Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 62

‫‪77‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫علم القراءات‬
‫دراسة تاريخية‪.‬‬

‫دكتور ‪ /‬عبد اهلل بن عواد بن فهد الجهني‬


‫األستاذ المساعد بقسم القراءات‪ ،‬كلية الدعوة وأصول الدين‬
‫جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
78 ‫ عبداهلل بن عواد الجهني‬.‫ د‬.‫ دراسة تاريخية‬،‫علم القراءات‬

A Historic study of Al Qira’at science.


Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani. Qira’at Department.
Umm Al_Qura University. Makkah Al-Mukarramah.

The science of Qira'at، which means literally the


readings، terminologically means the method of recitation،
existed during the period of the revelation of Quran. Allah
revealed Quran in seven different styles in order to
facilitate its recitation، enrich the Arabic language and
transcend with this ancient civilization. However، there is
a very close relation between Quran and this recurring
Qira’at as they form one entity. Research has confirmed
that these ten Qira’at are enshrined as we received from
our messenger Muhammad PBUH and that they should
never be debated. The companions of prophet Muhammad
and those who came after has recurrently recited the Quran
using Qira’at and these Qira’at are the reference for any
correction for any misconception in the Arabic language.

Key words: Qira’at، Quran، History.

A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.


‫‪79‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪.‬‬


‫دكتور ‪ /‬عبد اهلل بن عواد بن فهد ا‪١‬بهِب‬
‫األستاذ ا‪٤‬بساعد بقسم القراءات‪ ،‬كلية الدعوة وأصوؿ الدين‬
‫جامعة أـ القرى‪ ،‬مكة ا‪٤‬بكرمة‪.‬‬

‫المستخلص‪:‬‬

‫علم القراءات كاف مبلزماً لنزوؿ القرآف الكرمي‪ ،‬وأف اهلل عز وجل أنزؿ‬
‫القرآف على سبعة أحرؼ تيسّباً على األمة ورفع ا‪٤‬بشقة عنها وإثراء لغتها و‪٠‬بو‬
‫حضارهتا العريقة ولذلك العبلقة وثيقة بْب القرآف والقراءات ا‪٤‬بتواترة إذ القرآف‬
‫والقراءات ا‪٤‬بتواترة وحدة قرآنية واحدة ويؤكد البحث على أف القراءات العشر الٍب‬
‫نزؿ هبا القرآف الكرمي توقيفية وأهنا من رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ال جيوز‬
‫االجتهاد فيها على أي ‪٫‬بو‪ ،‬وقد قرأ هبا الصحابة ومن بعدىم إذل يومنا ىذا‪ ،‬وأهنا‬
‫العمدة يف تصحيح اللغة العربية وليس العكس‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬قراءات‪ ،‬قرآف‪ ،‬تاريخ‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪80‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫المقدمة‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫ا‪٢‬بمد هلل رب العا‪٤‬بْب‪ ،‬وصبلة وسبلماً على سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو‬
‫وسلم وآلو وصحبو ومن وااله‪ .‬مث أما بعد‪...‬‬
‫فإف علم القراءات من أشرؼ العلوـ وأ‪٠‬باىا لتعلقو بكتاب اهلل والشيء‬
‫يشرؼ دائماً ٗبا يتعلق بو فضبلً عن فوائده ا‪١‬بمة ا‪٤‬بتنوعة الٍب اشتمل عليها من‬
‫ا‪٤‬بستويات اللغوية والفقهية والتفسّبية وغّبىا‪ ،‬وصدؽ اهلل تعاذل إذ يقوؿ‪( :‬ولقد‬
‫يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر){القمر‪.}17 :‬‬
‫و‪ٙ‬بقيقاً لوعد اهلل تعاذل ٕبفظ كتابو العظيم فقد قيض لو من أصحاب‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم والتابعْب وتابعيهم ‪٩‬بن جاء بعدىم ‪٩‬بن عنوا‬
‫بضبطو ووجوه قراءتو وصاروا أئمة يرحل إليهم يف ا‪٤‬بدينة ومكة والكوفة والبصرة‬
‫ومصر والشاـ وكثر اآلخذوف عنهم مع تعدد الوجوه الٍب حيويها القرآف الكرمي على‬
‫سبعة أحرؼ‪ ،‬ومسامهة مِب يف خدمة ىذا الكتاب العزيز الذي ال يأتيو الباطل من‬
‫بْب يديو وال من خلفو‪.‬‬
‫خطة البحث‪ :‬قسمت البحث إذل مقدمة و‪ٟ‬بسة مباحث وخا‪ٛ‬بة‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف القراءات ونشأهتا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط القراءة الصحيحة‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬فوائد تعدد القراءة‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬أحواؿ اختبلؼ القراءات‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬تواتر القراءات‪.‬‬
‫وأما الخاتمة‪ :‬فتتضمن نتائج البحث‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪81‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫منهج البحث‪ :‬ىذا البحث يسّب يف منهجو على ا‪٤‬بنهج التأصيلي القائم على‬
‫استقراء األجزاء للتوصل إذل وجهة نظر صحيحة كما استخدـ الباحث ا‪٤‬بنهج‬
‫التارخيي القائم على ‪ٝ‬بع األدلة وتقوديها ومن مث ‪ٛ‬بحيصها ليتم التوصل بعد ذلك‬
‫إذل رؤية حقيقية ‪٤‬با مت دراستو يف ىذا ا‪٤‬بوضوع‪.‬‬
‫واهلل أسأؿ أف ينفع بو وأف جيعلو حجة رل ال علي‪،‬‬
‫وصلي اللهم وسلم على سيدنا ‪٧‬بمد وآلو وصحبو أ‪ٝ‬بعْب‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪82‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف القراءات ونشأتها‬

‫تعريف القراءات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫أوالً‪ :‬القراءات لغة‪ٝ :‬بع قراءة ومعناىا‪ :‬ضم ا‪٢‬بروؼ بعضها إذل بعض يف‬
‫الَبتيل(‪.)1‬‬
‫أما يف االصطبلح‪ :‬فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات أمهها‪:‬‬
‫قاؿ الزركشي(‪ :)2‬القراءات اختبلؼ ألفاظ الوحي يف كتبة ا‪٢‬بروؼ أو‬ ‫‪-1‬‬
‫كيفيتها من ‪ٚ‬بفيف وتثقيل وغّبىا(‪" )3‬أ‪.‬ىػ‪.‬‬
‫وقال ابن الجزري‪ :‬القراءات علم بكيفية أداء الكلمات القرآف واختبلفها‬ ‫‪-2‬‬
‫معزواً لناقلو خرج النحو واللغة والتفسّب‪ ،‬وما أشبو ذلك(‪ " )4‬أ‪.‬ىػ‪.‬‬
‫وقال البنا الدمياطي‪" :‬علم يعلم منو اتفاؽ الناقلْب لكتاب اهلل تعاذل‬ ‫‪-3‬‬
‫واختبلفهم يف ا‪٢‬بذؼ واإلثبات و التحريك والتسكْب‪ ،‬والفصل والوصل‪ ،‬وغّب‬
‫ذلك من ىيئة النطق واإلبداؿ وغّبه من حيث السماع(‪ ")5‬أ‪.‬ىػ‪ ،.‬وىناؾ تعريفات‬
‫أخرى أضربت يف ذكرىا صفحاً اختصاراً‪.‬‬

‫(‪ )1‬ا‪٤‬بفردات‪ :‬للراغب األصفهاين‪.145 :‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بّبوت‬


‫(‪ )2‬ىو اإلمام بدر الدين محمد بن عبد اهلل بن بهادر الزركشي‪ .‬أحد العلماء األثبات‬
‫الذين ‪٪‬بموا ٗبصر يف القرف الثامن‪ ،‬وىو من أعبلـ الفقو وا‪٢‬بديث والتفسّب‪.‬ت‪ .‬سنة ‪ 794‬ىػ‪.‬‬
‫انظر حسن احملاضرة يف أخبار مصر والقاىرة للسيوطي‪ .186-185\1 :‬ا‪٤‬بطبعة الشرقية‬
‫الدرر الكافية يف أعياف ا‪٤‬بائة الثامنة البن حجر‪ 397/3 :‬ط‪ .‬حيدر أباد‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫)‪ (3‬الربىاف يف علوـ القرآف‪ٙ .318/1 :‬بقيق ‪٧‬بمد إبراىيم أبو الفضل‬
‫(‪ )4‬منجد ا‪٤‬بقرئْب البن ا‪١‬بزري‪ .13 :‬ط مكتبة القدسي‪ .‬عابدين‪ .‬القاىرة‪.‬‬
‫(‪ )5‬اإل‪ٙ‬باؼ‪.67/1 :‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪83‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫(‪)1‬‬
‫(وقفة مع التعريفات)‬
‫وبالنظر إذل ىذه التعريفات يتبْب لنا أف أصوب ىذه التعريفات ىو التعريف الثاين‬
‫ألنو حدد ماىية ىذا العلم من ‪ٝ‬بعو األداء وكذا مواضع االتفاؽ واالختبلؼ‪،‬‬
‫ونسبة ذلك إذل قارئو وناقلو‪ ،‬وخرج ما عدا ذلك ‪٩‬با ىو ليس من القراءات كالنحو‬
‫واللغة والتفسّب والتجويد والرسم وغّب ذلك‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتعريف األول‪ :‬فقد أدخل فيو الكتابة وىي من علوـ الرسم والضبط‬
‫كما سبق فليس ٗبانع‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬أما بالنسبة للتعريف الثالث فهو وإف نص على مواضيع االتفاؽ‬
‫واالختبلؼ يف علم القراءات إال أنو ليس ٗبانع‪ ،‬وذلك ألف قولو "الفصل والوصل‪،‬‬
‫وا‪٢‬بذؼ واإلثبات" يدخل بذلك علمي الرسم والضبط ومها علماف مستقبلف ‪ٛ‬باماً‬
‫عن علم القراءات‪.‬‬
‫بعد ىذا العرض يتبْب أف التعريف ا‪٤‬بختار من ىذه التعريفات ىو التعريف الثاين‬
‫وىو‪" :‬أف القراءات علم بكيفية أداء كلمات القرآف الكرمي واختبلفها معزواً لناقلو"‬
‫فهو تعريف ضابط جامع مانع من وجهة نظري‪.‬‬
‫ننتقل بعد ذلك إذل بياف نشأة القراءات وا‪٤‬براحل الٍب مر هبا‪.‬‬
‫نشأة القراءات ومراحلها‪ :‬من ا‪٤‬بسلم بو أف أي علم من العلوـ دل يستو على‬
‫سوقو مرة واحدة بْب عشية وضحاىا؛ بل البد لو مراحل متعددة‪.‬‬
‫ومن ىذه العلوـ علم القراءات أيضاً شأنو كغّبه من العلوـ األخرى مر بعدة مراحل‬
‫حٌب استوى على سوقو‪ ،‬وأصبح لو أصوؿ وقواعد يرجع إليها وصار ‪٦‬باالً‬

‫(‪ )1‬استفدت يف ىذه ا‪٤‬بسألة من كتب‪ :‬مقدمات يف علم القراءات ‪ 51 -48‬د‪٧ .‬بمد أ‪ٞ‬بد‬
‫مفلح القضاة‪ .‬وآخروف‪ .‬ط‪ .‬دار عمار‪ ،‬القراءات نشأة وتاريخ أ‪.‬د‪ .‬سامي ىبلؿ ص (‪.)2‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪84‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫للدراسات الشرعية والعربية‪:‬‬


‫المرحلة األولى‪ :‬تلقى الوحي‪:‬‬
‫من ا‪٤‬بقطوع بو يقيناً أف ا‪٤‬بصدر الوحيد للقراءات القرآنية ىو الوحي ا‪٤‬بنزؿ على‬
‫النيب صلى اهلل عليو وسلم‪ .‬وقد وردت األحاديث الصحيحة تدؿ على ذلك‪،‬‬
‫ومنها‪ :‬ما ورد عن ابن عباس ػ رضي اهلل عنهما ػ أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬
‫قاؿ‪( :‬أقرأين جربيل على حرؼ فراجعتو فلم أزؿ أستزيده ويزيدين حٌب انتهى إذل‬
‫سبعة أحرؼ)(‪ .)1‬ومنها ما رواه الَبمذي عن أيب بن كعب قاؿ‪( :‬لقى رسوؿ اهلل‬
‫صلى اهلل عليو وسلم جربيل فقاؿ‪ :‬يا جربيل إين بعثت إذل أمة أمية منهم العجوز‬
‫والشيخ الكبّب والغبلـ وا‪١‬بارية والرجل الذي ال يقرأ كتاباً قط‪ ،‬فقاؿ رل‪ :‬يا ‪٧‬بمد إف‬
‫القرآف أنزؿ على سبعة أحرؼ)(‪.)2‬‬
‫وكاف جربيل يقرأ بتلك ا‪٢‬بروؼ على الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم مث يقرأىا على‬
‫أصحابو ويعلمهم إياىا كما علمو جربيل عليو السبلـ كما قاؿ عز وجل‪:‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري يف فضائل القرآف‪ .‬باب أنزؿ القرآف على سبعة أحرؼ ‪ ،102/6‬وكذا‬
‫مسلم‪.918،566/1 :‬‬
‫(‪ )2‬رواه الَبمذي‪ ،‬وقاؿ‪ :‬حديث صحيح‪ ،‬وقد اختلف الناس يف معُب ىذا ا‪٢‬بديث اختبلفا‬
‫كثّبا‪ .‬واختار ابن ا‪١‬بوزي أف ا‪٤‬براد منها ىو‪ :‬اختبلؼ وجوه القراءات على سبعة منها‪ :‬ما يتغّب‬
‫حركتو وال يزوؿ معناه وال صورتو (ىن أطهر) و (أطهر)‪ ،‬ومنها ما ال تتغّب صورتو ويتغّب معناه‬
‫باإلعراب مثل‪( :‬ربنا باعد)‪ ،‬و (ربنا باعد)‪ ،‬و (ننشرىا)‪.‬‬
‫ومنها ما تتغّب صورتو ويبقى معناه (كالعهن ا‪٤‬بنفوش)‪( ،‬طلح منضود)‪( ،‬طلع منضود)‪.‬‬
‫ومنها التقدمي والتأخّب كما يف (يقتلوف ويقتلوف)‪ ،‬ومنها الزيادة والنقصاف ‪٫‬بو (وأوصى)‬
‫(ووصى)‪ ....‬إذل غّب ذلك‪ ،‬وقيل إف ا‪٤‬براد بذلك سبع لغات من أفصح لغات العرب‪ .‬ينظر‪:‬‬
‫النشر ‪ ،31-24/1‬وينظر‪ :‬مقدمتاف يف علوـ القرآف‪ 2080:‬وما بعده‪ ،‬وكذا ‪ 264‬وما بعده‬
‫واإلتقاف للسيوطي‪ .‬وغّب ذلك دل أراد مزيداً من االطبلع‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪85‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫‪( :‬فإذا قرآناه فاتبع قرآنو)القيامة‪.٨١ :‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬مرحلة تلقي الصحابة من الرسول صلى اهلل عليو وسلم‬
‫وتعليمو إياىم‪ :‬تقدـ يف ا‪٤‬برحلة السابقة أف جربيل عليو السبلـ كاف يلقن الرسوؿ‬
‫صلى اهلل عليو وسلم الوحي ويعلمو إياه كما قاؿ ربنا عز وجل‪( :‬علمو شديد‬
‫القوى){النجم‪.}5 :‬‬
‫وقد أمر ربنا عز وجل نبيو صلى اهلل عليو وسلم أف يعلمو ألصحابو ويقرأه عليهم‬
‫فقاؿ عز وجل (وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيال)‬
‫{اإلسراء‪ ،}106 :‬فكاف يقرؤىم ٗبا أقرأه بو جربيل عليو السبلـ ‪.‬‬
‫وقد ورد عن ابن مسعود وغّبه رضي اهلل عنو أف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم‬
‫كاف يقرؤىم العشر آيات فبل جياوزهنا إذل عشر أخرى حٌب يتعلموا ما فيهما من‬
‫العلم والعمل‪ ،‬فيعلمهم القرآف والعلم والعمل ‪ٝ‬بيعاً‪.‬‬
‫فرٗبا أقرأ صحابياً ٕبرؼ‪ ،‬وأقرأ صحابياً آخر ٕبرؼ آخر‪ ،‬فكل واحد منهم يقرأ كما‬
‫تعلم من الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫وقد روى البخاري بسند عن عمر بن ا‪٣‬بطاب رضي اهلل عنو قاؿ‪٠( :‬بعت ىشاـ‬
‫بن حكيم يقرأ سورة الفرقاف يف حياة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فكدت‬
‫أساوره يف الصبلة فانتظرتو حٌب سلم مث لببتو بردائو فقلت لو من أقرأؾ ىذه السورة‬
‫الٍب ‪٠‬بعتك تقرأ؟ قاؿ‪ :‬أقرأنيها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فقلت‪ :‬كذبت‬
‫فواهلل إف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم أقرأين ىذه السورة الٍب ‪٠‬بعتك تقرأىا‪،‬‬
‫فانطلقت أقوده إذل رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم فقلت‪ :‬يا رسوؿ اهلل إين‬
‫‪٠‬بعت ىذا يقرأ سورة الفرقاف على حروؼ دل تقرئنيها‪ ،‬وأنت أقرأتِب سورة الفرقاف‪،‬‬
‫فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم "أرسلو يا عمر‪ ،‬اقرأ يا ىشاـ‪ ،‬فقرأ عليو‬
‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪86‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫القراءة الٍب ‪٠‬بعتو يقرأىا فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ىكذا أنزلت مث قاؿ‪:‬‬
‫اقرأ يا عمر‪ ،‬فقرأت القراءة الٍب أقرأين‪ ،‬فقاؿ رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ىكذا‬
‫(‪.)1‬‬
‫أنزلت‪ ،‬إف ىذا القرآف أنزؿ على سبعة أحرؼ فأقرأ ما تيسر منو")‬
‫فهذا الحديث يدل داللة قاطعة على عدة أمور منها‪:‬‬
‫أف القرآف الكرمي كاف ‪٧‬بل عناية الصحابة ورعايتهم‪ ،‬وأف اعتمادىم يف‬ ‫‪‬‬
‫ا‪٢‬بفظ على التلقْب والسماع من الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫أف الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم كاف مرجعاً ألصحابو يف كل ما يشغلهم‬ ‫‪‬‬
‫من أمر القرآف وعلومو‪.‬‬
‫أنو يثبت إقراء الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم لعمر بن ا‪٣‬بطاب وىشاـ بن‬ ‫‪‬‬
‫حكيم‪.‬‬
‫وأف االختبلؼ يف القراءات القرآنية نشأ يف حياة الرسوؿ صلى اهلل عليو‬ ‫‪‬‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫أف الصحابة –رضي اهلل عنهم‪ -‬تلقوا القرآف من يف رسوؿ اهلل صلى اهلل‬ ‫‪‬‬
‫عليو وسلم ونقلوه إلينا بقراءاتو ورواياتو فلم يضيعوا منو ‪ٝ‬بلة‪ ،‬ودل ينقصوا منو حرفاً‬
‫أو سكوناً أو حركة فضبلً عن رواية أو قراءة‪ ،‬ونقلو التابعوف من بعدىم‪ ،‬كما نقل‬
‫(‪.)2‬‬
‫إليهم من غّب زيادة أو نقصاف أو ‪ٙ‬بريف أو تبديل‬

‫مرحلة تعليم الصحابة‪:‬‬


‫تقدـ أف القرآف الكرمي كاف ‪٧‬بل عناية الصحابة ورعايتهم‪ ،‬فكانوا يتنافسوف يف‬
‫حفظو واستظهاره‪ ،‬وانتشر ذلك بْب كثّب منهم‪ ،‬وكاف الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري يف فضائل القرآف‪ ،‬باب أنزؿ القرآف على سبعة أحرؼ (‪.)100/6‬‬
‫(‪ )2‬القراءات نشأة وتاريخ‪.‬أ‪.‬د‪ /‬سامي عبد الفتاح ىبلؿ‪ 2،3 :‬مطبعة ا‪٢‬برمْب‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪87‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫يأمرىم بأف يقرئ بعضهم بعضاً‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما ورد يف قصة إسبلـ عمر بن‬
‫ا‪٣‬بطاب رضى اهلل عنو من أنو ‪٠‬بع خباب بن األرت يقرأ القرآف على أختو فاطمة‬
‫بنت ا‪٣‬بطاب وزوجها يعلمها القرآف(‪ .)1‬وكانت ىناؾ البعثات التعليمية إذل خارج‬
‫مكة كإرساؿ مصعب بن عمّب وغّبه إذل ا‪٤‬بدينة ليعلم أىلها القرآف‪ .‬فنشأ عن ذلك‬
‫أف تكونت ‪ٝ‬باعة من الصحابة اشتهروا بالقراءة وتصدوا ‪٥‬با ومنهم ا‪٣‬بلفاء األربعة‬
‫وأيب بن كعب(‪ )2‬وابن مسعود(‪ )3‬وزيد بن ثابت(‪ )4‬وغّبىم وىم ديثلوف الطبقة األوذل‬
‫من القراء فهم رؤوس األسانيد وعليهم تدور القراءة(‪ ،)5‬وىؤالء األجبلء ىم الذين‬
‫دارت عليهم أسانيد قراءات األئمة العشرة‪.‬‬
‫مرحلة تعليم التابعين‪ :‬بعد انتقاؿ الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم إذل الرفيق األعلى‬
‫واتساع دائرة الفتوح اإلسبلمية انتشر الصحابة وتفرقوا يف األمصار اإلسبلمية و‪ٞ‬بلوا‬

‫(‪ )1‬ينظر‪٨ :‬بتصر سّبة ابن ىشاـ ‪ .216/1‬الطبعة السابعة إصدار اجمللس األعلى للشئوف‬
‫اإلسبلمية‪ .‬وزارة األوقاؼ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أيب بن كعب بن قيس بن عبيد أبو ا‪٤‬بنذر األنصاري‪ .‬عرض القرآف على النيب صلى اهلل‬
‫عليو وسلم وأخذ عنو ابن عباس وغّبه‪ .‬مات سنة ‪ 19‬ىجرية‪ .‬غاية النهاية يف طبقات القراء‬
‫البن ا‪١‬بزري ‪ ،31/1‬عُب ٔبمعو براجسَباسَب‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بّبوت‪ .‬معرفة القراء الكبار‬
‫للذىيب ‪ٙ .28/1‬بقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط وآخرين‪.‬‬
‫(‪ )3‬زيد بن ثابت بن الضحاؾ ‪ ،‬كاتب وحي النيب صلى اهلل عليو وسلم ‪ .‬عرض على النيب‬
‫صلى اهلل عليو وسلم وقرأ عليو أبو ىريرة وغّبه‪ ،‬مات سنة ‪ 45‬ىجرية‪ .‬معرفة القراء الكبار‪:‬‬
‫‪ ،36‬غاية النهاية ‪.296/1‬‬
‫(‪ )4‬عبد اهلل بن مسعود‪ :‬أبو عبد الر‪ٞ‬بن ا‪٥‬بذرل‪ ،‬عرض على النيب صلى اهلل عليو وسلم وقرأ‬
‫عليو زيد بن حبيش وغّبه‪ ،‬تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ‪ ،147/1‬دار الكتب العلمية‪،‬‬
‫بّبوت‪.‬‬
‫(‪ )5‬معرفة القراء الكبار ‪ .43-24/1‬الطبعة األوذل‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪88‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫معهم مشاعل ا‪٥‬بداية والنور وأخذوا يقرءوف القرآف ويعلمونو للناس‪ ،‬فأقبل الناس‬
‫عليهم يتعلموف منهم‪ ،‬فكاف كل صحايب يقرئ أصحابو ويعلمهم ٗبا قرأ وٗبا تعلم‬
‫حسبما تلقى من الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫وأصبح أىل كل بلد يأخذوف بقراءة من اشتهر بينهم من أصحاب رسوؿ اهلل صلى‬
‫اهلل عليو وسلم ‪ ،‬فكاف بينهم اختبلؼ يف القراءة ؛ نظراً الختبلؼ تلقيهم‪،‬‬
‫ومشارهبم‪ ،‬حٌب عهد سيدنا عثماف رضي اهلل عنو اتسعت دائرة ا‪٣‬ببلؼ بينهم‪،‬‬
‫كما يف حرب أرمينية وأذربيجاف‪ ،‬فهالو ذلك وأمر ٔبمع ا‪٤‬بصاحف وكتابتها ٗبا‬
‫حيتمل القراءات الصحيحة ا‪٤‬بتواترة وذلك على ما ثبت يف العرضة األخّبة الٍب قرأىا‬
‫النيب صلى اهلل عليو وسلم على جربيل يف العاـ الذي قبض فيو وجردىا عن النقط‬
‫والشكل لتحتمل ذلك ونسخ منها عدة مصاحف وأرسلها إذل األمصار وأمر بطرح‬
‫ما عداىا وحرقو‪ ،‬وقد سلك يف ذلك منهجاً قودياً إذ ارسل إذل كل مصر من تلك‬
‫األمصار مصحفاً موافقاً لقراءهتم مع إرساؿ مقرئ جييد تلك القراءة ليعلمهم‪.‬‬
‫فأقبل الناس على تلك ا‪٤‬بصاحف وتلقوىا من مقرئيها دوف زيادة أو نقصاف أو‬
‫‪ٙ‬بريف أو تبديل علمها الصحابة للتابعْب‪.‬‬

‫مرحلة التخصص في القراءات وظهور القراءات العشر‪ :‬ظل األمر على األخذ‬
‫بتلك ا‪٤‬بصاحف فَبة مث وقع االختبلؼ فيها ٗبا حيتملو الرسم‪ ،‬ويف ذلك يقوؿ‬
‫األماـ بن ا‪١‬بزري‪" :‬مث كثر االختبلؼ أيضاً فيما حيتملو الرسم‪ ،‬وقرأ أىل البدع‬
‫واألىواء ٗبا ال حيل ألحد من ا‪٤‬بسلمْب تبلوتو(‪ ..)1‬فلما وقع ذلك رأى ا‪٤‬بسلموف أف‬

‫(‪ ) 1‬فقد ورد عن ابن مقسم أنو كاف يرى جواز القراءة ٗبا يوافق خط ا‪٤‬بصحف‪ ،‬وكاف لو وجو‬
‫يف العربية وإف دل يكن لو سند‪ .‬ينظر‪ :‬القراءات الشاذة‪ ،60-59 :‬د‪٧ /‬بمود أ‪ٞ‬بد الصغّب‪،‬‬
‫مطبعة دار الفكر‪ .‬بّبوت‪ .‬طبعة أوذل‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪89‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫جيتمعوا على قراءات أئمة ٘بردوا للقياـ بالقرآف العظيم‪ ،‬فاختاروا من كل مصر وجو‬
‫إليو مصحف أئمة مشهورين بالثقة واألمانة يف النقل وحسن الدين وكماؿ العلم‪،‬‬
‫أفنوا عمرىم يف القراءة واإلقراء واشتهر امرىم وا‪ٝ‬بع أىل كل مصر على عدالتهم‬
‫فيما نقلوه‪ ،‬وثقتهم فيما قرأوه ورووه وعلمهم ٗبا يقرؤوف‪ ،‬ودل ‪ٚ‬برج عن خط‬
‫مصحفهم"(‪ )1‬أ‪.‬ىػ‪.‬‬
‫وكاف من ىؤالء األئمة العشرة الذي تلقت األمة قراءاهتم بالقبوؿ وأ‪ٝ‬بعت عليهم‬
‫حيث أفُب ىؤالء أعمارىم يف قراءة القرآف وإقرائو وضبط ألفاظو و‪ٙ‬برير قراءتو‪،‬‬
‫و‪ٙ‬بقيق روايتو حٌب صاروا أئمة يقتدى هبم‪ ،‬ويرحل إليهم وينقل القرآف بقراءتو‬
‫عنهم‪ ،‬لرباعتهم وشهرهتم نسبت إليهم القراءة نسبة مبلزمة ودواـ ال نسبة اخَباع‬
‫(‪.)2‬‬
‫وابتداع‬

‫التأليف في علم القراءات‪:‬‬


‫من ا‪٤‬بمكن أف يقسم التأليف يف ىذا العلم إذل مرحلتْب‪:‬‬
‫ا‪٤‬برحلة األوذل ‪ :‬قبل ظهور أئمة القراءات العشرة الذين تلقت األمة قراءاهتم بالقبوؿ‬
‫والتسليم حيث شهد ىذا العلم نشؤاً مبكراً قبل شيوع التأليف فيو وانتشاره‪ ،‬وىذه‬
‫ا‪٤‬برحلة تبدأ من نسخ ا‪٤‬بصاحف العثمانية وضبطها إذل ظهور القراء العشرة‪ ،‬إذ‬
‫ديكن القوؿ بأف أوؿ ظهور لكتابة القراءات القرآنية بشكل ملحوظ كاف يف نفس‬
‫ا‪٤‬بصاحف العثمانية الٍب نسخها سيدنا عثماف رضي اهلل عنو على ما ثبت يف‬
‫العرضة األخّبة وضمنها إياىا وجردىا من النقط والشكل ليحتمل ذلك ما يثبت‬

‫(‪ )1‬منجد ا‪٤‬بقرئْب‪ ،29-28 :‬بتصرؼ‪ ،‬مكتبة القدسي‪.‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬نشأة القراءات‪.3 :‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪90‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫(‪)1‬‬
‫{وقَالُواْ اتَّ َخ َذ اللّوُ َولَ ًدا}‬
‫من القراءات ا‪٤‬بتواترة ا‪٤‬بتعددة‪ ،‬ومن ذلك قولو تعاذل َ‬
‫ىكذا يف مصحف الشاميْب من غّب واو‪ ،‬ويف بقية ا‪٤‬بصاحف بإثبات الواو‪ ،‬ومنها‬
‫ار‪ )2(‬ر‪٠‬بت يف مصحف ا‪٤‬بكيْب بزيادة من‬ ‫ٍ‬
‫قولو ‪َ  ‬جنَّات تَ ْج ِري تَ ْحتَـ َها األَنْـ َه ُ‬
‫لتناسب قراءهتم‪ ،‬وما تبع ذلك أيضاً من مرحلة النقط والشكل ‪٤‬با ‪٥‬با من األمهية يف‬
‫آد ُم ِمن َّربِّو َكل َمات‪‬‬
‫ِ ِ ٍ (‪)3‬‬
‫ضبط بعض القراءات و‪ٛ‬بيزىا كما يف قولو تعاذل ‪‬فَـتَـلَ َّقى َ‬
‫ات) والعكس‪ ،‬فا‪١‬بمهور على‬ ‫وقد اختلف القراء فيها بْب رفع آدـ ونصب ( َك ِلم ٍ‬
‫َ‬
‫األوؿ وابن كثّب على الثاين‪.‬‬
‫إذف فمهمة الضبط ىو منع وقوع التصحيف والتحريف يف القراءة‪ ،‬وإف كاف‬
‫األصل يف ذلك ىو الرواية‪ .‬وعلى ذلك فإنو ديكن اعتبار ىذه مرحلة من ا‪٤‬براحل‬
‫األوذل ا‪٤‬ببكرة يف تأليف علم القراءات وإف دل تكن يف كتاب مستقل كما ىو‬
‫مشهور(‪ )4‬؛ ألف التأليف ما ىو إال وصف للقراءة مضبوطة بالكتابة وىنا وصف‬
‫للقراءة أيضاً مضبوط بالنقل والشكل‪ ،‬ويف كبل ا‪٢‬بالتْب مصدرىا التلقي واألداء‬
‫مشافهة ؛ وذلك ألف يف القراءات أشياء ال ‪ٙ‬بكم إال بالسماع وا‪٤‬بشافهة‪ .‬ىذا‬
‫بالنسبة للمصاحف العثمانية‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪ :‬وىي الٍب استقل التأليف فيها بعيداً عن ا‪٤‬بصاحف العثمانية‪ ،‬وقد‬
‫ظهر ذلك مبكراً أيضاً‪ ،‬حيث اىتم بو األوائل ألف القرآف الكرمي وتبلوتو كاف‬
‫شغلهم الشاغل عن كل شيء‪.‬‬

‫(‪ )1‬سورة البقرة‪116 :‬‬


‫(‪ )2‬سورة التوبة‪100 :‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة‪37 :‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬القراءات نشأة وتاريخ‪ 42 :‬أ‪ .‬د‪/‬سامي ىبلؿ‪ ،‬مطبعة ا‪٢‬برمْب‪ ،‬سيجر‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪91‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫وقد ألف كثّب من القراء العشر ورواهتم يف ىذا اجملاؿ‪ ،‬منهم‪ :‬اإلماـ عبد اهلل بن‬
‫عامر اليحصيب صاحب كتاب (اختبلؼ مصاحف الشاـ وا‪٢‬بجاز والعراؽ) وكذا‬
‫أبو عمرو البصري‪ ،‬و‪ٞ‬بزة الزيات‪ ،‬والكسائي‪ ،‬ويعقوب‪ ،‬وخلف العاشر‪.‬‬
‫ومن الرواة‪ :‬أ‪ٞ‬بد بن ‪٧‬بمد البزي‪ ،‬وأبو عمرو حفص الدوري وغّبىم‪.‬‬
‫مث تتابع التأليف بعدىم‪ ،‬وقد تنوعت ىذه ا‪٤‬بؤلفات دوف اقتصار على عدد معْب‬
‫حٌب أوشك أف يدخل االضطراب يف القراءات فقاـ اإلماـ ابن ‪٦‬باىد باالقتصار‬
‫على قراءات األئمة السبعة و‪ٝ‬بعهم يف كتابو فحسر بذلك الكم ا‪٥‬بائل من القراءات‬
‫وميز بْب الصحيح منهم وغّبه‪.‬‬
‫إال أف فكرة التسبيع ىذه أحدثت لبساً عند بعض العواـ وىو أف ىناؾ ارتباط‬
‫وثيقاً بْب األحرؼ السبعة وىذه القراءات السبع ويف ذلك يقوؿ مكي‪" :‬ولقد فعل‬
‫مسبع ىؤالء ما ال ينبغي لو أف يفعلو واشكل على العامة حٌب جهلوا ما ال يسعهم‬
‫جهلو‪ ،‬وأوىم كل من قصر نظره أف ىذه ىي ا‪٤‬بذكورة يف ا‪٣‬برب النبوي ال غّب‪..‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫وليتو إذ اقتصر نقص عن السبعة أو زاد ليزيل ىذه الشبهة"‬
‫ودفعاً ‪٥‬بذه الشبهة ألف العلماء يف القراءات الثماف(‪ )2‬والعشر(‪ )3‬وغّبىا‪.‬‬
‫مث توالت حركة التأليف يف ىذا العلم ا‪٤‬ببارؾ حٌب بلغت ذروهتا يف القرنْب ا‪٣‬بامس‬
‫والسادس ا‪٥‬بجري‪ ،‬مث بدأت بعد ذلك يف اال‪٫‬بسار‪.‬‬
‫وقد اعتمد ابن ا‪١‬بزري على كثّب من ىذه الكتب يف تأليف النشر وأذكر بعضها‬
‫على سبيل ا‪٤‬بثاؿ ال ا‪٢‬بصر‪ ،‬منها‪:‬‬

‫(‪ )1‬منجد ا‪٤‬بقرئْب‪ 256:‬بتصرؼ‪ ،‬وينظر‪ :‬اإلبانة‪ٙ ،92 :‬بقيق د‪ /‬عبد الفتاح شليب‪ .‬ا‪٤‬بكتبة‬
‫الفيصلية‪.‬‬
‫(‪ )2‬منها‪ :‬التذكرة البن غلبوف‪.‬‬
‫(‪ )3‬منها‪ :‬الغاية البن مهراف‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪92‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫‪٦‬بموعة كتب الداين يف القراءات السبع‪ :‬التيسّب وا‪٤‬بفردات وجامع البياف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويف القراءات الثماف منها‪ :‬التذكرة والوجيز وتلخيص الطربي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وأما القراءات العشر فمنها‪ :‬ا‪٤‬بستنّب وا‪٤‬بصباح وغاية االختصار‪ ،‬وغّب‬ ‫‪‬‬
‫ذلك‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط(‪ )1‬القراءة الصحيحة‪.‬‬

‫مدخل‪:‬‬
‫بعد االنتهاء من تعريف القراءات ونشأهتا وا‪٤‬براحل الٍب مرت هبا نأيت إذل تعريف‬
‫الضوابط الٍب وضعها العلماء ‪٤‬بعرفة ما تثبت قرآنيتو و‪ٛ‬بيزه عن غّبه‪ ،‬وقد تقدـ يف‬
‫ا‪٤‬ببحث السابق أنو بعد تفرؽ القراء يف األمصار‪ ،‬وكثرت القراءات وتعددت‬
‫الروايات وشاعت األوجو وظهرت القراءات الشاذة مشر العلماء عن ساعد ا‪١‬بد‬
‫ووضعوا لذلك الروابط وا‪٤‬بعايّب الٍب ‪ٛ‬بيز القراءات الٍب ثبتت قرآنيتها واستقرت يف‬
‫العرضة األخّبة من غّبىا‪ .‬فاستقر األمر على ثبلثة أركاف أساسية ىي التواتر أو‬
‫صحة اإلسناد‪ ،‬موافقة العربية‪ ،‬موافقة الرسم العثماين على تفصيل يأيت بيانو‪:‬‬
‫‪ -1‬أما الركن األوؿ فهو ‪٧‬بل خبلؼ بْب العلماء وىذا ا‪٣‬ببلؼ يدور بْب‬

‫(‪ )1‬الضوابط‪ٝ :‬بع ضابط‪ ،‬والضابط يف اللغة يفيد ا‪٢‬بزـ والقوة والشدة‪ .‬يقاؿ‪ :‬ضبطو ضباً‪:‬‬
‫حفظو با‪٢‬بزـ‪ .‬ورجل ضابط‪ :‬قوي شديد‪ ،‬وانضبط‪ :‬صار مضبوطاً‪ .‬ينظر‪ :‬القاموس احمليط‪:‬‬
‫‪ .607‬أما عند العلماء‪ :‬فهو حكم كلي ينطبق على جزئياتو ٕبيث يدخل فيو ‪ٝ‬بيع أفراد‬
‫ا‪٤‬بضبوط ينظر‪ :‬معجم الكليات‪ 727 :‬أليب البقاء الكفوي‪ٙ ،‬بقيق د‪/‬عدناف درويش‪ .‬مؤسسة‬
‫الرسالة ا‪٤‬بعجم الوجيز‪٦ 376 :‬بمع اللغة العربية‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪93‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫اشَباط التواتر وعليو ‪ٝ‬بهور العلماء قددياً وحديثاً‪ ،‬أو االكتفاء بصحة السند مع‬
‫الشهرة واالستفاضة‪.‬‬
‫أف تكوف القراءة موافقة لرسم أحد ا‪٤‬بصاحف العثمانية ‪ٙ‬بقيقاً أو تقديراً‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫أف تكوف موافقة لوجو من وجوه العربية‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ننتقل بعد ذلك إلى بيان ىذه األركان مفصلة‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫الركن األول‪ :‬التواتر‬
‫وىذا ىو الركن األصيل لقبوؿ القراءة‪ ،‬ألنو إذا ثبت التواتر صار الركنْب اآلخرين‬
‫الزمْب لو ألف القراءة إذا تواترت‪ ،‬فإهنا تكوف موافقة للرسم و‪٥‬با وجو يف العربية‬
‫صحيح‪ ،‬إال أف العلماء اختلفوا يف ىذا األمر بْب التواتر أو االكتفاء بصحة اإلسناد‬
‫مع الشهرة واالستفاضة‪.‬‬
‫ونعرض بإجياز ‪٥‬بذا الركن‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ذىب ا‪١‬بمهور إذل اشَباط التواتر ودل يكتف بصحة اإلسناد‪ ،‬وذىب البعض‬
‫إذل عدـ اشَباط التواتر بل اكتفى بصحة السند وىو ما ذىب إليو مكي(‪ )1‬بن أيب‬

‫(‪ )1‬التواتر‪ :‬لغة‪ :‬ىو تتابع الشيء وتراً وفرادى‪ ،‬يقاؿ‪ :‬تواترت األشياء تتابعت وجاءت بعضها‬
‫إثر بعض‪ .‬ينظر‪ :‬معجم مفردات ألفاظ القرآف‪ ،582 :‬ا‪٤‬بعجم الوجيز‪.659 :‬‬
‫أما يف االصطبلح‪ :‬فهو ما رواه ‪ٝ‬باعة عن ‪ٝ‬باعة ديتنع تواطؤىم على الكذب من أوؿ البداءة‬
‫إذل ا‪٤‬بنتهى من غّب تعيْب عدد على الصحيح‪ .‬أ‪.‬ىػ‪ ،.‬ينظر‪ :‬تدريب الراوي بشرح تقريب‬
‫النواوي للسيوطي ‪ٙ ،392-391/2‬بقيق‪ :‬عماد زكي البارودي‪ .‬ا‪٤‬بكتبة التوفيقية‪ ،‬مقدمة يف‬
‫أصوؿ ا‪٢‬بديث تأليف عبد ا‪٢‬بق سيف الدين بن سعد عبد اهلل البخاري‪ٙ ،‬بقيق د‪/‬سليماف‬
‫حسن النبوي ‪ ،75/1‬ط‪ .‬دار البشائر اإلسبلمية‪ .‬بّبوت‪ .‬لبناف‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪94‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫طالب وغّبه(‪ ،)2‬ونص عليو ابن ا‪١‬بزري يف النشر فقاؿ‪" :‬كل قراءة وافقت العربية‬
‫ولو بوجو‪ ،‬ووافقت أحد ا‪٤‬بصاحف العثمانية ولو احتماالً‪ ،‬وصح سندىا فهي‬
‫القراءة الصحيحة الٍب ال جيوز ردىا‪ ،‬وال حيل إنكارىا‪ ،‬بل ىي من األحرؼ السبعة‬
‫الٍب نزؿ هبا القرآف‪ ،‬ووجب على الناس قبو‪٥‬با‪ ،‬سواء كانت عن األئمة السبعة أـ‬
‫العشرة‪ ،‬أـ عن غّبىم من األئمة ا‪٤‬بقبولْب ومٌب اختل ركن من ىذه األركاف الثبلثة‬
‫أطلق عليها ضعيفة‪ ،‬أو شاذة‪ ،‬أو باطلة سواء كانت عن السبعة أـ عمن ىو أكرب‬
‫منهم‪ ،‬ىذا ىو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف وا‪٣‬بلف"‪ .‬فهو جينح بذلك‬
‫إذل االكتفاء بصحة السند‪ ،‬وقد ذكر ذلك يف طيبتو حيث قاؿ‪:‬‬
‫وكاف للرسم احتماالً حيوي‬ ‫"فكل ما وافق وجو ‪٫‬بو‬
‫فه ػػذه الث ػػبلثػػة األركػػاف‬ ‫وصح إسناداً ىو القرآف‬
‫(‪)3‬‬
‫شذوذه لو أنو يف السبعة"‬ ‫وحيثما خيتل ركن أثبت‬
‫وقد تعقب اإلماـ النويري(‪ )4‬شيخو ابن ا‪١‬بزري يف شرح طيبتو عند قولو‪" :‬وصح‬
‫إسناداً" جاء فيو‪" :‬وقولو (وصح إسناداً) ظاىره أف القرآف يكتفي بثبوتو مع‬
‫الشرطْب ا‪٤‬بتقدمْب بصحة السند فقط‪ ،‬وال حيتاج إذل تواتر‪ ،‬وىذا قوؿ حادث‬

‫(‪ )1‬أبو محمد مكي بن أبي طالب بن حيوس بن محمد القيسي القيرواني ت‪.437 :‬‬
‫ينظر‪ :‬غاية النهاية‪.409/2 :‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬اإلبانة عن معاين القراءات ص‪٤ ،60 :‬بكي بن أيب طالب‪ٙ ،‬بقيق د‪ /‬عبد الفتاح‬
‫إ‪٠‬باعيل شليب‪ .‬ا‪٤‬بكتبة الفيصلية‪.‬‬
‫(‪ (3‬ينظر‪ :‬طيبة النشر البن ا‪١‬بزري صػ ‪ٙ ،3‬بقيق الشيخ الصباغ‪ ،‬مطبعة ا‪٢‬بليب‪.‬‬
‫(‪ )4‬محمد بن محمد بن علي بن محمد بن إبراىيم النويري‪ .‬قرأ على ابن ا‪١‬بزري وشرح‬
‫طيبتو‪ ،‬توىف سنة ‪ 857‬ىػ‪ .‬شذرات الذىب يف أخبار من ذىب ‪ ،292/7‬البن عماد ا‪٢‬بنبلي‪،‬‬
‫طبعة‪ :‬دار الكتب العلمية‪ .‬بّبوت‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪95‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫‪٨‬بالف إل‪ٝ‬باع الفقهاء واحملدثْب وغّبىم‪ ،‬ولقد ضل بسبب ىذا القوؿ قوـ فصاروا‬
‫يقرأوف أحرفاً ال يصح ‪٥‬با سند أصبلً‪ ،‬ويقولوف التواتر ليس بشرط"(‪.)1‬‬
‫والقرآف عند ا‪١‬بمهور من مذاىب األئمة األربعة وغّبىم(‪ )2‬ىو ما نقل بْب دفٍب‬
‫ا‪٤‬بصحف نقبلً متواتراً‪ ،‬وكل من قاؿ هبذا ا‪٢‬بد اشَبط التواتر‪ ،‬فبل يتصور ماىية‬
‫القرآف إال بو‪ .‬وأ‪ٝ‬بع القراء على ذلك يف أوؿ الزماف وآخره‪ ،‬ودل خيالف من‬
‫ا‪٤‬بتأخرين إال أبو ‪٧‬بمد مكي ومن تبعو من ا‪٤‬بتأخرين(‪ .)3‬فهذا يدؿ على ما ذىبت‬
‫إليو من أف ا‪١‬بمهور على القطع بتواتر القرآف الكرمي‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬االكتفاء بصحة السند مع الشهرة واالستفاضة‪" :‬وىو ظاىر قوؿ مكي وتبعو‬

‫(‪ )1‬شرح الطيبة ‪.119/1‬‬


‫(‪ ) 2‬ذىب إذل ىذا الرأي اإلماـ الغزارل وصدر الشريعة‪ ،‬وابن عطية‪ ،‬وابن تيمية‪ ،‬والزركشي‬
‫وغّبىم‪ .‬ينظر‪ :‬ا‪٤‬بستصفى للغزارل ‪ .81/1‬الطبعة األوذل‪ ،‬بّبوت‪ٙ ،‬بقيق‪٧ :‬بمد عبد السبلـ‬
‫عبد الشايف‪ .‬دار الكتب العلمية‪ .‬بّبت‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬لعل اإلماـ النويري يقصد بذلك ما ذكره اإلماـ مكي من أف القراءة الصحيحة ما صح‬
‫سندىا للنيب صلى اهلل عليو وسلم وصاغ وجهها يف العربية ووافقت خط ا‪٤‬بصحف‪ .‬اإلبانة‪:‬‬
‫‪ ،103‬ظاىر ىذا الكبلـ يدؿ على االكتفاء بصحة السند إال أنو عند التدقيق تبْب انو يرى‬
‫التواتر‪ ،‬وقد فسر ذلك عندما قسم القراءات إذل ثبلثة أقساـ فقاؿ‪" :‬قسم يقرأ بو اليوـ وذلك‬
‫ما اجتمع فيو ثبلثة خبلؿ‪ ،‬وىي‪ :‬أف ينقل عن الثقات عن النيب صلى اهلل عليو وسلم "‪ .‬وقاؿ‬
‫يف القسم الثاين‪" :‬ما صح نقلو عن اآلحاد"‪ .‬وقاؿ عن القسم الثالث‪" :‬ىو ما نقلو الثقة أو‬
‫غّب ثقة وال وجو لو يف العربية فهذا ال يقبل وإف وافق خط ا‪٤‬بصحف"‪ .‬ينظر‪ :‬اإلبانة‪-57 :‬‬
‫‪ ،59‬بتصرؼ‪ .‬النشر‪ 14-13/1 :‬فا‪٤‬بتأمل يف كبلـ اإلماـ مكي يفهم منو أنو يشَبط التواتر‬
‫وذلك واضح جلي يف قولو عن القسم األوؿ‪" :‬أف ينقل عن الثقات" با‪١‬بمع فهي تدؿ داللة‬
‫واضحة على اشَباطو التواتر كما أف تعريفو للقسم الثاين بأنو ما نقل عن اآلحاد يدؿ ايضاً‬
‫على أف ا‪٤‬براد بالقسم األوؿ ىو ا‪٤‬بتواتر واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪96‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫ابن ا‪١‬بزري وصرح بو يف نشره وخالف بذلك ا‪١‬بمهور وقد تعقبو اإلماـ النويري‬
‫وغّبه كما تقدـ‪ .‬ىذا وال يضر عدـ اشَباط ابن ا‪١‬بزري للتواتر ؛ الشَباطو عند‬
‫ا‪١‬بمهور‪ .‬و‪٩‬بن اشَبط التواتر أيضاً ودل يكتف بصحة اإلسناد الصفاقسي(‪ )1‬حيث‬
‫قاؿ‪" :‬مذىب األصوليْب وفقهاء ا‪٤‬بذاىب األربعة واحملدثْب والقراء‪ :‬أف التواتر شرط‬
‫يف صحة القراءة والقوؿ بصحة السند ‪٧‬بدث ال يعوؿ عليو‪ ،‬ويؤدي إذل تسوية‬
‫القرآف بغّب القرآف"(‪ )2‬أ‪.‬ىػ‪.‬‬
‫فنراه يقصد ما ذىب إليو ا‪١‬بمهور‪ ،‬وال يكتفي بصحة السند‪ ،‬والدليل على أف‬
‫صحة السند ال تكفي أيضاً لقبوؿ القراءة ىو أف ىناؾ يف كتب الصحاح قراءات‬
‫(‪.)3‬‬
‫صحيحة السند لكنها غّب مقروء هبا عند القراء العشرة ألهنا فقدت التواتر‬
‫وقد أجاد الدكتور‪ /‬سامي ىبلؿ يف مناقشة ىذا الركن باألدلة النقلية والعقلية‬
‫وانتهى إذل ما ذىب إليو ا‪١‬بمهور على أف القرآف الكرمي ال يثبت إال بطريق التواتر‪،‬‬
‫وال يكتفى بثبوتو بصحة السند‪ ،‬وأف القوؿ باالكتفاء بالسند الصحيح غّب ا‪٤‬بتواتر‬
‫قوؿ حادث ‪٨‬بالف إل‪ٝ‬باع األصوليْب والفقهاء واحملدثْب وعلماء القراءات سلفهم‬

‫(‪ )1‬علي ابن ‪٧‬بمد النوري الصفاقسي‪ .‬ولد بصفاقس ‪ 1053‬ىػ‪ .‬قرأ على الشيخ عاشور‬
‫القسطيِب وغّبه‪ ،‬تويف سنة ‪ 1117‬ىػ‪ ،‬إمتاع الفضبلء بَباجم القراء‪ 241/2 :‬إلياس الربماوي‬
‫دار الندوة العا‪٤‬بية‪.‬‬
‫(‪ )2‬غيث النفع للصفاقسي‪ 6 :‬بتصرؼ‪ ،‬ط‪ .‬دار الكتب العلمية بّبوت‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬ومن ذلك ما رواه مسلم يف صحيحو عن علقمة قاؿ‪ :‬قدمت الشاـ فاتانا أبو الدرداء‬
‫فقاؿ‪ :‬أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد اهلل فقلت‪ :‬نعم‪ .‬قاؿ‪ :‬فكيف ‪٠‬بعت عبد اهلل يقرأ ىذه‬
‫اآلية‪( :‬والليل إذا يغشى)‪ ،‬قلت‪٠ :‬بعتو يقرا‪( :‬والليل إذا يغشى والذكر واألنثى) قاؿ‪ :‬أنو واهلل‬
‫‪٠‬بعت رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم يقرأىا"‪ .‬صحيح مسلم جػ ‪ .108/1‬باب ما يتعلق‬
‫بالقراءات فهي قراءة صحيحة اإلسناد وموافقة للعربية لكنها غّب متواترة ؛ ألهنا ‪٨‬بالفة لرسم‬
‫ا‪٤‬بصحف‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪97‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫(‪)1‬‬
‫وخلفهم وأف ذلك منحصر يف القراءات العشر الٍب نقرؤىا"‬
‫الركن الثاين‪ :‬موافقة رسم ا‪٤‬بصاحف العثمانية ولو احتماالً‪ .‬ا‪٤‬براد هبذا الركن ىو أف‬
‫تكوف القراءة ثابتو يف أحد ا‪٤‬بصاحف العثمانية(‪ )2‬الٍب نسخها سيدنا عثماف رضي‬
‫اهلل عنو على ما ثبت يف العرضة األخّبة وأرسل منها عدداً إذل األمصار اإلسبلمية‪.‬‬
‫وىذه الموافقة تنقسم قسمين‪:‬‬
‫األوؿ‪ٙ :‬بقيقيو‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬تقديريو (وىي الٍب حيتملها رسم ا‪٤‬بصحف)‪.‬‬
‫وإليك بياف كل قسم منهما‪:‬‬
‫األول‪ :‬الموافقة التحقيقية‪ :‬وىي ا‪٤‬بوافقة الصرحية لرسم ا‪٤‬بصحف‪ ،‬ومن ذلك قولو‬
‫عز وجل‪( :‬مالك يوم الدين){الفا‪ٙ‬بة‪ ،}4 :‬اتفقت ا‪٤‬بصاحف على كتابتها بدوف‬
‫(‪.)3‬‬
‫الف فقراءهتا با‪٢‬بذؼ موافقة لرسم ا‪٤‬بصحف ‪ٙ‬بقيقاً‬
‫وكذا قولو عز وجل‪( :‬وما يخدعون إال أنفسهم وما يشعرون){البقرة‪ ،}9 :‬بدوف‬
‫ألف يف ‪ٝ‬بيع ا‪٤‬بصاحف‪ ،‬واختلف القراء فيها فبعضهم بإثبات األلف بعضهم‬
‫ا‪٢‬بذؼ والقراءتاف متواترتاف(‪)4‬إال أف ا‪٢‬بذؼ ىنا ىو ا‪٤‬بوافق لرسم ا‪٤‬بصحف صراحة‪.‬‬

‫(‪ )1‬لبياف ذلك مفصبلً ينظر‪ :‬القراءات الشاذة دراسة لنشأهتا ومعايّبىا ص‪.36-24 :‬‬
‫(‪ ) 2‬ومن ذلك ما ثبت يف ا‪٤‬بصحف ا‪٤‬بكي بزيادة (من) يف قولو تعاذل (٘بري من ‪ٙ‬بتها األهنار)‬
‫]التوبة‪ ،[100 :‬وهبا قرأ ابن كثّب ومنها قولو تعاذل‪( :‬وقالوا ا‪ٚ‬بذ اهلل ولداً) ]البقرة‪[116 :‬‬
‫ر‪٠‬بت يف ا‪٤‬بصحف الشامي بغّب واو‪ ،‬وهبا قرأ ابن عامر‪ ،‬وغّب ذلك‪.‬‬
‫(‪ ) 3‬واختلف القراء فيها فقرأىا عاصم والكسائي ويعقوب وخلف بإثبات األلف والباقوف‬
‫با‪٢‬بذؼ‪ .‬ينظر‪ :‬النشر ‪.271/1‬‬
‫(‪ )4‬قرأ ا‪٤‬بدنياف وابن كثّب وابن عامر و‪ٞ‬بزة بإثبات األلف‪ ،‬والباقوف با‪٢‬بذؼ‪ ،‬النشر‪:‬‬
‫‪.207-206/2‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪98‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫ثانياً‪ :‬الموافقة االحتمالية‪ :‬وىي الٍب حيتملها رسم ا‪٤‬بصحف تقديراً كقراءة‬
‫(مالك) و(يخدعون) بإثبات األلف فيهما‪ .‬ىذا وقد تأيت بعض ا‪٤‬بخالفات‬
‫الصرحية لرسم ا‪٤‬بصحف لكنها يسّبة ومغتفرة ألف الرواية عضدت ىذه ا‪٤‬بخالفات‪.‬‬
‫ومن ذلك كلمتا (الصراط) (صراط) كتبتا بالصاد ا‪٤‬ببدلة من السْب وعدلوا عن‬
‫كتابتها بالسْب الٍب ىي األصل‪ ،‬لكوف قراءة السْب وإف خالفت الرسم من وجو‬
‫أتت على األصل من وجو آخر‪ ،‬ولتحتمل الصاد قراءة اإلمشاـ ٖببلؼ السْب فإهنا‬
‫ال ‪ٙ‬بتملها‪ ،‬وقد نص ابن ا‪١‬بزري على ذلك فقاؿ‪" :‬على أف ‪٨‬بالف صريح الرسم‬
‫يف حرؼ مدغم أو مبدؿ أو ثابت أو ‪٧‬بذوؼ أو ‪٫‬بو ذلك ال يعد ‪٨‬بالفاً إذا ثبتت‬
‫القراءة بو وردت مشهورة مستفاضة‪ ،‬أال ترى أهنم دل يعدوا إثبات ياءات الزوائد‬
‫وحذؼ ياء (تسألني) يف الكهف‪ ،‬وقراءة (وأكون من الصالحين) يف (ا‪٤‬بنافقوف)‬
‫بالواو أليب عمرو‪ ،‬والظاء من (بظنين) يف (االنشقاؽ) للكسائي وغّبه‪ ،‬و‪٫‬بو ذلك‬
‫من ‪٨‬بالفة الرسم ا‪٤‬بردود فإف ا‪٣‬ببلؼ يف ذلك يغتفر إذ ىو قريب يرجع إذل معُب‬
‫واحد و‪ٛ‬بشية مع صحة القراءة وشهرهتا وتلقيها بالقبوؿ‪ ،‬وذلك ٖببلؼ زيادة كلمة‬
‫ونقصاهنا وتقدديها وتأخّبىا حٌب ولو كانت حرفاً واحداً من حروؼ ا‪٤‬بعاين فإف‬
‫حكمو حكم الكلمة ال يسوغ ‪٨‬بالفة الرسم فيو‪ ،‬وىذا ىو ا‪٢‬بد الفاصل يف اتباع‬
‫الرسم و‪٨‬بالفتو"(‪ )1‬أ‪.‬ىػ‪ .‬ومن خبلؿ ذلك يتبْب أف ىناؾ بعض ا‪٤‬بخالفات اليسّبة‬
‫ولكنها ال تعد ‪٨‬بالفة غّب مقروء هبا‪ ،‬ألف الرواية جاءت معضدة ‪٥‬با‪.‬‬

‫الركن الثالث‪ :‬موافقة العربية‪ :‬كما اشَبط العلماء لصحة القراءة أف تكوف موافقة‬
‫لرسم أحد ا‪٤‬بصاحف العثمانية كما سبق واشَبطوا أيضاً أف تكوف موافقة لوجو من‬
‫وجوه العربية سواء كاف ىذا الوجو فصيحاً أـ أفصح‪٦ ،‬بمعاً عليو أو ‪٨‬بتلف فيو ما‬

‫(‪ )1‬النشر‪ 13-12 :‬بتصرؼ يسّب‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪99‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬
‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫دامت قد ثبتت قرآنيتو‪ .‬ومن ذلك قراءة ‪ٞ‬بزة ٖبفض (واألرحاـ) من قولو عز‬
‫وجل‪( :‬واتقوا اهلل الذي تساءلون بو واألرحام) {النساء‪،}1 :‬عطفاً على‬
‫الضمّب اجملرور يف (بو) على مذىب الكوفيْب(‪ .)1‬وبذلك تأيت إذل هناية الضوابط‬
‫الٍب وضعها العلماء للقراءة الصحيحة ا‪٤‬بقبولة وىذه الضوابط متوافرة يف القراءات‬
‫العشرة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬فوائد تعدد القراءات‬


‫كل عمل شرعي مقَبف ٕبكمة إ‪٥‬بية‪ :‬ظهرت لنا أـ دل تظهر‪ ،‬ولتعدد القراءات‬
‫حكم وفوائد كثّبة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬التيسّب والتخفيف والتسهيل علي األمة اإلسبلمية كلها خصوصا األمة العربية‬
‫الٍب شوفهت بالقرآف فإهنا كانت قبائل كثّبة‪ ،‬وكاف بينها اختبلؼ يف اللهجات‬
‫ونربات األصوات‪ ،‬وطريقة األداء‪ ،‬وشهرة بعض األلفاظ يف بعض ا‪٤‬بدلوالت ا‪٣‬باصة‬
‫هبا‪ ،‬فلو أهنا ‪ٞ‬بلت ‪ٝ‬بيعا على حرؼ أو قراءة واحدة – يف بادي األمر – لصعب‬
‫عليهم االمتثاؿ‪ ،‬فكاف من آثار ر‪ٞ‬بة اهلل عز وجل أف أنزؿ القرآف الكرمي علي‬
‫حروؼ كثّبة‪ ،‬وقراءات متعددة حٌب يسهل علي كل واحد منهم تبلوة القرآف‬
‫الكرمي با‪٢‬برؼ والقراءة الٍب تناسب نشأتو اللغوية‪...‬‬
‫‪٪‬بد ىذا ماثبل يف حديث أيب بن كعب رضي اهلل عنو قاؿ‪" :‬كنت يف ا‪٤‬بسجد‬
‫فدخل الرجل يصلي فقرأ قراءة أنكرهتا عليو‪ ،‬مث دخل رجل آخر فقرأ قراءة سوي‬
‫قراءة صاحبو‪ ،‬فأمرمها رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم دل فقرأ‪ ،‬فحسن النيب صلى‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬البحر احمليط‪ 499-496/3 :‬أليب حياف االندلسي ط‪ .‬دار الفكر وكذا دفع‬
‫ا‪٤‬بطاعن عن قراءة ‪ٞ‬بزة أ‪.‬د‪ /‬ساىي ىبلؿ ص‪.64-58 :‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪100‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫اهلل عليو وسلم شأهنما‪ ،‬فسقط يف نفسي من التكذيب وال إذ كنت يف ا‪١‬باىلية‪،‬‬
‫فلما رأي رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم ما قد غشيِب‪ ،‬ضرب يف صدري ففضت‬
‫عرقا‪ ،‬وكأمنا أنظر إرل اهلل عز وجل فرقا‪ ،‬فقاؿ رل يا أيب‪ :‬أرسل إرل أف أقرئ القرآف‬
‫علي حرؼ فرددت إليو أف أىوف علي أمٍب‪ ،‬فرد إرل الثانية أف أقرأه علي حرفْب‪،‬‬
‫فرددت إليو أف ىوف علي أمٍب‪ ،‬فرد إرل الثالثة‪ :‬اقرأ علي سبعة أحرؼ فلك بكل‬
‫ردة رددهتا مسألة تسألينها‪ ،‬فقلت اللهم اغفر ألمٍب‪ ،‬اللهم اغفر ألمٍب‪ ،‬وأخرت‬
‫(‪)2( )1‬‬
‫الثالثة ليوـ يرغب إرل ا‪٣‬بلق حٌب إبراىيم عليو السبلـ "‬
‫‪ -2‬إظهار هناية الببلغة وكماؿ اإلعجاز‪ ،‬وغاية االختصار و‪ٝ‬باؿ اإلجياز؛ إذ كل‬
‫قراءة ٗبنزلة اآلية ‪ ،‬إذ كاف تنوع اللفظ بكلمة تقوـ مقاـ آيات ولو جعلت داللة كل‬
‫لفظ آية علي حدهتا دل خيف ما كاف يف ذلك من التطويل ويف ىذا تأكيد إلعجازه‬
‫يف فصاحتو وببلغتو(‪ .)3‬قاؿ الشيخ ‪٧‬بمد عبد العظيم الزرقاين (ت ‪ 1367‬ىػ)‪:‬‬
‫"إف تنوع القراءات يقوـ مقاـ تعدد اآليات وذلك ضرب من ضروب الببلغة‪،‬‬
‫يبتدئ من ‪ٝ‬باؿ ىذا اإلجياز وينتهي إرل كماؿ اإلعجاز(‪.)4‬‬
‫‪ –3‬بياف حكم من األحكاـ اجملمع عليها‪ ،‬وذلك كقراءة سعد بن أيب وقاص‬
‫رضي اهلل عنو يف قولو عز وجل‪(:‬وإن كان رجل يورث كاللة أو امرأة ولو أخ أو‬
‫اخت فلكل واحد منهما السدس) [النساء‪.]12:‬‬

‫(‪ )1‬أخرجو مسلم يف صحيحو‪ :‬كتاب صبلة ا‪٤‬بسافرين وقصرىا‪ :‬باب صبلة ا‪٤‬بسافرين وقصرىا‪:‬‬
‫باب بياف أف القرآف على سبعة أحرؼ وبياف معناه‪ 562-561/1 :‬رقم ‪،274-273‬‬
‫وأخرجو الطربي ج‪ 1‬ص‪.12‬‬
‫(‪ )2‬يراجع النشر ج‪ 1‬ص‪ 52‬ومناىل العرفاف ج‪ 1‬ص‪.145‬‬
‫(‪ )3‬النشر ج‪ 1‬ص‪.52‬‬
‫(‪ )4‬مناىل العرفاف ج‪ 1‬ص‪.149‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪101‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫قرأ سعد‪" :‬ولو أخ أو أخت من أـ"(‪ )1‬بزيادة لفظ "من أـ" فتبْب هبا أف ا‪٤‬براد‬
‫باألخوة يف ىذا ا‪٢‬بكم األخوة لؤلـ دوف األشقاء ومن كانوا ألب وىذا أمر ‪٦‬بمع‬
‫عليو(‪.)2‬‬
‫‪ – 4‬الَبجيح ‪٢‬بكم اختلف فيو كما يف قولو عز وجل‪( :‬فكفارتو إطعام عشرة‬
‫مساكين من أوسط ما تطعمون أىليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة)‬
‫[ا‪٤‬بائدة‪ .]89:‬جاء يف قراءة‪" :‬أو ‪ٙ‬برير رقبة مؤمنة" بزيادة لفظ‪" :‬مؤمنة" فكاف‬
‫فيها ترجيح الشَباط اإلدياف يف الرقبة الٍب طلب ‪ٙ‬بريرىا‪ ،‬وىذا يؤيد مذىب من‬
‫ذىب إرل ذلك من أىل العلم(‪.)3‬‬
‫‪ –5‬ا‪١‬بمع بْب حكمْب ‪٨‬بتلفْب ٗبجموع القراءتْب‪ ،‬وذلك كقولو تعارل‪( :‬فاعتزلوا‬
‫النساء في المحيض وال تقربوىن حتى يطهرن) {البقرة‪ ،}222:‬قرئ بالتخفيف‬
‫والتشديد يف حرؼ الطاء من كلمة "يَطْه ْر َف" وصيغة التشديد تفيد وجوب ا‪٤‬ببالغة‬
‫يف طهر النساء من ا‪٢‬بيض ؛ ألف زيادة ا‪٤‬ببِب تدؿ علي زيادة ا‪٤‬بعِب‪ ،‬أما قراءة‬
‫التخفيف فبل تفيد ىذه ا‪٤‬ببالغة‪ ،‬فتحقق حكماف من القراءتْب‪ :‬أحدمها‪ :‬أف‬

‫(‪ )1‬أخرج ىذه القراءة عن سعد سعيد بن منصور‪ ،‬وعبد بن ‪ٞ‬بيد والدرامي يف سننو ‪،366/2‬‬
‫وابن جرير الطربي يف تفسّبه ‪ ،194:4‬وابن ا‪٤‬بنذر وابن أيب حامت يف تفسّبه ‪،888/3‬‬
‫والبيهقي يف سننو ‪ 231 ،226/6‬والبحر احمليط ج‪ 3‬ص‪.190‬‬
‫(‪ )2‬نقل اإل‪ٝ‬باع على ذلك ابن ا‪٤‬بنذر وغّبه‪ ،‬قاؿ ابن ا‪٤‬بنذر (ت ‪ 318‬ىػ)‪" :‬وأ‪ٝ‬بعوا أف مراد‬
‫اهلل عز وجل يف اآلية الٍب يف أوؿ سورة النساء األخوة من األـ‪ ،‬وبالٍب يف آخرىا األخوة من‬
‫االب واالـ" كتاب اإل‪ٝ‬باع ص‪.82‬‬
‫(‪ (3‬النشر ج‪ 1‬ص‪.29‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪102‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫ا‪٢‬بائض ال يقرهبا زوجها حٌب حيصل أصل الطهر‪ ،‬وذلك بانقطاع ا‪٢‬بيض‪ ،‬علي‬
‫قراءة التخفيف‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬أهنا ال يقرهبا زوجها حٌب ينقطع الدـ‪ ،‬وتزيد عليو التطهر‪ ،‬وذلك يتحقق‬
‫بالغسل الكامل‪ ،‬وىذا ما أفادتو قراءة التضعيف‪ .‬فجمعت ىاتاف القراءتاف بْب‬
‫حكمْب‪ ،‬وال بد منهما يف جواز قرباف ا‪٢‬بائض‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪ –6‬الداللة علي حكمْب شرعيْب‪ ،‬وذلك يف حالْب ‪٨‬بتلفْب‪ :‬مثاؿ ذلك قولو‬
‫تعارل‪( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصالة فاغسلوا وجوىكم وأيدكم إلى‬
‫المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) {ا‪٤‬بائدة‪ .}6:‬فقد قرئ‬
‫(‪)1‬‬
‫ؤبرىا‪ ،‬فالنصب يفيد‪ :‬وجوب غسلها‪ ،‬وعطفها‬ ‫بنصب كلمة " َوأ َْر ُجلَ ُك ْم"‬
‫وىك ْم" ا‪٤‬بنصوبة وىي من األعضاء ا‪٤‬بغسولة وا‪١‬بر يفيد طلب‬
‫حينئذ علي كلمة "وج َ‬
‫مسحها وىي معطوفة حينئذ علي كلمة "بِرؤ ِ‬
‫وسك ْم" اجملرورة‪ ،‬والرؤوس ‪ٛ‬بسح وقد‬
‫علمنا الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم أف ا‪٤‬بسح رخصة – بشروطها – ‪٤‬بن لبس‬
‫ا‪٣‬بف‪ ،‬وأف الغسل جيب علي من دل يلبس ا‪٣‬بف‪.‬‬
‫‪ – 7‬دفع توىم أمر غّب مراد كما يف قولو عز وجل‪( :‬يا أيها الذين آمنوا إذا‬
‫نودي للصالة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر اهلل وذروا البيع){ا‪١‬بمعة‪،}9:‬‬
‫إذ قرئ‪" :‬فامضوا إرل ذكر اهلل"(‪ )2‬فقراءة "فاسعوا" توىم أف ا‪٤‬براد السرعة يف ا‪٤‬بشي‬

‫(‪ )1‬قرأ ابن كثّب ‪ٞ‬بزة وأبو عمرو وعاصم يف رواية عنو‪" :‬وأرجلكم" خفضاً‪ ،‬وقرأ نافع وابن‬
‫عامر والكسائي وعاصم يف رواية عنو "وأرجلكم" نصباً‪ .‬السبعة البن ‪٦‬باىد ص‪ ،242‬والتيسّب‬
‫للداين ص‪.98‬‬
‫(‪ )2‬قرأ بذلك عمر بن ا‪٣‬بطاب وابن مسعود وعبد اهلل بن الزبّب وأيب بن كعب‪ .‬ينظر موطأ‬
‫مالك‪ :‬كتاب ا‪١‬بمعة‪ :‬باب ما جاء يف السعي يوـ ا‪١‬بمعة ‪ ،109/1‬واألـ للشافعي ج‪1‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪103‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫إرل صبلة ا‪١‬بمعة‪ ،‬وىذا خيالف ما جاء يف ا‪٢‬بديث عن رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو‬
‫وسلم‪" :‬إذا ثوب بالصبلة فبل يسع أحدكم ولكن ليمشى وعليو بالسكينة‬
‫والوقار"(‪ .)1‬فجاءت القراءة األخرى "فامضوا" ودفعت توىم ما ليس مرادا وأزالت‬
‫اإلشكاؿ؛ ألف ا‪٤‬بضي ليس من مدلولو السرعة‪.‬‬
‫‪ –8‬بياف اجململ والغريب كما يف قولو تعارل‪( :‬حافظوا على الصالة والصالة‬
‫الوسطى) {البقرة‪ ،}238:‬حيث جاءت قراءة‪" :‬الصبلة الوسطي وصبلة‬
‫العصر"(‪ )2‬فبينت ا‪٤‬بقصود‪.‬‬
‫وكقولو جل شأنو‪( :‬وتكون الجبال كالعهن) [القارعة‪ ،]5:‬فقد قرئ "كالصوؼ‬
‫ا‪٤‬بنفوش"(‪ )3‬فاتضح من خبلؿ قراءة الثانية أف العهن ىو الصوؼ‪.‬‬

‫ص‪ ،196‬ومصنف عبد الرازؽ ج‪ 3‬ص‪ ،207‬والبيهقي يف السنن الكربى ج‪ 3‬ص‪،227‬‬


‫والدر ا‪٤‬بنثور ج‪ 8‬ص ‪.161‬‬
‫(‪ )1‬حديث صحيح عن أيب ىريرة أخرجو مسلم يف صحيحو‪ :‬كتاب ا‪٤‬بساجد ومواضع الصبلة‬
‫باب‪ :‬استحباب إتياف الصبلة بوقار وسكينة ‪ 421/1‬حديث رقم (‪ )602‬وأ‪ٞ‬بد يف مسنده‬
‫‪.529 ،460/2‬‬
‫(‪ ) 2‬قرأ بذلك عائشة وحفصة وأـ سلمة وابن عباس وابن كعب‪ ،‬بنظر يف ذلك ا‪٤‬بوطأ كتاب‬
‫صبلة ا‪١‬بماعة باب الصبلة الوسطى ج‪1‬ص‪ ،132‬ومنصف عبد الرازؽ ج‪ 1‬ص‪،578‬‬
‫ومسند أ‪ٞ‬بد ج‪ 6‬ص‪ ،178‬ومسلم يف كتاب ا‪٤‬بساجد ومواضع الصبلة باب الدليل من قاؿ‬
‫الصبلة الوسطى ىي صبلة العصر ‪ ،438-437/1‬حديث رقم (‪ )629‬وسنن الَبمذي ج‪3‬‬
‫ص‪ ،28‬وا‪٤‬بصاحف البن داود ص‪ 95-94‬ط دار الكتب العلمية والدر ا‪٤‬بنثور ج‪1‬‬
‫ص‪.722‬‬
‫(‪ )3‬اسندىا أبو عبيد بسند صحيح عن سعيد بن جبّب يف فضائل القرآف ص‪ ،188‬ط دار‬
‫الكتب العلمية‪ ،‬وينظر النشر ج‪ 1‬ص‪ ،29‬وغاية النهاية ج‪ 2‬ص‪.55‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪104‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫‪٘ –9‬بلية عقيدة ضل بسببها بعض ا‪٤‬بكلفْب‪ ،‬فقولو تعارل‪( :‬وإذا رأيت ثم رأيت‬
‫نعيما وملكاً كبيرا) {اإلنساف‪ .}20:‬قرئت بضم ا‪٤‬بيم وسكوف البلـ يف لفظ‪:‬‬
‫"وملكاً" وقرئ‪َ " :‬وَملِ ًكا " بفتح ا‪٤‬بيم وكسر البلـ(‪ )1‬فبينت القراءة الثانية ا‪٢‬بق يف‬
‫عقيدة أىل السنة وا‪١‬بماعة يف رؤية ا‪٤‬بؤمنْب لرهبم يف اآلخرة‪ ،‬وتتأكد‪ ،‬ىذه القراءة‬
‫بقولو جل‪( :‬لمن الملك اليوم هلل الواحد القهار) {غافر‪.}16:‬‬
‫‪ –10‬بياف صحة لغة من لغات العرب وذلك كقولو تعارل‪( :‬واتقوا اهلل الذي‬
‫(‪)2‬‬
‫با‪٣‬بفض ويف ذلك‬ ‫تساءلون بو واألرحام) [النساء‪ ،]1:‬فقد قرئت "واألرحاـ"‬
‫حجة علي جواز عطف االسم الظاىر علي الضمّب اجملرور من غّب إعادة العامل‪،‬‬
‫وكقولو سبحانو‪( :‬وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أوالدىم شركاؤىم)‬
‫{األنعاـ‪ ،}137:‬فقد قرئ بضم الزاي يف "زيِّ َن" وبالرفع يف "قَػْتل" وبنصب‬
‫"أَوالَ َدى ْم" علي ا‪٤‬بفعولية‪ ،‬وٖبفض " ُش َرَكائِ ِه ْم" علي اإلضافة(‪ )3‬والتقدير‪ :‬زين قتل‬
‫شركائهم أوالدىم‪ .‬وىذه القراءة حجة علي جواز الفصل بْب ا‪٤‬بتضايفْب بغّب‬
‫الظرؼ وا‪١‬بر واجملرور خبلفاً للبصريْب يف كل ىذا(‪.)4‬‬
‫‪ –11‬إقامة ا‪٢‬بجة علي أف القرآف الكرمي من عند اهلل تعارل وأف الرسوؿ صادؽ‬
‫وذلك أننا نبلحظ أف القراءات مهما تعددت فإهنا ال تؤدى إرل التناقض يف اللفظ‪،‬‬

‫(‪ )1‬النشر السابق‪.‬‬


‫(‪ )2‬قرأىا ‪ٞ‬بزة وحده "واألرحاـ" با‪٣‬بفض‪ ،‬والباقوف بالنصب‪ ،‬السبعة البن ‪٦‬باىد ص‪،228‬‬
‫والتيسّب للداين ص‪.92‬‬
‫(‪ ) 3‬ىذه قراءة ابن عامر‪ ،‬وقرا الباقوف "زين" بفتح الزاي‪ ،‬و "قتل" بنصب البلـ و "أوالدىم"‬
‫با‪٣‬بفض و "شركائهم" بالرفع‪ ،‬السبعة ص‪ ،370‬والتيسّب ص‪.107‬‬
‫(‪ )4‬ينظر يف أصوؿ النحو ص ‪ 39‬وما بعدىا‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪105‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫وال يف ا‪٤‬بعِب ‪ ،‬بل القرآف الكرمي كلو ٗبا فيو من قراءات وحروؼ قد بلغ الغاية يف‬
‫التوافق‪ ،‬ويصدؽ بعضو بعضا‪.‬‬
‫‪ –12‬رفع ا‪٢‬برج‪ :‬و‪٤‬با كانت القراءات كلها قرآنا منزال من عند اهلل تعارل وتلقاىا‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم وتبلىا علي أمتو‪ ،‬والدليل علي ذلك أف النيب‬
‫صلي اهلل عليو وسلم كاف مرجع الصحابة الوحيد يف القرآف الكرمي بصفة عامة‪،‬‬
‫والقراءات بصفة خاصة‪ ،‬وال جيوز ألحد أف دينع أحدا من القراءة بإحدى ىذه‬
‫القراءات ما دامت قد استوفت األركاف الثبلثة ا‪٤‬بعروفة‪.‬‬
‫وقد منعهم – عليو الصبلة والسبلـ – من التنازع وا‪١‬بداؿ بسبب ىذه القراءات‬
‫(‪)1‬‬
‫حيث قاؿ صلى اهلل عليو وسلم‪" :‬فبل ‪ٛ‬باروا يف القرآف فإف ا‪٤‬براء يف القرآف كفر "‬
‫كما أنو – عليو الصبلة و السبلـ – دل يؤيد عمر وأبػَيًا وابن مسعود وعمرو بن‬
‫العاص يف معارضة ‪٨‬بالفيهم يف القراءة‪ ،‬وبْب ‪٥‬بم أف األمر متسع ‪٥‬بم ‪ٝ‬بيعاً(‪.)2‬‬
‫‪ –13‬فتح مزيد من أبواب ا‪٣‬بّب والثواب‪٤ :‬با كانت القراءات متعددة وكل قراءة‬
‫ٕباجة إرل من يتلقاىا ويتعلمها حٌب حيسن أداءىا وىذا من شأنو أف يعود عليهم‬
‫بثواب عظيم وأجر جزيل‪ ،‬أما لو كانت قراءة واحدة ىي الٍب يؤدى هبا القرآف‬
‫لفات ىذا ا‪٤‬بقصود‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجو اإلماـ أ‪ٞ‬بد يف مسنده ‪ 180-196/4‬عن أيب جهيم والطرباين يف الكبّب‬
‫‪.152/5‬‬
‫(‪)2‬يراجع مناىل الفرقاف‪ ،151-150/1 :‬وينظر أنوار البياف يف علوـ القرآف تأليف الدكتور‪/‬‬
‫زكي ‪٧‬بمد أبو سريع ج‪ 2‬ص‪ ،286-285‬دار الطباعة احملمدية‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪106‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫‪ –14‬إثبات كذب أعداء الدين‪ :‬ال تزاؿ الشبو ثائرة حوؿ الوحي بصفة عامة‪،‬‬
‫والقرآف والقراءات بصفة خاصة‪ ...‬وىدفهم ‪ٝ‬بيعاً‪ :‬أف ينفوا ‪٦‬بيء القرآف من عند‬
‫(‪.)1‬‬
‫اهلل تعارل _ (وىموا بما لم ينالوا) {التوبة‪}74:‬‬

‫المبحث الرابع أحوال اختالف القراءات‬

‫قاؿ اهلل عز وجل‪( :‬أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اهلل لوجدوا فيو‬
‫اختالفاً كثيرا) {النساء‪ .}82 :‬يف اآلية الكردية دليل على سبلمة الكتاب العزيز‬
‫من االختبلؼ والتناقض‪ .‬قاؿ أبو حياف عند تفسّبه ‪٥‬بذه اآلية‪" :‬ووجو ىذا الدليل‬
‫أنو ليس من متكلم كبلماً طويبلً إال وجد يف كبلمو اختبلؼ كثّب‪ ،‬إمنا يف الوصف‬
‫أو اللفظ‪ ،‬واما يف ا‪٤‬بعُب‪ ،‬بتناقض أخبار أو الوقوع على خبلؼ ا‪٤‬بخرب بو‪ ،‬أو‬
‫اشتمالو على ماال يلتئم‪ ،‬أو كونو ديكن معارضتو‪ ،‬والقرآف العظيم ليس فيو شيء‬
‫من ذلك ؛ ألنو كبلـ احمليط بكل‪ ،‬تناسب ببلغة معجزه فائتو لقوى البلغاء وتظافر‬
‫صدؽ أخبار وصحة معاف فبل يقدر عليو إال العادل ٗبا ال يعلمو سواه"(‪ .)2‬وعليو‬
‫فاالختبلؼ الواقع يف القرآف العظيم من جهة القراءات والتفسّب اختبلؼ تنوع ال‬
‫تضاد وال تناقض‪.‬‬
‫قاؿ اإلماـ احملقق ابن ا‪١‬بزري (ت ‪ 883‬ىػ) –ر‪ٞ‬بو اهلل‪" :-‬حقيقة اختبلؼ ىذه‬
‫النصوص السبعة ا‪٤‬بنصوص عليها من النيب صلى اهلل عليو وسلم اختبلؼ تنوع‬

‫(‪)1‬ا‪٤‬بصدراف السابقاف‪.‬‬
‫(‪ )2‬ينظر البحر احمليط ج‪ 3‬ص‪.305‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪107‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫وتغاير ال اختبلؼ تضاد وتناقض‪ ،‬فإف ىذا ‪٧‬باؿ أف يكوف من كبلـ اهلل تعاذل‪ ،‬قاؿ‬
‫اهلل عز وجل‪( :‬أفال يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير اهلل لوجدوا فيو‬
‫اختالفاً كثيرا) (‪{ )1‬النساء‪}82 :‬‬
‫(‪:)2‬‬
‫واختالف القراءات ال يخلو من ثالث أحوال‬
‫أحدىا‪ :‬اختبلؼ اللفظ وا‪٤‬بعُب واحد‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬اختبلؼ اللفظ وا‪٤‬بعُب ‪ٝ‬بيعاً‪ ،‬مع جواز أف جيتمعا يف شيء واحد لعدـ‬
‫تضاد اجتماعهما فيو‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬اختبلؼ اللفظ وا‪٤‬بعُب‪ ،‬مع امتناع جواز أف جيتمعا يف شيء واحد‬
‫الستحالة اجتماعهما فيو‪ ،‬بل يتفقاف يف وجو آخر ال يقضي التضاد‪.‬‬
‫أما اختبلؼ اللفظ وا‪٤‬بعُب واحد فنحو "السراط" بالسْب‪ ،‬و"الصراط" بالصاد‪،‬‬
‫و"الزراط" بإمشاـ الصاد صوت الزاي‪.‬‬
‫و‪٫‬بو‪" :‬عليهم" و "إليهم" و "لديهم" بضم ا‪٥‬باء مع إسكاف ا‪٤‬بيم وبكسر ا‪٥‬باء مع‬
‫ضم ا‪٤‬بيم وإسكاهتا‪.‬‬
‫(‪)6‬‬ ‫(‪)5‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫بصلة‬ ‫و "عنو مالو"‬ ‫و "منو آيات"‬ ‫و" عليو كنز"‬ ‫و‪٫‬بو‪" :‬فيو ىدى"‬
‫ا‪٥‬باء وبغّب صلتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر النشر ج‪ 1‬ص‪.29‬‬


‫(‪)2‬األحرؼ السبعة للداين ‪ٙ‬بقيق د‪/‬عبد ا‪٤‬بهيمن طحاف ص ‪ 27‬دار ا‪٤‬بنارة‪ .‬جدة‪.‬‬
‫(‪ )3‬سورة البقرة‪2 :‬‬
‫(‪ )4‬ىود‪12 :‬‬
‫(‪)5‬آؿ عمراف‪7 :‬‬
‫(‪ )6‬الليل‪11 :‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪108‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫بإسكاف ا‪٥‬باء‬ ‫و "فألقو إليهم"‬ ‫و "نؤتو منها"‬ ‫و‪٫‬بو‪" :‬يؤده إليك"‬
‫وبكسرىا مع صلتها واختبلسها(‪.)4‬‬
‫و‪٫‬بو‪" :‬أكلها"(‪ )5‬و" يف األكل"(‪ )6‬بإسكاف الكاؼ وبضمها‪،‬‬
‫و "إلى ميسرة" بضم السْب وبفتحها‪ ،‬و "يعرشون" بكسر الراء وبضمها‪ ،‬وكذلك‬
‫ما أشبهو‪ ،‬و‪٫‬بو ذلك البياف واالدغاـ وا‪٤‬بد والقصر والفتح واإلمالة‪ ،‬و‪ٙ‬بقيق ا‪٥‬بمز‬
‫و‪ٚ‬بفيفو‪ ،‬وشبهو ‪٩‬با يطلق عليو أنو لغات فقط(‪.)7‬‬
‫وأما اختبلؼ اللفظ وا‪٤‬بعُب ‪ٝ‬بيعاً مع جواز اجتماع القراءتْب يف شيء واحد من‬
‫أجل عدـ تضاد اجتماعها فيو‪ ،‬فنحو قولو عز وجل‪( :‬مالك يوم الدين) {الفا‪ٙ‬بة‪:‬‬
‫‪" }4‬بألف"‪ ،‬و "ملك" بغّب ألف‪ ،‬ألف ا‪٤‬براد هباتْب –مالك يوـ الدين وملكو‪-‬‬
‫فقد اجتمع لو الوصفاف ‪ٝ‬بيعاً فاخرب تعاذل بذلك يف قراءتْب(‪ .)8‬وكذا قولو عز وجل‪:‬‬
‫وجل‪( :‬بما كانوا يكذبون) {البقرة‪ ،}10 :‬بتخفيف الذاؿ وبتشديدىا ألنو ا‪٤‬براد‬
‫هباتْب القراءتْب ‪ٝ‬بيعا ىم ا‪٤‬بنافقوف‪ ،‬وذلك الهنم كانوا يف اخبارىم‪ ،‬يكذبوف النيب‬

‫(‪ (1‬آؿ عمراف‪57 :‬‬


‫(‪ (2‬آؿ عمراف‪145 :‬‬
‫(‪ )3‬النمل‪28 :‬‬
‫(‪)4‬االختبلس‪ :‬تضعيف الصوت ٕبركة ا‪٢‬برؼ حٌب يذىب ثلثها‪ ،‬فهو االتياف بثلثي ا‪٢‬برؼ‪،‬‬
‫ويكوف يف الوقف والوصل ويكوف يف ا‪٢‬بركات الثبلث بناءاً كانت أو إعراباً‪.‬‬
‫(‪ )5‬البقرة‪165 :‬‬
‫(‪ )6‬الرعد‪ .4:‬ويراجع ‪٦‬بموع الفتاوى البن تيمية ج‪ 13‬ص‪ 392-391‬الناشر دار التقوى‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫(‪ )7‬ينظر األحرؼ السبعة ص‪ 48-47‬ويراجع النشر ج‪ 1‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )8‬ينظر األحرؼ السبعة مصدر سابق‪ ،‬والكشف عن وجوه القراءات السبع ‪٤‬بكي بن أيب‬
‫طالب‪ٙ ،‬بقيق د‪٧/‬بي الدين رمضاف ص‪ 26-25‬ط مؤسسة الرسالة‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪109‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫صلى اهلل عليو وسلم فيما جاء بو من عند اهلل عز وجل فاألمراف ‪ٝ‬بيعا ‪٦‬بتمعاف‬
‫‪٥‬بم‪ ،‬فأخرب اهلل عز وجل بذلك عنهم‪ ،‬وأعلمنا أنو معذهبم هبما يف آية واحدة‬
‫بقراءتْب(‪ .)1‬وكذا قولو عز وجل‪( :‬كيف ننشزىا) {البقرة‪ ،}259 :‬بالراء وبالزاي‪،‬‬
‫ألف ا‪٤‬براد هباتْب القراءتْب ‪ٝ‬بيعا ىي العظاـ‪ ،‬وذلك أف اهلل تعاذل أنشرىا أي‬
‫أحياىا‪ ،‬وأنشزىا أي رفع بعضها إذل بعض حٌب التئمت‪ ،‬فأخرب سبحانو وتعاذل أنو‬
‫‪ٝ‬بع ‪٥‬با ىذين األمرين‪ ،‬من إحيائها بعد ا‪٤‬بمات‪ ،‬ورفع بعضها إذل بعض لتلتئم‪،‬‬
‫(‪.)2‬‬
‫وكذا قولو سبحانو‪:‬‬ ‫فضمن تعاذل ا‪٤‬بعنيْب يف القراءتْب تنبيهاً على عظيم قدرتو‬
‫(واتخذوا من مقام إبراىيم مصلى) {البقرة‪ ،}125 :‬بكسر ا‪٣‬باء على األمر‪،‬‬
‫وبفتحها على ا‪٣‬برب‪ ،‬ألف ا‪٤‬براد بالقراءتْب ‪ٝ‬بيعاً ىم ا‪٤‬بسلموف‪ ،‬وذلك أف اهلل عز‬
‫وجل أمرىم با‪ٚ‬باذ مقاـ إبراىيم مصلى‪ ،‬فلما امتثلوا ذلك وفعلوه أخرب بو عنهم‪،‬‬
‫فجاءت القراءة باألمرين ‪ٝ‬بيعاً‪ ،‬للداللة على اجتماعها ‪٥‬بم‪ ،‬فهما صحيحاف غّب‬
‫مضادين وال متنافيْب(‪.)3‬‬
‫وأما اختبلؼ اللفظ وا‪٤‬بعُب ‪ٝ‬بيعاً‪ ،‬مع امتناع جواز اجتماعهما يف شيء واحد‬
‫الستحالة اجتماعهما فيو‪ ،‬فكقراءة من قرأ (وظنوا أنهم قد كذبوا) {يوسف‪:‬‬
‫‪ ،} 110‬بالتشديد‪ ،‬ألف ا‪٤‬بعُب يتوىم ا‪٤‬برسل إليو‪ ،‬أف الرسل قد كذبوىم فيما‬
‫أخربوىم بو من أهنم إف دل يؤمنوا هبم‪ ،‬نزؿ العذاب هبم‪ .‬فالظن يف اآلية على القراءة‬
‫األوذل ٗبعُب االيقْب‪ ،‬والضمّب األوؿ واو ا‪١‬بماعة يف "ظنوا" للرسل‪ ،‬والضمّب الثاين‬

‫(‪ )1‬األحرؼ السبعة ص‪ 49-48‬والكايف ج‪ 1‬ص‪ ،229-227‬وحجة القراءات ص‪.77‬‬


‫(‪)2‬ا‪٤‬بصدرين السابقْب‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر األحرؼ السبعة مصدر سابق‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪110‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫واو ا‪١‬بماعة يف قولو تعاذل‪" :‬كذبوا" للمرسل إليهم‪ .‬والظن يف القراءة الثانية ٗبعُب‬
‫الشك‪ ،‬والضمّب األوؿ للمرسل إليهم والثاين للرسل(‪.)1‬‬
‫وكذا قراءة من قرأ‪( :‬لقد علمت ما أنزل ىؤالء إال رب السموات واألرض‬
‫بصائر) {اإلسراء‪ ،}102 :‬بضم التاء وذلك أنو أسند ىذا العلم إذل موسى –‬
‫عليو السبلـ‪ -‬حديثاً منو لفرعوف‪ ،‬حيث قاؿ‪( :‬وإني ألظنك يا موسى مسحورا)‬
‫{اإلسراء‪ ،}101 :‬فقاؿ لو موسى –عليو السبلـ‪ -‬عند ذلك‪( :‬لقد علمت ما‬
‫أنزل ىؤالء إال رب السموات واألرض بصائر) { اإلسراء‪ ،}102 :‬فأخرب عن‬
‫نفسو بالعلم بذلك أي‪ :‬ليس ٗبسحور‪ .‬وقراءة من قرأ‪" :‬لقد علمت" بفتح التاء‪،‬‬
‫وذلك أنو أسند ىذا العلم إذل فرعوف‪٨ ،‬باطبة من موسى لو بذلك‪ ،‬على وجو‬
‫التقريع والتوبيخ لو‪ ،‬على شدة معاندتو للحق‪ ،‬وجحوده لو بعد علمو‪ ،‬ولذلك أخرب‬
‫تبارؾ وتعاذل عنو وعن قومو‪ ،‬فقاؿ‪( :‬فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا ىذا سحر‬
‫مبين وجحدوا بو واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا فانظر كيف كان عاقبة‬
‫المفسدين) {النمل‪.}14-13:‬‬
‫وكذلك ما ورد من ىذا النوع من اختبلؼ القراءتْب‪ ،‬الٍب ال يصح أف جيتمعا يف‬
‫شيء واحد‪ ،‬ىذا سبيلو‪ ،‬ألف كل قراءة منهما ٗبنزلة آية قائمة بنفسها‪ ،‬ال يصح أف‬
‫٘بتمع مع آية أخرى ‪ٚ‬بالفها يف شيء واحد ويتفاف يف وجو آخر ال يقتضي التضاد‪،‬‬
‫فليس يف القراءات تناؼ وال تضاد وال تناقض(‪ .)2‬قاؿ احملقق ابن ا‪١‬بزري‪" :‬كل ما‬
‫صح عن النيب صلى اهلل عليو وسلم من ذلك فقد وجب قبولو‪ ،‬دل يسع أحد من‬
‫األمة رده ولزـ اإلدياف بو‪ ،‬وأف كلو منزؿ من عند اهلل عز وجل ‪،‬إذ كل قراءة منها مع‬

‫(‪ )1‬ينظر األحرؼ السبعة ص‪ ،50‬والكشف ج‪ 2‬ص‪.16-15‬‬


‫(‪ )2‬ينظر األحرؼ السبعة ص‪٧ ،51-50‬باضرات يف تاريخ علم القراءات‪ ،‬عبد الكرمي صاحل‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪111‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫األخرى ٗبنزلة اآلية مع اآلية‪ ،‬جيب اإلدياف هبا كلها واتباع ما تضمنتو من ا‪٤‬بعُب‬
‫علماً وعمبلً‪ ،‬وال جيوز ترؾ موجب إحدامها ألجل األخرى ظناً أف ذلك تعارض(‪.)1‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬تواتر القراءات وتقسيماتها‬


‫القراءات المتواترة‪ .‬ومعِب التواتر يف القراءة‪ :‬التتابع‪ ،‬وا‪٤‬بتواتر اسم فاعل مشتق من‬
‫لفظ "تواتر" ٗبعِب تتابع‪ ،‬ومنو قولو تعارل‪( :‬ثم أرسلنا رسلنا تترا) [ا‪٤‬بؤمنوف‪44:‬‬
‫أي‪ :‬تتوارل واحدا بعد اآلخر‪،‬وعليو فيكوف التواتر معناه ورود ا‪٤‬بخربين بو واحدا‬
‫بعد واحد دوف انقطاع‪.‬‬
‫ويف االصطبلح‪ :‬ىو ما نقلو ‪ٝ‬بع ال ديكن تواطؤىم علي الكذب عن مثلهم إرل‬
‫منتهاه‪.‬‬
‫فالقراءة ا‪٤‬بتواترة ىي الٍب رواىا ‪ٝ‬باعة عن ‪ٝ‬باعة ديتنع تواطؤىم علي الكذب‪ ،‬وىذا‬
‫الكبلـ ينطبق علي القراءات العشر خبلفا ‪٤‬بن زعم بأف القراءات الثبلث ا‪٤‬بتممة‬
‫للعشر‪،‬وىي‪ :‬قراءة أيب جعفر ويعقوب وخلف – أحادية‪ ،‬ويؤيد ذلك ما قالو‬
‫ا‪٢‬بافظ أبو ا‪٣‬بّب بن ا‪١‬بزري (ت‪ 833‬ىػ)‪( :‬فالذي وصل إلينا اليوـ متواترة‬
‫وصحيحا مقطوعا بو قراءات األئمة العشرة ورواهتم ا‪٤‬بشهورين‪ ،‬ىذا الذي ‪ٙ‬برر من‬
‫أقواؿ العلماء وعليو الناس اليوـ بالشاـ والعراؽ ومصر وا‪٢‬بجاز‪ .‬وقاؿ البنا‬
‫الدمياطي (ت ‪ 1117‬ىػ)‪ :‬بأف ىذا ىو الصحيح ا‪٤‬بختار وىو الذي تلقاه عن‬
‫عامة شيوخو وأخذ بو عنهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬النشر ج ص‪ ،54-52-29-28-22‬وينظر القراءات وأثرىا يف التفسّب واألحكاـ ج‪1‬‬


‫ص‪ ،180‬وينظر ‪٧‬باضرات يف تاريخ علم القراءات لػ ا‪.‬د‪ /‬عبد الكرمي صاحل‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪112‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫وللعلماء يف القراءات تقسيمات طبقاً للمعايّب أو الضوابط القرائية عند كل منهم‪،‬‬


‫فا‪٤‬بشهور لدى ا‪٤‬بتأخرين كالقاضي جبلؿ الدين البلقيِب (ت ‪ 824‬ىػ) تقسيم‬
‫للقراءات إذل متواتر وآحاد وشاذ و‪٫‬بوه قاؿ ابن ا‪١‬بزري وبلغ هبا السيوطي ستة‬
‫أقساـ(‪ ، )1‬لكن ما دمنا نريد ما يقرأ بو وماال يقرا بو أو ما جيوز التعبد بو دوف غّبه‬
‫فالقراءات إما متواترة وإما شاذة‪ ،‬إذ الشاذ قسيم ا‪٤‬بتواتر وألف ما سوى ا‪٤‬بتواتر يندرج‬
‫‪ٙ‬بت اسم الشاذ‪.‬‬
‫وبناءاً على ما سبق فللعلماء اعتبارات أخرى لتقسيم القراءات القرآنية ديكن‬
‫حصرىا يف اعتبارات ثبلثة أذكرىا فيما يلي‪:‬‬
‫االعتبار األوؿ‪ :‬حسب نوع ا‪٣‬ببلؼ الواقع يف الكلمات القرآنية وقسموه قسمْب‪:‬‬
‫األوؿ‪ :‬األصوؿ‪ :‬وىي ‪ٝ‬بع أصل وىو يف اللغة ما يبُب عليو غّبه‪ ،‬أو ىو ما يفتقر‬
‫إليو وال يفتقر إذل غّبه(‪ .)2‬ويف االصطبلح‪ :‬يراد بأصوؿ القراءات‪ ،‬أو أصوؿ‬
‫القراءة‪ :‬األحكاـ –القواعد‪ -‬ا‪٤‬بطردة أو ا‪٤‬بسائل القرائية الٍب تنطبق على كل‬
‫جزئيات قاعدة معينة أو حكم ما لتحقق شرط ذلك ا‪٢‬بكم(‪ ،)3‬أو ىي ما يطرد من‬
‫(‪.)4‬‬
‫أحكاـ قاعدة معينة ويكثر دورانو يف القرآف وجيري القياس عليو‬
‫واألصوؿ الدائرة على اختبلؼ القراءات سبعة وثبلثوف أصبلً ىي‪ :‬اإلظهار‪،‬‬
‫واإلدغاـ‪ ،‬واإلقبلب‪ ،‬واإلخفاء‪ ،‬والصلة‪ ،‬وا‪٤‬بد‪ ،‬والتوسط‪ ،‬والقصر‪ ،‬واإلشباع‪،‬‬
‫والتحقيق‪ ،‬والتسهيل‪ ،‬واإلبداؿ بنوعيو‪ ،‬واإلسقاط‪ ،‬والنقل‪ ،‬والتخفيف‪ ،‬والفتح‪،‬‬

‫(‪ )1‬مواقع النجوـ ص‪ 24‬وما بعدىا‪ ،‬واالتقاف ج‪ 1‬ص‪.210‬‬


‫(‪ )2‬اإلضاءةص‪،10‬القراءات القرآنية لقابةص‪،27‬ومقدمات يف علم القراءاتص‪ 77‬ومابعدىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ا‪٤‬بصادر السابقة‪.‬‬
‫(‪ )4‬ا‪٤‬بصادر السابقة‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪113‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫والتتميم‪ ،‬واإلرساؿ‪ ،‬والتشديد‪ ،‬والتثقيل‪ ،‬والوقف‪ ،‬والسكت‪ ،‬والقطع‪ ،‬واإلسكاف‪،‬‬


‫(‪.)1‬‬
‫والروـ‪ ،‬واإلمشاـ‪ ،‬وا‪٢‬بذؼ‪ ،‬وياءات اإلضافة‪ ،‬والزوائد‬
‫الثاني‪ :‬الفرش‪ ،‬وقد يقاؿ ‪٥‬با الفروع يف مقابلة األصوؿ‪.‬‬
‫والفرش يف اللغة‪ :‬مصدر فرش ٗبعُب بسط ونشر وبث(‪ .)2‬ويف االصطبلح‪ :‬ا‪٢‬بكم‬
‫ا‪٤‬بنفرد وغّب ا‪٤‬بطرد يف كل حرؼ من حروؼ القراءات ا‪٤‬بختلف فيها يف موضعها‬
‫على ترتيب سور القرآف الكرمي‪ ،‬ورٗبا ‪ٝ‬بع بْب حرؼ يف سورة وبْب نظّبه فيها‪ ،‬أو‬
‫(‪.)3‬‬
‫يف أخرى لبلختصار‬
‫أو ىو‪ :‬ما قل دوره ودل يطرد يف حروؼ القراءات‪ ،‬ودل جير القياس عليو ‪٩‬با يندرج‬
‫ضمن قواعد ومسائل أصوؿ القراءة‪.‬‬
‫و‪٠‬بي فرشاً النتشار ا‪٢‬بروؼ والكلمات ا‪٤‬بختلف فيها يف سور القرآف الكرمي تشبيهاً‬
‫لو بصغار الغنم ا‪٤‬بنتشرة على أرض فضاء ىنا وىناؾ‪،‬أو تشبيهاً بصغار الشجر‪.‬وكأف‬
‫(‪.)4‬‬
‫ىذه ا‪٢‬بروؼ والكلمات انفرشت يف السور أي انتشرت فيها وبثت‬
‫وعليو فإف األصوؿ والفرش مصطلحاف للقراء حيث عرفوا كل حرؼ –كلمة‪-‬‬
‫اختلف األئمة يف نطقها وقراءهتا ‪٩‬با ذكر يف موضعو من سورتو فرشاً‪ ،‬إما لقلة‬
‫دورانو أو انتشاره فكأنو انفرش‪ٖ ،‬ببلؼ الٍب ينسحب حكم الواحد منها على‬
‫ا‪١‬بميع غالباً‪ ،‬وقد تشذ أشياء عن ىذا فيجئ يف الفرش ما يكوف مطرداً لدليل‬

‫(‪ )1‬اإلضاءة ص‪.10‬‬


‫(‪ )2‬النفحات اإل‪٥‬بية ص‪ ،278-277‬ويراجع‪ :‬الوايف ص‪ ،199‬وا‪٤‬بدخل والتمهيد ص‪.87‬‬
‫(‪ )3‬الوايف للشيخ القاضي ص‪ ،199‬والقراءات القرآنية لقابة ص‪ ،27‬مقدمات يف علم‬
‫القراءات‪ ،‬ص‪.78-77‬‬
‫(‪ )4‬ا‪٤‬بدخل والتمهيد ص‪.87‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪114‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫لفظي او غّبه‪ .‬كما قاؿ الشاطيب ر‪ٞ‬بو اهلل‪" :‬وحيث أتاؾ القدس‪ )1( ...‬و‪٫‬بو ىو‪،‬‬
‫وىي‪ ،‬بعد الواو والفاء‪ ،‬وإمشاـ قيل وبابو‪ ...،‬اخل ويف ا‪٤‬بقابل قد يذكر يف األصوؿ‬
‫ماال يطرد‪ ،‬كا‪٤‬بواضع ا‪٤‬بخصوصة الٍب ذكرت يف ا‪٥‬بمزتْب من كلمة ‪٫‬بو‬
‫(‪،)3‬‬
‫ومن ‪٫‬بو كلمات معينة يف‬ ‫(ءأعجمي)"(‪ ،)2‬ومن كلمتْب ‪٫‬بو "أولياء أولئك"‬
‫باب اإلمالة‪ ،‬واإلدغاـ الصغّب‪ ،‬وياءات اإلضافة‪ ،‬والزوائد وغّبىا‪.‬‬
‫وا‪٢‬بق أف كل من األصوؿ والفرش يشبو أخاه يف أماكن ويفارقو يف الكثّب فالتسمية‬
‫(‪.)4‬‬
‫فيها باعتبار الكثّب الغالب‬
‫االعتبار الثاني‪ :‬بالنظر إذل نسبة القراءات لناقليها وىذا على أقساـ‪ :‬قراءة‪ ،‬رواية‪،‬‬
‫طريق‪ ،‬وجو‪ .‬تقسيمات أربعة لكل منها يف عرؼ أىل القراءات مدلوؿ خاص‬
‫خبلصة ما قالوه يف ىذا أف‪:‬‬
‫‪ -1‬القراءة‪ :‬كل نسب إلماـ من األئمة العشرة وإف عبل ‪٩‬با أ‪ٝ‬بع عليو الرواة‬
‫عنو‪.‬‬
‫‪ -2‬الرواية‪ :‬كل خبلؼ نسب للراوي عن اإلماـ‪.‬‬
‫‪ -3‬الطريق‪ :‬كل خبلؼ نسب لآلخذ عن الراوي وإف سفل‪.‬‬
‫فالفتح مثبل يف "ضعف" يف سورة الروـ قراءة عاصم‪ ،‬ورواية حفص‪ ،‬وطريق عبيد‬
‫(‪.)1‬‬
‫بن الصباح عن حفص وىكذا‬

‫(‪ )1‬البيت رقم ‪ 23‬من سورة البقرة يف مًب الشاطبية وينظر ا‪ٙ‬باؼ الربرة ص‪.40‬‬
‫(‪ )2‬سورة فصلت من اآلية‪ ،44 :‬ويراجع القراءات فيها يف شروح الشاطبية والطيبة باب‬
‫ا‪٥‬بمزتْب من كلمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬األحقاؼ من اآلية ‪ 32‬ويراجع القراءات فيها يف شروح الشاطبية والطيبة باب ا‪٥‬بمزتْب من‬
‫كلمتْب‪.‬‬
‫(‪ )4‬الوايف ص‪ ،199‬والنفحات اإل‪٥‬بية ص‪.278-277‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪115‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫‪ -4‬الوجو‪ :‬الصورة ا‪٤‬بعينة الٍب جيوز للقارئ أف يقرأ هبا من بْب صور ‪٨‬بتلفة‬
‫على سبيل التخيّب دوف االلتزاـ هبا ‪ٝ‬بيعاً‪ ،‬وال يقاؿ ‪٥‬بذه الصور قراءات وال‬
‫(‪.)2‬‬
‫روايات‪ ،‬وال طرؽ بل يقاؿ عنها أوجو رواية فقط‬
‫فالوقف على ‪٫‬بو "العالمين" مفتوح النوف جيوز فيو ثبلثة أوجو يف العارض القصر‬
‫والتوسط وا‪٤‬بد مع اإلسكاف احملض وال روـ وال إمشاـ‪.‬‬
‫االعتبار الثالث‪ :‬باعتبار القارئ أو ‪ٚ‬بيّبه بأوجو قراءة أو رواية معينة‪ ،‬وىذا على‬
‫قسمْب‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬ا‪٣‬ببلؼ الواجب وىو‪ :‬كل خبلؼ بْب القراء والرواة وأصحاب الطرؽ –‬
‫الثبلثة تقسيمات األوؿ يف االعتبار الثاين السابق – وىو عْب القراءات والروايات‬
‫والطرؽ فالقارئ ملزـ باإلتياف هبا ‪ٝ‬بيعاً ليكمل لو ذلك‪ ،‬فلو أخل بشئ منها عد‬
‫ذلك نقصاً يف روايتو(‪ ،)3‬وأغلب ا‪٣‬ببلفات القرآنية من ىذا القبيل وا‪٣‬ببلؼ الواجب‬
‫(‪.)4‬‬
‫يكوف يف أصوؿ القراءة وفرش كلماهتا‬
‫ثانياً‪ :‬ا‪٣‬ببلؼ ا‪١‬بائز وىو‪ :‬كل خبلؼ على سبيل التخيّب واإلباحة‪ ،‬واإلتياف بوجو‬
‫منها جيزئ وال يعد إخبلالً أو نقصاً أو تقصّباً يف الرواية كما سبق ذكره يف الوجو‬
‫القرائي‪.‬‬

‫(‪ )1‬غيث النفع ص‪ ،34‬ا‪٤‬بهذب للدكتور ‪٧‬بمد ‪٧‬بيسن ص‪.52‬‬


‫(‪ )2‬النشر ج‪ 2‬ص‪200‬‬
‫(‪ (3‬السابق نفسو‪ ،‬وينظر ‪٧‬باضرات يف تاريخ علم القراءات لػ ا‪.‬د‪ /‬عبد الكرمي صاحل‪.‬‬
‫(‪ )4‬شرح طيبة النشر أل‪ٞ‬بد بن ا‪١‬بزري ص‪.288‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪116‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫ىذا وا‪١‬بهل يف التفريق بْب نوعي ا‪٣‬ببلؼ القرائي يؤدي إذل تعذر القراءة وا‪٣‬بلط‬
‫(‪.)1‬‬
‫فيها‬
‫وبعد فالقراءات العشر متواترة على االعتبارات الثبلثة فهي متواترة أصوالً وفرشاً‬
‫حاؿ اتفاؽ القراء – اجتماعهم – وكذا رواهتم وطرقهم‪ ،‬وحاؿ افَباقهم‪ ،‬حيث إف‬
‫ىذا كلو يعِب ماىية القراءات‪ ،‬وال يصح تواتر الشيء دوف توتر ماىيتو‪ ،‬وىي أجزاء‬
‫القراءات وال يعقل أف يتواتر الشيء دوف تواتر جزئياتو‪ ،‬وبياناً وتأكيداً ‪٤‬با سبق لزـ‬
‫التعرض ألمور ثبلثة‪:‬‬
‫‪-1‬تواتر األصوؿ‪ ،‬أو ما يسمى بالكيفيات األدائية‪.‬‬
‫‪-2‬تواتر فرش ا‪٢‬بروؼ‪.‬‬
‫‪-3‬تواتر االنفرادات ا‪٤‬بختلف فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬النشر ج‪ 2‬ص‪ ،200‬والتمهيد يف علم التجويد البن ا‪١‬بزري ص‪،35-33‬والبدور‬
‫الزاىرة للشيخ القاضي ص‪ 1077‬وغّبىا‪ ،‬وينظر ‪٧‬باضرات يف تاريخ علم القراءات لػ ا‪.‬د‪ /‬عبد‬
‫الكرمي صاحل‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪117‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫أوالً‪ :‬تواتر األصول‪ .‬ا‪١‬بمهور على أف القراءات السبع بل العشر متواترة معلومة‬
‫من الدين بالضرورة كما سيأيت بيانو‪.‬‬
‫وىذا التواتر شامل لؤلصوؿ والفرش إذ مها معاً القراءة والقراءات‪ ،‬أما األصوؿ‬
‫فاختلف يف تواترىا متأخرو الشيوخ ومتقدموىم‪ ،‬وكاف الفقيو الصاحل الضابط ا‪٤‬بقرئ‬
‫(‪.)1‬‬
‫األصورل أبو عبد اهلل بن سبلمة األنصار ال يشك يف تواترىا‬
‫والصحيح الذي يتفق و‪ٝ‬بهور العلماء كما يتفق وإطباقهم على أف القراءات ىي‬
‫كيفيات أداء كلمات القرآف – األصوؿ – واختبلفها – الفرش – معزواً ذلك إذل‬
‫ناقلو(‪ ،)2‬وطريقها السماع والتلقي ألهنا من العلوـ النقلية الوضعية الٍب تستند‬
‫بطبيعتها إذل الغّب عن الوضع البشري وال ‪٦‬باؿ فيها للعقل‪ ،‬وٖباصة تلك الكيفيات‬
‫األدائية الٍب ترجع إذل كيفية النطق من إعراب وإمالة وتفخيم وترقيق وكيفية وقف‬
‫و‪٫‬بو ذلك من األمور الناشئة من اختبلؼ القبائل العربية يف نربات األصوات‬
‫وطريقة األداء‪ ،‬فهذا يظهر واآلخر يدغم‪ ،‬وىذا خيفي وثاف يبْب‪ ،‬وىذا دييل وغّبه‬
‫يفتح‪ ،‬وىذا يرقق وسواه يفخم‪ ،‬وىذا ديد وغّبه يقصر‪ ،‬وغّب ذلك من األمور الٍب‬
‫يصعب على الناس التخلص منها‪.‬‬
‫وتوسيعاً لطريق الدين يف وجو من يريد الدخوؿ فيو نزؿ القرآف بالكثّب من ىذه‬
‫األمور ا‪٤‬بشهورة بْب القبائل‪ ،‬على أف القراءات الثابتة قد ‪ٝ‬بعت بْب اختبلفات‬
‫القبائل السابقة وغّبىا ‪٩‬با دل ‪ٚ‬بَبه القبائل من عند أنفسها وإمنا تلقتو من النيب صلى‬
‫اهلل عليو وسلم ‪ ،‬الذي أقرأ كل فبيلة بلغتها وما جرت عليو عادهتا من الكيفيات‬
‫ا‪٤‬بختارة وغّبىا‪.‬‬

‫(‪ )1‬ا‪٤‬بعيار ا‪٤‬بعرب (‪ )71/12‬وما بعدىا‪.‬‬


‫(‪ )2‬يراجع ص ‪.28‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪118‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫وىذا يؤكد ما سبق سلفاً من أف القراءات ال ‪٦‬باؿ فيها للعقل إال فيما يظهر من‬
‫إ‪٢‬باؽ الفروع باألصوؿ‪ ،‬وتأكد أف القراءات ال قياس فيها‪ ،‬ومعُب ىذا كلو أف‬
‫القراءات توقيفية ‪٠‬بعية ال يدخل فيها إال ما كاف مسموعاً ‪٧‬بض ‪٠‬باع‪ ،‬وأنو ال يتم‬
‫العلم بالقراءات إال إذا وىف ٗبا حيتاج العلم إليو وتطلبو كتبو‪ ،‬والكتب ليست ىي‬
‫كل العلم‪ ،‬وإمنا السماع باألذف والنقل با‪٤‬بشافهة ىي العلم‪.‬‬
‫‪٥‬بذا فإف إ‪ٝ‬باع القراء مستند إذل السمع ا‪٢‬بقيقي ما ظهر منو وما دل يظهر‪.‬‬
‫وأغلب الظن أف من قاؿ بعدـ تواتر األصوؿ نظر إذل أمور منها‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أف من ىذه األصوؿ أو الكيفيات ما ال ينضبط ولو تكرر من القارئ نفسو‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬نظر إذل كثرة الوجوه األدائية واستكثرىا‪ ،‬مع أف ىذه الوجوه ليست على‬
‫وجو اإللزاـ فضبلً عن أهنا دل ٘بتمع لواحد بأكملها‪.‬‬
‫وىنا ‪ٜ‬بة تساؤؿ وىو‪ :‬كيف اجتمعت ىذه الوجوه ا‪٤‬بتكاثرة البن ا‪١‬بزري وغّبه بعد‬
‫ذلك؟ وىنا ديكن القوؿ بأف ىذه الكثرة تكونت ‪٩‬با توزع يف األصل على ا‪٤‬بواضع‬
‫وا‪٣‬بتمات وتفرؽ الطرؽ العديدة على ا‪٤‬بوضع الواحد مع السعة والتوزيع يف جواز‬
‫القراءة بكل من ىذه الوجوه ا‪١‬بائزة‪.‬‬
‫ولنأخذ مثاالً يوضح ما سبق وىو قولو تعاذل‪( :‬قل أؤنبئكم) {آؿ عمراف‪،}15 :‬‬
‫فيو‪ :‬مهزة متحركة بعد ساكن صحيح منفصل وفيها ‪٢‬بمزة وقفا التحقيق يف وجو‪،‬‬
‫والنقل يف وجو ثاف وال كثرة حينئذ‪ .‬وفيها أيضاً‪ :‬مهزة بزائد وىي ا‪٥‬بمزة ا‪٤‬بضمومة‬
‫بعد فتح وفيها ‪٢‬بمزة وقفاً التحقيق والتسهيل بْب بْب‪ .‬وفيها أيضاً‪ :‬مهزة متوسطة‬
‫بنفسها وىي ا‪٤‬بضمومة بعد الكسر وفيها ‪٢‬بمزة وقفاً التسهيل بْب ا‪٥‬بمزة والواو –‬
‫على مذىب سيبويو – والتسهيل باإلبداؿ ياء ‪٧‬بضة على ما ذىب األخفش‪.‬‬
‫فكثرة الوجوه يف مثالنا ىذا من غّب قصد مع أنو ال كثرة يف أحكاـ كل مهزة يف‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪119‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫كلمة‪ ،‬وعرفت تلك الوجوه الكثّبة ٗبا استقر يف القراءة وثبت عن النيب صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ‪ .‬ىذا وقد ذكر ا‪١‬بعربي والسمْب وغّبمها من الوجوه ا‪٤‬بمكنة يف ا‪٤‬بثاؿ‬
‫الذي معنا (سبعة وعشرين وجهاً) لكن ابن ا‪١‬بزري ضعف منها سبعة عشر وجهاً‬
‫وبقى الصحيح الثابت الذي يقرأ بو عشرة فقط(‪ ،)1‬وىذه العشرة تواترت نقبلً على‬
‫(‪.)2‬‬
‫ا‪٣‬بتمات واألشخاص‬
‫‪ -1‬فهذا ىو صاحب النهاية الكربى‪ ،‬وأبو العبلء يف غايتو يأخذاف بوجو منها‬
‫وىو النقل مع تسهيل ا‪٥‬بمزة الثانية وإبداؿ الثالثة ياء‪ ،‬ونقل الناس سلفاً وخلفاً ىذا‬
‫(‪.)3‬‬
‫الوجو‬
‫‪ -2‬وقرأ صاحب الروضة و‪ٝ‬بهور العراقيْب بوجو النقل وتسهيل الثانية والثالثة‬
‫بْب بْب(‪ .)4‬كما قرأ صاحب التجريد بوجو السكت على البلـ مع تسهيل ا‪٥‬بمزة‬
‫(‪.)5‬‬
‫الثانية والثالثة بْب بْب‬
‫‪ -3‬وقرأ صاحب التذكرة والتبصرة بوجو عدـ السكت على البلـ‪ ،‬مع ‪ٙ‬بقيق‬
‫(‪.)6‬‬
‫ا‪٥‬بمزة األوذل والثانية‪ ،‬وتسهيل ا‪٥‬بمزة الثالثة بْب بْب‬

‫(‪ )1‬إ‪ٙ‬باؼ فضبلء البشر (‪.)470/1‬‬


‫(‪ )2‬النشر (‪ ،)376-374/1‬ويراجع اإل‪ٙ‬باؼ (‪.)472-471/1‬‬
‫(‪ )3‬الكفاية الكربى ا‪١‬بزء الثاين ص‪ ،281‬رسالة ماجيستّب إعداد عبد اهلل النشري‪ ،‬وغاية‬
‫االختصار (‪.)237/1‬‬
‫(‪ )4‬الروضة للمالكي ص‪.54‬‬
‫(‪ )5‬التجريد ص‪.122‬‬
‫(‪ )6‬التذكرة (‪ ،)155/1‬والتبصرة ص‪.280-278‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪120‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫‪ -4‬كما قرأ صاحب العنواف بوجو السكت مع ‪ٙ‬بقيق الثانية ا‪٤‬بضمومة مع‬
‫(‪.)1‬‬
‫تسهيل الثالثة بْب بْب‬
‫‪ -5‬وقرأ صاحب ا‪٥‬بداية وابن بليمة يف تلخيصو بوجهْب األوؿ منها يوافق‬
‫صاحب التذكرة والتبصرة فيما سبق والثاين منها‪ :‬عدـ السكت مع تسهيل ا‪٥‬بمزة‬
‫(‪.)2‬‬
‫الثانية والثالثة بْب بْب وىذا وجو جديد من العشرة‬
‫‪ -6‬وقرأ بن شريح يف الكايف بوجهْب‪ :‬األوؿ منها يوافق صاحب العنواف‬
‫(‪.)3‬‬
‫السابق والثاين منها يوافق صاحب التذكرة والتبصرة السابق وال جديد ىنا‬
‫‪ -7‬وقرأ أبو الفتح بثبلثة أوجو‪ :‬األوؿ يوافق صاحب العنواف‪ ،‬والثاين يوافق‬
‫(‪.)4‬‬
‫صاحب التجريد‪ ،‬والثالث يوافق الوجو الثاين عند صاحب ا‪٥‬بداية وابن بليمة‬
‫وللداين اختيار ألربعة أوجو‪:‬‬
‫األوؿ‪ :‬السكت مع ‪ٙ‬بقيق الثانية وإبداؿ الثالثة ياء مضمومة‪.‬‬
‫الثاين‪ :‬عدـ السكت مع ‪ٙ‬بقيق ا‪٥‬بمزة األوذل والثانية مع إبداؿ الثالثة ياء‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬السكت مع تسهيل ا‪٥‬بمزة الثانية بْب بْب مع إبداؿ الثالثة ياء‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬عدـ السكت مع تسهيل الثانية مع إبداؿ الثالثة ياء‪ .‬وكلها جديدة فتمت‬
‫العشرة وذكر يف التيسّب ‪ٜ‬بانية أوجو من ىذه األوجو العشرة(‪ )5‬ويف الشاطبية تسعة‬
‫(‪.)1‬‬
‫منها‬

‫(‪ )1‬العنواف ص‪.46‬‬


‫(‪ )2‬النشر (‪ ،)376-374/1‬تلخيص العبارات ص‪.28‬‬
‫(‪ )3‬الكايف ص‪.45‬‬
‫(‪ )4‬ا‪٤‬بصباح (‪.)307/2‬‬
‫(‪ )5‬التيسّب ص‪ ،36‬جامع البياف للداين ص‪.185‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪121‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫وا‪٣‬ببلصة أف الوجوه الكثّبة دل ٘بتمع لواحد من ىؤالء واجتماعها البن ا‪١‬بزري‬


‫وغّبه فيما بعد ناشئ عن أصل ثابت وأخذت من عدة طرؽ‪ ،‬انعقد اإل‪ٝ‬باع عليها‬
‫فبل اخَباع وال اجتهاد وكل قد اتصل سنده بالنيب صلى اهلل عليو وسلم ‪.‬‬
‫يقوؿ صاحب اإل‪ٙ‬باؼ‪" :‬وأما كثرة الوجوه‪ ...‬فإمنا ذلك عند ا‪٤‬بتأخرين دوف‬
‫ا‪٤‬بتقدمْب‪ ،‬ألهنم كانوا يقرأوف القراءات طريقاً طريقاً‪ ،‬فبل يقع ‪٥‬بم إال القليل من‬
‫األوجو‪ ،‬وأما ا‪٤‬بتأخرين فقرأوىا رواية رواية‪ ،‬بل قراءة قراءة‪ ،‬بل أكثر حٌب صاروا‬
‫يقرءوف ا‪٣‬بتمة الواحدة للسبعة أو العشرة فتشعبت منهم الطرؽ وكثرت األوجو"(‪. )2‬‬
‫ومن مث يتأكد ما قالو ابن ا‪١‬بزري ر‪ٞ‬بو اهلل‪" :‬وأما ‪ٚ‬بفيف ا‪٥‬بمزة و‪٫‬بوه من النقل‬
‫(‪.)3‬‬
‫واإلدغاـ وترقيق الراءات وتفخيم البلمات فمتواتر قطعاً"‬
‫وقد ناقش ابن ا‪١‬بزري ابن ا‪٢‬باجب يف شأف عدـ تواتر ما ليس من قبيل األداء‬
‫كا‪٤‬بد واإلمالة وما أشبو ذلك من األصوؿ مناقشة تفصيلية وخلص بأف‪ :‬قوؿ ابن‬
‫ا‪٢‬باجب ىذا قوؿ غّب صحيح(‪ ،)4‬ودلل على ذلك بأمور منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ا‪٤‬بد إما طبيعي وىذا ال تقوـ ذات حروؼ ا‪٤‬بد بدونو كاأللف من "قاؿ"‬
‫والواو من " بقوؿ" والياء من "قيل"‪ ،‬وىذا ال يقوؿ مسلم بعدـ تواتره‪ ،‬إذ ال ‪ٛ‬بكن‬
‫القراءة بدونو"(‪ .)5‬وإما عرضي "وىو الذي يعرض زيادة على الطبيعي ‪٤‬بوجب‬

‫(‪ )1‬مًب الشاطبية باب ا‪٥‬بمزتْب من كلمة‪ ،‬ويراجع‪ :‬إ‪ٙ‬باؼ الربرة ص‪ ،16-15‬والنفحات‬
‫اإل‪٥‬بية ص‪.127-126‬‬
‫(‪ )2‬إ‪ٙ‬باؼ فضبلء البشر (‪ )65/1‬وما بعدىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ا‪٤‬بنجد ص‪.60‬‬
‫(‪ )4‬ا‪٤‬بنجد ص‪.57‬‬
‫(‪ )5‬السابق نفسو‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪122‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫سكوف أو مهز فهذا و‪٫‬بوه يلحق بالطبيعي وال جيوز فيو القصر‪ ،‬وادعاء ابن ا‪٢‬باجب‬
‫عدـ تواتر ا‪٤‬بد فيو ترجيح من غّب مرجح‪ "...‬مث قاؿ‪" :‬فهذه أقساـ ا‪٤‬بد العرضي‬
‫أيضاً متواترة ال يشك يف ذلك إال جاىل‪ ،‬وأنكر أف يكوف ا‪٤‬بد غّب متواتر وقد أ‪ٝ‬بع‬
‫الناس عليو خلفاً عن السلف‪ .‬قرأ بو النيب صلى اهلل عليو وسلم وأنزلو اهلل عز وجل‬
‫عليو مث أقر بأف القدر ا‪٤‬بشَبؾ من ا‪٤‬بد متواتر‪ ،‬وما زاد عن ىذا القدر ا‪٤‬بشَبؾ إما‬
‫(‪.)1‬‬
‫متواتر وإما صحيح مستفاض متلقى القبوؿ"‬
‫وإذل قريب من ىذا قاؿ الشيخ يوسف أفندي زادة حْب ذكر بأف‪" :‬أحكاـ ا‪٤‬بد‬
‫وتشعباهتا وأوجهها أثراً من آثار تنوع الروايات القرآنية ا‪٤‬بتلقاة عن رسوؿ اهلل صلى‬
‫(‪.)2‬‬
‫اهلل عليو وسلم ا‪٤‬بنقولة إلينا نقبلً متواتراً"‬
‫وعلماء اللغة على أف من لغات القبائل ا‪٤‬بد الكامل وا‪١‬بائز(‪ ،)3‬وما زاد على ا‪٤‬بد‬
‫الطبيعي من زيادات يف مقادير ا‪٤‬بدود كما قاؿ ابن ا‪١‬بزري‪ٙ :‬بكمو ا‪٤‬بشافهة‬
‫(‪.)4‬‬
‫وتوضحو ا‪٢‬بكاية ويبينو االختبار ويكشفو ا‪٢‬بسن‬
‫وبعد‪ :‬فإف التوقيفي من ا‪٤‬بد مضبوط ومعلوـ ألىل القراءات‪ ،‬داخل يف دائرة‬
‫التكليف ال تصح القراءة بدونو وما خرج عن ذلك غّب مؤثر على سبلمة التوقيف‪،‬‬
‫و‪٤‬با ذكر السخاوي للمد مراتب أربعة‪ ،‬وأهنا ال تتحقق وال ديكن اإلتياف هبا كل مرة‬
‫على قدر السابق‪ ،‬عارضو بعضهم يف تواتر تلك ا‪٤‬براتب‪ ،‬بل دل يوافقو ا‪١‬بعربي‬

‫(‪ )1‬ا‪٤‬بنجد ص‪ 59-57‬بتصرؼ‪.‬‬


‫(‪ )2‬رسالة ا‪٤‬بدات ليوسف افندي زادة ص‪.23‬‬
‫(‪٥ )3‬بجات العرب أل‪ٞ‬بد تيمور ص‪.152‬‬
‫(‪ )4‬النشر (‪.)327/1‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪123‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫بقولو‪" :‬ليس كذلك‪ ،‬بل ‪ٙ‬بقيق كل شيء ٕبسبو"(‪ )1‬فذىب إذل أنو متواتر‪ ،‬وما‬
‫يقاؿ يف شأف ا‪٤‬بد يقاؿ يف غّبه ‪٩‬با يشبهو‪.‬‬
‫‪ -2‬ويف شأف اإلمالة والتفخيم أورد ابن ا‪١‬بزري أقواؿ العلماء يف ذلك وقرر‬
‫معهم‪ :‬أهنما لغتاف فاشيتاف مكتوبتاف يف ا‪٤‬بصاحف ومتواترتاف وأف القرآف نزؿ هبما‬
‫‪ٝ‬بيعاً‪ ،‬وأف أحدمها ليست بأقدـ من األخرى‪ ،‬وأف من قاؿ بأف اهلل عز وجل دل‬
‫ينزؿ القرآف باإلمالة أخطأ وأعظم الفرية على اهلل تعاذل وظن بالصحابة خبلؼ ما‬
‫(‪.)2‬‬
‫ىم عليو من الورع والتقوى"‬
‫ولئلمالة عند اللغويْب حديث ‪٦‬بمل ودرجات كثّبة‪ ،‬وليست كل ىذه الدرجات‬
‫مقروء هبا‪ ،‬وا‪٤‬بقروء منها ‪ٙ‬بكمو ا‪٤‬بشافهة‪ ،‬والقراء دييزوف بْب درجات ا‪٤‬بقروء بو من‬
‫غّبىا فما زاد من الفتح عن حده يعرفونو ويأبونو وينسبونو إذل غّب العرب‪ ،‬وما زاد‬
‫(‪.)3‬‬
‫كذلك عن اإلمالة إذل الكسر دييزونو وينكرونو‬
‫قاؿ ا‪٥‬بذرل‪" :‬وقد أ‪ٝ‬بعت األمة منن لدف رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم إذل يومنا‬
‫(‪.)4‬‬
‫ىذا على األخذ والقراءة واإلقراء باإلمالة والتفخيم"‬
‫‪ -3‬يرى ابن ا‪١‬بزري أف ‪ٚ‬بفيف ا‪٥‬بمز و‪٫‬بوه من النقل واإلدغاـ وترقيق الراء‬
‫وتفخيم البلمات متواتر قطعاً‪ ،‬ومعلوـ أنو منزؿ من األحرؼ السبعة‪ ،‬ومن لغات‬
‫العرب الذي ال حيسنوف غّبه‪ ،‬مث يتساءؿ‪ :‬وكيف يكوف ذلك غّب متواتر وقد أطلق‬

‫(‪ )1‬لطائف اإلشارات (‪.)84/1‬‬


‫(‪ )2‬ينظر الكامل للهذرل ص‪ ،166‬ويراجع منجد ا‪٤‬بقرنْب ص‪ ،59‬وينظر ‪٧‬باضرات يف تاريخ‬
‫علم القراءات لػ ا‪.‬د‪ /‬عبد الكرمي صاحل‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلمالة للدكتور عبد الفتاح شليب‪.47-22‬‬
‫(‪ )4‬الكامل ص‪ ،167‬ويراجع‪ :‬ا‪٤‬بنجد ص‪.60‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪124‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫القراء عليو أ‪٩‬باً عن أمم وإذا كاف ا‪٤‬بد و‪ٚ‬بفيفو ا‪٥‬بمز واإلدغاـ غّب متواتر على‬
‫(‪.)1‬‬
‫اإلطبلؽ فما الذي يكوف متواتراً؟‬
‫ىذا وسائر أصوؿ القراءات يضبطو السماع ببل شبهو وموقف عليو كما نزؿ‪ ،‬ومن‬
‫ذلك اإلظهار واإلدغاـ واإلخفاء‪ ...‬إخل‪٥ ،‬بذا صح ا‪٢‬بكم بأف كل صغّبة وبّبة يف‬
‫القراءات توقيفية موثوؽ بصحتها يف نطق القراء اجمليدين‪ ،‬وقد نقل ىذه القراءات‬
‫أئمة كانوا على الدواـ أعياف أزمنتهم يف بلوغ الغاية من إتقاف الرواية والدراية‪،‬‬
‫ونصوا على تواتر األصوؿ القرآنية السالف ذكرىا‪.‬‬
‫يقوؿ ابن ا‪١‬بزري‪" :‬وىو – تواتر األصوؿ وما كاف من قبيل األداء يف ‪٫‬بو ما مثل‬
‫بو ابن ا‪٢‬باجب – ألنو إذا ثبت تواتر اللفظ ثبت تواتر ىيئة أدائو‪ ،‬بل كاف ىذا من‬
‫(‪.)2‬‬
‫باب أوذل ألف اللفظ ال يقوـ إال بو‪ ،‬أو ال يصح إال بوجوده"‬
‫وختاماً ديكن القوؿ بأنو‪ :‬إذا كاف األصل – أصل القراءات – مأخوذ من النيب‬
‫صلى اهلل عليو وسلم فالكيفية إذا البد أف تكوف ىي األخرى مأخوذة عن النيب‬
‫صلى اهلل عليو وسلم‪ ،‬ىذا ما تؤكده الشواىد يف عناية الذين ‪ٝ‬بعوا القرآف بعد النيب‬
‫صلى اهلل عليو وسلم من أهنم كانوا يرسلوف إذل الرجل ولو كاف على بعد ثبلث‬
‫من ا‪٤‬بدينة فيسألوه‪ :‬كيف أقرأؾ الرسوؿ صلى اهلل عليو وسلم آية كذا؟‬
‫‪٥‬بذا وغّبه صح بأف األصوؿ القرائية من مد وغّبه قد قعدت وأصلت وصفاً لقراء‬
‫رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وسلم الٍب نقلت إلينا جيبلً بعد جيل نقبلً متواتراً(‪.)3‬‬

‫ثانياً‪ :‬تواتر فرش الحروف‪.‬‬

‫(‪ )1‬ا‪٤‬بنجد ص‪ 60‬وما بعدىا‪.‬‬


‫(‪ )2‬النشر (‪.)3/1‬‬
‫(‪ )3‬رسالة ا‪٤‬بدات ص‪ ،22‬وينظر ‪٧‬باضرات يف تاريخ علم القراءات لػ ا‪.‬د‪ /‬عبد الكرمي صاحل‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪125‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫ا‪٢‬بروؼ أو القراءات الفرشية ا‪٤‬بنسوبة إذل القراء العشرة على قسمْب‪:‬‬


‫األول‪ :‬قسم أ‪ٝ‬بع عليو وىو جل القراءات الفرشية‪ ،‬والٍب دل ينفرد هبا واحد من‬
‫األئمة أو رواهتم‪ ،‬ودل يتطرؽ إليها إنكار أىل اللغة وغّبىم من ‪٫‬بو‪" :‬مالك"‬
‫و"خيادعوف" وغّب ذلك‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قسم انفرد بو بعض األئمة أو رواهتم‪ ،‬وأنكره بعض أىل اللغة‪ ،‬كا‪١‬بمع بْب‬
‫الساكنْب يف تاءات البزي‪ ،‬وإدغاـ أيب عمرو‪ ،‬وقراءة ‪ٞ‬بزة "فما اسطاعوا"‪،‬‬
‫وتسكْب‬
‫من أسكن "بارئكم" وبابو‪ ،‬وإسكاف مهزة "سبأ" و "السيء" ‪٨‬بفوض ا‪٥‬بمزة‪ ،‬والياء‬
‫من "يا بني" وإشباع الياء يف ‪٫‬بو "نرتعي" و "أفئدة"‪ ،‬وخفض "األرحام" والفصل‬
‫بْب ا‪٤‬بضافْب يف قراءة ابن عامر باألنعاـ(‪ )1‬وغّب ذلك(‪.)2‬‬
‫وللعلماء يف تواتر فرش ا‪٢‬بروؼ مذاىب‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫األوؿ‪ :‬أهنا متواترة وىو رأي ‪ٝ‬بهور أىل العلم‬
‫(‪.)3‬‬
‫الثاين‪ :‬أهنا غّب متواترة‪ ،‬ويعزى للداودي واإلبياري‬
‫(‪.)4‬‬
‫الثالث‪ :‬أهنا متواترة عند القراء خاصة ويعزى للماروزي‬

‫(‪ )1‬اآلية رقم‪.137 :‬‬


‫(‪ )2‬ا‪٤‬برشد الوجيز ص‪ ،176-174‬ا‪٤‬بنجد ص‪ ،63-62‬وال يلتفت إذل إنكار أىل اللغة يف‬
‫مثل ىذه القراءات الٍب ثبت تواترىا‪.‬‬
‫(‪ )3‬ا‪٤‬بعيار ا‪٤‬بعرب (‪.)71/12‬‬
‫(‪ )4‬السابق (‪.)73-71/12‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪126‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫الرابع‪ :‬أف فيها ا‪٤‬بتواتر وىو القسم األوؿ أو ما اجتمعت طرؽ نقلو‪ ،‬واتفقت عليو‬
‫الفرؽ من غّب نكّب‪ ،‬وفيها غّب ا‪٤‬بتواتر وىو القسم الثاين أو ما اختلفت على نقلو‬
‫(‪.)1‬‬
‫الطرؽ وإذل ىذا ذىب أبو شامة يف مرشده‬
‫والرأي ما قالو ا‪١‬بمهور من تواتر فرش ا‪٢‬بروؼ‪ ،‬فإذا كنا قد أثبتنا سلفاً تواتر‬
‫األصوؿ – الٍب ىي ‪٧‬بل ا‪٣‬ببلؼ يف الغالب – فمن باب أوذل تواتر ا‪٢‬بروؼ‬
‫الفرشية ألف أمر ا‪٣‬ببلؼ فيها أقل‪ ،‬ويف كبلـ أصحاب ا‪٤‬بذاىب الثبلثة األخّبة ما‬
‫يوجب ترؾ االعتماد عليها‪ ،‬ففي قوؿ الداودي واإلبياري فيما نقلو عن شيخو أيب‬
‫ا‪٤‬بعارل يف الربىاف ما يفهم منو أف تواتر القراءة فيما يرجع إذل اإلعراب وبابو ‪٩‬با ال‬
‫يعنيو ا‪٣‬بط – رسم ا‪٤‬بصحف – ويدخل يف ذلك ‪٫‬بو "ملك" و "مالك" و‬
‫"يخدعون" و "يخادعون" ىو ‪٧‬باؿ على نقل القراءة تواتراً‪ ،‬وأف ا‪٤‬براعي يف التواتر‬
‫(‪.)2‬‬
‫ما يتلقى من أىل ذلك الشأف‪ ،‬وأنو من الذي خيتص بو طوائف دوف غّبىم‬
‫وىذا يرجع إذل قوؿ ا‪٤‬باروزي يف شرح الربىاف‪ ،‬حيث جعل تواتر القراءة الٍب ال‬
‫تعطي ا‪٤‬بصحف يف ر‪٠‬بو ‪٨‬بالفتها ‪٧‬باالً على الذين ضبطوا وجوه القراءات واشتغلوا‬
‫(‪.)3‬‬
‫هبا فهم الذين تواترت عندىم‬

‫ثالثا‪ :‬تواتر اإلنفرادات‪ .‬ىناؾ انفرادات للقراء العشرة ورواهتم‪ ،‬ومن ىذه‬
‫االنفرادات ا‪٤‬بتواتر ا‪٤‬بعموؿ بو وغّب ا‪٤‬بتواتر ا‪٤‬بَبوؾ العمل بو‪ ،‬وميز علماء القراءة بْب‬
‫ىذا وذاؾ‪ .‬فمن االنفرادات اجملمع عليها وا‪٤‬بعموؿ هبا‪:‬‬

‫(‪ )1‬ا‪٤‬برشد الوجيز ‪.178-177‬‬


‫(‪ )2‬ا‪٤‬بعيار ا‪٤‬بعرب (‪.)72/12‬‬
‫(‪ )3‬السابق (‪.)84-72/12‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪127‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫‪ -1‬انفرادات مشَبكة بْب الدرة والنشر كما يف قراءة ابن ورداف وابن ‪ٝ‬باز‬
‫(لنحرقنو)(‪.)1‬‬
‫‪ -2‬انفرادات يف الدرة وليست يف الطيبة كما يف ‪٫‬بو قراءة ابن ورداف عن أيب‬
‫(‪)4‬‬
‫جعفر "ال يخرج إال نكداً"(‪ )2‬بضم الياء وكسر الراء(‪ ،)3‬وقراءة "سقاة – عمرة"‬
‫البن ورداف أيضاً‪ ،‬وقراءة "فتغرقكم"(‪ )5‬بتشديد الراء البن ورداف أيضاً(‪.)6‬‬
‫وأما االنفرادات غّب اجملمع عليها – ومن مث ال يعمل هبا – فكثّبة يف النشر وىي‬
‫مع صحة سندىا إذل أصحاهبا مث إلينا ال يقرأ هبا ودل تذكر مثل ىذه االنفرادات يف‬
‫الطيبة وال يقرأ هبا‪ ،‬ألهنا فقدت اإل‪ٝ‬باع على قراءهتا تعبداً‪ ،‬ومن مث التواتر‪ ،‬ودل يبق‬
‫من ىذه االنفرادات ا‪٤‬بَبوكة يف النشر إال موضع يف الدرة‪ ،‬وىذا يعمل هبا كالٍب يف‬
‫الطيبة‪ ،‬ألهنا لو دل تكن متواترة لنفاىا القراء من شرح الدرة وتبلمذة ابن ا‪١‬بزري‪،‬‬
‫ولشنع عليهم من جاء بعدىم يف إقرارىا‪ ،‬وىذا دليل على أف بقاء ما يتلى بو من‬
‫االنفرادات يعرفو الغّب‪ ،‬وقد أعطيت ىذه االنفرادات صفة اإل‪ٝ‬باع العملي لبقائها‬

‫(‪ )1‬سورة طو من اآلية‪ .97 :‬ونص ابن ا‪١‬بزري على االنفراد يف نشره (‪ )322/2‬يراجع‬
‫تقريب النشر ص ‪ ،142‬و‪ٙ‬ببّب التيسّب ص‪ ،462‬واإل‪ٙ‬باؼ (‪ )257-256/2‬وغّبىا‪.‬‬
‫(‪ )2‬األعراؼ من اآلية‪.58 :‬‬
‫(‪ )3‬النشر (‪ ،)270/2‬وتقريب النشر ص‪ ،115‬و‪ٙ‬ببّب التيسّب ص‪ ،373‬واإل‪ٙ‬باؼ‬
‫(‪.)52/2‬‬
‫(‪ )4‬التوبة من اآلية‪ ،19 :‬وينظر يف ىذه القراءة‪ :‬النشر (‪ ،)278/2‬و‪ٙ‬ببّب التيسّب ‪-388‬‬
‫‪.389‬‬
‫(‪ )5‬اإلسراء من اآلية‪.69:‬‬
‫(‪ )6‬النشر (‪ ،)308/2‬وتقريب النشر ص‪ ،134‬و‪ٙ‬ببّب التيسّب ص‪ ،438‬واإل‪ٙ‬باؼ‬
‫(‪ )202/2‬وغّبىا‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪128‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫إذل اليوـ من طريق الدرة‪ ،‬فهذه االنفرادات ‪ٚ‬بالف غّبىا ‪٩‬با ال يعمل بو‪ ،‬أضف إذل‬
‫ذلك أف االنفرادات ا‪٤‬بعموؿ هبا قد قرئ هبا ودونت منذ القدـ‪ ،‬وأف ابن ا‪١‬بزري‬
‫وغّبه دل يأتوا هبا من عند أنفسهم‪.‬‬
‫وبعد فلم يبق يف أي عصر إال ا‪٤‬بتواتر اجملمع عليو‪ ،‬و‪ٛ‬بيز ىذا عن غّبه‪ ،‬وبقى العلم‬
‫والتبليغ وضبط أمر ذلك با‪٤‬بشافهات احملكمة ا‪٤‬بتصلة‪ ،‬وبإحصاء تلك القراءات يف‬
‫ا‪٤‬بؤلفات‪ ،‬وزاد على ذلك رواية الكتب يف بعض األحياف كرواية الضباع وغّبه‬
‫لبعض ا‪٤‬بؤلفات كالنشر‪ ،‬واإل‪ٙ‬باؼ‪ ،‬ومًب الشاطبية‪ ،‬ومفردات الداين‪ ،‬وكل ىذه‬
‫أسباب قوة اجتمعت للقراءات ا‪٤‬بتواترة دوف غّبىا على أف أحداً ال ديكنو أف‬
‫يقرأ يف أي عصر ٗبا ليس متواتراً‪ ،‬ومن فعل باف أمره‪.‬‬
‫و‪٩‬با سبق ديكن القوؿ‪:‬‬
‫يستحيل أف ال يتواتر يف كل عصر ما تواتر قبلو والسيما بعد أف استقر‬ ‫‪‬‬
‫العلماء على ‪ٙ‬بديد ا‪٤‬بقبوؿ من القراءات من ا‪٤‬بَبوؾ‪ ،‬ودوف ىذا وذاؾ كانت العناية‬
‫وا‪٥‬بمم ناىضة باألوؿ – ا‪٤‬بعموؿ بو – أكثر وأبلغ من الثاين‪.‬‬
‫ليس وراء النشر والدرة وجو صحيح يقرأ بو‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما وجد من قراءات عن رواة القراء العشرة وطرقهم ودل يوصل إليها –‬ ‫‪‬‬
‫كعشرة نافع – وىي متواترة عند من يقرأ هبا يف مصره‪ ،‬فيسكت عنو‪.‬‬
‫فاتضح من ىذا كلو أف قراءات األئمة العشرة متواترة أصوالً وفرشاً حاؿ اتفاؽ‬
‫القراء وافَباقهم وىذا ما يتضح بعد استعراض أقواؿ العلماء على النحو اآليت‪.‬‬
‫وخالصة القول‪ :‬أف القراءات ا‪٤‬بتواترة توقيفية يتوقف تعليمها وتعلمها على الشارع‬
‫ا‪٢‬بكيم‪ ،‬وليست اختيارية اجتهادية‪ ،‬وانعقد اإل‪ٝ‬باع على صحة قراءات األئمة‬
‫العشرة وأنو ال ‪٦‬باؿ لبلجتهاد فيها‪ ،‬وإمنا كاف ذلك كذلك الف القراءة مروية عن‬
‫النيب صلى اهلل عليو وسلم ‪ ،‬وال تكوف القراءة بغّب ما روي‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪129‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫والدليل على ذلك‪ :‬أف القراءات السبع لو دل تكن متواترة لكاف بعض القرآف غّب‬
‫متواتر(‪ ، )1‬باطل االتفاؽ‪ ،‬فلزـ أف يكوف ا‪٤‬بقدـ ىو اآلخر باطل‪ ،‬وبياف ا‪٤‬ببلزمة‪ :‬أف‬
‫القراءات السبع أبعاض القرآف‪ ،‬وقرأ كل قوـ بواحدة منها‪ ،‬وأ‪ٝ‬بعت األمة على‬
‫جواز الصبلة بكل منها‪ ،‬فكلها قرآف متواتر‪ ،‬فإما أف تكوف قراءة واحدة منها فقط‬
‫ىي القرآف وغّبىا ليس كذلك‪ ،‬فيلزـ أف يكوف بعض القرآف غّب متواتر إذا قلنا أف‬
‫السبع ليس متوترة‪ ،‬وإما أف ال يكوف واحدة قرآناً وىذا باطل باالتفاؽ‪ ،‬وإما إف‬
‫يكوف بعضها قرآف دوف البعض اآلخر وىذا ‪ٚ‬بصيص من غّب ‪٨‬بصص‪ ،‬أو حكم‬
‫ببعضية القرآف دوف بعض وىذا ‪ٙ‬بكم باطل‪ ،‬الستواء كل منها يف صحة اإلسناد‬
‫وتواتر النقل‪ ،‬واستقامة وجهها يف العربية‪ ،‬وموافقة لفظها ‪٣‬بط ا‪٤‬بصحف ا‪٤‬بنسوب‬
‫إذل صاحبها‪ ،‬وىذه الثبلثة مع غّبىا من ا‪٤‬بسوغات االخرى ىي الٍب يتعْب هبا‬
‫ترجيح القراءة ا‪٤‬بتواترة(‪ ،)2‬فثبت بالدليل العقلي تواتر القراءات السبع‪.‬‬
‫وأيضاً مما يدل على صحة تواتر القراءات الثالث المتممة للعشر‪:‬‬
‫تواتر حديث األحرؼ عن النيب صلى اهلل عليو وسلم ‪٩ ،‬با يدؿ على العلم والقطع‬
‫بإنزاؿ القرآف على سبعة أحرؼ‪ ،‬وال شك أف القراءات الثبلث داخلة يف األحرؼ‬
‫السبعة‪ ،‬وا‪١‬بمهور على تواتر ما بقى من األحرؼ السبعة وىو قراءات األئمة العشرة‬
‫ونسخ ما عداىا‪ ،‬وا‪٢‬بكم بتشديده‪ ،‬فدؿ ىذا على أف القراءات الثبلث صحيحة‬
‫مشهورة مستفيضة متواترة‪ ،‬يقرأ هبا تعبداً يف غّب الصبلة‪ ،‬ويقرأ هبا يف الصبلة فرضاً‬
‫ونفبلً‪.‬‬

‫(‪ )1‬رفع ا‪٢‬باجب (‪.)93-92/2‬‬


‫(‪ )2‬ينظر‪ :‬الربىاف (‪ )318/1‬وما بعدىا‪ ،‬واإلتقاف (‪ ،)258/1‬وشرح الكوكب ا‪٤‬بنّب‬
‫(‪ ،)127/2‬وفواتح الر‪ٞ‬بات (‪ ،)15/2‬وتقريب النشر ص‪.34‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪130‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫فهذا أبو جعفر يصلي بالناس دىراً ويقرئ الناس يف مسجد رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ال يتقدـ عليو أحد ما ينيف عن ‪ٟ‬بسْب سنة‪ ،‬ودل ينكر عليو أحد‬
‫قراءتو‪ ،‬وكاف إذ ذاؾ ‪ٝ‬باعات كبّبة من الصحابة والتابعْب والعلماء ‪٩‬بن يرجع ويعوؿ‬
‫عليهم يف ىذا‪ ،‬بل ائتم الناس بو وأخذوا عنو – مع ما أخذوا – قراءتو دوف قراءة‬
‫(‪.)1‬‬
‫غّبه‪ ،‬ىذا مع أنو كاف أحد شيوخ اإلماـ السبعي نافع رضي اهلل عنهم أ‪ٝ‬بعْب‬
‫ودل خيتلف األمر عند يعقوب ا‪٢‬بضرمي إماـ جامع البصرة الكبّب‪ ،‬يصلي ويقرئ‬
‫الناس‪ ،‬وبالبصرة آنذاؾ أكابر العلماء و‪٧‬بققيهم يف الدين‪ ،‬ودل ينكر أحد قراءتو بل‬
‫أئتموا بو يف صلواهتم وأخذوا منو – مع ما أخذوا – قراءتو‪ ،‬أضف إذل ىذا أف‬
‫يعقوب قرأ على سبلـ الطويل وقرأ سبلـ على أبو عمرو وعاصم القارئاف‬
‫(‪.)2‬‬
‫السبعياف‬
‫ويأيت خلف العاشر خا‪ٛ‬بة الثبلثة والعشرة‪ ،‬ودل ‪ٚ‬برج قراءتو عن قراءات السبعة‪ ،‬بل‬
‫دل ‪ٚ‬برج قراءتو عن قراءة الكوفيْب‪ ،‬بل دل ‪ٚ‬برج قراءتو عن قراءة شيخو – ‪ٞ‬بزة – إال‬
‫نادراً‪ ،‬وكاف مع ىذا من األئمة الذين يقتدى هبم ويأخذ عنهم القرآف والقراءات‪،‬‬
‫فضبلً عن أنو كاف ‪٩‬بن يفًب بتبلوتو – ‪١‬بما‪٥‬با – دل ينكر أحد قراءتو بل أخذوىا‬
‫عنو مع ما أخذوا(‪ .)3‬ىذا مع ما اتصف بو القراء الثبلثة من الفقو واألمانة وغّبىا‪،‬‬
‫فثبت بالدليل العقلي أف القراءات الثبلث ا‪٤‬بتممة للعشر متواترة كالسبع‪.‬‬

‫أقوال العلماء في تواتر القراءات‪:‬‬

‫(‪ )1‬يراجع إٔباث يف القراءات للشنقيطي ص‪.67-66‬‬


‫(‪ )2‬يراجع إٔباث يف القراءات ص‪ ،69-68‬وينظر ‪٧‬باضرات يف تاريخ علم القراءات لػ ا‪.‬د‪/‬‬
‫عبد الكرمي صاحل‪.‬‬
‫(‪ )3‬يراجع إٔباث القراءات ص‪.71-69‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪131‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫أوالً‪ :‬أقوال العلماء في القراءات السبع‪ :‬بعد أف ثبت بالدليل العقلي تواتر‬
‫القراءات السبع حيسن أف نذكر ‪ٝ‬بلة من نصوص العلماء تؤكد على ىذا التواتر‬
‫فيما يأيت‪ :‬قاؿ النووي‪" :‬القرآف ال يثبت إال بالتواتر‪ ،‬وكل واحد من السبعة متواترة‪،‬‬
‫(‪.)1‬‬
‫ىذا ىو الصواب‪ ،‬ومن قاؿ غّبه فغالط أو جاىل"‬
‫وقاؿ الشيخ زكريا األنصاري‪" :‬والقراءات السبع ا‪٤‬بروية عن القراء السبعة متواترة‬
‫(‪.)2‬‬
‫نقلت من النيب صلى اهلل عليو وسلم إلينا متواترة"‬
‫ونقل السروجي ا‪٢‬بنفي عن أىل السنة أف القراءات السبع متواترة عن النيب صلى‬
‫اهلل عليو وسلم بل وادعى إ‪ٝ‬باع األمة – ما عدا ا‪٤‬بعتزلة – على ىذا‪ ،‬قاؿ‪" :‬واألمة‬
‫‪٦‬بمعة ما عدا ا‪٤‬بعتزلة على أف كل واحد من السبع ثبت عن رسوؿ اهلل صلى اهلل‬
‫(‪.)3‬‬
‫عليو وسلم بالتواتر"‬
‫كما نقل السيد ‪٧‬بمد الطباطيب‪" :‬وقد أ‪ٝ‬بع العلماء على تواتر القراءات السبع‪،‬‬
‫والقائلْب بتواتر القراءات السبع مطلقاً العبلمة ابن ا‪٤‬بطهر وابن فهد واحملدث ا‪٢‬برملي‬
‫(‪.)4‬‬
‫والفاضل ا‪١‬بواد‪ ،‬ومعظم اجملتهدين من أصحابنا"‬
‫ونكتفي من النصوص هبذا القدر الذي حيقق ا‪٥‬بدؼ ا‪٤‬بقصود‪ ،‬وىو إثبات تواتر‬
‫القراءات السبع‪ ،‬وما يَبتب عليو على ذلك من حجتها إ‪ٝ‬باعاً عرب القروف‪ ،‬حيث‬
‫أف إيراد ‪ٝ‬بيع النصوص الٍب قيلت منذ الزمن الغابر إذل العصر ا‪٢‬باضر أمر متعذر –‬

‫(‪ )1‬اجملموع شرح ا‪٤‬بهذب (‪.)329/3‬‬


‫(‪ )2‬لطائف اإلشارات (‪ ،)77/1‬والبحر احمليط (‪.)466/1‬‬
‫(‪ )3‬شرح لب األصوؿ ص‪.34‬‬
‫(‪ )4‬تفسّب القا‪٠‬بي (‪.)315/1‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪132‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫إف دل يكن يف شبو ا‪٤‬بستحيل – فضبلً عن تشاهبها ‪٩‬با جيعل ذكرىا تكراراً ‪٤‬بعُب‬
‫واحد‪ ،‬ىكذا قالوا يف القراءات السبع‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أقوال العلماء في تواتر القراءات الثالث المتممة للعشر‪:‬‬


‫لعل يف ذكر ‪ٝ‬بلة من أقواؿ العماء القائلْب بتواتر الثبلث مزيد تأكيد على تواتر‬
‫القراءات الثبلثة وىو ما يتضح يف األقواؿ اآلتية‪ :‬قاؿ ابن مهراف – ونقلو عنو‬
‫ا‪١‬بعربي وغّبه ‪" :-‬ىذه القراءات العشر كلها حق وليس أحدىا بأوذل من‬
‫(‪.)1‬‬
‫األخرى"‬
‫وىو هبذا يرى مساواة القراءات الثبلث للسبع دوف تفريق؛ ألف أئمة القراءات‬
‫العشر كما قاؿ ا‪٥‬بمذاين يف غايتو ىم‪ " :‬الذين اقتدى الناس بقراءاهتم و‪ٛ‬بسكوا‬
‫فيها ٗبذىبهم من أىل ا‪٢‬بجاز والشاـ والعراؽ"(‪ ،)2‬بل وقدـ ا‪١‬بميع أبا جعفر‪ ،‬كما‬
‫(‪.)3‬‬
‫قدـ يعقوب على الكوفيْب‪ ،‬وأجرى الثبلثة ‪٦‬برى السبعة‬
‫وقاؿ ا‪١‬بعربي‪" :‬ال فرؽ بْب قراءة السبعة وبْب قراءة أحد الثبلثة وىم‪ :‬أبو جعفر‬
‫ويعقوب وخلف"(‪ .)4‬ويقوؿ أبو حياف األندلسي وقد سئل عن مسألة جواز القراءة‬
‫بالثبلث وتواترىا ومساواهتا للسبع فقاؿ‪" :‬نعم جيوز ذلك وقرئ هبا يف أمصار‬
‫(‪.)5‬‬
‫ا‪٤‬بسلمْب‪ ،‬وال نعلم أحد من ا‪٤‬بسلمْب حظر القراءة بالثبلث الزائدة على السبع"‬
‫من ىذا يتضح لنا صحة تواتر القراءات الثبلثة ا‪٤‬بتممة للعشرة عن النيب صلى اهلل‬
‫عليو وسلم ‪ .‬واهلل أعلى وأعلم‪.‬‬

‫(‪ )1‬خبلصة األٕباث ص‪ ،83‬ويراجع ا‪٤‬بنجد ص‪.46‬‬


‫(‪ )2‬غاية االختصار (‪ ،)3/1‬ويراجع منجد ا‪٤‬بقرنْب ص‪.47-46‬‬
‫(‪ )3‬السابق (‪.)7/1‬‬
‫(‪ )4‬خبلصة األٕباث ص‪.83‬‬
‫(‪ )5‬خبلصة األٕباث ص‪ ،84‬ومنجد ا‪٤‬بقرنْب ص‪.28-25‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪133‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫خاتمة البحث‬
‫فقد انتهيت ٕبمد اهلل عز وجل وتوفيقو من البحث ولكن البحث دل ينتو بعد‪،‬‬
‫فعلم القراءات ميداف فسيح األرجاء ال تثبت فيو أقداـ األبطاؿ‪ ،‬وٕبر زاخر عميق‬
‫األغوار ال جييد السباحة فيو إال الدرب من الرجاؿ‪ ،‬أما الغوص يف أعماقو فهو امر‬
‫بعيد ا‪٤‬بناؿ كلوف القرآف بقراءاتو ال تنتهي عجائبو وال تنقضي غرائبو‪ ،‬ولقد هتيبت‬
‫أف أوقف بباب ىذا البحث فضبلً عن أف اطوؼ برحابو‪ ،‬ولكن استخرت اهلل‬
‫تعاذل فشرح صدري‪ ،‬فلم يكن يف بعد إال أف أ٘برد من حورل وقويت واعتصم ٕبولو‬
‫سبحانو وقوتو سبحانو وتعاذل‪ ،‬واستمد منو العوف والتوفيق فكاف رل عز وجل نعم‬
‫ا‪٤‬بوذل ونعم ا‪٤‬بعْب وقد اتضح لنا من خبلؿ معيشتنا مع ىذه الصفحات الطيبة عدة‬
‫أمور نوجزىا فيما يلي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬أف علم القراءات كاف مبلزماً لنزوؿ القرآف الكرمي‪ ،‬وأف اهلل عز وجل أنزلو‬
‫على سبعة أحرؼ تيسّباً على األزمة ورفع ا‪٤‬بشقة عنها وإثراء لغتها و‪٠‬بو حضارهتا‬
‫العريقة‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬بياف العبلقة الوثيقة بْب القرآف والقراءات ا‪٤‬بتواترة إذ القرآف والقراءات ا‪٤‬بتواترة‬
‫وحدة قرآنية واحدة‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬إف القراءات العشر الٍب ورد هبا القرآف الكرمي توقيفيو من رسوؿ اهلل ﷺ‬
‫ال جيوز االجتهاد فيها على أي ‪٫‬بو‪ ،‬وقد قرأ هبا الصحابة ومن بعدىم إذل يومنا‬
‫ىذا‪ ،‬وأهنا العمدة يف تصحيح اللغة العربية وال عكس‪.‬‬
‫وبعد فهذا جهدي بغنمو وغرمو‪ ،‬هلل ا‪٢‬بمد وا‪٤‬بنة ولو العتىب مِب حٌب يرضى‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪134‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫وصلي اهلل وسلم وبارؾ على سيدنا ‪٧‬بمد صلى اهلل عليو وسلم وعلى آلو وصحبو‬
‫وسلم تسليماً كثّباً‪.‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫اإلبانة عن معاين القراءة‪٤ :‬بكي بن أيب طالب القيسي (ت‪ 437 :‬ىػ)‬ ‫‪‬‬
‫‪ٙ‬بقيق د‪ /‬عبد الفتاح شليب‪ .‬ط دار النهضة مصر للطباعة والنشر‪.‬‬
‫إ‪ٙ‬باؼ فضبلء البشر بالقراءات األربعة عشر‪ :‬للعبلمة أ‪ٞ‬بد بن عبد الغِب‬ ‫‪‬‬
‫الدمياطي (ت‪ 1117 :‬ىػ) ‪ٙ‬بقيق د‪ /‬شعباف ‪٧‬بمد إ‪٠‬باعيل‪ .‬ط عادل الكتب‬
‫مكتبة الكليات األزىرية الطبعة األوذل ‪ 1407‬ىػ ‪ 1987 -‬ـ‪.‬‬
‫اإلتقاف يف علوـ القرآف‪١ :‬ببلؿ الدين السيوطي (ت‪ 911 :‬ىػ) ط ا‪١‬بهاز‬ ‫‪‬‬
‫ا‪٤‬بركزي للكتب ا‪١‬بامعية وا‪٤‬بدرسية والوسائل التعليمية‪.‬‬
‫األحرؼ السبعة للقرآف‪ :‬أليب عمرو الداين (ت‪ 444 :‬ىػ) ‪ٙ‬بقيق عبد‬ ‫‪‬‬
‫ا‪٤‬بهيمن الطحاف – مكتبة ا‪٤‬بنارة مكة ا‪٤‬بكرمة الطبعة األوذل ‪ 1408‬ىػ‪.‬‬
‫اإلضاءة يف بياف أصوؿ القراءة‪ :‬للشيخ‪ /‬علي ‪٧‬بمد الضباع ملتزـ عبد‬ ‫‪‬‬
‫ا‪٢‬بميد حنفي بشارع ا‪٤‬بشهد ا‪٢‬بسيِب – القاىرة‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪135‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫األـ‪ :‬لئلماـ ا‪١‬بليل ‪٧‬بمد ابن إدريس الشافعي‪ ،‬تصحيح‪٧ :‬بمد زىري‬ ‫‪‬‬
‫النجار ط‪ /‬دار ا‪٤‬بعرفة – بّبوت‪ ،‬ودار الغد العريب‪.‬‬
‫البحر احمليط‪ :‬لئلماـ أيب حياف الغرناطي أيب عبد اهلل ‪٧‬بمد بن يوسف بن‬ ‫‪‬‬
‫حياف (ت‪ 745 :‬ىػ) ط‪ /‬السعادة – مصر‪ -‬الطبعة األوذل سنة ‪ 1328‬ىػ‪.‬‬
‫الربىاف يف علوـ القرآف‪ :‬لبدر الدين ‪٧‬بمد بن هبادر الزركشي (ت‪794 :‬‬ ‫‪‬‬
‫ىػ) ‪ٙ‬بقيق د‪ /‬يوسف عبد الر‪ٞ‬بن ا‪٤‬برغشلي وآخروف ط‪ /‬دار ا‪٤‬بعرفة بّبوت – لبناف‬
‫– الطبعة األوذل (ت‪ 1410 :‬ىػ ‪ 1990 /‬ـ)‪.‬‬
‫التبصرة يف القراءات السبع‪ :‬أليب ‪٧‬بمد مكي بن أيب طالب القيسي حقق‬ ‫‪‬‬
‫نصو وعلق حواشيو د‪٧ /‬بي الدين رمضاف منشورات معهد ا‪٤‬بخطوطات العربية –‬
‫ا‪٤‬بنظمة العربية للَببية والثقافة العلوـ‪.‬‬
‫‪ٙ‬ببّب التيسّب يف قراءات األئمة العشرة‪ :‬البن ا‪١‬بزري (ت‪ 833 :‬ىػ)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ٙ‬بقيق الشيخ عبد الفتاح القاضي‪ ،‬و‪٧‬بمد الصادؽ قمحاوي‪ ،‬نشر دار الوعي‬
‫ٕبلب الطبعة األوذل (ت‪ 1329:‬ىػ ‪ 1972 /‬ـ)‪.‬‬
‫تدريب الراوي يف شرح تقريب النواوي‪ :‬للحافظ جبلؿ الدين عبد الر‪ٞ‬بن‬ ‫‪‬‬
‫أيب بكر السيوطي (ت‪ 911 :‬ىػ)‪ ،‬حققو راجع أصولية األستاذ الدكتور‪ /‬عبد‬
‫الوىاب عبد اللطيف – منشورات ا‪٤‬بكتبة العلمية با‪٤‬بدينة ا‪٤‬بنورة – الطبعة الثانية‬
‫‪1392‬ىػ ‪1972 /‬ـ‪.‬‬
‫التذكرة يف القراءات الثماف‪ :‬أليب ا‪٢‬بسن طاىر ابن عبد ا‪٤‬بنعم ابن غلبوف‬ ‫‪‬‬
‫(ت‪ 399 :‬ىػ)‪ٙ ،‬بقيق د‪ /‬أدين رشدي سويد‪ ،‬ط‪ /‬ا‪١‬بماعة ا‪٣‬بّبية لتحفيظ القرآف‬
‫الكرمي ٔبده‪ ،‬الطبعة األوذل ‪1412‬ىػ ‪ 1991 /‬ـ‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪136‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫تقريب النشر يف القراءات العشر‪ :‬لئلماـ أيب ا‪٣‬بّب ‪٧‬بمد بن ا‪١‬بزري (ت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 833‬ىػ)‪ٙ ،‬بقيق فضيلة الشيخ إبراىيم عطوه عوض‪ ،‬ط‪ /‬مصطفى البايب ا‪٢‬بليب ‪-‬‬
‫الطبعة األوذل ‪ 1381‬ىػ ‪ 1961 /‬ـ‪.‬‬
‫التيسّب يف القراءات السبع‪ :‬تأليف اإلماـ أيب عمرو عثماف بن سعيد‬ ‫‪‬‬
‫الداين (ت‪ 444 :‬ىػ)‪ ،‬ط‪ /‬دار الكتب العلمية – بّبوت – لبناف – الطبعة‬
‫األوذل ‪ 1416‬ىػ ‪ 1996 /‬ـ‪.‬‬
‫جامع البياف يف تفسّب القرآف‪ :‬لئلماـ ‪٧‬بمد بن جرير الطربي (ت‪310 :‬‬ ‫‪‬‬
‫ىػ)‪ ،‬ط‪ /‬دار ا‪٤‬بعرفة – بّبوت – لبناف‪.‬‬
‫حجة القراءات لئلماـ ا‪١‬بليل أيب زرعة عبد الر‪ٞ‬بن بن ‪٧‬بمد بن ز‪٪‬بلة‬ ‫‪‬‬
‫‪ٙ‬بقيق سعيد األفغاين ط‪ /‬مؤسسة الرسالة – الطبعة الرابعة (‪ 1401‬ىػ‪1984 /‬ـ‪.‬‬
‫الدر ا‪٤‬بنثور يف التفسّب با‪٤‬بأثور‪ :‬لئلماـ عبد الر‪ٞ‬بن بن الكماؿ جبلؿ‬ ‫‪‬‬
‫الدين السيوطي (ت‪ 911 :‬ىػ)‪ ،‬ط‪ /‬دار الفكر – بّبوت – لبناف‪.‬‬
‫السبعة يف القراءات‪ :‬أل‪ٞ‬بد بن موسى بن ‪٦‬باىد (ت‪ 324 :‬ىػ)‪ٙ ،‬بقيق‬ ‫‪‬‬
‫شوقي ضيف‪ ،‬دار ا‪٤‬بعارؼ الطبعة األوذل‪.‬‬
‫شرح طيبة النشر يف القراءات العشر‪ :‬أليب القاسم النويري ‪ٙ‬بقيق وتعليق ‪/‬‬ ‫‪‬‬
‫الشيخ عبد الفتاح السيد سليماف أبو سنو – ا‪٥‬بيئة العامة ‪٤‬بطابع األمّبية‬
‫(‪1410‬ىػ ‪ 1989 /‬ـ)‪.‬‬
‫صحيح مسلم بشرح النووي‪ :‬لئلماـ أيب بكر زكريا النووي (ت‪676 :‬‬ ‫‪‬‬
‫ىػ)‪ ،‬ط‪ /‬دار الرياف – القاىرة‪.‬‬
‫العنواف يف القراءات السبع‪ :‬أليب طاىر إ‪٠‬باعيل بن خلف األنصاري (ت‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 455‬ىػ)‪ٙ ،‬بقيق د‪ /‬زىّب زاىد‪ ،‬ود‪ /‬خليل العطية‪ ،‬ط‪ /‬عادل الكتب – بّبوت‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1406‬ىػ‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬


‫‪137‬‬ ‫مجلة الحجاز العالمية المحكمة للدراسات اإلسالمية والعربية‬

‫رقم اإليداع الدولي (ردمد) ‪ISSN 1658-7138‬‬ ‫العدد الثالث عشر – محرم ‪1437‬ىـ ‪ /‬نوفمبر ‪2015‬م‬

‫غاية االختصار يف قراءات العشرة أئمة األمصار‪ :‬لئلماـ ا‪٤‬بقرئ ا‪٢‬بافظ أيب‬ ‫‪‬‬
‫العبلء ا‪٢‬بسن بن أ‪ٞ‬بد ا‪٢‬بسن ا‪٥‬بمزاين العطار (ت‪ 569 :‬ىػ)‪ٙ ،‬بقيق ودراسة د‪/‬‬
‫أشرؼ ‪٧‬بمد فؤاد طلعت – مكتبة التوعية اإلسبلمية – للتحقيق والنشر والبحث‬
‫العلمي ٗبصر ‪1418‬ىػ ‪ 1998 /‬ـ‪.‬‬
‫غاية النهاية يف طبقات القراء للحافظ أيب ا‪٣‬بّب مشس الدين ‪٧‬بمد بن‬ ‫‪‬‬
‫‪٧‬بمد ا‪١‬بزري (ت‪ 833 :‬ىػ)‪ ،‬دار الكتب العلمية – بّبوت‪.‬‬
‫غيث النفع يف القراءات السبع للعبلمة علي النوري ا‪٤‬بعروؼ بالصفاقس‬ ‫‪‬‬
‫(ت‪ 1118 :‬ىػ)‪ ،‬مطبوع هبامش سراج القارئ ا‪٤‬ببتدئ‪ ،‬ط‪ /‬مصطفى البايب ا‪٢‬بليب‬
‫(‪ 1934‬ـ) القاىرة‪.‬‬
‫فضائل القرآف ومعا‪٤‬بو وآدابو‪ :‬أليب عبيد القاسم بن سبلـ (ت‪224 :‬‬ ‫‪‬‬
‫ىػ)‪ ،‬دراسة و‪ٙ‬بقيق األستاذ‪ /‬أ‪ٞ‬بد بن عبد الواحد ا‪٣‬بياطي – ط‪ /‬فضالة –‬
‫ا‪٤‬بغرب‪ ،‬وطبعو بتحقيق وىيب سليماف عاوجي ط‪ /‬دار الكتب العلمية – األوذل‬
‫‪1411‬ىػ ‪ 1991 /‬ـ‪.‬‬
‫فواتح الر‪ٞ‬بوت يف األصوؿ لػػعبد العل ػػي ‪٧‬بمد‪ .‬ط‪ /‬األمّبيػػة سنة ‪1324‬ىػ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫القراءات وأثرىا يف تفسّب اإلماـ النسفي‪ :‬لؤلستاذ الدكتور‪ /‬عبد الكرمي‬ ‫‪‬‬
‫إبراىيم صاحل‪ ،‬رسالة دكتوراه بكلية الدراسات اإلسبلمية والعربية – القػاىرة‪.‬‬
‫لطائف اإلشارات تفسّب صويف كامل للقرآف الكرمي – لئلماـ القشّبي –‬ ‫‪‬‬
‫‪ٙ‬بقيق د‪ /‬إبراىيم بسيوين‪ ،‬ط‪ /‬ا‪٥‬بيئة ا‪٤‬بصرية العامة للكتاب ‪ 1981‬ـ‪.‬‬
‫‪٧‬باسن التأويل‪ :‬للعبلمة ‪٧‬بمد ‪ٝ‬باؿ الدين القا‪٠‬بي‪ٙ ،‬بقيق الشيخ‪٧ /‬بمد‬ ‫‪‬‬
‫فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط‪ /‬دار إحياء الكتب العربية – فيصل عيسى الببليب ا‪٢‬بلبػي‪.‬‬

‫‪Al Hijaz International Refereed Journal for Islamic & Arabic Studies.‬‬
‫‪Issue: 13، Muharram 1437H. / November 2015‬‬ ‫‪ISSN 1658-7138‬‬
‫‪138‬‬ ‫علم القراءات‪ ،‬دراسة تاريخية‪ .‬د‪ .‬عبداهلل بن عواد الجهني‬

‫‪٧‬باضرات يف تاريخ علم القراءات‪ :‬لؤلستاذ الدكتور‪ /‬عبد الكرمي إبراىيم‬ ‫‪‬‬
‫صاحل‪ ،‬ط‪ /‬دار الصحابة‪.‬‬
‫ا‪٤‬بعيار ا‪٤‬بعرب وا‪١‬بامع ا‪٤‬بغرب عن فتاوى علماء إفريقيا واألندلس وا‪٤‬بغرب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أل‪ٞ‬بد بن حيٓب الورنشريس‪ ،‬خرجو ‪ٝ‬باعة من الفقهاء بإشراؼ د‪٧ /‬بمد حجي‪،‬‬
‫ط‪ /‬دار ا‪٤‬بغرب العريب‪.‬‬
‫ا‪٤‬بفردات يف غريب القرآف أليب القاسم ا‪٢‬بسيِب بن ‪٧‬بمد ا‪٤‬بعروؼ بالراغب‬ ‫‪‬‬
‫األصفهاين (‪ 502‬ىػ)‪ٙ ،‬بقيق وضبط د‪٧/‬بمد سيد الكيبلين‪ ،‬ط مصطفى ا‪٢‬بليب‪.‬‬
‫منجد ا‪٤‬بقرئْب ومرشد الطالبْب‪ :‬لشيخ اإلقراء يف زمانو اإلماـ مشس الدين‬ ‫‪‬‬
‫أيب ا‪٣‬بّب ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد بن ا‪١‬بزري (ت‪ 833 :‬ىػ)‪ ،‬ط‪ /‬دار زاىػد القدسػػي‪.‬‬
‫النشر يف القراءات العشر‪ :‬للحافظ أيب ا‪٣‬بّب ‪٧‬بمد بن ‪٧‬بمد الدمشقي‬ ‫‪‬‬
‫الشهّب بابن ا‪١‬بزري (ت‪ 823 :‬ىػ)‪ ،‬ط‪ /‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بّبوت – لبناف‪.‬‬
‫الوايف يف شرح الشاطبية يف القراءات السبع‪ :‬للشيخ عبد الفتاح القاضي –‬ ‫‪‬‬
‫الناشر مكتبة ومطبعة عبد الر‪ٞ‬بن ‪٧‬بمد – لنشر القرآف الكرمي والكتب اإلسبلمية‪.‬‬

‫‪A Historic study of AlQiraat science. Dr.Abdallah Bin Awwad Al-Johani.‬‬

You might also like