بحث العقيدة الإسلامية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 6

‫حبث العقيدة اإلسالمية‬

‫]تعريف أهل السنة واجلماعة[‬

‫األمر‪ :‬بَينَه‬ ‫ِ‬


‫وسن َ‬ ‫السنة يف اللغة‪ :‬السنَة يف اللغة مشتقة من‪َ :‬سن يَسن‪ ،‬ويَ ُسن َسنّا‪ ،‬فهو َم ْسنُون‪َ .‬‬
‫تعريف أهل السنة واجلماعة ُّ‬
‫والسرية‪ ،‬حممودة كانت أم مذمومة‪6.‬‬
‫والسنَة‪ :‬الطريقةُ ِّ‬
‫َ‬
‫‪:‬ومنه قول النَّيِب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‬
‫وذراعا بِ ِذراع» (‪ )١‬أي‪ :‬طريقتهم يف الدِّين والدنيا«‬
‫لَتتبِعن لسنن من كا َن َقبلَ ُكم ِش ا بِ ِشرب ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ رْب‬ ‫ََ ُ ّ َ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫وقوله‪« :‬من سن يف اإلسالَِم سنَةَ حسنه َفلَه أجرها وأجر من ع ِمل هبا من بع ِده؛ ِمن َغ ِ أ ْن يْن ُق ِ‬
‫أجو ِره ْم َش ْيءٌ‪َ ،‬‬
‫ومن‬ ‫ص من ُ‬
‫رْي َ َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ُْ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُْ‬ ‫َ ّ‬
‫سن يف اإلسالم ُسنَّة سيئة» (‪ - )٢‬أي‪« :‬سرية… احلديث» (‪.)٣‬‬ ‫َّ‬
‫اهلدي ال‪66‬ذي ك‪66‬ان علي‪66‬ه رس‪66‬ول اهلل ص‪66‬لى اهلل علي‪66‬ه وعلى آل‪66‬ه وس‪66‬لم وأص‪66‬حابه‪ ،‬علم‪66‬ا‪ ،‬واعتق‪66‬ادا‪ ،‬وق‪66‬وال‪،‬‬
‫الس‪66‬نة يف االص‪66‬طالح‪ُ :‬‬
‫السنَة أيضا على ُسنَ ِن العبادات واالعتقادات‪ ،‬ويقابل السنَّةَ‪ :‬البدعة‪.‬‬ ‫وعمال‪ ،‬وتقريرا‪ .‬وتُطلق ّ‬
‫ق ‪66‬ال النَّيِب ص ‪66‬لى اهلل علي ‪66‬ه وعلى آل ‪66‬ه وس ‪66‬لم‪« :‬فإنَّه من يعِش ِمن ُكم بع‪66‬دي فَس ‪6‬ريى اختالف ‪66‬ا َكث ‪66‬ريا؛ َفعلَي ُك ‪6‬م بِس ‪66‬نيت وس ‪6‬ن ِة اخللَف ‪ِ 6‬‬
‫‪6‬اء‬ ‫َ ْ ْ ّ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫ُّ‬
‫الر ِاشدين» (‪.)١‬‬ ‫ِ‬
‫يني ّ‬
‫املَْهد َ‬

‫فاجتَ َم َع)‪.‬‬ ‫بعض ِه من ٍ‬


‫بتقريب ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعض‪ ،‬يُقال مَج عتُهُ‪ْ ،‬‬ ‫الشيء‪،‬‬ ‫ضم‬
‫اجلماعة يف اللغة‪( :‬مأخوذةٌ من اجلم ِع‪ ،‬وهو ُ‬
‫الفرقَة‪.‬‬
‫ومشتقة من االجتماع‪ ،‬وهو ضد الت َفُّرق‪ ،‬وضد ْ‬
‫واجلماعة‪ :‬العدد الكثري من النّاس‪ ،‬وهي أيضا طائفة من الناس جيمعها غرض واحد‪.‬‬
‫واجلماعة‪ :‬هم القوم الذين اجتمعوا على أم ٍر ما (‪.)٢‬‬
‫بعهم بإحسان إىل يوم الدِّين؛‬
‫ف هذه األُمة من الصحابة والتابعني ومن تَ ُ‬
‫اجلماعة يف االصطالح‪ :‬مجاعة املسلمني‪ ،‬وهم َسلَ ُ‬
‫والسنَة‪ ،‬وساروا على ما كان عليه رسول اهلل‪ -‬صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪ -‬ظاهرا وباطنا‪.‬‬ ‫الذين اجتمعُوا على الكتاب َ‬
‫ِ‬
‫واالختالف والتَناحر‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫وحثَّهم على اجلماعة واالئتالف والتعاون وهناهم عن الفرقة‬ ‫أمر اهللُ تعاىل عباده املؤمنني َ‬ ‫وقد َ‬
‫واخَتلَ ُفوا ِمن َب ْع ِد ما‬ ‫َّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫﴿واعتَص ُموا َْب ِل اللَّه مَج ًيعا وال َت َفَّرقُوا﴾ [آل عمران ‪ )١( ]١٠٣‬وقال‪﴿ :‬وال تَ ُكونُوا كالذ َ‬
‫ين َت َفَّرقُوا ْ‬
‫ْ ِ حِب‬
‫نات﴾ [آل عمران ‪ )٢( ]١٠٥‬وقال النَيِب صلى اهلل عليه وعلى آله وسلم‪:‬‬ ‫البيِّ ُ‬
‫جاءَ ُه ُم َ‬
‫«علَْي ُك ْم‬ ‫تان وسبعو َن يف النّار‪ِ ،‬‬ ‫ذه امللة ست ْف ُق على ثَالث وسبعني‪ ،‬ثِْن ِ‬ ‫«وإن ه ِ‬
‫"اجلماعة» (‪ )٣‬وقال‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫وواحدة يف اجلنة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ رَت َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ماعة» (‪)١‬‬ ‫وحةَ اجلنة‪َ ،‬ف ْلَي ْلَزم اجلَ َ‬ ‫وه َو من اال ْثَننْي ِ ْأب َع ُد‪َ ،‬‬
‫ومن أراد حُبْبُ َ‬ ‫ماعة‪ ،‬وإيّا ُك ْم وال ُف ْرقَةَ؛ فَ َّ‬
‫إن الشَّيطا َن َم َع الواحد‪ُ ،‬‬ ‫باجلَ َ‬
‫وح َد َك) (‪.)٢‬‬‫ت ْ‬ ‫ماعةُ ما وافَ َق احَلَ ّق‪ ،‬وإن ُكْن َ‬‫وقال الصحايب اجلليل عبد اهلل بن مسعود ﵁‪( :‬اجلَ َ‬
‫السن َِّة واجلماعة‪:‬‬
‫أهل ُّ‬
‫فَ ُ‬
‫وسلك سبيلهم يف االعتقاد والقول والعمل‪ ،‬والذين استقاموا على االتباع وجانبوا‬ ‫َ‬ ‫ومن تبعهم‬ ‫بسنٌة النَّيِب ِّ َ‬
‫هم املتمسكون‪ُ 6‬‬
‫ضالل‪.‬‬ ‫ِ‬
‫االبتداع‪ ،‬وهم باقون ظاهرون منصورون‪ 6‬إىل يوم القيامة فاتَباعُهم ُهدى‪ ،‬وخالفهم َ‬
‫التعريف بأيب احلسن األشعري‬
‫ترجم اإلمام الذهيب أليب احلسن األشعري فقال يف امسه ونسبه‪" :‬علي بن إمساعيل بن أيب بشر إسحاق بن سامل بن إمساعيل بن‬
‫عبد اهلل بن موسى ابن أمري البصرة بالل بن أيب بردة ابن صاحب رسول اهلل ‪-‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪ -‬أيب موسى عبد اهلل بن‬
‫قيس بن حضار األشعري‪ ،‬اليماين‪ ،‬البصري"‪ّ ،‬أما عن والدته فقد كانت يف البصرة سنة ‪ 260‬للهجرة‪ 6‬وقيل سنة ‪ ،270‬وقد‬
‫أخذ أبو احلسن العلم عن أيب خليفة اجلمحي وأيب علي اجلبائي وزكريا الساجي وغريهم من العلماء‪ ،‬كما أخذ عنه العلم‬
‫الكثري من األئمة منهم أبو احلسن الباهلي وأبو احلسن الكرماين وبُندار بن احلسني الشريازي وغريهم كثري‪ ،‬وقد نقل عن صفاته‬
‫حاد الفهم خارق الذكاء ذا عل ٍم جم وكان إىل جانب‬
‫ما ينبأ مبا أليب احلسن من الصفات احلميدة واألخالق الرفيعة فقد كان ّ‬
‫هذا صاحب دعابة ومزاح‪ ]٤[.‬نشأ أبو احلسن األشعري يف البصرة وقد تويف والده وهو صغري‪ ،‬وكان والده من أهل العلم‬
‫وأوصى زكريا الساجي قبل وفاته بابنه أيب احلسن‪ ،‬وقد عاش مع والدته وزوحها وهو أبو علي اجلبائي حيث كان أحد شيوخ‬
‫اتصف األشعري باإلقدام‬
‫ّ‬ ‫يدي اجلبائي‪ ،‬كما‬
‫املعتزلة وهذا ما يُفسر انتماء أيب احلسن للمعتزلة‪ 6‬يف بداياته فقد كان يتعلّم على ّ‬
‫والقدرة على إفحام اخلصوم يف املناظرات واحملاججات‪ ،‬فكان ينوب عن اجلبائي يف ذلك وقد بقي على اعتزاله م ّدة تزيد عن‬
‫اتصف بالزهد والرضا والقناعة ومل‬
‫عاما إىل أن غرّي موقفه وعاد عن اعتزاله‪ ،‬وقد عاش أبو احلسن عيشة العلماء حيث ّ‬
‫الثالثني ً‬
‫يكن يقف على أبواب السالطني طلبًا للعطاء والشهرة‪]٥[.‬‬

‫أبو احلسن األشعري هو الذي يُنسب إليه املذهب األشعري‪ ،‬وهو من األئمة املشهورين حيث ذكر ابن خلكان يف كتابه‬
‫وفيات األعيان أ ّن شهرة أيب احلسن األشعري تُغين عن اإلطالة يف التعريف به‪ ،‬كما ذكر أنّه صاحب األصول والقائم بنصرة‬
‫مذهب السنّة‪ ]٢[،‬وقد اختلف العلماء يف املذهب الفقهي أليب احلسن األشعري حيث قال البعض أنّه كان شافعي املذهب يف‬
‫حني ذكر آخرون انتماء أيب احلسن للمذهب املالكي‪ ،‬وقد نُقل عن أيب إسحاق اإلسفراييين قوله‪" :‬دخل أبو احلسن األشعري‬
‫العراق وكان يقرأ على أيب إسحاق املروزي الفقه وهو يقرأ على أيب احلسن الكالم‪ ،‬وزعم بعض املالكية أنّه كان مالكيًا‪ ،‬ومل‬
‫يصب‪ ،‬فإ ّن الذي حكاه من خيرب حاله أنّه كان شافعيا‪ "،‬أما عن مذهبه العقدي فقد حكا غري ٍ‬
‫واحد من العلماء أنّه كان‬ ‫ً ّ‬ ‫ُ‬
‫"أول أمره كان االعتزال‪ ،‬مثّ ملا ظهر له فساد أقواهلم‬
‫معتزليًا يف البداية مث رجع عن اعتزاله‪ ،‬وقد قال اإلمام أبو حممد اجلويين‪ّ :‬‬
‫ّ‬
‫رجع عن ٍ‬
‫واحد فواحد حىّت خالفهم يف أكثر ما اعتقدوه"‪]٣[.‬‬
‫وممّا يؤيد قول أهل العلم يف رجوع أيب احلسن عن مذهب املعتزلة ما ذكره ابن خلكان أ ّن أبا احلسن أعلن توبته من االعتزال‬
‫يوم اجلمعة يف املسجد اجلامع يف البصرة‪ ،‬حيث صعد على كرسي ونادى بأعلى صوته قائاًل ‪" :‬من عرفين فقد عرفين ومن مل‬
‫يعرفين فأنا أعرفه بنفسي‪ ،‬أنا فالن بن فالن‪ ،‬كنت أقول خبلق القرآن وأن اهلل ال تراه األبصار وأن أفعال الشر أنا أفعلها‪ ،‬وأنا‬
‫تائب مقلع‪ ،‬معتقد‪ 6‬للرد على املعتزلة خمرج لفضائحهم ومعايبهم"‪ ،‬وقد كان أليب احلسن الكثري من الكتب واملؤلفات كثري‬
‫منها كان يف الرد على املعتزلة واجلهمية وغريهم من الفرق الكالمية‪]٢[.‬‬

‫إ ّن أليب احلسن األشعري الكثري من املؤلفات واملصنفات وقد مجع احلافظ ابن عساكر ترمجة أليب احلسن األشعري وذكر فيها‬
‫تعرض أليب‬
‫ورد يف كتابه الذي مسّاه "تبيني كذب املفرتي فيما نُسب إىل الشيخ أيب احلسن األشعري" على من ّ‬
‫مصنفاته‪ّ ،‬‬
‫احلسن بالطعن وذكر فضائله وبنّي مناصرته للسنّة ودفاعه عنها من خالل كتبه‪ ]٦[،‬وقد أوصل ابن عساكر عدد مؤلفات أيب‬
‫احلسن األشعري إىل أكثر من ثالمثئة مؤلف‪ ،‬يف حني أوصلها ابن تيمية إىل ثالمثئة ومثانني مؤل ًفا‪ ]٧[،‬وقد ذكر ابن الصالح يف‬
‫طبقاته أ ّن عدد مصنفات أيب احلسن هو مخسةٌ ومخسون تصني ًفا ناقاًل قوله هذا عن ابن حزم‪ ]٦[،‬كما قال آخرون بأ ّن مؤلفاته‬
‫بعضا من كتبه ومؤلفاته‬
‫املسمى "مقاالت اإلسالميني"‪ ]٨[.‬وقد ذكر أبو احلسن األشعري ً‬ ‫تزيد عن املئة مؤلف من أمهها كتابه ّ‬
‫املسمى "العمد‪ 6‬يف الرؤية"‪ ،‬ومن هذه الكتب‪" :‬الفصول‪ 6‬يف الرد على امللحدين"‪" ،‬املوجز"‪" ،‬خلق األعمال"‪" ،‬إيضاح‬
‫يف كتابه ّ‬
‫اجملسمة"‪" ،‬أدب اجلدل"‪" ،‬تفسري القرآن"‪" ،‬النوادر يف دقائق الكالم"‪ ،‬إىل غري‬
‫ّ‬ ‫الربهان"‪" ،‬مجل مقاالت امللحدين"‪" ،‬الرد على‬
‫‪:‬ذلك من الكتب والرسائل‪ ]٤[،‬وفيما يأيت تعريف بكتابني من كتب أيب احلسن األشعري املطبوعة‬

‫مقاالت اإلسالميني واختالف املصلني‪ 6:‬تناول أبو احلسن يف هذا الكتب الفرق اإلسالمية الرئيسة وهو من أهم كتبه وأشهرها‬
‫وقد أثىن عليه ابن تيمية‪]٩[.‬‬
‫ورد فيه‬
‫اللمع يف الرد على أهل الزيغ والبدع‪ :‬لكتاب اللمع قيمة علمية كبرية فمن خالله متّت دراسة آراء أيب احلسن العقدية ّ‬
‫على املعتزلة وبنّي أصول اعتقاده‪ ،‬كما قام الباقاّل ين بشرحه‪]١٠[.‬‬

‫وفاة أيب احلسن األشعري‬


‫اختلف أهل التاريخ والرتاجم يف حتديد السنة اليت تويف فيها اإلمام أبو احلسن األشعري‪ ،‬حيث نقل اخلطيب البغدادي عن‬
‫البصريني أ ّن أبا احلسن تويف سنة نيّف وثالثني وثالمثئة يف حني نقل آخرون أنّه تويف ما بني العشرين والثالثني والثالمثئة‬
‫ودفن يف‬
‫للهجرة‪ ،‬فيما جزم ابن حزم الظاهري أ ّن أبا احلسن قد تويف سنة أرب ٍع وعشرين وثالمثئة للهجرة‪ ،‬ومات يف بغداد ُ‬
‫مشرعة الزوايا وكان جبانب املقربة اليت ُدفن فيها مسجد‪ ،‬وهي قريبة من سوق دجلة آنذاك‪ ]٤[،‬وقد نقل ابن كثري يف ترمجته‬
‫أليب احلسن عن زاهر بن أمحد‪ ،‬قال‪" :‬ملا حضر أبو احلسن األشعري يف داري ببغداد أتيته‪ ،‬فقال‪ :‬اشهد علي‪ ،‬أيّن ال أك ّفر‬
‫ّ‬
‫أحدا من أهل هذه القبلة؛ أل ّن الكل يشريون إىل ٍ‬
‫معبود واحد‪ ،‬وهذا كلّه الختالف العبارات"‪]١١[.‬‬ ‫ً‬

‫تبيني كذب املفرتي فيما نُسب إىل الشيخ أيب احلسن األشعري"‪"1-‬‬

‫مقاالت اإلسالميني"‪"2-‬‬

‫العمد يف الرؤية"‪"3-‬‬

‫الفصول يف الرد على امللحدين"=‪"4‬‬

‫النوادر يف دقائق الكالم"‪"5-‬‬

‫املوجز"‪"6-،‬‬

‫خلق األعمال"‪"7-‬‬
‫إيضاح الربهان"‪"8-‬‬

‫مجل مقاالت امللحدين"‪"9-‬‬

‫أدب اجلدل"‪"10-‬‬

‫تفسري القرآن"‪"11-‬‬

‫اجملسمة"‪"12-‬‬
‫ّ‬ ‫الرد على‬

‫التعريف بأيب أملنصور املاتريدي‬

‫]‪ - ١‬نسبه وحياته[‬

‫هو أبو منصور حممد بن حممد بن حممود بن حممد املاتريدي (‪ )٢‬السمرقندي احلنفي‪ ،‬املتكلم‪ ،‬ومل تذكر املصادر‬
‫القدمية تاريخ والدته‪ ،‬وقد ذكر بعض املعاصرين أن تاريخ والدته تقريبا سنة ‪ ٢٣٨‬هـ واهلل أعلم (‪ ،)٣‬وذكر بعضهم‬
‫‪.‬أن والدته كانت سنة ‪ ٢٥٨‬هـ‬

‫‪.‬وأما وفاته فاتفق املرتمجون للماتريدي أنه تويف سنة (‪ ٣٣٣‬هـ) (‪)٤‬‬

‫تلقى علوم الفقه احلنفي والكالم على علماء ذلك العصر‪ ،‬ومنهم نصر بن حيىي البلخي املتوىف سنة ‪ ٢٦٨‬هـ‪ ،-‬وغريه‬
‫من كبار علماء األحناف‪ ،‬كأيب نصر العياضي وأيب بكر أمحد اجلوزجاين وأيب سليمان اجلوزجاين‪ ،‬حىت أصبح من‬
‫‪.‬كبار علماء األحناف وقد تتلمذ عليه بعض املشاهري يف علم الكالم‬

‫وقد كان أليب منصور‪ - 6‬وفق عقيدته‪ -‬مناظرات وجمادالت عديدة مع املعتزلة يف األمور اليت خالفهم‪ 6‬فيها‪ ،‬وله‬
‫‪.‬مؤلفات كثرية يف خمتلف الفنون‬

‫وكان يلقب فيما وراء النهر بإمام السنة وبإمام اهلدى عند املاتريدية‪،‬وقد وقف يف وجه املعتزلة الذين كانوا فيما‬
‫وراء النهر إال أنه كان قريبا منهم يف النظر إىل العقل‪ ،‬ومل يغل فيه غلوهم‪ ،‬بل اعتربه مصدرا آخر إضافة إىل املصدر‬
‫األساسي وهو النقل‪ ،‬مع تقدمي النقل على العقل عند اخلالف بينهما‪ ،‬إال أنه يعترب معرفة اهلل واجبة بالعقل قبل ورود‬
‫السمع‪ ،‬وإن اهلل يعاقبه على عدم هذه املعرفة‪ .‬قال عبد اهلل املرائي يف كتاب (الفتح املبني) يف طبقات األصوليني‪:‬‬
‫""كان أبو منصور قوي احلجة‪ ،‬فحما يف اخلصومة‪ ،‬دافع عن عقائد املسلمني يعين املاتريدية ورد شبهات امللحدين‬

‫مصنفاته‬
‫للماتريدي مؤلفات كثرية منها‪:‬‬
‫‪ - ١‬التفس‪66‬ري املع‪66‬روف باس‪66‬م‪( ‬ت‪66‬أويالت أه‪66‬ل الس‪66‬نة) أو (ت‪66‬أويالت الق‪66‬رآن)‪ ،‬وه‪66‬و مع‪66‬روف‪ 6‬ومش‪66‬هور عن‪66‬د املاتريدي‪66‬ة وال يوازي‪66‬ه‬
‫عندهم أي‬
‫تفسري آخر ال قبله وال بعده‪.‬‬
‫‪ - ٢‬كتاب‪(  ‬التوحيد)‪ ،‬ويعد من أهم مؤلفاته الكالمية؛ وذلك ألنه قد قرر فيه نظرياته الكالمية‪ ،‬وبني فيه معتقده يف أهم‬
‫املسائل‬
‫االعتقادية‪.‬‬
‫‪ - ٣‬رسالة يف اإلميان‪.‬‬
‫‪ - ٤‬املقاالت‪ ،‬ويعد من أقدم كتب املقاالت؛ وذلك لتقدم‪ 6‬مؤلفه ولكن الكتاب مفقود‪.‬‬
‫‪ - ٥‬بيان وهم املعتزلة‪.‬‬
‫‪ - ٦‬رد هتذيب اجلدل‪.‬‬
‫‪ - ٧‬رد وعيد الفساق‪.‬‬
‫‪ - ٨‬رد أوائل األدلة‪.‬‬
‫‪ - ٩‬رد األصول اخلمسة أليب حممد الباهلي‪.‬‬
‫‪ - ١٠‬الرد على القرامطة‪.‬‬
‫‪ - ١١‬رد اإلمامة‪ ،‬وهو رد على بعض الروافض‪.‬‬
‫‪ - ١٢‬مأخذ الشرائع‪.‬‬
‫‪ – ١٣‬اجلدل‪.‬‬

‫شيوخه وتالميذه‬
‫أوال‪ :‬شيوخه‬
‫‪ - ١‬حممد بن مقاتل الرازي‪ ،‬حدث عن وكيع وطبقته‪ ،‬تكلم فيه‪ ،‬ومل يرتك‪ .‬مات سنة مثان وأربعني ومائتني‪ ،‬وله تصانيف‬
‫منها املدعي واملدعى عليه (‪.)١‬‬
‫‪ - ٢‬أبو نصر العياضي أمحد بن العباس بن احلسني بن جبلة السمرقندي‪ ،‬وكان من أهل العلم‪ 6‬واجلهاد‪ ،‬وليس له رواية وال‬
‫حديثا‪ ،‬أسره الكفار فقتلوه صربا يف بالد الرتك يف أيام نصر بن أمحد بن إمساعيل بن أسد بن سامان‪.‬‬
‫‪ - ٣‬أبو بكر أمحد بن إسحاق اجلوزجاين‪ ،‬وكان من اجلامعني بني علم األصول وعلم الفروع‪ ،‬وكان يف أنواع العلوم‪ 6‬يف‬
‫الدرجة العالية‪ ،‬وله كتاب (الفرق والتمييز) وكتاب (التوبة) وغريمها‪.‬‬
‫‪ - ٤‬نصري بن حيىي البلخي‪ ،‬وقيل نصر‪ ،‬كان بارعا يف الفقه احلنفي والكالم تويف سنة ‪ ٢٦٨‬هـ (‪.)٢‬‬

‫ثانيا‪ :‬تالميذه‬
‫‪ - ١‬أبو القاسم إسحاق بن حممد بن إمساعيل بن إبراهيم بن زيد القاضي احلكيم السمرقندي‪ ،‬أخذ الفقه والكالم عن‬
‫املاتريدي‪ ،‬ويعد من أشهر تالميذه‪ .‬وذكر أبو املعني أنه تويف سنة ‪ ٣٣٥‬هـ‪ ،‬وقيل سنة ‪ ٣٤٢‬هـ‪.‬‬
‫‪ - ٢‬أبو احلسن علي بن سعيد الرستغفين‪ ،‬نسبة إىل رستغفن‪ ،‬وهي قرية من قرى مسرقند‪ ،‬وقد وصف الرستغفين من ترجم له‬
‫بأنه من كبار مشايخ مسرقند‪ ،‬ومن أصحاب املاتريدي الكبار‪ ،‬وله ذكر يف الفقه واألصول يف كتب احلنفية‪.‬‬
‫‪ - ٣‬أبو حممد عبد الكرمي بن موسى بن عيسى الفقيه البزدوي‪ ،‬تفقه على أيب منصور‪ 6‬املاتريدي ومسع وحدث‪ ،‬وقد برع يف‬
‫الفقه خاصة‪ .‬قال القرشي ذكر يف تاريخ نسف أنه مات سنة ‪ ٣٩٠‬هـ يف رمضان‪6.‬‬
‫‪ - ٤‬أبو أمحد بن أيب نصر أمحد بن العباس العياضي‪ ،‬وهو ابن أيب نصر العياضي شيخ املاتريدي‪.‬‬
‫‪ - ٥‬أبو عبد الرمحن بن أيب الليث البخاري‪ ،‬أخذ عن أيب منصور‪ 6‬املاتريدي الكالم والفقه‪ ،‬وهو صاحب أيب القاسم احلكيم‬
‫السمرقندي (‪.)٣‬‬
‫‪ - ٦‬أبو اليسر البزدوي (‪ ٤٩٣‬هـ)‪.‬‬

You might also like