت ِف رسي‪ :‬يا عيل‪ ،‬ماؤها‬
‫‪ 135 ‬‬
‫(‪)44‬‬
‫يكرث ويعذب‪.‬‬
‫وقد أقام حجاج مرص واملغرب أكرث من مائيت سنة‬
‫يتوجهون إىل احلجاز عن طريق عيذاب ثم بطل‬
‫استعمال هذا الطريق ِف سنة ‪ 744‬ه‪.‬‬
‫مدحه تاج ادلين ابن عطاء اهلل السكندري فقال‪:‬‬
‫َّ ُ ِّ ا ا َّ ْ ُ ُ ُ‬
‫يل تقش اعت ظل امات اها‬ ‫بِالشاذ ِ‬
‫ْا ا‬ ‫ُ‬ ‫ا ا ا َّ ْ‬
‫ـو ارت بِ ام ِجـيئِ ِه أفقاهـا‬ ‫وتن‬
‫ُ ا ا ْ ُ َّ ا‬ ‫ا ْ ُ ُّ ا‬
‫انلدى‬ ‫اتلىق علم الهدى حبر‬ ‫كزن‬
‫ْ ا‬ ‫ا ُ‬ ‫ُق ْط ُ‬
‫الرب َّي ِة غ ْوث اها امل اجاها‬
‫ِ‬
‫ب ا‬
‫ا ُ ُ ُّ‬ ‫اٌْ اُ ُ‬
‫الرب َّية لك اها‬
‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫وذ‬ ‫كهف تل‬
‫ا ا‬ ‫ْ‬ ‫اْ ُ ُ ا‬
‫وه ِِف أل اوائِ اها او ارخـاهـا‬ ‫ترج‬

‫‪ - 44‬املفاخر العلية ص‪.54‬‬


‫‪ 134 ‬‬
‫اإلجازة‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم‬
‫احلمد هلل ‪ ،‬والصالة والسالم ىلع سيد الَكئنات سيدنا‬
‫حممد بن عبد اهلل وآهل وصحبه إىل يوم نلقاه‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد قال تعاىل‪( :‬ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢ‬
‫ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [آل‬
‫عمران‪]191:‬‬
‫وقال سيدنا انليب صىل اهلل عليه وسلم ِف شأن‬
‫ا ْ ا ْ ُ ا ا ا ا َّ ا ا ا ُ ا ْ ا ْ ا ُ‬
‫ك ْن تا اراهُ‬ ‫اإلحسان‪" :‬أن تعبد اهلل كأنك تراه‪ ،‬ف ِإن لم ت‬
‫اف ُه او يا ار ا‬
‫اك"‪.‬‬
‫فعرفنا أن طريق اهلل مبين ىلع اذلكر والفكر واإلحسان‬
‫اذلي كتبه اهلل ىلع ُك َشء‪ ،‬ورغبة فيما عند اهلل‬
‫سبحانه وتعاىل‪ ،‬وامتثاال بهدي نبينا صىل اهلل عليه‬
‫َّ ا‬
‫وسلم‪ ،‬وعمال بما اعل امنا من عمل اَلوم والليلة للسري‬
‫‪ 137 ‬‬
‫والسلوك بني إياك نعبد وإياك نستعني‪.‬‬
‫أجزنا أخانا (أختنا) ِف اهلل املحب (ـة) األواه‪.‬‬
‫السيد (ة)‪:‬‬
‫بأذَكر الطريقة الصديقية الشاذَلة طريقتنا العلية‬
‫وقد تلقيناها عن مشاخينا كما هو مسطور ِف هذه‬
‫الرسالة حىت يتصل اخللف بموصول السلف‪.‬‬

‫ونسأهل ادلاعء ِف اخللوات واِللوات‪ ،‬عىس اهلل أن‬


‫جيمعنا ىلع اخلري ِف ادلنيا واْلخرة وحتت لواء نبيه صىل‬
‫اهلل عليه وسلم يوم القيامة ونَّشب من يده الَّشيفة‬
‫رشبة ماء هنيئة مريئة ال نظمأ بعدها أبدا‪.‬‬
‫شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية‬
‫نور الدين علي مجعة الشافعي‬
‫عفا اهلل عنه‬
 131 
 139 
 141 
‫‪ 141 ‬‬
‫الالئحة الداخلية‬
‫الفصل األول‬
‫مادة [‪ :]1‬الطريقة الصديقية الشاذَلة طريقة صوفية‬
‫ِّ‬
‫ُسن َّية‪ ،‬شيخها ومؤسسها فضيلة األستاذ ادلكتور عيل‬
‫مجعة حممد عبد الوهاب الشافيع املرصي‪ ،‬ويه طريقة‬
‫ٌ‬
‫معتف بها من قِبا ِل املجلس األىلع للطر ِ الصوفية‬
‫جبمهورية مرص العربية‪ ،‬بالقرار رقم ‪2111/11‬م ‪.‬‬
‫وسميت بالصديقية نسبة إىل السيد حممد بن الصديق‬
‫الغماري الطنيج ادلرقاوي‪ ،‬والشاذَلة نسبة إىل اإلمام‬
‫أب احلسن الشاذيل املرصي مستقرا‪ ،‬ومقامه بصحراء‬
‫عيذاب ِف قرية محيرثة‪ ،‬وقد تلىق فضيلة إمام الطريقة‬
‫ا ُ ا‬
‫الطريق وأ ِذن هل بالتسليك واإلرشاد من ثالثة أقطاب‪:‬‬
‫األول‪ :‬سيدي عبد اهلل بن حممد بن الصديق الغماري‪،‬‬
‫واثلاين‪ :‬سيدي أب الرباكت حممد زيك ادلين إبراهيم‬
‫‪ 142 ‬‬
‫احلسيين‪.‬‬
‫اثلالث‪ :‬سيدي ادلكتور حسن عباس زيك‪.‬‬
‫مادة [‪ :]2‬تهدف الطريقة الصديقية الشاذَلة إىل‬
‫حتقيق التبية ادلينية والروحية‪ ،‬ألتباعها ومريديها‬
‫ولعموم املسلمني‪ ،‬بما يتفق مع أحَكم الَّشيعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وتدعو إىل االلزتام بالعمل باألحَكم‬
‫الَّشعية‪ ،‬وتتبع ِف ذلك سبيل الوعظ واإلرشاد‪.‬‬
‫مادة [‪ :]3‬ال جيوز ملريدي الطريقة القول بعقائد أو‬
‫إتيان أفعال أو إقامة موادل أو احتفاالت أو أذَكر‬
‫ختالف ما وردت به الَّشيعة اإلسالمية أو انلظام العام‬
‫أو اْلداب‪.‬‬
‫مادة [‪ :]4‬شيخ الطريق هو املريب واملرشد للك مريد من‬
‫أتبا‪ِ،‬ع الطريقة‪ ،‬فهو بمثابة الوادل الرويح واملوجه إىل‬
‫اعلم احلق واخلري‪ ،‬وهو ادلَلل إىل معرفة أرسار الطريق‬
‫‪ 143 ‬‬
‫إىل اهلل‪.‬‬
‫مادة [‪ :]5‬اثلقة بالشيخ ثقة ال حد هلا‪ ،‬فهو وارث املقام‬
‫انلبوي حاال ومقاال وفعاال‪ ،‬وحرمة الوارث كحرمة‬
‫املوروث‪ ،‬يلزتم األدب مع الشيخ ِف حضوره وغيبته‬
‫كما َكن الصحابة يلزتمون األدب مع املصطىف ﷺ ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]4‬وصيتنا لإلخوان أن يعتمدوا ىلع قلوبهم ِف‬
‫اذلكر‪ ،‬وأن تكون أصواتهم متناسقة‪ ،‬وسطا بني اِلهر‬
‫واملخافتة‪ ،‬والبد من صحة انلطق وفهم املعىن‪ ،‬وتوحيد‬
‫احلركة وتنظيم اِللسة‪ ،‬واالستحضار‪ ،‬واالستغرا ِ ِف‬
‫اذلكر بقدر اإلمَكن‪.‬‬
‫مادة [‪ :]7‬إذا وقع خالف أثناء احلرضة وجب االنتظار‬
‫حىت الفراغ من اذلكر‪ ،‬ثم يعرض األمر ىلع كبريهم‬
‫ومقدمهم مع الزتام اغية األدب بهدوء‪ ،‬ويعتذر من‬
‫بدر منه اخلطأ ويقر به‪ ،‬وال جيادل‪ ،‬وال يستعيل‪.‬‬
‫‪ 144 ‬‬
‫مادة [‪ :]1‬اتلصوف إرادة‪ ،‬ال إدارة‪ ،‬والوظائف الصوفية‬
‫تَّشيف وتكليف معا ملن هم أهله‪ ،‬فقها وتىق وجهادا‬
‫ِف اهلل‪ ،‬فال قيمة إلجازة أو وظيفة صوفية ِف يد من‬
‫ليس هو أهال هلا‪ ،‬فحامل اإلجازة جيب أن يكون‬
‫مقتديا برسول اهلل ﷺ وصورة مصغرة ملا َكن عليه من‬
‫حسن اخللق‪.‬‬
‫مادة [‪ :]9‬حنن حنب مجيع الطر ِ الَّشعية مهما‬
‫اختلفت املشارب واملناهج واألسماء‪ ،‬والفضل فيها‬
‫والقرب من اهلل من حيث نفعها للناس وخدمتها‬
‫للوطن ووالئها لدلين وأخذها بيد اخللق إىل طريق‬
‫احلق‪ ،‬ال نكن حقدا وال ضغينة ىلع أحد من أرباب‬
‫الطريق‪ ،‬ونتربك جبميع األوَلاء واألصفياء والصاحلني‪.‬‬
‫مادة [‪ :]11‬إن العلم أصل العبادة والسلوك عندنا‪،‬‬
‫ونعوذ باهلل أن نتعبد اهلل جبهل‪ ،‬أو عن تقليد حمض‪،‬‬
‫‪ 145 ‬‬
‫فال بد من معرفة دَللنا من كتاب اهلل وسنة نبيه صىل‬
‫اهلل عليه وسلم وهدي رشيعتنا اإلسالمية ومقاصدها‬
‫واجتهاد فقهائها وعلمائها‪ ،‬ال نشذ عنهم وال نستعيل‬
‫عليهم وال نتشدد ىلع أنفسنا أو ىلع اخللق‪ ،‬بل خنتار‬
‫من طر ِ احلق أيرسها‪ ،‬بغري تنطع أو مجود أو تطرف‪.‬‬
‫مادة [‪ :]11‬من جاءنا وانضم إَلنا هلل فليرس‪ِ،‬ع ومرحبا‬
‫به‪ ،‬ومن جاءنا نلفسه فلريجع‪ ،‬ومن عرفنا هلل فهو‬
‫معنا‪ ،‬ومن عرفنا لغريه فليدعنا ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]12‬جيوز لشيخ الطريقة أن يطلب من املجلس‬
‫األىلع للطر ِ الصوفية تعيني وكيل للطريقة ملساعدته‬
‫ِف أعماهل ويشتط تلعيني الوكيل توافر الَّشوط اتلاَلة‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متمتعا حبقوقه املدنية‬ ‫‪ -1‬أن يكون بالغا سن الرشد‬
‫والسياسية َكملة‪.‬‬
‫ً‬
‫حمكوما عليه ِف جناية أو جنحة خملة‬ ‫‪ -2‬أال يكون‬
‫‪ 144 ‬‬
‫بالَّشف واألمانة ما لم يكن قد رد إَله اعتباره ِف‬
‫احلاتلني‪.‬‬
‫ً‬
‫وم ِل ًّما بمبادئ‬
‫جميدا للقراءة والكتابة ُ‬ ‫‪ -3‬أن يكون‬
‫الَّشيعة اإلسالمية‪.‬‬
‫ِّ‬
‫‪ -4‬أن يكون ُمتا امت ًعا بسمعة طيبة وخلق كريم‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون من أهل العرفان والكمال ذوي اتلقوى‬
‫والصالح ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -4‬أال يكون شيخا لطريقة صوفية أخرى ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]13‬يعني شيخ الطريقة نوابًا هل وخلفاء‪ ،‬وخلفاء‬
‫اخللفاء‪ ،‬بسائر املحافظات واملراكز واألقسام من بني‬
‫ذوي الكفاءة واألهلية ممن تتوفر فيهم الَّشوط‬
‫املنصوص عليها ِف املادة [‪. ]12‬‬
‫ُْا‬
‫مادة [‪ :]14‬ال تمنح إجازة خالفة إال ملن تتوفر فيه هذه‬
‫ً‬
‫الَّشوط‪ ،‬وجيب أن تتضمن اإلجازة بيانا لواجبات‬
‫‪ 147 ‬‬
‫اخلليفة ِف مقام اإلرشاد واحلدود اليت يتعني عليه‬
‫الزتامها‪ ،‬وحيظر منح إجازات خالفة دون أسماء حمددة‬
‫تلوزيعها ىلع من يرغب ِف اخلالفة‪ ،‬وجيب إخطار‬
‫املشيخة الصوفية العامة بهذه اتلعيينات كتابة خالل‬
‫أسبو‪ِ،‬ع من تاريخ اتلعيني‪.‬‬
‫مادة [‪ :]15‬وواجبات اخلليفة َكاليت‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إرشاد املريدين واإلرشاف عليهم وتربيتهم من‬
‫املبتدئني إىل ما يعلوها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إقامة احلرضات ادلينية وجمالس اذلكر وحتديد‬
‫مواعيدها‪ ،‬ومناسبات إقامتها وأماكنها‪ ،‬واملَّشف‬
‫عليها‪ ،‬وما يدور فيها‪ ،‬وافتتاحها ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ العمل ىلع تنمية أسباب اتلآيخ واتلضامن واملحبة‬
‫ِف اهلل بني أبناء الطريقة واملريدين اتلابعني هل ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ العمل ىلع حتديد وسائل وطر ِ حتفيظ املريدين‬
‫‪ 141 ‬‬
‫واتلابعني‪ ،‬حسبما تتحمله مقدرتهم وثقافاتهم من‬
‫آيات القرآن الكريم‪ ،‬واألحاديث انلبوية الَّشيفة‪،‬‬
‫وأوراد اذلكر‪ ،‬والعمل ىلع تعليمهم وتلقينهم مبادئ‬
‫ادلين احلنيف وأحَكمه والسرية انلبوية الَّشيفة‪ ،‬وسرية‬
‫أقطاب اإلسالم وعلمائه‪ ،‬وسري املجاهدين ِف اهلل ويف‬
‫سبيل احلق وأصول ادلين ومنهاجه ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 5‬ـ املؤاخذة للمخطئني وحل املنازاعت طبقا للقانون‬
‫وهلذه الالحة‪ ،‬واللوائح ادلاخلية ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]14‬يشتط فيمن يقبل ِف الطريقة أن يتوفر‬
‫فيه‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متمتعا حبقوقه املدنية‬ ‫‪ -1‬أن يكون بالغا سن الرشد‬
‫والسياسية َكملة‪.‬‬
‫ً‬
‫حمكوما عليه ِف جناية أو جنحة خملة‬ ‫‪ -2‬أال يكون‬
‫بالَّشف واألمانة ما لم يكن قد رد إَله اعتباره ِف‬
‫‪ 149 ‬‬
‫احلاتلني‪.‬‬
‫مادة [‪ :]17‬ال جيوز فرض عوائد أو قروض أو مبالغ‬
‫دورية ىلع املريدين أيًّا َكن تسميتها‪ ،‬وال جيوز كذلك‬
‫فرض رسوم أو أية مبالغ ىلع تعيني خليفة أو نائب‪،‬‬
‫ومع ذلك جيوز قبول ما يقدم للطريقة من ترباعت‬
‫صادرة من اختيار املترب‪ِ،‬ع ورغبته اخلالصة ِف اتلرب‪ِ،‬ع‬
‫وجيب إخطار شيخ مشايخ الطر ِ الصوفية بهذه‬
‫اتلرباعت خالل أسبو‪ِ،‬ع من تاريخ قبول الطريقة هلا‪.‬‬
‫‪ 151 ‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫مادة [‪ :]11‬تعد باملقر الرئيس للطريقة السجالت‬
‫وادلفاتر اتلاَلة‪:‬‬
‫‪1‬ـ سجل لتسجيل أسماء انلواب بدرجاتهم واخللفاء‬
‫وخلفاء اخللفاء واملريدين ‪.‬‬
‫‪2‬ـ دفت قيد اجتمااعت شيخ الطريقة بأبناء الطريقة‬
‫واملريدين ‪.‬‬
‫‪3‬ـ دفت تفتيش شيخ الطريقة ىلع انلواب واخللفاء‬
‫وخلفاء اخللفاء ‪.‬‬
‫‪4‬ـ سجالت اتلقارير ادلورية اليت يعدها مشايخ‬
‫الطر ِ‪.‬‬
‫‪ -5‬دفتللشَكوي‪.‬‬
‫‪ -4‬دفت حماِض حتقيقات‪.‬‬
‫‪7‬ـ دفت إلثبات أحوال الطريقة يتضمن بيانات‬
‫‪ 151 ‬‬
‫أعالمها وشعاراتها وتواريخ احلرضات واملواكب‬
‫واملوادل واملناسبات ادلينية وما يتصل باألِضحة‬
‫والزوايا ىلع وجه اتلفصيل ‪.‬‬
‫ويرايع ِف ادلفاتر أمور‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تقوم املشيخة العامة باعتماد تلك ادلفاتر‬
‫وختمها خبتمها صفحة صفحة‪ ،‬ويوقعها املوظف‬
‫املختص ِف أوهلا ويف نهايتها عند ردها للمشيخة‬
‫العامة للحفظ بعد انتهاء مدة حفظها بديوان الطريقة‪،‬‬
‫رقما ً‬
‫اعما أو ً‬
‫رمزا للتسجيل باملشيخة‬ ‫ويعطى ُك دفت ً‬

‫العامة‪ ،‬ويكون هو املستخدم ِف مَكتبات الطريقة ‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬ال تستعمل هذه ادلفاتر ِف غري األغراض اليت‬
‫نص عليها القانون والحته اتلنفيذية‪ ،‬وال يعتمد أي‬
‫بيان ـ مما أوجب القانون أو الحته اتلنفيذية قيده ِف‬
‫هذه ادلفاتر والسجالت ـ ما لم يكن مثبتًا بهذه‬
‫‪ 152 ‬‬
‫ادلفاتر ‪.‬‬
‫ثاثلا‪ :‬يكون القيد ِف هذه ادلفاتر والسجالت بمعرفة‬
‫شيخ الطريقة أو من يعهد إَله بذلك‪ ،‬ويراَع عدم‬
‫الكشط أو اتلحشري أو اتلغيري ِف بياناتها ‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬جيب تقديم ادلفاتر اليت تنص عليها الالحة‬
‫اتلنفيذية لقانون ‪1974/111‬م للمشيخة العامة للطر ِ‬
‫ً‬
‫سنويا العتمادها واتلصديق عليها ‪.‬‬ ‫الصوفية‬
‫خامسا‪ :‬يقوم شيخ الطريقة قبل نهاية السنة املاَلة‬
‫بثالثة أشهر ىلع األكرث بتقديم اتلقارير املنصوص‬
‫عليها ِف املادة ‪ 31‬من القانون وجيب أن تتضمن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫اتلقارير بصفة خاصة بيانا مفصال جبهود الطريقة ِف‬
‫رفع مستوى أبنائها دينيًا وماديًا‪ ،‬واخلدمات اليت‬
‫قدمتها الطريقة هلم‪ ،‬وجهودها ِف نَّش الويع ادليين‬
‫ومقاومة االحنراف‪ ،‬ومدى ما حققته من أهداف‬
‫‪ 153 ‬‬
‫الصوفية واإلسالم ‪.‬‬
‫سادسا‪ :‬يكون تسليم هذه اتلقارير بالتسليم مع توقيع‬
‫املختص باملشيخة ىلع الصورة باالستالم أو خبطاب‬
‫مسجل مصحوب بعلم الوصول‪.‬‬
‫مادة [‪ :]19‬جيتمع ُك خليفة بمن معه من املريدين مرة‬
‫ُك أسبو‪ِ،‬ع للتدارس ولذلكر واإلرشاد‪.‬‬
‫مادة [‪ :]21‬جيتمع الشيخ باخللفاء وانلواب ِف‬
‫اجتمااعت دورية ربع سنوية‪ ،‬ويعد بنتائح هذه‬
‫االجتمااعت إخطارا لشيخ مشايخ الطر ِ الصوفية‪،‬‬
‫ويضمنها ما يراه من اقتاحات تدخل ِف اختصاص‬
‫املشيخة العمومية‪ ،‬ويف اختصاص املجلس األىلع‬
‫للطر ِ الصوفية‪.‬‬
‫مادة [‪ :]21‬ال جيوز نلواب مشايخ الطر ِ الصوفية ِف‬
‫األقاَلم أن يستخدموا لقب (شيخ الطريقة باِلهة) بل‬
‫جيب أن يقترص لقبهم ىلع نائب شيخ الطريقة باِلهة‪.‬‬
‫‪ 154 ‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫مادة [‪ :]22‬جيب أن تشتمل مزيانية الطريقة ىلع مجيع‬
‫اإليرادات واملرصوفات املقدرة ىلع مدى السنة املاَلة‪،‬‬
‫واليت تبدأ مع بداية السنة املاَلة لدلولة وتنتيه‬
‫بانتهائها ‪.‬‬
‫وتشتمل مزيانية الطريقة ىلع ما يأيت ‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬قسم املرصوفات ويضم األبواب اتلاَلة ‪:‬‬
‫‪1‬ـ املرتبات واألجور ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املرصوفات العامة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االستخدامات االستثمارية ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬قسم اإليرادات ويتضمن ما ييل ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ املبلغ املرصود من املجلس األىلع ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اإلاعنات واهلبات واتلرباعت ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ االشتاَكت ‪.‬‬
‫‪ 155 ‬‬
‫ختتص اإلدارة املاَلة للطريقة باْليت ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إعداد تقارير دورية بعد فحص احلالة املاَلة إلدارة‬
‫ً‬
‫الطريقة‪ ،‬وتعرض هذه اتلقارير ىلع شيخ الطريقة أوال‬
‫بأول لإلحاطة واختاذ ما يراه بشأنها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إعداد اقتاحات املزيانية بقسميها وأبوابها‬
‫وفروعها وبنودها‪ ،‬وجيب عرض هذه االقتاحات ىلع‬
‫شيخ الطريقة قبل نهاية السنة املاَلة بثالثة أشهر ىلع‬
‫األقل ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ يقدم شيخ الطريقة لإلدارة املاَلة باملجلس األىلع‬
‫ِف موعد اغيته نهاية أغسطس من ُك اعم بناء ىلع‬
‫ً‬
‫إخطار توجهه اإلدارة املاَلة ِف مايو من ُك سنة بيانا‬
‫يتضمن ما ييل‪:‬‬
‫ً‬
‫أ ـ مَّشو‪ِ،‬ع مزيانية الطريقة متضمنا إيراداتها‬
‫ً‬
‫ومرصوفاتها طبقا للنظام املقرر ِف الالحة املاَلة ‪.‬‬
‫‪ 154 ‬‬
‫ب ـ االشتاَكت الشهرية أو السنوية اليت حتصل من‬
‫أعضاء الطريقة‪.‬‬
‫ج ـ سائر املبالغ اليت تستحقها املشيخة العامة للطر ِ‬
‫الصوفية قِبال الطريقة‪.‬‬
‫د ـ األوجه واملَّشواعت واالقتاحات اليت يطلبها‬
‫والكء املشيخة والطر ِ الصوفية واليت تتطلب الرصف‬
‫عليها من مزيانية املجلس األىلع للطر ِ الصوفية‪.‬‬
‫ ـه ـ سائر اَبيانات واملالحظات والطلبات اليت يرى‬
‫والكء املشيخة الصوفية العامة والطر ِ الصوفية‬
‫أهميتها واملتعلقة باملزيانية ‪.‬‬
‫وال جيوز تأخري أية طلبات فيما يتعلق بالفقرتني ( ‪، 3‬‬
‫‪ ) 4‬من هذه املادة بعد امليعاد املذكور ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]23‬حيدد ما يدفعه أعضاء الطريقة من‬
‫ً‬
‫اشتاَكت طبقا للقواعد اْلتية ‪:‬‬
‫‪ 157 ‬‬
‫‪ 1‬ـ أن يكون االشتاك العام ِف احلدود امليسورة‬
‫للقدرة العامة ألعضاء الطر ِ الصوفية ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 2‬ـ يكون االشتاك اخلاص طبقا إلقرار يقدمه العضو‬
‫ً‬
‫ساريا ما لم يقم العضو بتغيريه ‪.‬‬ ‫ويعترب اإلقرار‬
‫‪ 3‬ـ تقوم الطريقة باتلحصيل وتكون مرصوفاته ىلع‬
‫جانبها وال تقل هذه النسبة عن جزء من ثمانية من‬
‫املبالغ املحصلة (‪ )%1225‬وكذا تتحمل الطريقة‬
‫املرصوفات اإلدارية حىت إرسال االشتاَكت إىل‬
‫املشيخة العامة ‪.‬‬
‫ويتم حتصيل قيمة االشتاَكت ىلع الوجه اْليت ‪:‬‬
‫أ ـ يتم ادلفع ِف مقابل إيصال دال ىلع السداد من أصل‬
‫وصورة يوضح فيه اسم العضو وقيمة املبلغ املدفو‪ِ،‬ع‬
‫وتارخيه‪ ،‬واملستلم‪ ،‬وتوقيع املستلم املعتمد ‪.‬‬
‫ب ـ تقوم املشيخة العامة بمد اِلهات املرخص هلا‬
‫‪ 151 ‬‬
‫بتحصيل االشتاَكت بدفاتر قسائم اتلحصيل من‬
‫أصل وصورة خمتومة ومعتمدة خبتم املشيخة العامة ‪.‬‬
‫ج ـ يسلم اإليصال للعضو وحتفظ الصورة بادلفت دلى‬
‫اِلهة القائمة باتلحصيل ويرسل مع اتلقرير املنصوص‬
‫عليه ِف املادة ‪ 23‬من الالحة اتلنفيذية للمشيخة‬
‫العامة للطر ِ الصوفية للحفظ للمدة اليت تقررها‬
‫الالحة املاَلة ‪.‬‬
‫د ـ يتم حتديد املختص باتلحصيل بقرار من شيخ‬
‫املشايخ بالنسبة لدليوان العام باملشيخة وبقرار من‬
‫والكء املشايخ ُك ِف حدود اختصاصاته وذلك بناء ىلع‬
‫عرض شيخ الطريقة‪ ،‬وختطر املشيخة العامة باسم‬
‫املختص وبيانات َكملة عنه‪ ،‬وصورة واضحة من‬
‫توقيعه املعتمد‪ ،‬وجيب أن يكون من أبناء الطر ِ‬
‫الصوفية‪ ،‬ومن األعضاء العاملني فيها‪ ،‬ويتم هذا‬
‫‪ 159 ‬‬
‫اإلخطار خالل أسبوعني من االختيار ىلع األكرث ‪.‬‬
‫وتراَع األحَكم املنصوص عليها ِف القانون تتبع‬
‫اإلجراءات السابقة ِف قبول اهلبات واتلرباعت ‪.‬‬
‫ ـهـ يتم تسليم قسائم اتلحصيل بأرقامها املسلسلة‬
‫وقسائمها املرقمة واملعتمدة للمختص باتلحصيل‪،‬‬
‫وتعترب عهدته الشخصية ومسئوَلته الَكملة إىل حني‬
‫إاعدتها دليوان املشيخة العامة وتسليمها للمختص‪،‬‬
‫وال يتم هذا التسليم إال بعد اتلأكد من توريد مجيع‬
‫املبالغ اليت تم حتصيلها بموجب ادلفت املسلم إىل اِلهة‬
‫املحددة بالالحة ادلاخلية‪.‬‬
‫و ـ تقوم اإلدارة املاَلة بإثبات اإليرادات واملرصوفات‬
‫الفعلية ِف سجالت خاصة ‪.‬‬
‫ويتم تقفيل تلك احلسابات ِف نهاية السنة وإعداد‬
‫احلساب اخلتام ِف مجيع الطر ِ الصوفية اتلابعة‬
‫‪ 141 ‬‬
‫للمشيخة العامة وديوان املشيخة العامة وإرساهلا‬
‫لإلدارة املاَلة إلعدادها للعرض ىلع املجلس األىلع‬
‫ً‬
‫للطر ِ الصوفية ِف املواعيد وطبقا لإلجراءات اليت‬
‫تنص عليها الالحة املاَلة ‪.‬‬
‫‪ 141 ‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫مادة [‪ :]24‬خيتص شيخ الطريقة بانلظر ِف املخالفات‬
‫انلظامية أو املنازاعت الصوفية اَبحتة اليت تقع بني‬
‫أعضاء الطريقة‪ ،‬وخيتص املجلس األىلع للطر ِ‬
‫الصوفية بنظر املخالفات واملنازاعت املشار إَلها إذا‬
‫َكنت متعلقة بشيخ الطريقة أو نائبه‪ ،‬والوقائع‬
‫واملنازاعت الصوفية اليت تقع بني أعضاء طر ِ صوفية‬
‫خمتلفة‪ ،‬وخيتص والكء مشيخة الطر ِ الصوفية بنظر‬
‫ما يقع من هذه املخالفات واملنازاعت باملحافظات‬
‫األخرى غري القاهرة ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]25‬جيوز اتلظلم من القرارات اليت يصدرها‬
‫املشايخ أو الوالكء املشار إَلهم خالل مخسة عَّش ً‬
‫يوما‬
‫من تاريخ إخطار ذوي الشأن بكتاب موىم عليه بعلم‬
‫الوصول بها أمام املجلس األىلع للطر ِ الصوفية ‪.‬‬
‫‪ 142 ‬‬
‫مادة [‪ :]24‬يلزتم املجلس األىلع للطر ِ الصوفية ِف‬
‫ادلاعوى اتلأديبية اليت خيتص بها كما يلزتم مشايخ‬
‫الطر ِ الصوفية وغريهم من اذلين خيتصون بتوقيع‬
‫اِلزاءات اتلأديبية ىلع أعضائها بمرااعة أحَكم‬
‫الَّشيعة اإلسالمية والقواعد الصوفية الصحيحة‬
‫واإلجراءات األساسية الالزمة تلحقيق العدالة وحتقيق‬
‫دفا‪ِ،‬ع املتهم قبل توقيع اِلزاء عليه وكذلك باإلجراءات‬
‫واألوضا‪ِ،‬ع اليت حتددها الالحة اتلنفيذية للقانون ‪.‬‬
‫مادة [‪ :]27‬ال جيوز توقيع عقوبة ىلع أعضاء الطريقة‬
‫إال بعد حتقيق َكمل يكفل هلم الفرصة إلبداء أقواهلم‬
‫وحتقيق دفاعهم بعد مواجهتهم باملخالفات املنسوبة‬
‫إَلهم‪ ،‬وجيب أن يكون اتلحقيق كتابة حبضور َكتب‬
‫غري أنه بالنسبة إىل املخالفات اليت ال جتاوز عقوبتها‬
‫اتلنبيه أو اإلنذار فيجوز أن يكون االستجواب أو‬
‫‪ 143 ‬‬
‫اتلحقيق شفاهة ىلع أن يثبت مضمونه ِف املحرض‬
‫اذلي حيوي العقوبة ويف مجيع األحوال جيب أن يكون‬
‫ً‬
‫ومسببا ‪.‬‬ ‫القرار الصادر بتوقيع العقوبة كتابيًا‬
‫مادة [‪ :]21‬تقيد الشكوى املقدمة ضد املحال ِف دفت‬
‫ً‬
‫برقم مسلسل طبقا لألوضا‪ِ،‬ع اليت حتددها الالحة‬
‫ادلاخلية وجيب أن يفتتح ملف للك شكوى برقم‬
‫مسلسل وتثبت به اَبيانات اِلوهرية املتعلقة‬
‫بالشكوى وتضم هل مجيع األورا ِ املتعلقة بها‪.‬‬
‫تتم اإلحالة إىل اتلحقيق بقرار من‪:‬‬
‫(أ) رئيس املجلس األىلع للطر ِ الصوفية بالنسبة‬
‫للمخالفات املتعلقة بأحد الوالكء أو مشايخ الطر ِ‬
‫الصوفية واليت توقع عقوبة العزل والطرد واإلعالن‪،‬‬
‫وكذا املنازاعت الصوفية اليت تقع بني أعضاء الطر ِ‬
‫الصوفية املختلفة‪.‬‬
‫‪ 144 ‬‬
‫(ب) من يندبه والكء املشيخة أو مشايخ الطر ِ‬
‫الصوفية ُك ِف حدود اختصاصه ‪.‬‬
‫ويقيد االتهام وما تم فيه إىل آخر مراحله ِف ادلفاتر‬
‫ً‬
‫املخصصة ذللك‪ ،‬واليت تعد طبقا للنموذج اذلي تبينه‬
‫الالحة ادلاخلية ‪.‬‬
‫(ج) تقوم إدارة الشئون القانونية بتحقيق املخالفات‬
‫اليت خيتص رئيس املجلس األىلع للطر ِ الصوفية‬
‫باإلحالة فيها‪ ،‬ويتوىل من يندبه وكيل املشيخة أو شيخ‬
‫الطريقة للتحقيق ِف املخالفات اليت خيتص ُك منها‬
‫بتوقيع اِلزاء فيها ىلع أن خيطر املشيخة العامة بذلك ‪.‬‬
‫(د) ختطر سلطة اتلحقيق املستجوب باتلاريخ املحدد‬
‫إلجراء اتلحقيق ومَكنه ويكون اإلخطار كتابة ِف‬
‫حمل إقامته اثلابت ِف السجالت إذا لم يتبني املحقق‬
‫حمل إقامته قام بإخطار املشيخة العامة أو وكيل‬
‫‪ 145 ‬‬
‫املشيخة أو شيخ الطريقة اتلابع هلا ُك حسب‬
‫اختصاصه‪ ،‬وتتبع هذه الطريقة ِف َكفة أحوال اإلخطار‬
‫اليت تتطلبها الالحة اتلنفيذية للقانون وجيوز للمحقق‬
‫فتح باب اتلحقيق بعد هذا اإلخطار إلثبات اَبيانات‬
‫العاجلة اليت خيىش عليها من الوقت ‪.‬‬
‫(ه) إذا تم اتلحقيق كتابة وجب أن يثبت ِف حمرضه‬
‫تاريخ ومَكن وساعة افتتاح املحرض وإقفاهل‪ ،‬واسم‬
‫املحقق واكتب اتلحقيق‪ ،‬ولك ما يتخذه املحقق من‬
‫إجراءات‪ ،‬وجيب توقيع من يسأل ِف اتلحقيق ِف نهاية‬
‫أقواهل وىلع الصفحات اليت تتضمن هذه األقوال‪،‬‬
‫ويتعني ىلع املحقق واكتب اتلحقيق اتلوقيع ىلع ُك‬
‫صفحة ِف صفحات املحرض ‪.‬‬
‫(و) للمحقق سلطة استداعء من يرى أخذ أقواهل من‬
‫الشهود وهل أن يطلب ما يرى االطال‪ِ،‬ع عليه من‬
‫‪ 144 ‬‬
‫األورا ِ‪ ،‬وإذا أدىل املستجوب بأقواهل ورفض اتلوقيع‬
‫عليها أو رفض اإلدالء بأقواهل أو لم حيرض ِف املوعد‬
‫املحدد دون عذر مقبول َكن ىلع سلطة اتلحقيق‬
‫إثبات ذلك ِف املحرض‪ ،‬وجيوز هلا ِف هذه احلالة إجراء‬
‫اتلحقيق أو استكماهل وإصدار توصياتها ِف شأن‬
‫املستجوب ِف غيابه ودون توقيعه ‪.‬‬
‫وإذا كشف اتلحقيق عن ارتكاب املستجوب جريمة‬
‫من جرائم القانون العام وجب ىلع السلطة القائمة ىلع‬
‫اتلحقيق رفع األورا ِ بمذكرة إىل رئيس املجلس‬
‫األىلع للطر ِ الصوفية إلحالة املوضو‪ِ،‬ع إىل اِلهات‬
‫املختصة تلتخذ ما تراه بشأنه‪ ،‬وجيوز ِف هذه احلالة‬
‫وقف املستجوب عن ممارسة النشاط الصويف ‪.‬‬
‫(ز) يعرض حمرض اتلحقيق ىلع السلطة املختصة‬
‫ً‬
‫موضحا به رأي املحقق‪ ،‬وجيب أن يتم‬ ‫بتوقيع العقوبة‬
‫‪ 147 ‬‬
‫هذا العرض خالل أسبوعني ىلع األكرث من تاريخ آخر‬
‫إجراء من إجراءات اتلحقيق‪ ،‬فإذا تبني للمختص‬
‫بتوقيع اِلزاء أن املحال مستحق عقوبة العزل والطرد‬
‫واإلعالن رفع األمر إىل املجلس األىلع للطر ِ‬
‫ً‬
‫الصوفية مع إخطار املحال طبقا لإلجراءات املبينة ِف‬
‫الالحة اتلنفيذية‪.‬‬
‫(ح) تكون اإلحالة ِف األحوال اليت خيتص بها‬
‫املجلس األىلع للطر ِ الصوفية بنظر املخالفات بقرار‬
‫ً‬
‫إحالة مرفق بمذكرة اتلحقيق معلن بها املحال طبقا‬
‫لإلجراءات املبينة ِف الالحة اتلنفيذية‪ ،‬وال جيوز أن‬
‫جترى املحاكمة اتلأديبية قبل شهر من اإلخطار‪،‬‬
‫وتتخذ ِف هذه املحاكمة مجيع اإلجراءات اليت تتطلبها‬
‫الَّشيعة اإلسالمية وكذا املنصوص عليها بشأن‬
‫املحاكمات اتلأديبية املبينة بقانون جملس ادلولة‬
‫‪ 141 ‬‬
‫وجيوز حضور املحامني ِف هذه املحاكمات ‪.‬‬
‫وخيطر املستجوب كتابة بالقرار الصادر من السلطة‬
‫املختصة وحتتفظ األورا ِ بعد ذلك وبعد االستيثا ِ‬
‫من اتلنفيذ ‪.‬‬
‫(ط) تقيد اتلظلمات املقدمة للمجلس األىلع ِف دفت‬
‫خاص باملجلس األىلع مسلسل باتلاريخ والرقم‬
‫ً‬ ‫ويعطى اتلظلم ً‬
‫رقما مسلسال بالرقم والسنة اليت تبدأ‬
‫من أول أكتوبر ُك اعم‪ ،‬ويفتح للتظلم ملف مستقل‬
‫يتضمن اَبيانات اِلوهرية ويضم إخطار اتلظلم ومجيع‬
‫األورا ِ اخلاصة باتلحقيق وقرار اإلحالة وحماِض‬
‫اِللسات والقرار اذلي يصدره املجلس األىلع للطر ِ‬
‫الصوفية وما تم ِف تنفيذ القرار‪ ،‬وتعىل األورا ِ ىلع‬
‫امللف وتتبع ِف نظر اتلظلم ذات اإلجراءات اليت تتبع‬
‫ِف املحاكمة اتلأديبية اليت تتم بمعرفة املجلس األىلع‬
‫‪ 149 ‬‬
‫للطر ِ الصوفية ‪.‬‬
‫[يراجع فيما السابق املواد من ‪ 47 :35‬من القانون]‬
‫(ي) يعاقب تأديبيا ُك من خيالف أحَكم قانون‬
‫‪ 1974/111‬أو الحته اتلنفيذية من أعضاء الطريقة أيًا‬
‫َكنت مرتبته أو صفته فيها ويكون العقوبات‬
‫اتلأديبية كما يىل‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال ‪ :‬اإلنذار ‪.‬‬
‫ويوقع ىلع من يثبت أنه خالف أحَكم قانون‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪1974/111‬م أو الحته اتلنفيذية أو أىت عمال أو فعال‬
‫ً‬
‫خمالفا األصول الصوفية أو يكون من شأنه املساس‬
‫بكرامة املنتسبني إَلها ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬الوقف ملدة ال تزيد ىلع سنة ‪.‬‬
‫ً‬
‫ويوقع ىلع من يثبت أنه أىت فعال أو خمالفة للقواعد‬
‫واْلداب الصوفية أو اخللقية‪.‬‬
‫‪ 171 ‬‬
‫ثاثلًا ‪ :‬العزل والطرد واإلعالن ‪.‬‬
‫ويوقع ىلع من يثبت عليه من أعضاء الطريقة أنه‬
‫ً‬
‫ارتكب خمالفة خطرية تمس الكرامة أو أىت فعال أو‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جسيما خمالفا نلصوص قانون ‪ 1974/111‬أو‬ ‫عمال‬
‫الحته اتلنفيذية ويصدر القرار بتوقيع هذا اِلزاء‬
‫بأغلبية ثليث أعضاء املجلس األىلع للطر ِ الصوفية ‪.‬‬
‫وجيب ىلع املجلس إصدار قرار بالعزل والطرد ىلع ُك‬
‫من يصدر ضده حكم ِف جناية أو ىف جنحة خملة‬
‫بالَّشف أو األمانة وىلع ُك من يثبت ارتكابه خمالفة‬
‫من املخالفات املنصوص عليها ىف املادة ‪ 2‬من قانون‬
‫‪1974/111‬م‪ ،‬وىلع أى وكيل للمشيخة يثبت إصداره‬
‫مشوبا باتلعسف العمدى وخمالفة احلق‬ ‫ً‬ ‫قرارا تأديبيًا‬
‫ً‬
‫ً‬
‫والعدالة‪ ،‬وىلع ُك من جيمع أمواال أو ترباعت أيًا َكنت‬
‫تسميتها باملخالفة ألحَكم القانون والحته اتلنفيذية ‪.‬‬
‫‪ 171 ‬‬
‫(ك) وجيب نَّش القرار ىف اِلريدة الرسمية إذا َكن من‬
‫صدر ضده ممن جيب أن ينَّش قرار شغلهم للمنصب‬
‫ً‬
‫طبقا ألحَكم هذا القانون‪ ،‬وىف مجيع األحوال ‪ ،‬ينَّش‬
‫القرار ِف إحدى اِلرائد اَلومية الواسعة االنتشار ىلع‬
‫(‪)47‬‬
‫األقل‪.‬‬

‫‪ - 47‬مجعت هذه املواد‪ ،‬واخترصت‪ ،‬من القانون املنظم للطر ِ الصوفية‬


‫‪ 111‬لسنة ‪1974‬م‪ ،‬وكذا من كتاب "ادلَلل إىل الطريقة املحمدية‬
‫الشاذَلة"‪ .‬طريقة شيخنا سيدي حممد زيك ادلين إبراهيم رمحه اهلل تعاىل‪.‬‬
 172 

You might also like