Professional Documents
Culture Documents
الصوم في الاسلام 01
الصوم في الاسلام 01
الصوم في الاسلام 01
ت لِلرَّ ۡح ٰ َم ِن َ
ص ۡو ٗما ﴾..أو الكف عن الشيء ،ومنه قول هللا تعالى حكاية عن مريمَ ﴿ :فقُول ِٓي إِ ِّني َن َذ ۡر ُ
أي :إمساكا ً عن الكالم .والصوم في الشرع اإلسالمي عبادة بمعنى« :اإلمساك عن المفطرات على وجه مخصوص ،وشروط مخصوصة
من طلوع الفجر الثاني ،إلى غروب الشمس ،بنية» .وال يقتصر على صوم شهر رمضان ،بل يشمل جميع أنواع الصوم ،وهو إما فرض
عين وهو صوم شهر رمضان من كل عام ،وما عداه إما واجب مثل :صوم القضاء أو النذر أو الكفارة .وإما تطوع ويشمل :المسنون
المؤكد ،والمندوب (المستحب) والنفل المطلق ،ومن الصوم أيضا ما يشرع تركه وهو الصوم المنهي عنه كصيام يوم الشك ،ويحرم صوم
.يوم عيدي الفطر واألضحى
والصوم في اإلسالم هو عبادة يتفق المسلمون على اتباع نهج النبي في تحديد ماهيتها وأساسياتها ،فهو بمعنى« :اإلمساك عن المفطرات
من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بنية» ،كما أن صوم شهر رمضان من كل عام :فرض بإجماع المسلمين ،وهو أحد أركان
اإلسالم الخمسة ،وفضائله متعددة ،ويشرع قيام لياليه ،وخصوصا ً العشر األواخر منه ،وفيه ليلة القدر ،وتتعلق به زكاة الفطر ،وهو عند
المسلمين موعد للفرحة ،والبر والصلة ،وعوائد الخير .وفرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية للهجرة ،بأدلة منها قول هللا تعالى:
ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ
ص َيا َُم ُ ْ﴿﴾،كت َ
وحديث« :بني اإلسالم على خمس »..وذكر منها :صوم رمضان ،وحديث األعرابي السائل عن شرائع الدين ،قال :هل علي غيره؟ أي:
صوم رمضان ،قال في الحديث« :ال ،إال أن تطوع شيئا» .وصوم شهر رمضان من كل عام :فرض على كل مسلم مكلف مطيق للصوم
غير مترخص بسبب المرض أو السفر ،وال يصح الصوم إال من مسلم عاقل مع خلو المرأة من الحيض والنفاس .وللصوم أحكام مفصلة
في علم فروع الفقه ،ومنها وجوب الصوم ،وأركانه ،وشروطه ،ومبطالته ،ومستحباته ،ومكروهاته ،وأحكام الفطر ،واألعذار الشرعية
.المبيحة للفطر ،ومواقيت الصوم ،لدخول الشهر وخروجه ،ووقت اإلمساك ،والتسحر ،واإلفطار ،والقضاء واألداء وغير ذلك
محتويات
في اللغة
الص َّْو ُم في اللغة مصدر بمعنى :اإلمساك مطلقا ،سواء كان إمساكا عن المشي أو عن الفعل والحركة أو إمساكا عن الكالم أو عن األكل
والشرب أو غير ذلك ،قال أبو عبيدة :كل ممسك عن طعام أو كالم أو سير فهو صائم .ومادته( :ص و مـ) ،والفعل صام مثل قال،
والصوم أو الصيام بمعنى واحد ،قال في القاموس المحيط :صام صوما وصياما واصطام :أمسك عن الطعام والشراب والكالم والنكاح
والسير ،قال ابن فارس( :صوم) الصاد والواو والميم أصل يدل على إمساك وركود في مكان ،من ذلك صوم الصائم هو إمساكه عن
ٱش َر ِبي َو َقرِّ ي َع ۡي ٗن ۖا َفإِمَّا َت َر ِينَّ م َِن ۡٱل َب َش ِر
مطعمه ومشربه وسائر ما منعه ،ويكون اإلمساك عن الكالم صوما .ومنه قول هللا تعالىَ ﴿ :ف ُكلِي َو ۡ
ص ۡو ٗما َفلَ ۡن أ ُ َكلِّ َم ۡٱل َي ۡو َم إِنسِ ٗ ّيا ﴾)26( .قال ابن عباس :صمتا ،أي :إمساكا عن الكالم ،أَ َح ٗدا َفقُول ِٓي إِ ِّني َن َذ ۡر ُ
ت لِلرَّ ۡح ٰ َم ِن َ
ويقويه قوله تعالىَ ﴿ :فلَ ۡن أ ُ َكلِّ َم ۡٱل َي ۡو َم إِنسِ ٗ ّي ا﴾ واالمتناع عن الكالم بهذه الصفة المذكورة في قصة مريم إنما هو إخبار عن حكم في شرع
سابق ،أما في شريعة اإلسالم؛ فاالمتناع عن الكالم مع الناس ال يعد عبادة ،بل هو من التنطع المنهي عنه ،فيأخذ الحكم في الشرع
اإلسالمي منحى وسطا بين اإلفراط والتفريط ،ويدل على هذا حديث« :من كان يؤمن باهلل واليوم اآلخر فليقل خيرا أو ليصمت» ،وحديث:
«».ال يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثالث
قال ابن منظور« :الصوم :ترك الطعام والشراب والنكاح والكالم ،صام يصوم صوما وصياما واصطام ،ورجل صائم وصوم من قوم
».صوام وصيام وصوم بالتشديد
فعل أو َق ْو ل كان .فالسكوت عن الكالم يسمى في اللغة صوما .قال الخليل :الصوم قيام بال عمل ،والصوم أيضا
فالص َّْو ُم :إمساك عن أيَّ ٍ
اإلمساك عن الطعم وقد صام الرجل من باب قال ،وصياما أيضا ،وصام الفرس قام على غير اعتالف ،وصام النهار قام قائم الظهيرة
واعتدل ،والصوم أيضا ركود الرياح ،وقال ابن فارس :والصوم :استواء الشمس انتصاف النهار ،كأنها ركدت عند تدويمها ،وكذا يقال:
صام النهار ،قال امرؤ القيس :إذا صام النهار وهجرا ،ومصام الفرس :موقفه ،وكذلك مصامته ،قال الشماخ :إذا ما استاف منها مصامة.
وفي القاموس المحيط :وصام منيته :ذاقها ،والنعام :رمى بذرقه وهو صومه ،والرجل :تظلل بالصوم لشجرة كريهة المنظر ،والنهار :قام
قائم الظهيرة ،والصوم :الصمت وركود الريح ورمضان والبيعة ،والصائم :للواحد والجميع ،وأرض صوام كسحاب :يابسة ال ماء بها،
.ومصام الفرس ومصامته :موقفه
ويقال :صام الفرس صوما أي :قام على غير اعتالف ،وقال في المحكم :وصام الفرس على آريه صوما وصياما إذا لم يعتلف ،وقيل:
:الصائم من الخيل القائم الساكن الذي ال يطعم شيئا؛ قال النابغة الذبياني
خيل صيام وخيل غير صائمة تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
قال أبو منصور األزهري في ترجمة صون :الصائن من الخيل القائم على طرف حافره من الحفاء ،وأما الصائم ،فهو القائم على قوائمه
األربع من غير حفاء .وفي التهذيب :الصوم في اللغة اإلمساك عن الشيء والترك له ،وقيل للصائم صائم؛ إلمساكه عن المطعم والمشرب
.والمنكح ،وقيل للصامت صائم إلمساكه عن الكالم ،وقيل للفرس صائم إلمساكه عن العلف مع قيامه
قال سفيان بن عيينة« :الصوم هو الصبر ،يصبر اإلنسان على الطعام والشراب والنكاح ،ثم قرأ﴿ :إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب﴾».قال ابن منظور« :وفي الحديث« :قال النبي ﷺ :قال هللا تعالى :كل عمل ابن آدم له إال الصوم ،فإنه لي» .قال
أبو عبيد :إنما خص هللا تبارك وتعالى الصوم بأنه له وهو يجزي به ،وإن كانت أعمال البر كلها له وهو يجزي بها؛ ألن الصوم ليس
يظهر من ابن آدم بلسان ،وال فعل فتكتبه الحفظة ،إنما هو نية في القلب وإمساك عن حركة المطعم والمشرب يقول هللا تعالى :فأنا أتولى
»».جزاءه على ما أحب من التضعيف وليس على كتاب كتب له؛ ولهذا «قال النبي ﷺ :ليس في الصوم رياء
والصوم :ترك األكل .قال الخليل :والصوم قيام بال عمل .قال أبو عبيدة :كل ممسك عن طعام أو كالم أو سير ،فهو صائم .والصوم:
:البيعة .وصامت الريح :ركدت .والصوم :ركود الريح .وصام النهار صوما إذا اعتدل وقام قائم الظهيرة؛ قال امرؤ القيس
فدعها وسل الهم عنك بجسرة ذمول إذا صام النهار وهجرا
وصامت الشمس :استوت .التهذيب :وصامت الشمس عند انتصاف النهار إذا قامت ولم تبرح مكانها .وصام النعام إذا رمى بذرقه ،وهو
صومه .قال في المحكم :صام النعام صوما ألقى ما في بطنه .والصوم :عرة النعام ،وهو ما يرمي به من دبره .وصام الرجل إذا تظلل
.بالصوم ،وهو شجر كما نقل عن ابن األعرابي
.قال أبو زيد :أقمت بالبصرة صومين أي رمضانين .وقال الجوهري :رجل صومان أي صائم
:وقال الجوهري :الصوم شجر في لغة هذيل .قال ابن بري :وصوام جبل؛ قال الشاعر
بالمعنى الشرعي
الص َّْو ُم في شريعة اإلسالم عبادة مخصوصة بمعنى« :اإلمساك عن المفطرات ،على وجه مخصوص بنية» ،والصوم والصيام كالهما
بمعنى واحد في اللغة والشرع ،قال ابن جرير :والصيام مصدر ،من قول القائل" :صُمت عن كذا وكذا" يعني :كففت عنه ،أصوم َعنه
صوما ًوصياما ً ،ومعنى الصيام :الكف عما أمر هللا بالكف عنه ،ومن ذلك قيلَ :
"صامت الخيل" ،إذا كفت عن السير ،ومنه قول نابغة بني ْ
:ذبيان
َخـ ْي ٌل صِ َيـا ٌم َ
وخـ ْي ٌل غَ ـ ْي ُر َ
صا ِئ َم ٍة ـاج وأ ُ ْخ َ
ـرى َتعْ لُ ُ
ك اللُّ ُج َما َ .تحْ ـتَ ال َع َج ِ
ص ْومًا ..اآلية ﴾ومنه قول هللا تعالى ذكرهَ ﴿ :فقُول ِٓي إِ ِّني َن َذرْ ُ
ت لِلرَّ حْ َم ِن َ
يعني :صم ًتا عن الكالم .والص َّْو م بالمعنى الشرعي هو« :اإلمساك عن المفطرات ،على وجه مخصوص ،في زمن مخصوص بنية»، ،
ك عن ال ُم ْفطِ َرا ِ
ت من طلوع ال َفجْ ِر إلى غروب الشمس مع ال ِّنيَّة» .والنية في الصوم ال زمة عند جمهور الفقهاء ،بصرف أو« :اإلمسا ٌ
النظر عن كونها ركنا من أركان الصوم أو شرطا من شروطه .قال ابن حجر في فتح الباري« :والصوم والصيام في اللغة :اإلمساك،
وفي الشرع :إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شيء مخصوص بشرائط مخصوصة» .وقال صاحب المحكم« :الصوم ترك
الطعام والشراب والنكاح والكالم» ،قال الراغب :الصوم في األصل اإلمساك عن الفعل ،ولذلك قيل :للفرس الممسك عن السير صائم،
وفي الشرع« :إمساك المكلف بالنية عن تناول المطعم والمشرب واالستمناء واالستقاء من الفجر إلى المغرب» .وقال السرخسي في
المبسوط« :وفي الشريعة :عبارة عن إمساك مخصوص ،وهو الكف عن قضاء الشهوتين شهوة البطن وشهوة الفرج ،من شخص
مخصوص ،وهو أن يكون مسلما طاهرا من الحيض والنفاس وفي وقت مخصوص ،وهو ما بعد طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس
بصفة مخصوصة ،وهو أن يكون على قصد التقرب ،فاالسم شرعي فيه معنى اللغة» .قال ابن قدامة« :والصوم في الشرع :عبارة عن
اإلمساك عن أشياء مخصوصة ،في وقت مخصوص» .وقال في الذخيرة الصوم في الشرع« :اإلمساك عن شهوتي الفم والفرج وما يقوم
مقامهما مخالفة للهوى في طاعة المولى في جميع أجزاء النهار وبنية قبل الفجر أو معه إن أمكن فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام
األعياد» .وقال ابن عرفة« :الصوم رسمه عبادة عدمية وقت طلوع الفجر حتى الغروب» ،وقال ابن رشد« :إمساك عن الطعام والشراب
والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية» .أو هو :إمساك مخصوص عن المفطرات يوما كامالً ،من شخص مخصوص بنية،
وفق شروط مخصوصة عند الفقهاء؛ ألن الصوم عمل ،والنية الزمة شرعا ً لصحة األعمال ،ونية الصوم الزمة باتفاق أئمة المذاهب
».الفقهية فال يصح الصوم إال بالنية ،وهذا ال خالف عليه؛ لقول النبي ﷺ« :ال صيام لمن لم بيت النية ليال
وهو محمول على صوم الفرض عند الجمهور ،ووقت النية من بعد غروب الشمس إلى طلوع الفجر ،أما في صوم النفل؛ فتمتد النية إلى
.ما قبل الزول بشرط عدم تعاطي أي مفطر بعد الفجر
فرض الصوم
الصوم من العبادات المشروعة في اإلسالم ،وفرض في السنة الثانية للهجرة ،ونزلت فيه آيات من القرآن الكريم ،دلت على فرضيته على
المسلمين ،وأنه كان مفروضا على من كان قبلهم في الشرائع السابقة ،وشرعت أحكامه ومواقيته ،في آيات الصيام ،وبينت تفاصيل أحكامه
ومواقيتة ،باألحاديث النبوية؛ ألن الحديث النبوي مفسر للقرآن ،وشارح له ،قال هللا تعالى﴿ :وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس﴾ ،وقال تعالى:
ضيْتَ َو ُي َسلِّمُو ْا َتسْ لِيمًا﴾ ،وفي الحديث« :أال إني ُوك فِي َما َش َج َر َب ْي َن ُه ْم ُث َّم الَ َي ِجدُو ْا فِي أَنفُسِ ِه ْم َح َرجً ا ِّممَّا َق َ ون َح َّت َى ي َُح ِّكم َ
ِّك الَ ي ُْؤ ِم ُن َ
﴿ َفالَ َو َرب َ
َ
أوتيت الكتاب ومثله معه» .واألصل في مشروعية الصيام قبل اإلجماع :أدلة من الكتاب والسنة ،فمن القرآن قول هللا تعالىَ ﴿ :يا أ ُّي َها الَّذ َ
ِين
ون ﴾ .وهو دليل فرض الصيام على المسلمين ،وكان هذا في بداية ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ
ِب َعلَ ٰى الَّذ َ ص َيا ُم َك َما ُكت َِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ
ءا َم ُنو ْا ُكت َ
فرضه ،ثم نزل بعد ذلك من القرآن الكريم تحديد مقدار الصوم المفروض وبيان زمنه ومواقيته المتعلقة به في قول هللا تعالىَ ﴿ :ش ْه ُر
ان ۚ َف َمن َش ِهدَ مِن ُك ُم ال َّشه َْر َف ْل َيصُمْ هُ ..اآلية﴾ ،إلى قوله تعالىَ : ُ
﴿ولَ َعلَّ ُك ْم ُدَى َو ْالفُرْ َق ِ ت م َِّن ْاله ٰ نز َل فِي ِه ْالقُرْ آنُ ه ًُدى لِّل َّن ِ
اس َو َب ِّي َنا ٍ ان الَّذِي أ ِ ض َ َر َم َ
ُ
ِين ءآ َمنوا﴾: َّ َ
ُون ﴾ .وفي هذه اآلية األمر الصريح بوجوب صوم شهر رمضان على المسلمين المكلفين .ومعنى قوله تعالىَ ﴿ :يا أ ُّي َها الذ َ َت ْش ُكر َ
ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم﴾،ِب َعلَى الَّذ َ ص َيا ُم﴾ أي :فُرض عليكم الصيامَ ﴿ ،ك َما ُكت َ ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ يا أيها الذين ءامنوا باهلل ورسوله وصدقوا بهما وأقرُّ واُ ﴿ ،كت َ
أي :كما فُ رض على الذين من قبلكم ،من األمم السابقة ،فهو من الشرائع القديمة ،وكان فرضه على األنبياء وأممهم ،قال أبو جعفر الطبري
في تفسير اآلية :فرض عليكم مثل الذي فرض على الذين منْ قبلكم ،وذكر أقواال في الذين فرض عليهم الصوم من قبل فرضه على
المسلمين ،وفي المعنى الذي وقع فيه التشبيه بين فرض صومنا وصوم الذين من قبلنا ،األول :أن صوم شهر رمضان فرض على
النصارى ،وتشبيه صيامهم بصيام المسلمين هو اتفاقهما في الوقت والمقدار ،الذي هو الزم للمسلمين اليوم فرضُه ،عن الشعبي أنه قال:
«لو صُمت السنة كلها ألفطرت اليوم الذي يشك فيه فيقال :من شعبان ،ويقال :من رمضان ،وذلك أن النصارى فُرض عليهم شهر
َرمضان كما فرض علينا فحوَّ لوه إلى الفصل ،وذلك أنهم كانوا ربما صاموه في القيظ يعدون ثالثين يوماً ،ثم جاء بعدهم قرن فأخذوا بالثقة
من أنفسهم ،فصاموا قبل الثالثين يوما وبعدها يوما ،ثم لم يزل اآلخر يُستن س ّنة القرن الذي قبله حتى صارت إلى خمسين ،فذلك قوله:
كتب َعلى الذين من َق بلكم﴾» .وقيل بل التشبيه إنما هو من أجل أن صومهم كان من العشاء اآلخرة إلى العشاء ﴿كتب عليكم الصيام كما َ َ
اآلخرة ،وهو الذي فرض على المسلمين في بداية فرضه؛ روى ابن جرير الطبري عن أسباط ،عن السدي :أما الذين من قبلنا:
فالنصارى ،كتب عليهم رمضان وكتب عليهم أن ال يأكلوا وال يشربوا بعد النوم ،وال ينكحوا النسا َء شهر رمضان ،فاشتد على النصارى
صيا ُم ر َمضان ،وجعل ُي َقلَّ بُ عليهم في الشتاء والصيف ،فلما رأوا ذلك اجتمعوا فجعلوا صياما في الفصل بين الشتاء والصيف ،وقالوا:
نزيد عشرين يوما نك ّف ر بها ما صنعنا ،فجعلوا صيامهم خمسين .وفي رواية :كتب عليهم الصوم من العتمة إلى العتمة ،وعن قتادة:
رمضانُ ،كتبه هللا على من كان َق بلهم ،وعن مجاهد﴿ :كما كتب على الذين من قبلكم﴾ أي :أهل الكتاب ،وفي قول :أنه كان مفروضا على
الناس كلهم ،قال أبو جعفر« :وأولى هذه األقوال بالصواب قول من قال :معنى اآلية :يا أيها الذين ءامنوا فُرض عليكم الصيام كما فرض
على الذين من قبلكم من أهل الكتاب﴿ ،أَيَّاما مَّعْ دُودَاتٍ﴾ ،وهي شهر رمضان كله؛ ألن َمن بع َد إبراهيم ﷺ كان مأمورا
باتباع إبراهيم ،وذلك أن هللا جل ثناؤه كان جعله للناس إماما ،وقد أخبرنا هللا عز وجل أن دينه كان الحنيفي َة المسلم َة ،فأمر نبينا
فرض ﷺ بمثل الذي أمر به َمنْ قبله من األنبياء ،وأما التشبيه ،فإنما وقع على الوقت ،وذلك أن َمنْ كان قبلنا إنما كان ِ
».عليهم شهر رمضان ،مثل الذي فُرض علينا سواء
ان َف ۡل َي ۡس َت ِجيبُو ْا لِي َو ۡلي ُۡؤ ِم ُنو ْا ِبي َل َعلَّهُمۡ َي ۡر ُ ۖ ُ َوإِ َذا َسأَلَ َ
ُون﴾ (﴿)186
شد َ َّاع إِ َذا دَ َع ۖ ِ
ك عِ َبادِي َع ِّني َفإِ ِّني َق ِريبٌ أ ِجيبُ دَ ۡع َو َة ٱلد ِ
اب َعلَ ْي ُك ْم َو َع َفا َع ْن ُك ْم َف ۡال ٰـَٔ َن ﴿ ون أَ ْنفُ َس ُك ْم َف َت َ ث إِلَى ِن َسا ِئ ُك ْم هُنَّ لِ َباسٌ َل ُك ْم َوأَ ْن ُت ْم لِ َباسٌ لَهُنَّ َعلِ َم هَّللا ُ أَ َّن ُك ْم ُك ْن ُت ْم َت ْخ َتا ُن َ ص َيام الرَّ َف ُ ُ
أ ِح َّل َل ُك ْم لَ ْيلَ َة ال ِّ ِ
ص َيا َم إِلَى اللَّي ِْل َواَل ْط اأْل َ ْب َيضُ م َِن ْال َخيْطِ اأْل َسْ َو ِد م َِن ْال َفجْ ِر ُث َّم أَ ِتمُّوا ال ِّ ب هَّللا ُ لَ ُك ْم َو ُكلُوا َوا ْش َربُوا َح َّتى َي َت َبي ََّن لَ ُك ُم ْال َخي ُ َب ٰـشِ رُوهُنَّ َوا ْب َت ُغوا َما َك َت َ
ون﴾ ()187 ك ُي َبيِّنُ هَّللا ُ َءا َيا ِت ِه لِل َّن ِ
اس لَ َعلَّ ُه ْم َي َّتقُ َ ك ُحدُو ُد هَّللا ِ َفاَل َت ْق َربُو َها َك َذلِ َ ون فِي ْال َم َسا ِج ِد ت ِْل َ َ
ُت َب ٰـشِ رُوهُنَّ َوأ ْن ُت ْم َع ٰـ ِكفُ َ
ثبتت مشروعية الصوم في اإلسالم بأدلة من الكتاب والسنة ،فمن الكتاب آيات أحكام الصيام وهي :آيات من القرآن الكريم ،في سورة
البقرة تضمن األحكام الشرعية ،المتعلقة بالصوم ،وأهم ما اشتملت عليه :فرض الصيام على المسلمين ،وبيان مقدار مواقيت الصوم،
والرخصة للمريض والمسافر ،والفدية وإطاقة الصوم ،ثم اختصاص شهر رمضان بالفرضية ،وتعيين صيامه ،ونزلت آيات تحديد وقت
الصيام من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ،وأحكام االعتكاف ،وأدلة فرض الصيام من القرآن الكريم قول هللا تعالىَ ﴿ :يا أَ ُّي َها الَّذ َ
ِين
ان مِن ُكم م َِّريضًا أَ ْو َعلَ ٰى َس َف ٍر َف ِع َّدةٌ ت ۚ َف َمن َك َ ون﴾ (﴿ )183أَيَّامًا مَّعْ دُو َد ٰ ٍ ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم لَ َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ ِب َعلَ ٰى الَّذ َ ص َيا ُم َك َما ُكت َ ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ ءا َم ُنو ْا ُكت َ
ِين ۖ َف َمن َت َطوَّ َع َخيْرً ا َفه َُو َخ ْي ٌر لَّ ُه ۚ َوأَن َتصُومُوا َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم ۖ إِن ُكن ُت ْم َتعْ لَم َ ُ
مِّنْ أَي ٍَّام أ َخ َر ۚ َو َعلَى الَّذ َ
ُون﴾ ()184 ِين يُطِ يقُو َن ُه ف ِْد َي ٌة َط َعا ُم مِسْ ك ٍ
َ ْ ْ ْ َ ِّ ْ ُ
ان َم ِريضًا أ ْو َعلَ ٰى ص ْم ُه ۖ َو َمن َك َ ان ۚ َف َمن َش ِه َد مِن ُك ُم ال َّشه َْر َفل َي ُُدَى َوالفُرْ َق ِ
ت م َِّن اله ٰ اس َو َب ِّين ٰـ ٍ نز َل فِي ِه القُرْ آنُ ُه ًدى لل َّن ِ ان الَّذِي أ ِ ض َ ﴿ َش ْه ُر َر َم َ
ُون﴾ ()185 ُ ْ ُ َّ َ ُ َ هَّللا ُ ْ ُ ْ ُ ْ ُ اَل ْ ُ هَّللا ُ
َ .س َف ٍر َف ِع َّدةٌ مِّنْ أي ٍَّام أ َخ َر ۗ ي ُِري ُد ُ ِبك ُم اليُسْ َر َو ي ُِري ُد ِبك ُم العُسْ َر َولِتك ِملوا ال ِع َّد َة َولِت َك ِّبرُوا َ َعل ٰى َما َه َد ٰك ْم َول َعلك ْم َتشكر َ َ
وأما أدلة مشروعية الصوم من السنة النبوية؛ فهي إيضاح لنصوص القرآن وبيان ما فيه من أحكام ذكرت فيه إجماال ،وتفصيلها ،وبيان
األحكام الشرعية التي لم تذكر في القرآن ،بل بنص السنة إذ أن القرآن منقول بطريق السنة ،والوحي إما نص من القرآن أو من الحديث
النبوي ،مثل بيان المواقيت التي دل الحديث النبوي على بيانها ،فالسنة هي بيان لمراد هللا ،فعدد الصلوات مثال :لم يعلم بيانه إال بطريق
».السنة ،وقد جاء في الحديث« :أال إني أوتيت الكتاب ومثله معه
ومعنى «أوتيت الكتاب» :أي القرآن «ومثله معه» :أي الوحي الباطن غير المتلو أو تأويل الوحي الظاهر وبيانه بتعميم وتخصيص
وزيادة ونقص ،أو أحكاما ومواعظ وأمثاال تماثل القرآن في وجوب العمل أو في المقدار .قال البيهقي :هذا الحديث يحتمل وجهين أحدهما:
أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أوتي من الظاهر المتلو ،والثاني أن معناه أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى ،وأوتي مثله من
البيان أي :أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص وأن يزيد عليه فيشرع ما ليس في الكتاب له ذكر فيكون ذلك في وجوب الحكم
.ولزوم العمل به كالظاهر المتلو من القرآن .قراه» .وفي الحديث دليل على وجوب اتباع السنة واألخذ بها ،كما دلت عليه نصوص القرآن
للصوم في اإلسالم مراحل تشريعية من قبل أن يفرض على المسلمين صوم شهر رمضان إلى أن استقرت األحكام واكتمل الدين ،فمن
خصائص التشريع اإلسالمي لألحكام أن هللا هو الذي شرع األحكام ،فكان بيانها على لسان رسوله خالل فترة نزول الوحي ،فلم تشرع
األحكام كلها جملة واحدة ،بل كان بطريق التدرج في تشريعها ،بطريق التعليم الرباني الذي يقصد به :تعليم األحكام شيئا فشيئا ،وتركزت
مراحل التشريع اإلسالمي في بدايتها على اإليمان باهلل والبرهنة على وجود هللا وأنه خالق كل شيء ،والمستحق وحده للعبادة ،ومن ثم فإن
الكثير من األحكام لم تشرع إال بعد الهجرة إلى المدينة المنورة ،بما فيها الصوم الذي هو في نفس الوقت لم يشرع جملة واحدة ،بل شرع
في مراحل ،وكان المسلمون قبل أن يفرض عليهم صوم رمضان يصومون يوم عاشوراء ،وثالثة أيام من كل شهر ،وكان الناس في
الجاهلية يصومون يوم عاشوراء ،فلما هاجر المسلمون إلى المدينة المنورة وجدوا اليهود يصومونه ،فسئلوا عنه فقالوا :ذلك يوم نجى هللا
فيه موسى وأغرق فيه فرعون فنحن نصومه شكرا هلل ،وفي الحديث« :أن النبي صلى هللا عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون
عاشوراء وقالوا :إن موسى صامه ،وإنه اليوم الذي نجوا فيه من فرعون وغرق فرعون فصامه النبي صلى هللا عليه وسلم وأمر بصيامه
وقال :نحن أحق بموسى منهم» .و«عن عائشة رضي هللا عنها قالت كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية وكان رسول هللا
ﷺ يصومه فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه ،فلما فرض شهر رمضان قال :من شاء صامه ومن شاء تركه».
قال النووي :اتفق العلماء على أن صوم يوم عاشوراء سنة ليس بواجب ،واختلفوا في حكمه في أول اإلسالم حين شرع صومه قبل صوم
رمضان ،فقال أبو حنيفة :كان واجبا ،واختلف أصحاب الشافعي فيه على وجهين مشهورين :أشهرهما عندهم :أنه لم يزل سنة من حين
شرع ،ولم يكن واجبا قط في هذه األمة ،ولكنه كان متأكد االستحباب ،فلما نزل صوم رمضان صار مستحبا دون ذلك االستحباب،
والثاني :كان واجبا ،كقول أبي حنيفة ،واستدل القائلون بالوجوب بقوله« :وأمر بصيامه» ،ودليل القائلين بعدم وجوبه حديث« :لم يكتب
هللا عليكم صيامه» ،وحديث« :من شاء صامه ومن شاء تركه» ،وهذا الخالف إنما هو فيما كان في صدر اإلسالم ،أما بعد تعيين صوم
رمضان؛ فهو سنة مستحبة باإلجماع.كان فرض الصوم في أول فرضه على المسلمين في أيام معدودات ،وأنه ليس في كل يوم؛ لئال يشق
على النفوس ،فتضعف عن حمله وأدائه ،بل جعل فرضه في أيام معدودات ،أي :قالئل ،كما يدل على هذا نص اآلية﴿ :أَيَّاما ً مَّعْ دُو َدا ٍ
ت ۚ﴾
أي :أن تصوموا أياما معدودات هي أيام شهر رمضان ،قال الطبري :وأما المعدودات :فهي التي تعد مبالغها وساعات أوقاتها ،وعنى
ِين يُطِ يقُو َن ُه ف ِْد َي ٌة َط َعا ُم مِسْ ك ٍ
ِين ۖ َف َمن ﴿و َعلَى الَّذ َبقوله﴿ :معدودات﴾ :محصيات.وكان الصوم على التخيير ،في بداية فرضه؛ لقوله تعالىَ :
َت َطوَّ َع َخيْرً ا َفه َُو َخ ْي ٌر لَّ ُه ۚ َوأَن َتصُومُوا َخ ْي ٌر لَّ ُك ْم ۖ إِن ُكن ُت ْم َتعْ لَ مُون﴾ ،فعن معاذ بن جبل قال :كان في ابتداء األمر :من شاء صام ومن شاء
أفطر وأطعم عن كل يوم مسكينا ،ثم نسخ حكم التخيير بآية فرض صوم رمضان ،وهكذا روى البخاري عن سلمة بن األكوع أنه قال :لما
ِين ۖ﴾ :كان من أراد أن يفطر يفتدي ،حتى نزلت اآلية التي بعدها فنسختها ،وعن نافع عن ابن ِين يُطِ يقُو َن ُه ف ِْد َي ٌة َط َعا ُم مِسْ ك ٍ
﴿و َعلَى الَّذ َ
نزلتَ :
عمر ،قال« :هي منسوخة» .وذهب أكثر العلماء إلى أن اآلية منسوخة وهو قول ابن عمر وسلمة بن األكوع وغيرهما ،وذلك أنهم كانوا
في ابتداء اإلسالم مخيرين بين أن يصوموا وبين أن يفطروا ويفدوا ،خيرهم هللا تعالى لئال يشق عليهم ألنهم كانوا لم يتعودوا الصوم ثم
ص ْم ُه ۖ﴾ ( ،)185وقال قتادة :هي خاصة في حق الشيخ الكبير الذي نسخ التخيير ونزلت العزيمة بقوله تعالىَ ﴿ :ف َمن َش ِهدَ مِن ُك ُم ال َّشه َْر َف ْل َي ُ
يطيق الصوم ولكن يشق عليه رخص له في أن يفطر ويفدي ثم نسخ وقال الحسن :هذا في المريض الذي به ما يقع عليه اسم المرض وهو
مستطيع للصوم خير بين أن يصوم وبين أن يفطر ويفدي ،ثم نسخ بقوله تعالىَ ﴿ :ف َمن َش ِه َد مِن ُك ُم ال َّشه َْر َف ْل َيصُمْ ُه ۖ﴾ ،وثبتت الرخصة للذين
ال يطيقون ،وذهب جماعة إلى أن اآلية محكمة غير منسوخة ،ومعناه وعلى الذين كانوا يطيقونه في حال الشباب فعجزوا عنه بعد الكبر
ِين ي َُطوَّ قُو َن هُ﴾ بضم الياء وفتح الطاء وتخفيفها وفتح الواو وتشديدها ،بلفظُ ﴿ :ي َط َّوقُو َنهُ﴾ ﴿و َعلَى الَّذ َ
فعليهم الفدية بدل الصوم وقرأ ابن عباسَ :
بفتح الطاء مخففة وتشديد الواو بمعنى :يكلفونه .أي :يكلفون الصوم ،وتأويله على الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة ال يستطيعان الصوم
والمريض الذي ال يرجى زوال مرضه فهم يكلفون الصوم وال يطيقونه فلهم أن يفطروا ويطعموا مكان كل يوم مسكينا وهو قول سعيد بن
ِين ۖ﴾ قال: ِين يُطِ يقُو َن ُه ف ِْد َي ٌة َط َعا ُم مِسْ ك ٍ
﴿و َعلَى الَّذ َجبير وجعل اآلية محكمة.وقال السدي عن مرة عن عبد هللا قال :لما نزلت هذه اآليةَ :
ِين يُطِ يقُو َن هُ﴾ أي :يتجشمونه ،قال عبد هللا :فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا﴿ ،فمن تطوع خيرا﴾ أي: ﴿و َعلَى الَّذ َ
يقولَ :
أطعم مسكينا آخر؛ ﴿فهو خير له﴾ ﴿وأن تصوموا خير لكم﴾ :فكانوا كذلك حتى نسختها﴿ :فمن شهد منكم الشهر فليصمه﴾.روى البخاري
بسنده عن عطاء سمع ابن عباس يقرأ﴿ :وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين﴾ ،قال ابن عباس :ليست منسوخة ،هو للشيخ الكبير
والمرأة الكبيرة ال يستطيعان أن يصوما ،فيطعمان مكان كل يوم مسكينا .وهكذا روى غير واحد عن سعيد بن جبير ،عن ابن عباس نحوه.
ِين ۖ﴾ ،184في الشيخ الكبير الذي يطيق الصوم ثم ضعف، ِين يُطِ يقُو َن ُه ف ِْد َي ٌة َط َعا ُم مِسْ ك ٍ
﴿و َعلَى الَّذ َوعن ابن عباس قال :نزلت هذه اآليةَ :
فرخص له أن يطعم مكان كل يوم مسكينا .عن ابن أبي ليلى قال :دخلت على عطاء في رمضان ،وهو يأكل ،فقال :قال ابن عباس :نزلت
ِين ۖ﴾ ،184فكان من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم مسكينا ،ثم نزلت هذه اآلية فنسخت ِين يُطِ يقُو َن ُه ف ِْد َي ٌة َط َعا ُم مِسْ ك ٍ
﴿و َعلَى الَّذ َ
هذه اآليةَ :
األولى ،إال الكبير الفاني إن شاء أطعم عن كل يوم مسكينا وأفطر ،فحاصل األمر أن النسخ ثابت في حق الصحيح المقيم بإيجاب الصيام
﴾.عليه ،بقوله﴿ :فمن شهد منكم الشهر فليصمه
وخالصة هذا :أن التخيير كان في بداية األمر بالصوم في صدر اإلسالم ،ثم نسخ حكم التخيير بتعيين صوم رمضان ،وقوله تعالى:
﴿فليصمه﴾ دل على الفرض نصا من غير تخيير ،كما أن الفدية باقية في حق من ال يطيق الصوم ،وبهذا ثبت وجوب صوم رمضان ،على
المكلفين ،وأجمع المسلمون على هذا ،وقد كان وقت الصوم ،يبدء من الليل ،فمن نام أو صلى العشاء؛ صار بذلك صائما ،وحرم عليه
.األكل والشرب ،وسائر المفطرات ،فشق ذلك على المسلمين ،فخفف هللا عليهم ،وجعل وقت الصوم من طلوع الفجر ،إلى غروب الشمس
الرخصة بالمعنى الشرعي عند علماء أصول الفقه :مقابل العزيمة .ففرض الصوم عزيمة ،ورفع الحرج عن المكلف بالصوم ،بالتخفيف
ان مِن ُكم م َِّريضً ا أَ ْو َعلَ ٰى َس َف ٍر َف ِع َّدةٌ مِّنْ أَي ٍَّام أ ُ َخ َر﴾ ،والمعنى :أن من كان منكم
حال المرض أو السفر :رخصة من هللا؛ لقوله تعالىَ ﴿ :ف َمن َك َ
مكلفا بالصوم ،وأفطر بسبب المرض ،أو بسبب السفر ،فال حرج عليه ،حيث رخص هللا للمريض باإلفطار حال المرض الذي يباح معه
الفطر ،وللمسافر حال السفر الذي يباح معه الفطر ،وعلى من أفطر مترخصا بذلك؛ فعليه قضاء عدد األيام التي أفطرها ،في مرضه ،أو
في سفره ،في أيام أخرى ،أي :في وقت الحق ،وفي هذا التخفيف في الصيام ،بالرخصة للمريض الذي يشق عليه المرض ،والمسافر بعد
حدوث السفر المبيح للفطر ،فالمريض والمسافر ال يلزمهما الصوم في حال المرض وفي حال السفر؛ لما في ذلك من المشقة عليهما ،بل
.رخص الشارع لهما بالفطر في نهار رمضان ،وعليهما بعد ذلك قضاء الصوم في أيام أخر
وكان فرض الصوم على المسلمين في السنة الثانية الهجرية ،وكانوا في أول ما فرض عليهم الصوم :يصومون من بعد صالة العشاء ،أو
النوم قبلها ،أي :أن وقت اإلمساك كان من بعد العشاء ،أو بعد النوم على من نام قبل العشاء ،ثم يستمر إمساك الصائم إلى غروب الشمس،
في موعد اإلفطار في الليلة التالية ،فكان الوقت الذي يباح فيه األكل والشرب في ليلة الصيام :من أول وقت صالة المغرب إلى العشاء،
بشرط عدم النوم فمن نام قبل العشاء؛ وجب عليه اإلمساك في ليلته ،إلى الليلة القابلة ،وقد كان بيان هذا بالسنة النبوية ،ثم خفف هللا تعالى
ذلك على المسلمين ،فجعل وقت إباحة األكل والشرب إلى بداية طلوع الفجر الثاني ،حيث نزلت اآلية الدالة على ذلك ،وكان نزولها بعد
ص َيام الرَّ َف ُ
ث إِلَى ُ
فرض الصيام ،وتضمنت نسخ الحكم السابق بحكم أخف ،وهو نسخ للسنة بالكتاب ،في قوله تعالى﴿ :أ ِح َّل لَ ُك ْم لَ ْيلَ َة ال ِّ ِ
ن َِسا ِئ ُك ْم﴾ ، 187أي :أباح هللا لكم في ليلة الصيام« :الرفث» وهو كناية عن الجماع .قال ابن عباس :إن هللا تعالى حيي كريم يكني ،كل ما
ذكر في القرآن من المباشرة والمالمسة واإلفضاء ،والدخول والرفث فإنما عنى به الجماع .وقال الزجاج :الرفث كلمة جامعة لكل ما
.يريده الرجال من النساء
قال البغوي« :قال أهل التفسير :كان في ابتداء األمر إذا أفطر الرجل حل له الطعام والشراب والجماع إلى أن يصلي العشاء اآلخرة أو
يرقد قبلها فإذا صلى العشاء أو رقد قبلها حرم عليه الطعام والنساء إلى الليلة القابلة ثم إن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه واقع أهله بعدما
صلى العشاء فلما اغتسل أخذ يبكي ويلوم نفسه فأتى النبي ﷺ فقال :يا رسول هللا إني أعتذر إلى هللا وإليك من نفسي هذه
الخاطئة إني رجعت إلى أهلي بعدما صليت العشاء فوجدت رائحة طيبة فسولت لي نفسي فجامعت أهلي فهل تجد لي من رخصة فقال
».النبي ﷺ« :ما كنت جديرا بذلك يا عمر» ،فقام رجال واعترفوا بمثله فنزل في عمر وأصحابه
ص َيا ُم ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ األصل في مشروعية الصيام قبل اإلجماع :أدلة من الكتاب والسنة ،فمن القرآن قول هللا تعالىَ ﴿ :يا أَ ُّي َها الَّذ َ
ِين ءا َم ُنو ْا ُكت َ
ون﴾ 183 ،وقول هللا تعالىَ ﴿ :ف َمن َش ِهدَ مِن ُك ُم ال َّشه َْر َف ْل َيصُمْ هُ ..اآلية﴾ ،إلى قوله تعالىَ :
﴿ولَ َعلَّ ُك ْم ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم َل َعلَّ ُك ْم َت َّتقُ َ
ِب َعلَ ٰى الَّذ َ
َك َما ُكت َ
َ ﴾.ت ْش ُكر َ
ُون
وأدلة فرض الصوم من السنة ما ثبت في الصحيحين« :عن ابن عمر رضي هللا عنهما أن رسول هللا ﷺ قال« :بني
اإلسالم على خمس :شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا َر سُول هللا ،وإقام الصالة ،وإيتاء الزكاة ،وحج البيت ،وصوم رمضان» ،متفق
عليه» .وللبخاري بلفظ« :بني اإلسالم على خمس شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا وإقام الصالة وإيتاء الزكاة والحج وصوم
رمضان» .ولمسلم بلفظ« :بني اإلسالم على خمسة على أن يوحد هللا وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان والحج ،فقال رجل الحج
وصيام رمضان قال ال صيام رمضان والحج هكذا سمعته من رسول هللا ﷺ» .وفي رواية لمسلم بلفظ« :بني اإلسالم
على خمس على أن يعبد هللا ويكفر بما دونه وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان» .ولمسلم« :بني اإلسالم على خمس
شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمدا عبده ورسوله وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان» .ولمسلم بلفظ" :إني سمعت
رسول هللا ﷺ يقول« :إن اإلسالم بني على خمس شهادة أن ال إله إال هللا وإقام الصالة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان
وحج البيت»"وفي هذا الحديث دليل صريح على فرض صوم شهر رمضان بلفظ« :وصوم رمضان» ،الذي هو أهم أنواع الصيام في
اإلسالم ،وهو أحد أركان اإلسالم الخمسة ،ويدل أيضا على هذا حديث" :عن طلحة بن عبيد هللا أن أعرابيا جاء إلى رسول هللا
ﷺ -ثائر الرأس -فقال يا رسول هللا أخبرني ماذا فرض هللا علي من الصالة؟ فقال« :الصلوات الخمس إال أن تطوع
شيئا» ،فقال :أخبرني ما فرض هللا علي من الصيام؟ فقال« :شهر رمضان إال أن تطوع شيئا» ،فقال :أخبرني بما فرض هللا علي من
الزكاة؟ فقال :فأخبره رسول هللا ﷺ شرائع اإلسالم ،قال" :والذي أكرمك ال أتطوع شيئا وال أنقص مما فرض هللا علي
»".شيئا" فقال رسول هللا ﷺ« :أفلح إن صدق» أو« :دخل الجنة إن صدق
وهذا الحديث يدل بوضوح على قاعدة مهمة من قواعد اإلسالم وهي تحديد الفرائض التي فرضها هللا ،وأن الصيام المفروض على
المسلمين هو :صوم شهر رمضان ،وما عداه من أنواع الصيام المشروع هو صوم تطوع دلت السنة النبوية على بيان أحكامه ومقاديره
.ومواقيته ،ليكون صوم النفل تكميال للفرض وجبرا لما قد يعرض له من خلل أو نقص في األجر
صوم شهر رمضان من كل عام هو الصوم المفروض على المسلمين ،باإلجماع ،وهو أحد أركان اإلسالم الخمسة ،وأفضل أنواع الصيام؛
.للحديث القدسي بلفظ« :وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما فرضت عليه» ،حيث أن أداء الفرائض أحب األعمال إلى هللا
وفرض في السنة الثانية من الهجرة النبوية ،قال البهوتي« :فرض في السنة الثانية من الهجرة ،إجماعا ،فصام النبي ﷺ:
».تسع رمضانات إجماعا
ص َيا ُم﴾ وكان في ابتداء فرضه :مقدرا ِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ وكان فرض الصيام أول ما فرض على المسلمين ،بقول هللا تعالىَ ﴿ :يا أَ ُّي َها الَّذ َ
ِين ءآ َم ُنوا ُكت َ
﴾.في أيام معدودات ،هي« :شهر رمضان» ،ثم بين هللا ذلك بقوله تعالىَ ﴿ :ف َمن َش ِه َد مِن ُك ُم ال َّشه َْر َف ْل َي ُ
ص ْم ُه
ِب ﴾ بمعنى :فرض هللا عليكم الصيام ،وخطاب التكليف للمكلفين الذين ص َيا ُم﴾ دل على الفرصية ،بلفظُ ﴿ :كت َِب َعلَ ْي ُك ُم ال ِّ
وقوله تعالىُ ﴿ :كت َ
ِين مِن َق ْبلِ ُك ْم﴾ بمعنى :اإلخبار أن الصوم كان مفروضا في َّ
ِب َعلَى الذ َ
ءآمنوا أي :صدقوا باهلل ورسوله وأقروا .وقول هللا تعالىَ ﴿ :ك َما ُكت َ
الشرائع السابقة ،وقد كان المسلمون قبل فرض صوم رمضان :يصومون يوم عاشوراء ،وفي الحديث« :عن عائشة رضي هللا عنها قالت:
كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية ،وكان رسول هللا ﷺ يصومه ،فلما هاجر إلى المدينة صامه وأمر بصيامه فلما
"».فرض شهر رمضان قال" :من شاء صامه ومن شاء تركه
مواقيت الصوم
رؤية الهالل
مواقيت الصوم هي ظروف معلومة ،محددة بوضع الشرع لها ،متعلقة بعبادة الصوم ،وتشمل :وقت دخول الشهر وخروجه ،ووقت دخول
يوم الصوم وخروجه ،ووقت التسحر ،ووقت اإلمساك ،ووقت اإلفطار ،وبداية شهر رمضان ،وآخره ،وأوقات األداء والقضاء للصوم
واجبا كان أو نفال ،واألوقات المنهي عن الصوم فيها ،واليوم هو الوقت الشرعي لفعل الصوم فيه ،وأوله طلوع الفجر الثاني ،وآخره
غروب الشمس .ويتعلق صوم شهر رمضان بدخول الشهر القمري ،وهو الشهر الشرعي ،ودخول أي شهر من أشهر السنة القمرية:
يستلزم انقضاء الشهر الذي قبله ،ويمكن معرفة دخول الشهر برؤية الهالل في أول منزلة من منازل القمر ،كما أن هناك علم الفلك،
وحساب المواقيت الفلكية ،لكن دخول الشهر وخروجه في الشرع اإلسالمي ال يعتمد على علم الحساب الفلكي ،حيث لم يطلب في نصوص
الشرع الرجوع لذلك ،بل باتباع ضوابط الشرع ،إما برؤية الهالل ،أو بإكمال عدة الشهر ثالثين يوما ً عند عدم رؤية هالل الشهر؛ ألن
الحسابات الفلكية ،ال يعرفها إال الخواص ،ويدل على هذا حديث« :عن عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما ،أن رسول هللا
"».ﷺ ذكر رمضان فقال" :ال تصوموا حتى تروا الهالل وال تفطروا حتى تروه ،فإن غم عليكم فاقدروا له
وقوله« :ال تصوموا حتى تروا الهالل» يفيد النهي عن ابتداء صوم رمضان قبل رؤية الهالل ،وجاء حديث ابن عمر من وجهين ،أحدهما
بلفظ« :فإن غم عليكم فاقدروا له» ،واآلخر بلفظ« :فأكملوا العدة ثالثين» ،وقصد بذلك بيان المراد من قوله« :فاقدروا له» ،وفي صحيح
مسلم« :عن نافع عن ابن عمر رضي هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم أنه ذكر رمضان فقال ال تصوموا حتى تروا الهالل وال
تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له» .وفي رواية« :فاقدروا له ثالثين» ،وفي رواية« :إذا رأيتم الهالل فصوموا ،وإذا رأيتموه
فأفطروا ،فإن غم عليكم فاقدروا له» ،وفي رواية «فإن غم عليكم فصوموا ثالثين يوما» ،وفي رواية« :فإن غمي عليكم فأكملوا العدد»،
وفي رواية« :فإن عمي عليكم الشهر فعدوا ثالثين» ،وفي رواية« :فإن أغمي عليكم فعدوا ثالثين» .هذه الروايات كلها في صحيح مسلم،
على هذا الترتيب ،وفي رواية للبخاري« :فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثالثين» .والمعنى :أن وقت صوم رمضان :محدد برؤية
هالل الشهر ،عند غروب شمس ليلة الثالثين من شهر شعبان ،فإذا حصلت رؤية الهالل حينها؛ دخل شهر رمضان ،وتلك الليلة هي بداية
زمن شهر رمضان ،فيلزم صيام نهار هذه الليلة ،وإذا لم يشاهد الهالل حينها؛ لزم إتمام شهر شعبان ثالثين يوماً ،ويكون الشهر عندئذ
تاما ً ،فالشهر الهاللي إما أن يتم عدده ثالثون يوماً ،أو ينقص يوما ،فيكون عدده تسعة وعشرون يوماً ،وفي الحديث« :عن ابن عمر
رضي هللا عنهما عن النبي ﷺ أنه قال« :إنا أمة أمية ال نكتب وال نحسب الشهر هكذا وهكذا» يعني :مرة تسعة وعشرين
».ومرة ثالثين
ليلة الصيام
ليلة الصيام هي :الفترة الزمنية المحدودة التي يباح فيها الطعام للصائم والشراب وسائر المفطرات من غروب الشمس إلى طلوع الفجر
الثاني ،وهي في مقابل النهار الذي هو وقت الصوم ،كما أن الليل ليس محال للصوم فيه ،وقد فرض الصيام على المسلمين في السنة الثانية
للهجرة ،وكانوا يصومون من بعد العشاء ،أو النوم قبلها ،فخفف هللا تعالى عليهم فأباح لهم المفطرات في جميع ليلة الصيام إلى الفجر
﴾.الثاني ،ونزل قول هللا تعالى﴿ :أ ُ ِح َّل لَ ُك ْم َل ْيلَ َة ال ِّ
ص َي ِام...اآلية﴾ إلى قوله تعالى﴿ :لَ َعلَّ ُه ْم َي َّتقُ َ
ون
ويدخل وقت ليلة الصيام بغروب الشمس ،وحينها يدخل أول وقت صالة المغرب ،ووقت إفطار الصائم ،ويستحب فيها التسحر قريب
الفجر الثاني ،ويكون فيها تبيييت النية ،وصالة التراويح في شهر رمضان .فالليل والنهار فترتان متعاقبتان من الزمن ،يدخل أول وقت
أحدهما بانتهاء اآلخر ،وقدرهما :أربعة وعشرون ساعة فلكية موزعة عليهما بنظام دقيق على مدار السنة القمرية ،ويمتاز النهار بالضياء،
والليل باإلظالم ،وقد بين الشرع اإلسالمي أحكام ليلة الصيام ،وحدد فترتها الزمنية ،وما يتعلق بها من أحكام اإلفطار والسحور
.واإلمساك ،والتوقيت المخصوص بذلك
وينتهي وقت ليلة الصيام بانتهاء الليل وذهاب ظالمه ،عند بداية ظهور أول بياض النهار من الفجر الصادق ،وقد ذكر هللا تعالى هذا بقوله
ْط اأْل َ ْب َيضُ م َِن ْال َخيْطِ اأْل َسْ َو ِد م َِن ْال َفجْ ِر ،﴾..والمعنى :أبيح لكم األكل والشرب في جميع ليلة
﴿و ُكلُوا َوا ْش َربُوا َح َّتى َي َت َبي ََّن َل ُك ُم ْال َخي ُ
تعالىَ :
الصيام ،إلى أن يظهر لكم بياض النهار وعبر عنه بـ«الخيط األبيض» ،وينشق هذا البياض وينفلق من سواد الليل ،المعبر عنه بـ«الخيط
﴿و ُكلُوا َوا ْش َربُوا َح َّتى َي َت َبي ََّن لَ ُك ُم ْال َخي ُ
ْط األسود» ،والمقصود :بداية طلوع الفجر الصادق ،عن سهل بن سعد قال« :نزلت هذه اآليةَ :
اأْل َ ْب َيضُ م َِن ْال َخيْطِ اأْل َسْ َودِ﴾ فلم ينزل ﴿م َِن ْال َفجْ ِر ﴾ قال :فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط األسود والخيط األبيض،
».فال يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له ،فأنزل هللا بعد ذلك﴿ :م َِن ْال َفجْ ِر﴾ فعلموا إنما يعني بذلك الليل والنهار
ْط اأْل َ ْب َيضُ م َِن ْال َخيْطِ اأْل َسْ َود﴾ عمدت إلى
﴿ح َّتى َي َت َبي ََّن لَ ُك ُم ْال َخي ُ
ويدل على هذا حديث" :عن عدي بن حاتم رضي هللا عنه قال :لما نزلتَ :
عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتهما تحت وسادتي ،فجعلت أنظر في الليل فال يستبين لي فغدوت على رسول هللا ﷺ
»".فذكرت له ذلك فقال« :إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار
وفي هذا الحديث بيان المقصود ،في رواية :قال له« :ألم أقل لك﴿ :من الفجر﴾» ،فالخيطان كناية عن سواد الليل وبياض النهار ،فالبياض
اليسير ينفلق من سواد الليل ،قال تعالى﴿ :فالق اإلصباح﴾ أي شاق نوره من ظلمة الليل ،وقال تعالى﴿ :يولج الليل في النهار ويولج النهار
في الليل﴾ يدخل هذا في هذا ويخرج هذا من هذا ،فالعرب يكنون بالخيط عما دق من األشياء ،قال الطبري :وهو المعروف في كالم
:العرب ،قال أبو دواد اإليادي
فعدي ال ينسب إليه التقصير؛ ألنه أخذ بحقيقة اللفظ والحقيقة أصل في الداللة ،كما أن المعنى المجازي للخيط قد ال يكون معروفا عند
.بعض العرب
والمقصود :أن وقت اإلمساك هو :طلوع الفجر الثاني ،وهو نفس وقت صالة الفجر ،واألذان إنما هو إعالم بالوقت ،ويستحب تأخير
السحور إلى قريب انفجار الفجر الثاني ،واألفضل أن يفصل بين آخر وقت السحور وبين أول وقت صالة الفجر بقدر خمسين آية متوسطة
ويدل عليه ما رواه البخاري« :عن أنس عن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال تسحرنا مع النبي ﷺ ،ثم قام إلى الصالة
قلت :كم كان بين األذان والسحور؟ قال :قدر خمسين آية» .ويستمر وقت السحور إلى ما قبل طلوع الفجر الثاني ،وينتهي وقته بطلوع
الفجر الذي هو وقت اإلمساك وأول وقت صالة الصبح ،وفي الحديث «عن عائشة رضي هللا عنها أن بالال كان يؤذن بليل فقال رسول هللا
ﷺ« :كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه ال يؤذن حتى يطلع الفجر» ،قال القاسم :ولم يكن بين أذانهما إال أن
يرقى ذا وينزل ذا»" .عن سمرة بن جندب قال :قال رسول هللا ﷺ« :ال يمنعكم من سحوركم أذان بالل وال الفجر
المستطيل ،ولكن الفجر المستطير في األفق»" ،وفي رواية« :ال يغرنكم نداء بالل وال هذا البياض حتى يبدو الفجر وينفجر» .وعن بالل
».قال« :أتيت النبي ﷺ أوذنه بالصالة وهو يريد الصوم ،فدعا بإناء فشرب ،ثم ناولني فشربت ،ثم خرج إلى الصالة
فضائل الصوم
فضل الصوم
للصوم في اإلسالم فضائل كثيرة وفوائد متعددة دلت عليها نصوص الشرع اإلسالمي من القرآن والسنة ،وهي جملة من الخصائص التي
تضمنت الداللة على مكانته وأهميته ،وهي إما عامة لجميع أنواع الصوم ،أو خاصة في بعض أنواعه ،فالتفضيل بالخصوصية هو مزيد
من الخصائص لبعض أنواع الصوم ومنها :صوم شهر رمضان ،فيختص بكونه فرضا بمعنى :أن العبادة المفروضة أفضل من النفل،
والتقرب إلى هللا بما فرض أفضل رتبة من التقرب بالنوافل ،كما يختص شهر رمضان بفضيلة نزول القرآن فيه ،وبقيام لياله وغير ذلك،
وهناك فضائل خاصة لبعض أنواع الصوم مثل :فضل صوم يوم عاشوراء والمحرم وغير ذلك .أخرج البخاري" :عن أبي هريرة رضي
هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال« :الصيام جنة ،فال يرفث وال يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل :إني صائم مرتين
والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند هللا تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به
»".والحسنة بعشر أمثالها
وفي الموطأ« :والحسنة بعشر أمثالها ،إلى سبعمائة ضعف ،إال الصيام فهو لي وأنا أجزي به» .قال ابن حجر العسقالني :والجنة بضم
الجيم الوقاية والستر ،فهو وقاية من عذاب النار كما أخرج النسائي بلفظ« :الصيام جنة من النار» ،وفي رواية له بلفظ« :الصيام جنة
كجنة أحدكم من القتال» ،وألحمد من طريق أبي يونس عن أبي هريرة« :جنة وحصن حصين من النار» ،وله من حديث أبي عبيدة بن
الجراح« :الصيام جنة ما لم يخرقها» ،زاد الدارمي« :ما لم يخرقها بالغيبة» .وقال صاحب النهاية معنى كونه جنة أي :يقي صاحبه ما
يؤذيه من الشهوات ،وقال القرطبي :جنة أي :سترة يعني :بحسب مشروعيته ،فينبغي للصائم أن يصونه مما يفسده وينقص ثوابه ،ويصح
أن يراد أنه سترة بحسب فائدته وهو إضعاف شهوات النفس؛ ألن الصائم يدع شهوته ،ويصح أن يراد أنه سترة بحسب ما يحصل من
الثواب وتضعيف الحسنات ،وقال عياض في اإلكمال :معناه سترة من اآلثام أو من النار أو من جميع ذلك ،وباألخير جزم النووي ،وقال
ابن العربي :إنما كان الصوم جنة من النار؛ ألنه إمساك عن الشهوات ،والنار محفوفة بالشهوات .فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات
في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في اآلخرة .انتهى كالم ابن حجر باختصار.ومن فضائل الصوم أنه من أسباب تكفير الذنوب ،كما في
صحيح مسلم" :عن أبي هريرة رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال« :الصالة الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما
بينهن ما لم تغش الكبائر»" .وفي رواية لمسلم" :عن أبي هريرة أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان يقول« :الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر»".وقد جاء في أكثر األصول بلفظ« :إذا اجتنب الكبائر»
آخره باء موحدة ولفظ :الكبائر منصوب على المفعولية ،أي :إذا اجتنب فاعلها الكبائر ،وجاء في بعض األصول بلفظ :اجتنبت بزيادة تاء
مثناة في آخره على ما لم يسم فاعله ورفع الكبائر ،كذا ضبطه النووي وقال :وكالهما صحيح ظاهر .وفي صحيح مسلم« :صيام يوم
عرفة أحتسب على هللا أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على هللا أن يكفر السنة التي قبله» .وفي
رواية لمسلم« :قال وسئل عن صوم يوم عرفة فقال يكفر السنة الماضية والباقية قال وسئل عن صوم يوم عاشوراء فقال يكفر السنة
الماضية» .و«عن حذيفة قال :قال عمر رضى هللا تعالى عنه من يحفظ حديثا عن النبي ﷺ في الفتنة؟ قال حذيفة :أنا
سمعته يقول :فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصالة والصيام والصدقة قال ليس أسأل عن هذه إنما أسأل عن التي تموج كما
يموج البحر قال وإن دون ذلك بابا مغلقا قال :فيفتح أو يكسر قال يكسر قال ذاك أجدر أن ال يغلق إلى يوم القيامة فقلنا لمسروق سله أكان
عمر يعلم من الباب فسأله فقال :نعم كما يعلم أن دون غد الليلة».ومن فضائل الصوم أنه سبب الستجابة الدعاء وفي الحديث« :وعن أبي
هريرة عن النبي ﷺ قال« :ثالث حق على هللا أن ال يرد لهم دعوة :الصائم حتى يفطر ،والمظلوم حتى ينتصر،
والمسافر حتى يرجع» .رواه الترمذي باختصار المسافر وبغير هذا السياق رواه البزار».ومن فضائل الصوم أنه يشفع لصاحبه يوم
القيامة ،لما روى اإلمام أحمد وغيره" :عن عبد هللا بن عمرو أن رسول هللا ﷺ قال« :الصيام والقرآن يشفعان للعبد،
»".يقول الصيام :أي رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ،ويقول القرآن :منعته النوم بالليل فشفعني فيه ،فيشفعان
ثواب الصوم
الصوم عبادة يثاب الصائم عليها ويكتب هللا له بها الجزاء الوفير يوم القيامة ،وقد كتب هللا الحسنات والسيئات وبينها ،وضاعف الحسنات
وجعل السيئة بمثلها ،وفي الحديث القدسي« :كل عمل ابن آدم يضاعف :الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ،قال هللا تعالى :إال
الصوم ،فإنه لي وأنا أجزي به ،يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي» .فالصالة مثال :أقوال وأفعال ،وإيتاء الزكاة :عمل ،أما الصوم؛
فإنه عمل لكنه ليس بقول وال فعل ،بل هو بمعنى ترك المفطرات ،والترك ال يعد قوال وال فعال ،أي :أن الصوم عمل غير ظاهر ،فال
يطلع على حقيقته إال هللا ،ومن ثم فقد استثنى هللا الصوم بقوله في الحديث القدسي« :إال الصوم فإنه لي وأنا أجزي به» أي :أن الصوم
يختلف عن جميع األعمال التي تحصيها المالئكة على اإلنسان ،حيث اختصه هللا باإلثابة علية؛ ألن الصوم عبادة ال تظهر ،فيجازي عليها
لعلمه بمن أخلص له فيها .وقد جاء في الحديث« :عن أبي هريرة قال قال رسول هللا ﷺ :كل عمل ابن آدم يضاعف
الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف ما شاء هللا يقول هللا إال الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي ،للصائم
فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من ريح المسك» .وفي سنن الترمذي« :عن أبي هريرة
قال قال رسول هللا ﷺ :إن ربكم يقول :كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به الصوم
جنة من النار ولخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من ريح المسك وإن جهل على أحدكم جاهل وهو صائم فليقل إني صائم» .وفي رواية
للبخاري بلفظ« :والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند هللا تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام
لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها».وحيث اختص هللا الصوم بأنه هو الذي يجزي به فجزاء هللا عظيم ،وقد جعل هللا الجنة جزاء
للصائمين ،وفي الحديث« :عن سهل رضى هللا تعالى عنه عن النبي ﷺ قال :إن في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه
الصائمون يوم القيامة ال يدخل منه أحد غيرهم يقال أين الصائمون فيقومون ال يدخل منه أحد غيرهم ،فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه
أحد»«.عن أبي هريرة رضى هللا تعالى عنه أن رسول هللا ﷺ قال :من أنفق زوجين في سبيل هللا نودي من أبواب الجنة
يا عبد هللا هذا خير فمن كان من أهل الصالة؛ دعي من باب الصالة ،ومن كان من أهل الجهاد؛ دعي من باب الجهاد ،ومن كان من أهل
الصيام؛ دعي من باب الريان ،ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ،فقال أبو بكر رضى هللا تعالى عنه :بأبي وأمي يا رسول
هللا ما على من دعي من تلك األبواب ،من ضرورة فهل يدعى أحد من تلك األبواب كلها؟ قال :نعم ،وأرجو أن تكون منهم».روى
الزيَّات أنه سمع أبا هريرة رضى هللا تعالى عنه يقول :قال رسول هللا ﷺ :قال هللا :كل البخاري بسنده« :عن أبي صالح َّ
ص َيا ُم ُج َّن ٌة ،وإذا كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال َيصْ َخبْ فإن َسا َّب ُه أحد أو قاتله
عمل ابن آدم له إال الصيام فإنه لي وأنا أجزي بهَ ،وال ِّ
فليقل إني امرؤ صائم ،والذي نفس محمد بيده :لخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من ريح المسك ،للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح
».وإذا لقي ربه فرح بصومه
وفي الحديث« :للصائم فرحتان :فرحة عند فطره ،وفرحة عند لقاء ربه» أي :يفرح في الدنيا وقت اإلفطار ،ويوم الجزاء في اآلخرة حين
يلقى ثواب الصوم إن أخلصه هلل« .ولخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من ريح المسك» ،والخلوف :رائحة تغير الفم« ،والصيام جنة» أي:
».وقاية من عذاب النار« ،وإذا كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله ،فليقل :إني امرؤ صائم
يختص شهر رمضان بكونه شهر الصوم عند المسلمين ،ويختص بكونه أفضل أنواع الصوم ،فيختص بكونه فرضا بمعنى :أن العبادة
المفروضة أفضل من النفل ،والتقرب إلى هللا بما فرض أفضل رتبة من التقرب بالنوافل ،كما يختص شهر رمضان بفضيلة نزول القرآن
فيه ،وبقيام لياله وغير ذلك ،وشهر رمضان يقال له شهر الصبر ،والصبر ثوابه الجنة ،وصوم رمضان كفارة للذنوب وفي الحديث" :عن
أبي هريرة رضى هللا تعالى عنه عن النبي ﷺ قال« :من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام
رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه»".ويكون صوم شهر رمضان كفارة للذنوب لمن صامه إيمانا باهلل وتصديقا بثوابه
وإخالصا له فيه ،قد روى البخاري" :عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا ﷺ« :من صام رمضان إيمانا
واحتسابا ،غفر له ما تقدم من ذنبه»" .ومعناه :من صام رمضان إيماناً :تصديقا باهلل وبثوابه ،واحتساباً :بنية التقرب إلى هللاُ ،غفر له ما
تقدم من ذنبه ،ومن قام ليلة القدر إيمانا ً واحتسابا ً ُغ فر له ما تقدم من ذنبه؛ ألن الصوم إنما يكون بنية التقرب إلى هللا ،والنية شرط في
وقوعه" .عن أبي هريرة رضى هللا تعالى عنه أن رسول هللا ﷺ قال« :إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة»"".عن أبي
هريرة رضى هللا تعالى عنه يقول :قال رسول هللا ﷺ« :إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم
وسلسلت الشياطين»"".عن أبي هريرة قال :قال رسول هللا ﷺ« :أتاكم شهر رمضان ،شهر مبارك فرض هللا عليكم
صيامه ،تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم ،وتغل فيه مردة الشياطين ،هلل فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد
»".حرم
وفي المصنف روى ابن أبي شيبة :عن مطرف بن عبد هللا بن الشخير قال" :أتيت عثمان بن أبي العاص فدعا لي بلبن لقحة فقلت :إني
صائم فقال :أما إني سمعت رسول هللا ﷺ يقول « :الصيام جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وصيام حسن صيام ثالثة
أيام من كل شهر»" .وعن هبيرة قال :قال عبد هللا« :الصوم جنة من النار كجنة الرجل إذا حمل من السالح ما أطاق».عن أبي هريرة
وأبي سعيد قاال" :قال رسول هللا ﷺ« :إن هللا يقول :إن الصوم لي وأنا أجزي به ،وإن للصائم فرحتين :إذا أفطر فرح،
وإذا لقي هللا فرح ،والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من ريح المسك»" .وعن أبي هريرة قال" :قال رسول هللا
ﷺ« :كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال هللا تعالى :إال الصوم فإنه لي وأنا أجزي
به يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ،للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند هللا من
ريح المسك ،الصوم جنة الصوم جنة»".عن عياض بن غطيف قال دخلنا على أبي عبيدة فقال« :الصوم جنة ما لم يخرقها» .وعن عياض
بن غطيف قال دخلنا على أبي عبيدة بن الجراح في مرضه فقال" :سمعت رسول هللا ﷺ يقول« :الصوم جنة ما لم
يخرقها»".عن أبي بردة عن أبي موسى قال كنا في البحر فبينا نحن نسير وقد رفعنا الشراع وال نرى جزيرة وال شيئا إذ سمعنا مناديا
ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم فقمنا ننظر فلم نر شيئا فنادى سبعا فلما كانت السابعة قمت فقلت يا هذا أخبرنا ما تريد أن تخبرنا به
فإنك ترى حالنا وال نستطيع أن نقف عليها قال أال أخبركم بقضاء قضاه هللا على نفسه أيما عبد أظمأ نفسه في هللا في يوم حار أرواه هللا
يوم القيامة زاد أبو أسامة فكنت ال تشاء أن ترى أبا موسى صائما في يوم بعيد ما بين الطرفين إال رأيته".عن أبي هريرة عن النبي
ﷺ قال« :الصائم ال ترد دعوته»"".عن أبي هريرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم« :لكل أهل عمل باب من أبواب
»".الجنة يدعون منه بذلك العمل وألهل الصيام باب يقال له الريان
للصوم آداب منها :حفظ اللسان وإطعام الطعام والجود بالخير وفي الحديث« :أن ابن عباس رضى هللا تعالى عنهما قال :كان النبي
ﷺ أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل عليه السالم يلقاه كل ليلة في
رمضان حتى ينسلخ يعرض عليه النبي صلى هللا عليه وسلم القرآن فإذا لقيه جبريل عليه السالم كان أجود بالخير من الريح
المرسلة».ومن اآلداب التي للصائم مراعاتها :صون الجوارح واالبتعاد عن اللغو والرفث والمجادلة والمخاصمة ،والتحلي بالسكينة
والوقار؛ ألنه متلبس بعبادة ،وفي الحديث" :عن أبي هريرة رضى هللا تعالى عنه أن رسول هللا ﷺ قال« :الصيام جنة فال
يرفث وال يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم (مرتين) ،والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند هللا تعالى من ريح
»".المسك ،يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي ،الصيام لي وأنا أجزي به ،والحسنة بعشر أمثالها
ولما كان الثواب على الصوم عند هللا بمكان؛ كان حريا بالصائم أن يحافظ على هذه الفضيلة ،وأن يجانب كل ما يفوتها ،فاللغو والرفث
حال الصوم ال يعني بطالن الصوم ،وإنما يفوت بسببه فضل الصوم وينقص به الثواب ،فهو كمثل من يتكلم أثناء خطبة الجمعة أو يحدث
الضجيج أو األذى في المسجد ،وفي الحديث« :وإذا كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال يصخب ،فإن سابه أحد أو قاتله ،فليقل :إني امرؤ
».صائم
فوائد الصوم
للصوم فوائد حسية ومعنوية إذ أن فية تهذيب السلوك النفسي وتقويم اعوجاج النفس ،وتغيير النمط الذي اعتاد الشخص عليه في حياته
اليومية ،وفي هذا تعليم لمعنى الطاعة واالمتثال في عبادة هللا ،وتخليص النفس من قيود الهوى وتزكيتها وتهذيبها ،وتعليم النفس معنى
الصبر باالمتناع عن المفطرات ،حتى يشعر اإلنسان بحال الجائع والبائس الفقير ،لتحصيل العطف والمودة والتراحم بين المجتمع .وفي
ص َيا ُم ُج َّن ٌة » .بمعنى :أنه وقاية من النار ،كما أن من فوائد الصوم في اإلسالم أنه يعين على تهذيب النفس وكسر الشهوة لمن
«وال ِّ
الحديثَ :
خاف على نفسه العزوبة ،ويدل على هذا حديث" :عن إبراهيم عن علقمة قال بينا أنا أمشي مع عبد هللا رضى هللا تعالى عنه ،فقال :كنا مع
النبي ﷺ فقال« :من استطاع الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له
»".وجاء
.فالزواج مستحب لمن يقدر عليه ،ومن لم يقدر عليه فعليه بالصوم فإنه يكون له كالوجاء في كسر الشهوة ،وال وسيلة لذلك غير الصوم
قال أبو جعفر الطبري :وأما تأويل قوله﴿ :لعلكم تتقون﴾ فإنه يعني به :لتتقوا أكل الطعام وشرب الشراب وجماع النساء فيه ،يقول :فرضت
عليكم الصوم والكف عما تكونون بترك الكف عنه مفطرين ،لتتقوا ما يفطركم في وقت صومكم .وبمثل الذي قلنا في ذلك قال جماعة من
.أهل التأويل
قال فخر الدين الرازي :في تفسير قوله تعالى﴿ :لعلكم تتقون﴾ :أنه سبحانه بين بهذا الكالم أن الصوم يورث التقوى لما فيه من انكسار
الشهوة وانقماع الهوى ،فإنه يردع عن األشر والبطر والفواحش ،ويهون لذات الدنيا ورياستها ،وذلك؛ ألن الصوم يكسر شهوة البطن
والفرج ،وإنما يسعى الناس لهذين ،كما قيل في المثل السائر :المرء يسعى لغاريه بطنه وفرجه ،فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين
وخفت عليه مؤنتهما ،فكان ذلك رادعا له عن ارتكاب المحارم والفواحش ،ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا ،وذلك جامع ألسباب التقوى
فيكون معنى اآلية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي ،وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم ،ولما
اختص الصوم بهذه الخاصية حسن منه تعالى أن يقول عند إيجابها﴿ :لعلكم تتقون﴾ منها بذلك على وجه وجوبه؛ ألن ما يمنع النفس عن
المعاصي ال بد وأن يكون واجبا.وذكر في معنى «لعل» :المعنى ينبغي لكم بالصوم أن يقوى وجاؤكم في التقوى وهذا معنى «لعل» في
سياق اآلية ،والمعنى﴿ :لعلكم تتقون﴾ هللا بصومكم وترككم للشهوات ،فإن الشيء كلما كانت الرغبة فيه أكثر كان االتقاء عنه أشق،
والرغبة في المطعوم والمنكوح أشد من الرغبة في سائر األشياء ،فإذا سهل عليكم اتقاء هللا بترك المطعوم والمنكوح؛ كان اتقاء هللا بترك
سائر األشياء أسهل وأخف .ورابعها :المراد ﴿كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ إهمالها وترك المحافظة عليها
بسبب عظم درجاتها وأصالتها .وخامسها :لعلكم تنتظمون بسبب هذه العبادة في زمرة المتقين؛ ألن الصوم شعارهم.قال ابن كثير في
تفسيره« :لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من األخالط الرديئة واألخالق الرذيلة .وفيه تزكية للبدن وتضييق لمسالك الشيطان؛
»».ولهذا ثبت في الصحيحين« :يا معشر الشباب ،من استطاع منكم الباءة فليتزوج ،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
أحكام الصوم في علم فروع الفقه اإلسالمي هي دراسة شرعية ألحكام الصوم مستفادة من أدلة الشرع اإلسالمي ،وقد اهتم علماء الفقه
بموضوع الصيام ،وجعلوه قسما من أقسام فقه العبادات يعرف بـ«كتاب الصوم» ،ويشمل أبوابا وفصوال ومسائل وغيرها من التفريعات،
ويتضمن :تعريف الصوم ،وحكمه ،واألصل في مشروعيته ،وأركان الصوم وشروطه ومبطالته ومستحبات الصوم ومكروهاته ،وصوم
شهر رمضان وأنواع الصوم وأقسامه والصوم المنهي عنه وأحكام نية الصوم وتبييت النية ،وأحكام اإلفطار في رمضان والقضاء والفدية
والصوم في السفر وصوم المريض وصوم الحائض وما يذكر ضمن ذلك من آيات أحكام الصيام ،وأحكام مواقيت الصوم وأحكام ليلة
الصيام ورؤية هالل رمضان ويوم الشك ويوم الغيم ومطلع الفجر وليلة القدر في ليالي شهر رمضان وقيام ليالي رمضان بالعمل الصالح
فيها ،وصالة قيام رمضان ،واستكمال عدة شهر رمضان ثالثين يوما عند عدم رؤية هالل شوال ،واستكمال شهر شعبان ثالثين يوما عند
عدم رؤية هالل رمضان ،وصوم التطوع مثل :صوم عاشوراء ،وصوم المحرم .ومن األبواب الملحقة بالصيام :االعتكاف واألحكام
.المتعلقة به
أنواع الصوم
أنواع الصوم من حيث الحكم الشرعي المتعلق به يشمل أنواعا متعددة ،وقد ذكر الفقهاء تقسيمات متعددة ،ومهما اختلفت هذه النقسيمات
فهي ال تخرج عن قسمين بحسب تقسيم الحكم الشرعي أي :باعتبار أن الصيام من حيث هو عبادة مشروعة يطلب في الشرع فعلها على
وجه اإللزام أو بغير إلزام ،وقد يقتضي الشرع تركها على وجه اإللزام أو بغير إلزام ،فالصوم إما أن يكون مما يطلب فعله أو تركه،
فهذان قسمان وكل منهما إما على جهة اإللزام أو بغير إلزام ،فهذه أربعة أقسام بحسب الحكم الشرعي ،أما القسم الخامس وهو المباح فال
يدخل في الصوم؛ ألنه عبادة والعبادة ال توصف باإلباحة .وعلى هذا التقسيم فالصوم إما أن يكون مما يطلب في الشرع فعله على وجه
اإللزام وهو أنواع أولها :الصيام المفروض وهو صوم شهر رمضان أدا ًء وقضا ًء ،وصيام الكفارات ،والصيام المنذور .وال فرق بين
الفرض والواجب والالزم والحتمي عند جمهور الفقهاء ،فهي كلها ألفاظ مترادفة بمعنى واحد ،خالفا للحنفية حيث أنهم فرقوا بين الفرض
والواجب ،وعلى كل األحوال فهذه األنواع من الصيام الذي يطلب فعله على وجه اإللزام .وإن كان الصيام مما يطلب في الشرع فعله ال
على وجه اإللزام؛ فهذا قسم ثان من أقسام الصيام ،وهو الصيام المسنون ويشمل جميع أنواع صوم التطوع وأنواعه كثيرة ،مثل :صوم
يوم عاشوراء وهو العاشر من شهر المحرم ،ويتأكد معه صيام يوم قبله أو بعده ،وصيام المحرم وصوم ست من شوال ،وثالثة أيام من
كل شهر وغير ذلك من أنواع صوم التطوع ،ويتضمن أيضا صيام النفل المطلق .والقسم الثاني من أقسام الصيام هو :ما اقتضى الشرع
تركه وهو الصوم المنهي عنه إما على وجه اإللزام وهو :الصوم المحرم بمعنى :المنهي عنه في الشرع لذاته ،نهيا يقتضي إثم فاعله .وهو
صيوم يومي عيد الفطر وعيد األضحى ،وأيام التشريق الثالثة .ويدخل في هذا القسم كل ما يترتب عليه إثم فاعله مثل صوم الحائض
عمدا بقصد الصوم ،ويشمل أيضا الصوم المكروه كراهة تحريم مثل صوم يوم الشك .وإما أن يكون مما اقتضى الشرع تركه ال على جهة
.اإللزام مثل :صوم يوم عرفة للحاج ،وإفراد يوم الجمعة
أركان الصوم
أركان الصوم أي :أجزاء ماهية الصوم التي ال يصح إال بها» .هي :اإلمساك فالصوم في حقيقته هو« :اإلمساك عن المفطرات من طلوع
الفجر إلى غروب الشمس» ونية الصوم ركن من أركان الصيام عند المالكية والشافعية ورجح بعض الفقهاء أن النية شرط شرط من
شروط الصوم وفي الحالين :فإن نية الصوم الزمة شرعا ً باتفاق جمهور الفقهاء ،سواء على القول بأنها ركن أو شرط ،والمعنى :أن
الصوم ال يصح إال بالنية .وأضاف بعض الفقهاء ركنا ثالثا من أركان الصوم وهو :الصائم أي :الشخص باعتبار أنه ال يعقل الصوم
.الشرعي إال بفاعل وهو الصائم
شروط الصوم
شروط الصوم هي :شروط وجوب الصوم ،وشروط صحته ،ومنها :شروط للوجوب والصحة معا ،وشروط صحة األداء .وشروط
الصيام عموما هي :البلوغ ،والعقل ،واإلسالم ،والقدرة أي( :إطاقة الصوم) ،والصحة ،واإلقامة .فال يجب صوم المريض وال الصوم في
السفر ،بل يجوز للمسافر اإلفطار في رمضان ،وال يجب الصوم على من ال يقدر عليه .وال يصح الصوم إال من مسلم عاقل مميز،
ويشترط النقاء من الحيض والنفاس ،والعلم بالوقت القابل للصوم فيه ،كما أن النية الزمة للصوم فال يصح إال بها .وهناك تفاصيل أوفى
.في كتب علم فروع الفقه
مبطالت الصوم
مبطالت الصوم أو :مفسدات الصوم ،والفاسد والباطل في العبادات بمعنى واحد ،ضد الصحيح .والذي يبطل به الصوم بمعنى :ما يكون
به الصوم غير صحيح ،وإذا بطل الصوم في يوم من صوم شهر رمضان خاصة لمن ال رخصة في اإلفطار؛ لزمه بعد بطالن صومه؛
اإلمساك بقية اليوم لحرمة الوقت ،والقضاء بعد ذلك .وأما المعذور الذي يباح له الفطر كالمريض؛ فال يلزمه اإلمساك .ويحرم تعمد
:االستمرار في اإلمساك بنية الصيام على من يحرم عليه الصيام كما في صوم الحائض .ومبطالت الصوم أي :المفطرات هي
ما وصل عمدا إلى الجوف مثل :األكل والشرب ،وما هو بمعنى األكل والشرب ،حال العمد والعلم واالختيار ،فيبطل الصوم بما وصل
عمدا إلى مسمى جوف ،كالحلق والبطن والدماغ ،فيفطر بكل ما أدخله الصائم باختياره عمدا إلى جوفه ،أو مجوف في جسده كدماغه
وحلقه ،ونحو ذلك مما ينفذ إلى معدته ،إذا وصل باختياره ،وكان مما يمكن التحرز منه ،سواء وصل من الفم على العادة ،أو غير العادة
كالوجور واللدود ،أو من األنف كالسعوط وهو إدخال الدواء عن طريق األنف ،أو ما يدخل من األذن إلى الدماغ ،أو ما يدخل إلى الجوف
من طريق القبل أو الدبر كالحقنة ،أو ما يصل من مداواة الجائفة إلى جوفه ،أو من دواء المأمومة إلى دماغه ،فهذا كله يفطره؛ ألنه واصل
إلى جوفه باختياره ،فأشبه األكل ،وكذلك لو جرح نفسه ،أو جرحه غيره باختياره فوصل إلى جوفه ،سواء استقر في جوفه ،أو عاد فخرج
منه ،وبهذا كله قال الشافعي .وقال مالك :ال يفطر بالسعوط ،إال أن ينزل إلى حلقه ،وال يفطر إذا داوى المأمومة والجائفة .واختلف عنه
في الحقنة ،واحتج له بأنه لم يصل إلى الحلق منه شيء ،أشبه ما لم يصل إلى الدماغ وال الجوف .وذكر ابن قدامة أنه واصل إلى جوف
.الصائم باختياره ،فيفطره كالواصل إلى الحلق ،والدماغ جوف ،والواصل إليه يغذيه ،فيفطره كجوف البدن
..ويشترط فيما يصل إلى الجوف أن يكون عمدا ،أما لو أدخله ناسيا فال يبطل صومه؛ لحديث :من أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه
وبلع الريق غير مبطل للصوم وإن تجمع في الفم ،وال يلزم ألجل الصوم إخراج الريق كما قد يتوهم البعض ،وأما بلع النخامة عمدا مبطل
للصوم ،وهي تختلف عن الريق ،ويجب على الصائم قطعها ومجها ،فهي مستقذر ويبطل الصوم ببلعها عمدا ،أما وصلت بغير تعمد وال
.تقصير فال يبطل بها الصوم
االستقاءة فيبطل الصوم باالستقاءة بمعنى :أن يتعمد الصائم إخراج القيئ من جوفه ،فلو تعمد إخراج القيئ؛ بطل صومه ،ومثل ذلك
فيما إذا غلبه القيئ وخرج كرها وأعاده عمدا إلى جوفه بطل صومه؛ ألنه في حال إعادته يعد إيصال عين إلى الجوف وهو مبطل للصوم.
فإن ذرعه القيئ أي :غلبه وخرج بغير تعمد إخراجه؛ فال يبطل صومه وهو حينئذ غير مكلف بما هو خارج عن إرادته ،إال إذا أعاده إلى
جوفه عمدا .ولو استقاء ناسيا للصوم فال يبطل صومه ،وأما استخراج النخامة من الجوف عمدا؛ فال يبطل بها صومه .ويدل على هذا
».حديث« :من ذرعه القيئ ،فليس عليه قضاء ،ومن استقاء عمدا فليقض
الجماع بالتقاء الختانين وتغيب الحشفة في أحد السبيلين ،سواء أنزل أم لم ينزل ،حال العلم والعمد واالختيار ،فإذا جامع الصائم في نهار
رمضان عامدا مختارا؛ بطل صومه مع اإلثم ألجل الصوم ،ووجب عليه قضاء صوم ذلك اليوم الذي أفسده ،ويجب عليه مع القضاء
للصوم الكفارة وهي عتق رقبة ،فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ،فإن لم يستطع صيام شهرين متتاليين؛ أطعم ستين مسكينا .هذا إن
.أفسد صومه في نهار رمضان ،فيجب عليه مع القضاء الكفارة واإلمساك بقية اليوم مراعاة لحرمة الوقت في نهار رمضان
إنزال المني عمدا بمباشرة ،بمعنى :خروج المني بطريق المباشرة بشهوة ،وذلك أن الصوم من حيث ترك المفطرات التي تتضمن معنى
.اإلمساك عن شهوتي البطن والفرج .أما خروج المني بطريق االحتالم أي :حال النوم؛ فال يبطل به الصوم
خروج دم الحيض والنفاس ،فيبطل صوم المرأة بخروج دم الحيض أو النفاس في نهار الصوم ولو بلحظة قبل غروب الشمس وهذا
بإجماع أهل العلم .يدل على هذا حديث أبي سعيد الخدري أن النبي ﷺ قال :أليس إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم؟
أخرجه البخاري ومسلم ،وحديث معاذة لما سألت عائشة عن قضاء الحائض الصوم دون الصالة فقالت« :كان يصيبنا على عهد رسول
».هللا ﷺ فنؤمر بقضاء الصوم وال نؤمر بقضاء الصالة
.وقد ذكر النووي في صوم الحائض أنه :أجمع أهل العلم على أن الصوم ال يصح من الحائض ،ومثلها النفساء
الوالدة وهو خروج الولد ولو جافا؛ ألنه منعقد مما يوجب الغسل ،وخروج الولد غالبا يعقبه خروج دم النفاس ،لكن لو خرج الولد جافا
.ولم يخرج بعده دم النفاس؛ فيبطل صوم المرأة بسبب الوالدة
اإلغماء إن عم جميع النهار ،من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ،ويلزم قضاء الصوم .وإذا أفاق في أي جزء من النهار صح
.صومه
.الردة وهي الرجوع عن اإلسالم إلى الكفر باختيار بكفر صريح .وهناك تفاصيل أوفى ،في كتب :فروع الفقه
سنن الصوم
مقالة مفصلة :مستحبات الصومCrystal Clear app kdict.png
مستحبات الصوم أو :مسنونات الصوم هي المندوبات التي يستحب للصائم أن يأتي بها ،ومشروعيتها إما؛ بنص يدل على استحبابها ،أو:
من مفهوم النص ومقتضاه ،وتشمل :المستحبات المتعلقة بـصوم شهر رمضان ،وغيره من أنواع الصوم ،ومنها :تعجيل اإلفطار أول
الوقت ،وأن يفطر على رطب وإن لم يجد أفطر على تمر وإال فبشربة ماء ،وتأخير السحور إلى قريب مطلع الفجر الثاني ،وحفظ اللسان
.من اللغو والرفث ،والدعاء عند اإلفطار ،وغير ذلك
ومن مستحبات الصوم التسحر وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على استحبابه والترغيب فيه ،وأن يتسحر مريد الصوم حتى ولو بجرعة من
ماء ،تشبها باآلكلين ،وفي الصحيحين« :عن أنس قال :قال رسول هللا ﷺ" :تسحروا فإن في السحور بركة"» .والسحور
-بفتح السين -بمعنى :المأكول كالخبز وغيره ،أو بمعنى :الوجبة التي يتناولها الصائم فيما قبل طلوع الفجر الثاني ،أو -بضم السين -هو
الفعل والمصدر ،وهو من مستحبات الصوم ،وسبب البركة فيه تقويته الصائم على الصوم وتنشيطه له وفرحه به وتهوينه عليه ،وذلك
سبب لكثرة الصوم .وفي صحيح مسلم« :عن عمرو بن العاص رضي هللا عنه ،قال :قال رسول هللا ﷺ":إن فصل ما بين
صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"» .و«عن أبي سعيد قال :قال رسول هللا ﷺ" :السحور أكله بركة ،فال تدعوه،
ولو أن أحدكم يجرع جرعة من ماء ،فإن هللا ومالئكته يصلون على المتسحرين"».قال النووي :فاتفق أصحابنا وغيرهم من العلماء على
أن السحور سنة ،وأن تأخيره أفضل ،وعلى أن تعجيل الفطر سنة بعد تحقق غروب الشمس ،ودليل ذلك كله األحاديث الصحيحة؛ وألن
فيهما إعانة على الصوم ،وألن فيهما مخالفة للكفار ،ففي صحيح مسلم :عن عمرو بن العاص :أن رسول هللا ﷺ قال:
«فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر» رواه مسلم .أكلة السحر بفتح الهمزة هي السحور؛ وألن محل الصوم هو النهار
فال معنى لتأخير الفطر واالمتناع من السحور في آخر الليل؛ وألن بغروب الشمس صار مفطرا فال فائدة في تأخير الفطر .ووقت السحور
بين نصف الليل وطلوع الفجر ،ويحصل السحور بكثير المأكول وقليله ،ويحصل بالماء أيضا ،ففي مسند أحمد« :عن أبي سعيد قال :قال
رسول هللا ﷺ" :السحور أكله بركة ،فال تدعوه ،ولو أن أحدكم يجرع جرعة من ماء ،فإن هللا ومالئكته يصلون على
المتسحرين"» .ويستحب تأخير السحور إلى قريب طلوع الفجر الثاني ،ويستحب للصائم أن يفطر على تمر ،واألفضل منه الرطب ،فإن
لم يجد فعلى الماء ،وذلك لما روى سلمان بن عامر قال« :قال رسول هللا ﷺ« :إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر ،فإن لم
يجد فليفطر على ماء فإنه طهور»»« .عن أنس قال« :كان رسول هللا ﷺ يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم يكن
رطبات فتميرات ،فإن لم يكن تميرات حسا حسوات من ماء» .ويستحب للصائم الدعاء عند اإلفطار ،ويقول عند إفطاره« :اللهم لك
صمت وعلى رزقك أفطرت»؛ لما روى أبو هريرة قال« :كان رسول هللا ﷺ إذا صام ثم أفطر قال" :اللهم لك صمت
وعلى رزقك أفطرت"» .و«عن ابن عمر :كان النبي ﷺ إذا أفطر قال :ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت األجر إن شاء
هللا تعالى ».وعن مروان يعني ابن سالم المقفع قال :رأيت ابن عمر يقبض على لحيته فيقطع ما زاد على الكف وقال« :كان رسول هللا
ﷺ إذا أفطر قال" :ذهب الظمأ وابتلت العروق ،وثبت األجر إن شاء هللا"» .ويستحب أن يدعو الصائم عند فطره ،قال
النووي :وهذا ال خالف في استحبابه للحديث ،وفي كتاب ابن ماجه« :عن ابن عمرو بن العاص أن النبي ﷺ قال« :إن
للصائم عند فطره دعوة ما ترد» ،وكان ابن عمرو إذا أفطر يقول" :اللهم برحمتك التي وسعت كل شيء اغفر لي"» .ويستحب أن يفطر
الصائم في وقت اإلفطار؛ لما روى زيد بن خالد الجهني« :أن النبي ﷺ قال" :من فطر صائما فله مثل أجره ،وال ينقص
من أجر الصائم شيء"» .ويحصل بما يفطر به الصائم ولو على تمرة أو شربة ماء أو لبن إن لم يقدر على عشائه .قال الماوردي" :إن
بعض الصحابة قال :يا رسول هللا ،ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم ،فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم :يعطي هللا تعالى هذا الثواب من
.فطر صائما على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن
تأخير السحور
يستحب تأخير السحور إلى قريب انفجار الفجر الثاني ،وذلك هو األفضل ،وفي الحديث« :عن أبي ذر قال :قال رسول هللا
"».ﷺ" :ال تزال أمتي بخير ما عجلوا اإلفطار وأخروا السحور
يدل الحديث على أنه يستحب للصائم التسحر ،أي :أن يتناول أكلة السحر ،وتسمى :الغداء المبارك ،وينتهي وقته بدخول وقت صالة
الفجر ،ويستحب تأخير السحور إلى ما قبل وقت صالة الفجر؛ ألن ذلك هو األبلغ في حصول المقصود منه ،وفي الصحيحين« :عن أنس
عن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال :تسحرنا مع النبي ﷺ ثم قام إلى الصالة» .كما أن وقت السحور يمتد إلى ما قبل
بداية وقت اإلمساك ،بدخول وقت صالة الفجر ،لكن الفصل بين التسحر وبين الصالة بفاصل يسير ،هو األفضل ليتسنى للصائم االستعداد
للصالة ،وليكون له من ذلك الوقت تناول الشراب ،والذكر واالستغفار وقراءة القرآن ،وقد سئل أنس :زيد ابن ثابت عن مقدار الوقت الذي
كان ما بين انتهاء أكل السحور ،وبين ابتداء أول وقت الشروع في الصالة ،فقال له زيد بن ثابت« :قدر خمسين آية» كما جاء ذلك في
الحديث« :عن أنس عن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال :تسحرنا مع النبي ﷺ ثم قام إلى الصالة قلت :كم كان بين
األذان والسحور؟ قال :قدر خمسين آية» .فقول زيد ابن ثابت« :قدر خمسين آية» أي :متوسطة ال طويلة وال قصيرة ال سريعة وال
بطيئة ،وهو تقدير الوقت في تلك الحال ،وذلك لتقريب مقدار الوقت ،قال المهلب وغيره :فيه تقدير األوقات بأعمال البدن ،وكانت العرب
تقدر األوقات باألعمال كقوله :قدر حلب شاة ،وقدر نحر جزور ،فعدل زيد بن ثابت عن ذلك إلى التقدير بالقراءة؛ إشارة إلى أن ذلك
الوقت كان وقت العبادة بالتالوة .وقال ابن أبي جمرة :فيه إشارة إلى أن أوقاتهم كانت مستغرقة بالعبادة .قال ابن حجر« :قال ابن أبي
جمرة :كان ﷺ ينظر ما هو األرفق بأمته فيفعله؛ ألنه لو لم يتسحر التبعوه فيشق على بعضهم ،ولو تسحر في جوف
الليل لشق أيضا على بعضهم ممن يغلب عليه النوم فقد يفضي إلى ترك الصبح أو يحتاج إلى المجاهدة بالسهر .وقال فيه أيضا تقوية على
الصيام لعموم االحتياج إلى الطعام ولو ترك لشق على بعضهم وال سيما من كان صفراويا فقد يغشى عليه فيفضي إلى اإلفطار في
رمضان .قال :وفي الحديث تأنيس الفاضل أصحابه بالمؤاكلة ،وجواز المشي بالليل للحاجة؛ ألن زيد بن ثابت ما كان يبيت مع النبي
ﷺ .وفيه االجتماع على السحور ،وفيه حسن األدب في العبارة لقوله« :تسحرنا مع رسول هللا ﷺ»،
ولم يقل نحن ورسول هللا ﷺ لما يشعر لفظ المعية بالتبعية».والفصل بين آخر وقت التسحر وبين وقت صالة الفجر بقدر
خمسين آية هو األفضل؛ لخبر الصحيحن ،أما آخر وقت السحور فيمتد إلى طلوع الفجر الثاني؛ كما يدل على ذلك حديث« :إن بالال يؤذن
بليل ،فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم» .وحديث« :ال يمنعكم سحوركم أذان بالل» .وقد ورد في الصحيحين من حديث القاسم:
«عن عائشة :أن رسول هللا ﷺ قال" :ال يمنعكم أذان بالل عن سحوركم ،فإنه ينادي بليل ،فكلوا واشربوا حتى تسمعوا
أذان ابن أم مكتوم ،فإنه ال يؤذن حتى يطلع الفجر"» .لفظ البخاري وعن حماد ،عن إبراهيم ،قال« :السحور بليل ،والوتر بليل» .و«عن
».سهل بن سعد رضي هللا عنه قال :كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول هللا ﷺ
وعن بالل قال« :أتيت النبي ﷺ أؤذنه بالصالة وهو يريد الصوم ،فدعا بإناء فشرب ،ثم ناولني فشربت ،ثم خرج إلى
الصالة» .وعن عامر بن مطر ،قال« :أتيت عبد هللا بن مسعود في داره ،فأخرج فضال من سحوره ،فأكلنا معه ،ثم أقيمت الصالة فخرجنا
فصلينا» .وعن سالم مولى أبي حذيفة قال« :كنت أنا وأبو بكر الصديق فوق سطح واحد في رمضان ،فأتيت ذات ليلة فقلت :أال تأكل يا
خليفة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ فأومأ بيده أن كف ،ثم أتيته مرة أخرى ،فقلت له :أال تأكل يا خليفة رسول هللا؟ فأومأ بيده أن كف.
ثم أتيته مرة أخرى ،فقلت :أال تأكل يا خليفة رسول هللا؟ فنظر إلى الفجر ثم أومأ بيده أن كف .ثم أتيته فقلت :أال تأكل يا خليفة رسول هللا؟
».قال :هات غداءك ،قال :فأتيته به فأكل ثم صلى ركعتين ،ثم قام إلى الصالة
الفصل بين السحور وبين صالة الفجر هو األفضل .ويدل على ذلك ما رواه أنس عن معاذ ابن جبل في الصحيحين أنه« :قدر خمسين
آية» ،لكن وردت روايات أخرى تدل على جواز تمديد وقت السحور إلى آخر وقته ،قال ابن حجر في رواية أنس عن معاذ« :وقال
الطبري :فيه داللة على أن الفراغ من السحور كان قبل طلوع الفجر ،فهو معارض لقول حذيفة "هو النهار إال أن الشمس لم تطلع".
انتهى .والجواب :أن ال معارضة بل تحمل على اختالف الحال ،فليس في رواية واحد منهما ما يشعر بالمواظبة ،فتكون قصة حذيفة
».سابقة ،وكونه من مسند زيد بن ثابت أو من مسند أنس
عن عاصم عن زر عن حذيفة قال :كان النبي صلى هللا عليه وسلم يتسحر وما أرى مواقع النبل .قال :قلت :أبعد الصبح؟ قال :هو «
الصبح إال أنه لم تطلع الشمس» .قال ابن كثير{{ :اقتباس مضمن|وهو حديث تفرد به عاصم بن أبي النجود ،قاله النسائي ،وحمله على أن
المراد قرب النهار ،كما قال تعالى﴿ :فإذا بلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف﴾ .أي :قاربن انقضاء العدة ،فإما إمساك
أو ترك للفراق ،وهذا الذي قاله هو المتعين حمل الحديث عليه :أنهم تسحروا ولم يتيقنوا طلوع الفجر ،حتى أن بعضهم ظن طلوعه
وبعضهم لم يتحقق ذلك .وحكى أبو جعفر ابن جرير في تفسيره ،عن بعضهم :أنه إنما يجب اإلمساك من طلوع الشمس كما يجوز اإلفطار
بغروبها .قلت :وهذا القول ما أظن أحدا من أهل العلم يستقر له قدم عليه ،لمخالفته نص القرآن في قوله﴿ :وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم
﴾الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل
تعجيل اإلفطار
تمر
من مستحبات الصوم تعجيل الفطر عند بداية دخول وقت صالة المغرب ،أي :أنه يستحب للصائم المبادرة باإلفطار في أول الوقت وال
يؤخره ،ويدل عليه من السنة حديث" :عن سهل بن سعد أن رسول هللا ﷺ قال« :ال يزال الناس بخير ما عجلوا
»".الفطر
قال ابن حجر :قال ابن عبد البر :أحاديث تعجيل اإلفطار وتأخير السحور صحاح متواترة .وعند عبد الرزاق وغيره بإسناد صحيح عن
عمرو بن ميمون األودي قال« :كان أصحاب محمد ﷺ أسرع الناس إفطارا وأبطأهم سحورا» .ويكون ذلك بغروب
الشمس ،ومن كان وراء أبنية الجبال ولم يشاهد الغروب؛ فيدخل الوقت بغروب شمس أقرب األمكنة إليه ويكون بإقبال ظلمة الليل وذهاب
ضوء النهار ،ويدل عليه حديث" :عن عاصم بن عمر بن الخطاب عن أبيه رضي هللا عنه قال قال رسول هللا ﷺ« :إذا
أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم»" .أي :دخل وقت الفطر«.عن عبد هللا بن أبي أوفى
رضي هللا عنه قال سرنا مع رسول هللا ﷺ وهو صائم فلما غربت الشمس قال :انزل فاجدح لنا ،قال :يا رسول هللا لو
أمسيت ،قال :انزل فاجدح لنا ،قال يا رسول هللا إن عليك نهارا ،قال :انزل فاجدح لنا ،فنزل فجدح ثم قال« :إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا
فقد أفطر الصائم» وأشار بإصبعه قبل المشرق».يدخل وقت صالة المغرب بغروب الشمس؛ لحديث« :عن سلمة بن األكوع ،أن رسول
هللا ﷺ كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب» .وقد اتفق العلماء على أن أول وقت صالة المغرب:
غروب الشمس ،ووقع الخالف في العالمة التي يعرف بها الغروب.ويستحب تعجيل صالة المغرب ألول وقتها؛ لحديث" :وعن عقبة بن
عامر أن النبي ﷺ قال« :ال تزال أمتي بخير ،أو :على الفطرة ،ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم»" .وعند ابن
ماجه والحاكم وابن خزيمة في صحيحه بلفظ« :ال تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم» .قال الشوكاني:
«والحديث يدل على استحباب المبادرة بصالة المغرب وكراهة تأخيرها إلى اشتباك النجوم» .وقال أيضا« :قال النووي في شرح مسلم:
إن تعجيل المغرب عقيب غروب الشمس مجمع عليه ،قال :وقد حكي عن الشيعة فيه شيء ال التفات إليه وال أصل له ،وأما األحاديث
الواردة في تأخير المغرب إلى قرب سقوط الشفق فكانت لبيان جواز التأخير ،وقد سبق إيضاح ذلك؛ ألنها كانت جوابا للسائل عن الوقت،
وأحاديث التعجيل المذكورة في هذا الباب وغيره إخبار عن عادة رسول هللا ﷺ المتكررة التي واظب عليها إال لعذر
».فاالعتماد عليها
صوم النفل
صوم النفل أو صوم التطوع ،والنفل بمعنى :الزيادة المشروعة على الفرض على وجه مخصوص ،والتطوع بمعنى :ما يشرع فعله من
غير إلزام ،ويسمى أيضا :الصوم المندوب ،أو المستحب ،وهو :ما اقتضى الشرع فعله من غير إلزام .والصوم الذي اقتضى الشرع فعله
إما على وجه اإللزام ،وهو :صوم شهر رمضان ،وكل صوم واجب بنذر أو قضاء وغيره ،وإما على غير وجه إلزام وهو :صوم التطوع،
وهو النوع الثاني من أنواع الصيام ،وهو :ما ليس بواجب ،فهو بمعنى المستحب ،سواء كان مقيدا أو مطلقا ،ويشمل أنواعا ً متعددة ،وقد
شرع صوم التطوع من أجل جبر الخلل الذي يحصل في الفريضة ،ومن أجل زيادة األجر والثواب« .عن أبي سعيد الخدري رضي هللا
»".عنه قال" :قال رسول هللا ﷺ« :من صام يوما في سبيل هللا َب َّع َد هللا وجهه عن النار سبعين خريفا
و"عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال :قال رسول هللا ﷺ« :إن أحب الصيام إلى هللا صيام داود ،وأحب الصالة إلى هللا
صالة داود ،كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ،وكان يصوم يوما ويفطر يوما»" .و«عن عامر بن مسعود عن النبي
».ﷺ قال :الغنيمة الباردة الصوم في الشتاء
صوم النفل أنواع ،فهو إما؛ نفل مطلق ،أو مقيد ،فالمطلق هو المندوب فعله في الشرع من غير تقييد له بخصوصه ،كمن أراد أن يصوم
يوما ،فله أن يصوم في غير األقات المنهي عن صيامها .والنفل المقيد هو الذي ورد في الشرع استحبابه بخصوصه ،وهو أنواع منها:
صوم يوم عاشوراء ،وصوم اإلثنين والخميس ..والصوم من حيث هو قربة يتقرب بها العبد إلى هللا ،وهو إما فرض أو تطوع ،فالفرض
أفضل ما تقرب به العبد وفي الحديث القدسي« :وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه» ،وأما التطوع فهو زيادة في
..».التقرب إلى هللا ،وفي الحديث القدسي« :وال يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه
من المنهي عنه في الشرع اإلسالمي التعمق في العبادة ،أي :المبالغة فيها بما يعد من قبيل التنطع .والمشروع في اإلسالم هو التوسط في
العبادة بمعنى األخذ بأوسط األمور وأعدلها وأحبها إلى هللا ،ومما يدل على النهي عن المبالغة في العبادة ما أخرجه البخاري في صحيحه
قال« :حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا حميد بن أبي حميد الطويل أنه سمع أنس بن مالك رضي هللا عنه يقول:
«جاء ثالثة رهط إلى بيوت أزواج النبي ﷺ يسألون عن عبادة النبي ﷺ فلما أخبروا كأنهم َت َقالُّو َها
فقالوا :وأين نحن من النبي ﷺ قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ،قال أحدهم :أما أنا فإني أصلي الليل أبدا ،وقال آخر:
أنا أصوم الدهر وال أفطر ،وقال آخر :أنا أعتزل النساء فال أتزوج أبدا ،فجاء رسول هللا ﷺ إليهم فقال :أنتم الذين قلتم كذا
».وكذا أما وهللا إني ألخشاكم هلل وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني
في هذا الحديث دليل النهي عن التعمق في العبادة ،حيث أنه يطلب الفرض وما يشرع معه من النوافل ،والتعمق بمعنى التنطع أو التشدد
الذي يخالف الشرع ،وتظهر صورته في وصل الصيام وصوم الدهر .وسبب النهي عن المبالغة في العبادة أنه مما يؤدي إلى ترك
الواجبات ،كما أن مالزمة االقتصار على الفرائض وترك التنفل يفضي إلى إيثار البطالة وعدم النشاط إلى العبادة وخير األمور الوسط.
كما أن األخذ بالتشديد في العبادة يفضي إلى الملل القاطع ألصلها .ومعنى« :كأنهم تقالوها» :بتشديد الالم المضمومة أي :رأى كل منهم
أنها قليلة ،وتأولوا ذلك بأن من علم أن هللا قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ال يحتاج إلى مزيد من العمل ،وأن من لم يعلم بحصول
ذلك له يحتاج إلى المبالغة في العبادة عسى أن يحصل له ذلك .وقد بين في الحديث أنه ال يلزم منه حصوله ،وأشار إلى هذا بأنه أشدهم
خشية وذلك بالنسبة لمقام العبودية في جانب الربوبية ،وأشار في حديث عائشة والمغيرة في صالة الليل إلى معنى آخر بقوله« :أفال أكون
عبدا شكورا» .وأن العلم باهلل ومعرفة ما يجب من حقه أعظم قدرا من مجرد العبادة البدنية .وقوله« :أما وهللا إني ألخشاكم هلل وأتقاكم
له» ،قال ابن حجر :فيه إشارة إلى رد ما بنوا عليه أمرهم من أن المغفور له ال يحتاج إلى مزيد في العبادة بخالف غيره ،فأعلمهم أنه مع
كونه يبالغ في التشديد في العبادة أخشى هلل وأتقى من الذين يشددون ،وإنما كان كذلك ألن المشدد ال يأمن من الملل بخالف المقتصد فإنه
أمكن الستمراره وخير العمل ما داوم عليه صاحبه ،وقد أرشد إلى ذلك في قوله في الحديث اآلخر« :المنبت ال أرضا قطع وال ظهرا
».أبقى
قوله« :فمن رغب عن سنتي فليس مني» :ال يستلزم الخروج عن الملة لمجرد المبالغة في العبادة ،والسنة هنا بمعنى :الطريقة ال التي
تقابل الفرض ،والرغبة عن الشيء اإلعراض عنه إلى غيره ،قال ابن حجر« :والمراد من ترك طريقتي وأخذ بطريقة غيري فليس مني،
ولمح بذلك إلى طريق الرهبانية فإنهم الذين ابتدعوا التشديد كما وصفهم هللا تعالى وقد عابهم بأنهم ما وفوه بما التزموه ،وطريقة النبي
ﷺ الحنيفية السمحة فيفطر ليتقوى على الصوم وينام ليتقوى على القيام ويتزوج لكسر الشهوة وإعفاف النفس وتكثير
النسل» .وفي كالمه :أن في هذا الحديث داللة على تقديم الحمد والثناء على هللا عند إلقاء مسائل العلم وبيان األحكام للمكلفين وإزالة
.الشبهة عن المجتهدين وأن المباحات قد تنقلب بالقصد إلى الكراهة واالستحباب
صوم النفل هو الزائد عن الفرض بمعنى أن الصائم المتطوع متلبس بعبادة غير واجبة عليه ،والصوم من حيث هو عبادة اقتضى الشرع
فعلها إما على جهة اإللزام وهو الصوم المفروض وهو صوم شهر رمضان ،وما وجب مثل صوم النذر والقضاء ،فالصوم المفروض ال
يجوز قطعه إال لعذر شرعي ،وأما صوم النفل فهناك اعتبارات متعلقة به ،فمن حيث هو عبادة متطوع بها ،والعبادة المتطوع بها غير
الزمة في ابتداء الشروع فيها ،أما إذا شرع فيها ثم أراد قطعها؛ فإما أن يكون بعذر أو بغير عذر ،فإن كان بعذر؛ فقطعها جائز بسبب
العذر ،وهذا بخالف الحج فإنه وإن كان نفال فال يقطعه إال إن كان لعذر فيتحلل بعمل عمرة فيستثنى من ذلك ،وإن كان قطع النافلة بعد
الشروع فيها لغير عذر؛ فهناك اعتباران أحدهما :أن قطع للعبادة إبطال للعمل ،وقد قال هللا تعالى﴿ :وال تبطلوا أعمالكم﴾ ،والمتطوع قد
ألزم نفسه فال يبطل عمله بعد الشروع فيه ،وثانيهما :أن المتطوع بالنافلة غير ملزم بها أصال فلو قطعها فذلك جائز ،ومما يدل عليه
».حديث« :الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر
وعن جعدة عن جدته أم هانئ« :أن رسول هللا ﷺ دخل عليها فدعى بشراب فشرب ثم ناولها فشربت فقالت :يا رسول هللا
أما إني كنت صائمة فقال رسول هللا ﷺ :الصائم المتطوع أمين نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر» .قال« :والعمل عليه
عند بعض أهل العلم من أصحاب النبي ﷺ وغيرهم أن الصائم المتطوع إذا أفطر فال قضاء عليه إال أن يحب أن يقضيه
وهو قول سفيان الثوري وأحمد وإسحق والشافعي» .قال في شرح سنن الترمذي :قوله« :أمين نفسه» بالنون قال في المجمع معناه :أنه
إذا كان أمين نفسه فله أن يتصرف في أمانة نفسه على ما يشاء .ومعنى أمير نفسه أنه أمير لنفسه بعد دخوله في الصوم إن شاء صام أي
أتم صومه ،وإن شاء أفطر؟ إما بعذر أو بغيره«.عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال« :آخى النبي ﷺ بين سلمان وأبي
الدرداء ،فزار سلمان أبا الدرداء ،فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها :ما شأنك قالت :أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا ،فجاء أبو
الدرداء فصنع له طعاما فقال :كل فإني صائم ،قال :ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل ،فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم فقال :نم فنام ثم
ذهب يقوم فقال :نم فلما كان آخر الليل قال سلمان :قم اآلن قال :فصليا فقال له سلمان" :إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك حقا وألهلك
عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه" فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال النبي ﷺ« :صدق سلمان»( .أبو
جحيفة وهب السوائي يقال وهب الخير)» .قال ابن حجر :ووقع في التكلف للضيف حديث سلمان «نهانا رسول هللا ﷺ
أن نتكلف للضيف» ،أخرجه أحمد والحاكم ،وفيه قصة سلمان مع ضيفه حيث طلب منه زيادة على ما قدم له فرهن مطهرته بسبب ذلك،
ثم قال الرجل لما فرغ" :الحمد هلل الذي قنعنا بما رزقنا" .فقال له سلمان" :لو قنعت ما كانت مطهرتي مرهونة".ومن دخل في صوم
تصوع أو صالة تطوع استحب له إتمامهما ،وهو قول الشافعي ،وأيضا هو قول الشافعية ،كما حكاه النووي في المجموع وأضاف أنه لو
أبطلهما بعذر أو بغير عذر جاز له ذلك ،لكن يكره إبطالهما بغير عذر ،لقوله تعالى﴿ :وال تبطلوا أعمالكم﴾ ،أما الخروج منه بعذر فال
يكره ،وال قضاء عليه ،ويستحب له قضاءه سواء كان بعذر أو بغير عذر .وعند الحنفية :وجوب الصوم بالشروع ووجوب القضاء
باإلفساد ،بمعنى أن صوم النفل بعد الشروع فيه يصير واجبا ،وإفساده يوجب القضاء.وذكر ابن قدامة في المغني في كالمه على المتن في
قوله« :ومن دخل في صيام تطوع فخرج منه فال قضاء عليه ،وإن قضاه فحسن» أنه يستحب إتمام صوم النفل بعد الشروع فيه ،وأن من
دخل في صيام تطوع استحب له إتمامه ولم يجب ،فإن خرج منه فال قضاء عليه .ونقل عن ابن عمر وابن عباس أنهما أصبحا صائمين ثم
أفطرا وقال ابن عمر :ال بأس به ،ما لم يكن نذرا أو قضاء رمضان ،وقال ابن عباس :إذا صام الرجل تطوعا ثم شاء أن يقطعه قطعه وإذا
دخل في صالة تطوعا ثم شاء أن يقطعها قطعها وقال ابن مسعود :متى أصبحت تريد الصوم فأنت على آخر النظرين إن شئت صمت
.وإن شئت أفطرت هذا مذهب أحمد والثوري والشافعي وإسحاق
.وقال النخعي وأبو حنيفة ومالك :يلزم بالشروع فيه وال يخرج منه إال بعذر ،فإن خرج قضى .وعن مالك :ال قضاء عليه
واستدل القائلون بوجوب القضاء بما ورد عن عائشة أنها قالت« :أصبحت أنا وحفصة صائمتين متطوعتين ،فأهدي لنا حيس فأفطرنا ،ثم
.سألنا رسول هللا ﷺ فقال" :اقضيا يوما مكانه"» ،وألنها عبادة تلزم بالنذر فلزمت بالشروع فيها كالحج والعمرة
واستدل القائلون بعدم وجوب القضاء بما روى مسلم وأبو داود والنسائي عن عائشة قالت« :دخل علي رسول هللا ﷺ
يوما فقال :هل عندكم شيء؟ فقلت :ال .قال :فإني صائم .ثم مر بعد ذلك اليوم وقد أهدي إلي حيس فخبأت له منه ،وكان يحب الحيس قلت:
يا رسول هللا إنه أهدي لنا حيس ،فخبأت لك منه قال :أدنيه ،أما إني قد أصبحت وأنا صائم ،فأكل منه ثم قال لنا :إنما مثل صوم التطوع
مثل الرجل يخرج من ماله الصدقة ،فإن شاء أمضاها وإن شاء حبسها» هذا لفظ رواية النسائي وهو أتم من غيره
وروت أم هانئ قالت« :دخلت على رسول هللا ﷺ فأتي بشراب ،فناولنيه فشربت منه ،ثم قلت :يا رسول هللا ،لقد أفطرت
وكنت صائمة ،فقال لها :أكنت تقضين شيئا؟ قالت :ال ،قال :فال يضرك إن كان تطوعاً» .وفي لفظ قالت« :قلت :إني صائمة فقال رسول
هللا ﷺ :إن المتطوع أمير نفسه ،فإن شئت فصومي ،وإن شئت فأفطري» .وألن كل صوم لو أتمه كان تطوعا إذا خرج
.منه لم يجب قضاؤه ،كما لو اعتقد أنه من رمضان فبان من شعبان أو من شوال
صوم عاشوراء
صوم يوم عاشوراء هو يوم العاشر من المحرم ،وهو من الصوم المشروع في اإلسالم في مراحل التشريع ،فقد كان الناس في الجاهلية
يصومونه ،ولما هاجر المسلمون إلى المدينة وجدوا اليهود أيضا يصومونه ،وقد أمر المسلمون بصيامه ،قبل أن يفرض عليهم صوم شهر
رمضان ،فلما فرض عليهم صوم شهر رمضان ،لم يبق طلب اإلتيان به شرعا كما كان في السابق ،وهو بعد فرض صوم رمضان
مستحب بإجماع أهل العلم .وفي الحديث« :عن ابن عمر رضى هللا تعالى عنهما قال صام النبي ﷺ عاشوراء وأمر
».بصيامه ،فلما فرض رمضان ترك وكان عبد هللا ال يصومه إال أن يوافق صومه
و«عن عائشة رضى هللا تعالى عنها أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول هللا ﷺ بصيامه
».حتى فرض رمضان ،وقال رسول هللا ﷺ :من شاء فليصمه ومن شاء أفطر
عن معاوية قال« :سمعت رسول هللا ﷺ يقول لهذا اليوم :هذا يوم عاشوراء ولم يكتب هللا عليكم صيامه وأنا صائم فمن
أحب منكم أن يصوم فليصم ومن أحب منكم أن يفطر فليفطر» .قال النووي« :هذا كله من كالم النبي ﷺ هكذا جاء مبينا
في رواية النسائي» .وعن معاوية بن أبي سفيان قال" :سمعت رسول هللا ﷺ يقول« :إن هذا يوم عاشوراء ،ولم يكتب
عليكم صيامه ،وأنا صائم ،فمن شاء صام ،ومن شاء فليفطر»" ،متفق عليه .و"عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال :قدم النبي
ﷺ المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال« :ما هذا؟» قالوا :يوم صالح ،نجى هللا فيه موسى وبني إسرائيل من
عدوهم ،فصامه موسى ،فقال ﷺ« :أنا أحق بموسى منكم» ،فصامه وأمر بصيامه" .متفق عليه .و"عن أبي موسى
األشعري رضي هللا عنه قال :كان يوم عاشوراء ،تعظمه اليهود ،وتتخذه عيدا ،فقال رسول هللا ﷺ« :صوموه أنتم»".
متفق عليه .و"عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال :لما صام رسول هللا ﷺ يوم عاشوراء ،وأمر بصيامه ،قالوا يا رسول
هللا :إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى..فقال« :إذا كان العام المقبل -إن شاء هللا -صمنا اليوم التاسع» ،قال :فلم يأت العام المقبل ،حتى
توفي رسول هللا ﷺ" .رواه مسلم ،وأبو داود .وفي لفظ" :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم« :لئن بقيت إلى قابل
ألصومن التاسع» ،يعني مع يوم عاشوراء" .رواه أحمد ومسلم .وقد ذكر العلماء في صيامه ثالث كيفيات أحدها :صوم يوم العاشر من
.المحرم فقط ،وثانيها :صوم يوم التاسع والعاشر ،وثالثها :صوم ثالثة أيام :التاسع ،والعاشر ،والحادي عشر
صوم ست من شوال
من أنواع صوم النفل صيام ستة أيام من شهر شوال ،وشهر شوال هو الشهر العاشر في ترتيب شهور السنة الهاللية ،ويقع بعد شهر
رمضان ،ويستحب صيام ستة أيام منه سواء كانت متوالية أو متفرقة ،باستثناء أول يوم من شوال الذي هو يوم عيد الفطر ،فال يجوز
الصيام فيه حيث أنه يحرم صيام يومي العيد الفطر واألضحى .ويدل على استحباب صيام الست من شوال :ما أخرجه مسلم في صحيحه:
"عن أبي أيوب األنصاري رضي هللا عنه أنه حدثه أن رسول هللا ﷺ قال« :من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال
»".كان كصيام الدهر
».وفي رواية« :من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر
يوم عرفة وهو أحد أيام العشر من ذي الحجة ،وهو يوم التاسع من ذي الحجة ،ويستحب صيامه لما ورد في الحديث« :صيام يوم عرفة
يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها» ،ولكن هذا االستحباب لغير من كان حاجا ،فال يستحب له صيامه؛ ألنه يكون في حال اشتغاله
بالوقوف بعرفة ،حيث أن الصيام حينذ يضعفه عن الذكر والعبادة في ذلك اليوم ،وقد ورد النهي عن صيامه بحديث :عن أبي هريرة قال:
«نهى رسول هللا ﷺ عن صوم يوم عرفة بعرفات» .رواه أحمد وأبو داود والنسائي ،وابن ماجه .قال الترمذي ،قد
استحب أهل العلم ،صيام يوم عرفة إال بعرفة .وعن أم الفضل« :أنهم شكوا في صوم رسول هللا ﷺ يوم عرفة ،فأرسلت
إليه بلبن ،فشرب ،وهو يخطب الناس بعرفة» .متفق عليه .وفي سنن أبي داود عن عكرمة قال« :كنا عند أبي هريرة في بيته فحدثنا أن
».رسول هللا ﷺ نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة
وظاهر حديث أبي هريرة هذا :أنه ال يجوز صومه بعرفات ،واألصل في النهي أنه للتحريم ،لكن حمله العلماء على الكراهة من غير
تحريم ،واألصل في صوم يوم عرفة أنه مستحب إال للحاج حيث أن الصيام يضعفه عن اغتنام وقت الوقوف بعرفة ،ويجمع بين األحاديث
بأن صوم هذا اليوم مستحب لكل أحد مكروه لمن كان بعرفات حاجا .قال الخطابي :هذا نهي استحباب ال نهي إيجاب ،فإنما نهى المحرم
عن ذلك خوفا عليه أن يضعف عن الدعاء واالبتهال في ذلك المقام ،فأما من وجد قوة ال يخاف معها ضعفا فصوم ذلك اليوم أفضل له إن
شاء هللا وقد قال ﷺ« :صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها» ذكره في عون المعبود .وفي هذا داللة على
استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج ،وأما صيام الحاج يوم عرفة ففيه خالف ،فقد روي عن عثمان بن أبي العاص وابن الزبير أنهما
كانا يصومانه ،وقال أحمد بن حنبل :إن قدر على أن يصوم صام ،وإن أفطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى قوة ،وكان إسحاق يستحب صومه
للحاج ،وكان عطاء يقول :أصوم في الشتاء وال أصوم في الصيف ،وكان مالك وسفيان الثوري يختاران اإلفطار للحاج وكذلك الشافعي.
وروي عن ابن عمر رضي هللا عنهما أنه قال« :لم يصمه النبي ﷺ وال أبو بكر وال عمر وال عثمان وال أصومه أنا».
انتهى كالمه .وفي صحيح البخاري« :عن أم الفضل بنت الحارث أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي ﷺ
فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره فشربه» .وفي رواية للبخاري أيضا« :عن
ب وهو واقف في الموقف فشرب ميمونة رضي هللا عنها أن الناس َش ُّكوا في صيام النبي ﷺ يوم عرفة فأرسلت إليه ِب ِحاَل ٍ
منه والناس ينظرون» .قال الشوكاني :واعلم أن ظاهر حديث أبي قتادة عند مسلم وأصحاب السنن مرفوعا صوم يوم عرفة يكفر سنتين
ماضية ومستقبلة الحديث أنه يستحب صوم يوم عرفة مطلقا ،وظاهر حديث عقبة بن عامر عند أهل السنن غير ابن ماجه يوم عرفة ويوم
النحر وأيام التشريق عيدنا أهل اإلسالم الحديث أنه يكره صومه مطلقا لجعله قريبا في الذكر ليوم النحر وأيام التشريق ،وتعليل ذلك أنها
عيد وأنها أيام أكل وشرب .وسبب كراهية صيام يوم عرفة للحاج أنه ربما كان مؤديا إلى الضعف عن الدعاء والذكر يوم عرفة هنالك
وعن القيام بأعمال الحج .وقيل :بل ألنه يوم عيد ألهل الموقف الجتماعهم فيه ،ويؤيده حديث أبي قتادة .وفي حديث أبي هريرة هذا
التصرح بالنهي عن صومه مطلقا .ومما يدل على عدم استحباب صومه للحاج :ما أخرجه أبو داود في سننه «عن أم الفضل بنت الحارث
أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم رسول هللا ﷺ فقال بعضهم هو صائم وقال بعضهم ليس بصائم فأرسلت إليه
.بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشرب» .قال المنذري :وأخرجه البخاري ومسلم
من أنواع صوم النفل صوم يومي اإلثنين والخميس ،وهو الصوم المستحب في األسبوع ،وهو أن يتحرى مريد التطوع بالصوم الصيام في
».كل إثنين وخميس من األسبوع ،وفي الحديث :عن عائشة قالت« :إن النبي ﷺ كان يتحرى صيام اإلثنين والخميس
وثبت في مشروعية استحباب صيامهما دليل الترغيب وهو أن يومي اإلثنين والخميس تعرض فيهما األعمال ،ووجه ذلك :أن الصوم عمل
فيستحب للمسلم الصوم فيهما ليعرض عمله وهو صائم ،ويدل على هذا حديث :عن أبي هريرة" :أن النبي ﷺ قال:
«تعرض األعمال كل إثنين وخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم»" .كما ورد أيضا في صوم يوم اإلثنين حديث :عن أبي قتادة:
"أن النبي ﷺ سئل عن صوم يوم اإلثنين فقال« :ذلك يوم ولدت فيه ،وأنزل علي فيه»" .ولمسلم بلفظ" :عن أبي قتادة
األنصاري رضي هللا عنه :أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سئل عن صوم اإلثنين فقال« :فيه ولدت وفيه أنزل علي»" .وفي هذا دليل
استحباب صوم يومي اإلثنين والخميس؛ ألنهما يومان تعرض فيهما األعمال ،وقوله في الحديث :قال« :ذلك يوم ولدت فيه وأنزل علي
.فيه» ،ويوم اإلثنين هو اليوم الذي كانت والدته فيه ،وهو أيضا اليوم الذي أنزل هللا فيه عليه الوحي
من الصوم المستحب صوم ثالثة أيام من كل شهر ،ويدل عليه حديث« :عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال :أوصاني خليلي
».ﷺ بثالث :صيام ثالثة أيام من كل شهر ،وركعتي الضحى ،وأن أوتر قبل أن أنام
قال ابن دقيق العيد :فيه دليل على تأكيد هذه األمور بالقصد إلى الوصية بها ،وصيام ثالثة أيام قد وردت علته في الحديث ،وهو تحصيل
أجر الشهر ،باعتبار أن الحسنة بعشر أمثالها ،وقد ذكرنا ما فيه ،ورأى من يرى أن ذلك أجر بال تضعيف ،ليحصل الفرق بين صوم
الشهر تقديرا ،وبين صومه تحقيقا .وفي الحديث دليل على استحباب صيام ثالثة أيام من كل شهر ،واستحباب صالة الضحى .وعن أبي
».ذر قال« :أمرنا رسول هللا ﷺ أن نصوم من الشهر ثالثة أيام البيض :ثالث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
من أنواع صوم النفل صوم يوم وإفطار يوم ،هو صوم نبي هللا داود عليه السالم ،وهو مستحب لمن يريد التطوع بالصوم في جميع أيام
العام ،باستثناء صوم شهر رمضان ،واأليام المنهي عن صومها ،وهذا النوع من الصوم لمن رغب في المزيد من التنفل بالصوم ووجد في
نفسه قدرة عليه من غير تضييع الحقوق والواجبات ،وأما الزيادة على هذا فهو منهي عنه .ويدل على هذا حديث« :عن عبد هللا بن عمرو
رضي هللا عنهما عن النبي ﷺ قال :صم من الشهر ثالثة أيام قال :أطيق أكثر من ذلك ،فما زال حتى قال :صم يوما
».وأفطر يوما ،فقال :اقرء القرآن في كل شهر ،قال إني أطيق أكثر فما زال حتى قال في ثالث
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن ،عن عبد هللا بن عمرو قال" ،قال لي رسول هللا ﷺ« :لقد أخبرت أنك تقوم الليل وتصوم
النهار» ،قال :قلت :يا رسول هللا نعم ،قال« :فصم ،وافطر وصل ونم ،فإن لجسدك عليك حقا ،وإن لزوجك عليك حقا ،وإن لزورك عليك
حقا ،وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثالثة أيام» قال :فشددت فشدد علي قال :فقلت ،يا رسول هللا إني أجده قوة قال« :فصم من كل
جمعة ثالثة أيام» قال :فشددت فشدد علي قال فقلت :يا رسول هللا إني أجد قوة قال« :صم صوم نبي هللا داود ،وال تزد عليه» ،قلت :يا
رسول هللا وما كان صيام داود عليه الصالة والسالم؟ قال« :كان يصوم يوما ،ويفطر يوما»" .و«عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال:
قال رسول هللا ﷺ :إن أحب الصيام إلى هللا صيام داود ،وأحب الصالة إلى هللا صالة داود ،كان ينام نصف الليل ويقوم
».ثلثه وينام سدسه ،وكان يصوم يوما ويفطر يوما
من األدلة على وجوب اتباع السنة واألخذ بها قول هللا تعالى﴿ :من يطع الرسول فقد أطاع هللا ..اآلية﴾ وقال هللا تعالى﴿ :وما أتاكم الرسول
فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا﴾ وقال تعالى﴿ :فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ وقال تعالى﴿ :وأطيعوا
هللا وأطيعوا الرسول﴾ وقال تعالى﴿ :ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم
وساءت مصيرا﴾ وقال تعالى﴿ :يا أيها الذين ءآمنوا أطيعوا هللا وأطيعوا الرسول وأولى األمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى هللا
والرسول ..اآلية﴾ ،وقال تعالى﴿ :ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى األمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ..اآلية﴾ ،وقال تعالى﴿ :إنما
كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى هللا ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا﴾ ،وقال هللا تعالى﴿ :وما كان لمؤمن وال مؤمنة إذا قضى
هللا ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ..اآلية﴾ ،واآليات في هذا كثيرة .وفي الحديث« :ال يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما
».جئت به
5
رواه الجماعة إال النسائي .قال الشوكاني« :والحديث يدل على أن وقت المغرب يدخل عند غروب الشمس ،وهو مجمع عليه ،وأن
».المسارعة بالصالة في أول وقتها مشروعة
ذكر الشوكاني أن وقت صالة المغرب يدخل بغروب الشمس باإلجماع ،وإنما وقع الخالف في العالمة الدالة على ذلك على ثالثة أقول
فقيل :بسقوط قرص الشمس بكماله ،وهذا إنما يتم في الصحراء ،وأما في العمران فال .وقيل :برؤية الكوكب الليلي ،وبه قالت القاسمية،
واحتجوا بقوله« :حتى يطلع الشاهد» النجم .أخرجه مسلم والنسائي من حديث أبي بصرة .وقيل :بل باإلظالم ،وإليه ذهب زيد بن علي
وأبو حنيفة والشافعي وأحمد بن عيسى وعبد هللا بن موسى واإلمام يحيى .واستدلوا بحديث« :إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا
فقد أفطر الصائم» .متفق عليه من حديث ابن عمر وعبد هللا بن أبي أوفى .ولما في حديث جبريل من رواية ابن عباس بلفظ« :فصلى بي
حين وجبت الشمس وأفطر الصائم» .ولحديث الباب وغير ذلك .وأجاب صاحب البحر عن هذه األدلة بأنها مطلقة ،وحديث "حتى يطلع
الشاهد" مقيد ،ورد بأنه ليس من المطلق والمقيد أن يكون طلوع الشاهد أحد أمارات غروب الشمس ،على أنه قد قيل :إن قوله والشاهد
النجم مدرج فإن صح ذلك لم يبعد أن يكون المراد بالشاهد ظلمة الليل ويؤيد ذلك حديث السائب بن يزيد عند أحمد والطبراني مرفوعا
بلفظ« :ال تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجم» .وحديث أبي أيوب مرفوعا« :بادروا بصالة المغرب قبل طلوع
النجم» .وحديث أنس ورافع بن خديج قال« :كنا نصلي مع النبي ﷺ ثم نرمي فيرى أحدنا موقع نبله».انتهى ملخصا من
.نيل األوطار للشوكاني ،الجزء الثاني ،كتاب الصالة :أبواب المواقيت :باب وقت صالة المغرب ،صفحة رقم)6( :
المراجع
.قاموس معجم المعاني -معنى كلمة صوم نسخة محفوظة 17يناير 2015على موقع واي باك مشين
القاموس المحيط مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ،باب الميم فصل الصاد ،ج 1ص 1042
.معجم مقاييس اللغة كتاب الصاد ،باب الصاد والواو وما يثلثهما ،ج 3ص324
.لسان العرب البن منظور ،الجزء الثامن ،حرف الصاد مادة (صوم) ص ،)309( :دار صادر 2003م
.المعجم الوسيط نسخة محفوظة 17يناير 2015على موقع واي باك مشين
.انظر :تفسير الطبري ،سورة مريم ،آية )26( :ج ،18ص 182و183
فتح الباري شرح صحيح البخاري ،أحمد بن علي بن حجر العسقالني ،كتاب الصوم ،باب وجوب صوم رمضان ،ص،)124( ،)123( :
المبسوط ،لمحمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي( ،كتاب الصوم) ،الجزء الثالث ،ص)55( :
مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل ،محمد بن محمد الحطاب ،كتاب الصيام ،باب ما يثبت به رمضان ،ج 2ص )377( :وما
بعدها ،دار الفكر ط3
المبدع شرح المقنع ،ألبي إسحاق برهان الدين محمد بن عبد هللا الحنبلي ،كتاب الصيام ،وجوب تبييت نية الصوم الواجب من الليل ،ص
18.
محمد شمس الحق العظيم آبادي ( 1415هـ1995 /م) .عون المعبود ،كتاب السنة ،باب لزوم السنة حديث رقم .)4604( :دار الفكر.
.صفحات 277وما بعدها
تفسير الجاللين ،جالل الدين المحلي وجالل الدين السيوطي ،تفسير سورة البقرة آية)183( :
محمد بن جرير الطبري .تفسير الطبري ،تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى« :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب
.على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» [تفسير الطبري] .دار المعارف .صفحة 409وما بعدها
محمد بن جرير الطبري .تفسير الطبري ،تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى« :أياما معدودات» [تفسير الطبري] .دار
.المعارف .صفحة 413وما بعدها .مؤرشف من األصل في 8أغسطس 2018
.فتح القدير للشوكاني ج 1ص 116وما بعدها دار المعرفة نسخة محفوظة 02أكتوبر 2017على موقع واي باك مشين
اإلمام فخر الدين الرازي أبو عبد هللا محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني األصل ( 1425هـ2004 /م) .تفسير الرازي ،تفسير
سورة البقرة ،قوله تعالى« :يا أيها الذين ءآمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» [التفسير الكبير أو مفاتيح
.الغيب] .بيروت -لبنان :دار الكتب العلمية .صفحة 59وما بعدها
سنن أبي داود ،كتاب السنة ،باب لزوم السنة حديث رقم)4604( :
صحيح مسلم كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء حديث رقم)1125( :
النووي (1416هـ 1996 /م) .شرح النووي على مسلم كتاب الصيام باب صوم يوم عاشوراء حديث رقم .)1125( :دار الخير .صفحة
198.وما بعدها
تفسير ابن جرير الطبري ،محمد بن جرير الطبري ،تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى« :أياما معدودات» ،ص413
الحسين بن مسعود البغوي .تفسير البغوي ،سورة البقرة ،تفسير قوله تعالى﴿ :أياما معدودات فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من
.أيام أخر﴾ آية ،184 :ج .1دار طيبة .صفحات 196وما بعدها
.تفسير القرآن العظيم ،البن كثير ،تفسير سورة البقرة تفسير قوله تعالى﴿ :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام﴾ ،ج 1ص)500( :
.تفسير القرآن العظيم ،البن كثير ،تفسير سورة البقرة تفسير قوله تعالى﴿ :يا أيها الذين ءآمنوا كتب عليكم الصيام﴾ ،ج 1ص)399( :
الحسين بن مسعود البغوي .سورة البقرة ،تفسير قوله تعالى« :أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن»
.الجزء األول [تفسير البغوي] .دار طيبة .صفحة 206وما بعدها .مؤرشف من األصل في 8أغسطس 2018
متفق عليه ،رياض الصالحين للنووي ،باب وجوب الحج وفضله ،حديث رقم)1271( :
صحيح البخاري ،كتاب اإليمان ،باب قول النبي صلى هللا عليه وسلم بني اإلسالم على خمس ،حديث رقم )8( :انظر الفتح ص60
أحمد بن علي بن حجر العسقالني ( 1407هـ1986 /م) .شرح صحيح البخاري كتاب اإليمان باب قول النبي ﷺ :بني
.اإلسالم على خمس ،حديث رقم 8 :ج[ 1فتح الباري شرح صحيح البخاري] .دار الريان للتراث .صفحة 60وما بعدها
صحيح مسلم ،كتاب اإليمان ،باب بيان أركان اإلسالم ودعائمه العظام حديث رقم )16( :ح1
صحيح مسلم ،كتاب اإليمان ،باب بيان أركان اإلسالم ودعائمه العظام حديث رقم )16( :ح2
صحيح مسلم ،كتاب اإليمان ،باب بيان أركان اإلسالم ودعائمه العظام حديث رقم )16( :ح3
صحيح مسلم ،كتاب اإليمان ،باب بيان أركان اإلسالم ودعائمه العظام حديث رقم )16( :ح4
أحمد بن علي بن حجر العسقالني ( 1407هـ 1986 /م) .فتح الباري شرح صحيح البخاري ،كتاب الصيام ،باب وجوب صوم رمضان،
.حديث رقم[ ) 1792( :فتح الباري شرح صحيح البخاري] .دار الريان للتراث .صفحة 123و124
فتح الباري شرح صحيح البخاري ،كتاب الرقائق ،باب التواضع ،ص 349وما بعدها ،حديث رقم )6137( :نسخة محفوظة 07
.أغسطس 2017على موقع واي باك مشين
يحيى بن شرف النووي ( 1416هـ 1996 /م) .المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج كتاب الصيام ،باب صوم يوم عاشوراء ،حديث
.رقم[ )1125( :شرح النووي على مسلم] .دار الخير
صحيح البخاري ،باب قول النبي صلى هللا عليه وسلم إذا رأيتم الهالل فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا وقال صلة عن عمار من صام يوم
الشك فقد عصى أبا القاسم صلى هللا عليه وسلم
يحيى بن شرف النووي ( 1416هـ 1996 /م) .المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج كتاب الصوم ،باب وجوب صوم رمضان لرؤية
الهالل والفطر لرؤية الهالل ،وأنه إذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثالثين يوما ،حديث رقم[ )1080( :شرح النووي على
.مسلم] .دار الخير .صفحة 154وما بعدها .مؤرشف من األصل في 6أكتوبر .2018اطلع عليه بتاريخ 07ربيع الثاني 1436 /هـ
أحمد بن علي بن حجر العسقالني ( 1407هـ1986 /م) .شرح صحيح البخاري ،كتاب الصيام ،باب قول النبي ﷺ« :ال
.نكتب وال نحسب» ،رقم الحديث[ ) 1814( :فتح الباري شرح صحيح البخاري] .دار الريان للتراث .صفحة 152
سورة البقرة آية187 :
محمد بن جرير الطبري .تفسير الطبري تفسير سورة البقرة ،القول في تأويل قوله تعالى« :وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض
.من الخيط األسود من الفجر» ،الجزء الثالث .دار المعارف .صفحات 509إلى 529
صحيح البخاري( ،كتاب الصوم) ،باب قول هللا تعالى وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر ،رقم( :
)1817
صحيح البخاري ،باب قدر كم بين السحور وصالة الفجر ،ص678 :
صحيح البخاري ،باب قول النبي صلى هللا عليه وسلم ال يمنعنكم من سحوركم أذان بالل ،ص678 :
تفسير (الطبري) ،محمد بن جرير الطبري ،الجزء الثالث ،ص ،)517( -)516( :تفسير سورة البقرة ،القول في تأويل قوله تعالى:
﴿﴾.وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر
صحيح البخاري ،كتاب الصوم ،باب فضل الصوم ،حديث رقم)1795( :
الفتح ص125
صحيح مسلم ،كتاب الطهارة ،باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر،
حديث رقم)233( :
شرح النووي على مسلم ،يحيي بن شرف أبو زكريا النووي ،كتاب الطهارة ،باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى
.رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر ،حديث رقم ،)233( :ص 469و ،470دار الخير 1416 ،هـ1996 /م
صحيح مسلم ،كتاب الصيام ،باب استحباب صيام ثالثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء واإلثنين والخميس ،الحديث الثالث
رقم)1162( :
صحيح مسلم ،كتاب الصيام ،باب استحباب صيام ثالثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء واإلثنين والخميس ،الحديث الرابع
رقم)1162( :
.محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب الصوم كفارة حديث رقم[ 1796 :الجامع الصحيح]
نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي ( 1414هـ 1994 /م) .مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ،كتاب األدعية ،باب فيمن ال يرد دعاؤهم من
.مظلوم وغائب وغيره رقم الحديث .)17228( :مكتبة القدس .مؤرشف من األصل في 5أبريل 2016
علي بن سلطان محمد القاري ( 1422هـ2002 /م) .مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح كتاب الصوم حديث رقم .)1963( :دار
.الفكر .صفحة .1366مؤرشف من األصل في 7أغسطس 2017
.الدر المنثور للسيوطي نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك مشين
.ابن ماجه .سنن ابن ماجه ،كتاب الصوم باب ،حديث رقم[ 1638 :سنن ابن ماجه] .مؤرشف من األصل في 6مارس 2019
رواه الترمذي وقال« :وفي الباب عن معاذ بن جبل وسهل بن سعد وكعب بن عجرة وسالمة بن قيصر وبشير ابن الخصاصية واسم بشير
».زحم بن معبد والخصاصية هي أمه ،قال أبو عيسى :وحديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري .تحفة األحوذي شرح سنن الترمذي كتاب الصوم ،باب ما جاء في فضل الصوم
.حديث رقم[ )764( :تحفة] .دار الكتب العلمية .صفحة .393مؤرشف من األصل في 6مارس 2019
.محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب الريان للصائمين ،حديث رقم[ 1797 :الجامع الصحيح]
.محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب الريان للصائمين ،حديث رقم[ 1798 :الجامع الصحيح]
حديث قدسي
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب هل يقول إني صائم إذا ُ
ش ِت َم؟ ،حديث رقم ،1805 :انظر أيضا :فتح
.الباري ص[ 142الجامع الصحيح]
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية وقالت عائشة رضى هللا تعالى
.عنها عن النبي صلى هللا عليه وسلم يبعثون على نياتهم ،حديث رقم[ 1802 :الجامع الصحيح]
صحيح البخاري كتاب اإليمان ،باب صوم احتسابا من اإليمان ،حديث رقم )38( :نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي
.باك مشين
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعا ،وقال النبي
.ﷺ من صام رمضان ،وقال ال تقدموا رمضان .حديث رقم[ 1799 :الجامع الصحيح]
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان ومن رأى كله واسعا ،وقال النبي
.ﷺ من صام رمضان ،وقال ال تقدموا رمضان ،حديث رقم[ 1800 :الجامع الصحيح]
األمالي الخمسينية للشجري ،في ذكر ليلة القدر وفضلها حديث رقم .)1007( :نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك
.مشين
عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة ( 1414هـ1994 /م) .المصنف ،كتاب الصيام )3( )1012( ،فضل الصيام وثوابه ،الجزء الثاني
[.المصنف البن أبي شيبة] .دار الفكر .صفحة 423وما بعدها .مؤرشف من األصل في 8أغسطس 2018
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب أجود ما كان النبي صلى هللا عليه وسلم يكون في رمضان ،حديث رقم:
[ 1803.الجامع الصحيح]
محمد بن إسماعيل البخاري ( 1414هـ 1993 /م) .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب وجوب صوم رمضان وقول هللا تعالى« :يا أيها
الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» ،حديث رقم[ 1795 :الجامع الصحيح] .دار ابن كثير .صفحة
669.ما بعدها .مؤرشف من األصل في 23مارس .2019اطلع عليه بتاريخ 07ربيع الثاني 1436 /هـ
.محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب هل يقول إني صائم إذا شتم؟ ،حديث رقم1805 :
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة ،حديث رقم[ 1806 :الجامع
.الصحيح] .دار ابن كثير .صفحة 673و674
محمد بن جرير الطبري .تفسير الطبري ،تفسير سورة البقرة القول في تأويل قوله تعالى« :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب
.على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» [تفسير الطبري] .دار المعارف .صفحة 413وما بعدها
اإلمام فخر الدين الرازي أبو عبد هللا محمد بن عمر بن حسين القرشي الطبرستاني األصل ( 1425هـ2004 /م) .تفسير الرازي ،تفسير
سورة البقرة ،قوله تعالى« :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» [التفسير الكبير أو مفاتيح
.الغيب] .بيروت -لبنان :دار الكتب العلمية .صفحة 60وما بعدها
تفسير القرآن العظيم ،البن كثير ،الجزء األول ،تفسير سورة البقرة تفسير قوله تعالى" :يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام" ،ص( :
)397.
موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن قدامة .المغني البن قدامة ،الجزء الثالث ،كتاب الصيام ،مبطالت الصيام ،الفصل الثالث :يفطر بكل ما
.أدخله إلى جوفه أو مجوف في جسده (الطبعة األولى) .دار إحياء التراث العربي .صفحة ()2020
.رواه الخمسة إال النسائي عن أبي هريرة .نيل األوطار للشوكاني ،ج 4ص .204الفقه اإلسالمي ج 3ص1706
متفق عليه
يحيى بن شرف النووي .المجموع شرح المهذب كتاب الصيام ،باب السحور في الصوم ،ج( 6الطبعة ط.د د.ط) .مطبعة المنيرية .صفحة
404.وما بعدها
رواه أحمد
.رواه أبو داود والترمذي وقال :حديث حسن ورواه الدارقطني ،وقال :إسناده صحيح
اإلمام النووي .المجموع شرح المهذب ،كتاب الصيام ،ما يفطر عليه الصائم ج( 6الطبعة د.ت د.ط) .مطبعة المنيرية .صفحة 407وما
.بعدها .مؤرشف من األصل في 7أغسطس 2017
.سنن أبي داود ،باب القول عند اإلفطار ،وفي بعض النسخ باب ما يقول إذا أفطر)2357( .
.رواه الترمذي وقال :هو حديث صحيح ورواه النسائي أيضا وغيره
.صحيح البخاري ،كتاب الصوم ،باب قدر كم بين السحور وصالة الفجر .رقم)1821( :
.فتح الباري شرح صحيح البخاري ،كتاب الصوم ،باب قدر كم بين السحور وصالة الفجر ،صفحة رقم)165( :
تفسير الطبري
.صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب تأخير السحور ،حديث رقم)1820( :
.صحيح البخاري كتاب الصوم ،باب تعجيل الفطر حديث رقم)1856( :
فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر العسقالني حديث رقم )1856( :ص 234وما بعدها .نسخة محفوظة 07أغسطس 2017
.على موقع واي باك مشين
ابن حجر العسقالني .فتح الباري شرح صحيح البخاري كتاب الصوم ،باب :متى يحل فطر الصائم رقم الحديث .1853 :دار الريان
.للتراث .صفحة .231مؤرشف من األصل في 7أغسطس 2017
فتح الباري شرح صحيح البخاري البن حجر العسقالني ،كتاب الصوم ،باب :يفطر بما تيسر من ماء أو غيره ،حديث رقم 1855 :ص
233دار الريان للتراث
.نيل األوطار ،للشوكاني ،الجزء الثاني ،كتاب الصالة :أبواب المواقيت :باب وقت صالة المغرب ،صفحة رقم)7( :
ابن دقيق العيد ( 1416هـ 1995 /م) .إحكام األحكام شرح عمدة األحكام ،كتاب الصيام ،حديث من صام يوما في سبيل هللا ،رقم( :
)204.الحديث الثامن .دار الجيل
.متفق عليه وأخرجه البخاري في كتاب الصيام الجهاد والسير ـ باب فضل الصوم في سبيل هللا ـ برقم)2840( :
إحكام األحكام شرح عمدة األحكام كتاب الصيام حديث أحب الصيام إلى هللا صيام داود - 198 ،الحديث الثاني
قال أبو عيسى هذا حديث مرسل عامر بن مسعود لم يدرك النبي صلى هللا عليه وسلم وهو والد إبراهيم بن عامر القرشي الذي روى عنه
.شعبة والثوري
.سنن الترمذي كتاب الصوم عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،باب ما جاء في الصوم في الشتاء ،رقم)797( :
محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي ،صحيح البخاري ( 1414هـ1993 /م) .كتاب النكاح ،باب الترغيب في النكاح ،الجزء الخامس.
بسم هللا الرحمن الرحيم كتاب النكاح باب الترغيب في النكاح لقوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء اآلية ،حديث رقم.)4776( :
.دار ابن كثير .صفحة 1949
أحمد بن علي بن حجر العسقالني ( 1407هـ1986 /م) .كتاب النكاح ،باب الترغيب في النكاح ،حديث رقم[ )4776( :فتح الباري
.شرح صحيح البخاري] .دار الريان للتراث .صفحة 7و8
شرح الكوكب المنير في أصول الفقه ،البن النجار الفتوحي ،فصل( :المندوب) ج ،1ص 408نسخة محفوظة 26يناير 2020على
.موقع واي باك مشين
سنن الترمذي كتاب الصوم عن رسول هللا ﷺ ،باب ما جاء في إفطار الصائم المتطوع ،رقم)732( :
محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري .شرح سنن الترمذي كتاب الصوم عن رسول هللا ﷺ ،باب ما جاء
.في إفطار الصائم المتطوع ،رقم .)732( :دار الكتب العلمية .صفحة 356وما بعدها
أحمد بن علي ابن حجر العسقالني ( 1407هـ 1986 /م) .فتح الباري شرح صحيح البخاري ،كتاب اآلداب ،باب صنع الطعام والتكلف
.للضيف ،حديث رقم .)5788( :دار الريان للتراث .صفحة 551
.المجموع شرح المهذب ،للنووي ص 446وما بعدها نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك مشين
أبو بكر مسعود بن أحمد الكاساني (1406هـ 1986/م) .بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ،كتاب الصوم (الطبعة الثانية) .دار الكتب
.العلمية .صفحة 75وما بعدها
.فصل حكم فساد الصوم ج 2ص 94وما بعدها نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك مشين
موفق الدين عبد هللا بن أحمد بن قدامة ( 1405هـ1985 /م) .المغني البن قدامة كتاب الصيام مسألة من دخل في صيام تطوع فخرج منه
.فال قضاء عليه ،الجزء الثالث ،مسألة رقم( )2097( :الطبعة األولى) .دار إحيار التراث العربي .صفحة 44وما يليها
محمد بن علي الشوكاني (1413هـ 1993/م) .نيل األوطار ،أبواب صالة التطوع ،باب ما جاء في قيام الليل ،الجزء الثالث حديث رقم( :
( )949.الطبعة األولى) .دار الحديث .صفحة 69
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب وجوب صوم رمضان وقول هللا تعالى﴿ :يا أيها الذين ءآمنوا كتب عليكم
.الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ ،حديث رقم[ 1793 :الجامع الصحيح]
محمد بن إسماعيل البخاري .صحيح البخاري ،كتاب الصوم باب وجوب صوم رمضان وقول هللا تعالى﴿ :يا أيها الذين ءآمنوا كتب عليكم
.الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ ،حديث رقم[ 1794 :الجامع الصحيح]
مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري .صحيح مسلم كتاب الصيام ،باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان ،الجزء الثاني،
) 1984(.باب استحباب صوم ستة أيام من شوال إتباعا لرمضان رقم الحديث .)1164( :دار إحياء الكتب العربية .صفحة 822
محمد شمس الحق العظيم آبادي ( 1415هـ 1995 /م) .عون المعبود سنن أبي داود ،كتاب الصوم ،باب في صوم يوم عرفة بعرفة ،باب
.في صوم يوم عرفة بعرفة ،حديث رقم .)2440( :دار الفكر .صفحة 85
.صحيح البخاري ،كتاب الصوم ،باب صوم يوم عرفة ،حديث رقم)1887( :
محمد شمس الحق العظيم آبادي ( 1415هـ 1995 /م) .عون المعبود سنن أبي داود ،كتاب الصوم ،باب في صوم يوم عرفة بعرفة ،باب
.في صوم يوم عرفة بعرفة ،حديث رقم .)2441( :دار الفكر
.رواه الخمسة إال أبا داود ،لكنه له من رواية أسامة بن زيد .قال الترمذي :حسن صحيح
محمد بن علي الشوكاني ( 1413هـ 1993 /م) .نيل األوطار ،كتاب الصيام ،أبواب صوم التطوع ،باب الحث على صوم اإلثنين
.والخميس ،الجزء الرابع ،رقم الحديث( )1725( :الطبعة .)1دار الحديث .صفحة 295
.رواه أحمد والترمذي ،والبن ماجه معناه وألحمد والنسائي هذا المعنى من حديث أسامة بن زيد
محمد بن علي الشوكاني ( 1413هـ 1993 /م) .نيل األوطار ،كتاب الصيام ،أبواب صوم التطوع ،باب الحث على صوم اإلثنين
.والخميس ،الجزء الرابع ،رقم الحديث( )1726( :الطبعة .)1دار الحديث .صفحة 294و295
صحيح مسلم ،كتاب الصيام ،باب استحباب صيام ثالثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء واإلثنين والخميس ،الحديث
الخامس رقم)1162( :
محمد بن علي الشوكاني ( 1413هـ 1993 /م) .نيل األوطار ،كتاب الصيام ،أبواب صوم التطوع ،باب الحث على صوم اإلثنين
.والخميس ،الجزء الرابع ،رقم الحديث( )1727( :الطبعة .)1دار الحديث .صفحات 294و295
ابن دقيق العيد ( 1416هـ 1995 /م) .إحكام األحكام شرح عمدة األحكام كتاب الصيام حديث أوصاني خليلي بثالث ،الحديث الثالث رقم:
.)199(.دار الجيل .صفحة 416وما بعدها
.أخرجه النسائي في السنن الصغرى حديث رقم )2390( :نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك مشين
رواه البخاري في كتاب الصوم باب صوم يوم وإفطار يوم ،حديث رقم)1877( :
.مسند اإلمام أحمد حديث رقم )6690( :نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك مشين
إحكام األحكام شرح عمدة األحكام ،البن دقيق العيد ،كتاب الصيام حديث أحب الصيام إلى هللا صيام داود ،الحديث الثاني رقم( :
)198.نسخة محفوظة 07أغسطس 2017على موقع واي باك مشين