Professional Documents
Culture Documents
الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم
الأمر بلزوم جماعة المسلمين وإمامهم
تأليف
عبد السالم بن برجس آل عبد الكريم
-1يعتقد أهل السنة والجماعة أن هللا تعالى وحده متفرد بالخلق والملك والتدبير
اس َت َوى َعلَى ض فِي سِ ت َِّة َّأَيامَّ ُثمَّ ْ ت َواألَ ْر ََّ ق الس َم َاوا َِّهللا ُ الذِي َخلَ ََّ قال هللا تعالى {نَّ َرب ُك َُّم َّّ
سخ َراتَّ ِبأ َ ْم ِر َِّه أَ َّلَ س َوا ْل َق َم ََّر َوال ُّن ُجو ََّم ُم َ
ار َي ْطل ُ ُب َُّه َحثِيثاَّ َوالش ْم ََّش ُي ْغشِ ي الل ْي َّل َ الن َه ََّ ا ْل َع ْر َِّ
ِين) (األعراف 54 : ب ا ْل َعا َلم ََّ ك َّّ
هللا ُ َر َُّّ ق َواألَ ْم َُّر َت َب َ
ار ََّ لَ َُّه ا ْل َخ ْل َُّ
وهذا التوحيد هو المسمى بـ (توحيد الربوبية) ،وهو المستقر فى نفوس البشر ،
لينازع فيه أحد من الناس ،مسلما كان أو كافرا ،كما قال تعالى عن الكفار َ ( :ولَئِن
لِل َب َّلْ أَ ْك َث ُر ُه َّْم َ َّل َي ْعلَ ُم ََّ
ون) هللا ُ قُ َِّل ا ْل َح ْم َُّد ِ َِّ ت َو ْاألَ ْر ََّ
ض لَ َي َّقُولُنَّ َّ سأ َ ْل َت ُهم م َّْ
ن َخ َل ََّ
ق الس َم َاوا َِّ َ
(لقمان ) 25 :
قال مجاهد رحمه هللا :إيمانهم :قو لهم :هللا خالقنا ويرزقنا ويميتنا .فهذا إيمان ،
مع شرك عبادتهم غيره.
اعتقاد المشركين أن آلهتهم يتوسل بها إلى هللا ،ل أنها تخلق وترزق-:
فلم يكن المشركون يعتقدون أن آلهتهم مشاركة لِل فى الخلق ،بل كانوا يعتقدون أن
ذلك لِل وحده ،وأن آلهتهم يتوسل بها إلى هللا ،وتتخذ شفعاء عند هللا تعالى ،كما
ِين ات َخ ُذوا مِن دُونِ َِّه أَ ْولِ َياء َما َن ْع ُب ُد ُه َّْم إِلَّ لِ ُي َقر ُبو َنا ين ا ْل َخال َُّ
ِص َوالذ ََّ لِل الد َُّقال تعالى( :أَ َ َّل ِ َِّ
ُو َكاذِبَّ ن ه ََّهللا َ َّل ََّي ْهدِي َم َّْ
ون إِنَّ ََّ هللا َي ْح ُك َُّم َب ْي َن ُه َّْم فِي َما ُه َّْم فِي َِّه َي ْخ َتلِفُ ََّ
إِلَى هللاَِّ ُز ْل َفى إِنَّ ََّ
َكفارَّ) (الزمر ) 3 :
ُون هللاَِّ أَ ُرونِي َما َذا َخلَقُوا م َِنَّ ون مِن د َِّ ِين َتدْ ُع ََّ وقال تعالى( :قُ َّلْ أَ َرأَ ْي ُت َّْم ُ
ش َر َكاء ُك َُّم الذ ََّ
ت أَ َّْم آ َت ْي َنا ُه َّْم ِك َتاباَّ َف ُه َّْم َعلَى َبي َنةَّ م ْن َُّه َب َّلْ إِن َي ِع َُّد
ض أَ َّْم لَ ُه َّْم شِ ْركَّ فِي الس َم َاوا َِّ ْاألَ ْر ِ َّ
ض ُهم َب ْعضاَّ إِلَّ ُغ ُروراَّ) (فاطر ) 40 : الظالِ ُم ََّ
ون َب ْع ُ
وقال هللا تعالى عنهم ( :أَ َج َع َّل َ ْاْللِ َه ََّة إِلَهاَّ َوا َِّ
حداَّ إِنَّ َه َذا لَ َ
ش ْيءَّ ُع َجابَّ) (صـ ) 5 :
وإنما قرر هللا تعالى هذا التوحيد إلثباته وتأكيده ،ولالستدلل به على وجوب التوحيد
فى األلوهية .إذ أن توحيد الربوبية يستلزم أن ل يعبد إل هللا .قال تعالى َ ( :يا أَ ُّي َها
ِين مِن َق ْبلِ ُك َّْم لَ َعل ُك َّْم َتتقُ ََّ
ون) (البقرة ) 21 : اع ُبدُوَّْا َرب ُك َُّم الذِي َخلَ َق ُك َّْم َوالذ ََّ
اس ْ
الن َُّ
ن ْاألَ ْن َع َِّ
ام َث َمانِ َي َةَّ ح َدةَّ ُثمَّ َج َع َّل َ ِم ْن َها َز ْو َج َها َوأَ َ
نز َّل َ لَ ُكم م َّْ وقال َ ( :خلَ َق ُكم من ن ْفسَّ َوا ِ
ون أُم َهاتِ ُك َّْم َخ ْلقاَّ َِّمن َب ْع َِّد َخ ْلقَّ فِي ُظل ُ َماتَّ َث َالثَّ َذلِ ُك َُّم َّ
هللا ُ َر ُّب ُك َّْم لَ َُّه أَ ْز َواجَّ َي ْخلُقُ ُك َّْم فِي ُب ُط َِّ
ون) (الزمر ) 6 : ص َرفُ ََّ ُو َفأَنى ُت ْك َ َّل إِلَ ََّه إِلَّ ه ََّ ا ْل ُم ْل َُّ
ف) (َ ( ) 2ف ْل َي ْع ُبدُوا َربَّ ف قُ َر ْيشَّ) (( ) 1إِ َيالفِ ِه َّْم ِر ْحلَ ََّة الش َتاء َوالص ْي َِّ وقال تعالى ِ ( :إلِ َيال َِّ
ن َخ ْوفَّ) (قريش ) 4 : ت) (( ) 3الذِي أَ ْط َع َم ُهم من ُجوعَّ َوآ َم َن ُهم م َّْ َه ََّذا ا ْل َب ْي َِّ
فذكر تعالى أنه وحذه خالقهم ورازقهم وهذا مما ليشكون فيه ،وجعل ذلك حجة
عليهم فى وجوب إخالص العبادة له وحده لشريك له.
َّ
ش ِر ُك ََّ
ون) آلِل ُ َخ ْيرَّ أَما ُي ْ اص َط َفى َّ ِين ْ س َالمَّ َعلَى ِع َبا ِد َِّه الذ ََّ لِل َو َ وقال تعالى ( :قُ َِّل ا ْل َح ْم َُّد ِ َِّ
اء َماء َفأَن َب ْت َنا بِ َِّه ن الس َم َِّ ض َوأَ َ
نز َّل َ لَ ُكم م ََّ ت َو ْاألَ ْر ََّ ق الس َم َاوا َِّ ن َخلَ ََّ (النمل ( ) 59 :أَم َّْ
ون) (النمل ش َج َرهَا أَإِلَهَّ م ََّع هللاَِّ َب َّلْ ُه َّْم َق ْومَّ َي ْع ِدل ُ ََّ نب ُتوا َ ان لَ ُك َّْم أَن ُت ِ ات َب ْه َجةَّ ما َك ََّ ِق َذ ََّ َحدَائ ََّ
ي َو َج َع َّل َ َب ْي ََّ
ن ض َق َراراَّ َو َج َع َّل َ خ َِاللَ َها أَ ْن َهاراَّ َو َج َع َّل َ لَ َها َر َواسِ ََّ ( ) 60 :أَمن َج َع َّل َ ْاألَ ْر ََّ
ض َطرَّ إِ َذا يب ا ْل ُم ْ ون) (النمل ( 61 :أَمن ُي ِ
ج َُّ جزاَّ أءلَهَّ م ََّع هللاَِّ َب َّلْ أَ ْك َث ُر ُه َّْم َ َّل َي ْعلَ ُم ََّ ن َحا ِ ا ْل َب ْح َر ْي َِّ
ون) (النمل 62 : هللا َقلِيالَّ ما َت َذك ُر ََّ سو ََّء َو َي ْج َعل ُ ُك َّْم ُخلَ َفاء ْاألَ ْر ِ َّ
ض أَإِ َلهَّ م ََّع َِّ ف ال ُّ َد َعا َّهُ َو َي ْكشِ َُّ
َي َر ْح َمتِ َِّه أَإِلَهَّن َيد َّْ ت ا ْل َبرَّ َوا ْل َب ْح َِّر َو َمن ُي ْرسِ َّل ُ الر َيا ََّ
ح ُب ْ
شراَّ َبَّْي ََّ ) (أَمن َي ْهدِي ُك َّْم فِي ُظل ُ َما َِّ
ون) (النمل ) 63 : ش ِر ُك ََّ م ََّع هللاَِّ َت َعالَى َّ
هللا ُ َعما ُي ْ
ففي هذه اْليات كلها ينكر تعالى على المشركين – الذين يقرون بأنه تعالى وحده هو
خالق السموات واألرض وأنه وحده النافع الضار – بأن هذا اإلقرار لم ينفعهم ،إذ
جعلوا مع هللا إلها آخر ،يدعونه كما يدعون هللا .
وهذا عين التناقض المخالف للشرع والعقل ،إذ من تفرد بجميع هذه التصرفات من
الخلق والرزق واإلحياء واإلماتة ،فحق ان يفرد بجميع أنواع الطاعات.
ولهذا أنكر تعالى عليهم بقوله َّ ( :أَءلَهَّ م ََّع هللاَِّ) ،ولم يقل تعالى :أخالق مع هللا ،ألنهم
ل ينازعون فى هذا .
َّ
وبين هللا تعالى بطالن الشرك فى الربوبية ،وأنه لو كان ذلك لفسدت السماوات
هللا ُ مِن َولَدَّواألرض ،وهذا مدرك – أيضا – ببداهة العقول ،قال تعالى َ ( :ما ات َخ ََّذ َّ
ان هللاَِّ ض ُه َّْم َعلَى َب ْعضَّ ُ
س ْب َح ََّ ق َولَ َع َ َّ
ال َب ْع ُ ِن إِلَهَّ إِذاَّ ل َذه ََّ
َب ُك َّل ُّ إِلَهَّ ِب َما َخلَ ََّ َو َما َك ََّ
ان َم َع َُّه م َّْ
ون) (المؤمنون ) 91 : َعما َيصِ فُ ََّ
ََََََََََََََََََََّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
ََََََََََََََََََََّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّالمعتقد الصحيح فى توحيد األسماء والصفات
يثبتون الفاظ ذلك ،ويعلمون معناها فى لسان العرب الذي نزل به القرآن ،ويفوضون
الكيفية لِل تعالى ،ألن هللا تعالى قد اختص بها فلم يطلع عليها احدا من البشر .
فهم ينطلقون فى هذا الباب الخطير من أسس شرعية ثابتة ،من لزمها سلم من
النحراف:
وصف هللا تعالى بالصفات الواردة فى القرآن والحديث-:
أول ذلك :إثبات ما أثبته هللا لنفسه ،أو أثبته له رسوله صلى هللا عليه وسلم دون
زيادة أو نقصان ،ألنه لأحد أعلم بالِل تعالى من نفسه ،كما قال هللا تعالى (:قُ َّلْ أَأَن ُت َّْم
هللا َو َما َّّ
هللا ُ بِ َغافِلَّ َعما َت ْع َمل ُ ََّ
ون) ِن َِّّ ن أَ ْظلَ َُّم مِمن َك َت ََّم َ
ش َها َدةَّ عِن َد َّهُ م ََّ أَ ْعلَ َُّم أَ َِّم َّّ
هللا ُ َو َم َّْ
(البقرة ) 140 :
ول أحد أعلم بالِل بعد هللا من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ،قال تعالى َ ( :و َما
وحى) (النجم ) 4 :
ُو إِلَّ َو ْحيَّ ُي َ ن ا ْل َه َوى) (النجم ( ) 3 :إِ َّْ
ن ه ََّ َينطِ َُّ
ق َع َِّ
س َك ِم ْثلِ ِهَّ
الثاني :تنزيه هللا تعالى عن مشابهة المخلوقات فى صفاته ،قال تعالى :لَ ْي ََّ
ُو السمِي َُّع ال َبصِ ي َُّر) (الشورى ) 11 : َ
ش ْيءَّ َوه ََّ
وقال تعالى َ ( :ولَ َّْم َي ُكن ل َُّه ُكفُواَّ أَ َحدَّ) (اإلخالص ) 4 :
أما كيفية هذا اإلستواء فال يعلمه إل هللا وحده لشريك له .
سمِيعاَّ َبصِ يراَّ) (النساء ) 58 : ومن ذلك – أيضا -قول هللا تعالى ( :إِنَّ ََّّ
هللا َك ََّ
ان َ
فيستفاد من اْلية ونحوها :إثبات صفة السمع لِل .والسمع فى لغة العرب :إدراك
األصوات .
فنثبت لِل تعالى سمعا يدرك به األصوات ل يشبه شيئا من خلق هللا ،ونفوض كيفية
ذلك لِل تعالى ،فال نقول :كيف يسمع ؟ ول نخوض في ذلك ،إذ لم يطلعنا تبارك
وتعالى عليه ،بل أستأثر جل وعال بعلمه.
وهكذا البصر :إدراك المرئيات .كما ثبت فى صحيح مسلم عن أبي موسى األشعري
رضى هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه قال :
" إن هللا لينام ،ولينبغي له ان ينام ،يخفض القسط ويرفعه ،يرفع إليه عمل الليل
قبل عمل النهار ،وعمل التهار قبل عمل الليل .حجابه النور ،لو كشفه ألحرقت سبحات
وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".
فنثبت لِل بصرا حقيقا يدرك جل جالله به المبصرات ،إل ان كيفية هذا البصر لنعلمه
ُو السمِي َُّع ال َبصِ ي َُّر) (الشورى : س َك ِم ْثلِ َِّه َ
ش ْيءَّ َوه ََّ ،وإنما نعلم ماعلمنا هللا بقوله (:لَ ْي ََّ
) 11
وبين تعالى أن الشرك محبط للعمل ،مخرج من ملة اإلسالم ،فقال تعالى َ ( :ولَ ْوَّ
ط َع ْن ُهم ما َكا ُنوَّْا َي ْع َمل ُ ََّ
ون) (األنعام ) 88 : أَ ْ
ش َر ُكوَّْا لَ َح ِب ََّ
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبدهللا رضى هللا عنه :أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم قال " :من لقي هللا ليشرك به شيئا دخل الجنة ،ومن لقيه يشرك به شيئا دخل
النار" .
وفى صحيح البخاري عن ابن مسعود رضى هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم قال " :من مات وهو يدعو من دون هللا ندا دخل الجنة".
من هو المشرك ؟
فمن صرف نوعا من أنواع العبادة لغير هللا فهو مشرك كافر.
سا ُب َُّه ِعن ََّد َرب َِّه إِن َُّه َلَّ َان لَ َُّه ِب َِّه َفإِن َما ِ
ح َ آخ ََّر َ َّل ُب ْره ََّ
هللا إِ َلهاَّ َ
ع َم ََّع َِّ وقال تعالى َ ( :و َمن َيدْ َُّ
ون) (المؤمنون ) 117 : ُي ْفلِ َُّ
ح ا ْل َكافِ ُر ََّ
ال َتدْ ُعوا َم ََّع هللاَِّ أَ َحداَّ) (الجن َ ( ) 18 :وأَن َُّه لَما َقا ََّم َع ْب َُّد لِل َف َ َّ
ج ََّد ِ َِّ
سا ِ وقال تعالى َ ( :وأَنَّ ا ْل َم َ
ون َعلَ ْي َِّه لِ َبداَّ) (الجن ( ) 19 :قُ َّلْ إِن َما أَدْ ُعو َربي َو َ َّل أ ُ ْ
ش ِر َُّ
ك ِب َِّه هللا َيدْ ُعو َّهُ َكادُوا َي ُكو ُن ََّ َِّ
أَ َحداَّ) (الجن ) 20 :
س َوا ْل َق َم ََّر ُك َّل سخ ََّر الش ْم ََّ ار فِي الل ْي َِّل َو َ ار َو ُيولِ َُّ
ج الن َه ََّ ج الل ْي َّل َ فِي الن َه َِّ وقال تعالى ُ ( :يولِ َُّ
ون مِن ون مِن دُونِ َِّه َما َي ْملِ ُك ََّ ِين َتدْ ُع ََّك َوالذ ََّ س ّمى َذلِ ُك َُّم َّ
هللا ُ َر ُّب ُك َّْم لَ َُّه ا ْل ُم ْل َُّ َي ْج ِري ِألَ َجلَّ ُّم َ
اس َت َجا ُبوا لَ ُك َّْم َو َي ْو ََّم
س ِم ُعوا َما ْ ق ِْطمِيرَّ) (فاطر (13 :إِن َتدْ ُعو ُه َّْم َ َّل َي ْس َم ُعوا ُد َعاء ُك َّْم َولَ َّْو َ
ك ِم ْث َّل ُ َخ ِبيرَّ) (فاطر ) 14 : ون ِبشِ ْر ِك ُك َّْم َو َ َّل ُي َنب ُئ ََّا ْلقِ َيا َم َِّة َي ْكفُ ُر ََّ
وثبت فى السنن عن النعما ن بن بشير رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم " :الدعاء هو العبادة" .
الخصومة بين الرسل وقومهم فى هذا التوحيد-:
وهذا التوحيد – توحيد األلوهية -هو الذي وقعت فيه الخصومة بين الرسل وأممهم.
سولَّ إِلَّ ُنوحِي إِلَ ْي َِّه أَن َُّه َ َّل إِلَ ََّه إِلَّ أَ َنا وقال تعالى َ ( :و َما أَ ْر َ
س ْل َنا مِن َق ْبلِ ََّ
ك مِن ر ُ
ُون) (األنبياء ) 25 : َف ْ
اع ُبد َِّ
ن أَن ِذ ُروَّْا أَن َُّه َّلَِن ِع َبا ِد َِّه أَ َّْ ِن أَ ْم ِر َِّه َع َلى َمن َي َ
شا َُّء م َّْ وقال تعالىُ ( :ي َنز َّل ُ ا ْل َمآل ِئ َك ََّة ِبا ْل ُّر َِّ
وح م َّْ
ون) (النحل ) 2 : إِلَـ ََّه إِلَّ أَََّنَّاْ َفاتقُ َِّ
هللا َما لَ ُكم وافتتح به الرسل دعوة قومهم إلى هللا ،فكل رسول يقول لقومه ْ ( :ع ُبدُوَّْا ََّ
ن إِلَـهَّ َغ ْي ُر َّهُ) (األعراف ،) 85 ،73 ،65 ،59 :قالها :نوح ،وهود ،وصالح، م َّْ
وشعيب ،وكل رسول – صلوات هللا وسالمه عليهم اجمعين.
اع ُبدُوا هللاََّ َواتقُو َّهُ َذلِ ُك َّْم َخ ْيرَّ ل ُك َّْم إِن ُكن ُت َّْم َت ْعلَ ُم ََّ
ون) قال تعالى َ ( :وإِ ْب َراهِي ََّم إِ َّْذ َقا َّل َ لِ َق ْو ِم َِّه ْ
ِين َت ْع ُبد ََّ
ُون مِن ُون هللاَِّ أَ ْو َثاناَّ َو َت ْخلُقُ ََّ
ون إِ ْفكاَّ إِنَّ الذ ََّ ُون مِن د َِّ (العنكبوت () 16 :إِن َما َت ْع ُبد ََّ
ش ُك ُروا لَ َُّه إِلَ ْي َِّه
اع ُبدُو َّهُ َوا ْق َو ْ ون لَ ُك َّْم ِر ْزقاَّ َفا ْب َت ُغوا عِن ََّد هللاَِّ الر ْز ََّ ُون هللاَِّ َ َّل َي ْملِ ُك ََّ
د َِّ
ون) (العنكبوت .) 17 : ُت ْر َج ُع ََّ
وفي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي هللا عنه ،الطويل في سؤال
جبريل للنبي محمد صلى هللا عليه وسلم عن اإليمان ،قال صلى هللا عليه وسلم" :
اإليمان :أن تؤمن بالِل ،ومالئكته ،وكتبه ،ورسله ،واليوم اْلخر ،وتؤمن
بالقدر خيره وشره".
وصف المالئكة:
ض َو َم َّْ
ن َ
ت َو ْاأل ْر ِ َّ وقد وصفهم هللا تعالى في كتابه بقوله َ ( :ولَ َُّه َمن فِي الس َم َاوا َِّ
ار َ َّل
ون الل ْي َّل َ َوالن َه ََّ
سب ُح ََّ ن ِع َبا َدتِ َِّه َو َ َّل َي ْس َت ْحسِ ُر ََّ
ون) (ُ ( ) 19ي َ عِن َد َّهُ َ َّل َي ْس َت ْك ِب ُر ََّ
ون َع َّْ
ون) (األنبياء ) 20 : َي َّْف ُت ُر ََّ
ون) (َّ َ ) 26ل َي ْس ِبقُو َن َُّه ِبا ْل َق ْو َِّل َوهُم ِبأ َ ْم ِر َِّه َي ْع َمل ُ ََّ
ون) وقال تعالى ايضاَ ( :ب َّلْ ِع َبادَّ ُّم ْك َر ُم ََّ
(األنبياء ) 27 :
ن أَ ْر َباباَّ أَ َيأْ ُم ُر ُكم ِبا ْل ُك ْف َِّر ََّب ْع ََّد إِ ْذَّ وقال تعالىَ ( :و َّلَ َيأْ ُم َر ُك َّْم أَن َتت ِ
خ ُذوَّْا ا ْل َمالَئِ َك ََّة َوالن ِبي ْي ََّ
ون) (آل عمران ) 80 : أَن ُتم ُّم ْسلِ ُم ََّ
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي هللا عنها قالت :قال رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم " :خلقت المالئكة من نور ،وخلق الجان من مارج من نار ،وخلق آدم مما
قد وصف لكم ".
ومن صفة خلقهم أن لهم أجنحة ،فمنهم من له جناحان جناحان ،ومنهم من له
لِل َفاطِ َِّر
ثالثة ثالثة ،ومنهم من له أربعة أربغة ،وهكذا ,قال هللا تعالى( :ا ْل َح ْم َُّد ِ َِّ
اع َي ِزي َُّد فِي
ث َو ُر َب ََّ سالَّ أُولِي أَ ْجن َِحةَّ م ْث َنى َو ُث َال ََّ ت َو ْاألَ ْر ِ َّ
ض َجاعِ َِّل ا ْل َم َالئِ َك َِّة ُر ُ الس َم َاوا َِّ
ش ْيءَّ َقدِيرَّ) (فاطر ) 1 : شا َُّء إِنَّ هللاََّ َعلَى ُكلَّ َ ق َما َي َ ا ْل َخ ْل َِّ
وفى صحيح البخاري عن ابن مسعود رضي هللا عنه ":أن النبي صلى هللا عليه
وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح".
ج ْب ِري َّل َان َعد ُّواَّ ل ِ منهم :جبريل عليه السالم ،الموكل بالوحي قال تعالى ( :قُ َّلْ َمن َك ََّ
هللا) (البقرة ) 97 : ن َِّّ
ك ِبإِ ْذ َِّ
َفإِن َُّه َنزلَ َُّه َعلَى َق ْل ِب ََّ
وقد رآه النبي صلى هللا عليه وسلم في البطح له ستمائة جناح ،قد سد عظم خلقه
األفق .ثم رآه ليلة المعراج – أيضا – في السماء كما قال تعالى َ ( :ولَ َق َّْد َرآ َّهُ َن ْزلَةَّ
أ ُ ْخ َرى) (النجم ( ) 13 :عِن ََّد سِ دْ َر َِّة ا ْل ُم ْن َت َهى) (النجم ( ) 14 :عِن َدهَا َجن َُّة ا ْل َمأْ َوى) (النجم :
،) 15ولم يره في صورته إل هاتين المرتين ،وأما بقية األوقات ففي صورة رجل ،
وغالبا في صورة دحية الكلبي.
سولَّ َك ِريمَّ) (التكوير ( ) 19 :ذِي قُوةَّ عِن ََّد ذِي قال هللا تعالى في جبريل ( :إِن َُّه لَ َق ْو َّل ُ َر ُ
ح ُب ُكمصا ِ ش َمكِينَّ) (التكوير ُ ( ) 20 :م َطاعَّ َثمَّ أَمِينَّ) (التكوير َ ( ) 21 :و َما َ ا ْل َع ْر َِّ
ين) (التكوير ) 23 : ِب َم ْج ُنونَّ) (التكوير َ ( ) 22 :ولَ َق َّْد َرآ َّهُ ِب ْاألُفُ َِّ
ق ا ْل ُم ِب َِّ
منهم :ميكائيل ،وهو الموكل بالقطر وتصاريفه إلى حيث أمره هللا عز وجل.
أخرج اإلمام أحمد عن أنس أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال لجبريل " :مالي لم أر
ميكائيل ضاحكا قط؟ فقال :ماضحك ميكائيل منذ خلقت النار"
ج ْب ِري َّل َ َومِي َكا َّل َ َفإِنَّ ان َعد ُّواَّ َِّّ
لِل َو َمآلئِ َكتِ َِّه َو ُر ُ
سلِ َِّه َو ِ قال هللا تعالى فى ميكائيل َ ( :من َك ََّ
ََّّ
هللا َعدُوَّ ل ْل ََّكاف ِِر ََّ
ين) (البقرة ) 98 :
إسرافيل عليه السالم :
إسرافيل ،وهو الموكل بالصور ينفخ فيه ثالث نفخات بأمر ربه عز وجل :نفخة
الفزع ،ونفخة الصعق ،ونفخة القيام لرب العالمين.
وهؤلء الثالثة من المالئكة هم الذين ذكرهم النبي صلى هللا عليه وسلم في دعائه من
صالة الليل " :اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ،فاطر السموات واألرض ،
عالم الغيب والشهادة ،انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ،اهدني لما
أختلف فيه من الحق بإذنك ،إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" رواه مسلم.
وفي سنن النسائي عن عائشة رضي هللا عنها أنها قالت :قال رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم " :اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل ،أعوذ بك من حر النار ،
ومن عذاب القبر".
ك ا ْل َم ْو َِّ
ت ومنهم :ملك الموت ،وهو الموكل بقبض الرواح .قال تعالى( :قُ َّلْ َي َت َوفا ُكم ملَ َُّ
ون) (السجدة ) 11 : الذِي ُوك َّل َ ِب ُك َّْم ُثمَّ إِلَى َرب َُّك َّْم ُت ْر َج ُع ََّ
مالئكة الحفظ عليهم السالم-:
ومنهم :المالئكة الموكلون بحفظ بني آدم في كل حالته من حل وسفر ونوم ويقظة.
اربَّ س ِ ُو ُم ْس َت ْخفَّ ِبالل ْي َِّل َو َ ن ه ََّسرَّ ا ْل َق ْو َّل َ َو َمن َج َه ََّر ِب َِّه َو َم َّْ ن أَ َس َواء من ُكم م َّْ قال تعالى َ ( :
ِن أَ ْم َِّر َِّّ
هللا إِنَّ ِن َخ ْلفِ َِّه َي ْح َف ُظو َن َُّه م َّْ
ن َي َد ْي َِّه َوم َّْار) (الرعد ( ) 10 :لَ َُّه ُم َعق َباتَّ من َب ْي َِّ ِبالنَّ َه َِّ
الَ َم َردَّ لَ َُّه َو َما سوءاَّ َف َّ هللا َّلَ ُي َغي َُّر َما ِب َق ْومَّ َحتى ُي َغي ُروَّْا َما ِبأ َ ْنفُسِ ِه َّْم َوإِ َذا أَ َرا ََّد َّّ
هللا ُ ِب َق ْومَّ ُ ََّّ
َّلَ ُهم من دُونِ َِّه مِن َوالَّ) (الرعد ) 11 :
قال ابن عباس رضي هللا عنهما ،في قوله تعالى ( :لَ َُّه ُم َعق َباتَّ) :مالئكة يحفظونه من
بين يديه ومن خلفه ،فإذا جاء قدره خلوا عنه.
الكرام الكاتبون عليهم السالم-:
ومنهم :الكرام الكاتبون ،وهم الذين يكتبون أعمال العباد من خير وشر .قال تعالى:
ون َما ين) (اإلنفطار َ ( ) 11 :ي ْعلَ ُم ََّ ين) (اإلنفطار ( ) 10 :ك َِراماَّ َكات ِِب ََّ ( َوإِنَّ َعلَ ْي ُك َّْم لَ َحافِظِ ََّ
ون) (اإلنفطار ) 12 : َت ْف َعل ُ ََّ
ُو إِلَّ وهو ناسخ لجميع الكتب المتقدمة ،عام للثقلين افنس والجن ،قال تعالى َ ( :و َما ه ََّ
ِين) (القلم ) 52 : ِذ ْكرَّ ل ْل َعالَم ََّ
شامل لجميع مايحتاجه الناس في دينهم ودنياهم ،قال تعالى :ا ْل َي ْو ََّم أَ ْك َم ْل َُّ
ت لَ ُك َّْم دِي َن ُك َّْم
صةَّ َغ ْي ََّر ُم َت َجانِفَّ اض ُطرَّ فِي َم ْخ َم َ ن ْ يت لَ ُك َُّم اإلِ ْسالَ ََّم دِيناَّ َف َم َِّ ت َعلَ ْي ُك َّْم ن ِْع َمتِي َو َرضِ َُّ َوأَ ْت َم ْم َُّ
هللا َغفُورَّ رحِيمَّ) (المائدة ) 3 : إلِ ْثمَّ َفإِنَّ ََّّ
القرآن معجز-:
ن َعلَى نس َوا ْل ِ
ج َُّّ ت اإلِ َُّ اج َت َم َع َِّ
ِن ْمعجز ليستطيع أحد ان ياتي بمثله ،قال تعالى ( :قُل لئ َِّ
ض ُه َّْم لِ َب ْعضَّ َظ ِهيراَّ) (اإلسراء : ان َب ْع ُ ون ِب ِم ْثلِ َِّه َولَ َّْو َك ََّ آن َّلَ َيأْ ُت ََّ
أَن َيأْ ُتوَّْا ِب ِم ْث َِّل هَـ َذا ا ْلقُ ْر َِّ
) 88
ن َحكِيمَّ َحمِيدَّ) (فصلت نزيلَّ م َّْ ِن َخ ْلفِ َِّه َت ِ ن َي َد ْي َِّه َو َ َّل م َّْوقال تعالى َّ َ ( :ل َيأْتِي َِّه ا ْل َباطِ َّل ُ مِن َب ْي َِّ
) 42 :
القرآن محفوظ -:
ن َنز ْل َنا الذ ْك ََّر َوإِنا لَ َُّه َل َحافِ ُظ ََّ
ون) محفوظ من الزيادة والنقصان ،قال تعالى( :إِنا َن ْح َُّ
(الحجر ) 9 :
ونؤمن بأنهم عبيد من عباد هللا أكرمهم هللا بالرسالة ،ووصفهم بالعبودية في
أعلى مقاماتهم ،وفي سياق الثناء عليهم.
وهو يوم القيامة ومايجري فيه من أمور وأهوال .يوقن أهل السنة بذلك ،كما قال
تعالى َ :وبِاآل ِخ َر ِة هُ ْم يُوقِنُونَ ) (البقرة .) 4 :
ق ِمنَ (ّللاُ ال إِلَـهَ إِالَّ هُ َو لَيَ ْج َم َعنَّ ُك ْم إِلَى يَ ْو ِم ا ْلقِيَا َم ِة الَ َر ْي َب فِي ِه َو َمنْ أَ ْ
ص َد ُ وقال تعالى :ه
ّللاِ َح ِديثاً) (النساء .) 87 : ه
ص ْف َح ا ْل َج ِمي َل) (الحجر .) 85 : ح ال َّ اصفَ ِ سا َعةَ آلتِيَةٌ فَ ْ وقال تعالىَ :إِنَّ ال َّ
البعث-:
ويدخل في ذلك :اإليمان بالبعث وهو إحياء الموتى.
ض إِ َّال َمن شَاء ت َو َمن فِي ْاألَ ْر ِ س َما َوا ِق َمن فِي ال َّ ص ِع َ الصو ِر فَ َ قال ّللا تعالىَ ( :ونُفِ َخ فِي ُّ
ّللاُ ثُ َّم نُفِ َخ فِي ِه أ ُ ْخ َرى فَإ ِ َذا هُم قِيَا ٌم يَنظُ ُرونَ ) (الزمر .) 68 : َّ
ق نُّ ِعي ُدهُ َوعْداً َعلَ ْينَا إِنَّا ُكنَّا فَا ِعلِينَ ) (األنبياء .) 104 : وقال تعالى َ َ :ما بَد َْأنَا أَ َّو َل َخ ْل ٍ
صحائف األعمال-:
واإليمان بصحائف األعمال تعطي باليمين أو من وراء الظهور بالشمال.
قال ّللا تعالى:
ا ْل َحاقَّةُ ( َ ) 1ما ا ْل َحاقَّةُ ( َ ) 2و َما أَ ْد َرا َك َما ا ْل َحاقَّةُ ( َ ) 3ك َّذبَتْ ثَ ُمو ُد َوعَا ٌد بِا ْلقَا ِر َع ِة ( 4
ص ٍر عَاتِ َي ٍة ( ) 6 ص ْر َ ) فَأ َ َّما ثَ ُمو ُد فَأ ُ ْهلِ ُكوا بِالطَّا ِغيَ ِة ( َ ) 5وأَ َّما عَا ٌد فَأ ُ ْهلِ ُكوا بِ ِر ٍ
يح َ
ص ْرعَى َكأَنَّهُ ْم أَع َْجا ُز سوما ً فَتَ َرى ا ْلقَ ْو َم فِي َها َ س ْب َع لَيَا ٍل َوثَ َمانِيَةَ أَيَّ ٍام ُح ُ س َّخ َرهَا َعلَ ْي ِه ْم َ َ
نَ ْخ ٍل َخا ِويَ ٍة ( ) 7فَ َه ْل ت ََرى لَهُم ِّمن بَاقِيَ ٍة ( َ ) 8و َجاء فِ ْرع َْونُ َو َمن قَ ْبلَهُ َوا ْل ُم ْؤتَفِ َكاتُ
سو َل َربِّ ِه ْم فَأ َ َخ َذ ُه ْم أَ ْخ َذةً َّرابِيَةً ( ) 10إِنَّا لَ َّما طَ َغى ا ْل َماء ص ْوا َر ُ بِا ْل َخا ِطئَ ِة ( ) 9فَ َع َ
َح َم ْلنَا ُك ْم فِي ا ْل َجا ِر َي ِة ( ) 11لِنَ ْج َعلَ َها لَ ُك ْم ت َْذ ِك َرةً َوت َِعيَ َها أ ُ ُذنٌ َوا ِع َيةٌ ( ) 12فَإِ َذا نُفِ َخ فِي
ض َوا ْل ِج َبا ُل فَ ُد َّكتَا َد َّكةً َوا ِح َدةً ( ) 14فَيَ ْو َمئِ ٍذ ت ْاألَ ْر ُ الصو ِر نَ ْف َخةٌ َوا ِح َدةٌ ( َ ) 13و ُح ِملَ ِ ُّ
س َماء فَ ِه َي يَ ْو َمئِ ٍذ َوا ِهيَةٌ ( َ ) 16وا ْل َملَ ُك َعلَى أَ ْر َجائِ َها ت ال َّ شقَّ ِت ا ْل َواقِ َعةُ ( َ ) 15وان َ َوقَ َع ِ
ضونَ َال ت َْخفَى ِمن ُك ْم َخافِيَةٌ ( 18 ش َربِّ َك فَ ْوقَ ُه ْم يَ ْو َمئِ ٍذ ثَ َمانِيَةٌ ( ) 17يَ ْو َمئِ ٍذ تُ ْع َر ُ َويَ ْح ِم ُل ع َْر َ
) فَأ َ َّما َمنْ أُوتِ َي ِكتَابَهُ بِيَ ِمينِ ِه فَيَقُو ُل هَا ُؤ ُم ا ْق َرؤُوا ِكتَابِي ْه ( ) 19إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي ُم َال ٍ
ق
ضيَ ٍة ( ) 21فِي َجنَّ ٍة عَالِيَ ٍة ( ) 22قُطُوفُ َها دَانِيَةٌ ( 23 ش ٍة َّرا ِ سابِي ْه ( ) 20فَهُ َو فِي ِعي َ ِح َ
ش َمالِ ِه سلَ ْفتُ ْم فِي ْاألَيَّ ِام ا ْل َخالِ َي ِة ( َ ) 24وأَ َّما َمنْ أُوتِ َي ِكتَابَهُ بِ ِ ش َربُوا َهنِيئا ً بِ َما أَ ْ ) ُكلُوا َوا ْ
ضيَةَ ت ا ْلقَا ِ سابِي ْه ( ) 26يَا لَ ْيتَ َها َكانَ ِ فَيَقُو ُل يَا لَ ْيتَنِي لَ ْم أُوتَ ِكتَابِي ْه ( َ ) 25ولَ ْم أَ ْد ِر َما ِح َ
س ْلطَانِي ْه ( ُ ) 29خ ُذوهُ فَغُلُّوهُ ( ) 30ثُ َّم ( َ ) 27ما أَ ْغنَى َعنِّي َما ِلي ْه ( َ ) 28هلَ َك َعنِّي ُ
سلُ ُكوهُ ( ) 32إِنَّهُ َكانَ َال س ْبعُونَ ِذ َراعا ً فَا ْ سلَ ٍة َذ ْر ُع َها َ صلُّوهُ ( ) 31ثُ َّم فِي ِ
س ْل ِ ا ْل َج ِحي َم َ
س لَهُ ا ْليَ ْو َم هَاهُنَا س ِكي ِن ( ) 34فَلَ ْي َ ض َعلَى طَ َع ِام ا ْل ِم ْ يم ( َ ) 33و َال يَ ُح ُّ اّللِ ا ْل َع ِظ ِ
يُ ْؤ ِمنُ ِب َّ
سلِي ٍن ( َ ) 36ال يَأْ ُكلُهُ إِ َّال ا ْل َخا ِط ُؤونَ ( {) 37الحاقة}. َح ِمي ٌم ( َ ) 35و َال طَ َعا ٌم إِ َّال ِمنْ ِغ ْ
الموازين-:
واإليمان بالموارين توضغ يوم القيامة فالتظلم نفس شيئا.
قال ّللا تعالى( :فَ َمن ثَقُلَتْ َم َوا ِزينُهُ فَأ ُ ْولَئِ َك هُ ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحونَ ) (المؤمنون .) 102 :
الشفاعة-:
الشفاعة العظمى-:
{وهي خاصة بالنبي محمد صلى ّللا عليه وسلم ،وذلك حين يشفع في اهل الموقف
ليقضي بينهم}.
الحوض-:
واإليمان بالحوض – حوض نبينا محمد صلى ّللا عليه وسلم -ماؤه أشد بياضا من
اللبن ،وأحلى من العسل ،وأطيب من رائحة المسك ،من شرب منه شربة لم يظمأ
بعدها ابدا.
الصراط-:
واإليمان بالصراط المنصوب على متن جهنم يمر الناس عليه على قدر اعمالهم .
فاولهم كالبرق ،ثم كمر الريح ،ثم كمر الطير ،والنبي صلى ّللا عليه وسلم قائم على
الصراط يقول :يارب ! سلم ،سلم ،حتى تعجز أعمال العباد ،حتى يجىء الرجل فال
يستطيع السير إال زاحفا .وفي جنبتي الصراط كالليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت
به :فمخدوش ناج ومكردس فى النار.
ونؤمن بكل ماجاء في الكتاب والسنة من اخبار ذلك اليوم واهواله ،أعاننا ّللا عليها .
يدخل في ذلك:
التقدير األزلي قبل خلق السموات واألرض .قال تعالى( :قُل لَّن يُ ِ
صيبَنَا إِالَّ َما َكت ََب ه
ّللاُ
لَنَا) (التوبة .) 51 :
أفعال العباد:
ونؤمن مع ذلك أن للعباد قدرة على أعمالهم ولهم مشيئة وإرادة ،وّللا تعالى هو
خالقهم وخالق مشيئتهم وقدرتهم وأقوالهم وأعمالهم ،واألقوال واألفعال الصادرة
منهم تضاف إليهم حقيقة ،وعليها يثابون أو يعاقبون.
وهم اليقدرون إال على ما أقدرهم ّللا تعالى عليه ،واليشاؤون إال أن يشاء ّللا تعالى،
سبِيالً) (اإلنسان َ ( ) 29 :و َما فال تعالى( :إِنَّ َه ِذ ِه ت َْذ ِك َرةٌ فَ َمن شَاء اتَّ َخ َذ إِلَى َربِّ ِه َ
ّللا َكانَ َعلِيما ً َح ِكيماً) (اإلنسان .) 30 : تَشَا ُؤونَ إِ َّال أَن يَشَا َء َّ
ّللاُ إِنَّ َّ َ
ستَقِي َم ( َ ) 28و َما تَشَا ُؤونَ وقال :إِنْ هُ َو إِ َّال ِذ ْك ٌر لِّ ْل َعالَ ِمينَ ( ) 27لِ َمن شَاء ِمن ُك ْم أَن يَ ْ
ّللاُ َر ُّب ا ْل َعالَ ِمينَ ( .) 29 إِ َّال أَن يَشَا َء َّ
سبَتْ }(البقرة : سبَتْ َو َعلَ ْي َها َما ا ْكتَ َ س َع َها لَ َها َما َك َّللاُ نَ ْفسا ً إِالَّ ُو ْ
وقال تعالى{ :الَ يُ َكلِّفُ ه
.) 286
ْ ُ
وقال تعالىَ ( :و ِت ْل َك ا ْل َجنَّةُ الَّتِي أو ِرثتُ ُموهَا بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ) (الزخرف ،) 72 :اي
بسبب العمل.
اب ا ْل ُخ ْل ِد بِ َما ُكنتُ ْم تَ ْع َملُونَ ) (السجدة .) 14 : وقال تعالىَ { :و ُذوقُوا َع َذ َ
ش هراً يَ َرهُ ( ) 8وقال تعالى :فَ َمن يَ ْع َم ْل ِم ْثقَا َل َذ َّر ٍة َخ ْيراً يَ َرهُ ( َ ) 7و َمن يَ ْع َم ْل ِم ْثقَا َل َذ َّر ٍة َ
{الزلزلة}.
قال اإلمام الشافعي رحمه ّللا " :كان اإلجماع من الصحابة والتابعين ومن بعدهم ومن
ادركناهم يقولون :اإليمان :قول وعمل ونية ،واليجزىء واحد من الثالثة إال
باآلخر" .رواه الآللكائي فى ( السنة)..
ويزيد اإليمان بالطاعة وينقص بالمعصية .قال تعالى( :الَّ ِذينَ قَا َل َل ُه ُم النَّ ُ
اس إِنَّ النَّ َ
اس
ّللاُ َونِ ْع َم ا ْل َو ِكي ُل) (آل عمران : اخش َْوهُ ْم فَ َزا َدهُ ْم إِي َمانا ً َوقَالُو ْا َح ْ
سبُنَا ه قَ ْد َج َمعُو ْا لَ ُك ْم فَ ْ
.) 173
وقال َ (:وإِ َذا تُلِيَتْ َعلَ ْي ِه ْم آيَاتُهُ َزا َد ْتهُ ْم إِي َمانا ً َو َعلَى َربِّ ِه ْم يَتَ َو َّكلُونَ ) (األنفال ) 2 :
سو َرةٌ فَ ِم ْن ُهم َّمن يَقُو ُل أَيُّ ُك ْم َزا َد ْتهُ هَـ ِذ ِه إِي َمانا ً فَأ َ َّما الَّ ِذينَ وقال تعالىَ ( :وإِ َذا َما أُن ِزلَتْ ُ
ش ُرونَ ) (التوبة .) 124 : آ َمنُو ْا فَ َزا َد ْتهُ ْم إِي َمانا ً َوهُ ْم يَ ْ
ستَ ْب ِ
ق َّ
ّللاُ سولُهُ َو َ
ص َد َ ّللاُ َو َر ُ وقال تعالىَ ( :ولَ َّما َرأَى ا ْل ُم ْؤ ِمنُونَ ْاألَ ْح َز َ
اب قَالُوا َه َذا َما َو َع َدنَا َّ
سلِيماً) (األحزاب .) 22 : سولُهُ َو َما َزا َدهُ ْم إِ َّال إِي َمانا ً َوتَ ْ
َو َر ُ
وقال تعالىَ (:ويَ ْزدَا َد الَّ ِذينَ آ َمنُوا إِي َمانا ً) (المدهثر .) 31 :
سو َرةٌ فَ ِم ْنهُم َّمن يَقُو ُل أَيُّ ُك ْم َزا َد ْتهُ هَـ ِذ ِه إِي َمانا ً فَأ َ َّما الَّ ِذينَ وقال تعالىَ ( :وإِ َذا َما أُن ِزلَتْ ُ
ش ُرونَ ) (التوبة .) 124 : آ َمنُو ْا فَ َزا َد ْت ُه ْم إِي َمانا ً َو ُه ْم يَ ْ
ستَ ْب ِ
وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي ّللا عنهما أن النبي صلى ّللا عليه وسلم
وعظ النساء ،وقال لهن " :ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم
من إحداكن" ،فهذا دليل على نقصان اإليمان .ومثله قوله صلى ّللا عليه وسلم" :
أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا" .رواه أحمد وغيره عن أبي هريرة.
وإذا كان من اتصف بحسن الخلق فهو أكمل المؤمنين إيمانا ،فغيره ممن ساء خلقه
أنقص إيمانا.
ت ه
ّللاِ يَ ْج َحدُونَ ) (األنعام .) 33 : وقال تعالى ََ (:إِنَّهُ ْم الَ يُ َك ِّذبُونَ َك َولَ ِكنَّ الظَّالِ ِمينَ بِآيَا ِ
َاب يَ ْع ِرفُونَهُ َك َما يَ ْع ِرفُونَ أَ ْبنَاءهُ ْم) (البقرة .) 146 :
وقال تعالى( :الَّ ِذينَ آتَ ْينَاهُ ُم ا ْل ِكت َ
وقال تعالى( :فَلَ َّما َجاءهُم َّما َع َرفُو ْا َكفَ ُرو ْا بِ ِه) (البقرة .) 89 :
ش ْيطَانُ أَ ْع َمالَ ُه ْم وقال تعالىَ ( :وعَاداً َوثَ ُمو َد َوقَد تَّبَيَّنَ لَ ُكم ِّمن َّم َ
سا ِكنِ ِه ْم َو َزيَّنَ لَ ُه ُم ال َّ
ص ِرينَ ) (العنكبوت .) 38 : ستَ ْب ِ سبِي ِل َو َكانُوا ُم ْ فَ َ
ص َّدهُ ْم َع ِن ال َّ
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس رضي ّللا عنهما عن النبي صلى ّللا عليه وسلم
أنه قال لوفد عبد القيس :
" آمركم بأربع :اإليمان باّلل ،هل تدرون مااإليمان باّلل؟ :شهادة أن الإله إال ّللا ،
وإقام الصالة ،وإيتاء الزكاة ،وصوم رمضان ،وان تعطوا من المغانم الخمس".
وفي الصحيحين – أيضا -عن أبي هريرة رضي ّللا عنه عن النبي صلى ّللا عليه وسلم
قال ":اإليمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة ،فأفضلها قول الإله إال ّللا ،
وأدناها إماطة األذى عن الطريق ،والحياء سعبة من اإليمان".
حكم األعمال-:
وليس شىء من األعمال تركه كفر إال الصالة فمن تركها مطلقا فقد كفر .أجمع على
ذلك صحابة رسول ّللا صلى ّللا عليه وسلم.
قال عبدّللا بن شقيق ":لم يكن اصخاب رسول ّللا صلى ّللا عليه وسلم يرون من
األعمال تركه كفر غير الصالة" رواه الترمذي.
حكم التكفير-:
والتكفير حق ّلل ،فال يكفرأحد إال من كفره ّللا ورسوله صلى ّللا عليه وسلم ،او أجمع
المسلمون على تكفيره.
فمن كفر أحدا بغير الكفر الذي قام البرهان الجلي عليه من نص الكتاب العزيز أو السنة
الصحيحية أو اإلجماع ،فهو مستحق لتغليظ العوبة والتعزير ،إذ " من رمى م}منا
بكفر فهو كقتله"رواه البخاري عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى ّللا عليه وسلم.
والكفر يقع بقول كفري ليس فيه خالف معتبر ،وكذا بفعل ،وكذا باعتقاد .وليس من
شرط الكفر :األستحالل.
وفرق بين التطفير العام وتكفير الشخص المعين :قالتكفير العام كالوعيد العام ،يجب
القول بإطالقه وعمومه .كقول األئمة :من قال :القرآن مخلوق فهو كافر.
وكقول ابن خزيمة رحمه ّللا ":من لم يقر بأن ّللا على عرشه قد استوى فوق سبع
سماواته ،فهو كافر حالال الدم وكان ماله فيئا.
وتكفير الشخص المعين :البد فيه من توفر الشروط وانتفاء الموانع .فال يلزم من
التكفير المطلق العام تكفير الشخص المعين حتى تتوفر فيه شروط التكفير وتنتفي عنه
موانعه.
-6ومن جملة اعتقاد أهل السنة والجماعة:
ان جميع الذنوب – سوى اإلشراك باّلل تعالى -التخرج المسلم من دين اإلسالم ،إال إن
استحلها :سواء فعلها مستحال ،أو اعتقد حلها دون أن يفعلها ،ألنه عندئذ يكون مكذبا
بالكتاب ومكذبا بالرسول صلى ّللا عليه وسلم ،وذلك كفر بالكتاب والسنة واإلحماع.
وكل مادون الشرك من الذنوب اليخلد صاحبها في نار جهنم ،كما قال ّللا تعالى( :إِنَّ
ّللاَ الَ يَ ْغفِ ُر أَن يُ ْ
ش َر َك بِ ِه َويَ ْغفِ ُر َما دُونَ َذلِ َك لِ َمن يَشَاء) (النساء .) 48 : ه
فنصت اآلية على ان صاحب الذنوب إلى مشيئة ّللا جل عال ،إن شاء تعالى عفا عنه
بمنه وكرمه ،وإن شاء أدخله النار بقدر ذنوبه ،ليطهره بها ،ثم يخرجه منها بتوحيده
فيدخل الجنة.
ق عَنْ أَ ْم ِر َربِّ ِه) (الكهف .) 50 : يس َكانَ ِمنَ ا ْل ِجنِّ فَفَ َ
س َ وقال تعالى (:إِ َّال إِ ْب ِل َ
فهذا في الكفر الكبر ،والشرك الكبر ،والظلم الكبر ،والفسق الكبر ،الذي اليجتمع
معه إيمان.
الكفر األصغر-:
ُ
ّللاُ فَأ ْولَـئِ َك هُ ُم ا ْل َكافِ ُرونَ ) (المائدة .) 44 : َ
وقال ّللا تعالى( :وََ َمن لَّ ْم يَ ْح ُكم بِ َما أن َز َل ه
وقال تعالى( :إِنَّ الَّ ِذينَ يَأْ ُكلُونَ أَ ْم َوا َل ا ْليَتَا َمى ظُ ْلما ً إِنَّ َما يَأْ ُكلُونَ فِي بُطُونِ ِه ْم نَاراً
س ِعيراً) (النساء .) 10 : صلَ ْونَ َ
سيَ ْ
َو َ
وقال صلى ّللا عليه وسلم " :سباب المسلم فسوق ،وقتاله كفر " ،وقال صلى ّللا
عليه وسلم ":من حلف بغير ّللا فقد كفر أو أشرك".
فهذا في الكفر األصغر ،والشرك األصغر ،والظلم األصغر ،والفسق األصغر ،وهذا
يجتمع معه اإليمان ،كما نص على ذلك الكتاب والسنة ،واجمع عليه السلف ،وهو
ينقص األيمان ،وينافي كماله.
-7ومن عقائد أهل السنة والجماعة:
محبة أصحاب رسول ّللا صلى ّللا عليخ وسلم ،مواألتهم ،والترضي عنهم ،
والستغفار لهم ،والثناء عليهم.
َن ا ْل ُم ْؤ ِمنِينَ إِ ْذ يُبَا ِي ُعونَ َك ت َْحتَ الش ََّج َر ِة فَ َعلِ َم َما فِي قُلُو ِب ِه ْم ض َي َّ
ّللاُ ع ِ وقال تعالى( :لَقَ ْد َر ِ
س ِكينَةَ َعلَ ْي ِه ْم َوأَثَابَهُ ْم فَ ْتحا ً قَ ِريباً) (الفتح .) 18 : فَأَن َز َل ال َّ
ومن رضي ّللا عنه لم يسخط عليه أبدا .وثبت في الحديث الصحيح أنه صلى ّللا عليه
وسلم قال ":اليدخل النار أحد بايع تحت الشجرة".
فضل المهاجرين-:
وذكر ّللا المهاجرين ووصفهم بأنهم الصادقون ،قال تعالى( :لِ ْلفُقَ َراء ا ْل ُم َها ِج ِرينَ الَّ ِذينَ
سولَهُ ص ُرونَ َّ
ّللاَ َو َر ُ ض َوانا ً َويَن ُّللاِ َو ِر ْ أ ُ ْخ ِر ُجوا ِمن ِديا ِر ِه ْم َوأَ ْم َوالِ ِه ْم يَ ْبتَغُونَ فَ ْ
ضالً ِّمنَ َّ
صا ِدقُونَ ) (الحشر .) 8 : أ ُ ْولَئِ َك هُ ُم ال َّ
فضل األنصار-:
اإلي َمانَ ِمن قَ ْبلِ ِه ْم يُ ِحبُّونَ َمنْ ه َ
َاج َر ثم ذكر النصار ،فقال تعالىَ ( :والَّ ِذينَ تَبَ َّوؤُوا الدَّا َر َو ْ ِ
س ِه ْم َولَ ْو َكانَ ِب ِه ْماجةً ِّم َّما أُوتُوا َويُ ْؤثِ ُرونَ َعلَى أَنفُ ِ
صدُو ِر ِه ْم َح َ إِلَ ْي ِه ْم َو َال يَ ِجدُونَ فِي ُ
س ِه فَأ ُ ْولَئِ َك هُ ُم ا ْل ُم ْفلِ ُحونَ ) (الحشر .) 9 : صةٌ َو َمن يُو َ
ق ش َُّح نَ ْف ِ صا َ َخ َ
ثم ذكر تعالى حال المؤمنين من بعدهم من الذين اتبعوا صحابة رسول ّللا صلى ّللا
عليه وسلم بإحسان ،فقال تعالىَ ( :والَّ ِذينَ َجاؤُوا ِمن بَ ْع ِد ِه ْم يَقُولُونَ َربَّنَا ا ْغفِ ْر لَنَا
ان َو َال ت َْج َع ْل فِي قُلُوبِنَا ِغ هالً لِّلَّ ِذينَ آ َمنُوا َربَّنَا إِنَّ َك َر ُؤوفٌ َو ِ ِإل ْخ َوانِنَا الَّ ِذينَ َ
سبَقُونَا بِ ْ ِ
اإلي َم ِ
َّر ِحي ٌم) (الحشر .) 10 :
شدَّاء َعلَى ا ْل ُكفَّا ِر ُر َح َماء بَ ْينَهُ ْم تَ َراهُ ْم ُر َّكعا ً ّللاِ َوالَّ ِذينَ َم َعهُ أَ ِ
سو ُل َّ وقال تعالىُّ ( :م َح َّم ٌد َّر ُ
س ُجو ِد َذلِ َك َمثَلُهُ ْم سي َماهُ ْم فِي ُو ُجو ِه ِهم ِّمنْ أَثَ ِر ال ُّ ض َوانا ً ِ ضالً ِّمنَ َّ
ّللاِ َو ِر ْ س َّجداً يَ ْبتَغُونَ فَ ْ ُ
سوقِ ِه ستَ َوى َعلَى ُ ستَ ْغلَظَ فَا ْ َ ْ
شطأهُ فَآ َز َرهُ فَا ْ ع أ ْخ َر َج َ َ اإلن ِجي ِل َك َز ْر ٍفِي التَّ ْو َرا ِة َو َمثَلُ ُه ْم فِي ْ ِ
ت ِم ْنهُم َّم ْغفِ َرةً
صالِ َحا ِ ّللاُ الَّ ِذينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ الز َّرا َع لِيَ ِغيظَ بِ ِه ُم ا ْل ُكفَّا َر َو َع َد َّ
ب ُّ يُ ْع ِج ُ
َوأَ ْجراً َع ِظيماً) (الفتح .) 29 :
حكم من أبغض الصحابة-:
قال اإلمام مالك رحمه ّللا :من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب
رسول ّللا صلى ّللا عليه وسلم فقد أصابته االية.
النهي عن سب الصحابة-:
وفي الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي ّللا عنه قال :قال رسول ّللا صلى ّللا
عليه وسلم " :التسبوا أحدا من اصحابي فلو أن أحدا أنفق مثل أحد ذهبا مابلغ مد
أحدهم والنصيفه".
والمد :ربع الصاع .والنصيف :نصف المد .والمعنى :مابلغ هذا القدر اليسير من
فضلهم ،وال نصيفه.
وفي الصحيحين من حديث على بن أبي طالب رضي ّللا عنه ،أن النبي صلى ّللا عليه
وسلم قال في قصة حاطب بن أبي بلتعة ... " :إنه قد شهد بدرا ،وما يدريك لعل ّللا
اطلع على أهل بدر فقال :اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم".
قال ابن كثير رحمه ّللا في تفسيره :هذه اآلية نص في دخول النبي صلى ّللا عليه
وسلم في اهل البيت ههنا ،ألنهن سبب نزول اآلية ،وسبب نزول اآلية داخل فيه قوال
واحدا ،إما وحده على قول ،أو مع غيره على الصحيح.
فدخل في هذه اآلية امير المؤمنين على بن أي طالب ،وفاطمة بنت رسول ّللا صلى ّللا
عليه وسلم ،والحسن والحسين ،رضي ّللا عنهم أجمعين ،لحديث عائشة رضي ّللا
عنها :خرج رسول ّللا صلى ّللا عليه وسلم غداةً وعليه ِمرطٌ مرحل من شعر أسود ،
فجاء الحسن بن على فأدخله ،ثم جاء الحسين فدخل معه ،ثم جاءت فاطمة فأدخلها ،
س أَ ْه َل ا ْلبَ ْي ِ
ت َويُطَ ِّه َر ُك ْم ّللاُ لِيُ ْذ ِه َب عَن ُك ُم ال ِّر ْج َ
ثم جاء على فأدخله ،ثم قال ( :إِنَّ َما يُ ِري ُد َّ
تَ ْ
ط ِهيراً ( .) 33رواه مسلم.
-9ويعتقد أهل السنة والجماعة:
ماتواترت به النصوص من وقوع كرامات ّللا تعالى ألوليائه.
تعريف الولي-:
والولى عندهم :من فعل المأمورات الشرعية ،واجتنب ماجاءت الشريعة بالنهي عنه.
قال تعالى عن الولياء( :أَال إِنَّ أَ ْولِيَاء ه
ّللاِ الَ َخ ْوفٌ َعلَ ْي ِه ْم َوالَ هُ ْم يَ ْح َزنُونَ ) (يونس 62 :
) (الَّ ِذينَ آ َمنُو ْا َو َكانُو ْا َيتَّقُونَ ) (يونس .) 63 :فباإليمان والتقوى تكون الوالية.
تعريف الكرامة-:
والكرامة :أمر خارق للعادة ،يجريه ّللا تعالى على يد ولي من اوليائه ،معونة له
على أمر ديني او دنيوي .لكن التصل كرامة الولي إلى مثل معجزات األ نبياء
والمرسلين.
ويعتقدون تحريم الخروج على والة المر وإن جاروا وظلموا ،مالم يروا كفرا بواحا
عندهم فيه من ّللا برهان ،لقول رسول ّللا صلى ّللا عليه وسلم " :خيار أئمتكم
الذينتحبونهم ويحبونكم ،ويصلون عليكم وتصلون عليهم ،وشرار أئمتكم الذين
تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم" .قيل :يارسول ّللا ! أفال ننابذهم
بالسيف؟ فقال " :ال ،ماأقاموا فيكم الصالة ،وإذا رأيتم من والتكم شيئا تكرهونه
فأكرهوا عمله ،وال تنزعوا يدا من طاعة".
وفي لفظ ":أال من ولي عليه وا ٍل ،فرآه يأتي شيئا من معصية ّللا فليكره مايأتي من
معصية ّللا ،وال ينزعن يدا من طاعة" .أخرجه مسلم عن عوف بن مالك.
بل جاء الخبر بأن الجدال عقوبة من عقوبات هللا فى األمة .ففى سنن الترمذي وابن
ماجه من حديث أبي أمامة رضي هللا عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم:
" ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إل أوتوا الجدل" ،ثم قرأ ":ماضربوه لك إل
جدل"{زخر.}58:
قال اإلمام أحمد رحمه هللا :أصول السنة عندنا :
-1التمسك بما كان عليه أصحاب الرسول صلى هللا عليه وسلم وافقتداء بهم.
-2وترك البدع ،وكل بدعة فهي ضاللة.
-3وترك الخصومات والجلوس مع اصحاب األهواء.
-4وترك المراء والجدال والخصومات فى الدين.
الجدل المذموم:
{وكل ذلك فى الجدال بالباطل ،أو الجدال فى الحق بعدما تبين ،أو الجدال فيما
ليعلم المحاج ،أو الجدال فى المتشابه من القرآن ،أو الجدال بغير نية صالحة ...
ونحو ذلك }.
الجدل المحمود:
{ أما إذا كان الجدال إلظهار الحق وبيانه ،من عالم ،له نية صالحة ،وملتزم باألدب،
فذلك مما يحمد .قال هللا تعالى ":ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة
وجادلهم بالتي هى أحسن"[النحل.]125:
وقال تعالى ":ولتجادلوا أهل الكتاب إل بالتي هى أحسن"[العنكبوت.]46:
وقال تعالى ":قالوا يانوح قد جادلتنا فاكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من
الصادقين"[هود].