Professional Documents
Culture Documents
ادارة التنوع
ادارة التنوع
ادارة التنوع
التن وع فرص ة عظيم ة لتالقي الحض ارات وتالقحه ا ،وللتط ور والنم اء ،تفوته ا على نفس ها
الثقافات األحادية المنغلقة على نفسها والوعي بحتمية التنوع وأهميته هو السبيل التناغم وتناسق األفراد
والمجتمعات يتجه عالم اليوم بسرعة هائلة نحو التعددية والتنوع ،حيث يسكن العالم اليوم 7.135مليار
ش خص يتوزع ون على 189دول ة ،وينتم ون ألع راق وجماع ات وديان ات متنوع ة ويتح دثون مئ ات
اللغ ات وتنتمي ه ذه الملي ارات الس بعة من البش ر إلى ح والي س تة آالف جماع ة إثني ة أو أولي ة مختلف ة
يشترك أبنائها في صفة معينة واحدة على األقل ،مثل الدين أو العرق .أي أن عدد الجماعات يفوق ع دد
الدول في العالم وعلى هذا فالتنوع هو الوضع الطبيعي للمجتمعات اإلنسانية ،ويندر أن نجد دولة تتسم
بتج انس سكاني كام ل ،إذ إن %70من دول الع الم ال تزي د نسبة أكبر جماعاته ا اإلثني ة عن %65من
السكان ،في حين أن الدول التي تشكل جماعاتها اإلثنية %90من السكان ال تزيد نسبتها عن %18من
دول العالم ( .)Fearon ,2003وال تعد الدول العربية استثناء وإ ن كانت تتفاوت في درجة تعدديتها .
يعد التنوع في القوة العاملة أمرا طبيعية وشائعة في المنظمات على اختالفها ،ويلقي هذا التنوع اهتماما
متزاي دة في ال وقت الحاض ر نتيج ة المطالب ات المتزاي دة بالمس اواة والتس امح وتقب ل اآلخ ر من جه ة،
وادراك دور التنوع والتباين الثقافي في تطور ونمو المنظمة ،خاصة مع ازدياد التحديات التي تواجه
المنظم ات وال تي ي أتي في مق دمتها زي ادة المنافس ة العالمي ة ،وارتف اع توقع ات العمالء ،والتغ ير المتزايد
والمتج دد في محيطه ا .وبالت الي تزاي د االهتم ام بموض وعات التن وع في قط اع األعم ال س واء الع ام
والخاص ،وذلك بهدف
تمكينه ا من تق ديم خدم ة ممت ازة للعمالء والحف اظ على الق درة التنافس ية ،ب ل تط ور االهتم ام ب التنوع
واالستفادة منه بوصفة موردة تنظيمية مهمة يمكن توظيفه بشكل إيجابي ليتحول من سبب للصراع إلى
محرك لإلبداع .كما أن االهتمام بالتنوع يسمح للمؤسسات التي ترغب باجراء توسعات في عملياتها
لتتعدى الحدود المحلية بإدراك أفضل الطرق التي ينبغي استخدامها لزيادة فوائد التنوع ،وهذا يضع قادة
هذه المنظمات أمام ضرورة إدراك ماهية التنوع وطرق تعزيزه لتحقيق األهداف الموضوعة.
المطلب األول :مفهوم بالتنوع
ق دم العدي د من الب احثين ع دة تعريف ات للتن وع في الق وى العامل ة ،حيث من المس تحيل إعط اء تعري ف
نهائي للتنوع ،ألنه يحتوي
على العديد من التفسيرات تباينت حسب تباين نظريات التنوع وإ دارة التنوع التي بدأت في التطور في
ثمانيني ات الق رن الماض ي ،وبالت الي اختل ف ك ل ب احث في تعريف ه للتن وع عن الب احثين اآلخ رين حس ب
وجه ة نظ ر ك ل منهم .فنج د أن بعض ها يرك ز على البع د الس لوكي للتن وع ،وبعض ها يرك ز على
االختالفات الثقافية بين األفراد .على سبيل المثال ،يعرف ( )Cook, 2001مصطلح التنوع بأنه تباين
الهوي ات االجتماعي ة والثقافي ة بين األش خاص الموج ودين مع ا في وظيف ة مح ددة ،في حين خلص (
)Wiliam 1998إلى التن وع باعتب اره درج ة ع دم التج انس بين أعض اء الفري ق تبع ا لألبع اد
الديموغرافية.
بينما أشار( ) Thomas & Ely1998إلى أنه ينبغي النظر إلى التنوع على أنه تنوع في وجهات نظر
وأساليب العمل والتي يكتسبها األفراد من مجموعات مختلفة الهوية على جميع المستويات في الشركة،
وتدعى مثل هذا النوع بالثقافة التنظيمية .أما ( , 2000
) Walker & Bentonفقد عرفا التنوع بأنه " جميع الخصائص والتجارب التي يتصف بها كل فرد
ويتم يز به ا عن األخ ر .بينم ا ق دم ك ل من ( ) Richards and Kirby 1999أح د التع اريف األك ثر
محدودية ،والذي اختصر التنوع باالختالفات في مجموعة فرعية محدودة من الخصائص الديموغرافية
(بم ا في ذل ك العم ر والع رق والجنس) . .في حين اعت بر ( ) Gilbert 1999أن التن وع ه و ذل ك
االختالف في ثقافات أعضاء قوة العمل.
قب ل التطرق لنش أة أو المراح ل التي م ر به ا تط ور مفه وم التن وع تج در بن ا اإلش ارة إلى اجتم اع أغلب
الباحثين على وجود ثالثة أنواع من األهداف التنظيمية ساهمت في نمو التنوع على المستوى التنظيمي
اله دف األول يش مل االتجاه ات األخالقي ة واالجتماعي ة والعرقي ة ال تي تع زز من جه ود تحس ين ظ روف
األقليات.
الث اني يش مل االلتزام ات القانوني ة ال تي تتطلبه ا المنظم ة لتحس ين المس اواة ،من خالل القض اء على
التمييز العنصري وبين الجنسين في كل من التعليم والتوظيف.
الن وع الث الث من األه داف التنظيمي ة يخ دم االس تمرار وزي ادة التنافس ية في الس وق العالمي ة ،ه ذا وتع د
الشركات متعددة الجنسيات مثل IBMو Exxonو Coca Colaو Dow Chemicalقد فهمت دور
التن وع الثق افي كالي ة للنج اح في األعم ال التجاري ة في بيئ ة األعم ال متع ددة الجنس يات حيث أك ثر من
نصف عائداتها تأتي من األسواق الخارجية.
بدأ استخدام مفهوم التنوع منذ 1970في الواليات المتحدة األمريكية لالشارة إلى األقليات والنساء في
القوة العاملة ،ولفترة طويلة كان من الشائع للمديرين أن التنوع في مكان العمل هو زيادة المساواة بين
الجنس ين ،والتمثي ل الوط ني واالث ني في ق وة العم ل ،وبن اء على التع ديالت الدس تورية الجدي دة في ع ام
1974ط البت حكوم ة الوالي ات المتح دة الش ركات والمؤسس ات االل تزام بتوظي ف مزي دا من النس اء
واألقلي ات ومنحهم المزي د من الف رص في التنق ل في التسلس الت اليومي ة للمنظم ة .ومن ذ ذل ك ال وقت
تزاي دت الق وى العامل ة في الوالي ات المتح دة وأص بحت أك ثر تنوع ا في األص ل الق ومي أو الع رق أو
الجنس أو العمر ،وأص بحت القوى العاملة األمريكية تشهد تغيرا ج ذريا .فقد أظهرت اإلحص اءات أن
نس بة ال بيض في الق وى العامل ة انخفض ت ،حيث نش ر معه د هدس ون Hudson Instituteأبح اث
جونس تون وب اكر ( ) Johnston and Packer'sح ول التغ يرات في طبيع ة العم ل وفي الخلفي ة
الديمغرافية لقوة العمل في الواليات المتحدة األمريكية والتي أشارت إلى أنه بحلول عام 2000سيشكل
الرجال البيض %15فقط من القوة العاملة ،مقابل ارتفاع النسب المئوية لألمريكيين من أصول أخرى
أفريقية والتينية وأسيوية ،كما أشارت أيضا أن نسبة النساء في مكان العمل آخذة في االرتفاع مقارنة
بنس ية الرج ال لتص ل النس بة إلى %85ص افي الواف دين الج دد إلى الق وى العامل ة األمريكي ة من النس اء
واألقليات ،بالرغم من عدم دقة التوقعات السابقة إال أنها كانت تقدم مؤشرا ال بأس به عن التغيرات في
بني ة ق وة العم ل في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ،أم ا االحص ائيات الحالي ة فتق دم نس بة مقارب ة حيث أن
الرجال البيض الذين شكلوا %65من القوى العاملة في عام ، 1950يقابلهم حالية ما نسبته ٪ 69من
السكان من النساء والملوئين (تعداد الواليات المتحدة المكتب )2017 ،أي انخفضت نسبة البيض إلى
%35من الق وة العامل ة .ومن المتوق ع أن يص بح األش خاص الملون ون غالبي ة الس كان في 2042إن لم
يكن قب ل (تع داد الوالي ات المتح دة .)2010 ،أما النس اء فتش كل نسبة %47من القوى العامل ة (وزارة
العم ل )2017 ،ومع دل نم وهم المتوق ع في الق وى العامل ة ي زداد بمع دل أس رع من الرج ال على م دى
السنوات العشر المقبلة.
بس بب زي ادة الهج رة العالمي ة ،وامكاني ة اتص ال الن اس من خالل االن ترنيت باالض افة إلى االلتزام ات
القانونية واالجتماعية واألخالقية التي تفرض التنوع على المنظمات .واستمرار االدارة في البحث عن
الموارد الرخيصة هذه االسباب وغيرها ادت إلى اكتساب التنوع اهتماما كبيرا اليوم اكثر من السابق،
كما برزت الحاجة الى وجود ادارة تعنى بالتنوع تدرك أن التنوع يعد ميزة جوهرية في مكان العمل.
في الوقت الذي وجدنا للتنوع آثارة إيجابية كثيرة إال أنه في الوقت نفسه نجد أن للتنوع آثار سلبية أو
عيوبا تمثل تحديا أمام إدارة المنظمات يجب أخذه بعين االعتبار ،وأهم هذه العيوب يمكن عرضها في
اآلتي:
.1نتيجة التنوع يصبح التواصل أكثر صعوبة بين الناس وتزيد التكاليف للشركة .فالفرق المتجانس ة في
كث ير من األحي ان تتف وق على المجموع ات غ ير المتجانس ة عن دما يك ون هن اك مش كلة في التواص ل.
ق الموظفين من ثقاف ات مختلف ة يواجه ون ص عوبات في فهم بعض هم البعض نتيج ة الختالف اتجاه اتهم
وأفكارهم وتجاربهم .يمكن تجاوز هذه العقبة -مشكلة التواصل بين العمال ،-من خالل التدريب عبر
الثقاف ات للتغلب على س وء الفهم وص عوبات التواص ل ،وبالت الي يس اعد الت دريب على تحس ين التواص ل
داخل المجموعة وزيادة األداء .
.3غالب ا م ا يك ون من الص عب التوص ل إلى رأي موح د عن دما يك ون هن اك تن وع ثق افي واختالف في
وجهات النظر داخل فريق العمل أو المنظمة.
.4التنوع يخلق مشاكل في تطوير اإلجراءات التنظيمية الشاملة نظرا لتنوع الطروحات وكثرة الحاالت
الخاصة التي تراعي التنوع (صعوبة تحديد إجراءات لضبط السلوك المتنوع)| .
.5يمكن للتنوع أن يولد التعددية العرقية (التحريات أو التكتالت) باالضافة إلى شيوع القوالب النمطية
والتصادم الثقافي ،كل ذلك يحمل آثار سلبية تقلل من اإلنتاجية ،وتزيد من معدل دوران العم ل ،والتغيب
عن العمل
.6إمكانية ظهور الصراع بين المجموعات غير المتجانسة أعلى منه في الفرق المتجانسة.
أوال :مفهوم
أشار ( )Cox , 2001إلى أن التحدي المتمثل بالتنوع ال يكون بمجرد وجوده ،بل بتهيئة الظروف التي
من خاللها يمكن تقليل الحواجز التي يوجدها التنوع وتعظيم إمكاناته لتحسين األداء ،وبالتالي ال بد من
وجود إدارة تعنى بالتنوع توفر بيئة عمل عادلة ،حيث يتساوى جميع الموظفين فيما بينهم لدي اإلدارة
وال توجد مجموعة واحدة مميزة فإدارة التنوع ال تشير فقط إلى تلك المجموعات التي تعرضت للتمييز
ضدها أو التي تختلف عن المجموعات المهيمنة أو المتميزة ،ولكن إلى مزيج من االختالفات والتشابه
والت وترات ال تي يمكن أن توج د بين عناص ر الخلي ط المتن وع ( . ) Thomas ، 2005وبالت الي ف إن
تطبيق إدارة التنوع يساعد على تصحيح المعتقدات الخاطئة بشأن االختالف والتنوع ،كما يعزز المقدرة
على التعام ل م ع النزاع ات بفاعلي ة ،ويع زز ق درة اإلدارة على االس تفادة من ه وتحس ين المق درة على
التواصل مع الموظفين من مختلف الثقافات.
إدارة التن وع كمفه وم ط رح ألول م رة في الوالي ات المتح دة األمريكي ة أواخ ر الثمانيني ات اس تجابة
للتغيرات في التركيبة الديموغرافية للقوى العاملة والمنافسة االقتصادية العالمية .وقد أصبح هذا المفهوم
من ذ ذل ك الحين ب ارزة في بل دان أخ رى في جمي ع أنح اء الع الم ،ومص طلحة دارج ا في لغ ة األعم ال
الحديثة.
وفي تتبع لتطور هذا المفهوم نجد في البداية أن جذوره تعود إلى الباب السابع من قانون الحقوق المدنية
لع ام | 1964وللتش ريعات الفيدرالي ة والتش ريعية الالحق ة ,ومن ثم ب رامج تك افؤ ف رص العم ل Equal
)Employment Opportunity EEOوبرامج العمل اإليجابي .)AA) Affirmative Action
إذا تعني تكافؤ فرص العمل ( EE0التحرر من التمييز على أساس الفئات المحمية مثل العرق أو اللون
أو الجنس أو األص ل الق ومي أو ال دين أو العم ر أو اإلعاق ة أو المعلوم ات الجيني ة ،وهي مض مونة
بموجب قوانين التوظيف العادلة الفيدرالية وقوانين الوالية ويتم إنفاذها من قبل لجنة تكافؤ فرص العمل
( )EEOcونظرائه ا في الوالي ة .وهك ذا وض عت األس س القانوني ة لمن ع التمي يز في مك ان العم ل ،وم ع
ذلك ،فإنها تحتاج إلى خطوة أخرى لجعل األنظمة تعمل بفعالية من أجل الموظفين وأصحاب العمل؛
ولهذا السبب أدخلت فكرة العمل اإليجابي في الواليات المتحدة األمريكية وسرعان ما أصبحت أداة قيمة
تستخدم لتحقيق التوازن في أعداد مجموعات األقليات عن طريق تحديد الحصص .وبالتالي تحدد خطط
العم ل اإليج ابي ( )AAPsاتخ اذ خط وات إيجابي ة من قب ل ص احب العم ل االس تقطاب وتوظي ف وترقي ة
النس اء واألقلي ات والمع وقين والمح اربين الق دماء بش كل اس تباقي .يعت بر العم ل اإليج ابي التزام ا أخالقي ا
واجتماعي ا لتع ديل األخط اء التاريخي ة والقض اء على اآلث ار الحالي ة للتم يز في الماض ي .تش مل AAPs
التدابير العددية بقصد زيادة تمثيل األقليات (Riccucci .(2002
يوض ح (عقيلي )2009 ،أن االس تراتيجيات هي ممارس ات جدي دة ومعاص رة ترس م سياس ة تعام ل
المنظمة على األجل الطويل مع العنصر البشري في العمل فيما يخص إدارة تتوع مواردها البشرية،
وتتماش ى هذه االس تراتيجيات مع اس تراتيجية المنظم ة العام ة ،وذل ك على غرار التكام ل االس تراتيجي،
وفي اطار استراتيجيات المنظمة فإن المنظمة تستطيع أن تلعب دورا مهما في إدارة التنوع وفهمه من
خالل سياس اتها وممارس اتها ،ال تي يمكن إجماله ا في سياس ات إدارة التن وع في الم وارد البش رية ال تي
تشمل كافة العمليات اإلدارية داخل المنظمة ،مثل التزام اإلدارة العليا ودعمها ،ووضع سياسات تمنع
التح يز وع دم العدال ة وتس اوي الف رص ،والتوظي ف ،والت دريب والتط وير ،وتق ييم األداء والترقي ات
والتعويض ات .وعموم ا ف إن إدارة الت وع يجب أن تك ون ش املة ومتكامل ة بحيث تنعكس على كاف ة
الجوانب الفنية واإلدارية ،وبشكل يشمل كافة المستويات اإلدارية والغلبة في المنظمة.
س اهمت التغيرات التي حدثت في بيئ ة العم ل منذ منتصف الستينات بوجود موارد بشرية أكثر تنوعا
األم ر ال ذي دف ع الب احثين (على س بيل المث ال thomas ،2001 Blake & Cox ،1991 Cox ،
)1996القتراح العديد من النماذج على المستوى التنظيمي إلدارة التنوع في مكان العمل.
ط ور ) Cox (1991 - 2001نموذج ه (اس تراتيجية خل ق منظم ة متع ددة الثقاف ات) على المس توى
التنظيمي إلدارة التن وع على أس اس التحليالت المفاهيمي ة وأوج د مايس مى بنم وذج كيفي ة خل ق منظم ة
متعددة الثقافات بناء على موقفه اإليجابي من االختالف الثقافي ،واقترح أن تستفيد المنظمة من جميع
االمكان ات المت وفرة بم ا فيه ا تعظيم االس تفادة من فرص ة االختالف ات بين األف راد ،وي دعو في نموذج ه
لالنتقال من منظمة أحادية الثقافة إلى منظمة متعددة الثقافات
-يجب النظر إلى إدارة التنوع على أنها مفتاح التعزيز الكرامة واالحترام في مكان العمل ،كما يجب
اعتب ار الع املين المتن وعين ع امال ض روريا لنج اح المنظم ة -إن إدارة التن وع هي ه دف تنظيمي
اس تراتيجي ،يتفاع ل م ع جمي ع ج وانب العم ل ،مث ل :القي ادة ،الم وارد البش رية ،الممارس ات االداري ة،
واالتصال والتواصل.
-القيادة هي العنصر األكثر أهمية للتغيير واالنتقال نحو إدارة التنوع ،وبالتالي يجب أن يبدأ التحول
الفعال في التفكير من القمة ويجب على المديرين أن يجسدوا ما يهدفون إلى تحقيقه ومشاركة العاملين
في ذلك - .الرؤية هي األداة األكثر أهمية لتحقيق األهداف ،ويجب على الجميع التركيز عليها ،حيث
أن المدير يضع الرؤية ثم يقوم بمشاركتها مع العاملين
-يجب أن يستخدم المدبرون المعرفة المتنوعة للتركيز على الثقافة الشخصية والتنظيمية واالختالفات
الثقافية والعالقات بين الثقافات ،ألنها مفتاح نجاح أو فشل استراتيجيات االتصال والتخطيط والتنفيذ .
-ينبغي أن تدرك المنظمة أنها تعكس تفكيرا عريض القاعدة يركز على العالقات ،فالعاملون يحتاجون
إلى تقدير واحترام
.1النوع هو حقيقة موجودة لتبقى" ،يتعين على الشركات التكيف مع الحقائق الجديدة أن القوى العاملة
المتنوع ة تتزاي د بش كل مس تمر ،ففي الوالي ات المتح دة ك ان تقري ر معه د هنس ون ( ،الق وى العامل ة
،) 2000والتقرير الذي تبعه ( ،القوى العاملة ، )2020بمثابة دعوة للشركات لالستيقاظ ،حيث قدم
من خاللهم ا وص فة احص ائيا مفص ال ومقنع ا ح ول االتجاه ات المس تقبلية للق وى العامل ة ( 1987
.)Packerحيث ك ان من توقع اتهم األساس ية أن الق وى العامل ة س وف تنم و ببطء وس وف تتزاي د نس بة
كبار السن و النساء وأفراد األقليات في القوة العاملة.
،2إدارة التنوع في الشيء الصحيح الذي يجب القيام به .التفكير األخالقي إلدارة التوع ,جوهر هذه
الحج ة ه و فك رة تك افؤ الف رص بغض النظ ر عن الخص ائص الفردي ة مث ل الجنس والع رق والتوج ه
الجنسي .وهذا يشمل توفير اإلمكانات الجميع الموظفين مع المساواة في الوصول إلى الوظائف المتاحة
في المنظم ة وتق ديم رواتب متماثل ة ألولئ ك الم وظفين ال ذين يش غلون وظ ائف ذات قيم متماثل ة ،وه ذا
يش مل مب دأ أخالقي آخر ه و العدال ة التعويض ية" ،ال ذي يمث ل اس اس برامج العم ل اإليج ابي ،ه ذا المبدأ
يشير إلى أن المجتمع لديه التزام للتغلب على التمييز التاريخي ضد مجموعات محددة من الناس لذلك
منظمات األعمال لديها التزام اجتماعي بالمشاركة في تعويض المجموعات التي ظلمت في الماضي -
مثل السود في جنوب إفريقيا أو الكاثوليك في أيرلندا الشمالية.
.3التنوع أمر منطقي جيد" .يمكن أن توفر إدارة التنوع ميزة تنافسية للشركات .المنطق هنا هو أنه
من خالل إدارة التن وع ،تحق ق الش ركات الكث ير من المن افع ،مث ل () تخفيض التك اليف بس بب انخف اض
مع دل التغيب وال دوران( ،ب) ق درة أك بر في المنافس ة على الم واهب في الق وى العامل ة( ،ج) تخفيض
مخاطر الدعاوى القضائية بسبب وجود بيئة أكثر عدال وغير تمييزية( ،د) تسويق أكثر فعالية لمختلف
العمالء( ،و) يتم إعطاء األفضلية بالنسبة للعقود الحكومية للشركات التي تتضمن أقليات أو متوازنة بين
الجنسين( ،ز) تحسين صورة الشركة
-1أن األخذ بمدخل إدارة التنوع يعظم مزايا التنوع ويقلل من مشكلته.
-3تحس ین وح ل المش كالت ،وزي ادة تن وع المه ارات وتحس ين الس معة التنظيمي ة مم ا ي ؤدي إلى زي ادة
حصتها في السوق.
-يزي د الن وع من اإلب داع واالبتك ار وذل ك لوج ود خ برات متنوع ة لق وة عم ل متنوع ة الق درات
والخصائص
ثانيا -المعرفات،
-انخفاض أدراك االدارة ألهمية التنوع وابعاده ،وعدم النظر إليه باعتباره أولوية تنظيمية
-التحيز لعرقيات أو جنسيات معينة بافتراض أنها أكثر تفوقا على جنسيات أخرى.
وبالتالي قد يتردد البعض في التقدم للوظائف التي توجد فيها جنسيات مختلفة عن جنسياتهم.
-3وج ود بيئ ة عدواني ة وغ ير داعم ة إلدارة الت وع .حيث يستش ي الموظف ون المتنوع ون من بعض
األنشطة االجتماعية
-7ضعف القدرة على تطوير نظام الحوافز وتقييم األداء لكي تتالءم مع مقتضيات تطبيق مدخل إدارة
التنوع.
خاتمة:
يع د التن وع حقيق ة واقع ة في كاف ة المنظم ات في ال وقت الح الي ،حيث إنه ا تع د مس الة م ؤثرة أو س وف
تكون مؤثرة بشكل فعلي على كافة العاملين بمجال التنمية البشرية عند نقطة ما خالل مستقبلهم المهني
ظهر مفهوم إدارة التنوع واكتسب زخما في الواليات المتحدة في أواسط ثمانينيات القرن العشرين وفي
هذا الوقت اشترك المتخصصون بالمساواة واإلجراءات اإليجابية المعينون من قبل الشركات األمريكية
جنب ا إلى جنب م ع مستش اري المس اواة في إقام ة الحج ة على أن ه يجب النظ ر إلى التن وع في الق وى
العامل ة كم يزة تنافس ية وليس كقي ود قانوني ة وك انت رس التهم األساس ية هي ال تع زز التن وع ألن ه أم ر
قانوني ،بل ألنه في صالح العمل ومنذ ذلك الحين شرع الباحثون في اختيار افتراضات استفادة العمل
من التنوع وإ دارة التنوع التي عرفت باسم دراسة جدوى حول التنوع.
.الع امري ،ص الح مه دي و عب ده ،أم ل عيس ی ( ",)2020ت أثير ممارس ات إدارة التن وع واالحت واء في
أداء المالك التدريس ي النس وي بحث اس تطالعي ألراء عين ة من المالك التدريس ي النس وي في بعض
الجامعات" .مجلة الكوت للعلوم اإلدارية واالقتصادية ،جامعة واسط العد35
د .س مارة ،نس رین ش اكر رض وان ")2017( ،واق ع إدارة التن وع وأثره ا على الثقاف ة التنظيمي ة
بالجامعات الفلسطينية" رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة اإلسالمية بغزة ،كلية إدارة األعمال في
كورتل ،فريد ( )2012استراتيجيات إدارة الموارد البشرية في ظل العولمة مع اإلشارة لحالة البلدان
العربية"،
المؤتمر العلمي الدولي عولمة اإلدارة في عصر المعرفة 17-15 ،ديسمبر ،جامعة الجنان ،لبنان
.مهدي ،وفاء ( .)2018درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية بمحافظات غزة إلدارة التنوع وسبل
تفعيلها رسالة ماجستير غير منشورة ،الجامعة اإلسالمية بغزة ،كلية التربية
د .هادف ،زاهية ")2015( ،التنوع الثقافي كعامل لخلق الضغط النفسي عند الفرد في بيئة العمل"،
المؤتمر الدولي الثامن :التنوع الثقافي /طرابلس 23 - 21مايو
.1بكاي ،عبد المجيد وعابد ،الرابح " ،)2015( ،التنوع الثقافي للموظفين بمنظمات الشراكة األجنبية
في الجزائ ر ودوره في تحدي د قيم العم ل :دراس ة ميداني ة بمستش فى الص داقة لطب العي ون الك وبي -
الجزائري بمدينة الجلفة" ،مجلة دراسات وأبحاث ،العدد 21ديسمبر ،السنة السابعة
سمارة ،نسرین شاكر رضوان ")2017( ،واقع إدارة التنوع وأثرها على الثقافة التنظيمية بالجامعات
الفلسطينية"
رس الة ماجس تير غ ير منش ورة ،الجامع ة اإلس المية بغ زة ،كلي ة إدارة األعم ال في كورت ل ،فرید (،
")2012اس تراتيجيات إدارة الم وارد البش رية في ظ ل العولم ة م ع اإلش ارة لحال ة البل دان العربي ة"،
المؤتمر العلمي الدولي عولمة اإلدارة في عصر المعرفة 17-15 ،ديسمبر ،جامعة الجنان ،لبنان.
4محم د ،أث ير عب د اهلل ( " ،)2014ت أثير معالج ات التن وع في الم وارد البش رية في األداء التش غيلي"
مجلة كلية بغداد للعلوم
االقتصادية الجامعة ،العدد 40د .هادف ،زاهية ")2015( ،التنوع الثقافي كعامل لخلق الضغط النفسي
عند الفرد في بيئة العمل" ،المؤتمر الدولي الثامن :التنوع الثقافي طرابلس 23-21مايو