Professional Documents
Culture Documents
ﻲﺣﯾ دﻣﺣﻣا جﺎﺣ ¹، * مﺳﺎﻗ ةدﻌﺳوﺑ ، ² رﺋازﺟﻟا ﺔﻠﻗرو حﺎﺑرﻣ يدﺻﺎﻗ ﺔﻌﻣﺎﺟ ،ﺔﯾوﺑرﺗﻟا و ﺔﯾﺳﻔﻧﻟا تﺎﺳرﺎﻣﻣﻟا رﯾوطﺗ رﺑﺧﻣ ¹‚*, Boussada Kacem²
ﻲﺣﯾ دﻣﺣﻣا جﺎﺣ ¹، * مﺳﺎﻗ ةدﻌﺳوﺑ ، ² رﺋازﺟﻟا ﺔﻠﻗرو حﺎﺑرﻣ يدﺻﺎﻗ ﺔﻌﻣﺎﺟ ،ﺔﯾوﺑرﺗﻟا و ﺔﯾﺳﻔﻧﻟا تﺎﺳرﺎﻣﻣﻟا رﯾوطﺗ رﺑﺧﻣ ¹‚*, Boussada Kacem²
Abstract. The interest in family ﯾﻣﺛل اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر. ﻣﻠﺧص
counselling for families of autistic
أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد وأطﻔﺎﻟﻬم اﻟﺗوﺣدﯾﯾن اﻵن ﺗﺣدﯾﺎ
children and their autistic children is
now a real challenge to nations and وذﻟك ﻟﻣﺎ ﯾﺗطﻠب ﻣن،ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ ﻟﻸﻣم واﻟﺣﺿﺎرات
civilizations as it requires efforts and
provision of information and services for ﺟﻬود وﺗوﻓﯾر ﻟﻠﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬذﻩ
this group of society in order to help اﻟﻔﺋﺔ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﺟل ﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ
them keep pace with development and
allow them to integrate and adapt in ﻣواﻛﺑﺔ اﻟﺗطور وا ٕ ﺗﺎﺣﺔ اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻬم ﻟﻼﻧدﻣﺎج
normal life with others. The family plays وﻟﻸﺳرة،واﻟﺗﻛﯾف ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن
a large and effective role in developing
children's abilities, developing their دورا ﻛﺑﯾر وﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدرات اﻟطﻔل وﺗطوﯾر
skills and interests, and forming an ،ﻣﻬﺎراﺗﻪ واﻫﺗﻣﺎﻣﺎﺗﻪ وﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﻪ
independent personality through
continuous care through different stages ﻣن ﺧﻼل اﻟرﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة ﻟﻪ ﻋﺑر ﻣراﺣل اﻟﻧﻣو
وﻟﻌل اﺣﺗﺿﺎن اﻷﺳرة ﻟطﻔل ﺗوﺣدي، اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
of development. Perhaps embracing the
family for the autistic child certainly
affects the various aspects of the social, ﯾؤﺛر ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﺟواﻧب اﻟﺣﯾﺎة
psychological, and economic life of the
family, resulting in psychological stress اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﻣﻣﺎ ﯾﻧﺗﺞ
and negative effects on all family ﻋﻧﻪ ﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ وآﺛﺎر ﺳﻠﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد
members. This research has led many
researchers to highlight the family ﻣﻣﺎ ﺟﻌل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾﻔﻛرون ﻓﻲ.اﻷﺳرة
guidance of the families of autistic ﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء ﻋﻠﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل
children. Through this research, we will
attempt to highlight the concept of و ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺑﺣث إﺑراز.اﻟﺗوﺣد
family counseling for the families of
،ﻣﻔﻬوم اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد
autism children, its objectives and
guiding relationship, and the most وأﺑرز اﻟﻧظرﯾﺎت، واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ،وأﻫداﻓﻪ
prominent guiding theories in guiding
.اﻹرﺷﺎدﯾﺔ ﻓﻲ إرﺷﺎد أﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد
families of autistic children.
Keywords. Family counseling; families اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري؛ أﺳر أطﻔﺎل.اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟداﻟﺔ
of autistic children; counseling .اﻟﺗوﺣد؛ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ
relationship
*corresponding author
233
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
.1ﻣﻘدﻣﺔ
ﯾﻌﺎﻧﻲ اﻷطﻔﺎل اﻟﺗوﺣدﯾﯾن ﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت وﻟﻌل أﺑرزﻫﺎ ﻋدم اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة اﻟﯾوﻣﯾﺔ ؛ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻗﺻور ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗطﯾﻊ أداؤﻫﺎ أﻗراﻧﻪ ﻣن اﻷطﻔﺎل اﻟﻌﺎدﯾﯾن،
ﺣﯾث ﯾﻌﺟز ﻋن رﻋﺎﯾﺔ ﻧﻔﺳﻪ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ،أو إطﻌﺎم ﻧﻔﺳﻪ ،وارﺗداء اﻟﻣﻼﺑس وﺧﻠﻌﻬﺎ ،أو اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﻣرﺣﺎض،
وﻛذﻟك ﻓﻲ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻟﻸﺧطﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻌرض ﻟﻬﺎ .وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻷﻧﻣﺎط اﻟﺳﻠوﻛﯾﺔ اﻟﻐﯾر ﺳوﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﺗﺣد ﺗواﺟﻬﻪ
اﻷﺳرة وﯾؤرﻗﻬﺎ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل أﯾﺿﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻧزاف اﻟوﻗت واﻟﺟﻬد ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗرﺑﯾﺔ ،وﺗﻘف وراء ﻓﺷل
اﻷطﻔﺎل اﻟﺗوﺣدﯾون ﻣن ﺗﻌﻠم اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺣﯾﺎة ،وﺗﺣد ﻣن ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ أداء أي ﻋﻣل وظﯾﻔﻲ
ﺑﻔﻌﺎﻟﯾﺔ).أﺣﻣد.(38 ،2010 ،
ﯾﻌﺗﺑر اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻋﺑﺎرة ﻋن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗوﺟﯾﻬﺎت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻷﺳرة اﻟﺗوﺣدي ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠواﻟدﯾن؛
ﺑﻬدف ﺗدرﯾب اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﻬﺎرات واﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋدﻫﺎ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن وﺟود
طﻔل ﺗوﺣدي ﻟدﯾﻬﺎ ،ﺳواء ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .أﻣﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﺄﻫﯾل واﻟﺗدرﯾب ،وﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ
أن ﯾﺣﻘق ﻟﻠطﻔل اﻟﺗوﺣدي اﺳﺗﻔﺎدة ﻗﺻوى ﻣن ﻗدراﺗﻪ).ﺑطرس(163: 2010،
وﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﻟد طﻔل طﺑﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻷﺳرة ،ﻓﺈن اﻟواﻟدﯾن ﯾرﻋﯾﺎﻧﻪ ﺑﺻورة ﻋﺎدﯾﺔ دون اﻟﻘﻠق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،أﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾوﻟد طﻔل ﻣﻌﺎق ﻓﯾﻧﺻب اﻫﺗﻣﺎم اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗﻘﺑل ﻫذا اﻟطﻔل ،دون اﻟﻧظر إﻟﻰ ﺣﺎﺿرﻩ،
ﻓﯾﻧﺳون أﻧﻪ طﻔل ﻛﺄي طﻔل ﻟﻪ اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻛﻔل ﺑﻪ ،وأن ﻟﻪ ﺣﺎﺿرا ﻋﻠﯾﻪ أن ﯾﻌﯾﺷﻪ وﯾﺳﻌد ﺑﻪ ،واﻛﺗﺷﺎف اﻟواﻟدﯾن
ﻟﺣﺎﻟﺔ طﻔﻠﻬﻣﺎ ﯾﻌدّ اﻟﺑداﯾﺔ ﻟﺳﻠﺳﻠﺔ طوﯾﻠﺔ ﻣن اﻟﺿﻐوط واﻟﺟﻬود واﻟﻣﺣﺎوﻻت ﻟﺗوﻓﯾر أﻓﺿل ﻓرص ﻣﻣﻛﻧﺔ ﻟﻠطﻔل،
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﺗﺷﻌر اﻷﺳرة ﺑﺎﻟﺻدﻣﺔ اﻟﻣﺻﺣوﺑﺔ ﺑﻣﺷﺎﻋر اﻟﻘﻠق ،واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب واﻻرﺗﺑﺎك ،واﻟﻌﺟز
واﻟﻐﺿب ،وﻋدم اﻟﺗﺻدﯾق و اﻹﻧﻛﺎر ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر ﺗﺟﻌل اﻷﺳرة ﺑﺄﻣس اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠدﻋم و اﻹرﺷﺎد.
وﯾﻬدف اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري إﻟﻰ ﺗوﺿﯾﺢ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻌﺎﻣل اﻷﺳرة ﻣﻊ اﻟطﻔل ،وﺗوﺿﯾﺢ دور اﻷﺑﻧﺎء وﺗﻘﺑﻠﻬم ﻷﺧﯾﻬم
واﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﻪ ،وﯾﻬدف أﯾﺿﺎ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﻋدة اﻵﺑﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺑل اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻟدى اﻟطﻔل ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ إدراك أن اﻟطﻔل
ﻟدﯾﻪ درﺟﺔ ﻣن اﻹﻋﺎﻗﺔ ﺗﺗطﻠب اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ واﻟدﻋم ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻓﻬم اﻟﺣﻘﺎﺋق واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ اﻟطﻔل،
وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻓﻬم ﻣﺷﺎﻋرﻫم واﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻐﯾر ﻋﻘﻼﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﻋﺎﻗﺔ اﻟطﻔل ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ
ﻣواﺻﻠﺔ ﺗﺣﻘﯾق ذواﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ) .ﺧوﻟﺔ(2017 ،
وﻧظرا ﻟﻧﻘص اﻟﺑراﻣﺞ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻬﺗم ﺑﺄﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد وﺑﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ ﻟدﯾﻬم وﺗﻘﺑل أﺑﻧﺎﺋﻬم ،واﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻐﯾر ﺳوﯾﺔ وﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟدى أطﻔﺎﻟﻬم اﻟﺗوﺣدﯾﯾن ﺷﻌر اﻟﺑﺎﺣث ﺑﺎﻟﺣﺎﺟﺔ
اﻹرﺷﺎدﯾﺔ وا ٕ ﺑراز
، ﻹﺑراز أﻫﻣﯾﺔ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد وأﻫم اﻟﻣﻘوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ أﻧﺟﺎح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ
ﺣﺎﺟﺎت أﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد ﻟﻺرﺷﺎد واﻟﺗوﺟﯾﻪ وﺗﻧﻣﯾﺔ ﻗدراﺗﻬم اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ وﺗﺄﻫﯾﻠﻬم ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل اﻟﻔﻌﺎل ﻣﻊ ﻣﺷﻛﻼت أطﻔﺎﻟﻬم
اﻟﺗوﺣدﯾﯾن ،وﻗد ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻟﺗﺟﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻵﺗﯾﺔ:
234
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
235
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
236
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
-ﻫﻧﺎك ﺣد أدﻧﻰ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﯾ ﺟب أن ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﺷد ﻛﺎﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻵﺧرﯾن واﻟﻧﺷﺎط واﻟﺣﯾوﯾﺔ ﻓﻲ
6
اﻟﻌﻣل واﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن
-ﻻ ﯾوﺟد ﻟﻸﺳرة ﺣدود واﺿﺣﺔ ﻓﻬﻲ ﻧﺳق ﻣﻔﺗوح وﺷﺎﻣل ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺎﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻗد ﯾﺷﻣل أﺷﺧﺎص آﺧرﯾن
7
ﻟﻬم ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻷﺳرة.
-إن ﺗدرﯾب أوﻟﯾﺎء اﻷﻣور ﺳﯾزودﻫم ﺑﺎﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن ان ﺗظﻬر
8
ﻟدى اﻟطﻔل ،ﻓﺣﯾن ﯾدرب وﻟﻲ اﻷﻣر ﯾﺻﺑﺢ ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ﻛل ﻣﺳﺗﺟد ﻗد ﯾظﻬر ﻓﻲ ﺳﻠوﻛﯾﺎت أﺑﻧﺎﺋﻬم
)ﺧوﻟﺔ(2017 ،
237
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
238
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
و.اﻹﺻﻐﺎء .ﻣﻬم ﺟدا ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺷد أن ﺗﻛون ﻟدﯾﻪ ﻣﻬﺎرة وﻓن اﻹﻧﺻﺎت ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻛون ﻟدﯾﻪ ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻋن طﺑﯾﻌﺔ
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ،ﻟذا ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺷد ﺗرﻛﯾز ﺟﻬودﻩ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدة وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾث ﻋن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ وﻋن اﻷﻓﻛﺎر
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠﻬﺎ ﺣول اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ.
ي.اﻟﺗﻘﺑل اﻟﻐﯾر ﻣﺷروط .ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺷد أن ﯾﺗذﻛر أن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ وأﺳرﻫم أﻣر ﺻﻌب
ﺟدا ،ﻓﻘد ﯾﻌﺎﻧﻲ ﺑﻌض أﻓراد اﻷﺳرة ﻣن ﺑﻌض اﻻﺿطراﺑﺎت اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﯾﺔ وﻣن ﺑﻌض ﻣﺷﺎﻋر اﻟﺧﺟل واﻟذﻧب وﺗﺄﻧﯾب
اﻟﺿﻣﯾر ،ﻓﺈن ﺗوﺟﯾﻪ اﻻﻧﺗﻘﺎدات ﻟﻬم ﻗد ﯾﻘﺎﺑل ﺑﺎﻟرﻓض ﻟذا ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺷد ﺗﻘﺑﻠﻬم ﺗﻘﺑل ﻏﯾر ﻣﺷروط ﻛﻣﺎ ﻫم.
) اﻟﺧطﯾب .(213 :2011 ،
.5اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ.
ذﻛر ﻛل ﻣن Brummer Shostromﺧﻣﺳﺔ أﺳﺎﻟﯾب ﺗﺳﻬل ﺗﻛوﯾن اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ وﻫﻲ:
.1اﻟﻌﻘد اﻟﻣﻌﻧوي :وﻫو ﺗوﺿﯾﺢ دور ﻛل ﻣن اﻟﻣرﺷد واﻷﺳرة أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ واﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ وأﻫم
اﻟﺿواﺑط واﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ.
.2ﺗﺣدﯾد اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ :ﻣن ﺣﯾث ﻋدد اﻟﺟﻠﺳﺎت واﻟﺗوﻗﯾت وﻣدة ﻛل ﺟﻠﺳﺔ
.3ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ و ﻣﻣﯾزاﺗﻬﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻟوﺳﺎﺋل و اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ،واﺧﺗﯾﺎر اﻟطرق اﻹرﺷﺎدﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ
.4ﺗﺣدﯾد دور ﻣراﻛز اﻟﺧدﻣﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ :اﻟﻣرﺷد ﯾﺟب أن ﯾوﺿﺢ دورﻩ ،واﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻌﻪ ﻣﻊ اﻟﻣرﻛز ،واﻟطرﯾﻘﺔ
اﻟﺗﻲ ﺳﯾﺗﻌﺎﻣل ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗرﺷد.
.5ﺗﺣدﯾد وﺗﻧﻔﯾذ إﺟراءات اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ :ﯾﺗﺣﻣل اﻟﻣرﺷد اﻟدور اﻷﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ وﻓﻲ إدارة اﻟﺟﻠﺳﺔ
وﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟوﻋﻲ واﻟﻔﻬم ،ﻛل ذﻟك ﺑﺄﺳﻠوب واﻗﻌﻲ ﻣﻠﻣوس ﻹﻋطﺎﺋﻬم اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن
أﻧﻔﺳﻬم ﺑﺣرﯾﺔ ﻋﻠﻰ أن ﯾﺗﺻف دور اﻟﻣرﺷد ﺑﺎﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ.
239
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
وﻣن ﺧﻼل ﺑﻧﺎء اﻟﻣرﺷد ﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﺗﺗﺻف ﺑﺎﻟﻔﻬم واﻟﻘﺑول وﻋدم اﻟﺣﻛم ،ﯾﻘﻠل اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻣن اﻟﺗﺑرﯾر
واﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻧﻔس وﯾﺑدأ ﺑﺎﻻﺳﺗﺑﺻﺎر ﻧﺣو ﻣﺷﺎﻋرﻩ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻛﺗﺷﺎف اﻟذات واﻟﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻔﻬم اﻟﺟﯾد
ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ وﻛﻠﻣﺎ زادت ﻗدرة اﻟﻔرذ ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ وﺗﻘﺑل ذاﺗﻪ ﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗطﺎع اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺻﺎدرﻩ اﻟذاﺗﯾﺔ وﺗﺣﻣل
اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،وﺣﺗﻰ ﯾﻣﺎرس اﻟﻣرﺷد ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻹرﺷﺎد ﺑطرﯾﻘﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓر اﻟﻌواﻣل اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
أ.اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﺑل ﻏﯾر اﻟﺷروط .(Unconditional Positive Regard ) :وﻫﻲ ﻗدرة اﻟﻣرﺷد ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺑل
اﻷﻓراد ﺟﻣﯾﻌﺎ ﺑﻧﻔس اﻟدرﺟﺔ ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم ،واﻟﺗﻘﺑل ﻻ ﯾﻌﻧﻲ اﺗﻔﺎق اﻟﻣرﺷد ﺑﻛل ﺷﯾﺊ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗرﺷد ،إﻧﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﻋدم
إﺻدار أﺣﻛﺎم ﺑﺧﺻوص اﻟﻣزاﯾﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺔ أو اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗرﺷد ،واﺣﺗرام ﺣق اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﺑﺄﺧذ اﻟﻘرارات اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻪ
ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت.
ب.اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ) .(Ampathyوﻫﻲ ﻗدرة اﻟﻣرﺷد ﻋﻠﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺳﺗرﺷد واﻟﺷﻌور ﺑﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻋﯾش ﺗﺟرﺑﺗﻪ ،ﻣﻊ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻣن اﻻﻧﻔﺻﺎل ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻐرق اﻟﻣرﺷد ﻓﻲ اﻹدراﻛﺎت
اﻟواﻗﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺗرﺷد.
ج.اﻟﺗطﺎﺑق ﻣﻊ اﻟذات ) .(Congruence with Selfوﻫﻲ ﻗدرة اﻟﻣرﺷد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف ﺑطرﯾﻘﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ،دون
ﺗﺻﻧﻊ ودون اﻻﺧﺗﻔﺎء وراء اﻟﻣﻌﺗﻘدات أو اﻟﺣواﺟز اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ أو اﺳﺗﺧدام اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻐﯾر ﻣﻔﻬوﻣﺔ ،واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ
اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻓﻲ ﺟو ﯾﺳودﻩ اﻻرﺗﯾﺎح واﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ واﻻﺣﺗرام ) .ﻣﺣﻣد(284 :2009 ،
. 2.6ﻧظرﯾﺔ اﻹرﺷﺎد اﻟﺳﻠوﻛﻲ .Behavior Thérapieﯾﻔﺗرض أﺻﺣﺎب ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ أن اﻟﻔرد ﯾﺗﻌﻠم ﺳﻠوﻛﺎ
ﻣﻌﯾﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ اﻟﺳﻠوك ظروﻓﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻔرد إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣرﺷد ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻹرﺷﺎد ﻓﻬو
ﯾﻌﻣل ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر وﻣوﺟﻪ) (Directiveﻟﻠﺗﻘر ب ﺑﺷﻛل ﺗدرﯾﺟﻲ ﻣن ﻫدف ﻣﺣﺑب ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟظروف
اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ اﻟﺳﻠوك .ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻔرد او اﻷﺳرة إﻟﻰ اﻟﻌزﻟﺔ ﻋن اﻷﻧﺷطﺔ
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻓﺈن ذﻟك ﯾؤدي إﻟﻰ ﻧﻘص ﻓﻲ اﻟﻣواﺟﻬﺎت و اﻹﺣﺑﺎطﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻫذا اﻟﻧﻘص
ﯾﻌﺗﺑر ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺗﻌزﯾز إﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾؤدي إﻟﻰ زﯾﺎدة اﺣﺗﻣﺎل اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻌزﻟﺔ .وﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺷد ﻫﻧﺎ أن ﯾﻛون ﻛداﻋم ﻟﻧﻣط
ﻋﻛﺳﻲ ) (Conter conditioningﻓﯾﻘوم ﺑﻣﺳﺎﻋدة وﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳرة إﻟﻰ اﻟﺗﻌرف واﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن
اﻷﻧﺷطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ اﺣﺑﺎطﺎت وﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺗﻔﺎدﯾﻬﺎ ﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﺗﻔﺎﻋل اﻷﺳرة ﻣﻊ اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﻓﻲ اﻟﻣدة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﺳﯾؤدي إﻟﻰ ﻗدر أﻛﺑر ﻣن اﻟرﺿﺎ وﻫو ﯾﻌﺗﺑر ﺗﻌزﯾزا إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ،ﻣﻣﺎ ﻗد ﯾزﯾد ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣدوﺛﻪ ﻓﻲ
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ،وﻗد ﯾﻣﺎرس اﻟﻣرﺷد ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺑﺷﻛل ﺟﻣﺎﻋﻲ وﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻧد اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو
اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﻺﺻرار وﻓرض اﻟذات ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل أﺳﺎﻟﯾب ﺳﻠوﻛﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻣﺛل ﺗﻣﺛﯾل اﻟدور.
اﻻﻧﻔﻌﺎﻟﻲ) .(Rational Emotiveﺗﻌﺗﻣد ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﺑﺄن اﻟﻣﻌﺗﻘدات -
.3.6اﻹرﺷﺎد اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ
اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻟدى اﻷﺷﺧﺎص ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗؤدي إﻟﻰ أﻓﻛﺎر وﺳﻠوﻛﯾﺎت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣطﯾم اﻟذات ،ﻓﯾﻌﻣل اﻟﻣرﺷد ﻋﻠﻰ
240
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
ﺗوﺟﯾﻪ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺣول اﻟﻔرﺿﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺿﻌﻬﺎ اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻟﻧﻔﺳﻪ ،ﻓﯾﺗﺣﺎور اﻟﻣرﺷد ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻓﻲ إدراك
اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺗﻘدات ﺑﺎﺧري واﻗﻌﯾﺔ وﻣﻧطﻘﯾﺔ .وﻗد ﯾﺣﺎول اﻟﻣرﺷد ﻣﺳﺎﻋدة
اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾ ر ﺑﻌض اﻟﻣﻔردات اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻗﺑل ﻣﺣﺎوﻟﺔ أي ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻠﻣﻌﺗﻘدات ﯾﺟب أن ﯾﺑﻧﻲ اﻟﻣرﺷد ﻋﻼﻗﺔ
ﻗوﯾﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻷﻧﻪ إذا ﻟم ﺗﺗوﻓر ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻓﺈن ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣرﺷد ﺳﺗﺑدو وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗطﻔﻠﯾﺔ وﻣزﻋﺟﺔ .أﻣﺎ ﺻﻣﯾم
اﻟﻌﻼج اﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻌﺎطﻔﻲ ﻓﻬو ﺗطﺑﯾق ﻓﻠﺳﻔﺔ ABCﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗرﺷد وﻫﻲ:
Aاﻟﺣدث اﻟﺧﺎرﺟﻲ ) Acting eventوﻻدة طﻔل ﺗوﺣدي ﻓﻲ اﻷﺳرة(.
Bﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺗﻘدات Believe systemاﻷﻓﻛﺎر واﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﺗﻲ ﺗطورت ﻟدى اﻷﺳرة ﺣول اﻟﺣدث) ﻟﻘد اﻧﻘﻠﺑت
-ﻟن ﯾﺗﻘﺑﻠﻧﺎ أﺣد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ – ﺳﯾﻧظر إﻟﯾﻧﺎ ﻧظرة اﻟﺷﻔﻘﺔ (...........
ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ رأﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘب
Cاﻟﻧﺗﺎﺋﺞ Conséquencesاﻷﻓﻌﺎل و اﻟﺳﻠوﻛﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻣﻌﺗﻘدات و اﻷﻓﻛﺎر) اﻟﻌزﻟﺔ ،ﺗوﻗف اﻷﺳرة
ﻋم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .(.....
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺗدﺧﻼت اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗطﻠب اﺳﺗﻌﻣﺎل DEوﻫﻲ:
Dاﻟدﺣض ) Disputeاﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﺄن اﻻﻧﻘطﺎع ﻋن اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺳﺑﺑﻪ Bاﻟﻣﻌﺗﻘد وﻟﯾس ﺑﺳﺑبA
اﻟﺣدث( .ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣﻌﺎﻟﺞ ﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻌﺗﻘدات واﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل :اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﻌﺗﻘدات – ﺗﻣﯾﯾز
-ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ.
اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﻌﻘﻼﻧﯾﺔ
وﻫو اﻟﺗﻐﯾﯾر اﻟذي ﯾطرأ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﻔﻌﺎﻻت واﻟﺳﻠوك ﺑﺳﺑب اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ) ﻋودة اﻷﺳرة ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ Eاﻟﺗﺄﺛﯾر Effect
ﻧﺷﺎطﺎﺗﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ(.
ﻫذا وﯾﺗﺑﻧﻰ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣرﺷدﯾن اﻷﺳﻠوب اﻟﻣﺗﻌدد اﻟﻧظرﯾﺎت) (Eclectic approachﺑدﻻ ﻣن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ
أﺳﻠوب أو ﻣدرﺳﺔ ﻣﺣددة ﻣن اﻹرﺷﺎد ،واﺧﺗﯾﺎر اﻟﻣرﺷد ﻟﻸﺳﻠوب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻌود إﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎﻟﺔ ،وﯾﻌﺗﻘد
ﻻرك وﻣﺎرﺗن ﺑﺄن اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻹرﺷﺎد اﻟﻣﺗرﻛز ﺣول اﻟﻌﻣﯾل ﻫو اﻷﺳﺎس ﺛم دﻣﺞ اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻷﺧرى ﻣﻌﻪ ﻗد
ﯾﻛون ﻫو اﻷﻧﺳب ﻟﻔﺋﺔ ذوي ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻌﻠم وﻣﻧﻬم ﺣﺎﻻت اﻟﺗوﺣد .ﻋﻠﻣﺎ ﺑﺄن اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻣرﺷد واﻟﻣﺳﺗرﺷد ﻫﻲ
اﻷﺳﺎس ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹرﺷﺎدﯾﺔ وﻟﯾس أﺳﻠوب اﻹرﺷﺎد ﺑﺣد ذاﺗﻪ.
)ﻋﻼء اﻟدﯾن(1999:328 ،
241
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
أ.اﻟﺻدﻣﺔ .ﺗﺑدأ اﻟﺻدﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺑدأ اﻷﻫل ﺑﺎﻟﺷك ﺑوﺟود ﺧﻠل ﻣﺎ ﻓﻲ ﺗطور طﻔﻠﻬم وﺗﺗﻌﻣق ﻋﻧد ﺣﺻول اﻷﻫل
ﻋﻠﻰ ﺗﺷﺧﯾص ﻟﺣﺎﻟﺔ طﻔﻠﻬم اﻟﺗوﺣدي ،ﺑﻌد أن أﻣﺿوا أﺷﻬر أو ﺳﻧﯾن ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ إﯾﺟﺎد ﻣﺑررات أو أﻋذار ﻟﺗﺄﺧر
ﺗطور طﻔﻠﻬم ،إن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻷﻫل وﻗت إﺑﻼﻏﻬم ﺑوﺟود اﻻﺿطراب ﻗد ﯾﻛون ﻣن أﺻﻌب اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﯾواﺟﻬﻬﺎ
اﻷطﺑﺎء أو اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن اﻟﻣﻌﻧﯾﯾن ﺑﺎﻷﻣر ،ﻟذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺷدﯾن إدراك أن ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻدﻣﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾﻛون اﻷﻫل
ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻟﺷرح ﻋن ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻔل واﻟوﺿﻊ اﻟﺗطوري اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﻘدم ﻟﻬم ﺑﻌض
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن طﺑﯾﻌﺔ اﻻﺿطراب واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ،ﻋﻠﻰ أن ﺗﻘدم ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺑﺷﻛل ﻣﺧﺗﺻر
وﺑﺳﯾط ﻛﻧوع ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻧدة ،وﻏﺎﻟﺑﺎ ﻣﺎ ﯾﺳﺎﻧد أﻓراد اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة واﻷﺻدﻗﺎء أﺳرة اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ،ﻟﻛن أﻗل ﻣﺎ
ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘدﻣﻪ اﻟﻣرﺷد وأن ﯾوﻓر ﻟﻸﺳرة ﻫو اﻹﻧﺻﺎت ﻟﻬم ﻓﻬم ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻠم ﻋن ﺷﻌورﻫم وأﻓﻛﺎرﻫم وأن ﯾﺟدوا
ﻣن ﯾﺳﻣﻊ ﻟﻬم ﺑﺗﻔﻬم واﻫﺗﻣﺎم.
ب.اﻟﻧﻛران .ﺗﺄﺗﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻌد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺻدﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺿرورﯾﺔ ﻟﻠﺗﺧﻔﯾف ﻣن وطﺄة اﻟﺻدﻣﺔ واﻟﺳﻣﺎح ﻟﻸﺳرة
ﺑﺎﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﺗﻘﺑل اﻟواﻗﻊ ﺑدرﺟﺎت ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﻬﺎ .وﯾظﻬر اﻟﻧﻛران ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺗﻌددة ،ﻓﻘد ﯾﺑدأ اﻷﻫل
ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎل ﺑﯾن اﻷطﺑﺎء أو أﻓراد ﻓرﯾق اﻟﺗﺄﻫﯾل ﺑﺣﺛﺎً ﻋن ﺗﺷﺧﯾص آﺧر وأﻓﺿل ﻟطﻔﻠﻬم .أو ﻗد ﯾﺣﺎوﻟون إﯾﺟﺎد
ﻣؤﺳﺳﺎت ﻹﯾواء اﻟطﻔل أو إﻗﻧﺎع أﻧﻔﺳﻬم ﺑﺄن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻟﯾﺳت ﺑدرﺟﺔ اﻟﺷدة اﻟﺗﻲ ﻗدﻣت ﻟﻬم .وﻗد ﯾﺻل اﻹﻧﻛﺎر إﻟﻰ
اﻟﺗﺄﻣل ﺑﺄن طﻔﻠﻬم ﺳوف ﯾﺷﻔﻰ ﺑﻣﻌﺟزة ﻣﺎ .وﻻﺑد أن ﺗﺻل اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻟﺗوازن ﻣﻌﻘول ﺑﯾن اﻷﻣل
واﻟواﻗﻊ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟطﻔﻠﻬم ) .ﻏﺎﻟب.(118 :218 ،
ج.اﻻﻛﺗﺋﺎب .وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻌدد ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻐﺿب وﺗﺄﻧﯾب اﻟﺿﻣﯾر واﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب واﻟﺣزن .وﺟد
(Hastlingsوزﻣﻼؤﻩ ) (2005ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣن اﻻﻛﺗﺋﺎب ﻟدى اﻷﻣﻬﺎت واﻵﺑﺎء ،ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻷﻣﻬﺎت
ﻛن أﻛﺛر إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻧﺣو أطﻔﺎﻟﻬن ﻣن ذوي اﻟﺗوﺣد ﻣن اﻵﺑﺎء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ،وﻋﻠﻰ اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻣﻊ اﻷﺳرة
اﻟﺗﻧﺑﻪ ﻟوﺟود ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﺎﻋر واﻟﺗﻲ ﺗﻛون أﺣﯾﺎﻧﺎً ﻣﺗﺿﺎرﺑﺔ ،وﻣن ﺛم إﻋطﺎء أﻓراد اﻷﺳرة اﻟﻔرﺻﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋﻼﻧﯾﺔ
ﻋن ﺷﻌورﻫم .وﻻﺑد ﻣن طﻣﺄﻧﺗﻬم ﺑﺄن ﻛﺛﯾر ﻣﻣن ﯾﻣرون ﺑﺗﺟﺎرب ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻗد ﯾراودﻫم ﻧﻔس اﻷﺣﺎﺳﯾس واﻟﻣﺷﺎﻋر
وﻋﻠﯾﻬم اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﻋدم إﻋطﺎء ﺗﻌﻠﯾﻘﺎت ﻗد ﺗﺷﻌر أﻓراد اﻷﺳرة ﺑﺷﻛل أو ﺑﺂﺧر أن ﺷﻌورﻫم ﻏﯾر ﻻﺋق أو ﺧﺎطﺊ.
د.اﻟﺗوﺟﻪ ﻟﻠﺧﺎرج .ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺑداﯾﺔ ﺗطﻠﻊ اﻷﺳرة ﻟﻣﺎ ﺣوﻟﻬﺎ ﻣن ﺑداﺋل وا ٕ ﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ طﻔﻠﻬﺎ ورﻋﺎﯾﺗﻪ
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺻﺑﺢ اﻷﺳرة أﻛﺛر ﺗﻘﺑﻼ ﻟﻠواﻗﻊ وﺑذﻟك ﺗﻛون أﻓﺿل ﻣﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﻪ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
واﻟﺣﻘﺎﺋق اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑوﺿﻊ اﻟطﻔل واﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗﺳﺎﻋدﻩ ،ﺛم ﺗﻘوم اﻷﺳر ة ﺑوﺿﻊ اﻟﺧطط اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ
ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟوﺿﻊ اﻟﺟدﯾد ،وﻗد ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻷﻣر إﻋﺎدة ﺗرﺗﯾب أوﻟوﯾﺎت اﻷﺳرة ﺑﺷﻛل ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﺣﺗواء اﻟطﻔل
اﻟﺗوﺣدي وﺗدرﯾﺑﻪ ،وﻏﺎﻟﯾﺎ ﻣﺎ ﯾظﻬر اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻷﺳري ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ وﻗد ﯾﻣﺗد ﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ أﻓراد اﻷﺳرة اﻟﻣﻣﺗدة أﺣﯾﺎﻧﺎ.
ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻌطﻲ ﻣؤﺷرات ﻋﻣ ﺎ إذا ﻛﺎﻧت اﻷزﻣﺔ ﺳﺗﺣل ﺑﺷﻛل إﯾﺟﺎﺑﻲ وﺳﺗﺗﻛﯾف اﻷﺳرة ﻣﻊ اﻟﻣوﻗف اﻟﺟدﯾد ،ام
أن ﻫﻧﺎك اﺣﺗﻣﺎﻻ ﻟظﻬور ﺿﻐوط ﻧﻔﺳﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﻣﺷﺎﻛل ﻓﻲ اﻟﺗﻛﯾف أو ﺣﺗﻰ ظﻬور اﻟﻣرض اﻟﻧﻔﺳﻲ
242
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
ﻟدى ﺑﻌض أﻓراد اﻷﺳرة ،وﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻌطﻲ ﻣؤﺷرات ﻟﺿرورة ﺗﻛﺛﯾف أو زﯾﺎدة اﻟﺗدﺧل اﻹرﺷﺎدي اﻷﺳري أو
اﻟﻔردي.
ﻫـ.اﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ.ﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺗﻘﺑل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟطﻔل وﺷﻌور اﻷﺳرة ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻣﺷﺎﻛل
اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ اﻟطﻔل واﻷﺳرة إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎء واﻟﺗﺣدي وﺗﺗﺳم ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑدرﺟﺔ ﻣن اﻟﻧﺿﺞ واﻟﺗﻔﻬم ﻟﻣدى
ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻷﺳرة ﻛﻛل واﻟﺗطور اﻟﻣﺗوﻗﻊ اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻔل .وﯾﺄﺗﻲ ﻫذا اﻟﺗﻔﻬم واﻟﻧﺿﺞ ﺑﺷﻛل
ﺗدرﺟﻲ ﻣﻘروﻧﺎ ﺑوﺻول اﻵﺑﺎء إﻟﻰ ﺗﻘﺑل ذواﺗﻬم واﻟﺗﺧﻠص ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻋر اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟذﻧب وﺗﺄﻧﯾب
اﻟﺿﻣﯾر وﻏﯾرﻫﺎ .
إن وﺻول اﻷﺳرة ﻟﻣرﺣﻠﺔ اﺣﺗواء اﻷزﻣﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻛﯾف واﻟﺗﻘﺑل ﺑﻌد ﺗﺷﺧﯾص ﺣﺎﻟﺔ اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ﯾﻌد ﻣؤﺷرا
إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ ﻋدم ﺣﺎﺟﺔ اﻷﺳرة ﻟﻺرﺷﺎد واﻟﺗوﺟﯾﻪ ،ﻓﻘد ﺗﺑﻘﻰ اﻷﺳرة ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠدﻋم اﻟﻧﻔﺳﻲ واﻟﻣﻌﻧوي
ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺧطﻲ اﻷزﻣﺎت اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﺗرﺑﯾﺔ اﻟطﻔل وﺗﻠﺑﯾﺔ ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ اﻟﻌﺎطﻔﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ) .ﻣﺣﻣد ﻋﺻﺎم(22 :2011 ،
243
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
244
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
ب.اﻟﺣوار .ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام أﺳﻠوب اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ﻛﻣﻧﻬﺞ ﻣﻼﺋم ﯾﻣﻛن أن ﯾﺧدم اﻟﺣوار وﺗﺑﺎدل اﻟرأي وﺗﻐﯾر
اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺑﺷﻛل دﯾﻧﺎﻣﻲ واﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ اﺳﺗﺛﺎرة اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟذاﺗﻲ ﻷﻋﺿﺎء اﻟﺟﻠﺳﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ أﻓﻛﺎرﻫم واﺗﺟﺎﻫﺎﺗﻬم
اﺗﺟﺎﻩ طﻔﻠﻬم واﻟﺗﻲ ﺗﻌﺑر ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷر ﻋن ﻣﺷﻛﻼﺗﻬم اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ج.إﻋﺎدة اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ .ﻣن ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﻪ ﻋﺿو اﻷﺳرة وﺳﺑل ﺣﻠﻬﺎ ﻣن زواﯾﺎ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣن
ﺧﻼل إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻼﻋﻘﻼﻧﯾﺔ ﻟﻸﺳرة ﺗﺟﺎﻩ اﻟطﻔل وﺳﻠوﻛﻪ وﺗﺑﻧﻲ رؤﯾﺔ ﺟدﯾدة اﺗﺟﺎﻫﻪ.
د.اﻟﺗﺟﺳﯾد اﻷﺳري .ﻣن ﺧﻼ ل اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ طﺑﯾﻌﺔ أداء اﻷﺳرة وطرﯾﻘﺔ اﻟﺗواﺻل ﺑﯾﻧﻬم ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﺳﯾد ﺑﻌض
اﻟﻣواﻗف اﻟﻣوﺟودة داﺧل اﻷﺳرة ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻬدف اﻹرﺷﺎدي ﻟﻬذﻩ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة وﻋﻲ أﻋﺿﺎء
اﻷﺳرة وﺧﺎﺻﺔ اﻟواﻟدﯾن ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗواﺻﻠﻬم واﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾﻧظرون ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟطﻔل ﻣن ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ.
ﻫـ.اﻟﺗﻌزﯾز اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ .ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾم ﻣدﻋﻣﺎت إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ )ﻣﺎدﯾﺔ أو اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ( ﻟﻠطﻔل ﻣن ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ
ﻋﻧد ﻗﯾﺎﻣﻪ ﺑﺳﻠوك ﻣرﻏوب.
و.ﻟﻌب اﻟدور وﺗﺑﺎدل اﻟدور .ﻣن ﺧﻼل إﺳﻧﺎد دور ﻣﺎ ﻟﻌﺿو اﻷﺳرة ،ﺛم ﺗﺑﺎدل اﻷدوار ﺑﺣﯾث ﯾﺿﻊ اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﻪ
ﻣﻛﺎن اﻵﺧر ،وﺑذﻟك ﯾدرك ﻫذا اﻵﺧر وﻣﺎ دﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ وﻣن ﺛم ﯾﺗﻣﺛل اﻟﻬدف اﻹرﺷﺎدي ﻟﻬذﻩ
اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﯾﺷﺔ ﻋﺿو اﻷﺳرة ﻟﻠدور وﻣﻬﺎﻣﻪ ،ﻓﺈذا ﻗﺎم ﻋﺿو اﻷﺳرة ﺑﺗﻣﺛﯾل دور اﻟطﻔل ذوي ﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻌﻠم
ﻣﺛﻼ ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺷﻌر ﻣدى اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة اﻟﺗﻲ ﯾﺟدﻫﺎ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻷطﻔﺎل اﻟﻌﺎدﯾﯾن ).اﻟﺧطﯾب.(55 :2001 ،
245
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
ﻟﻠروﺗﯾن .ﻛﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﯾﺗش ﺑطﺎﺑﻊ ﻣﻣﯾز ﻣن اﻟﻣﺛﯾرات ﻣﺛل ،اﻟﺻور واﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻣن
أﺟل دﻣﺞ اﻟطﺎﻟب ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻪ ،وﯾﻌﺗﻣد اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺛﯾرات اﻟﺑﺻرﯾﺔ وﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠم اﻟﻣﻧظم.
وﺗﻌﺗﻣد طرﯾﻘﺔ ﺗﯾﺗش) (Teatcchﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﺎون واﻟﺗواﺻل ﺑﯾن اﻷﺳرة وﻣرﻛز اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗدرﯾب وﻣﻌﻠﻣﻲ أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ذﻟك ﻋﻧﺻرا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﯾؤﺛر ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎح اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،وﯾرى اﻷﻫﻣﯾﺔ دوﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ
اﻷﺳرة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺿﻣﺎن ﻧﺟﺎح اﻟﺧطوات اﻟﺗرﺑوﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻘدم اﻟطﻔل ،ﻓﯾﻌﺗﺑر أوﻟﯾﺎء اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي"
ﻣﻌﻠﻣﯾن ﻣﺷﺎرﻛﯾن" ﻷﻧﻬم ﯾﻌﻣﻠون ﻋﻠﻰ ﺗﻘرﯾب اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ﻣن اﻟﻣﻌﻠم ﻣن ﺧﻼل ﻣﺷﺎرﻛﺗﻬم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻌﻠﯾم) اﻟزارع.(120 :2010 ،
.2.11ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟوﻓﺎس) .(Lovasوﻫو ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗرﺑوي ﻣن ﺑراﻣﺞ اﻟﺗدﺧل اﻟﻣﺑﻛر ﻟﻸطﻔﺎل اﻟﺗوﺣدﯾﯾن وﯾﻘوم ﻫذا
اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗدرﯾب ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻧظم واﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻔردي ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻧﻘﺎط اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف ،وا ٕ ﺷراك اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺗﻌﻠﯾم وﯾﻘﺑل ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﺷﺧﺻت ﺣﺎﻻﺗﻬم ﺑﺎﻟﺗوﺣد واﻟﻌﻣر اﻟﻣﺛﺎﻟﻲ ﻻﺑﺗداء اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻣن ﻋﻣر
(5 -ﺳﻧوات ،وﺗﻛون درﺟﺎت اﻟذﻛﺎء ﻟﻸطﻔﺎل اﻟﺗوﺣدﯾﯾن أﻋﻠﻰ ﻣن 40وﻻ ﯾﻘﺑل ﻣن ﻫم أﻗل ﻣن ذﻟك وﻗد ﯾﻘﺑل
)2.5
ﻣن ﻫم ﻓﻲ ﻋﻣر) (6ﺳﻧوات إذا ﻛﺎن ﻟدﯾﻪ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻼم ،وﺗﻌﺗﻣد طرﯾﻘﺔ ﻟوﻓﺎس ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺧدام اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ
اﻟﺷرطﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﻻ ﺗﻘل ﻣدة اﻟﻌﻼج اﻟﺳﻠوﻛﻲ ﻋن 40ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺑوع وﻟﻣدة ﻏﯾر ﻣﺣدد،
وﯾﻌﺗﻣد ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻟوﻓﺎس ﻋﻠﻰ إﺷراك اﻟواﻟدﯾن واﻷﺳرة ،وذﻟك ﺑﺈﻋداد ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗدرﯾﺑﻲ ﻣﻛﺛف ﻣن اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن ،وﺗﻘوم
ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﺗدرﯾب اﻟطﻔل ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻪ ﻟﻔﺗرات طوﯾﻠﺔ ﻟﻣدة 40ﺳﺎﻋﺔ أﺳﺑوﻋﯾﺎ ،وﺗﻌد ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ
ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺟدا ﻧظرا ﻻرﺗﻔﺎع ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻌﻼج ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﻟﻌدد اﻟﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﻌﻼج ،ﻛﻣﺎ أن ﻛﺛﯾرا
ﻣن اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﯾﺗﺣﺳﻧون ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻓﻲ اﻟﻣرﻛز ﻗد ﻻ ﯾﺳﺗﺧدﻣون اﻟﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑوﻫﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬم اﻟﻌﺎدﯾﺔ
) ﺧطﺎب.(65 :2009 ،
.3.11ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺳن راﯾز ) .(Son- Rise Programﻋرﻓت وﯾﺗﻧﻲ) (whitney, 2012اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ
أﺣد أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗدﺧل اﻟﺗﻲ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﻔﺎﻋﻠﻲ ،وﯾﺗم اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﻛﺛف داﺧل ﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﻧزل ﺑﻌد ﺗدرﯾب
اﻟواﻟدﯾن ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ ﺗﻘﻧﯾﺎﺗﻪ.
و ﺗذﻛر ﺧوﻟﺔ ) (2017أﻧﻪ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻼﺟﻲ ﺑﯾﺗﻲ ،اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ﻫو ﺗﻠﺑﯾﺔ رﻏﺑﺔ اﻟواﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت
ﻟﻠﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ طﻔﻠﻬﻣﺎ ،ﻓﺑﻌض اﻵﺑﺎء ﻻ ﯾﺣﺑون ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﺣﯾث ﻻ ﯾﺷﻌرون أﻧﻬم ﻫم أﺻﺣﺎب اﻟﻘرار أي
اﻟﻣﺳؤوﻟون ﻋن اﺑﻧﻬم ،ﻓﺈﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،وﺧﻠق ﻟﻐﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ وﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘﻠﯾد ،ﻫﻲ أﺑرز اﻷﺳﺎﻟﯾب
اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻬم ﻣن ﺗﻌﻠﯾم ﻣﻬﺎرات ﺿرورﯾﺔ.
وﯾﻌرف ﻛوﻓﻣﺎن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺑﺄﻧﻪ اﻟﻣﻔﺗﺎح اﻟذي ﯾﻣﻛن اﻷﺳرة ﻣن ﻣﺳﺎﻋدة طﻔﻠﻬﺎ ﻟﻠﻧﻣو واﻟﺗطور اﻟﺳﻠﯾم ،ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻊ اﻟﺳﻠوك اﻟذي ﯾﻘوم ﺑﻪ اﻟطﻔل ،ﻓﺎﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻻ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر اﻟطﻔل ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺳﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻋﻼﻗﺔ
246
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
اﻟواﻟدﯾن ﺑﺎﻟطﻔل ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗواﺻل اﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﯾﺗم ﺗطوﯾر ﻣﻬﺎرات أﺧرى ﻣﺛل اﻟﻣﻬﺎرات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﻣﻬﺎرات
اﻟﺗواﺻل ،واﻟﻣﻬﺎرات اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ،وﻣﻬﺎرات اﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟذات) ﻏﺎﻟب.(130 :218 ،
ﻛﻣﺎ ﯾرﻛز اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرﺗﯾن أﺳﺎﺳﯾﺗﯾن؛ اﻟﻘدرة ﻋﻠ ﻰ اﻟﺗواﺻل ،واﻟﺗﻔﺎﻋل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﺳﻠﯾم ،وﯾﻌﺗﺑرﻫﻣﺎ اﻟﻣﻔﺗﺎح
اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﻣﺳﺎﻋدة اﻟطﻔل ﻋﻠﻰ اﻟﺗطور ،وﻟﻘد ﺗﺑﯾن ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ أﻧﻪ ﻣن ﺧﻼل
اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻣﻬﺎرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻷول ﯾﺻﺑﺢ ﺑﻣﻘدور اﻷﻓراد ذوي اﺿطراب طﯾف اﻟﺗوﺣد ﺑﻧﺎء ﻋﻼﻗﺔ
ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﺟوﻫرﯾﺔ وﺟﯾدة ﻣﻊ واﻟدﯾﻬم ،وأﻗراﻧﻬم ،وأﺻدﻗﺎﺋﻬم.
.4.11ﻣﺑﺎدئ وطرق اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺳون راﯾس .ﯾﻌد ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟطﻔل ) (Son Riseﻣدﺧل ﻋﻼﺟﻲ
ﻟﻠﺗوﺣد ﺣﯾث ﯾﻣﺿﻲ أﻓراد اﻷﺳرة أو اﻟﻣﺗطوﻋون اﻟﻣﺧﺗﺻون ﻋددا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﺳﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺗﻘﻠﯾد ﺣرﻛﺎت اﻟطﻔل،
واﻟدﺧول إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟطﻔل اﻟﺧﺎص ،ﻓﺈذا ﻗﺎم اﻟطﻔل ﺑﺗدوﯾر ﺻﺣن ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻌل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷطﻔﺎل ذوي اﺿطراب
اﻟﺗوﺣد ،ﻗﺎم اﻟواﻟدﯾن أو اﻷم ﺑﺗﻘﻠﯾدﻩ وﻣﺷﺎرﻛﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻌب ،وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ،ﻓﺈن ﺗﻘﻠﯾد ﺣرﻛﺎت اﻟطﻔل ﯾﻧﻣﻲ
ﻟدﯾﻪ اﻟﺷﻌور ﺑﺎﻟﺣب واﻻﻧﺗﻣﺎء واﻟﻘﺑول واﻟرﺿﻰ ،وﯾﺷﻌرﻩ ﺑﺄن اﻟراﺷدﯾن ﻣن ﺣوﻟﻪ ﻟدﯾﻬم اﻫﺗﻣﺎﻣﺎت ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣﻌﻪ،
وﻫﻛذا ﯾﺗﻣﻛن اﻟراﺷد ﻣن اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻋﺎﻟم اﻟطﻔل ،وﺑﻌد أن ﯾﺷﻌرﻩ ﺑﺛﻘﺔ أﺳرﺗﻪ ﺑﻪ وﺑﺣﺑﻪ ﻟﻪ ،وﯾﺷﻌرﻩ ﻛذﻟك ﺑﺎرﺗﯾﺎح
ﻓﻲ ﻣﺣﯾطﻪ ،ﺗﻘوم اﻷﺳرة ﺑﺗدرﯾﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻬﺎرات ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺗﻌﻠﻣﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﻠﻐﺔ واﻟﺗواﺻل واﻹدراك واﻟﺣرﻛﺔ وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن
اﻟﻣﻬﺎرات ).اﻟﺷﺎﻣﻲ .(35 :2004 ،وﻣن أﺑرز اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟطﻔل )(Son Rise
واﻟﻣوﺟﻬﺔ ﻟﻸﺳرة
أ .ﻻ ﺣدود ﻟﻘدرات طﻔﻠك.إن ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻻ ﯾؤﻣن ﺑﺎﻷﻣل اﻟﻛﺎذب ،وﻛذﻟك ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻧﺑؤ ﺑﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻷي طﻔل
اﻧﺟﺎزﻩ ،ﻓﻬذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾدﻋو اﻷﺳرة ﺑﺄن ﺗؤﻣن ﺑﺄن طﻔﻠﻬﺎ اﻟﺗوﺣدي ﻟدﯾﻪ ﻗدرات وطﺎﻗﺎت ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﺗﺣﻘﯾق ذاﺗﻪ
واﻟﺗﻛﯾف واﻟﺗﻔﺎﻋل ﺑﺷﻛل ﺟﯾد ﻣﻊ ﺑﯾﺋﺗﻪ.
ب .اﻟﺣث )اﻟﺗﺣﻔﯾز( ﻫو ﻣﻔﺗﺎح اﻟﺗﻌﻠم وﻟﯾس اﻟﺗﻛرار.ﻫﻧﺎك ﻧﻣﺎذج ﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗرﺑوﯾﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ
ﻟﻠطﻔل اﻟﺗوﺣدي ﺗﺳﻌﻰ ﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻛرار اﻟذي ﻻ ﯾﻧﺗﻬﻲ ،ﺑدﻻ ﻣن ذﻟك ﻓﺈن ﺑرﻧﺎﻣﺞ ) Son
(Riseﯾﺣﺎول أن ﯾرﻛز ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺑﻬﺎ اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ،وﻣن ﺛم ﯾﺳﺗﺧدم ﻫذﻩ اﻟﺣواﻓز ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾﻣﻪ
ﻟﻠﻣﻬﺎرات اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﺎج ﻟﺗﻌﻠﻣﻬﺎ ،وﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﺗﺿﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟطﻔل اﻟطوﻋﯾﺔ ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﻓﺗرة اﻧﺗﺑﺎﻩ أطول وزﯾﺎدة ﻓﺗرة اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﻔﻌﺎﻟﺔ وﺗﻌﻣﯾم اﻟﻣﻬﺎرات.
ج.اﺿطراب طﯾف اﻟﺗوﺣد ﻟﯾس اﺿطر اﺑﺎ ﺳﻠوﻛﯾﺎ.اﻟﺗوﺣد ﻓﻲ ﺟوﻫرﻩ ﻫو ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺿطراﺑﺎت ﻋﺻﺑﯾﺔ ،ﺣﯾث
ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﻪ اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ ﻣن ﺣوﻟﻬم ،ﻣﻣﺎ ﯾﺳﺑب ﺻﻌوﺑﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺎرات اﻟﺗواﺻل اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾرﻛز ﻛﺛﯾرا ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟدﯾﻧﺎﻣﻛﯾﺔ اﻟﺣﻣﺎﺳﯾﺔ ،ذات طﺎﺑﻊ اﻟﻠﻌب ،وﯾرﻛز ﺑﺻورة ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ
اﻟﺗﻧﺷﺋﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗواﺻل وﺑﻧﺎء اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻣﻘﺑوﻟﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ.
247
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
د .اﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟﺛروة واﻟﻣﺻدر اﻷﻓﺿل ﻟﻠطﻔل .ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن ﻫﻧﺎك ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ ﺗرﻛز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻓﻲ
ﺗﺄﻫﯾل وﺗﻌﻠﯾم اﻟطﻔل ،إﻻ أن أﺻﺣﺎب ﻫذﻩ اﻟﻧظرﯾﺔ ﯾرﻛزن ﻋﻠﻰ اﻟدور اﻟﺟوﻫري ﻟﻸﺳرة وﯾرون أﻧﻪ ﻟﺣد اﻵن ﻻ ﯾوﺟد
ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻓﻌﺎل أﻗوى ﻣن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟذي ﺗﻛون اﻷﺳرة ﻫﻲ اﻟرﻛﯾزة ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺣب اﻟﻔطري ﻟﻸم واﻟواﻟدﯾن
ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﻣن طرف اﻷﺧﺻﺎﺋﯾﯾن ،ﻟذا ﻓﺈن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾرﻛز ﻛﺛﯾرا ﻋﻠﻰ دور اﻷﺳرة وﯾﻘدم ﻟﻬﺎ اﻟﺗدرﯾﺑﺎت
اﻟﻼزﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﻬم اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﺿطراب طﯾف اﻟﺗوﺣد ،ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗطﯾﻌوا أن ﯾﻛوﻧو ﻋﻠﻰ ﺛﻘﺔ
ﺑﺄﻧﻔﺳﻬم ﻛﻣدرﺑﯾن وﻣﻌﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺧﺎص ﺑطﻔﻠﻬم.
ﻫـ .ﯾﺳﺗطﯾﻊ طﻔﻠك إﺣراز ﺗﻘدم ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ.ﻣﻌظم اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ﺑﺎﻟﺗوﺣد ﯾﻛوﻧون ﻋﻠﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن
اﻟﺣﺳﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗوﺗر ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﺣﺗﻛﺎﻛﻬم ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻬم ،وﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾﻘدم ﺑﯾﺋﺔ ﻣﺛﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم واﻟﺗﻲ ﺗﻛون
اﻟﺳﺑب ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻻﺿطراﺑﺎت وﺗﺳﻬﯾل اﻟﻣﻬﻣﺔ ﻟﻠﺗﻛﯾف واﻻﻧدﻣﺎج ﻣﻊ اﻟﺑﯾﺋﺔ ،وﯾرﻛز اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻛﺛﯾرا ﻋﻠﻰ دور
ﻏرﻓﺔ اﻟﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺣدة اﻟﻣزاج اﻟﻣﺗﻘﻠب ﻟدى اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻣﻬد اﻟطرﯾق ﻟﯾس ﻓﻘط ﻟﻠﺗﻘدم ﻓﻲ
اﻟﺗﻌﻠم ،وﻟﻛن ﻣن أﺟل إﯾﺟﺎد اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻣﺷوق اﻟذي ﯾرﯾﺢ اﻟطﻔل واﻷﺳرة )ﺧوﻟﺔ.(98 :2017،
و .اﻷﺳرة واﻟﻣﺧﺗﺻون ﯾﻛوﻧون أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺷﻌرون ﺑﺎﻻرﺗﯾﺎح ﻣﻊ أطﻔﺎﻟﻬم.ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺣﺻل اﻷﻫل ﻋﻠﻰ
ﺗﻧﺑؤات ﺳﻠﺑﯾﺔ وﺧﺎطﺋﺔ ﻋن ﺳﻠوﻛﯾﺎت أﺑﻧﺎﺋﻬم ،ﺣﯾث ﯾﺛم إﺧﺑﺎرﻫم ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻷﺑﻧﺎﺋﻬم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ أو اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻪ.
وﯾرى اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ أﻧﻪ ﻟﯾس ﻣن ﺣق أي ﻛﺎن أن ﯾﺧﺑر اﻷﻫل ﺑﻣﺎ ﻻ ﯾﺳﺗطﯾﻊ طﻔﻠﻬم اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻪ ،وﯾﺳﻌﻰ
ﻫذا اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﺛﻘﺔ ﻟﻸﺳرة وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠوك اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ وا ٕ ﯾﺟﺎد أﺣﺳن اﻟطرق ﻟﻠﺗدرﯾب،
وا ٕ ﻋﺎدة اﻷﻣل واﻟﺗﻔﺎؤل ﻟدﯾﻬ م ،ﺣﯾث ﯾﺳﺎﻋدﻫم اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻘط ﻓﻲ اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت اﻟﻣوﺟودة ﻟدى اﻟطﻔل
اﻟﺗوﺣدي ،وﻋن أﺣﺳن اﻟطرق ﻟﺗﺣﺳﯾن اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت ﻟدﯾﻪ.
ي .ﯾﻣﻛن دﻣﺞ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ﺗﻧﺷﺋﺔ اﻟطﻔل) ( Son Riseﺑﺷﻛل ﻓﻌﺎل ﻣﻊ ﺑراﻣﺞ وﻋﻼﺟﺎت ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻣﺛل اﻟﺗدﺧل اﻟطﺑﻲ
اﻟﺣﯾوي ،وﻋﻼج اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﺣﺳﻲ ،واﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﺗﻐذﯾﺔ ،وﻋﻼج اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﺳﻣﻌﻲ ،وﻋﻼﺟﺎت أﺧرى.
ﺻﻣم ﺑرﻧﺎﻣﺞ ) (Son Riseﻣﻠﺑﯾﯾﺎ ﻟﺣﺎﺟﺎت ﻛل طﻔل ،وﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﻣل ﻣﻊ آﻻف اﻷطﻔﺎل اﻟذﯾن ﻟدﯾﻬم ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت ،ﺗﻣت ﻣﻼﺣظﺔ أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻋﻼﺟﺎت أﺧرى ،وﯾﺗم اﻟﺗطﺑﯾق ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺎت
وﻣﺑﺎدئ ﺑرﻧﺎﻣﺞ ) (Son Riseﻓﺈن اﻟﺗدﺧل ﯾﻛون أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺳﺗﺧدم ﺑﺷﻛل ﻣﻧﻔﺻل ،وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻓﺈن
ﻫﻧﺎك ﺑراﻣﺞ أﺧرى ﺗﻧﺎﻗض ﻋﻣل اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ وﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷوﯾش ﻋﻠﻰ اﻟطﻔل ،وﻣن ﺧﻼل ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن ﻋﻠﻰ
اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ﯾﻣﻛﻧﻬم ﻣﺳﺎﻋدة اﻷﺳرة واﻟﻣﺧﺗﺻﯾن ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾﺎر أي ﺗدﺧل ﻋﻼﺟﻲ ﻟﻪ اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻷﻛﺑر ).ﺧطﺎب:2009 ،
.(45
248
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ، ﺣﺎج اﻣﺤﻤﺪ ﯾﺤﻲ & ﺑﻮﺳﻌﺪة ﻗﺎﺳﻢ
ﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗم ﻋرﺿﻪ ﺗﺗﺿﺢ أﻫﻣﯾﺔ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ ﻟدى أﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد ،او ٕ ﺷراك
اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺑراﻣﺞ اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي ،ﻛوﻧﻬم اﻷﻛﺛر اﺣﺗﻛﺎﻛﺎ ﺑﻬم واﻷﻛﺛر ﺗواﺻﻼ ﻣﻌﻬم ،واﻷﺛر اﻟذي ﺗﺗرﻛﻪ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ
اﻹرﺷﺎدﯾﺔ اﻷﺳرﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوﻋﻲ ﻟدى أﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد ،وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺑل أﺑﻧﺎﺋﻬم ﻛﻣﺎﻫم ،و ﯾﺳﺎﻫم ﻓﻲ
إﺣﺳﺎس اﻷﺳرة ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ،و اﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺷدة اﻟﻌزﻟﺔ ﻟدى ﻫؤﻻء اﻷطﻔﺎل وﻣﺳﺎﻋدﺗﻬم ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺗﻔﺎﻋﻠﻬم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
وﺗواﺻﻠﻬم ﻣﻊ اﻵﺧرﯾن ﻣﻣﺎ ﯾﺧﻔف ﻋﻧﻬم اﻷﻋراض واﻟﺳﻠوﻛﯾﺎت اﻟﻐﯾر ﺳوﯾﺔ ﻟدى أطﻔﺎﻟﻬم اﻟﺗوﺣدﯾﯾن ،و ﻣﻧﻪ ﻻ ﺑد
ﻟﻸﺳرة أن ﺗﻛون اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻷوﻟﻰ اﻷﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺷﻛﻼت اﻟطﻔل ،وﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺋﻣﯾن ﻋﻠﻰ ﻣراﻛز ﺗﺄﻫﯾل وﺗدرﯾب
اﻟطﻔل اﻟﺗوﺣدي أن ﯾﺷرﻛوا اﻵﺑﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ وأن ﯾﺗﻌرﻓوا ﻋﻠﻰ ﻗﯾﻣﺔ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﻟﺗوﺣد
ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺟﺎح اﻟﺧطﺔ اﻟﻌﻼﺟﯾﺔ.
249
اﻟﻣﺟﻠد)2/13ﻋدد ﺧﺎص( ﺟوان2020 ،
اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻹرﺷﺎد اﻷﺳري ﻷﺳر أطﻔﺎل اﺿطراب اﻟﺗوﺣد
ﻣﺣﻣد ﻋﺻﺎم ،طرﺑﯾﺔ .(2011).اﻷطﻔﺎل ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﻬم .اﻷردن :ﻣؤﺳﺳﺔ ﺑﻠﺳم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ..
ﻣﺣﻣد ،ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح .(2009).ظواﻫر وﻣﺷﻛﻼت اﻟطﻔوﻟﺔ ﻣن ﻣﻧظور اﻟﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟﻣﻛﺗب
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث.
ﻣﻧﺻور ،ﺣﻣدي ﻣﺣﻣد .(2010).اﻟﺧدﻣﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷرة)ﻧظرﯾﺎت وﻣﻘﺎﯾﯾس( .اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ :اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث.
ﻣؤﻣن ،داﻟﯾﺎ .(2004 ).اﻷﺳرة و اﻟﻌﻼج اﻷﺳري .اﻟﻘﺎﻫرة :دار اﻟﺳﺣﺎب ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ.
ﻧﺎﯾف ﺑن ﻋﺎﺑد اﻟزارع) .(2010ﻣدﺧل إﻟﻰ اﺿطراب اﻟﺗوﺣد ".اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وطرق اﻟﺗدﺧل" .ﻋﻣﺎن :دار اﻟﻔﻛر.
ﻧﺻﯾف ﻓﻬﻣﻲ .(2011).اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ واﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ رﻋﺎﯾﺔ ذوي اﻻﺣﺗﯾﺎﺟﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ .اﻟﻘﺎﻫرة :اﻟﻣﻛﺗب
اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ اﻟﺣدﯾث.
250