Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫طرف خيط التدبر‬

‫((وسيلة فعالة لتالوة القرآن بتدبر))‬


‫النسخة (‪)2.0‬‬

‫مالك عرقسوسي‬

‫تمهيد‬

‫ما ستقرؤه هنا مختلف عن كثير مما قرأته من قبل يف هذا الباب‪،‬‬ ‫•‬
‫فامنحه شيئًا من وقتك لعلك تنتفع‪ .‬وإن كسلت عن القراءة‪ ،‬فاقرأ‬
‫الفصل األول فقط‪.‬‬
‫كثيرةٌ هي الوسائل املعينة ىلع التدبر‪ ،‬لكني سأضعك اليوم ‪-‬بإذن‬ ‫•‬
‫الله‪ -‬أمام وسيلة عملية‪ ،‬تطبيقها سهل‪ ،‬وأثرها مباشر وعظيم‪،‬‬
‫وليست تحتاج منك ألن تكون عبد الله بن املبارك حتى تستطيع‬
‫تطبيقها‪ ،‬فبإمكانك تطبيقها وأنت أبو نواس!‬
‫كُتبت النسخة األولى من هذا املقال منتصف شعبان‪ ،‬لكن ما فيه‬ ‫•‬
‫صالح للتطبيق يف كل وقت بإذن الله‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل األول‪ :‬دليلك إلى التدبر بالوقفات‬

‫د للقراءة‬
‫استع ّ‬
‫املطلوب هنا االستعداد اإلجمالي‪ .‬ال توجد طقوس خاصة‪ ،‬لكن‪:‬‬
‫• استعد نفسيًا‪ ،‬بأن تعقد يف نفسك النية ىلع قراءة كالم الله‬
‫وتدبره واالنتفاع به ىلع الوجه الذي يحبه الله‪ ،‬وأن تفرّغ ذهنك من‬
‫الشواغل وتؤجلها إلى ما بعد انتهاء التالوة‪.‬‬
‫• واستعد جسديًا‪ ،‬بأن تبتعد عن الضجيج‪ ،‬وعن الجوال‪ ،‬وعن اإلشراف‬
‫ىلع العمال‪ ،‬أو مالعبة األطفال‪.‬‬
‫توقّف للدعاء‬
‫اقرأ مترسّـالً آيةً آيةً‪ ،‬واقرأ اآلية ثم انظر فيها‪:‬‬

‫اسأل الله من فضله‬


‫هل هي آية رحمة وجنة ورضوان؟‬ ‫‪1‬‬
‫ورحمته وجنته ورضوانه‬
‫هل هي آيةٌ تصف املتقين‬
‫اسأل الله أن تكون منهم‬ ‫‪2‬‬
‫وأصحاب الجنة؟‬
‫هل هي آية جحيم وعذاب‬
‫استعذ بالله من عذابه‬ ‫‪3‬‬
‫وترهيب؟‬
‫ثم واصل القراءة‬

‫ة تصف الكفار‬ ‫هل هي آي ٌ‬


‫استعذ بالله أن تكون منهم‬ ‫‪4‬‬
‫توقف‬

‫واملنافقين وأهل النار؟‬


‫هل هي آيةٌ تتحدث عن الله تبارك‬
‫سبح الله‬ ‫وتعالى وصفاته وملكوته وحكمه‬ ‫‪5‬‬
‫وحكمته؟‬

‫هل هي آيةٌ تالمس شيئًا من واقع‬


‫اسأل الله حاجتك يف هذا‬
‫حياتك ىلع املستوى الشخصي أو‬ ‫‪6‬‬
‫األمر‬
‫مستوى األمة؟‬

‫‪2‬‬
‫كرّر‬
‫• عند اآليات التي تجد أنها تندرج تحت أحد األقسام الستة املذكورة‬
‫أعاله (أو غيرها مما يحرّك قلبك)‪ ،‬توقف‪ ،‬وكرر اآلية عدة مرات‪ ،‬وفكر‬
‫فيها‪ ،‬ثم واصل القراءة‪.‬‬
‫• قد تكتفي بالتكرار وحده أحيانًا‪ ،‬وقد تكتفي بالدعاء وحده أحيانًا‪،‬‬
‫وقد تكرر اآلية ثم تدعو‪ ،‬ثم تكررها ثم تدعو‪ ،‬حتى تشعر أنك قد‬
‫ارتويت‪.‬‬
‫تأكد من حضور قلبك‬
‫• التوقف للدعاء وتكرار اآليات إنما هي آليات ووسائل معينة لحضور‬
‫القلب والخشوع والتأثر بالقرآن واالنتفاع بتالوته‪ ،‬وهدفها ومحاربة‬
‫التالوة اآللية (الروبوتية) الخالية من املشاعر ومن حضور القلب‪ .‬فإذا‬
‫كانت هذه الوسائل ستتحول ‪-‬هي األخرى‪ -‬ملمارسات آلية غير‬
‫واعية‪ ،‬فكأننا ما صنعنا شيئًا‪.‬‬
‫• قف عند نهايات الصفحات وألق نظرة ىلع الصفحة مجددًا‪ ،‬هل‬
‫صحيح أن هذه الصفحة كلها لم يكن فيها ما يستثيرني للتوقف؟!‬
‫• إذا مررت ىلع عدة صفحات دون أن تكرر أو تدعو‪ ،‬فلعلك تحتاج‬
‫ت تقرأ وذهنك‬ ‫إلى إعادة قراءة هذه الصفحات‪ ،‬ففي الغالب أنت كن َ‬
‫يف مكان آخر!‬

‫الفصل الثاني‪ :‬ولكني ‪-‬هكذا‪ -‬لن أختم يف رمضان!‬

‫ال شيء يأتي باملجان! صالح قلبك يحتاج لوقت ومجاهدة‪ ،‬فال‬ ‫•‬
‫تبخل بالوقت‪.‬‬
‫ط القرآن املزيد من الوقت لتختم‪ .‬بالتأكيد لن تختم إذا كنت لن‬
‫أع ِ‬ ‫•‬
‫تعطي القرآن إال ربع ساعة‪ ،‬ثم تقضي بقية الوقت ىلع شبكات‬
‫التواصل تناقش صورة الثقب األسود‪ .‬الثقب األسود موجود يف‬
‫قلبك إن لم تصلح عالقتك مع القرآن‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ت ختمتَ رمضان املاضي والذي قبله والذي قبله؟! هل‬ ‫ثم تعال‪ ،‬ألس َ‬ ‫•‬
‫انتفعت؟! هل تغيّر قلبك؟! إن كان وال بد‪ ،‬فال بأس ‪-‬يا شافعيَّ‬
‫زمانك‪ -‬أال تختم هذا الرمضان! جرّب شيئًا مختلفًا هذا العام‪.‬‬
‫انتبه! ال بد لك من مقياس‪ .‬فإذا كسلت عن الجمع بين التدبر‬ ‫•‬
‫والختم‪ ،‬ولم ترد أن تجعل املقياس هو عدد الصفحات‪ ،‬فاجعل لك‬
‫مقياسًا من عدد الساعات والدقائق‪ ،‬وعوّض يف اليوم التالي إن‬
‫د أنك قد فرّطت يف كل شيء‪.‬‬ ‫قصّرت‪ ،‬وإال ستج ُ‬

‫الفصل الثالث‪ :‬كل حرف بعشر حسنات‪ ،‬أأضيّعها؟!‬

‫ن‬
‫ه ﷺ‪[ :‬مَنْ قَ َرأَ حَرْفًا ِم ْ‬
‫ل اللَّ ِ‬
‫• عن عَبْد اللَّهِ بْن مَسْعُودٍ‪ ،‬قال‪ :‬قَالَ رَسُو ُ‬
‫ب اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ‪ ،‬وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا‪ ،‬الَ أَقُولُ {ألم}‬‫كِتَا ِ‬
‫ف حَ ْرفٌ َو َالمٌ حَ ْرفٌ وَمِيمٌ حَ ْرفٌ]‪.‬‬
‫حَ ْرفٌ‪ ،‬وََلكِنْ أَلِ ٌ‬
‫• بعض العلماء يصحح الحديث مرفوعًا إلى النبي ﷺ‪ ،‬وبعضهم‬
‫يجعله موقوفًا ىلع ابن مسعود‪ .‬لكن ىلع كل حال‪ ،‬ابن مسعود‬
‫هو صاحبنا يف هذا الحديث‪.‬‬
‫ابن مسعود رضي الله عنه‬
‫• فلنسمع إذن ملا يقوله ابن مسعود رضي الله عنه‪ .‬يقول‪[ :‬ال تنثروه‬
‫ذ الشعر‪ ،‬قفوا عند عجائبه‪ ،‬وحركوا به‬ ‫نثر الدقل‪ ،‬وال تهذّوه ه ّ‬
‫القلوب‪ ،‬وال يكن همّ أحدكم آخر السورة]‪.‬‬
‫• أسمعت قوله «قفوا»‪« ،‬حركوا»؟! أتذكّرك هذه الكلمات بشيء يف‬
‫الفصل األول؟!‬
‫• أسمعت قوله «ال يكن همّ أحدكم آخر السورة»؟‬
‫• أليس إتمام السورة يزيد من عداد الحسنات بحسب التفكير الرياضي‬
‫الذي كنتَ تفكر به سابقًا؟!‬

‫‪4‬‬
‫ابن عباس رضي الله عنه‬
‫• ما رأيك أن نسمع ابن عباس رضي الله عنه‪ ،‬لعل له رأيًا يختلف عن‬
‫رأي ابن مسعود‪ .‬قال أبو حمزة‪ :‬قلت البن عباس‪ :‬إني سريع القراءة‪،‬‬
‫وإني أقرأ القرآن يف ثالث‪ ،‬فقال‪[ :‬ألن أقرأ البقرة يف ليلة فأتدبرها‬
‫وأرتلها‪ ،‬خير من أن أقرأ كما تقول]‪.‬‬
‫ت كلمة «خير»؟ أي أن ابن عباس يرى أن قراءة سورة‬ ‫• هل الحظ َ‬
‫البقرة فقط خير من قراءة القرآن كله (معيار الخيرية هو التدبر ال‬
‫مجرد عدد األحرف)‪.‬‬
‫عائشة رضي الله عنها‬
‫• ماذا عن عائشة رضي الله عنها؟ لعلنا نجد عندها بعض السرعة‬
‫التي نجدها عند النساء اليوم تحت اسم حصد الحسنات‪ .‬يقول‬
‫عروة بن الزبير رضي الله عنه‪[ :‬كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة‬
‫أسلِّم عليها‪ ،‬فغدوت يومًا‪ ،‬فإذا هي قائمة تسبّح وتقرأ (أي تصلي‬
‫ب السَّمُومِ}‪ ،‬وتدعو وتبكي‬
‫ه عَلَيْنَا َووَقَانَا عَذَا َ‬
‫وتقرأ)‪{ :‬فَمَنَّ اللَّ ُ‬
‫وترددها‪ ،‬فقمت حتى مللت القيام‪ ،‬فذهبت إلى السوق لحاجتي‪،‬‬
‫ثم رجعت‪ ،‬فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي]‪.‬‬
‫املعلم األول ﷺ‬
‫ممن تعلم الصحابة هذه الطريقة؟ هل هناك نص يصف لنا تالوة‬ ‫•‬
‫النبي ﷺ؟‬
‫ت مَعَ النَّبِيِّ ﷺ‬ ‫أجل‪ ،‬يصفها لنا حذيفة رضي الله عنه فيقول‪[ :‬صَلَّ ْي ُ‬ ‫•‬
‫ت‬
‫ح الْبَقَ َرةَ‪ ،‬فَقُلْتُ يَرْكَعُ عِ ْندَ املِْائَةِ‪ ،‬ثُمَّ مَضَى‪ ،‬فَقُلْ ُ‬ ‫ذَاتَ لَيْلَةٍ فَافْتَتَ َ‬
‫يُصَلِّي بِهَا يفِ رَكْعَةٍ‪ ،‬فَمَضَى‪ ،‬فَقُلْتُ يَرْكَعُ بِهَا‪ ،‬ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَا َء‬
‫َسالً‪ ،‬إِذَا مَرَّ بِآ َيةٍ فِيهَا‬
‫ها‪ ،‬يَقْ َرُأ مُتَر ِّ‬
‫ل عِمْرَانَ فَقَ َرأَ َ‬ ‫حآ َ‬‫فَقَ َرأَهَا‪ ،‬ثُمَّ افْتَتَ َ‬
‫ل سَأَلَ‪َ ،‬وإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ]‪.‬ورواه الترمذي‬ ‫َبحَ‪َ ،‬وإِذَا مَرَّ بِسُؤَا ٍ‬
‫ح س َّ‬
‫تَسْبِي ٌ‬
‫والنسائي بلفظ‪[ :‬إذا مر بآية عذاب وقَفَ وتعوّذ]‪.‬‬
‫هذه تالوته ﷺ يف صالته‪ ،‬فالتوقف والتسبيح والسؤال خارج الصالة‬ ‫•‬
‫من باب أولى‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫هناك نصوص أخرى تصف تالوته ﷺ‪ ،‬لكنني اخترت لك هنا ما يؤكد‬ ‫•‬
‫هذه الطريقة املعينة ىلع التدبر‪.‬‬
‫فهل فات النبي ﷺ وصحابته فكرة عداد الحسنات التي تتخيلها‬ ‫•‬
‫أنت بحساباتك الرياضية؟! أم أن معيار التدبر يؤثر يف عداد‬
‫الحسنات أكثر من معيار عدد األحرف؟‬

‫الفصل الرابع‪ :‬أوليس لألزمنة الفاضلة وضع خاص؟‬

‫سيَرِدُ تساؤل مشروع يقول‪ :‬أوليس لألزمنة الفاضلة واألماكن‬ ‫•‬


‫الفاضلة وضع خاص من حيث أفضلية تكثير املقروء مقابل التخفف‬
‫من التدبر بغرض حصد الحسنات؟ واإلجابة يف النقاط التالية‪.‬‬
‫هذا قول بعض العلماء‪ ،‬وبعض العلماء يرى أن القرآن إنما نزل للتدبر‬ ‫•‬
‫ك لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو األَْلْبَابِ}‪ ،‬فمتى‬
‫{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَا َر ٌ‬
‫تدبرتَ أكثر حصدتَ أكثر‪.‬‬
‫بل إن العينيّ (صاحب عمدة القاري شرح صحيح البخاري) يعلق بعد‬ ‫•‬
‫الحوار الذي دار بين ابن عباس رضي الله عنه وأبي حمزة (الذي‬
‫قرأته يف الفصل الثالث) فيقول‪ :‬فِيهِ النَّهْي عَن الهذّ‪ ،‬وَفِيه اْلحَث‬
‫ىلع الترسل والتدبر‪َ ،‬وبِه قَالَ جُمْهُور الْعلمَاء‪ ،‬وَقَالَ القَاضِي‪ :‬وأباحت‬
‫طَائِفَة قَليلَةٌ الهذّ‪.‬‬
‫لعل العلماء الذين قالوا بتكثير املقروء يف األزمنة الفاضلة لم يخطر‬ ‫•‬
‫ببالهم أنا وأنت!‬
‫▪ أعني‪ ،‬إذا كنتَ تقرأ القرآن طوال العام بطريقة الترسّل‬
‫والتوقف والتدبر‪ ،‬فتختم القرآن بهذه الطريقة ‪ 11‬مرة يف‬
‫العام‪ ،‬ثم تريد يف رمضان أن تستكثر من القراءة‪ ،‬فقد يقال‬
‫ربما وربما (وتحرير األصوب واألفضل يحتاج ملناقشة علمية)‪.‬‬
‫▪ أما أن تكون ال تعرف الختم إال يف رمضان‪ ،‬ثم تتعلل بقول‬
‫هؤالء العلماء‪ ،‬فأظنك قد فوّتَّ ىلع نفسك خيرًا كثيرًا‪ ،‬وما‬
‫فهمتَ ما يرمي إليه هؤالء العلماء‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬ثم ماذا؟‬
‫ت القراءة بالطريقة الشائعة دهرًا من عمرك‪ ،‬ولعله حان‬ ‫قد جرب َ‬ ‫•‬
‫الوقت لتغيّر من طريقتك‪ ،‬لتذوق من لذة القرآن ما لم تذقه من‬
‫قبل‪.‬‬
‫ت لك يف املقدمة‪ ،‬هذه الطريقة فعالة وذات أثر مباشر‬ ‫كما ذكر ُ‬ ‫•‬
‫بإذن الله‪ ،‬طبّق مباشرة وال تنتظر شيئًا‪ .‬ال تنتظر دخول رمضان‪ ،‬ابدأ‬
‫من اليوم‪.‬‬
‫مع املمارسة‪ ،‬ستتكون لديك طريقة خاصة يف التدبر‪ .‬ستحب آيات‬ ‫•‬
‫معينة وتقف عندها أكثر من آيات أخرى‪ ،‬واآلية التي تؤثر فيك قد ال‬
‫تؤثر يف صاحبك بالدرجة ذاتها‪ ،‬واآلية التي تؤثر فيك اليوم قد ال‬
‫تؤثر فيك غدًا‪ .‬ال بأس‪ ،‬ليس هناك محطة وصول‪ ،‬إنما الوصول هو‬
‫الرحلة ذاتها‪.‬‬
‫تذكر أننا نتحدث عن التدبر‪ ،‬ال عن التفسير وال عن استخراج األحكام‪.‬‬ ‫•‬
‫يف الغالب‪ ،‬سترى بعض النتائج يف قلبك بإذن الله‪ .‬لكن‪ ،‬حتى لو‬ ‫•‬
‫لم ترَ فرقًا‪ ،‬واصل وال تعُد إلى سابق عهدك‪ .‬عليك بالدعاء مع‬
‫التطبيق وعدم اليأس‪ .‬احتسب األجر يف املحاولة‪.‬‬

‫‪7‬‬

You might also like